ﺩﺎﻣﺗﻋﻻﺍ ﺔﻣﺯﻼﺗﻣ ﺝﻼﻌﻟ ﺡﺭﺗﻘﻣ treatmentfor depe... · 2018-08-02 · ﻲﺟﻼﻋ ﺞﻣﺎﻧﺭﺑ ﺭﺛﺃ ﺩﺎﻣﺗﻋﻻﺍ ﺔﻣﺯﻼﺗﻣ

أثر برنامج عالجي مقترح لعالج متالزمة االعتماد

“بحث تجريبي”

عثمان فضل السيد أحمد فضل السيد. دأستاذ علم النفس العالجي

جامعة النيلين

مقدمـــــــــــــــةُتعد متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية أو ما يعرف على المستوى العلمي سابقاً

والمستوى العام حالياً بإدمان المخدرات من أخطر المشكالت التي تواجه اإلنسان الحاضر وذلك للتفشي الوبائي لتلك الظاهرة في دول العالم المتقدم والمتخلف منها على حد سواء، إذ تشير تقارير

اللجان الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية عن االعتماد الكحولي فقط بأن الواليات المتحدة ) 2.500.000(وفي ألمانيا ) 4.000.000(وفي فرنسا ) 10.000.000(األمريكية وحدها بها

معتمد على الكحول وأن هذه األرقام في زيادة بشكل مستمر، أما على ) 1.000.000(وفي بريطانيا الصعيد اإلقليمي والمحلي فال توجد إحصاءات دقيقة غير أن المهتمين في هذا الجانب أعطوا بعض

المؤشرات عن نسب االنتشار؛ فتشير الدوائر اإلعالمية إلى أن متالزمة االعتماد هي المشكلة الثانية أن : [... إلى) Alswas: 2001: السواس(التي يعاني منها العالم العربي بعد اإلرهاب، ويشير

ويتضمن ذلك أصنافاً جديدة " 1970"متالزمة االعتماد في ازدياد مستمر في العالم العربي منذ عام ألسباب سرية : [... إلى) Haroon: 2005: هارون(وفي السودان يشير ]. لم تكن معروفة من قبل

اإلتجار والتداول واالستخدام من جهة ولضعف القدرات اإلحصائية لألجهزة المختصة من جهة أخرى فإنه ال توجد إحصاءات دقيقة عن معدالت إساءة االستخدام ومتالزمة االعتماد غير أن أكثر المواد

]. استخداماً هي الكحول والقنب

إن هذه اإلحصاءات تعطي مؤشراً عن مدى انتشار متالزمة االعتماد في العالم ومن ثم اآلثار الصحية المتعددة والوخيمة التي تلقي بآثارها على الجوانب الجسمية والنفسية للمعتمد؛ فعلى المستوى

الجسمي ال يوجد عضو واحد يظل في أمان من تأثير المواد نفسية الفاعلية وال سيما أجزاء الجهاز العصبي الذي يتحكم في بقية أجهزة الجسم األخرى ووظائفها الفسيولوجية والسلوكية، وإذا لم يجد

المعتمد الرعاية الطبية والنفسية الكافية فإن اآلثار السلبية لمتالزمة االعتماد تتضاعف وتزمن وتصل . في بعض الحاالت إلى الموت

األمر الذي دفع المعالجين النفسيين إلى تقديم خدماتهم العالجية لحماية المعتمدين على المواد نفسية الفاعلية من وطأة اآلثار السلبية لمتالزمة االعتماد وذلك بناءاً على مرجعياتهم النظرية التي

يستندون عليها، ويعتبر المنحى االجتماعي المعرفي أرقى المرجعيات النظرية التي تقوم عليها الفنيات وهذا ما دفع الباحث في البحث الحالي إلى بناء برنامج عالجي يقوم على -العالجية لمتالزمة االعتماد

االفتراضات األساسية للمنحى االجتماعي المعرفي ومن ثم تقصي أثره في عالج متالزمة االعتماد .على المواد نفسية الفاعلية

