Top Banner
شرحعاد زاد ا( لقشرة وحسن اعاته مع أزواجه حسن اؤلف: وكانت س من قول ا) معالي ال ش يخ الدكتورض ان عبد اد الكريم ب عبعلماءر ال عضو هيئة كبالبحوثجنة الدائمة للعضو ال وفتاءعلمية وا الاضرة:ريخ ا 24 / 1 / 1427 هـكان: ا عفان بن عثمان جامع
20

داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

May 29, 2020

Download

Documents

dariahiddleston
Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
Page 1: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

زاد املعاد شرح (من قول املؤلف: وكانت سريته مع أزواجه حسن املعاشرة وحسن اخللق)

يخ الدكتورشال معالي عبد الكريم بن عبد اهلل اخلضري

عضو هيئة كبار العلماء

العلمية واإلفتاءوعضو اللجنة الدائمة للبحوث

جامع عثمان بن عفان املكان: هـ24/1/1427 اتريخ احملاضرة:

Page 2: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

2

2 (01اآلداب والرقائق )_شرح زاد املعاد

.وبركاته السالم عليكم ورحمة هللاالحمد هلل رب العالمين وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه

:أما بعد ،أجمعينالضارب بجميع صنوف أبواب ،المحقق المفسر المحدث الفقيه اللغوي البارعفإن اإلمام العالمة

في التفسير -رحمه هللا-بحيث لو قرأ شخص ما كتبه ،وفي كل باب من أبوابه ،ابعيد العلم مدى ى آية فإذا تكلم عل ،ى في هذا الباب وال في هذا المضمارجار وأنه ال ي ،لشهد له بأنه بلغ الغاية

د التي وهذه الفوائ ،جزمت يقينا بأن مثل هذا العلم الذي أبداه ،وما يستنبط منها ،وأوغل في معناها ،ما أن مثل حفظ اإلنسان وفهم اإلنسان بمجردهما ال يدرك به مثل هذا العلتجزم يقين ،استنبطها

جل -إال ما كتبه حول قول هللا ولو لم يكن ذلك ،وقد استنبط من بعض اآليات ما يبهر العقولوهذا ،-رحمه هللا -وله تنبيهات على آيات لم يسبق إليها {،إياك نعبد وإياك نستعين} :-وعال

.«رب مبلغ أوعى من سامع» :-عليه الصالة والسالم-داخل في قوله ولذا نجد في كالم ابن القيم حول فهم بعض ،ال تنقضي عجائبه ،والقرآن ال تنقضي عجائبه

،هذا بالنسبة للتفسير وما يتعلق بكتاب هللا - -رحمه هللا تعالى-اآليات ما ال يوجد عند غيره .صاحب تأمل ،صاحب تدبر ،فهو صاحب تالوة صاحب قراءة ،وله به الصلة الوثيقةفي مصاف -رحمه هللا-جعله فمن قرأ في كتابه تهذيب سنن أبي داود ،وأما بالنسبة للحديث

ال األئمة المتقدمين في الغوص على العلل الدقيقة الخفية التي ال يدركها كثير من أهل العلم فض ،إضافة إلى ما يبثه من أحكام وتنبيهات على بعض األحاديث في كتبه الكثيرة ،المتعلمين عن

من أبواب الكتاب المذكور إال فال يخلو باب ،وفي الكتاب المدروس زاد المعاد ما يشهد بذلكأو وصله بما ال يوجد عند ،أو انقطاعه ،أو على علته ،وفيه تنبيه على صحة حديث أو ضعفه

.-رحمه هللا-غيره ولذا تجد أهل العلم يتفاوتون في ،لكن هناك نظر دقيق في الرواية ،العلم مرده إلى الرواية

التصحيح والتضعيف وفي التعليل والسالمة من العلة والمخالفة واالختالف على الرواة تجدهم عند المضايق - -رحمه هللا تعالى-فتجد ابن القيم ،وهذا فضل هللا يؤتيه من يشاء ،يختلفون

.والدرايةوتجده يجمع بين الرواية ،اا بالغ يحرر لك المسألة تحرير مام وأما ما يتعلق بالمسائل الفقهية من الحالل والحرام فهذا الكتاب خير شاهد على تبحر هذا اإل

ذكر ما يخطر على ،إذا تطرق لمسألة من المسائل الخالفيةفتجده ،في هذا الباب وهذا المجالأن كن ذا بحث مسألة يمفإ ،اا وافي ا كافي ا شافي وتجده يجمع جمع ،وما ال يخطر على البال ،البال

واألدلة والشواهد ،صفحة نتبحث عند أهل العلم بصفحة أو صفحتين يمكن أن يبحثها في خمسيا فإذا بحث المسائل الفقهية المتنازع فيه ،عن غيره ا في هذا الكتاب فضال على ذلك كثيرة جد

.حتى يمأل الخوابي ويبلغ الروابي -رحمه هللا-يسيل واديه

Page 3: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

3 3

3 معالي الشيخ عبد الكريم اخلضري

سائل االعتقاد وما يؤثر عن سلف هذه األمة مما يوضح ما جاء في كتاب هللا وسنة إذا بحث م ومن قرأ في اجتماع الجيوش ،من االعتقاد الصحيح فال مزيد -عليه الصالة والسالم-نبيه

أما .فهو إمام في كل باب وفي كل فن ،اإلسالمية أو في النونية رأى من ذلك الشيء الذي يبهرعلى ومن أراد أن يطلع ، بجميع فروعها االثني عشربالنسبة لعلوم العربية فله فيها القدح المعال

وفي هذا الكتاب شيء ليس ،شيء من ذلك فليقرأ توجيهه لبعض األوجه اإلعرابية في كتبه وكتابه بدائع ،وما جاء في بعض األحاديث ما يشكل إعرابه ،بالقليل من توجيه بعض اآليات

.الفوائد مملوء من المسائل المتعلقة بالعربيةقد يتعجب منه اإلنسان في عمر يسير أحاط قدمتوعلمه كما ،هذا اإلمام متفننهذا :أقول

كثير من دلكن ال تجد عن ،لكن غيره كثير ممن تميز ،وإن تميز بالفهم والحافظة ،بهذه العلوموكل هذا مما ال يدرك إال باإلخالص ،راتأهل العلم مثل هذه التحقيقات ومثل هذه التحري

.الصادق ،تشم رائحة اإلخالص من كتاباته ،ت شم رائحة اإلخالص من كتاباته -رحمه هللا-فابن القيم

،واالعتراف بالجهل والعجز ،فتجده في مدارج السالكين في كثير من المواضع تجد التواضع الجمفي طريق الهجرتين لما ذكر حال ،ك شيء كثيروإغاثة اللهفان من ذل ،وفي طريق الهجرتين

،نلما ذكر حال المقربي ،لكن ال يمنع أن تذكر في هذه المناسبة ،اوهذه ذكرتها مرار ،المقربين ،يجزم القارئ أنه يتحدث عن نفسه ،وشرح المنهج والطريقة التي يسيرون عليها في ليلهم ونهارهم

قد ،أنه ما شم لهم رائحة -رحمه هللا-ومع ذلك يقسم ،وهذا ديدنه ،وهذه طريقته ،هذا منهجه -رحمه هللا-ا في كالم ابن القيم ما يدل على شيء من رؤية ما كتبه ننا نقرأ أحيان إ :يقول قائل

ي مباحث التوبة التي أفاض فيها في مدارج السالكين وجه طالب العلم أن يعنى فف ،من قبل نفسه ،واهتم به ،فاقرأ هذا الفصل :ثم قال ،ينظر إليه باهتمام بالغوأن ،بهذا الفصل من هذا الكتاب

.علك أال تجده في مصنف آخر ألبتة ،واعتني به علك أال تجده في مصنف آخر ألبتةم تكلم بكال االكالم صحيح يعني مع ما اطلعنا عليه من الكتب التي تعنى بالتوبة ما وجدنا أحد

وأعجب به ،وأعجبه عمله ،ن ابن القيم رأى عملهإل هذا لكن هل يقال مث ،مثل كالم ابن القيموال يظن به أنه ،ص هو يستثير همة طالب العلم أن يستفيد من هذا الكالم،مما يخدش اإلخال

ؤها ا نقر مواطن كثيرة جد .أنه رأى عمله وأعجب به وأ ،أو يعجب بهذا الكالم ،يترفع بهذا الكالم . المستعانوهللا ،البن القيم يهضم فيها نفسه

حتى ،الموضوع الذي نحن بصدده يتعلق باآلداب والرقائق اآلداب والرقائق صبغة للكتاب كله ولذا اإلحاطة بجميع ما في ،فهي صبغة عامة للكتاب ،ه القلبإذا ساق األحكام أدخل فيها ما ينب

وكثير من .للكتابإال باستعراض تام واستقراء الكتاب مما يتعلق باألخالق والرقائق مستحيلة العلماء والفقهاء على وجه الخصوص يسردون المسائل العلمية بأدلتها وخالفها وما قيل فيها

Page 4: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

4

4 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

فإن قيل ،وقال وقوال اتجدها عراك ،لكن هل يستفيد القلب من استعراض هذه المسائل ،بذيولهافكتب ،ب والسنةوأهل العلم عمدتهم على نصوص الكتا ،وأدلة من الكتاب والسنة ،وكذا ،قلنا

