ﺎﻬﺑادآو ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔﻐﻠﻟا ﻢــﺴﻗ نﻮﻨﻔﻟاو ،با دﻵا … · :ﻞﺟ ّ و ﺰّﻋ ﻪّﻠﻟا ﺪﻌﺑ نﻮﻜﻟا ﰲ ﺎﻣ

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةوزارة التعليم العالي والبحث العلمي

-1-جـامعة وهـرانأحمــد بن بلـة

م اللغة العربية وآدابهاــقسة اآلداب، والفنون ــكلي

مذكـــرة مقــدمة لنيــل شهادة الماجســتير األدبية المعاصرة النقديةتخصص :األدب الجزائري في ضوء المناهج

:األستاذ الدكتورإشـرافداد الطالبة: ـإعكـالـن مـن بـحساءـأمسخداوي

أعضاء لجنة المناقشة:رئيسـا....جامعة وهران.................أستاذ التعليم العالي..د.قدور إبراهيم عمار

مقـررامشرفا و.جامعة وهران..........أستاذ التعليم العاليحسن بن مالك.....د.مناقشـا...........وهران.جامعة.......أستاذ التعليم العاليمحمد.........د.برونة

....مناقشـا.......جامعة وهران...........أستاذ محاضر (أ)بوشيبة الطيب......د.

امعيةــة الجــالسنم2016/م2015

﴾مرنا رشدا لنا من أ ربنا آتينا من لدنك رمحة،وهيئ ﴿

)10لكهف (ا

:وجل أهدي مثرة جهدي إىل أعز ما يف الكون بعد الله عز لة مراحل حيايت * الوالدين الكرميني اللذين رافقاين بدعمهما املعنوي واملادي طي

الدراسية.واىل زوجي الغايل زين العابدين

وإىل مجيعوخايل امساعيلوأمينة وحممد وريان* وإىل إخويت : أحالم األصدقاء....

* وإىل كل األساتذة األحباء ...* وإىل كل من قرأ حبثي فاستفاد...

الطالبة خداوي أمساء

ن شكرمت ألزيدنكم ولئن كفرمت إن عذايب لشديد﴾.ئ انطالقا من قوله تعاىل:﴿ ل

شكر اهللا تعاىل أين اس ال يشكر اهللا)) ، فأن صلى اهللا عليه وسلم: من ((ال يشكر الن وقول النيب

مة حممد عليه أفضل الصالة والسالم، أالذي خلقين ، وهداين لنعمة اإلسالم وجعلين منتسبا إىل

ي خري األمم قاطبه ، فاشكره على آالئه اجلسمية، ونعمه العميمية، كما أتوجه بالشكر إىل والد

رفع كف الضراعة ، مبتهال إىل اهللا أن أاللذين كانا السبب املباشر يف توجهي إىل طلب العلم ، و

القادر على كل شيء.ه ن◌ إيباركهما وحيفظهما ،

كما أتوجه بالشكر اجلزيل وعرفان باجلميل إىل األستاذ املشرف حسن بن مالك الذي رعى هذا

قاه بعلمه الغزير، ونظاراته السديدة، توجيهاته القومية ، املوضوع من مهده ، وتعهده بعنايته، وس

املثوبة والعطاء.

ال يتوانالذي لسعة صدره ونبل خلقه و إىل األستاذ الدكتور حممد برونة اجلزيل كما أتوجه بالشكر

أصبت ن إفهذا جهدي املقل ، فكل االحرتام والتقدير، وأخريا فله مين أبدا يف مد يد املساعدة ،

ن البشر اخلطاء والنسيان.أن أخطأت فشإفذلك مطليب ومبتغاي، و

واستغفر اهللا مما زل به القلم ومما غرب عن الفكر وأضل، واحلمد هللا والصالة والسالم على رسول اهللا

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيمقــدمة:

أ

التنوعالعصور حمطات حافلة بشهد تاريخ األدب اجلزائري على مر

ا عهد دولة بين زيان اليت أقامهن أتاريخ جيد الهذالع علىط املإن ،و الثقايف عامة واألديب خاصة

ايهالذهبية اليت بلغ فالعصورهو من أبو محو موسى الزياين يف دولة تلمسان ألمري والسلطان ا

ج أيام ازدهاره ، والسيما يف الشعر الذي تنوعت أغراضه ومواضعه، ومن بني ري أو ئاألدب اجلزا

يف بالد املغرب بلرية فقط ئليس يف الدولة اجلزا- هذه املواضع اليت شاعت يف ذلك العصر

الذي تبناه شعر النبوي الشريفداالحتفال باملولموضوع- اإلسالمي كله وحىت بالد األندلس

.يسمى بشعر املولديات

األسلوبية أمران ما انفكا يبعثان يف نفسي متعة، ويف فكري لذة، تشعر املولديات والدراسا

ملا حيمله من جتربة واسعة وخربة عميقة ذات صلة

باحلياة والنفس اإلنسانية والذي يعرب من خالله اإلنسان عن حبه خلري األنام حممد صلى اهللا وعليه

وسلم وهذا ما يسمى باحلب النبوي الطاهر.

حلكمة ، نابعة من اة الشعر املولديات باب واسع من أبواب املديح النبوي ذو ألوان متغري

نفسية رائعة يف حوار بليغ ومنجاة إهلية وحب نبوي تتعرب عن حياة راقية، وحاالالصادقة اليت

صادق ورفيع ، يرتفع عن احلب الدينوي ليبقى يسبح يف عامل الروح الطاهرة والنقية والصافية

والراضية واملرضية، حىت باتت اللغة فيه لغة إشارية رامزة تبتعد عن العامل احملسوس لتبقى تسبح يف

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيمقــدمة:

ب

نين رأيت أن هذا املوروث قد غاب عن الدراسات األدبية غيابا وأل.امليتافيزيقيات ردحا طويال

فقلت حنن .طويال وعان اإلمهال الكبري من طرف الدارسني العرب وخاصة اجلزائرين منهم

األجدر بدراسته واألكثر إقبال عليه من غرينا .

وح أن لذى رأيت أنه من الدقة والوضشاملإن موضوع املولديات هو موضوع واسع و

فوقع أحصر هذه الدراسة عند شاعر من الشعراء اجلزائرين الذين نظموا يف هذا املوضوع قدميا،

على األسلوبية الوقوف الزياين حماولة من خالل ذلك اختيار على مولديات أيب محو موسى

وعليه ،ا يف هذه القصائد املولديةمن أجل استثمار أهم معطياوذلك ومناهجها ومدارسها

مولديات أيب محو "البىن األسلوبية يف:جاءت هذه الدراسة اليت

ولقد اخرتت هذه القصائد املولدية ملا حتمله من معان واسعة وأساليب فنية رائعة ، موسى الثاين "

االنزياح مدى الثبوت أوما هذه املولديات ليتبني لناومتنوعة.واخرتت األسلوبية كمنهج لدراسة

سواء يف البىن الصرفية أم إحياءات اليت محلتها و ما متتاز به من حتوالت، و

مدى مسامهتها يف خلق اجلو ما ندرك خصائصها املميزة، و ولالنحوية أم الصوتية أم الداللية،

.الشعري، وبلورة الرؤى واملواقف

مدى ميكن حتقيق أيفكرتنا يف إقامة موضوعنا هي: إىل أما اإلشكالية اليت نبين عليها

جناعة املنهج األسلويب البنيوي والتعبريي واإلحصائي الذي ىحماورة بني القدمي باجلديد؟ وما مد

لغة هذا حتديد األطر الفنية للشعر املولديات ؟ وكيف ميكن نزع غطاء عن اعتمدناه للدراسة يف

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيمقــدمة:

ج

هذا البحث إىل توعليه قسميتسىن لنا الوصول إىل معانيه احلقيقية ؟كليا حىت النوع من الشعر

مقدمة وفصلني نظريني وفصل تطبيقي وخامتة.

وقد خصصته للحديث "يف ماهية البنية والتجليات األسلوبية"أما الفصل األول محل عنوان

الشكالنية الروسية عن تعريف البنية لغة واصطالحا مث تتبعت مسار البنية من اللسانيات مرورا ب

وصوال إىل األسلوبية، مث انتقلت إىل احلديث عن كل ما خيص األسلوبية بداية بالتعريف مث ذكر

اعليهئيتكهم العناصر اليت أ

جل مقاربة أي نص أديب. أالباحث األسلويب من

، "فن املولديات يف األدب العريب"ه على النحو التايلعنوانالفصل الثاين جاءوفيما خيص

خصصت فيه احلديث عن نشأة املدائح النبوية وتطورها عرب أهم وقدوهو اآلخر فصل نظري

مث تطرقت يف هذا يات،دتها الشديدة باملوللوذلك لص،العصور اليت مرت على األدب العريب

شعر نشأة عن أيضاتحتدثكما الفصل إىل احلديث عن صلة املدائح النبوية بالشعر الصويف ،

من خالله ت قموالذياالحتفال باملولد النبوي الشريف بظاهرة وارتباطه الشديداملولديات

عهد الدولة بدءا ببالد املشرق يفهذا االحتفالب

ذا االحتفال الشريف ، مث نه أول من أعطى أمهية كبرية هلأرب الفاطمية و عند إربل املظفر الذي اعت

باملولد النبوي الشريف ، وبعدها بالد املغرب احتفاهلاعرجنا على بالد األندلس وأهم مظاهر

الدولة الزيانية عهد حتفال باملولد النبوي الشريف يف لنصل يف األخري للتحدث عن مظاهر اال

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيمقــدمة:

د

أيب محو موسى الزياين كما أنين حتدثت يف هذا الفصل عن مولدياته عهديفأي )تلمسان(

وبنيتها اهليكلية .

فقد خصص لدراسة أهم الظواهر األسلوبية اليت ظهرت جلية يف مولديات أما الفصل الثالث

ت الدراسة على شكل مستويات: اءجومن مثة أيب محو موسى الثاين،

قسمني إىل كان معين بدراسة إيقاع القصيدة ، فانشطرت الدراسة المستوى الصوتي :

حصائية اإلاألول لدراسة املوسيقى اخلارجية للقصائد املولدية وقد اعتمدت فيه على الدراسة

ة ووصفها ودراسة القافية بعناصرها. أما القسم الثاين فقد خصص لدراسة املوسيقى يللبحور الشعر

املهموسة، والتكرار الداخلية للمولديات فاشتملت على دراسة األ

الذي كان على مستوى األصوات املفردة والكلمات وكذلك األصوات املتآلفة من جتنيس وتكرار

األجواء و يف إنتاج موسيقى متلونه بإيقاعها الذي تالءم اواسعا اشتقاقي، واليت خلقت فضاء

لوبية اليت سامهت يف اعتربت هذه العناصر من أهم السمات األسإذ الروحية للقصائد املولدية ،

إثراء الدرس واألسلويب.

ليها من عدول دراسة عناصر اجلملة وما يطرق عبيعىن هذا املستوى:المستوى التركيبي

، فأما دراسة التقدمي ودراسة احلذف يف اجلملةالتقدمي والتأخري دراسةلصصت هذه الدراسة وخ

،قد اقتصرت الدراسة فيه على درافوالتأخري

وفيما خيص دراسة احلذف اعتمدت فيها على دراسة حذف اهلمزة واليت ظهرت كسمة أسلوبية

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيمقــدمة:

ه

من أهم الظواهر األسلوبية اليت جتلت يف هذه العناصر ، وقد اعتربتالفتة لالنتباه

املولديات.

وقد خصص هذا اجلانب لدراسة أهم احلقول اليت أثرت هذا املستوى، المستوى الداللي:

احلقيقة احملمدية حقلوالثاين، حقل الرحلة واألماكن املقدسةومن مثة جاء احلقل األول بعنوان

احلقول تعىن بدراسة كل األلفاظ اليت هلا صلة باملكان هوهذ،احلبالثالث هو حقلقلاحلو

نزوعا عن داللتها احلسية لتأخذ دالالتاوالذي أخذت الداللة فيه،والرحلة واحلب والدعاء

مرتبطة بالعامل الروحاين.

ص الذي ظهر كسمة أسلوبية التنادراسةبيف هذا املستوى قمنا:مستوى التناص ويف األخري

متنوعة يف هذه ذ أشكاالنه اخت أومبا ،مولديات أيب محو موسى الزياينبارزة ومتنوعة يف أساسية

يف هذا املستوى على دراسة التناص بالقرآين الكرمي والتناص باملوروث تز رك ، وقدالقصائد

ارتباطا ةأبعدا داللية ميتافيزيقية وروحانية مرتبط. والذي أعطيت من خاللهالشعري القدمي فقط

يه وسلم . لذات اإلهلية والرسول صلى اهللا علوثيقا با

حاولت أن أستظهر فيها أهم النتائج اليت توصلت إليها . الخاتمة:

هذه اخلطة إىل التماس مادة البحث من مراجع كثرية، مشلت حقوال معرفية وقد حدت يب

سلوبية ، والنقد األديب األ، املعجميات ، ةعلم الدالل، الصوتيات، متنوعة، منها النحو، البالغة

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيمقــدمة:

و

انطلقت من كتب الرتاث العتيقة إىل الكتب املعاصرة (عربية ومرتمجة) ، إىل ، فقراءيت هلذا توسعت

لإلطالع ا

أن إىل هو ما شكل عقبة أخرى أمامي ، اضطرتين منها و ةعليها، واجتباء املادة العلمية الالزم

ذاك لبت يف دوامة من الرتدد ، تقعدين عن إمتام الأزاوج بني القراءة والتحرير أحيانا كثرية ، ولو

ذكر من هذه الكتب كتاب أهذا البحث وإخراجه يف صورته النهائية املتواضعة اليت انتهى إليها . و

:(حسن السندويبوكتاب ، )و محو موسى الزياين حياته وآثارهأب:(لعبد احلميد حاجيات عنوانه

األسلوب (، وكتاب )تاريخ االحتفال باملولد من عصر اإلسالم األول إىل عصر فاروق األول

وغريها )دراسات يف األدب املغريب(لعبد السالم املسدي ، وكتاب لعبد اهللا محادي ، )واألسلوبية

أتوجه بالشكر والتقدير إىل أستاذي املشرف حسن بن مالك، الذي ويف خالصه هذا احلديث

مرورا جبمع املادة إىل أن اكتمل هذا إبان اجناز هذا البحث مذ كان فكرة ا قصري صحبته زمنا

لتلميذه، وعطف األب على ، حفظه اهللا ، حب األستاذور ، فأسبغ علي خرج إىل الن أ العمل و

جزاه الله - يبخل علي وملأوفر ، ، ومن خلقه خريا وفريا ، وأوفدت من علمه ومنهجه خريا نهاب

من املعضالت اليت يل كثريا حل كما وإرشاد ، مبا أويت من علم وحسن توجيه - كل خري

واجهتين، وذلك لسعة صدره ونبل خلقه ، فجزاه اهللا وأثابه خريا ملا قدمه يل من عون.

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيمقــدمة:

ز

كل الصعوبات اليت واجهتين إبان اجناز هذا البحث ما هي إال معلم وأقول يف األخري أن

قرأ هذا البحث من من كل رين أعتذعلمين الصرب والعزم واالجتهاد فأكثر والسري قدما ،كما أن

على أي تقصري أو خطاء ورد فيه .فمن مل خيطأ ال يتعلم .

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

1

.في ماهية البنية

مسار البنية من اللسانيات إلى األسلوبية.

.في ماهية األسلوبية

وبيةـلـات األسـاهـاتج.

يـخطوات التحليل األسلوب.

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

2

I.في ماهية البنية.تحديد مصطلح البنية-1الداللة اللغوية لكلمة بنية .-أ

ية وبناية وابـتـناه يانا وبنـ وبـناه)، (البـين : نقيض اهلدم، بـىن البـناء البناء بنيا وبناء وبىن مقصور، وبـنـية، : ما بـنـيته ، وهو (والبناء املبين، واجلمع أبنية ، وأب◌نيات ، مجع ية ، والبـنـ اجلمع..)، ( والبنـ

ها...) والبـىن، بالضم ية اهليئة اليت بين عليـ ية وهي مثل الرشوة ورشا كأن البنـ البىن والبـىن..) يقال بنـية وبىن بكسر الباء ية وبىن وبنـ (وأبـنـيت ،املقصور مثل جزية وجزى...)مقصور، مثل البىن . يقال بـنـ

ويف النحو العريب تتأسس ثنائية املعىن واملبىن على الطريقة 1الرجل أعطيته بناء أو ما يـبتين به داره..)

املعىن، فكل حتول يف البنية يؤدي إىل حتول يف الداللة، والبنية يف املبىن زيادة يف ولذلك فالزيادة

مبا والكل املؤلف من ظواهر متماسكة، يتوقف كل منها على ما عداه، ويتحدد من خالل عالقته.عداه

يتحدد مفهوم البنية لغة بالعودة إىل ما أوردته املعاجم اللغوية، وهي مفاهيم تصب كلها وكذلك "إن األثر األديب )J .G .Ransonيف مصب واحد، جيمعها ما قاله الناقد األمريكي (قراو راسون

أو السبك، نعين باألول املعىن العام )Texture(يتألف من عنصرين: البنية أو الرتكيب، والنسج لألثر األديب، وهو الرسالة اليت ينقلها هذا األثر حبذافريها إىل القارئ، حبيث ميكن التعبري عنها بطرق

، 2لسان العربم)، 1990هـ ـ 1410ابن منظور، العالمة أيب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم األفريقي املصري (1. 160/161(مادة بىن)، دار ومكتبة اهلالل، بريوت ، لبنان ،دط، دت، ص

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

3

سج فاملراد به الصدى الصويت لكلمات األثر أما الن 1.شىت غرب التعبري املستعمل يف األثر األديب املذكوروتتبع احملسنات اللفظية و

)،Structure(والبنية يف معجم اللسانيات لبسام بركة، هي:"تركيب ما يقابله دائما بالفرنسية 2"

، وبنية )Structure narrative(وبنية روائية )،Structure profondeونقول:بنية عميقة (structure desurfaceouructure superficielleSt.("3سطحية (

الداللة االصطالحية :-بلقد خضع مفهوم البنية إىل تعريفات عديدة ومتنوعة من قبل الرواد األوائل بداية من "كلود ليفي

" الذي يعد الرائد يف حقل األنثربولوجيا من خالل دراسته Claude Levie Strauss"شرتاوس"، للمجتمعات الفطرية واهلندية يف الربازيل، وخاصة بعد أن حاول تطبيق بنيوية دي سوسري

"Ferdinand de Saussure يف دراسته للمجتمعات البدائية، ويف حتليله لألساطري، حيث رأى "بأن األسطورة كأي كيان لغوي تتشكل

4ة عن " منوذج يقوم الباحث بتكوينه كفرض للعمل، انطالقا من الوقائع نفسها".عبار

الذي أحرز "R.Yackobsonرومان ياكبسون" ""،"Srauss"كما يضاف إىل شرتاوس. ".Structuralismقصب السبق يف ابتكار مصطلح البنيوية "

البنية عبارة عن " نسق من " الذي ذهب إىل أن Jean Piagetمث جاء بعدمها "جان بياجيه" "البنية تتسم خبصائص ثالث:، وإن هذهالتحوالت له قوانينه اخلاصة باعتباره نسقا

، دط، 2006شــق ، الســنة عبــد القــادر شرشــار، حتليــل اخلطــاب األديب وقضــايا الــنص ، منشــورات احتــاد كتــاب العــرب ، دم1.77ص

152)، مكتبة لبنان، بريوت، ص. 19441984جمدي وهبة، كامل مهندس، معجم املصطلحات العربية، (2193، ص. 1985عريب)، منشورات حروس، طرابلس، لبنان، بسام بركة، معجم اللسانيات(فرنسي3حممد عزام، حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلديثة، دراسة يف نقد النقد، (دمشق: من منشورات احتاد 4

. 14م.)، ص: 2003الكتاب العرب، د، ط،

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

4

الكلية (الشمولية).-التحوالت.-1التنظيم الذايت (التحكم الذايت)."-

أمهية مميزة للنسق، وتتجلى إن مصطلح الكلية، يعىن به تكوين البنية من عناصر خاضعة للقواننيأن " البنية ال تتكون مبجموع العناصر، بل تلك العناصر يف العالقات القائمة بينها، على أساس

ه يعىن به التغريات الباطنية اليت بالعالقة فيما بني هذه العناصر". أما عن مصطلح التحوالت، فإن مج يف (كل) أمشل. أما سق. " فيعتمد على التصور الوظيفي للبنية كعنصر جزئي مندحتدث داخل الن

عن مفهوم التنظيم الذايت، فيقصد به التنظيم الذي حتدثه البنيات حول نفسها؛ أي تقوم بتنظيم نفسها بنفسها، ليخلص إىل أن مفهوم البنية حيوصل النظر " إىل احلدث يف نسق من العالقات له

2نظامه".

.مسار البنية من اللسانيات إلى األسلوبية-2اليت نشأت يف فرنسا يف الستينيات من القرن العشرين، ةالبنية يتبناها علم حديث امسه البنيوي

ومتت الكتابة فيها من قبل عدد كبري من البنيويني يف خمتلف حلقات البحث العلمية، بدءا حبقل االت اليت بالنقد األديباأللسنية، وانتهاء

تبنتاها، والكتب اليت تشرحها، واألعالم الذين دعوا إليها ودافعوا عنها، راجعني مبنطلقهم إىل أوائل يف جامعة القرن العشرين، (أو الثلث األول منه)، حيث الدروس اللغوية اليت ألقاها "دو سوسري"

للغويني.جنيف، وحيث االجتاه الشكلي الذي رأته روسيا، وحلقة براغمن االبنية واللسانيات:-أ

.46املرجع السابق، ص1.56نبيلة إبراهيم ، فن القصة يف النظرية والتطبيق ، دار قباء للطباعة والنشر ، دط، دت، ص: 2

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

5

احلديث) الذي أطلقه فرديناد دي سوسرية(علم اللغتاالرتباط باللسانياشد أةترتبط البنيويF.DE SAUSSURE ،)1857 -1918( حيث تعد آراءه حجز الزاوية واألساس الذياأللسنية العامة)رائه يف حماضراته(دروس يف أوقد قدم أهم 1انطلقت منه النظرية البنائية،linguistique généralcoure de اليت نشرها بعد وفاته تالمذته شارل بايلCharles

Ballyوألربت سيشيهايAlbert Sechehaye وقد ناقش سوسري يف حماضراته 1916،عام ،إىل التمييز بني "اللغة" و"الكالم". أحيث جل2العديد من القضايا واملناهج املتعلقة باللغة،

"Langue" , "Langage عادا اللغة نظاما اجتماعيا مستقال عن الفرد خبالف الكالم الذي هو"اليت هي عبارة عن نسق منظم من العالقات والرموز يف إطار ما و الفردي للغة،التحقيقعه يف الدراسة اىل جتديده ملنهج الواجب اتببالنظام الذي اعترب يف ما بعد هو البنية ، إضافة إيسمى"

بدل التعاقيبSYNCHRONNIQUEوهو املنهج الوصفي DAICHRONQUELA"3. اللغة من وجهة نظر سوسري تؤلف نظاما بنيويا وألن

متماسكا ؛ فإن أي مقاربة للغة مكرسة لتفسريةواليت انطلقت من خالهلا مجيع الدراسات اللغوية والنقدي4"اللسانيات البنيوية" أو"املدرسة البنيوية"

احلديثة واملعاصرة.

. 19،ص1998، 1ينظر صالح فضل النظرية البنائية يف النقد واألدب، دار الشروق ، القاهرة، مصر، ط12F. De sauaaure:coure de linguidtique générale. Paris payot 1974texte revu et critique par DeMauro. pp: 10-11.

.82، ص81ق العربية، القاهرة، مصر، دط، ص وينظر صالح فضل ، مناهج النقد املعاصر ، دار األفا، السنة 1إبراهيم حممود خليل ، النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك، دار السرية للنشر والتوزيع، عمان األردن، ط3

.88،ص2003.47ص ، د ت،1ط.إبراهيم،، زكريا، مشكلة البنية أو أضواء على "البنيوية"، دار مصر للطباعة، الفجالة4

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

6

إضافة إىل اللسانيات جند املذهب الشكالين (مدرسة شكالنني الروس) الذي يعد رافدا أساسيا يف ، أو على األقل يف أصل اجتاهها الذي مثلته ةيوجد يف أصل اللسانيات البنيوي"ه ، ألن ةمسار البنيوي

. 1"حلقة براغ اللسانيةالبنية والمدرسة الشكالنية الروسية: -ب

سة من جهود جتمعني أدبني ر ، وقد نشأت هذه املدةتعد الشكالنية الروسية من أهم روافد البنيويوكان عنصرها البارز M L Kويطلق عليها اسم1915حلقة موسكو اليت تكونت سنة األول :

حلقة سان برتسربوغ والثانيياكبسون الذي كان إذ ذاك مهتما باألثنوغرافيا السالفية وفلسفة اللغة، 2واليت كان معظم أعضائها من طلبة اجلامعة.opoiaz(لنينكراد)ويطلق عليها

كان هم الشكالنني هو إرساء دعائم الدراسة األدبية على قاعدة مستقلة. حيث حولت لقد فرفضوا رفضا تاما ما كانت تذهب إليه النظرية النقدية "النص، مركز االهتمام من الشخص إىل

التقليدية من أن لكل اثر ثنائية متقابلة الطرفني : هي الشكل واملضمون وأكدوا أن اخلطاب األديب . فكان السؤال األول بالنسبة هلم ليس " كيفية دراسة األدب، وإمنا 3"عن غربه بربوز شكله خيتلف

رومان ياكبسون" اليت دعا إليها Littéraritéاملاهية الفعلية ملوضوع حبث الدراسة األدبية"R.Yackobson" موضوع العلم األديب ليس هو قال: إن ثالنهائية حيو"أعطاها صبغتها

وبذلك حصروا اهتمامهم 4أي ما جيعل من عمل ما عمال أدبيا"،Littéraritéاألدب إمنا األدبية من مبادئ البنيوية ءايف نطاق الن

فاعتربت رافدا أساسيا من روافدها .

ينظـــر... جمموعـــة مـــن املـــؤلفني ، نظريـــة املـــنهج الشـــكلي : نصـــوص الشـــكالنيني الـــروس ،ترمجـــة إبـــراهيم اخلطيـــب الشـــركة املغربيـــة 1.15،ص 1، مؤسسة األحباث العربية، بريوت لبنان،طنللناشرين املتحدي

.10املرجع نفسه، ص 2.10املرجع نفسه، ص 3.35ينظر.. نفسه ،ص 4

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

7

البنيوية قد بسطت نفوذها يف معظم بلدان العامل بفضل االهتمامات الكبرية ومن هنا نقول أن Straussمن طرف عدد هائل من الباحثني والنقاد املعاصرين من أمثال ليفي شرتاوس

وآالن توريناهلريومينوطيقاPaul Ricœurوبول ريكوروألتوسري واملاركسية، ،واألنثروبولوجياAlain Touraineواألبنية دون بنيوية، وجاك الكانJacque Lacan روالن والتحليل النفسي، و

وبنيات املعرفة.Foucaultوميشل فوكووالبنيوية األدبية Roland Barthesبارث

" يف إثراء البحث البنيوي بنشر كتابه Leonard Blomfieldبلومفيلدليونارد وكذلك ساهم "بعرض جانب من جوانب النظرية البنيوية األمريكية ، وباإلضافة إىل ما ، قام فيه م1933"اللغة" سنة

النحو التوليدي وكذلك يف ما خيص Avram Noam Chomskyشومسكيفرام نعوم تأجاء به " صاحب كتاب "األسلوبية Riffaterreاته الناقد البنيوي األمريكي "ريفاتري" "مل يبخل مبجهود

1971البنيوية" سنة يف إنتاج العديد من املناهج النقدية املعاصرة اليت اختذت املنهج البنيوي كانطالق هلا فظهرت لنا إىل

املغلق صعامل الوجود ما يسمى بالسيمبولوجيا واألسلوبية والتفكيكية ونظريات أخرى اهتمت بالن ها إعادة بناء ليست هدما كما يتصور بعضهم، ولكن فهي". وسامهت يف تفجري مكنوناته الداخلية

اوإن بدا ذلك متأتي

ومستقل. وهذا يعين أن الوسط االجتماعي وتارخيه وشخصية املبدع يف نصه ولغة نصه، هي، يف احلقيقة، مقومات. حتليل النص األديب حني يستقل كل مقوم أو عنصر مبنهج يفصح عن آلياته

1.وتقنياته يف حتليل هذا النص أو ذاك

البنية واألسلوبيــة:-جـ

.133-132صجمموعة من املؤلفني ، نظرية املنهج الشكلي : نصوص الشكالنيني الروس ،ينظر .. 1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

8

لقد ارتبطت األسلوبية ارتباطا معقدا بالبينية واإلرث النظري الذي تركه الشكالنيون فضال عن من أبرز R.Yackobsonيعترب رومان ياكبسونيف صيغتها السوسريية،تارتباطها باللسانيا

(باألسلوبيةالباحثني يف الدراسات األسلوبية احلديثة وخاصة الوظيفية،إذ كان يهتم

(stylistique، ويف نفس الوقت كان يهتم باإلنشائيةpoétiques) ( إن أكثر من ثالثة أرباع منم متحورت حول الشعر واألدب وقد كتب ياكبسون كثريا من األمور العلمية حول 1939أعماله قبل

1املنهج البنيوي يف األدب ومنهجية حتليل النصوص ..."

م طروحات جديدة تربز من خالل تعريفه لألسلوبية وقد R.Yackobsonلقد جاء ياكبسون، وعن سائر عن بقية مستويات اخلطاب أوال ين

وهنا يقوم بتخصيص الدراسة األسلوبية إال على الكالم الفين دون تعدي ذلك 2ثانيا،الفنون اإلنسانيةخطاب عادي أو الشفوي.لقد خطت األسلوبية خطوة نوعية تتالءم والدراسات النقدية إىل أي

وذلك مع انعقاد 1960املعاصر والدراسات اللغوية بصفة عامة ،"حيث اكتسبت شرعيتها سنة ندوة أنديانا األمريكية واليت متحور موضوعها حول األسلوب حبيث كانت وجهت أبرز علماء اللغة

رومان ياكبسون عنصر أساسي يف هذه الندوة عن طريق تداخالته و طروحاته اليت ،وكان3واألدب"

يف تلك الدراسة على قضية اإليصال؛ أي كانت رابط أساسي بني علم اللغة واألدب ، إذ أنه ركز ي الوظائف اليت تؤديها اللغة من خالل عملية كيف تتم عملية التواصل يف العمل األديب ؟ وما ه

التواصل؟

كل اتصال يقوم على اإلشارة هو لغة ؛ و اللغة ليست يرى أن R.Yackobsonياكبسونإن

.150، دت ،ص1أمحد مومن ، اللسانيات نشأة وتطور ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، ط112، ص 2003، السنة 1ااألسلوبية مفاهيمهموسى سامح ربابعة ، 2.12ص،املرجع نفسه3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

9

ميلك لغة ، ألن اإلشارة ليست حكرا على كخاصية من خصوصيات اإلنسان وحده، فاحليوان كذلةاإلنسان فقط ، كما أنه يرى بأن اللغة قد تكون

للمعرفة واألفكار واملشاعر بشكل شفاف أي قابلة لإلدراك والفهم ،فاللغة عموما عنده هي نظام من البشرية ، ويف هذا ةالعالقات تعرب عن األفكار وتوضح أمهية التواصل اللغوي املميز يف ظواهر اللغ

كل تنوع بأن اللغة جيب أن تدرس يف"اللسانيات والشعرية"السياق أكد ياكبسون يف حماضرته تتضح طبيعة الوظائف البد من تقدمي صورة خمتصرة عن العوامل املكونة لكل يوظائفها ، ولك

:1ذلك من خالل الرسم الذي هو أمامناصريورة لسانية ولكل فعل تواصلي لفظي ويتبني

)السياق(املرجع الناقلالناقل

الرسالة املرسل إليهاملرسل

احلامل لصوتياتا هلواء(

القناةمن الفم اىل االذن ، او الكتابة

هلا)املسجلة

السن أو الشفرة

( اللغــة )

ن عملية التواصل تفرتض وجود ستة عوامل أو مركبات واليت كما هو موضح يف الرسم أdestinateur)املرسل أو املخاطب1تتمثل يف مايلي : املخاطب وأاملرسل إليه2، ((destinataire)،3ةالرسالmessage السنن 5، (contexte)السياق آو املرجع4،)(

158،وعد السالم املسدي ، األسلوب واألسلوبية ص99سلوبية ص...بيارغريو واألرينظ1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

10

إىل املرسل إليه ، "ولكي تكون ة، إن املرسل يوجه رسالcontact(1(القناة6، )code(أو الشفراتوهو إما ،

أن يكون لفظيا أو قابل ألن يكون كذلك ، وتقتضي الرسالة بعد ذلك سننا مشرتكة كليا بني املرسل واملرسل إليه ، وتقتضي الرسالة أخريا اتصاال أي قناة فيزيقية وربطا نفسيا يسمح هلما بإقامة التواصل

يفة اإليصال واليت هي : .وأعطى لكل عنصر وظيفة لغوية متيزه لكي تؤدي وظ2واحلفاظ عليه ، الندائية fonction expressive ouémotiveأو التعبريية ةاالنفعالي

conativeواملرجعيةréférentilleو اإلنتباهية ،phatique الوظيفة ما وراء ،رسم مماثل لألول :، ونوضحها يفpoétique3، الوظيفة الشعرية emétalinguistiquلغوية

(وظيفة مرجعية)

املرجع (سياق)ل إليهمرســـــــ مرســـل ـــــ الرسالة

(وظيفة شعرية) (وظيفة إفهامية )(وظيفة تعبريية)قناة

(وظيفة انتباهية)

سنن

(وظيفة ما وراء لغوية)

157واألسلوبية ص بألسلو عبد السالم املسدي ، ا1ها ومناهج حتليلها لألداء التواصلي ،دار األديب للنشر والتوزيع، السانيا وهران ينظر أمحد عزوز، املدارس اللسانية أعالمها ومبادئ2

.157،و إىل عبد السالم املسدي األسلوب واألسلوبية ص119ص ، اجلزائر دط، دت، . 159../-157، وعبد السالم املسدي، املرجع السابق ،ص125ينظر..املرجع نفسه ، ص 3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

11

: 1الوظائف اللغوية عند رومان ياكبسونتعبري عن نفسيته وأفكاره من خالل املوضوع : يولدها املرسل ، وهي الوظيفة االنفعالية والتعبريية-1

الذي هو يف صدد التكلم عنه ، وجتنح إىل إعطاء انطباع عن انفعال معني و ذلك عن طريق األدوات اللغوية املستعملة .

بقصد جعلها فاعلة يف املرسل وتدخل اجلمل ة: وهي متيز الرسالالندائية أو اإلفهاميةةالوظيف-2والدعائية يف ذلك ، ومها من األساليب اإلنشائية .األمريةوتسمى الداللية وهي متمركزة حول السياق ، وتشكل التربير األساسي الوظيفة املرجعية :-3

لعملية التواصل ذلك أن املتكلم هدف اإلشارة إىل مضمون خاص نرغب يف إبالغه لآلخرين وتبادل اء موجودة نتحدث عنها وهي تقوم بالرمز إىل تلك املوجودات اآلراء يف هذه الوظيفة حتيلنا على أشي

: أو إقامة االتصال وهي تتمحور حول إقامة االتصال بني املرسل الوظيفة اإلنتباهية-4املبلغة .

5ه به الباث انتباه سامعوتسمى ما وراء اللغة وهي تشمل اللغة اليت تتحدث عن اللغة نفسها، وظيفة تعدي اللغة :-

فتشمل عناصر البنية اللغوية ، وتعريف املفردات ، ليتأكد طرفا اخلطاب من أن التخاطب قائم على فاهم املتبادل.الت

: وتسمى باإلنشائية ،وتتمحور حول الرسالة كعنصر قائم بذاته وتقوم الوظيفة الشعرية-6بتوضيح اجلانب اإلشاري يف اللغة ،وهي عند ياكبسون إسقاط ملبدأ االختيار على حمور التأليف،

بية ، وهي وهي ال تنحصر يف الشعر فحسب ، ولكن تتجاوزها لتشمل مجيع املرسالت اخلطا

. 124-132صاملدارس اللسانية أعالمها ومبادئها ومناهج حتليلها لألداء التواصلي ،بنظر.. أمحد عزوز ، 1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

12

. 1بالدرسسق وبعد الن ه مل يتجاهل أيضا حتليل على حتليل الرسالة ، ولكن R.Yackobsonركز ياكبسون

أن القواعد الشعر دراسة لألدوات التعبري الشعري يف اللغة بينما نرى شعر القواعد دراسة ألثار 2احملصول يف النص ، ذلك بواسطة عمل هذه األدوات

تسمح بتحديد R.Yackobsonالوظائف املختلفة للغة اليت وضعها ياكبسونوعلى هذا فإن كما أنه ركز على الوظيفة الشعرية يف دراسته األسلوبية للنص املختلفة اليت متيز النص األديب، عالطواب

. األديب وبذلك استطاع ياكبسون أن مييز ما هو شعري ؛ ألن املرسلة الشعرية عنده ال تقوم باإلبالغ

عنده تقوم على بعدين األفقي والعمودي كما هو احلال عند ة.فالرسال3عن نفسها بسهولة متناهيةليدية ، أحال هذين البعدين إىل نظرية البالغة التقR.Yackobsonدي سوسري لكن ياكبسون

مقررا أن البعدين السوسرييني، إن الصفة 4

األساسية اليت جيدها ياكبسون يف الوظيفة الشعرية هي أن االستخدام الشعري للغة يقدم مبدأ التساوي من حمور االختيار إىل حمور االنتقاء ، وهذا يعين أنه بالرغم من إننا نتوقع أن جند أنواعا

مل؛ فإن اللغة الشعرية تظهر خمتلفة من العوامل اليت مت اختيارها يف نقاط خمتلفة يف تركيب اجلجمموعات متكررة من نفس األنواع العوامل ، بالرغم من أن هذه الظاهرة اليت تعرف بالتوازي حتدث

.016ينظر.. عيد السالم املسدي ،األسلوب واألسلوبية ص1.117بيار غريو واألسلوبية تر، منذر عياشي صينظر..2315.39،ص2،2000لبنان ،ط/الرويلي ، سعد البازعي، دليل الناقد ، املركز الثقايف العريب ،املغرب نميجا4

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

13

R.Yackobsonيف اللغة اليومية أيضا ، يقول ياكبسون

إن◌◌ التحليل البنيوي .1خرىحيث تنظيم العمل األديب ، ومن حيث توزيعها على اجلوانب األللرسالة كما يعلمه ياكبسون وميارسه ، يبني أن كل نص يشكل بنية فريدة يأخذ منها إثارة خاصة به

2مبعزل عن أي نص آخر.

وإذا كان ياكبسون قد انطلق يف جهوده من مقوالت الشكالنني الروس فإن ريفاتري يعد زعيم 3األسلوبية البنيوية.

من أبرز الباحثني يف الدراسات األسلوبية احلديثة ، فقدم Riffaterreيفاترييعترب ميشال ر العديد من األفكار واملبادئ اليت تفاعلت مبجملها مع أفكـار غريه املصنفني يف دائـرة األسلوبية

، مث أتبعه بكتاب (صناعة1971وسواهـم من الضالعني، وضع كتابه (األسلوبية البنيوية) عام ةالبنيويRiffaterreريفاتري، ويعترب 1979النص)

وبية اضي يف كتابه حمـاوالت يف األسلات من القـرن املتينيات مث مجعـت واكتملت يف أوائل السبعينيالس( Essais de stylistique structural)، "األسلوبية يف أنحبيث متثلت غاية هذا الكتاب

ليس مثة كالبنيوية تقوم على حتليل اخلطاب األديب؛ ألن األسلوب يكمن يف اللغة ووظائفها ، و لذلوفيه يرى أنه ليس من نص أديب دون (أدبية)، وال (أدبية) دون . 4أسلوب أديب إال يف النص األديب"

أديب. فما هي (األدبية)؟.نص

أناألديب حيث يقول "يف التحليل علم البالغة و(اإلنشائية) Riffaterreيستبعد ريفاتري

196رجاء عيد ، القول الشعري ، منظورات معاصرة ، منشأة املعارف،اإلسكندرية ، القاهرة ، د ط،د ت، ص1.123ص،تر: منذر عياشي ينظر.. بيار غريو واألسلوبية، 2315..15املرجع نفسه ، ص 4

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

14

، وذلك ألنه يراها عاجزة عن الكشف عن (أدبية) النص 1"البالغة املعيارية من عراقيل األسلوبية

معيارية، ويكتفي بتحليل النص من خالل لغته. وعلى الرغم من أن النص األديب على إصدار أحكام ال يقوم إال على اللغة، فإن النقد يستبعد اللغة أيضا من جمال التحليل األديب للظاهرة األسلوبية!.

ص احمللل على (أدبية) الن ذي يضع يدي فهو ال -عند ريفاتري-صأما التحليل األسلويب للن ، حيث ينطلق من النص الذي هو صرح مكتمل ينبغي تتبع مسة الفردية فيه. وهذه السمة األديب

2الفردية هي األسلوب، وهي بالتايل (أدبية) النص.

ليست النص فحسب، بل هي القارئ أيضا، وردود فعله -عند ريفاتري-بيد أن الظاهرة األدبيةسلطته على القارئ الذي ليست له احلرية يف إزاء النص. وهلذا ركز ريفاتري اهتمامه على النص و

البنيوي الذي يفرتض (بنية) كربى للنص، مث (بنيات) صغرى، تقوم بينها (عالقات) تنافر وتضاد أو له األسلويب ال يعتمد على تقسيم النـص إىل (وحدات)، فهو تشابه ومماثلة... وهذا ال يعين أن حتلي

هنـا فإنه يرفض منهج دات) مرتابطـة مع بعضها بعضـا. ومنذلك، ولكن بشرط أن تكون (الوحيفعل 3ات املفاتيح يف التحليل األلسين.الكلم

مفهوم مث زاد توضيح 4وقد عرف األسلوب بأنه "كل شكل مكتوب فردي ذي مقصدية فردية " األسلوب يف موضع آخر بقوله: "األسلوب هو الربوز الذي تفرضه بعض حلظات تعاقب اجلمل على

1M. Riffaterre : Essais de stylistiquestructurale, Présentation et traduction deD. Delas,Flammarion, Paris, 1971, p27

.15حممد عزام، حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلديثة،ص2.15، صنفسهاملرجع 3.19، ص1993، 1دار البيضاء (املغرب ) ط حتليل األسلوب ، ترمجة محيد حلمداين ،دار النجاح ،ميكائيل ريفاتري ، معايري4

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

15

، وأكثر ما يثري انتباهنا هو استحضاره للقارئ وذلك 1تعرب واألسلوب يربز"ةانتباه القارئ ، فاللغن مع القارئ والنص حيدث ليربز أمهيته ودوره يف عملية التواصل وهذا ما تقوم عليه أسلوبية التلقي ،أل

تفاعل عن طريق مبا يسمى (املنبه واالستجابة) ، ونستطيع أن نوضح هذا يف رسم بسيط:

القارئ (استجابة)لـاعـتفالنص( منبه ومثري )

موجهة املتلقي (القارئ)، و اليت تكون codeيعين أن النص يكون حممل بالسنن والشفرات كود انتباهه يستدعي منه االستجابة ، ومن هذا خنرج باستنتاج يتمثل تيثري فضول املتلقي ويلفمبثابة منبه

واملتلقي الذي يقوم (encode)؛ املنشئ الذي يشفرايف أن هناك طرفني يشكالن لفكرة التواصل ومهالرسالة ، كما أن ريفاتري يعطي األولوية للقارئ الذي ال ينتهي دوامه مع )décodé(بفك الشيفرة

باملرسل واملرسل إليه، كما أنه يصب اهتمامه بالدرجة األوىل على القاري والوظيفة الشعرية . أما ب أن تنشأ بني الرسالة

واملخاطب ، فالعالقة اليت تقوم بينهما عنصر مهم من عناصر األسساسية اليت أقام عليها ريفاتري 2.ةأسلوبيته البنيوي

إن هذه الرؤية ال تتجاوز كون األسلوبية حتليال ألسنيا مييز عناصر األسلوبية يف رسالة ما ، وإمنا أن:يرىجدا بالقارئ حيث ريفاتريالعناصر ، وقد اهتم يكون للقارئ دور يف متييز هذه

ولذلك يقوم القارئ يف 3""كل بنية نصية تثري رد فعل لدى القارئ تشكل موضوعا لألسلوب

.44، ص 2000دنان ذريل ، النص واألسلوبية،بني النظرية والتطبيق (دراسة) ،منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق،ع1.17اوسى ربابعة األسلوبية ومفاهيمهم2

3 M. Riffaterre : Essais de stylistique structurale, p182.

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

16

أسلوبية ريفاتري بدور يقوم على الوعي واإلدراك ملا متثله العناصر األسلوبية من وظائف داخل النص بالقارئ النموذجي.Riffaterreريفاتريويسمى هذا القارئ عند 1األديب،

:"هو حمصلة ردود أفعال عدد من )architecteur(القارئ النموذجي (العمدة)-أ، أي أنه جمموعة 3اجتاه النص بضمهم نقاد ومرتمجون وعلماء وشعراء وما إىل ذلك"املخربين اللغويني

informateurs)(desريفاتري اسم مبلغنيمن الرواة أو القراء وتعددهم ،والذين أطلق عليهم

إن القارئ العمدة ليس قارئا بعينه وإمنا هو جمموعة االستجابات للنص الذي حيصل عليها احمللل . إىل جتنب رد املعيار الذي حيدث عنه االحنراف Riffaterreمن عدد من القراء ، وقد عمد ريفاتري

ص نفسه ، ولذلك قال : تنتج القوة األسلوبية من وإمنا جعله يف الن ص، إىل شيء واقع خارج الن األسلويب يتكون من منوذج لغوي يكسره بغتة ال يتنبأ قإدخال عنصر غري متوقع إىل منوذج، فالسيا

به،و لذاك يكون السياق هو الذي يتحدد به املعيار ، أي أن املعيار مائل يف النص وليس خارجه ، .4السياق قطب لثنائية يتقابل عناصرها وهذا يعين أن

ويرى أنه منوذج كبري،: لقد اهتم ريفاتري "بالسياق األسلويب"اهتماماالسياق األسلويب-ب .5لساين ، مقطوع بواسطة عنصر غري متوقع

،ص ، وهو ليس شيئا آخر غري الكالم النحويفالسياق عنده هو متواليات التعبريية العادية يف الن واألسلوب هو عنصر غري متوقع ينحرف عن السياق فيحدث املفاجأة، وهو ليس شيئا آخر غري

،موجه يف تعاقب رؤية العني اليت تقرأ سطرامالكالم الالحنوي ، ويشبه ريفاتري السياق خبط مستقياق؟ إجراءتتخلله احنرافات أو نتوءات هي مبثابة اإلجراء األسلويب ، وذلك على النحو اآليت :(سي

.17،صااألسلوبية ومفاهيمه،ربابعةسامح موسى186،ص1984تونس، –توفيق أبو الزيدي ، أثر اللسانيات يف النقد العريب احلديث ، الدار العربية للكتاب ليبيا 3.18اربابعة ، األسلوبية ومفاهيمهسامحموسى4.56، صحتليل األسلوبميكائيل ريفاتري ، معايري5

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

17

=أسلويب؟ رجوع إىل السياق) أو ( ملفوظ عادي ؟ مبالغة ؟ ملفوظ عادي)أي إن (األسلوب وعلى هذا األساس يقوم ريفاتري بتقسيم السياق إىل (سياق ، 1السياق+املفاجأة أو املبالغة)

أصغر،سياق أكرب) األول يسهم يف إنتاج األسلوبية والثاين جزء من اخلطاب األديب ويعىن بالتحليل اخلارجي األويل كما أن السياق األكرب يتضمن السياق األصغر ويضع ريفاتري املعادلة التالية : سياق

سلويب مسلك أ=أصغر +خمافة فتقول مثال : مشس سوداء

سوداء مشس مسلك أديب = سياق أصغر + خمالفة

هناك أشار إىل أن ةيفاتري من خالهلا نظريته األسلوبية البنيويوإىل جانب العناصر اليت أسس ر هذا العنصر يف املفاجأة. لعنصر أخر ال يقل أمهية من سابقيه، ويتمث

: واليت تنتج من خالل املثري الذي حتدثنا عليه أنفا واملنبه األسلويب واليت تشكل املفاجأة-ـجلذلك فإن قيمة كل ظاهرة "صدمة يف نفس املستقبل ، حبيث حتدث توتر أو هزة يف وعي املتلقي

كانت اخلاصية غري اأسلوبية تتناسب مع وحدات املفاجأة اليت حتدثها تناسبا طرديا، حبيث كلمته وهو منتظرة كان وقعها يف نفس املتقبل أوقع ، ويربط ريفاتري مفهوما آخر جيعله من مقومات نظريما يعرف مبقياس التشبع ، ومعناه أن الطاقة التأثريية خلاصية أسلوبية تتناسب تناسبا عكسيا

تمع تواترها ، فكلما تكرر 1"التكرار يفقدها شحنتها التأثريية تدرجييا

.68–67، صالسابقاملرجع1

.17سامح موسى 1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

18

نظر ريفاتري هي دراسة اللغة من زاوية نظر مفكك وخنلص يف األخري "أن مهمة األسلوبية يف السنن ، مادامت ردود أفعاله وفرضياته حول مقاصد املسنن وكذلك أحكام القيمة ، هي إجابات

على املنبهات املسننة داخل املتوالية اللفظية ، وستصبح األسلوبية يف هذه احلالة علما لسانيا لتأثريات ، ولوظيفة اإلكراه اليت متارسها على انتباهه"، (األسلوب اإلرسالية وملردود فعل التواصل

2=السياق+املفاجأة ) وهذا أوجز تبسيط لفهم األسلوب عند ريفاتري.

التقدم الثقايف فإن –على حد تعبري الشكالنيني الروس -وإذا كان األدب "أرضا مالك هلا"يما بعد العقد الثاين منه، وتطور النقد واحلضاري الذي اتسمت به اللسانيات يف القرن العشرين والس

األديب منهجا ودراسة وحتليال وفنا، قد هيأ املناخ لتحصني هذه األرض ومحايتها وإعطائها شرعية 3االمتالك.

