Top Banner
مقراطية الشعبية ية الجزائرية الدي الجمهورعلميلي والبحث اللعاتعليم ا وزارة ال كليةجتماعيةعلوم انية والنساعلوم ا ال. قسملتاريخ ا العصر الوسيطمي فيس يخ المغرب اه في تارة الدكتورانيل شهاد أطروحة لوان بعن: عهديندلس في في ا ي الرعة ووسائل ق الزرا طرفةرة والخما ا138 ىـ- 422 ىـ/ 750 م- 1031 م. لطالباد ا إعد: ذ المشرفستا ا: زقي عبد الرؽن ر أ. خوت بودكاية د مبقشة الموقرينلمناء لجنة ا أعضالجامعية السنة ا: 1438 - 1439 ىـ/ 2017 - 2018 م أ. صر الدين داود ن د بنلعاليتعليم اذ ال أستاعة تلمسان جام رئيسا أ. دوايةخوت بو د مبلعاليتعليم اذ ال أستالنعامة الجامعي المركز ا را مشرفا ومقر أ. لبشير د عمر بلعاليتعليم اذ ال أستا جامعة معسكر عضوا د. ور وىراني قد أستاذ محاضر" أ" عة تلمسان جام عضوا د. حمدوي م مكي أستاذ محاضر" أ" عة تلمسان جام عضوا د. حمدن جبور م ب محاضر أستاذ" أ" معة وىران جا01 عضوا
392

الفصل التمهيدي

Feb 26, 2023

Download

Documents

Khang Minh
Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
Page 1: الفصل التمهيدي

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

.العلوم اإلنسانية والعلوم اإلجتماعيةكلية التاريخقسم

أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في تاريخ المغرب اإلسالمي في العصر الوسيط

: بعنوان

طرق الزراعة ووسائل الري في األندلس في عهدي .م1031-م750/ىـ422-ىـ138اإلمارة والخالفة

: األستاذ المشرف: إعداد الطالب

د مبخوت بودكاية.أ رزقي عبد الربن أعضاء لجنة المناقشة الموقرين

م2018-2017/ىـ1439-1438:السنة الجامعية

رئيسا جامعة تلمسان أستاذ التعليم العالي د بن داود نصر الدين.أ مشرفا ومقررا المركز الجامعي النعامة أستاذ التعليم العالي د مبخوت بودواية.أ عضوا جامعة معسكر أستاذ التعليم العالي د عمر بلبشير.أ عضوا جامعة تلمسان "أ"أستاذ محاضر وىراني قدور. د عضوا جامعة تلمسان "أ" أستاذ محاضر مكيوي محمد.د عضوا 01جامعة وىران "أ"أستاذ محاضر بن جبور محمد. د

Page 2: الفصل التمهيدي

شكر وعرفان

ىل من واجب الإعرتاف ابمجليل أ تلدم ابمشكر والإمتنان اإ

ال س تاذ ادلكتور مبخوت بودواية اذلي منحين امكثري من

وكتو ومل يبخل عل ابمنطح وامتوجيو جفزاه هللا عين خري

.اجلزاء

كل أ تلدم ابمشكر اجلزيل مل ساتذة أ عضاء جلنة املناكشة عىل

توجهياهتم امليمة، واىل لك من كدم منا يد املساعدة من

.كريب وبعيد

Page 3: الفصل التمهيدي

ىداء اإ

ىل وادلي امكرميني سبب وجودي وتعلميي اإ

ىل أ يخ امغايل محمد، وزوجيت وأ بنايئ وبنايت اميان، ىناء، : اإ

.علد، وميد، مالك، ايناس

ىل أ خوايت وزوجة أ يخ وأ بناهئم .اإ

ىل أ ضياري لك ابمسو وملامو .اإ

ىل ضديلي وأ يخ امفاضل فريد عينوس .اإ

ىل لك ال ىل وال ضدكاء اإ

"أ ىدي مثرة هجدي"

Page 4: الفصل التمهيدي

بسم اهلل الرحمن الرحيم

Page 5: الفصل التمهيدي

:ملدمة

Page 6: الفصل التمهيدي

‌أ

عرفت ببلد األندلس اىتماما متنوعا من طرؼ الباحثب كا٤بؤرخب قدٲبا كحديثا، كىذا بسب

زاكية التخصص الب يركهنا ذات أٮبية ب تناكؿ ىذه الرقعة ا١بغرافية الب كانت ذات يـو تابعة إىل مدار

جغرافية العامل اإلسبلمي أك جغرافية ا٢بضارة اإلسبلمية ب العصر الوسيط، كالب كانت حدكدىا بتد من

شبو ا١بزيرة اإليببية غربا إىل أقصى ا٢بدكد الشرقية لببلد الصب، كلقد عاشت األندلس بانية قركف كاملة

. ب ظل ىذه ا٢بضارة اإلسبلمية مبامية األطراؼ كمتعددة األعراؽ كاأللسن كالثقافات

كمن ا١بوانب الب أكالىا الباحثوف العناية جانب النشاط الزراعي كالفبلحي بببلد األندلس كعلى

فبات تارٱبية ٨بتلفة من الطبلئع األكىل للفابب ا٤بسلمب من أياـ موسى بن نصب كطارؽ بن زياد إىل

. ـ1492غاية سقوط آخر إمارة أندلسية بغرناطة سنة

االىتماـ هبذا ا١بانب من تاريخ األندلس تكمن أٮبيتو ب ا٤بوقع ا١بغراب االسباتيجي لشبو ا١بزيرة

اإليببية، كالب كانت تعد معربا جغرافيا كحضاريا بب ضفب العامل اإلسبلمي كالعامل األكركيب آنذاؾ سواء

ب حالة السلم أـ ب حالة ا٢برب، كىذا االمتداد الشاسع ٥بذه الرقعة ا١بغرافية من معرب جبل طارؽ

جنوبا )العدكة األندلسية(كالذم كاف يعرؼ ب األدبيات ا١بغرافية كالتارٱبية لتلك ا٢بقبة من الزمن بإسم

إىل غاية جباؿ البشرات ب أقصى الشماؿ األندلسي حيث بقيت القول ا٤بسيحية اإلفر٪بية رابضة

. كمببصة لتقود بلة االسبداد كما أ٠بتها حينما دب الضعف كا٥بواف كا٣ببلؼ بب أمراء األندلس

كانت ىذه ا٤بساحة مبامية األطراؼ غنية بتنوع أرضها من حيث الببة كالغطاء النباب كالثركة

ا٢بيوانية كتعدد ا٤بصادر ا٤بائية كتنوع ا٤بزركعات كاحملاصيل كتنوع ا٤بناخ ما بب الشماؿ كا١بنوب كما بب

ضفب البحر ا٤بتوسط كاألطلسي؛ فإىل أم مدل كاف إذف االىتماـ بوضوع الزراعة كالرم ب األندلس

من طرؼ األندلسيب لصلتو ا٤بباشرة كالوطيدة بالنشاط الزراعي كاالقتصادم كالصناعي كالسياسي، بل

ككيف أثر ذلك ب ا٤بأثور الثقاب كاألديب أيضا ؟

Page 7: الفصل التمهيدي

‌ب

الرم ب األندلس ب عهدم كسائل الزراعة كطرؽ ( لذا كانت تسمية عنواف ىذه األطركحة ا١بامعية

، ككانت ىناؾ عدة تساؤالت تطرح نفسها إف )ـ1031-ـ750/ ىػػ 422- ىػػ 138اإلمارة كا٣ببلفة

. على مستول الفبة التارٱبية ا٤بختارة للدراسة كإف على مستول ا٤بساحة ا١بغرافية

بالنسبة للفبة التارٱبية احملددة لزمن الدراسة، تعرب عن ا٤برحلة الفعلية الب فيها صارت ببلد األندلس

" صقر قريش"مستقلة بكمها كرسـو دكلتها عن ا٤بشرؽ كذلك بوصوؿ عبد الربن الداخل ا٤بلقب ب

إىل األندلس فارا من مطاردة العباسيب لو كإعادتو بعث دكلة األمويب ب ا٤بغرب بعد أف انطفأ نورىا

كخىب ذكرىا با٤بشرؽ، كعملو بعد ذلك على إباد الفب كالصراعات الب عرفتها األندلس ب أعقاب

سقوط عاصمة ا٣ببلفة األموية بدمشق على أيدم العباسيب، كازدىار العمراف كالتجارة كنشطت ا٢بركة

العلمية كالثقافية كتوطدت السفارات الدبلوماسية بب األندلس كغبىا من الدكؿ األكركبية، كفرض

، كىو التاريخ )ـ/1031ىػػ422(سيطرهتا على غريب البحر ا٤بتوسط كببلد ا٤بغرب العريب إىل تاريخ

الزمب الذم فيو عرفت هناية عصر ا٣ببلفة بببلد األندلس كعودة الصراعات كبركز دكؿ ملوؾ الطوائف

األندلسية ا٤بتناحرة ب ما بينها، لذا كاف اختيار ا٤برحلة األكىل للدراسة ألهنا ا٤برحلة األكفر حظا من حيث

االستقرار السياسي كاالقتصادم الذم عرفتو ببلد األندلس ب ظل الدكلة األموية، كىي مرحلة تتوفر على

غنية با٤بعطيات الب مصادر ٨بتلفة تارٱبية ك جغرافية ك ب صميم كموضوع األطركحة ك على معلومات

. تساعد الباحث ب تقصي حقيقة النشاط الزراعي ب األندلس من حيث تارٱبو كركاده كمصادره

أما بالنسبة للمساحة ا١بغرافية؛ فهي كلها صا٢بة ألف تكوف ٦باال للبحث كالتقصي عرب االستقراء

التارٱبي، ككذلك ألخذ العينات الكافية كا٤بساعدة على تكوين صورة كاضحة عن التاريخ الطبيعي

. ا١بغراب كالذم سيساعد الباحث ب معرفة شكل كطبيعة النشاط الزراعي كالفبلحي ب ببلد األندلس

Page 8: الفصل التمهيدي

‌ج

كعليو يثار إشكاؿ معرب آخر، ما نوع النشاط الزراعي الذم كاف ٲبارسو األندلسيوف ككفق أية رؤية

كمرجعية، ىل فعبل اكتفى ا٤بسلموف الفابوف لببلد األندلس با كجدكه متوفرا من طرؽ الزراعة كتقاليدىا

أم قبل فتح ا٤بسلمب إليببيا الب تشمل ؟ كمن كسائل الرم كطرقو ا٤بوركثة من أياـ التواجد الركمال

. أغلب أ٫باء الربتغاؿ ك إسبانيا ا٤بعاصرتب ك قسم بسيط من جنوب فرنسا

أـ أهنم أضافوا عليو من معرفتو كخربهتم الب بلوىا معهم من ديارىم ا٤بشرقية كطوركا أيضا طرقا

ك ىذا ما سيبدك كاضحا من كأساليب جديدة مبتكرة كفقا ٣بصوصية األندلس ا١بغرافية كالتارٱبية؟

. خبلؿ صفحات األطركحة

بعب آخر ىل فعبل عرفت التقنية كا٤بكننة طريقها إىل اآلالت كاألدكات الفبلحية الب استعملها

فبلحو األندلس، ككانت معلما بارزا يدؿ على مدل تطور علـو ذات صلة هبا، مثل ا٥بيدركليكا كتقنية

الطواحب ا٥بوائية، كالسواقي الكببة كأيضا علم التعدين، كتطور مفاىيم فيزياء ا٢بركة كغبىا، ٩با يدؿ

. على أف الزراعة كالرم ب األندلس كانت بمع بب العلم كالصناعة كا٤بمارسة

كعليو ما ىي مواصفات الزراعة األندلسية كما ىي ا٤بصادر التارٱبية كالعلمية الب خلفها ىؤالء

األندلسيوف تأرٱبا كتدكينا ٥بذا ا٤بظهر من النشاط اإلنسال عرب ىذه ا٢بقبة التارٱبية؟

كما أنو معركؼ لدل ا٤بؤرخب كا٤بختصب أف ببلد األندلس فتحت عنوة كمل تفتح صلحا، أك بعضا

من أراضيها فتحت صلحا دكف البعض اآلخر؛ فما ىو حكم ىذه األرض، حيث ىناؾ أحكاـ فقهية

شرعية تبتب على ىكذا عامل تارٱبي حاسم، إذ بدد طبيعة العبلقة بب الفابب كالسكاف األصليب

من أىل الذمة، كأيضا بدد الكيفية كالشكل الذم ستستغل بو األرض الفبلحية ؟

كأف التشكيلة السكانية لببلد األندلس عرفت التنوع كاالختبلؼ ب العرؽ كا١بنس كاللغة كالدين كالثقافة

كالعادات االجتماعية، إذ ىناؾ العرب كالرببر الفابوف باإلضافة إىل السكاف األصليب من ا٤بسيحيب

Page 9: الفصل التمهيدي

‌د

كاليهود؛ فكيف ساىم كل ذلك ب تشكيل ىذا النسيج االجتماعي كب توزيع الساكنة األندلسية على

٨بتلف ا٤بناطق ا١بغرافية ا٢بضرية كالريفية كما أثره على طبيعة النشاط الفبلحي كالزراعي؟

كلئلجابة على ىذه التساؤالت يثار إشكاؿ تارٱبي آخر، كىو ماذا ٲبثل ىذا اإلرث ا٢بضارم

بالنسبة للمستعربب اإلسباف كالذين يعتربكنو أحد مكونات تراثهم القومي اإلسبال ا٢بديث كا٤بعاصر؟

كعليو اخبنا اعتماد عدة مناىج إل٪باز ىذا البحث، من ا٤بنهج االستقرائي التارٱبي الذم حاكلنا من

خبللو تتبع ا٤براحل التارٱبية لتطور النشاط الزراعي ب األندلس، كأيضا ا٤بنهج الوصفي لتكوين صورة

كاضحة عن طبيعة ا٤بمارسة الفبلحية كالزراعية ب ببلد األندلس كمعرفة أشكا٥با ا٤بختلفة كعادات

األندلسيب ب ذلك، كمن دكف نسياف أٮبية ا٤بنهج التحليلي الذم يعد أساسيا ب بليل ا٤بادة التارٱبية

من خبلؿ نصوصها كاستنباط ا٤بعال ا٤بتخفية من كراء السطور من بطوف ا٤بصادر كا٤براجع، كأيضا استعنا

با٤بنهج الكمي اإلحصائي حيث يعد ضركريا ب ىكذا نوع من البحوث الب بمع ما بب التارٱبي

كاالقتصادم ٤بعرفة حجم اإلنتاج الزراعي كنسبة ا٤بداخيل الب كانت ترد بيت ا٤باؿ كمدل ازدىار النشاط

التجارم كاالقتصادم بببلد األندلس، كىكذا ٲبكن تقدل صورة كاضحة للباحث عن طبيعة كحقيقة ىذا

. النشاط كمآالتو كانعكاساتو التارٱبية كالسياسية كاالقتصادية كالثقافية

ذكرىا حيث كزعت مادة ة ىذا على مستول ا٤بنهج، أما على مستول ا٤بنهجية اخبنا ا٣بطة اآلب

: على البحث

مقدمة، كفيها تناكلنا األسباب كالدكافع الختيار موضوع البحث، كما ىي إشكاليتو ا٤بعرفية

كالتارٱبية، كخطة البحث كا٤بنهج ا٤بعتمد كا٣بطة ا٤بتبعة ب ا٪باز ا٤بوضوع، كاإلشارة إىل الدراسات

. السابقة، كما ىي األىداؼ ا٤برجو بقيقها، كبياف ببعض ا٤بصادر األساسية ا٤بعتمدة ب مكتبة الباحث

Page 10: الفصل التمهيدي

، كالذم "مدخل تارٱبي حوؿ ا٤بؤلفات ب الزراعة كالرم ب األندلس" ب فصل بهيدم موسـو ب

توزع على عدة مباحث، موضوع الزراعة كالفبلحة كعلم النبات عند اللغويب األندلسيب، كمبحث

. ت(الزراعة كالفبلحة كالرم من خبلؿ علماء الفبلحة األندلسيب من أمثاؿ عريب بن سعيد القرطيب

460. ت(، كابن كافد اللخمي )ـ1013/ ق404. ت(كأيب القاسم الزىراكم )ـ799/ ىػ369

، كابن بصاؿ الطليطلي كأيب ا٣بب )ـ1078/ ىػػ466. ت(، كابن ا٢بجاج اإلشبيلي )ـ1074 /ىػػ

، ب مبحث الفبلحة كالزراعة كالرم من خبلؿ كتب الباجم )القرف ا٣بامس ا٥بجرم(اإلشبيلي

، )ـ994/ ىػػ 384. ت(كالطبقات، مثل كتاب طبقات األطباء كا٢بكماء إلبن جلجل األندلسي

صاحب كتاب الذخبة ب ٧باسن أىل ا١بزيرة، ككذلك )ـ1147/ ىػػ 542. ت(كابن بساـ الشنبيب

مبحث الزراعة كالفبلحة كالرم من خبلؿ الدكاكين الشعرية األندلسية، كأيضا من خبلؿ األمثاؿ الشعبية

األندلسية إضافة إىل مبحث الزراعة كالفبلحة كالرم من خبلؿ كتب ا٢بوليات التارٱبية مثل كتاب

/ ىػػ 712. ت(، كالبياف ا٤بغرب البن عذارم )ـ1076/ ىػػ 469. ت(ا٤بقتبس البن حياف

. ، كمن خبلؿ مبحث ب كتب ا١بغرافيا كالرحبلت ككتب ا٢بسبة)ـ1313

ب مبحث موضوع الزراعة كالرم ب األندلس من خبلؿ الدراسات العربية ا٢بديثة، ب مبحث موضوع

الزراعة كالرم ب األندلس من خبلؿ دراسات ا٤بستعربب اإلسباف، كذلك مع اإلشارة إىل أٮبية ىذه

. الدراسات كما ىي ا١بوانب الب كانت مركز اىتمامها

، حيث توزع على ثبلثة "جغرافية ببلد األندلس" كيأب بعد ذلك الفصل األكؿ كالذم بل عنواف

طبيعة ببلد األندلس، ا٣بصائص كا٤بميزات، كالذم نريد من خبللو : ا٤ببحث األكؿ: مباحث أساسية ىي

التعرؼ على مواصفات األندلس الطبيعية كا١بغرافية ككيف ساعدت ب تنامي كازدىار النشاط الزراعي ب

. ببلد األندلس

Page 11: الفصل التمهيدي

ا٤بياه ب األندلس، مصادر الرم كالسقي لؤلراضي كاحملاصيل " كعليو كاف لزاما أف يكوف ا٤ببحث الثال

؛ فكاف ىدؼ ىذا ا٤ببحث التعريف بصادر ا٤بياه الب توفرت عليها ببلد األندلس من األمطار "الزراعية

. كاألكدية كاألهنار كالسواقي كأماكن توزيعها كمدل كفرهتا كتنوعها

، كىذا نظرا لدكر ا٤بساحة "مناخ األندلس كدكره ب الزراعة" لذا تبعناه با٤ببحث الثالث بعنواف

ا١بغرافية الواسعة لببلد األندلس كتنوع تضاريسها ب تنوع ا٤بناخ، كمعرفة خصوصية كل نوع منو الذم

عرفتو شبو ا١بزيرة اإلببية، كالذم يعد عامبل أساسيا ب معرفة أسباب تنوع الغطاء النباب كالثركة ا٢بيوانية

كمدل تأثب كل ذلك على التوزيع ا١بغراب للساكنة األندلسية، ككفرة البوادم كالقرل الفبلحية كا٤بدف

. كا٢بواضر، كما مدل تأثب ذلك على تركيز النشاط الزراعي كاالقتصادم

اإلنتاج " كىكذا يكوف الفصل الثال منطقيا من حيث البتيب ب خطة البحث كالذم جاء بعنواف

مبحث اإلنتاج الزراعي ب : ، إذ توزع على مبحثب أساسب ٮبا"الزراعي ب األندلس، الطرائق كالوسائل

األندلس كأنواعو، ٧باكلب من خبللو استجبلء طبيعة ىذا اإلنتاج كمعرفة أسباب تنوعو، كتبعو مبحث

كسائل اإلنتاج الزراعي، للوقوؼ على الوسائل الزراعية ا٤بستخدمة من طرؼ الفبلحب كالب حرص

علماء الفبلحة األندلسيب على التوصية هبا كذكرىا ب مؤلفاهتم كالب يركهنا ضركرية لتحسب اإلنتاج

. كرفع نسبتو

طرائق "، إذ كاف ا٤ببحث األكؿ منو "طرائق الرم كتقنياتو" ب انتقلنا إىل الفصل الثالث كالذم كسم ب

للتعريف بتقاليد الفبلحب األندلسيب ب الرم كىل اكتفوا با٤ببادئ الطبيعية البسيطة أـ استحدثوا " الرم

طرقا جديدة موافقة لطبيعة العمراف كالتحضر ب ببلد األندلس؟

Page 12: الفصل التمهيدي

‌ز

؛ فقد صب االىتماـ فيو على بياف ا١بوانب التقنية الب ابتكرىا "تقنيات الرم" أما ا٤ببحث الثال

األندلسيوف من شق البع كالقنوات كالقناطر كا١بسور كالصهاريج، كغبىا من التقنيات الب كانوا سباقب

. ٥با ب ميداف السقاية كالرم الزراعي

، "ا١ببايات كانعكاساهتا على النشاط الزراعي ب األندلس" بفصل رابع عنوناه بطركحة كختمنا األ

مبحث ا١ببايات، كالذم فيو يتم التعريف بصطلح ا١بباية كأنواعها : كالذم قسم بدكره إىل مبحثب

ا١بباية "كيليو مبحث . كعبلقتها با٣براج، هبدؼ تكوين صورة كاضحة عن عبلقة ا١بباية بالنشاط الزراعي

، كالذم تناكلنا فيو ٨بتلف الظركؼ التارٱبية كالسياسية لببلد األندلس، "كانعكاساهتا على النشاط الزراعي

ككيف أثر موضوع ا١بباية بشكل مباشر أك غب مباشر على مردكد النشاط الزراعي ب األندلس ؟

ب ذيلنا البحث بابة، أبرزنا فيها أىم النتائج ا٤بتحصل عليها، كملحق خاص بأىم الصور لبعض

ا٤بخطوطات ا٤بصادر األندلسية ب كتب الفبلحة كالزراعة، كقائمة بصادر البحث كمراجعو العربية

، كفهرس خاص با٤بدف كالعواصم طركحةكفهرس بأ٠باء أىم األعبلـ الوارد ذكرىا ب األ. كاألجنبية

التارٱبية، كفهرس خاص با٤بصطلحات الزراعية كالفبلحية كاآلالت الواردة ب ثنايا الفصوؿ، ب فهرس عاـ

. خاص بفصوؿ البحث

كبالنسبة للدراسات السابقة كالب تناكلت موضوع الزراعة باألندلس ٲبكن اإلشارة على سبيل الذكر

: ال ا٢بصر

أكىل الدراسات األكادٲبية ا١بامعية الب عثرنا عليها بصوص تاريخ الزراعة ب األندلس ترجع إىل سنة

الوضع الزراعي ب األندلس "شبيب ىياجنة بعنواف ـ، من إ٪باز ٧بمود حسب1989/ ىػػػ 1410

، كىي رسالة قدمت من أجل استكماؿ متطلبات درجة "منذ الفتح اإلسبلمي حب سقوط دكلة ا٤برابطب

يذكر .ا٤باجستب ب التاريخ بكلية اآلداب ب ا١بامعة األردنية، بت إشراؼ األستاذ ٧بمد عبده حتاملة

Page 13: الفصل التمهيدي

‌ح

ب مقدمتها أف من بب أسباب اختياره ٤بوضوع دراستو قلة الدراسات العلمية ا٤بتخصصة الب أفردت ٥بذا

. ا٤بوضوع، كالذم لو عبلقة كطيدة بدراسة الوضع االقتصادم ب ببلد األندلس

الطالبة بيداء ٧بمود القيسي الزراعة كالرم ب االندلس ب عصرم االمارة كا٣ببلفة رسالةككذلك

، بإشراؼ األستاذ الدكتور ٧بمد بشب حسن العامرم، كىي جزء )ـ1030-756/ ىػ138-422(

-من متطلبات نيل درجة ا٤باجستب ب التاريخ اإلسبلمي، تقدمت هبا اىل ٦بلس كلية الببية للبنات

. ـ2005/ ق 1425 جامعة بغداد سنة

كلقد تناكلت ىذه الرسالة النشاط الزراعي كنظم الرم ب األندلس باعتباره جزءا من النشاط

االقتصادم ب األندلس، الذم يتبلءـ كجهود العرب ىناؾ كما كصلت اليو عقو٥بم النبة من الكشف

عن طرؽ جديدة ك٨بتصرة للنهوض هبذا ا١بانب على أكمل كجو، كتسليط الضوء على ما خفي من

تاريخ االندلس ب ىذا اجملاؿ، كالذم مل تفرد لو دراسة خاصة بو على الرغم من اٮبيتو لذلك كاف ال بد

الزراعة (من التعرض لو بالبحث كالدراسة بصورة دقيقة كشاملة، ككاف ذلك سبب اختيار ىذا ا٤بوضوع

. )كالرم ب االندلس

ملكية األراضي الزراعية كاستثمارىا ب األندلس ب ضوء (عنواف بداف عبد اجمليد الكبيسيرسالة بلت

كالب تناكؿ فيها موضوع . 2005كلية اآلداب، جامعة بغداد، ) ـ 11/ ىػ 5(آراء فقهاء القرف

ملكية األرض ب األندلس، كما ىي ا٤بسائل الفقهية الب أثارهتا ىذه اإلشكالية بكم أف ببلد األندلس

فتحت عنوة أـ صلحا، كلها أـ بعضها، كمن ب كيف تصرؼ األمراء بشأهنا، كما ىي تطرح تساؤال ىل

. األحكاـ الشرعية ا٤ببتبة على ذلك

رسالة تقدـ هبا " - طرائق كأساليب الزراعة كالرم ب األندلس من خبلؿ كتب الفبلحة " رسالةك

ياسب خضب حسن إىل ٦بلس كلية اآلداب ب جامعة بغداد كىي جزء من متطلبات نيل درجة : الطالب

Page 14: الفصل التمهيدي

‌ط

/ ىػ 1428- صباح إبراىيم سعيد الشيخلي : ا٤باجستب ب التاريخ اإلسبلمي إشراؼ األستاذة

ـ، جاءت ىذه الدراسة كمحاكلة للكشف عن اإلمكانيات الب كاف ٲبتلكها الفبلحوف ب 2007

. األندلس من طرائق كاساليب للزراعة كالرم خبلؿ ا٢بكم العريب اإلسبلمي لتلك الببلد

. ـ14 ك13/ ىػ8 ك 7بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس خبلؿ القرنب عيد بنس كتاب ككذلك

أطركحة ك الكتاب ب أصلو ، ـ2007إسهاـ ب دراسة اجملاؿ كاجملتمع كالذىنيات، ببكت، دار الطليعة،

جامعية أعدىا صاحبها ب إطار كحدة التكوين كالبحث ب التاريخ االقتصادم كاالجتماعي للغرب

كىو . شرؼ عليها إبراىيم القادرم بوتشيش بكلية اآلداب كالعلـو اإلنسانية بكناسأاإلسبلمي الذم

” ثقافة مائية“يبحث ب العبلقة ا١بدلية الرابطة بب ا٤باء كاجملتمع كاجملاؿ باألندلس، كما أفرزتو من

كقد . ببيعدىا العلمي كبولتها األنبكبولوجية، كما كاف ٥با من تأثب ب سلوكات األندلسيب كتصوراهتم

بادة، بأدكات منهجية تستلهمي آليات التحليل النفسي كالسيميائي تسلح ا٤بؤلف سعيد بن

كاألنبكبولوجي، فضبل عن توظيف ذكي ٤با بتزنو ا٤بكتبة العربية األندلسية من نصوص تارٱبية كفقهية

. كمناقبية كطبية كفلسفية كغبىا

ـ 2009يوسف النكادم الصادر سنة : كمن بب الدراسات العربية ا١بادة، كتاب الزراعة ب األندلس

: على ٦بموع األسئلة التالية فيوعن مركز دراسات األندلس كحوار ا٢بضارات، كالذم حاكؿ أف ٯبيب

مباشرة (أين كانت تتم عملية اإلنتاج خبلؿ القرف ا٣بامس ا٥بجرم؟ كمن ىي األطراؼ الب كانت تقـو

بعملية اإلنتاج؟ كباذا ككيف كانت تتم عملية اإلنتاج ؟ كماىي احملاصيل )أك بصفة غب مباشرة

كا٤بنتجات الب كاف يتم إنتاجها؟ ككيف كانت طبيعة نظاـ اإلنتاج ؟ ك كيف كانت طبيعة العبلقات

القائمة بب األطراؼ ا٤بسؤكلة عن عملية اإلنتاج؟

Page 15: الفصل التمهيدي

‌ي

ا١بامعية، أما الدراسات األكادٲبية خارج ٦باؿ الرسائل ا١بامعية، ك الرسائل ىذا فيما ٱبص األطاريح

الدراسات العربية ا٢بديثة الب تناكلت الزراعة كالرم ب ببلد األندلس، ٪بد ما ب إ٪بازه كنشره من

دراسات من طرؼ اجمللس الوطب للثقافة كالفنوف كاآلداب بالكويت ضمن الندكة العا٤بية الثالثة لتاريخ

ـ 1988/ ىػػ 1408، كمل تنشر ىذه األعماؿ إال سنة )1983 ديسمرب 14-10(العلـو عند العرب

: ، كقد احتوت ىذه األعماؿ عدة دراسات منها"اسهامات العرب ب علم الفبلحة"بت عنواف

ب تطوير علم )الفبلحة النبطية(دكر "من تقدل بشب عطية، ك" الكتابات العربية القدٲبة ب الفبلحة"

من طرؼ ٧بمد مركاف " أسس الزراعة كنظمها عند العرب"من إ٪باز توفيق فهد، ك" الفبلحة عند العرب

من إ٪باز " كتب ب الزراعة، مبلحظات عن مكانتها من الباث العريب ب العصور اإلسبلمية"السبع، ك

األفكار االقتصادية ب كتب الفبلحة العربية انطبلقا "ب دراسة الفايز ٧بمد ا٤بعنونة ب. مانفرد فبليشهامر

، Daniel Martin Carisco، ب تأب دراسة دانياؿ مارتن كاريسكو "من الفبلحة النبطية

الكتابات "، أم « Arab Classical Writings and Agriculture» كا٤بعنونة ب

". الكبلسيكية العربية كالزراعة

ـ، ضمن كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب األندلس، ا١بزء 1998ثال دراسة تطالعنا سنة

الثال منو، من برير الباحثة سلمى ا٣بضراء ا١بيوسي، إذ ٪بد ب القسم السادس منو الذم جاء بت

غليك بعنواف التكنولوجيا ا٥بيدركلية ب . ، دراسة للباحث توماس ؼ"العلم كالتكنولوجيا كالزراعة"عنواف

، دراسة "الزراعة ب إسبانيا ا٤بسلمة"األندلس، كدراسة ثانية من إ٪باز إكسبباثيوف غارثيا سانشيز بعنواف

، آخر دراسة ب ىذا القسم قدمها جيمس "نباتات الصباغة كالنسيج"من طرؼ لوسي بولنز بعنواف

". دراسة أكلية ب مدلوالهتا الرمزية: ا٢بديقة األندلسية"دكي بعنواف

Page 16: الفصل التمهيدي

‌ن

كىذه ليست القائمة الكلية جملموع الدراسات كاألباث كا٤بقاالت الب أ٪بزت بصوص موضوع

. الزراعة كالرم ب األندلس، كالب تناكلتو من جوانب عدة ك٨بتلفة الدكافع كاألسباب كا٤بقاصد

ىداؼ البحث ا٤برجو بقيقها، ىي تكوين صورة كاضحة عن طبيعة النشاط الزراعي كالفبلحي أ أما

ب األندلس، كإظهار مدل أصالة كاستقبللية ا٤بدرسة الزراعية األندلسية سواء عن ما خلفتو ا٢بضارة

ببية ب ا٤برحلة السابقة عن الفتح اإلسبلمي، أك با مالركمانية من آثار كتراث فبلحي بشبو ا١بزيرة اإل

عرفتو ببلد ا٤بشرؽ اإلسبلمي، أيضا من معارؼ كعلـو كتقاليد فبلحية، سواء اطلع عليها علماء الفبلحة

رجوعهم إىل ببلد األندلس، أك األندلسيب أـ استجلبوىا معهم من خبلؿ رحبلهتم إىل ديار ا٤بشرؽ بعد

سواء على مستول التأليف كالتصنيف ب موضوع الفبلحة كبليصو من ا٤بباحث الب ال عبلقة ٥با مباشرة

ك قد كضع الباحث نصب عينيو بياف طرؽ الرم ك السقي ا٤بتنوعة ك اآلالت ، بوضوع الفبلحة كالزراعة

. باإلضافة إىل أنواع ا٤بزركعات ك تثمبىا ك ا٢بفاظ عليها ك طرؽ زراعتها ،الب ابتكركىا ٥بذا الغرض

كما يهدؼ ىذا البحث إىل بقيق مقصد آخر كىوتبياف العبلقة الوطيدة بب الزراعة كالصناعة

كاالقتصاد ب تنامي العمراف كبقيق االستقرار ألم نشاط إنسال بسب النظرية ا٣بلدكنية لنشأة الدكؿ

. كاطراد عمراهنا كازدىار ا٢برؼ كالصنائع فيها

ككذلك ما ىو الباث ا٢بضارم الذم خلفو أىل األندلس ٤بن جاء بعدىم ب ٦باؿ الزراعة كالفبلحة

. كالرم، كدكره ب انبعاث ا٢بضارة األكركبية كنشاط حركة االكتشافات كاالخباعات ا٢بديثة

كأخبا نرجو السداد كالتوفيق من ا٥بن سبحانو كتعاىل، كنتقدـ بوافر الشكر كاالمتناف لؤلستاذ ا٤بشرؼ

على قبولو اإلشراؼ على ىذا ا٤بوضوع، كعلى توجيهاتو حب يبلغ ىذا البحث الصورة ا٤برجوة كا٤بطلوبة،

كالذم نرجو أف يكوف إضافة جديدة تثرم ا٤بكتبة التارٱبية كيستفيد منو الباحث ب ٦باؿ التاريخ