:اإلطـــار النظــري تعرفها اإلصدارة العاشرة للدليل التصنيفي : Dependence Syndrome: متالزمة االعتماد

مجموعة من الظواهر الفسيولوجية : "بأنها] I.C.D-10:1992[لالضطرابات العقلية والسلوكية والسلوكية والمعرفية المتعددة المراحل والتي تحدث للشخص بعد استخدامه إلحدى المواد نفسية

الفاعلية وإن أهم ما يميزها هي الرغبة والتي غالباً ما تكون قوية جداً الستخدام المواد نفسية الفاعلية سواًء وصفها الطبيب أو لم يصفها كالكحول والتباكو وغيرها، كما أن هنالك احتمال وجود دليل واضح على رجوع الشخص الستخدام تلك المواد بعد فترة انقطاع مما يؤدي إلى إعادة ظهور

".هذه الظواهر بأشكال أخرىهو نوع من أنواع العالج تستخدم فيه فنيات نفسية مختلفة : Psychotherapy: العالج النفسي

لعالج االضطرابات ذات الصبغة النفسية التي يعاني منها المضطرب وتؤثر على سلوكه، ويقوم فيه المعالج وهو مختص مؤهل علمياً وعملياً لعالج االضطرابات وإزالة مسبباتها وأعراضها ومضاعفاتها

بدرجة تمكن المضطرب من التوافق مع نفسه واآلخرين والبيئة من حوله ومن ثم تمتعه بمستويات .إيجابية من الصحة النفسية

تستند األساليب العالجية على األطر النظرية المفسرة للسلوك اإلنساني بصورة عامة واالضطرابات النفسية على وجه الخصوص، ومن أهم األطر النظرية التي بنيت عليها فنيات عالجية لمتالزمة

االعتماد على المواد نفسية الفاعلية هوالمنحى االجتماعي المعرفي، وهو ما سوف يركز الباحث على : عرض الفنيات العالجية التي قامت عليه، وفيما يلي بياناً لذلك بشيء من التفصيل

وفقاً للمبادئ : Expectancing Reinforcement Theory: نموذج التعزيز المتوقعمجموعة فنيات عالجية ) J. Rotter: 1916(األساسية للتعزيز المتوقع فقد طّور جوليان روتر

هي بناء الموقف والتنفيس االنفعالي واالستبصار والتفسير ورأى بأنه ال يمكن أن تنطبق فنية عالجية واحدة من هذه الفنيات على كل المعتمدين وذلك ألن كل معتمد هو حالة متفردة قائمة بذاتها لذا فإنه على المعالج أن يكون مرناً وراغباً في خوض التجربة العالجية التي هي عبارة عن تفاعل اجتماعي

تنطبق عليه مبادئ التعلم يلتزم من خالله كلٌ من المعالج والمعتمد بمجموعة التزامات تبدأ بتوقع المعالج بأن سلوكه بمثابة المبادئ الخلقية بما يؤثر على سلوك المعتمد بأن يتقبل بعض المسؤولية

تجاه تغّير سلوكياته، وأن يوجه المعالج سلوك المعتمد نحو األهداف ذات القيمة بالنسبة للمعتمد، ما يتلقاه وإزاحة األهداف الضارة اجتماعياً عند المعتمد، ومشاركة المعتمد في نشاط المجتمع إزاء

من تعزيز، ويتمثل دور المعالج في توجيه عملية التعلم بما يمكن المعتمد من تحقيق التغيرات ويتحقق -المخططة في السلوك والتفكير والمتمثلة في زيادة حرية الحركة وتقليل قيمة الحاجة لديه

ذلك من خالل تغّير التوقعات وقيمة التعزيز؛ ويرتكز تغّير التوقعات من مسلمة ترى بأن المعتمد هو شخص لم يتعلم السلوك المرغوب فيه تلقائياً الندماجه في سلوكيات االستخدام ومن ثم أصبح بعيداً