من كل ذلك خنلص إىل أن التقدم الذي حظي به احلقل اللساين أو اللسانيات يف العصر احلديث تقوميا ونقدا ذاتيا إجيابيا أو سلبيا قد تسرب إىل احلقل النقدي األديب الذي مل دراسة وحتليال وتعليال،

.الربط بني الثقافة النقدية األدبية والثقافة اللسانية ختصصا ومفهوما ومنهجا

II..في ماهيــة األسلوبية، االجتاهات، وتتفرع عنه اآلراءاألسلوبية موضوع علم ما انفك تكثر فيه األقاويل،وختتلف حوله

لقد اجته و.تصورا واصطالحاحقوهلا لمقولتها، وتداخوجدة مسالكها،تتميز بدقة كماامعة بني التطابق اجلونوالدارسوناملؤلف

عن "هاتز فيلد"ويكفي هنا أن ننقل اإلحصاء الذي أجراه"،فكار واملعلومات والتناقض يف األ

.68-67، صحتليل األسلوب، معايريريفاتريميكائل2.136ص 2000أصداء دراسات أدبية نقدية منشورات احتاد كتاب العرب دمشق ،عدنان غزوان3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

19

العشرين أي يف فرتة مابنياألسلوبية خالل النصف األول من القرنيفتبت املؤلفات اليت ك ومن مثة أصبحت من أقوى "،1مؤلف)2000إذ)1902-1952(

النقدية املعاصرة.تاالجتاها:األسلــوب واألسلوبيـة.1

مصطلح األسلوبية مل يظهر إال مع ظهور الدراسات اللغوية احلديثة يف بداية القرن العشرين إن الذي أسس )1913_1885(د جميء العامل اللغوي السويسري فرديناند دي سوسري وبالتدقيق بع

ملبادئ معينة اليت نلخصها يف حتديده للعالقة بني اللغة والكالم ، حتليله للرموز علم اللغة احلديث وفقاالتارخيية اللغوية ، دراسة الرتكيب العام لنظام اللغوي ، الفصل بني مناهج الدراسة الوصفية و مناهجها

وغريها من املبادئ اليت قامت عليها الدراسات اللسانية واليت كانت مبثابة األرضية اليت انطلق منها اليت التحمت معها حىت صارت أداة مهامة"و يف مجيع الدراسات اللغوية وخاصة األسلوبية،تالمذته

وصارت علما واكتملتونضجت األسلوبية أيضا ،،ومع تطور اللسانيات( منهجا وميدانا) تطورت؛حيث ساعد rhétoriquelaمبصطلح البالغة مصطلح األسلوبيةارتبط.2له خصوصياته"

،على تصنيف القواعد املعيارية اليت حتملها البالغة إىل الفكر األديب العاملي منذ عهد احلضارة اإلغريقيةكلمة األسلوب شهرة التقسيم الثالثي الذي استقر عليه واكتسبت، على حنو خاص، وأرسطوكتاباتر الوسطى ، حيث ذهبوا إىل وجود ثالثة ألوان من األساليب ، هي األسلوب البسيط ، و العصبالغيو

واألسلوب املتوسط ، واألسلوب السامي، وهي ألوان ميثلها عندهم ثالثة مناذج كربى يف إنتاج الشاعر كلمة "األسلوب" يف تاريخ اللغة العربية هي كلمة قدمية فوردت يف كالم العرب ، ا، أم 1فرجيلالروماين

. 9،ص2004،2005البكاي أحذاري ، ، قصيدة قذى عينك للخنساء دراسة أسلوبية ،خمطوطة، رسالة ماجيسرت، 1.10،ص2002، 1منذر عياشي ، األسلوبية وحتليل اخلطاب ، مركز اإلمناء احلضاري ، ط2

العــريب ، الــدار املصــرية اللبنانيــة، والبيــانةحممــد عبــد املــنعم اخلفــاجي ، حممــد الســعدي مزهــور ، عبــد العزيــز شرف،األســلوبي1.12ص1992، 1ط

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

20

،أسلوب ، وقال: واألسلوب الطريق ، والوجه واملذهبللسطر من النخيل أسلوب ، وكل طريق ممتد ،يقال انتـم يف أسلوب سوء ، وجيمع أساليب ،واألسلوب : الطريق تأخذ فيه ، واألسلوب بالضم : و

أنفه يف أسلـوب الفن ، ويقـال : أخذ فالن أسلـوب فالن يف أساليب من القـول أي أفانني منه ، وان على هوكالموجـاء يف أساس البالغة..."سلكت أسلوب فالن طريقته ، "2متكرب ... ،إذا كـان

."، ومن خـالل هذا ..3ويقال للمتكرب: أنفه يف أسلوب إذا مل يلتفت مينة ويسرةاألساليـب حسنة،عبد جند النقدي العريب القدمي لرتاث يف انقول إن كلمة األسلوب هي كلمة فضفاضة و واسعة أما

اهلزة ن أىل إيذهب الدارسون "،و 4ضرب من النظم والطريقة فيهواألسلوب:القاهر اجلرجاين يعرفه بقوله(BuffonGeorgesالقوية لبعض قواعد األسلوب املعيارية جاءت على يد جورج بيفون

األسلوب هو الرجل "الذي انتهى إىل أن )يف عمله املشهور (مقال يف األسلوبية)1707-1788نستطيع أن نضيف إىل تعريف بيفون تعاريف أخرى ، وهي إرث املاضي ، وعطاء اإلنسانية 1نفسه"

فاألسلوب هو " طريق يف الكتابة "، و " طريق يف الكتابة لكاتب من الكتاب " و "طريق الكتابة ي " " و طريق يف الكتابة لبعض العصور، "ولعل الصيغ التعميمية اليت تنطو 2جلنس من األجناس

ويعرف األسلوب يف االصطالح النقدي احلديث عادة .عليها هذه التعاريف هي سبب تنوعها "

م ص 1994هــ/ 1414، 1، ط1العرب دار الصادر بريوت ج نأبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم ابن منظور، لسا2(مادة سلب)483

1ان /بــريوت، طيف اللغـة والبالغــة ، مكتبـة لبنــمجـار اهللا أبــو القاسـم حممــود بــن عمـر الزخمشــري ،أسـاس البالغــة معجــ3(مادة سلب).212، ص 1996

يف علم املعاين تصحيح األصل حممد عبده وحممود الرتكيزي الشنقيطي تصحيح الطبعة ل اإلعجازئدالعبد القاهر اجلرجاين 4.469وص468وتعليق احلواشي حممد رشيد رضا، دار الكتاب العلمية ،بريوت /لبنان ص

.12والبيان العريب، ص ةحممد عبد املنعم اخلفاجي ،األسلوبي1.33منذر عياشي ، األسلوبية وحتليل اخلطاب،ص2

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

21

،"طريقة يستعملها الكاتب يف التعبري عن موقفه ، واإلبانة عن شخصيته األدبية املتميزة عن سواهال ، ويعرف شار "3السيما يف اختيار املفردات ، وصياغة العبارات ، والتشابيه ، واإليقاع

اصطالحية أخرى توهناك تعاريفا4األسلوب بأنه هو االستعمال نفسهCharles Ballyبايلمما أثار جدال كريا عند رواد هذا العلم وذلك من أجل حتديد تعريفا دقيقا لألسلوب لألسلوب

كمصطلح ، وقد جند يف كالم منذر عياشي شيئا من الدقة والتميز إذ "يقول األسلوب حدث يكمن مالحظته : إنه لساين ألن اللغة أداة بيانية ، وهو نفسي ألن األثر غاية حدوثه ، وهو اجتماعي ألن

، ويعرفه جان كوهان:" األسلوب هو كل ما ليس شائعا وال عاديا وال مطابقا 5األخر ضرورة وجوده"، أما 1خطأ مقصود"ولكنهخطأه ن أللمعيار العام املألوف ... إنه انزياح بالنسبة إىل املعيار أي

سوفينسكي يعرف األسلوب أنه استعمال بدائل لغوية مناسبة وجمددة استعماال متواترا إلغراض تعبريية 2جمددة..."

ومن خالل هذه التعاريف السابقة وخاصة التعريفني اآلخرين نكتشف أن األسلوب يستند على خاصيتني أساسيتني ومها : االختيار واالنزياح.

املعاصر جند أن "دراسة األسلوب أخذت تتجه اجتاها مغايرا ا أم ت

STYLLSTCS:ويف الفرنسية ،STIYLISIQUELA، وترمجها بعض الباحثني العرب إىل

.20،ص1979، 1عبد النور جبور ، املعجم األديب ، بريوت دار العلم للماليني ، ط3.2، ص1982حممدعزام،األسلوبيةمنهجانقديا، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق، 4.37منذر عياشي، مقاالت يف األسلوبية، ص 5

، 1وحممــــد العمــــري، دار توبقــــال للنشـــــر، الــــدار البيضــــاء، املغـــــرب،، طجــــان كوهــــان ، بنيــــة اللغـــــة الشــــعرية، تــــر: حممــــد الـــــوايل11986،15

. 46، ص2003، 1فيلي ساندرس ،حنو نظرية لسانية، تر: خالد مجعة ، دار الفكر، سوريا، ط2

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

22

"، ومن مثة 2وترمجها آخرين إىل األسلوبية ، وفضل بعضهم هذه الرتمجة األخريةعلم األسلوب،،"لذا كان موضوع تكفل برصد املالمح املميزة للخطاب األديبيعلم قائم بذاته ت األسلوبيةأصبح

. 3هذا العلم متعدد املستويات خمتلف املشارب واالهتمامات، متنوع األهداف واالجتاهات":األسلوبيةاتجـــاهات.1LA STYLISTLQUE:(األسلوبية التعبيرية أو األسلوبية اللسانية.أ

LINGUISTIQUZ( يعترب شال بايلCharles Bally)1865-1942( هو أول مؤسس، "4كدنا جنزم مع بايل أن علم األسلوب قد تأسست قواعده النهائية1902لألسلوبية " فمنذ

1905( ة الفرنسية" _مث عامـابه يف "األسلوبيـكت)1902(فأصدر عام

ذي ه العلم ال ف األسلوب على أن ويعر ".1ذين أقامهما على الوجدانية وتعبريية اللغةاألسلوبية" وال أي التعبري عن واقع احلساسية الشعورية العاطفي،اـن ناحية حمتواهـالتعبري اللغوي ميدرس وقائع

.2"اللغة عرب هذه احلساسيةاللغة،وواقع من خاللحمتوى فكريا متتزج فيه العناصر العقلية يعترب شارل بايل" اللغة نظاما من الرموز التعبريية تؤدي

وبذلك فإن نظرنا إىل اللغة عند شارل بايل سواء ،3والعناصر العاطفية، فتصبح حدثا اجتماعيا حمضا

قام بايل بالرتكيز على مبوقف وجداين ، مثل، األمل، أو الرتجي ، أو الصرب ، أو األمر ، أو النهي ...اإلنسان ما إن وارتباطه بفكريت القيمة والتوصيل ، فنجد املتكلم يؤلف لذاته ألن الطابع العاطفي للغة

.9،ص1988، 1تطبيقية ، دار الدعوة للطبع ، طةحممد عبد اهللا جرب ، األسلوب والنحو دارس2.27منذر عياشي ، األسلوبية وحتليل اخلطاب، ص 3.20، ص3العربية للكتاب، طرعبد السالم مسدي، األسلوب واألسلوبية، دا4. 141،ص1980لعرب ،دمشق، عدنان ذريل ، اللغة واألسلوبية ، منشورات احتاد الكتاب ا115،ص1998، 1، دار الشروق، القاهرة ، ط علم األسلوب مبادئه وإجراءاتهصالح فضل ،2.37ص2006،حتليل اخلطاب األديب وقضايا النص، منشورات احتاد الكتاب العرب ، دمشق،عبد القادر شرشار3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

23

يبدأ بالتأليف فإنه يؤلف لذاته دون قصد حبيث جند يف النص عبارات ذات شحن عاطفي ألن يف تفكري اإلنسان يكمن يف بعض احملطات و العبارات يقوم املؤلف بإبراز أناه ، ويبقى يف نظر بايل أن

اخلواص العاطفية للغة ،وانطالقا من هذا املبدأ أراد أن يصنف الواقع اللغوي تصنيف بعيد عن لغة غري مشحون البنية حامل لذاتهاخلطاب النفعي ولغة اخلطاب األديب فأنه يرى اخلطاب نوعني" ما هو

يضفي قد ،، ذلك أن املتكلم حسب بايل4"وكل االنفعاالتواخللجاتحامل للعواطفوما هو يف أغلب األحيان على معطيات الفكر ثوبا موضوعيا عقليا مطابقا جهد املستطاع للواقع ، ولكنه

يف صفائها الكامل يضيف إليها ، بكثافات متنوعة من عناصر عاطفية قد تكشف صورة األنا فاللغة يف ".وقد تغريها ظروف اجتماعية مرادها حضور أشخاص آخرين واستحضار خيال املتكلم هلم

كثافة حسب ما للمتكلم الواقع تكشف يف كل مظاهرها وجها فكريا ووجها عاطفيا ويتفاوت الوجهانفاللغة األساسهذا وعلى؛ 1فيها"فطري وحسب وسطه االجتماعي واحلالة اليت تكونمن استعداد

ان: ـجهو _وجه فكري

_ وجه عاطفي فهناك أبنية للغوية اليت تعرب :طبيعيةأوالن اخلواص العاطفية للغة عند بايل تكمن إف

أو عنها روابط، واليت تقوم على تالؤم الشكل مع املوضوع مثل تساوي الصورة و املضمون ،آي" مثال "،صر اللغوية هي اليت تعرب عن نفسها وعن املعىن االعنأن الدال واملدلول دون نقصا وذلك

تعرب عن األمل، القهقهة تعرب عن الضحك.:المستثارةثانيا

54،ص1994، 1، طبيارغريو و األسلوبية، تر منذر عياشي ، املركز اإلمناء4.40ص،األسلوب واألسلوبية عبد السالم املسدي ،1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

24

املؤثرة مبختلف املستويات أي املكتسبة وهي اتفاق زمرة معينة من الناس يف طريقة التعبريلقد اعترب بايل أن دور األسلوبية يكون بدراسة القيمة العاطفية لألحداث اللغوية املميزة 2الطبقية.

أسلوبيته يف اللغة حيث أن بريعوالعمل املتبادل لألحداث التعبريية اليت تساعد يف تشكيل وسائل التمنها له عدة إمكانات تعبريية -مثال-فالتعبري عن الشكر،

:جزيال.اشكر *.كم أنا ممنت*

نبأ وفات مثال أمسع أوالفكرة.وغريها من العبارات اليت تشكل أشكال خاصة للتعبري عن نفس " بالنسبة لبايل يوجد يف التعبري تركيبان تتطابقان مع احلديثني فأصرخ "يا للمسكنيأحد األصدقاء

ذي تفرضه اجلملة األول يكون مرتبط بالتنغيم أو أداء العبارة والثاين يكمن يف احلذف أو اإلضمار ال التعبري عن وسيلتان من وسائلاالتعجب واحلذف مهفيكون دور األسلوبية حمصور يف استنتاج أن،

ز بايل بني اللغة باعتبارها ظاهرة مي .1االنفعال وهذا االنفعال هو "الشفقة" إذا ما رجعنا إىل السياق اجتماعية تنتج التواصل بني األفراد البيئة الواحدة،والكالم الذي يرد إىل سيكولوجية الفرد ؛أي أن

ه حىت األشياء العفوية جيب أن الته، مبعىن أن الكالم وسيلة تعبريية من خالله تربز عواطف الفرد وانفعا"فاللغة طابع ذهين واضح ، إذ ال املعىن .

ن ترتجم العاطفة دون أن تنقلها من خالل لعبة التداعيات الكامنة، فما دامت رموز اللغة أتستطيع ن التداعيات تربط بالدال بشكل جيعلها إفلها أو دواهلا كاعتباطية يف ش

و املدلول بطريقة يتحول فيها التصور إىل متثيل خيايل ، وتصبح هذه أتفجر فيه انطباعيا حسيا ،

.54ص،بيار غريو واألسلوبية 2.54ص،نفسهاملرجع 1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

25

2الدعابات مفعمة بالقوة التعبريية بقدر ما يتوافق التلقي احلي والتمثيل اخليايل مع معطيات الشعورية"

والصرفية واملعجمية والنحوية ،وبالوالداللية، ومن خالهلا مييز بايل ينب اللغة املنطوقة واللغة املكتوبة حبيث خيتلف سياق اللغة املكتوبة

املعرب وحركات الوجه واليدين، وتأيت األسلوبية ن اللغة املكتوبة حمرومة من النربإعن موقف الكالم فجورج مونان التشويهات اليت تصيب الكالم ، "لتتبع بصمات الشحن يف اخلطاب عامة أو ما يسميه

. 3"والذي حياول املتكلم أن يصيب سامعه بضرب من العدوىلمي يف احلياة ، إذ تدفع الكلمة كي تكون يف اللغة تعكس عنده أيضا اجلانب العكما أن

خدمة العمل و تصبح أداة للممارسة ، فتبقى دراسة يف هذه األسلوبية حمصورة على اجلانب اللغوي

حبتة لسانيةن هذه الدراسات األسلوبية دراسة لغويةأفنستطيع القول بال تعىن به وال ختوض تستبعد األسلوب اجلمايل الذي تراه من خصوصيات النقد األديب ،

. فيه وال تقف عنده ، حبيث تنطلق من األشكال اللغوية لتحديد قيمة األبنية بالنسبة للداللة سلوبيته خترج عن أن الدراسات األدبية اللغوية ال تدخل عنده يف علم األسلوب ألفإن بايل يرى أن

العاطفي يف لغة الكالم . باجلانبوالبالغة القدميةوذلك من الوجدانيةن أسلوبية بايل" تدرس وقائع التعبري اللغوي من ناحية مضامينهاإوبالتايل ف

تدرس فعل الوقائع اللغوية على لغوياحلساسية املعرب عنها اخالل "دراستها لوقائعلقد وجهت هلذه األسلوبية 1."احلساسية

أسلوبيته التفق عند ن أجانب إىل التعبريية للغة الفرنسية خاصة مبا مساه بالتشويهات القصوى،

. 20صالح فضل، علم األسلوب مبادئه وإجراءاته،ص2.35املرجع نفسه ، ص3. 54ص،بيار غريو واألسلوبية 1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

26

ز على اجلانب املنطوق ،واهتمامه باحملتوي رك بلاحملطات اللغوية التعبريية اليت تربز بقوة ذاتية املؤلف األديب. كبريا باجلوانب اجلمالية وصرف نظره عن االهتمام باألسلوباهتمامايعري العاطفي جعله ال

نا ال نستطيع إبراز ما نفكر فيه أو ما حنس به إال بواسطة أدوات تعبريية ستخلص مما سبق أن نواملستعملة يف أدائها تبقى مشرتكة بني يفهمها عنا اآلخرون، وقد تكون األفكار ذاتية لكن الرموز

تدرس ظواهر التعبري، وتأثريها على املتلقي، فكل فكرة بايل لذلك فإن أسلوبية،2جمموعة بشرية معينةمنتتجسد كالما؛إمنا حتل فيه من خالل وضع عاطفي، سواء كان ذلك من منظور من يبثها،أو

.1منظور من يتلقاها،فكالمها ينزهلا منزال ذاتيااألنقول أن شارل بايل جعل أسلوبيته تعيش يف جمال اخلطاب

ولغة العدول واالحنراف ، وذاك ما جعلها تتميز باجلفاف ، حبيث فشلت يف إعطاء دراسة خصبة الفضل يف إذ كان له "شاملة ومتنوعة . ولكن ال ننسى بأنه السباق إىل إنتاج علم األسلوب،

ابتكار موضوع أسلوبيته بوضوح ، كما كان له الفضل يف تسجيل احلدود اليت أرادها ضيقة بوقع وعلى غرار تلك االنتقادات اليت وجهت إىل األسلوبية التعبريية ، ظهرت إىل عامل .2"كامل ...

الوجود أسلوبيات أخرى.

LA(المثاليةوأالتكوينيةأوالفرديةاألسلوبية.ب

STYLISTIQUEIDEALI(:

تعبري عن الرتابط هو عندمها و"كروتشيه"،واألسلوب" عن أفكار "فوملريهذه األسلوبية بثقت انو من املدرسة مث جاء من بعدهم أتباع شارل بايل ،الفردية املنعكسة يف العمل األديبالداخلي لذات

.37عبد السالم املسدي، األسلوبية والنقد األديب، ص. 2. 39عبد القادر شرشار ، حتليل اخلطاب األديب وقضايا النص ،ص1.37ص1990منذر عياشي مقاالت يف األسلوبية، احتاد الكتاب العرب، سوريا ، دمشق ، 2

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

27

،MarouzeouJules«3«ماروزو.ج«»tMarcel Gressoكراسو"أمثالالفرنسيةماروزو عن أزمة الدراسات األسلوبية وهيتتذبذب بني موضوعية اللسانيات ونسبية عرب 1941فمنذ"

وجفاف املستخلصات،فنادى حبق األسلوبية يف شرعية الوجود ضمن أفنان الشجرة االستقراءات ،والبالغة مما حتمله من ورأى أن األسلوبية جيب أن تستند يف دراستها على جانب اللغة"اللسانيةالعامة

مجاليات، وانزياح وعدول حبيث تعطي لألسلوبية مادة للدراسة ، واليت تربطها ربط مباشر بالنقد استخدموا التيار الوصفي يف البحث وغرقوا يف العقالنية األديب. لقد أرادوا تصحيح ما جاء به بايل ف

كارل صمم بتأثري مباشر منف"، األملاينLéo spitzer"ليو سبتزر"مما أثار رد فعلالذي كان يرى أن اللغة هي عبارة عن جمموعة من الصيغ تتحالف -)1902-1866(»فوسلر

باضرورة مع صيغ أخرى ، أما باعتبارها مرتاكبات داللية فان ااملضمون األكرب يشتمل األصغر ؛ أي

، ومن وجهة نظر املضمون على الطابع املتشابك املوسع العاملي ، فبهذا تتخذ الفردية اخلاص املتميزحبيث رفض ،نقدا مبنيا على السمات األسلوبية للعمل األديب1" املتحالفة مع العلمية املوافقة

ة التقسيم التقليدي بني دراسة اللغة ودراسة األدب ، وكان يؤمن بأن علم األسلوب سيملؤ الفجو بني هذين االقائمة بني اللغة وتاريخ األدب،وانطالقا من هذا املبدأ سعى جاهدا لكي خيلق جسر

كلمات األخرين معاجلا مشاكل أسلوبيتة حمددة ، متعلقة ببعض جمموعات احلقول الداللية ، وتاريخ ال2وب الفردي،والبحوث النصبة على األسل

. 3كما أنه أعطى االهتمام والعناية الكربى لدراسة األعمال األدبية يف بنيتها وداللتها اخلالصة

.21عبد السالم املسدي ا،ألسلو ب واألسلوبية ،ص3.49األسلوب مبادئه وإجراءاته، صصالح فضل ،علم 1.55، صنفسهاملرجع2. 56، صنفسهاملرجع 3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

28

السابقة تلألسلوب أي املؤلف ختطيا لتلك التعريفاأن يبحث عن تعريف دقيقسبتزرحاوللذا على كاتب معني من هل نستطيع أن نتعرف اليت متيزت بالعفوية والذاتية ، انطالقا من سؤاله التايل:

الكاتب، ونظرت إىل األسلوب على بومن هنا عمدت أسلوبيته إىل دراسة أسلو خالل لغته اخلاصة؟أنه احنراف ، ومن خالل هذا توجه إىل البحث وأقام دراسات يف التعابري الفردية اليت ينتجها الفرد

كل احنراف أسلويب فردي عن القاعدة أن الفردية األخرى،فرأى "تالشائعة البد أن ميثل اجتاها تارخييا جديدا شقه الكاتب ، والبد أن يكشف عن تغيري يف روح عصره

إذن حتديد أال ميكن ،بالضرورة وحاول ترمجته يف شكل لغوي جديد ، وحتول أدركه ضمري الكاتبركز سبتزر يف منهج دراسته التحليلية على 1"،للغويهذا االجتاه التارخيي اجلديد يف بعديه النفسي وا

ص ومدى وتأثريها فيه أو القارئ عن طريق الن تلك املثريات اليت يقوم الكاتب بإرساهلا للمتلقي اليت تفرضها عليه ، بل عليه أن اللغة ال يتقيد بالقواننيمو انعكاسها على نفسيته ،ألن مستخد

اإلبداعية ، واليت تؤدي به إىل إنتاج تراكيب لغوية متميز الداخلية ويفجر طاقتهيبدع و خيرج مكنوناته ذات صور جديدة وفريدة ،غري مألوفة، تتميز باخلصوصية .وبعدها يأيت دور القارئ يف حماولة إبراز

لك تلك املثريات أو املنبهات اليت استفزته من خالل تعرفه على خبايا النص ومكنوناته اللغوية ،وذنتيجة للتأمل واالستنتاج الذايت أو ما يسمى باحلدس، ومن خالل هذا تتشكل الدائرة تكوينية اليت

الدائر الفلولوجية ؛يطلق عليها اسم

املثريات أو العناصر اليت أنتجها أو يف دراستها ، واعتمدت على اجلانب النقدي يف الدراسة ،كما سبق وقلنا أن سبتزر حاول ةالتقريري

هي انعكاس لشخصية الكاتب ةخلق جسر بني اللسانيات واألدب ومجالياته الفنية واعترب أن اللغ

. 58صالح فضل ،علم األسلوب مبادئه وإجراءاته ص1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

29

فهي مرتبطة به ارتباط و 2غريها..أوعن حالة نفسية أو اجتماعية

ال جمازفة يف شيء أننعته بتيار ا أسلوبياتولد على يده منهحويف األخري نقول أن سبتزريف ذاتية التحليل ، وقالت بسببية التعليل اإلنطباعية، فكل قواعده العلمية منها والنظرية قد أقرغت

".3وبعلمانية األسلوبوقعت يف بعض الفجوات والنقائص حىت وصفت هي وسابقتها باألسلوبية التقليدية وهذا ما أدى إىل

لذين حاولوا التجديد وإعطاء حلول أخرى كبديل عن تلك ردود فعل من طرف النقاد والباحثني اخلدمة النقد املعاصر . ةاألسلوبي

متاما لسابقيه سواء امغاير اأسلوبيااليت وجهت إىل أسلوبية الفرد ظهر منهجتونظرا لتلك االنتقادامن ناحية الدراسة أم من ناحية األفكار أم املنهج املتبع.

:la stylistique structural)ةأسلوبية التلقي (األسلوبية البنيوي-3

ألننا تكلمنا يف هذا األمر سابقا ةال ميكن أن نتكلم يف هذا العنصر بإسهاب عن األسلوبية البنيويوذلك عندما حتدثنا عن عالقة البنية واألسلوبية . ولكن هذا ال مينع أن نعطي إطاللة سريعة عن

.ةاألسلوبية البنيوي

يف ميدان رينية أدى إىل ازدياد مولود جديد ذو اجتاه خاص ومغايإن كسوف األسلوبية التكو األسلوبيات ،حيمل اسم األسلوبية الوظيفية أو أسلوبية التلقي، أو األسلوبية البنيوية كما هو معروف

ةيف الساح

59-43علم األسلوب مبادئه وإجراءاته ص،73ظر إىل بيار غريو صألكثر توضيح ين2. 22صواألسلوبية ،باألسلو ،عبد السالم املسدي 3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

30

ديسوسري ،مما حتمله من مبادئ وظيفية اليت أرست قاعدة البنيوية يف علم اللغة . فإذا كانت لسانيات سوسري قد أجنبت أسلوبية بايل فإن هذه اللسانيات نفسها قد ولدت البنيوية ". 1احتكت بالنقد األديب فأخصبا معا "شعرية ياكبسون ، وإنشائية تدوروف وأسلوبية ريفاتري"اليت

تنطلق يف –كما هو معروف -اليت تعد رافدها األساسي والبنيويةةلبنيويلفهي إذن مد مباشر ، وهي 2ويص اللغغلة تناسق أجزاء الن ةدراستها من النص بوصفه بنية مغلة وترتكز األسلوبية البنيوي

وبالدالالت واإلحياءات ،صص بنية متكاملة ال يكمن فصل عنصر فيها عن أخر ، ، فالن 1اليت حتققها تلك الوحدات اللغوية

وصيغا تراكيب ومعجما ، فالعناصر اللغوية يف النص تتفاعل فيما بينها، وزنا وقافية، وأصواتا. 2فدالالت النص تنتج من ذلك التفاعل واالنسجام ال من االنفصال والتنافر

كما سبقنا وقلنا كان ذلك من خالل –رائد األسلوبية البنيوية ميشال ريفاتريالتيارهذايفوجندياق ا إىل جانب أعمال كتابه (حماوالت يف األسلوبية البنيوية) واهتماماته بالقارئ واملتلقي والس

جريو كانياكبسون يف ما خيص الشعرية واهتمامه بوظائف اللغة اليت تتولد عن عملية التواصل،وإنمستقلة مساها األسلوبية والوظيفية. أخرىأسلوبيةضمنيصنفه

lastylistique)األسلوبية اإلحصائية.ج statistique):

ااملعايري املوضوعية األساسية اليت ميكن باستخدامهالبعد اإلحصائي يف دراسة األسلوب هو من لتشخيص األساليب ، و متييز الفروق بينها ، ويكاد ينفرد من بني املعايري املوضوعية بقابليته ألنه

.51املرجع السابق، صعبد السالم مسدي، 1.الكتابالعريب،إحتادالرتاث،جملةاحلديثةواألسلوبيةالعريبالرتاثبنيبلوحي،األسلوبحممد..ينظر2

.2004،سبتمرب،95سوريا،العدد-العرب،دمشق

.82،ص1،جاخلطابوحتليلالسد،األسلوبيةنورالدين.. ينظر1سـوريا، -العـرب، دمشـقالكتـاباألديب،إحتـاداملوقـفاألديب، جملـةالنقـديفواألسـلوبيةاألسـلوبفتيحـة، جتليـاتحيـيبـن..ينظر2

.2007الثاين،تشرين439العدد

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

31

أو يستخدم يف قياس اخلصائص األسلوبية كائنا ما كان التعريف الذي يتبناه الباحث ألسلوب ،. 3الطراز النحوي الذي يستخدمه

كان من دقد جعلت األسلوبية اإلحصائية من األسلوب ظاهرة قابلة للقياس كميا، "ولقعلى الدراسة الدوافع الرئيسة الستخدام اإلحصاء يف الدراسات األلوية هو إضفاء موضوعية معينة

"، 4نفسها، وكذلك حملاولة ختطي عوائق متنع من استجالء مدى رفعة أسلوب معني أو حىت تشخيصهواملهم يف تطبيق املنهج اإلحصائي هو أننا جيب أن منارس حتليال أسلويب يتجاوز املعاجلة اإلحصائية

ر على جمموعة من أخرى أكثر جوهرية ،إذ ال ميكن االقتصاتيف النص الشعري إىل معاجلااإلحصاءات الكتشاف أسلوبية نص ما ،وأن األسلوبية الكمية تقتصر على اإلحصاءات فقط جتيز ممارسة حتليل أسلويب من دون أن تتفحص النص احمللل من نواح أخرى ، ذلك ما ال يوصل إىل أي

.1استكناه حقيقي للنص

حصائية ) إىل إبراز أمهية اإلحصاء يف لقد سعى سعد مصلوح يف كتابه (األسلوب : دراسة لغوية إاحلقل األسلويب ، إذ حاول تقدمي دراسة إحصائية ملعاجلة النصوص األدبية وذلك من أجل رصد

عناصرها اللغوية، معتمدا يف ذلك على الكم والكيف ، دون مراعاة التأثري السياقي فيها أو الوقوف سلوبية ، ومن مث كانت الطريقة اإلحصائية قد مستها على العناصر الدقيقة املشكلة للجمالية األ

بعض العيوب والنقائص ، ولقد تطرق أوملمان إىل بعض هذه العيوب ونستطيع أن نلخصها يف : 2مايلي

.51، ص2002، 3لغوية إحصائية ، عامل الكتب ، القاهرة ، طسعد مصلوح ،األسلوب دراسة 32002، 1لبنــــان ، ط/دراســـة يف أنشــــودة املطـــر للســــياب ، املركـــز الثقـــايف العــــريب ،املغـــربةحســـن نـــاظم، البــــىن األســـلوبي4

.48ص.49املرجع السابق ، ص1.50ملرجع نفسه ،صا2

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

32

-سلويب. عظيم خطره يف التحليل األ

-التباين على صعيد واحد بنا على تشابه سطحي فيما بينها .

البيانات العديدة ميكن لن تضفي دقة زائفة على معطيات أشد تعقيدا أو أصعب ضبطا من أن -تسمح مبثل هذا العالج ...

–رمبا أ-إىل إثبات...–لشدة وضوحها

، و مهمة يف التحليل األسلويب ةوعلى ما يف اإلحصاء من عيوب إال أن له عدة جوانب اجيابي

احلالية يف الدراسات تخنرج به من هذا املسح السريع لالجتاهاولعل االنطباع العام الذي "األسلوبية هو

تتفقكالالجتاهاتاألسلوبيةعلىأناملدخلفيأيةدراسةأ"البحثاألسلوبييتخذباألساسلغةالنصمدخالرئيسياهلإذأنفالشكل". لغويمنطلقمناألديباخلطابالنصدراسةتعينسلوبيةينبغيأنيكونلغويا، فاألسلوبية

إالاللغةاجلمال،وماتتضافر لتخلقعناصراألدب إالومااحلديثة،البنائيةالدراساتيفمهمموضوع

إذن1".وفيهاإاليتحققالالذياألدب علىنتعرفأنلناتتيحاليتالوحيدةالشكليةالظاهرةاإلحيائية،والكالميةاللغويةواملكـوناتيف وسط األشكالوبقـوةيبقـىأنعليهجيباألسـلويبفاحملـلل2. مولينييهرى جورجيماكدراستهاجيباليتاملادةهيفتلك

.35ص2004ودراسة تطبيقية ، مكتبة اآلداب القاهرة ، مدخل نظري األسلوبيةسليمان،محدأاهللافتح1.116،ص2،ج2،1981اللبناين،بريوت،طالكتابالعربية،دارطحان،األلسنيةرميون2

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

33

III.يـل األسلوبـوات التحليـخط:ص األدبية و صجا نقديا يسعى إىل معاينة الن ة يف تارخيها الطويل أن تكون منهاألسلوبيتحاول

ف عن الكشية يف من األلسنل منه النص ، مستفيدةوي الذي يتشكباالعتماد على النسيج اللغلعلمني فإن ية بني الف ، وإذا كانت مثة فـوارق أساسوظائف اللغة يف جتلية املعىن الذي قصد إليه املؤ

1كه اللغـة يف املتلقي .األسلوبية ركزت بشكل أساسي على األثر الذي ترت

ولقد ظهرت كثرية،نشاط معقد ومتعدد ينمو يف اجتاهات صيةأو املقاربة الن نشاط القراءةإن عديدة لإلملام ات نظريو حماوالت

عاصرة ، ومن مث "فإن املقاربة األسلوبية ال تتطاول على النص األديب فتعاجله إال بالدراسات النقدية املوهلا منطلقات مبدئية تتحكم فيها إىل مضامني معرفية وعلم األسلوب يقتضي يف ذلك ضوابط العلوم

صوص بالشرح أو شأنه شأن علم النفس وعلم االجتماع وعلم اجلمال... فال أحد منها يقارب الن مقاربة األسلوبية قراءة أو كل ، حبيث أن 1وعية" وله مصادراته الن فها بالتأويل إال يكاش

ص ومالمسته مالمسة حتليلية تعتمد يف ذلك على أسس ممنهجة وأساسية تسعى إىل الدنو من الن سة أو مقاربة ال حتدث درادية أدبية يف حتليل النصوص ولكن واليت ال تكاد تغيب عن أي دراسة نق

أو قراءة أسلوبية بدون وجود قارئ لديه الكفاءة اللغوية املتميزة والقدرة الكاملة على تفكيك الن

األسلويب للنصوص؟

القارئ: .1

8السابق، صرجعاملموسى سامح ربابع ، 16،صةعبد السالم املسدي ، األسلوب واألسلوبي1

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

34

كمااقرتح فرانسوا راستييصيب األكرب يف عملية التوصيل والتلقي للقارئ يف حقل األسلوبية الن إن rFrançois Rastie" :"2 . ولقد سبق وأن تعرفنا على املكانة اليت

قراءة النصوص األدبية " Edgar Allanادجار أالنولقد بدأت اهتمامات النقد بالقارئ على يد" البنيويهوخاصة االجتا

ه يفكر أول ماال يفكر يف نوع األثر الذي يقصد إليه ، وبعد ذلك يفكر يف الوسائل الذي صرح بأن التعبريية اليت تالئمه . وهذا مما يـنبئ على أن التوصيف األسلويب للقارئ هو وحده الذي يربر صرامة

1ة األسلوبية الواعية ".القراء

ص األديب جمرد واحة يلقى القارئ جبسده املنهك على عشبها طلبا للراحة "مل يعد الن بل أصبح مها يالزمه ويالحقه فال يستطيع الظفر بثماره إال بعد ألي ، ومل يعد القارئ ؛االسرتخاءو

بعدا ة"ومن مث فالقراء2جمرد مستهلك للنص ، بل أصبح منتجا له ومشاركا فيه بصورة أو بأخرى".ث يتجاوز حمدودية النص املماثل يف تشكيله وختلق فضاء زمنيا يتكون يف فعل القراءة نفسه .حي

،إعادة تركيب له مستمدة من خرباتنا–يف الوقت نفسه –وأحداث أخرى . وكأن قراءة النص تعىن وحد هو أل، أي أن أي منهج لقراءة النص ينبغي أن يكون هدفه األساسي بل ا3مستقاة من جتاربنا

أو خنضعه لعوامل واعتبارات يف ذاته دون أن نفرض عليه تفسريات مسبقةحتليل النص األديب ومن مثة فإن العمل األديب يتشكل من خالل فعل القراءة وأن جوهره ومعناه ال ينتميان إىل 4خارجية.

ص هو قارئ، حىت قيل أن الن النص بل إىل العملية اليت تتفاعل فيها الوحدات البنائية مع تصور ال

2 François Rastier, Systématique des isotopies un essai de poétique, paris,1972, P35.129، ص2007، 1حاكمي خلضر، اإلرهاصات األوىل ألسلوبية التلقي ، جملة متون اجلامعية، جامعة سعيدة العدد19، مصر، القاهرة ، د ن، د ت، صةص الشعري وآليات القراءة ، الناشر منشأة املعارف باإلسكندريفوزي عيسى ، الن 2.8رجاء عيد ، القول الشعري منظورات معاصرة ، ص3.9فوزي عيسى ،النص الشعري وآليات القراءة ،ص 4

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

35

" عن WolfgangIserايزر"القارئ نفسه ،وهلذا اختلف النقاد يف توصيف القارئ ، فيتحدث أما ريفتري فيعرفه القارئ املتميز ، " قارئا مقصودا ."أرقني قلققارئ ضمين ،ويقرتح

ونستطيع أن نوضح 1الكفاءة اللغوية،" بـ"العارف" وهذه األوصاف كلها تدور يف إطار فشويصفه" : 2بالرسم التايلكل ما قلناه عن القارئ ودوره يف احلقل األسلويب

توقع القارئنظام اللغة

القارئالمؤلف

موقف التلقيموقف اإلنتاج

ص باختيار أي أن التأثريات األسلوبية تصبح عبارة عن التبادل اجلديل بني اآلثار املشفرة يف الن صوص األسلوب يتجلى عندئذ يف الن النامجة عن القراءة عند املتلقي ، أي أن املؤلف وردود الفعل

خالل عملية التواصل األديب ، فتصبح خاصية ساكنة ثابتة يف النص األديب، بل خاصية ممكنة . 3متحركة ينبغي إعادة بنائها يف عملية التلقي

بة للدراسة األسلوبية على أساس النقاط التالية: تتحدد عناصر التحليل اللغوي بالنس

.23صالسابق ، املرجع 1.203صالح فضل ، علم األسلوب مبادئه وإجراءاته، ص2.202، صنفسهاملرجع 3

صـالن األسلوب

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

36

4:تحديد مستويات التحليل األسلوبي.2

.:املستوى الصويت-أ: وتدرس فيه الوردات الصرفية ووظيفتها يف التكوينني اللغوي واألديب املستوى الصريف- ب

خاصة.: لدراسة التأليف والرتكيب اجلمل وطرق تكوينها وخصائصها الداللية املستوى النحوي- ج

واجلمالية. : وتدرس فيه الكلمات ملعرفة خصائصها احلسية والداللية واجلمالية.املستوى املعجمي-د: الذي يشتغل بتحليل املعاين املباشرة وغري املباشرة والصور املتصلة باألمناط ى الداليلاملستو - هـ

و اخلارجة عن حدود اللغة اليت تربط بعلوم النفس واالجتماع ومتارس وظيفتها على درجات يف األدبالشعر.: االختيار والتركيبيتحديد محور .3

ص األديب البد من مراعاة احملورين : األفقي (الرتكييب) ، واالستبدايل (االختياري) يف حتليل الن لغوي، يتكئ على بعض املصطلحات من مثل (العالقات السياقية) اليت تدل ليل لتح، ألن كل

كل له، واليت كان ميكن أن حتل حمله، ويطلق عليها اسم (عالقات املخالفة أو االستبدال أو

.1دبتقابلها (عالقات احلضور) يف األةاإلحياء)وعلى هذا فإن العالقات السياقية يف علم اللغ

214، ص1998، 1،طةصالح فضل ، النظرية البنائية ،دار الشروق القاهر 4حممد عزام ، حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلداثية (دراسة يف نقد النقد )، منشورات احتاد الكتاب العرب، 1

.55،ص2003

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

37

:االختيارحمور.أ

وقد يسمى 1ويكون هذا االستبدال ،حمور االستبدال ألن كل كلمة فيه ميكن أن تنوب عن أخرى يف حمور الرتكيب

قائم على عنصر االفرتاض اليت تظهر فيه الكلمات مرتادفة ضمنا يف حمور الرتاكيب وهذا راجع إىل القدرة والكفاءة اللغوية اليت ميتلكها املتكلم ، أي أنه ينتقي كالمه وخيتاره من خمزونه اللغوي ويكون

دو عملية يف ضوء ما تقدم عملية واعية وقصديتها حسب ما يناسبه ، ومن هنا تغىهذا االنتقاء علتتمثل يف الغاية املتوخاة والقصدية املنوي الوصول إليها ، ألن عملية االختيار ال تعين فقط اختيار

.ياقسق والس وتشكيل الن التركيبالكلمات أو املفردات من املعجم بقدر ما تتصل أيضا بعملية

:محور التركيب.ب

حبيث تكون العالقات بني الوحدات اللغوية مستندة على عنصر ، حمور اللغة واقعيا واجنازاهو وهو التنسيق بني املواد اخلام 2

املتواليات للبناء حىت يتم له الشكل الفين ويقوم يف أساسه على النحو ويتم على أساس التشابك بنيالنحوي أن يتم التوافق بني املعاين النفسية ف، والتقارب بني العناصر املتجاورة ، واهلدف من التكالي

3اللغوي هلا عن طريق القيم النحوية اليت تراعي خالل تأليف العبارة ،املراد التعبري عنها وطريقة األداء

56حسن ناظم ، البىن األسلوبية ،دراسة يف أنشودة املطر للسياب، ص1192رجاء عيد ، القول الشعري منظورات معاصرة ، ص2، 2002، 1اوود ، األســــلوبية والصــــوفية ، دراســــة يف شــــعر احلســــني بــــن منصــــور احلــــالج عمــــان األردن ، طأمــــاين ســــليمان د3

.30ص

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

38

اكبسون من أن كل تعبري لغوي البد أن يتحقق من ييعود إىل ما قاله اأي أنه يقوم ببناء السياق وهذ1خالله إسقاط حمور االختيار على حمور الرتكيب.

حمور االختيار (قدم الفىت مسرورا)

( جاء الشاب فرحا)حمور الرتكيبجاء قدم

الفىت الشابمسرورا فرحا

كما سبق وأن الحظناها يف املثال - أن دالالت الكلمات متقاربة يف داللتها الذهنية حمن الواضحساسية لالسابق، ومع ذلك فإن مستويات الداللة قد ختفف أو تزيل التشابه أو التنافس، ولع

2احلس اللغوي قد تدفع إىل انتقاء مفردة هلا خصوصية خاصة .

ويسمى أيضا العدول ، وهو اخلروج عن : )Déviationد االنزياح ( االنحرافـتحدي.4.أي أنه تكسري لرتابية النسق اللغوي . 3املألوف يف استعمال اللغة إىل استخدام جديد

و األسلوبني أن االحنراف من أهم الظواهر اليت مي

34، صالسابقاملرجع 1.199، ص نفسهاملرجع2.29، صنفسهاملرجع 3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

39

مبا لالحنراف من تأثري مجايل وبعد إحيائي ، وملا هلذه الظاهرة من أثر يف النص الشعري ، فقد عرف مثة أسلوب بالنسبة إىل بعضهم ، " ،ويقول جورج مونان :1راف عن املعياراألسلوب على أنه احن

بنفسجي ، "البحر " فنقول هومري"إنه الدرجة العادية أو الدرجة صفر للتعبري ولكن إن تبدع كما ابتدع."2أو "البحر مخري" ، فإن هذا ميثل حدثا أسلويب

لقد ارتبط مفهوم األسلوب إذن مبفهوم االنزياح عن القاعدة العامة ، وبذلك "ميكن تصنيف

ية والنحوية والداللية، كما أنه ميكن تصنفها طبقا لتأثريها على مبدأي والصوتية والصرفية واملعجماالختيار والرتكيب يف الوحدات اللغوية تبعا جلاكبسون فاالحنرافات الرتكيبية تتصل بالسلسلة السياقية

اخلطية إلشارات اللغوية عندما خترج على قواعد النظم والرتكيب ، مثل االختالف يف ترتيب االحنرافات االستبدالية خترج على قواعد االختيار للرموز اللغوية مثل وضع املفردة مكان الكلمات و

. 3اجلمع أو الصفة مكان املوصوف أو اللفظ الغريب بدل املألوف

يف لكن إن االنزياح أحيانا يؤدي إىل غموض النص و ضعف يف بنيته وهذا إذا ما كان عميقا االستعمال ورغم ذلك فهو ضروري للنص األديب وخاصة الشعري ."إن االنزياح هو وسيلة الشاعر

. 4إىل خلق لغة شعرية داخل لغة النثر ، ووظيفة خلق اإلحياء ":المعنى وقيمته األسلوبيةتحديد .5

43،44موسى ربابعة ،م السابق ،ص176-75منذر عياشي ، األسلوبية وحتليل اخلطاب ،ص2212-211بنظر إىل صالح فضل ،علم األسلوب مبادئه وإجراءاته ،ص3. 100، ص1خليل موسى ، احلداثة يف حركة الشعر العريب املعاصر ، مطبعة اجلمهورية دمشق ، ط4

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

40

املناطق املتحدة املدلول يف نظر الفكر احلديث عبارة عن جمموعة من الدوائر أو إن "يقول أوملان: املعىن األساسي للكلمات حمدد ومعني بصفة عامة، ولكن اجلوانب املركز املختلفة احلدود، أي أن

اخلارجية هلذا املعىن غامضة وغري ثابتة، وهي يف أساسها جوانب عامة وغري حمددة ويف حاجة إىل 1."مزيد من التوضيح املستمد من السياق

ل منهما على األخر اعتمادا كبريا ، وذلك الن للسياق عالقة مباشرة إن النص و السياق يعتمد كبتفسري الوحدات الكالمية على مستويات خمتلفة ومتعددة حبيث ميكن من خالله إعطاء تفسريات للتعابري اليت تستخدم فيه وحتديد الشيء املقصود بالتعابري املؤشرة ، إذ أمكان السم أن يتخذ معاين

كون مضمرة، إال أنه لن يتحني سوى معىن واحد يف سياق معني، فاأللفاظ تكتسب كثرية اليت قد تمعناها اعتمادا على السياق اليت ترد فيه، حيث تتعدد الدالالت بتعدد السياقات، وهذا ما يراه

إننا نكون ضحايا االخنداع إذا قلنا إن للكلمات أكثر من معىن ":G. vendryes1920فندرسواحد يف وقت واحد، إذ ال يطفو على الشعور من املعاين املختلفة اليت تدل عليها إحدى الكلمات

2"إال املعىن الذي يعينه سياق النص، أما املعاين األخرى فتمحي وتتبدد وال توجد إطالقا

لإلحاطة بالداللة، فالسياق وحده:"هو الذي يوضح لناما إذا كانت أساسا التعبري عن العواطف،

هذا خباصة يف جمموعة معينة من واالنفعاالت وإىل إثارة هذه العواطف واالنفعاالت، ويتضح3.األحيان مبضامني عاطفية"اليت قد تشحن يف كثري منالكلمات حنو:حرية، عدل،

املعىن األساسي واملعىن السياقي ال يرتاكبان، مثة دائما معىن واحد يف موقف معطى، وهو املعىن إن أكثر األشياء "السياقي. وتتعلق كل كلمة يف سياقها بصورة مفهومية. ويف هذا يقول أوملان:

.109، ص 12غريب، القاهرة ، ط أوملان ستيفن، دور الكلمة يف اللغة، ، ترمجة كمال حممد بشر، دار1.228، صم1950اللغة ، ترمجة عبد احلميد الدواخلي وحممد القصاص، مكتبة األجنلو املصرية بالقاهرة، ، فندرسجوزيف2.. 156ص1994، مباحث يف السانيات ، ديوان املطبوعات اجلامعية،اجلزائر، امحد حساين3

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

41

حتديدا ووضوحا قد يكون له جوانب أو وجوه عدة، غري أن وجها أو جانبا واحدا فقط هو الذي ومدلوهلا األساسي حمل سكن –فالكلمة " منزل " مثال 1."يناسب متكلما بعينه أو موقفا بالذات

تعين شيئا معينا بالنسبة للمهندس املعماري، وشيئا آخر لدى البناء، وهلا كذلك –اإلنسان أو إقامته معىن خيتلف عن هذين املعنيني عند مسسار املساكن وعمالئه؛ وال ينكر أن هذه اجلوانب كلها ما هي إال ألوان أو ظالل بسيطة للمعىن، أو ما هي إال جمرد اختالف استعمال الكلمات وتطبيقها،

ياق وحده هو الذي يكشف ما إذا كانت كلمة " منزل " تعين املسكن أو غري ذلك من املعاين والساهلامشية اليت حتملها.

إذن للكلمة يف السياق معىن خاص، إال أنه تتشكل يف اآلن ذاته تداعيات خارجة عن نطاق فحل الضربة القاضية " تتخذ املفهوم املعين، واليت تلونه دون أن تفسده. ففي اجلملة التالية: " تلقى ال

الكلمة " الفحل " معىن " صاحب البنية القوية " يف سياقها اخلاص هذا، ولكن الكلمة توحي يف الوقت نفسه وعرب التداعيات ببعض األفكار اهلزلية بقصد االستهزاء والتهكم والتبخيس. ..، ويسمي

فالقيم هي مبنزلة "ارض مع املعىن؛ Pierre Guiraudغريو" ،وملا كانت هذه القيم متمايزة على املعىن، أفردت هلا دراسة "2الداللة تداعيات خارجة عن نطاق

أحد عواملها األساسية.بية على أمنوذجني: فمن جهة مثة الكلمات وطرائق للتعبري عن وتتوزع هذه القيم األسلو

االنفعاالت والرغبات والنوايا واألحكام اليت يصدرها املتكلم، وبناء على ذلك أمكننا استنتاج مقصد

.109أوملان ستيفن ، دور الكلمة يف اللغة، ص 1. 43ص ، 1طم، 1986بيار غريو: علم الداللة، ترمجة أنطوان أيب زيد، ، منشورات عويدات، بريوت، باريس، 2

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

42

من وراء كلمة " الفحل "، ومن جهة أخرى توحي هذه الكلمة مبحيط ما، حيث 3هزيل وانتقادي نيه، وبعضهم ال يستخدم هذه العبارة إال يف موقف معني، فهي مرتبطة يقتصر استعماهلا على قاط

و اجتماعية سياقية.مثة إذا قيم تعبريية، 1باجلماعة وبالسياق االجتماعي اللذين صدرت عنهما.