.األندلسي

Page 17: الفصل التمهيدي

1

امفطل المتييدي

مدخل اترخيي حول املؤمفات يف امزراعة وامري يف

ال هدمس

Page 18: الفصل التمهيدي

2

الفصل التمهيدي

مدخل تاريخي حول المؤلفات في الزراعة والري في األندلس

ا٤بتعلق بغرافية ببلد األندلس كخصائصها ك٩بيزاهتا، البد األكؿ ابتداء قبل التطرؽ إىل مضامب الفصل

إىل من ألف من األندلسيب ب موضوع الزراعة كالفبلحة كعلم النبات من اللغويب أكالمن اإلشارة

كالفقهاء كالرحالة كالعشابب كا١بغرافيب كغبىم من ا٤بهتمب بوضوع الزراعة كالفبلحة كالرم ب ببلد

.األندلس، الب افتب أىلها كالوافدكف إليها بسحر طبيعتها ككثرة خباهتا كتنوع مناخها كسعة أراضيها

ظهرت مؤلفات عديدة ب األندلس، تناكلت النبات باالىتماـ كالدراسة، اىتم بعضها بالنبات

، حيث احتول مؤلفو على معلومات 2 البن سيدة1)كتاب ا٤بخصص ب اللغة(من الناحية اللغوية مثل

، كاىتم بعضها بالنبات من ناحية فوائده الطبية 3زراعية مهمة من خبلؿ تناكلو ذكر األلفاظ كاشتقاقاهتا

/ ىػ605ت (كالعبلجية، كقد اشتهر العديد من العلماء ب ىذا ا٤بيداف منهم موسى بن ميموف

، 5 الذم بوؿ ب مدف كأقاليم عديدة من أؿ توسيع مداركو فدرس الطب كالعلـو ا٤بتصلة بو4)ـ1209

1، طبعة أكىل، دار الفكر العريب، القاىرة،مؤسسة الكتب 2القفطي، باؿ الدين علي بن يوسف أنباء الركاة على أنباه النحاة، ج -

. 226، ص 1986ببكت، . الثقافية2/ ىػ458(كتوب سنة )ـ1008/ ىػ398(علي بن إ٠باعيل بن أبد، يكب أبا ا٢بسن، كيعرؼ بابن سيده ا٤برسي كلد سنة -

، كاف إماما ب اللغة العربية حافظا ٥با، على أنو كاف ضرير ابن ضرير، ينظر أبو جعفر الضيب أبد بن بي بن أبد بن عمرة )ـ1067، القفطي، أنباه 418، ص )1967ببكت، دار الكتاب العريب، (، بغية ا٤بلتمس ب تاريخ رجاؿ أىل األندلس، )ـ1203/ ىػ599ت (

.227- 225، ص 2الركاة، ج 3، عن - داكد، نبيلة عبد ا٤بنعم، العلـو العربية ب كتاب ا٤بخصص البن سيده بث قدـ ب ا٤بؤبر الرابع للجمعية األردنية لتاريخ العلـو

.16/12/2002- 14األردف - دكر الباث العلمي العريب ب ا٤بنجزات العلمية العربية، أربد4بوؿ ب بلداف )ـ1209-1135/ ىػ605-529(أبو عمراف موسى بن ميموف بن عبيد اهلل الطبيب اإلسرائيلي األندلسي، -

ابن أيب أصبيعة، موفق الدين أيب العباس أبد بن القاسم : ينظر(. عديدة لبلطبلع كا٤بشاىدة، لو مؤلفات عديدة منها الرسالة األفضلية -194،صص 3، ج )ـ1957/ىػ1377(، عيوف األنباء ب طبقات األطباء، ببكت، دار الفكر، )ـ1207/ىػ6868ت (السعدم،

ببكت، دار الرائد (، تاريخ ٨بتصر الدكؿ، )ـ1287/ىػ685ت (الطبيب ا٤بلطي = ، ابن العببم، غريغوريوس بن ىاركف195 .).423-417، صص 1994 ، 2اللبنال،ط

5 .417ابن العربم، تاريخ ٨بتصر الدكؿ، ص -

Page 19: الفصل التمهيدي

3

.1"مقالة شرح أ٠باء العقار"كتناكؿ النبات ب مقالة رائعة تعد من أشهر مقاالتو تعرؼ باسم

كاىتمت الكتب الفقهية بالزراعة بشكل غب مباشر، إذ بيزت ىذه الكتب باحتوائها على "

معلومات كثبة أسهمت ب معرفة طرؽ استثمار األراضي الزراعية كأشكاؿ ملكيتها، ذلك أف مصنفي

.2"ىذه الكتب كانوا يستشهدكف بوقائع تارٱبية استنبطت من خبل٥با تلك األحكاـ

كاىتم البلدانيوف بدراسة النبات من خبلؿ رحبلهتم الب كانوا يقوموف هبا كمنهم الشريف

إذ ذكر فيو 4)ا١بامع لصفات أشتات النبات( صاحب كتاب 3)ـ1164/ ىػ560ت (اإلدريسي

.5األعشاب الطبية كبب منافعها كآثارىا الضارة

ب حب اختص بعض العلماء األندلسيب كىم علماء الفبلحة بدراسة النبات من حيث زراعتو،

كتناكلوا ب دراستهم لو األعماؿ الزراعية من بداية هتيئة الببة للزراعة كانتهاء بب احملاصيل كحفظها

كخزهنا، كذلك ىو موضوع اىتمامنا، كمن أىم العلماء األندلسيب الذين اىتموا بالفبلحة كأفردكا ٥با

:مؤلفات خاصة هبا

1 .195، ص 3ابن أيب أصيبعة،عيوف األنباء ب طبقات األطباء، ج -

2، أطركحة دكتوراه غب )ـ11/ىػ5(الكبيسي، مقتدر بداف، ملكية األراضي الزراعية كاستثمارىا ب األندلس ب ضوء أراء فقهاء القرف -

.7- 6، ص 2005منشورة، مقدمة إىل كلية اآلداب جامعة بغداد، 3اشتهر برحبلتو العديدة، بدأ سياحتو كىو )ـ1164/ىػ560ت(أبو عبد اهلل ٧بمد بن عبد اهلل بن أدريس ا٢بموم ا٢بسب القرطيب -

، قاـ بأباث كثبة ب ٨بتلف فركع ا٤بعرفة كلكن أبرز ما اىتم بو ىو ا١بغرافية كعلم )ـ1115/ىػ509(ابن ستة عشر عاما كذلك سنة الصفدم، صبلح الدين خليل بن : ، ينظر)نزىة ا٤بشتاؽ ب اخباؽ اآلفاؽ، كا١بامع لصفات أشتات النبات(النبات حيث صنف كتايب

، 164-163، ص 1 ، ج 1962دريدرينغ، ببكت، مطابع دار صادر، . ، الواب بالوفيات، باعتناء، س)ـ1362/ق764ت(أيبك .85-84، ص 3، ج 2013زيداف جرجي، تاريخ آداب اللغة العربية ، القاىرة، مؤسسة ىنداكم للطبع الثقاب ،القاىرة

4 .163، ص 1الصفدم، الواب بالوفيات، ج -

5 .ا٤بصدر نفسو-

Page 20: الفصل التمهيدي

4

:1)ـ979/ ىػ369ت (عريب بن سعيد القرطيب .1

كىو عمل أندلسي فريد )تقول قرطبة(أك )كتاب األنواء(ألف كتابا ب التقول الزراعي يدعى

كيشتمل ىذا الكتاب على أخبار ىامة حوؿ أكجو ٩بارسة النشاط الزراعي ب كل شهر، كقد تردد صدل

كما دمنا مل نعثر على . 2الكتاب ب بعض مؤلفات علماء الفبلحة األندلسيب الذين جاؤكا من بعده

ٲبثل )كتاب األنواء لعريب بن سعد(كتاب أقدـ منو ب الفبلحة األندلسية لذا فإننا نذىب إىل أف

.بداية الوالدة للمدرسة األندلسية ب الزراعة

ك تعرؼ األنواء على أهنا من العلـو الطبيعية ذات البعد العملي التجرييب ا٤برتبط باألرصاد ا١بوية

عبلقتها بتغبات الطقس ك األحواؿ ، ك مواعيد األمطار ك الرياح كالب تعب بدراسة الكواكب ك النجـو

.ا٤بناخية طيلة السنة ، ك انعكاساهتا على اجملاؿ الزراعي ك ا٢بيوال ك ا٣بصوبة ك القحط ك ا١بفاؼ

:3)ـ1013/ ىػ404ت (أبو القاسم خلف بن عباس الزىراكم .2

/ ىػ366-350ا٤بستنصر باهلل (كاف طبيب الببلط األندلسي أياـ حكم ا٣بليفة ا٢بكم الثال

كيبدكا أنو كاف مياال إىل ا٤بوضوعات الزراعية إذ كاف البابط كببا بب العلـو ا٤بختلفة 4)ـ976- 961

1طبيب مؤرخ من أىل قرطبة، من أصل نصرال أسلم آباؤه كاستعربوا كعرفوا )ـ979/ق369ت(أبو ا٢بسن عريب بن سعيد الكاتب -

ببب البكي، استكتبو ا٢بكم ا٤بستنصر كارتفعت منزلتو عند ا٢باجب ا٤بنصور، اختصر تاريخ الطربم كأضاؼ إليو أخبار أفريقية كاألندلس : ، ينظر)ـ961/ق349(، صنفو سنة )أكقات السنة(أك )تقول قرطبة(كيسميو البعض )األنواء(، لو كتاب "صلة تاريخ الطربم"فسمي

مكناس . ك قد طبعت رسالة األنواء ٧بققة من طرؼ بوتشيش ك سعيد بن بادة 227، ص 4الزركلي، خب الدين، األعبلـ، ج 2015 .

2 .9، ص 1 ج 1988، ابن العواـ بب بن زكريا ، كتاب الفبلحة، نشر خوسيو أنطونيو، مدريد 280الطغنرم، زىرة البستاف، ص -

3كاف طبيبا فاضبل خببا باألدكية ا٤بفردة كا٤بركبة، لو تصانيف مشهورة ب )ـ1013/ق404ت(أبو قاسم خلف بن عباس الزىراكم -

أبد عيسى بك، تاريخ النبات عند : ينظر. كىو أكرب تصانيفو كأشهرىا )التصريف ٤بن عجز عن التأليف"صناعة الطب، أشهرىا كتابو .87، ص )1966القاىرة، مطبعة االعتماد، (، 1العرب، ط

4كاف )ـ976/ق366(ا٢بكم بن عبد الربن بن ٧بمد بن عبد اهلل بن عبد الربن بن ا٢بكم بن ىشاـ بن عبد الربن بن معاكية -

= = ابن ا٣بطيب، لساف الدين ٧بمد بن عبد اهلل : ينظر. عا٤با فقيها با٤بذاىب إماما ب معرفة األنساب، حافظا للتاريخ، جامعا للكتب

Page 21: الفصل التمهيدي

5

الب اىتم هبا العلماء آنذاؾ كالسيما علـو النبات، كتكمن أٮبية الزىراكم ب كونو كاف أستاذا أك معلما

.1لعلماء آخرين ب الفبلحة

ب ا٤بصادر الب تربت لو : 2)ـ1074/ ىػ467ت (ابن كافد أبو ا٤بطرؼ عبد الربن اللخمي .3

ق ، كىو أحد كبار علماء األندلس ب علـو الطب كالصيدلة 460نقرأ عبارة مات بعد سنة

، كعمل فيو ٤بدة من الزمن، رحل إىل قرطبة 3كالنبات أشرؼ على بستاف الناعورة ب طليطلة

، ب 4كالتقى ىناؾ بالعامل الزىراكم حيث أخذ عنو الطب، فضبل عن بعض ا٤بعارؼ الزراعية

/ ىػ484ت(انتقل بعد ذلك إىل اشبيلية حيث أشرؼ على إنشاء حديقة للمعتمد بن عباد

على غرار ا٢بديقة الب كاف يعمل هبا ب طليطلة كفضبل عن كوف ىذه ا٢بديقة أك )ـ1091

البستاف قد أنشئت للنزىة كللراحة فإهنا كانت أ٭بوذجا للحدائق التجريبية حيث عمل فيها ابن

.5البصاؿ إىل جانب ابن كافد

، أك تاريخ إسبانيا اإلسبلمية، تح، "أعماؿ اإلعبلـ ب من بويع قبل االحتبلـ من ملوؾ اإلسبلـ"، كتاب )ـ1374/ق776ت(التلمسال .42-41، صص 1956، لبناف، دار ا٤بكشوؼ، 2ليفي بركفنساؿ، ط . أ

1عبد اللطيف ا٣بطيب، تطواف، مطبعة موالم : بيكركسا، خوسي ماريو مياس، علم الفبلحة عند ا٤بؤلفب العرب باألندلس، تعريب-

، سانشيز غارثيا، الزراعة ب إسبانيا ا٤بسلمة، ضمن كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب األندلس، مركز 15، ص 1957ا٢بسن، ا٤بغرب .1369، ص 2، ج 1998دراسات الوحدة العربية، ببكت، لبناف،

2كتوب سنة )ـ997/ق387(أبو ا٤بطرؼ عبد الربن بن ٧بمد بن عبد الكبب بن بي بن كافد بن مهند اللخمي كلد سنة - : من أشراؼ األندلس، اىتم بكتب جالينوس كأرسطو، ألف كتاب ب األدكية ا٤بفردة، استوطن مدينة طليطلة، ينظر )ـ1067/ق460(

ببكت، ا٤بطبعة (األب لويس شيخو اليسوعي، : ، كتاب طبقات األمم، نشر)ـ1070-1069/ق642ت(ابن صاعد األندلسي، .2016ك ىناؾ طبعة أحدث عن ا٥بيئة العامة للكتاب ك الثقافة القاىرة 60، ص )1913الكاثوليكية لآلباء اليسوعيب،

3 .16بيكركسا، ا٤برجع السابق، ص -

4 .17ا٤برجع نفسو، ص -

5 .ا٤برجع نفسو-

Page 22: الفصل التمهيدي

6

كمنذ إنشاء حديقة اشبيلية على يد ابن كافد ازدادت عملية جلب النباتات ا١بديدة من ا٤بشرؽ

األندلسية كتطورت عملية تصنيف العلماء للمؤلفات الزراعية، كيبدكا األراضيكالب ب أقلمتها بنجاح ب

.1لنا أف ا٤بدرسة الزراعية األندلسية بدأت بالتبلور منذ ذلك الوقت

٦بربات (ك )الوسادة ب الطب(ككتاب )األدكية ا٤بفردة(صنف ابن كافد كتبا عديدة منها كتاب

٦بموع (كلو ب الفبلحة كتاب ) ا٤بغيث(ككتاب ) تدقيق النظر ب علل حاسة البصر(ككتاب )ب الطب

ب مدينة "٦بموع الفبلحة البن كافد " ك طبع بت عنواف . 2 )اجملموعة(كا٤بعركؼ باسم كتاب )مفيد

.1931فاس سنة

كىو )ابن نوفيت(كيشب األستاذ بيكركسا إىل أنو عثر على كتاب ب الفبلحة مسجل باسم

األصليرجح أف االسم ىو بريف السم ابن كافد ألف ا٤بخطوط مبجم إىل اللغة القشتالية أما نص

يطابق "، كعثر بعد ذلك ب مشاؿ ا٤بغرب على كتاب باللغة العربية غب متكامل 3العريب فقد كاف ٦بهوال

.4"إىل حد كبب الببة القشتالية القدٲبة، كالذم يفبض أف يكوف كتاب ابن كافد

كحسب كصف بيكركسا فالكتاب يتألف من مئة كستة فصوؿ كزعت حسب النظاـ ا٤بألوؼ ب

.5ا٤بؤلفات العربية ب علم الفبلحة، كىو نظاـ ٧بكم يفوؽ مناىج ا٤بؤلفب البلتينيب ب الفبلحة

ك من خبلؿ تصفحنا ٥بذا ا٤بؤلف كجدنا اف ا٤بادة العلمية تتوزع بسب فصوؿ كتاب ابن كافد

كاختبار ا٤بياه كدراستها كاختيار مواقع السكن كبب ا٤بزارعب كاأل٠بدة كالبذكر ككيفية األراضيإىل اختيار

1، ص 2مصطفى الرقي، منشور ضمن كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب األندلس، ج: بولنز، لوسي، نباتات الصباغة كالنسيج، تر-

1389. 2دمشق، (، بيداف، زىب، أعبلـ ا٢بضارة العربية اإلسبلمية، 81، ص 1960عادؿ أبو النصر، تاريخ النبات عند العرب ، ببكت، -

.270، ص 5، مج )1996مطابع كزارة الثقافة، 3 .18بيكركسا، علم الفبلحة، ص -

4 .ا٤برجع نفسو-

5 .19ا٤برجع نفسو، ص -

Page 23: الفصل التمهيدي

7

معا١بتها لوقايتها من اآلفات كاختيار الزمن ا٤بناسب للبذكر كزراعة القمح كشرح عمليات ا٢بصاد كالتنقية

ا٤بناسبة لزراعة الكـر ككسائل كقايتو، كقد تناكؿ ا٤بؤلف زراعة األراضيكا٢بفظ ب ا٤بخازف كاختيار

.أشجار الفواكو ا٤بختلفة كأطاؿ ب زراعة الزيتوف

كانتقل ا٤بؤلف لزراعة نباتات ا٢بدائق من ا٣بضركات كالوركد كاألزىار ب تناكؿ النباتات ذكات

.الركائح كما تعرض للنباتات ا٤بتسلقة، كبدأ بعدىا بالتقول الفبلحي

أما القسم األخب من كتاب ابن كافد فقد كاف ٨بصصا لدراسة ا٢بيوانات مثل ا٣بيل كا٢بماـ

.كالدجاج كغبىا من الطيور، ب تناكؿ كسائل مكافحة أعداء ا٤بزرعة من حيوانات متوحشة كحشرات

كىكذا ٪بد أف ابن كافد ابو ب الكتابة ٫بو اإلٯباز فجاءت مادتو العلمية مركزة كموجزة كأنو

تناكؿ ٨بتلف أنواع النشاط الزراعي با فيها فبلحة ا٢بيواف كما شاهبها كقد يكوف السبب ب ذلك أنو

ألف كتبا متخصصة باألدكية كالعبلجات فما كاف منو أف يتحدث عنها ب كتاب متخصص بالفبلحة،

.كمن ا٤بؤسف أف كتاب ابن كافد ىذا مل يصل أليدم الباحثب حب اآلف

:)ـ1074/ ىػ466ت (بن حجاج االشبيلي أبو عمر أبد .4

بالشيخ "، كصفو ابن العواـ 1عاش ب اشبيلية ككاف معاصرا البن كافد كالبن بصاؿ الطليطلي

كاعتمدت على ما تضمنو كتاب : "، كأشار إليو ب تأليف كتابو بقولو2"األجل الفقيو ا٣بطيب األفضل

، كيذكر ابن العواـ االشبيلي أف ابن 3"الشيخ الفقيو اإلماـ أيب عمر ابن ا٢بجاج ربو اهلل ا٤بسمى با٤بقنع

1، 532، بغداد، ص 1960، 4، ج 5الشهايب، مصطفى، كتب الفبلحة العربية كألفاظها ا٤بولدة، ٦بلة اجملمع العراقي، مج -

.23بيكركسا، ا٤برجع السابق، ص 2 .8، ص 1، ج 1988ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ط مدريد، بقيق غارسيا مانشيز -

3 .ا٤بصدر نفسو-

Page 24: الفصل التمهيدي

8

، كيعد كتابو أحد الكتب 1ـ1074/ ىػ466سنة )ا٤بقنع ب الفبلحة(ا٢بجاج انتهى من تأليف كتابو

.2ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم/ الب صنفت ب موضوع الفبلحة ب األندلس خبلؿ القرف ا٣بامس ا٥بجرم

كتكمن أٮبية الكتاب ب كونو أكؿ كتاب أندلسي ب الفبلحة يوثق لنا ا٤بصادر الب اعتمد

.عليها فضبل عن استخدامو التجربة إلثبات ا٤بعلومات الب يريدىا

كيبدك لنا من األلقاب الب أطلقت على ابن ا٢بجاج أنو كاف ب مستول ثقاب عاؿ ىيأ لو

.االطبلع على مصادر يونانية كركمانية ب الفبلحة

)ـ1105/ ق 499ت (: 3أبو عبد اهلل ٧بمد بن إبراىيم الطليطلي ا٤بعركؼ بابن بصاؿ .5

ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم، اىتم كثبا بالزراعة / نشأ ابن بصاؿ ب طليطلة ب القرف ا٣بامس ا٥بجرم

عمل إىل جنب ابن كافد ب ا٢بديقة النباتية الب أنشأىا ا٤بأموف بن ذم النوف ب طليطلة، كقد تبادؿ ابن

بصاؿ ا٣بربات كا٤بعارؼ الزراعية مع ابن كافد ب ىذه ا٢بديقة، كبعد سقوط طليطلة بيد القشتاليب ىاجر

إىل اشبيلية كعمل ىناؾ ب بستاف ا٤بعتمد بن عباد الذم أنشأه )ـ1085/ ىػ478(ابن بصاؿ سنة

للنزىة كلكنو غدا ميدانا للتجارب الزراعية البن بصاؿ كما أشرنا سابقا، ككانت نتيجة ىذه التجارب ىو

، نشره كتربو كعلق عليو )كتاب الفبلحة(، كقد كصلنا ٨بتصرا بعنواف 4)القصد كالبياف(إ٪باز كتابو

ك اعترب ابن حـز أف .1955معهد موالم ا٢بسن، تطواف - خوسي مارية مياس بيكركسا ك٧بمد عزٲباف

.كتاب الفبلحة البن بصاؿ من أىم الكتب الب أنتجتها العبقرية األندلسية

1 .ابن العواـ ، ا٤بصدر السابق -

2، اإلحاطة ب أخبار غرناطة، تح ٧بمد )ـ1374/ق776ت (ابن ا٣بطيب، ذك الوزارتب لساف الدين ٧بمد بن عبد اهلل التلمسال -

، ص 5، بيداف، أعبلـ ا٢بضارة العربية اإلسبلمية، مج 313-312، صص 1، ج )1973القاىرة، مكتبة ا٣با٪بي، (عبد اهلل عناف، 400.

3 .32ابن بصاؿ، الفبلحة، ص -

4 .621، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 11ا٤بصدر نفسو، ص -

Page 25: الفصل التمهيدي

9

.ا٤بعركؼ بالشجار: )ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم/ القرف ا٣بامس ا٥بجرم(أبو ا٣بب االشبيلي .6

يعد أبو ا٣بب االشبيلي أحد علماء الفبلحة ب اشبيلية، بع ب كتابو الفبلحة معلومات زراعية

.٨بتلفة كقد امتزجت معلوماتو بب النظرية كالتطبيق العملي

يشب ابن العواـ أف أبا ا٣بب كاف إىل جانب معارفو ب الفبلحة كتضلعو كباربو ب ميداهنا

مشتغبل بالطب كالصيدلة، مهتما بكتب ا٢بكمة كغبىا من علـو عصره، كلعل كتاب أيب ا٣بب الذم

يكوف اعتقادا راسخا بأف أبا ا٣بب كاف عا٤با بالطب، كربا كاف " عمدة الطبيب ب معرفة النبات"٠باه

. طبيبا، أضاؼ جرعة طبية معرفية كاسعة ب الصيدلة كالطب إىل جانب معرفتو الكببة ب علم النبات

كىذا ما رشحو ألف يكوف عا٤با مبدعا ضمن كتابو مساحة من ا٤بادة النباتية، كاصفا ٥با، مصنفا أجناسها

كقد أشار األستاذ ٧بمد العريب ا٣بطايب . ب معرفة خصائص النباتاألطباءكخصائصها ليعتمد عليها

كا٤بعرفة الواسعة بشؤكف اٯبمع بب االطبلع على مسائل اللغة كمضانو"٧بقق الكتاب إىل أف ا٤بؤلف

.1"الفبلحة كالغراسة مع ا٤بزاكلة الفعلية ٥بما

بيكركسا إىل أف أبا ا٣بب االشبيلي كاف رفيقا للعامل ابن ا٢بجاج االشبيلي كأنو األستاذكيشب

.2أفاد منو كثبا كىو ييكثر من ذكره

كإف كاف قيمان فقد كصل إلينا ب ٨بطوطات ٨بتلفة، كأف الكتاب )الفبلحة(كيذكر أف كتابو

ـ ليس من نتاج أيب ا٣بب االشبيلي بل أف جزءا منو ىو من 1968/ ىػ1357ا٤بطبوع ب فاس سنة

كلعل السبب ب ىذه النسبة يرجع إىل ٠بعة كتاب أيب ا٣بب ب : "تأليف ابن كافد، كيعلل ذلك بقولو

1-21، ص 1990، منشورات أكادٲبية ا٤بملكة ا٤بغربية، "عمدة الطبيب ب معرفة النبات"٧بمد العريب ا٣بطايب، مقدمة بقيق كتاب -

22. 2 .43بيكركسا، علم الفبلحة، ص -

Page 26: الفصل التمهيدي

10

كيعد كتابو كاحدا . 1"الفبلحة، ٩با جعل بعض ا٤بؤلفب احملدثب ينسبوف إليو كتبا مل يكن ىو بق مؤلفها

.2من ا٤بصادر ا٤بهمة الب اعتمد عليها ابن العواـ ب تصنيف كتابو

)ـ 1165/ ق 553ت سنة (: 4 الغرناطي3أبو عبد اهلل ٧بمد بن مالك ا٤برم الطغنرم .7

لكونو ذىب حاجا إىل مكة ا٤بكرمة كقد )ا٢باج(كىو من علماء الفبلحة األندلسيب يلقب ب

أنو صدر أديب ذك حفظ "أشاد بعض الباحثب بكانتو العلمية كاألدبية، قاؿ عنو ابن بساـ الشنبيب

أديب نبيل شاعر، ككاف من أىل الفضل : "، ككصفو لساف الدين بن ا٣بطيب بأنو5"كثب، كأدب غزير

.6"كا٣بب كالعلم

كىكذا تتبب مكانتو العلمية، فقد كاف أديبا كشاعرا كيتضح ذلك من خبلؿ مطالعة كتابو الذم

، ك الذم أىداه لؤلمب أيب طاىر بيم بن يوسف )زىرة البستاف كنزىة األذىاف(: ألفو ب الفبلحة بعنواف

.بن تشفب

كتظهر مكانة ا٤بؤلف كاضحة كجلية من خبلؿ صياغتو للعبارات كا٤بفردات الب استخدمها ب

.كتابو كتتبب مكانتو اللغوية من خبلؿ ا٤بقدمة الب كضعها لكتابو

كتكمن أٮبية الكتاب حسب رأينا ك من خبلؿ تصفحنا لو ب أنو بع الكثب من التجارب

كتأكد من ٪باحها، لذلك فنحن نستطيع القوؿ أف أيضاالزراعية الب سبقتو كالب أجراىا الطغنرم بنفسو

كقد صدر . جاء خاليا من ا٣برافات الب اعتمدىا بعض مؤلفي كتب الفبلحة" زىرة البستاف"كتاب

1 .43بيكركسا ، علم الفبلحة ، ا٤برجع السابق ، ص -

2 .9، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج -

3 .44، بيكركسا، ا٤برجع السابق، ص 129، ص 1ابن ا٣بطيب، اإلحاطة، ج : طغنر، قرية من قرل مشاؿ غرب غرناطة، ينظر-

4 .129، ص 1، ابن ا٣بطيب، ا٤بصدر السابق، ج 805، ص 2، مج 1ابن بساـ الشنبيب، الذخبة، ؽ -

5 .805، ص 2، مج 1ابن بساـ الشنبيب، ا٤بصدر السابق، ؽ -

6 .282، ص 1ابن ا٣بطيب، ا٤بصدر السابق، ج -

Page 27: الفصل التمهيدي

11

بتحقيق الدكتور ٧بمد مولود خلف ا٤بشهدال، عن الدار الدكلية لبلستثمارات 2005الكتاب سنة

ك قد استعملنا النسختب ا٤بخطوطة ك ا٤بطبوعةك السبب ب ذلك يعود إىل تأخر حصولنا على .الثقافية

.الكتاب مطبوعا إال قبل إ٪باز األطركحة

:1)ـ1175/ ىػ569ت(أبو زكريا بي بن ٧بمد بن أبد بن العواـ االشبيلي .8

القرف السادس (يعد ابن العواـ أحد أشهر علماء الفبلحة األندلسيب، نشأ ب اشبيلية، ظهر ب

ب زمن كانت العلـو الزراعية فيو قد ازدىرت بشكل كبب ب األندلس )الثال عشر ا٤بيبلدم/ ا٥بجرم

الذم جاء نتيجة لعملو ب )كتاب الفبلحة األندلسية(كقد اشتهر بوسوعتو العلمية ا٤بسماة ب

.2الفبلحة

تعود أٮبية كتاب ابن العواـ إىل تسجيلو نتائج التجارب الب كاف يقـو هبا على جبل الشرؼ

باشبيلية، كتدكينو للمبلحظات العلمية، كىذا قلما نبلحظو عند باقي علماء الفبلحة من العرب أك

كذلك كاف ابن العواـ بق . على ما ينقلونو أك يسمعونواألكىلفقد كانت كتبهم تعتمد بالدرجة . غبىم

من العلماء القبلئل الذين انتهجوا األسلوب العلمي كالتطبيقي ب علم الفبلحة، بل إف كتاب الفبلحة

األندلسية البن العواـ، ىو الكتاب ا٤بوسوعي الوحيد ب العلـو الفبلحية الذم كصل إلينا، فنجد ب

. إىل التجارب الب قاـ هبا ب اشبيليةباإلضافةالكتاب العديد من النظريات الزراعية

لقد بع ابن العواـ بب التبحر العلمي ب ا٤بصادر القدٲبة الب سبقتو، كبب ا٤بعارؼ العملية

طريقة زراعة )585( من باربو الشخصية، كلذلك قدـ كصفا دقيقا ألكثر من االتطبيقية الب استقاه

كىذا ما قاده إىل التعرؼ على أطوار . طريقة تتعلق باألشجار ا٤بثمرة )55(لنباتات ٨بتلفة، منها

1، الشهايب، مصطفى، كتب الفبلحة العربية، ٦بلة اجملمع العلمي العراقي، 537، ص 5بيداف، أعبلـ ا٢بضارة العربية اإلسبلمية، مج -

.531ا٤برجع السابق ، ص 2 .475، ص )1955القاىرة، مكتبة النهضة ا٤بصرية، (حسب مؤنس، : بالنثيا، آ٬بل جنثالب، تاريخ الفكر األندلسي، تر-

Page 28: الفصل التمهيدي

12

بأف ىذا الكتاب ينبغي أف يعد أحسن مايرىوؼ ب التصريح " ماكس"النباتات كصفاهتا، ك٥بذا مل يبدد

.الكتب العربية ب العلـو الطبيعية كعلى األخص علم النبات

كقد أشاد علماء كثر بكتاب ابن العواـ إذ قاؿ عنو أنطواف باسي ب التقرير الذم قدمو عاـ

ليس قيمة كتاب ابن العواـ ب أنو بتوم الفنوف الزراعية : "ـ إىل ا١بمعية الوطنية الزراعية الفرنسية1859

القدٲبة الب كانت بارس ب األندلس فحسب، بل لو قيمة ثانية ىي الكشف عن مبلحظات العرب ب

.1)الطبيعة كالكيمياء ما كنا نبقب كجودىا لديهم

كيشب بالنثيا إىل أٮبية كتاب ابن العواـ كونو يعطينا فكرة عن ازدىار الزراعة ب األندلس

.2اإلسبلمي كىو أشبو بدائرة معارؼ تارٱبية عن الفبلحة

كقد اعتمد ا٤بؤلف على مصادر كثبة كمتنوعة منها مصادر قدٲبة يونانية كركمانية كمنها مصادر

ىندية كفارسية، كأخرل عربية، فضبل عن مؤلفات أقرانو من العلماء األندلسيب، كحاكؿ أف ٱبضع بيع

ىذه اآلراء كا٤بعلومات إىل التجربة كيبب صحتها من عدمها، كلدل ابن العواـ فضبل عن كتاب الفبلحة

.3"رسالة ب تربية الكرـك"

:4)ـ1350-1282/ ىػ750-681(بن إبراىيم بن ليوف التجييب أبو عثماف سعد بن أبد .9

كلد ابن ليوف التجييب ب ا٤برية كهبا توب متأثرا برض الطاعوف كقد بع بب علـو عدة، كمعارؼ

٨بتلفة فهو مهندس زراعي، كفيلسوؼ كقاض كعامل بالرياضيات كشاعرا كعا٤با بالتصوؼ كأىلو، كتنقل

1 .467-466ص ، ص)1970القاىرة، دار النهضة للطباعة كالنشر، (ىاشم، زكريا، فضل ا٢بضارة اإلسبلمية كالعربية على العامل، -

2 .475بالنثيا، تاريخ الفكر األندلسي، ص -

3 .63، ص 1، ج)1966النجف، مطبعة النعماف، (عواد، كوركيس، معجم العلماء العرب، -

4نيل االبتهاج بتطريز الديباج، كىو هبامش الديباج ا٤بذىب البن )ـ1626/ق1076ت(التنبكب، أبد بن أبد بن عمر أقييت -

، التكريب، رعد صاب، ا٤بنهج العلمي الزراعي ب الباث العريب، 123، ص )ق1351القاىرة، مطبعة عباس بن عبد السبلـ، (فرحوف، ، كقد أخطأ بيكركسا حب 439، ص )1980بغداد، مطبعة العماؿ ا٤بركزية، (منشور ضمن كتاب دراسات ب تاريخ العلـو عند العرب،

.44علم الفبلحة، ص : ينظر. )ابن العيوف(٠بى ابن ليوف ب

Page 29: الفصل التمهيدي

13

إبداء ا٤ببلحة كإهناء "ب ببلد ا٤بغرب كا٤بشرؽ كتتلمذ على أساتذة كثبين، كضع كتابا ب الفبلحة ٠باه

بيت عمودم على 1365الرجاحة ب أصوؿ صناعة الفبلحة، كىو عبارة عن أرجوزة شعرية تتألف من

.بر الرجز

إختصارات من كتاب 2001ك قد صدر عن مطبعة النجاح تاجديدة ب الدار البيضاء سنة

.الفبلحة دراسة ك بقيق أبد الطاىرم

جيدة، كما يراكم ابن ليوف علوما كثبة مشرقية كمغربية قبل أف يكتب أرجوزتو ا٤بمتعة ا٤بفيدة ا٤ب

