Edit new father

األب الجديد

اميان بونقطة :لـ

;

كل احلقوق حمفوظة

zanpaka.com 665016195 00213

[email protected]

حقوق املؤلفة األدبية والفكرية حمفوظة 2010/2982: رقم التسجيل

بالويوان الو حل حلقوق املؤلو واحلقوق الاورة بقة للنشر اإللكرتوين احلراالصوار اإللكرتوين لوار الزن 2014سبتمرب

3

اليت أ�كت عاد ذلك الغائب بعو سنني السفر الطويل

التعب بكم منبئة قوته وحمت عزميته وأبكرت شيبته ورمست على وجهه والنصب الذي القاه يف غربته ،

ه متاعب وانثنت يف يوي ،لتواءات الزمن وصعوبة الوهر إ يغزل حاضرا أو مستقبال وملاجلو الذي مل يصنع شيئا

حني ودع املاضي بكل ما حيويه من ذكريات وآمال بعو أن خسر كل جتارته وارتفع وأحالم مل تصنعها غربتهوا من بقائه فيها بعو فلم جيو ب ، حساب ضرائبه وديونه

أن جترع من بؤس الوهر الذي مل يرتك سهما من سهامه ه واقنع نفسه رادتال وأصابه به ، فقسم ظهره وأضعو إإ

و ليعيش بائسا حمروما من كل ما يغتنمه سكان ل أنه و فيزهو وعمل يتقنه احلياة من عيش وبيت وزوجة وأوالد

.به عن كل ما يصبو إليه غريه من الرفاهية والرغو

الزال قائما قاصوا بيت عائلته القومي، ظنا منه أنه عادجة حيث كانت جورانه ملونة بألوان البه هعلى حال

ر وحيث كان والسرور اليت غمرت قلبه لفرتة من الوه .ه نسيم الو ن ينسيه ابتالءه و عبق الزهور يعطر أجواء

عاد من بعو غيبة ينتظر استقبال األحباء، ومعانقة

فلم جيو إال سكون . والرفقاء األشقاء ،واشتياق اخلالن .العتيق الوحوة، وصمت احلياة بني جوران هذا املنزل

ات يتلوها صوى البيت الوحيو الذي خطى خطو والوحوة واالشتياق إىل تلونت يف كل أحناءه العزلة

.صوت البشر

تذكر املاضي ، فك يف زاوية غرفته الصغريةلجلس هناالذي يوقظه احلنون تذكر ذلك الصوت، وأيام الطفولةوتلك اليو الرحيمة اليت كانت متسح آالمه كل صباح

5

له وغوه الذي كان يتوقعه حبرا وترسم معه أحالمه وآماتذكر ،زاخرا بالور واجلوهر ال سيال عارما باألمل املر

اليت لطاملا أخربته أن للوهر لثاما مسبال ال صوت أمهيكشفه للمتشوقني إليه ولكنه يغرس يف نفوسهم معا

فال يزالون يركضون ورائه ،ألن يكتشفوه بأنفسهم حلياة قو أسرع وفات بأحالمهم حىت يكتشفو أن قطار ا

ومل يكتشفو بعو مالذي خيبئه الوهر هلم حىت يوارو .الثرى

تذكر درجه الذي حيمي مذكراته وخمططاته فتوجه إليه

وصفحاته ومل فوجوه مليئا بغبار الزمن الذي حمى سطوره يبقى منها إال األحالم املختبئة وراء ضباب األيام

.ضيها اوم

اليت غوت ش باحلويقةشجرة املشم علىتذكر هناك ضجيجها مو الصغري، تذكر حم أرجوحةقفرا موحشا

.وضحكات أخوه املبتهجة املتناثرة يف أجواء جنته جلس يطوي صفحات املاضي صفحة صفحة، فيقرأ

الذي كان يعطو عليه مع أخيه سعادتهيف إحواها أيام ويقرأ يف الثانية األيام البائسة عطو األب الذي فقوه ،

كانت احلاجة سببا حني رت عليه وعائلته الفقريةاليت ماليوم الذي جرى فيه ذلك تذكر، يف موت والوه

وهو ال ميلك نقودا الهثا يبحث عن الوواء لوالوه جيو ميينا تغيثه وال وجها يرسم له عطفا فلم ،ليجلبه

.وان مل مينحه خريا وال شرا وال سامعا الستغاثته يف فراقه عن أمه اليت نذرتتذكر أن احلاجة هي سبب

.حياتا له وألخيه وماتت يف سبيل تربيتهما

7

وفجأة استيقظ من كابوس تفكريه باملاضي على صوت السقو، اهتز الرجل شوقا قنويل قومي سقط من أعلى

.املهجورة للماضي احلزين، وبوا حنيبه بني جوران الغرفة

أدرك يف حلظة أنه قو خسر كل شيء، ال هو بقي معمن هجرته عاد ، وال سعادة الونيا وبؤسهاأخيه يقامسه

.مبا حيفظ له حاجة أيامه الباقية

أخرج يوه من جيبه وجعل يعو أصابعه عود سنني ثالثون عاما من عمري مرت :اهلجر، وهو حيوث نفسه

كما مر وقت عوها بأصابعي خسرت فيها كل ما .أمسك بآخر خيط من خيوط الونيا جيعلحلجيو الرجل خا را يوور يف باله إال أن يرد يوه إىل مل

. حيث تقودانه جيبه ويرسل برجليه إىل

ملا خطاها من قبل جعل ميشي تائها يف الشوارع اليت لطاله وهو يتذكر كل زواياها وبيوتا ومزارعها بقوة أمله وتفائ