وبهذا فإن على المعالج أن يخفض -عن المواقف التي تساعده على تعلم السلوك المرغوب فيهتوقعات المعتمد بأن سلوكيات االستخدام سوف تؤدي إلى تعزيز وزيادة توقعه بأن سلوكيات جديدة

ستؤدي إلى تعزيز أكبر في نفس موقف االستخدام، وبذلك فإن العالج يكون بزيادة توقع التعزيز للسلوكيات الجديدة وتقليل احتمال سلوكيات االستخدام من ناحية، وتغّير قيمة التعزيزات من ناحية

تغّير توقعات التعزيز بأن التعزيز العاجل للسلوكيات المرغوب فيها سيؤدي إلى أخرى والذي يتطلبتعزيزات معينة الحقة، بهذا فإن تغّير التعزيز هو عملية مشابهة لتغّير التوقعات مع إضافة بعض

الصعوبات العملية وذلك باستخدام عدة وسائل أهمها التعزيز المباشر وهو أبسط الطرق وأقصرها وفيه يعزز المعالج السلوك المرغوب فيه للمعتمد والسيما السلوكيات اللفظية أثناء العملية العالجية،

وتمكين المعتمد من أن يضع نفسه في الموقف الذي يمكنه من مالحظة الجوانب التبادلية للسلوك ونتائجها على سلوكيات اآلخرين في المواقف االجتماعية داخل وخارج الجلسات العالجية حيث يمكنه ذلك من فهم سلوك اآلخرين، وحث المعتمد على التعامل مع بدائل سلوكياته السابقة العتماده وزيادة

توقعه بأن تلك البدائل ستؤدي حالياً إلى تعزيزات سالبة كما حدث في الماضي، ومناقشة البدائل السلوكية الجديدة المحتملة وتوضيح كيفية تنفيذها وتنمية توقع أنها ستؤدي إلى التعزيز، وقد يبدع

المعالج ويحدث توقعاً بأن المعتمد سوف يعالج مشكلته بطريقة أكثر فعالية من خالل محاولته والتعزيز هو مبدأ أساسي في عالج متالزمة االعتماد ألنه سوف يؤدي إلى حماس . لسلوكيات بديلة

وتقبل المعتمد للعالج وتنمية عالقة عالجية تعلّمْ المعتمد أن يرغب في التعزيز وأن يتوقعه ومن ثم .زيادة رغبته في االستمرار في العالج وتقليل مقاومته للتغّير العالجي المرغوب فيه

وفقاً للمبادئ األساسية : Learning by Observation Theory: نموذج التعلم بالمالحظةفإن فنية تأجيل اإلشباع ) A. Bandura: 1925(للتعلم بالمالحظة التي وضعها ألبرت بندورا

هي أكثر الفنيات العالجية تطوراً واستخداماً في هذا الصدد وذلك ألن تأثيراتها العالجية تمكن المعتمد من اإلقالع عن االستخدام وتغّير شخصيته الذي يقود إلى تغّير سلوكياته تجاه االستخدام وفي مواقف

الحياة العامة، وهي فنية عالجية يفرض فيها المعتمد على نفسه تأجيل التعزيزات الصغيرة العاجلة المتمثلة في اآلثار األولية لالستخدام والثمالة في سبيل الحصول على تعزيزات أخرى كبيرة والمتمثلة في التخلص من متالزمة االعتماد ومضاعفاتها؛ فشخصية المعتمد غير الناضجة انفعالياً والتي تتسم

بالعجز واالعتماد وضعف القدرة على التحمل والقلق واالكتئاب والعزلة واالنطواء وتفعيل األحداث واإلصرار على اإلشباع الفوري لكل الرغبات وبأي طريقة حتى ولو أدى ذلك إلى إيذاء الذات

واآلخرين تدفعه إلى استخدام المواد نفسية الفاعلية بغرض التمتع بآثارها التسممية والمتمثلة في اإلحساس باإلثارة واللذة والمتعة والسعادة واالسترخاء والهدوء والتخلص من الحاالت االنفعالية السالبة والعيش في عالم