كاف رجل ميداف يقـو بالتجارب الفبلحية كيبحث ب أ٠باء النباتات كخواصها كطبيعة ا٤بياه كالزبوؿ،

لقد كاف مطلعا نبيها على كتب الفبلحة األندلسية مثل مؤلفات ابن بصاؿ . كعبلقة النباتات با٤بواسم

كالطغنرم كأيب ا٣بب االشبيلي، كما كاف على دراية بكتب ا٤بشارقة مثل كتاب ٢بن العامة البن ىشاـ

اللخمي ككتاب النبات أليب حنيفة الدينورم، ككاف قارئا إلنتاجات الشيخ الرئيس ابن سينا كاألصمعي

.كالزبيدم

إىل أف ابن ليوف كاف آخر نتاج ٤بدرسة الزراعة األندلسية كىو آخر عامل أندلسي اإلشارةكبدر

.1يصل إلينا كتابو ب الفبلحة

ليست ذات صلة مباشرة بالفبلحة كالزراعة كالرم لكنها بد الباحث أخرلكما ٪بد كتبا

" كتاب طبقات األطباء كا٢بكماء"بعلومات مفيدة، منها كتب الباجم كالطبقات، كعلى سبيل ا٤بثاؿ

، فقد اشتمل على معلومات ال بأس هبا عن ا٢بركة الطبية ب )ـ994/ ىػ384(البن جلجل األندلسي

األندلس كتطورىا، كدكر األديرة الريفية ب تقدل ا٣بدمات الطبية، كمعلومات ىامة تشب إىل امتبلؾ

. 12-3ياسب خضر حسب، ا٤برجع السابق، ص- 1

Page 30: الفصل التمهيدي

14

األطباء للضياع ب الريف األندلسي كاستثمارىا بشكل جيد إىل درجة أف صارت كحدات اقتصادية

.قائمة بذاهتا لتوفرىا على النشاط الزراعي كاالقتصادم

كاإلنتاج الزراعي، كاألرضلقد أكىل األدباء كعلماء اللغة كاألنساب اىتماما نسبيا بالفبلحة

كتعترب ا٤بؤلفات األدبية األندلسية مصدرا ىاما لذلك، إذ كردت هبا معلومات مفيدة عن األكضاع

طوؽ "ك ،" الرسائل"الزراعية بببلد األندلس، كلعل مؤلفات ابن حـز الظاىرم تعد دليبل على ذلك، مثل

، إذ كردت هبا إشارات إىل ا١بانب السياسي كاالجتماعي كاالقتصادم "األخبلؽ"، ككتاب "ا٢بمامة

.1ككضعية األرض ب األندلس

صاحب )ـ1147/ ىػ542ت (كغب بعيد عن ابن حـز من حيث األٮبية ابن بساـ الشنبيب

، إذ احتوت موسوعتو معلومات مستخرجة من نصوص مفقودة "الذخبة ب ٧باسن أىل ا١بزيرة"كتاب

احتفظ هبا تدكر حوؿ األحداث السياسية ا٤بضطربة الب شهدهتا األندلس ب أكاخر القرف الرابع كأكائل

القرف ا٣بامس ا٥بجريب، كالب كاف ٥با بالغ األثر على ا١بوانب االجتماعية كاالقتصادية الب بص الريف

.2األندلسي من حيث النشاط الزراعي كاالقتصادم كاالجتماعي

، "ا٤بغرب ب حلى ا٤بغرب ")ـ1286/ ىػ685ت (أضف إىل ذلك كتاب ابن سعيد ا٤بغريب

كاالجتماعية كعادات أىل كاإلداريةالذم قدـ معلومات تتعلق بختلف ا١بوانب السياسية كاالقتصادية

الريف كالسمات الشخصية الب يتصفوف هبا، كذلك ب معرض حديثو عن علماء كأدباء كشعراء

.3األندلس

1 .26، ص )ـ1031-756/ق422-138(حسن قرل، اجملتمع الريفي ب األندلس ب عصر بب أمية -

2 . 1997ابن بساـ، أبو ا٢بسن علي الشنبيب، الذخبة ب ٧باسن أىل ا١بزيرة، ببكت، -

3 .ابن سعيد ا٤بغريب، ا٤بغرب ب حلى ا٤بغرب، بقيق شوقي ضيف، دار ا٤بعارؼ، الطبعة الرابعة-

Page 31: الفصل التمهيدي

15

كديواف ابن "، )ـ1030/ ىػ421 ( "ديواف ابن دراج القسطلي"كمن الدكاكين الشعرية ٪بد

ديواف ابن قزماف "، ك)ـ1137/ ىػ533ت " (ديواف ابن خفاجة"، ك)ـ1035/ ىػ426ت (" شهيد

، حيث كردت معلومات كثبة عن ا٢بياة االقتصادية كاالجتماعية )ـ1159/ ىػ554ت (" القرطيب

كاالحتفاالت باألعياد، خاصة عيد الفطر، كعيد األضحى كعيد ا٤بيبلد كعيد العصب كطقوس الزكاج

كفنوف اللهو كالتسلية، ككصف النافورات كالعيوف كغبىا من ا٤بظاىر العمرانية ذات الصلة بالنشاط

.الزراعي كنظم الرم كطرائقو، ك ىو ما يهمنا ب ىذه األطركحة ، ك باصة ما تعلق بالرم ك الزراعة

األمثاؿ الشعبية األندلسية على أمثاؿ ال تنتمي لعصر ٧بدد لكنها تعرب عن أيضاكاشتملت

قطاع كاسع من الفبلحب كسلوؾ العماؿ كاألجراء كالعامة ب األسواؽ، ككضعية ا٤برأة كالعبيد، كالعادات

ت (االجتماعية كالسمات العامة للشخصية األندلسية، كمن تلك األمثاؿ نذكر أمثاؿ أيب بي الزجايل

.2)ـ1425/ ىػ829ت(، ك٦بموعة أمثاؿ ابن عاصم الغرناطي 1)ـ1294/ ىػ694

ك إننا ىنا نشب إىل عناكين الكتب ك تاريخ ك مكاف اإلصدار دكف ذكر الصفحات ، تاركب

.ذلك لفضوؿ الباحث العلمي ، ليد ضالتو ب ىذه الدراسات

إىل جانب ذلك ٪بد كتب ا٢بوليات التارٱبية بتوم على إشارات بصوص الوضع الزراعي

، إذ )ـ1076/ ىػ469ت (البن حياف " ا٤بقتبس"كطرؽ الرم كحفر اآلبار باألندلس كمنها، كتاب

تضمن معلومات ىامة عن أخبار القحط كاجملاعات كالسيوؿ الب ضربت األندلس على فبات ٨بتلفة،

ككاف ٥با تأثب مباشر على الوضع الزراعي، ككذلك بدث عن اآلثار النابة عن غارات ا١براد كالعواصف

1 .38،65،82 ، ص1975أبو بي الزجايل، أمثاؿ العواـ ب األندلس، بقيق ٧بمد بن شريفة، فاس، -

2 .98، 63،74 ، 47ص، 1969ابن عاصم الغرناطي، أمثاؿ ابن عاصم الغرناطي، بقيق عبد العزيز األىوال، الرباط، -

Page 32: الفصل التمهيدي

16

، كما أشار ب موضع آخر لطريقة حفر اآلبار، كمواطن االستقرار بالريف األندلسي، 1ا٤بدمرة

كاالقطاعات كالديار كا٢بصوف الريفية، كاألنشطة الفبلحية ، بل حب معلومات بص التنظيم اإلدارم

، " تاريخ افتتاح األندلس"، صاحب كتاب )ـ977/ ىػ367ت (كىذا ابن القوطية . 2للريف األندلسي

ب الريف اإلدارممشل مؤلفو معلومات مفيدة عن فبات القحط كاجملاعات كمعلومات عن التنظيم

كتاب ب ذكر "، كما يوجد كتاب ٦بهوؿ ا٤بؤلف بعنواف 3 كملكيتها كالضرائب كأنواعهااألرضككضعية

، قدـ معلومات مفيدة عن العوامل ا٤بؤثرة ب حياة الريف، إذ أشار إىل فبات "ببلد األندلس كصفاهتا

القحط كاجملاعة، كالسيوؿ كالعواصف كالزالزؿ، كغارات ا١براد ا٤بدمرة، إضافة إىل ا٤بعلومات ا٤بتعلقة

للريف اإلدارم الزراعي كا٢بيوال، كاألنشطة االقتصادية للفبلحب، كالتنظيم كاإلنتاجبالزراعة كالرم

.4كمواطن االستقرار

البياف ا٤بغرب ب أخبار األندلس "، فقد أكرد ب كتابو )ـ1313/ ىػ712ت (أما ابن عذارم

، معلومات ىامة عن تأثب العوامل الطبيعية كالبشرية ب النشاط الزراعي مثل أخبار القحط "كا٤بغرب

ت (أما ابن ا٣بطيب . 5كاجملاعة، كتأثب الزالزؿ كالعواصف، كمواطن السكن كاالستقرار ككضعية األرض

، 6"اإلسبلـأعماؿ األعبلـ فيمن بويع قبل االحتبلـ من ملوؾ "ب كتابيو )ـ1374/ ىػ776

1 .40،68،93،110ص،2006ابن حياف القرطيب، ا٤بقتبس ب أخبار بلد األندلس، بقيق صبلح الدين ا٥بوارم، ببكت، -

2 .210- 147- 132- 69- 41نفس ا٤بصدر، ص -

3 .236-108، ص 1989ابن القوطية، تاريخ افتتاح األندلس، بقيق إبراىيم األبيارم، ببكت، -

4 .130-92، ص 1983كتاب ذكر ببلد األندلس، ٤بؤلف ٦بهوؿ، بقيق كتربة لويس مولينا، مدريد -

5 .2013 ٦بلدات، دار الثقافة، 4ابن عذارم، البياف ا٤بغرب ب أخبار األندلس كا٤بغرب، ببكت، -

6 .ق1424 أجزاء، ببكت، الطبعة األكىل، 4ابن ا٣بطيب، لساف الدين، اإلحاطة ب أخبار غرناطة، -

Page 33: الفصل التمهيدي

17

، فقد أشار عرضا إىل بعض ا٤بعلومات الب تتعلق بالرم ككضعية األرض "اإلحاطة ب أخبار غرناطة"ك

.1كمواطن االستقرار كنظاـ اإلدارة ب الريف

كما كردت ب كتب ا١بغرافيا كالرحبلت معلومات بص ٦باؿ الزراعة كالرم ب ببلد األندلس،

، يشتمل على معلومات قيمة "كصف إسبانيا"بعنواف )ـ955/ ىػ344ت (منها كتاب ألبد الرازم

عن جغرافية األندلس، كعن جبا٥با كأهنارىا كمنابعها كخطوط جرياهنا كأىم ٠باهتا كأٮبيتها ب ا٤ببلحة،

كثركهتا السمكية، كيعد الرازم من األكائل الذين ميزكا بب نوعب ٨بتلفب من األقاليم ا٤بناخية ب

.2األندلس كبديده الدقيق ٤بوقعيهما كا٤بدف الواقعة ب ٧بيطهما

إقتضا التنويو إىل أف الباحث اقتصر ب الغلب األعم على ذكر ا٤بصادر الب كردت فيها إشارات

إىل الزراعة ك الرم ب األندلس ، دكف ذكر النصوص ا٤بتعلقة بذلك إال ب حالة الضركرة العلمية ، ك إال

.خرج البحث عن نطاقو ا٤برسـو لو ك توسع كثبا

نصوص عن األندلس من كتاب ترصيع األخبار كتنويع اآلثار كالبستاف ب "ب حب يعد كتاب

يقدـ معلومات ذات أٮبية )ـ1085/ ىػ478ت (للعذرم " غرائب البلداف كا٤بسالك إىل بيع ا٤بمالك

فيما يتعلق باألهنار كالعيوف ا٤بائية كخطوط سرياهنا كصفاهتا كخصائصها، كنظم الرم ككسائلو كاإلنتاج

كقد أشار العذرم عرضا إىل مواطن . الزراعي كأنواعو، كالنشاط االقتصادم كطرؽ ا٤بواصبلت الداخلية

ب الريف كنظاـ الضرائب كطرؽ ا١بباية، اإلدارية كالوحدات اإلدارماالستقرار ب الريف ككذا التقسيم

.3كما أشار إىل بعض ا٤برافق كا٤بنشآت االجتماعية ب الريف

1 .2003ابن ا٣بطيب، لساف الدين، أعماؿ األعبلـ فيمن بويع قبل االحتبلـ من ملوؾ اإلسبلـ، دار الكتب العلمية، ببكت، -

2 .1968الرازم، أبد، كتاب كصف إسبانيا، الرباط، -

3 .1965عبد العزيز األىوال، مدريد، . ت" كتاب ترصيع األخبار كتنويع اآلثار"العذرم، أبد بن عمر، نصوص عن األندلس من -

Page 34: الفصل التمهيدي

18

جغرافية األندلس كأكركبا مقتبس من كتاب " كتاب أيضاكمن بب ا٤بصادر ا١بغرافية ذات األٮبية

، الذم قدـ معلومات ىامة عن مناخ األندلس، )ـ1094/ ق487ت (للبكرم " ا٤بسالك كا٤بمالك

كربط بب تنوع ا٤بناخ كتنوع ا٤بوارد الطبيعية، كأكرد إشارات قيمة عن ا٤بوارد ا٤بعدنية ب األندلس، فضبل

ا٣باص بتنظيم اإلدارم كالتقسيم األخرل الزراعي كاألنشطة السكانية باإلنتاج الب تتعلق اإلشاراتعن

.1الريف األندلسي

، قدـ "نزىة ا٤بشتاؽ ب اخباؽ اآلفاؽ"ب كتابو )ـ1164/ق560ت (كىذا اإلدريسي

معلومات مفصلة عن أهنار األندلس، إذ كصف منابعها كخطوط جرياهنا كمصباهتا كصفاهتا ك٠باهتا، كعن

العيوف كاآلبار ا٤بائية كأٮبيتها، كأشار إىل نظم الرم ككسائلو كآالتو، كأنواع األنشطة الفبلحية من زراعة

إىل ا٤بعلومات الب بص طرؽ ا٤بواصبلت البحرية كالنهرية باإلضافةكرعي كصيد كصناعة كغبىا،

.2كاألسواؽ الريفية كا٤برافق كا٤بنشآت االجتماعية كالتنظيم اإلدارم كالوحدات اإلدارية

، من الكتب ا١بغرافية الب )ـ12/ ىػ6ت أكاسط القرف (للزىرم " ا١بغرافية" كما يعترب كتاب

قدمت صورة كاضحة عن ا٤بوارد ا٤بائية ب األندلس، من أهنار كإنتاج زراعي كأنشطة فبلحية ٨بتلفة،

.3ككضعية األرض ب األندلس، إىل جانب التطرؽ إىل ا١بانب االقتصادم

على ا٤بعلومات الب كردت عند " فرحة األنفس"ب )ـ12/ ق6القرف (كاعتمد ابن غالب

الحتوائو معلومات متنوعة عن ا٤بوارد " تعليق منتقى من فرحة األنفس"الرازم، كمن ىنا تتبب قيمة كتابو

1 .340- 242- 101- 78، ص 1992البكرم عبد اهلل، ا٤بسالك كا٤بمالك، دار الغرب اإلسبلمي، ببكت، -

2 .2002اإلدريسي ٧بمد بن ٧بمد، نزىة ا٤بشتاؽ ب اخباؽ اآلفاؽ، ٦بلدين، مكتبة الثقافة الدينية، ببكت، -

3 . 91، 84، 63، ص 1982الزىرم، علي بن حسب، كتاب ا١بغرافيا، مؤسسة الرسالة، ببكت، -

Page 35: الفصل التمهيدي

19

ا٤بائية ب األندلس، كباصة العيوف ا٤بائية كاألنشطة الفبلحية ب الريف من رعي كزراعة كتربية الطيور

.1كا٢بيوانات كالصيد كالصناعة كغبىا

الب انتخبها ليفي " صفة جزيرة األندلس ")ـ1310/ ق710ت (ب حب كتاب ا٢بمبم

، فقد نقل مؤلفو عن مصادر متقدمة ، كاشتمل على نصوص "الركض ا٤بعطار"بركفنساؿ من كتاب

تارٱبية مهمة، أكرد فيو معلومات قيمة عن الفبلحة األندلسية، إذ أشار إىل ا٤بوارد ا٤بائية ك٠باهتا

الزراعي كالعوامل ا٤بؤثرة فيو، كنظم الرم ككسائلو كآالتو، كمناطق الرعي كتربية كاإلنتاجكخصائصها،

ا٢بيواف، كأنشطة الفبلحب ب تربية النحل كدكدة القز كالطيور ا٤بنزلية كالصيد، إىل جانب ذكر معلومات

ب بعض القرل، كما مل ينس األسبوعيةتتعلق با٤بوارد ا٤بعدنية ب الريف كالصناعات ا٤بختلفة كاألسواؽ

.2 ا٣باص هبااإلدارم كالنظاـ األرض إىل أٮبية العيوف ا٤بائية خاصة العيوف االستشفائية، ككضعية اإلشارة

زد على ذلك أف إسهامات ا١بغرافيب كالرحالة ا٤بشارقة الب أثرت مصادر البحث ب ٦باؿ

، إذ " كتاب البلداف" صاحب )ـ897/ ق292ت (الزراعة كالرم بببلد األندلس، كمن بينهم اليعقويب

توفر على معلومات جغرافية ىامة تتعلق با٤بوارد ا٤بائية، كمواطن استقرار العرب كالرببر، كطرؽ ا٤بواصبلت

.3الداخلية كطبيعة األندلس الزراعية كتنوع الريف األندلسي

الذم بدكره " ا٤بسا٤بك كا٤بمالك"، صاحب كتاب )ـ957/ ق346ت (ككذلك االصطخرم

احتول على معلومات قيمة بص األنشطة االقتصادية ذات الطابع الفبلحي مثل تربية دكدة القز كإنتاج

.4ا٢برير كبعض األنشطة الصناعية، ككذلك ا٤بوارد ا٤بعدنية كمراكز االستقرار ب الريف

1ابن غالب، ٧بمد بن أيوب، تعليق منتقى من فرحة األنفس، بقيق لطفي عبد البديع، ٦بلة معهد ا٤بخطوطات العربية، العدد األكؿ، -

. 56 ، 39،ص1955القسم الثال، القاىرة، 2 . 210، 112، 69، 37، ص1980ا٢بمبم، ٧بمد عبد ا٤بنعم، الركض ا٤بعطار ب خرب األقطار، بقيق إحساف عباس، ببكت، -

3 .36،44 ،22، ص.ىػ1422اليعقويب، أبد بن إسحاؽ، البلداف، دار الكتب العلمية، ببكت، -

4 .1958االصطخرم، إبراىيم بن ٧بمد، ا٤بالك كا٤بمالك، مكتبة ا٤بثب، بغداد، -

Page 36: الفصل التمهيدي

20

كمن الرحالة ا٤بشارقة الذين زاركا األندلس كقدموا معلومات تتعلق بالنواحي الزراعية كاالقتصادية

ـ، حيث أكرد 948/ ق337، الذم زار األندلس سنة )ـ977/ ق367ت (ابن حوقل النصييب

معلومات ىامة عن مناطق الرعي كتربية ا٢بيواف، كصناعة النسيج كمواد الصباغة، كطرؽ ا٤بواصبلت

كالبغاؿ األندلسية، كالتجارة الداخلية كالناحية االقتصادية الب يفهم من كبلمو أف األندلس آنذاؾ كانت

.1تعرؼ ٭بوا كازدىارا كرخاء

أحسن التقاسيم ب معرفة "، فقد أكرد ب كتابو )ـ990/ ق380ت (" ا٤بقدسي" أما

، معلومات مفيدة عن بعض ا٤بوارد ا٤بائية خاصة العيوف كأٮبيتها، كبعض ا٤بعلومات ا٣باصة "األقاليم

2.بالنشاط االقتصادم للسكاف

/ ق682ت (للقزكيب " آثار الببلد كأخبار العباد"، كتاب أيضاكمن ا٤بصادر ا١بغرافية ا٤بشرقية

، الذم اىتم با٢بديث عن ا٤بوارد ا٤بائية ب األندلس كدكرىا ب عملية الرم، كأشار إىل مناطق )ـ1283

.3الرعي كتربية ا٢بيواف كالصيد، كالعيوف االستشفائية كاالستقرار كالعمراف ب ا١بباؿ

لقد تبب ٩با أكردناه سابقا أف الزراعة كالرم كموضوع كاف حاضرا بصور ٨بتلفة ب كتابات

ا٤بؤرخب كالرحالة كا١بغرافيب كاألدباء، إما بصورة مباشرة أك عرضية ألٮبية النبات كا٤باء ب حياة اإلنساف،

: كتعود ىذه األٮبية على ما نرل إىل

االىتماـ بالنبات من منطلق لغوم، حيث أشار ا٤بؤلفوف ب مباحثهم إىل أ٠باء النبات كأصو٥با .1

.كرتبوىا ب فصوؿ تتناسب مع دراساهتم كاألصمعي كالفراىيدم كالتميمي ا٤بازل كغبىم

1 .1992ابن حوقل، أبو القاسم ٧بمد، صورة األرض، دار ا٢بياة، ببكت، -

2 .1991ا٤بقدسي، ٧بمد بن أبد، أحسن التقاسيم ب معرفة األقاليم، القاىرة، -

3 .، كغبىا 74،112،210، 63،47القزكيب، زكريا بن ٧بمد، آثار الببلد كأخبار العباد، دار صادر، ببكت، ص-

Page 37: الفصل التمهيدي

21

كا٣بصوبة كا٤بلوحة كأنواع األ٠بدة كب ىذا األراضيدراسة النبات من كجهة الفبلحة، ب معرفة .2

الباب تطرقوا إىل فبلحة ا٢بيواف ، أم تربية ا٤بواشي كالطيور كالنحل كدكدة القز، كالعناية بغذائها

.كأمراضها

إىل النباتات كاألعشاب ذات االستعماالت الطبية كالعبلجية، كقد اىتم األطباء اإلشارة .3

كالصيادلة ا٤بسلموف بذلك كأشاركا إىل بعض النباتات كاألزىار كاألكراؽ كالثمار كركبوا العقاقب

".بالعقاقب ا٤بفردة"ا٤بناسبة لكل حالة مرضية ككصفوا ما أ٠بوه

دكف ا٤بؤلفوف العرب ا٤بسلموف فصوال أك مباحث ب كتبهم ، تتضمن ما اختربكه كما ٠بعوه .4

.حوؿ النباتات

لقد استقى ا٤بسلموف معلوماهتم األكلية عن الزراعة كالرم من مصادر ٨بتلفة أكدية كسومرية

إىل ما نقلوه عن شعوب ا٥بند كاليوناف كالفرس كاألنباط، كما تربوه من باإلضافةكبابلية كأشورية قدٲبة،

كتب ديسقوريدس كجالينوس ب علم النبات، كمل يكن عملهم ب ىذه الكتب الببة كحسب، بل كانوا

يضيفوف إىل ذلك الشركح كالتعليقات، كاقتبسوا منها كمن غبىا ما رأكه مفيدا لتطوير زراعة أراضيهم،

كأدخلوا أصناؼ جديدة، كزادكا ب غبلهتا، كاستغلوا معرفتهم ا١بديدة بإدخاؿ عقاقب ذات أصل نباب مل

التمر ا٥بندم كالكافور كالزعفراف كالراكند كاالىليلج : تكن معركفة عند من نقلوا منهم من اليونانيب مثل

.كخيار الشنرب، كنقلوا بعض النباتات الطبية من ا٥بند كاإلترج ا٤بدكر كغبه

، )ـ1011/ ق402ت ( أما مصادر الفقو كا٣براج كا٢بسبة، ٪بد منها نصا ىاما للداكدم

ب األندلس كينفي بميسها، كبذلك يعترب الداكدم أكؿ من نفى عملية بميس األرضيتعلق بوضعية

.1 األندلسية، كأيده بعد ذلك ابن حـز كالزىرماألراضي

1 .263، ص 2005الداكدم، أبد بن نصر، الواعي ب الفقو، الدار البيضاء، -

Page 38: الفصل التمهيدي

22

من تأليف أيب اإلصبغ " نوازؿ األحكاـ أليب ا٢بسن ا١بيال"كمن أىم كتب النوازؿ كتاب

، حيث أكرد نوازؿ ترجع إىل القرنب الثالث كالرابع )ـ1093/ ق486ت (عيسى بن سهل ا١بيال

ا٢بادم عشر / التاسع كالعاشر ا٤بيبلديب، إىل جانب نوازؿ تتعلق بالقرف ا٣بامس ا٥بجرم/ ا٥بجريب

كشكلت ىذه النوازؿ مادة خاـ حوؿ النواحي االقتصادية كاالجتماعية، حيث ب ذكر ا١بوائح . ا٤بيبلدم

بختلف أصنافها الب تعرضت ٥با ا٤بزركعات، كالب كاف من ا٤بفركض أف بفض الضرائب بوجبها،

كنوازؿ تتعلق بإدارة األحباس كنظاـ كراء األراضي، كنوازؿ تتعلق بتأثب ا٢بركب على أىايل األرياؼ،

االقتصادية من تربية ا٢بماـ كالصيد كالطرؽ النهرية كدكرىا ب اقتصاد األنشطة إىل ٨بتلف باإلضافة

ا٤بناطق الريفية، إىل جانب ا٤بعلومات الواردة با١بوانب ا٤بالية كاإلدارية الب بص نظاـ ا١بباية كالضرائب

.1 كا٤برافق العامةاألراضيكتنظيم

، فبجع أٮبيتو إىل )ـ1103/ ق497ت (للقاضي أيب ا٤بطرؼ ا٤بالقي " األحكاـ"أما كتاب

إيراده نوازؿ متقدمة تتعلق بوسائل كطرؽ ا٤بواصبلت الداخلية كا٢بركة التجارية كالعبلقات الزراعية بب

ا٤ببلؾ كالزراعيب، كالوضعية االجتماعية لبعض الفئات السكانية كالرعاة كاألجراء كعماؿ ا٤بياكمة، ككذا

.2الرقيق كالعبيد

من إشارات إىل " البياف كالتحصيل"ىذا إىل جانب ما كرد ب نوازؿ ابن رشد ا١بد ب كتابو

عديد النواحي السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية، خاصة ما تعلق منها بالعوامل ا٤بؤثرة ب اجملتمع الريفي

كتقنيات العمل الزراعي كالنشاط االقتصادم للسكاف من زراعة كرعي كصيد كبارة، فضبل عما ذكر

1 .227 ، 114، ص 2013ابن سهل البيال، األعبلـ بنوازؿ األحكاـ، ، الرباط، -

2 .113 ، 97 ، 52 ، 36، ص 1992ا٤بالقي، أيب ا٤بطرؼ عبد الربن، األحكاـ، دار الغرب اإلسبلمي، ببكت، -

Page 39: الفصل التمهيدي

23

بصوص الفبلحب من رعاة كصيادين كأجراء كعماؿ ا٤بياكمة كالعبيد كالعبلقات بب ا٤بزارعب كأرباب

.1األراضي

ا٤بعيار ا٤بعرب كا١بامع ا٤بغرب عن "بدكره بع ب )ـ1508/ ق914ت (كىذا الونشريسي

من تاريخ األندلس، فيها األكىلنوازؿ ترجع إىل القركف " فتاكل علماء إفريقية كاألندلس كا٤بغرب

معلومات مفيدة عن العوامل ا٤بؤثرة ب اجملتمع الريفي كنشاط الفبلحب كنظم الرم ككسائلو كتقنيات

كقد تعرضت نوازلو . العمل الزراعي كالطرؽ النهرية كا٢بركة التجاريةمن القرف الثالث إىل العاشر ا٥بجريب

اإلدارمللوضعية االقتصادية للعديد من الفئات السكانية كالرعاة كالصيادين كعماؿ ا٤بياكمة كالتنظيم

.، ك ا٤بزارع ك ا٤بغارس ك ا٤بساقاة ك طرؽ إستثمار األرض 2للريف

" أحكاـ السوؽ"كمن كتب ا٢بسبة الب تعرضت ألكضاع الزراعة كالرم ب األندلس كتاب

، كقد تعرض ب ىذا الكتاب إىل )ـ901/ ق289ت (ليحي بن عمر بن يوسف الكنال األندلسي

حسبة السوؽ كالعبلقات االقتصادية بب الريف كا٤بدينة، كعادات تلك ا٤بناطق من ٩بارسات اجتماعية

.3كاحتفالية خاصة هبا

كما تعد كتب ا٢بسبة ا٤بتأخرة لكل من ابن عبدكف كابن عبد الرؤكؼ كا١برسيفي كالسقطي

ذات أٮبية فقهية كببة، ٤با أكردتو من آراء فقهية لبعض متقدمي أىل األندلس من الفقهاء فيما يتعلق

بقضايا اقتصادية كاجتماعية، كما توضحت من خبل٥با طبيعة العبلقات بب الريف كا٤بدينة خاصة ب

الناحية االقتصادية، حيث ذكرت أصناؼ السلع ب أسواؽ ا٤بدف كطرؽ ا٤بواصبلت كالنشاط االقتصادم

1 .202 ، 96، 47 ، 23، ص 1991أيب الوليد، ابن رشد، البياف كالتحصيل، دار الغرب اإلسبلمي، ببكت، -

2الونشريسي أيب العباس أبد، ا٤بعيار ا٤بعرب كا١بامع ا٤بغرب عن فتاكل أىل أفريقيةك األندلس كا٤بغرب، بقيق ٧بمد عثماف، دار -

.251 ، 220 ، 115 ، 70، ص 1992الكتب العلمية، ببكت، 3 . 65 ، 47 ، 32، ص 1990بي بن عمر، أحكاـ السوؽ، بقيق حسن حسب عبد الوىاب، تونس، -

Page 40: الفصل التمهيدي

24

كما قدمت معلومات عن طوائف األجراء كعماؿ ا٤بياكمة، كدكر ا٤برأة الريفية ب . ألىل الريف ب ا٤بدف

ا٢بياة االقتصادية، كمعلومات عن ا٤ببلبس ككسائل التسلية كاللهو كمظاىر االحتفاالت كاألعياد كعادات

.الزكاج كمراسم ا٤بوت كالدفن كما يتعلق با١بوانب الثقافية ا٤بتعددة

أما الدراسات العربية ا٢بديثة الب تناكلت الزراعة كالرم ب ببلد األندلس كما كرد سابقا ، ٪بد

ما ب إ٪بازه كنشره من دراسات من طرؼ اجمللس الوطب للثقافة كالفنوف كاآلداب بالكويت ضمن الندكة

، كمل تنشر ىذه األعماؿ إال سنة )1983 ديسمرب 14- 10(العا٤بية الثالثة لتاريخ العلـو عند العرب

، كقد احتوت ىذه األعماؿ عدة "إسهامات العرب ب علم الفبلحة"ـ بت عنواف 1988/ ق1408

ب )الفبلحة النبطية(دكر "من تقدل بشب عطية، ك" الكتابات العربية القدٲبة ب الفبلحة: "دراسات منها

من طرؼ " أسس الزراعة كنظمها عند العرب"من إ٪باز توفيق فهد، ك" تطوير علم الفبلحة عند العرب

كتب ب الزراعة ، مبلحظات عن مكانتها من الباث العريب ب العصور "٧بمد مركاف السبع، ك

األفكار االقتصادية ب كتب "ب دراسة الفايز ٧بمد ا٤بعنونة ب . من إ٪باز مانفرد فبليشهامر" اإلسبلمية

Daniel Martin"ب تأب دراسة دانييل مارتن كاريسكو " الفبلحة العربية انطبلقا من الفبلحة النبطية

Carisco"كا٤بعنونة ب ،"Arab Classical Writings And Agriculture " الكتابات :أم

".الكبلسيكية العربية كالزراعة

أما الدراسات األكادٲبية ا١بامعية الب عثرنا عليها بصوص تاريخ الزراعة كالرم ب األندلس

ـ،ك قد سبقت اإلشارة إىل ذلك ب صفحة زام من إ٪باز الباحث 1989/ ق1410ترجع إىل سنة

حب سقوط دكلة اإلسبلميالوضع الزراعي ب األندلس منذ الفتح "٧بمود حسب شبيب ىياجنة بعنواف

، كىي رسالة قدمت من أجل استكماؿ متطلبات درجة ا٤باجستب ب التاريخ بكلية اآلداب ب "ا٤برابطب

. ٧بمد عبده حتمالةاألستاذ، بت إشراؼ األردنيةا١بامعة

Page 41: الفصل التمهيدي

25

يذكر ب مقدمتها أف من بب أسباب اختياره ٤بوضوع دراستو قلة الدراسات العلمية ا٤بتخصصة

الب أفردت ٥بذا ا٤بوضوع، كالذم لو عبلقة كطيدة بدراسات الوضع االقتصادم ب ببلد األندلس، على

كما أف ببلد األندلس كانت تفيض . اعتبار أف الزراعة من العناصر ا٤بهمة ب ا٢بياة االقتصادية ألم بلد

.1ببات طبيعية كثركة ال يستهاف هبا ب ٦باؿ الزراعة ككاف من الضركرم الكشف عنها

إىل ٦بموعة صور باإلضافةكلذا قسم بثو إىل بسة فصوؿ كمقدمة كدراسة للمصادر كخابة

.توضيحية كخرائط

، كفيو تعرض للتضاريس "ا٤بقومات الطبيعية للفبلحة ب األندلس" جاء بعنواف األكؿالفصل

.2كا٤بناخ كموارد ا٤بياه ا٤بتعددة من األمطار كاألهنار كالعيوف

، من الزراعة األرضإىل طرؽ استثمار " نظاـ الفبلحة ب األندلس"كتطرؽ ب الفصل الثال إىل

الزراعية الب كانت متبعة من خبلؿ التعرض ألنواع األساليبكا٤بغارسة كا٤بساقاة، ككذلك بدث عن

ب عرج للحديث عن . الببة كخصائصها كطرؽ العناية بو، كاألعماؿ الزراعية خبلؿ فصوؿ السنة

.3األدكات الزراعية كالرم ب التقول الزراعي

التوزيع ا١بغراب للمحاصيل الزراعية كالثركة ا٢بيوانية ب "أما الفصل الثالث الذم جعلو بعنواف