2أصل طبيعي

وتربز هذه القيم يف النصوص األدبية، ألن لغتها لغة فردية خاصة، تصدر عن اختيار واع، ومن مث

3ستخداما متميزا.العادية اليت ال تظهر إال باستخدام الفرد هلا ا

وما نسميه لغة يتكون يف احلقيقة من طبقات لغة، ومتثل كل لغة من لغات اجلماعات االجتماعية طبائع متميزة تركز كل منها على الثقافة، وأمناط العيش، وباألخص على النشاط االقتصادي وتقنية

ورة أولئك الذين فالكلمات توحي بص4اجلماعة، إىل ذلك فهناك تفريعات اجتماعية للغة.

ميكن هلا أن تصبح أسلوب كتابة، أو وسيلة تعبري عن مظهر خاص للمعىن. لذلك فهي تداعيات

. 317، اللغة، ص جوزيفينظر... فندرس3

.37م ، ص1982، 1عمر، أمحد خمتار: علم الداللة، ، مكتبة دار العروبة، الكويت،ط1.46بيار غريو ، علم الداللة، ص2.140م، ص1983، 79الرباع: علم اللغة وعالقته بعلم األسلوب، جملة الفصول، العدد سامي3

4131

ـلوبيةالتجليات األسة و في ماهية البنيـالفصل األول:

43

خارجة5

نلحظ من خالل ما تقدم أن لكل كلمة أربعة مناذج من التداعيات: املعىن األساسي. املعىن لقيمة االجتماعية السياقية.السياقي. القيمة التعبريية. وا

وتكمن وظيفة التداعيات االستطرادية الثالثة ( األخرية ) يف حتديد املعىن األساسي وتلوينه. غري

إن قدرة الكلمات على أداء وظيفتها ال تتأثر حبال من األحوال بعدد املعاين املختلفة اليت قدر هلا أن حتملها، بدليل أن بعض هذه الكلمات تستطيع بالفعل أن تقوم بعشرات الوظائف بيسر وسهولة.

عطيات األسلوبية يف دراستنا ملولدات أيب محو موسى وعلى هذا األساس سوف حناول استثمار املالزياين معتمدين على اخلطوات السابق ذكرها.

.47بيار غريو: علم الداللة، ص5

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

45

المدائح النبوية النشأة والتطور

ديات ـر المولـأة شعــنش

حمو موسى الثاني وبنيتها الهيكليةأبيمولديات

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

46

تمهيـــد:القــرآن بــوي الشــريف إطاللــة للرمحــة اإلهليــة بالنســبة للتــاريخ البشــري مجيعــه ، فلقــد عــرب املولــد الن

، وهذه الرمحـة مل تكـن حمـدودة »رمحة للعاملني «ه بأن -م صلى اهللا عليه وسل -يب الكرمي عن وجود الن ا ال تقتصر على فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهاديتهم

هم لما يـلحقوا بهم ﴾بأسره أهل ذلك الزمان، بل متتد على امتداد التاريخ .1﴿ وءاخرين منـعــن هــذه وللتعبــريبــوي الشــريف ، شــهر الربيــع األول أعلــن للبشــرية عــن ذكــرى املولــد الن فكلمــا أهــل

النــالفرحــة تــرى تعظيمه وتبجيله، كيـف ال وهـو املثـل الكامـل يف تـاريخ و الرسول صلى اهللا عليه وسلم و إكرامه حب

ألرض اهللا ليضـع علـى وجـه هـذه اأرسـلهذي البشرية والرمز اخلالد لعودة احلق واخلري والفضـيلة، هـو الـى ل ع ه ر ه ظ ي هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ل ﴿حياة مثالية فيها سعادة الدنيا واآلخرة،

ين كله ولو كره المشركون .2﴾الدومدح الرسول صلى اهللا عليه حافزا كبريا لنظم الشعرالكرمي شكل االحتفال مبولد الرسول قد

السالم ونشأته ومشائله وغزواته والتشوق إىل زيارة قربه... الصالة و وسلم واحلديث عن مولده عليه مما أدى إىل ظهور ظاهرة أدبية أو فن أديب جديد امسه شعر املولديات والذي يعترب شكل من

األشكال الشعرية املتميزة. رسول صلى اهللا عليه وسلم ، والذي يعد حدثا بارزا يف اإلسالم تغىن ملولديات نسبة إىل مولد الا

بويالن املديحعناملولديات ختتلفأن إال ، فهو بذلك باب من أبواب املديح الواسعة،3به الشعراءبزمنحمددةاملولدياتلكنالعام،طولدائمهواوإمن حمددخيتص بزمانالفاملديحظاهرااختالفا

].3[اجلمعة :سورة 1].9الصف: [سورة 2ـ سنة 1نور اهلدى الكتاين ، األدب الصويف يف املغرب و األندلسي يف عهد املوحدين، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط3

.27هـ ، ص2008-1429

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

47

وأضم رأيي لرأي الدكتور ،عامكلمناألولربيعيفوسلمعليهاهللالرسول صلىمولدووقتأي ، الذي يعترب قصة املولد من صميم املدائح النبوية ، لذلك البد لنا أول ما نتطرق يف 1زكي مبارك

إىل نشأة بوي يف األدب العريب. مث نتعرض بعد ذلك ا املبحث أن نتطرق إىل ظهور املديح الن ذهاملولديات وارتباطها الوثيق مع االحتفاالت باملولد النبوي الشريف.

I.تطورالأة و ــنشالوية ــدائح النبــالمتعريف المديح النبوي:-1:ة ـلغدحـالم-أ

فيمـدحيتصـفرفيعـةوصـفاتمحيـدة،بـأخالقاملمـدوحوصـف"بأنـهالزخمشـريعرفـه."2شأنهجل اخلالقمنيصحفهذاعليها،

الثالثـة، فيقـالاحلـروففـتحبمـدحمـادةمـنمشـتقمصـدراملـدائح"أنالعـربلسـانيفوردفقـد3."مدائحواجلمععليهالثناءأحسنمبعىن،"ةومدحمدحا مدحه

مع إظهار له احملبة صفات اخللقية واخللقيةالهو تعداد -إذا-فاملدحالصادق الذي يصدر عن قلب مفعم بالصدق واإلخالص املديح النبوي هو ذلك الشعروالثناء. و

ى اهللا ( صلالكرميالنيبيصبو إىل تبيان مناقب الذي وهو الشعر ال خيالطه رياء وال يشوبه غرضليه وسلم) بذكر أحسن مشائله، وأطيب خصاله، واإلشادة بكل ما يتعلق حبياته ماديا ومعنويا ، ع

اس، وترغيبهم وبواسطته يلتقي الدين واألدب يف هدف واحد وهو بث الفضائل يف نفوس الن باألخالق احلسنة وتنفريهم من الرذائل.

:اـاصطالحاـأم -ب

.244، ص م1،1985طلبنان ،. ، صيدا، بريوت،العصريةاملكتبةمنشورات، العريباألدبيفالنبويةاملدائح: مباركزكي1

.585ص: م،1965دط،بريوت،صادرمدح،دارمادةالبالغة،الزخمشري ، أساسعمربنحممودالقاسمأبو2

.590ص: 2جم،1956بريوت،دط،صادر،دارمدح،مادة،العربلسان:"الدينمجالالفضلأبو"منظورابن3

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

48

حبـبقلـوب مفعمـةمـنالنابغـةالعواطـفعـنصادرجديدشعريلون " :هبأن شيبغازيفيعرفه.1"والتسليمالصالةعليهيبللن متنيوإخالصصادق

) ى اهللا عليه وسلميب ( صلهو ذلك الشعر الذي ينصب على مدح الن هبأن محداويمجيلويعرفهواألماكن املقدسة اليت ترتبط حبياةبتعداد صفاته اخللقية واخللقية وإظهار الشوق لرؤيته وزيارة قربه

) ، مع ذكر معجزاته املادية واملعنوية ونظم سريته شعرا واإلشادة ى اهللا عليه وسلمالرسول ( صليه لرسول اهللا صلى اهللا عل، ومما الشك فيه أن ل2بغزواته وصفاته املثلى والصالة عليه تقديرا وتعظيما

لقد من ﴿:هو الذي أثىن عليه اهللا تعاىل يف كتابه العزيزاس إذ وسلم حق املدح والثناء على الن لوا عليهم فسهم يـتـ ءاياته ويـزكيهم ويـعلمهم واهللا على المومنين إذ بـعث فيهم رسوال من أنـ

بل لفي ضالل االكتاب والحكمة وإن كانو 3.﴾مبين من قـ

فقد متيز ،ليس كأي مدح وثناءوهذا الثناء فما كان من هؤالء الشعراء إال أن قصدوه باملدح والثناء، إذ مــدح امللــوك ،املمــدوحني بالصــدق واإلخــالصبــاقي عــن )صــلى اهللا عليــه وســلم (يبمــدح النــ

فلــم )صــلى اهللا عليـه وســلم (يب أمـا مــدح النـ؛والتكســبوالعظمـاء وغــريهم كـان غالبــا لنيـل العطــاءيف اإلميـان فقـد ورد يف احلـديث الشـريف قولـه صـلى اهذه احملبة شرطتعتربإذ ، يكن إال حمبة وصدقا

ه ألنــ"،4اس أمجعــنيإليــه مــن ولــده ووالــده والنــاهللا عليــه وســلم: "ال يــؤمن أحــدكم حــىت أكــون أحــب .5﴾ينالم◌ ع ل ل ة م ح ر ال إ اك ن ل س ر ا أ م و ﴿رمحة للعاملني،

ــويةـــح النبــالمدائـ2

، 1مسـتظرف حتقيـق حممـد قمحيـة ، دار الكتـب العلميـة، بـريوت، طفـنكـليفاإلبشيهي،املسـتطرفأمحـدابنحممدالدينشهاب1.342، ص: 1983

م2001ماي49العددالعرب،ديوانجملة،مقالالعريب، األدبيفالنبوياملديحمحداوي ،شعرمجيل2http://www.diwanalarab.com/spip.php?article9680.

].164: سورة [آل عمران3، حتقيق صديقي "لنفسهباب من اإلميان أن حيب ألخيه ما حيب "،صحيح البخاري أبو عبد اهللا حممد بن إمساعيل البخاري ، 4

.8،دت، ص 1العطار، مطبعة دار الفكر، ط.]106: األنبياء[سورة5

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

49

وأذيع بعـد ذلـك )،يه وسلملاهللا عسول (صلبوي يف املشرق العريب مبكرا مع مولد الر ظهر املديح الن وقـد مـر .العصـور الالحقـة إىل غريهـا مـنعوة اإلسـالمية وشـعر الفتوحـات اإلسـالميةمع انطالق الد

مــا قيــل يف حيــاة الرســول صــلى اهللا عليــه وســلم، ومــا بعــد وفاتــه عليــه الصــالة بفرتتــني:بــوي املــديح الن والسالم.

ما قيل في حياة الرسول صلى اهللا عليه وسلم:-أ

ان والدة حممــد صــلى اهللا عليــه مــا قالــه عبــد املطلــب إبــبــويشــعر املــديح الن لكإرهــاصأول مــا ظهر د املطلـبـول عبــــورا، يقـواإلشـراق الوهـاج الـذي أنـار الكـون سـعادة وحبـوسلم، إذ شبه والدته بالنور

1:

ق ـف األ ك ور ن ب ت اء ض و ض ر األ ت ـق ر ش أ ت د ــل ا و مل ت ن وأ

ق ـر ت خن اد ـش الر ل ب وس ور الن يـف اء و ي الض ك ل ذ يف ن ح ن فـ :2قولهيفطالبعمه أيبإىلنسبماكذلكو

التفاضل عنـد احلكام قاسه إذامؤمــل آي اس الن يف مثله فمن بغافـل عنـه ليـس إهلايـوايلطائـش غيـر عادل رشيد حليم

يف هذه الفرتة من الشعراء العرب)اهللا عليه وسلمالنيب( صلىأول من مدح ولقد كان:هابقوله يف مطلعرسول اهللا كرمعلىفيها الدالية مثنيا الذي نظم قصيدته األعشى

ناك ل اـد ه س م يم ـل الس اد ع ا م ك اد ع و ا د ـم ر أ ة ـلـ ي أمل◌ تـغمض عيـاد د ــه م ة ـل خ م و اليـ ل ب قـ ت ي اس ن تـ ا ـ من إ و اء س الن ق ش ع ن م اك ا ذ م و

.142م،ص: 1982، 2األدب املغريب من خالل ظواهره وقضاياه، مطبعة النجاح اجلديدة، الدار البيضاء، ط،عباس اجلراري1، 1جم،1996ه،1417، 01العلمية،بريوت،لبنان،طالكتبالنبوية،داراملدائحيفالنبهانية:النبهاينيوسف2

.53ص:

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

50

اـد أفس ف ـاد ع اه ف ك ت ح ل ص ا أ ذ إ ن ائ خ و ي ه ذ ال ر ه ى الد ر أ ن ك ول اد د رـ ت ف ـي ك ـر ه ا الد ذ ه ـه ل ل ف ة و ر ـث و ت د ــق ا فـ اب ب ش و وال ه ك 1ا دـر م أ و ت ب ش ني ح ال ه ك ا و يد ل و ع ـاف ا ي ن أ ذ ـم ال ي امل غ ب أ ت ل از م و

:2ولـوفيها يقاد م حم ور ز تـ ىت ح ـى ف ن ح ـ م ال و ة الل ك ن ــا م ي هل ث ر أ ال ت ي ل آف اد جن أ د ال البـري يف ـ م ع ل ــار غ أ ه ـر ك ذ و ن و ر تـ ا ال ى م ـر ي يب ن اد ـغ ــه ع ان م م و اليـ ـاء ط ع س ي ل و ـل ائ ن و يب غ ا ت م ـات ق د ص ه ل

ليـة متامـا مـن العاطفـة النبويـةاملـدائحمـنليسـتهـذهفيما أرى أن قصـيدة األعشـىالواقع ووســلم،عليــهاهللاصــلىالرســوليف مــدحيــةالن صــادقوهــوالشــعرهــذايقــلملن الشــاعرالدينيــة وأل

وعـرض عن رؤية النـيب صـلى اهللا عليـه وسـلم عنـدما صـرفه أبـو سـفيانأحجمالدليل على ذلك أنهو عليــه املــال وأغــراه مبائــة مــن اإلبــل، شــريطة أن ال يعــود حــىت يــرو مــاذا ســوف تــؤول بــه اهلدنــة الــيت هــم

كــان هلــم ذلــك فعلــى األعشــى أن إن الكــرمي، فــيبعليهــا والــيت يســعون مــن ورائهــا إىل التغلــب علــى النــن تغلــب علــيهم الرســول صــلى اهللا عليــه وســلم فعليــه مبالقاتــه، فأخــذها وانطلــق إىل إيبقــى يف ديــاره و

وهذه القصة تدل على مدحه للرسـول مل يكـن 3رمى به بعريه فقتلته،»منفوخة«بلده فلما كان بقاع إال حماولـــة كســـائر حمـــاوالت الشـــعراء الـــذين يتكســـبون باملـــديح ولـــيس يف قصـــيدته مـــن شـــيء العاطفـــة

.يت تسمو إىل شعر املدائح النبويةالدينية المطلعهـا ومن اليت قاهلا يف مدح الرسول صلى اهللا عليه وسلم وكذلك احلال يف قصيدة كعب بن زهري

1:

2لبنان،طبريوتالعلميةالكتبالدين،دارناصرحممدمهديلهوقدمشرحهقيس ، الديوان،بنميمون: األعشى1.49م، ص: 1993

.50املرجع السباق، ص: 2. 163:، دط، دت، ص1املعارف ، القاهرة، مصر،جمذهب األغاين ، مطبعة ينظر بتصرف..حممد اخلضري،3.25-6.ص:1979، 1399السكري، شرح ديوان كعب بن زهري، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 1

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

51

مكبـول متـيــم إثـرها ، ومل يـفد، وم متبـول ـاد فـقلبـي الي ـبانت سع وا إال أغن غضبض الطرف ، مكحـول ـغداة البني إذ رحلـ وما سعـاد

ول ـل بالراح معلـــجتلو عوارض ذي ظلم اذا ابتسمت كأنـه منهمث يقــول :

ر الرمحن مفعــول ـــم فـقـلت: خـلو سبيلي ال أبا لك فكــل ما قديومــا على آلة حدبـاء حممـول كــل ابن أنـثى ، وإن طالت سالمته

مأمول والعفــو عنـد رسول اللـه ي ــدن أنبئــت أن رسول اهللا أوعـوتـفصيل القـرآن فيهــا مواعـظ لة ـمهــال: هداك الذي أعطاك ناف

وبعدها يقول:لول ـإن الرســول لسيف يستضـاء به مهنـد مـن سيــوف الله مس يــة من قـريش قال قائلـهم ببطـن مكــة ملا أسلموا : زول ـواـ يف فتـ

يب الكرمي.إىل آخر ماقله يف الن ا للنجاة بنفسه بعد من إواعجاب أكان مدحه لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ليس من عاطفة حمبة

ضاقت به األرض ومل جيد املفر فجاء بقصيدته صلى اهللا عليه وسلم دمه، وملا أهدر رسول اهللاأن إال أن هذه سول صلى اهللا عليه وسلم. ورغم ذلك مستغفرا مستجريا طالبا العفو والرضى من الر

قالهذا، حيثالقصيدة بقيت راسخة يف عقول ونفوس شعراء العرب منذ ذلك احلني إىل يومنا ثين فيما ملكوه، حد حجة الشعراء فيما سلكوه، ومالك أمرهمهي"بريي:األجعفر أبو

1"بقصيدة كعبإالبعض العلماء كان ال يستفتح جملسه أن بإسنادهباإلسكندريةبعض شيوخنا

روها، املسلمون بقصيدة كعب بن زهري، وتوارثوها، وشرحوها، وعارضوها، وشط لقد اعتز و"

،دار صــــادر ،حتقيــــق الــــدكتور إحســــان عبــــاس ، مــــن غصــــن األنــــدلس الرطيــــبنفــــح الطيــــبامحــــد بــــن حممــــد املقــــري التلمســــاين ، 1.688:،ص2ج1968

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

52

ينسجون على منواهلا، اآلنإىلومل تزل الشعراء من ذلك الوقت "سوها، حىت قال املقري: ومخ .2إليه"ويقتدون بأقواهلا، تربكا مبن أنشدت بني يديه، ونسب مدحها

لقـب حـىت شـعر جيـد يف مـدح الرسـول سـلى اهللا عليـه وسـلم،–رضي اهللا عنـه -سان بن ثابت وحلصـلى اهللا عليـه وسـلم . ومـن أروع مـا قـال يف مدحه والدفاع عنههلكثرة ما قالوذلكبشاعر الرسول

:3اليت ميدح فيها خري األنام ويهجو أيب سفيان الرائعة» مزيته اهل« قصيدته

الء ــالب نـفع يقول احلق إنداــوقال الله قد أرسلت عبقـوقومشهدت به اء ـنشجنيب ومافـقلتم ماوه ــي صدواء ـخنب ه جموف فأنت يـان عن ــا سفيـأال أبلغ أب

زاء ـاجل ذاك ند الله يف ـوع ه ـت عنـهجوت حممدا فأجبالفداء ا ـركما خلريكمـفش فء ــولست له بك وه ـه الوفاء ـ يمتـشن الله ـأمياـيف ــهج

واء ـس صره ـوي ه ـوميدح م ـو رسول الله منك ـمن يهج: 4وقال أيضا

اءل منـك مل تلد النســـ ين وأمج ــ وأحسن منك مل تـر قط عيــاء ـأنك قد◌ خلقت كما تش ـك ـب ــرءا من كل عيخلقت مبـ

ا كان اجلمال من ليه وسلم ، ومل هذان البيتان من أمجل ما قيل يف وصف رسول اهللا صلى اهللا عوكان مجيل الوجه كرمي احلسب ما يف القلوب مل يبعث اهللا نبيا إال فوس معظ حيث هو حمبوبا للن

ل ثحسن الصوت، كما قال علي بن أيب طالب وقد سئل : أكان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم م

.189املرجع نفسه، ص2-43م، ص: 2008هــ/1428، 1إبراهيم مشس الـدين ، شـرح ديـوان حسـان بـن ثابـت األنصـاري، دار الصـبح بـريوت ، لبنـان، ط3

44..45املرجع نفسه ، ص: 4

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

53

1الشمس جتري يف وجهه.ن أقال : ال بل مثل القمر. ويف صفته صلى اهللا عليه وسلم: ك؟السيف

ومن مثل هذه القصائد كانت اإلرهاصات األوىل لذيوع املدائح النبوية يف األدب العريب.ما قيل بعد وفاة الرسول صلى اهللا عليه وسلم:-ب

الوفاةبعديقالومايه وسلم ،لالرسول صلى اهللا عو وفاة بعدقيلتبويالن املديحقصائدمعظمسول صلى اهللا عليه وسلم مل ميت يف قلوب املسلمني الر ، ألن الرسول باملديحويفالرثاءمسى

متمنني بذلك الفوز برؤيته ،ري على خطاه حببهم له واالقتداء بسريته والس بل هو حي ؛واملؤمنني هو بتلك القصائداملرادن وإ،األحياءخياطبونالشعراء خياطبونه كمايف اآلخرة، ولذلك جند

هـعلياهللاىـصل(حممدبرمزهواإلشادةين اإلسالميالد ونشرتعاىلاهللاإىلوالتقربالتشفع بهثالث ثابتبنحسانوللشاعر،والبكاءواحلزنالتفجععلىتبىنالرثاءقصائد"بينما،)م ـوسل

بكاءيذكرو...والوحيواملسجدواملصلىاملنربعنمتكلم،األكرمالرسوليفمراثيةقصائد2،واألخالق"واهلدىالرشدمناملسلمونورثهومااجلنةيفلقائهإىلتشوقووالسمواتاألرض

مؤثرةمبكية حزيةقصيدةوهي،املسلمني نفوسيفتأثرياالقصائدأكثرمنداليتهوتعد:3مطلعها

ـا كحلت مآقيها بكح ل األرمد ـ ما بال عينك ال تـنام كأمنعد ر من وطئ احلصى ال تـبـ جزعا على املهدي أصبح ثاويا يا خيـ

لك يف بقيع الغـردق ـغيبت قـب ي ـالتـرب هلفي ليتن وجهي يقيك إىل أن يقول يف األخر القصيدة:

أنصاره يف كـل ساعة مشهــد ه ـــدى بـواهللا أكرمنا به وه بارك أمحـد والطيبون على ااـمـه ـومن حيف بعرش صلى اإلله

.45املرجع نفسه ، ص: 1، 2010، 15عمر إبراهيم توفيق ، فنية شعر املدح النبوي يف األندلس، جملة جامعة كركوك للدراسات اإلنسانية، العدد 2

. 5ص:.81-79إبراهيم مشس الدين ، شرح ديوان حسان بن ثابت األنصاري، ص: 3

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

54

:يةـأمبنيرـفي عص-جـ هامـةخطـوةقبـلمـنعصـر الراشـدينكـانفقـداملسلمنيتاريخيفالعصورأهمالعصرهذاميثلفرقـافأصـبحوااملسـلمنيمـنالكـربىالفتنـةنالتوقدنفوذهاوقوةورقيها،وتنظيمها،الدولةلتأسيسفــنتــأثرولقــدوضــراوةحــدةاألحــداثزادتبــلاألمويــةقيــام الدولــةبعــداألمــورتســتقروملمتنازعــة.1متطوراأن يبدولهيرجىوكانومقيداحمدودافبداتأثرا سلبيااألحداثهلذهاملديح

اليت نوه فيها بآل البيت، واستعرض » امليمية « الفرزدققصيدة هذا العصروأروع ما قيل يف 2:مسو أخالق النيب الكرمي وفضائله؛ يقول يف مطلعها

رم ـواحل ل ـه واحل ـعرفـوالبيـت ي هـأت ـوط هذا الذي تعرف البطحاء لـم ـالع ي الطـاهـر ـ ذا التقـه ـم ـري عباد كلهـتن خــهذا اب

مـواـخت بيـاء اهللا قـد ـجبـده أن ه ـلـ جاهن ـة إن كـهذا ابن فاطمره العرب تـعـرف من أنكرتـه العجـم ذا بضائـــوليس قولك : من ه

ـرم ـإلـى مكـارم هـذا يـنتهي الك قائل◌ا ال ــريش ق ـقـاذا رأتـه مث يقول يف القصيدة نفسها :

األمــم ل األنبيـاء لـه وفضـل أمتـه دانـت لـه ـه دان فض من جد عت ـمشتـقـة م ـارسـه واخليـم والشيـم ع م ه طابت ـن رسـول اهللا نـبـ

يب وأهلـه هـو بدايـة الصـدق يف مـدح الفـرزدق للنـويقول الدكتور زكي مبارك : قد ميكـن القـول بـأن وال ينفــع الشــاعر يب فيهــاام كــان مــدح النــيــأمــدائح حســان وقعــت يف ن أبويــة ذلــك بــاملــدائح الن

تلمسان،اجلزائر، بلقايدبكرأيبجامعةسة أسلوبية، خمطوط، دكتورة، 1.8، ص :2011/2012السنة اجلامعية

.514-511م ،ص:1987هـ/1407، 1علي فاعور ، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان ، ط: الفرزدق، الديوان، حتقيق2

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

55

ر يفـتح للمـادحني ألن تلـك املـدائح مـا ا من الش يام الفرزدق فكان باب أهله يف أيب و يضره، ما مدح الن .1ولئك اخللفاءأمية وكيف تروقهم وهي تزكية خلصوم أكانت تروق خلفاء بين

:اسيـالعبرـالعص–د اليتاألوضاع املختلفةبعضظهورنتيجةالعباسيالعصريفمتعددةفنيةبأشكالالفنهذابدأ

وذلك راجع لعدة أسباب ومن أمهها الفساد األخالقي الذي شاع بشكل واسعانتشارهإىلأدتين اإلسالمي إىل جانب أسباب سياسية نتيجة وفود ثقافات أجنبية اليت تتناىف وتعاليم الد

وا إىل البحث عن موضوعاتدوخاصة الشعراء الذين عماجلانب األديب رت يف أخرى أث جتماعيةاو نطاق املديح لغرض إصالح الذ يفخالصةفنية

بوي تتخذ صوف ، ومن هنا أخذت قصيدة املديح الن فس البشرية كالزهد والت قصيدةيفوجههاهللارمكعلياإلماماحلمريييدالس ومن مثل ذلك مدحةسياسية واجتماعيا أبعاد

عليه اهللاصلىللرسولمدحامنهاكثريةأبياتيفذكرولقدبيتومائةإىل سبعنيتصلمطولةيف سفره الشعريبوي املديح الن أومن هذه املرحلة بد.جذابقصصينسيجيفسريتهمتناوالوسلم

شيئا فشيئا تطوريفبدأ ركاب التيارات السياسية واحلزبية فيتأثر بالتشيع تارة والتصوف تارة أخرى. : 2الذي يقولحىت نال مكانة سامية عند املتصوفة كابن الفارض

وأكثـراه ـوإن بـالغ المثين علي را ـأرى كـل مدح يف النيب مقص ورىـعليه فما مقدار ما متدح ال أهلـه ذي هـو ـإذا اهللا أثـىن بال

القـرن التاسـعاسـتقراره مـع شـعراءإىل أن وجـد وغريهم مـن الشـعراء املتصـوفة شريف الرضىكذلكو . ورمزا للمديح النبويالذي أصبح معلما يالبوصري اهلجري خاصة اإلمام

الصوفي:رالمدائح النبوية وصلتاها بالشع3

.56كي مبارك ، املدائح النبوية، ص: ز1.136ص:2ج،1974،السنة2دار املعرفة ، بريوت، لبنان .ط :،،النبهاينإمساعيليوسف بن 2

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

56

يقول د. زكي مبارك املدائح النبوية فن من فنون الشعر اليت أذاعها التصوف فهي لون من دق الرفيع،ينية، وباب من األدب التعبري عن العواطف الد

أوائلوانبثقت من الشعر الصويف منذ ابن دريد يف ":يقول الدكتور شوقي ضيف1واإلخالص.القرن السادس والسابع حىت إىلع اهلجري مدائح نبوية عطرة بالسرية الذكية، وما نصل ـرن الرابـالق

.2"اثر هذا املديح ويزدهرـيتك

م، تناولوا فيها ـيف مدح الرسول صلى اهللا عليه وسل رائعةالشعراء قصائد نظم عدد كبري منباعتبار أن ووفاتهله ـزواته ومشائـغمولده ورضاعته ونشأته وبعثته و إحداثسريته وما تنطوي فيها من

.ذي أضاء للن ور ال الرسول صلى اهللا عليه وسلم كان الن اإلماموكان على رأس هؤالء الشعراء ...قةر ايف نفوسهم من حسرات الهبة وآهات حفرغوا ماأمث

هـ) ، وهو 656(ت ف الصرصري البغدادي ـن يوسـىي بـزكريا حيأبوالعالمة الضرير مجال الدين ال و األفاق،ة السائرة يف ـصاحب املدائح النبويه " أن ، يقول ابن شاكر الكتيب عنه: 3"حسان وقته"، وقد 4"شعر منه، وشعره طبقة عاليةأيب صلى اهللا عليه وسلم من مدائح الن أكثرعلم شاعرا أ

فيها وأجادوابوية الشعراء الذين نبغوا يف فن املدائح الن أهممن ه ن أ" حد الباحثني يف قوله: أأنصفوقال رمحه اهللا ميدحه "قصائده الطويلة: إحدىجاء يف مقدمة و ،5» األدبيةيف مجيع العصور

اهللا خلقه، أراد، وتقلباته منذ أحوالهصلوات اهللا وسالمه عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ويذكر فيها حممد املصطفى أخالقدخله اجلنة صلى اهللا عليه وسلم ومساها الروضة الناضرة يف أقبضه و أنإىل

:وأوهلا، 1"على قافية النونالباهرة، وعددها مثان مئة ومخسون بيتا، رحم اهللا ناظمها

.14زكي مبارك، املدائح النبوية، ص: 1.409:ص1980القاهرة -مط دار املعارفواإلماراتالعريب، عصر الدول األدبتاريخ شوقي ضيف2.262، ص:هـ1372القاهرة -السنة احملمديةبعةالذيل على طبقات احلنابلة: ، مط،ابن رجب3.298، ص: 1973،بريوت،دار صادربعةعباس. مطإحسان: قيقفوات الوفيات. حت،ابن شاكر الكتيب 4.98:ص1986، عمان- بيةالدار العر - بريوت، دار ومكتبة اهلالل، املدائح النبوية بني الصرصري والبوصرييصاحل خميمر ، 5547ص:1989األردن،: خميمر صاحلقيقحت،ديوانال، الصرصري 1

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

57

ان ـط ل والس وت ك ــل وامل ز ـوالع ان ه ر والبـ وت ر بـ ــي اجل ذ ان ـح ب س ـان س ن اإل ة ع نـ ص ن ـق ت م ق ال ــاخل ق از رـ ـالمي ر ـالك ه ل ل د ـم واحل اين د ـه اب و ص ـل ل و ـه ه ان ـح ب س اه يل و ـس ه ـل إ ال ر ـب ــك أواهللا

ان ز و األ ق ــائ ر يف ه ـا ب ـج هل ل ـس ر م م ر ك أ ح د م م ـظ ن أ ت ح ب ص أ اين ــف ك و ين ان ـص ف وم ر ا أ ـيه ف ة ــون ع وم ة ن ــي ج ـل ه ت ذ خت وااين ـع م ن س ح ار ب خ األ د ن س م ن ـم ا ه ـت ع د و أ ة د ـيص ق يه ـف ت رـ ب ح

الكيان الروحيهوبه،يستضاءنرباساوميدالقمنذرمزاكانسلموعليهاهللاصلىسولالر إن حىت ثابت،بنحسانفعلكمايفعلونعصركليفالشعراءظل"حيثاإلسالميةاألمةلكلعلى زادتاليتالشهريةاهلمزيةقصيدتهالبوصرييسعيدبنحممدفوضعللهجرة،القرن السابعجاء

من أبواب بوية باب كبري املدائح الن وقال يف هذا الشأن الدكتور زكي مبارك: "إن 2،"بيتأربعمائةالشعر الصويف وقد قال فيه الشعراء على خمتلف العصور الكثري ، وأجادوا إجادة بارعة، وأمامهم يف

فهو يعد فارس 3وقد عارضها كثريا من الشعراء)الربدة(و )اهلمزية(ذلك هو البوصريي صاحب :4يف مطلعها ولـيقـيت(اهلمزية) اليف قصيدتهوخاصة هذا امليدان،

وشفـاء ة ـهو للخلق رمح ى من ـصل يا رب مث سلم عل ا مسـاء ـيا مساء ما طاولتـه األنبيـاء ك ـكيف تـرقى رقـي

يف اثنني اليت تقع )(الكواكب الدرية يف مدح خري الربيةأو، "الربدة "ـاملعروفة بوقصيدته الشهرية1:ئة بيت، اليت مطلعهااومثانني وم

م د ب ة ل ق م ن ى م ر ا ج ع م د ت ج ز م م ـل ي س ذ ب ان ري ج ر ك ذ ت ن م أ م ض إ ن م اء م ل الظ يف ق ر البـ وأومض ة م اظ ك اء ق ل ت ن م يح الر ت ب ه م أ

24، ص:1992، 1إميل ناصيف، أروع ما قيل يف الشعر ، دار اجليل ،بريوت ،ط2.268، ص: 1ج ،، ، دط، دتلبنان،دار اجليل، بريوت يف األدب واألخالق،زكي مبارك، التصوف اإلسالمي 3.1الدين حممد البوصريي، منت اهلمزية يف خري الربية، مكتبة املعارف، دط، دت، ص:شرف 4. 29،ص: 1995شرف الدين حممد البوصريي، الديوان، حتقيق: حممد سيدكيالين، مطبعة مصطفى البايب احلليب، القاهرة، 1

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

58

، وحسن الصياغة، وجودة األسلوبوهي من أشهر قصائده ذيوعا وانتشارا، ملا امتازت به من قوة إىلاملعاين، ومجال التشبيهات، وروعة الصور، يضاف

:عند نظمها مبيمية ابن الفارض اليت مطلعها-كما يبدو-وقد استأنس .سيما املتصوفة3م ـل ع ال ف اء ر زو ال يف ح ال ق ار ب م أ م ل ي س ذ ب ال ي ل ت د ى ب ل يـ ل ار ن ل ه

:4مطلعهااألوىلحيىي بن يوسف الصرصري اإلمامومبيمييت

م ـع والنـ وح ر ـاليل ق ا م ذ ه ا فـ ه نـ ع م ع النـ ي اد ا ح ى ي ر الس ال ح ر ط م أ :5والثانية مطلعها

م ل الع ة ن مي ن ى ع و اهل ن أ ب م ل ع أ و م ـه تـ م ر يـ غ س بـ اح ف ة ام ذ ه جلماليتها وذلكوقد ظلت قصيدة البوصريي تستهوي قلوب املسلمني وتستلهم الشعراء ملعارضتها

حب نبيهم صلى إىلوما حتمله من صور وأخيلة تداعب نفوس الكثريين وتشدهم واإليقاعيةاللغوية .اهللا عليه وسلم

العصور كما الحظنا ، يف نضوجه على مر تمراحل اليت سامهةبوي بعدشعر املديح الن لقد مر لثقايف ولكن يف املغرب العريب عرف نقلة نوعية ، حيث أصبح له ميزته خاصة اليت تعكس اجلانب ا

الشريفبعيد املولد النبويحيتفل واالجتماعي حىت السياسي للشخصية املغربية، وخاصة عندما والذي أصبح يسمى بشعر املولديات.

II.نشــــأة شعــر المولديـــات.بتـاريخ اال ميكن معرفة تـاريخ نشـأة شـعر املولـديات بالتحديـد ولكـن مـن األرجـح أن يكـون مرتبطـ

بــوي الشــريف الــذي شــاع يف املشــرق مث انتقــل إىل بــالد األنــدلس واملغــرب بدايــة االحتفــال باملولــد الن العريب.

. وينظر..زكي مبارك، املدائح 128ص 6719، بريوت ، لبنان ،للطباعة والنشردار بريوت،ديوانال،بن الفارضعمر 3.184-183النبوية، ص:

.514ص:،ديوان، الالصرصري 4.522ص: نفسه،املرجع 5

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

59

تاريخ االحتفال بالمولد النبوي الشريف:1في بالد المشرق:-أ

ه أقام ليلة املولد النبوي الشريف لف الصاحل يف القرون الثالثة الفاضلة أن مل ينقل عن أحد من الس ه جاء متأخرا؛ حبيث مرت هذه القرون دون ذكر هلذا االحتفال. أو احتفل به واجلميع متفق على أن

لف : "عمل املولد الشريف مل ينقل عن أحد من الس - رمحه اهللا–قال احلافظ أبو اخلري السخاوي . 1د"الصاحل يف القرون الثالثة الفاضلة وإمنا حدث بع

عهد الفاطميني مبصر، املشرق العريب ومن املعروف تارخييا أن البدايات األوىل لظهوره كان يف

ها مل تكن . ولكن2احلسن، ومولد احلسني، ومولد فاطمة الزهراء، والسادس مولد اخلليفة احلاضرإربل امللك املظفر أبو سعيد كوكربي بن زين السلطانعندبالعراقكتلك االحتفاالت اليت عرفت

ر عم الذي وهو حسنة ،ابن بكتيكن ، أحد امللوك واألجماد ، والكرباء األجواد و كان له أثار علي ه كان:" يقوم بليلة املولد خري وتذكر املصادر عن هذا امللك أن ، 1الدامع املظفري بسفح قاسيون

؛ حيث كان يصرف على املولد ثالمثائة ألف دينار، فكان كل ، ويفيض فيها اخلري واإلنعامقيامالسنة يتوافد عليه من البالد القريبة من أربل مثل بغداد واملوصل واجلزيرة ... خلق كثري من الفقهاء

، 1ط ، ، حتقيق: د. مصطفى عبد الواحد القاهرة، سبل اهلدى والرشاد يف سرية خري العباد، إلمام حممد بن يوسف الصاحلي الشاميا1.439ص:.م1997/هـ 1418

حسن السندويب، تاريخ االحتفال باملولد من عصر اإلسالم األول إىل عصر فاروق األول، مطبعة االستقامة ، القاهرة، مصر .ينظر.2.67-65هـ.ص: 1367م/1948سنة 1ط،

1جالل الدين السيوطي ، حسن املقصد يف عمل املولد ، حتقيق مصطفى عبد القادر عطا دار الكتب العلمية ، بريوت لبنان، ط ،1. 42هـ، ص:1405م/ 1985سنة

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

60

ابن الصباغ األندلسي، حىت وقف ىف حضرته ذات يوم األديب 2والقراء والشعراءوالصوفية والوعاظهـ منشدا إحدى روائعه مبناسبة املولد النبوى فقال 670عام و حنو اجلذامي املتوىف

: 3مطلعهايف

س ـن واأل أ ن ه امل ش ي الع ه ر ك ي ذ ف ف ــد م ي حم امش اهل ر ك ذ ب م ع نـ تـ

.س ـك ه ن ب ق ع يـ يس ل يب ط ك اع مس د ـمح أ ح دا م أ و ب د ش ي يا اد ش يا أ

امللك املظفر يعمل املولد الشريف يف الربيع األول ، هاية : كان وقال ابن الكثري يف البداية والن خ يوحيتفل به احتفاال هائال . وكان شهما شجاعا ، بطال عاقال ، عاملا عادال. وقد صنف له الش

جازه على ذلك أبوي مساه ( التنوير يف مولد البشرب النذير) فلدا يف املولد الن جمبو اخلطاب ابن دحيية أقد طالت مدته يف امللك إىل أن مات وهوحماصر للفرنج مبدينة عكاسة بألف دينار قال : و

4هـ.630سنة

في بــالد األنـــدلس: -بحبيث كانت له أصوال، ناملوحدييف أواخر العهد بوي الشريفباملولد الن عرف االحتفاللقد

كان جماال حلركة اأدبياإبداعاألندلسيف بالد تفاالتحاالهذه عرفت ولقد، متميزة اتقاليدو الصالةعليهيبالن الشعراءخاللهمنميدحذي، وال املولدياتشعرشعرية متميزة جتلت يف

.احلاكممث ميدحون السلطان،الموالس

.117ص( د ت). 4، لبنــان، طق: د. إحسـان عبـاس، دار صـادر بـريوتيـقحتوفيـات األعيـان وأنبـاء أبنـاء الزمــان،بـن خلكـان ،ا2.81املرجع السابق ص: حسن السندويبوينظر..

حتقيـق: حممـد زكريـا عنـاين، ، ابن الصباغ اجلذامي من شـعراء دولـة املوحـدين يف املغـرب واألنـدلس يف الزهـديات واملـديح النبـوي . ديـوان3.63، صم1999هـ/1419، 1ط أنور السنوسي،

.84حسن السندويب، تاريخ االحتفال باملولد من عصر اإلسالم األول إىل عصر فاروق األول، ،ص 4

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

61

:1اخلطيبابنينالد لسانقولذلكومثالاد ج الو و ح ر بـ امل ق و الش يب اج ه و ا د ــجن ين ك ر د أ ـف يا د جن ق ل أ ت ارد البـ ـت ل م ع أ ر بـ الت ب دا ي د م ف ـال ف غ م ة ام م الغ د بـر ىر أ يض م و

بوي، وعنايته به كانت على وبناء على ذلك من البديهي أن يعىن كما عين أهل عصره ـ باملديح الن نشاد احتفاال إللالفرصة يغتنمونمعظم الشعراء يف هذي البالداألندلسية املغربية، إذ كانواالطريقة

ذي غدا عيدا ثالثا، أضيف إىل بوي الشريف يف الثاين عشر من ربيع األول كل عام، وال املولد الن بملسجد واألماكن فاقهما لدى األندلسيني الذين كانوا جيتمعون فيه بامث عيد الفطر وعيد األضحى،

رية النبوية الشريفة وإنشاد قصائد العامة واخلاصة وقصور امللوك، لتالوة القرآن الكرمي وقراءة الس .2املديح النبوي، مث خيتمون كل قصيدة نبوية مبديح للملك الذي قيلت حتت رعايته

امتدادا لتلك ليست االحتفاالت الكبرية اليت مل نزل نراها حىت يومنا هذا يف املغرب إال االحتفاالت زمن لسان الدين وصورة هلا، لذلك مسيت تلك القصائد النبوية اليت أنشدت فيها

.باملولديات، نسبة إىل املولد النبوي الشريف

هاجه ذكر الرسول وسريته ومرابعه يف املدينة ومكة يف أعياد اصوفياولقد دفع لسان الدين وجدعشرة قصيدة، ورد تسع اثنيتعددهابلغ ، واليتاملولدياتبمولده إىل أن ينظم قصائده اليت مساها

. خالفا ملا ذكره حمققه حممد الشريف قاهر يف "الصيب واجلهام واملاضي والكهام"منها يف ديوانه ين نفسه، وواحدة يف (أزهار للسان الد "نفاضة اجلراب"د أيضا قصيدة واحدة يف تقدميه له، كما ور

ثنيت وكال الكتابني للمقري، كما تكرر وورد اثنتني من املدائح اال"نفح الطيب"الرياض) وواحدة يف

/175صم ، 1968القـاهرة يف عاللة االغرتاب ، حتقيق الدكتور أمحد خمتـار العبـادي،اجلرابنفاضةاخلطيب، لسان الدين،ابن1177.

: حممـد الشـريف قـاهر، الشـركة الوطنيـة للنشـر، اجلزائـر قيـقحت،الصـيب واجلهـام واملاضـي والكهـام ، ديوان الـاخلطيب الدين لسـان ،ابن 2.125-124ص:،1973

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

62

.1"نفاضة اجلراب"وواحدة يف "نفح الطيب"يف هاعشرة اآلنفة ذكر تعددها ـ جتري مجيعها على نسق واحد، يبدأ لسان الدين كال منها واملولديات ـ على الرغم من

عادة بالتوجع واحلنني إىل محى احلجاز عرب الربق والريح والنسيم والركب، مث ينتقل إىل التغين الة عليه مع اعتذاره عن تقصريه يف زيارته، يب (ص) ومعجزاته واصطفائه ومكانته والص بفضائل الن

أتيح له، مث ينتهي مبديح السلطان الذي قيلت املدحة يف عهده، أو قيلت بطلب منه ومتنيه ذلك لو 2.وهديهصلى اهللا عليه وسلم يب مدحيا دينيا يالحظ اقتداءه بسنن الن

اليت أرسلها يف مناسبة املولد إىل السلطان أيب سامل إبراهيم املريين ملك )داليته(ومن أمجل ما قال ت عالقته به يوم كان أبو سامل الجئا بغرناطة، بعدما استوىل أخوه أبو عنان على فاس، بعدما توثق

السلطة باملغرب، ومل ينس ما وجده من ملكها الغين باهللا ومن لسان الدين وزيره من حفاوة :34،وتكرمي

اد ـه ه ل ت سيا ا الر ال ـب ختر اجل ة ـآير بـ ــك أ د ال ـيـامل ة ـويف ليلاد ه نـ إد ى ق ر س ك وان ي ا إ هل و ه ن م و ا ه وع ل ط ل ب قـ ان ـه ـ ا الكت اد أش اد ـا وع ـني ب امل ور ن ل ل ز جن وأ ا ـه ر د ق اهللا م ـ ظع د ـق ة لـ ي ا ل ي فـ

اود ك سواعا وال رـ ت يـ م ل ا فـ ه يـ ل إ عا ـخض ة ل ال ـالض ان ـث و أ ر يـ وص اد ق ا و ه د ع بـ ن ــم ان ري ن ل يـر ل م ل فـ س ار ـف ان ري ن اد ــمخ اإل ب ل اج وع

اد ع الس ف ر ك الش اق آف يف ع ـل ط وأ ه ل ــس ر امت ـدا خل ال ــيم أعدك والبـعدا والقبل ل ا ــاحليب ا الن ذ ي ر اخ ف و ان م الز ر ى م ـل ع صويل ف◌

اد ـ واحلمر الرب والشك منايك ر ق ون ـىبك احل ـحنل ل ن ا أ ــن يـ ل ع يق ق ح

.273/275،ص:1994،لسان الدين بن اخلطيب، حياته وفكره وشعره ، جامعه حلب ، عصام قصبجي 1.278، ص:نفسهاملرجع 2152، ص:الصيبديوان الاخلطيب لسان الدين ،ابن 3.483املرجع نفسه، ص:4

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

63

والالفت للنظر يف األبيات السابقة تلك العاطفة املشبوبة الصادقة املشبعة بالروح الصوفية اهلائمة )، وذلك التبجيل الكبري الذي رأيناه يف املعاين، كما رأيناه يف لى اهللا عليه وسلمحبب الرسول (ص

الدين، ليناسب منزلة احلبيب القريب إىل القلب أسلوب األبيات الرصني احملكم الذي اختاره لسان.مع مسوه ورفعته، فهو القريب البعيد، البعيد القريب

:واليت يقول فيهاميالدهليلةصلى اهللا عليه وسلمحممدالرسولمدحيفقصيد أخرىوأورد

ه ب ات ع يـ ن م ع ل غ ش ـه ل ــب ص ـه ب ات ع د ج ام ل ـد ج الو إىل يغ ص أ ه ب اه و ه ال و أ ام ار د ق مب ــس ف نـ ت ل م ع ام ف ىن د أ و أ ني س و قـ ـاب ق ل 1ـه ــن ائ ك ر اق ت ش مب ه ي ل إ ت اد س ـا م ة ي رـ الب ري خ ىلع ة ال الص مث

لغريها من مدائحه النبوية، رغم وجود فروق طفيفة بينها، امنوذجما هي إال ، اتاملولديهذه إن ه ال اجلانب الذايت يف مدائحه يطغى طغيانا شبه تام على اجلوانب األخرى ولكن وميكن القول: إن

.يغفلهازمرك والذي ابناعرالشمن الشعراء الذين جادوا يف هذا الفن ويف هذا العصر الذهيب هووكذلك

2:يقول يف مهزيته

اء ــد ي البـ ف ائ ح ص ول س الر رب قـ ىل إ يو ط أ ىر أ ل ه ير ع ش ت ي ال ي ـي ائ و ثـ ام ق امل اك ذ يف ول ط ي ي و ـح ائ د م وع ب الر ك ل ت يف يب ط ت فـ ـان س و ىن س يف ىه ز تـ س م ش ال ك ق ـــل أ ت م اـهور ن ة و بـ الن ث ي ح

ر يف ذلك فال و باحلب العظيم للرسول (ص)، وال غيف شعر املولدياتوي م املديح النب اتس أيضا سم هذا احلب يؤمن املسلم إميانا كامال حىت يكون اهللا ورسوله أحب إليه مما سوامها، كما ات

383.، 382ص:اجلراب،نفاضة،الديناخلطيب لسانابن1حتقيق الدكتور ، وذكر وزيرها لسان الدين بن اخلطيب،من غصن األندلس الرطيبنفح الطيب،الطيبنفحاملقري،امحد بن حممد 2

.17ص،6ج1997، 2ط–دار صادر –إحسان عباس

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

64

من مدحيه كسبا دنيويا ماديا، وإمنا يسعىالشاعر مل يكندق والعاطفة السامية القوية، إذ إن بالص يوم لينال رضاه وشفاعتهصلى اهللا عليه وسلمهو التعبري عن مدى حبه للرسول يسعاهالذي .القيامة

قصى:في المغرب األ-جـوسل قصائد الت بوي غرضا غالبا يف أشعارهم فإن الن إذا كان اهتمام املغاربة بقصيدة املديح

، لكن كل هذه األمناط وغريها مل يبلغ درجة املولديات والتصليات واحلجازيات كانت سائدة لديهمومن مثةقة واخلصوبة،بكثري من الد اما فيها من تطور لرؤية فنية اتسمت معامله: ل انتشاراذيوعا و

أكثر األمناط اإلبداعية شيوعاأصبحتاملغرب اإلسالمي.