الفقه ومما تتميز به منظومة ابن عبدالقوي في ،الفقه بحاجة إلى مثل هذا التصرف من ابن القيمالدالية الطويلة علها أن تكون في اثني عشر -هللا رحمه–منظومة ابن عبدالقوي ،الفرائدعقد

منظومة على قوتها ما تتميز به هذه ال ،وهي نظم للمقنع ،ألف بيت أو أكثر في مجلدين مطبوع .جل وعال-تتميز به أنه استهل األبواب بما يذكر باهلل ،ومتانتها وموضوعها في الحالل والحرام

:فإذا قرأت مقدمة الجنائز أو الكسوف أو االستسقاء أو البيوع اإياك والمال الحرام مورث خمسة أبيات تربطك باهلل ،يستهل هذه األبواب بأربعة أبيات هوالفرائض وغيرها من األبواب تجد

،ألننا مع األسف نشاهد ؛لتعمل بها ؛وتجعلك تحرص على فهم هذه األحكام -جل وعال-ف لكن قد يتخل ،ويعرف األحكام العملية بأدلتها ،وأدركنا من يقرأ ويهتم بهذه األحكام ،وشاهدنا

-رحمه هللا-ن القيم ولو استعمل هذا األسلوب من العالمة اب ،تجد عليه ما يالحظ ،العمل عندهأو من ابن عبدالقوي أو من غيرهما من يعنى بهذا الشأن ما وجدنا االنفصام أو االنفصال بين

اب ابن القيم تجده في كل األبواب يطرح قضية ما يحيي القلب فيما يتعلق بهذا الب ،العلم والعمل ،فاآلداب جمع أدب ،قاآلداب والرقائ ،هما اآلداب والرقائق ؛مركب من شقين ،موضوع الدرس

وأدخلوها في مصنفاتهم ،صنفوا فيها الكتب المفردة ،اآلداب ألهل الحديث بها عناية فائقة .الجوامع

ا وأيض ،البيهقي كذلك له أدب مفرد ،وله األدب المفرد ،البخاري له كتاب األدب في صحيحه المقصود أن العلماء ع نوا بهذا .تحدث عن اآلداب مع أن صبغة الكتاب العامة أحاديث أحكام

ويقصد باآلداب التي يتحدث عنها أهل العلم أعني علم الكتاب والسنة المراد بها ما ،الجانبإذا و ،ويطلق ،أما ما يتعلق بأدب الدرس الذي له كيانه وله استقالله ،يتعلق بأدب النفس وتهذيبها

الدرس الذي اشتملت كثير من عنى به أدبفإنه ي ،أطلق األدب انصرف إليه مع األسففعندنا أدب ،المصنفات فيه المطولة والمختصرة والمتوسطة على ما يناقض األدب الشرعي

،وهناك أدب يسمونه أدب درس ،وهو المقصود بهذا الدرس ،وهو المراد عند أهل العلم ،شرعيف شيء من األدب العفيوفيه ،عيون األخبارو ،اكتب كثيرة جد ،من كتبه األغاني والعقد الفريد

.فيه الشيء الكثير ،ا األدب الماجنوفيه أيض ،المحتشم -ى من كتاب هللا وسنة نبيهط والمستوح وعلى كل حال طالب العلم يهمه أدب النفس المستنب

ا مبثوث في كتب وهو أيض ،كتب السنة ،ومرجعه في ذلك كتب السنة ،-عليه الصالة والسالميرجع في ذلك إلى كتب السنة سواء كان ،عنى باآلداب واألخالقالتي ت المفسرين حول اآليات

ا إلى الكتب التي ألفها العلماء في األدب المشتملة رجع أيض وي ،ا أو ضمن الجوامعاألدب مفرد

Page 5: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

5 5

5 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

ومن أهمها اآلداب الشرعية البن مفلح ومنظومة اآلداب ،على النصوص وعلى أقوال أهل العلما الوصية المنظومة الميمية للشيخ حافظ الحكمي فيها كثير من وأيض ،البن عبدالقوي مع شروحها

.الوصايا واآلداب تهم طالب العلم ال حمد قو استعمال ما ي ،وفعال حمد قوال وهو استعمال ما ي ،اآلداب جمع أدبفإذا عرفنا هذا

ع الوقوف م :وقيل ،األخذ بمكارم األخالق ،ر بعضهم عنه بأنه األخذ بمكارم األخالقعب ،وفعال والرفق بمن ،تعظيم من فوقك ،والرفق بمن دونك ،هو تعظيم من فوقك :وقيل ،المستحسنات

،ألنه يدعى إليه ؛ي بذلكم س ،وهي الدعوة إلى الطعام ،إنه مأخوذ من المأدبة :وقيل ،دونكباب ،كتاب األدب :في صحيحه ترجم ترجمة كبرى فقال -رحمه هللا تعالى-اإلمام البخاري

فترجم بالترجمة الكبرى ،األدب يقصد به التعامل مع اآلخرين ،باب البر والصلة ،البر والصلة فالبر ،ثم جاء بترجمة جزئية تدخل في هذه الترجمة الكبرى باب البر والصلة ،العامة باب األدبر فالب ،وهما الوالدان ،بما يتعلق بأقرب الناس إليك -رحمه هللا تعالى-فبدأ ،والصلة من األدب

-ي فجعل اإلمام البخار ،صلة األرحام تتعلق باألقارب ،والصلة تتعلق باألقارب ،يتعلق بالوالدين .البر أو الصلة من األدب -رحمه هللا تعالى

يعني ما فيه ،ا أن صحيح اإلمام مسلم غير مترجمف جميع وأما النووي في صحيح مسلم نعر النووي ترجم في شرح مسلم بكتاب البر ،إنما فيه الحديث السرد بدون تراجم ،أبواب ما ت رجم

البر والصلة من -رحمه هللا تعالى-فجعل البخاري ،البر والصلة واآلداب ،والصلة واآلدابالصلة وغير هاتين الكلمتين مما يتعامل به مع القريب فجعل األدب يشمل البر و ،أقسام األدب

مين إنما جعلهما قسي ،ا منهقسيمين وليسا قسم ،والنووي جعل البر والصلة قسيمين لألدب ،والبعيدقسم التعامل مع الناس جعلناهم ثالثة أصناف أقرب إذا أردنا أن ن ،ووجهة نظره ظاهرة ،لألدب ،والصلة لذوي األرحام ،فجعل البر للوالدين ،ثم سائر الناس ،ثم من يليهم من األرحام ،الناس

.ا للبر والصلةفجعل األدب قسيم ،واألدب مع سائر الناسفاألدب كلمة عامة شاملة تشمل التعامل مع القريب ،وعلى كل حال المسألة اصطالحية

مع ذوي األرحام والصلة ،والبر مع الوالدين ،بينما النووي جعل األدب مع البعيد ،والبعيدألن القصد معلوم بالنسبة للبر والصلة من األدب في ؛وال مشاحة في االصطالح ،واألقارب

ي هد ،-عليه الصالة والسالم-وكتاب زاد المعاد يشرح فيه هدي النبي ،كتابنا هذا في زاد المعاد والده وأمه حاملتوفي -عليه الصالة والسالم-معلوم أن النبي ،-عليه الصالة والسالم-النبي

ست سنين -صلى هللا عليه وسلم-ولما بلغ ،حمل -عليه الصالة والسالم-توفي وهو ،به .له والدان يبرهما فلم يبق ،توفيت والدته آمنة بنت وهب

لكن هذا بالنسبة للوالدين ،يبقى ؟إذا مات الوالدان ما يبقى من البر شيء :قد يقول قائل الهمبقي من برهما الصالة عليهما والدعاء :قال -الة والسالمعليه الص-المسلمين النبي

Page 6: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

6

6 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

المقصود أنه يبقى من بر اإلنسان بوالديه بعد ،والصدقة وصلة الرحم التي ال توصل إال بهمالما ،ألنهما ماتا كافرين ؛حتى عن االستغفار لهما -عليه الصالة والسالم-لكن النبي ،موتهما

فكان أقرب الناس إليه ،ثماني سنين مات جده عبدالمطلب -وسلمصلى هللا عليه -بلغ النبي ،مثل األب ، فالعمأن عم الرجل صنو أبيه -عليه الصالة والسالم-ويقرر ،فكان يصلهم ،أعمامه

هذا ما ،يعني مثل أبيه «عم الرجل صنو أبيه» :تجب صلته في الحديث المتفق على صحته .يتعلق باألقربين

ال هنا والمراد بالكم ،للزوج الكامل أما ما يتعلق بمعاملته مع أزواجه ومعاشرته أهله فكان مثاال ي ف -رحمه هللا تعالى-قال ابن القيم ،-عليه الصالة والسالم-فهو أكمل البشر ،الكمال البشري لى عائشة وكان يسرب إ ،لقوكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة وحسن الخ :الكتاب المقرر

ا فر سوكان إذا أراد ،ا ال محذور فيه تابعها عليهوكانت إذا هويت شيئ ،بنات األنصار يلعبن معها :-عليه الصالة والسالم-وكان يقول ،فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ،أقرع بين نسائه