، فقد تناكؿ فيو بالبحث العوامل الب أثرت على اإلنتاج الزراعي كتوزيعو، كبعده انتقل إىل "األندلس

موضوع ا٤بزركعات ا٢بقلية، كاألشجار كالنباتات ا٤بثمرة، كالنباتات العطرية كالطبية كاألفاكية، كاألشجار

.4ا٢برجية، ب الثركة ا٢بيوانية كالتصنيع الزراعي كا٢بيوال

1٧بمود حسب ىياجنة، الوضع الزراعي ب األندلس منذ الفتح اإلسبلمي حب سقوط دكلة ا٤برابطب، مسجلة بت رقم جرد -

.3، ب مكتبة ا١بامعة األردنية، كلية اآلداب، قسم التاريخ، ص 546/2012/7232 .65-15ا٤برجع نفسو، صص -

3 .131- 66نفسو، صص -

4 .261- ٧132بمود حسب ىياجنة ، ا٤برجع السابق صص -

Page 42: الفصل التمهيدي

26

، فقد تناكؿ فيو ا٤بباحث التالية، "الضرائب كأثرىا على الفبلحة كالفبلحب"أما الفصل الرابع

.1ا١بزية، ا٣براج، العشر، كجباية الضرائب كأثرىا على الفبلحة كالفبلحب

، جعلو "ا١بانب االجتماعي للمزارعب ب األندلس"ب حب كاف الفصل ا٣بامس بت عنواف

للحديث عن حياة الفبلحب األندلسيب، من خبلؿ التعرض لفنوف الطعاـ كالشراب عندىم، كاللباس،

كمبحث خاص للحديث عن ا٤بساكن كا٢بمامات، كمبحث رابع تطرؽ فيو إىل ا٢بديث عن األسواؽ

.الزراعية كا٤بعامبلف التجارية فيها، كختم ىذا الفصل ا٣بامس ببحث ا٢بدائق كا٤بتنزىات

ـ، ضمن كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب األندلس، ا١بزء 1998ثال دراسة تطالعنا سنة

الثال منو، من برير الباحثة سلمى ا٣بضراء ا١بيوسي، إذ ٪بد ب القسم السادس منو الذم جاء بت

غليك بعنواف التكنولوجيا ا٥بيدركلية ب . ، دراسة للباحث توماس ؼ"العلم كالتكنولوجيا كالزراعة"عنواف

، 3"الزراعة ب إسبانيا ا٤بسلمة"، كدراسة ثانية من إ٪باز إكسبباثيوف غارثيا سانشيز بعنواف 2األندلس

، كبعدىا آخر دراسة ب ىذا 4"نباتات الصباغة كالنسيج"كتتبعها دراسة من طرؼ لوسي بولنز بعنواف

.5"دراسة أكلية ب مدلوالهتا الرمزية: ا٢بديقة األندلسية"القسم قدمها جيمس دكي بعنواف

قبل التطرؽ ٤بضموف كل دراسة من الدراسات ا٤بشار إليها ، ٪بد مبلحظة سريعة كردت من

العلـو الفيزياكية كالطبيعية كالتقنية ب "طرؼ ا٤بستعرب االسبال جواف فرنييو ب دراستو ا٤بعنونة ب

ا٤بنحدرة من الفبة األساليبكمثلما كاصل ا٤بنجموف العرب االعتماد على : "، حيث يقوؿ"األندلس

1 .307- 262نفسو، صص -

2لبناف، الطبعة -ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب األندلس، ا١بزء الثال، مركز دراسات الوحدة العربية، ببكت: سلمى خضراء ا١بيوسي-

.1368- 1345ـ، صص 1998األكىل، 3 .1384- 1367ا٤برجع السابق، ا١بزء الثال، صص -

4 .1410- 1385سلمى خضراء ا١بيوسي ، ا٤برجع السابق ، صص-

5 .1438- 1411نفسو، صص -

Page 43: الفصل التمهيدي

27

الركمانية ا٤بتأخرة لتحديد أبراجهم، يبدكا أف ا٤بزارعب، كنعب هبم مبلؾ ا٤بزارع الواسعة ، استثمركا

أراضيهم بسب تعاليم علماء الفبلحة القدامى، على الرغم من أف ىذا يعد موضوعا خاضعا للجدؿ،

Lunius(فحب كقت قريب كاف االعباؼ يتم بوجود تأثب مباشر ١بونيوس مودريتس كولوميبل

Moderatus Columela( ،) من قادش، ب ٦باؿ فبلحة ا٢بقوؿ بعد مضي )األكؿالقرف ا٤بيبلدم ،

كاف قد ‌ de Re Rustica بأف مؤلفوأيضا، ككاف يعتقد اإلسبلميأربعة أك بسة قركف على الفتح

/ القرف ا٣بامس للهجرة(ترجم إىل العربية، كقد استندت تلك اآلراء إىل اقتباسات أكردىا ابن ا٢بجاج

بيد أف الفكرة . تتفق مع كتابات ذلك ا٤بؤلف البلتيب )Yunyus(عن يونيوس )ا٢بادم عشر للميبلد

ا٤بطركقة تقتضي، كما بصل ب حاالت كثبة، استخداـ الكلمات ذاهتا كببتيب ٩باثل تقريبا بصرؼ

يكمن يقيننا ب أف بعض ا٤بمارسات الزراعية الركمانية قد كصلت )...(. النظر عن ىوية ا٤بؤلف كعصره

مثل تلك ا٤بستخدمة ب ا٢بفر بت (إىل إسبانيا ا٤بسلمة، كىذا يثب التساؤؿ إف كانت بعض األساليب

ترجع ب أصلها إىل العرب، أك أف ىؤالء قد كجدكىا ٧بفورة ) كشق القنوات ا٤بائية ا١بوفية ا٤بياهاألرض

كمعدة لدل كصو٥بم إىل إسبانيا فأبقوىا على حا٥با لتوافقها مع اإلنشاءات ا٤بائية الب عرفها إخواهنم ب

.1)يقاؿ قناة ب ا٤بغرب كفج أك فلج ب ا٤بشرؽ(اليمن لقركف عديدة قبل ذلك ا٢بب؟

٩با تقدـ ذكره، نفهم أف ا٤بستعربب األسباف الذين بصصوا ب التحقيق ب التاريخ العلمي

للمسلمب ب األندلس كخاصة ما تعلق بتاريخ العلـو التجريبية، يركف أف ما قاـ بو ا٤بسلموف من إ٪بازات

الذم بسب األخبكاخباعات صناعية مرد ذلك إىل تأثرىم بخلفات الباث اليونال كالركمال، ىذا

1 .1299- 1298سلمى خضراء ا١بيوسي ، ا٤برجع السابق ، صص -

بساعدة ىتلر 1936جنراؿ إسبال، قاد انقبلب على ا٢بكومة الشرعية ب إسبانيا عاـ )1975- 1892(فرانشيسكو فرانكو * كموسيليب، كتسبب بقتل نصف مليوف إنساف ب حرب أىلية استمرت ثبلث سنوات، ٦بموعة مؤلفب ، أعبلـ القرف العشرين ، ببكت

. 68 ، ص 4 ، ج 1994

Page 44: الفصل التمهيدي

28

Thomas(غليك . بل حب الباحث توماس ؼ. رأيهم كانت آثاره بارزة ب ٦باؿ الزراعة كتقنيات الرم

F. Glick( ب اإلسبلميةأستاذ التاريخ كا١بغرافيا من جامعة بوسطن، كالذم اىتم بانتشار التقانة

التكنولوجيا ا٥بيدركلية " ىذه الرؤية االسبانية، إذ يذكر ب بثو تأكيدإسبانيا ا٤بسيحية، مل يبتعد كثبا عن

اعتقد اإلسباف ا٤بتخصصوف بالدراسات العربية كدراسات القركف الوسطى، من جيل "، "ب األندلس

Claudio(ككلوديو سانشيز ألبورنوز )Miguel Asin Palacios(ميغيل آسب باالثيوس

Sanchez Albornoz( أضاؼ فقط بريقا ثقافيا سطحيا لسكاف الببلد اإلسبلمي، بأف الفتح

رفع إىل " قومي إسبال"كىذا رأم ". االسبانية"األصليب الذين استمركا ب بثل ٠بات الشخصية كالثقافة

-Pan(" القومية اإلسبانية"ىذا الرأم الذم أ٠بيو *. )...(مرتبة العقائدية القومية بت حكم فرانكو

Hispanism( ناقش كثب من ا٤بؤرخب " (...) باالستمرارية"، يعرؼ حاليا ب لغة ا٤بؤرخب (...)

كا٤بتخصصب بدراسة القركف الوسطى بأف تثاقف ا٤بولودين كاف كامبل، كأف ثقافتهم ٯبب أف تدعى

فإننا نعتقد أف ما )...(" عربية/ إسبانية"تفضيبل عن بعض التسميات ا٤بضللة ا٤بركبة مثل " ... أندلسية"

.1ال ٲبكن أف يكوف عربيا كالعكس بالعكس )Hispanic(" إسبال"ىو

لذا بعد أف ينهي مناقشة مبحث مصادر تقنية الزراعة كالرم عند ا٤بسلمب ب األندلس، كالتأثب

ا٤بتبادؿ بب العرب ا٤بسلمب الفابب كاألىايل ا٤بسيحيب فيما ٱبص تناقل الباث الزراعي فيما بينهما

يستنتج أف ذلك أدل الستحداث طرؽ جديدة كتقنيات مل تكن من قبل، خاصة ب ا٤بناطق ا١ببلية،

مل تكن مركبة فوؽ إنشاءات الرم )Micro" (ا٤بيكرك"ك )Meso(" ا٤بيسو"كىي ما تعرؼ بشبكات

الب كانت موجودة قبل العهد اإلسبلمي، بل إهنا بثل امتدادا مهما للرم ب بيئة جديدة، كمن احملتمل

كصاركا مسلمب اإلسبلميةجدا أف تكوف من عمل سكاف الببلد األصليب الذين تأثر أجدادىم بالثقافة

1 .1349، ص 2توماس ؼ، غليك، التكنولوجيا ا٥بيدركلية ب األندلس، ضمن كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية باألندلس، ج -

Page 45: الفصل التمهيدي

29

، كينتقل إىل ا٢بديث عن أنظمة الرم الكببة ب السهل الغريب ا١بنويب لنهر 1يتكلموف العربية

كاألكسط، ككذلك ب أقصى ا١بنوب ب منطقة األقصى كالقطاع الغريب Mijaresا٤بيخاريس

با٤بئة من القنوات بمل أ٠باء يرجع 68، حيث ٯبد ركبرت بولكنغتوف أف ما نسبتو Lorcaلورقة

، بينما توجد تلك الب بمل أ٠باء عربية على ا٢بد ا٣بارجي من اإلسبلميتارٱبها إىل ما قبل الفتح

با٤بئة من القنوات الب بمل أ٠باء تعود إىل 22ا٤بنطقة، ب حب منطقة مرسية ال بتوم على أكثر من

ب مقابل قنوات بمل أ٠باء عربية تشكل شبكة متماسكة من القنوات موزعة اإلسبلميما قبل الفتح

كما يتطرؽ إىل أ٠باء . 2 الب بثل ٭بطا متناثرا آيبل لبلندثاراألكىلبسب القواعد القبلية، ببلؼ

كحدات قياس ا٤باء بالتحليل الفيلولوجي ليخلص إىل نتيجة مفادىا أف تقييم التكنولوجيا ا٥بيدركلية ب

األندلس ال عبلقة لو بالقنوات الب تعترب أثرا حضاريا ماديا، ألف ا٤بسلمب أد٦بوا كل ما كجدكه ب نظاـ

اجتماعي كثقاب كاقتصادم لو ٩بيزاتو الفارقة، ك٥بذا عند بليلو ٥بذه األ٠باء استطاع أف بدد جغرافية

كما . انتشار العرب كالرببر كنسبة غلبة أم من العرقب من خبلؿ طبيعة األ٠باء ا٤بستعملة ب أنظمة الرم

أنو تطرؽ إىل أنظمة الرم ا٤بتوسطة كالب بسب رأم بوتزر الذم اعتمده ب دراستو ألنظمة الرم ب

، أهنا أنظمة صغبة اعتمدت تقنيات ىيدركلية جد معقدة sierra Espadanسلسلة جباؿ إسباداف

كىي مرتبطة إىل حد بعيد باالستيطاف العريب، مثل خزانات ا٤بياه كالشاذكفات كالنواعب كالقياس بواسطة

.3 كالكبلسيكيةاإلسبلميةالساعات ا٤بائية، األمر الذم يكشف مدل التمازج بب ا١بذكر

1 .1350كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية باألندلس ، ا٤برجع السابق ، ص -

2 .1352- 1351ص غليك، ا٤برجع السابق، ص. توماس ؼ-

3 .1357- 1353صص كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية باألندلس ، ا٤برجع نفسو ، -

Page 46: الفصل التمهيدي

30

، كل ىذه ا٤بباحث السابقة تعرض 1ب يعرج على موضوع أنظمة الرم الصغبة كالطواحب ا٤بائية

.٥با بالبحث كالتحليل

بامعة غرناطة اإلسبلميأما دراسة الباحثة إكسبباثيوف غارثيا سانشيز أستاذة ب قسم التاريخ

الزراعة ب " للبحوث العلمية ب مدريد، كا٤بعنونة باألعلىكالباحثة ب قسم اللغة العربية ب اجمللس

، فإهنا تنطلق ب دراستها من مسلمة، أف ا٤بسلمب الفابب مل يكتفوا با كجدكه أمامهم "إسبانيا ا٤بسلمة

من نظاـ زراعي سابق لوجودىم، بل ب كقت قصب بكنوا من تطوير التقنيات الزراعية لسابقيهم من

اإلسبانيب كالركماف كالقوطيب الغربيب، مضيفب بذلك معارؼ جديدة للزراعة التطبيقية ب ميادين

- األدكية كالطب كالنبات، كبسبب تعدد مصادرىم ما بب ا٤بصادر ا٤بشرقية ذات األصوؿ اإلغريقية

البيزنطية، كا٤بصادر البلتينية كتراث الفبلحة النبطية، استطاعوا أف يستوعبوا ا٤بعارؼ السابقة كا٣بربات

، كالب 2ا٤بتقدمة لينتج ٭بط عريب متفرد ب ٦باؿ النشاط الزراعي، ٩با أفرز ا٤بدرسة الزراعية األندلسية

/ بسبها مرت بثبلث فبات كىي فبة التأسيس كالب بتد من الفتح إىل غاية القرف ا٣بامس ا٥بجرم

ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم إىل القرف / من القرف ا٣بامس ا٥بجرم(ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم، ب فبة االزدىار

، ىذه الفبة الب عرفت بركز كل من مدرسة ابن كافد كابن 3)الثالث عشر ا٤بيبلدم/ السابع ا٥بجرم

ب القرف الثامن كاألخبةب الفبة الثالثة . بصاؿ كأيب ا٣بب االشبيلي كابن ا٢بجاج كالطغنرم كابن العواـ

الرابع عشر ا٤بيبلدم، كالب عرفت ظهور آخر عمل معركؼ ب الزراعة األندلسية كىي أرجوزة / ا٥بجرم

، إضافة إىل ذلك ظهرت شخصية مهتمة بوضوع الزراعة 4)ـ1349/ ق749ت (ابن ليوف ب أ٤برية

1 .1361- 1359ص نفسو، ص-

2- 1367، صص 2إكسبباثيوف غارثيا سانشيز، الزراعة ب إسبانيا ا٤بسلمة، ضمن كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية باألندلس، ج -

1370. 3 .1375- 1371ا٤برجع نفسو، صص -

4 .1375كتاب ا٢بضارة العربية اإلسبلمية باألندلس ،ا٤برجع السابق ، ص -

Page 47: الفصل التمهيدي

31

تدعى ابن عراض الذم كرد ذكره ب بعض النصوص، إىل جانب ٨بطوطة أندلسية ٦بهولة ا٥بوية من القرف

كبعد ذلك بدثت الباحثة عن موضوع رسائل الزراعة . 1الثال عشر ا٤بيبلدم/ السادس ا٥بجرم

. 2ب ختمت بثها بوضوع التقنيات الزراعية مثل السقي كاألدكات الزراعية كالتطعيم. األندلسية كفحواىا

إىل أىم مباحثها الواردة ب كتاب باإلشارةكىنا نتوقف عن إيراد مضموف ىذه الدراسات إذا اكتفينا

. باألندلساإلسبلميةا٢بضارة العربية

إف النشاط الزراعي كقضايا الرم ب األندلس حظيت باىتماـ الباحثب ب ا١بامعات العربية

ا٤بختلفة، كب ىذا الصدد اطلعنا على رسالة الطالبة بيداء ٧بمود القيسي الزراعة كالرم ب األندلس ب

الدكتور ٧بمد بشب األستاذ، بإشراؼ )ـ1030-756/ ق422-138(عصرم اإلمارة كا٣ببلفة

، تقدمت هبا إىل اإلسبلميحسن العامرم، كىي جزء من متطلبات نيل درجة ا٤باجستب ب التاريخ

.ـ، ك قد سبقت اإلشارة إىل ذلك 2005/ ق1425جامعة بغداد سنة - ٦بلس كلية الببية للبنات

تناكلت فيها الرسالة النشاط الزراعي كنظم الرم ب األندلس باعتباره جزءا من النشاط

االقتصادم ب األندلس، الذم يتبلءـ كجهود العرب ىناؾ كما كصلت إليو عقو٥بم النبة ب الكشف عن

طرؽ جديدة ك٨بتصرة للنهوض هبذا ا١بانب على أكمل كجو، كتسليط الضوء على ما خفي من تاريخ

األندلس ب ىذا اجملاؿ، كالذم مل تفرد لو دراسة خاصة بو على الرغم من أٮبيتو، لذلك كاف البد من

الزراعة كالرم (التعرض لو بالبحث كالدراسة بصورة دقيقة كشاملة، ككاف ذلك سبب اختيار ىذا ا٤بوضوع

كقد تناكؿ البحث دراسة ىذا ا١بانب ب عصرم اإلمارة كا٣ببلفة، كذلك ألف ىذه ا٤بدة . )ب األندلس

إىل النشاطات باإلضافة، فقد ازدىر ىذا النشاط األخرلتعد حيوية بالنسبة لؤلندلس مقارنة بالفبات

نظرا لوجود أمراء كخلفاء كانوا على مقدرة سياسية كببة عملوا قدر ا٤بستطاع على بقيق األخرل

1 .1375إكسبباثيوف غارثيا سانشيز، ا٤برجع نفسو، ص -

2 .1381- 1376ص نفسو، ص-

Page 48: الفصل التمهيدي

32

االستقرار السياسي كالضرب على أيدم ا٣بارجب عنهم كا٤بناكئب ٥بم من ا٤بمالك االسبانية اجملاكرة ٥بم،

ككما ىو معركؼ بأف االستقرار السياسي ألية دكلة ب ا٤باضي كا٢باضر يتيح ٥با بقيق االزدىار

االقتصادم كبالتايل االزدىار ب اجملاالت كافة، إضافة إىل ذلك تشجيع األمراء كا٣بلفاء على الزراعة

.كتقدل كل ما يرفد ىذا ا١بانب للوصوؿ بو إىل ا٤بستول ا٤بتقدـ

تتألف الرسالة من مقدمة كأربعة فصوؿ احتوت على بال مباحث كخابة كمبلحق، ب بصيص

منها كما ب كل الدراسات ا٤بماثلة الطبيعة ا١بغرافية لؤلندلس كا٤بصادر ا٤بائية فيها كقد األكؿالفصل

طبيعة األندلس ا١بغرافية من حيث ا٤بوقع كا٤بناخ األكؿتضمن ىذا الفصل مبحثب تناكؿ ا٤ببحث

كعناصره مشلت درجات ا٢برارة كالرياح كالتضاريس كا١بباؿ كاألكدية كالسهوؿ كأ٠بائها كمواقعها ب

. األندلس كما للتضاريس من تأثب على النشاط الزراعي ب األندلس

أما ا٤ببحث الثال فقد تناكؿ ا٤بصادر ا٤بائية الب مشلت األمطار كتسمياهتا ككيفية االستدالؿ

عليها كمواسم سقوطها ب األندلس إضافة إىل األهنار كمسمياهتا كأٮبها ب األندلس كاآلبار ككيفية

االستدالؿ عليها بالطرؽ العلمية ككيفية حفرىا كاألدكات ا٤بستخدمة ب ذلك كتوزيعها ا١بغراب كآخر ما

.يضم ىذا ا٤ببحث العيوف كتسمياهتا كتوزيعها ا١بغراب

أما الفصل الثال فقد خصص لوسائل اإلنتاج الزراعي كطرؽ الرم كقد ضم مبحثب ا٤ببحث

األكؿ مشل أدكات الزراعة الب استخدمت ب األندلس كأساليب الزراعة كالب مشلت العملية الزراعية

بجملها من اختيار األرض كحراثتها كزراعتها كالسقي، كالبكيب كا١بب إىل تقليم األشجار، كقد ضم

أما ا٤ببحث الثال فقد خصص لطرؽ الرم كاألدكات الب . أيضا ا٤بواسم ا٤ببلئمة للزراعة ب األندلس

استخدمها األندلسيوف ب رم ٧باصيلهم الزراعية كالب مشلت الناعورة كالدالية كالسانية كالشادكؼ

Page 49: الفصل التمهيدي

33

كا٣بطارة كالرم بالعيوف كالتنقيط كالندل كأخبا الصهاريج كمشل أيضا القنوات كا١بداكؿ كالقناطر كا١بسور

.الب بمل ا٤باء إىل األراضي الزراعية

كالفصل الثالث الذم خصص لئلنتاج الزراعي ب األندلس كالعوامل ا٤بؤثرة فيو ضم مبحثب

ا٤ببحث األكؿ تناكؿ اإلنتاج الزراعي كالذم مشل ا٢ببوب بأنواعها كاألشجار كالنباتات ا٤بثمرة كالفواكو

بأنواعها إضافة إىل أشجار ا٣بشب، ىذا فضبل عن الزىور كنباتات الزينة كالنباتات العطرية كاألفاكية مع

.خرائط مرفقة بالتوزيع ا١بغراب ٥بذا ا٤ببحث

أما ا٤ببحث الثال فقد تناكؿ العوامل الب أثرت على اإلنتاج الزراعي كقد بثلت ىذه العوامل

بالكوارث الطبيعية الب تعرضت ٥با الزراعة كالب مشلت ا١بفاؼ كالفيضانات كالسيوؿ كالزالزؿ كالعواصف

كالثلوج، فضبل عن اآلفات الزراعية كأثرىا ب تقويض اإلنتاج الزراعي كىبلكو، كقد مشلت ا١براد

كا٢بشرات كالديداف كالطب كضمت عامبل آخر كىو النزاعات كا٢بركب كدكرىا ب تدمب الزراعة

.كتعريضها للحرؽ كالتلف كبالتايل االنشغاؿ هبا عن الزراعة

أما الفصل الرابع فقد تناكؿ العبلقات الزراعية ب األندلس كأثر ا٤بشرؽ العريب ب تطور الزراعة

ا٤ببحث األكؿ تناكؿ العبلقات الزراعية ب األندلس كقد مشل ملكية : كالرم ب األندلس كقد ضم مبحثب

األراضي الزراعية بصورة عامة كمعب ا٤بلك لغة كاصطبلحا كا٤بلكية الزراعية ب الفقو اإلسبلمي، ب ملكية

ا٤بعامبلت الزراعية بصورة عامة ب ا٤بعامبلت الزراعية الب أيضااألراضي الزراعية ب األندلس، كقد ضم

.جرل التعامل هبا ىناؾ

أما ا٤ببحث الثال فقد تناكؿ أثر ا٤بشرؽ العريب ب تطور الزراعة كالرم ب األندلس من حيث

احملاصيل الزراعية الب نقلها العرب ا٤بسلموف إليها كالب مل تكن موجودة أك من حيث نقل األصناؼ

ا١بيدة إليها بدال من تلك ا٤بوجودة ىناؾ، ب الطرؽ الزراعية الب ابتكرىا العرب ىناؾ، فضبل عن طرؽ

Page 50: الفصل التمهيدي

34

الرم كتطويرىا كا٤بلكية كما جرل عليها من تغيب جذرم ب األندلس، كالنباتات الطبية الب شجع العرب

.على زراعتها ب األندلس كتوظيفها للعبلج بصورة خاصة

قد اسبعى اىتماـ باحث ثال كلكن أيضاباإلضافة إىل الدراسة السابقة، كاف ىذا ا٤بوضوع

رسالة –من جانب آخر كجاء بعنواف طرائق كأساليب الزراعة كالرم ب األندلس من خبلؿ كتب الفبلحة

تقدـ هبا الطالب ياسب خضب حسن إىل ٦بلس كلية اآلداب ب جامعة بغداد كىي جزء من متطلبات

- صباح إبراىيم سعيد الشيخلي: نيل درجة ا٤باجستب ب التاريخ اإلسبلمي بت إشراؼ األستاذة

.ـ2007/ ق1428

جاءت ىذه الدراسة كمحاكلة للكشف عن اإلمكانيات الب كاف ٲبتلكها الفبلحوف ب

.األندلس من طرائق كأساليب للزراعة كالرم خبلؿ ا٢بكم العريب اإلسبلمي لتلك الببلد

تقع الرسالة ب أربعة فصوؿ مع مقدمة كخابة كمبلحق كثبت للمصادر كا٤براجع، جاء الفصل

األكؿ ليبحث ب مؤلفات الفبلحة حيث ضم بهيدا تناكؿ التعريف بفهـو الفبلحة كأربعة مباحث،

فبب . خصص ا٤ببحث األكؿ ٤بناقشة احملفزات الب دفعت األندلسيب لبلىتماـ بالزراعة كالعلـو الفبلحية

دكر الطبيعة األندلسية ب ذلك كاىتماـ اجملتمع األندلسي بالنشاط الزراعي فضبل عن اىتماـ األمراء

كالوالة كا٢بكاـ األندلسيب بالزراعة باعتبارىا مصدرا أساسيا لبلقتصاد األندلسي، كرعايتهم لؤلباث

الزراعية كتوفب ا٤بتطلبات ٥با، كتضمن ا٤ببحث الثال تعريفا بالعلماء األندلسيب الذين حذقوا ب علم

الفبلحة كعرض ٤بؤلفاهتم، ب حب تناكؿ ا٤ببحث الثالث ا٤بنهج الذم سار عليو علماء الفبلحة

.األندلسيب ب تدكين مؤلفاهتم، كأخبا أفرد ا٤ببحث الرابع ٤بناقشة ٧بتويات كتب الفبلحة

ككرس الفصل الثال لطرائق كأساليب الزراعة، كقد تضمن الفصل مبحثب، تناكؿ األكؿ منهما،

طرائق استغبلؿ األراضي الزراعية كبشكل ٨بتصر ألف ا٤بوضوع بت معا١بتو من قبل الدكتور مقتدر

Page 51: الفصل التمهيدي

35

أما ا٤ببحث الثال فقد عاب العمليات الزراعية 1بداف عبد اجمليد الكبيسي ب أطركحتو للدكتوراه

ا٤بختلفة كابتدأ بالببة من خبلؿ مناقشة طرائق تصنيف األراضي الزراعية لبلستدالؿ على مدل

خصوبتها كشرح التجارب العلمية الب عرضها علماء الفبلحة األندلسيوف لتمييز جودة الببة، ب تناكلت

عملية ا٢براثة بالدراسة كبب مواعيدىا عند األندلسيب، كأكضحت أٮبية تعديل الببة ب أعقاب عملية

ا٢براثة، ب تناكؿ عملية ا٢براثة بالدراسة كبب مواعيدىا عند األندلسيب، كأكضح أٮبية تعديل الببة ب

أعقاب عملية ا٢براثة، ب بب عملية اختيار البذكر كا٤بقادير ا٤بخصصة منها للزراعة كحدد األكقات

ا٤بناسبة لبذرىا ب ا٢بقل، كعاب موضوع التسميد بوصفو كسيلة مهمة لتعويض الببة عما تفقده من

عناصر غذائية بسبب الزراعة ا٤بستمرة ٥با، كقد بث فيو أنواع السماد كأبرزت خربات الفبلح األندلسي

ب ىذا اجملاؿ، كما تناكؿ طرائق تكثب النباتات كالوقت ا٤بناسب ٥با ب أكقات نقل غرسات األشجار،

فضبل عن عمليات خدمة النباتات ا٤بتمثلة بتلقيح أشجار النخيل كالتب ككيفية تقليم األشجار كمقادير

ذلك كالوقت ا٤بناسب لو، كأكضح طرائق جب احملاصيل الزراعية مقتصرا ذلك على ثبلثة أنواع من

.احملاصيل فقط كأ٭بوذج

كانصب الفصل الثالث على التقنيات الزراعية عند الفبلحب األندلسيب، كقد قسم الفصل إىل

كقد بب فيو فوائد البكيب )التطعيم(ستة مباحث، جاء ا٤ببحث األكؿ فيها ليناقش تقنية البكيب

كاألنواع الب استخدمت منو ب األندلس، كتعرض ب ا٤ببحث الثال إىل األساليب الب اتبعوىا ب

األندلس لوقاية ا٤بزركعات من اآلفات الب كانت تلحق هبا الضرر، كاحتول ا٤ببحث الثالث على تقنيات

كطرائق لتخزين بعض احملاصيل الزراعية، كتناكؿ ب ا٤ببحث الرابع التقنيات الزراعية ا٤ببتكرة لدل

األندلسيب، كبب ب ا٤ببحث ا٣بامس األدكات كاآلالت الزراعية الب استعملت من قبل الفبلحب للقياـ

1، كلية اآلداب، ) ـ11/ ىػ5(ملكية األراضي الزراعية كاستثمارىا ب األندلس ب ضوء آراء فقهاء القرف (بلت األطركحة عنواف -

.2005جامعة بغداد،

Page 52: الفصل التمهيدي

36

بأعما٥بم ا٤بختلفة، أما ا٤ببحث السادس فقد ناقش فيو موضوع اليد العاملة الفبلحية كماىية ا٤بواصفات

.الب اعتمدت الختيار العاملب ب ا٤بزرعة كالب أشار إليها علماء الفبلحة األندلسيب ب مؤلفاهتم

كخصص الفصل الرابع لطرائق كأساليب الرم، كىو يقع ب أربعة مباحث تناكؿ ب ا٤ببحث

األكؿ مصادر ا٤بياه ب األندلس كا٤بتمثلة بياه األمطار كاألهنار كا٤بياه ا١بوفية كبينت طبيعة كفائدة كل نوع

منها للنبات، كناقش ب ا٤ببحث الثال عملية استنباط ا٤بياه فعرض كسائل االستدالؿ ا٢بسي على كجود

ا٤بياه ا١بوفية، فضبل عن التجارب العلمية ب ىذا اجملاؿ كالب عرضها علماء الفبلحة، ب شرح كيفية حفر

اآلبار كالوقت ا٤بناسب ٥با، كأسلوب معا١بة ا٤بشاكل الب تعبض عملية ا٢بفر، ككرس ا٤ببحث الثالث

لدراسة كسائل كنظم الرم إذ بب اآلالت الب استعملت ب رفع ا٤بياه كعرض نظم الرم الب بثلت

با٤بنشآت العمرانية من جهة كاألنظمة كاألحكاـ كالقوانب الب نظمت عملية الرم من جهة أخرل،

فتطرؽ لنظاـ السقي السيحي، كعرؼ بحكمة مياه بلنسية كفضبل عن ذلك ناقش ب ا٤ببحث الرابع

خربات الفبلح األندلسي ب ٦باؿ السقي حيث عرض طرائق السقي ا٤بعتمدة كأساليب التغلب على قلة

.ا٤بياه

كجاءت ا٣بابة لتعرؼ بأىم النتائج الب توصل إليها من خبلؿ مسبة فصوؿ البحث مع قائمة

بأ٠باء ا٤بصادر كا٤براجع الب اعتمد عليها ب إباـ البحث، كختمت رسالتو ببلحق تضمنت تقوٲبا زراعيا

استنبطو من كتب الفبلحة األندلسية فضبل عن خريطة مقتبسة توضح توزيع مصادر ا٤بياه ب األندلس

.كعدد من الرسـو التوضيحية

كتاب الزراعة ب : لعل من أبرز ك أشهر الدراسات العلمية الب صدرت ب ا٤بغرب األقصى ىي

.1األندلس من إ٪باز الباحث يوسف النكادم

1 .2008يوسف النكادم، الزراعة ب األندلس، منشورات مركز دراسات األندلس كحوار ا٢بضارات، الرباط، -

Page 53: الفصل التمهيدي

37

إف مسألة إشباع ا٢باجيات ا٤بادية كانت بالنسبة للمجتمع األندلسي، كغبه من اجملتمعات

ك٩با ال شك فيو أف طرؽ ككسائل األندلسيب لتحقيق . ا٤بستقرة بناطق البحر ا٤بتوسط، من األكلويات

ىذا ا٥بدؼ مل تكن بتلف بلة كتفصيبل عن الطرؽ كالوسائل الب كانت تتبناىا كتستعملها ٦بتمعات

رغم أف ٦بتمعات مشاؿ . الضفة ا١بنوبية للبحر األبيض ا٤بتوسط، أك ٦بتمعات غرب أكركبا ا٤بتوسطية

ميبلدية ب تطوير طرؽ ككسائل بصيل 1000إسبانيا كغرب أكركبا عامة شرعت منذ حوايل سنة

معاشها، كحققت على إثر ذلك هنضة زراعية استمرت منذ ىذا التاريخ حب حوايل سنة

.ميبلدية1320

غب أف التفاعل التارٱبي كا٢بضارم بب ٦بتمعات غرب حوض البحر ا٤بتوسط ال ٯبب أف

. ينسينا مقولة كحدة دار اإلسبلـ، فاجملتمع األندلسي ىو ٦بتمع إسبلمي قبل أف يكوف ٦بتمعا متوسطيا

ككثبا من العناصر البشرية ا٤بكونة لو كفدت من ا٤بشرؽ اإلسبلمي، كحب شدت الرحاؿ إىل األندلس

نقلت معها، من بب ما نقلت، كثبا من العناصر الب يقـو عليها النشاط الزراعي كبعض أنواع النباتات

، )نظاـ ا٤بزارعة كنظاـ ا٤بغارسة كنظاـ ا٤بساقاة(، أك نظم استثمار االستغبلليات )النخيل أك الرماف مثبل(

