دوعلاُ برَطلا َّناطلُ سُ برعلا دنع · 101 اهل ناك ءامس أل ة يبرعلا ىقيسوملل يراضحلا خيراتلا دهشيو .قلاطّ

9898

وصف العرب العود بأنه سلطان الطرب، وجالب المسات، واحتل مكانة رفيعة ي خريطة الموسيقى العالمية. والعود يمثل صوت الموسيقى العربية بجدارة، ح�ت

�فخر يد ما بفضل العربية؛ الموسيقى روح عن تع�ب ثقافية وحضارية أصبح هوية فهي والمكتوب من كنوز تاريخية وفنية ثرية وعميقة ي الش اث الموسيقي العر�ب ال�ت

لهذه الآلة البديعة.

أصل العودي آلة موسيقية وترية

ي اللغة الخشب، أما اصطالحا فتع�في �ف

العود كلمة عربية، تع�في صغ�ي

نة من صندوق صو�ت ين�ب عىل أوتارها، بوساطة أصابع اليد وبالريشة، مكوالصندوق تمتد عىل وجه أوتار ا، ومن نسبي به رقبة طويلة تتصل الشكل، ي �ث كمي

الصو�ت الصندوق أسفل ي و�ف جهة، من الرقبة نهاية ي

�ف وتثبت والرقبة، ي الصو�ت

ي بالد وادي الرافدين، من جهة أخرى، ويعود اسم هذه الآلة إىل اللغة الأكادية �ف

ي اللغة السومرية )كودي(، وكانت تكتب أمام وكانت تعرف باسم )إينو( ويقابلها �ف

اسم العود كلمة )كيش( ومعناها الخشب للدللة عىل المادة المصنوعة منها هذه بها ويقصد القدامى، العراق سكان أتبعها ي

ال�ت للطريقة طبقا الموسيقية، الآلة أيضا “الخشب المحدث للصوت”، وكذلك نجد كلمة العود العربية مستعملة إىل د أصلها اللغات، تؤك ي مختلف

العالم، فهى نفسها �ف العديد من لغات ي اليوم �ف

العرب، لغ�ي نطقه ف لصعوبة الع�ي التعريف مع حرف أداة بها وأدغمت ، ي العر�ب

العود رب سلطان الط

عند العرب

خلف أحمد محمود أبو زيد/ مصر

9999

100100

))Laute وبالألمانية ))Liuto يطالية ية )Lute( وبالفرنسية )Luth( وبالإ ف نجل�ي ففي الإ.))Laud سبانية وبالإ

تاريخ آلة العودعوب القديمة آلة العود، ففي الثقافة الفارسية كان أول من صنعه الملك عرفت الشجشميد. ويقال إن الفراعنة أيضا قد عرفوا العود، وإن آلة تشبه العود تماما محفوظة ح ي كتابه “تاريخ الآلت الموسيقية” يرج

ف تعود إىل سنة 1600ق.م. و�ف ي متحف برل�ي�ف

ول إىل د.صبحى أنور رشيد أن موطن العود هو وادي الرافدين، ويرجع ظهوره الأ

، ففي “نقش كل ف ف السامي�ي العرص الأكادي )-2350 2150(ق.م عىل أيدي الأكادي�يآلة العائدين للعرص الأكادي ظهر شخص يعزف عىل ف ي من الختم�ي

ختم أسطوا�فالعود”.

ي العود العر�ب إىل القرن السادس الميالدي، عندما احتك العرب بالفرس، ي يعود تاريخ العود العر�بروها، ح�ت أصبحت الآلة الأوىل ي أبدعوا فيها وطو

فأخذوا عنهم هذه الصناعة ال�تأ العود مكانته، ويصبح سلطان الآلت الموسيقية ، ليتبو ي ي التخت الموسيقي العر�ب

�ف

101101

العربية عىل الإطالق. ويشهد التاريخ الحضاري للموسيقى العربية لأسماء كان لها ورة من الكمال ف آلة العود وضبط مقاييسها، ح�ت بلغ الذ ي تطوير وتحس�ي

الفضل �في ذكر أقدم وصف

والجمال، نذكر عىل رأسهم الكندي، الذي يرجع إليه الفضل �في تركيبه ونوعية أوتاره

ي رسالته “اللحون والنغم”، حيث فصل القول �في للعود �ف عر�ب

، ي ي جدوال منتظمة. أما الفارا�بونسبتها وتسويتها وتدوين النغمات الصادرة عنها �ف

فيعد سيد صناع آلة العود، وله مؤلفات عديدة تشهد عىل ذلك، من أهمها كتابه ” الذي وصف فيه آلة العود. وينسب إىل منصور بن زلزل أنه أدخل “الموسيقى الكب�يف العود، وابتكر ما ي السلم الموسيقي، وأنه ضبط مواقع النغم عىل دسات�ي

را �ف تطويدا يعرف باسم المقام المنصوري، عرف باسم “وسطى زلزل”، كما ابتدع مقاما جد

102102

ي العراق إىل اليوم. ما زال شائعا �ف

المقامات ربط قوامها عملية نظرية صاحب كان الذي الموصىلي إسحاق وهناك ف للعود وأبعاده. اللحنية بسلسلة موزونة من الأنغام الصادرة عن الوترين العلوي�يي العرص الأموي،

ثم زرياب الذي أضاف وترا خامسا للعود، حيث كانت أربعة أوتار �فر آلة العود، ففي القرن ثم أضاف استخدام الريشة للعزف. استمر بعد ذلك تطوي القرن التاسع

الرابع عسث الميالدي تمت إضافة وتر سادس، وقد استقر الوضع �في الصناعة الموسيقية

عسث عىل العود ذي الأوتار السبعة، وفقا للرسالة الشهابية �في ألفها ميخائيل مشاقه.