إذا صلى العصر دار -عليه الصالة والسالم -وكان ،«خيركم خيركم ألهله وأنا خيركم ألهلي»ها فإذا جاء الليل انقلب إلى بيت صاحبة النوبة فخص ،واستقرأ أحوالهن ،منهن اعلى نسائه فدن

ر فيزا ،وسعإنما األمر فيه أ ،للقسم وأما بالنسبة للنهار فليس محال ،ألن القسم عماده الليل ؛بالليلأو لبعضهن دون ،يترك البواقيلكن ال يعني أنه يخصص النهار لواحدة من نسائه و ،الجميعا ما حضر بالنهار ما تطالبه لكن لو ما حضر اليوم في النهار وغد ،العدل واجب ،ال ،بعض

.ألن عماد القسم الليل ؟الزوجة لماذا لم تحضر ،كان يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في الق سم :-رضي هللا عنها-قالت عائشة

.هذا ما يتعلق بأزواجه ،اوقل يوم إال كان يطوف علينا جميع يعامل -صلى هللا عليه وسلم-كان رسول هللا ؟-عليه الصالة والسالم-وماذا عن أصحابه

:فلما قدم السائب قال ،السائب -صلى هللا عليه وسلم-وشارك رسول هللا ،ا وشراء أصحابه بيع قاله لشريكه ،«ال تداري وال تماري ،فنعم الشريك كنت ؟يأما كنت شريك» :قال ؟أما تعرفني

أما في بيعه .ووهب واتهب ،وأثاب عليها ،وقبل الهدية ،-عليه الصالة والسالم-وأهدى ،السائبء واشترى من جابر ،وحث على التسامح في القضاء واالقتضا ،للتسامح وشرائه فكان مثاال

ذ أتراني ماكستك آلخ»فلما قدم المدينة وزن له الثمن ثم أعاد إليه الجمل ،وماكسه فيه ،الجملواألمثلة على ذلك ،واقتدى به أصحابه في حسن التعامل في البيع والشراء ،هذا مثال «جملك

حتى صار من تمام نصحهم ،-عليه الصالة والسالم-ومعولهم في ذلك االقتداء به ،اكثيرة جد .د في أعراف التجار غفلةعلمن يعاملهم ما ي

،ما يرجع حتىنتفرق ،فرصة :ثم لما تم العقد ما قال ،ا بثالثمائةجرير بن عبدهللا اشترى فرس :قال ،فلما تم العقد ،اشتريت :قال ،أربعمائة :قال ،ال جملك يستحق أكثر من ثالثمائة :قال

Page 7: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

7 7

7 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

في هذا لكن اآلن لو يوجد مثل ،مائة فما زال به حتى أوصله إلى الثمان ،جملك يستحق أكثرمسكين مسكين :أسواق المسلمين مع هذه الغربة التي نعيشها ومع هذا التكالب على الدنيا لقالوا

،بمائة ريال ؟كم هذه السلعة :يعني بمجرد ما يقال له ،بل يرمون بالتغفيل من ال يماكس ،مغفل -عليه الصالة والسالم-يعوا النبي والصحابة با ،هذا مسكين ،يخرج المائة من الجيب ويدفعها

عليه -، فالنبيفالنصح لكل مسلم هو الدين ،ا بهموليس األمر خاص ،على النصح لكل مسلملمن يا رسول :قلنا ،«الدين النصيحة ،الدين النصيحة ،الدين النصيحة» :قال -الصالة والسالم

.للناس كلهم تنصح ،«ولعامتهمهلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمين » :قال ؟هللاويقول ،-عليه الصالة والسالم-وهذا من أدبه ،يمازح أصحابه -عليه الصالة والسالم-وكان

.في مزاحه الحقومع األسف أن تجد بعض طالب العلم يظن أن المزاح مع اإلخوان تجد الناس في هذا على

ا في مزاحه إلى أن يقول الحق ويضطر أحيان ،منهم من يمزح ويسترسل في مزاحه ؛طرفي نقيضالطرف اآلخر من يقطع ،هذا طرف ،ويتعالى عليهم لمزاحه ،ويسخر من الناس ،وغير الحق

نسأل هللا السالمة ،حتى أثر عن بعض طالب العلم أنه ال يرد السالم ،ويحسم المادة ،البابفي كتب :في الموضوع قالناقشته :وذ كر لي عن شخص معروف له منصب فقال ،والعافية

:قلت ،ال يرد السالم األدب أدب القضاء أنه إذا كان رد السالم يذهب هيبة القاضي فإنه حينئذ ونحن نعرف أن رد السالم ،وهللا لو أثرت بالسند الصحيح عن أبي بكر الصديق لما قبلناه

.واجبعلى كثير من اد يكون صعب نعم التوازن ق ،ل لبعض الناس ويملي لهمالشيطان يسو :فأقول

ألنه إذا فتح الباب ؛وينطوي على نفسه ،فيقطع الصلة بالناس ،فيحتاج إلى حسم للمادة ،الناسمثل هذا إذا غلب على ظنه أنه يجره مثل هذا هذه :نقول ،ما استطاع أن يتزن ويتوسط في أمره

السالمة ال :المحظور نقول الخلطة ومثل هذا المزاح ومثل هذا االسترسال إلى أن يدخل في حيزيعني كثير من ،هناك مضايق قد ال يتخلص منها كثير من الناس ،وهناك مضايق ،يعدلها شيء

من حزن وبين -عليه الصالة والسالم-الناس يصاب بمصيبة ويريد أن يوازن بين فعل النبي فتجده إما أن يسترسل مع ،ا على كثير من النفوسهذا صعب جد ،فال يستطيع ،الرضا بالقدر

لما مات ،اد لما مات ابنه ضحكأو يفعل كما فعل بعض العب ،ويرتكب المحظور ،ويبكي ،الحزن ابنه ضحك لماذا؟

فقال هو ،ألنه ال يستطيع أن يوازن بين بكاء وقلب يحزن وعين تدمع مع الرضا والتسليم للقدر ،أكمل هدي -عليه الصالة والسالم-بي لكن هدي الن ،يقطع هذه المادة ويحسمها بأن يضحك

وال شك أن من الناس من ،لتتبين أقدار الناس ؛ووجود مثل هذه المضائق ،التوسط في األمور

Page 8: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

8

8 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

وبعض الناس تجتاله ،أموره كلها مخطومة بخطام الشرع وزمامه ،هو صاحب همة وعزيمة .أخرى ا تارة وشماال المواقف واألحداث يمين

التورية أن يفهم -ويوري ،يمازح أصحابه ويقول في مزاحه الحق -السالمعليه الصالة و -كان أما إذا ،لكن التورية إذا ارتكبت من أجل تضييع حق لمسلم ال تجوز ،-السامع منك غير مرادك

عليه الصالة -فكان النبي ،وترتب عليها مصلحة ،لم يترتب عليها تضييع وأكل حق لمسلميوري وال يقول في توريته إال الحق مثل أن يريد جهة يقصدها فيسأل عن غيرها كيف -والسالم

؟كيف طريقه إذا بغينا كذا من أين نذهب ،فيسأل عن الجنوب طريقها يريد إلى جهة الشمال مثال فيسأل عن غيرها ،مثل أن يريد جهة يقصدها ،مثل هذا تورية ،إذا أردنا كذا وهو يريد الشمال

وقد ،وكان يشير على أصحابه ويستشيرهم ،أو نحو ذلك ؟وكيف مياهها ومسلكها ؟هاكيف طريق وهو المؤيد بالوحي. ،أمر بذلك

وبعض الناس إذا أراد {،وشاورهم في األمر} :-جل وعال-ونزل عليه قوله ،هو المؤيد بالوحي وتأتي النتائج في الغالب عكسية. ،ا ركب رأيه ولم يستخر ولم يستشرشيئ

ونكبببببب عبببببن ذكبببببر العواقبببببب جانببببببا .ألقى بين عينيه عزمه هم إذا.

،ومثل هذا يكون في الغالب حظه الندم ،مجرد ما تخطر له فكرة ينفذ فال يستشير وال يستخير ويجيب الدعوة هذا من أدبه الرفيع ،ويشهد الجنازة ،يعود المريض -عليه الصالة والسالم-وكان

-ويمشي مع األرملة ،ويجيب الدعوة ،ويشهد الجنازة ،يعود المريض -الصالة والسالمعليه -يمشي مع هؤالء يمشي مع ،ويمشي مع الضعيف في حوائجهم ،والمسكين -عليه الصالة والسالم

وبعض الناس يترفع عن أن يغشى ويرتاد ،ويقضي حوائجهم ،األرملة والمسكين والضعيفويترفع عن ،بعض الناس يخصص مجالسه للمأل وعلية القوم ،نمجالسه الضعفاء والمساكي ،وأدركنا من شيوخنا من يحضر طعامه باستمرار الفقراء والمساكين ،مجالسة الفقراء والمساكين

-ء به كل هذا اقتدا .وال يمنعون ،نكرون وال ي ،وال يدعون ،وال يقال لهم شيء ،ويتقدمون األغنياء -عليه الصالة والسالم-فقد أدار اللبن على أهل الصفة قبل أن يشرب ،-عليه الصالة والسالم

.وهم فقراء المسلمينولكن ما قيل فيه من المديح فهو جزء ،مديح الشعر وأثاب عليه -عليه الصالة والسالم-سمع