.فضبل عن القوانب كالتشريعات ا٤بنظمة ٤بلكية األرض

كانطبلقا من ىذه ا٤بعطيات كمن غبىا، فقد حرص الباحث يوسف النكادم على أخذ ىذا

التفاعل بعب االعتبار ب ٨بتلف فصوؿ الكتاب الذم صدر لو عن مركز دراسات األندلس كحوار

. بت عنواف الزراعة ب األندلس2009ا٢بضارات سنة

فعبل "إف الزراعة أم عملية قلب تربة األرض كبذرىا هبدؼ ا٢بصوؿ على ٧باصيل زراعية تعترب

إذ تتبع صبكرة معينة، كتسب كفق سياؽ معب ينطلق من نقطة بدء )acte économique(" اقتصاديا

Page 54: الفصل التمهيدي

38

كمن ب، فقد ب ب الكتاب ا٤بشار إليو ترتيب ٦بموع . ىي اإلنتاج، كيصل إىل نقطة هناية ىي االستهبلؾ

:األسئلة الب طرحت على النصوص على النحو اآلب

أين كانت تتم عملية اإلنتاج خبلؿ القرف ا٣بامس ا٥بجرم؟ -1

بعملية اإلنتاج؟ )مباشرة أك بصفة غب مباشرة(من ىي األطراؼ الب كانت تقـو -2

باذا ككيف كانت تتم عملية اإلنتاج؟ -3

ما ىي احملاصيل كا٤بنتجات الب كاف يتم إنتاجها؟ -4

كيف كانت طبيعة نظاـ اإلنتاج؟ -5

كيف كانت طبيعة العبلقات القائمة بب األطراؼ ا٤بسئولة عن عملية اإلنتاج؟ -6

لو مل كلكن ا٤بادة الب توفرت. كقد حاكؿ اإلجابة على ٦بموع ىذه األسئلة ب ثبلثة فصوؿ

بكنو من تقدل أجوبة مسهبة كمعمقة عن بيع األسئلة، ألف حجمها كاف أحيانا أكرب من كافة

كمع . اكتفى ب بعض ا٤بناسبات بتقدل افباضات أك بميناتكمن ب، . النصوص الب اعتمد عليها

ذلك فقد حرص أف يظل مرتبطا بركح النصوص كمواصلة البحث عن أجوبة، دكف ا٤بغاالة ب

ال تأتيها من " حقيقة"النصوص بشكل تعسفي ليجعلها تقوؿ " استنطاؽ"االفباضات أك اللجوء إىل

.خلفها أك من أمامها

موضوع الرم كالزراعة ب األندلس من جانب مغاير، 1كيتناكؿ باحث آخر ىو سعيد بن بادة

ب دراسة متميزة، يركز فيها على ا٤باء كعبلقتو باحمليط كتأثبه ب نشاط اإلنساف االقتصادم كاالجتماعي،

.2كىو هبذا ينسج على منواؿ بركديل فرناند ب تناكلو ٤بوضوع البحر ا٤بتوسط ب العبلقات الدكلية

1 ـ، إسهاـ ب دراسة اجملاؿ كاجملتمع كالذىنيات، 14 ك 13/ ىػ8 ك7سعيد بن بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس خبلؿ القرنب -

.2007ببكت، دار الطليعة، 2 .1990بركديل فرناند، البحر ا٤بتوسط، تربة عمر بن سامل، تونس، أليف منشورات البحر ا٤بتوسط، -

Page 55: الفصل التمهيدي

39

ك ألٮبية ىذه الدراسة سوؼ نتوقف عندىا كثبا ، لطرافتها ك ليس كما قد يظن البعض أهنا

.حشو ب البحث ا٤بقدـ

أصل ىذا الكتاب أطركحة جامعية أعدىا صاحبها ب إطار كحدة التكوين كالبحث ب التاريخ

االقتصادم كاالجتماعي للغرب اإلسبلمي الذم يشرؼ عليها إبراىيم القادرم بوتشيش بكلية اآلداب

كىو يبحث ب العبلقة ا١بدلية الرابطة بب ا٤باء كاجملتمع كاجملاؿ باألندلس، كما . كالعلـو اإلنسانية بكناس

ببعدىا العلمي كبولتها األنبكبولوجية، كما كاف ٥با من تأثب ب سلوكات " ثقافة مائية"أفرزتو من

كقد تسلح ا٤بؤلف سعيد بنحمادة، بأدكات منهجية تستلهم آليات التحليل . األندلسيب كتصوراهتم

النفسي كالسيميائي كاألنبكبولوجي، فضبل عن توظيف ذكي ٤با بتزنو ا٤بكتبة العربية األندلسية من

.نصوص تارٱبية كفقهية كمناقبية كطبية كفلسفية كغبىا

، كيضم ثبلثة "ا٤باء كاجملاؿ ب األندلس"يبحث األكؿ منهما ب : قسم ا٤بؤلف كتابو إىل بابب

اإلطار التشريعي كالسياسي للماء ب األندلس، دكر ا٤باء ب هتيئة اجملاؿ القركم باألندلس، : فصوؿ ىي

.كا٤بعمار ا٤بائي ا٢بضرم ب األندلس

، كجاء بدكره ب ثبلثة فصوؿ "أثر ا٤باء ب اجملتمع كالذىنيات ب األندلس"كيتناكؿ الباب الثال

ا١بوائح ا٤بائية كاجملتمع، كا٤باء ب الفكر الفبلحي كالطيب ب األندلس، كا٤باء كالتصوؼ ب : تتناكؿ

.األندلس

يستهل الباحث الفصل األكؿ بفقرة مقتضبة خصصها لضبط مفهـو ا٤باء ب الثقافة العربية

اإلسبلمية، كما كرد ب ٦بموعة من ا٤بؤلفات كالقواميس ليخلص إىل أف التحديد اللغوم كالفلسفي للماء

ال يتجاكز السقف التارٱبي للمرحلة الوسيطية ذات ا٤برجعية اليونانية بتأثباهتا "ب ىذه الثقافة

Page 56: الفصل التمهيدي

40

كلعل مرد إغفاؿ ا٤بؤلف للتعريف العلمي للماء كوف الكتاب ليس ٧باكلة لدراسة عبلقة ا٤باء ". الفيتاغورية

.باجملاؿ كاجملتمع باألندلس فحسب، كإ٭با ٧باكلة لدراسة الذىنيات كذلك

أما بصوص ٧بددات اإلطار التشريعي للماء ب األندلس فبجعها ا٤بؤلف إىل ثبلثة عناصر

كالعنصر األكؿ مستمد من القرآف الكرل كالسنة النبوية، . التشارؾ، كنفي الضرر، كالعرؼ: جوىرية كىي

ب استغبلؿ ا٤بياه بطريقة تشاركية تؤدم إىل ا٤بساكاة ب " العدالة االجتماعية"كيرمي إىل إٯباد نوع من

أما مبدأ نفي الضرر فيهدؼ إىل باية ا٤بصلحة العامة للشركاء، كتربز أٮبيتو عند نشوب . االنتفاع بو

كيؤكد ا٤بؤلف على أٮبية األعراؼ كالعادات ب ا٤بناخ التشريعي للماء باألندلس، كيرجعها إىل . النزاعات

كقد ساٮبت ا٤بتغبات السياسية كاالجتماعية كاالقتصادية . ىناؾ كانفتاحو على اجملتمع" فقو الواقع"بذر

ضعف "كما أف . ب ترسيخ األعراؼ" طبيعة البنيات السوسيولوجية للمجتمع األندلسي"با ب ذلك

كاف أيضا من العوامل ا٤بشجعة على الركوف إىل العادة كالعيرؼ ب تقنب " التأطب الفقهي ب البوادم

كتعكس ا٤بصنفات الفقهية حجم اجملهودات الب بذلت للتوفيق بب الشرع كمعطيات . تداكؿ ملكية ا٤باء

كغبىا، تكاد ال بلو منها أحكاـ القضاة " جرل العمل"، ك"العادة كالعرؼ"الواقع االجتماعي، فعبارات

العمل "كفتاكل الفقهاء، ككاف من أثر ذلك أف اصطبغ الشرع با٣بصوصيات احمللية، كما يتجلى ب

".حجة"الب بذر بفضل دعم الدكلة، حب أصبح " القرطيب

يتطرؽ ا٤بؤلف بعد ذلك للظركؼ السياسية مقدما نظرة شاملة عن الوضعية الب تلت ىزٲبة

، كما أعقبها من ا٫ببلؿ للسلطة ا٤بوحدية، كبزئة 1ـ1212/ ق609ا٤بوحدين ب معركة العقاب سنة

1ىػ، شكلت هناية دكلة ا٤بوحدين بانتصار قوات ملك قشتالة 609 صفر 15/ ـ1212 جويلية 16معركة كقعت ب : معركة العقاب-

، ص 1981ألفونسو الثامن على جيش السلطاف ٧بمد الناصر، أنظر كتاب حسب مؤنس ، معامل تاريخ ا٤بغرب ك األندلس ، القاىرة 128 .

Page 57: الفصل التمهيدي

41

، كيقدـ ا٤بؤلف صورة 1"الطوائف الثالث"سياسية، كاختبلؿ اجتماعي، كدخوؿ األندلس ب مرحلة عصر

كالب بكنت من إطالة 2"األندلس الصغرل"مقتضبة عن األكضاع الب عاشتها ٩بلكة بب نصر، أك

.ـ1492/ ق897الوجود اإلسبلمي ب جنوب شبو ا١بزيرة اإليببية إىل حدكد سنة

كعلى الرغم من إطناب الباحث ب ا٢بديث عن ىذه التطورات السياسية إال أنو ال يوضح

عبلقتها با٤باء، ككأف األحداث ا١بساـ الب مرت هبا األندلس مل يكن ٥با أم تأثب على ىذا ا٤بورد

يكفي أف نذكر أنو إذا كانت معركة العقاب قد أدت إىل تقليص اجملاؿ اإلسبلمي . الطبيعي ا٢بيوم

كالواد اليانع، كأفقدت معركة 3 أفقدت ا٤بسلمب موارد مائية مهمة، كنهر اإليربكأيضاباألندلس فإهنا

. ا٤بسلمب إطبللتهم على الوادم الكبب4ىػ734طريف سنة

كأعتقد أنو كاف ينبغي للمؤلف أف ينكب ال على الظرفية السياسية لؤلندلس فحسب، كإ٭با

كذلك على اإلطار الطبيعي لؤلندلس، إلبراز ٦بموعة من العناصر ذات التأثب ا٤بباشر على ا٤بوارد ا٤بائية،

كا٤بناخ كالببية الطبيعية، كأنواع الفرشات ا٤بائية، باإلضافة إىل الشبكة ا٤بائية السطحية كالعوامل ا٤بؤثرة

...فيها

أما الفصل الثال ا٤بخصص لدكر ا٤باء ب هتيئة اجملاؿ القركم، فيستعرض فيو ا٤بؤلف اإلطار

التنظيمي لنظاـ الرم ب البادية األندلسية، مستهبل حديثو با٤بشاريع ا٤بائية للدكلة، كخاصة على عهد بب

1 دكيلة، كأدل 22ـ حيث قسمت األندلس إىل 1020/ ق422ىي فبة تارٱبية ب األندلس بدأت بدكد عاـ : ملوؾ الطوائف-

التناحر كالتنافس بينهم إىل ضياع األندلس بالكامل، أنظر كتاب أخبار ٦بموعة ب فتح الندلس ك ذكر أمرائها ك ا٢بركب الواقعة بينهم ، . ، ك غبىا 145 ، 110،123 ، صص 1979بقيق إحساف عباس ، ببكت ،

2، استمرت 1492أسرة حكمت غرناطة ب أكاخر العهد اإلسبلمي ب األندلس حب سقوط غرناطة عاـ ": بنو األبر"بنو نصر أك -

.1984، أنظر ٦بهوؿ كتاب نبذة العصر ب انقضاء دكلة بب نصر بقيق ٧بمد رضواف الداية ، دمشق ، 1492- 1232من 3 كلم، ٯبرم من الشماؿ إىل ا١بنوب، كقد مر بنا التعريف بو 928من أكثر أهنار األندلس منسوبا، يبلغ طولو " إبرة"هنر اإليربك أك -

.سابقا4ـ، قتل فيها عدد 1340/ ق741ىي معركة بب جيوش ا٤بسلمب كجيوش ٩بلكة قشتالة ك٩بلكة الربتغاؿ كقعت سنة : معركة طريف-

. 247ىائل من ا٤بسلمب، بعد ىزٲبتهم، حسب مؤنس ، ا٤برجع السابق ،

Page 58: الفصل التمهيدي

42

عملوا على تسخب كل اإلمكانيات ا٤بالية كالتقنية كالبشرية لبناء التجهيزات السقوية "األبر الذين

كيبدك ٩با يورده ا٤بؤلف أف أغلب ا٤بشاريع ا٤بائية . 2"تنظيما قانونيا ٤بسألة ا٤بياه"، كأكجدكا 1"كإصبلحها

الب أقامتها السلطة النصرية توجهت باألساس ٣بدمة ساكنة ا٤بدف الكربل، كما أهنا جاءت ب أغلبها

بت ا٥باجس ا٢بريب كالضغط العسكرم ا٤بسيحي، كقد تطلبت ىذه ا٤بشاريع مبالغ مالية كربل كخربة

.ىندسية متطورة

بعد ذلك يتطرؽ ا٤بؤلف إىل ٦بموعة من التنظيمات القانونية كاإلدارية الب أطرت نظاـ الرم ب

. البادية األندلسية، من قبيل نظاـ ا٤بسقاة الذم شاع ب األندلس، كخصوصا ب الضياع كا٢بقوؿ الكربل

أ٭بوذجا عمليا للتشريعات "، الب اعتربىا ا٤بؤلف 3"٧بكمة ا٤بياه ب بلنسية"كما فصل ا٢بديث عن

كقد أفاض ا٤بؤلف ب ا٢بديث عن قوانينها كخصوصيانتها . 4"ا٤بتعلقة بالتدبب القانول كاإلدارم للسقي

.كعن دكرىا حب هناية الوجود اإلسبلمي ب شرؽ األندلس

ينتقل ا٤بؤلف بعد ذلك للحديث عن التدابب التقنية كالبنيات االجتماعية للمسألة ا٤بائية مركزا

بالنسبة آلنظمة الرم كتقنيات السقي يستحضر . أنظمة الرم كالنزاعات حوؿ ا٤باء: على جانبب ٮبا

نظاـ الرم الكبب، كا٤بتوسط، كالصغب، ناسجا بذلك : ا٤بؤلف البعد التقب فيها كيقسمها إىل ثبلثة أنواع

.Thomas F. Glickغليك . على منواؿ الباحث توماس ؼ

يكتسي نظاـ الرم الكبب مقوماتو من ضركرة توفر بلة من األسس بيزه عن غبه من األنظمة،

كعلى رأسها اتساع ا٤بساحة الزراعية، ككفرة ا٤بياه ا٤بستمدة من األحواض النهرية، كشبكات توزيع مدعمة

1 .218 ـ، مرجع سابق، ص 14 ك 13/ ىػ8 ك7سعيد بن بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس خبلؿ القرنب -

2 .247نفس ا٤برجع، ص -

3 .سبق التعريف هبا-

4 .251ا٤برجع السابق، ص -

Page 59: الفصل التمهيدي

43

بتجهيزات تقنية فعالة، كمناخ قانول تغلب فيو ا٢بيازة على ا٤بلكية، كإطار تنظيمي يشرؼ على تدبب

كىذه ا٤بعايب توفرت بعدد من ا٤بناطق كخاصة بأحواز غرناطة الب . شؤكف الرم، كقلة النزاعات على ا٤باء

.1"أ٭بوذجا لتوفر ا٤بعايب احملددة للدكائر السقوية الكببة كانسجامها"تعد

أما نظاـ الرم ا٤بتوسط كالصغب، فقد ساد ب اجملاالت السقوية الب تغلب فيهم البنية العقارية

فعالية التقنيات، كتداخل ا٢بقوؽ ا٤بائية ك٧بدكدية دكر السلطة ب ضعف ك الصغبة أك ا٤بتوسطة ا٢بجم،

تدبب الرم، باإلضافة إىل كضعية عقارية شديدة التعقيد تؤدم ب أحياف كثبة إىل النزاع كا٣بصومة على

كتعد اآلبار كالعيوف أىم ا٤بصادر ا٤بائية بالنسبة لقطاعي الرم ا٤بتوسط كالصغب، أما السقي فيعتمد . ا٤باء

السواقي كا١بداكؿ كا٣بطارات، : على ٦بموعة من التقنيات البسيطة من حيث البكيب، ذكر منها ا٤بؤلف

، كحبذا )الدالية(ك٦بموعة من العجبلت ا٤بائية من قبيل الناعورة كالدكالب كالسانية كالشادكؼ كا٤بنجنوف

لو أرفق الباحث كبلمو عن ىذه التقنيات برسـو توضيحية ٥با، ألف كبلمو عن الشادكؼ أك ا٤بنجنوف أك

كما أف ا٤بؤلف مل يعمد إىل دراسة مقارنة بب أنظمة الرم ىاتو كما ساد ب . الكيزاف مثبل، يغلفو اإلهباـ

الشرؽ اإلسبلمي أك بببلد ا٤بغرب، كىو األمر الذم من شأنو أف يكشف لنا عن األصل ا٢بضارم للرم

.ب األندلس

ب البادية األندلسية قد " ا٤بسألة ا٤بائية" كيرل ا٤بؤلف أف العبلقات االجتماعية ا٤بتمحورة حوؿ

فاالستفادة من ا٤بوارد السقوية كانت بضع للضوابط الشرعية كالعرفية . تباينت بب التضامن كا٣بصومات

، كبتب ثقافة التضامن ب تدبب "الرم التوافقي"الب مكنت من سيادة ما ٠باه صاحب الكتاب ب

، كاعتماد نظاـ تعاقدم بددت بوجبو 2)إقامة التجهيزات السقوية كصيانتها باعيا(شؤكف السقي

على أساس العامل الزمب، كا٢بجم اإلبايل للصبيب، كمساحة األرض كعدد أفراد ا١بماعة " النػوبة"

1 .250سعيد بن بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس، مرجع سابق، ص -

2 .286سعيد بن بادة ، ا٤برجع السابق ، ص -

Page 60: الفصل التمهيدي

44

كقد عملت األحكاـ القضائية كالفتاكل الفقهية على مسايرة العادات كاألعراؼ ب بتب . ا٤بستفيدة

. أكاصر الباضي أثناء االستغبلؿ ا١بماعي للمياه

كٱبلص ا٤بؤلف إىل أف سلوؾ التضامن شكل إحدل ا٤بقومات ا٢بصينة للنسيج االجتماعي

الذم أفرزه نظاـ الرم ب البادية األندلسية، كىذا السلوؾ قد استفاد من كفرة ا٤بوارد ا٤بائية كبذر

لكن بة . األعراؼ ب البادية األندلسية، كالقرابة الدموية الب خلقت االنسجاـ بب ا١بماعات القركية

كبويل التوافق إىل توتر، سواء داخل البوادم " الرم التوافقي"ظركؼ بنيوية كتارٱبية عملت على هتديد

كهبذا الصدد يتجاكز ا٤بؤلف التفسبات األحادية للنزاع حوؿ ا٤باء، كيويل أٮبية . أك بب األرياؼ كا٤بدف

للعناصر السوسيولوجية كا١بغرافية كالدينية كالعرفية أكثر ٩با يوليها للعنصر االقتصادم ب تفسب تلك

النزاعات، سواء بب ا٤بدف كأحوازىا، أك بب أصحاب ا١بنات ا٤بتجاكرين، أك بينهم كبب أصحاب

...األرحاء، كبب أصحاب األرحاء أنفسهم، كبب سكاف األعايل كاألسافل

كإذا كانت النزاعات بب ا٢بواضر كالبوادم على ا٤باء تعكس جانبا من األزمة االجتماعية

كالتفاكت ا٢بضارم بب اجملالب، فإهنا تكشف ب ا٤بقابل عن أٮبية ا٤باء ب بدين اجملاؿ من جهة، كدكر

فقد شكل ا٤باء دعامة . )الفصل الثالث(التمدين ب تزايد حاجة ا٢بضريب إىل ا٤باء من جهة أخرل

كىنا يتوقف ا٤بؤلف عند ما يسميو ب . لتنظيم الشبكة ا٢بضرية كالتخطيط ا٥بندسي للحواضر باألندلس

، أم ٦بموع األحكاـ الشرعية كالعرفية كا٥بندسية ا٤بنظمة إلنشاء ا٤بنشآت "فقو ا٤بعمار ا٤بائي ا٢بضرم"

كٱبلص إىل ا٤باء كاف لو أثر حيوم ب تصميم ا٤بدف األندلسية كتنظيمها ككظائفها، كما . ا٤بائية كتطورىا

مثل (ا٣بطة الشريطية، أم امتداد بعض األمصار على طوؿ األكدية كالسواحل : أفرز خطتب معماريتب

، كا٣بطة متعددة النول، ا٤بتسمة بالتربعم بفعل تفرع ا٤بدف بسبب تفرع اجملارم ا٤بائية الب )مالقة كطريانة

Page 61: الفصل التمهيدي

45

، كما الحظ ا٤بؤلف تركز األمصار األندلسية الكربل ب 1)مثل قرطبة كاشبيلية كغرناطة(أقيمت عليها

.2"بفعل كثافة األكدية كالعيوف الدائمة ا١برياف ىناؾ"كسط كجنوب الببلد

لدل " ثقافة البؼ"كقد تطرؽ ا٤بؤلف ب صفحات موحية إىل الصلة ا٤بتينة بب ا٤باء ك

من نافورات كسقايات (فقد بب كيف أف مكونات ا٤بعمار ا٤بائي ا٢بضرم ب األندلس . األندلسيب

، كبكمت فيها "ا٤بنفعة"ك" ا٤بتعة"قد بعت بب )كأحواض، كحدائق كمتنزىات، كبامات كحامات

بل يذىب ا٤بؤلف إىل أف التمدين الذم عرفتو األندلس خبلؿ القرنب السابع كالثامن . األبعاد ا١بمالية

للهجرة حوؿ ا٤بنشآت العمرانية ا٤بائية إىل كعاء رمزم أفرغ فيو اإلنساف أ٭باط سلوكو كتفكبه كأحاسيسو،

كما أف األساليب ا٥بندسية كالفنية الب صممت هبا ا٤برافق ا٤بائية داخل القصور كا٤بتنزىات، كالصيغ

ا١بمالية الب رتبت هبا التحف كالتماثيل كالزخارؼ ا٤بائية كالنباتية، كمضموف القصائد الب قيلت با٠بها،

أىم ا٤بقاصد الرمزية " السلطة"ك" النفوذ"ك" الثركة"تنطوم على دالالت إبائية معينة، فكانت قيم

.3للمعمار ا٤بائي باألندلس

أثر ا٤باء ب اجملتمع كالذىنيات ب "كاستهل ا٤بؤلف الباب الثال من الكتاب ا٤بخصص ؿ

بالتطرؽ للجوائح ا٤بائية كآثارىا السلبية على اجملتمع األندلسي، رافضا ربطها بالتحوالت " األندلس

ا٤بناخية ب ا١بناح الغريب من ا٢بوض ا٤بتوسطي، مقبحا تفسبىا باآلثار ا١بغرافية كباالنعكاسات

ـ كطريف 1212/ق609الب أفرزهتا معركب العيقاب - العسكرية كالسياسية كاالقتصادية–ا٢بضارية

.ـ1341/ ق741

1 .304- 303سعيد بن بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس، مرجع سابق، ص -

2 .314نفس ا٤برجع، ص -

3 .338نفسو، ص -

Page 62: الفصل التمهيدي

46

، معتمدا على )القرف السابع كالثامن(بعد ذلك يستعرض ا٤بؤلف ا١بوائح ا٤بائية للفبة ا٤بدركسة

ا٤بنهج اإلحصائي، كيقارهنا بجموع الكوارث ا٤بائية الب أصابت األندلس منذ القرف األكؿ ا٥بجرم منبها

إىل الصعوبات الب تعبض توظيف ا٤بنهج اإلحصائي ب كتابة تاريخ ا١بوائح ا٤بائية خبلؿ العصر

كارثة مائية، 27كقد أحصى ا٤بؤلف . الوسيط، كمنها قلة ا٤بعطيات الرقمية الب بتويها ا٤بصادر العربية

فيضانات كسيوؿ، ب قحوط ك٦باعات كأكبئة، ككانت من ا٢بدة بيث أصبحت : قسمها إىل قسمب

، فقد مشلت تأثباهتا السلبية األنشطة االقتصادية، 1"كمشا بارز ا٤بعامل ب الواقع كالذىنية األندلسيب "

كخلخلت التوازنات االجتماعية كالبنيات الدٲبوغرافية، كاالستقرار السياسي، كأ٭باط التفكب كاإلحساس ،

عذابا مسلطا على - حسب بعض التفسبات–كاستفحلت تداعياهتا ا٤بادية كالنفسية حب اعترب ا١بفاؼ

كمل ٱبفف من كطأة الكوارث ا٤بائية . األندلسيب بسبب الذنوب كاحملرمات، كتوايل الكوارث ا٤بائية ابتبلء

نسبيا سول ما بذلتو السلطة ا٤بركزية النصرية من ٦بهودات لتطويق أثارىا السلبية، كما عرفو اجملتمع

" األكثر تنظيما كفعالية"، سواء الب أطرىا الفقهاء كا٤بتصوفة، أك تلك "ثقافة التضامن"األندلسي من

. 2الب قادىا الفقهاء كالقضاة ا٤بقربوف من السلطة بكم نفوذىم ا٤بايل كاالجتماعي كالسياسي

يتناكؿ ا٤بؤلف ب الفصل ا٣بامس مكانة ا٤باء ب األدبيات الفبلحية كالطبية األندلسية، مؤكدا أف

فقد استقى موضوع . كانت تقـو على أصوؿ برىانية يستدؿ هبا على النتائج التجريبية" ا٤بعرفة ا٤بائية"

عقبلنية ا٣بطاب ككاقعية "ا٤باء ب الفكر الفبلحي مقوماتو ٩با بيزت بو التجربة الزراعية األندلسية من

كبصوص مكانة ا٤باء ب أدبيات الطب كالصيدلة ب األندلس يستعرض ا٤بؤلف خصائص ". ا٤بمارسة

مبنية على النزعة النقدية كا٤بمارسة 3الب أرسى أعبلمها معرفة مائية علمية" ا٤بدرسة الطبية األندلسية"

1 .372سعيد بن بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس، مرجع سابق، ص -

2 .388نفسو، ص -

3 .218نفسو، ص -

Page 63: الفصل التمهيدي

47

كيتطرؽ ا٤بؤلف إىل أٮبية ا٤باء الطبية كدكره ب حفظ الصحة كب االستحماـ، كلعبلقة ا٤باء . التجريبية

كما استعرض أنواع ا٤بياه، مصنفا إياه إىل أنواع ذات . باألمراض كدكره ب إحداث األكبئة كالطواعب

.)مياه ا٤بطر، مياه األهنار، مياه اآلبار كالعيوف، مياه الثلج(فوائد سقوية كغذائية كطبية متفاكتة

، "ا٤باء كالتصوؼ ب األندلس"كخصص ا٤بؤلف الفصل السادس كاألخب من الكتاب إىل

إحدل "ليبحث ب دالالت ا٤باء ب العرفاف كالكرامة الصوفيب، كيؤكد ا٤بؤلف بأف الكرامة ا٤بائية شكلت

يشكل مقوما "، كأف ا٤باء 1"ثوابت الفكر األندلسي كبنياتو العميقة الب تستمد فعاليتها من القدسي

جوىريا لصناعة األكلياء كاألقطاب، نظرا ٤بكانتو ب سلم ا٤بعراج الصوب ا٤بنتهي بصوؿ الكرامة كبلوغ

ك٩با يؤكد متانة الركابط بب ا٤باء كالتصوؼ أف بعض الطوائف الصوفية ب األندلس . )255ص( 2"الفناء

كقد خصص ا٤بؤلف صفحات مطولة للحديث 3شددت على أٮبية ا١بوع كالعطش ب صناعة أقطاهبا

داللة ا٤باء ب "، ك"رمزية ا٤باء كاإلنساف ب الكشف الصوب"، كعن "األحواؿ كا٤بقامات ا٤بائية"عن

، ككلها مواضيع ال ترتبط باألندلس كمتصوفتها، كإ٭با بالتصوؼ اإلسبلمي عموما، "العرفاف الصوب

ليخلص إىل أف ا٤باء يكتسي ب ا٣بطاب الصوب صورا داللية مفعمة بعال ا٢بياة كاألخبلؽ كالوجود

.كعبلمة على ا٣بلود كالطهارة كالسكوف

على إثبات - أك الناشر–ال يتضمن الكتاب الئحة ا٤بصادر كا٤براجع ا٤بعتمدة، كاقتصر ا٤بؤلف

مثل ٨بتصر الطب البن حبيب، كجنة الرضى البن (قائمة با٤بصادر ا٤بخطوطة، كعدد منها قد طيبع

كإف كنا قد نوىنا باطبلع ا٤بؤلف كحسن توظيفو للمصادر . )عاصم، كذكر ببلد األندلس ٤بؤلف ٦بهوؿ

1 .444سعيد بن بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس، مرجع سابق، ص -

2 .455نفس ا٤برجع، ص -

3 .450نفسو، ص -

Page 64: الفصل التمهيدي

48

مل يستغل با فيو الكفاية نتائج ا٢بفريات كالدراسات - على ما يبدك–العربية ب ىذه الدراسة، فإنو

.األجنبية، كخاصة اإلسبانية منها، ككثبا منها تتناكؿ الفبة اإلسبلمية بالذات

ىذه باختصار ٦بمل القضايا الب يتناك٥با سعيد بن بادة ب ىذا الكتاب، العميقة أفكاره، إهنا

دراسة جادة تقدـ للقارئ العريب إحدل ا٤بفاتيح لفهم جانب من ا٢بضارة األندلسية، ك ٥بذا ركزنا عليها

.ب عدة صفحات ، نعتقد بأف ىذا ال يعد خلبل منهجيا نظرا ألٮبية البحث

ب أصدر طارؽ مدل، أستاذ التاريخ بكلية اآلداب كالعلـو اإلنسانية التابعة ١بامعة ٧بمد األكؿ

، كتابا باللغة الفرنسية ٲبكن تعريب 1بوجدة، ضمن منشورات األكادٲبية العلمية الفنلندم ب ىلسنكي

كىو ب األصل جزء من 2012سنة " ا٤باء ب العامل اإلسبلمي خبلؿ العصر الوسيط: "عنوانو كاآلب

دراسة أ٪بزىا الباحث ب موضوع ا٤باء بدينة فاس كجهتها خبلؿ العصر الوسيط، للحصوؿ على شهادة

بت إشراؼ )Université Lumière Lyon 2 (2الدكتوراه ب التاريخ من جامعة لوميب ليوف

، يتكوف الكتاب من ستة 2003، جرت مناقشتها علنيا سنة )Bazana André(أندرم بزانا

فصوؿ، استهل الباحث الفصل األكؿ منها بإثارة االنتباه المتزاج تاريخ ا٤باء بتاريخ اإلنساف، كالتقائو ب

٦بموعة من نقط التماس بالثقافة كالقانوف كاالقتصاد كالسياسة، كاحتبللو مكانة متميزة ضمن تأمبلت

ا٤بؤرخب، الذين غالبا ما يبدؤكف أباثهم ب ىذا ا٤بوضوع بإثارة النقاش حوؿ إشكالية كبلسيكية ىي

.أصوؿ التقنيات

كقد كشف ا٤بؤلف ب ىذا الصدد عن مكامن ضعف النظرية االنتشارية ذات ا٤بنحى التبسيطي

لتاريخ التقنيات، فعملية انتقاؿ ىذه األخبة من ٦باؿ إىل آخر قد تكوف ب بعض ا٢باالت نتاجا لعوامل

أخرل غب عملية ا٤بثاقفة، كىو ما ينفي كل ٧باكلة لتحويل تاريخ التقنيات إىل خطاطات ذات أسهم

1 -Hespéris-Tamuda LII (1) (2017) : 459-466 ISSN : 0018-1005 460 Tariq (Madani)‌

Page 65: الفصل التمهيدي

49

أحادية االباه، كللتدليل قدـ ا٤بؤلف مثالب ٮبا نظاـ ا٣بطارة براكش، كنظاـ توزيع ا٤باء بقريتب من قرل

كقد تبلورت كنتيجة للتوجهات ا٤بنهجية ا١بديدة حسب ا٤بؤلف، أ٭باط بليلية كضعت . كسط النيباؿ

ا٤باء ب سياؽ سوسيو تارٱبي أكثر مشولية، فما عاد باإلمكاف فصل ا٤بعطيات الطبيعية عن مثيلتها

االجتماعية كالثقافية الب تتداخل معها تقنية التحكم ب ا٤باء، لتظهر بذلك تراكيب نظرية، توقف ا٤بؤلف

الب أبانت عن ٧بدكديتها بعد صدكر دراسات )Karl Wittfogel(فيها عند نظرية كارؿ ب تفوكل

أنثركبولوجية أكدت على دكر اجملتمعات احمللية ب تدبب شبكات الرم، بل إف عددا كببا من الباحثب

حسب ا٤بؤلف، رفضوا الربط بب أنظمة الرم كاألنظمة السياسية كما فعل فيتفوكل، مفضلب البحث ب

أما الفصل الثال من الكتاب، فقد قسمو الباحث إىل . البنيات االجتماعية لتفسب النظم ا٤بائية كفهمها

٠بولوجيا اإلسبلمية، حيث ٲبثل ا٤باء عنصرا من لكوأربعة ٧باكر، حاكؿ ب األكؿ منها العودة إىل مبادئ ا

العناصر األربعة ا٤بشكلة للكوف، كحيث ٲبتلك كل كاحد منها خاصية ٩بيزة لو عن غبه، كىو ما تولدت

عنو حسب الباحث مفاىيم كاألمزجة كالطبائع كاألخبلط، ب استثمارىا على نطاؽ كاسع ب الزراعة

.1كالكيمياء كالطب خبلؿ العصر الوسيط اإلسبلمي

أما احملور الثال فخصو ا٤بؤلف لعبلقة ا٤باء بالطب، فكشف انطبلقا من كتب الصيدلة كالعقاقب

كالتغذية كالنباتات الطبية ب األندلس على كجو ا٣بصوص، عن دكر ا٤باء بختلف أنواعو ب إعداد

الوصفات الطبية، كالشركط ا٤برافقة الستعمالو، دكف أف ننسى دكره ب االستشفاء كعبلج ٦بموعة من

كانتقل الباحث بعدىا ب احملور . األمراض كأثر التغذية القائمة على السلق با٤باء ب ا٢بفاظ على الصحة

الثالث إىل معا١بة قضايا ا٤باء ب كتب الفبلحة، منطلقا ب البداية من كتب األنواء الب اىتمت بالتقاط

العبلمات الدالة على ا٤بطر، كىو ما كقع استثماره ب إعداد التقوٲبات الفبلحية مثل تقول قرطبة، ليصل

1 -Hespéris-Tamuda LII (1) (2017) : 459-466 ISSN : 0018-1005 460 Tariq (Madani)

Page 66: الفصل التمهيدي

50

بعد ذلك إىل ا٤بؤلفات ب علم الزراعة بببلد األندلس، إذ اىتم ركاد ا٤بدرسة الزراعية الوسيطية بعرفة ا٤بياه

بتحديد أنواع الببة كخصائصها كدرجة أيضاكتصنيفها حسب مبلئمتها لئلنساف كالزراعة، كاعتنوا

نفاذيتها للماء، كدكر ىذا األخب ب بايتها كإزالة األمبلح منها، كما تناكلوا بالتفصيل األكقات ا٤ببلئمة

للرم ككمية ا٤بياه الضركرية حسب نوع النبات كالببة، كطرؽ الرم ا٤بناسبة، ككيفية استعماؿ ا٤باء ب

.التطعيم

أما احملور الرابع، فجاء مكرسا للحديث عن أصوؿ ا٤بياه ا٣بفية، كالعبلمات الدالة عليها،

كالتدابب الواجب إتباعها أثناء حفر اآلبار كالقنوات الباطنية، انطبلقا من كتاب أنباط ا٤بياه ا٣بفية أليب

ا٣بامس ا٥بجرم ، كركز ا٤بؤلف ب الفصل / القرف ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم1بكر ٧بمد بن ا٢بسن الكرب

الثالث من الكتاب حديثو عن ا٥بندسة ا٤بائية خاصة منها صناعة الساعات ا٤بائية، فقدـ ب احملور األكؿ

، 2٭باذج من ا٤بؤلفات اإلسبلمية الب اعتنت هبذا ا٤بوضوع، مثل كتاب ا٢بيل لئلخوة بنو موسى بن شاكر

، 4، ككتاب ميزاف ا٢بكمة للخازل3ككتاب األسرار ب نتائج األفكار البن خلف ا٤برادم األندلسي

، ككتاب ا١بامع بب العلم كالعمل ب صناعة ا٢بيل 5ككتاب الساعات كالعمل هبا لرضواف الساعاب

1توب ب عاـ " إنباط ا٤بياه"من علماء العرب ا٤ببدعب ب ٦بايل الرياضيات كا٥بندسة، كضع أىم مؤلفاتو الرياضية ب بغداد، لو كتاب -

. ب حيدر آباد الدكن1940ـ ببغداد، طبع الكتاب سنة 1020/ ق4292ىم ٧بمد كأبد كا٢بسن، كاف أبوىم موسى بن شاكر من البارعب ب ا٥بندسة كعلم الفلك، كاف مصاحبا للمأموف العباسي، ذكرىم -

.12القفطي كابن الندل ب كتاب الفهرسة ، أبد تيمور أعبلـ ا٤بهندسب، ص 3 علي بن خلف ا٤برادم، عامل كمهندس أندلسي، مؤلف كتاب األسرار ب نتائج األفكار، حيث احتول على معلومات عن تصاميم -

العديد من الساعات ا٤بعقدة كاألجهزة ا٤ببتكرة، كما احتول على أجزاء ىامة من الطواحب كا٤بكابس ا٤بائية كشرح كيفية عمل الساعة .1354، ص 1999، ببكت، 2سلمى ا٣بضراء ا١بيوسي، ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب األندلس، ج . الشمسية ا٤بتطورة جدا

4ـ، كتابو ميزاف ا٢بكمة، 1121/ ق515عبد الربن ا٣بازل، عامل فيزيائي، أحيائي، كيميائي كرياضي، كلد ب مرك ب خراساف سنة -

. 129، ص 1987، بساـ عبد الوىاب ا١بايب، معجم األعبلـ، ببكت، ءيعترب من منجزات ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب الفيزيا5رضواف بن ٧بمد بن علي الساعاب، من مشاىب علماء ا٤بسلمب ب ا٥بندسة كالطب، كلد كنشأ ب دمشق، ب عهد الدكلة األيوبية، -

فيو كصف دقيق لساعة باب جبكف ب ا١بامع األموم ب دمشق، ا٤برجع السابق، ص " علم الساعات كالعمل هبا"كضع كتابا بل عنواف 320.