ال�ت

ي صناعة العود تفرد دول عربية �ف

ي هذا ي صناعة العود، ونالت شهرة عالمية واسعة �ف

قت أك�ث من دولة عربية �ف لقد تفوي الذي جذب

ي مقدمة هذه الدول العراق، حيث اشتهر بالعود العرا�تالمجال، و�ف

وعبدالوهاب القصبجي محمد أمثال ي العر�ب العالم ي �ف ف والمطرب�ي ف ن�ي الملح كبار

الأخرى. وأيضا اشتهرت دمشق الأعواد لوه عىل سائر الأطرش، والذين فض وفريد نع. وهناك العود المرصي الذي اشتهر هو ة الص ف بدق

بالعود الدمشقي الذي تم�ي

103103

،” ف ي الذي يطلق عليه “عود سالم�ينع وجمال النغمات. والعود الكوي�ت ة الص الآخر بدق

، والذي عرف بجودته العالمية ورنينه العذب. والعود ف ف سالم�ي نسبة إىل يوسف حس�ية ي الذي نال شهرة عالمية واسعة، وتمتاز صناعته بالجودة العالمية والدق

الفلسطي�فوت الجيد. والص

ي العود العرب أشهر عاز�ف

لقد حفظ لنا تاريخ الموسيقى العربية، العديد من أسماء العوادين الأفذاذ، الذين ي العزف والغناء عىل آلة العود، فمن القدماء نذكر معبد بن وهب الذي جمع

برعوا �في الغناء مع المقدرة عىل العزف عىل العود، وطويس

اعة �ف وت الحسن وال�ب ف الص ب�ي، ومنصور زلزل، كما كان الخليفة العباسي وابن رسيح والغريض وإسحاق الموصىلي

ي العزف عىل العود. الواثق بارعا هو الآخر �ف

ي مختلف ين، �ف ف

ي العود المتم�يوإذا انتقلنا إىل العرص الحديث تقابلنا كوكبة من عاز�ف

وأبنائه، ان ج�ب ديب الفلسطي�ف العازف رأسهم عىل نذكر ، ي العر�ب عالمنا بلدان ف وعىلي إمام، وغانم حداد، ومن تونس محمد زين العابدين ومن العراق عادل أم�ي، ومن لبنان مارسيل ي اي�ب ، ومن المغرب سعيد السث ي وطاهر يوسف ويسي الذه�بخليفة وسنبل روحانة، ومن سوريا محمد قدري، ومن السعودية طالل مداح وعبادي

104104

105105

ي صناعة العود رؤى علمية وفكرية، الجوهر، ومن مرص محمد القصبجي، الذي له �ف

ي تاريخ العود المرصي، ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي الذي يمثل عالمة �ف

الممسكة اليم�ف باليد العزف بتكنيك ف المتم�ي بأسلوبه عرف الذي الأطرش وفريد

بالريشة.

ي الموسيقى الغربيةي �ف أثر العود العر�ب

ي تحمل علوم العرب إىل أوروبا عن طريق ومثلما انتقلت المخطوطات والكتب ال�ت

العربية بصورته وظل الغرب، إىل العربية بموسيقاه العود انتقل الأندلس، فتح دة ة، ثم أدخلت عليه تعديالت ليتناسب مع طبيعة الموسيقى الغربية متعد لف�تي طالها الفتح

ي كل البالد الغربية ال�تي النتشار �ف الألحان، فقد استطاع العود العر�ب

ة عليه ل فيها زرياب إىل وضع اللمسات الأخ�ي ي توص، بما فيها الأندلس ال�ت ي العر�ب

تأثر إىل أدى الذي الأمر وخصائصها، طبيعتها ي �ف متفردة موسيقية آلة ليغدو

ي موسيقاهم؛ كما أشار إىل ي واضحة �ف ف بها، فظهرت بصمة العود العر�ب الأوروبي�ي

أن فذكر الغربية”، الموسيقى “تراث كتابه ي �ف زاكس” “كورت الغر�ب الباحث ذلك

ي ابتكرت من يغ الموسيقية المهمة، ال�ت قالب ريتسث كاري الموسيقي كان أحد الص

ي كان من الآلت الموسيقية ي عرص النهضة. وإذا عرفنا بأن العود العر�بأجل العود �ف

ف من الزمان، وابتدعت من أجله ي إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا طوال قرن�يالمهمة �ف

، وألف له أعالم الموسيقى، لأدركنا مدى تأث�ي العرب عىل أساليب التدوين الجدوىليي الموسيقى الأوروبية

أوروبا الذي أدى إىل المزج �ف

المصادرف مؤنس، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 1988. سالم، ج2، تصنيف شاخت وبوزورث، ترجمة حس�ي )1( تراث الإ

العامة المرصية الهيئة نسانية، الإ تراث سلسلة ، يالحف�ف أحمد محمود د/ ، للفارا�ب ، الكب�ي الموسيقى )2(

للكتاب، 1995.

)3( العود آلة العرب، محمد محمود فايد، مجلة الثقافة الشعبية، البحرين، العدد )7(.

ي الثقافية، العدد)28(، أيلول/ سبتم�ب ، 3000 عام من الحزن النبيل، جبار الهيادىل، مجلة د�ب )4( العود العرا�ت

.2007

يف، صحيفة الثورة، مؤسسة الوحدة، 28/2/2006. ي موسيقى الشعوب، صميم السث)5( المزج الموسيقى �ف

يد، العدد الصادر بتاريخ 8/1/2016. ي الجد )6( صحيفة العر�ب