وال يستطيع المعتمد مقاومة ذلك، ويبدأ التدخل العالجي بإقناع المعتمد بأنه لو تمكن من التروي وإرجاء -الخيالالتمتع بالتعزيزات اآلنية تلك فإنه سوف يتحصل على تعزيزات الحقة أكبر والمتمثلة في التمكن من اإلقالع عن

االستخدام ومن ثم التخلص من متالزمة االعتماد وأعراضها االنسحابية ومضاعفاتها ويعيش حياة خالية من كل ذلك ويتمتع بما تجود به من تعزيزات، ويتحقق ذلك من خالل النمذجة واإلقناع اللفظي عبر إعداد نماذج

يفضلون التقاضي عن التعزيزات اآلنية الصغيرة مقابل حصولهم على تعزيزات الحقة أكبر ويمتلكون قدرة عالية على اإلقناع اللفظي والتأثير على اآلخرين، ويعرضون على المعتمدين كنماذج لمعتمدين مقلعين عن االستخدام من خالل إتباع هذه الفنية العالجية ويريدون أن يعكسوا تجربتهم العالجية للمعتمدين مكان العالج ويشجعوهم

على االستقالل الذاتي مقابل االعتماد على المواد نفسية الفاعلية من خالل سرد قناعاتهم بإرجاء التعزيزات وترجمة ذلك إلى سلوكيات فعلية والتعزيزات القيمة التي تحصلوا عليها نتيجة قيامهم بذلك فيما يخص سلوكيات

ويمكن القول أن القدرة على إرجاء بعض التعزيزات الصغيرة العاجلة في . االستخدام ومواقف الحياة العامةسبيل الحصول على تعزيزات آجلة أكبر ُيعد من أهم عوامل السعادة في المجتمعات المعاصرة ذات التوجه

.اإلنجازي كالمجتمعات الرأسمالية:منهج البحث وإجراءاته

استخدم الباحث في هذا البحث المنهج التجريبي وهو تغّير متعمد ومضبوط لعامل أو أكثر في : منهج البحثالموقف البحثي بشكل منتظم وفقاً لشروط معينة ومالحظة التغيرات الناتجة وتفسيرها، ويتضمن هذا التغّير ضبط جميع المتغيرات التي تؤثر في الموقف البحثي باستثناء متغير واحد محدد تجري دراسة أثره في هذه

.الظروف المضبوطة، ويسمى التغّير والضبط في ظروف الموقف البحثي بالتجربة

يتمثل مجتمع البحث الحالي في المعتمدين على المواد نفسية الفاعلية، من : مجتمع ومعاينة البحثالذكور المقيمين في مستشفى عبد العال اإلدريسي والذين ال يعانون من أي اضطرابات نفسية وعقلية مصنفة ضمن االضطرابات الناجمة من استخدام المواد نفسية الفاعلية من غير متالزمة االعتماد أو

أي اضطرابات نفسية وعقلية مصنفة في مكان آخر، والخاضعون لبرنامج سحب السمية وتفادي .أعراض االنسحاب

ولما كان األصل في البحوث العلمية هو تطبيق أدواتها على كافة مفردات المجتمع، وتوفر شروط الحصر الشامل في المجتمع المتاح من محدودية عدد المفحوصين وتواجدهم في بقعة جغرافية

فقد استهدف الباحث المجتمع المتاح ككل من خالل الحصر الشامل وذلك من خالل إعداد قائمة -محددةمتسلسلة بأسماء المعتمدين المقيمين فيه في فترة تطبيق أدوات البحث الواقعة في المدى الزمني من

-وذلك بعد الرجوع إلى الملفات للتأكد من التشخيص العيادي) 30/7/2009(وحتى ) 1/3/2009(معتمداً، قام الباحث بتعيينهم من خالل الطريقة العشوائية البسيطة إلى مجموعتين ) 68(فبلغ عددهم