عليه الصالة -أثاب على هذا الجزء اليسير من حقه ،وأثاب على الحق ،ا من محامدهيسير جد أما ما م دح به بعده مما ارتكبت فيه ،-عليه الصالة والسالم-هذا بالنسبة لما سمعه ،-الموالس

ال تطروني كما أطرت النصارى ابن » :-عليه الصالة والسالم-المخالفات الصريحة لقوله من هذا -عليه الصالة والسالم-ولم يسمع ،فقد وقع في بعض المدائح الشرك األكبر ،«مريم

؛وأثاب على الحق ،المديح -عليه الصالة والسالم-فسمع النبي ،وإال لبادر بإنكاره ،االنوع شيئ يكون ،وأما مدح غيره من الناس فأكثر ما يكون بالكذب ،ألن ما قيل فيه بحضرته وأقره فهو حق

Page 9: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

9 9

9 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

-فلذلك أمر ،فأكثر ما يكون بالكذب ،يكون بما ال يستحقه اإلنسان ،يكون باإلطراء ،بالمبالغةاألسف حتى في مجالس نجد مع ،حثى في وجوه المداحين الترابأن ي -ه الصالة والسالمعلي

من الناس اواألصل أن باب المدح ال سيما وأن كثير ،العلم المدح بما في اإلنسان وبما ليس فيه-إذا كان ال يتأثر فالنبي ال يجوز مدحه وإالففإذا كان اإلنسان يتأثر بالمدح هذا ،يتأثر بالمدح

فإذا كان ممن يتأثر فمثل هذا يحثو ،مدح بعض الصحابة في وجوههم -عليه الصالة والسالم .والجزاء من جنس العمل .أو يوقفه عند حده إذا سمع من المدح ،في وجه المداح التراب

ح بما فيه سمع وفر من قبل المدح ،والتجربة تشهد بأن من قبل المدح بما فيه سمع الذم بما فيه ة التجربة موجود ،وأما من سمع المدح بما ليس فيه سمع الذم بما ليس فيه ،به سمع الذم بما فيه

وما كنا نرى من ،ومع األسف أننا نجد بعض من ينتسب إلى العلم ،هذا أمر مجرب ،في هذا بعض تصار بل ،نكر بينناوصار ال ي ،ودرج بيننا ،لكن شيء وفد إلينا ،شيوخنا مثل هذا

وأما ،رسلأو ،رسل لفالن كذاوأ ،رسل لفالن خطاب شكرأ ،الجهات العلمية قيامها على هذا ،الطالب يمدح المشرف ،كما هو معلوم ،بالنسبة لمناقشات الرسائل العلمية فمبناها على هذا

.لشيء مثل هذا اا استنكار وال تسمع أحيان ،وهكذا ،والمناقش ،والمشرف يمدح الطالبيعني شخص يقدم آلخر من طالب العلم قد زوده بسيرته الذاتية من ،أمور مضحكة توجد لذا

:ثم استهل المحاضر محاضرته بأن اتجه إلى هذا المقدم وقال له ،فقرأها المقدم ،غير طلبمثل هذا يقضي على :فأقول ،ه الكالم كلهأعطاي ، وهو الذقطعت عنق صاحبك ،سامحك هللا

.امبرم اإلخالص قضاء إذا حدثتك نفسك ،إذا حدثتك نفسك باإلخالص :في الفوائد يقول -رحمه هللا تعالى-ابن القيم

وال يضر ،باإلخالص فأقبل على حب المدح والثناء فاذبحه بسكين علمك أنه ال أحد ينفع مدحهوأن ،وأقبل على الطمع فاذبحه بسكين يأسك من المخلوقين :ثم قال ،-جل وعال-ذمه إال هللا

يعني لو أن ،-جل وعال-فليكن ارتباطك باهلل ،-جل وعال-جميع ما يرد إليك إنما هو من هللا ليك وأثنى ع ،تحدث عنك في مجلسه البارحة اأو الوزير فالن ان األمير فالن إ :الواحد منا قيل له

ي من ذكرني في نفسه ذكرته ف» :لكن لو قيل له أو سمع ،ام من الفرحأكيد أنه ما ين ،الليلة هذههذا ال يحرك شعرة عنده لماذا؟ ألن قلوبنا ،«ومن ذكرني في مأل ذكرته في مأل خير منه ،نفسي

.-جل وعال-ما تعلقت باآلخرة وما يقرب إلى هللا ،مرتبطة بالدنياألنه يتعامل مع من ال تخفى عليه ؛ويتعامل مع هللا بوضوح ،باتاالحسفعلى اإلنسان أن يعيد

أو يظهر الصالح بين الناس فهو ،أو يتماوت ،كون اإلنسان يتمسكن ،يعلم السر وأخفى ،خافية :فصل :-رحمه هللا تعالى-ثم قال ،فلننتبه إلى مثل هذا ،يتعامل مع من ال تخفى عليه خافية

ورقع ،وخصف نعله بيده ،وصارع ،بنفسه على األقدام -وسلمصلى هللا عليه -وسابق رسول هللا قتل القمل ،معنى فلى ثوبه؟ قتل القمل الذي فيه ما ،وفلى ثوبه ،وحلب شاته ،ورقع دلوه ،ثوبه

Page 10: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

10

10 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

وربط على ،ن في بناء المسجدوحمل مع الصحابة اللب ،وخدم أهله ونفسه ،وفلى ثوبه ،الذي فيه ،-عليه الصالة والسالم-وشبع ليشكر ،جاع ليصبر ،وشبع تارة ،بطنه الحجر من الجوع تارة

.وأضاف وأضيفويرى أن اختالطه بالناس ،ومع األسف أن بعض الناس إذا د عي لضيافة أو غيرها ال يستجيب

يه عل-وكان :-رحمه هللا-إلى أن قال ،وهللا المستعان ،ال سيما إخوانه وأقرانه مما يذهب هيبتهوكان إذا ،ا منها قضى خير وكان إذا استسلف سلف ،أحسن الناس معاملة -مالصالة والسال

بارك هللا لك في أهلك ومالك إنما جزاء » :فقال ،ودعا له ،ا قضاه إياهاستسلف من رجل سلف صلى هللا عليه -فأغلظ للنبي ،ا فجاء صاحبه يتقاضاهواقترض بعير ،«السلف الحمد واألداء

به أصحابه فهم -عليه الصالة والسالم-أغلظ على النبي ،فهم به أصحابه أن يوقعوا به ،-وسلمفأغلظ ،اوتقاضاه غريم له دين ،«فإن لصاحب الحق مقاال ،دعوه» :-صلى هللا عليه وسلم-فقال أحوج الناس إلى أن -يعني نفسه -كنت ،مه يا عمر» :به عمر بن الخطاب فقال فهم ،عليه

«.وكان أحوج إلى أن تأمره بالصبر ،تأمرني بالوفاءلكل ،لكل طرف منها ما يناسبه ،الخطابات الشرعية في المسائل التي فيها أكثر من طرف

مسألة تتكرر ،والدائن يؤمر بالصبر واإلنظار ،فهنا المدين يؤمر بالقضاء ،طرف منها ما يناسبهك ثم تقام الصالة يدركها ويدر ،ثم بعد ذلك يتأخر قليال ،يأتي إلى محاضرة اتجد شيخ ،اكثير

م قد نع ؟لماذا تتأخر ،اتجه باللوم إلى نفسك ،ال يا أخي :ثم يتجه باللوم إلى اإلمام نقول ،بعضهاا من خطابات وأيض .لكن أنت عاتب نفسك يا أخي ،شيء أويكون له ظرف زحام في طريق

وأنت ،وجاء على حد زعمه بطلبك لينفع الناس ،هذا شخص له قدره :اإلمام الشرع ما يتجه إلى .على طلبه ،إن شاء هللا ،مأجور

لكل طرف ما يناسبه من ف ،المقصود أن خطابات الشرع إذا كان هناك أكثر من طرف الماذ :كثير من الناس تفوته الصالة تقول له ،فليس لهذا الشيخ أن يتجه إلى اإلمام ،الخطابات

يا أخي ارجع إلى نفسك .أو اإلمام ما طول القراءة ،وهللا اإلمام استعجل :فاتتك الصالة يقولوبالمقابل اإلمام إذا كان ؟حي على الفالح ،حي على الصالة :لماذا تتأخر وقد سمعت ،فلمها

.وأن يجعلهم يدركون الصالة معه ،ا أن يرفق بالمأمومينه إليه أيض وج يستعجل ي فجاءه قبل ،فجاءه قبل األجل يتقاضاه ،ا إلى أجلبيع يهودي -عليه الصالة والسالم-وباعه

،إنكم لمطل يا بني عبدالمطلب :فقال اليهودي ،«لم يحل األجل» :فقال ،األجل يتقاضاه ثمنه -عليه الصالة والسالم-ا فلم يزده ذلك إال حلم ،به أصحابه فنهاهم فهم ،يعني تؤخرون األجل

وهي أنه ال تزيده شدة ،وبقيت واحدة ،كل شيء منه قد عرفته من عالمات النبوة :فقال اليهوديدابه إلى غير ذلك مما يتعلق بأخالقه وآ ،فأسلم اليهودي ،فأردت أن أعرفها ،االجهل عليه إال حلم