وأناسها ، وذلك البيت املقابل لشجرة الزيتون اليت كان ارقا مع كتابة مذكراته ال ينقذه من غرقه يستظل فيها غ

إال يو مجيل يطل من نافذة البيت ، يو حبيبته اليت كانت متنح ارادته قوة ليحقق ما انتظرته ويال منه

أمجل ما حيث هو يف املزارع واحلقول ، كانومل حيققه كتبه يف مذكراته عنها وعن وجوه با وكيو كانت

يليب لب أبيها املرفه بأن تقامسه هذا احلب وتنتظر أنحيصل على مكانته وجوارته بني الناس قبل أن حيصل

وأن هذا هو سبب هجرته اليت تلقى فيها على ابنته ، وأفرت بعو سنتني خرب زواج حمبوبته الذي حطم فؤاده

كل ما حققه لسنتني وهام فخسرقواه وأحبط عزميته وال على وجهه يف غربته حيث ال أحو يسمع شكواه

أحو يفجع لفجيعته ويكفكو عرباته أو يهتم ألنينه ،

9

وظل على ذلك ملتحفا احلزن الذي أ فأ حرارة قلبه أشو عليه وحشته وأذهب ورفع عن عينيه لذة نومه و

أنسه حىت نسي نفسه ومن يكون وظل على ذلك أموا إىل مث رجع إىل جتارته بنفس ثقيلة أشغلته سنني هجره

. أردته مفلسا أن

أفاق من ذكرياته األليمة ومسح دموعه ووجه بصره إىل السماء الواسعة النقية حيث الرحب والسعة هلمومه اليت مل تتذوق صورا رحبا من قبل فأحس براحة و مأنينة نسي عمها لفرتة ويلة من الزمن وقرر أن يعيش ما بقي من عمره حياة جويوة يف و نه يرتك رسم معاملها

يقيته ، فإذا بسيط ويسأل عن عمل يبحث لربه فمضى جاء الليل، احنىن بزاوية من الشارع يذيق جفونه شيئا

البيت املهجور، فان من الراحة هربا من ذكريات ذلك يصلي صالتهلصاح ديك الفجر محل نفسه إىل املسجو

على متحسراإليه، حماوال أن يفهم رسائله بربه ويستنجو ني الناس يقضي هلم ب ويكمل يومهما فرط من عمره،

تقيه بعض احلاجات مقابل مثن خبس دراهم معوودة .شر اجلوع وذل املسألة

الذي ال يعلم عنه بأمل أن يورك رحيا تركه أخوه سار

شيئا منذ تركه شابا صغريا ال يعرف إال ريق مورسته وال حيمل بني يويه إال كتبه ودفاتره ويتسائل عن شكله

.ثريالذي مل يتذكر منه الك

وحني ينال ن بني أحناء املوينة ،تتقلب رجاله الضعيفتامنه التعب جيلس إىل كرسي على رف الطريق يتذكر

ما فات ويتأمل يف بحل البشر، يتساءل ويتحسر علىويأمل لو يعيو عن حال كل الناس، احلزينتنيبعينيه

11

حلياته وللناس ما جيعله سعيوا املاضي ياته عله يقوم . فسهمقورا لن

أن القادم أمجل وأنه بريق شعاعه تارة يكسبه األمل منآن األوان للوهر أن يفتح له ذراعيه ويكشو له ماسرته وال عمره فكان يتفائل ويسعو بذا األمل سعادة كبرية

جين عليه الظالم بأفكار توحي بأن حياته ، وتارة أخرىوأن ما أحس به جمرد خواع زائو ، وانتهت قو ضاعت

مره يلة حياته ، وبني هذا وذاك اقتنع أن الغيب غا ،إليهباب اهللا الذي ال يعرف أحو ما وراءه وأن امللجأ

رباه إين قو توجهت إليك نادما تائبا": فرفع يويه داعيا وقو وجوت بائس ال سنو يل وال عضو وأنت تعلم أين

ومل نك العيش وضيق احلال وبعو املنال ما وجوت ظمن ىل باب من ابواب رزقك وكرمك إيقودين أجو سبيال

عمال أستعني به على متاعب أن ترزقحل أرجوك فإين

وخريا أقور به نفسي و أجو فيه آخريت الونيا ومشاقها"

وضم يويه إىل صوره بعو أن كفكو دموعه ورفع رفه من يظهر عليه البؤس والشقاءبه يشاهو صبيا فإذا

جير عربة حزينوجه خالل ما حيتلسه من ثياب مرقعة و األشياء البالية اليت يظهر عليها قومية بواخلها كومة منال يرجى منها ةحتوي أشياء قومي، الغبار كأمنا لونت بهالصبية جمموعة من رأىوفجأة ، رجاء وال ينتفع با

مسع مهسات و ظهر على أعينهم القساوة واملكر،الذين :الصيب قائال صرخف توحي بأ�م يطلبون منه شيئا كالم

.ال أملك شيئاابتعووا عحل ا�ال الصبية على الصيب يفتشونه ويضربونه وهو يصرخ ويستنجو ، فاسرع إلغاثته وصار يبعوهم عن الصغري

هل أنت خبري ؟ " املتأمل مث تقوم إليه وهو ميسك بوجهه "

13

جيو الصيب الصغري ما يعرب به عن امتنانه للرجل ، فلم

أشكرك يا " إليه بالشكر ه والتوددإال بتقبيل جبهت توجه لعربته حياول دفعها مث "سيوي على انقاذك يل

.ليكمل مسريته

ومحل بذراعيه الضعيفتني اليت أكل من قوتا الرجل تقوم وهو ركنا من حممل العربة ، وجرها برفقة الصيب ، الزمن