Page 67: الفصل التمهيدي

51

، الذم انتقى ا٤بؤلف من فصلو ا٣بامس ٭باذج من اآلالت كالساعات مكمبل لسابقو، 1لصاحبو ا١بزرم

. باشتمالو ا٤بائية، قاـ بوصفها كتفسب كيفية عملها

أما احملور الثال فجاء على نصوص تارٱبية متنوعة شاىدة على صناعة كانتشار استعماؿ

الساعات ا٤بائية ب عدد كبب من مدف العامل اإلسبلمي خبلؿ العصر الوسيط، استهلها ا٤بؤلف بشهادة

بصوص ساعة )Charlemagne(أحد مؤلفي ا٤بلك الكاركلنجي شار٤باف )Eginhard(إٯبيناز

ـ ٥بذا ا٤بلك، كختم تلك النصوص 807/ق192مائية أىداىا ا٣بليفة العباسي ىاركف الرشيد سنة

بشهادة بي بن خلدكف عن ساعة مائية ب مدينة تلمساف زمن حكم بب عبد الواد، كقد أهنى ا٤بؤلف

ىذا الفصل من الكتاب بحور ثالث، على صناعة الساعات ا٤بائية خبلؿ العصر الوسيط اإلسبلمي قدـ

فيو الشواىد األثرية، كتنحصر ىذه الشواىد حسب ا٤بؤلف ب شاىدين مل يتبق غبٮبا ب العامل

ـ، ٮبا XIVاإلسبلمي، كيتعلق األمر بساعتب مائيتب قاكمتا عوادم الزمن بعدما صنعتا ب القرف

الساعة ا٤بائية ا٤بوجودة ب البيت ا٣باص با٤بؤذف كا٤بؤقت أعلى صومعة جامع القركيب بفاس، كالساعة

.ا٤بائية ا٤بوجودة قرب ا٤بدرسة البوعنانية بدينة فاس أيضا

، 2كانتقل ا٤بؤلف بعد ىذا الفصل، إىل معا١بة مسألة ا٤باء ب عبلقتها بالتشريع اإلسبلمي

مستهبل حديثو بالتذكب بصوصيات ىذا األخب الب انعكست بشكل كاضح على نظاـ ا٤بلكية ب

.العامل اإلسبلمي، خاصة ملكية ا٤باء

كقد أثار الباحث النقاش ب ىذا السياؽ حوؿ إشكالية كجود أك عدـ كجود نظرية عامة للمياه

ب التشريع اإلسبلمي، ليخلص ب النهاية بعد مراجعة عدد كبب من كتب الفقو، إىل انعدامها كحضور

1تاريخ التكنولوجيا : ابن الرزاز ا١بزرم، ا١بامع بب العلم كالعمل النافع ب صناعة ا٢بيل، من أىم كتب ا٥بندسة ا٤بيكانيكية العربية، ينظر-

.1979، 1العربية، ضمن سلسلة يصدرىا معهد الباث العلمي العريب، ط 2 -Hespéris-Tamuda LII (1) (2017) : 459-466 ISSN : 0018-1005 460 Tariq (Madani)

Page 68: الفصل التمهيدي

52

ما ٠باه بالتوجيهات، كىو ما سيساىم ب فهم األحكاـ اإلسبلمية ا٤بتعلقة با٤باء كبنب األحكاـ ا١بزافية

.حسب الباحث

تبل ذلك عرض جملموعة من القضايا ذات الصلة با٤باء ب العامل اإلسبلمي خبلؿ العصر

الوسيط، مثل مسألة األكلوية ب االستفادة من ا٤باء بب العالية كالسافلة، كبفصبلت الشرع كالعرؼ،

كقد حذر ا٤بؤلف ب . ككيفية تدبب ا٤بياه داخل ا٤بدف اإلسبلمية، خاصة منها ا٤بياه العادمة كمياه األمطار

تناكلو ٥بذه القضايا من مغبة إسقاط ٭باذج ثقافية ٨بتلفة على النموذج اإلسبلمي للمدينة، بدعول أف

.ىذا األخب ال ٱبضع لنفس القواعد ا٤بتحكمة ب تعمب ا٤بدف ببقية أرجاء العامل

ككرس ا٤بؤلف الفصل ا٣بامس من الكتاب، ٤بعا١بة موضوع عبلقة ا٤باء بالزراعة ب العامل

اإلسبلمي خبلؿ العصر الوسيط، كإف كانت ا٤بعطيات عن أرياؼ العامل اإلسبلمي خبلؿ ا٢بقبة ا٤بذكورة

استهل الباحث ىذا الفصل . قليلة، لكوف اإلخباريب اىتموا با٤بدف أكثر من اىتمامهم باألرياؼ

با٢بديث عن أٮبية الزراعة، إذ كفرت األرياؼ للمدف ما بتاج إليو من األقوات، كا٤بواد األكلية الضركرية

، ك٥بذا السبب ربط ابن عبدكف تراجع العمراف بباجع ...لؤلنشطة االقتصادية ا٢بضرية، كا١ببايات

كحب يعيد ا٤بؤلف تشكيل تاريخ الزراعة ب األرياؼ الوسيطية كيقيس درجة ٭بوىا أك تراجعها، . الزراعة

شدد على ضركرة عدـ االرتكاف إىل تقنيات الرم فقط، داعيا إىل دراسة نظاـ األراضي الزراعية

كحجمها، كمدل كفاءة نظاـ الرم كأنظمة االستغبلؿ، كالنظاـ ا١ببائي، كأنواع ا٤بزركعات، مع بديد

كب ىذا السياؽ، تناكؿ الباحث بالدراسة كالتحليل . العوامل الطبيعية كالبشرية ا٤بسؤكلة عن تراجع الزراعة

نظاـ األراضي بب نوعب، سعت إىل ضبطهما كتب ا٣براج، ٮبا أراضي العنوة كأراضي الصلح، اللتب

أما ا٤باء فنجده حاضرا بقوة ب بديد قيمة ا٣براج، كب شركط بليك . تأسس عليهما النظاـ ا١ببائي

.األراضي ا٤بوات للقائمب بإحيائها

Page 69: الفصل التمهيدي

53

كمن جهة أخرل نبو الباحث إىل مدل اىتماـ الدكلة اإلسبلمية منذ القركف ا٥بجرية األكىل

بتجفيف البطائح كا٤بركج ا٤بعرضة للفيضانات، كىو ما تشهد عليو أعماؿ بفيف بطائح العراؽ ب

العهدين األموم كالعباسي على سبيل ا٤بثاؿ، ٩با يؤكد أٮبية ا٤بكانة الب احتلتها األرض ضمن اىتمامات

لكن تزايد نفقات ىذه األخبة، جعلتها تتخلى عن تلك األراضي لصاب فئة مقربة . الدكلة اإلسبلمية

من مراكز السلطة، لينشأ بذلك اإلقطاع، الذم كانت لو حسب الباحث نتائج كخيمة على االقتصاد

أما بصوص ا٤باء، فقد استفاد العامل اإلسبلمي من ا٤بوركث . كاجملتمع ب ٨بتلف جهات العامل اإلسبلمي

التقب ا٤بائي القدل، خاصة ب منطقة ا٥ببلؿ ا٣بصيب كببلد فارس كالبوادم ا٤بصرية، كعمل من جهة

، كتعميم التقنيات كا٤بعارؼ، كىو 1أخرل على دمج التقنيات ا١بهوية، كمضاعفة ا٤بنشآت ا٤بائية الصغرل

ما ٠بح بتحقيق بكم أفضل ب طرؽ الكشف عن ا٤بياه ا١بوفية كرفعها، كاستغبلؿ مياه األمطار، كقد

قدـ الباحث كشاىد على ذلك ٦بموعة من األمثلة، كمنها شق األمويب لقنوات الرم، كخلقهم

فضاءات كاحية غرب تدمر كشرقها، ككشف ا٢بفريات ب ا٤بنطقة ا٤بمتدة بب دير الزكر كألبو كماؿ ب

33سوريا عن أزيد من ستب موقعا إسبلميا قركيا ارتبط البعض منها بقناة مائية اصطناعية بلغ طو٥با

، كتأكيد الدراسات ا٢بديثة على )XII XIIالقرف (كيلومبا، يعود تارٱبها إىل الفبة الزنكية كاأليوبية

تفوؽ ا٤بسلمب ب تدبب ا٤بوارد ا٤بائية السطحية كا١بوفية باألندلس، حيث مازالت اللغة اإلسبانية تزخر

بعدد كافر من ا٤بفردات العربية ذات الصلة بالتقنيات ا٤بائية ا٤بستعملة كقتئذ ب رفع ا٤بياه كجلبها كبزينها،

فتوقف ا٤بؤلف عند البعض منها كا٣بطارة كالشادكؼ كالناعورة كالدكالب كالسانية، كاصفا إياىا ك٧بددا

ب أضاؼ إليها ب احملور السادس، ا٤بعرفة الزراعية ا٤بتقدمة الب اكتسبها الفبلحوف . كظائفها كخصائصها

ب األندلس على كجو ا٣بصوص نتيجة تبب البلمركزية السياسية، كتربة ا٤بؤلفات الزراعية القدٲبة ب

1 -Hespéris-Tamuda LII (1) (2017) : 459-466 ISSN : 0018-1005 460 Tariq (Madani)

Page 70: الفصل التمهيدي

54

الشرؽ اإلسبلمي ما بب القرف الثامن كالقرف العاشر ا٤بيبلدم، كتطور الدراسات الطبية كالصيدلية

كالنباتية، كالنمو ا٢بضرم كما استدعاه من توفب الغذاء بشكل متزايد، لتظهر نتيجة لذلك مؤلفات

عديدة ب علم الزراعة، اىتمت بتعريف الببة كبديد خصائصها الفيزيائية، ككيفية بصيبها، كطرؽ

.التطعيم، حب تتحقق أفضل النتائج على مستول اإلنتاج الزراعي

ب العامل " الثورة الزراعية"كختم ا٤بؤلف ىذا الفصل من الكتاب، بإثارة النقاش حوؿ حقيقة

اإلسبلمي خبلؿ العصر الوسيط، مستعرضا بصدد ذلك الرأم الصادر عن فئتب من الباحثب، ترل

األكىل منهما أف الزراعة عرفت نكوصا بطيئا كمتواصبل خبلؿ العصر الوسيط، مع التشكيك ب حقيقة

أما الفئة الثانية . حدكث بديد يستحق الذكر على مستول التقنيات ا٤بائية كتوسع ا٤بساحات ا٤بزركعة

ب حب ٪بد . فتؤكد حدكث ثورة زراعية بالعامل اإلسبلمي ما بب القرف الثامن كالقرف العاشر ا٤بيبلدم

ا٤بؤلف يتخذ موقفا كسطا بب األطركحتب، مؤكدا بأف اإلشكاؿ قد يكمن ب رغبة مؤيدم كل أطركحة

ب تعميم ا٤بعطيات التارٱبية على العامل اإلسبلمي للخركج بعدىا بنظرة تركيبية قاطعة، داعيا ب ىذا

الصدد إىل إعادة التفكب ب ا٤بسألة الزراعية كالبحث بب الرؤيتب، على أساس أف الزراعة قد تطورت ب

.ـXIII كالقرف ‌Xأرجاء العامل اإلسبلمي ب أزمنة ٨بتلفة كبإيقاعات متباينة ما بب القرف

كانتقل ا٤بؤلف بعد ذلك ب الفصل السادس كاألخب من الكتاب إىل دراسة ا٤باء ب عبلقتو

كقد خضع اختيار مواقع إنشاء ىذه األخبة لشركط من بينها توفر ا٤باء ا١بارم، كىو . با٤بدينة اإلسبلمية

ما تعكسو مدف إسبلمية مثل بغداد كا٤بوصل كفاس كالفسطاط كقرطبة كباة كحلب، إال أف ىناؾ مدنا

كثبة مثل إصفهاف كيقم كمراكش، جرل إنشاؤىا ب ٦باالت ذات مناخ جاؼ أك شبو جاؼ ككدياف

ضعيفة الصبيب كغب منتظمة ا١برياف، كىو ما استدعى توظيف تقنيات مائية ٨بتلفة عن تلك الب ٲبكن

كقد استفاد ا٤بسلموف ب ىذا الصدد من منشآت مائية تعود إىل العصر . استخدامها ب النماذج األكىل

Page 71: الفصل التمهيدي

55

، ففي قرطبة كقع استغبلؿ القناة ا٤بائية الركمانية زمن حكم عبد الرباف االثال، كما استفاد 1القدل

ا٤بوحدكف من ا٤بنشآت ا٤بائية القدٲبة لتزكيد اشبيلية كقلعة جابر با٤باء، كباشر ا٢بفصيوف زمن حكم

أما على . ا٤بستنصر ترميم عدد كبب من القنوات الركمانية بغية تزكيد مدينة تونس كحديقة أبو فهر با٤باء

مستول بزين ا٤باء، فقد كشف ا٤بؤلف عن اىتماـ الدكؿ اإلسبلمية بإنشاء خزانات كصهاريج عمومية

ب عدة مدف إسبلمية، ب حب ١بأ ا٣بواص إىل تزكيد مناز٥بم بأنظمة ١بمع مياه األمطار ا٤بتساقطة فوؽ

السطوح، لتخزف بعد ذلك ب ا١بب أك ا٤بطفية أك ا٤باجل حسب التسمية ا٤بتداكلة ب كل منطقة،

ك٥بذا السبب أكىل ٥با أرباب ا٤بنازؿ اىتماما . كتستخدـ فيما بعد على الرغم من قلتها ب أكقات الشدة

ب حب ابو . خاصا، من خبلؿ صيانتها كجعلها ب منأل عن أم مادة دخيلة قد تلوث ا٤بياه هبا

أما الساكنة الب مل تتوفر على موارد إلقامة خزاف أك حفر . البعض اآلخر إىل حفر اآلبار داخل ا٤بنازؿ

بئر داخل ا٤بنزؿ، فكانت تلجأ حسب ا٤بؤلف إىل السقايات العمومية الب اعترب عددىا مؤشرا قويا على

كمن جهة أخرل زكدت ا٤بساجد بزانات ١بمع ا٤بياه . عدد السكاف كمستول الصحة كا٢بضارة ب ا٤بدينة

كالقبكاف كطليطلة كمراكش كتونس، كحيفرت اآلبار لتزكيد ا٢بمامات العمومية . كما ىو ا٢باؿ ب قرطبة

كقد حددت كتب النوازؿ كالعادة ضوابط االستفادة من مياه ىذه ا٤بنشآت العمومية كا٣باصة . با٤باء

.حب ال يلحق الضرر با٤بسلمب

مل يتوقف األمر ب ا٤بدينة اإلسبلمية عند بزين ا٤بياه، فقد كاف من الضركرم توزيعها على

ا٤بنشآت العمومية كا٣باصة عرب نظاـ أصيل، قدـ ا٤بؤلف ٭باذج لو ب كل من كاحات ا١بريد بتونس،

أما ا٤بياه . كبغداد كدمشق كحلب كفاس، ليكشف عن خصوصيات نظاـ كل مدينة من ىذه ا٤بدف

ا٤بستعملة كالنفايات السائلة باجملاؿ ا٢بضرم، فكانت تصرؼ عرب شبكة قنوات منفصلة باـ االنفصاؿ

1 -Hespéris-Tamuda LII (1) (2017) : 459-466 ISSN : 0018-1005 460 Tariq (Madani)

Page 72: الفصل التمهيدي

56

غب أف ىذا التنظيم مل ٲبنع من كقوع نزاعات بب ا٤بستفيدين من . عن شبكة نقل ا٤بياه الصا٢بة للشرب

ىذه الشبكة، عادة ما كاف احملتسبوف كالعدكؿ كالفقهاء كالقضاة يتدخلوف ٢بلها، إىل جانب عدد كبب

.من ا٢برفيب كا٤بوظفب ٩بن كاف يتوىل تدبب شؤكف نظاـ توزيع ا٤باء

كاختتم ا٤بؤلف ىذا الفصل بحور خصصو ٤بعا١بة موضوع الشبكات ا٤بائية كاألنسجة ا٢بضرية،

فكشف فيو عن دكر ا٤باء ب توجيو حركة التعمب با٤بدف، مع تقدٲبو عدة ٭باذج من ذلك، مثل كبح ٭بو

حلب كالقاىرة كتونس ب بعض االباىات بسبب كجود أهنار أك ببات شاطئية أك قنوات مائية، مضيفا

أف البلتكافؤ ا٤بمكن مبلحظتو ب تزكيد أحياء مدينة ما با٤باء، غالبا ما يكوف راجعا إىل إكراىات مادية

كما اىتم ا٤بؤلف بتحديد األطراؼ ا٤بسؤكلة عن إنشاء كإصبلح . أكثر منو نتيجة للتمييز االجتماعي

ا٤بنشآت ا٤بائية العمومية كا٣باصة ب ا٤بدينة، كاألطر ا٢بضرية القائمة بهاـ اإلشراؼ على ىذه األشغاؿ،

كاألدكات كالتطبيقات العلمية ا٤بوظفة لتدبب الشبكة ا٤بائية با٤بدينة ب العصر الوسيط، كقدـ مثاال على

ـ، ب أعقاب الزلزاؿ الذم ضرب مدينة فاس كأ٢بق 1624ذلك رسالة القشتايل الفريدة الب حررىا سنة

.الضرر بزء من شبكتها ا٤بائية

، أثار الباحث االنتباه إىل كجود أنشطة اقتصادية حضرية ارتبطت ارتباطا 1كمن جهة أخرل

كثيقا با٤باء، مثل صناعة الفخار كصباغة ا٤بواد النسيجية كصناعة القرميد كسحق ا٢ببوب كما شاهبها ب

كقد بوضعت ىذه ا٢برفة األخبة عند أطراؼ ا٤بدف تفاديا للركائح الكريهة كا٤بياه . األرحية ا٤بائية كالدباغة

ا٤بلوثة، كما ىو ا٢باؿ ب حلب كالقاىرة كتونس كسبل كتطواف، باستثناء فاس الب صعب نقل الدباغب

فيها من كسطها إىل أطرافها نظرا للدكر االقتصادم كاالجتماعي الذم كانت تضطلع بو ىذه ا٢برفة،

كىو ما يكشف عن اختبلؼ طرؽ التعامل مع ا٤بشاكل ا٢بضرية، كعدـ إخضاعها لقوانب ثابتة على

1 -Hespéris-Tamuda LII (1) (2017) : 459-466 ISSN : 0018-1005 460 Tariq (Madani)

Page 73: الفصل التمهيدي

57

أما بصوص األقليات الدينية، فقد كشف ا٤بؤلف عن حرص الفقهاء ا٤بسلمب على حفظ حقها . الدكاـ

ب ا٢بصوؿ على ا٤باء كاستعمالو داخل األحياء ا٣باصة هبا كخارجها، غب أف ا٤بصابب با١بذاـ كبقية

.األكبئة قد كقع إبعادىم عن مصادر مياه ا٤بدينة، حب يكونوا آخر من يستعمل مياه الشبكة ا٢بضرية

كختم الباحث تأليفو ببلصة عامة ذات منحى تركييب، كمع تقدل الئحة بيبليوغرافية غنية جدا،

كملحقا مكونا من باف لوحات بثل ٭باذج آلالت كساعات مائية كردت ب كتب ا٢بيل كالساعات، إىل

جانب ٧باكالت علمية حديثة لتفسب كيفية اشتغاؿ ىذه اآلالت، كصورة فوتوغرافية التقطها ا٤بؤلف

. للساعة ا٤بائية الفريدة ا٤بوجودة أعلى صومعة جامع القركيب بفاس، كما أتبع ذلك بفهارس تقنية عامة

كٲبكن القوؿ ب ا٣بتاـ، أف ا٤بؤلف بكن إىل حد كبب ب ىذه الدراسة من تطويق موضوع ا٤باء ب العامل

اإلسبلمي خبلؿ العصر الوسيط، رغم شساعة اجملاؿ كامتداد الزمن، مقدما بذلك بثا تارٱبيا زاكج بب

.1االستقصاء ا٤بونوغراب كجرأة البكيب حسب تعبب عبد األحد السبب

ك٬بتم ىذا الفصل بقائمة من األباث الغربية الب أ٪بزىا مستشرقوف على اختبلؼ مشارهبم

:، من بب ىذه الدراسات ٪بد2كتوجهاهتم بصوص تاريخ الرم كالزراعة ب ببلد األندلس

- Amigues F., De Meulemeester J. § Matthys A., 1999,

« Archéologie d’un grenier collectif fortifié hispano- musulman :

le Cabezo de la Cobertera (Vallée du Rio Segura/ Murcie) », dans

A, Bazzana (éd), castrum 5, Archéologie des espaces agraires

méditerranéens au moyen âge, Madrid-Rome-Murcie, collection de

la casa de Velázquez- 55, p 347-359.

- Berque J., 1954, les Seksawa : recherche sur les structures sociales

du Haut Atlas occidental, Paris, Presses Universitaires de France.

1 -Hespéris-Tamuda LII (1) (2017) : 459-466 ISSN : 0018-1005 460 Tariq (Madani)

2 -http://www.hesperis-tamuda.com/2017/24%20Cr.%20Tariq%20Madani.pdf

Page 74: الفصل التمهيدي

58

- Bertrang G., 1970, « écologie de l’espace géographique, recherche

pour une science paysage », Bulletin de la société de

biogéographie, 197sp.

- Bolens L.,1978, « la revolution agricole andalouse du XIe siécle »,

studia islamica, XLVII, p. 121-141 ; publié de nouveau en 1990

dans l’andalousie du quotidien au sacré. Xie-xiiie siècles, recueil

d’articles, Aldershot-Hampshire 9-29.(Studies Series, CS 337),

1990, p.

- Bolens L., 1981, Agronomes andalous du moyen âge, Genève.

- Bazzana A., Bertrand M., Cressier P., Guichard P. § Montmessin

Y, 1987, « L’hydraulique agraire dans l’Espagne médiévale »,

L’eau et les hommes en méditerranée, Paris, Ed. du C.N.R.S., p.43-

66.

- Bazzana A., 1993, « territoire castral et réseaux irrigés : l’exemple

du hisn de Ghalinar (Alicante) », mélange de la Casa de Velázquez,

XXIX-1, p. 155- 170.

- Malpica Cuello A., 1995, « introduction », et « de la congruencia y

la homogeneidad de los espacios hidraulicos en al-Andalus », El

agua en la agricultura de al-Andalus, Barcelone-Madrid (El legado

andalusi), p. 17- 24 et 25-39.

- El-Faiz M., 1998, « la revolution agricole dans l’Espagne

Musulmane est-elle mesurable ? », Histoire et mesure, XIII, ¾, p.

323-346.

- Torro J., 1998, « la colonizacio del Valle de Pego (c.1290-c. 1300).

Prospeccion y estidio morfologico : primeros resultados »,

Arqueologia espacil (Teruel), 19-20, p. 443-461.

Page 75: الفصل التمهيدي

59

- Perez Médina T. V., 1998, « Vora l’Horta valenciana. Els regadius

historics d’Alcassert, Picassent i Torrent », III congrés d’historia de

l’Horta Sud, Torrente (valencia), inédit, 23p.

- Cressier P., 1999, « Chateaux et terroirs irrigués dans la province

d’Almeria (xe-xve siécles) », castrum 5 …, Madrid-Rome-Murcie,

p 439-453.

- Lemeunier G., 1999, « l’irrigation à Murcie au début de l’époque

moderne », castrum 5 …, Madrid-Rome-Murcie, p. 91-100.

- Madani T., 2003, l’eau dans le monde musulman médiéval.

L’exemple de fès (Maroc)et de sa région, thése de doctorat sous la

direction d’André Bazzana, lyon (Université Lyon 2), 4 vol.

- Navarro Palazon J. § Jiménez CastilloP.J., 2003, Siyasa. Estudio

arqueologico del despoblado andalusi (siglos xi-xiii), dans F.

Chacon Jiménez (dir), Historia de Cieza, Tome II, Murcie, 2005.

- Durand A., 2004, du paysage à la pratique, des gestes à

l’environnement. Essai d’approches croisées sur les systèmes

agraires en France méridionale et en Catalogne (ixe-xve siècle),

dossier pour l’habilitation à diriger des recherches (HDR),

Université de Provence, 2 vols.

- Bazzana A., § Montmessin Y, 2004, les norias fluviales de Fès.

Approche ethno archéologique d’une technique médiévale) dans A

Bazzana § H. Bocoum (éd) Du Nord Au Sud Du Sahara. Cinquante

ans d’archéologie française en Afrique de l’Ouest et au Maghreb.

Bilans et perspectives, Paris, edition Sépia, p. 339-363.

- Bazzana A., § Montmessin Y, 2006, « Na’ura et Saniya dans

l’hydraulique agricole d’al- andalus », dans Cressier P., (éd), 2006,

Maitrise de l’eau au moyen âge en al-andalus. Paysages, pratiques

et techniques, Madrid, collection de la casa de Velázquez-93.

Page 76: الفصل التمهيدي

60

- Cressier P., (éd), 2006, Maitrise de l’eau (la) en al-andalus.

Paysages, pratiques et techniques, Madrid, collection de la casa de

Velázquez-93.

- André Bazzana, « techniques hydrauliques et gestion des espaces

irriguésdans les heurtas de murciennes (ixe-xiiie siècles) » Revue

des mondes musulmans et de la méditérannée (online),

126/November 2009, online since 15 December 2012, connection

on 10 April 2018, URL :

http://journals.openedition.org/remmm/6444.

- Bazzana A., § De meulemeester J, avec la collaboration de Y.

Montmessin, 2009, la noria, l’aubergine et le fellah. Archéologie

des espaces irrigués dans l’occident musulman médiéval (ixe-xve

siècles), Gand, ARGU 6((Archéological reports Ghent University,

6).