.-عليه الصالة والسالم-

Page 11: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

1

1 11

11 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

بنص ا يسوقه بالنصوأحيان ،اب والسنةفترى اإلمام ابن القيم يسوق األدب النبوي بدليله من الكت ال يمكن في هذه .تجده يسبك الكالم بنصوص أحاديث ،-عليه الصالة والسالم-ثر عنه ما أ

في هذا الكتاب الذي خصصه ستقصي ما ذكره ابن القيمنالعجالة وفي هذه المدة اليسيرة أن ه وإذا كان ابن القيم قد أتى على كثير مما أسعفته ب ،-صلى هللا عليه وسلم-النبي هديلمؤلفه والمجزوم به أن المؤلف مهما بلغ ،وليس لديه مراجع ،ألنه ألف الكتاب في حال السفر ؛ذاكرته

وخلقه -عليه الصالة والسالم-ألن أدبه ؛لن يستطيع أن يوفي الموضوع حقهفمن اإلحاطة في .كان خلقه القرآن :-رضي هللا عنها-ة قالت عائش ،ترجمة عملية للدين بجميع فروعه

سألت عائشة :حدثنا يونس عن الحسن قال :حدثنا إسماعيل قال :مسند اإلمام أحمد قال ،المسند .كان خلقه القرآن :فقالت -صلى هللا عليه وسلم-عن خلق النبي متثال القرآن صار ا -عليه الصالة والسالم-ومعنى هذا أنه :- تعالىرحمه هللا-قال ابن كثير

ك ا وتر نهي ا و يعني استفاده من القرآن فصار يدور مع القرآن أمر ،عهتطب ا ا سجية له وخلق ا ونهي أمر بل عليه من الخلق ،ومهما نهاه عنه تركه ،فمهما أمره القرآن فعله ،طبعه الجبلي هذا مع ما ج

وكل خلق جميل كما ثبت في ،وكان خلقه ،العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلمعشر -صلى هللا عليه وسلم-خدمت رسول هللا :قال -رضي هللا عنه-الصحيحين عن أنس

.أف قط عشر سنين :فما قال لي ،سنيناإلنسان لو يجلس عند شخص آخر ساعة وجد منه التذمر والتأفف وضيق الخل ق وضيق

أال :وال لشيء لم أفعله ،لم فعلته :فعلتهوال قال لشيء ،عشر سنين فما قال لي أف قط ،النفسل ق -صلى هللا عليه وسلم-وكان ،فعلته ا كان ا وال شيئ ا وال حرير وال مسست خز ،اأحسن الناس خ

ا كان أطيب من ا وال عطر وال شممت مسك ،-صلى هللا عليه وسلم-ألين من كف رسول هللا .-عليه الصالة والسالم-عرقه

أدبني » :حديث -عليه الصالة والسالم-مما يتداوله الناس في هذا الباب ويرفعونه إلى النبي حديث ضعيف رواه ابن السمعاني في أدب اإلمالء ،لكنه حديث ضعيف «فأحسن تأديب ،ربي

وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية في مجموع الفتاوى في الثامن ،والعسكري في األمثال ،واالستمالءيقول .ولكن ال يعرف له إسناد ثابت ،عرف له إسناد ثابتولكن ال ي ،ن معناه صحيحإ :عشر

؛اا حسن أدبني ربي تأديب ،أدبني ربي» :أنه قال -عليه الصالة والسالم-وقد روي عنه :القرطبيإنك لعلى } :فلما قبلت ذلك منه قال {،خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} :إذ قالفهو حديث جيد «قصالح األخال أوبعثت ألتمم مكارم األخالق » :وأما حديث ،«{عظيمخلق

.بطرقه يبلغ درجة الصحيح لغيرهمن الناس يسمع الحث على األدب ما قدمنا أن األن كثير ؛وليعلم أن المراد باألدب ما قدمناه

عليه الصالة -ما جاء عن هللا وعن رسوله ،والمراد به األدب الشرعي ،المراد به أدب النفس

Page 12: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

12

12 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

وأما ما تعارف الناس عليه واصطلحوا عليه من أدب الدرس الذي مؤلفاته ،وفعال قوال -والسالمكثير من األمور التي ،كثير من المجون ،من سفاسف األمور ،مشحونة بكثير من اإلسفاف

ومع األسف أنه يوجد لبعض ،ب العلمعن العلماء وطال ينبغي أن يتحاشاه عامة المسلمين فضال من قرأ فعلماء ،وفيها شيء من هذا اإلسفاف ،العلماء مؤلفات في األدب الذي هو أدب الدرس

،-جل وعال -لعالم له عالقة بكتاب هللافي محاضرات األدباء ومحاورات الشعراء تعجب كيف .ومع ذلك يكتب مثل هذا الكتاب

وذكر في مقدمته أن بعض الناس قد ينتقد أن ،ابن الوردي له كتاب في غاية السفول واإلسفاف فهم ،والعلم شيء آخر ،وما علموا أن األدب شيء ،ومفت يصدر هذا الكتاب من شخص قاض

حاكم على كل ،بل الدين حاكم على كل شيء ،هذا فصل األدب عن الدين ال وجه له ،خاطئ-فقد ترجم اإلمام البخاري ،وهو الرقائق ،علق بالشق الثاني من عنوان الدرسأما ما يت ،شيء

ن عبر جماعة م :قال م غل ط اي :قال ابن حجر ،بكتاب الرقاق ،بكتاب الرقاق -رحمه هللا تعالىلماء عبر جماعة من الع :وقال م غل ط اي ،كتاب الرقاق :البخاري قال ،العلماء في كتبهم بالرقائق

،وله كتاب كبير في الزهد والرقائق ،منهم ابن المبارك :قال ابن حجر ،هم بالرقائقفي كتبيعني في البخاري في نسخة معتمدة من رواية النسفي عن ،وروايته كذلك ،والنسائي في الكبرى

.وكل منهما جمع رقيقة ،ا واحدمالرقاق والرقائق معناه ،والمعنى واحد ،البخاري ألن في كل منها ما يحدث في ؛سميت هذه األحاديث المدرجة تحت هذه الترجمة بهذا االسم

هذه األحاديث المدونة التي أدرجها اإلمام البخاري وغيره ممن كتب في هذا الباب ،القلب رقةهي السياط ،وال غنى ألحد عن هذه الرقائق ،هذه األحاديث وهذه النصوص تحدث في القلب رقة

وإال فقد يغفل اإلنسان إذا كان ،اإلنسان وتحمله على العمل بما علم ولقلوب التي تدعسياط ا ،ثم ال يلبث أن يتخلف عن العمل ،ال شك أنه ينشغل بها اشتغاله مع األحكام وعلوم اآللة مثال

،إذا قرأ في مثل هذه الكتب وهذه األبواب الرقاق التي هي سياط للقلوب بعثته هذه على العملضمن كتابه العظيم ،أبدع أيما إبداع في هذا الكتاب -رحمه هللا تعالى-إلمام البخاري وا

ثره أوأردفها بما ،وأورد فيه النصوص الكثيرة تحت تراجم دقيقة برع فيها اإلمام البخاري ،الصحيحفعلى طالب العلم أن ي عنى ،عن سلف هذه األمة من الصحابة والتابعين مما ال يوجد في غيره

.أعني كتاب الرقاق من صحيح البخاري ،هب :راغبوقال ال ،رق وجهه استحياء :ويقال لكثير الحياء ،الرقة والرحمة ضد الغل ظ :قال أهل اللغة

كثوب ،متى كانت الرقة في جسم فضدها الصفاقة ،متى كانت الرقة في جسم فضدها الصفاقةوجمع ،كرقيق القلب وقاسي القلب ،ومتى كانت في نفس فضدها القسوة ،رقيق وثوب صفيق

قة الزهدفما عال ،أسموها الزهد والرقائق اكتبوا في الباب كتب ،كثير من العلماء بين الزهد والرقائق ؟بالرقائق

Page 13: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

1

3 13

13 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

عن و إذا تلقى ما جاءه عن هللا ؟يعني متى يزهد اإلنسان ،الزهد نتيجة إلدامة النظر في الرقائق ،يزهد في الدنيا حينئذ ،وما جاء عن سلف هذه األمة من الرقائق -عليه الصالة والسالم-رسوله

مع عمارة -جل وعال-وهي تحقيق العبودية هلل ،ألن اإلنسان إنما خلق لغاية ؛والزهد مطلوب وال}عمارة األرض ،إنما الهدف األصلي تحقيق العبودية ،األرض التي ال تقوم العبودية إال بها

فإذا أدام النظر في الرقائق حصلت له هذه ،أجل تحقيق هذا الهدف من {تنس نصيبك من الدنيا .المنقبة التي هي الزهد

وجيهية في كتابه زاد المعاد ال يكاد يخلو باب من أبوابه من لفتة ت -رحمه هللا تعالى-ابن القيم به يوعظ ما فنذكر لذلك أمثلة من أعظم ،ر القلب وتلفته إلى تحقيق ما خلق من أجلهتذك