معتمداً في كل مجموعة، ثم اختيار أحد المجموعات بالطريقة العشوائية البسيطة ذاتها) 34(بواقع لتمثل المجموعة التجريبية بينما تمثل األخرى المجموعة الضابطة، كما تم وصف المجتمع من خالل

معالمه األساسية المتمثلة في نوع المادة المستخدمة واالنتكاسة، وكما تمت المكافأة بين المجموعتين .التجريبية والضابطة في متغيرات البحث األساسية

:أدوات البحثوهو مقياس تشخيصي : Dependence Syndrome Scale: مقياس متالزمة االعتماد

:I.C.D-10(فقرة، تم اشتقاقها من المعايير التشخيصية لـ) 17(تتكون صورته المبدئية من وتقدر الدرجات عليها بإعطاء ) ال -نعم(مصاغة بطريقة إيجابية، يجاب عليها بإحدى البدائل ) 1992

صفر، ويقيس المقياس عالوة على الدرجة الكلية" ال"درجة واحدة، واإلجابة بـ" نعم"اإلجابة بـ

أبعاد فرعية هي القهر وصعوبة التحكم والتحمل واإلهمال المتزايد واالنسحاب واالستخدام " ثالث"والمضر، ويصحح المقياس ككل تجاه ارتفاع درجات متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية،

.ويتمتع المقياس بخصائص قياسية عاليةهو برنامج عالجي تم تصميمه بناًء على األدبيات التي وفرتها التصورات : البرنامج العالجي المقترح

والتطبيقات النظرية للمنحى االجتماعي المعرفي في عالج متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية، ويهدف إلى تعزيز التوقعات السلبية للمعتمدين عن االستخدام وانطفاء التوقعات اإليجابية

للمعتمدين عن استخدام المواد نفسية الفاعلية، وتدعيم هذه التوقعات بصورة تمكن من سلوك االمتناع عن االستخدام تحت ظروف التوتر واإلغراء، وتقييم المعتمد لذلك على أنه إنجاز ذاتي يرجع إلى

.ويتمتع البرنامج المقترح بخصائص قياسية عالية. عوامل تتعلق بذاته:تتمثل فروض البحث الحالي في اآلتي: فروض البحث

.يتمتع البرنامج العالجي المقترح بأثر فّعال في خفض متالزمة االعتماد -1داخل المجموعة التجريبية ال توجد فروق جوهرية في التحسن على متالزمة االعتماد تعزى لنوع -2

المادة المستخدمة؟داخل المجموعة التجريبية ال توجد عالقة ارتباطية جوهرية بين التحسن على متالزمة االعتماد -3

واالنتكاسة؟:عرض ومناقشة النتائج

يتمتع البرنامج المقترح بأثر فعال في : [الختبار صحة الفرض األول، والذي نصه: الفرض األولقام الباحث باستخدام االختبار التائي لعينتين ] خفض متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفعالية

مستقلتين، وأشارت النتائج إلى أن القيمة التائية المحسوبة لداللة الفروق في عوامل متالزمة ، )15.699(، )16.332(االعتماد بين المجموعتين التجريبية والضابطة بلغت على التوالي

) 0.001(عند قيمة احتمالية ) 66(وهي جميعها قيم دالة إحصائياً تحت درجة حرية ) 24.234(، )13.294( -األمر الذي يشير إلى وجود فروق دالة إحصائياً في متالزمة االعتماد بين المجموعتين التجريبية والضابطة

. وهي نتيجة تحقق صحة الفرض الموجه أعالهتوضح النتيجة المستخلصة صحة هذا الفرض، وهي بهذا تؤكد صحة االفتراض النظري للمنحى االجتماعي المعرفي في عالج متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية والذي يشير إلى أن تعزيز التوقعات السلبية وانطفاء التوقعات اإليجابية للمعتمدين عن االستخدام لدى المعتمد يقلل من أعراض متالزمة االعتماد على

المواد نفسية الفاعلية لديه، وذلك ألن السبب األساسي وراء استخدامه للمواد نفسية الفاعلية ومن ثم االعتماد . عليها هو توقعه بأن استخدامه للمواد نفسية الفاعلية تترتب عليه نتائج مرغوب فيها