ينظر إليه ويتأمل يف بؤسه ، والصيب يقابله بنفس ..ل منهما يتسائل عن ما بنفس اآلخر النظرات وك

مال أراك حتمل معي ما ":توقو الصيب وسأله متعجبا

. " بلغت من الكرب عتيا ال تستطيع عليه وقو

ضحك الرجل البائس ضحكة بلغ صواها عنان السماء إين أريو أن أخترب قويت " : ونظر إليهحلظة مث سكت "، أتريو أن تعرف موى قويت أمامك

ذي ميسكه وهو يتوجه إىل الوراء الركن الالصيب رك ت " ! يسرين ذلك سيوي" فاحتا ذراعيه حنحل بظهره وا

له الونيا ضحك الرجل مبلء فمه كأمنا حيزتوصار جير العربة ويركض والصيب يلحق به حبذافريها،

ويوجهه إىل الطريق املتوجه إليه حىت أ�كت قواه فتوقو مل تكن متعبة : " وهو يلهث وألقى بنفسه على األرض

"ولكن الطريق ويل

مالذي ": ضحك الصيب وألقى بنفسه أمام الرجل " ، أنت ال تعرفحل يوعوك ملساعويت

15

أم أنك تشفق علي لثيايب الرثة اليت " مث �ض جالسا "، على كل مل يشفق علي أحو قبلك ! تراها

ق أىن أوىل باإلشفا" ضحك الرجل ونظر إليه قائال "على نفسي منك

هل تطمع يف أن تأخذ أجرا على " انتفض الولو واقفا

مساعوتك يل ، ما عنوي ال يكفيحل حىت لكي أ عم "نفسي وأخيت فهال ترتكحل رجاءا

"هل أنت يتيم ؟" سأله الرجل .جلس الصيب من جويو موحيا برأسه أن نعم

وال أحو ادرك الرجل أن الصيب له أخت صغرى يعوهلأيف رحاب قلبه عليه كتم فرحته وحزنهفساعومها ، ي

فرحه ألنه أحس بأنه قو وجو باب اخلري : املهموم

يسأله ربه إن كفلهما حبنانه الذي كان .مها وساعو وعطفه

ه اليت يرثي ألجلهاتاملسكني وحال على الصيب هوحزن أال يوجو من يعطو على يتيمني بائسني يف : عجبا مت

أال يوجو من ال ؟ الرمحاءت من هذه الونيا ، أخليسمح لنفسه أن يذوق اللقمة حىت يذوقها يتيم مير

"أو ميسح حذاءه ؟ جبانبهماهي قصتك يا ":فقا عه عن حسرته الصيب وقال له

"سيوي ، تبوو غريبا هناتنهو الرجل تنهيوة عميقة اخرج فيها كل أثقال مهومه

لو ، ولوت فيها بل أنا ابن هذه الب: "وأحزانه ورد عليه وترعرعت فيها حىت اشتو عودي فسافرت إىل بلو آخر آمال أن أجو فيه ما مل أجوه هنا ، ولكحل كنت خمطئا ، شغلت حيايت بالتجارة والبيع حىت نسيت نفسي وأرهقتها وانتهى يب املطاف ألن اخسر كل ما لوي

17

وأفلست بسبب ازدياد الضرائب علي ، حجزو على كل ال أمتلك إىل ندوين لو حل صفر اليويممتلكايت وأعا

"روحي اليت بني جنيب وما ألبسه اآلن وهم بسؤاله أ رق الصيب رأسه حزينا على قصة الرجل

من جويو ، ولكن الرجل أجاب قبل أن يطرح ما تتسائل عن حايل اآلن وقو أن عوت : " بسريرة نفسه ضحك الرجل " بعو ثالثني عاما من اهلجرة إىل و حل

خلومها من كل ما يبعث روح و يقلب كفيه على وهفقوت أخي ، وفقوت البيت : " األمل يف صاحبهما

وها أنا اآلن هائم على ،الذي رأيت فيه أحالم فوليت "وجهي أفرتش األرض وألتحو السماء

أنا وأخيت نعيش يف : " مسك الصيب يوه وقربا منه "كوخ بسيط بإمكانك أن تعيش معنا

"ما امسك ؟ : " رجل ابتسم ال

، إمسي رامي ويل أخت امسها وفاء " :ردد الصيب قائال كنا نعيش يف موينة أخرى ال أذكر امسها ولكحل أذكر والواي جيوا فقو كانا حيباننا حبا مجا ، وكنا نعيش يف سعادة وهناء حىت جاء اليوم الذي فقونا فيه أعز ما

"منلك كأمنا حياول أن يعصر مسك رامي رأسه بيويه الصغريتني

" ذكرى ال يكاد يذكر منها شيئا ، اقرتب منه الرجل "أكمل يا رامي ماذا حوث بعوها ؟

ال أستطيع تذكر الكثري ، ولكننا كنا :" قال رامي مسافرين يف سفينة غرقت وجنوت أنا و وفاء وأمي حيث كنا يف قارب جنوة من بني كثري مل يصلو كلهم

ق ايب ، ومل تلبث أمي أن حلقته بعو إىل مرفأ األمان وغر أسابيع بسبب مرض أصاب رئتيها و ماتت بعو أن تركت وصية جلارة لنا ال نعلم منها شيء ، ولكننا عشنا

دومها ونليب لباتا اليت ال تقور معها ملوة من الزمن

19

بل الطعام الذي نقتاته منها عليها أجسامنا الضعيفة مقا "ومبيتنا عنوها

نتصر يف بقوة وهو يشو على يويه كالبطل امل وقو راميولكنحل مل أقبل الرضوخ ويال وهربت أنا و : " معركته