ب عني في هذا الكتا -رحمه هللا-القرآن الكريم ابن القيم ،ويذكر به القرآن ،ويرقق قلبه ،اإلنسان ،اوتعليم اتعلم و ا ا واستنباط ا وفهما وتدبر قراءة وحفظ -عز وجل-عناية فائقة بما يتعلق بكتاب هللا

ويرجو ثوابه كما ،-عز وجل-فأولى ما يذكر به من يخاف هللا ،لماذا؟ ألنه أولى ما ي ذ كر به بجبار فذكر بالقرآننحن أعلم ما يقولون وما أنت عليهم } :ق في آخر سورة -جل وعال-قال هللا

في قراءة القرآن -صلى هللا عليه وسلم-فصل في هديه :رحمه هللا-قال {من يخاف وعيد :واستماعه وخشوعه وبكائه عند قراءته واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك

-عليه الصالة والسالم-وكانت قراءته ،به وال يخل ،حزب يقرؤه -صلى هللا عليه وسلم-كان له وكان يقطع ،احرف ابل قراءة مفسرة حرف ،ا وال عجلةال هذ {ترتيال } :لألمر اإللهي امتثاال ترتيال

وكان يستعيذ باهلل من ،ويمد الرحيم ،فيمد الرحمن ،وكان يمد عند حروف المد ،قراءته آية آية :وربما كان يقول ،أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم :فكان يقول ،الشيطان الرجيم في أول قراءته

وذه قبل القراءة وصنيعهوكان تع ،اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثهمراد وأن ال {،فإذا قرأت القرآن فاستعذ باهلل} :-جل وعال-فسر قول هللا ي -عليه الصالة والسالم-

،وليس معناها إذا فرغت من القراءة كما يقول بعض أهل الظاهر ،فإذا قرأت يعني أردت القراءةوهذا ،ويراد به الفراغ من الشيءألن الفعل الماضي يأتي ؛صنيعه يفسر المراد بالفعل الماضي

دة إرا ،ويأتي ويراد به إرادة الفعل ،هو األصل في الفعل الماضي يأتي ويراد به الشروع في الفعل ،وأمر عبدهللا بن مسعود فقرأ عليه وهو يسمع ،وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره ،الفعل

اا وقاعد وكان يقرأ القرآن قائم ،لسماع القرآن حتى ذرفت عيناه -عليه الصالة والسالم-وخشع .ولم يك يمنعه من قراءته إال الجنابة ،اا ومحدث ا ومتوضئ مضطجع و ،واألمر بتزيينه باألصوات ،وترجيعه -عليه الصالة والسالم-كيفية قراءته -رحمه هللا-ثم ذكر

قراءة القرآن بالتطريب واأللحان إال ما كان عليه ح عدم جوازورج ،والخالف في قراءته باأللحانلكن هل كل من قرأ القرآن ،سلف هذه األمة كعبدهللا بن مسعود وكأبي موسى األشعري وغيرهما

ألن ؛هل كل من قرأ القرآن يتذكر به؟ أو كل من استمع القرآن يتذكر به؟ الجواب ال ،يتذكر به

Page 14: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

14

14 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

تمر السور وقد ينتهي اإلنسان ا،آليات وال تحرك ساكن تمر علينا ا ،اإلنسان يدرك هذا من نفسه ؟من الذي يتذكر بالقرآن ،وقد ينتقل من سورة إلى سورة وما شعر ،من حزبه ما تأثر

إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو } :-جل وعال-إنما يتذكر بالقرآن من قال عنه المولى يقول {كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيدإن في ذلك لذكرى لمن {، }ألقى السمع وهو شهيد

قلبك فاجمع ،إذا أردت االنتفاع بالقرآن :في الفوائد في أول الكتاب -رحمه هللا تعالى-ابن القيم والراوي ،يعني من حصل لجماعة أن صلوا الظهر جماعة ،اجمع قلبك عند تالوته ،عند تالوته

؟نمثل هذا يتذكر بالقرآ ،قراءة وأمنوا على قراءتهفصلى بهم اإلمام وجهر بال ،جماعة كثر :يقولوفي آخره ،وشوهد من هو ساجد يرفع أصبعه كذا يتشهد ،أو جميع من وراءه ممن يتذكر بالقرآن

.-جل وعال-والمشتكى إلى هللا ؟يعني مثل هذا يتلذذ بعبادة ،آمين في السجود :قال ،ب والمكاسب المدخولة والمطاعم المغشوشةهذا واقعنا وسبب ذلك ما ران على القلوب من الذنو

في كثير من أحوالك مع -جل وعال-كيف تستفيد وأنت في تعاملك مع هللا ،هذا يغطي القلبجل -وهللا ئ ا،يعني يصلي اإلنسان ويخرج من صالته ما استفاد شي ؟تقصير كبير وخلل عظيم

الصالة التي تترتب عليها آثارها هي {إن الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر} :يقول -وعال -عليه الصالة والسالم-وعلى ضوء ما جاء عنه ،-جل وعال-ى على مراد هللا ؤد الصالة التي ت

وقد يشرب ،تجد بعض المسلمين يصلي ويسرق «صلوا كما رأيتموني أصلي» :من قوله وفعله .اء وال عن المنكرفما نهته صالته ال عن الفحش ،إلى غير ذلك ،وقد يكذب ،الخمر

يصوم {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } قل مثل و ،إذ ا ما ترتبت اآلثار على هذه العبادة ،اإلنسان بالنهار ويزاول المنكرات والجرائم بالليل

بشرط التقوى لمن {عليه إثمفمن تعجل في يومين فال إثم عليه ومن تأخر فال } ،هذا في الحج .وهللا المستعان ،لكن شريطة التقوى ،يرجع بدون ذنب ،اتقى ال إثم عليه

لق وأ ،فاجمع قلبك عند تالوته وسماعه ،إذا أردت االنتفاع بالقرآن :يقول ابن القيم في الفوائد حانه من يخاطبه به من تكلم به سب ،سمعك واحضر حضور من يخاط ب به أو من يخاطبه به

في ميميته: -رحمه هللا-يقول الشيخ حافظ الحكمي .منه إليههببو الكتبباب الببذي مببن قببام يقببرؤه

كأنمببببا خاطببببب الببببرحمن بببببالكلم ..

،-جل وعال-نقرأ كالم هللا ما كأننا ،دئنقرأ في جرا ونقرأ القرآن وكأننا ،-جل وعال-تخاطب هللا وعكفوا على ،وجمع رؤساء األقسام ،تجد المدير والمسؤول إذا جاءه أنظمة أو لوائح جمع الوكالء

؟وماذا يراد بها ،وما يخرج منها ،وما يدخل فيها ،ليعلموا منطوقها ومفهومها ؛هذه اللوائح يدرسونه ،ى به هذه العنايةويعتن ،ثم تأتي اللوائح التفصيلية لهذا النظام ،وإذا أشكل عليهم شيء استفصلوالق اإلنسان ال نلتفت إليها ،وهذا ألنه مرتبط بالدنيا والوظيفة ،لكن الوظيفة العظمى التي ألجلها خ

إن في ذلك لذكرى } :قال تعالى -صلى هللا عليه وسلم-فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله

Page 15: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

1

5 15

15 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوف ا على مؤثر {،لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيدالتأثير يحتاج إلى وجود السبب وانتفاء المانع وقبول ،مقتض ومحل قابل وشرط لحصول األثر

وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوف ا على مؤثر مقتض ومحل قابل وشرط لحصول ،المحلية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على تضمنت اآل ،األثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه

.المرادوهذا هو ،إلى هاهنا قإشارة إلى ما تقدم من أول السورة سورة { إن في ذلك لذكرى } :فقوله

ع يراج ،ولم يدكر ،ولم يتأثر {إن في ذلك لذكرى } :يعني من قرأ من أول السورة إلى قوله ،المؤثرذي هذا هو المحل القابل والمراد به القلب الحي ال {ن له قلبلمن كا} :وقوله .يراجع قلبه ،قلبه

أي حي {إن هو إال ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حي ا} -جل وعال-يعقل عن هللا كما قال ه وننتبه لكلمة أو لماذا لم يأت بالواو أو ألقى السمع أي وج {،أو ألقى السمع} :وقوله ،القلب

أي {وهو شهيد} :وقوله ،وهذا شرط التأثير بالكالم ،سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال لهإن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب :لماذا لم يقل :قد يقول قائل .شاهد القلب حاضر غير غائب

اوألقى؟ ألنه ال بد من إلقاء ال ألنه لو كان له قلب حي ؛قلب لمن يكون له قلب حي ويلقي أيض د لماذا ال،ولو ألقى السمع وليس له قلب حي ال يستفي ،يستفيد؟ ما يستفيد ، فهلوما يلقي السمع

يؤتى بواو الجمع؟ ابن وربما عاقبت الواو إذا إلى آخره في كالم ،أو تأتي بمعنى الواو ،أوال أو تأتي بمعنى الواو

ا قد يقول قائل ،مالك ا لكن عكس لبي إنه يكفيني أن يكون ق :األمر الثاني أنها بمعنى الواو طرد ال بد أن أعالج ،فال داعي أن ألقي السمع ،ن قلبي يحتاج إلى عالجإ :حي أو يقول قائل مثال