ويتفق ذلك مع نتائج البحوث التي أشارت إلى أن المعتمدين لديهم توقعات إيجابية الستخدام المواد نفسية : الفاعلية أكثر من حيث القيمة والعدد من غير المعتمدين مثل

الذي أشارت نتائجه إلى أن المعتمدين لديهم ) Kersteen, et. al., 1985: كرستين ورفاقه(بحث توقعات بتعزيز إيجابي من جراء استخدام المواد نفسية الفاعلية مثل تقوية القدرات العقلية واالبتكارية وفتح الشهية لألكل وتقوية الرغبة الجنسية والقدرة على الممارسة الجنسية بفعالية واالسترخاء والهدوء وتحسين

. المهارات االجتماعية وتقوية العالقات الشخصية المتبادلةلذا فإن الجهود العالجية يجب أن توجه نحو قولبة هذه توقعات االستخدام اإليجابية لدى المعتمد وتحويلها من

إيجابية إلى سلبية، ويتم ذلك من خالل تعزيز التوقعات السلبية لالستخدام وانطفاء التوقعات اإليجابية له بدرجة تمكنه من اإلقالع عن سلوكيات االستخدام، وهذا من شأنه أن يفك الرابط الذاتي لدى المعتمد بين أعراض

متالزمة االعتماد وسلوكيات االستخدام التي تعزز تلك األعراض األمر الذي يؤدي إلى الضعف التدريجي لهذه

.األعراض إلى أن تنطفئ وبهذا تنخفض األعراض المرضية لمتالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية

داخل المجموعة التجريبية ال توجد فروق جوهرية : [الختبار صحة الفرض الثاني، والذي نصه: الفرض الثانيقام الباحث بإجراء تحليل التباين األحادي، ] في التحسن على متالزمة االعتماد تعزى لنوع المادة المستخدمة

وتشير النتائج إلى أن القيمة الفائية المحسوبة لتأثير نوع المادة المستخدمة على درجات التحسن في عوامل ، )0.404(، )1.488(، )0.996(متالزمة االعتماد بلغت في متوسطات عوامل متالزمة االعتماد على التوالي

وهي جميعها قيم غير دالة إحصائياً عند ) 0.212) (0.671) (0.242) (0.381(، بقيم احتمالية )1.630(األمر الذي يشير إلى عدم وجود فروق جوهرية في درجات التحسن على متالزمة ) 0.050(القيمة االحتمالية

. وهي نتيجة تحقق صحة الفرض الصغرى أعاله -االعتماد تعزى لنوع المادة المستخدمةتشير النتيجة المستخلصة إلى صحة هذا الفرض، والتي تؤكد عدم تأثير نوع المادة المستخدمة على التحسن في متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية؛ فبالرغم من تعدد المواد نفسية الفاعلية التي ينجم من استخدامها

الكثيف والمستمر متالزمة االعتماد، واآلثار الصيدالنية المختلفة لهذه المواد، وتغّير متالزمة االعتماد نفسها إال أن متالزمة االعتماد ككل والزملة المرضية المميزة -عند المعتمد الواحد بعد تعرضه لالنتكاسات االعتمادية

لها تتميز بدرجة من الثبات النسبي الذي يقدم متالزمة االعتماد كظاهرة مرضية واضحة المؤشرات التشخيصية . المحددة لها بغض النظر عن نوع المواد نفسية الفاعلية التي تنجم من استخدامها متالزمة االعتماد نفسها

حول متالزمة االعتماد والتي ينظر إليها ) I.C.D-10: 1992(ويتفق هذا التفسير مع افتراضات الـباعتبارها ظاهرة مرضية عامة تنجم من استخدام مواد نفسية الفاعلية متعددة، وهو بهذا يركز على التأثيرات االعتمادية األساسية التي تجمع بين كل المواد نفسية الفاعلية وذلك على حساب التأثيرات االعتمادية النوعية