Page 77: الفصل التمهيدي

61

جغرافية بالد ال هدمس : امفطل ال ول

طبيعة بالد ال هدمس، اخلطائص واملمزيات : املبحث ال ول

املياه يف ال هدمس، مطادر امري وامسلي : املبحث امثاين

مناخ ال هدمس ودوره يف امزراعة: املبحث امثامث

Page 78: الفصل التمهيدي

62

طبيعة بالد األندلس، الخصائص والمميزات: المبحث األول

:الموقع- 1

إف للموقع ا١بغراب أٮبية كببة كيعترب ركيزة أساسية ب رسم طبيعة النشاط الفبلحي كالرعوم،

كالزراعي، كبدد طبيعة ا٤بنتوج الفبلحي كالثركة ا٢بيوانية كالغطاء النباب، ذات العبلقة ا٤بباشرة بالنشاط

االقتصادم، إذ ٲبكن قياس تقدـ أك بلف أم اقتصاد ألية دكلة أك أمة با بتلكو من ثركات طبيعية

كىي عماد الصناعة كالزراعة كالتجارة كاالقتصاد، كعليو . سواء باطنية أك على الطبيعة، أم فوؽ األرض

.البد من الوقوؼ أكال على موقع األندلس كما ىي خصائصو ك٩بيزاتو

لقد أسهب ا١بغرافيوف كا٤بؤطركف كالبكرم كا٢بمبم كا٢بموم كا٤بقدسي كغبىم الكثب ب

، بدىا من الشرؽ بر الرـك 2باقباهبا من شكل مثلث بوطو البحار من جهات ثبلث1كصف األندلس

كمن )احمليط األطلسي(، كبدىا من الغرب كالشماؿ الغريب بر الظلمات 3)البحر األبيض ا٤بتوسط(

مضيق جبل (، كبدىا من ا١بنوب بر الزقاؽ 4)بسكام(الشماؿ مياه بر األنقليشب كخليج بسكونية

.5)طارؽ

1كلمة األندلس كلمة أعجمية مل يستعملها العرب ب القدل، ككانوا يطلقوف ىذه التسمية على األراضي الب افتتحوىا ككانت بت -

)األندلس(أك )األندلش(أك )األندليش(، فقد اشتقو ا٤بؤرخوف كا١بغرافيوف العرب من )إسبانيا كالربتغاؿ(سلطاهنم من شبو ا١بزيرة األيببية ، البكرم، كتاب ا٤بسالك 87، مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص 2، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، : أنظر. فأبدلت الشب سيننا

.262، ص 1، ا٢بموم، معجم البلداف، ج 138، مؤنس، حسب، تاريخ ا١بغرافيا كا١بغرافيب ب األندلس، ص 57كا٤بمالك، ص 2، أبو الفداء، تقول البلداف، 65، ص 1968، ببكت، 1البكرم، كتاب ا٤بسالك كا٤بمالك، بقيق عبد الربن علي حجي، ط -

.166- 165، ص ص 1840باريس، 3 .165أبو الفداء، ا٤بصدر السابق، ص -

4 .535، ص 2اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ ب اخباؽ اآلفاؽ، مج -

5 .نفس ا٤بصدر ك الصفحة -

Page 79: الفصل التمهيدي

63

كنيسة الغراب الب على البحر ا٤بظلم "يتفق ا٢بموم كالبغدادم على أف مساحة األندلس من

إىل ا١ببل ا٤بسمى هبيكل الزىرة ألف كمائة ميل، كعرضها من كنيسة شنت ياقوب الب )بر الظلمات(

.1"على أنف بر األنقليشب إىل مدينة ا٤برية الب على بر الشاـ ستمائة ميل

، متوسط ارتفاعها عن مستول سطح "المزيتا"أك " الميستا"كىي عبارة عن ىضبة تسمى

، كبفها أك بيط هبا جباؿ تكاد تطوقها من كافة جوانبها، كٲبر من خبلؿ ) مب600(البحر يقارب

:ىذه السلسلة ا١ببلية ٦بموعة من األهنار كالودياف، ٩با يشكل تنوعنا طبيعينا، ٲبكن إٯبازه كاآلب

:الجبال: أوال

كىي ٨بتلفة ب االرتفاع كالوعورة كاال٫بدار، كالغطاء النباب الذم يغطيها، كأنواع األشجار ا٤بثمرة

كغب ا٤بثمرة، باإلضافة إىل اجملارم ا٤بائية الب بر هبا كالبحبات الب تتكوف ب البعض منها، بفعل ذكباف

:الثلوج ب فصل الربيع، كيأب ب مقدمتها

، كأخذ تسميتو ألف الثلوج تغطيو معظم فصوؿ 2من ا١بباؿ ا٤بشهورة ب األندلس: جبل الثلج- 1

السنة، كيقع بالقرب من مدينة غرناطة كتنعكس بركدتو على الطقس ب غرناطة كخاصة ب فصل الشتاء،

.3حيث ال تفصلها عنو إال عشرة أمياؿ

كيطل ىذا ا١ببل على 4جبل الغرة، جبل كشكب، جبل شلب: ك٥بذا ا١ببل أ٠باء عدة اشتهر هبا

، كىو أعلى جباؿ إسبانيا حيث يسمو على أعلى قمة ب جباؿ الربانس، كبتد سلسلتو من 1جبل الببة

1 .123، ص 1954، البغدادم، مراصد االطبلع على أ٠باء األماكن كالبقاع، ببكت، 262، ص 1ا٢بموم، معجم البلداف، ج -

2 .84البكرم، ا٤بسالك كا٤بمالك، ص -

3كحدة لقياس ا٤بساحة قد مد البصر، ابن منظور، لساف : ، ا٤بيل215، ص 5القلقشندم، صبح األعشى ب صناعة اإلنشا، ج -

.639، ص 11العرب، مج 4 .88، ص 1885ابن فقيو ا٥بمدال، ٨بتصر كتاب البلداف، ليدف -

Page 80: الفصل التمهيدي

64

، كىو متصل 2غرناطة إىل ا٤برية، كأعلى قمة ب ىذا ا١ببل، القمة ا٤بشهورة باسم قمة موالم حسن

.3بالبحر ا٤بتوسط كمبلصق للجزيرة ا٣بضراء

:جبال البرتات- 2

ت كلمة التينية كىي ذات صلة بالكلمة )Puertoباإلسبانية (كتعب ٩بر أك ميناء )Portus(الربي

كقد استعمل الكتاب األندلسيوف التسمية ذاهتا للجبل كما . أم باب أك مدخل‌Porta: البلتينية

كحب بدث أبد بن ٧بمد ". األبواب:"كأحيانا بالتعريب " جباؿ الربتات"كبعت فقالوا . ٠بعوىا

أما ا١ببل الثال فمبتدؤه عند ساحل : "الرازم عن جباؿ ا١بزيرة األندلسية قاؿ بعد أف ذكر جبل قرطبة

.4البحر الشرقي مقببلن من ناحية أربونة، كىو ا٢باجز بب األندلس كببلد الفر٪بة

كالبحر ا٤بتوسط البحر )احمليط األطلسي(كبينهما البحر احمليط : "ب يعدد بقية ا١بباؿ، فيقوؿ

الذم يعرؼ باألبواب، كىو ا٤بدخل إىل بلد األندلس من األرض الكببة على بلد افر٪بة، كمسافتو بب

.5"البحرين مسبة يومب

كعرؼ ىذا ا١ببل با٢باجز كالربانس كما أ٠باىا العرب، ككانت تسمى أيضا بباؿ ىيكل

.6الزىرة

1اسم مدينة كببة باألندلس، قريبة من غرناطة، ك٤با أسست : ، ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، كالببة46ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص -

.20غرناطة مل تعد الببة تذكر كاضمحلت، الفاسي، األعبلـ ا١بغرافية، ص 2، القاىرة، 1، ج 5، خورشيد، إبراىيم كآخركف، األندلس، دائرة ا٤بعارؼ اإلسبلمية، مج 64مؤنس، تاريخ ا١بغرافية كا١بغرافيب، ص - .16، ص )ت.د (

3من ا٤بدف ا٤بشهورة باألندلس تقع بالقرب من قرطبة كمن مدينة شذكنو، العذرم أبو العباس ا٤بعركؼ بابن الدالئي، : ا١بزيرة ا٣بضراء-

.136، ص 2، ا٢بموم، معجم البلداف، ج117، ص 1965نصوص عن األندلس، مدريد، 4 .107مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، مصدر سابق، ص -

5 .108نفس ا٤بصدر، ص -

6 .22الفاسي، األعبلـ ا١بغرافية، ص -

Page 81: الفصل التمهيدي

65

كينتشر على 1كٲبتد ىذا ا١ببل أك سلسلة ا١بباؿ ىذه من البحر احمليط إىل بر الرـك أربع مراحل

. سفوحو أنواع الثمار كاألشجار ا٤بتنوعة كالعظيمة ا٢بجم، كربا بالغ بعض الكتاب ب كصف ذلك

:جبل الشرف- 3

، كىذا االسم الزمو منذ عهد طويل، كمي كذلك 2كىذا ا١ببل الذم ييشرؼ على مدينة اشبيلية

إلشرافو على ا٤بدينة، كىو متوسط االرتفاع، كترابو أبر اللوف، كطولو من الشماؿ إىل ا١بنوب أربعوف

كقد تفنن ب كصفو ا١بغرافيوف العرب من حيث تربتو كخضرتو الدائمة، ككثرة أشجار الزيتوف فيو، . ميبلن

كميزة ىذا الزيتوف كثرة زيتو عند عصره كيفضل على أم زيت آخر كذلك ١بودة تربتو كلكثرة األشجار

.3يبدك ا١ببل أسودان

:جبل الفتح- 4

يقع ىذا ا١ببل ب أقصى الطرؼ الشمايل الشرقي للمضيق، كا١ببل ٠بي بذلك نسبة إىل طارؽ

ـ، ككاف ا٠بو 710/ ىػ92 رجب عاـ 15 فاتح األندلس، حيث رست بو كبيشو السفن ب 4بن زياد

كقمتو حادة، ) كم4.8( أمياؿ 3سابقا جبل كاليب، كٲبتد ا١ببل من الشماؿ إىل ا١بنوب بطوؿ ٫بو

كسفوحو شديدة اال٫بدار، أما بلدة جبل طارؽ ) كم2.4( ميل 1.5ككذلك ظهره الذم يبلغ طولو

1 .66أبو الفداء، تقول البلداف، ص -

2، ا٤بكناسي، أبو عبد اهلل ٧بمد بن عبد الوىاب، 58، ا٢بمب م، الركض ا٤بعطار، ص 114البكرم، ا٤بسالك كا٤بمالك، ص -

مدينة كببة عظيمة باألندلس، كىي دار ا٤بلك، تقع غريب قرطبة، مؤلف : ، اشبيلية40، ص 1965األكسب ب فكاؾ األسب، الرباط، .80، ص 1، البغدادم، مراصد االطبلع، مج ٦2بهوؿ، األندلس كما فيها من الببلد، ص

3 .40ا٤بكناسي، ا٤بصدر السابق، ص -

4القائد العسكرم ا٤بشهور، الذم قاد عملية الفتح بأمر من موسى بن نصب كايل إفريقية ب عهد ا٣بليفة األموم الوليد - طارؽ بن زياد-

، 7القرطيب، ا١بامع ألحكاـ القرآف، ج : ينظر" جبل طارؽ"بن عبد ا٤بلك، ينسب إليو إهناء حكم القوط الغربيب إلسبانيا، كإليو ينسب .35- 34، ص 1987، ابن القوطية، تاريخ افتتاح األندلس، بقيق عبد اهلل الطباع، ببكت، .381، ص 1936القاىرة

Page 82: الفصل التمهيدي

66

بعد االستيبلء على ا٤بنطقة كيصفو القلقشندم بأنو 1الواقعة أسفل ا١ببل فقد بناىا عبد ا٤بؤمن ا٤بوحدم

، كىو عاؿ جدا، كيزرع بو 2جبل منيع جدا، ٱبرج ب بر الزقاؽ ستة أمياؿ، كىو أضيق ما يكوف عنده

، كما كيزرع بو 3الكثب من الفواكو مثل التفاح كا٤بشمش كاألجاص كاإلترج كالعنب كالتب كالسفرجل

.القرنفل أيضا

:جبل الشارات- 5

كىو من ا١بباؿ الكببة ا٤بشهورة باألندلس، كىو يقسمها إىل قسمب مشايل كجنويب، ألنو يقع

كمنتهاه عند 4كسط األندلس، كٲبتد من شرقها عند ساحل البحر الذم يتوسط األرض مارا ببلنسية

.البحر احمليط الغريب، يزرع ب ىذا ا١ببل الزيتوف كسائر أشجار الفواكو كالثمار كاألزىار

جبل قرطبة، جبل العركس، كىو من ا١بباؿ ا٤بنيعة : للجبل ىذا تسميات عدة مشهور هبا منها

.ا٤بعركفة

:األودية: ثانيا

لعل األكدية من أفضل ا٤بساحات الزراعية كذلك ألهنا تتوفر على العديد من العيوف كالربؾ

ا٤بائية، كتعترب من أخصب األراضي ألهنا بتفظ برطوبة الببة طواؿ السنة بغض النظر عن فبات ا١بفاؼ

1كاف ا٣بليفة ا٤بؤسس لدكلة ا٤بوحدين كحكمها من العاصمة )ـ1163- 1094/ ىػ558- 487(عبد ا٤بؤمن بن علي الكومي -

مراكش، كطبق ما أخذه عن سلفو من فقو ظاىرم كفكر أشعرم، فكاف أكؿ من كحد كامل الساحل ا٤بتوسطي من مصر إىل احمليط ا٤براكشي، عبد الواحد، ا٤بعجب ب تلخيص . األطلسي، فحكمها دكلة كاحدة ىي كاألندلس، كجعلها بت عقيدة كاحدة كحكومة كاحدة

.192، ص 1949أخبار ا٤بغرب، القاىرة، 2 .219، ص 5القلقشندم، صبح األعشى، ا٤بصدر السابق، ج -

3 .382، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ا٤بصدر السابق، ص 66أبو الفداء، تقول البلداف، ا٤بصدر السابق، ص -

4، 1مدينة تقع شرؽ األندلس، كشرقي مدينة قرطبة، كتعرؼ بدينة الباب، البغدادم، مراصد االطبلع، مصدر سابق، مج : بلنسية-

.220ص

Page 83: الفصل التمهيدي

67

كقلة ا٤بياه، كبتلف ىذه األكدية ا٤بائية ب كجهتها، فبعضها يتجو شرقا كالبعض اآلخر يتجو مشاال،

.1كينتهي األمر هبا أف تصب مياىها ب البحر احمليط

:كمن أشهر ىذه األكدية

:وادي حدرة. 1

، 2ثبلثة عشر ميبلن " أحسن التقاسيم"يبلغ طوؿ ىذا الوادم على ما يذكر ا٤بقدسي ب كتابو

، كتقع عليو حدائق غناء تزخر 3كيقع ىذا الوادم ب مدينة غرناطة، ك٠بي كذلك ألنو شديد اال٫بدار

.بأنواع الثمار ا٤بتميزة بماؿ حسنها كحبلكة ذكقها

:وادي لكة. 2

كغبه من ا١بغرافيب كياقوت ا٢بموم ك الزىرم أف ىذا الوادم يقع ب مدينة 4يذكر ا٢بمبم

.، على ضفة البحر األعظم، كأىل ا٤بدينة يستخدموف مياىو ب السقي كالشرب5قادس

:وادي المرية. 3

يعترب كادم ا٤برية من أركع األكدية ب األندلس لكرب حجمو، حيث يبلغ طولو أربعب ميبل،

كاشتهر أيضا بوادم بانة، حيث تنتشر على ضفتيو البساتب كا٢بدائق كالرياض، كيشتهر بفواكهو الفريدة

1 .164، ص 1أرسبلف، شكيب، ا٢بلل القدسية، مصدر سابق، ج -

2 .235ا٤بقدسي، أحسن التقاسيم، ا٤بصدر السابق، ص -

3 .59، ص 1951بركفنساؿ، ليفي، سلسلة ٧باضرات عامة ب أدب األندلس كتارٱبها، القاىرة، -

4 .89، الزىرم، كتاب ا١بغرافية، ص 511ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ا٤بصدر السابق، ص -

5جزيرة ب غريب األندلس، تقارب أعماؿ شذكنة، طو٥با اثب عشر ميبلن، قريبة من الرب ا٢بموم، معجم البلداف، ا٤بصدر السابق، : قادس-

.290، ص 4ج

Page 84: الفصل التمهيدي

68

، كب مدينة ا٤برية كادو آخر بالقرب من مدينة برجة كىو 1من حيث ا٤بذاؽ كالشكل كا٢بجم كالكمية

.، ا٤بعركؼ بكثرة أشجاره كأزىاره كباره2العذراء

:وادي الثمرات. 4

، 3يشتهر ىذا الوادم بكثرة مياىو الب تستغل ب سقي ا٢بقوؿ كالبساتب، كيقع ب مدينة لورقة

، 4كيذكر ا٢بمبم كالعذرم، أف ب ىذه ا٤بدينة كادياف آخراف يعتمد عليهما اعتمادان كليا ب السقي

كيكوف ٦برل أحدٮبا أعلى من الثال، فإذا احتيج إىل السقي عملوا على سد اجملرل األسفل ليسقى

.5باجملرل األعلى

:وادي العسل. 5

، كيقع بالقرب من مدينة ا١بزيرة ا٣بضراء 6ىذا الوادم صغب ا٢بجم يقدر طولو بنحو نصف ميل

ا٣بضراء كيستغل أىل ا٤بدينة مياىو ب الشرب كالسقي، كب االستخدامات األخرل، كيشتهر ىذا الوادم

.بكثرة البساتب كا٢بدائق كا١بنائن الرائعة

إف األكدية ب األندلس ٨بتلفة كمتنوعة كما مر بنا، من حيث االمتداد كاالتساع كا٤بنابع،

.، كالبعض اآلخر ال أثر لو ب فصل الصيف1فالبعض منها دائم ا١برياف كما ىو حاؿ األكدية ب مالقة

1 .20ابن الوردم، خريدة العجائب، مصدر سابق، ص -

2 .191، ص 1، ج أرسبلف، ا٢بلل السندسية-

3 .512بلد من ببلد تدمب، تقع شرؽ األندلس، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص : لورقة-

4 .2العذرم، ترصيع األخبار، مصدر سابق، ص -

5 .512ا٢بمبم، مصدر سابق، ص -

6 .173، أبو الفداء، تقول البلداف، مصدر سابق، ص 223ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، مصدر سابق، ص -

Page 85: الفصل التمهيدي

69

.لقد ساٮبت ىذه األكدية ب ازدىار كانتشار الزراعة كالرم ب ببلد األندلس

:السهول والهضاب: ثالثا

بتلف التضاريس األرضية الصا٢بة للزراعة كتؤثر فيها كب نوعيتها كطريقة سقايتها ، كتعترب

األراضي السهلية من أفضل األراضي كأكثرىا انتشارا، كتستغل ب الزراعة بشكل كاسع ككبب، إذ يذكر

، كإذا 2ابن بصاؿ أفضلية األراضي غب ا٤بتضرسو ب الفبلحة إال إذا كاف تضرسها يسبان فبل بأس بذلك

ما تصفحنا كتب الفبلحة نبلحظ عنايتهم بالزراعة السهلية أكثر من ا٤بناطق األخرل، كلكن ىذا ال

يعب عدـ االىتماـ بالزراعة ا١ببلية أك على سفوح ا١بباؿ، فقد تناكلوا بالبحث كالدراسة أنواع األشجار

. كاألزىار كاألعشاب ا١ببلية

، فمنطقة هنر 3بأهنا ٲبانية ب اعتدا٥با كاستوائها"إف السهوؿ ب األندلس كثبة حيث توصف

، كاألكدية ب 4الوادم الكبب بد ذاهتا ىي سهل فيضي كاسع بود فيو الزراعة كتتعدد فيو احملاصيل

.5األندلس بثل مناطق سهلية منبسطة أكثر صبلحية للزراعة

، الذم يضم مدف قرطبة كالزىراء كاستجو 6كيشكل السهل ا١بنويب ا٤بعركؼ بالكنبانية كاليسانو

كبيانة كقربة ، مصدر الثركة الزراعية ٥بذه ا٤بدف، كىو سهل كاسع كبب، كثب ا٤بياه، غب بأنواع ا٤بزركعات

1مدينة أندلسية عامرة بالسكاف، من أعماؿ رية، سورىا على شاطئ البحر بب ا٣بضراء كا٤برية، البغدادم، مراصد االطبلع، مج : مالقة- .122، ص32 .55ابن بصاؿ، كتاب الفبلحة، ص -

3 .33، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص 60، ص 1ا٤بقرم، أزىار الرياض، مصدر سابق، ج -

4 .8راضي، علي ٧بمد، األندلس كالناصر، مرجع سابق، ص -

5 .88ضيف، أبو مصطفى، تاريخ األندلس االقتصادم، مرجع سابق، ص -

6 .292الكنبانية ناحية باألندلس بالقرب من قرطبة، عبد العزيز سامل، تاريخ ا٤بسلمب كآثارىم، ص -

Page 86: الفصل التمهيدي

70

كالثمار، أما غرناطة فتمتد أمامها السهوؿ الواسعة كالركايب الشاسعة ب الغرب كالشماؿ الغريب منها،

.1كىذه السهوؿ مشهورة بصوبة تربتها كغناىا ككثرة خباهتا

، الذم 2كتطل مدينة غرناطة من ا١بنوب الغريب على سهل متسع أخضر كىو ا٤برج أك الفحص

.3ٲبتد غربا حب مدينة لوشة

، فهي تعد مدينة سهلية كثبة الفواكو كالثمار كجامعة للخبات "لبلنسية"ككذلك ا٢باؿ بالنسبة

الوفبة، كوهنا تقع على سهل كاسع، كنفس الشيء ٤بدينة شلب، حيث تتمتع بسهل فسيح يتسع

تدرٯبيا، كيزخر بأنواع ٨بتلفة من ا٤بزركعات كالثمار، أما حصن بربشب، كالذم يشكل جزءا من مدينة

بربشب، الب تقع مشاؿ األندلس قرب سرقسطة، حيث جرت مذبة بربشب الشهبة، كقتل اآلالؼ من

أىلها كسيب نسائها كما يذكر ذلك ا٤بؤرخ ابن حياف، فيتميز بسهلو ا٤بنبسط الفسيح كالذم تكثر فيو

أما مدينة اشبيلية، فأخذت ا٠بها منو كتعب ا٤بدينة ا٤بنبسطة، حيث بيط . 4زراعة الكرـك كالزيتوف كاللوز

، الب تقع غرب األندلس، 5هبا السهوؿ الفسيحة، كىي مدينة سهلية ككذلك األمر بالنسبة ٤بدينة لبلة

. فهي مدينة سهلية كاسعة كتتميز بسنها كبكثرة ما يزرع هبا من زيتوف كأنواع ٨بتلفة من األشجار ا٤بثمرة

ك٣بصوبة سهوؿ لبلة استوطنتها أجناس ٨بتلفة، كمن تلك األصوؿ ا٫بدرت شخصيات بارزة

كا١بغراب كا٤بؤرخ البكرم، ككانت مسقط رأس أسبلؼ الكاتب ا٤بشهور ابن حـز األندلسي، فقد عاد

.إليها بعد حياة حافلة سياسيا كفكريا ليمضي أيامو األخبة كمات فيها

1 .108خالد، طارؽ، آثار األندلس، ص -

2 .69كىو فحص الببة، مستطيل الشكل كعدد قراه مائتاف كستوف قرية، مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص : الفحص-

3، ص 1983بقيق أبد ٨بتار العبادم، اإلسكندرية، )٦بموعة من رسائلو(ابن ا٣بطيب، لساف الدين، ب ببلد ا٤بغرب كاألندلس -

.513 ميبل، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص 30، كلوشة إقليم من أقاليم الببة، بينهما 524 .295ابن غالب، فرحة األنفس، مصدر سابق، ص -

5مدينة لبلة، تقع غرب األندلس، كىي قصبة كورة األندلس يتصل عملها بعمل اكثونية كغرب قرطبة، البغدادم، مراصد االطبلع، مج - .1197، ص 3

Page 87: الفصل التمهيدي

71

إف األندلس تتميز باختبلؼ طبيعتها كتنوع تضاريسها كاتساع أراضيها الصا٢بة للزراعة،

.باإلضافة إىل كفرة مياىها، ٩با ساعد على النشاط الفبلحي كالرعوم، كاإلنتاج الزراعي كا٢بيوال

لذلك يبدك كاضحا أثر الطبيعة على بديد مسارات كمآالت النشاط اإلنسال ب األندلس

كباصة ب ٦باؿ الفبلحة، كعلى ابتكار كسائل كطرؽ تتبلئم مع كيفية استغبلؿ الثركة ا٤بائية ب الرم

.كالسقي كا٢باجات اإلنسانية األخرل

Page 88: الفصل التمهيدي

72

المياه في األندلس، مصادر الري والسقي: المبحث الثاني

:األنهار. 1

، كأصل األهنار ىي سيوؿ األمطار الب تتحوؿ إىل 1ىو ٦برل ا٤باء الفائض كبعو أهنار: النهر

مياه جارية أم اهنار، كىذه بتلف أحجامها ككمية ا٤بياه الب بر هبا، كتتباين بطو٥با كعرضها كعذكبة

مياىها حسب الببة الب بر هبا، كمناطق األهنار ىي ٧بل استقرار الناس، حيث يقيم على ضفب

.األهنار، فيها مدهنم كقراىم، كمكاف نشاطهم االقتصادم

إف بعض األهنار الب تتكوف بفعل تساقط األمطار الغزيرة تغوص مياىها ب باطن األرض، كبد

منافذ ضيقة برج منها فتكوف العيوف الب برم منها ا١بداكؿ كتتجمع مع بعضها فتصب أهنارا برم بب

.ا٤بدف كالقرل، فيستفيد منها الناس ب رم األشجار كا٢بقوؿ كالبساتب

، غزيرة ا٤بياه، عذبة 2كبتاز األندلس بأهنارىا الكثبة، حيث يشق أراضيها أربعوف هنرا كببا

.ا٤بذاؽ، تسقي الشجر كا٢بقوؿ كالثمار

إف التكوين الطبيعي لؤلندلس كمناخها كنوعية تربتها، كعدـ انتظاـ ا٤بوارد ا٤بائية ترؾ أثره الكبب

على خصوصية أهنارىا، حيث تتميز با١بفاؼ ب فصل الصيف إال ما ندر، كغزيرة ا٤بياه نتيجة سقوط

.األمطار خريفا كشتاءا، لذلك ىي متذبذبة ب كمية ا٤بياه الب برم فيها

إف أهنار األندلس ب ٦بملها تنبع من جباؿ كسط األندلس، البعض منها ٯبرم إىل الشرؽ

احمليط (كاآلخر ٯبرم إىل الغرب كيصب ب البحر احمليط )األبيض ا٤بتوسط(كيصب ب بر الرـك

:، كأشهرىا)األطلسي

1 .528الراغب األصفهال، معجم مفردات ألفاظ القرآف، ص -

2، ص 1، ابن دحبلف، الفتوحات اإلسبلمية، ج 11، مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص 80الزىرم، كتاب ا١بغرافية، ص -

405.

Page 89: الفصل التمهيدي

73

:نهر الوادي الكبير

ينبع ىذا النهر من جباؿ ب جنوب األندلس كٯبرم غربا كجنوبا عرب مدينب قرطبة كاشبيلية

كم، كيعترب من أكرب أهنار األندلس، 657ليصب ب خليج قادس على احمليط األطلسي، يبلغ طولو

كقد شهد أصعب اللحظات قوة على مدينة اشبيلية حينما سقطت ب يد فرناندك الثالث ملك قشتالة،

الذم احتل أسطولو مصب مياه الوادم الكبب ليمنع كركد اإلمداد كا٤بؤف إىل اشبيلية عن طريق البحر،

ىػ ب كاف 646كأحكم حصاره على ا٤بدينة حب سقطت ب يده ب ا٣بامس من شهر رمضاف سنة

.على ذلك النهر العظيم أف بمل على ظهر سفن عديدة آالؼ ا٤بسلمب إىل مصب ٦بهوؿ

ب مدة حكم بب أمية ككاف ا٠بو 1)هنر الوادم الكبب(٥بذا النهر أ٠باء عدة عرؼ هبا فسمي

كجاءت تسميتو بنهر قرطبة 2مدة حكم الرـك توفب كبيطي، كالنهر األعظم كهنر اشبيلية، كهنر قرطبة

كيعود سبب االختبلؼ إىل أف العرب ينسبوف النهر . تشريفا ٤بكانة قرطبة، كىي دار ا٤بلك كأكرب مدهنا

إىل ا٤بنطقة أك ا٤بدينة الب ٲبر هبا أك يقع ب نطاقها، فعندما ٲبر بقرطبة يدعى هنر قرطبة، ب باشبيلية

، كمنبع ىذا النهر من 3فسموه بنهر اشبيلية، ب مر بياف فسمي بنهر جياف كىكذا بالنسبة لبقية األهنار

، حيث ٱبرج من عب ىناؾ فتكوف منبعو، كأثناء جريانو ٲبر على قرطبة ب اشبيلية، كيصب 4جباؿ شقورة

كتكوف جزيرة قادس على يسار مصبو كيبلغ طوؿ )برب ا٤بائدة(أخبا ب البحر احمليط عند مكاف يعرؼ

. كم كما مر بنا سابقا657ىذا النهر ثبلث مئة كعشرة أمياؿ أك

1 .98الزىرم، كتاب ا١بغرافية، ص -

2 .98البكرم، ا٤بسالك كا٤بمالك، ص -

3 .592، ص 1959مؤنس حسب، فجر األندلس، دراسة ب تاريخ األندلس، القاىرة، -

4 .145، ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، ص 46أبو الفداء، تقول البلداف، ص -

Page 90: الفصل التمهيدي

74

ا، كىذه الركافد تسهم ب زيادة حجم النهر كثبا، يصب ب النهر الكبب اثناف كعشركف رافدن

، كالذم تزيد ب كميتو ب 3من سبانيفادا ، الذم ينبع2 ، أك فلـو1كيأب ب مقدمتها شنيل أك سنجل

فصل الصيف ذكباف الثلوج منها، كٲبر ىذا الرافد بدينة غرناطة فيقسمها إىل نصفب، كيستمر ب جريانو

حب تتصل بو العديد من األكدية كفضوؿ السقي كيستمر باالتساع إىل أف ٲبر بدينة اشبيلية حب يصب

، كيوجد ب ىذا النهر الذىب األبر على ما يذكر الزىرم ب كتاب ا١بغرافية، كربا 4عظيما ب اتساعو

ىذا األمر من ا٤ببالغات كا٤بقصود هبا كثرة خبات ىذا النهر، كتعتمد عليو مدينة غرناطة ب سقيها

، أما الرافد اآلخر فهو حدرة الذم ينحدر مائو من جبل 5 كم211كشرهبا كقضاء حاجاهتا، كيبلغ طولو

بناحية آش، فيستمر ب ا١برياف بب البساتب كا٤بزارع إىل أف يصل إىل غرناطة فيقسمها إىل قسمب،

كىناؾ رافد ىو آش الذم ينحدر من جبل شلب، كيتميز بكثرة ا١بناف كالبساتب كأنواع ا٤بزركعات ب

.ا٤بناطق الب ٲبر عليها

، فضبل عن الوادم 6كىناؾ رافد آخر للنهر الكبب ىو السوس الذم تقع عليو مدينة استجو

.األبر الذم أطلقت عليو ىذه التسمية البرار لوف مائو

كتنتشر على ضفاؼ ىذا النهر األراضي الزراعية ا٤بتنوعة، نظرا ٣بصوبتها ككفرة مياىها حيث

تنتشر الزراعة كالرعي، كأصبح مكاف استقرار للكثب من الناس، ٥بذا قامت على ضفتيو العديد من القرل

.كاألرياؼ، حيث ٲبارس السكاف زراعة ٨بتلف األشجار كالثمار

1 .11مؤلف ٦بهوؿ، مصدر سابق، ص -

2 .547القزكيب، آثار الببلد كأخبار العباد، مصدر سابق، ص -

3 .19 ، ص 1، ج5خورشيد، األندلس، مرجع سابق، مج -

4 .292، ص 2، ج 1934، ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، القاىرة، 23ابن ا٣بطيب، اللمحة البدرية، مصدر سابق، ص -

5 .135العبادم، أبد ٨بتار، األعياد ب ٩بلكة غرناطة، ص -

6، استجة، كورة قدٲبة باألندلس، متصلة بأعماؿ قرطبة، كاسعة البساتب كاألراضي بينها 24، ص 5القلقشندم، صبح األعشى، ج -

.69كبب قرطبة عشرة فراسخ، كىي من قواعد األندلس، مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص

Page 91: الفصل التمهيدي

75

:نهر تاجو. 2

، كمصبو ب البحر احمليط عند مدينة اشبونو، 1ينبع ىذا النهر من جباؿ ا١ببللقة كالوشكند

كيشتهر بأنو أحد أهنار العامل الكببة، كٱببؽ عدة مدف، منها مدينة طليطلة كيسمى با٠بها لينحدر إىل

.سهل كبب، كعند مركره هبا يقسمها نصفب

كىو بيط هبا 2كٲبر كذلك بدينة شنبين كيطلق عليو ا٠بها كذلك، كأحيانا باسم هنر باجو

، حيث يبلغ طولو 3بشكل مستدير، كيعد ىذا النهر من أكرب أهنار األندلس طوال بإباع أىل طليطلة

.5، كىناؾ من يقدر طولو بستمائة كعشركف ميبل4ستمائة كعشرة أمياؿ

:نهر يانة أو نهر آنة. 3

، كيبلغ طوؿ ىذا النهر ثبلبائة 6ينبع من شرؽ األندلس كيصب ب البحر احمليط باكشبونة

كعشركف ميبل، كيتميز ىذا النهر بأنو ٯبرم ب موضع كيغيب ب موضع آخر حسب ا٤بناطق الب ٲبر هبا،

، ب يستمر ب 7كا٤ببلحظ أنو من منبعو ٯبرم ٤بسافة ب يغور ب باطن األرض فيخرج من قلعة رباح

، حيث ٲبر بعدىا بعدد كبب من القرل الب يعتمد عيو أىلها ب السقي 8جريانو حب يصل مدينة كبذة

1 .161، ص 1، ج )ت. ب(ا٤بسعودم، علي بن ا٢بسب، مركج الذىب كمعادف ا١بوىر، ببكت -

2الفرسخ (، كباجة تقع ب غرب األندلس، بينها كبب قرطبة مائة فرسخ 815، ص 1البغدادم، مراصد االطبلع، مصدر سابق، مج -

.75كىي من أقدـ مدف األندلس، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص ) كيلومب5.8يساكم 3 .279، ص 1979، مدريد، 5ابن حياف القرطيب، ، ا٤بقتبس، ج -

4 .308ابن غالب، فرحة األنفس، مصدر سابق، ص -

5 .11مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، مصدر سابق، ص -

6 .54مدينة أندلسية قريبة من البحر، مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص : أكشبونة-

7 .469كىي مدينة حسنة بب قرطبة كطليطلة، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص : ، قلعة رباح89الزىرم، كتاب ا١بغرافية، ص -

8 . 1424، ص 3كبذة، مدينة باألندلس من أعماؿ شنت برية، البغدادم، مراصد االطبلع، مج -

Page 92: الفصل التمهيدي

76

1كالشرب، ب يعود ليغوص ب أعماؽ األرض كىكذا األمر ب مواضع ٨بتلفة إىل أف يغيب بب ماردا

ليظهر أخبا كيصب ب البحر احمليط، كعن ىذا النهر تتفرع فركع كثبة، تستغل مياىو ب 2كبطليوس

السقي كالشرب كالزراعة، كمن خصائص ىذا النهر حدكث ظاىرة ا٤بد كا١بزر، حيث يصعد ا٤بد فيو ٫بو

.3ستب ميبلن

:نهر منهو. 4

ينبع ىذا النهر من جباؿ كانتربيو، كيستمر ب جريانو ٫بو ا١بنوب الغريب إىل حيث ينتهي ب

.البحر احمليط، كيبلغ طولو ثبلبائة كعشركف ميبلن

:نهر أبرو. 5

كم، ينبع من 928يعترب من أكثر أهنار األندلس منسوبان، يبلغ طولو مائة كأربعة أمياؿ أك

البحر األبيض (، ليصب ب بر الرـك 4جباؿ القبلع كٯبرم ٫بو ا١بنوب الشرقي مارنا بسرقسطة

، حيث ٱببقها كيشقها، إال أف ٦برل ىذا النهر 5، كتعتمد عليو مدينة سرقسطة ب اإلركاء)ا٤بتوسط

كباقي األهنر، إال أنو مهم لؤلحياء الب ٲبر هبا، كأثناء جريانو تصب بو العديد من الركافد ليس عريضا

، حيث 7، كينبع ىذا النهر من جباؿ السرطانيب، ب يتجو ٫بو كشقة6كاألهنر الصغبة مثل هنر جلق

1كورة كاسعة من نواحي األندلس، من أعماؿ قرطبة كىي مدينة رائعة بينها كبب قرطبة ستة أياـ، البغدادم، مراصد االطبلع، : ماردة-

.1218، ص ٦3بلد 2 .69مدينة أندلسية كببة من أعماؿ ماردة غريب قرطبة، مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص : بطليوس-

3 .179ابن سعيد ا٤بغريب، كتاب ا١بغرافيا، ص -

4مدينة أندلسية عظيمة تقع على هنر أبرك، كىي قاعدة من قواعد األندلس، آىلة بالسكاف كاسعة الشوارع، حسنة الديار : سرقسطة-

.247، ص 4كا٤بساكن، متصلة ا١بنات كالبساتب، ابن حياف، ا٤بصدر السابق، ج 5 .89ضيف، أبو مصطفى، تاريخ األندلس االقتصادم، مرجع سابق، ص -

6 .104عناف، اآلثار األندلسية، مرجع سابق، ص-

7 .216مدينة أندلسية تقع شرؽ مدينة سرقسطة، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص : كشقة-

Page 93: الفصل التمهيدي

77

الذم 1كىناؾ رافد آخر ىو هنر شلوف. تستغل مياىو ب ب رم ا٤بزارع كا٢بقوؿ كبهيز ا٢بمامات با٤باء

كيسقي مدينة ركطة، حيث يدخل سهبل كببا ليسقي أراضي 3 كمدينة قلعة أيوب2تقع عليو مدينة سامل

، كىو ٯبرم من الغرب إىل الشرؽ، كيسقي )بلطش(أراضي ال بصى عددىا، كىناؾ هنر آخر يعرؼ ب

ا٤بدف الب ٲبر عليها حيث بيطو البساتب كا٢بقوؿ ا٤بتنوعة الثمار، كهنر آخر يسمى فنتش، كىو ٯبرم

أيضا من الغرب إىل الشرؽ كيستخدـ ب سقي ا١بناف كا٤بزارع كا٢بقوؿ الب بيط بو، كهنر آخر تقع عليو

، كىناؾ هنر آخر يصب ب هنر أبرك يدعى هنر شقر ينبع 5، شرقي سرقسطة كىو هنر سنيورة4مدينة الردة

.6ينبع من جباؿ مدينة افراعة

كيستمر هنر أبرك ب جريانو كبعد أف تصب فيو األهنار الصغبة كالركافد الب ذكرناىا يتحوؿ إىل

على عكس بقية األهنار الب تصب ب بر )بر الرـك(هنر كبب ٯبرم باباه شرقي ٫بو البحر ا٤بتوسط

.)احمليط األطلسي(الظلمات

1 .810، ص 1ناحية باألندلس من نواحي سرقسطة، البغدادم، مراصد االطبلع، مج : شلوف-

2مدينة أندلسية، تعترب كاحدة من ثغور األندلس الوسطى، كهبا دفن األمب ا٤بنصور بن أيب عامر، أبو الفداء، تقول البلداف، : مدينة سامل-

.179ص 3مدينة أندلسية، قريبة من سرقسطة، كفيها تقع القلعة، كىي من أقدـ اآلثار اإلسبلمية ب األندلس، بدأ بتشييدىا عبد : قلعة أيوب-

، ص 4 ىػ، مشهورة ببساتينها كمزارعها، ا٢بموم، معجم البلداف، ج 97العزيز بن موسى بن نصب، كأبها أيوب بن حبيب اللخمي سنة 390.