وقد بدأت بوادر هذا ، منذ أوائل املائة السابعة للهجرةلقد ذاعت القصائد املولدية يف املغرب متدحه وتذكر مشائله يب صلى اهللا عليه وسلم بقصائدالشعراء الن الفن يف عصر املرابطني حيث خص

بوي ل قصيدة مولدية قيلت مبناسبة االحتفال باملولد الن وال نكاد نعلم أو ... ، وبركاتهوخصائصهالشريف سوى ما أشار إليه الباحث العالمة حممد املنوين، فذكر "أشعار مولديات" حملمد بن القاسم

سامل إبراهيم بن حممد بن علي اللنيت بن عمر بن عبد اهللا الصرييف، و"قصائد مولديات" أليب فريجع تاريخ االحتفال به إىل عهد العزفيني؛ حيث كان أول من دعا إىل ذلك كما تشري 1."التازي

، وقد ألف حينئذ 1هـ" 633إليه أغلب املصادر املوثوقة قاضي سبتة أبو العباس العزيف "املتوىف وكان نظم يف مولد النيب املعظم" لكنه مات قبل إمتامه، حلاكم البالد املوحدي املرتضى كتابه "الدر امل

اهلدف من هذا التأليف هو مقاومة التقيد الديين للمسحيني حيث كان يدعو واىل تعطيل املدارس

.63-62:ص،1957السنة ،7العدد ،جملة دعوة احلق، مقال املولديات يف األدب املغريب ،مد املنوين حم1أزهـار الريـاض يف أخبـار عيـاض، منشـورات صـندوق أحيـاء الـرتاث اإلسـالمي املشـرتك شهاب الدين أمحد بـن حممـد املقـري التلمسـاين.1

.39ص: ،املتحدةبني اململكة املغربية ودولة اإلمارات العربية

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

65

2 .وقد عين املغاربة واألندلسيون

هـ بتقصيد مضمن يف الكتاب يف قصيدة عينية من حبر البسيط يف 690التلمساين املتويف سنة . 3مخسة ومثانني ومائة بيت ومساها: "نظم الدر يف مولد املعظم"

سلطان أبو العباس هو أنه كان إذا طلع الفجر ومن مظاهر االحتفال باملولد النبوي الشريف أيام الاس باختالف دها يدخل الن عاس مث يقعد على أريكة وعليه حلة بيضاء وبخرج إىل صالة بالن

يب صلى اهللا عليه وسلم لة من فضائل الن مجالواعظ فسرد ميف ذلك باختصار . فإذا فرغ اندفع القوم يف األشعار ومعجزاته، وذكر مولده وإرضاعه وما وقع

املولديات. فإذا فرغوا تقدم أهل الذكر املزمزمون بكالم الششرتي وكالم غريه من الصوفية . وبعدها اس على الطعام حون يف النيب وبعد انقضاء كل هذا يتوافد الن يقوم الشعراء واحد بعد األخر يتمد

4 .

كتاب - د كتب قاضي إفريقية الكبري أبو عبد اهللا حممد بن الشيخ اإلمام أيب الفضل الرصاع قكما

ع ليلة وصبيحتها، وميت وغريها قائال:" "فينبغي لكل شائق وحمب أن يظهر السرور والبشارة يف تلك الأوالده وأهله مما أمكن له احلصول بربكتها ويدخل عليهم السرور، ويعلمهم أمنا فعل ذلك حمبة لتلك

1.

.136نور اهلدى الكتاين ، األدب الصويف يف املغرب و األندلسي يف عهد املوحدين، ص: ينظر..2.136املرجع نفسه ، ص: 3.223-222ينظر.. حسن السندويب، تاريخ االحتفال باملولد من عصر اإلسالم األول إىل عصر فاروق األول، ص:4،حنلة اللبيب بأخبار الرحلة إىل احلبيب املعروف: "برحلة ابن عمار" ، طبع مبطبعة فونتانة،العباس سيدي أمحد بن عمار اجلزائري وأب1

. 98. ص1902، دط ، اجلزائر

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

66

رغبة والده فاحتفل باملولد ق أبو القاسم العزيف إمارة سبتة كان من أوىل اجنازاته أنه حق وملا توىل ر بوي الشريف يف أول ربيع األول من إمارته، كما قام بعمل آخر وهو إمتامه لكتاب والده "الد الن

وقد أخرجه يف نسختني صغرى وكربى لكن املعروف منه هي نسخته 2يب املعظم"املنظم يف مولد الن " ـم عليه بما زاده مييزه عن كالم والده حيث يرتج

وقد بعث بنسخة منه إىل اخلليفة املوحدي آنذاك 3قال املؤلف "، مث يعنون زيادته بكلمة " قلت"ذي تأثر بوي الشريف، وال آخر ملوك املوحدين داعيا إياه بإحياء ليلة املولد الن وهو"عمر املرتضى"

احية ذا االحتفال أكثر على الن بذلك فصار هو أيضا حيتفلاألدبية كما يدل على ذلك، كتاب املسموعات الذي ألفه مؤرخ املرتضى أبو علي احلسن بن علي

املتوىف عام –نزيل مراكش واملعروف بابن القطان –بن حممد بن عبد املالك الكتامي الرهوين د النبوي الكرمي وشهر رجب هـ، وهو كتاب ضمنه جمموعة من القصائد فيما خيتص باملول661

.4وشعبان ورمضان وهو كتاب ال يزال غري معروف

وقد بلغ االحتفال باملولد النبوي شأوا بعيدا خاصة يف العهد املريين؛ حيث أصبح امللوك أنفسهم يرأسون املهرجانات اليت تقام ليلة املولد النبوي، وقد أصدر السلطان أبو يعقوب يوسف بن يعقوب

مجيع جهات هـ ، قرارا جبعل املولد عيدا رمسيا معمما يف691بن عبد احلق املريين املتوىف عام " وأصبح ملوك األندلس حيتفلون يف الصنيع والدعوة وإنشاد الشعر 1املغرب كعيدي الفطر واألضحى

.375،ص أزهار الرياض ،شهاب الدين أمحد بن حممد املقري التلمساين 2.136يف املغرب و األندلسي يف عهد املوحدين، ص نور اهلدى الكتاين ، األدب الصويف ينظر..3.731، ص1999، سنة1قبس من عطاء املخطوط املغريب، دار الغرب اإلسالمي،طحممد املنوين، 4.حممـــد الناصـــري، دار الكتـــاب الــــدار داالستقصـــا ألخبـــار دول املغـــرب األقصـــى، حتقيـــق.جعفر الناصـــري، ، أمحـــد الناصـــريينظـــر ..1

.90دط ، دت، ص البيضاء.

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

67

بوي ذ االحتفال باملولد الن وهكذا اخت .2اقتداء مبلوك املغرب " على ما قاله ابن خلدون يف تارخيهيف يدخل الذي وم العظيم و ومن أحسن ما قيل يف ذلك الييف بالد املغرب ،اخاصاالشريف طابع

:3أبيات الشقراطيسي واليت يقول فيها خري الربية صلى اهللا عليه وسلم مدح

بل ــد الس ـا أمح ـدي بأمحد من ـه ل ــالرس ث ـا باعـد هللا من ـاحلم

ر الربية م اف ومنتعـل ـن ح ـرم اخللق م ـوأكحضـر د◌و ومن ـن ب ـخيـ

ر البسيطحئة بيت. وهي من الباوهي قصيدة طويلة تقع يف ثالث وثالثني وم

واليت البوصريي ميمية مالك بن املرحل املشهورة اليت يعارض فيهاميميةوكذلك نستحضر :4تتكون من ستة عشر بيتا، يقول فيها

م ـتشـب بني ضلـوع الضال والسلم ـعلشـوق كمـا رفعت نـار على قلم ــبالس ـحىت برانـي بريـا ليهاـو حيرق ــي وهـوع ل ض ألفــه ب

رم ـاحل ـي إىل ين ت ع ـر ظ ا ن ـدا إذ ب ع ينـ شرى وميلكـلب اــي ب ين رت ش ـن ي م دم ق اذ ليــس ـن ا قدم م فلـيس ذ يـق م ر للحبيب ذمامـي واحتمل دع ر مت ر ـاو ج م ـكد ن ع ش ي الع ـاب ل طيبة ط ه ا أ يـ إىل األمم مبعــوث خيـ

واآليات واحلكم حـي فـي مهبـط الو ثب ـن كـردوس عـم جنـة الف ت ن عايـ م لـالظ ي ـداء فــا البي ـن هل ك ل س ون ية ـان خالـط و لنتــركـن هلـا األ

تاريخ ابن خلدون املسمى " ديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عاصرهم ذوي الشأن األكرب"،، عبد الرمحن بن خلدون2.551،ص2000،ضبط املنت ووضع احلوشي والفهارس: خليل شحادة ، مراجعة سهيل زكار، دار الفكر

.237/238، ص 1986، سنة 1األدب املغريب ، دار البعث ، قسنطينة، اجلزائر ، طعبد اهللا محادي ، دراسات يف 3، 3م، ج1975، 1حممد عبد اهللا عنـان، مكتبـة اخلـاجني بالقـاهرة، ط:ابن اخلطيب ، لسان الدين: اإلحاطة يف أخبار غرناطة، حتقيق4

.315-314ص:

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

68

العـرب والعجم ـط خطـايا إلـى حم ةــ لق ثـ م ار ز و األ ـل م حت ا نـركـاب املرحل الشاعر السعدي عبد العزيز الفشتايل الذي يقول يف إحدى بن ونذكر إىل جانب عبد املالك

: 1قصائده الشعريةان واجل س ن اإل ن م ض ر األ ل ه أ د ي س و اه ـر س أ ب يـن م ال الع ر يـ خ د م حم

اللون من األدب ينمو بوي الشريف، بدأ هذا ياق الشاعر واألديب أمحد بن الصباغ اجلذامي الذي نظم ، نذكر يف هذا الس اويأخذ بعدا آخر

:2قصيدة يف منتهى الروعة، قال فيهاس ــن واأل أ ن ه امل ش ي الع ه ر ك ي ذ ف ف د ــم ي حم امش اهل ر ـك ذ ب م ع نـ تـ س ــك ن هب ق ع يـ س ي ل ب ي ط ك اع مس ـد م ـح أ ح دا م أ و ب د ش ا ي ي اد ش اي أ ـس ف النـ ت اح ت وار اح و ر األ ت ذ ل د ق فـ مــد ـر حمـك اهللا ذ اك ع ر ر ر ك ف

ـس ـب الل ع ف تـ وار اح رـ ـف األ ت ل بـ قـ وأ ىن ـامل ل ـص وات ش ي الع يم ع ن اب وط س د ـــق ه ـنـ اط وب ور ن ه ر اه ظ ف ـا ه رـ س أ ي ب ــان ع اهللا امل ع مج ه ل س ـر ا ع نـ ي ل امش ـاهلر ـك ذ ب ن وحن ـه يب ـب ح ـر ك ذ ب س ر ـع ه ل ل ك ف

هذا التحول وذلك التطور، فعمد إىل -عرب عصوره-التمسوقد الشاعر املغريب مما يالحظ أن اجلمع بني املدحيني: مديح الرسول عليه الصالة والسالم باعتباره البطل واملثال والقدوة، ومديح

كانت استجابة ةسول الكرمي، ومن مثاعي ملا أمر به الر السلطان باعتباره املمارس واحملقق والد ينية، متثل تطورا ية للقصيدة املادحة وكذا للمناسبة الد فسية والفن صيدة املولدية للظروف الن الق

428-420، ص:1986ودراسة، دار املعارف، الرباط،جناة املريين ، شعر عبد العزيز الفشتايل، مجع حتقيق 1

.383. ص20/03/2015مصطفى بو زغيبة، فن املولديات، مقال، خمتارات نقوس املهدي، جملة دعوة احلق، العدد األخري، 2

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

69

طورا خامسا من أطوار القصيدة املادحة، أقامه الشعراء املغاربة وساهم فيه الفكر -يف نظرنا- ل شك 1.املغريب ليستوي هذا الطور ظاهرة متميزة يف اإلبداع املغريب

االحتفال بالمولد النبوي في الجزائر أيام الدول الزيانية: -دظر ، ما كان حيدث من بوي اليت تسرتعى الن كان فيما وقفت عليه من االحتفاالت يف املولد الن

آل زيان أصحاب هذه نمن مماليك افريقية اإلسالمية .فقد كان السلطاذلك يف مملكة تلمسان اململكة حيتفلون باملولد الشريف، على رسوم وتقاليد ، غاية يف البهجة واجلالل.وكانوا يتبارون يف

واالفتنان يف شؤونه ، مبا جيعل رسومه وتقاليده متجددة...السيما يف عهد السلطان أبو ،بهاحلفاوةأسالفه. وقد كان ذلك يف القرن الثامن محو من آل زيان.

2للهجرة.

القيسياهللاعبدأبووروادهامنكانمميزة،أدبيةحركةيف عهد بين زيانتلمسانعرفتيف مدح طوالقصائدالشعرمنولهالثاين،موسىمحوأيبدولةابت ك كان منذيال الثغري،

عبدأبوجانبهإىلظهركمابوي،الن ذكرى املولدإحياءفأكثرهانظم،يه وسلمسول صلى اهللا علالر أيضاالشعراءومنكثرية،رائعة ومدائحتواشيحلهالبالط،شاعروالسلطانطبيبالتالليسي،اهللا.3كثرو غريهم..... املرسيقاسموابنشقرون،صاحلوابنسفيان،وابنالعطار،ابن

ديسمربهـ،1407،2ربيع 261ع -دعوة احلق ، جملة، مقال،القصيدة املولدية باملغرب، عبد اهللا بنصر علوي1.116ص1986

.227، ص حسن السندويب، تاريخ االحتفال باملولد من عصر اإلسالم األول إىل عصر فاروق األول 2أمحد موساوي، مقال ، األمري األمازيغي أبو محو موسى الثاين ، رحلة السلطان/ رحلة شعر، جملة األثر،جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، 3

.88، ص 2008، ماي 7اجلزائر ، ع

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

70

حيي بن زكرياأيباإلنشاءكاتب األكملالفقيه الرئيس األديبومن مثل هؤالء جند واليت ليلة املولد النبوي الشريف إحياءحممد ابن خلدون يبدع يف قصيدة مدحية رائعة نظمها مبناسبة

:1مطلعهايقول يف ون ؤ ــك ش ل ذ ي ب ر د ي وال م ن تـ ون ـج وش ة ـ عو ل ال و ل ب ل الق ال س ون ـج ش يث د و واحل ب ص ي فـ د ج ن ب ه د ــه ع اين ـم الي ق ر البـ ه ر ك ذ ي

:2مث يقول يف نفس القصيدةن ــيف د مث و ـه مثـواه حـي و و ه ـ لع نـ أثار ق ـل اخل ر ـي خ ئ ـاط و م ني ـب اجل ه ـن م اح ض الو ف ر الش ىل و أ م ـاش ه آل ن م ار ت خ امل ى ف ط ص امل و ه ن ـيم ض اة ج ـن ل ل اه و ـس س ـي ل و ة ـمح ر ق ـل خ ل ل وث ـع بـ امل د م حم اليت قصائده املولديةروائعإحدى نشد األديب البارع أيب عبد اهللا حممد بن يوسف القسي أوقد

:3واليت يقول فيهااحيأيـان ف ر ع د ـع بـ اين و الغ وأنكرتين ي ـن اف و ب ي الش ير ذ ن ن فإر ص ق أ

اين ـه نـ يـ ب ـي والش تأمرين س ف والنـ د ش ر ال ب ي غ يف ت ي اد مت د وق ن يإ مل أ◌ ي ش ـخت أن ن إ ي أمل ال ه م ا ه تـ ال ط ب ت ال ط إذ س ف نـ ل ل ت ل ق فـ

:4ويف نفس القصيدة يقولي تلمسـان ـف او ـث و وه ة يب ط ل ل حت رـ م ان ـ بك الر ه ـ تب ح ص اد ؤ فـ ان ــم ع ـن ب إاله ـل م ـيع وال ن ه ـل يب ذ ـ العب إال د ر و ـالب ذ ع يـ الان ـق ر وفـ ـات ــآي ب ت آر ـي وخ م ـج ع ن وم ب ر ع ن م ق ل اخل أفضل يا

.144، ص 1903عمار، حنلة اللبيب بأخبار الرجلة إىل احلبيب، مطبعة فونتانة ، اجلزائر ، أبو العباس سيدي امحد بن 1.145املرجع نفسه،ص 2.146املرجع نفسه، ص3.147، ص املرجع نفسه4

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

71

ان ـج ب ن ذ م فإنين اب س احل م و يـ يل ع ــف ش ت اهللا ق ل خ ر يـ ا خ ي اك س ع يـان يز م يح ج ر ي تـ ض ت ى يق ق التـ من ل ــم ع يل س يـ لإذ ل م أ يل ت وأن :1ولـمث يقان واجل س ن إل ل ت رـ ه ظ ة مح ر و ت ر م ى ع د ـه ل ل وع ب ر يع ب ر يف و ان ـص ق نـ ب م و س و م ر يـ غ ه ال ـم ك ا ر م ى ق د اهل ق ف أ يف ت ع ل اط ر ه ش اي ن ال ذ ج ي ز يف ل ف ت حم ر ـه والد ل ـص ت م ز ع ـوالل ـب ت ق م د ع الس ف

اأبالشاعراألمرياستوقفتحمطةأبرز)وسلمعليهاهللاصلىحممد(مولدذكرىوقد كانت عنلناكشفتواليتفيها ،بدلوهويديلالفرصةت يفو الوجعلتهعديدةتمرامحو موسى الزياين

والعامةاخلاصةحولهوالتفت اإلسالمياملغربيفاز مميأصبح تقليداالذياجلميلالفنمترسهاألمةعلىالذكرىتهل ماكلاسللن هإطارا تنظيميا يقدملهوأوجداألمريعليهوأشرف

مراسيمهاواحتضنعليها بنفسه،فأشر هواالهتمام كما أن العنايةمنبكثريفقد خصهااإلسالمية،كاف"فقدل النريةالعقو أصحابإليهجلبو.لاجلمامظاهرمبختلفهأعد ذيال قصرهيف

2اجلزائر اخلضراء"بعروسيصادفهمولدكليفتلمسانسكانمنوالفضلوالعلمالرأيأهليدعو

وصفه عنيعجزمااالحتفاءمظاهرمنهلمويبديواألطعمةقاألطباأشهىمنهلميقد فقد كانمبثوثةوزرايبمصفوفةقمنار منشئتفما"سان وما نطق والقلم وما كتبالعني وما رأت والل

3"املموهةالصفرمراكزعلىالقائمةاألسطواناتاومشامع

أعيانبهأحاطوقدملكهسريرعلىاالس ج هذاريتصد حو موسى الزياين "أبو"وكانقد لبسوا ولدانعليهمفإذ يطو املناصب،يفاالختصاصنهاعيمقاعدعلىجلالسنيبقات االط

.148، ص السابقاملرجع 126عاألصالة، مطبعة البعث، قسـنطينة،جملة،"الثاينمحوأيبعهدعلىتلمسانيفاملولديالشعرحركة"مقال:مرتاضاملالكعبد2

.311ص،1975، جويلة /أوت،، حتقيق الدراجي بوزيان، دار األمل الدراسات، جزائر "الوادعبدبينمنامللوكذكريفالروادبغية:" خلدونبنحييأبو زكرياء3

. 101، ص2007، دط، 2عاصمة القافة العربية،، ج

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

72

لكل ل"1.اتومرش مباخرن وبأيديهمامللو اخلز ةأقبيإقالعالم، ومبكفرات ترغب يف الة والس مداح املصطفى عليه الص أاملسلمون بحيتفلو ...منها حبظه.

تطرب له من ذلك ماويأتون، أسلوبإىلأسلوبفن ، ومن إىل، خيرجون فيها من فن اآلثامروحية الصادرة من الطاقة الومن تلك املدائح العظيمة اليت تتميز ب.2مساعه القلوبإىلفوس وترتاح الن

. مولديات أبو محو الزياينالذات املتصلة بالقلب احلاضرة يف الالوعي اجلماعي III.وبنيتها الهيكليةحمو موسى الثانييمولديات أب :

صاحب (بغية حتتل املولديات مكانة هامة يف شعر أيب محو موسى الثاين ، وقد أورد منها هـ ، كما أشار املؤرخون لدولة بين 771هـ و760قصيدة ، نظمها أبو محو بني سنتني 11الرواد)

زيان إىل اهتمامه باالحتفال بليلة املولد الشريف، شأنه يف ذلك شأن بين األمحر باألندلس، وبين تبارى فيها الشعراء إال أيامهيفمرتمولدمن ليلةفما"3مرين بفاس، وغريهم من السالطني.

ية اليت وقع عليها االختيار من شعر الشعراء وهكذا مضت ليايل بنظم القصائد يف مدح خري الرب "4املولد طول أيام الدولة الزيانية.

،)وسلمعليهاهللاصلىالرسول(مدحيفظمالن علىاألمصاركلمناءر الشعاألمريحفز ل من يبتدئ املسمع بإنشاده املتميز فكان هو أو ةحاملمدتلكإىلوسبقهماملنافسةمعهمودخل

أشعر مدحيية ذات لى اهللا عليه وسلم، مث ينشدون بعده شعراء آخرون بصيف مدح الرسول حىت صالة الفجر.روحانية عالية

: 5األمري السلطان الرائعة يقول ولديات املافتتاحياتومن م د ـالن ة ع ار ص مب ين ـي ع م ـن تـ مل و اب ـب ح األ ام ـن

.101، ص السابقاملرجع 1. 228حسن السندويب، تاريخ االحتفال باملولد..،ص 2.220، ص 2011، 5عبد احلميد حاجيات ، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ، عامل املعرفة لنشر والتوزيع ، اجلزائر ، ط3.230-229حسن السندويب، تاريخ االحتفال باملولد .. ،ص 4. 341عبد احلميد جاحيات ، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره، ص5

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

73

يـمل وأ ن ـيد ـاخل ح رـ ج مي د ـالك ر د ـحت ع ـم د ـوال:1مولدية أخرى يقولويف مطلع ي ا ح يب ـب ح ل ل ا ـار ي د ـي ح و ي ـاحل وب اب ب الق اء ج ر أ ني ا بـ ف ق ي م ن ع ي احل يف س ف النـ ك ت د ف ل ائ وس ـة ام ور ع ل س و د ى جن ل ع ج ر وع

:2أخرى يقولمطلعويفاـ نس ح م ك ب ح يف ين اء ـا س م ل وك ا ـنـ س ال ح ز ن ي م اد ؤ فـ ن م م ت ل ز نـ اـن ك س د ق ب ل الق م يم ص يف م ك ب ح و ا ـ نك س م ك د ع بـ ن م ذ خت أ م ل فـ م ت ن ب

انـ س ب ـة اع ي س د ن ع ار ص ـم ك د ع وبـ :3ويف أخرى يقول

ااح ط ى وب د اهل ـل ا ح ـا وع ب ر ـة يب ط ب ور ز أ ل ي ه ر ع ش ت ي ل ال أ ـا اح ط ـح ط ي بـ باأل ا ب ل قـ ـد ش ن أ و ـم ه ائ ق ل ب ر ق ـي ب اق و ش أ ن ك س أ

:4ويف أخرى يقولت د ـــت وار ت ـر خ ـام ن ص األ ور ـه ظ ب ت د ت ه اه ت م أ اهللاول س ى ر د ت د ـب آيات و ت ـان ب ـل ئ ال د و ت ـد ـ مخ أ س ـار ف ان ـر ن ه ـور ن وب

يـع ط ل م ـ ـك ل ت ـاء ج ـة اع ف وش :5مولدية اخرىخامتةيف ويقول ابـ الك ـر ش ن ك وس ــف النـ وق ر ـوي م ال ــس ىك ز ـأ ب ى وس ـك م ـص خي ىـ برـ اله ت و ـ حق ـيرـ ش ض و ر ـب ـق ـين أ ر ـه وز ق ــيتـ ف ك ـس وم

345السابق ،ص املرجع1.348،صنفسهاملرجع 2.353املرجع نفسه، ص3357املرجع نفسه، ص4.361، ص:املرجع نفسه5

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

74

يـ بت ـج ى امل ـو س ويب ن ـذ ل ـايل وم ي ـب ـر ي وك ـد وج ـي ل ب س ح يب ـر ف .إىل آخر ما أبدع السلطان يف مولدياته

تنظم يف هذه املناسبة العظيمة ، كثريا ما تطرق موضوعات خمتلفة ، اعتاد كانت القصائد اليت غزلية مبقدمةالنبوية القصيدةيستهلونالشعراءكانحيث "الشعراء أن جيعلوها مادة لقريضهم،

زيارةإىلوشوقهم،-وسلمعليهاهللاصلى-رؤية املصطفىإىلحنينهمفيهايصفونصوفيةألداءاملشرقإىلاملتوجهاملواكبورحالاملطية يصفونمث.وغريهالشريفكاحلرماملقدسة،البقاع1وسلم"عليهاهللاصلى-النيبقربحيثواملدينة،اهللا احلرام،بيتحيتمكة،وزيارةاحلج فريضة

لشفاعة مورجائه،وكذلك االستهالل بذكر فضل شهر ربيع األول ، أو فضل ليلة املولد الشريفالرسول صلى اهللا عليه وسلم يوم القيامة.

األكثــر تشــبثا ببنــاء القصــيدة املادحــة، وصــار بــذلك مط الفــين يــة يلحــظ الــن دويف دراســة القصــيدة املوللمس هذا البناء يف العناصر التالية:أن ناملولديات وراعت فيه طبيعتها، وميكن هاحتذتا تقليدا فني

:والغزليةالمقدمة بعناصرها الطللية -1اليت متتد و قصيدتهقدميايبيبتدئاملقدمة الطلية هي مفتاح القصيدة اليت إن

عنإذ ،ىومن مثة أصبحت تقليدا عند معظم الشعراء العرب القداممنذ العصر اجلاهليذورهاجبسئل: " القرحيةشحذوالشعرباب عمليف،العمدةكتابهيفالقريواينرشيقابنيقولهذاقيل؟مفاتيحهعنديودوينينقفلكيففقال؟الشعردونكانقفلإذاتفعلكيف،الرمةذوانفتحإذاهإن ولعمري. ،عاشقهألن فهذا،األحباببذكراخللوة: قال؟هوماسألناكوعنهله

2.... "الركابيفرجلهووضع،البابوجلفقدالقصيدةنسيبللشاعر

عــنيوالنشــر،اهلــدى للطباعــةدار،اهلجــرينيوالســابعالســادسالقــرننيخــاللاألوســطاملغــربيفالتصــوف: ،ر بونــاينطــاهر ينظــر..1.49ص،2004اجلزائر،مليلة،

، ص 2ابن رشق القريواين، العمدة يف جماسن الشعر وادابه ونقده، حتقيق ، عبد اجلميد هنداوي ، ، املكتبة العصرية، صيدا بريوت ، ج2185 .

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

75

:األطاللالوقوف على -ألل تقليد من تقاليد القصيدة العربية بعامة، والقصيدة اجلاهلية خباصة، يقف الشاعر فيه الط

على األطالل الدارسة ألحبته الظاعنني، يذكر مواقعها ويصف آثارها الباقية اليت اختلفت عليها وأتلفتها، ورمبا تطرق إىل ذكر الوحوش اليت سكنتها وأطفلت فيها عوامل الطبيعة فسفهتها

وتكاثرت، مث يلتفت إىل ماضيها فيذكر ما كانت عليه من دبيب وحركة وأنس بناسها، ويذكر مراتع بني ما كانت عليه تلك الديار من احليوية شبابه والصبا، ودفء العالقة بني أحبته واخلالن، مقارنا

لـه على إظهار وجده آلت إليه من خواء وسكون وتوحش، فيكون ذلك مبعثا واحلياة، وبني مالرحيلهم وبعادهم، فيكون يف ذلك البكاء بعض التخفيف عنه ولوعته على فراق الرفاق وبكائه

1والتسرية عن أشجانه ووجده.

أبو محو موسى عن فيها املولدية فعرب اللية إىل القصيدةكلية والد لل خبواصه الش ولقد انتقل الط يب األمة صلى اهللا عليه ن هذي تواجد فياهر ال سول الكرمي من خالل اشتياقه للمكان الط ه للر حب

يف مطلع إحدى احوقد جند ذلك موضمماته بطريقته املتميزة واخلاصة .يف أووسلم سواء يف حياته 2مولدياته :

ج ـائ اآلر ات ب ي ط ات لم مع ن ع و ج ـاه و النـ وم س ر ن ع اين رب ا خ ف ق ج ـال امل ات و ذ ن ـع اين رب خت وال ق ار ب و يب ذ والع د جن ض ر أ ن ع و

أمثالذين عرفوا يف العصر اجلاهلي وخاصة ال ىالقدامالشعراء حذواعر يف هذا املطلع حذا الش إن :3ول يف مطلع معلقتهقامرؤ القيس الذي ي

ل ـم و ح ف ول خ الد ني ى بـ و الل ط ق س ب ل ز ن م و قفا نـبك من ذكرى حبيب

.61، ص2002دراسة، منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق، خمتار حبار ، شعر أيب مدين التلمساين ، الرؤيا والتشكيل، 1.375عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره،2.8. ص 4،1984امرؤ القيس، الديوان ، حتقيق حممد أبو الفضل ابراهيم ، دار املعارف ، القاهرة ط3

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

76

:1يقولحيثاالستهاللينتهج نفس الطريقة يف الشاعر جندأخروكذلك يف مطلع ي ـا ح ب ـيب ح ل ل ا ار ـي د ي ـح ي و احل وب اب ب الق اء ج ر أ ني بـ اين رب ا خ ف ق ي م ن ع ي احل يف س ف النـ ك ت د ف ل ائ وس ة ــام ور ع ل س و د ـى جن ل ع ج عر و

بنيجيمعجذابشعريتألقعن، و تنماللهتكشف عن براعة الشاعر يف روعة االستبدايةإتغدو حية يف نفس اليت تكونت من خالله لغة شعرية مما جعلها املعىن،عمقوفظالل عذوبة

نسجه و،الشاعر اعتمد على مطلع تقليديأن رغم املتلقي، توحي له كل يوم باجلديد املمتع،العصريفالشاعرأن حيثطللية،بوقفةإاليبدأ مطلعهاالاليتالعربيةالقصيدةمنوالعلى

يف واحدةتبقىاملعادلةودورهمعنو رحيلهماألحبةلفراقاستبكىوبكىوقفواجلاهلييارالد وكذا،احملبوبمكانةيفختالفالإال أنه اختلف عن ذاك النمط املألوف،شعر املولديات

وهذا يعين أن موقف الشاعر منه ليس اختياريا، منظما؛ بل هو يف حقيقته انعكاس لتكوين ،زكاوة و حتمل نفحات إميانية ،واالستكشافباطين، يسوق الشاعر إىل اآلماد الصوفية وعوامل الرؤيا

حممد صلى اهللا عليه الظلماتمنوخملصهااألمة،شفيعاخللقبأنبلمقدسة لصلتهافهي، روحيةوسلم.

ة:ـدمة الغزليـالمق–ب وكذا متوميوال،مشاعرهمعنخاللهمنونيعرب للشعراءمتنفساالقدميمنذكانالشعرإن

األزمان، غابرمنذاملرهفةالنفوسميألمازال،الوارفةالشعردوحةمنزاكفرعوالغزلاجتاها2"واهلجروالوصالواللوعة،والبهجةوالوجد،احلبمنعارمةبأحاسيسويفعمها

.345عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره،ص1عمـــاد الـــدين خليـــل، مـــدخل إىل نظريـــة األدب اإلســـالمي، نقـــال عـــن إمساعيـــل زردومـــي ، رســـالة ماجســـتري، خمطـــوط، شـــعر االســـتغاثة 2

. 211، ص 1994لألندلس، إشراف د. العريب دحو، باتنة،

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

77

قصائدهم مبقدمات غزليةاملولدياتشعراءقدم لقد ، بيد مشاعر املتلقنيوحتريكمشاعرهمللتعبري عنالشعراء، ووسيلة هذه املقدمة حيلة فنية جلأ إليها

دينيا يتسق ا من خالل تأويلها تأويال ص الشعري، وإمن داللتها الظاهرية يف الن من خالل صــــويف طـــاق احلســـي البشـــري إىل نطـــاق ه غـــزل يتجـــاوز الن أنـــأي ســـق الشـــعري يف القصـــيدة،مـــع الن

. ومن والروحانياتنيويات ليبقى يسبح يف امليتافيزقياتا عن الد روحاين لدين بعيد

:1مولدياتهإحدىمقاله األمري السلطان أبو محو موسى الثاين يفمثل ذلك

ج ـاه ن ب ت س ل ي الغ يق ر ط ن ا و ا ه ب حب ول س أ ت س ل ة م ي ل س ل ل وق

:2ويقول يف مقدمة مولدية أخرى

ان س ح م ك ب ح يف ين اء ا س م ل وك ا ـن س ح ال ز ن ي م اد ؤ فـ ن م م ت ل ز نـ

ا ن ك س د ق ب ل الق يم م ص يف م ك ب ا وح ن ك س م ك د ع بـ ن م ذ خت ا م ل فـ م ت ن ب

ـان س ب ة ساع ي د ن ع ار ص م ك د ع وبـ

ةأحب يفمسل وعليهاهللاىصل لمصطفىلهحب شاعرنادجيسماكثرياةالغزلي مةاملقد يفو

أحيانـا، ومـن مثلـه يزيـدأوالقصـيدةنصـفمـنيقـربمـاقتسـتغر ومـةاملقد هـذهعندهلفتطو نساء:3قول الشاعر

اـب ه ام ق الس ب ايل ي خ د ر ق و والش ا ب ج ا و م ق و ي فـ م س ج ف ع ض أ ب احل

.376موسى الزياين ، حياته وآثاره،، ص عبد احلميد حاجيات، أبو محو 1.348نفسه ،ص املرجع2.371ص نفسهاملرجع 3

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

78

اب ج ع واب ل الق ا يف ه م ر ض ي ع م والد ي د ب ك يف د ج الو ار ن ل ع ش أ ني والبـ

اـب ه تـ ل وإ اب ذ د ا ق ه نـ يـ بـ ب لـ والق ل ــ عا ش هل اد ـب ك وأ ار ـون اء م

إىل أخر ما قال.

بعده عنهو ي احلبيب نأيت مزقت أنفاسه منوقد جنده يف أخرى يشكي سقمه وأمله وحرقته ال:1، ومن قوله يف ذلكوالتشوق إىل رؤيته

ـيوع ل و ى م ي حب ق و ش اد د ـي واز وع م د يق ق الع ار ك ذ ت ل ت ف ر ذ

ـوع م ى جم م احل ب ل م ش ب يل ن ـي م وع ل ض ب اه ر و أ ب ش ب واحل

وع ـد ص ى م و النـ ب ـب ل قـ ـر ب وجي

منحى الغزل باحلشمة والوقار، والتسامي بالصفات اليت حنتاتفقد اتسمت هذه املقدمالتجاوز يف التغزل إن للمعاين الصوفية؛ تعظيما لصاحب املناسبة؛ إذ احلسية للجمال، فجردت

فيه، قد جعل ابن حجة احلموي أن واإلفراطكر يف مطالع القصائد، ذ الإىلوالتشبيب وااللتجاء حيتشم فيه ويتأدب، ويتضاءل أناظم ذي يصدر به املديح النبوي يتعني على الن إن الغزل ال " :يقول

كناف حاجر، ويطرح ذكر أويتشبب، مطريا بذكر سلع وسفح العقيق والعذيب والغوير ولعلع و وما لساق، ومحرة اخلد، وخضرة العذار،، ورقة اخلصر، وبياض ااألردافد، والتغزل يف ثقل حماسن املر

عليهاهللاصلى(الرسولملداحصرحياتوجيهايتضمنالبابهذايفحجةابنفكالم،2"ذلكأشبهواحلشمةاحلياءإىليدعوهمإذقصائدهمبناءيفواألليقاألسلمهجإىل الن ) وسلم

.355عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره، ، ص 111ص .هـ1304القاهرة -اخلرييةبعة: املطاألدبوغايةاألدبخزانة ، ابن حجة احلموي 2

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

79

الفن،هذاطبيعةمعوتنسجمالغرضتؤدياملقدسةربعااملذكرأنالنبوي، وجيداجلنابوتوقريالنبويةفاملدحةالعربية،املديحقصيدةيفالسائدالتقليد الفينعنال تبتعدنفسهالوقتويف

الراقية،اإلسالميةالقيمداخلهانتشرتالذياإلطار والفضاءيفيتحركالشاعرستجعلالشكل.النقيةاإلميانيةوالنفحات

الواقعهذاومل خيرج عنيف غزلهأبدايشذ ملهن مثال هلذا القول فإاألمريوقد جند شاعرنا األوصافعنونأيااحتشامايتطلبقصائدهاإلمياين يفاجلووأصبحاملستحدث،والتقليداجلديد،أخالقيات الشاعر األمري مننابعتأدب ووقاريفالنفسيةللخواطرباسطةمطالعهفجاءتاحلسية،

.الراقية واملهذبةخلص:حسن الت

معنويبرابطاملوضوع الالحقيفوالدخولالسابقاملوضوعمناخلروجالشاعرحيسن"أنوهووقدرته"الشاعرحذقيدل علىمابذلك،يشعرالاملتلقيإنحبيثوسالسة"، 1"متني2.معانيهبنياملتينةالوشائجربطعلى

إىلهجاءإىلمدحمنالواحدةالقصيدةيفاءر الشعفيهاينتقلفنيةطريقةهوالتخلصوحسنيفالشاعريعانيهوماالشعر القدمييفالفيايفوصفومامنقطعة،غريالقصيدةتبدوحىتافتخار.3املديحإىلمن النسيبالشالالتانسيابينسابوانتقالمتهيدإالسفره

يستمرأنوهوظموالن أسقالن صحة: منيقولإذاخلفاجيسنانابنالتقليدهلذاهتنب وقدمتعلقايكونحىتإليهالتخلصأحسن.آخرمعىنأن يستأنفادر أإذاو الواحد،املعىنيفاملؤلف4.عنهمنقطعوغريباألول

، كليـة العلـوم اإلسـالمية، "الظـواهر، والقضـايا، واألبنيـة"اهلرامة، القصيدة األندلسية خالل القرن اخلامس اهلجري،عبد احلميد عبد اهللا 1.164، ص 2. ج1996، 1لبيا، ط

.165املرجع نفسه ، ص 23176..315، ص1982هـ،1،1402اخلفاجي: حممد أبو حممد عبد اهللا، سر الفصاحة، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، طابن سنان 4

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

80

فالأو التشبيبيةكالطلليةخمتلفةمبقدماتتبدأاليتالقصائدمنخلصالت حسنيكونماوأكثر.القصيدةأر يقوهومنفصلةبنقلةالقارئحيس

كثريا ما خلص شعراء املولديات إىل املوضوع الرئيس املتمثل يف مدح الرسول صلى اهللا عليه وسلم - املقدمة-تعد مهزة وصل بني املطلع وذلك بالتخلص عن املقدمة عن طريق ذكر الرحلة اليت

وصلب املوضوع.

الرحلة والظعن تقليد من تقاليد القصيدة العربية القدمية يأيت بعد الوقوف على األطالل يف غالب ما يقرتب الشعراء القدماء يف وصف هذه الرحلة، إذ استخلص الدكتور شكري األحيان، وغالبا

.1ساء والتحدث عنهن)والوقوف عند معامل الطريق، وذكر الظعائن واهلوادج،وذكر الن

(موقف الشاعر من الظعائن هو أساسيا خامسا كتور وهب رومية موقفا وقد استدرك عليه الد ابقة اليت تبدو يف جمملها منسجمة ومتكاملة، وهو املوقف الوحيد املناقض للمواقف الس 2املتحملة )

من األحاسيس واملشاعر الدرامية اليت تلون ، وينتج نوعا نفسيا وهو املوقف الذي يولد بتناقضه توترا ما يقف الشاعر ممن ظعنوا موقف مقاطع الرحلة بألوان من احلزن واألسى نتيجة للفراق، إذ كثريا

حاملت.3ملا وأوحزنا كلما ازداد هو حتسرا

سول صلى اهللا عليه وسلم، واهليام بذكره، وزيارة ضرحيه، والتعطر بأرجيه، والتعبد يف الر حب إن املولدياتشعراء أحسنوقد ، الكربى لكل مسلم مؤمناألمنيةجواره، والتهجد يف ظالله، كانت

ولكنها ليست كتلك قصائدهم، استحضار مشهد الرحلة يف العريب اإلسالميوخاصة يف املغرب

.117،صتطور الغزل بني اجلاهلية واإلسالمدار العلم للماليني،بريوت،الطبعة اخلامسة (د.ت)يصل، فشكري 122، ص1979، 2وهب رومية، الرحلة يف القصيدة اجلاهلية، مؤسسة الرسالة، بريوت لبنان، ط2

.85خمتار حبار ، شعر أيب مدين التلمساين ، الرؤيا والتشكيل، دراسة،ص 3

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

81

فيها يكون احلديث عن حث املطي، ومناجاة رحلةإمنا هي ،املعهودة يف القصيدة العربية القدمية ؛ إىل يار احلجازية ياق، مع التعريض الفيايف، فيطلب الشاعر من رفاقه حثها للوصول إىل الد الن قري النيب (صلى اهللا عليه الصالة والسالم) حيث يرجع املقدسة، ألداء فريضة احلج وزيارة يارالد

ذلك إىل بعد املسافة وعناء الوصول إىل تلك املرابع املقدسة لبلوغ مقام أنبل (خري خلق اهللا حممـد تعبريا عن نقطة يعد يف القصيدة املولدية الرحلة عنالشاعر حديث؛ إذ إن صلى اهللا علـيه وسلـم)

التخلص من عامل املادة للوصل والبقاء يف أيمن الرحلة احلسية إىل الرحلة الروحانية، نطالقاالعامل الطهر واإلميان واالستعالء مبحبة الرسول( صلى اهللا عليه وسلم) أو ما يسمى باحلب احملمدي.

تاركني الشاعر للوعته وحسرته، الفريضة، فالشاعر يشده منظر احلجيج وهم منطلقون ألداء هذهرحلة احلجيج وما حتركه من عواطف دينية جياشة، واألمل؛ ألن ملا يولده يف نفسه من مشاعر الضيق

لعاطفته املتوهجة؛ إذ املشاعر اليت حيسها الشاعر، فتصبح أكثر تدفقا، وتعطي زمخا قويا تؤجج هذهعليها الرسول الكرمي، واكتسبت بسببه قيمة اكن اليت درجليس مبقدور الشعراء الوصول إىل األم

:1وقد أحسن شاعرنا األمري التخلص من املقدمة ليتحدث عن الرحلة ومن ذلك قوله،سامية

ج ـاع و الل ب ىو ـالن اب سب أ◌ ع ط ى ق ل ع ن ــع ت اس و ه ام ـه وامل يف يا ا الف وب ج و 1ج ـال ـع ة ـل م ر د ـن ي ع اد و ا اهل ف ز و ة ام ر ض ر أ ن م ح ل ي الط اد و بـ اج و وع 2

وارج ــامل وع ـم الد ا ب ـاه ر ثـ ق ش ف ا ــه تـ فـ ر ع از ج احل ب أرضات ئ ج ن إو 11ج ـوائ ـاحل ع ض مجيـوزر زورة تـق ـاـبأسره از ـج احل يك اس ن م ض ق و 12:2أخرىقصيدةيفأبو محو موسى ويقول

اــب ئ ت ك م ب ل الق ني ه ر وين ف ل خ و ى ح ـض ني ـت م ق الر و حن األحبة ار س 24اب ص از ـ جاحل ض ر أ إىل ين م ب ل والق م د ي جي د واحلا ل ز ى البـ ل وا ع ار س 25اــب ق وحن احلي ب با ق ب وأسرعـوام ـه يـ ط وا م د ـش د ق األحبة ي ذ ه 26

.375/376عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره،ص1.372/373املرجع نفسه، ص 2

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

82

فأبـىم ـ هي اد ا ح ـي ب ص ى الل ا ع ق فـ ر ي ـن ع م س ي ب رك ال و ا ي اد ا ح ي ت ل ق فـ 31ا ـب ض ــ تخم ع ـم د ل ل با ج ع ر تـ ر ظ ان ف م ـه ت ل ح ر ن ا م ـدم ي ـع م د ت ج ز م 32

ذي ينطلق من خالله فسي ال ولعل السبب يف ورود هذا املشهدبوي؛ ملا يرمز إليه هذا املشهد من البحث عنوهو املديح الن صاحلقيقي للن الشاعر إىل الباعث

املولدية هي ارحتال الوسيلة اليت توصل الشاعر إىل األمان وطوق النجاة، فالرحلة يف القصيدةاملأزوم الذي يثري الفزع واخلوف، إىل تعويضي عرب فضاء القصيدة يف الزمان واملكان من الواقع

الذي يتجسد فيه األمن واخلالص؛ ملا يف ذلك من طاقة إحيائية الوعي اجلمعياألمنوذج املتشكل يف .صوشاعرية متدفقة، يزيدها توهجا تناغمها مع العناصر األخرى املشكلة للن متحركة،

الموضوع:-3صلىيبلشخصية الن يفردحيثالنبوي،للمديحاألساسياحملوراملولديةالقصيدةوسطيعترب

بالغمثايلحنوعلى")عليه وسلماهللاصلى(الرسولاستحضارعمليةتتحققوفيهوسلمعليهاهللا)وسلمعليهاهللاصلى(للرسولوالعظمةالشاعرفيهيلملماألوصافجامعواجلاللالكمال

واحلقيقة احملمدية فهو بذلك يؤكد على احلقيقة احملمدية ،1.وفعالقوالوخلقاخلقا أطرافهمن مجيعور احملمدي بوي سابق على كل املوجودات ومتقدم على كل الكائنات، ومن الن تعين أن الوجود الن

الكون نوره ووجوده. ولوال احلقيقة احملم استمد والناس، وهي القوة اليت يصدر عنها كل العماد الذي قامت عليه قبة الوجود، وهي الصلة بني اهللا

1.شيء

يب الكرمي صلى اهللا عليه وسلم ومبولده محو موسى الثاين مبكارم ومشائل الن أبوأشادوقد يسي الذي قامت ئالر احملورومدحه مدحا رائعا يف نسق باهر حبيث كان هذا املدح هو ،ومبعجزاته

م، ص1998هــ،1418،األوىلالطبعـةبـريوت،العصـرية، صـيدااملكتبـةاململـوكي،العصـريفالنبـوياملـديحمـن: يبالشـغـازي178.