وفاء إىل هنا حيث وجونا كوخا مهجورا سكناه وصرت "أعمل وأكسب قوت يومي وأخيت بعملنا

أحسنت صنعا : " وقو الرجل املعجب حبماسة رامي "يا رامي

كحل سعيو جوا اليوم ول: " ابتسم رامي للرجل قائال ، دائما ويورك حايل ألنحل وجوت شخصا يعطو علي

"ما كنت أجر عربيت لوحوي

إمنا أدرك حالك ألنحل ":االبتسامة قائال الرجل رد لهعن مررت به وأدرك فقرك وحاجتك ألنحل اآلن به، أما

محلي لعربتك فألين أريو صواقتك فهل لك أن تقبلحل " صويقا؟

يما ال جيو ومل تصادق صبيا يت ":منه وقال تعجب الصيب

"من يعوله ويعتحل به ؟ " : أمسك الرجل بيوي الصيب الصغريتني حبنان مرددا

صحيح أنحل فقري ال أملك شيئا ..ألعولك وأعتحل بك قسوة احلياة ولكحل أحس بك ألين وعجوز ال أحتمل

، فما رأيك أن نتقاسم ذقت مرارة اليتم والبؤس من قبل وما. معا أكباد احلياة وأكون لك أبا وصاحبا ورفيقا

معا خري من أن يتحمل كل واحو منا أمل الوحوة جننيه ." وقسوة الذل وحوه

"هل ستأيت معي ؟: " وسأله فرحاالصيب ابتسم "أجل سأفعل : " أجابه

21

تذكرين انك" : وقال نظر إليه الصيب بعينني دافئتني !"ه بأيب غري أنك ال تشبه

الذي مل يتذوق حالوة الضحك منذ فضحك الرجل من براءة الصيب اليت ختتبئ بني مالمح العزمية زمن بعيو

.والقوة

وانطلقا ميشيان ويتبادالن أ راف احلويث إىل أن فتذكر ،شعرها الوهاج سحبت الشمس آخر خصلة من

فقال..أخته وصاح صيحة املفزوع من شيء رهيب راميمابك قو كنا نتكلم ونضحك فماذا جرى " :له الرجل

" لك؟

وكم أمسك الصيب بيو الرجل واجته حنو كوخه مسرعا ،ألنه مل يكسب أخته نائمة، ه حني وجوتكانت فرح

من عمل يومه ما يسو جوعها، فوخل والرجل إىل

رح الصيب فراشا قوميهما، ببطء على أ راف الكوخحة بادية على باليا يسعهما معا، ومتودا فيه والفر

.. وجهيهما قسماتفرحة اليتيم أن وجو أبا حين عليه ويفهم خرابيش

، الرجل فال يعطيها ألحو من العاملني أفكاره، أما فرحةبعو أن مرت به سنني من ألنه وجو أوالدا مل ينجبهم

الوحوة والشقاء فأحس يف هذه اللحظة أن احلياة فيها فحمو عادت إىل نفسه من جويو وأزهرت البهجة

احلمو لك يا ":وجعل خيا ب ربه قائالاهللا على ذلك على ،محوا لك من استجبت لوعويت وجربت خا ري

يا من جاد علي بأفضل نعمه ، بعو أمل كل نعمك ،ينسيحل ماضي املرير الوحوة وحسرة احلياة أجو ما

".ر يعطيحل أمال يف احلياة من جويوويبعث بنو

23

نام كنوم ل البائس على محو االله ،و ن الرججفو انطبقتستيقظ على حىت ا أيت الصباح وما إن الطفل الرضيع ،

توقظ أخاها خبوف، وتنظر صوت الطفلة الصغرية وهي نظرات ملؤها التعجب من وجود هذا الرجل الغريب إليه

بني املتهللتني لق بذراعيهوأ رامي ستيقظبينهم ، اقائال هلا و أخته الصغريةمث أخذ بيأرجاء الكوخ الصغري

."هذا هو األب اجلويو لنا يا وفاء : "

الصغرية يف وجه الرجل ابتسامة من يظهر يف ابتسمت .ميلؤه اخلوف وبا نه ، وجهه اال مئنان

ضمها حبنان إليه، حياول أن قرب منها األب اجلويو و ت

جتو فلم ، جيعلها تفزع منه ينزع من قلبها الصغري ما إال أن تستلقي على صور أبيها اجلويو بعو أن الصغرية

، وبوأ حويث التعارف ا مأنت وزال خوفها منهعربته ليستعو بينهما يأخذ قلبيهما يف حني جهز رامي

و�ايته رغيو خبز يسو ليوم جويو كله تعب وشقاء .توجه إىل املوينة الصغرية ف جوع العائلة

على ظهره موليا وجهه ابنته اجلائعة األب اجلويومحل و

تبقى من عام يف مطعم إىل حيث اعتاد أن يأكل ما .جبانب سوق املوينة

ميأل أوقات يومه مبسح اوالت املطعم وتنظيو األواين

حتمل باقة من الزهور لعلها وجتلس الصغرية جبانبه. .حتصل ببيعها على دنانري قليلة

ي لقالذي أالكرماء أحوحصلت عليها من قو و لها و مح بتلك الباقة يف الطريق ليمر با عامة الناس ،

25

يلقى با يف كيس القمامة لاحملرتمني من الطريق أحو .املوضوع على جانب الطريق

الصغرية حز�ا على باقة الزهور اليت كانت منذ ضمت

ولكن النقود اليت حصلت ، اجلميلة برهة مشرقة بألوا�ا إىل أبيها اجلويو متجهة أسعوتا فركضتعليها مقابلها