. المميزة لكل مادة نفسية الفاعلية على حدةوينطبق التأثير الحالي مع واقع البيئة السودانية بدرجة أكبر والتي يتم فيها تحضير المواد نفسية الفاعلية

بصورة عامة والكحول والقنب على وجه الخصوص بطرق أكثر بدائية لذا فإن مستحضراتها البلدية تشوبها عالوة على المادة الفعالة األساسية مواد فعالة أخرى وسميات ومواد غذائية ناتجة من عملية التحضير أو

مضافة عمداً، وذلك باإلضافة إلى عدم ضبط المادة الفعالة فيها، األمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان معرفة

آثارها ومضاعفاتها االعتمادية وبالتالي استحالة التمييز بين اآلثار االعتمادية التي ترجع لنوع المادة . المستخدمة عندما يتعلق األمر المقارنة بين أكثر من مادة نفسية الفاعلية

هذا ويتفاعل ذلك مع األثر الفعال القوي للبرنامج العالجي المقترح في عالج متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية والذي تصل قوته لدرجة تنطفئ معها تأثيرات نوع المادة المستخدمة على

.التحسن في متالزمة االعتماد إن وجدتداخل المجموعة التجريبية ال توجد عالقة : [الختبار صحة الفرض الثالث، والذي نصه: الفرض الثالث

قام الباحث بحساب معامل ارتباط ] ارتباطية جوهرية بين التحسن في متالزمة االعتماد واالنتكاسةالرتب لسبيرمان، وتشير نتائج هذا اإلجراء إلى أن قيمة معامل االرتباط المحسوبة لدرجات التحسن

، )0.031-(، )0.169-(، )0.179-: (في عوامل متالزمة االعتماد مع االنتكاسة بلغت على التوالي، وهي جميعها قيم غير دالة )0.101(، )0.432(، )0.062(، )0.156(، بقيم احتمالية )0.224-(

األمر الذي يشير إلى وجود عالقة طردية جوهرية بين ) 0.050(إحصائياً عند القيمة االحتمالية .وهي نتيجة تحقق صحة الفرض الصفرى أعاله -درجات التحسن في متالزمة االعتماد واالنتكاسةفالبرغم من أن من أهم ما يميز متالزمة االعتماد -تشير النتيجة المستخلصة إلى صحة هذا الفرض

لها بأنها ظاهرة متعددة المراحل تتسم باحتمال ووجود دليل ) I.C.D-10: 1992(حسب تصور الـواضح على رجوع المعتمد الستخدام مادة اعتماده بعد فترة انقطاع مما يؤدي إلى ظهور زملة

األمر الذي يدلل على أن االنتكاسة االعتمادية هي من أهم الالزمات المرضية -أعراضها بأشكال أخرى. لمتالزمة االعتماد

:Fadul Elseed(وهذا ما أكدته نتائج البحوث السابقة، فقد أشارت نتائج بحث فضل السيد على سبيل المثال ال الحصر إلى أنه يمكن التنبؤ بمتالزمة االعتماد من خالل معرفة) 2005

االنتكاسة، وكما ظلت االنتكاسة منبئاً قوياً بمتالزمة االعتماد بالرغم من إقحام متغيرات أخرى عنوة في معادلة التنبؤ، وكما مثلت االنتكاسة أهم المتغيرات المكونة للنموذج السببي المفسر لمتالزمة

. االعتماداألمر الذي يدلل على التأثير القوي لالنتكاسة على متالزمة االعتماد ومآلها وأنه تبعاً لذلك كلما زادت عدد مرات االنتكاسة أزمنت متالزمة االعتماد وتفاقمت مضاعفاتها وساء مآلها األمر الذي يجعل من

وبالتالي أسوأ مآالً المعتمدين ذوي االنتكاسات المتعددة أكثر معاناة من متالزمة االعتماد ومضاعفاتهاوذلك نظراً -وأقل استجابة للعالج من نظرائهم من المعتمدين غير المنتكسين أو قليلي االنتكاسة