.201،ص1لبنان ج ،زكي مبارك: التصوف اإلسالمي يف األدب واألخالق، دار اجليل، بريوت 1

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

83

األنامليلة مولد خري بو موسى الثاينمحأبوإشادةذلك عليه القصيدة املولدية، ومن مثل :2ومعجزاتهاـب ا خ ور ـنق ـحل ل ر ه ظ أ و اد ــب ع ل ل ة ـمح ر ىـت أ يب ن اـب ج ع أ اـم ك ـل ذ ه ـل ل ف ت د ـمخ أ د ــق س ار ف ان ري ون ىب الظ س أ ك ب ع الر ن م اق وذ ه ـان و ـيإ ط اق ــ سى ت ر س ك و

اـ باهل ا ـ يمـم ر ت ار ـوص ه ــوان ي إ د ــاع و قـ ت رـ وخ اب ج ع أ ه ـل اع ر ذ ـالق ط ون ى ـف ط ص م ل ل ش ح الو ت م ل وك ا ب رـ غ ـ تس م يب ـ الظ ه م ل وك ا ـش ح و تـ س م ع ذ اجل ه ـل ن وح اب ر غ تـ ن أ س ـم الش ه ل ت د ر و ام ـم الت د ــن ع ر د الب ه ل ق وش اب س حت ن أ ف ـص الو ن ع ل جت ا ـقت ر اإلة لـ ي ل ه ـب ىرـ س وأ

كان يف مدحه للرسول صلى اهللا عليه الشاعرف،الثاينواألمثلة كثرية يف مولديات أيب محو موسىمهماو وبالرغم من ذلك،قيالن الطاهراحلبوالوقارواهليبةواإلعجابمنهالةبهحتيطوسلمهذه عن التعبري وعن وصفعاجزايبقى،أضلعهثنايامناملتوهجةروحهخلجاتمنقدم

.)وسلمحممد صلى اهللا عليه (الشخصية العظيمة

الخاتمة:اجلزءاخلامتة"ومتثل1"منهباخلروجوتشعرصالن متامعلىتنبهاتر عبامنالشاعريسوقهماوهي

وذلكبالدعاءويكونوسلالت الشاعر إىليلجأوفيهاوالوسط،املقدمةبعدالقصيدةمناألخريمنوالشفاعةوالعفواملغفرةالشاعرواملعنوي فيطلباجلسديديدالش ضعفهحالةعنللتعبري

360/361عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره، ص: 2.176،ص:اهلجريالثامنالقرنيفاألندلسيةالقصيدة: اهلرامةاهللاعبداحلميدعبد1

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

84

التحسربالدموعدمالن بعاطفةامصحوبوألمته ويكونله" وسلمعليهاهللاصلى"الرسول.2والبكاء"

يف مجيع موسىمحوأبوالتزموقدالفينبنائهاناحيةمنالقصيدةاءز أجآخرفاخلامتةطلباإلسالمي، وقد ضمنها شاعرناعند شعراء املولديات يف املغرب مألوفةةوهي خامتمولدياته

غالبيفالسالموبالصالةهخصجنده قد و شوق إىل رؤياه والدعاء له، والت اهللالرسو منفاعةالشوبثه إىل أعظم الروائحبأعطرهسالمبتعبيقكالمهيف خامتة يكتفيقدأحيان أخرىيفو األحيان،

متنوعة عند شاعرنا ذت أشكاالاخت قد خلامتة اأن خلق اهللا حممد رسول اهللا صلى اهللا عليم، أي فتأيت:

:شفاعته يوم الحشر والجزاءرجاء و التوسل به صلى اهللا عليه وسلم -أإحساسه واشتد الشاعرعلى قلبدمالن وثقلت وطأتاآلالم توالت و األحزانرانت أنبعد

كثري من يف الوإحساسه بالعجز، اهللا سبحانه وتعاىلأمرواجبه كما أداءيف والتقصريالذنببا ومتشفعا له سول حممد صلى اهللا عليه وسلم، متضرعالر وحبيبهمالذهإىلئتجيلجعلهاألحيانويغفر عن ذنوبه وزالته ر، ويعمه برمحته، وينزل عليه صيبا من نعمائه، هذا الض عنه يرفعأنعند اهللا

، ومن مثلاألفعالوشائن األعمالمن سوء وما قدمت يديه من قبيح انهوما اقرتف لس

:1أبو محو موسىاألمريقول ذلك ا د ـق و ت ـم ر ض أ ي ـ التار الن ن م ين ر ج أ م ــاش ه آل ن ـم ار ـت خ امل ب ت ل س و تـ دىـأه ا م ن س ا ح ي ق ل خ ل ى ل د ى اهل د ه أ ف ه ــل ال ض اد ـب ر ف ـوالك ىـت أ يب ن اد ـش ا الر ن ـ مه ل يـ ار ـت خى املف ط ص امل و ه ا د ـا غ ـنـ ل يع ف ي الش اد اهل ة مح الر و ه اد ـت اش إذا اف ـخ ـم ل ل اه و ـا س ذ ن وم ىـت أ اذ إ د ـيد ش ـالل و ه ل ل ر خ الذ و ه

.37اململوكي،صالعصريفالنبوياملديحفن:الشبيبغازي2

.382/383ص: عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره،1

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

85

ا د ـع ا الس ـن ـ تل و وخ ـة مح ر ال ب ت ـئ ج د ـق ا ل ق ائ ر ت ل ز ال ري اخل يع ب ا ر ي ال أ ا د ــه الع ك ل يـوف ن د ـيع ا ن ل ت ن أ ف ه ل ك ل و ى احل ل ع ر خ واف ل ص ر خ الف ك ل

:2قولهـم ج والع ب ر الع يع ف ش ل ـب ئ ت ك م ة ال ـس ر ت ـ ثع وبـ ـم م الذ ب ـي ف و ري خ ن م ـا ه ز ائ و ج ر ش ـاحل و يف ج ر أ م ل والق اس ط ر الق وض ـ ع ـي ـم د ق ل م ع ا مل ي إن م د ن

مل األ ف ش ى ك وس و م ـج ر يـ ا ــس ـرياد ى وب يس ع ا ع د ب

:الرسول صلى اهللا عليه وسلم إلىالتحية وإرسالالسالم الصالة و -ب

﴿ إن اهللا :تعاىلصلى اهللا عليه وسلم لقوله)النيبعلىنصلي(؛كأنالدعاءمبعىن:الصالةيبالن عنرويو .3منوا صلوا عليه وسلموا تسليما ﴾ ءايا أيـها الذين ته يصلون على النيبءومالئك

عليىصل ومن،عشراعليهاهللاصلى،واحدةصالةعليىصل من:"قالعليه وسلماهللاصلىمنعينيه براءةبنياهللاوكتب،ألفاعليهاهللاصلىئةامعليىصل ومن،مائةعليهاهللاىصل اعشر يب عليه الة على الن وألمهية الص .1"الشهداءمعالقيامةيوموأسكنه،ارالن منوبراءةفاقالن◌ يب معظم مولدياته بالصالة على الن الم جند شاعرنا األمري أيب محو موسى الثاين خيتم الة والس الص

:2ل قوله ثصلى اهللا عليه وسلم، كماج ر كالس اق اآلف يف ب ه الش ت ح ا ال م ر ض م ن م ار ت خ ى امل ل ع ة ال ص ل وص

.344املرجع السابق، ص: 2]56: األحزاب[سورة 3جهـ،1397،املصرية،مصر، دطالعثمانية،املطبعةالنفائسومنتخب، نزهةالشافعيالعصفوريالرمحنعبد1.7ص:،2.364ص: عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره،2

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

86

3:أخرىويقول يف

يبـ ت ج ـى امل ـل ع ة ال ـالص ال وو ال ـج ع تـ س م اهللا ىــل إ ر اد ـ وب:4أخرىويقول يف

ىد اهل ور ن اق ف اآلى ل ع ه ن م اض ف و ا د ب ني ح ق ل اخل ري خ د ل و مب ال ه أ اد ب أ ا م ائ د م ل وس ه ي ل ع ل ص ب ر اا ي د غ اب س احل م و يـ ه ت اع ف ش وج ر أ

ان ص ى غ ـن ثـ و أ ا ض و ر يح الر ح اف ا ص م محو موسى اقد جند أبو عليه وسلم،سول صلى اهللاالة على الر بالص -عادة–قرتن يو :السالم

عليكم"،الم"الس وهيأالةاجلن وأهل،ة املسلمنيحتي وسلمعليهاهللاصلىحممدسولالر يبادلوالتشفع ،بعد أن أشاد مبعجزاته وليلة مولده وذكر أطيب مشائله اخللقية واخللقيةحديثه

يب صلى اهللا الن إىلفقد جند شاعرنا يبث سالمه ...واإلنساجلنمناخللقأفضلكونهمن حيثبه :5كقوله،ممزوج بالشوق واحملبة واهليامأمجعنيله وصحبه آعلىو عليه وسلم

ج ه ال ك ر ــك ذ ب وف غ ش م ك ب حب م ــي تـ م ب ـحم ن م مي ر ك م ال س ج اه و نـ ت د ـس ب ر ى الغ ص ق أ ب يم ق م ف وس ي ن ب ى وس م اق ت ش امل ن م م ال س ج ار زـ ا واخل ـ هس و أ ا ر ط صار ن واأل م ه ل ك ب ح والص اآلل ى و ف ط ص ى امل ل ع

جزو يرسل سالمه إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم معبق بأطيب الروائح وأزكاها ممجندهقدو:1كقوله،منه فاعةالش بطلب

اـبـ الك ر ش ن ك وس ــف النـ وق ر يـ م ال ــى س ك ز أ ى ب ــوس م ك ص خي رىب ــ الهت و ح يق ـ رـش ض و ر ب يـق ن أ ر ـــه ز و ق ــيت ف ك س م و ىب ـت ج ى امل و س يب ن ذ ل ـايل ـم و يب ر ـك ي و د ــج و ل يب ــ سح يب ر فـ

380املرجع نفسه ،ص: 3.351،ص: املرجع نفسه4.377ص: نفسه ،املرجع 5361ص:، السابقاملرجع 1

العـربي الـقـديمفي األدب ديات ـفن المولالفصل الثاني:

87

:2وقد مجع الشاعر بني الصالة والسالم يف اخلامتة ومن مثل ذلك يف قولهـاب ر ط ا ن فـ أ يف ـر ي الط ت ن ا غ ا م ـــن ق ال خ ش ر الع ه ـــل ا ـه ي ل ع ىل ص ـاب ه ش ه ار و نـ أ ن م ـق ف األ ع ل ط ا ا م ا د ــب ا أ ــمـ ائ د م ال ـــالس يه ل ع مث

البقاع وإىلسول صلى اهللا عليه وسلم الر إىليرسل سالمه األحيانوقد جند الشاعر يف بعض :3كمثل قولهاألنامىل املكان الذي تواجد فيه خري إاملقدسة و يـام ه التـ ر ـين امل ر د ـى الب ل ع م ال ـس ىـ مواحل ع ـيق ب ال ب ن ـى م لـ ع م ال س 32دي ـه ـم و اد ـه اهللا ق ـل خ ري ى خ ل ع ف ـوس ي ن ى ب وس م ق تا ش امل ن م م ال س 33يع ـس ن ع د ـي وقـ ري ـعن س ر ـخ وأ ه وب ـن ذ ـه ت ـل ق ثـ أ ق و ـ شـم م ال ـس 34ي ـط امي أ ال ي الف و ـط ي ه رـ ب قـ إىل ق يـ ش ن ـا ح م اهللا م ال ـس ه ـي لـ ع 40

:4ويقول الشاعر يف خامتة مولدية أخرىم ـظ ة الع ـق ائ ـف ة ال ـص ب ر ـم ى ق ـ نـس أ ا ي ك ـص وخي م س ت املب ر ه زـ ـالـي ب ر ز ـى ي ذ ــش ل ك ح ـض ف يـ م سال و

وسلمعليهاهللاصلىالرسولعلىصالتهخاللمنالشاعرلدىبارزةالصوفيةالسمةوتبدو.اخلامتةوحسنوشفاعتهلغوثهطلبابهوالتربك

.374ص:املرجع نفسه ، 2.347، ص: املرجع نفسه3.344ص: ،املرجع نفسه 4

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

89

المستـوى الصـوتي.

.المستـوى التركيبي

يـالمستوى الدالل.

.مستوى التناص

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

90

I.وتي:ــالمستوى الصمستويات التحليل اللغوي عند الدارس األسلويب إذ يعد التحليل الصويت مستوى أساسيا من

علم األصوات فرع رئيسي لعلم اللسانيات ، فال النظرية اللغوية ، وال التطبيق اللغوي ميكن أن وهذا ،1أن يعمال بدون علم األصوات ، وليس مثة وصف كامل للغة بدون علم األصوات

وذلك بدراسته ، املستوى يهدف إىل تبيان معامل البنية اإليقاعيةفس من طرب وما خيلف فيها من ملوسيقاها بنوعيها : الداخلية واخلارجية وكل ما حيدث يف الن

أثار معنوية عميقة من غنة وإيقاع وتنغيم وغريها من املؤثرات اليت تغذي املادة الصوتية .وي هي األصوات املتميزة وما يأتلف منها وتعاقب الرنات غواملادة الصوتية يف الس

كرار ،وجتانس األصوات املتحركة ة ، والطول األصوات والت املختلفة للحركات ، واإليقاع ، والشد مات غة العادية، حيث تكون داللة الكل هذه التأثريات الصوتية تظل كامنة يف الل ... والساكنة

عن قيم األصوات نفسها، أو مضادة لوالظالل الوجدانية هلذه الكلمات، مبعز يت تتألف منها، ال 2هلذه القيم. ولكنها تتفجر حيثما يقع التوافق من هذه الناحية.

ه يتصل به اتصاال يعترب اإليقاع ماهية الشعر، فهو من أهم مسوغاته ومقوماته ، وبذلك فإن مر وال، ولقد حضي باالهتمام من قبل الشعراء علىال يستطيع أن يتخل عنه يف كل األحا وثيق

واإليقاع ص الشعري وتذوقه.العصور ؛ملا حيمله من طاقة حيوية تثري املتلقي وحتفزه على قراءة الن ةالداخلياملوسيقى اليس عنصرا حمددا بسمة وال مقيد جبانب معني ، بل جنده يتمثل يف

، 1أمـــاين ســـليمان داود ، األســـلوبية والصـــوفية دراســـة يف شـــعر احلســـني منصـــور احلـــالج ،دار جمـــدالوي ، عمـــان ، ط1.33/34، ص 2002

. 34املرجع نفسه ، ص2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

91

فس، أو يلفت إليه ا يف الن وكل ما شأنه أن حيدث يف األذن أثر ص الشعري ملوسيقى الن ةواخلارجيالفكر. فما هو اإليقاع؟ .

:يةـاإليقاعنية ـالب.1بال شك أوضح وجوه التمايز وأبرز ها بني الشعر والنثر، واإليقاع Rythmeيعد اإليقاع

ويقول بن طباطبا 1أبسط أشكاله، وهو التزام بتوايل كم بعينه من املقاطع على حنو خمصوص.العلوي يف كتابه عيار الشعر : وللشعر املوزون إيقاع يطرب الفهم لصوابه وما يرد عليه كم حسن

فظ عذوبة الل ،املعىناجتمع الفهم مع صحة وزن الشعر صحةفإذا ، تركيبه واعتدال أجزائه. كان األلفاظسن ءجز ىفصف

افية ركة الوزن و القاجم عن ح" األثر الن بذلكهوف2.أجزائهعلى قدر نقصان إياهالفهم إنكاريت و اخلاصة الع املعاين العامةن جتاوب األلفاظ و تناسقها يف سلك الكلمات ممن جهة وع

3"من جهة أخرى.صيدور حوهلا الن

عرية حيث تنتظم فيه األصوات ، وفقا ألنساق إيقاعية ثابتة الش يعد اإليقاع من أهم العناصر ه ظاهرة أمشل و أعم لح الوزن على الرغم من أن و يقرتن اإليقاع باستمرار مبصطوفق قيم زمنية ،

يف الكالم أو يف البيت ؛ لى حنو ماغمة اليت تتكرر عثل " وحدة الن يف الشعر. حيث ميمن الوزنم أو يف أبيات ر الكالالسكنات على حنو منتظم يف فقرتني أو أكثر من فقووايل احلركاتأي ت

4" .وزن فهو جمموع التفعيالت اليت يتألف منها البيت القصيدة أما ال

،1998اب ، ـالعامة للكترية ـلوبية ، اهليئة املصـر بن الفارض دراسة أسـر عمـرمضان صادق ، شع1.25ص

.53دت ، ص 3ابن طباطبا العلوي، عيار الشعر، حتقيق، حممد زغلول سالم، منشأة املعارف، اإلسكندرية ط ، 2صوت اهلزار(حتليل بالغي أسلويب ملقطوعة يا هزاري حملمد العيد).مركز البحث يف الصغري بناين.فك اإلسار على3

. 49.ص1996اإلعالم العلمي و التقين.بن عكنون..436.435.ص1977.القاهرة.4

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

92

هذا األخري غري مقصور على الشعر ، بل نلمسه ن أالوزن جزء من اإليقاع ، و ن وهذا يعين أضروري إلحداث ووهيف القران الكرمي بإعجازه اإلهلي وكذلك الكالم املنثور بأنواعه ،

للغة واألنغام اليت متثل جزءا هاما من التجربة اجلمالية، وإطارا انفعالياالتجاوب بني املتلقيوذائقة لطيفة وفهم دقيق.فس مرهشرط أن يكون املتلقي ذا إحساالشعر،

عنالتعبريدقةبلوغهاحد عندفال تقفالشعر،تقويةعلىاملوسيقىتساعدماكثرياإىلالفكرةفيهاحتولتموسيقىفالشعر"البشريةالنفسعنوأدائهاواألهواء،العواطف

ن بأقوى الطرق اإلحيائية ، ألا يستعنيالكالمية إمن "والشعر يف استعانته باملوسيقى،1"عاطفةوالشعربنيوثيقفاالرتباط. 2املوسيقى طريق السمو باألرواح ، والتعبري عما يعجز التعبري عنه"

اليتاخلارجيةاملوسيقىبنيالزياينموسىمحوأيبشعريفاملوسيقىتنوعتقدو.موسيقاهأحداوقد عرفهباإلشعاع النغمييسمىماأوالداخليةوالقافية واملوسيقى الوزنيفمتثلت

بني الكلمات " االنسجام الصويت الداخلي الذي ينبع من التوافق املوسيقيا، وألعاب النغم ،"3

واإليقاع والكثافة واالستمرار والتكرار والفواصل الصامتة، كل هذا يتضمن مبادته طاقة تعبريية

وتيات التعبريية هلا... وهكذا فإىل جانب علم الصوتيات اللغوية، ميكن أن يقوم علم الصاملوسيقية ليلقي ضوءا غامرا على العلم األول، بتحليل ما امتدت إليه غرائزنا الفطرية منذ وقت

1.

.17، د ت ، ص 3مصطفى سويف، األسس النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة، دار املعارف، ط1.380، املرجع السابق ، ص حممد غنيمي هالل2.3، ص 1981إبراهيم عبد الرمحن، قضايا الشعر يف النقد األديب، بريوت: دار العودة ، 3.22لوب، صالح فضل، علم األس1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

93

واستخراج قيمها اإليقاعية صوص وتفكيكها وتأويلها الن استقراءستوى املوقد حاولنا يف هذا .املوسيقى اخلارجية ولداخليةواأللفاظ والعبارات، ضمنواجلمالية عرب احلروف

ية: ــى الخارجـالموسيق-أ وهي كل ما يسهم يف تشكيل البنية اإليقاع اخلارجي للنص الشعري من الوزن والقافية وحرف

اصطلحنا على اإليقاع اخلارجي لنقصد به ذلك اإليقاع الذي يظهر يف روي وما غري ذلك...و

من خالل هذا .)وندرج معه القافية حبكم مرافقتها لكل بيت(،2،اإليقاع املركب أو البحرخالل دارسةمحو موسى الثاين منأيبعندالشعريالبناءيفالصوتيةالصورةجتليةإىلسنعمد:اآلتيةاحملاورعلىفيهاسنقتصراليتوبنائهيفاملسامهةالصوتيةالعناصر

وزن:ـال-1يعد الوزن من أبرز اخلصائص الصوتية يف القصيدة العربية (إذ ال ميكن الفصل بني الوزن والشعر،

.3فالفصل بينهما يكاد يشبه إىل حد كبري الفصل بني الشعر والعاطفة )ريةـور الشعـالبح-أ

الوهيمخسة حبوراستخدامهمحو موسى الثاين علىأيبلقصائدالعروضيةاملعاجلةكشفت.العروضيةالشاعرثيةابرت القولإىليدفعنامااخلليليةالبحوردائرةعنخترج

إذ يوجد .قصيدة 12تتألف القصائد املولدية عند الشاعر أيب محو موسى الثاين من ، وقد استخدم الشاعر يف تعتمد على نظام التخميسقصائد عمودية خالصة وقصيدتني10

عبــد املالــك مرتــاض ، بنيــة اخلطــاب الشــعري ، دراســة تشــرحيية لقصــيدة أشــجان ميانيــة ، ديــوان املطبوعــات اجلامعيــة ، 2137، ص1991اجلزائر،

رســالة ماجســتري، كليــة خمطــوط،، التشــكيل اإليقــاعي وداللتــه يف شــعر يوســف الصــائغ إيثــار شــكري شــاكر النعيمــي،3.13،ص.2008األنبار،جامعة –اآلداب

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

94

03،الطويل)واحدةمرة(01الكاملهذه القصائد مخسة حبور وهي موزعة كاأليت:

. وقد قمنا بتوضيح )واحدةمرة(01ت،املتداركار م04ات،املتقاربر م03ات،البسيطر مذلك يف جدول على النحو التايل:

)1جدول رقم (سنة نظم القصيدة عنوان القصيدةت

المولدية/عدد عدد األبيات

شطراألالبحر

املتدارك44هـ760نام األحباب ومل تنم1الطويل40هـ761قفا بني أرجاء القباب2البسيطشطر100بيت/ 4هـ762نزلتم من فؤادي منزال حسنا3الطويل40هـ763مشوق تزيا بالغرام4الكاملشطرا75/بيت30هـ764ذرفت لتذكار العقيق دموعي5املتقارب39هـ765ـابـ هوينــا الظ 6البسيط41هـ766يا من جييب ندى املضطر7املتقارب60هـ767ألفــت الضــىن8البسيط47هـ768احلب أضعف جسمي9

الطويل29هـ769قفـــا خبــراين10املتقارب30هـ770أال ما لصب مشوق11الطويل31هـ771قد بان احلبيبخليلي12

كثرياأمهلوبعضهاعلىاعتمدالشعرية،فقداألحبرمنبكثري الزياينموسىمحوأبوحيفلملالنحو:هذاعلىاستعماهلاترتيبكانمنها،و

)2(جدول رقم اتــاألبيدد ــعائدــدد القصــعحرــــالب

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

95

4129املتقارب3147البسيط3143الطويل145الكامل144املتدارك

:التواتر في البحور( بالنسبة لعدد القصائد وبالنسبة لعدد األبيات)-1على استخدامه ألربعة حبور شعرية العروضية ملولديات أيب محو موسى الزياينكشفت املعاجلة

، وملعرفة ةبنسب متفاوتاوكان استعمالهمل ينحرف فيها عن الدائرة العروضية اخلليلية املعروفة ، ص الشعري عمدنا إىل

وبعد عملية اإلحصاء متكنا من بحور.اإلحصاء العددي التفصيلي للدراسة الصوتية هلذه الحتقيق النسب املثبتة يف اجلدول التايل :

)3(جدول رقم

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

96

البحور الشعرية

عدد القصائد

عدد األبيات

%النسبة المئويةبالنسبة لعدد

12القصائد

%النسبة المئويةبالنسبة508لعدد األبيات

%25.39%412933.33املتقارب- 1%28.93%314725البسيط- 2%28.14%314325الطويل- 3%8.85%1458.33الكامل- 4%8.66%1448.33املتدارك- 5

يمثل التواتر في البحور بالنسبة لعدد القصائد وبالنسبة لعدد األبياتإحصائيجدول:تواتر البحور بالنسبة لعدد القصائد-أ

)4جدول رقم(12لعدد القصائد النسبة المئوية بالنسبةدالقصائعددالشعريةالبحور

%433.33المتقارب-1%325البسيط-2%325الطويل-3%18.33الكامل-4%18.33المتدارك-5

%100: لعدد القصائدمجموع النسب المئويةقصيدة12مجموع القصائد:

-جدول إحصائي يوضح ترتيب البحور حسب النسب المئوية لعدد القصائد-

تواتر البحور بالنسبة لعدد األبيات:-ب

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

97

)5جدول رقم(البحور الشعرية

عدد األبياتالنسبة المئوية بالنسبة

508لعدد األبيات%14728.93البسيط- 1%14328.14الطويل- 2%12925.39املتقارب- 3%458.85الكامل- 4%448.66املتدارك- 5

مجموع النسب المئوية لعدد بيتا شعريا508مجموع األبيات: %100األبيات:

-جدول إحصائي يوضح ترتيب البحور حسب النسب المئوية بالنسبة لعدد األبيات-

اين نظم قصائده محو موسى الثيف هذا اجلدول يتضح لنا أن أبامن خالل اإلحصاء الواردبعشر واليت املولدية اإلثنيت

سيطرة وهي كاأليت : (البسيط، الطويل، املتقارب ، الكامل ، املتدارك )، ومن مثة يتبني لنا من حيث استعماله يف أربع قصائد موسيقى املتقارب على مولدياته إذ استحوذ على املرتبة األوىل

ه ن أكما ،الكامل واملتدارك من كل يأيتالبسيط والطويل يف املرتبة الثانية ويف األخري يأيتمث ذلك على حسب احلالة وكان أمهل بقية البحور رغم ذيوعها وشيوعها يف الشعر العريب القدمي،

كان يصبو إىل توصيلها للمتلقي.النفسية اليت كان يعيشها وعلى حسب الفكرة اليت

:ةـاألسلوبيوظيفتهاوالمستعملةالبحورأهمخصائص-ب

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

98

: *اربـر المتقـبح2×فعولن فعولن فعولن فعولن التفعيالت التالية: ويتكون هذا البحر من

ته يف اإلحصاء وكانت نسب، 1هذا البحر معدود يف البحور املرتبة الثالثة من حيث الشيوعن ، ووصفه القرطاجاين بأ)%4.1(وياكما قدمها البحر عند الشعراءاستعمالهعلى حسب

.اوءوهو حبر موحد التفعيلة ويستعمل تاما جمز 2الم فيه حسن االطرادكالبانسيابية اإليقاع الذي ال جييده إال الشاعر املتمكن من أدواته ألن سهولته توقع وميتاز

3.يف غري توقف

سيطرة تامة من خالل وقد سيطرمحو موسى الثاين استعمله تاما يف مولدياته ،أبان بد أي)4(استحواذه على القسم األكرب من االستعمال يف نظم القصائد املولدية حبيث ورد يف أربع (قصائد مبجموع تسعة وعشرون ومائة بيتا شعريا بنسبة مئوية قدرت يف عدد القصائد بـ:

ملرتبة األوىل من )%25.39(ويف عدد األبيات بـ: )33.33%

:1محو موسى الثاينأبوومن هذا البحر قول

رتبت البحور هنا اعتمادا على ترتيبها ضمن اجلدول اإلحصائي الذي ذكرناه سابقا، ومجيع النسـب املشـار إليهـا باألرقـام *مأخوذة عن حتليل اجلداول اإلحصائية السابقة.

.86، صم5،1978، طموسيقى الشعر ، مكتبة أجنلو املصرية، القاهرة إبراهيم أنيس،1بو احلسن حازم القرطاجين،منهاج البغاء وسراج األدباء، حتقيق حممد احلبيب ابـن خوجـة، دار الكتـب املشـرقية، تـونس، أ2

.286، ص: 1966ينظر... عبد القادر أبو شريفة وحسني اليف قزق ، املرشد إىل فهم أشعار العرب ، دار الفكـر للطباعـة والنشـر والتوزيـع، 3

312م ،ص. 2000، 3عمان ط

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

99

اـهليب فـؤادي األسى يف وشب ا ـحيب ىن وألفت الن ألفت الض اـهليب فـؤادي أسى يف بل ب ا وش ـيب حن ألفنت و ضىن ض ألفت

//0/0//0 ///0/0//0/0//0/0//0/0//0/0//0/0

فعولنفعولن فعولن فعولن فعولن نفعول فعولنفعولاـوب ـص ي أن يت ل ق م ن م ع م د ل ل و ا ـوب ذ ت أن أسىي س ف نـ ل ق ح و اـ بو ـص ي ن أ يت ل ق م ن م ع م د ل ل و اـ ب و ذ ت أن أسى ي س ف نـ ل ق ق ح و //0 ///0/0//0/0//0/0//0/0//0/0//0/0//0/0

نـفعولفعولنفعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعول فسية للتعبري عن عواطفه خلق جو إيقاعي يتناسب مع احلالة الن لقد متكن الشاعر من

للوزن عالقة بالعاطفة وطبيعتها من حيث القوة واهلدوء وكذلك اجلانب أن و " وانفعاالته ال سيما ) منها، فتحولت 2(قبض) تفعيلة أصاب ال16(هذين البيتنيفقد تضمن ،"2النفسي

(فعولن) إىل (فعول) ، وقد تناسقت هذه التفاعيل يف مواقعها ضمن األبيات وقامت بعملية ألن احلالة النفسية للشاعر كانت تدعوه تارة وتثقيله تارة أخرى ،تسريع الزمن الصويت للتفاعيل

انفعاالتمما زاد من تارة أخرىالوجد واألسىفيض يفو التأمل تارة، وإىل البكاء فيه إىل " البطء والسرعة أنه جيمع بني؛ إذ صفات حبر املتقاربمن وهذا اليت تتطلب اإلسراع الشاعر

الوقت يداهم ن لبطء ألواياق يتطلب السرعة فالس . 3"مم استغالال سليما بغاية على استغالل الوقت املتبقي جربه أللتعبري عن عواطفه وهذا ما الشاعر

.356عبد احلميد حاحيات ، ابو محو موسى الزياين حياته وآثاره، ص 1جامعة األنبار، –نواف خلف فرحان، التشكيل اإليقاعي ودالالته يف شعر رشدي العامل رسالة ماجستري، كلية الرتبية 2

2005 ،27.اجلزائـــــــــر ،دط، -يـــــــــةدراســـــــــة حتليليـــــــــة تطبيق–د. صـــــــــالح يوســـــــــف عبـــــــــد القـــــــــادر،يف العـــــــــروض واإليقـــــــــاع الشـــــــــعري 3

.118، ص1996/1667

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

100

عندما الشاعر. وكأن السريع بأقصر زمن صويتبالظهور النفعاالته جمااللرشاقة ليعطي الدقة وااحلزينة والباكية فسيةيف صراع مع الزمن ليرتجم لنا حالته الشعورية والن استعمل هذا البحر كان

.ودالليا لنص بعدا إحيائيا واملتأملة احملرتقة ، وهذا قد أعطى لل:ـر الطويــبح

من أهم حبور الشعر العريب وأكثرها استعماال ، فقد هيمن على ما يقارب الثلث من الشعر ، وقال القرطاجين : إن 2)%33.53(، وكانت نسبته فيه على وجه الدقة1العريب القدمي

، فهو 3يف الشرف واحلسن وكثرة وجزه التناسب وحسن الوضعالطويل والبسيط فاقا األعاريض.4يتصف بالرصانة واجلالل يف نغماته وذبذاباته املناسبة واهلادئة

ومل يستعمل إال ، )2×(فعولن مفاعيلنمزدوج التفعيلة-اكما هو معلوم-يرد هذا البحر ، بلغ عدد قصيدة مولدية )12(من جمموع قصائد )3(بو محو موسى يف أوقد استعمله ،تاما

ومخسمائة بيت شعري مثانية) من جمموع143ومائة بيت شعري (ثالثة وأربعنياألبيات فيهاوقد ،%28.14ومن جمموع األبيات بـ:%25)، أي بنسبة مئوية قدرت يف القصائد بـ508(

ه حيتل وذلك ألن ،املولديةقصائدهر باالهتمام الكبري عند الشاعر وخاصة يف ححضي هذا الباستخداما أوسعها و يةحبور الشعر إذ يعد هذا البحر من أكرب،مكانة كبرية عند الشعراء العرب

كل بطيئا متأنيا ألن وهو عند النويهي : يقع على األذن وقعا" 1"

.59إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر، ص: 1، 1993سيد البحراوي ،العروض وإيقاع الشعر العريب حماولة انتاج معرفة علمية، اهليءة املصرية العامة للكتاب ، دط، 2

.56ص: .238أبو احلسن حازم القرطاجين ، منهاج البلغاء وسراج األدباء، 3.104، ص:1968عبد احلميد الراضي شرح حتفة اخلليل يف العروض، مطبعة العاين ، بغداد ،4هــــــ، 1413، 3صــــابر عبــــد الــــدامي ، موســــيقى الشـــــعر العــــريب بــــني الثبــــات والتطـــــور، مكتبــــة اخلنــــاجي ، القــــاهرة، ط1

.20م، ص: 1993

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

101

كان يف مرتبة وسطى من حيث هنا شطر فيه يتكون من أربعة مقاطع قصرية وعشرة طويلة، ومنه طال بتمام مساه طويال ألن قد اخلليل أن جند العمدة: السرعة بعد اعتبار زحافاته وعلله، ويف

عنده أرحب صدرا من البسيط وأطلق عنانا وألطف نغما، فهو فضال ، 2كاد تشعر به"ونغمه من اللطف حبيث خيلص إليك وأنت ال تالبحر املعتدل حقا،

عما توفره مقاطعه من مساحة إيقاعية أكرب تساعد يف التعبري عن االنفعاالت املختلفة، يقول:3الشاعر األمري أبو محو موسى الثاين

ي ـح ا ــارا للح ـ وحي ديي ـاب وباحل ـب اء الق ـقفا بـني أرج ي يـ ي ح ا ب ي ب ح ل ل ن ر ا ي د ي ي ح و ـيي ي ح ل ب و ب ا ب قـ ل اء ج ر أ ن يب ا ف ق

//0/0//0/0/0//0// /0/0/0//0 ///0/0/0//0///0/0/0نمفاعيلفعول مفاعيلنفعول ـنمفاعيلفعول مفاعيلن فعولن

ي ـم عن وسائل فدتك النـفس يف احلي ة ــورام ع ـد وسل ـوعرج على جن نف سفلحيي وعررج على جندن وسلعن ورامنت ييـ مي عن وسائل فدتكنـ

//0/0//0/0/0//0/0//0//0//0/0//0/0/0/ /0/0/ /0/0/0نـمفاعيلفعولن فعولن مفاعيلن مفاعلنفعولن مفاعيلن فعولن

نها م، ثالثة تفعيلة)16(تضم األبيات اليت مت تقطيعها وقد عمد الشاعر إىل الزحافات ليلون اإليقاع وخيلق جوا تناغميا ،(فعولن) وحتولت إىل (فعول)

إحدى الوسائل اليت تقضي على رتابة الشكل املنتظم لتعاقب "يتناسب مع الغرض الشعري فهي1"احلركات والسواكن

.46سيد البحراوي ، العروض و إيقاع الشعر العريب ، ص 2.345ميد حاحيات، املرجع السابق، ص عبد احل3. 397، ص: 1982امحد جابر عصفو، مفهوم الشعر، دراسة يف الرتاث التقدي ، املركز العريب للثقافة والعلوم، دط،1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

102

" يتخري عادة وزنا طويال كثري املقاطع يصب فيه من أشجانه ما ينفس عن حزنه ولذلك فهو2"وجزعه

ط: ـر البسيــبح، وقد قدمه 3ر من حبور املرتبة الثاينة يف الشيوع واالمتداد على مساحة الشعر القدميحهذا الب

"وهو من البحور ، 4القرطاجين على غريه من األعاريض بكثرة وجوه التناسب وحسن الوضع فيهأنه يف الوقته جيود يف التعبري على القسوة إال ن أاليت ختدم ظاهرة الشجن ، فمع

مثانية وهي:وأجزاؤهوهو اآلخر يرد مزدوج التفعيلة،5ذاته جيود يف اجلانب الشجين من اإلنسان"ومل يأت يف شعر العرب إال تاما ،ووظف منه أبو يف ،2× مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن

هلذا البحر أن له الطواعية يةمن اخلصائص املوسيقمحو موسى الثاين الزياين البسيط املخبون ، و ، وله القوة على تصوير اجلوانب االنسيابية للمعىن، ومينح نشاد، وخاصة يف جانـبه الديينعلى اإل

:7، وهو حبر ممتلئ بالغنائية ومن ذلك قول الشاعر6النفس حالة من حاالت النقاء والصفاءاـايل بالسقام هبـخيوالشوق رد ا ـاحلب اضعف جسمي فوق ما وجب

مهباليبالسقادخياوششوقردوجبا مي فوقماعفجساضباحلب/0/0//0///0/0/0/ /0///0/0/0 / /0 ///0/0/0//0// /0

مستفعلن فعلن مستفعلن فغلنفعلن مستفعلن فعلنمستفعلناـعجبوالدمع يضرمها يف القلب واوالبني أشعل نار الوجد يف كبدي

عجبافلقلب وا رمها ولبينـأش علنارل وجد يف كبدي وددمع يض

.175إبراهيم أنيس: موسيقى الشعر ، ص:2.171و 71املرحع نفسه ص: 3.238وسراج األدباء ،ص: أبو احلسن حازم القرطاجين ، منهاج اللغاء4.155م، ص: 1984،2عبده بدوي، دراسات يف النص الشعري ، دار الرفاعي بالرياض، طينظر...5.72املرجع السابق، ص: 6.371عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره، ص: 7

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

103

/0/0//0///0/0/0//0///0/0/0//0///0/0/0/ /0///0مستفعلن فعلنمستفعلن فعلن مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن

، فقد أصاب 8(و) تفعيلة 16األبيات اليت مت تقطيعها تضم (، وهذا يدل على أن الشاعر له أسلوبه اخلاص يف مراودة األوزان اخلليلية(فاعلن) وحتولت (فعلن)

دالالت من خاللهوالذي تولدتمط العام ألوزان هذا البحر عن الن اانزياحنتج عن ذلك إذ،

امل:ـر الكــبحالعربية وذلك لكثرة الناظمني فيه ، فهو "حيتل البحور الشعرية أهمر من حيعترب هذا الب

متفاعلن ستة وهي : متفاعلن وأجزاؤهوهو حبر موحد التفغيلة،1املرتبة الثانية من الشيوع"بيتا من جمموع 45لوقد نظم ع،6×متفاعلن

:2ومن ذلك قول الشاعربيتا ، وهذه النسبة قليلة جدا مقارنة بنسبة شيوعه عند العرب، 508ه ـب ح ة ار ـي ز ىـإل سر يامل م ز ع ه ـب ح ة اد ـي ى ز ل ع ب مح ال ن أ ش

ة حببهـير رإىل زيـاعزم ملسيشأن حملب ب على زيا دة حببهي /0/0/0// /0//0///0//0///0//0///0//0/ //0//0متفاعلن متفاعلن متفاعلنفاعلنمت فاعلن مت فاعلن مت

ه ـ حلططت رحلي يف مقدس تـربه ـ بر ق ب ان ـم الز ين د اع س ان ك و ل لو كانسا عدن ززمـا نبقربـهي

/0/0//0///0//0///0//0///0//0/0/0/0/ //0//0متفاعلن متفاعلن متفاعلنمتفاعلن متفاعلن متفاعلن

.63ص: وسيقى الشعر، إبراهيم أنيس موسيقى، 1.357جيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره، ص: اعبد احلميد ح2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

104

ين لـه وربـوعـيوهجـر ت خـالـيـوربوعـالنيلـهووهجرختل

///0//0/0/0//0///0/0فاعل مت فاعلن مت فاعلن مت

تسكني أياإلضمارزحاف منها )4) تفعيلة (15األبيات اليت مت تقطيعها تضم (فاعلن إىلمتـفاعلن (الثاين املتحرك فتحولت ، وأصاب تفعلة واحدة زحاف الكف ويسمى )متـ

، واملالحظ )(متفاعلن إىل متفاعلةأيضا املكفوف أي حذف السابع الساكن فتحولت التفعيلعلى طول نفس الشاعر حبيث ارتبط هذا البحر هذا البحر دل أن هو من خالل هذه املقطوعة

الزحفات جاءت لتدل على عدم ثبات عاطفة وتلك هالشاعر وطول امتزاج انفعاالتةبامتداد جتربتنم على شدة انفعال الشاعر. وذلك لجاءت متقلبة ومتغرية الشاعر

البحر المتــدارك:أيضاويسمي"الذي أمهله،اخلليلعلىبهتداركاألوسطاألخفشألن مسي باملتدارك

الوتدعلىالسببميبتقده خرج منهألن وذلكبه،التحقأياملتقاربحبرتداركألنهباملتداركضمنيكنوملفهاخرتعهاألخفشألن املخرتعأوعهده،حلداثةاحملدثيسميهمنومنهم.

علىأجزائهكلألن ؛سقاملت بعضهمالعريب، ويسميهالشعرمناخلليلاستقرأهااليتالبحور"جمموعووتدخفيفسببمنمكونمنهماكلإذاملتقاربأخو هألن والشقيقأحرف،مخسة

، 2×فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن :وهيوأجزاؤه مثانيةوجمزوءا،تامااملتداركالبحريستعمل،1قول الشاعر:كومن ذل

م د نـالة ـق ار ـف مب ين ـي ع م ـن تـ م ـول اب ـاألحب ام ـن

1

.75، ص:2012، 2011امحد جاليلي، جامعة أيب بكر بلقايد، تلمسان،

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

105

ـندمناب ولـم تنمي عيـين مبـفا رقةأحبـل نـامـ/0 /0/0 /0///0///0/0/0 ///0///0///0

لن فعلـن فعلن فعلنفعلـن فعلن فعلن فع فعـلنيـم ل أ وان ي د ـاخل ح رـ ج م ـي د ـالك ر د ـحت ع م د ـوال

عتحـد دركد ديـمي جـرحل خـددي نوا أمليوددم /0/0 // /0 / //0 /0/0/0 /0/0/0//0///0

لنفع فعلـن فعلـن فعل فعلن فعلن فعلن فعلن

ها الزحاف فلم تبقى تفعيلة كل تفعيلة )16(اليت مت تقطيعها تضماألبياتوهو حذف آخر ساكن وتسكني آخر ة القطع إىلمنها 8مثانية سليمة، حيث تعرض

منها زحاف اخلنب 7، وأصاب سبعة ن عل فـ فاعل إىلفاعلن تحولتمتحرك ، فحلق أساكن الوتد األخري و ة القطع فحذف دوتفعيلة واحفتحولت فاعلن إىل فعلن

حاف اخلنب سقوط الثاين املتحرك فتحولت فاعلن إىل فعل.ز ويرادحيققمباهاومد اللغةهذهتكثيفعلىالقدرةللشاعرومن هنا يتضح لنا أن

.الشعوريوالتدفقالصورواستخداموالعاطفةمن الفكرشحناتاللغةحتميلبالكثافة

:القافيةإيقاع -2هلا مكانة سامية يف البنية الوجه الثاين من أوجه اإليقاع الثابت، و Rimeتعد القافية

والزمة ،جزء إيقاعي بالغ األمهية يف قضية موسيقى الشعرفهي بذلك ،للفن الشعري اإليقاعيةموسيقىعنأثراتقلالوهي،العريبالشعرأركانمنركنالقافيةف"،من لوازم البناء الشعري

وصوتيةداللةحتملفهي،اجلمايلالتشكيلوالشعريللتصويرحيث أمهيتهامنالوزن

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

106

فهي الركيزة املكملة 1"الفيناألثرإحداثيفاألخرىالشعريصالن بدالالتهلا عالقةموسيقيةص بعدا دالليا الداخلية لتمنح الن لإليقاع الثابت واليت تتضافر أحيانا مع املتغريات األسلوبية

.2"يـعبـر عن حركة الذات يف النص الشعري"وإحيائيا

ـوصفت ب،3"القافية شريكة الوزن يف االختصاص بالشعر ": ن يرى ابن رشيق القريواين أو مواقفه ت استقامت جريته وحسنت ن صح وهي مواقفته. فإحوافر الشعر ؛ أي عليه جريانه واطراده

فمنهم من جعلها تشمل "؛وقد توقف العلماء طويال عند القافية وتعريفها وحتديد حروفها،4أي آخر حرف صحيح غري معتل آخر كلمة يف البيت، على حني جعلها آخرون مساوية للروي ؛

واملتحرك يف البيت، لكن الذي أكثر عليه العلماء هو أن القافية تشمل آخر ساكنني وما بينهما . 0//0/ذا الرمزهميثل أي ما.5"الذي يسبق الساكن األول ...

تكشف عن موقعها يف تشكيل األسلوب الصويت، وهلذا كانت بنية مهمة يف القصيدة العربية اواسعبوصفها

ليتجاوب معها ومن هنا تبقى عالقة يف ذاكرته ملدى طويل .األسلوبية:وظيفتهاأبي حمو موسى الثاني الزيانيشعرفيالقافية-1

الروي وهي أنواع:حرفحبركةالدارسنيخمتلفعندارتبطتالقافية:الموحدةالقافية-أ

وهي على نوعني:الروياملوحدةوهي القافية

114، ،ص 2007، دط ، 1لسد ،الشعرية العربية ،ديوان املطبوعات ، ج نور الدين ا1

علوي اهلامشي، السكون واملتحرك، دراسة يف البنية واألسلوب، جتربة الشعر املعاصر يف البحرين أمنوذجا، منشورات إحتاد 2.309،ص1995كتاب وأدباء اإلمارات،

.132احلسن القريواين ، العمدة يف نقد الشعر، صابن رشيق أبو3.271أبو احلسن حازم القرطاجين ، منهاج البلغاء وسراج األدباء، ص 4.43رمضان صادق ، املرجع السابق ، ص5

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

107

: وهي ما كان رويها غري موصول أي إذا كان الروي ساكنا، وهي ثالثة قافية مقيدة-1بتأسيس.مقيد و قيد بردف، مضرب مقيد جمرد، أ

حد أربعة أحرف (الياء الواو،األلف، أهي ما كان رويها موصوال والوصل قافية مطلقة: -2إما فتحة أو . أي ما كانت حركت رويها 1واهلاء)، ينفرد كل واحد منها بالقصيدة حىت تكمل

ضمة أو كسرة وعندما توصل إما توصل بألف أو واو أو كسرة على حسب احلركة اإلعرابية حلرف الروي، واملطلق ستة أضرب:مطلق جمرد، مطلق خبروج، مطلق بردف، مطلق بردف

وخروج، مطلق بتأسيس، مطلق بتأسيس وخروج.على القافية املطلقة وأخذنا حنن منها وقد نظم أبو محو موسى الثاين الزياين مجيع مولدياته

قصائد للدراسة يف هذا اجلزء وتركنا قصيدتني لندرسها الحقا يف اجلزء املخصص 10عشرة لدراسة القافية املتنوعة هي موضحة يف اجلدول اآليت:

6جدول رقم

القافية المطلقة وحركاتهاالقصائـــدالكسرةنام األحباب ومل تنم

الكسرةبني أرجاء القبابقفاالفتحةمشوق تزيا بالغرام

، 1و حسن حممـود نـور الـدين، الـدليل إىل البالعـة وعـروض اخلليـل،دار العلـوم العربيـة، بـريوت لبنـان،طعلي مجيل سلوم1.235ص:1990

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

108

الفتحةهوينــا الظبــاالكسرةيا من جييب ندى املضطر

الفتحةألفــت الضــىنالفتحةاحلب أضعف جسمي

الكسرةقفـــا خبــراينالفتحةأال ما لصب مشوق

الفتحةخليلي قد بان احلبيب

قصائد 6الفتحة غلبت على أغلب قصائده حيث جاءت وما يالحظ يف هذا اجلدول أن فيما جاءت من عدد القصائد العشر ،%60قصائد أي ما يعادل 10بروي مفتوح من أصل

أما ،%40قصائد أي ما يعادل نسبة أما 10يف أربع قصائد فقط من أصل الكسرة إال داللة خاصة ترتجم على حسب نفسية الضمة غابت متاما يف قصائده املولدية. إن حلركة الروي

لذلك 1الشاعر، فحركة الروي تفسر أحيانا نفسية الشاعر وتعلن عن طبيعته ومزاجه يف احلياة،ية مرتبطة سأعطى العرب أمهية قصوى حلركة الروي وجعلها الباحثني رموز حتمل دالالت نف

قة ، وتوحي الكسرة تكثر يف اللني والر باحلالة الشعورية للشاعر وبناء على ذلك ذهبوا إىل أن باالنكسار واألمل ، وتأيت بعدها الفتحة والسكون من حيث مالءمتها للحال نفسها ، أما

، ومن هنا كان 1لذلك ميل إليها شعراء الفخامةالضمة فتكثر يف القوة والفخامة والثورة والشدة،لزياين ، وذلك ملالءمته وشخصيته الشعرية اليت أليب محو موسى االروي املفتوح واملكسور مناسبا

. 161موسيقى الشعر بني الثبات والتطور، ص: صابر عبد الديام،1، 3حركــات الــروي العــريب يف الشــعر العريب،جملــة أحبــاث الريمــوك، سلســلة اآلداب أبــو الفــراس النطــايف، ،1

.51. ، ص 1985، 1ددالع

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

109

تقوم على التدفق العاطفي احلزين احملرتق بآهات األمل واالنكسار والعذاب والتذلل الذي رافقه يف جتربته الدينية.

مشوق ومن القصائد اليت نظمها أبو محو موسى الثاين الزياين على القافية املطلقة قصيدة ":2اليت يقول فيها الشاعرو تزايا بالغرام"

مشوق تزيا بالغرام وشاحـا مىت جـرى ذكر األحبة باحــابه أشجانـه وهـو صابـر ويـبدي اشتياقـا زفـرة ونـواحـا تـعذ

يد اهلـوى أسري لديكـم ال يريـد سراحـاحمب مشوق قـيدته عذايب صالح يف رضاكم فإنكم رأي◌مت صدودي يف الغرـام صالحا

رميتم بأكبادي سهـام نـواكـم وأودعتم قـلـيب أسـى وجراحـا

الشاعر عمد إىل نالحظ أن مشوق تزيا بالغراممن خالل هذه املقطوعة من قصيدة الذي تبع حركة حرف الروي أي حرف رف املد القافية املطلقة وجاءت موصولة حباستعمال

متحرك واملتمثل يف األلف اليت (الباء) املفتوح وجاءت مردوفة حبيث فصل بني ساكنيها فاصالجراحا) ،صالحا،سبقت حرف الروي وقد جندها يف الكلمات التالية: (نـواحا ،باحـا ،سراحـا

والضعف ،أما يف القصيدة "والفتحة يف هذه املقطوعة من القصيدة أعطت داللة احلزن واألمل :1" اليت يقول فيها الشاعرقفـا خبـراني

راين عن رسوم نـواهـج وعن معلمات طيبات األرائـج قفا خبـ مالـج وعن أرض جند والعذيب وبارق وال ختبـراين عن ذوات الد

واستعن على قطع أسباب النـوى باللواعج وجوبا يف الفيايف واملهامه

.352عبد احلميد حاجيات ، أبو محو موسى الزياين ، ص:2.375املرجع السابق، ص: 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

110

وعوجا بـوادي الطلح من أرض رامة وزفا اهلوادي عند رملـة عالـج ه املقطوعة من القصيدة جاءت مطلقة برويها املتحرك جاءت موصولة واليت ذفالقافية يف ه

الدماجلي، لت يف الكلمات التالية : (الرائج الرائجي، الدماجل جتالواعجي،عاجل عاجلي).جاءت حركة القافية مكسورة والكسرة تدل واعجل ال

عن والبحثوالذنوب واملغرياتعلى اخلضوع واالنكسار والتذلل ورفض الواقع املليء باملعاصي الكسرةبهتتسمماالصالح والفالح يف الدنيا واآلخرة اليت تكتمل فيها السعادة األبدية إذ أن "

بني االتصالالتوسطحالةإىليشريماالنطقياجلهازداخلالبيولوجيالصعيدعلىتوسطمن" فيهاملرغوبو احملسوسغريالروحيالعاملحنوامليلو،عنهاملرغوباحملسوساملفروضبالعامل

فسية اليت جاءت منكسرة لبعد احلبيب حممد صلى فالكسرة هنا تالءمت وحالة الشاعر الن 2وزيارة قربه والبقاء يف املكان املقدس بتواجد املصطفى صلى اهللا عليه اهللا عليه وسلم وشوقه لرؤياه

وسلم فيه واخلضوع هللا سبحانه وتعاىل والتذلل لتقرب إليه وطلب الشفاعة ورجاء املغفرة والفوز يف اآلخرة. تئناليتنفسهحلالالشاعروصفالقافية املطلقة يفاستخداميفاألسلوبيةالوظيفةوتتجلى

ا بسبب احلب واهلوى ، وحرقته وشوقه إىل حمبوبه املصطفى صلى اهللا عليه وسلم، وغربته عذاب

يب لتوبة وحب الن يف اجلنة والوصول إليها يتطلب اهارة واليت ال تكون إال فاء والط قاء والص عامل الن ه جزء من حمبة اهللا سبحانه وتعاىل وطاعته. شفع به ألن والت

لقافية المتنوعة: ا-ب

.47مضان صادق ، شعر عمر بن الفارض دراسة أسلوبية، ص ر 2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

111

لقد عمد أبو محو موسى الثاين الزياين إىل استخدام أساليب خمتلفة يف نظم قصائده املولديةومن هذه األساليب التنويع يف القوايف واليت متثلت يف نظام التخميس ،وال جند يف قصائده

املولدية إال قصيدتني بنامها على نظم التخميس .:التخميــس

مخسةعلىكانما: الشعرمنسواملخم " التخميس أو املخمس يعرفه ابن منظور بقوله :املخمس،فهوالقوايفاختلطتإذا: أبو إسحاقوقال. العروضوضعيفذلكوليسأجزاءيأيتأن، وهو1"خامسا هلمكان: مخساومخسهم خيمسهمأركان،مخسةلهأيخممسوشيءيتمأنإىلكذلكقافية غريهاعلىيفأخرىخبمسةمث،قافيةعلىأقسمةخبمسةالشاعر

.2القصيدة

:نوعانوالتخميس.عندهمنأشطارا كلهااخلمسةالشاعرينظم: األولوعالن يف1-إىل عندهمنأشطرثالثةإضافةأساسعلىختميسهالشاعريبين: الثاينوعالن يف2-

.3لغريهثانيةقصيدةمنشطرين،هـ762" سنة نزلتم من فؤادي منزال حسنا"ياين نظم قصيدتيهالز محو موسىأبووالشاعر

مستثمرا بذلك وع األول من التخميسهـ على الن 764سنةدموعي"ذرفت لتذكار العقيق و"ظام املوحد للقافية. الطاقات اإليقاعية استثمارا موفقا بتكسريه تراتبية الن

:1"وهي من البسيط يقولنزلتم من فؤادي منزال حسنا"فنجده يف قصيدته

80،ص7، مادة خامس، ج 2003، 1ابن منظور، لسان العرب،دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان، ط1180، ص1،ج 1981ابن رشيق ، العمدة ، دار اجليل ببنشر والتوزيع، دط، 2.51م، ص 1971، 1ياسني األيويب، صفي الدين احللي: دار الكتاب اللبناين، بريوت، ط3

.349عبد احلميد حاجيات ، أبو محو موسى الزياين ، ص: 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

112

قطعتم القلب بالتربيح و الوصـب ب ال وال سبـب هجرمت دون ذن )1(هجرمتو دونذن بن ال وال سبـنب قطعتم ل قـلببت تربيح ول وصـيب

/ /0//0/0/ /0/0/0//0///0//0/ /0/0//0/0/0/ /0///0مفاعلن فاعلن مستفعلن فعلـنمفاعلن فاعلن مستفعلن فعلـن

فظل◌ت من حر نار الشوق يف هلـب أعاتب الدهر فيما جر من نـوب فظلتمن حرر نار ششوقفي هلنب أعاتبد دهر يف ما جرر من نـويب

//0/ /0/0/ /0 /0/0/ /0///0//0//0/0//0/0/0//0///0مستفعلـن فعلن مفاعلن فاعلن مستفعلن فعلنمفاعلن فاعلن

وى زمنـاـي بالن ـ ت قـلبـيا دهر أفجع نـوى زمنـا يا دهرأف جعتـقل يب بنـ

/0/0/ /0/0/ /0/0/0//0///0نـمستفعلن فاعلن مستفعلن فعل

تم أبـدا وال رضيت سواكم يف اهلوى أحـدا) 2( لـو أنصف الدهر ما فارقـتم أبـدا وال رضي ت سواكم فلـ هوى أحـدالـو أنصفد دهر ما فارقـ

/0/0//0/0//0/0/0/0///0//0//0///0/0/0//0///0مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن مفاعلن فعلن مستفعلن فعلن

را وال جلـدا والنـوم عن مقليت من بـعدكم شـردامل يـبق يل بـعدكم صبـقلي بـعدكم صربنوال جلـدا ونـنـومعن مقليت منبـعدكم شـردا مل يـبـ

/0/0//0/0//0/0/0//0///0/0/0/ /0/0//0/0/0//0///0فاعلن مستفعلن فعلنمستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن مستفعلن

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

113

وقد حرمت لذيـذ العيـش والونساوقد حرم تـلذي ذلعيـشول ونسا

//0//0///0/0/0/ /0///0مفاعلن فعلن مستفعلن فعلن

أن حنياملخمسات يفكليفتتفقاخلامسالشطرقافيةأن املخمسهذاعلىيالحظيفالشأنهواآلخر كماالبعضعنوختتلفبعضهايفتتفقسخمم كليفاألربعةاألشطارالثاين، وكذلك نالحظ أن من خالل هذه األبيات اليت جاءت على البحر واألولاملخمس

البسيط دخول زحاف اخلنب الذي هو سقوط الثاين املتحرك من التفعيلة، وهي موضحة كاآليت:7جدول رقم

ما لحقها من تغيرأصل التفعيلةمستفعلن

/0/0/0/فاعلن

/0/0/

متفعلن وترد إىل مفاعلن

//0//0//0//0

فعلن///0

وهوآخر،إىلشطرمنمتفاوتبشكلاملخمسةهذهأشطرمعظمالزحافهذافقد مس ص اإليقاعي للن سقالن فأثرىاملوسيقيشكلهعلىانعكسمااألصليةالتفعيلةبنيةغري زحاف

.ملمحا أسلوبيا يزيد من ثراء النصبهشكلو هكل روي:ـرف الـح

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

114

تسمى، فيقال بهحرف الروي أهم حروف القافية، إذ تبىن عليه القصيدة ومن املعلوم أن مسافاتعلىتكرارهخاللمنالقيمة اإليقاعيةالروي وحيقق،1قصيدة دالية أو رائية أو المية

مننفسهالعددبعددإيقاعيةضربةاملتلقي ينتظرفكأنالبيت،اليتاحلركاتهيثابتةالبعضمنتواتراأكثراحلروفبعضالعريبللشعرالدارس، ويلفى2بيتكل يفالتفعيالت

يفورودنسبةأعلىتسجلالدال،و،الالمامليم،الراء،النون:احلروفمثال أنفنجداآلخر.3من غريهاالعريبالشعرتنحيةبعد-روياأيب محو موسى الثاين احلروفالستخدامالعددياإلحصاءأسفروقد

:اآلتيةاألرقامعلى–املتعددالرويذاتالقصائد

د . زهري غازي زاهد وهالل ناجي ، دار اجليل ، حتقيقيف العروض والقوايفاجلامعأبو احلسن العروضي،ينظر... 1.1/1996.266بريوت، ط

.46أماين سليمان داود، األسلوبية والصوفية، ص 2

.137حممود السعران ،البنية اإليقاعية يف شعر شوقي،ص 3

عدد الرويالقصائد

عدد األبيات

النسبة المئوية%بالنسبة

12لعدد القصائد

النسبة المئوية% بالنسبة لعدد

508األبيات

نسبة شيوعه في الرتبةالشعر العربي

شائع بكثرة1%32.87%416733.33الباءمتوسط الشيوع2%13.77%27016.66الجيم

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

115

8جدول رقم الشاعر أيب محو موسى الزياين قد استعمل حروف فمن خالل هذا اجلدول يتضح لنا أن

واضحة عن بعض، فقد احتل وي بنسب متفاوتة وذلك عندما كان يسود بعضها سيادة الر من عدد القصائد ،و مث يليه حرف %33.33املرتبة األوىل يف مولدياته بنسبة )الباء(حرف

وقد اشرتك حرفمن عدد القصائد%16.66بنسبة املرتبة الثانية◌◌ الذي احتل)اجليم(

تلفت هذه احلروف اخ. وقد %8.33احلاء ، وامليم، والياء، والدال) يف املرتبة األخرية بنسبة (زمن خالل هذه النسب حاولنا أن الال من حيث نسبة شيوعها عند العرب من حيث االستعم

سب واختالفها من حيث استعمال الشاعر لبعض وت هذه الن انقوم بتمثيل بياين يوضح تف:كحروف روياحلروف

%100النسبة المئوية

3533.33%

30

25

متوسط الشيوع4%7.87%1408.33الحاء

شائع بكثرة3%8.66%1448.33الميممتوسط الشيوع4%%7.87%1408.33الياء

شائع بكثرة5%6.10%1318.33الدال

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

116

16.66%20

158.33%8.33%8.33%8.33%

10

نسبـة استعمـال الحـروف كـروي فـي المـولديات

العناصر اإليقاعية واملوسيقية يف الشعر العريب ال تقتصر على جمرد الوزن والقافية والروي فحسب، بل هناك عناصر أخرى تتعدى التفعيالت العروضية وما يعرتيها من زحفات وعلل، إىل

باإليقاعات املنسجمة والرتنيمات ، ومتمرس موسيقي نام س حجوانب ذوقية يدركها من كان ذا أي دراسة إيقاعية تكتفي مبقاربة مجاليات الوزن والعروض ن أو 1املعربة ، واألنغام األصلية،

بقى ناقصة ما مل تتبني احلركة اإليقاعية الداخلية ، املؤثرة يف نشاط اإليقاع اخلارجي تالشعريني

،دار الفكــر للطباعــة والتوزيــع والنشــر، دمشــق ، ســورية، أمحــد رجــائي ، أوزان األحلــان بلغــة العــروض وتــوائم مــن القــريض1.14ص1999، 1ط

عدد 6الحروف

حرف الباء1

حرفالجيم

2

حرفالميم

3

حرفالحاء

3

حرفالياء3

حرفالدال

3

عدد األبيات3140444070167

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

117

اقه اخلاص الذي يغري تأثري الوزن العروضي الواحد 2يف القصائد املختلفة.