.تريه ما حصلت عليه من النقودمسك بيويها الصغريتني فابتسم هلا وأ بيويه وضعتها

حني يا وفاء أحسنت ":هلا قالضع فيهما نقودها و لي ." عليها ومكافأتك سوف تشرتينها بنفسك حصلت

الصغرية متجهة إىل احملل املقابل للمطعم ، أسرعت

الشهية اليت مل تتذوقها منذ تنظر بني أصناف احللوىوتطلب ما تشرتيه نقودها القليلة بفرحة ، موة ويلة

.عينيها الربيئتني متأل

ى أر نظراليها البائع بشفقة واستاء حلاهلا وانزعج عنوما ت الرمحة كيانه ، هز املرقعة،فعظم عطفه عليها و ثيابا .ابلمق ها حبة حلوى أخرى بوونفأعطا

من احملل واضعة تلك احللوى تخرجوفاء و ها تسكأم .احملل الانية أمام باب

ها على تضعوو تلك السكاكر اليت اشرتتا تمحلو

تضعو مع أبيها اجلويو بفرحة و تتقامسهال رف ثوبا، .جبيبها نصيبا من القسمة ألخيها

وتواعب جبانب الطريق تتلذذ حببة احللوى ، تجلس

.عمل أبيها اجلويو إىل أن ينتهي وقت قطة صغرية وخلى السوق من الناس، وانتهى لق الليل عنانه ،أ

األب من عمله فهم أن جيلس جبانبها ينتظر رامي ولكنه

27

لرييها هوية خيبئها بواخل أخته يركض متجها إىل رآه خرب أباه اجلويو بأنه حصل على عمل عنواو منويل ،

الصغري، جنار حمله قريب من كوخهم .الفرحة على وجهيهما فانتشرت

، فتحت الصغرية املنويل فوجوت فيه حبات حلوى

يوها إىل جيبها ضحكت ضحكة بريئة ،مث موت من احللوى اليت اشرتتا ، وأخرجت نصيب أخيها

.فرحني سعواء بذا اليوم اجلميل فضحك اجلميع

محل األب اجلويو نصيبه من صاحب املطعم بعو أن وانطلقوا إىل كوخهم الصغري كل الثالثة مما تبقى منه،أ

. اليومفرحني مبا حتصلوا عليه من نقود

قرروا مجع ما يتبقى من نقودهم حىت حيصلوا على مبلغ أويصلحوا به ، احلاجة والضرورة من املال جيوونه وقت فكانت أحالمهم بغو أفضل ، أحواهلم شيئا فشيئا

.ــــوة على استقبال احلياةتبعث فيهم الروح اجلوي

، وازداد حبهم وترابطهم مرت أيام العائلة الصغريةاليتيمني بأن الرجل هو ببعضهم و أصبح إحساس

وزاح عن ، أبوهم اجلويو إحساسا قويا ال يفارقهمفكان حنانه عليهم الوقود الذي شعورهم باليتم ، قلوبم

.يقوى به عزميتهم على احلياة

نقودهم مببلغ بسيط يكفي ألن يشرتوا امتأل كيسأن يشرتي رامي ر،فأص أغطية تقيهم برد الشتاء القادم

وخرج مــن البيت بعو موافقة أبيه، بنفسه األغطية

29

،حاملا بالوفء الذي سيناله لشتاء هــذا العام وجعل .متجها إىل السوق يعو النقود بني الفينة واألخرى

وتارة خيفيه ، ن سالمة املبلغتارة يفتح الكيس ليتأكو مو ذلك املرتقب من بعيو، ي بيـــن مالبسه حىت ال تصله

عن نظر رع الصيب يف مشيه ونيته اهلروب واالختباءيسهذا الذي شك بأنه لص ، حىت مجع جسمه النحــــيو

بائعي اخلضر، وأخرج كيس النقود وجعل وراء عربة أحوفسه أن السارق ن يتفحص ويعو املبلغ، حىت ا مأن يف

.فخرج فرحا حاملا من جويو قو ذهب وابتعو،

حىت أدركته يو خا فة جعلت أحالمه وماهي إال ثوانيركض عله يلحق بالسارق فجعل ، تتالشى بني عينيه

ويصرخ ويعيو كيس أحالمه وأحالم عائلته بالوفء ،، فما كان منهم أمام العامة من الناس ليمسكه أحوهم

ومل ، متجها يف ريقه نزاح للص كل من يراهإال أن ا .يبادر أحو لالمساك به

وجلس يبكي على موت أحالمه، راميفلما استيأس

.نقوده يفكر يف ريقة السرتجاع .فتذكر أنه ميكنه اسرتجاع نقوده إن هو أبلغ الشر ة

ذهب راكضا مستنجوا ليبلغ عن ما حل به فأجابه

الصغري أننا عنوما جنو ثق أيها ": الشر ي حبزم وثقة ."السارق ستصلك نقودك ، وسنعاقبه بالتأكيو

أن نقوده قو ضاعت وضاعت معها راميفأدرك

يبق له أثر جيعله يأمل يف أحالمه كما ضاع السارق ومل وعاد إىل كوخ عائلته الصغري حزينا ، اسرتجاع نقوده

نتيه ،تتواىل عرباته على وجمتأسفا على ما حل به ،

31

يفكر مبا سيحل بأخته وأبيه اجلويو من حزن على .ضياع النقود

دخل إىل املنزل مطئطئا رأسه حزينا اجتهت إليه وفاء بعو

فلما أخربمها اختفت ابتسامتها الفرحة بقوومه ، أنباألمر جعلت تبكي وتلومه أشو اللوم بعو أن حطم

إال حزنا فما زادته ، نظمبطرقة استهتاره كما ت أحالمهاجسمه وأبعو عن إىل حزنه الذي در باله وأضعو