لتكرار زملة أعراض متالزمة االعتماد لديهم مرات متعددة وبأشكال مختلفة بدرجة تضعف من .مناعتهم الذاتية ضدها

إال أن نتيجة البحث الحالي تؤكد عدم تأثير االنتكاسة على التحسن في متالزمة االعتماد الناتج من البرنامج العالجي المقترح األمر الذي يدلل على قوة األثر الفعال للبرنامج العالجي المقترح في خفض

. متالزمة االعتماد لدرجة تنطفئ معها تأثير االنتكاسة االعتماديةويعزو الباحث ذلك إلى قوة األساس النظري الذي يقوم عليه البرنامج العالجي المقترح الذي يعد من أكثر البرامج التأهيلية كفاءة في عالج متالزمة االعتماد ويرجع ذلك إلى االهتمام المباشر باالنتكاسة

االعتمادية من قبل االتجاه التأهيلي لعالج متالزمة االعتماد بصورة عامة والعالج االجتماعي المعرفي على وجه الخصوص والذي يمنحها قدراً أكبر من االهتمام باعتبارها عملية قائمة بذاتها ويهدف إلى اإلحالة دون حدوثها والنظر إلى ذلك باعتباره عملية دفاعية لإلرادة الذاتية يعمم بهدف تعزيز مرحلة

االستمرارية في تغّير السلوك بعد قولبته، وأساس ذلك هو تعزيز عمليات التغلب على سلوكيات . االستخدام المتاحة لدى المعتمد في مواجهة تهديدات وإغراءات المواقف عالية الخطورة لالستخدام

وينظر الباحث إلى هذه النتيجة باعتبارها نتيجة متفائلة لحد كبير وذلك ألن المعتمدين ذوي االنتكاسات

المتعددة هم معتمدون خضعوا لعالج متالزمة االعتماد من خالل برامج عالجية مختلفة ولمرات متعددة دون جدوى وكان تأثير االنتكاسة االعتمادية في كل محاولة عالجية أقوى بكثير من تأثير البرامج

العالجية التي خضعوا لها سابقاً وما يدلل على ذلك هو عودتهم لالستخدام من جديد وحدوث االنتكاسة، األمر الذي يجعل من المعتمدين ذوي االنتكاسات المتعددة بمثابة الحاالت الحرجة التي

تحتاج إلى خدمات عالجية خاصة وفي أغلب الحاالت قد ينفرط زمام األمر من المعالج ويتدهور المآل .وتكون أحسن حاالته هي اإلقامة شبه الدائمة بمستشفيات االضطرابات النفسية والعقلية

لذا فإن نتيجة الفرض الحالي تفتح فرصة جديدة للمعتمدين ذوي االنتكاسات المتعددة في التحسن .والشفاء التام والرجوع إلى عالم الحياة العامة أسوة بنظرائهم من غير المنتكسين وقليلي االنتكاسة

وتعد هذه النتائج بمثابة البرهان التجريبي الذي يدلل على األثر المطلق للبرنامج العالجي المقترح في .خفض متالزمة االعتماد ومتانة االفتراضات النظرية التي يقوم عليها

بناًء على ما توصل إليه الباحث من نتائج يوصي المؤسسات اإلرشادية والعالجية : التوصيات: للمعتمدين على المواد نفسية الفاعلية باآلتي

تصميم برامج إرشادية لتوعية النشء والسيما المراهقين باآلثار الضارة والمآل السيئ الناتج من / 1.استخدام المواد نفسية الفاعلية

.تصميم برامج وقائية لعالج إساءة استخدام المواد نفسية الفاعلية للمراهقين مسيئ االستخدام/ 2استخدام البرنامج العالجي المقترح لعالج متالزمة االعتماد على المواد نفسية الفاعلية للمعتمدين / 3

.باختالف شرائحهم التي تعزى لنوع المادة المستخدمة واالنتكاسة

.ة

.ة

.ة

.ة

.ة

.ة