د ذلك ثم بع ،ال أنت مطالب باألمرين كل واحد منهما على حدة :نقول ،قلبي قبل أن ألقي السمعاستمع كتاب هللا وهو شاهد القلب :قال ابن قتيبة ،إذا انضم بعضهما إلى بعض تمت الفائدة

ن عوهو سهو القلب وغيبته ،وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير ،والفهم ليس بغافل وال ساه والمحل ،وهو القرآن ،فإذا حصل المؤثر ،فإذا حصل المؤثر ،تعقل ما يقال له والنظر فيه وتأمله

وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله ،ووجد الشرط وهو اإلصغاء ،وهو القلب الحي ،القابل .وهو االنتفاع والتذكر ،حصل األثر ،وانصرافه عنه إلى شيء آخر ،عن معنى الخطاب

،ووجد الشرط وهو اإلصغاء ،والمحل القابل وهو القلب الحي ،فإذا حصل المؤثر وهو القرآن وانصرافه عنه إلى شيء آخر ،وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب

-، هللايسر القرآن -جل وعال-وهللا .وهو االنتفاع والتذكر ،وهو االنتفاع والتذكر ،حصل األثر {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ؟فهل يتذكر به كل قارئ ،يعني للتذكر ،يسر القرآن للذكر -جل وعال

هل يتذكر به كل قارئ ولو كان غافال الهي ا ساهي ا؟

Page 16: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

16

16 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

كر :-جل وعال-ولذا قال هللا ،ال :الجواب فهل من مدكر أي فهل من يتذكر ؟فهل من م دفي صحيحه -رحمه هللا تعالى-علق البخاري ،هل من محل قابل ال بد من قبول المحل ؟ويتعظ

هل من طالب علم فيعان {فهل من مدكر} :بصيغة الجزم عن مطر وهو الوراق في قوله تعالىفال بد من استحضار هذا عند تالوة القرآن وفهمه والعمل ؟هل من طالب علم فيعان عليه ؟عليه

.به وحفظه مما يذكر ويرقق القلب -من أنه كان يعود المرضى ذكر -عليه الصالة والسالم-ويدخل في الرقائق ما جاء عنه

-، وذكر فيه أنهفي عيادة المريض -صلى هللا عليه وسلم-فصال في هديه -رحمه هللا تعالى ،وال شك أن رؤية المرضى تجعل اإلنسان يحاسب نفسه ،يدعو للمريض -عليه الصالة والسالم

مثل هذا الضعيف أنك بدل من هذه القوة التي تتمتع بها تكون في أي لحظة من اللحظاتويسأله عن ،ويجلس عند رأسه ،يدعو للمريض -والسالم عليه الصالة-ذكر فيه أنه ،العاجز

وقد يضع يده على -جل وعال-يجلس عند رأسه متوكال على هللا ؟كيف تجدك :حاله فيقول ؛وبعض الناس ال يزور المرضى ،كثير من الناس يأنف من القرب من المريض ،رأسه ويدعو له

وهللا ،ويفوته خير عظيم ،وفيها ،وفيها جراثيم ،المستشفيات موبوءة :بعضهم يقول ،خشية العدوى فإن اشتهى شيئ ا وعلم أنه ،هل تشتهي شيئ ا :وكان يسأل المريض عما يشتهيه فيقول ،المستعان

وكان يمسح بيده اليمنى على المريض ،لكن إن كان يضره ال يأمر به ،ال يضره أمر له بهال شفاء إال شفاؤك شفاء ال يغادر ،اشف أنت الشافي ،أذهب الباس ،اللهم رب الناس» :يقولو

أن يخص يوم ا -صلى هللا عليه وسلم-ولم يك من هديه ،وكان يدعو للمريض ويرقيه .«سقم افي و بل شرع ألمته عيادة المرضى ليال ونهار ا ،من األيام بعيادة المريض وال وقت ا من األوقات

.سائر األوقاتفتجده يصوم يوم ،نعم يوجد اآلن من يخصص الخميس مثال تجتمع فيه عنده عبادات كثيرة

ويزور المقابر إذا لم يصل ،يصلي عليها ،يتبع الجنائز ،ويعود المرضى ،ويتصدق ،الخميس -معليه الصالة والسال-النبي ،في هذا اليوم أمور كثيرةيجتمع عنده أنه المقصود ،على الجنازة

لكن تخصيص ،نعم جاء تخصيص بعض األيام بصيامها ،لهذه العبادات الم يخصص يوم ولم يأت عنه ،-عليه الصالة والسالم-بعض األيام بزيارة المقابر أو المرضى لم يكن من عادته

ألن عنده ؛األيام األخرى ال يستطيع ،يوم فراغ ن يوم الخميسإ :قد يقول قائل ،ما يدل على ذلكن ذلك ال يكو :نقول .ال ألن هذا اليوم يختص بهذه العبادة ،لهذا الهدف اأو دراسة أو تدريس ادوام -عليه الصالة والسالم-وفي المسند عنه ،ثم يخرج من المحظور ،يخلفه في بعض األيام ا،ديدن ،فإذا جلس غمرته الرحمة ،مشى في خرفة الجنة حتى يجلسإذا عاد الرجل أخاه المسلم » :أنه

وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ،صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي هفإذا كان غدو .«ملك حتى يصبح

Page 17: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

1

7 17

17 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

ما » :وفي لفظ ،وهللا المستعان ،ضىتكاسله وفي تثاقله عن عيادة المر وكم ي حرم اإلنسان في عث هللا له سبعين ألف ملك يصلون عليه أية ساعة من النهار كانت من مسلم يعود مسلم ا إال ب

فهي داخلة ،فعيادة المرضى مما يرقق القلوب ،«وأي ساعة من الليل حتى يصبح ،حتى يمسي .في الرقائق

في الجنائز والصالة عليها -صلى هللا عليه وسلم-فصال في هديه -رحمه هللا تعالى–ثم ذكر تذكيره اآلخرة وأمره بالوصية ،فأول ذلك تعاهد المريض في مرضه وتذكيره اآلخرة ،وتوابع ذلك

لاستغالال بد من ،لتكون آخر كالمه ؛ال إله إال هللا أنوأمر من حضره بتلقينه شهادة ،والتوبةلو ،المريض بحاجة ماسة إلى ما يعينه سواء كان فيما يتعلق بمرضه أو غيره ،مثل هذه الظروف

وأملى عليه ما ،-جل وعال -، وأطمعه في رحمة هللابش في وجهه ،وبشره ،ليه كلمة طيبةأهدى إفالمريض مثل ،فعلى من يعمل في هذا المجال أن يستغل مثل هذه الظروف ،يريده من توجيه

لكن قبول قول ،وكذلك من يعود المريض ،فالطبيب عليه أن يستغل مثل هذه الظروف ،الغريق فإذا أهدى إليه ،ألنه يرى أن حاجته متعلقة بهذا الشخص ؛لمريض ال تردد فيهالطبيب بالنسبة ل

هه ووج ،وأن يطمع به في شفائه ،-جل وعال-وأمره أن يثق باهلل ا،نصيحة وأسدى إليه توجيه ،كثير من الناس عنده فرص للدعوة يفوتها .يكون له منة ،وحسن خاتمته ،إلى ما ينفعه في دينه

،فمثال الذي يعطي المواعيد في المستشفيات أو في غيرها ،الوظيفة إال من عاناهاما يقدر قدر ثم يقول ،موعدك بعد شهرين :الموظف الذي على الجهاز يقول ،عندك موعد في مستشفى

ثم إذا ،يملكه ايقدمه أسبوع أن ثم يحاول ،لعلك كذا ،حاول يا ابن الحالل أنك تقدم :المريضوتركت هذه -جل وعال-لو أقبلت على هللا ،يا أخي أنت عليك كذا :رأى عليه مالحظة قال

إلى تالوة القرآن ،إلى القيام ،ولو وجهه إلى الصيام ،وشفاك -جل وعال-أعانك هللا المعصية .لكنه الحرمان ،على الوجه يعني هذه ال يعجز عنها أحد

استغلها في ،استغل حاجة الرجلين -عليه السالم-يوسف ،تيةكثير من الناس تأتيه الفرصة موا وكل من المسلمين على ،فعلى كل إنسان أن يستغل مثل هذه الظروف ،الدعوة وهو في السجن

استغالل المناسبات في التذكير والتوجيه وهذا -عليه الصالة والسالم-وهكذا كان دأبه ،ثغر ،ور وما يتعلق بها من أعظم المشاهد تأثير ا في القلوبمشهد االحتضار واألموات والقب ،المشهد

رتم ز ألهاكم التكاثر حتى } -جل وعال-يقول هللا ،ألنها تذكر اآلخرة ؛ولذا أ مرنا بزيارة القبوريعني يعني شغلكم ما أنتم فيه من مكاثرة في أمور الدنيا ومباهاة بها حتى زرتم المقابر {،المقابر

بعث القوم ورب :واستدل بهذه اآلية أعرابي ال يقرأ وال يكتب لما سمعها قال ،حتى متم ودفنتممعنى حتى زرتم المقابر يعني دفنتم مدة مؤقتة ثم ،كيف؟ الزائر ال بد له أن يرجع ،الكعبة .ن المراد بالزيارة هنا زيارة القبورإ :ومنهم من يقول ،فهذه فيها دليل على البعث ،رجعتم