.عينيه لذة النوم قائال أبنائه أما األب اجلويو فحاول أن يبعث األمل يف

نا " : ال حتزنوا يا أوالد فكما مجعنا هذه النقود من كو ."من املبلغ األول بإمكاننا مجع أكثر وعملنا

، إال أن الصيب ال فأعاد البسمة إىل وجهيهما الربيئنيومل يذق على ما سرق منه ، زال حيس بالذنب ويتحسر

. عم النوم ول ذلك الليل البهيم

استيقظ األب اجلويو صباحا وهم بإيقاظ ابنه الصغري ، فخا به اليت تركه عليها فوجوه جالسا جلسة التحسر

إن كنت ملاذا احلسرة يا بحل على أمر قو كتب؟" :قائالالذنب فاعلم أنه ال ذنب لك يف شيء اقرتفه حتس ب، وحنن السارق جزاءه وعاجال أم آجال سينال غريك ،

"سنستعيو أكثر من ذلك ، أعوك

من قليال يا بحل وأذق عينيك الراحة مث قم إىل عملك، .مجع املبلغ فأمامنا عمل كثري حىت نعيو

فاستجاب الصغري لوالوه ووضع رأسه على الوسادة .النوم من شوة تعبه حبر فغرق يف

33

أما الرجل البائس فحمل نفسه إىل العمل، وباله

عمله بغسل األواين بوأ ، مشغول بابنه الصيب وحالهواألفكار تتزاحم عليه وتزيو من ويضع هذا فوق ذاك ،

على ابنه الذي نسي نفسه يف نومه، فلم جيو من مهه .يوقظه إىل العمل

ا البعض مثل اهلواجس يضع األب األواين فوق بعضه

اوالحم بعضها البعض يف رأسه اليت تضع نفسها فوق .أن يتنكر هلا ويتناساها بشوة

محل جمموعة األواين بقوة واجته بسرعة ليضعها يف

فارجتو جسمه من شوة خوفه مكا�ا بعو أن نضفها،يورك ، فسقط كل ما كان بيوه من أواين، فلم على ابنه

.ا يف أذنيهإال نني انكساره

ازداد هلعه كما ازداد هلع الصيب حني استيقظ على أنه متأخر عن عمله وأنه فأدرك ، صوت املؤذن للظهر

.مطرود ال حمالة

وأسرع صاحب أسرع يركض إىل احملل الذي يعمل فيه ،على الرجل البائس بأن يعمل املطعم ألن ينفذ حكمه

أواين ره منعنوه ملوة شهر بوون أجر، لوفع مثن ما كس،فازداد هم الرجل البائس إىل مهه وازداد هم الصيب حني

.يتوقعه حوث ما كان أخرجه النجار من حمله يلومه على تأخره وعاقبه بأن

. يرتك العمل ملوة شهر

واجتمع هم العائلة الصغرية عنوما اجتمعت يف مساء النقود وهم ترك الصيب ، هم ضياع ذلك اليوم البائس

35

، وتغرمي األب اجلويو بعمل بالرغم من رجائه للعمل .أجر شهر دون

وما عاد باليو حيلة جلمع النقود وشراء اقرتب الشتاء ، .الشتاء القارس من برد ما يلزم للحماية

بوأ الصيب يف البحث عن عمل ،وبوأت أمطار الشتاء

يأس من وعنوما ي الصغرية ، تطل وتزيو من حزن العائلة الطويل يرجع ليطمئن على حال أخته اليت ال البحث

.تستطيع اخلروج يف هذا املطر الغزير

هما يينتظران حبسرة أبامها عله يرجع بطعام ميأل بطنوينسي كل منهما منذ الصباح ،فيأكالن نيالفارغ

اآلخر الربد الذي ميرون به، ويشجعون بعضهم على

على قطرات املطر اليت تنحور من السقو حتمل .رؤوسهم

وبني كل هذا وذاك يصربون على خوف حووث

صوتا املرعب يكادواليت العاصفة القادمة من بعيو ، االحتماء بني ذراعي تسرع وفاء إىل خيطو أبصارهم ،

.أبيها باحثة عن الوفء يتأملون بأعينهم اخلائفة كل ركن من أركان الكوخ املبحل

ظراتم يف أغلب وتتجه ن ، من جوران الطني والقشالموع من حطب أكل منه األحيان إىل ذلك السقو

.الوهر وشبع

ينتظرون يف أي حلظة سقو ه على رؤوسهم وال ليس بأحسن خارج فاحلال يستطيعون فعل شيء ،

37

وسط هذه العاصفة اهلوجاء اليت يسمع عواؤها الكوخ ، .من شجر أو حجر من بعيو وهي تلتهم كل ما متر به

بآذا�م دنوها من التمسوقرتب عواؤها و زعو حينما اف

.يف أية حلظة منزهلم املهيأ للسقوط

وكلما ازداد فزعهم منها اقرتبت أكثر، حىت جعلت السقو يهتز وينححل وجعل ، تضرب يف أركان البيت

وقلوبم قو انفطرت من هول العاصفة اليت تغلبت ، ا ولكنها التصوي هل حاول بعو أنعلى زاوية السقو

.تغلبت عليه وخر ساقطا على األرضزحو اجلميع إىل الزاوية األخرى وقلوبم ترجتو من

.الرعبفلم املوت وهم بني أحشاء تلك العاصفة ، أدركوا معىن

" صوته خمرجا إال أن ينادي بأعلى األب اجلويوجيو

وظل يرجو اهللا ويتوسل " اهلي أجننا من هول العاصفةعن املنزل كأمنا أمرت يف تلك اللحظة عوتإليه حىت ابت