:ةـقى الداخليـالموسيفسية من املستوى إىل تبيان معاملهذافيهد

غم واملوسيقىبنيتها الل خالل تفكيكعري ، وإذا كان اإليقاع اخلارجي هو كل ما ص الش ه يتعلق باإليقاع الداخلي للن ن أكما ،الداخلية

اإليقاع الداخلي هو ذاك اإليقاع الذي يسيطر ، فإن ةوالذي يقوم أساسا على انسجام القيم الصوتية على الصياغة الداخلية للخطاب الشعري ،

.زئبقية ال يقبض عليهاو من الوزن ، منسرحة وأعذب الباطنية ، فتغدوا أرحب

املقدرة الشعرية للمبدع ال تنحصر يف زاوية ما، بل تتسع أمامها السبل، ومن هذه السبل إن إىل عدد من الدالالت يشريوفق نظام صويت معنيعلىاملتغريات اإليقاعية اليت تنساقمظاهر جتلي اإليقاع الداخلي هو منطوق اللغة بوجه فمن1،السطحية والعميقة يف القصيدة

و عام، فاألصوات اللغوية إيقاعية بالقوة، وهي إيقاعية بالفعل إذا انتظمت يف وحدات ،اإليقاع ، فالسلسلة الكالمية ص انتظاما وتوزيعا صوتيا ينتج ا يف الن هحايثت يف انتظامها وتوزيع

ةص ذات وجهني : وجه للوظيفة الفيزيائييف الن والوحدات ،

، 1ابتســـام امحـــد محـــدان ،األســـس اجلماليـــة لإليقـــاع البالغـــي يف العصـــر العباســـي،دار القلـــم العـــريب، حلـــب ، ســـورية ط2.14. ص1667

اإلسكندرية، ،، دار الوفاء ، حنو نسق منهجي لدراسة النص الشعري من الصوت إىل النصمراد عبد الرمحن،ينظر..1.2/2002،67ط

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

118

رتكيز على النظم اإليقاعية اليت من الومن هنا ال بد 2الصوتية الصائتة ، والوحدات الدالة.أبرز تلك النظم من ص الشعري، و شكلت مالمح أسلوبية ذات مسات داللية يف سياق الن

اإليقاعية:

:)La Répétition(التكرار-1،ص الشعري ، وعلى وجه اخلصوص اجلانب اإليقاعي منهللتكرار أمهية كبرية يف دراسة الن

الشعراء إىل ظاهرة والدليل على ذلك كثرة الدراسات اليت تناولته بالرصد والتحليل ، وقد التفتص الشعري حيفل باإليقاعات املنوعة ، خالل إعادة وحدات صوتية معينة جتعل الن التكرار من

والكلمات والرتاكيب ليس األصواتتكرار ن وأل3اليت تغين اجلانب اإلحيائي والتعبريي فيه ."أو"حمسن معنوي"أو" شرط كمال"ه ية لكن لنوية والتداو عضروريا لتؤدي اجلمل وظيفتها امل

يشبهه من أنواع التكرار يقوم بدور كبري يف اخلطاب الشعري أو ما ن إ، ومع ذلك ف"لعب لغوي4قناعية.اخلطاب األخرى اإل

:لغةالتكرارد مـرة بعـإعـادةالشـيءر ر كـبـالتكرار، والتكريـر: اإلطنـاب"وهو 1"عادأو ردد إذار كر "مصدر

ر من مرة.ثكأالشيءإعادةهو رراكالتأن أي 2عليه"رددتهإذايه احلديث، لرت ع، وكر أخرى

ينظر ...خمتار حبار، الشعر الصويف اجلزائري القدمي يف اجلزائر إيقاعه ومجاليته، منشورات خمترب اخلطاب األديب اجلزائر، 2.42، ص2،2010جامعة وهران، ط

.75أماين سليمان داود ،الشعر الصويف دراسة أسلوبية، ص 3.39ينظر... املرجع نفسه، ص 4، 5-لسان العرب-ابن منظور1

135ص ، ص 2000بريوت لبنان دط -أمحد مطلوب، معجم املصطلحات البالغية وتطورها ، مكتبة لبنان ناشرون2

410

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

119

: أما اصطالحا،3"متعددةمواضعأوآخىها ومعناها يف موضع ظإعادة ذكر كلمة أو عبارة بلف"فرياد به

ولعل أقدم من نبه على أسلوب التكرار وتنوع صيغه وتعدد مراميه هو اجلاحظ الذي قال : أوحرفترديدهوفالتكرار، وعليه 4"انه ليس فيه حد يـنتهي إليه ، وال يؤتى على وصفه"

تتعدىالشعريفاملكررةفالصورة".تبليغهاملعىن املرادعلىوالتأكيدللداللةعبارةأولفظةاآخر شيئاالصورة املكررةيفنقرأحيثللتكرار،خضوعهامبجردثانيةداللةإىلاألوىلالداللة

1،القارئنفسيفأثر الصورةتعميقواإلحياءعمليةيفيسهمالتكراروهذا،سبقالذيغري

فاألذن تنجذب إىل التكرارات الصوتية قبل أن يتدبر اإلدراك أمر معانيها ، وبذلك جيذب .2التكرار االنتباه إىل املدلول عن طريق اإليقاع نفسه

منالشاعرمقصودة،يسعىهياملعاين، وإضافةيفكبريبقدرالتكرارظاهرةتساهماألموركليفالثوابتموسيقي،وإيقاعوفقاملعاين،فتتصاعد،املفاهيمتطويرإىلخالهلاهويكونقدثابتشيءإىليشريالتكرارفإنذلك،و عليهعنفتختلفاملتغرياتأماتتكررالنفسي والتكرار اإليقاعي يف مولديات أيب محو والفكري البعدإلدراكمفتاحاأوالنصحمور

موسى الثاين يكمن حصره يف ثالثة أقسام رئيسية:

:الصوت المفردتكرار-أ

، ص 2002، 1ان الصباغ، يف نقد الشعر العريب املعاصر، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية،ط رمض3211

للطباعة أبو عثمان عمرو بن اجلاحظ البيان والتبني، حتقيق وشرح عبد السالم حممد هارون ،مكتبة اخلاجني4.105، ص1985هـ/51405والنشر والتوزيع القاهرة ط

، 1،طمهةمنوذجا،مطبعةالشباب،شعراملعاصراجلزائريالشعريفاألسلوبيةالبنيات،هيمةعبد احلميد146،ص1998

. 153، ص 2010، 1حممد شكر قاسم ، البنية اإليقاعية يف الشعر اجلوهري ، دار دجلة ، طمقداد2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

120

يعترب الصوت املفرد هو أصغر قيمة صوتية اليت تسهم يف إثراء اإليقاع الداخلي، حبيث أن قيمة الصوت تظهر من ذاته ومن تردده وكذلك يف انسجامه مع أصوات أخرى.وهذا يعتمد على

ورتبها بطريقة حتيل إىل الشعور الذي يريد براعة الشاعر ومدى وعيه باألصوات اليت انتقاهافيماقيمتهتتجلىبل،كاملةموسيقيةقيمةذايكونالاملفردالصوتإنإيصاله وإثارته . "

.3النص"مضمونفهمعلىاملتلقيتساعدموقعهيفمن داللةينتجهإن الصوت املفرد يعىن عناية كربى بظاهرة التكرار اليت تزيد من قيمة الرتكيب الصويت وهذا

جهرا أو مهسا –يكون على حسب اإليقاع الذي يتولد منه وكذلك على حسب صفته الفيزيائية ومن مثة يتفجر إيقاع من القصيدة ليتجاوب وحالة الشاعر الشعورية والذي يثري –أو شدة ولني

برز الظواهر األسلوبية املتميزة أال املتلقي بصفة رهيبة ولذلك فإن التكرار الصويت يعترب من انفعاليت سيطرت على مولديات أيب محو موسى.

ص الشعري ، يعد تكرار احلروف املنطلق األول يف اإليقاع املتحرك الذي يرتكب منه الن ، إمنا يريد أن يؤكد حالة إيقاعية أو بريو فالشاعر حينما يكرر صوتا بعينه أو أصواتا جمتمعة

، وشواهد ذلك يف املولديات 1منطقة من مناطق النص بنسيج إيقاعي يوفر إمتاعا آلذان املتلقنيوصل عدد حيثبصورة متميزة والظاهرامليمكثرية، من ذلك تكراره لصوتأيب محو موسى

44مرة من عدد األبيات اليت بلغ عددها 132" نام األحباب ولم نتمتكراره يف قصيدة : "

وقد كانت متاماثلة مع للمولديات اإلمجايلمن العدد %25.98أي ما يعادل نسبة بيتالبيت مضافة إىل ما يتكرر يف القافية جتعل البيت " فاألصوات اليت تتكرر يف حشورف الروي،ح

أشبه بفاصلة موسيقية

شريف سعد اجليار ، شعر إبراهيم ناجي دراسة أسلوبية بينائية ، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، د ط، 3.133، ص2008

. 153مقداد حممد شكر قاسم، املرجع السابق، ص 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

121

حبيث مل غري منتظم قصيدته حرف امليم ل الشاعر يف اوقد استعم، "2فيها املهارة واملقدرة الفنية:3ثال على ذلك قول الشاعرمو تكن متساوية يف عدد التكرارات بكل شطر

م ـد الن ة ع ار ص ـــي مب ن ي ع ـــم ن تـ نام األحبـاب ومل 1ـيم ل ين فوا أ د اخل ح ــر ج مي الد ك ر ـــد حت ـع م والد 2يـرم ـم ل فـ ب ل الق ـت ي ه ونـ ت ر ج د ز ا ا م ف س ف النـ ت ر ج ز و 3م ـر اهل ن م ب ي الش ـول ل ح و اىف و ــد ق ل يـب الش ير د ون 4م ـــر ص املن◌ ــر م ع ل آه ل ام ــــر ص ن م ىل و تـ ر م والع 5

:1وكذلك قوله م رـ باحل رهيـن ــب ل والق ـف ن د ـان س م ل ت ي ب م س ج 36ـم ه ل ج أ ن ـا م ر يـ س ـع ط س أ فلم ـري اخللق ـي أم وألن 37الـدهـم ـنت الف ربـالغ ب دت س ف ا أ م ـح صل ت أ فأقم 38م ج ع الع ـم ب رـ الع ع ـيف ش ل كتئب م ة ــالرس وبعثت 39م ـبالذم ي ـوف ر ـن خيـم ا ـزهجوائ احلشر و يف أرج 40أو القلم اس ـقرطـالوض ـع ي ـقدم ل اعم ي إن مل ندم 41

مرة فقد تكرر يف األبيات السابقةامليمالبنية الصوتية للمقطوعة تقوم على تكرار صوتإن و(امليم) حرف أبيات القصيدة،وال جند له أي غياب يف كل جمانسا حرف الروي ) مرة39(

شفوي ويتم ، وامليم حرف رو ي القصيدة، وبتكرارها يف أشطر األبيات شكل جتانس صويت

.45يم أنيس، موسيقى الشعر، ، صإبراه2.341عبد احلميد حاجيات ، أبو محو موسى الثاين حياته وآثاره ، ص 3.343/344، ص نفسهاملرجع1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

122

2النطق به عن طريق قفل الشفتني مع إنزال الطبق اللني ليسمح للهواء باملرور من جتويف األنف

)29(بعدد مرة مكسورا واستعمله الشاعر والبكاءواجلهر باحلزنللشكوىفهو بذلك األنسبيـرم ،ألمـي ،الدمي ،النـدم ،تـنـــم (وقد جنده يف الكلمات التالية : مرة يف األبيات السابق ذكرها

العجم، من، ندمي قدمي ،، الـدهـم أجلهـم ،من،احلرم ،جسمي،املن◌صـــرم ،اهلـرم ،من ،العمر ، ،مل، الدمـع، مل (مرات يف األبيات السابقة مثال : 10بعددمرة ساكناو القلم...)

وهو مالئم جدا فالسكون يدل على الكتم،منصــــرما ، للعمــر ، بتلمسـان، مل، أقمت ،مل)، وكأن إىل اهللا سبحانه وتعاىلالتذللأيوالكسرة تدل على االنكسار والتذللللبكاء الداخلي

لحزنه زنه إىل حد الصراخ ومرات يكتم الشاعر كان مرات جيهر حبمد رسول بذكر حما عى واملغفرة متشفالرضاهللا سبحانه وتعاىل راجيا،فنجده حيصر نفسه بالندم

نوعا من االنسجام حدثأ)امليم(لصوتوهذا التكرار.وهو خري الشافعني يوم القيامةاهللااحلالة الشعورية احلزينة اليت كان يعيشها الشاعر من علىاإليقاعي وااللتحام الصويت الدال

وشدة حبه له موسلهعلياهللاىصلاملصطفىناجم عن اشتياقه لزيارة النيب وانكساروأملمعاناة واليتكامل الص إىل الن إشعاعات كامنة وصلت جبماليةفجراجلو القصيدة اخلارجي حبيث مع

.الشعرية واإلحيائيةبلغت به إىل حد إلثراء اإليقاع، وكان استخدامه هلا مولدياته حروفا معينة يف محو موسى أبولقد استخدم بنيةحرفا من أكانالفتة النظر سواء الذي شكل ظاهرة)النون(صوتفمثال بصورة متفاوتة ،

اليت الطاقات النغمية راجع إىلكناشئا من ظاهرة النتوين اليت تلحق الكلمة، وذلأمالكلمة

.315، ص 1997هـ/1418امحد خمتار عمر ، دراسة الصوت اللغوي ، عامل الكتاب، القاهرة ، دط، 2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

123

ما يعادل نسبة أيمرة ) 71(تكرر يف القصيدة السابقة وقد الصوت،:1ال يف قولهثم،من العدد اإلمجايل للمولديات13.97%

م رـ ت ج م و ل ـ ف الع ب ن ـن ام ـف ت ـم ظ ع د ـي ق ـ وبن ذ ا رب ي 9يـيم ش ن م ك ق وح ب ـن الذ ن إو ك ـن م يـهل أو ف ـالع ف 10م د ـاخل ن ع و ـف الع ىل و م ـن الأ وش ب ن الذ وك ـل امل ن أ ـش 11

م ــل األ ن م د ـش ا ف و ـواخل ف رـ ت ع م يـوب ن ذ ي ب ـن إ 12م ــص ع ن ـي م ـوب ن ذ ب يل ام ين م ص ع تـ م ـل إذا يا رب 13

نفي يتم النطق به عن طريق اتصال اللسان باللثة اتصاال حمكما مينع مرور أحرف)لنونا(له طاقات نغمية )والنون(، 1اهلواء وختفيض الطبق اللني ليسمح مبرور اهلواء من جتويف األنف

ذاقة لالبكما يصفونه 2،الغنةال تنفك عنه صوت اغن بأنهيصفونه األصواتعالية ، فعلماء نة بأنهالعالء املعري أبووقد نعته 3اليت هي اخلفة والسالسة على اللسان، وأطلق،احلروفقـيـ

سبة يف هذه القصيدة الصوت بتلك الن اتكرار هذن إ، و 4"تسمية "احلرف النـواحأخرعليه احدواضحا من خالل دالالت (االشتياق بدان الذي ز تنفيس عن انفعال احلإىلقصد به الشاعر

واليت نفس الشاعر املمزقةواليت عربت عن الذنب... )،الندم،والدمع ،والسقم ،والفناء،

.342أبو محو موسى الثاين حياته وآثاره ، ص عبد احلميد حاجيات ،1.316امحد خمتار عمر ، دراسة الصوت اللغوي ،ص 1، 2002هـ/21423

.129ص فية، منشورات اللجنة األردنية للتعريب والرتمجة والنشر ، رسائل أيب العالء املعري، شرح وحتقيق : عبد الكرمي خا3

395م، ص 1979هـ/1399عمان ، دط، .10رجاء عيد ،التجديد املوسيقي يف الشعر العريب، منشأة دار املعارف، اإلسكندرية، مصر، دط، دت، ص 4

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

124

وكأن التكرار يبلع الكرميرسولهبشفاعةعز وجل والفوزاهللامنبنيل املغفرةالعزاءهلايلتمس

قفا بين أرجاء اهلاء يف قصيدته "صوتاليت كررها الشاعر يف مولدياته هي األصواتومن :5ومثال على ذلك يف قول الشاعر"القباب

ي ــاحل ت للمي ث ار ف ي حي و وت مي ى و ـاهل ب ب ذ ع ىن امل ض امل ك ل ذ ل وق 3ي و ر ـرب م ـغأ و ـه ي فـ ديث ح و ر و ي ـابتب ص ط ر ي وفـ د ج و م هل ث وب 4ي ـم حم ق و الش ن م ر ى مج ل ع يب ل قـ و ى و ـي اهل ـن ف ع ض ي ي و ق و ش ين ب ذ ع يـ 5يود ـع ن و ل م ه ب ح يف ت غ ب ص د ق و ىو ة اهل ح و د يف م ق الس اب ي ث ت س ب ل 6ي ز ن ـم ة ب ـ حامل ي ى ز و ـس ايل م ف م ـواه و اهل ل ه أ يف ت ي ل حت 7ي ر س ن ب ـأو قض ان لب اات ر ج ى ش ل ع م ه ض ر أ ات م ي س ا هبت ن ذ إ ت ر ص و 8

من العدد اإلمجايل %10بيت 44أصلمن مرة)52()اهلاء(صوتتكرر وقد، للمولديات

وعند النطق به يظل املزمار منبسط دون أن يتحرك الوتران الصوتيان ، ،1مع احتكاك استمراريإن للهاء .2ولكن اندفاع اهلواء حيدث نوعا من احلفيف يسمع يف أقصى احللق أو داخل املزمار

كما أن له وقعا موسيقيا تستأنس به األذن وذلك بكونه ينم عن اهلدوء املرتبط بعمق النفسوالذي ينم عن الرسول أكثر من مرة ضمري يعود على غائب)اهلاء(ولقد وردت داللة اهلمس

يرد اليت ال فسية محل دالالت أخرى توحي على معانات الشاعر الن قد صلى اهللا عليه وسلم

.345ص عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره5.319امحد خمتار عمر ، دراسة الصوت اللغوي، ص1.88إبراهيم أنيس ، األصوات اللغوية ، ص2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

125

ية نفسعلىالقاسيقعهو وديع التمرارةالناجم عن بالتأوهترتبطالشاعر.مرة أي ما )39(يف هذه القصيدة وقد كرره)احلاء(صوتمع )اهلاء(صوتصحبوقد أ

أنرغم بصوت اهلاءلتعزيز النطق وذلكمن عدد القصائد اإلمجايل%7.67يقارب نسبة عن طريق تقريب جذر اللسان من اجلدار ينتج )احلاء(حرفن أل؛ يف املخرج خيتلفاناحلرفني

مع حدوث احتكاك يعين انه استمراري وهو حرف اخللفي للحلق، بصورة تسمح مبرور اهلواء عسر أسبابجهد وقد ارجع الدارسون إىلجيتاحعسري النطق أي انه )احلاء(وحرف3،مهموس

إىلصوت حيتاج )احلاء(وعند النطق بالصوت ، املبذولالعضلياجلهد أمههاعوامل إىلالنطق به احلروفانه من تأكدأيضاذلك انه يتصف بالرخاوة واهلمس إىلفإذا أضيفهذا اجلهد ،

املتلقيةالذاتيدفعامثري إيقاعايرسم)احلاء()اهلاء(وهذا االمتزاج بني حرف 1ى مشقة الشاعر لعليدل إال عن شيئدلإنوهذا .الشعريةالتجربةهذهمعاالندماجإىل

رؤية ديارهم شاكيا احلالة املزرية اليت إىلواحلنني األحبةزنه على فراق حو وعذابه الروحيوشقائهيذيبعندماواحدآنيفمرارتهواحلبحالوةفنجد الشاعر جمز بني ،فارقوه أند عبإليهاآل

يقيناصار الشكرمباوواحدة،نفسيفمنصهرينالعذابواملتعةمنمزيجإىلفيتحولالكيانوما ذاك احلبيب إال حبيب واحد أال وهو حبيب أحبتهمعذكرياتهيسرتجعالشاعرجندعندما

عليه وسلم.اهللا حممد صلى اهللا

.319امحد خمتار عمر ، دراسة الصوت اللغوي، ص3

. 35إبراهيم أنيس ،موسيقى الشعر ، ص 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

126

:بكثرة يف ثالثة قصائد وهي كتايل)الباء(صوتوكظاهرة صوتية جند الشاعر كرر أي ما يعادل نسبة "ب اضعف جسميحال") بيت يف قصيدة 47) مرة من أصل (163(

:2واليت يقول الشاعر يف مطلعها من جممل القصائد املولدية 32.27%ا ـب ه ام ق ـ السي ب ـ الخي ق و والش ب ج ا و م ق و ي فـ م س ج ف ع ض أ ب احل 1اب ج ع ا و ب ل الق ا يف ه م ر ض ي ع م ي والد د ب ك يف د ج الو ار ن ل ع ش أ ني والبـ 2ا بـ ه تـ ل وإ اب ـن د ا ق ـه نـ يـ بـ ب ل والق ـل ع ش ا هل اد ـ بك وأ ار ـون اء م 3اـب ذ ع د ق ب احل ا يف ايب ذ ع ن ك ل ير ه ى س ل ا ع ن و ا ع ع مج أ د ق ان د ض 4

مرة من )136(مرة وقد تكرر ) 17(الباء صوتواليت يقول الشاعر %26.77نسبة أي ما يعادل"لفت الضنىأ"بيت يف قصيدة )60(أصل

:3يف مطلعهاايب ي هل اد ؤ فـ ى يف س األ ب وش ا يب ح الن ت ف ل وأ ىن الض ت ف ل أ 1اوب ص ي ن أ يت ل ق م ن م ع م د ل ول ا ـوب ذ ت ن ى أ س ي أ س ف نـ ل ق وح 2ايب ر غ م ك ن م باهلجر ت ح ب ص أ ف ا يب ر ق م ك ن م ل ص لو اب ت ن ك د وق 3ا يب ر الق ىـ صق وأ د ـيع الب ىن د أ ود س ـر احل س ف يب ب احل اين ف ج 4

فنجدها " هوينا الضبا"أما يف قصيدة ،مرة14قد نالحظ يف هذه األبيات قد تكررت ذلك يف قول الشاعر: ومن %17.91أي بنسبة بيت39أصلمرة من 91تكررت

اـب ص اـه يـ ل إ اد ؤ ـف ن ـم م وك ىـالظب ـان ف ل ا وأ ا الظب ن يـ و ه 1اـب ه ش أ ه لـ ي خ ن ـم ت ـي ر ج أ و يت ق ر ف م يف ب ي ا الش د ب ن أ ىل إ 2اـ بن ييث د ـح ن ـ ي مـت م ي ل ف ف يت ـل ف غ ن م ب ي الش ين ض ق يـ أ ف 3

.371عبد احلميد حاجيات ،ص 2.365، نفسه ص السابقاملرجع 3

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

127

ا ب ه ذ ـم ا د ـغ وين ـال ول ـيحم ه ـب يـاب ب ن ش ص غ اد ع د وق 4وقد بنية الكلمةمن كحرف روي وحرف جر وحرف ه جاء وما يالحظ على هذا الصوت أن

هذا إنتاجشفوي يتم صوتالباء هو و ، من العدد اإلمجايل للمولديات%82.06تكرر بنسبة ، فهو 1فهو بذلك صوت انفجاريفتحا فجائيا اماملخرج عن طريق قفل الشفتني مث فتحهوهي بطبيعة احلال تدل على عن تأجج املشاعر احلزينةممناسب جدا للبكاء والصراخ والذي ين

االشتياق إىل األحباب واحلب هلم خالص الذي ال يشبه حب البشر العادين، فهو حب خري ب اهللا أحب الرسول صلى اهللا عيه وسلم أحالرسول صلى اهللا عليه وسلم ومن ،خلق اهللا كلهم

. لوجلعز خر ملفت لالنتباه قد استعمله الشاعر ولكن بنسبة قليلة مقارنة بالنسب آكما يوجد صوت مرة من 55حوايل "يا مجيب المضطر"الذي تكرر يف قصيدة )اجليم(األخرى وهو صوت

الشاعر:، ومن ذلك قول %10.89ما يقارب نسبة أي،بيت41أصل ج ـو اهل و يق الض د ن ع ف ش ك ي و ـج ي الد يف ـر ظ ض امل يـب ا جم ي 1يج ـر ف انـ ة م ز ا أ ا ي ع د وط ن ا الق إذ ط ـن ى قـ ل ع يت أ ي ـه ت مح ر ف ط ول 2ـج◌ ه ت ن م ـو ف الع ب ـل ه ت ب ا م ع د ي ـل م ا أ ي ل ي الل ح ن ج ك ت و ع د إين 4ـج ج الل ة م ل ظ ن ا م س ون ي ج ر وخم ـه ت ين ف ي س ـف وح ن ي ل ج ن امل ت ن أ 6

بيت أي ما يقارب نسبة 29مرة من أصل 52" قفا خبرانيوقد تكرر يف قصيدة "مرة أي ما يقارب نسبة 107وقد نالحظ أن صوت اجليم تكرر يف القصيدتني ،10.29%.من العدد الكلي21.06%

.315دراسة الصوت اللغوي ، امحد خمتار عمر ،1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

128

استنتجنا ما أثرت احلقل األسلويب مظاهر صوتية ل دراسة هذه األصوات ومن خالسواء كأحرف روي أو أحرف يف بتفاوت واضح بكثرة و

.قليلة جداتجاءاألحرف املهموسة ، أما ثنايا القصيدة

الباء والدال والضاد واجليم و والعني وامليم والنون والراء والالم : متثلت يف ورة هفوالياء واألصوات الصائتة.فهي أصوات والتاء واحلاء والسني و والفاء و واهلاء.و األصوات املهموسة:

املالمح املميز هلذه األصوات:أهم وهذا جدول يوضح وهلذه األصوات مالمح خاصة متيزها

مالمح /أصوات

هحسفعجقتدبـ

فيلرنمت

حة

كسرة ضمة

ةـانــرنتيــامـص

يـــنطعيــامـأم

عـــمرتفضــمنخف

-+-+--

-+++--

-+++--

-+----

-+--+-

-+---+

-+-+--

-+++--

-+---+

-+---+

++-+--

++++--

++++--

++++--

++--+-

+-----

+ +------

+ +--

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

129

ألهم األصوات التي تكررت في القصائد المولديةالمالمح المميزة جدول يوضح وقد توزعت هذه األصوات يف القصائد املولدية بالنسب التالية:

األصوات نسبة المئوية% لتكرار صفتهالصوت508لعدد األبياتبالنسبة

%82.06مجهورالباء%25.98مجهورالميم%21.06مجهورالجيم%13.97مجهورالنون%7.67مهموسالحاء%10مهموسالهاء

صخباالشاعر عمد إىل استعمال احلروف اليت فيهمن خالل هذا اجلدول يتبني لنا أن ها املهجورة فسيطرت سيطرة تامة على القصائد املولدية، وهذا تصفوموسيقى عالية وذلك بسب

هلا ويتجاوب معها بكل يستأنسجعلت املتلقي فسية للشاعر ، كما واحلالة الن لتالؤمهاارتياحية وتفاعل.

: تكرار الكلمات-بانتخاب "يعد تكرار الكلمات املظهر الثاين من مظاهر التكرار الصويت،والذي يتجلى يف

مجلة شعرية تشكل مبستوييها اإليقاعي والداليل حمورا أساسيا ومركزيا من حماور أوشطر شعري

يــلفـخراريـاستمورـــمجهنـــخش

--+-

--+-

----

+---

--++

++++

-+-+

-+-+

++-+

-+-+

-++-

-++-

-++-

-++-

-++-

-++-

-++ ++ +

--

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

130

إمنا يريد أن يؤكد حقيقة ما صإىل كلمة يكررها يف سياق النفالشاعر حني يعمد ،1"القصيدة،، وقد شغلت ظاهرة تكرار الكلمات مساحة واسعة يف القصائد املولدية2علها بارزة من سواهوجي

:3قول الشاعروبغية استجالء هذا امللمح سنقف عندرم ت◌ ج مل و ـف الع ب ن ـن ام مت ف ظ ع د ق ـويب ن ذ ب ا ر ي يم ي ش ن م ك ق ح و ب ن الذ ن إو ـك ن ي م هل إ ـو ف ع ال ف م د اخل ن ع و ف الع ىل املو ن أ ش و ب ن الذ وك ل امل ن ـأ ش

ـم ل األ ن م د ش أ ف و واخل ف ـر ت ع م ـويب ن ذ ب ـي ن إ ـم ص ع ن م ويب ن ذ ب ا يل م ين ـم ص ع تـ ـم ا ل ذ إ ب ا ر ي م ـع ن ال ب ـك ل ذ ل اب ق تـ و ين ل ه مت و ب ن الذ ن م ين ج أ م ك

لقد عمد الشاعر يف هذه املقطوعة إىل تكرار كلمة "الذنب" ستة مرات وذلك لتأكيده على موقفه الذي كان فيه بصدد االعرتاف مبا اقرتفه من ذنوب اليت كانت سبب يف إبعاده عن

هللا سبحانه وتعاىل خلضوعاو ، وهذا التكرار كان إعالن للتوبة وطلب املغفرة والتذلل نيل الرضى، وهذا ساعد على تفخيم لكسب حمبة الرب سبحانه وتعاىل والسعي إىل الفوز يف اآلخرة

1"أصبحت حمصلة للبنية املوسيقية وامليكانزم التصويري معا "ليت املوسيقى الداخلية للنص ا

:2جند الشاعر يقولأخرىويف قصيدة

حممد صابر عبيد، القصيدة العربية احلديثة بـني البنيـة الدالليـة والبنيـة اإليقاعيـة ، منشـورات احتـاد كتـاب العـرب، دمشـق، 1.204،ص:2001

.350علوي اهلامشي ،السكون واملتحرك ، ص: 2.234أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ص:عبد احلميد حاجيات ، 3.211،ص:1981، 4.صالح فضل، ظواهر أسلوبية يف شعر شوقي، جملة فصول، العدد1

.347عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ، ص: 2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

131

سالم على من بالبقيـع وباحلمـى سـالم على البدر املنري التـهامـي سالم من املشتاق موسى بن يوسف علـى خري خلق اهللا هاد ومهدي

ه ذنوبـه وأخر عن سري وقـيدته عن سعـي سـالم مشـوق أثـقلتـمرات وكلمة السالم تعين السلم وحتية السالم 4فمن املالحظ أن الشاعر كرر كلمة "سالم"

وإرسالنة والشاعر هنا قام بتحية خري خلق اهللا جممد صلى اهللا عليه وسلم أهل اجلهي حتية السالم بنرية اخلطاب تنم عن حب الشعر الشديد للرسول الكرمي صلى اهللا عليه وسلم.

تركنا بعض األمثلة لدراستها يف التجنيس.وهلذايتداخل مع التجنيس يف بعض األشكال

المتآلفة :األصوات-2ماهية تعم أنواعا متعددة ،كاحليوانات يف مصدره من اجلنس الذي هوالتجنيس : -أ

اإلنسان، والبهيمة يف احليوان ، ومنه جانس الشيء الشيء جناسا وجمانسة إذا شاكله واحتد معه ، وهو " أن يورد املتكلم كلمتني جتانس كل 1يف اجلنس ومنه جاء اجلناس والتجنيس يف الكالم

"، وبذلك فهو ظاهرة صوتية ذات تأثري فعال يف إثراء 2واحدة منها صاحبتها يف تأليف حروفها نه يعطي للنص شعرية متميزة وحيوية خاصة . أاإليقاع الداخلي للنص األديب حبيث

، الشـعر الصـويف القـدمي يف اجلزائـر (إيقاعـه الـداخلي ومجالياتـه) ، منشـورات خمتـرب اخلطـاب األديب يف اجلزائـر، خمتار حبـار12010، 2جامعة وهران ط

.353، ص1989، 2أبو اهلالل العسكري ، الصناعتني ، حتقيق مفيدة قميحة ، دار الكتب العلمية ، لبنان ، ط2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

132

كان كثري الولوع الشاعرنأل، يب محو موسى الثاين أت مولديالقد ورد اجلناس بصفة كثيفة يف به، قلما خلى بيت من يف هذه القصيدة أتام جاء أم غري تام ، وهذا أعطى نبض خاص

: 3ملوسيقى القصيدة ، وجنده يف األبيات اليت يقول فيهااحلـي ـقفا بـني أرجـاء القبـاب وب

وسائل فدتك النـفس يف احلي عن مي ـد وسلـع ورامــة وعرج على جن ت احلي ـللميارثـوت وحيىي فـميذلك املضـىن املعـذب باهلـوى وقل

تكررت من خال هذه تقنية التجانس، فلفظة (حي)البنية اللسانية للنص تكشف عن فعلى املكان ويف دلتجتانسا تاما، فكانت يف موضع من خالله حققت) مرات ف4األبيات (

:أخرىوجنده يقول يف قصيدة الكائن احلي، أخر تدل على وضع مج ـل الد ب ات ح و الر وال ص و ذ إ م ز الع ب واـل ص و د ق اه ن غ م إىل قوم هللا

على سبيل التجنيس فاألوىل من كلمة وصل وصوال خمتلفني مبعنينيفالشاعر كرر كلمة وصلوا على طول ل، وهذا يدأي أي بلوغ املقصد فداللتها مكانية ، والثانية من الوصل أي الربط

ووصل نار الشوقإطفاءاملكان الذي تواجد فيه احلبيب املصطفى إىلالطريق وشقتها للوصول :1وقد جند الشاعر يقول يف قصيدة أخرىاحلبيب باحملبوب.اد ح أ ى و اهل يف م اك و س ت ي ض ر وال ا د ـب أ م ت قـ ار ا ف م ر ه الد ف ص ن أ و ل اد ر ش م ك د ع بـ ن م يت ل ق م ن ع م و والنـ اد ل ج ا وال ر بـ ص م ك د ع بـ يل ق ب يـ مل

اس ن والو ش ـي الع يذ ذ ل ت ـم ر ح د ق ◌ و

.345ص: ،موسى الزياين حياته وآثاره عبد احلميد حاجيات، أبو محو3.349ص: ،عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

133

وجندها يف ومساعيةع الشاعر يف أنواع التجنيس يف هذه األبيات بني تامة وناقصةو قد نـ لوهذا يعترب مترد من الشاعر ،)جلدا ،شردا) ،(م ك د ع بـ ،م ك د ع بـ ،()اد ح ا، أ د ب أ الكلمات التالية: (

الذي يشد من خالله املتلقي حبيث يعلقه بأطراف املعىن الذي تنضوي حتته هذه الكلمات وقد تطول مساحته يف النص كله.

، إذ انه طاقة فاعلة يف الشعرياخلطابيفالفاعلةاألسلوبيةالوسائلمنالتجنيسيعتربالبعدمراعاةيفيكمنإمنااجلناسسحرأن"النفسية اليت يعيشها الشاعر ، وذلكترمجة احلالة

عنناجتةاألوىلمفارقة،تتبعهامقارنةإقامةإىلاملستمعيدفعمسار فينذايكونأنوالنفسي.1"اختالف املعنينيمنالناجتةالثانيةواللفظنيتشابه

ص، الن اخلارجي ملوسيقى ص عناصر صوتية داخلية عززت اإليقاع وهذا التكرار منح الن إيقاعا حادا عايل النربة أسهم يف وضع املتلقي يف نفس مما أعطىالداخلي له وتآلفت مع اإليقاع

من أكثر الظواهر اليت تعين-التجنيس-احلالة اليت يعيشها الشاعر مما جيعل هذا العنصر.ةالدراسة األسلوبي

مط يعتمد على مصاحبة األلفاظ ذات االشتقاق وهذا الن :اقيـرار االشتقــالتك- ب:2الشاعرومن ذلك قول،الواحد

ـاع ام د ج و د ص ب م ت ب ك ر ا م ا ك ضـ ائ ر وق الش ب ك ر م م ك ل ت ب ك ر ـااح مج دا وكان ى ج و النـ اد ع ى فـ و النـ يب ت د ج م و ي يـ ر ج ه ب◌ م ت ج مز اح ال س ت ذ خت اا م ين ع ن غ يـ م ل فـ ـم ك ن يـ بـ و ين ي بـ ني ب ال وف ي س ت ل س و

. 277رجاء عيد ، املذهب البديعي يف الشعر والنقد، منشأة املعارف، االسكندرية، القاهرة، دط، دت، ص 1352ص: ،عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

134

، )دا ج ، جدت (،)ركب، ركبتم ، ركبت لقد ورد اجلناس االشتقاقي يف الكلمات التالية :( ص من خالل تعدد الدالالت رغم أنه خييل حبيث أعطى مجالية للن ) ،البني بيين، بينكم (

التوحد"ولعل هذه الكلمات هلا معىن واحد وذلك راجع لألصوات اليت حتتويها، للقارئ إن بالتوحدعلى اإليهامالقدرةهذهمنحالذيهوالتجنيسمنالنوعهذابهيتميزالذيالصويت.3"اإلحياءكقوةالداليل

:1وكمثال آخر على هذا النوع من التجنيس جند الشاعر يقولاـ وبـت يـ ن أ اس أ ام ل ع مج أ و م ذ أ ب ـن ذ ـب م ـل أ ـيء س ـم اـيب جم ـني ل ائ س ل ل ت ل ا ز م ف ة ـب و تـ يق ـل خ اـي ـك ت ل أ ـس

اـ يبش م يب ش ت ي اص و ا النـ م اذ إ اص ـص الق وم ي ي ب اص ع امل يت ش خ ايب ق ر اب س احل م و يـ ك ب ىف ك اب ـس احل م و ـي يبي ق ر ت ـن وأ اـيب جم ايع مس ت و ع د ن ك ل و ت و ه س د ق م ك و ت و هل د ق م ك ف

اـوب ر الك ج ر ف يـ يب ر ال ا ز م ف يب ر ـك ج رـ ف ي يـ ط ـا خب يم ل ع

(،)،سائلنيسألتك(،)مسيء ،أسا(لقد ورد اجلناس االشتقاقي يف الكلمات التالية:لقد حاول الشاعر خلق انسجام بني ،)كريب ،الكروبا(، )رقييب ،رقيبا(، )مشيبا،تشيب

االشتقاقات التجانسيةملهوف إىل حتقيق ا محو موسى الداللية قد حصرت يف معانة احملب لنيل رضا احملبوب ، ألن أب

حمبة ن ألاهللا سبحانه وتعاىلرغبتة يف نيل حمبة حمبوبه حممد صلى اهللا عليه وسلم ومنه نيل حمبة

، قاملة 1945ماي 8ينظر... فريدة زرقني ، مجالية التجنيس يف التشكيل املعاين الشعرية حازم منوذجا ، جملة جامعة 3.45،ص2007، 1، ع، اجلزائر

.366عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ص1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

135

األنبياء هي اإلوربه ، إذا أراد العبد أن ينال حمبة اخلالق فعليه أن يتعذب يف الدنيا وأن يتجلد ويصرب على

ن جيتهد يف رياضته الروحية وتزكية نفسه من كل الشوائب حىت يصل إىل مقام الرضى أمالذها ،و نيا واآلخرة ويكون موضع نظر اهللا يف كل زمان ، وباطن نبوة حممد عليه السالم ه الفوز يف الد من

أثر صويت بديع أضفى على القصيدة نغما إيقاعيا متميز .ولقد كان لتلك االشتقاقات التجانسيةمن خالل النغمات اليت يؤدي تكرارها وترديدها إىل تلوين الصورة وإثارة السمع لاللتفات إىل

وين على احلركة اإليقاعية كل ما هو منسجم ومؤتلف لونا وصوتا ، " ويضفي التناغم الصويت والل اب الناتج عن الذبذبات الصوتية املتصارعة بني األحرف للقصيدة نوعا من التوتر واالضطر

املتجانسة واليت أخذت مواضع متناوبة ومتبادلة يف الفظة املتجانسة الواحدة، أو عدة ألفاظ متجانسة ، وينتج عن تكرير أو ترديد الوحدات الصوتية نوعا من التلوين اإليقاعي حيدثه التناغم

ولذلك ، 1"ةان للجناس دورا فعاال يف حتسني إيقاع القصيدالذي أبدعه اجلناس ، مما يوحي بانفعاهلا اجلياشيفالنفسحركةمعجتاوب نغم شكلقد جاءت يفالداخليةنقول أن املوسيقى

للقصائد املولدية.املوسيقيةالنغمةمعالشعريةالفكرةخاللمنوتعانقتالظواهر الصوتية هي أفضى إىل أن تلك أيب محو موسى الزياين ملولدياتاستقراءنا إن

عبارة عن منبهات إيقاعية حتمل إمكانية تعبريية هائلة تثري القارئ وتستفزه من أجل العمد إىل حبيث توافقت ، من خالل جتسيدها ملقاصد الشاعر ورغباته

وأعطى من خالهلا مثل الصوت بالنسبة هلا مرتكزا أساسيا احلالة النفسية اليت وانسجمت مع ص شحنة متدفقة من الشعرية اليت ترمجت التجربة الشاعر الشعورية.للن

، ص 2007/2008جنــاة ســليماين ، التجربــة اإليقاعيــة يف الشــعر اجلزائــري احلــديث ، خمطــوط، رســالة ماجســتري ، 196 .

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

136

، فكان اخلليلية يف مولدياتهالبحورالزياين على تنويع استعمالموسىمحوأبواعتمدقدوحرفانتقاءووتنويعهااستعمال القافيةإىل حسنسعىحريصا يف اختيار الوزن املناسب ،كما

متكامالالروي الذي يتناسب واجلو الشعري لقصائده املولدية، وجودة الوزن ، فشكل هذا بناء من غريهوبنينفسهيفوالغائرأعماقهيفالقائمالتأليفحيث مجع بنيذو طاقة تعبريية فذة

جعلعلىفنيةقدرةالشاعر من خالله ذوالذي ظهر الشعرهذامعبالتجاوباملتلقنيروح الشعر.جيسد الذيبنغمهااآلخرينجتذبالنفسإيقاعات

II.المستوى التركيبي:ن اجلمالية يف النص األديب ماثلة أ"حيث1"الركيزة اليت تقوم عليها الداللة"يعترب هذا املستوى

تركيب اجلمل واملفردات. كما يف بنية الزمان واملكان، يف نظام الرتكيب اللغوي للنص، أي يف بنية اليت تولد فضاء النص، وختلق للفعل فيه، مسافة ينمو فيها، وأرضا يتحقق عليها، فينسج

العالقات على أكثر من حمور تتقاطع وتلتقي، وتتصادم، وختلق غىن النص، وتعدد إمكانيات دراسة املستوى الرتكييب وسيلة ضرورية للبحث عن ولذلك ترى األسلوبية يف 2الداللة فيه"،

اخلصائص املميزة ملؤلف معني ؛ بل تعده أحد مستويات التحليل اللغوي للنص األديب ، ويتخذ الدارس األسلويب يف حتليله الرتكييب مجلة من املسائل اليت تنطلق من النص نفسه ، فاملدخل

.3األسلويب لفهم أي قصيدة هو لغتها

، 1986جون كوهان ، بنية اللغة الشعرية، ترمجة حممد الوايل وحممد العمري، دار توبقال للنشر ، دا البضاء، املغـرب، 1. 1178ص:

.127، ص 3،1985شورات دار اآلفاق، بريوت طميىن العيد، ، يف معرفة النص، من2.138شكري عياد ، مدخل إىل علم األسلوب ،ص3

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

137

هناك انسجام من قيمته الداللية عند احلديث عن ميزاته الرتكيبية، بل رد النصجتكنميالو فريد،فنية ذات نسق مجايلوتشكيل بنية يف شحن الدفقة الشعريةواحتاد بني هذين العاملني

واأللفاظ ال تفيد حىت تؤلف ضربا خاصا ":وهذا ما أشار إليه اجلرجاين يف نظرية النظم حني قال

نثر فعددت كلماته عدا كيفما جاء واتفق، وأبطلت نضده ونظامه الذي عليه بين، وفيه أفرغ 4."لبيان إىل جمال اهلذياناملعىن وأجرى، وغريت ترتيبه ........أخرجته من كمال ا

إلزاميا لسلطةختضعاملكتوب،أواملنطوقاخلطابيفاللسانيةالعناصرأنفيهريبالمماو"اقتضاءطبيعة اللسانتقتضيهاركنيةبعالقاتبينهافيماترتبطذاكإذفهيللغة،اخلطيةالطبيعة

بنيالتأليفييف اإلجراءتعتمداليتالقواننيأوالسننجمموعةإىلجوهرهيفذلكويرتد...، ولكل مبدع طريقته اخلاصة يف اختيار تراكيبه 1"التلفظيةاملتواليةنتكو اليتاملتعاقبة،العناصر

اليت ترتجم جتربته الشعرية والشعورية ، واليت يقع فيها توليد عالقات جتاورية جديدةاللغوية، و وي صريح ذو مسة اجيابية خيرق به القاعدة اللغوية وخيرج من خالله ودون احرتاز منه يف خطئ لغ

سنجدسق اللغوي وال يكون هذا إال يف حمور الرتكيب "و عن املألوف ؛ أي االنزياح عن تراتبية الن .)التأليف(أي للسلسلة اللسانيةالعادياخلطتغيريمنمكوناهنالالنزياحوعيالن املوجه

و."2الطبيعيةللغةاملعيار النحويطرفمنفرالص درجةمتثلاليتالسلسلةحتددأنوجيبالرتكيبأنوذلك،الشاعراستجابة لرؤيةيأيتاخلطابيفأسلويبتركيبكلأن املؤكد" من

.3"خصوصيتهوكيانهاخلطابمينحالذيهواللغوي

.3.ص 199، 2عبد القاهر اجلرجاين، أسرار البالغة، حتقيق حممد الفاضلي، املكتبة العصرية ، بريوت ، ط49 .صم،1994دط،اجلامعية،املطبوعاتديوان:اجلزائرالتطبيقية،اللسانياتيفدراساتحساين،أمحد1

م،1999دط،الشـرق،املغـرب، أفريقيـاالعمري،د.حممـدترواألسلوبيـة،البالغةبليث،هنريش2.66ص

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

138

إن من طموحات البحث األسلويب أن يستحوذ على جماالت األداء "ومن خالل هذا نقول

واملالحظة للمفردة واجلملة، وكيفية استخدام حروف الربط...ومن خالل ذلك كله ميكن رصد .4"مفارق تؤدي يف الكثري من األحيان إ

إن بنية اخلطاب الشعري يف مولديات أيب محو موسى الثاين تنم عن بنية فريدة ختتلف عن تلك اليت عهدناها يف املورث األدب العريب القدمي ، ورغم أن هذه املولديات قد جند هلا نظري يف

اليت فرضت وجودها لدى الدارسني والعلماء اللغة

املآخذ ذو رؤية شعرية منزاحة عن املألوف، ولذلك وقفنا عند "هذا املستوى الذي يعىن بقضايا نقف على أهم عناصرها مستثمرين خصائصها عليها من عدول حاولنا أن أاجلملة ، وما يطر

ةالرتكيبي، وكما نعلم أن اجلملة نوعان؛ (فعلية وامسية ) وهلذين األخريين 1هناك خطاب مبا دون اجلملة

ركنني أساسني ومها: :المسنـد-أ

ويسمى احملكوم به أو املخرب به، واملسند قد يكون له متعلقات إذا كان فعال أو ما يف معناه 2.من حنو املصدر، واسم الفاعل، واسم املفعول، والصفة املشبهة، واسم التفضيل والظرف

المسند إليه :- ب

172ص 1،1997نور الدين السد ،األسلوبية و حتليل اخلطاب ،دار مهة ، اجلزائر، ج 3،1993اإلسكندرية: منشأة دار املعارف جالل حـزي وشـركاه،د ن ، ،رجاء عيد، البحث األسلويب معاصرة و تراث4

.25ص.36، ص12002أمحد شامية، يف اللغة، دار البالغ والتوزيع، اجلزائر، ط1.130)، ص1985عبد العزيز عتيق، علم املعاين، دار النهضة العربية ، بريوت ، 2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

139

3ويسمى احملكوم عليه أو املخرب عنه، والنسبة اليت بني املسند واملسند إليه تسمى اإلسناد.