Page 18: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

18

18 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

لوب أما بعض الق ،لكن القلوب الحية القريبة ،ة القبور لها أثر في ترقيق القلوبوال شك أن زيار إذا وجد ،ال فرق عنده بين أن يذهب إلى المقابر أو إلى المالهي ،فال فرق بينه بين أن يذهب

كيف يتعظ مثل ،ويكذب في المقبرة ،وجد من يغتاب ،في الخمسين من يدخن على شفير القبري أ :يقول القرطبي في تفسيره ،ال بد من المراقبة ،ال بد من المحاسبة ،لمراجعةهذا؟ ال بد من ا

لقبور اوزيارة ،شغلكم المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة هللا تعالى حتى متم ودفنتم في المقابر كوذل ،ألنها تذكر الموت واآلخرة ؛من أعظم الدواء للقلب القاسي ،من أعظم الدواء للقلب القاسي

ينبغي لمن أراد عالج :يحمل على قصر األمل والزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها قال العلماء ،ومفرق الجماعات ،قلبه وانقياده بسالسل القهر إلى طاعة ربه أن يكثر من ذكر هاذم اللذات

.رينضيواظب على مشاهدة المحت ،ويواظب على مشاهدة المحتضرين ،وموتم البنين والبناتيعني قديم ا كان النباش ،لكن وصل الحد ببعض الناس أن زاول بعض المعاصي مع األموات

ويسرق ،ينبش القبر ،مئات السنين موجودة منهذه عادة قديمة سيئة ،ينبش القبر ويسرق الكفن .وهللا المستعان ،وجد ما هو شر من ذلك في قضايا يصعب الحديث عنها ؟أين القلب ،الكفن

ألنها تذكر الموت ؛وزيارة القبور من أعظم الدواء للقلب القاسي :-ه هللا تعالىرحم-يقول غي ينب :قال العلماء ،وترك الرغبة فيها ،والزهد في الدنيا ،وذلك يحمل على قصر األمل ،واآلخرة

ومفرق ،لمن أراد عالج قلبه وانقياده بسالسل القهر إلى طاعة ربه أن يكثر من ذكر هاذم اللذاتوزيارة قبور أموات ،رين، ويواظب على مشاهدة المحتضوموتم البنين والبنات ،ماعاتالج

،فهذه ثالثة أمور ينبغي لمن قسى قلبه ولزمه ذنبه أن يستعين بها على دواء دائه ،المسلمينفإن انتفع باإلكثار من ذكر الموت وانجلت به قساوة ،ويستصرخ بها على فتن الشيطان وأعوانه

يعني قبل ثالثين سنة من دون ،يعني هذا قلب قريب إن استفاد من مجرد ذكر الموت ،قلبه فذاكما يخرج من ،ما يخرج من البيت امبالغة إذا مرت الجنازة بين البيوت بعض الناس يجلس أيام

،وكان يعاد ،يعني نظير ما يسمع عن بعض الصحابة أنه إذا تأثر بالقرآن وبكى مرض ،البيت .وأثر في القلب ،أثر في البدن ،ثر حقيقيألن التأ ؛يعاد

ا في أول اآلية في اآلية ،في آخرها الصوت فيه تأثر ،لكن اآلن تسمع القارئ يبكي بكاء شديد ا ملكن هذا ،ال نحكم على القلوب ؟القراءمن كثير دما نالحظ هذا عن ،الثانية كأن شيئ ا لم يكن

لكن ،ثم في آخرها الصوت فيه شيء من الجروشة ،يعني يتأثر في أول اآلية ويبكي ،ظهر لناي وبعض الناس يبك ،كأنه اآلن دخل الصالة ،يستعيد كما كان ،اآلية الثانية ما كأنه قرأ القرآن

ي فألنه سبقه بكاء ؛لماذا ،سمعنا بعض شيوخنا يبكي في الفاتحة في الركعة الثانية ،في الفاتحةونسعى في عالج ،علينا أن نراقب بدقة ،غالط أنفسناالمقصود أننا ال ن .السجود واستمر معه

.القلوب

Page 19: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

1

9 19

19 ضريخلمعالي الشيخ عبد الكريم ا

،هوإن عظم عليه ران قلب ،وانجلت به قساوة قلبه فذاك ،فإن انتفع باإلكثار من ذكر الموت :يقولوزيارة قبور المسلمين تبلغ في دفع ذلك ،رين، فإن مشاهدة المحتضواستحكمت فيه دواعي الذنب

رضي هللا -عثمان ،من غير معاينة ،ول مجرد ذكر من غير عيانألن األ ؛ما ال يبلغه األولا -تعالى عنه وأرضاه يعني ؟قبر عادي ،ماذا يبكيك :ويقال له ،إذا رأى القبر بكى بكاء شديد

وإن لم ،إن تجاوزت هذه المرحلة فما بعده خير ،القبر هذا أول االبتالء واالمتحان :موت قال ألن ذكر الموت إخبار للقلب بما ؛في دفع ذلك ما ال يبلغه األول تبلغ ،تتجاوزها فما بعده شر

وفي مشاهدة من احتضر وزيارة قبر من مات ،وقائم له مقام التخويف والتحذير ،إليه المصيرليس » :-صلى هللا عليه وسلم-قال ،فلذلك كان أبلغ من األول ،من المسلمين معاينة ومشاهدة

.انتهى كالم القرطبي ،رواه ابن عباس ،«الخبر كالمعاينةية ، وال رؤ وال تذكر موت ،وال زيارة قبور ،لكن ماذا يصنع بقلب ال يؤثر فيه شيء ال قراءة قرآن

ببسي ووضعه جاء بزجاجةيعني في ثالجة األموات واحد ،ال يؤثر فيه شيء ألبتة ،رينالمحتضكثرة ما تتردد على القبور صار أثرها في وهذا وقع لنا ولغيرنا من :قد يقول قائل ،يبرد حتى

ا وبعد غد ،النفس ضعيف ا نك لماذا؟ أل ،تتردد عليها وهي حفرة ،أنت تشاهد حفرة تأتيها اليوم وغد وما ،ولو أحضرت القلب تأملت ماذا يكون لك في هذه الحفرة ،تزور هذه القبور من غير قلب

ا من تأثرت ،مآل جسدك في هذه الحفرة وصار يتعامل ببدنه اوضع له برنامج أجل أنه، لكن أبد ر يزور المقاب اويضع له برنامج ،من القرآن يقرؤها وال يصدق أن يفرغ منها وضع له أجزاء ،فقط

،أو يزور المستشفيات أو غيرها من غير حضور قلب ،برنامج روتيني ،في األسبوع مرة مثال لذلك يحصل ما يحصل من بعض المسلمين في و ،نفعها قليل ،مثل هذه األمور جوفاء ال تجدي

في جميع -رحمه هللا تعالى-هكذا نجد اإلمام ابن القيم ،المقابر وفي المستشفيات وفي غيرها .األبواب يذكر ما ينفع القلب ضمن ما يذكره من األحكام الفقهية

يذكر لكنه ،في جميع أبواب الدين -عليه الصالة والسالم-فالكتاب مخصص لهدي النبي رحمه -، في الصالة ذكريخاطب فيها القلب قبل البدن ،سهلة لينة يإنما ه ،األحكام ليست جافة

-الجل وع -من الخشوع الذي يقوي الصلة باهللوأنه ال بد فيها ،أنها صلة للعبد بربه -هللا تعالى .-جل وعال-وأن تفعل على مراد هللا ،رحمه هللا -لوات الخمس كفارة لما بينهما يقول الص ،شيخ اإلسالم في حديث الصلوات الخمس

الصالة التي لم يرجع صاحبها منها إال بعشر أجرها هذه يرجى منها تكفير؟ هذه إن :-تعالىونغفل عن أحاديث ،ونوسع الرجاء واألمل ،ونحن نسمع هذه األحاديث ،يكفي ،كفرت نفسها بركة

الذي ال يخلف -جل وعال-وهو مبلغ عن هللا ،نعم هذا كالم من ال ينطق عن الهوى ،أخرى .لكن مع ذلك أنت عليك تبعات ،الميعاد

Page 20: داعلما داز حرش¯0055_001_زاد...داعلما داز حرش)قللخا نسحو ةرشاعلما نسح هجاوزأ عم هتيرس تناكو :فلؤلما لوق نم(روتكدلا

20

20 (01) ائققاآلداب والر_شرح زاد املعاد

وهذا عالقته بالقلب ذكر ،أسباب انشراح الصدور ،ذكر في كتاب الزكاة أسباب انشراح الصدور -وأنه من أعظم ما يعين على مراقبة هللا ،في الصيام أنه من أعظم أسباب تحقق التقوى للصائم

رد عل ،فيه ثومبثو ،ا في الكتابم في مثل هذه الموضوعات كثير جد والكال ،-جل وعال ه ولو ج لكن هذا كالم ،لو جرد الكالم في هذه المسائل ،ال يقل عن مجلد أنه يمكن ،أال يقل عن مجلد

فال نريد اإلطالة عليهم ،اإلخوان عندهم من صالة الفجر ،ألن الوقت ؛اقتطفناه يناسب الوقت .وهللا أعلم ،كتفيبهذا ن

وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.