وابتعو صوتا ، بتغيري مسارها فنفذت أمر ربا بطاعةعن آذان العائلة الصغرية اليت جنت بفضل اهللا ومحووا

ومهو رعبهم بعو أن ، وهوأت روعتهم ذلك اهللا على .كادت تنفطر قلوبم هلول ما حوث

ئهم ، ضم األب اجلويو وفاء ورامي ليطمئنهم ويهو . فنامو حبضنه غري ناعمني بغفوة

وما إن حل الصباح وأ لقت الشمس أشعتها على ذلك الروع الذي كاد أرجاء املعمورة حىت هوأ كل

.وخيم هووء وسكينة عامرة ، مييتهم هلعا

توجهوا إىل زاوية املنزل يتفقوون السقو اخلشيب املرمي فلم يبق منه األمل يف إصالحه ففقووا ، على األرض .شيء يصلح

39

شقاء جويو يضم إىلسطر جويو لوزاد بؤسهم، وأقبل والوعاء ، فأدركوا أن ما عليهم إال الصرب شقائهم دفرت

لينفتح عليهم باب رزق جويو حيتمون به من برد الشتاء .احلاف ويشبعون الرغيو

للبحث عن عمل جويو بالليل ألب اجلويوتوجه ا

من األوضاع النهار، حيسن به القليليضيفه إىل عمله ب .ويصلح حال البيت

وعاد الصيب الصغري إىل مسح األحذية يف الشوارع ومحل

أما قليل جوا ، أجر مقابل بعربته القومية متاع الناسأخته الصغرية فتتقرب من هذا وذاك لتبيعهم ما مجعت

بعو أن فقوت كل أحالمها الصغرية املليئة من زهور، .اءةبالرب

قسوة متحوين كانوا يتحملون ظروف معيشتهم بصرب ،يرتكهم يهنأون بنومهم وتلك ، الذي ال الربد الشويو

الفتحة التالفة من أثر العاصفة توعو الربد للوخول .واهلجوم على جسمي اليتيمني الضعيفني

ويف هذا أمامه ، وفاءمقاومته وتضعو رامي حياول

و التعب الذي قضى على حتت أسق احلني يكون األبالفقر ، يصارع أمواج جسمه يف هذا الليل البهيم

واحلاجة ويزحو بني ثنايا و يات األمل عله جيو خمرجا .الصغرية لما أمل بالعائلة

يقاسي من معاناته كما تقاسي الصغرية آالم املرض

با رحية الفراش البايل الذي هجم عليها فجأة وألقى .ملرض ويزيو من هيجانه وثورتهالذي يرحب با

41

ترسل تتأمل والربد يزرع خماريزه يف جسوها الضعيو ، وتزيوه انشغاال لباله عليها ، بآهة توخز أعصاب أخيها

وترسل بأنة جترع قلبه الربيء من كأس األمل وتعصر .بصيحاتا عينيه املستسلمتني للوموع والبكاء

باملاء ليضعه على مبلال وحياول هو أن يعصر منويال

.حرارتاتنخفض درجة آمال أن جبهة أخته ،وتتكرر على مسامعه خطوات أبيه ، يكرر ذلك مرارا

فيستقبله الصيب بوموع احلزن واألمل ، عرقوبه املعلق منويونو من ابنته الصغرية ليزحو األب اجلويو على ركبتيه

.املتأملة

شتعلة فاشتعل ليلتمس جبهتها امل قرب يويه املتجموتان . " ال بو من بيب " صوته نادي بأعلىفزعا و

ومن أين لنا بالطبيب يف هذا الوقت "رامي به أجا "من الليل املتأخر

ضرب األخشاب املتجمعة اليت ركض األب احلائر و حائرا، يسأل من جيو يف اخلارج تسمى بابا برجليه تائها

لطريق، يهرول بني زوايا الشارع وأ راف ا ، عن بيبصوى صوته ليجيبه ، "أريو بيبا "يصيح وينادي

، الذي يذكره بأن الناس متضرعني بني فراشهم الوافئصوته أخفض بكثري من صوت املؤذن ويتذكر بأن

النوم ، للفجر، الذي مل يستمع إليه غارق يف حبر .. كل ماهم غريهناسيا ، مستلذ بأحالم الشتاء املنسي

بعو أن جلس جلسة املعاين هجعل األب يطلق بصر اهلي أدعوك أن تفرج " :على ركبتيه داعيا رب العباد

".مهي، وتصلح حايل، وترزقحل رزقا مل أحتسبه

43

حس بيو أ ، ويطلب رمحتهوبينما هو يتضرع إىل خالقه ومل يا رجل ما حاجتك ؟" : يردد صاحبهاعلى كتفه

شخص جلوسك يف هذا املكان الذي ال يرجو منه . " جاءر

ولكحل رجوت فيه الرجاء وكل الرجاء" : فقال يف نفسه ابنيت مريضة جوا ، ، بيبا أريو" : مث خا به واقفا ،"

."وليس يل نقود ألدفع تكاليو عالجهاحيب أعرف بيبا قريبا من هنا ،" : مأنه الرجل قائالال يطلب أجرا ، احملتاجني ودعاء ، مساعوة املساكني

حيب الناس ضى إال من استطاع دفع التكاليو ،من املر هيا بنا نتوجه إليه وحنضره ليصو ويعني الضعيو ،

."العالج البنتك

واجته إىل رفع األب رفه إىل السماء شاكرا ربه ، .الطبيب مسرعا

دلـه الرجل على عيادته فوجواها مفتوحة إىل هذا الوقت

عونة ، فاستجاب إليه و لبا منه امل املتأخر ، دخالمنزل احلائر الطبيب الكرمي على الفور، ومحل عوته إىل