واملسند و املسند إليه ...قد تلحقهما ألغراض بالغية أحوال من الذكر واحلذف، أو التقدمي والتأخري، أو التعريف والتنكري، أو التقييد، أو القصر، أو اخلروج عن مقتضى الظاهر يف املسند

واألصل يف اجلملة اليت مسندها اسم أن يتقدم فيها املسند إليه،وال يتقدم .4" إليه ويف غريه م.أما املسند إال لسبب. أما اجلملة اليت مسندها فعل فاألصل فيها أن يتقدم الفعل على االس

الشاعر عن اوحنن بدورنا سنحاول أن نقف عند أهم الظواهر الرتكيبية اليت انزاح فيه،1هلا"الرتاتبية النسقية واليت جاءت كسمة بارزة يف مولدياته.

:التقديم والتأخير-1إن ظاهرة التقدمي والتأخري هي ظاهرة اخلروج عن القاعدة اللغوية النحوية واليت تنم عن تزاوج الفكر باللغة، أي توافق حركة الفكرة حبركة الصياغة ومن هنا يصعب علينا حتديد أغراضها وفق

ي وردت فيه. األغراض املعروفة كالتنبيه والتأكيد والرتدد وغريها إمنا علينا أن نربطها بالسياق الذ

تضع بينا أيدنا عدد من الدالالت املتغرية واملختلفة .ومن مثة فإن "اجلملة ال تتميز حبتمية يف 2ية إىل اللغة اإلبداعية"ترتيب أجزائها...والعدول عن هذه الرتب ميثل خروجا عن اللغة النفع

.130املرجع نفسه، ص:3132املرجع نفسه، ص: 4.261،ص:2000ينظر.. صالح عبد الفتاح اخلالدي،إعجاز القرآن البياين، دار عمار للنشر والتوزيع،د ط ، 1، 1994، 1مكتبة لبنان ناشرون / الشركة املصرية العلمية للنشر لوجنمان ، طالبالغة واألسلوبية،حممد عبد املطلب2

.329ص:

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

140

فإذا ما أتينا إىل مولديات أيب محو موسى الثاين وحاولنا أن نستثمر املفاهيم السابقة يف

املسالك واملعاين ، ذات صياغة فريدة .بال شك بإيقونة التقدمي والتأخري. وحنن بدورنا يف صياغة قصائده املولديةشاعرناقد استعان

سنحاول أن نكشف تلك السمات األسلوبية اليت حققها األسلوب يف هذه القصيدة، مع سلوبية ما خيدم الفكرة اليت نريد اإلشارة إىل أننا سنحاول أن نأخذ من تلك السمات والقيم األ

كشفها. يعد التقدمي من أهم األشكال اليت حتقق االنزياح والعدول على مستوى اجلملة، وهو خاصية

أصلهيفيرتدمرموقامكاناالبالغيالدرسيفالتقدميمبحث"يتبوأمن خصائص الشعر حبيثالرتكيبخاللمنإاليظهرالألنهالرتكيبيفانزياحوهواألديب،الكالميفيقومماإىل أمهية

هو : "، ويف هذا الشأن يقول عبد القاهر اجلرجاين1تركيب"مناملبدعبهما يقوماظهرلعلهبل، باب كثري الفوائد ، جم احملاسن ،واسع التصرف ، بعيد الغاية ، ال يزال يفرت* لك عن بديعه

ويفضي بك إىل لطيفه، وال ، تزال ترى شعرا يروقك مسمعه، ويلطف لديك موقعه ، مث تنظر 2فتجد سبب أن راقك ، ولطف عندك ، أن قدم فيه شيء وحول اللفظ من مكان إىل مكان ."

فالتقدمي والتأخري يؤثران يف معىن اجلملة وللتقدمي والتأخري صور أبرزها :رور:ـديم الجار والمجـتق- أ

.163ص:2000يف الرتاث البالغي ، احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، سوريا، امحد حممد ويس : االنزياح1.98،ص:1994، 1عبد القاهر اجلرجاين ، دالئل اإلعجاز ، تعليق حممد رشيد ، دار املعرفة ، بريوت ، لبنان ، ط21

* يفرت اإلنسان : مبعىن يضحك

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

141

مسة اليت يقول (نام األحباب ولم تنم) قد وجندها يف قصيدته،

:3فيهالـماألـن م ـد ش أ ف ـو واخل ف ـر ت ع م ـويب ن ذ ب ـي إن 12

م ـد ى الق ل ـا ع ي ل ع ـود وجت ـي ن مح ر تـ ك ل ض ف ب ت ل از م 16ـم حي ـم ل ك اب ن ج يـر غ وب م تـز ل◌ م ك ابـ ب ب بـد والع◌ 17

ـم ي ـى اخل ل إ ـاه ق و ـا ش ي فـ اه ـو ه ري س أ اه ـو ن ب ـيب ل قـ 22م ـد ي ب ـك ب يـ ه ب ـر غ ـي م ف ـه ت ر فـ ز ب ـاق ت ش ا امل ـد وغ 26

م ـه ب ن ـذ ب ار ـر ق اإل ـد ن ع ـم ه وبـ ن ذ ت ي البـ يف ت ر ف غ 35م م الـذ ـي ف و ـر ي خ ـن م ـاه ز ائ و ج ـر ش احل يف و ج ر أ 40مل األ ـف ش ى ك وس ـو م ج ر يـ ـايس ر اد ب و ـى يس ـا ع ع د ب 42

،مغـربه،فـي ،ببابـك،بفضلك،بذنـويب: (اختار الشاعر تقدمي الوحدات التعبريية التاليةيف تركيب اجلملة األساسيةالقاعدةواليت من خالهلا خرق ) بدعـا عيسـى وبادريسـا،يف البيت

لتجربة الشعرية التكون مفاتيح للنص الشعري يدرك من خالهلا املتلقي أمهية هذه الوحدات يف أليب محو موسى الثاين الزياين، حبيث خييل له من خالل تقدميه الشبه اجلملة على باقي عناصر

يعيش حياة ناقصة حتتاج إىل االكتمال ه اجلملة األصلية وإعطائه الصدارة يف األبيات، أن وكأنه يعيش شبه حياة ؛ إذ جند قلبه وأماله ومشاعره وكل وما ميلك متشوقة بكل حرقة أن تالقي سيد اخللق أمجعني احلبيب املصطفى حىت يكون له شفيعا يوم احلشر، ويقربه إىل نور األنوار اهللا

ة والفوز األعظم أي الفوز حبنة اخللود وهنا يكون سبحانه وتعاىل تقربا مينحه السعادة األبدي

.344، 343، ،342حياته وآثاره ، ص :عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين3

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

142

االكتمال. وهذا ناتج عن االلتحام الداليل هلذه الكلمات املتقدمة مع أحاسيس الشاعر ورغبته يف التطهر والتزكي والصفاء ، وسعيه للوصال مع الرسول صلى اهللا عليه وسلم،ليصل من خالله

اعر أعطى لقصيدته نفحة روحية كتلك النفحات الصوفية إىل الذات اإلهلية ، فبهذا نقول أن الشه من خالهلا حياول أن خيتصر الزمن ويتحدى املصاعب ليقطع شوطا قياسيا ملالقاة حمبوبه ،وكأن

، وهذا ولد لنا -اهللا سبحانه وتعاىل-حممد صلى اهللا عليه وسلم لريتقي به إىل حمبوبه األزيل ربة عن حالت الشاعر النفسية والشعورية وإصراره على لقاء صورة حيوية مفعمة باحلركة، مع

حبيث جنده ،قصائده املولديةإحدىبو محو موسى الثاين يف املوقف يف أبيات أخرى يوردها أ:1ضعف جسمي)أيقول يف قصيدته (احلب

اب ذ ع د ق ب احل ا يف ايب ذ ع ن ك ي ل ر ه ى س ل ا ع ن و ا ع ع مج أ د ق ن دا ض 4ـاب ع ص د ق ـب ص ل ل ا ه ب ط خ ض ع وبـ ـا ع م ت ا اج ـي آه إذ ت ل ات ق احدمها6

اـب ب ا س ـد غ ـد ق ايب ـذ ع ل ا ه ل وك ـين م ز ال ت اق ـو ش وأ ـد ع وبـ د ه س 7ـاب ل س م ه د ع بـ ن م يت ل ق م ن ع م و والنـ ـر ك ف ه ل ـي ك م و يـ ي و ـار ه ي نـ ل ي ل 9

اـب ب س ىـو الن ب ـايل ص و ل د ج أ ومل ــب ب س ىو اهل يف ايب ذ ع ل ا ه ل وك 11اب ذ ع ـد ق ل ص ا والو ن د ع س ي د ع ا والس ن ع م جي س ن األ ر ه د ان ا ك م د ع بـ ن م 13

ـاب قـ ـا الر ن نـ يـ بـ ـت ال ح ني البـ ب م و ـا واليـ ن ت ر ض حب اش و وال يـب ق ر وال 14ـاب ص يـم س ن ـت ب ه ن إ ع ن قـ أ م و ا واليـ ع ن ت ق م م و اليـ ل ب قـ ل ص الو ب ت ن ا ك م 15

.371،372عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ، ص:1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

143

، لعـذايب، للصـب،وهنا جند الشاعر عمد على التقدمي الشبه اجلمل التالية:( ) بالوصل،بالبني،من بعد،لوصـايل بالنـوى ، لعذايب يف اهلوى ، عن مقليت من بعدهم

فعظم شوقه واشتد ،وذلك للتأكيد على موقفه السابق والذي كان مقصده يف مجيع مولدياتهوجده وزاد طمعه يف مالقاة مبحبوبه .

الدراسة هو عبارة عن منوذج مما ورد يف هذه وما قدمناه حنن من خالل ،و األمثلة كثرية مولديات أيب محو موسى الثاين.

إنإننا ال نزعم يف الشعر عامة ويف الشعر املولديات بوجه –يسهم إسهاما كبريا يف إظهارها ذلك ان الدوال

والتهوميات واإلشارات واإلمياءات ماال حيد ن مما يفوق كثريا تكون هلا من اإلحياءات –خاص1الداللة املوضعية واملعجمية هلا .

ل :ـى الفعـم االسم علـتقدي-ب:2أيب محو موسى الثاينيظهر جليا يف هذه األبيات اليت يقول فيهاقداوب ر الك يل ز ت ى وس م وك ج ر ويـ ا وس ف النـ يب ذ ا ت وس ؤ وين ك ق س اـيب خي ن ل ه ـب ين ظ ي و ئ اج ر ى ر الو ر يـ ـى خ وس م ة م ر حب اوب ـن ا الذ ـن ع ص حم و ىح م ف اد ـب ع ل ل ة ـمح ر ىـت أ يب ن ايب ش ق انـ س ح ض ر األ ت س ب ل وأ ا ور ـن ق ف األ ق ر ش أ ه د ل و مب اـوب غ ش ي ق ل يـ ب ع الر ن م اد وك ه ـوان ي إ ط اق ـس ى ت ر س وك اـب ج ا ع رـ س ان ـك ه اد مخ وإ ت د ـمخ أ د ق س ار ف ان ري ون

.121رمضان صادق شعر عمر بن الفارض دراسة أسلوبية ، ص 1.368،369عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ص: 2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

144

يف بغض املواضعاألفعالعلى األمساءتقدمي إىلجند الشاعر عمد األبياتمن خالل هذه قدما على الفعل )ظني(وو االسم املعطوف رجائي(االسم وقد جنده يف الكلمات التالية:

) قدم عل الفعل كسرىاالسم( وكذلك (نيب قدم عل الفعل أتى،) وجند أيضا،)يخيبا) أخمدت) تقدما على الفعل (فارس) واملضاف إليه (نيرانواالسم (، )تساقط(

الفعل + يف ترتيبها املعهود عبث الخرق الشاعر القاعدة الرتكيبة للجملة الفعلية وذلك بوالتأخريفنجده يقدم ،إذا كان الفعل الزموفعل + فاعل إذا كان الفعل متعدي. فاعل+ مفعول به

.الفاعل على الفعل يف مواضع واملفعول به عن الفعل يف مواضع أخرى:1يف قولهكما جند هذه الظاهرة األسلوبية

اـب ه م ق الس ب ايل ـي خ د ر ق و والش ا ب ج ا و م ق و ي فـ م س ج ف ع ض أ ب احل اب ج ع او ب ل الق يف اه م ر ض ي ع م والد ي د ـب ك يف د ج الو ار ن ل ع ش أ ني والبـ

اب ب ا س د ـغ د ـق ايب ذ ـع ا ل ـه ل وك ين ـم ز ال ت اق و ـش وأ د ـع وبـ د ه س أعطى إحياءات بشرف املقدم واألبيات السابقةتقدمي االسم على الفعل يف هذه األبياتإن و

على املؤخر، فإذا كان االسم يدل على الثبات فإن الشاعر قد جعل نصب عينيه تلك املرحلة اليت يالقي فيها األنوار األزلية وينعم بالسعادة األبدية اخلالدة، أما إذا كان هلذه األمساء مكانتها

استحضرها وأتبعها بالفعل ليجعلها نه قدالعزيزة الغالية عند الشاعر واليت ال تدرك بسهولة، فإتتحقق يف عامله االفرتاضي على األقل، وبذلك حيقق أيضا شعرية النص حبشد الثابت واملتحول

إمكانياتتقدميوالتأخريالتقدميظاهرةاستطاعتفقدأو من خالل املزج بني احلركة والثبات..وفنيةوفكريةنفسيةوغري حمدودة،متنوعة،داللية

الحـذف:

.371املرجع السابق،ص 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

145

األساسية للجملة ، وذلك لغاية يرمي إليها رويتمثل هذا األسلوب يف حذف أحد العناصاملتكلم، وقد كان هذا املأخذ مصدر اهتمام من طرف علماء اللغة والنقاد العرب منذ القدمي إىل

هو "فنجد عبد القاهر اجلرجاين يقول فيه:ةيومنا هذا ،وهذا نظرا ألمهيته اجلمالية واألسلوبيلطيف املأخذ ، عجيب األمر،شبيه بالسحر ، فإنك ترى به ترك الذكر باب، دقيق، املسلك

أفصح من الذكر والصمت عن اإلفادة أزيد لإلفادة ، وجتد أنطق ما تكون إذ مل تنطق وأمت ما احلذف هو ظاهرة أسلوبية و -إذن-2تكون بيانا إذ مل تنب "

من إرساهلا إلستثارة املتلقي. فو مبثابة منبه يتطلب االستجابة بفك هذه الشفرة وملئ الفراغات لتكتمل الرسالة ويتضح اهلدف الذي تصبوا إليه. وللحذف صور كثرية، فهناك حذف احلرف ،

صرها البالغيون ، إال وحذف الفعل ، وحذف حذف االسم ..."وللحذف أغراض ومواضع حأن مواضعه يصعب حصرها ، إذ تتصل مبواقف فنية مدركة من خالل املوقف ، كما أنه ال ميكن

1حصر أغراضه".

ولكنه قصر على احلذف مولديات أيب محو موسى الثاين الزياين بظاهرة وقد حفلت ومن مثل ذلك نذكر األبيات ،القارئ هحذف اهلمزة وهذا شكل ملمحا أسلوبيا يلفت انتبا

بو محو موسى الثاين الزياين: أاالتالية اليت توزعت على بعض القصائد املولدية واليت يقول فيه2شـي على قـلب صب ال يطيق على م يب مـا أمـر فـراقك ــبة قـل ـأح 1

3سـي ـم وما عملو يف الدهر من عمل غفران ذنبهـالعاصون به يـرجتي 2

.9596.145القاهر اجلرجاين ، دالئل اإلعجاز ، صعبد2خمتار عطية ، التقدمي والتأخري ومباحث الرتكيب بـني البالغـة واألسـلوبية ، دار الوفـاء لـدنيا الطباعـة والنشـر، مصـر، د 1

. 113، 112، ص 2005ط، ، ص: 14حياته وآثاره ،قصيدة قفا بني أرجاء القباب رقم البيت :عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين2

346. 346،ص 30، القصيدة نفسها، رقم البيت: نفسهاملرجع 3

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

146

يــج ندا يا من جييب 3 4ويكشف الضر عند الضيق واهلـوج املضطر يف الد

5القضـارمت الكسري فـلم يساعدين ين ضعيف فيما قد مضـــى ال كن 4

6ااملسـ والعبـد يف الصبـاح ويف قضيت عمري يف لعـــل وعسى 5

والقلب منفطر يــذوب لـه أسىـاأسـيف زورة متحو لـه ما قـد 6لة اال 7 7السـماواجنابت الظلماء عن أفـق ثـنـني نـورك قــد مسـا يا ليـ

1فـقـال تـعـال بنـا نـنـدبــاالبكــاي ـفـيا سعد من مسعدي ف 8

أو أىب مـن أىب رضـى من رضـىاـالـدمـوجنري دموعـا كمثـل 9سنحاول أن نبني احلذف الذي ظهر يف هذه األبيات من خالل جدول ليكون أكثر

توضيحا:رقم البيت

الكلمة قبل الحذفالكلمة بعد الحذفالمقطع الذي ورد فيه الحذف

12345678

شـي على قـلب صب ال يطيق على سـي يف الدهر من عمل وما عملو

املضطر يف الديجندايا من جييب القضـارمت الكسري فلم يساعدين

المســاوالعبـد يف الصبـاح ويف أسـايف زورة متحو له ما قـد

شي سي ندا

القضااملساأسا

شيءسيءنداء

القضاءاملساءأساء

.362، ص 1املرجع نفسه ،قصيدة يا من جييب ندا املضظر، رقم البيت : 4355،ص 6لبيت: ، رقم وا3املرجع نفسه ، القصيدة:رفت لتذكار الغقيق دموعي ، املخمسة رقم 5.356، ص 8و 7رقم البيتني: 4املرجع نفسه، القصيدة نفسها،املخمسة رقم 6. 357، ص 20، رقم البت 10، القصيدة نفسها، املخمسة رقم سهنفاملرجع 7.379ص: 12و11،قصيدة ، أال ما لصب مشوق، رقم البيتني: السابقاملرجع 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

147

السمـاواجنابت الظلماء عن أفـق 9البكـافيا سعد من مسعدي يف

الدمـاوجنري دموعـا كمثــل

املساالبكاالدما

املساءالبكاءالدماء

(حذف اهلمزة) أو احرتام الوزن دف اهلمزةحعند ختفيفا حيناكان احلذف هنا وإنإن فإنه يرتبط أشد االرتباط باحلالة الشاعر الشعورية ؛ وإخفاء أبو محو الشعري حينا آخر ،

نيا وترك شهوات النفس موسى هلذه العناصر والتخلي عنها يوحي عن رغبته يف التجرد عن الدوالتخلي عن رغبات القلب ، وبذلك فإنه يغيب عن اخللق لريتقي وحيضر عند احلق. وهذا

عبد يف ضوء من العبودية لريتقي بالتدرج ليصل إىل املقام املرغوب ، مبدأ صويف يسري عليه الوهنا يكون العبد يف حالة فيض اخلواطر وتدفق املشاعر ألنه وصل بنفسه إىل مرحلة الفوز

العظيم ونيل حمبة الرسول صلى اهللا عليه وسلم وحمبة اهللا سبحانه وتعاىل. السمات األسلوبية اليت استخدمها الشاعر يف تركيب أهم لقد وقفنا يف هذا املستوى على

هقصائد، إذ أنه أعطى للقصيدة جوا خاصا من الشعرية ، كما ةوالذي يعترب من أهم االنزياحات الرتكيبيئناس والتنوع والتجدد . إىل جانب أسلوب احلذف أنه جعل القارئ يعش يف جو من االست

والذي ظهر بصفة خاصة ومتميزة ؛ إذ أنه أعطى للمتلقي حرية اإلضافة والتأويل وجعله يسري يف عمل ذاك دون تقيد أو إلزام ، كما أن الشاعر استحضر جل األساليب البالغية األسلوبية

و الصوفية اليت ةتنصهر مع رؤية الشاعر الدينياملعروفة، مما أكسب قصيدته رونق ومجال جعلها.اتسمت جبو من الصفاء والتطهر واالرتقاء يف احلب النبوي والذي ينم عن احلب اإلهلي

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

148

III. : المستـوى الـــداللـي

منذ القدمي أحد املستويات التحليل اللغوي للنص األديب، والداللة كانت حمل اهتمام اللغوينيأحيانا وتتقارب اختتلف فما بينهاسواء أكان ذلك عند العرب أم األجانب، وكانت معنييه

يورد ابن منظور قوله حول معاين لفظ دل: "الدليل ما يستدل به، والدليل الدال. وقد عندهم ، فبو عبيد: إين دله على الطريق يدله داللة (بفتح الدال أو كسرها أو ضمها) والفتح أعلى، وأنشد أ

- امرؤ بالطرق ذو دالالت. والدليل والدليلي الذي يدلك". ويسوق ابن منظور قول سيبويه وعليوقد تضمن قوهلما لفظ "دل" يقول سيبويه: "والدليلي علمه بالداللة ورسوخه -كرم اهللا وجهه

وهو مجع يف صفة الصحابة: "وخيرجون من عنده أدلة" -رضي اهللا عنه- فيها". ويف حديث عليدليل أي مبا قد علموا فيدلون عليه الناس يعين: خيرجون من عنده فقهاء، فجعلهم أنفسهم أدلة،

فنجد الداللة عنده هي ما يهتم باأللفاظ ووضع هلا علم خاص وهو علم وأما الفارايب1مبالغة."، وعلم قوانني وهي: "علم األلفاظ املفردة وعلم األلفاظ املركبةاأللفاظ، واليت قسمها السبعة

األلفاظ عندما تكون مفردة، وقوانني األلفاظ عندما تركب وقوانني تصحيح الكتابة، وقوانني 2تصحيح القراءة، وقوانني الشعر."

يهتم يف النقد املعاصر علم الهذاوأضحىالعالقة اليت جتمع بني الدال واملدلول .وابتداء من ذلك فإن الدالليات تدرس املعاين اليت "يهتم جبوهر الكلمات ومضامينها ؛أي أنه بالصورة املفهومية

3".ميكن أن يعرب عنها من خالل البىن الصوتية والرتكيبية

.395- 394دل صابن منظور، انظر لسان العرب،مادة1.159ص1949، 2رايب، إحصاء العلوم،حتقيق وتعليق وتقدمي د. عثمان أمني ،دار الفكر العريب ، القاهرة ، طاالف2.72ص1988، 1بيار جريو، علم الداللة، ترمجة منذر عياشي، دار األطلس ، دمشق ، ط3

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

149

يقول ميشال زكريا: "أما علم الدالالت فهو مستوى من مستويات الوصف اللغوي، ويتناول و بالداللة أو باملعىن فيبحث مثال يف تطور معىن الكلمة ويقارن بني احلقول الداللية كل ما يتعلق

املوضوع الذي يقابلها، بل يشمل أيضا مجيع اللفظة جمردمعىن ن"وال يتضم1املختلفة".االرتباطات اليت تبعثها اللفظة يف أذهاننا فطبيعة اللغة ال متكنها من نقل املوضوع فحسب، وإمنا

2ا أيضا تنقل شخصية املتكلم الذي يعرض املوضوع ونواياه".جتعله

"اللغة هي جمموعة من العالقات الثنائية القائمة بني مجلة ومن هنا ميكن القول بأن :من تعريف اللسانيني

ال3"القائمة بينه وبني سائر العالمات األخرى

العالقة يقوم على أساس حتديد العالقة بني الدال واملدلول وهي ومن ومثة أصبح هذا املستوى وخواصهما وبالتايل ال ميكن ضبطها إال إذا تعرفنا على طبيعة كل من الدال واملدلول اليت

الذي استعمله أبو محو موسى الزياين يف فلإلحاطة بالداللة ينبغي علينا دراسة املعجم اللغويوبني اطبيعة العالقات القائمة بينهمولدياته،

لالنتهاء أخريا إىل البنية الكلية اليت حتكم أي من السياق الذي وردت فيه سائر العالمات األخرى. ص األديبالن

. 1983، 2يــــة للدراســــات والنشــــر والتوزيــــع، بــــريوت طميشــــال زكريــــا، األلســــنية: علــــم اللغــــة احلــــديث، املؤسســــة اجلامع1.211ص

97،ص1957حممد مصطفى بدوي ،كولردج ، دار املعارف، مصر،د ط، 2.30، ص1986اللسانيات وأسسها املعرفية،، املطبعة العربية، تونس ط، ،عبد السالم املسدي3

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

150

:الحقول الداللية-2

، ألن " 1الكلمات تربط داللتها ، وتوضع حتت لفظ عام "نواحلقل الداليل هو "جمموعة ماملفردات اليت تشيع يف قطعة أدبية ما تكون فيما بينها أنواع من العالقات اليت ال تتوقف قيمتها

على وظيفة كل كلمة مفردة يف مجلتها ، وإحدى هذه العالقات هي ما يسمى احلقول الداللية أن املرسلذلك،االستبدالحمورعليهيعملالذياألساسيالركنهيالداللية،احلقولإن ، 2

عنهو عبارةاملختزن،الرصيدهذامفرداته،رصيدمنلديهماكالمهأثناءيستعملسوفإن":عنها، فيقول)بالعالقات اجلمعية(سوسري عرفهااليتوهيالداللية،احلقولمنجمموعةجزءاتشكل العقل؛(les rapports associatifs)هو)ا(اجلمعياتهذهمكان

ملولديات أيب محو من خالل مقاربتنا".3بهاخلاصةالفردلغةتشكل اليتوهيالذاتية،ثروتهمنيف خطابه الشعري املعجم اللغوي الذي سخرهأمكننا الوقوف على طبيعةموسى الثاين الزياين

خطوة حنو التفرد والتميز، و أعطاه مسة خاصة حبصيلة لغوية متميزة ذات والذي خطى بهاعتمد على الشاعردالالت غري ثابتة متغرية باستمرار ومنزاحة من حقل اآلخر، ومن مثة نقول أن

صعيد التجربةاليت أعطت فعالية خاصة على ،تعبريية أسلوبية ولغوية تقنياتواليت ،الشعراء الذين جايلوه عن جتربة غريه من الشاعر اخلاصة اليت متيز جتربتهيشكالن بصمة

ميكن النظر إىل شعر أيب ومن ذلكالداللية اخلاصة به، وسائلهإبرازيفأسهمت إسهاما كبريا

على رصد أهم احلقول يف هذا املستوى وبناء على ذلك فقد قامت دراستنا التطبيقية لة، الدال

.97، ص1988، 2طأمحد خمتار، علم الداللة، ، منشورات عامل الكتب، القاهرة،1121شكري عياد ، مدخل إىل علم األسلوب ،ص2

3 Ferdinand de Saussure, Cours de Linguistique Générale .Bejaïa Talantikit.2002,p 148.

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

151

وردت يف هذه القصائد هي:حقل الرحلة واألماكن املقدسة، حقل احلب، حقل الدعاء، ،حقل .احملمدية ...اخلاحلقيقة

:حقل الرحلة واألماكن المقدسة1الرحلة:-أ

ميثل حقل الرحلة حقال ثريا يف مولدية أيب محو موسى الزياين وهذا يظهر جليا يف األبيات التالية:

1قـلبـي محلـوا فـــي ركبهــم اسـرت اإلبـل لمـا ارتــحـلو 1

2وحـدا احلـاديازارو 2

3إليهـــم أنخ بريب جند وسلم عـلـى طــي ويا حاديا حيدو الركاب 3

4تاق مـا عرفواوللتـوديــع ما عطفــوا وسائليـن وباملشــيا رحلـني 4

يـار 5 5قفـا نـنشد فـؤادا بذاك احلـي قـد تـلفـايا حاديي ظغنـهـم حنو الد

6وال درى الصب بـعد البيـن ما فـعلواوارحتــلواشدوا عشيــة يـوم البـني 6

7حنو أربـعة باهللا عـج يب عـلى ذاك املحل عـج العيـس عرج يا حادي 7

.342عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره، ص: 1.342املرجع نفسه،ص: 2.346املرجع نفسه ،ص: 3. 348املرجع نفسه،ص: 4.349املرجع نفسه،ص:5.350املرجع نفسه،ص: 6.363املرجع نفسه،ص: 7

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

152

1إذا جئت اللوى واعتمدت الكثـيبـافـيا حادي العـيس حنو احلـمى-8

2دمــوعـي صبيـبـاوسـالت فـزاد اشتيـاقي حدوا بالنـيــاق 9

3امعـا والشعوبـفجـابو السهول ول وأمو الرسـوزمــوا احلمـول 10

4والقلب مين إىل أرض احلجاز صبـاساروا على البـزل واحلادي جيد 11

5ـبابقباب احلــي حنو ق وأسرعوا شـدوا مطيـهـم هذي األحبة قد 12

6رفـقا على الصب يا حاديـهـم فـأىب يسمعين يا حاديا والركـب فـقلت 13

نـهم عهـــدا تـرى بـيين و باهللا ختبــرين قف حادي العيس يا 14 7قـربـابـيـ

8بالعــوالج لى قطع أسباب النـوىع واستــعن وجوبا الفيايف واملهامة -15

إذن نقول أن الشاعر استحضر األلفاظ الدالة على الرحلة والتنقل من مكان تواجد الشاعر إىل املكان الذي يصبو إىل بلوغه أي املكان الذي يتواجد فيه احملبوب وهو الرسول صلى اهللا عليه طت

...........................التنقل والنزوح اسرت اإلبل ملا ارحتلو 1اهلادي.....................................الزمانازارو 2وحد احلادي....................................الزمان3

367، ص: السابقاملرجع 1.368املرجع نفسه، ص: 2.368املرجع نفسه ص: 3.372، ص: نفسهاملرجع4.373املرجع نفسه،ص: 5.373املرجع نفسه،ص: 6.373املرجع نفسه،ص: 7.375املرجع نفسه، ص: 8

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

153

حيدو الركاب إليهـم......التنقل والنزوح يف حيز زماين معني(زمانية +مكانية) ويا حاديا4يا رحلني......................................الزمان5يا حاديي ظغنهم حنو الديار........................التنقل والنزوح (زمانية +مكانية) 6............الزمانوارحتلو................................7يا حادي العيس عرج............................ التنقل والنزوح (زمانية +مكانية) 8فيا حادي العيس حنو احلمى.................... التنقل والنزوح (زمانية +مكانية) 9

حدوا بالنياق....................................الزمان10موا احلمول....................................الزمانوز 11التنقل والنزوح (زمانية +مكانية)فجابو السهول معا والشعوبا.......12التنقل والنزوح (زمانية +مكانية) ساروا على البزل واحلادي جيد....................13الزمان شـدوا مطيهـم................................14

يا حاديا والركب.................................. التنقل والنزوح (زمانية +مكانية)15يا حادي العيس قف..............................الزمان16نية +مكانية)وجوبا الفيايف واملهامة............................ التنقل والنزوح (زما17

من زمخا قويا وكل هذه الدالالت كانت هلا داللة بلوغ الغاية، وقد أعطت دالالت ذاتليست الرحلة املادية اليت نعرفها إمنا هي رحلة الرحلة يف القصيدة املولدية العواطف املتأججة ألن

هي ارحتال تعويضي عرب فضاء القصيدة يف الزمان واملكان من معنوية بعيدة عن العامل احملسوس و وهلذا اختار الشاعر ، املخيف الذي يرفضه الشاعر املليء باملعاصي واملآمث واقرتاف الذنوب الواقع

الرحلة الروحانية ليعرب عن رغبته يف التخلص عن قيود املادة واالستعالء عليها لعيش يف األمن ه ويزكيها ويقربه من اهللا سبحانه وتعاىل ورسوله الكرمي . واخلالص الذي يطهر روح

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

154

إحيائية متحركة، وشاعرية متدفقة، يزيدها اتطاقومن خالل ذلك تشكلت دالالت ذات قول الداللية األخرى. توهجا تناغما مع احل

األماكن المقدسة:-ب إن هذا احلقل له عالقة وطيدة حبقل الرحلة ولقد حظي هو األخر احتل مكانة كبرية يف

مجهورعندقداسةأخذمكانهو كلاملقدساملكانمولديات أيب محو موسى الثاين الزياين . و أحداثامثلتيفأمهيتهاوتكمنوالقدس الشريفاملنورةواملدينةاملكرمةمكةوهياملسلمني

.1عليه وسلماهللاصلىالنيبحياةتاريخيفمهمةوقد جندها يف األبيات التالية اليت يقول فيها الشاعر :

2احلـرم ـهـم بـيـن العـلـميـن وبـحــط العـشــاق ركائب 1

3احلـرم لـحـمى وا ملــا قـدمـوو عـزموا فــازوا غنم شـــد 2

4ي ـوسائل فدتك النـفس يف احلي عن م ة رامـو سلـــع و جند وعرج على 3

5ـوب مـزن مسـاوي هـا وسـقى ثـراها ص د عهدتـ ـق مىـا باحل دار رعى اهللا 4

6وى فإننــي يف حبـر من الشوق جلـي ـلى اهل ـدوين ع أجن جند فـيا أهل 5

7ري التـهامـي ـلى البدر املن ـســالم ع باحلمـىو البقيـع ســالم على من 6

8اـقـوال ذلك املشــتـاق قـد شغف لمــن عـرفـا جند وسائال بـريب 7

1418..343عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ،ص: 2343املرجع نفسه ،ص: 3345: املرجع نفسه ،ص4.345املرجع نفسه ،ص 5.346املرجع نفسه، ص:6.347، ص: نفسهاملرجع 7.349املرجع نفسه، ص: 8

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

155

عة أشـواط بـه رمـال واألركـان واحلـلال البيت وأبصـرت 8 1أطوف سبـ

2بطيـبة أال ليت شعري هــل أزور 9

3لطـيبة و الركاب ـ حاديا حيدفـيا 10

4ومشت عـرارا ربـوة وبطاحـاأو نشقت نسيما داـجن إذا جئت 11

5أرقـين سنـاه وراقـين والـبـرق شاقـين جند هب النسيم من أرض 12

6د سـرىـشوقا لن ركب الرباق وقما تـــرى جندوحباليت من شوق 13

7وتلـك الــرىب جنداإذا جئـت احلمـىفـيا حادي الركب حنـو 15

8عي سـكيباـفشـق ثـراهـا بـدم وأعـالمـها جنـد وإن جئـت 16

ر حنو رىب 17 9كاظــمةودـجن أال جيد السرى والسيـ

10جـوال خترباين عـن ذوات الـدمال بارقو العذيب و جند وعن أرض 18

11ح ـكعرف عبيـر أو كطيـب النوافجندوإن جئت 19

12تذكرنا عهد اهلـــوى واهلوادج بـوارق جند وإن بـرقت من أرض 20

351، ص: السابقاملرجع 1.353املرجع نفسه ، ص: 2.353املرجع نفسه ، ص: 3353املرجع نفسه ، ص: 4.355املرجع نفسه ، ص: 5.357املرجع نفسه ، ص: 6.360ص:نفسهاملرجع 7. 368املرجع نفسه ،ص : 8. 373املرجع نفسه ، ص: 9

.375املرجع نفسه ،ص10.375،صاملرجع نفسه11376املرجع نفسه ،ص 12

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

156

1املـوارج عرفتـها فشـق ثراهـا باجلمـوع احلجاز وان جئت أرض 21

يــع احلوائـج احلجازوقض مناسيك 22 2بأسرهـا وزر زورة تـقض مج

املالحظ يف هذه األبيات أن الشاعر عمد إىل ذكر بعض األماكن اليت حتيط باملدينة املنورى أو

مرة11جند مرات3احلمى مرتني2احلرم

مرتني2طيبة مرتني2احلجاز مرة1دار مرة1سلع مرة1رامة

مرة1البقيع مرة1العذيب مرة1كاظمة

مل يورد الشاعر هذه هذه األماكن قد وطئتها رجل احلبيب املصطفى صلى اهللا عليه سلم ، أم قريبة منها باعتبار أن القرب منها يعترب يف حد ذاته قداسة ومن خالل هذا نقول أن الشاعر انتهج طريق املتصوفة يف

.376،صالسابقاملرجع 1.376املرجع نفسه ،ص2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

157

لمجاهدة الروحية، وبلوغ هذه املقاصد هو اإلشارة إىل لاهلذه األماكن اليت أعطوها رموز تقديسهم

ولكن الشاعر عمد إىل ذكر هذه األماكن باعتبارها مقصد لكل عبد مسلم يف هذه املعمورة عاىل حبب النيب واالقتداء به يسعى إىل التطهر من الذنوب واملعاصي ، والتقرب من اهللا سبحانه وت

وتعاىل والعيش يف اطمئنان وسالم يف الدار األبدية حقل الحقيقة المحمدية:2

أيب محو موسى الثاين الزياين، يعترب هذا احلقل من أهم احلقول الداللية اليت وردت يف مولدياتالرسول صلى اهللا عليه وسلم موجود يف الوجود قبل كل املوجودات ، واحلقيقة احملمدية تعين أن

وتعترب ليلة مولدا احلديث عنها يف قصائده املولدية ، وجند هي جزء ال يتجزأ من هذه احلقيقة، ولقد أكثر شاعرن

:1ذلك يف قولهلة اإلثـنـني نورك قد مسـا واجنابت الظلماء عن أفق السما يا ليـ

وانـهـد إيوان لكسرى عندما خلق النيب اهلامشي معـظمـالـة غرا بشه ر ربيع يف ليـ

ر الورى والبدر شق بغري إفك يـفتـرى مبحمد املختار من خيـواجلذع حن إليه من غري امرتا واملاء نبعا من أنامـله جـرى

من غري ممنون وال ممنوع

.357عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ،ص 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

158

: 1ويقول يف قصيدة أخرىأتى رمحـة للعبـاد وأظهـر للحـق نورا خـبانيب

دت فلله ذلـك مـا أعـجبـا ونريان فارس قد أمخوكسرى تسـاقط إيوانـه وذاق من الرعب كاس الظىب وخـرت قـواعـد إيـوانه وصارت رميما كمثل اهلبا

وكلمت الوحوش للمصطفى ونطق الـذراع له أعـجباوحن له اجلذع مستـوحشـا وكلمـه الظيب مستـغـربا

تمام وردت له الشمس أن تـغرباوشق له البدر عنـد الوأسـرى به ليـلة االرتقا جتل عن الوصف أن حتسبا

واألمثلة عديدة يف قصائده املولدية، اليت تنوعت فيها الدالالت واإلحياءات واإلمياءات اال واسعا من التأويل واالستنباط والتحليل. واإلشارات حبيث أعطت للمتلقي والدارس األسلويب جم

لقد عمد الشاعر إىل ذكر إرهاصات النبوة للرسول صلى اهللا عليه وسلم، وتعظيم ليلة االثنني

اهللا سبحانه وتعاىل على غريه من األنبياء، وتكلم الظيب، وانشقاق القمر...اخل. وهذا كله ما ذكر إال لتعظيم مكانة الرسول صلى اهللا عليه وسلم، واإلقرار بوجوده واإلميان به، واالعتزاز به على أنه

خصه سبحانه وتعاىل بالشفاعة نيب األمة وهو الرمحة اليت جاءت للعاملني ، وهو النيب اهللا الذيألمته يوم احلشر. ولعل السبب الذي جعل الشاعر يركز على هذه احلقيقة هو احلب النبوي الـذي يرتقي بصاحبه إىل احلب اإلهلي والفوز يف اآلخرة بأوسع اجلنان والشرب من حوض خري األنام.

حقـل الحـب :-3

.361، ص السابقاملرجع 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

159

ألفناها يف املورث اليت أشعار احلب والغزل ،املألوفة يفوحيتوي هذا احلقل على تلك البىنالعريب القدمي حبيث يكون موضوعها األساسي املرأة .

محو يات أيبيعد احلب من أهم املواضيع اليت تقوم عليها القصائد املولدية وخاصة مولد، وعلى هذا موسى الثاين الزياين ، وقيل إن احملبة موافقة احملبوب فيما ساء وسر ونفع و ضر1

ك قوله:لاألساس ظهر الشاعر عاشقا وهلان حمبا ومشتاقا حلبيبه ومن ذ2ومل◌ تـنــم عـيين مبفـارقـة النـــدم األحبــاب نـام 1

3ميوت وحيي فارث للميت باحلي اهلوىوقل ذلك املضىن املعذب ب 2

4ـم حسناحبك نـزلتم من فـؤادي منزال حسنـا وكل ما ساءين يف 3

5باحااألحبـة وشاحـا مىت جـرى ذكرىبالغـرام تـزيا مشوق 4

6واعجباالقلب والبـني أشعل نار الوجد يف كبدي والدمع يضرمها يف 5

7وان طـريق الغـي لست بناهج حببهاوقل لسليمة لست أسلـو 6

8للقبول حماوج قـلوب نبينـــا بصــدق حــب وسيلتـنا هللا 7

تعترب هذه األبيات جمرد أمثلة على ما ورد من ألفاظ احلب والعشق واهلوى يف املولديات، ألن الشاعر أورد منها الكثري وأعطى من خالهلا دالالت منزاحة عن املألوف ، حبيث جتردت عن العلم

،ص 2011، 1ابن القيم اجلوزية ، طريق اهلجرتني وباب السعادتني ،دار اجلوزي للنشر والتوزيع ، القاهرة، مصر، ط1348.

.341عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين ، حياته وآثاره،ص:2.345املرجع نفسه ،ص:3.348املرجع نفسه ،ص:4.352املرجع نفسه ،ص:5.371،ص:هنفساملرجع 6.376،ص:نفسهاملرجع 7.377املرجع نفسه، ص: 8

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

160

، وقد تفاوتت نسب ورودها يف املولديات، وحنن اهردين الط سوس وتعلق بالعامل الروحاين الل احملبصدد إحصاء هذه األلفاظ ركزنا على البعض منها وأمهلنا بعضها وذلك لكثرها ، وهي كاأليت :

األلفاظ التي لها داللة الحب

عدد تكرارها بالنسبة لعدد 508األبيات

نسبة تكرارها بالنسبة لعدد 508األبيات%

%11.41مرة58الحب%10.43مرة53القلب%10.03مرة51الشوق%05.11مرة26الهوى%02.16مرة11الغرام%01.71مرات09الفؤاد%0.93مرتني2المودة%0.93مرتني2الهيام

بني الفينة واألخرى، واليت هي دائما يف توتر مستمر ،وبذلك نقول أن أبا محو موسى يف مولدياته شكل سلما متدرجا يف احلب، والذي من خالله أعطى فعالية قصوى يف تكسري جو النص

تنوعا وتطورا يف االنفعاالت اليت جتعل املتلقي يتفاعل معه تفاعل الشعوري مما خلقيادي االعتيكسر توقعه .

وقد جند هذه األلفاظ مصحوبة بألفاظ األمل واحلرقة والدموع واجلوى والنوى والنأي والبعد احملبوب عنه وهجره، عن احلبيب وقد جند الشاعر يذكر الوشاة والعواذل الذين كانوا سببا يف بعد

وذلك ليعرب عن العوائق اليت كانت حتول بينه وبني حمبوبه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم واليت

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

161

تتمثل يف اهلوى ، والنفس اليت تغر بصاحبها والشيطان الذي حيجب العبد عن ربه ويقف عائقا عه من تتبع سنة رسول اهللا صلى بينه وبني الغاية اليت يصبو إليها من أجل الفوز يف اآلخرة ،ومين

اهللا عليه وسلم. ومن خالل هذا املعجم نقول أن شاعرنا قدم مجلة من األلفاظ الدالة ، واليت أسهمت هإسهاما كبريا يف نقل انفعاالته وأحاسيسه الوجدانية؛ وذلك حسب مواجده ورغباته وانفعاالتعا عن تلك االستخدامات الغزلية املألوفة واليت

. ىعهدناها من قبل عند شعرائنا العرب القداملقد متيز أبو محو موسى الثاين يف اتكاءه على معجم احلب باستحضار عنصر املرأة وقصص

السماوي احلب وذلك خللق صورة دينامية تربز العالقة اليت تربط بني احلب األرضي و احلب اإلهلي؛ أي بني العاشق واملعشوق ، وإذ مل تكن يف صيغة املرأة مصرحة ، فإننا جنده خياطبها يف

جو من احلوار املتبادل ، كما نالحظ ذلك يف األبيات التالية:نـزلتم من فـؤادي منزال حسنا وكل ما سـاءين يف حبكم قد حسنا1

ذ من بـعدكم سكنا وحبكم يف صميم القلب قد سكنا بنتم فـلم أخت1وبـعدكم صار عندي بسنا

وألفت النحيبـا وشب األسى يف فـؤادي هليباألفت الضىن 2مع من مقليت أن تصـوبا وحق لنـفسي أسـى أن تذوبا وللد

منكم غريباوقد كنت بالوصل منكم قـريبا فأصبحت باهلجر 1جفاين احلبيب فسر احلسـود وأدىن البعيـد وأقصى القريبا

.348ص:جيات ، أبو محو موسى الزياين حياته وآثاره ، احاحلميدد بع1.365ص: املرجع نفسه ، 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

162

شق لنفسه طريقا مليئا باملصاعب ومن خال األبيات السابق ذكرها ؛ نستنتج أن الشاعر ، وما ذاك إال كناية عن احملبوب واملعانات و املشقة وطول الطريق اليت توصله إىل نيل رضا

احملبوب احلقيقي وهو حممد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم والذي يتخذه الشاعر وسيلة للفوز والنجاة وإذا قلنا حمبة الرسول صلى اهللا عليه وسلم نقول حمبة احملبوب األعظم اهللا سبحانه وتعاىل.

لبواطنها، تمحو موسى الثاين ، هي انعكاساومن مثة نقول أن ظواهر ألفاظ احلب عند أيبوأقنعة جلواهرها واليت تأرجحت بني عامل املادة وعامل الروح .

والشك أن أبا محو موسى الثاين يستقي أصول مذهبه من مرجعية دينية خالصة مستمدة من الكتاب والسنة ، إذ أن فعل احلب قد جسده النص القرآين من خالل قوله تعاىل: ﴿

منني أعزة على الكافرين جياهدون يف سبيل الله و يت الله بقوم حيبـهم وحيبونه أذلة على الم افسوف ي فوالذين ، وكذا قوله :﴿ 2﴾ء والله واسع عليم آتيه من يش و ذلك فضل الله ي ـئم وال خيافون لومة ل

يعا وأن الله رى الذين تـ أشد حبا لله ولو ءامنوا شديد ظلموا إذ يـرون العذاب أن القوة لله مج، يعين 4، وكذلك قول اهللا تعاىل : ﴿ قل ان كنتم حتبون اهللا فاتبعوين حيببكم اهللا ﴾3﴾العذاب

نه املبلغ عنه ما حيب وما يكرهه، فمتابعته موافقة هللا يف أن متابعة الرسول هي موافقة حبيبكم ، فإ5فعل ما حيب وترك مايكره.

INTERTEXTUALITÉ:مستوى التنـــاص-3

.56ملائدة اآلية :اسورة2.164سورة البقرة، اآلية :3.30سورة آل عمران اآلية : 4.348، طريق اهلجرتني وباب السعادتني، ص: ابن القيم اجلوزية5

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

163

ذ عند النقاد الغربينيناص يف صورته الن إن مصطلح الت أنفسهم ظرية احلالية هو اكتشاف غريب اختومن خالل هذا نقول أن التناص مصطلح 1عدة مفاهيم قبل أن يصبح متداوال يف ساحتنا النقدية.

حديث، ظهرت بذوره األوىل يف منتصف الستينيات من القرن املاضي، حني استخدمته الناقدة اللسانية حبثهاخاللمنالباختيين،التفكريعلى صرامة◌كدتاليت أ، و J. KRISTEVAجوليا كريستيفا

حولدراستيهعلىباعتمادها، وذلك) M.BACHTINE )1895-1975باختني مفاهيمعنإنه أحد "وعرفته بقوهلا: ،François Rabelais2ورابليه،Fiodor Dostoïevskiدوستويفسكي

استدعاءه غري أن "3مميزات النص األساسية، واليت حتيل على نصوص أخرى سابقة عنها أو معاصرة هلا يف الذاكرة وتنشيطها بكيفية ختدم الفهم، وهذا بالتحديد ما يؤكده علم النفس يتطلب تنظيما للمعرفة

ص األديب يف كتابه التداولية من أجل الن D.Maingueneaاملعريف ورمبا هذا ما عىن جانبا منه ماجننو، فكل 4بانسجام الفهم يستنفر جمموعة من القدرات لقطع مسافة خطابية موجهة زمنيا أن حني قرر

.5نسيج جديد من الشواهد املتطورة - R. Barthesبارتعلى حد تعبري -ص ن

ا وهذا يعين أن كل نص الحق له عالقة مع نص سابق ألن النصوص ال تنبثق من عدم إمنتبقى على صلة وطيدة مع بعضها لتعطي فعالية وحيوية تضمن دميومتها ، وهلذا فإن النص

حسن بن مالك، جتليات االجتاه النسقي يف النقد الروائي العريب ، خمطـوط ، رسـالة دكتـوراه، إشـراف الـدكتور قـدور إبـراهيم عمـار، 1.222، ص 2005/2006جامعة وهران، اجلزائر، السنة

2Julia.Kristiva, Recherches pour une sémanalyse.ed .du seuil , 1999, pp 82.-84

.215، ص1985، 1سعيد علوش معجم املصطلحات األسلوبية املعاصرة، دار الكتاب اللبناين، بريوت، ط-34 Dominique Maingueneau, pragmatique pour le discours. litteraire,Bourdas,Paris,1990 ,p365 Barthes .R,theories du texte .dictionnaire des genres et notions litteraires .A.Michele,p100

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

164

الزمنية، وذلك بذلك ـ اختزال خلطاطة التشكل األدائي، مما يتيح فضاءات تأويلية، وكأن امللفوظات املتعددة يف

ومما ال 1خطابات نصوص أخرى. تتحول يف النص املتناص إىل ملفوظ، جيمع الكل يف واحد".شك فيه أن التناص يوسع من فضاء القصيدة، ويرفدها بطاقة إحيائية وداللية جديدة، لذلك فإن

إنتاج التناصات ال يتم إال من2ؤلف النص ،هذه التناصات، وإعطاؤها دالالت جديدة، نابعة من الوضع السوسيو/ثقايف مل

وبذلك فإن كل نص ليس عبارة عن وعاء لنص سابق أو محال له دون مقصدية داللية ، إمنا لنص آخر والذي يظهر من خالله كمولود جديد إذ انه يلبسه ثوب كل نص هو مبثابة رحم

ة جديد بصورة فنية أخرى ذات فعالية تواصلية ، تسهم يف خلق شعرية النص ، ألن كل قصيدلدى الشاعر انفتاح جديد النفتاح وامتداد قدمي، وفق رؤية الشاعر واستثماره لطاقته الثقافية

وهذا ما نستشفه أيضا .3املخزونة، اليت تسهم يف إثراء النص، وشحنه بدفق إحيائي وداليل عميقبل هي "ليست القصيدة موضوع قراءات تقدمية واسرتجاعية لنصها فحسب،: من قول ريفاتري

4أيضا نسق قادر على إرجاع قابل للتوسيع، ولكنه يظل إرجاعا إىل كلمات يراقبه التناص".

إن النص املتناص له قدرة إحيائية، متكنه من السيطرة على القارئ حىت عندما تطمس معامل النص 1املتناص .

فعالية خاصة ، واليت أسهمت إسهاما كبريا يف -عند أيب محو موسى الثاين –إن للتناص تشكيل بنىي فنية متميزة لقصائده املولدية.

. 227رجاء عيد ، القول الشعري منظورات معاصرة ، ص1.39،ص 1997حسن حممد محاد، تداخل النصوص يف الرواية العربية ، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2.175ة يف شعر بدوي جبل ، ص عصام شرتح ،الظواهر األسلوبي3، 1ريفاتري ميكائيل ، سيمونطيقا الشعر ، تر : حممد معتصم ،منشورات كلية األدب والعلوم اإلنسانية ، الرباط / لبنان،ط4

.229د ت، ص .176عصام شرتح ، الظواهر األسلوبية يف شعر بدوي جبل ، ص 1

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

165

جدها يف أغلب األحيان عبارة عن اخللفية الثقافية والتارخيية والدينية اليت يكتسبها شاعرنا ، فن

املولدية، واليت أعطت قوة خاصة سامهت يف تشكيل بنية النص األسلوبية ظهر خصوصياته ومن مثة حاولنا بأن نقف على التناص القرآين دون أنواع التناص األخرى لن

له مرجعية دينية وأنه يستقي مذهبه من معامل القرآن الزياينموسىوكما قلنا سابقا إن أبا محو الكرمي ، إذ كان له مصدر من مصادر اإلهلام الشعري ، وهذه صفة من صفات الشعر املولديات،

اليت تقوم على الصفاء والتطهر والتأمل يف الكون والتدبر يف اخللق وهذا كله ينبع من معامل اليت

تناص الشاعر بالقرآن أحدث نوعا من االنزياح حبيث أضفى من خالله جو من القداسة، إن حبيث جتعله يتجاوب معه دون انقطاع خلق حالة الشعورية لدى املتلقيوالذي أسهم يف

ويستشف من خالله حقائق األشياء بنوع من االرتياح النفسي واإلشراق العقلي ،كما أنه يربطه ، ومن مثة ال جيد املتلقي أي صعوبة يف استحضاره للنص الغائب .بنص الغائربطا مباشرا مع ال

إن التناص عند أيب محو موسى الزياين يف قصائده املولدية يأيت جليا تارة ويأيت خفيا تارة اليت تتضح إىل تقنية التناصاألبيات بقي أن نشري يف هذهأخرى واإلشارة هي اليت تنوب عليه.

النبوي البنائية يف لغة الشاعر متأثرة بلغة القرآن الكرمي واحلديثبشكل واضح يف بعض األساليبالشاعر بتوظيفاته بطريقة فنية رفيعة توحي بوعيولقد استطاع الشاعر توظيف هذه التناصات

ا مما يؤكد لنا مرجعية ، وهذتوهجا دالليا يف بناء قصائده حبيث أعطتها تاليت سامهالتناصيةشاعرنا الدينية املتمسكة مبعامل القرآن اليت نص عليها

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

166

قبل أن نتعرض يف دراستنا إىل التناص بالقرآن الكرمي نذكر تناص الشاعر مبا ورد يف الرتاث فكانت اجلزائريالشعرمسريةيفبقوةاحلاضرة" املنفرجة"قصيدةالشعري العريب ومن مثل ذلك

ها وإيقاع معانيهايستحضرونالنحوي،ابنبعدمنجاؤواالذينالشعراءمنكبريتأثر حمطقصيدته يفالزياينموسىمحوأبوتأثرواالذينالشعراءومنواألخالقيالديينوتوجههاورويها

ومنفيها، بقوةباديةالقصيدةيفاملنفرجةروحجندإذ؛)الديجيفاملضطرنداجييبمنيا(:قولهثناياهايفواضحاالتعلقيبدواليتاألبيات

1انفرجيأزمةيادعاالقنوط قـنط إذاعلىيأيت رمحته لطف و

املنفرجـةمطلعيفالنحويابنقولإىلحييلفالبيتفرجـي قد أزمةاشتــدي 2بالبلـــج ليـلك آذن تنـ

اهللاعفويفذنوبهبعظم يعرتفوقد جنده يتقطاع يف بيت شعري أليب نواس حني:باجلناةورأفتهأعظم عفوك بأنعلمت فلقد ذنويب كثـرة عظمت إنرب يا1ويستجري يلوذ حمسـن فبمن إال يرجوكال كان إن

فنجد أبا محو موسى يضمن هذا القول يف بيت له والذي يقول فيه :2يا رب ذنويب قد عظمـت فمنن بالعفو عن جمتـرم

أما يف ما خيص التناص بالقرآن الكرمي فهو كثري يف املولدات وقد نذكر منه قول :قرآنيةآيةاملتضمنالزياينموسىمحوأيب

.362حياته وآثاره، ص:عبد احلميد حاجيات، أبو محو موسى الزياين1.92، دط، دت، ص 1حممد بن رمضان شاوش الغوثي بن محاد، إرشاد احلائر إىل آثار أدباء اجلزائر، ج2، 1أبــــو نــــواس، الــــديوان، حتقيــــق، عمــــر فــــرتوق الطبــــاع، دار األرقــــم بــــن ا أيب األرقــــم للطباعــــة والنشــــر، بــــريوت، لبنــــان ط1

. 532،ص: 1998.342املرجع السابق ، ص:عبد احلميد حاجيات،2

الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثانيالفصل الثالث :

167

3واهلوج الضيق عندالضريج ويكشف الد يفاملضطرنداجييبمن يا

السوء ويكشف دعاه إذاالمضطر جييب ﴿أمن: تعاىلاهللاقولهيواآلية.4تذكرون﴾ماقليال اهللا مع أإله األرض خلفاءوجيعلكم

◌اكبريةلدرجةيرتبطآخرموضعشاعرنا يفوجند لفيقو القرآينقبالسشجيكل ضرفاكشف الضرمسيندعا قدحني أيوب عنالضركاشف يا

أرحم وأنت الضر مسين أين ربه نادىإذ وأيوب ﴿: تعاىلقولهإىليشريوالبيت5﴾الرامحني

يف النص، واستيعابه يف التشكيل الفين من خالل الصيغة احملكمة واإليقاع، ضمن مرتكزات .التناص اليت جتعل من النص الغائب والنص احلاضر وحدة فكرية واحدة

.362املرجع نفسه ص: 3]،62[سورة النمل، اآلية 4]83[سورة األنبياء، اآلية: 5

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الخاتمة:الثاني

169

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الخاتمة:الثاني

170

والتعبريية واإلحصائية لدراسة شعر املولديات عند أيب محو موسى الثاين ، وذلك من أجل حتديد

بالتحليل املستويات اللغوية األربعة: الصويت والرتكييب والداليل وحىت مستوى التناص مما ساعد على حتليل الكثري من الظواهر األسلوبية وبيان وظيفة كل منها. والبد من وضع نقطة النهاية واليت من خالهلا نذكر أهم النتائج األساسية اليت خلصت إليها من خالل هذه الدراسة واليت

متثلت يف ما يلي:

مازالت األسلوبية علما ناشئا يسعى إىل التطور ، وذلك من خالل احتكاكها بالعلوم -ا كبريا يف إبراز

املتلقي بتلك الصدمة اليت حيدثها له ، وفك الشفرة والرمز إلبراز الداللة املراد الوصول إليها.

ألنعربيا مغربيا،أدبيافنااملولديات باعتبارهبتاريخاحملدثنيأوالقدماءمنأحديعنمل-فنا يكنوملالتاريخ،يفيطردملوألنهء،الشعرافحولمناألغلبيفيكونواملالذين أجادوه

وارتبط مبولد نشأهو فنإمنا◌ ووالنسيب،والوصف،كالرثاء،الشعريةالفنونبنيظاهرا

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الخاتمة:الثاني

171

املديح النبوي اليت يعكس فيها الشاعر حبه الشديد النبوي الشريف فهو بذلك لون من ألوان ألعظم خلق يف الكون حممد صلى اهللا عليه وسلم .

وأدبيةدينيةإن لشعر املولديات غايات-بديعية، كما أن القصيدة املولدية هلا بنية هيكلية تشبه قصيدة املديح النبوي واليت تتمثل يف املقدمة الغزلية أو الطللية والتخلص واملوضوع واخلامتة اليت تتنوع بتنوع املشاعر واألحاسيس.

تعامل مع املناهج النقدية احلديثة ؛ بل هو يف أمس احلاجة إن شعر املولديات ال يرفض ال-عند معىن اومعاين متغرية، ألن شعر املولديات ال يرسو ة

حمدد ووحيد؛ بل حيتاج بأن يتجدد ويعمق ويوسع بتعدد القراءات حىت يظل حيا ويضمن له باخللود.

محو موسى الثاين عرفت كيف جتد طريقها إلينا من خالل إيقاعها إن مولديات أيب- املتميز وتراكيبها الرصينة وحقوهلا الداللية املتنوعة ومعجمها الشعري املتناسق ، مما جعلها

تدادها من املاضي البعيد إىل احلاضر ومازال االمتداد إىل أذهان القراء وذاكرة األدب باماملستقبل.

قد برزت جمموعة من الظواهر الصوتية يف مولديات أيب محو موسى الثاين ، فتبني لنا - توفرها على إيقاع متنوع وخمتلف على حسب األوزان اليت استعملها الشاعر رغم أنه مل يورد

ر اخلليلية إال أن متتبع هذه الدراسة سوف يالحظ إن الشاعر عمد إىل الكثري من البحو استعمال البحور الشائعة ذات النفس الطويل ، واليت تناسبت و جتربته الروحية والذاتية، ومن

ناأللوا

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الخاتمة:الثاني

172

اليت أثرت اإليقاع اخلارجي والداخلي ملوسيقى النص، حبيث تشكلت من خالله دالالت إحيائية تالءمت وحالته الشعورية .

وقد تبني يل أن أبا محو موسى الزياين كان يسعى دائما إىل معان خاصة تتعلق مبسألة - ت املهموسة ليربز لنا احلب النبوي وحب الذات اإلهلية وذلك من خالل تكراره لبعض األصوا

إصراره على ذلك األمر مدعما إياه بالتجنيس سواء كان تاما أو ناقصا أو اشتقاقيا يف نوع من اإلحلاح. وقد كان الصرب وثقته بربه هي اليت زادت من إصراره على بعث تلك الظواهر الصوتية

اليت تالءمت جدا وحالته الشعورية.

رنا كان كثري العدول واالنزياح عن الرتاكيب األصلية للجمل وقد ظهر يل كذلك بأن شاع-األساسية والذي أعطى من خالله مسة أسلوبية متميزة ، كسمة التقدمي والتأخري واليت ظهرت

الروحانية االستنباطية ، ولقد شكلت هذه أسسه ونوع يف استخدامه مبا يتناسب وجتربتهالعناصر حضورا واسعا يف شعره مما جعلها ظاهرة أساسية يف تراكيبه اللغوية .

أما يف ما خيص املستوى الداليل فقد حاولنا أن نزيل الغطاء كليا عن لغة القصيدة اليت -الكشف عن أهم الدالالت اليت

يعرب فيها الشاعر عن حبه وشوقه للرسول صلى اهللا عليه وسلم ، واليت متيزت برمزيتها املبهمة

انية تستعلي عن عامل املادة رغبة منه يف التطهر والصفاء والنقاء وترك املعاصي والذنوب والتخلي عند الدنيا للفوز باآلخرة أي الدار

كيف األبدية واليت يصل إليها إال عن طريق الصرب واملشقة وجماهدة النفس. كما أنين اكتشفت

البنى األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الخاتمة:الثاني

173

لغوية سطحية من عدة حقولألفاظعدة مجع الشاعرواليت حسب مصادرها،

متالمحا مما ساعد على الكشف عن أهم الدالالت اليت تعددت وتنوعت يف القصائد املولدية ، حقل احلب ، واحلقول اليت وردت يف الدراسة وهي حقل الرحلة واألماكن املقدسة وحقل

واحلقيقة احملمدية.

لقد ساهم التناص يف خلق شعرية خاصة للقصيدة وخاصة التناص القرآين الذي ألبسها - وهذا إن دل على شيء فإمنا يدل على ثوب من القداسة حبيث أعطاها انفتاحا وتبلورا جديدا

القصائد املولدية حيوية

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

174

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

175

يعقوب األزرق، القدس للنشر والتوزيع، يبالقرآن الكرمي ، رواية ورش عن نافع من طريق أ* .2011القاهرة،

المصـادر:أوال:هـ1304القاهرة -اخلرييةبعةاملط: األدبوغايةاألدبخزانة ، ابن حجة احلموي 1حممد عبد اهللا عنان، مكتبة :ابن اخلطيب ، لسان الدين: اإلحاطة يف أخبار غرناطة، حتقيق2

،3م، ج1975، 1اخلاجني بالقاهرة، ط: حممد الشريف قيقحت،الصيب واجلهام واملاضي والكهام ، ديوان اخلطيب الدين لسان ،ابن 3

1973الوطنية للنشر، اجلزائر قاهر، الشركة

6ج1997، 2ط–دار صادر –حتقيق الدكتور إحسان عباس ، لسان الدين ابن اخلطيب4

يف عاللة االغرتاب ، حتقيق الدكتور أمحد خمتار اجلرابنفاضةاخلطيب، لسان الدين،ابن5م1968القاهرة العبادي،

دار اجليل للنشر والتوزيع، دط، ،يف حماسن الشعر وآدابه ونقدهالعمدة،اينريو رشيق القابن6،1،ج1981

، العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده، حتقيق ، عبد احلميد هنداوي، املكتبة // // 7.2العصرية، صيدا بريوت ، ج

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

176

هـ1372القاهرة - السنة احملمديةبعةالذيل على طبقات احلنابلة: ، مط،ابن رجب8ابن سنان اخلفاجي: حممد أبو حممد عبد اهللا، سر الفصاحة، دار الكتب العلمية، بريوت، 9

،1982هـ،1،142لبنان، ط،بريوت،دار صادربعةعباس. مطإحسان: قيقفوات الوفيات. حت،ابن شاكر الكتيب 10

1973اإلسكندريةاملعارف،منشأةسالم،زغلولحممدحتقيق،الشعر،عيارالعلوي،طباطباابن11

.دت، 3ط ، أبو احلسن حازم القرطاجين،منهاج البغاء وسراج األدباء، حتقيق حممد احلبيب ابن خوجة، دار 12

1966الكتب املشرقية، تونس، حتقيق الدراجي ، "الوادعبدبينمنامللوكذكريفالروادبغية:" خلدونبنحييأبو زكرياء13

2007، دط، 2بوزيان، دار األمل الدراسات، جزائر عاصمة القافة العربية،، ج،"باب من اإلميان أن حيب ألخيه صحيح البخاري أبو عبد اهللا حممد بن إمساعيل البخاري ، 14

.8، ص 1ما حيب لنفسه"، حتقيق صديقي العطار، مطبعة دار الفكر، طعمار، حنلة اللبيب بأخبار الرجلة إىل احلبيب، مطبعة فونتانة ، بن أبو العباس سيدي امحد15

1903اجلزائر ،

أبو عثمان عمرو بن اجلاحظ البيان والتبني، حتقيق وشرح عبد السالم حممد هارون ،مكتبة 161985هـ/51405اخلاجني للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة ط

قيق مفيدة قميحة ، دار الكتب العلمية ، لبنان ، أبو اهلالل العسكري ، الصناعتني ، حت171989، 2ط

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

177

حتقيق الدكتور ، من غصن األندلس الرطيبنفح الطيبامحد بن حممد املقري التلمساين ، 18.2،1968ج–دار صادر –إحسان عباس

وزيرها وذكر ،من غصن األندلس الرطيبنفح الطيب،الطيبنفحاملقري،محد بن حممد أ196ج1997، 2ط–دار صادر –حتقيق الدكتور إحسان عباس ، الدين بن اخلطيبلسان

أزهار الرياض يف أخبار عياض، منشورات صندوق أحياء أمحد بن حممد املقري التلمساين.20، دط، دت.الرتاث اإلسالمي املشرتك بني اململكة املغربية ودولة اإلمارات العربية املتحدة

حنلة اللبيب بأخبار الرحلة إىل احلبيب املعروف: "برحلة ابن عمار" ، ،أمحد بن عمار اجلزائري 21.1902، دط ، اجلزائر، طبع مبطبعة فونتانة

.حممد داالستقصا ألخبار دول املغرب األقصى، حتقيق.جعفر الناصري، ، أمحد الناصري22.دط ، دتالناصري، دار الكتاب الدار البيضاء.

، 4امرؤ القيس، الديوان ، حتقيق حممد أبو الفضل ابراهيم ، دار املعارف ، القاهرة ط231984.

رسائل أيب العالء املعري، شرح وحتقيق : عبد الكرمي خافية، منشورات اللجنة األردنية 24م1979هـ/1399والرتمجة والنشر ، عمان ، دط، بللتعريالكتبالدين،دارناصرحممدمهديلهوقدمشرحهالديوان،قيس ، بنميمون: األعشى25

1993، م2لبنان،طبريوتالعلمية

يف اللغة والبالغة ، مجار اهللا أبو القاسم حممود بن عمر الزخمشري ،أساس البالغة معج2611996مكتبة لبنان /بريوت، ط

جالل الدين السيوطي ، حسن املقصد يف عمل املولد ، حتقيق مصطفى عبد القادر عطا دار 27هـ1405م/ 1985، سنة 1الكتب العلمية ، بريوت لبنان ، ط

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

178

عبد القاهر اجلرجاين، أسرار البالغة، حتقيق حممد الفاضلي، املكتبة العصرية ،صيدا، بريوت، 281999، 2ط

ديوان، حتقيق: حممد سيدكيالين، مطبعة مصطفى البايب احلليب، الري، شرف الدين حممد البوص291995القاهرة،

مستظرف حتقيق حممد قمحية فنكليفاإلبشيهي،املستطرفأمحدابنحممدالدينشهاب301983، 1، دار الكتب العلمية، بريوت ، ط

املعارف، دط، دتشرف الدين حممد البوصريي، منت اهلمزية يف خري الربية، مكتبة 311989األردن،: خميمر صاحلقيقحت،ديوانال، الصرصري 32حتقيق وتعليق وتقدمي د. عثمان أمني ،دار الفكر العريب ، القاهرة، رايب، إحصاء العلوم،االف331949، 2ط

، 1علي فاعور ، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان ، ط: ديوان، حتقيقالالفرزدق، 34م1987/هـ1407

يف علم املعاين تصحيح األصل حممد عبده وحممود ل اإلعجازئدالعبد القاهر اجلرجاين 35الرتكيزي الشنقيطي تصحيح الطبعة وتعليق احلواشي حممد رشيد رضا، دار الكتاب العلمية، بريوت

./لبنانتاريخ ابن خلدون املسمى " ديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب ، عبد الرمحن بن خلدون36

ضبط املنت ووضع احلوشي والفهارس: خليل شحادة ، "،والرببر ومن عاصرهم ذوي الشأن األكرب2000،زكار، دار الفكرمراجعة سهيل

1976، بريوت ، لبنان ،للطباعة والنشردار بريوت،ديوانال،بن الفارضعمر 37

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

179

، ، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، إلمام حممد بن يوسف الصاحلي الشاميا38.م1997/هـ 1418، 1ط القاهرة، ،د. مصطفى عبد الواحد،حتقيق، 01العلمية،بريوت،لبنان،طالكتبالنبوية،داراملدائحيفالنبهانية:النبهاينيوسف39

.1جم، 1996ه،1417المعاجم:ثانيا

، 1، ط1العرب دار الصادر بريوت ج نلسا،حممدالدينمجالالفضلأبو"ابن منظور، 1.م1994هـ/ 1414

.2جم،1956بريوت،دط،صادر،دار،العربلسان// // 2.2لبنان ،دط، دت ج، دار ومكتبة اهلالل، بريوت ، // // 3.7ج،دار ومكتبة اهلالل، بريوت ، لبنان ،دط، دت،العربلسان// // ، 4املعارف القاهرة، دط، حتقيق عبد اهللا علي الكبري وحممد امحد، دار - العربلسان- // // 5

.5دت ، ج،7ج،،2003، 1طالعرب،دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان، لسان،// // 6.1985عريب)، منشورات حروس، طرابلس، لبنان، بسام بركة، معجم اللسانيات(فرنسي7دطلبنانبريوت-ناشرونلبنانمكتبة،وتطورهاالبالغيةاملصطلحاتمعجممطلوب،أمحد8

2000..1979، 1عبد النور جبور ، املعجم األديب ، بريوت دار العلم للماليني ، ط9

)، مكتبة لبنان، 19441984جمدي وهبة، كامل مهندس، معجم املصطلحات العربية، (10.بريوتالمراجـــع :ثالثا:

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

180

I.1العربيةالمرجع:أمحد رجائي ، أوزان األحلان بلغة العروض وتوائم من القريض،دار الفكر للطباعة والتوزيع 1

.14ص1999، 1والنشر، دمشق ، سورية، ط،1988، 2أمحد خمتار، علم الداللة، ، منشورات عامل الكتب، القاهرة، ط2دط،اجلامعية،املطبوعاتديوان:اجلزائرالتطبيقية،اللسانياتيفدراساتحساين،أمحد2

م19941994امحد حساين ، مباحث يف السانيات ، ديوان املطبوعات اجلامعية،اجلزائر، 3الشعر، دراسة يف الرتاث التقدي ، املركز العريب للثقافة والعلوم، دطامحد جابر عصفو، مفهوم4أمحد عزوز، املدارس اللسانية أعالمها ومبادئها ومناهج حتليلها لألداء التواصلي ،دار األديب 5

للنشروالتوزيع، السانيا وهران150ت ،ص، د1أمحد مومن ، اللسانيات نشأة وتطور ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، ط6

أماين سليمان داوود ، األسلوبية والصوفية ، دراسة يف شعر احلسني بن منصور احلالج عمان 2002، 1األردن ، ط

ابتسام امحد محدان ،األسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي،دار القلم العريب، 7.14. ص1667، 1حلب ، سورية ط

.86، صم5،1978، طتبة اجنلو املصؤية، القاهرة إبراهيم أنيس،موسيقى الشعر ، مك8إبـــراهيم مشـــس الـــدين ، شـــرح ديـــوان حســـان بـــن ثابـــت األنصـــاري، دار الصـــبح بـــريوت ، لبنـــان، 9م2008هـ/1428، 1ط

إبراهيم حممود خليل ، النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك، دار السرية للنشر 10.88،ص2003السنة ،1والتوزيع، عمان األردن، ط

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

181

، د 1ط.إبراهيم زكريا، مشكلة البنية أو أضواء على "البنيوية"، دار مصر للطباعة، الفجالة11.47ص ت،12131981إبراهيم عبد الرمحن، قضايا الشعر يف النقد األديب، بريوت: دار العودة ، 14

–توفيق أبو الزيدي ، أثر اللسانيات يف النقد العريب احلديث ، الدار العربية للكتاب ليبيا 15،1984تونس،

حسن حممد محاد، تداخل النصوص يف الرواية العربية ، اهليئة املصرية العامة للكتاب، 161997القاهرة،

/دراسة يف أنشودة املطـر للسـياب ، املركـز الثقـايف العـريب، املغـربةحسن ناظم، البىن األسلوبي17

.48، ص2002، 1لبنان ، ط1خليل موسى ، احلداثة يف حركة الشعر العريب املعاصر ، مطبعة اجلمهورية دمشق ، ط18

رجـــاء عيـــد ، القـــول الشـــعري ، منظـــورات معاصـــرة ، منشـــأة املعارف،اإلســـكندرية ، القـــاهرة ، د.196ط،د ت، ص

رجاء عيد ،التجديد املوسيقي يف الشعر العريب، منشأة دار املعارف، اإلسكندرية، مصر، 19دط، دت،رجاء عيد ، املذهب البديعي يف الشعر والنقد، منشأة املعارف، االسكندرية، القاهرة، دط، 20دتوالنشر،الطباعةلدنياالوفاءدار،1املعاصر،طالعريبالشعرنقديفالصباغ،رمضان21

.2002اإلسكندرية

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

182

رمضــان صـــادق ، شــعر عمــر بــن الفــارض دراســـة أسلوبيـــة ، اهليئـــة املصـــرية العـــامة للكتـــاب ، 221998،

.116،ص2،ج1981،2اللبناين،بريوت،طالكتابالعربية،دارطحان،األلسنيةرميون23

. ، صيدا، بريوت،العصريةاملكتبةمنشورات، العريباألدبيفالنبويةاملدائح: مباركزكي24م1،1985طلبنان ،

، دط، دتلبنان،دار اجليل، بريوت يف األدب واألخالق،، التصوف اإلسالمي // // 251ج ،

، 1399السكري، شرح ديوان كعب بن زهري، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 261979

.2002، 3عامل الكتب ، القاهرة ، طسعد مصلوح ،األسلوب دراسة لغوية إحصائية ، 27العروض وإيقاع الشعر العريب حماولة انتاج معرفة علمية، اهليءة املصرية العامة ،سيد البحراوي 28

.1993للكتاب ، دط، املصرية العامة ، اهليئة بينائيةأسلوبيةدراسةناجي،شعر إبراهيم اجليارسعدشريف29

.2008للكتاب، القاهرة، د ط، صابر عبد الدامي ، موسيقى الشعر العريب بني الثبات والتطور، مكتبة اخلناجي ، القاهرة، 30.3ط

الصغري بناين.فك اإلسار على صوت اهلزار(حتليل بالغي أسلويب ملقطوعة يا هزاري حملمد 31.1996، تقين.بن عكنونالعلمي و الالعيد).مركز البحث يف اإلعالم

.1998، 1صالح فضل النظرية البنائية يف النقد واألدب، دار الشروق ، القاهرة، مصر، ط32.81صالح فضل ، مناهج النقد املعاصر ، دار األفاق العربية، القاهرة، مصر، دط، ص 33

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

183

.1998، 1، دار الشروق، القاهرة ، ط علم األسلوب مبادئه وإجراءاتهصالح فضل ،34.2000ع،د ط ، يصالح عبد الفتاح اخلالدي،إعجاز القرآن البياين، دار عمار للنشر والتوز 35اجلزائر، -دراسة حتليلية تطبيقية–صالح يوسف عبد القادر،يف العروض واإليقاع الشعري 36

1996/1667دط، مدخل نظري ودراسة تطبيقية ، مكتبة اآلداب القاهرة ، األسلوبيةسليمان،امحداهللافتح37

2004.، مصر، ةفوزي عيسى ، النص الشعري وآليات القراءة ، الناشر منشأة املعارف باإلسكندري38

.القاهرة ، د ن، د تالشـباب،شـعراملعاصـراجلزائـريالشـعريفاألسـلوبيةالبنيـات،هيمـةعبـد احلميـد39

.1،1998،طمهةمنوذجا،مطبعة.1968عبد احلميد الراضي شرح حتفة اخلليل يف العروض، مطبعة العاين ، بغداد ،40.1986، املطبعة العربية، تونس ط، ،عبد السالم املسدي: اللسانيات وأسسها املعرفية41.3العربية للكتاب، طرعبد السالم مسدي، األسلوب واألسلوبية، دا42عبد القادر أبو شريفة وحسني اليف قزق ، املرشد إىل فهم أشعار العرب ، دار الفكر للطباعة 43

.م 2000، 3والنشر والتوزيع، عمان طعبد القادر شرشار، حتليل اخلطاب األديب وقضايا النص ، منشورات احتاد كتاب العرب ، 44

، دط.2006دمشق ، السنة .ضة مصر، الفجالة، القاهرة، د. ت45.م2،1984عبده بدوي، دراسات يف النص الشعري ، دار الرفاعي بالرياض، ط46.)1985، بريوت، عبد العزيز عتيق، علم املعاين، دار النهضة العربية 47

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

184

األردنية عبد الكرمي خافية ، رسائل أيب العالء املعري، شرح وحتقيق ، منشورات اللجنة 48.م1979هـ/1399والرتمجة والنشر ، عمان ، دط، بللتعريعبد املالك مرتاض ، بنية اخلطاب الشعري ، دراسة تشرحيية لقصيدة أشجان ميانية ، ديوان 49

.املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر. 1980عدنان ذريل ، اللغة واألسلوبية ، منشورات احتاد الكتاب العرب ،دمشق، 50عدنان ذريل ، النص واألسلوبية،بني النظرية والتطبيق (دراسة) ،منشورات احتاد الكتاب 51

.2000العرب ، دمشق،.2000،عدنان غزوان أصداء دراسات أدبية نقدية منشورات احتاد كتاب العرب دمشق52جتربة الشعر املعاصر يف ،املتحرك، دراسة يف البنية واألسلوبو علوي اهلامشي، السكون53

.1995البحرين أمنوذجا، منشورات إحتاد كتاب وأدباء اإلمارات، علي مجيل سلوم و حسن حممود نور الدين، الدليل إىل البالعة وعروض اخلليل،دار العلوم 54

.1990، 1العربية، بريوت لبنان،ط.م 1982، 1ويت،طعمر، أمحد خمتار: علم الداللة، ، مكتبة دار العروبة، الك55.1988، 1تطبيقية ، دار الدعوة للطبع ، طةحممد عبد اهللا جرب ، األسلوب والنحو دارس56حممد عبد املطلب ،البالغة واألسلوبية مكتبة لبنان ناشرون / الشركة املصرية العلمية للنشر 57

.1994، 1لوجنمان ، طوالبيان ةاألسلوبيمزهور ، عبد العزيز شرف،حممد عبد املنعم اخلفاجي ، حممد السعدي 58

.1992، 1اللبنانية، طالعريب ، الدار املصريةحممد صابر عبيد القصيدة العربية احلديثة بني البنية الداللية والبنية اإليقاعية ، منشورات احتاد 59

.2001كتاب العرب، دمشق،

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

185

.1957ط،د دار املعارف، مصر،حممد مصطفى بدوي ،كولردج ،60.1977حممد غنيمي هالل.النقد61.2، ص1982نقديا، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق، منهجااألسلوبيةعزام،حممد62من ،حممد عزام، حتليل اخلطاب األديب على ضوء املناهج النقدية احلديثة، دراسة يف نقد النقد63

.م2003منشورات احتاد الكتاب العرب،، دمشق دط، ، حنو نسق منهجي لدراسة النص الشعري ، دار من الصوت إىل النصمراد عبد الرمحن،64

.2/2002اإلسكندرية ، ط–الوفاء دت.،3مصطفى سويف، األسس النفسية لإلبداع الفين يف الشعر خاصة، دار املعارف، ط65خمتار حبار ، الشعر الصويف القدمي يف اجلزائر (إيقاعه الداخلي ومجالياته ، منشورات خمترب 66

.2010، 2اخلطاب األديب يف اجلزائر، جامعة وهران طخمتار عطية ، التقدمي والتأخري ومباحث الرتكيب بني البالغة واألسلوبية ، دار الوفاء لدنيا 67

.2005الطباعة والنشر، مصر، د ط، .2010، 1شعر اجلوهري دار دجلة طمقداد حممد شكر قاسم ،البنية اإليقاعية يف 68، السنة 1ااألسلوبية مفاهيمهموسى سامح ربابعة ، 69

2003..1990منذر عياشي مقاالت يف األسلوبية، احتاد الكتاب العرب، سوريا ، دمشق ، 70

، 2لبنان، ط/، دليل الناقد ، املركز الثقايف العريب ،املغرب ميجام الرويلي ، سعد البازعي 712000.

ميشال زكريا، األلسنية: علم اللغة احلديث، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 72. 1983، 2بريوت ط

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

186

.2007،، دط1، جاملطبوعات،ديوانالعربية،الشعريةالسدنور الدين73.1،1997،دار مهة ، اجلزائر، جاخلطابحتليلو،األسلوبيةالسدالديننور74ة والنشر ، دط، دت،نبيلة إبراهيم ، فن القصة يف النظرية والتطبيق ، دار قباء للطباع76.3،1985ميىن العيد، ، يف معرفة النص، منشورات دار اآلفاق، بريوت ط77.م1971، 1طبريوت،اللبناين،الكتابدار: احلليالدينصفياأليويب،ياسني78

:المترجمةالمراجع 1أوملان، ستيفن، دور الكلمة يف اللغة،الطبعة الثانية عشرة، ترمجة كمال حممد بشر، دارغريب، 1

.القاهرة منشورات عويدات، بريوت، بيار غريو،: علم الداللة، ترمجة أنطوان أيب زيد، الطبعة األوىل، 2

.م1986باريس، .1988، 1دار األطلس ، دمشق ، طبيار جريو، علم الداللة، ترمجة منذر عياشي،3.1994، 1بيارغريو و األسلوبية، تر منذر عياشي ، املركز اإلمناء ، ط4للنشر، الدار جون كوهان ، بنية اللغة الشعرية، تر: حممد الواليوحممد العمري، دار توبقال 5

.1986، 1البيضاء، املغرب،، ط.2003، 1فيلي ساندرس ،حنو نظرية لسانية، تر: خالد مجعة ، دار الفكر، سوريا، ط6اللغة ، ترمجة عبد احلميد الدواخلي وحممد القصاص، مكتبة األجنلو املصرية ، جوزيففندرس7

.م1950بالقاهرة، األسلوب ، ترمجة محيد حلمداين ،دار النجاح ، دار البيضاء حتليل ميكائيل ريفاتري ، معايري8

.1993، 1(املغرب ) ط

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

187

حممـــد معتصـــم ،منشـــورات كليـــة األدب والعلـــوم مجـــةميكائيـــل ريفـــاتري ، ســـيمونطيقا الشـــعر ، تر 9، د ت .1اإلنسانية ، الرباط / لبنان،ط

نيني الروس ،ترمجة إبراهيم جمموعة من املؤلفني ، نظرية املنهج الشكلي : نصوص الشكال10.1، مؤسسة األحباث العربية، بريوت لبنان،طناخلطيب الشركة املغربية للناشرين املتحدي

دط،الشـرق،أفريقيـا، املغـربالعمري،حممـد.دترواألسلوبيـة،البالغةبليث،هنريش111999.

II. األجنبيةالمراجع:1- Barthes .R,theories du texte .dictionnaire des genres et notions litteraires.A.Michele.2- Dominique Maingueneau, pragmatique pour le discourslitteraire,Bourdas,Paris,1990 .3- Ferdinand de Saussure, Cours de Linguistique Générale .BejaïaTalantikit.2002.4- Ferdinand de sauaaure,coure de linguidtique générale. Paris payot texterevu et critique par De Mauro, 1974 .5- François Rastier, Systématique des isotopies un essai de poétique, paris,1972.

6- Julia.Kristiva, Recherches pour une sémanalyse.ed .du seuil , .19997- M. Riffaterre : Essais de stylistique structurale, Présentation et traductionde D. Delas, Flammarion, Paris, 1971.

والدوريات:المجالترابعا: امحد موساوي، مقال ، األمري األمازيغي أبو محو موسى الثاين ، رحلة السلطان/ رحلة شعر، 1

.2008، ماي 7مرباح ،ورقلة، اجلزائر ، ع جملة األثر،جامعة قاصدي

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

188

.140م1983، 79سامي الرباع: علم اللغة وعالقته بعلم األسلوب، جملة الفصول، العدد 2حاكمي خلضر، اإلرهاصات األوىل ألسلوبية التلقي ، جملة متون اجلامعية، جامعة سعيدة 3

.2007، 1العدد.م2001ماي49العددالعرب،ديوانجملةالعريب،األدبيفاملديحشعر:محداويمجيل4

http://www.diwanalarab.com/spip.php?article9680.

الكتاب إحتادالعريب،الرتاثجملةاحلديثة،واألسلوبيةالعريبالرتاثبنيبلوحي،األسلوبحممد5.2004،سبتمرب،95سوريا،العدد- العرب،دمشق

الكتابالعريب،إحتادالرتاثجملةاحلديثة،واألسلوبيةالعريبالرتاثبنيبلوحي،األسلوبحممد6.2004،سبتمرب،95سوريا،العدد- العرب،دمشق

211،ص:1981، 4صالح فضل، ظواهر أسلوبية يف شعر شوقي، جملة فصول، العدد7

جملة،"الثاينمحوأيبعهدعلىتلمسانيفاملولديالشعرحركة"مقال، مرتاضاملالكعبد8.1975، جويلة /أوت،26عاألصالة، مطبعة البعث، قسنطينة،

ماي 8فريدة زرقني ، مجالية التجنيس يف التشكيل املعاين الشعرية حازم منوذجا ، جملة جامعة 9.2007، 1، قاملة ، ع1945

:الرسائل الجامعيةخامسا: خمطوط،، التشكيل اإليقاعي وداللته يف شعر يوسف الصائغ إيثار شكري شاكر النعيمي،1

.2008،، العراقجامعة األنبار–رسالة ماجستري، كلية اآلداب إمساعيل زردومي ، رسالة ماجستري، خمطوط، شعر االستغاثة لألندلس، إشراف د. العريب دحو، 2

.1994اجلزائر،باتنة،

البنى االسلوبية في مولديات ابي حمو موسى القائمة المصادر والمراجع: الثاني

189

ماجيسرت، البكاي أحذاري ، قصيدة قذى عينك للخنساء دراسة أسلوبية ،خمطوطة، رسالة 3.2004/2005اشراف مصطفى بيطام ، جامعة اجلزائر، اجلزائر،

حسن بن مالك، جتليات االجتاه النسقي يف النقد الروائي العريب ، خمطوط ، رسالة دكتوراه، 4.2005/2006هيم عمار، جامعة وهران، اجلزائر، السنة إشراف الدكتور قدور إبرا

، ه5.2011/2012اجلزائر،إشراف األستاذ، د، امحد جاليلي، جامعة أيب بكر بلقايد، تلمسان،

طوط، رسالة ماجستري ، اإليقاعية يف الشعر اجلزائري احلديث ، خمجناة سليماين ، التجربة 6.2007/2008جامعة حسيبة بن بوعلي، شلف اجلزائر،

رسالة ماجستري، كلية التشكيل اإليقاعي ودالالته يف شعر رشدي العاملنواف خلف فرحان، 7.2005العراق،جامعة األنبار،–الرتبية

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

189

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

190

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

191

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

192

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

193

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

194

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

195

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

196

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

197

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

198

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

199

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

200

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

201

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

202

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

203

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

204

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

205

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

206

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

207

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

208

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

209

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

210

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

211

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

212

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

213

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

214

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

215

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

216

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

217

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

218

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

219

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

220

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

221

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

222

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

223

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

224

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

225

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

226

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

227

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

228

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

229

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

230

حمو موسى الثانييمولديات أبالملحق:

231

بي حمو موسى أسلوبية في مو لديات البنى األالفهرس: الثاني

203

ز-أ...............................................................مقدمة2...............التجليات األسلوبية............و الفصل األول :في ماهية البنية

I.2..............................................................في ماهية البنية3.................................لغة واصطالحا.........حتديد مصطلح البنية.14........................................إىل األسلوبيةتمسار بنية من اللسانيا.2

5................................................تالبنية واللسانيا-أ6...........................البنية واملدرسة الشكالنية الروسية....-ب8.................................البنية واألسلوبية..............-ج

II.19...........................................................في ماهية األسلوبية19..........................................األسلوب واألسلوبية..........122.......................................................اجتاها األسلوبية .2

22........األسلوبية التعبريية.................................27.......الفردية أو التكوينية.......................األسلوبية

30................).........ةاألسلوبية البنيوي(أسلوبية التلقي 31........ة..............................األسلوبية اإلحصائي

III.34...............................................ات التحليل األسلوبيو خط35................................................................ئر االق.137..............................األسلويب.........لديد مستويات التحليحت. 2

37...........................ديد حمور االختيار والرتكيب..............حت.3Déviation.................................39. حتديد اإلنزياح االحنراف 4

41................................ديد املعىن وقيمته األسلوبية..............حت45.........................القديمفن المولديات في األدب العربيالفصل الثاني:

45.................................متهيد................................

بي حمو موسى أسلوبية في مو لديات البنى األالفهرس: الثاني

204

I. 47............................................تطورالنشأة و الالمدائح النبوية47.............................................تعريف املديح النبوي........1

47......................................................لغة -أ48................................................اصطالحا-ب

49...........................................................املدائح النبوية.249.................اهللا عليه وسلم........ما قيل يف حياة الرسول صلى -أ

53...........عليه وسلم............ما قيل بعد وفاة الرسول صلى اهللا-ب54................................................أميةيف عصر بين - جـ

55...............العصر العباسي......................................-د56................................ية وصلتا بالشعر الصويف:........املدائح النبو

II.59....................................شعر املولديات................نشأة59................النبوي الشريف.................تفال باملولدح.تاريخ اال1

59...........................يف بالد املشرق....................-أ61...... ....................يف بالد األندلس.................- ب

64........................................يف املغرب األقصى-جـ69............الدولة الزياين.......أيامرالحتفال باملولد النبوي يف اجلزائا-دIII.72.....................مولديات أبي حمو موسى الثاني وبنيتها الهيكلية

74............................املقدمة بعناصرها الطللية والغزلية.............175.....................الوقوف على األطالل......................-أ

76الغزلية...............................................ةاملقدم- ب79...........حسن التخلص..............................................282..............................................................املوضوع.384................................................................اخلامتة.4

بي حمو موسى أسلوبية في مو لديات البنى األالفهرس: الثاني

205

84...........التوسل به صلى اهللا عليه وسلم ورجاء شفاعته................-أ85......الرسول صلى اهللا عليه وسلمإىلالتحية وإرسالالصالة والسالم - ب

89..........الظواهر األسلوبية في مولديات أبي حمو موسى الثاني:الثالثالفصل I.............................90..............................المستوى الصوتي

90.........................................................اإليقاعيةالبنية .193....................................................الموسيقى الخارجية:

93........................وزن .................................ال- 193........................الشعرية........................................البحور-أ

95.....التواتر يف البحور بالنسبة لعدد القصائد وبالنسبة لعدد األبيات..-196...................................تواتر البحور لعدد القصائد.-أ

97..............................تواتر البحور بالنسبة لعدد األبيات- ب98..................خصائص أهم البحور المستعملة ووظفتها األسلوبية- ت

106...........................................................القافية. إيقاع 2107......القافية يف شعر أيب محو موسى الثاين ووظيفتها األسلوبية......1

107...............................................املوحدة...........القافية-أ111.................................................القافية املتنوعة........- ب

111.......التخميس.......................................................114...............................................حرف الروي........-جـ

117.......................................................الموسيقى الداخلية:118..................................التكرار............................. 1

120...................الصوت املفرد ..............................- أ130...............................................تكرار الكلمات-ب132.............. األصوات املتآلفة..................................2

بي حمو موسى أسلوبية في مو لديات البنى األالفهرس: الثاني

206

132.......................................................التجنيس-أ134........................................التكرار االشتقاقي ...- ب

II...................................:137......................المستوى التركيبي140...................................................التقدمي والتأخري: .-1

141............أ142..... .....................تقدمي االسم على الفعل............-ب

145...........................................................ذفاحل2149..................................................المستوى الداللي :-3

151...........احلقول الداللية.........................................-1152................واألماكن املقدسة...................احلقل الرحلة -أ

152الرحلة.......................................................

155األماكن املقدسة..............................................158..........................................احلقيقة احملمديةحقل - ب

160....................حقل احلب..............................-جـ164................................................:وى التناصـمست- 4

169....................................................................الخاتمة174...................................................قائمة المصادر والمراجع

189مولديات أيب محو موسى الزياين االثنيت عشر.........................:الملحق232.........فهرس الموضوعات..............................................

ملخص الرسالةن تستقر على أ،التي استطاعت البنائيةتأتي هذه الدراسة ضمن الدراسات األسلوبية التطبيقية

األدبي عامة والشعري خاصة دراسة موضوعية تتصف لى دراسة الخطاب إنها منهجا يهدف أالقيم وإبرازلى التفجير المكنونات اللغوية إ، ساعية بدراستها لمية والدقة والوضوحالعب

الجمالية لكل نص أدبي.وقد سعت الدراسة للولوج إلى الخطاب الشعري المولدي عند أبي حمو موسى الزياني من

خالل بنائه اللغوي ،فعمدت إلى وصف وتحليل هذا البناء الذي هو نتاج مجموعة من البنيات .داللية والبنية التناصية.الجزئية والمتمثلة في البنية الصوتية والبنية التركبيبة والبنية ال

تعكسها عطاءاتالتيالنفسيةاالنفعاالتتصويرعلىقدرتهافيتتجلىاألصواتفطاقة.واإليحائيةاإليقاعيةاألصوات

خاللجماليته منتحقيقفيتسهمفإنهاأسلوبيةبنىمنالخطابسطحعلىيتجلىماوأما.النفسيالشاعروبعالمواإليقاعبالداللةتشكلهاوطارئقالبنىهذهربط

حيث منةمولديقصائده الفي اللغةعطاءاتاستغاللالشاعرعلىقدرةعنالبحثأبانلقدحبه للرسول صلى اهللا عليه وسلمعنالتعبيرفيوداللتها المتنوعة والمختلفةوتركيبهاأصواتهافي اغدو حي يمما جعله وفاعليةحيويةكسب خطابهأإذ،يةوالروحالشعريةتجربتهلوتجسيد

.نفس المتلقي

صاسج انرعهم انعان انثسث انعهم

أزمذ ته تهح 1-خامعح شان

قسم انهغح انعشتح آادتا كهح االداب انفىن

مهخض مزكشج ماخسرش انمسمح تـ:

ذخظض :األدب اندضائش ف ضء انمىاح األدتح انمعاطشج

ذسد اششاف االسرار: نهطانثــــح:

زسه ته مانكد. خذا اسماء

2015/2016نهسىح اندامعح:

انمزكشج:أال:مهخض

ذأذ زي انذساسح ضمه انذساساخ األسهتح انرطثقح انثىائح ،انر اسرطاعد أن ذسرقش عه أوا

مىدا ذف إن دساسح انخطاب األدت عامح انشعش خاطح دساسح مضعح ذرظف تانعهمح انذقح

م اندمانح نكم وض أدت.انضذ ، ساعح تذساسرا إن انرفدش انمكىواخ انهغح إتشاص انق

انضاو مه خالل انثاو قذ سعد انذساسح نهنج إن انخطاب انشعش انمنذ عىذ أت زم مس

تىائ انهغ ،فعمذخ إن طف ذسهم زا انثىاء انز وراج مدمعح مه انثىاخ اندضئح انمرمثهح

انثىح انذالنح انثىح انرىاطح. ف انثىح انظذح انثىح انرشكثثح

زث أطاذا ف قظائذي انمنذح مه انهغح عطاءاخ اسرغالل انشاعشعه قذسج عه انثسث أتان نقذ

سل طه هللا عه سهم عه انرعثش ف ذشكثا دالنرا انمرىعح انمخرهفح نردشتر ذدسذ زث نهش

.مما خعه غذ زا ف وفس انمرهق فاعهح زح خطاتإر أكسة انشعشح انشزح،

ثاوا: انكهماخ انمفرازح:

انمسر انذالن 6 انثىح 1

مسر انرىاص 7 سهتحاأل 2

االوضاذ 8 مسراخ انرسهم االسهت 3

انمنذاخ 9 انمسر انظذ 4

انمذر انىث 10 انمسر انرشكث 5

ملخص

تأتي ھذه الدراسة ضمن الدراسات األسلوبیة التطبیقیة البنائیة ،التي استطاعت أن تستقر على

أنھا منھجا یھدف إلى دراسة الخطاب األدبي عامة والشعري خاصة دراسة موضوعیة تتصف

بالعلمیة والدقة والوضوح ، ساعیة بدراستھا إلى التفجیر المكنونات اللغویة وإبراز القیم

وقد سعت الدراسة للولوج إلى الخطاب الشعري المولدي عند أبي .الجمالیة لكل نص أدبي

الزیاني من خالل بنائھ اللغوي ،فعمدت إلى وصف وتحلیل ھذا البناء الذي الثانيحمو موسى

ھو نتاج مجموعة من البنیات الجزئیة والمتمثلة في البنیة الصوتیة والبنیة التركبیبة والبنیة

في اللغةعطاءاتاستغاللالشاعرعلىقدرةعنالبحثأبانلقد.لداللیة والبنیة التناصیةا

حبھ عنالتعبیرفيوتركیبھا وداللتھا المتنوعة والمختلفةحیث أصواتھاقصائده المولدیة من

حیویةإذ أكسب خطابھالشعریة الروحیة،لتجربتھوتجسیدللرسول صلى اهللا علیھ وسلم

.مما جعلھ یغدو حیا في نفس المتلقيوفاعلیة

:الكلمات المفتاحیة

.؛ البنیة التركیبیة؛ الطللیةالمدیح النبوي؛المولدیات؛ االنزیاح؛ التناص؛التحلیل االسلوبي؛ الداللة؛ سلوبیةاأل؛البنیة

2016دیسمبر 05نوقشت یوم