.املعلق من عرقوبه

دخله بيبة وجعل يلتمس حرارة الطفلة ويفحصها حينا الغرفة املهومة، يتأمل حلال هؤالء مث يطلق بصره يف أرجاء

الطفلة ويزداد أمله عنوما يرى حال هذه املساكني ، .املسكينة

حقيبة عوته اليت يأخذ منها هذه تارة ويأخذ يقلب بني

بعضها على أرجاء أرض وتسقط منه ، األخرى تارة

45

يتفحصها متناسيا عوته اليت ظهرت منها الكوخ وهو املاضي ويتذكر ساعة قومية، جعلت األب يعوم يف حبر

، يتذكر أيام جناحه، تذكر هوية أبيه أيام الوراسةيت تركها يف درج مكتبه حني الساعة ال املرحوم له، تلك

.وترك معها كل ذكرياته وأيامه سافر،

جيب أخذها إىل " :ويف ذلك الوقت أعلن الطبيبالظروف اليت تعيشها لن يف مثل هذه املستشفى حاال ،سيتوفر هلا كل األجواء اليت هناك .تنال ابنتك العافية

هذا تساعوها على الشفاء وتتغذى جيوا وتبتعو عن ." ال املزرياحل

.لتتلقى العالج والعناية ومت نقلها يف احلني

وفـر هلا كل ما حتتاجه حتمل الطبيب كل التكاليو ،الصغرية تتعاىف وتسرتد فبوأت من أدوية وعناية ،

.صحتها بعو عناية الطبيب احلنون

الطبيب تلقت العائلة الصغرية حنانا كبريا من ذلكعلى الصغرية حىت ا مأنالذي ما إن أ�ى مهمته و

.محل نفسه متجها إىل باب املستشفى

مازلت حنونا كما " : تقرب منه األب اجلويو قائال لهتفرح لفرحهم وحتزن ، تركتك يا حممو حتب الناس

وقتك وجهوك من أجل جتعل نصيبك من حلز�م ، . "ما أسعوين بك يا أخي من حولك ، خومة

املسكني إىل الرجل يستمع بصمت وحريةكان الطبيب تلمس بعينيه مالمح الرجل البائس و رأسه أدارمث

دارت للحظة سلسلة الشيخوخة ، املختفية بني أحضان

47

خرج الطبيب من جيبه الساعةاألحواث املنسية ، أ .القومية اليت تركها أخوه

.أدرك أن الذي يقو جبانبه اآلن هو أخوه

نت أخي ابن انك أل" :جذبه بقوة إىل صوره قائال الزمن وتركتحل أداري أين اختفيت كل هذا أمي وأيب ، فقوتأحبث عنك إىل أن وأداوي احلياة ، الوحوة ، . " ضمحل إليك يا أخي ، تعال األمل ،

نظر الولوان الصغريان إىل أبيهما اجلويو الذي ساقته وينثر كل الوموع أحضانه ، أخيه يتقلب بني فرحته إىل

. عمرا ويال اليت حبسها، بركن من أركانه املستشفى لس وأخوه داخل غرفةج

ويفرغان شوقهما الذي اختبأ يتبادالن حكايا الزمن ،

ويلقيان بألوان الفرحة اليت ويال بني ضلوع قلبيهما ،،تذكرا للحظة بأنه سيكون لونت عيون الصغريين

عم جويو ، فانطلقا إليه ملقني وراءهم حياتم هلما . بائسةال

ويشاركا�ما احلويث العابر ويفرحان تقربا إليه ليعانقانه :اجلويو خلرب عمهما

أخي أتعيش أنت يف ذلك الكوخ وأبناؤك ،وأتنعم " وأوالدك هم ،واهللا بييت هو بيتك ، برغو العيش وأوالدي

أشهى من بني أوالدي يلبسون أحسن اللباس ويأكلون أخي يف حالة كهذه ، وال أقبل أن يعيش أبناء األكل ،

.وأوسع علي واحلمو هللا أبوا وقو رزقحل اهللا على " :بابتسامة خفيفة على شفتيه األب اجلويو در

ابتسامة أمي الرحب والسعة يا أخي يا من أعوت إيل

49

، وأيب وملست من يب كالمك حنا�ما وعطفهما .." خري خلو خلري سلو رمحهما اهللا وجعلنا

رحة بني العائلة الصغرية وارتسمت قبالت تناقلت الف

فكان خيا بهما ،و اجلوي الصغريين على وجه عمهما .ضاحكا ويبشرمها باحلياة اجلويوة

رباه : "اجي الرجل البائس االهه قائالويف هذا الوقت ن

وتفرج كربيت تستجيب لوعائي ، ،محوا لك على نعمكسبحانك .ابولوه واهللا أنت لنا أرحم من األم احلنون ،

."يا أرحم الرامحني

ختربين تريو أن أال" :ينظر العم حممو إىل أخيه ويسأله هؤالء األوالد مىت تزوجت وأجنبت، عن قصتك

. "الطيبني

."مل أتزوج وليس لوي أوالد من صليب":فأجابه ، جيري الصغريان وما أنت هلؤالء إذن: سأله األخف

.فرحني لريمتيا يف حضن أبيهما

." األب اجلويو إمنا أنا هلؤالء" :الرجل فقال

************

51

ÓnÓ€a@›œb◊Î@b„c·@" : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم@Úibjé€a@?»Ì@ÈÓ»jïdi@âbëcÎ@¥mbË◊@Ú‰¶a@ø

Û�çÏ€aÎ " قال أبو عيسى هذا حويث حسن صحيح

رواه الرتمذي