4 ـ، كىي من قواعد الثغر 883/ ىػ270مدينة أندلسية، بناىا الركماف، ب أعيد بناؤىا على يد األمب إ٠باعيل بن موسى سنة : الردة-

.72األندلسي، كىي مدينة كببة، مؤلف ٦بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص 5 .82الزىرم، كتاب ا١بغرافية، مصدر سابق، ص -

6/ ىػ528مدينة أندلسية صغبة، اشتهرت با٤بعركة الب انتصر هبا ا٤برابطوف على ا٤بلك ألفونسو األكؿ، بعد حصار طويل سنة : إفراغة-

.99، ص 1 ىػ، البغدادم، مراصد االطبلع، مج 1134

Page 94: الفصل التمهيدي

78

:نهر مرسية. 6

ىو أحد أهنار األندلس ا٤بشهورة كيدعى هنر شقورة أك النهر األبيض، حيث ينبع من أصوؿ

جباؿ كسط األندلس كٲبر من مدينة مرسية فيطلق ا٠بها عليو، كٲبر النهر ب عب ا١بنوب إىل حصن

أفراد ب إىل حصن مولة ب إىل مدينة مرسيةب إىل أكريولة إىل ا٤بدكر إىل البحر، كعلى ضفافو تنتشر

.1ا٤بزارع كا٢بقوؿ كا١بناف ا٤بتنوعة الثمار

:نهر برباط. 7

ارتبط اسم ىذا النهر با٤بدينة الب ٲبر هبا، كىي إحدل كور قادس، جنوب األندلس، كفيها

ىػ، كيعتمد سكاف ىذه ا٤بدينة 92كقعت معركة كادم برباط بقيادة القائد ا٤بسلم طارؽ بن زياد سنة

.على مياه ىذا النهر ب السقي كالشرب

:نهر دويرة. 8

يسميو ا٤بؤرخوف العرب الوادم ا١بوب، ينبع من جباؿ الرببونة كيصب ب احمليط ببليقية ب

الربتغاؿ، كيبلغ طولو من منبعو إىل منتهاه بسمائة كبانوف ميبلن، كٲبر بدف كبلداف عدة كبلد الوليد

.ك٠بورة قبل أف يصب ب احمليط

ب األندلس أهنار كثبة جدا، صغبة ا٢بجم ب ٨بتلف ا٤بدف، ففي بلنسية هنر طورية يعتمد عليو

، كينبع من جباؿ ألبة كيصب ب احمليط األطلسي كطولو ثبلبائة 3، كهنر ببلونو2ب الرم كالسقي كالشرب

.ميل

1 .106ضيف، أبو مصطفى، تاريخ األندلس االقتصادم، ص -

2 .539ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص -

3 .104مدينة أندلسية، بينها كبب سرقسطة مائة كبسة كعشركف ميبلن، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص : مبلونة-

Page 95: الفصل التمهيدي

79

لقد لعبت ىذه األهنار دكرا كببا ب ازدىار الزراعة كتنوعها، كساٮبت بشكل كبب عن إقامة

.البع كالقنوات ا٤بائية، ٩با ساعد على الزراعة كالفبلحة ب األندلس

:العيون المائية. 2

تعترب العيوف أحد ا٤بصادر ا٤بائية ا٤بهمة لبلستعماؿ ب الزراعة كالشرب، كقد من اهلل عز كجل

﴿: هبذه النعمة على عباده كبيع ٨بلوقاتو، فقد جاء ب القرآف الكرل قولو تعاىل ‌ ‌ ‌

‌ ‌‌‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌﴾1 كمصدره مياه العيوف، ىي

األمطار، حيث يتسرب ا٤باء إىل جوؼ األرض من خبلؿ الشقوؽ كالفجوات كامتصاص الببة، فالعب

، كتستعمل مياه العيوف ب الشرب كالزراعة كالرم 2أم ظاىر للعب )ماء معب(ىو نبع ماء اشتقت من

كسائر االستعماالت األخرل ألغراض شب، كىي مصدر من مصادر مياه األهنار، إذ تعمل على تغذيتها

.3كمدىا با٤باء باستمرار

كتستعمل مياه العيوف ا٤بائية الطبيعية باإلضافة إىل ما ذكرناه أعبله من األغراض ا٤بعاشية، ب

عبلج الكثب من األمراض ا١بلدية أك الباطنية، بسبب تركيبتها الكيميائية، كما بتويو من أمبلح ككربيت،

٩با يساعد ب شفاء العديد من ا٢باالت ا٤برضية، كأغلب مياه عيوف األندلس تفيض با٤باء صيفا كيقل

.4ماؤىا أك ينعدـ ب ا٣بريف

كتنتشر العيوف ب أ٫باء ببلد األندلس ا٤بختلفة كاستفاد الناس منها ب الشرب كسقي ا٤بزركعات

كرم األراضي الفبلحية ككذلك االستحماـ كالعبلج، كبتلف ىذه العيوف من حيث تركيبتها كعذكبتها

1 .12- 11سورة القمر، اآليتاف -

2 .263، ص 3، اإلسكندرال، اإل٤باـ، ج 368الراغب األصفهال، معجم، ا٤بصدر السابق، ص -

3 .59موس، النشاط االقتصادم، مرجع سابق، ص -

4 .60نفس ا٤برجع، ص -

Page 96: الفصل التمهيدي

80

كدرجة حرارهتا، فالبعض منها مائها ساخن، كالبعض اآلخر بارد، كبعضها غزير ا٤باء كاآلخر أقل من

، كىذه العيوف ب الغالب األعمر ال 2، تتجاكز اثنب عشر عينا1غبه، ب مدينة جياف عيوف غزيرة ككثبة

ينقص ماؤىا ب كقت من األكقات، كتستغل ب أغراض شب كخاصة ب السقي كالشرب، كمن أشهرىا

.ب ىذه ا٤بدينة عب سطركف كعب الببلط

، كما توجد ب مدينة لبلة ثبلث عيوف 4 عب يعتمد عليها ب سقي الزعفراف3كب مدينة أبذة

كىي أعذهبا كأغزرىا كالثانية عب الشب حيث يستخرج منها الشب كالثالثة )هنشر(منها عب ٥بش أك

عب الزاج كمنها ينبع الزاج، فإذا غلب ماء عب ٥بش صار ا٤باء عذبا كإذا غلب ماء عب الشب أك الزاج

.5استحاؿ طعم ا٤باء

كب إحدل قرل مدينة بلنسية، تدعى أرطانة، عب ينبع ماؤىا من غار ب ا١ببل على فمو

.6حوض يظهر ب ذلك ا٢بوض أنو يكثر تارة كيقل تارة أخرل كا٤بد كا١بزر كيرل ذلك كل يـو

كب مدينة لورقة عب ملخشة ك٦براىا إىل الشرؽ يسقى منها الزرع كيشرب منها الناس كما كأف

. ، كب مدينة تدمب عب ماؤىا لذيذ كخفيف، يستعملها السكاف للشرب كرم ا٤بزركعات7فيها عب تارة

، كذلك ب 8كب مدينة شوذر على بعد بانية عشر ميبلن من قرطبة عيوف شيرب أىلها منها. ا٤بزركعات

انبعث )أكت(مدينة سرقسطة عب يابسة، ناشفة، جافة طواؿ العاـ، فإذا كانت أكؿ ليلة من شهر آب

1 . 446، القرمال، أخبار الدكؿ، ص 177، أبو الفداء، ص 243الدمشقي، ٬ببة الدىر، ص -

2 .234ا٤بقدسي، أحسن التقاسيم، مصدر سابق، ص -

3 .6مدينة أندلسية صغبة، بينها كبب بياسة سبعة أمياؿ، تقع بالقرب من النهر الكبب، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص : أبذة-

4 .167أبو الفداء، تقول البلداف، ص -

5 .244، الدمشقي، ٬ببة الدىر، مصدر سابق، ص 145ابن الشباط، صلة السمط، مصدر سابق، ص -

6 .88، مؤنس، ا١بغرافية كا١بغرافيب، ص 494، القزكيب، آثار الببلد، ص 20- 19العذرم، ترصيع األخبار، ص -

7 .1نفس ا٤بصدر، ص -

8 .3نفسو، ص -

Page 97: الفصل التمهيدي

81

ماء عذبة، كب إقليم فنتش عب سقى هبا الزرع ، كبقرب غرناطة عب1إىل كقت الزكاؿ كمن الغد ا٤باء فيها بتلك الليلة

.2من ناحية بلد نوبو إىل أف يصب ماؤىا ب هنر إبرة طوؿ عشرين ميبلن

كتنتشر عيوف أخرل ب مدينة الشنيدة على بعد أربعب ميبل من قرطبة، شرب أىلها منها،

.ككادم الرماف فيها عيوف يشرب منها أىلها

كتركم الكتب ا١بغرافية ككتب الرحبلت، كتسهب ب كصف العيوف ا٤بوزعة قرب أك داخل ا٤بدف

، كىناؾ عيناف ب األندلس بينهما مقدار 3األندلسية ا٤بختلفة، فهناؾ ب مدينة ا٤بنية عب ال بف أبدا

شربين تنبع أحدٮبا ماءن حاران لو رميت بو اللحم لنضج كطاب، كالعب األخرل ماءن باردان يصعب شربو

.4لشدة بركدتو

، كب مدينة شقورة عب ماء صغبة يستعمل مائها ب 5كب مدينة انبش عب تستخدـ للشرب

، كقد سبق أف ذكرنا أف 6سقي ا٢بيوانات كرم ا٤بزركعات كاألشجار كب الشرب كاالستعماالت ا٤بنزلية

بعض العيوف ا٤بائية تستعمل لبلستشفاء من بعض األمراض كنذكر ىنا بديدا كجود عب تقع بالغرب

بنحو سبعة أمياؿ، من قصدىا كبو ريح أك كجع كاغتسل منها شفي بإذف اهلل، كتتميز 7من حصن بلش

1 .534القزكيب، آثار الببلد، مصدر سابق، ص -

2 .24العذرم، ا٤بصدر السابق، ص -

3 .64، ص 1أرسبلف، ا٢بلل الندسية، ج -

4 .505- 504، القزكيب، آثار الببلد، ص 119ابن الوردم، خريدة العجائب، ص -

5 .111ابن حوقل، صورة األرض، مصدر سابق، ص -

6 .349ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، مصدر سابق، ص -

7، كحصن بلش يقع ب غرناطة ٩با يلي ا٤بنكب من 9، العذرم، ترصيع األخبار، ص 292، ص 2ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ج -

.218، ص 5جهة الغرب، القلقشندم، صبح األعشى، ج

Page 98: الفصل التمهيدي

82

، كعلى بعد سبعب ميبل من مدينة مرسية، عب ماؤىا 1)العب ا٤بباركة(بربكدة مائها يقصدىا الناس تدعى

.عذب يقصدىا من علق العلق بلقو، فيفتح فاه فيسقط العلق ٢بينو كشفي باما

، ليس بعيدا من ا٤برية، عب غزيرة يقصدىا ا٤برضى، يواظبوف على 2كبالقرب من مدينة بانة

شرب مائها كاالستحماـ هبا، فيربؤكف ٩با يعانوف من أمراض، كباإلضافة إىل ىذا تستعمل مياىها ب

.السقي كالرم كالشؤكف األخرل

كبناءا على ما كرد أعبله نستنتج أف مياه العيوف تشكل مصدرا مهما يغطي معظم أراضي

.األندلس، تستعمل ب الزراعة كالتداكم، كرافدان ٤بياه األهنار

:مياه األمطار. 3

تعترب مياه األمطار من أجود كأفيد ا٤بياه للزراعة ك٭بو النباتات، حيث أف ماء ا٤بطر ال يبؾ أثرا

لؤلمبلح ب الببة، كأف فيو من االعتداؿ كالرطوبة، حيث تتقبلو األرض قبوال حسنا كيغوص ب داخلها

.4، كىو أخفها كزنا كرقة كأكفقها للناس كا٢بيواف كالنبات3كال يبؾ أثرا عليها من ملوحة

كٲبكن تفسب كيفية حصوؿ ا٤بطر علميا، حيث عندما تشرؽ الشمس كتسقط أشعتها على

األرض كا٥بواء فتكبها حرارة كدؼء، حب يتحوؿ ا٥بواء الدافئ إىل بار خفيف يتصاعد إىل السماء،

عندىا يصطدـ ىذا ا٥بواء الدافئ با٥بواء البارد فيؤثر عليها فيربد ىناؾ كٯبتمع كيتغلظ كيباكم حب

1 .9العذرم، ا٤بصدر السابق، ص -

2، البغدادم، 339، ص 1بانة، مدينة أندلسية من أعماؿ كورة الببة، خربت كانتقل أىلها إىل ا٤برية، ا٢بموم، معجم البلداف، ج -

.163، ص 1مراصد االطبلع، مج 3، التكريب، رعد، طرؽ الرم ب الفبلحة العربية، ندكة الرم عند العرب، مركز إحياء 39ابن بصاؿ، الفبلحة، ا٤بصدر السابق، ص -

.73، ص 1989الباث العلمي العريب، بغداد، 4 .18، النابلسي، علم الفبلحة، ص 65الذىيب، الطب النبوم، ص -

Page 99: الفصل التمهيدي

83

، كللرياح أٮبية كببة 1يتحوؿ إىل غيـو كسحاب كضباب بملو الرياح بعدىا إىل مناطق ٨بتلفة فينزؿ مطران

﴿:ب إثارة السحب كنقلها إىل ا٤بناطق احملتاجة للسقي، كأكرب دليل على ذلك قوؿ اهلل تعاىل ‌

‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌‌‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌

‌‌ ‌ ‌‌‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌﴾2 ،

كتبب ىذه اآلية الكرٲبة قدرة اهلل تعاىل ا٤بتحكمة بالرياح ا٤ببشرة با٤بطر كوهنا بمل السحاب الثقاؿ من

أم أرض ميتة من (كثرة ما فيها من ماء فتكوف ثقيلة قريبة من األرض فيسوقها اهلل عز كجل لبلد ميت

.3ال نبات فيها فتحيا كما بيا األجساد بعد صبكرهتا يـو القيامة )العطش

:اآلبار. 4

تعترب اآلبار من مصادر ا٤بياه ا١بوفية، كتستغل ب إركاء ا٢بقوؿ كالبساتب ككذلك ب الشؤكف كمياه اآلبار على ما يذكر ا٤بؤرخ ابن بصاؿ ب كتابو تكوف ب فصل الشتاء، عند . اإلنسانية األخرل

شدة بركدة ا٥بواء دافئة لينة، تفيد ا٤بزركعات إذا سقيت منها ب ىذا الفصل، ككذلك تصلحها ب فصل كقد اعتب أىل األندلس عناية كببة . 4الصيف عند اشتداد ا٢برارة بربكدة مائها، كب ذلك صبلحان بينان

، أما مصدر مياه اآلبار فهي 6 ب استخراجهم للمياه5باستخراج مياه اآلبار، حب أهنم كصفوا بالنبطيبببل شك األمطار كالثلوج الب تذكب ب الربيع فتغوص ب أعماؽ األرض ب تستقر ىناؾ حب

.7يستخرجها الناس بفرىم لآلبار

1 .156- 155، ص 1975، ببكت، 2إخواف الصفا، رسائل إخواف الصفا كخبلف الوفا، مج -

2‌.57سورة األعراؼ، اآلية -

3 .305، عماف، ص 2ابن كثب، تفسب القرآف الكرل، مج -

4 .40ابن بصاؿ، كتاب الفبلحة، ص -

5، 1958، بغداد، 2نبطيوف، مشتقة من كلمة نبط، أم أكؿ ما أستخرج من البئر، األزدم، أبو بكر ٧بمد بن حسن االشتقاؽ، ج -

.396ص 6 .351مؤنس حسب، تاريخ ا١بغرافيا كا١بغرافيب، ص -

7 .227، ص 1978القزكيب، زكريا ٧بمد بن ٧بمود، عجائب ا٤بخلوقات كغرائب ا٤بوجودات، ببكت، -

Page 100: الفصل التمهيدي

84

لقد اعتمد سكاف األندلس على مياه اآلبار ب سقي مزركعاهتم كأشجارىم ب البساتب

.كا٢بقوؿ، إىل جانب ا٤بصادر ا٤بائية األخرل كاألهنار كالعيوف كا١بداكؿ كاألكدية

كتوجد اآلبار ب معظم ا٤بدف األندلسية، حيث كجدت ب قرطبة آبار كثبة احتفرىا السكاف،

كتتميز بعذكبة مائها كطيبتو كبركدتو، كقد استخدمها األىايل ب الشرب ب فصل الصيف لشدة

توجد آبار عذبة 3 بئر عذبو بنيت با٢بجر الصلد، كب جزيرة التوبة2، كما توجد ب مدينة أرنيط1بركدهتا

عذبة اعتمد عليها الناس ب سقي خضركاهتم الب يعتاشوف عليها، كباصة البقوؿ كا٢بمص، كالعدس

كالبازالء كغبىا، كما توجد ب شربش بئر ماء ال يوجد مثيل ٥با ب مكاف آخر كما يذكر ا٢بمبم، تعود

، كبالقرب من مدينة طليطلة بئر يستعملها السكاف ب الشرب، إال أف 4لعصور سحيقة قدٲبة البنياف

.مياىها تتميز بكثرة طينها، ك٥بذا يبادر األىايل من حب آلخر بتنظيفها من الطب

كبب مدينب طرطوشة كبلنسية توجد بئر يزعم أىلها أهنا مب نزلت عليها القوافل كالعساكر زاد

، كما توجد ب جزيرة قادس آبار عذبة ا٤بياه، ككذلك األمر ب مدينة 5ماؤىا بزيادة الناس كنقص بنقصهم

مدينة مالقة، بئر ماء صاب للشرب، قريبة من سطح األرض يعتمد الناس عليها ب شرهبم كسقي

، كب قنبانس، كب 6)قسطيلة(مزركعاهتم، كتوجد آبار أخرل ب كادم يانو، كأخرل ب مدينة قسطلة

1 .88ابن الفقيو، ٨بتصر كتاب البلداف، مصدر سابق، ص -

2، 1البغدادم، مراصد االطبلع، مج . مدينة تقع شرؽ األندلس، قريبة من تطيلة، بينها كبب سرقسطة سبعة كعشركف فرسخا: أرنيط-

.61ص 3 .27ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص -

4 .145جزيرة أندلسية على البحر احمليط قد أحاط هبا ا٣بليج، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص : جزيرة التوبة-

5 .145نفس ا٤بصدر، ص -

6 .233مدينة أندلسية تبعد ثبلثة عشر ميبل عن أرجونة، ا٤بقدسي، أحسن التقاسيم، ص : قسطلة-

Page 101: الفصل التمهيدي

85

، يعتمد السكاف عليهم باإلضافة إىل ا٤بصادر ا٤بائية األخرل ب رم فبلحتهم كأشجارىم كحقو٥بم 1بريانة

.كب سقي حيواناهتم كب شرهبم كأغراضهم األخرل

كباإلمكاف ا٢بديث عن آبار كثبة ب ٨بتلف ا٤بدف كالبلديات األندلسية، كىي بتلف ببلكة

مائها كدرجة حرارتو كبركدتو كعذكبتو، كبعده كقربو من سطح األرض، كعن كيفية بنائها كضيقها

.كاتساعها، كطرؽ تنظيفها كالعناية هبا، لبلستفادة منها كباصة ب الزراعة كالرم

1‌.191، ص 1مدينة ب األندلس تقع شرؽ قرطبة، البغدادم، مراصد االطبلع، مج : بريانة-

Page 102: الفصل التمهيدي

86

مناخ األندلس ودوره في الزراعة: المبحث الثالث

تعترب العوامل ا٤بناخية من العوامل ا٤بهمة ذات التأثب الكبب على ا٤بنتوج الزراعي، حيث أف

احملاصيل الزراعية متنوعة كىذا التنوع يعود إىل عبلقتو با٤بناخ، فالبعض من احملاصيل الزراعية بتاج إىل

رطوبة كالبعض اآلخر إىل كميات كببة من ا٤بياه، كما ىو ا٢باؿ بالنسبة للخضركات، كالبعض اآلخر

بتاج إىل درجات حرارة عالية كضوء كثب كالبعض اآلخر ال يسقى إال مرات قليلة خبلؿ العاـ كأشجار

، كالبعض اآلخر أكثر من ذلك كأشجار ا٢بمضيات .الزيتوف كا١بوز كاللوز كالكرـك

كالتساع رقعة األندلس كاختبلؼ تضاريسها، اختلف ا٤بناخ ب مناطقها ا٤ببامية فهي كما

إذف ىو يشبهها بببلد الشاـ الب تضم 1"شامية ب طيبها كىوائها"كصفها البكرم ا١بغراب ا٤بشهور بأهنا

كقد "سوريا كلبناف كفلسطب، لذلك ٪بد ب بعض مناطق األندلس الطقس معتدؿ، مائبل إىل الربكدة

.2"خصها اهلل تعاىل من الرم كغرؽ السقيا، كلذاذة األقوات كدركر ا٤بياه ككثرة الفواكو

إف ا٤بناخ ب األندلس بكم ا٤بوقع ا١بغراب يقسم إىل قسمب، مناخ البحر األبيض ا٤بتوسط

، الذم 3الذم يسود ا١بهات ا١بنوبية كالشرقية، كىو الذم ٯبمع بب الشتاء ا٤بمطر كالصيف ا٢بار ا١باؼ

يتأثر بؤثرات احمليط األطلسي طواؿ السنة بفعل الرياح الغربية، كمناخ غرب أكركبا الذم يسود ا٤بناطق

الذم يتميز برطوبة ىوائو بسبب قربو من البحر، كىذه ا٤بناطق الشمالية 4الشمالية كالشمالية الغربية

موحشة معرضة للعواصف كالرياح الشديدة كاألمطار الغزيرة كالربد القارص، على خبلؼ ا٤بناطق ا١بنوبية

1 .281، ابن غالب، فرحة األنفس، ص 80، ص 1968، الزىرم، كتاب ا١بغرافية، دمشق، 70البكرم، ا٤بسالك كا٤بمالك، ص -

2، ابن دحبلف، الفتوحات 140، ص 1، ا٤بقرم، نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب، ج 4ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، ص -

.405، ص 1اإلسبلمية، ج 3 .23، ص 1964جيز، كيلز كآخركف، جغرافية العامل اإلقليمية، ببكت، -

4 .88ضيف، أك مصطفى، تاريخ األندلس االقتصادم، ص -

Page 103: الفصل التمهيدي

87

الب تتميز بالرياح ا٢بارة كالدافئة الب هتب من إفريقيا كالب يفضلها العرب ٤ببلئمة مناخ مناطقهم الب

، ب حب أف ا٤بناخ ب كسط األندلس، مناخا 1ا٫بدركا منها، كتركوا ا٤بناطق الشمالية الباردة لقبائل الرببر

إف ىذا . 2قاريا، حيث يتصف بأنو أشد أقاليم األندلس جفافا كتطرفان، كلذلك يوصف بصفات قارية

التنوع البيئي كا٤بناخي كالتضاريسي، جعل من األندلس جنة اهلل على األرض كما كصفها أرسبلف ب

.3كتابو ا٢بلل ٤با تتصف بو من اعتداؿ ب ا٥بواء كعذكبة ا٤باء

:مكونات المناخ

: إف مصطلح ا٤بناخ يشمل

:الرياح .1

يعترب ا٥بواء عنصرا مهما للنبات، حيث ينعكس تأثبه إٯبابا كسلبا على حياتو ك٭بوه كازدىاره

باعتباره كائنا حينا، فمن ا١بانب اإلٯبايب تساىم الرياح ب تلقيح األشجار كسائر النباتات، حيث بمل

.غبار الطلع كالعناصر الذكورية إىل مياسم النباتات األنثوية فيلقحها ، لتثمر الثمار

﴿قاؿ عز من قائل ب ٧بكم كتابو العزيز ‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌

‌ ‌ ‌‌ ‌﴾4.

أم تلقح السحاب فتدر ا٤باء، كتلقح الشجر فتتفتح عن أكراقها كأكمامها، كذكر اهلل تعاىل

بصيغة ا١بمع، ليكوف منها اإلنتاج، ببلؼ الريح العقيم فإنو أفردىا ككصفها بالعقيم، كىو عدـ " الرياح"

.اإلنتاج، ألنو ال يكوف إال من شيئب فصاعدا

1، علي، قصة العرب ب إسبانيا، مصر، - .46، ص 1947ا١باـر

2 .40مؤنس، حسب، رحلة األندلس، ص -

3 .220، ص 1أرسبلف، شكيب، ا٢بلل الندسية، ج -

4 .22سورة ا٢بجر، اآلية -

Page 104: الفصل التمهيدي

88

﴿كقاؿ عز كجل ب آية أخرل ‌ ‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌‌

﴾1أف "كمن أدلتو على كحدانيتو كحججو على خلقو على أنو إلو كل شيء : يقوؿ تعاىل ذكره

" كلتبتغوا من فضلو"بالغيث كالربة، أم ينزؿ عليكم ا٤بطر الذم بي بو الببلد " يرسل الرياح مبشرات

.أم لتلتموا من أرزاقو كمعايشكم الب قسمها لكم

لذلك تكمن أٮبية الرياح ب أهنا إذا ىبت شديدة كمرت من نبات ذكر إىل نبات أنثى لقح

، طبعا ىناؾ نباتات بمل ب أزىارىا العناصر الذكورية كاألنثوية فتتم عملية التلقيح، كليس 2بارىا

كما أف للرياح أٮبية أخرل ب بصيب النبات ب األرض، حيث . بالضركرة أف تكوف نبتة ذكر كنبتة أنثى

، كتساىم الرياح ب حفظ النباتات، 3إذا تبلئم ا٥بواء مع النبات، فإف النبات سيزداد خصوبة كبسن ٭بوه

أف " الفبلحة النبطية"حيث أهنا تقيها حرارة الشمس كتنقص من شدهتا، لذلك كتب صاحب كتاب

، ك٫بن نعتقد أنو ليس كل األشجار كالنباتات تبلئمها 4أحسن ا٤بواضع للنبات ىو موضع بارز للرياح

.مواضع الرياح الشديدة، بل قد تبلئم البعض منها، لذلك التعميم غب صحيح علميان

كىناؾ جانب سليب للرياح القوية الشديدة، فإهنا تقتلع بعض النباتات كاألشجار أك تكسر

سيقاهنا أك أغصاهنا، كتبعثر أكراقها كبارىا، فأشجار ا٢بمضيات كباصة الربتقاؿ كالليموف كاإلترج

كالنارنج تزرع بت أشجار النخيل كبينها أك قرب ا٢بيطاف أك األشجار الكببة لتحميها من الرياح

.الشديدة

1، اآلية - .46سورة الرـك

2 .268، ص 1ابن كحشية، الفبلحة النبطية، ج -

3 .100مؤلف ٦بهوؿ، مفتاح الراحة، مصدر سابق، ص -

4 .191نفس ا٤بصدر، ص -

Page 105: الفصل التمهيدي

89

رياح الصبا، رياح ا١بنوب، رياح (كيقسم ابن كحشية األندلسي الرياح إىل أقساـ أربعة رئيسية

كهتب ما بب ىذه الرياح رياح مركبة منها، فيصبح ٦بموعها بانية رياح، كمن بب )الشماؿ، رياح الدبور

ىذه الرياح الثمانية رياح بانية أخرل فيكوف ٦بموعها ستة عشر ربان، كلكل منها طبع كفعل ب تلقيح

.1النبات من حيث الزيادة كالنمو

بفعل تأثب 2كبتلف الرياح باختبلؼ مناطق األندلس، فا٤بناطق الشمالية هتب عليها رياح غربية

، كىذه الرياح رغم ما بملو من أمطار غزيرة على 3كتيار كنارم بارد )احمليط األطلسي(البحر احمليط

ا٤بناطق الب هتب عليها، إال أهنا ال تصيب ا١بانب األندلسي إال بالقليل من األمطار على عكس ما

يتمتع بو ا١بانب الفر٪بي من أمطار غزيرة كذلك بسبب ا٥بضبة الب بوؿ دكف كصوؿ تأثبات ىذه

، ب حب أف ا٤بناطق ا١بنوبية 4الرياح القادمة من البحر احمليط لوجود مناطق الضغط العايل على ا٥بضبة

الب تتميز بناخ حار جاؼ صيفان، بارد ٩بطر شتاءان، فتهب الرياح )بر الرـك(تتأثر بناخ البحر ا٤بتوسط

الغربية ٧بملة برطوبة احمليط األطلسي، كٱبف الضغط صيفا كتنتقل مراكز الرياح مشاال فتسود ا٤بنطقة

الرياح القبلية ا١بافة فتجعل الصيف جافان حاران كتقل نسبة جفاؼ الريح القبلية بركرىا على مياه البحر

. 6، كتسمى ىذه الرياح بالرياح الشرقية5ا٤بتوسط، كقد تصيب بعض شرؽ األندلس بطر صيفي

:الحرارة درجات -2

1 .268- 267ابن كحشية، الفبلحة النبطية، مصدر سابق، ص -

2، علي، قصة العرب ب إسبانيا، مرجع سابق، ص - .46ا١باـر

3 .263شريف، أكركبا، مرجع سابق، ص -

4 .107، ص 2، كندرك، مناخ القارات، مرجع سابق، ج 485ا١بمل، أكركبا، ص -

5 .54- 53موس، النشاط االقتصادم، ص -

6 .104مؤنس، تاريخ ا١بغرافية كا١بغرافيب ب األندلس، ص -

Page 106: الفصل التمهيدي

90

تعترب درجة ا٢برارة من أىم العوامل الطبيعية الب تؤثر ب حياة النباتات، سواء األشجار ا٤بثمرة

النباتات، كمن أٮبها هبا تقـو الب الوظائف ٦بموعة على مباشرا تأثبا تؤثر حيث‌الكببة أك الصغبة،

.عمليات التبخر، كاالمتصاص، كاالنتشار، كاإلنبات، كالبناء الضوئي

كتلعب درجة ا٢برارة دكرا كببا ب عملية التنفس عند النبات، حيث أف االرتفاع ب درجة ا٢برارة

قد يؤدم إىل زيادة التنفس، كا٬بفاضها يؤدم إىل تناقصو، كذلك تدل درجات ا٢برارة تقلل من عملية

.االمتصاص بشكل ملحوظ، فيما يزيد ارتفاعها من كمية االمتصاص لديها

كٯبب أف ال يغيب عن الباؿ أف عملية البناء الضوئي عند النباتات من أىم العمليات ا٢بيوية

الب تساعدىا على ا٢بصوؿ على الغذاء، كاالستمرار ب النمو، كىناؾ ٦بموعة من العوامل الب ٯبب

توافرىا لتتمكن النباتات من القياـ هبذه العملية بشكل جيد، كتعترب درجة ا٢برارة عامبلن رئيسيا ب ٪باح

.عملية البناء الضوئي

كتعد درجات ا٢برارة إحدل عناصر ا٤بناخ الب تؤثر تأثبا كببا على احملاصيل الزراعية، فهناؾ

٧باصيل زراعية بتاج درجات حرارة عالية من أجل أف تستكمل ٭بوىا كنضوج بارىا، فالتمور كا٤بوز ال

، كىناؾ ٧باصيل زراعية بتاج إىل 1تنبت ب الببلد الباردة، كإ٭با ب البلداف ذات ا٤بناخ ا٢بار، الكثبة ا٤بياه

درجات حرارة منخفضة من أجل ٭بوىا مثل ا١بوز كاللوز كالبندؽ، الذم ال يزرع إال ب ا٤بناطق الباردة

، 2الب غلبت عليها الرطوبة، ألف ىذا ا٥بواء ٱبفف من حدة حرارتو فيتحرؾ بذلك كيتغذل بالربكدة

ككلما زادت قدرة النبات على بمل التفاكت ب درجات ا٢برارة، كلما كانت لو القابلية على االنتشار ب

.3مناطق أكسع، فمثبل النخيل ال ينمو ب األرض ا٤بفرطة ا٢برارة، كال ب األرض ا٤بفرطة الربكدة

1 .63، ص 1967النابلسي، عبد الغب النقشبندم، علم ا٤ببلحة ب علم الفبلحة، دمشق، -

2 .77، ص 1955ابن بصاؿ، كتاب الفبلحة، تطواف، -

3 .252، ص 1995، دمشق، 1ابن كحشية، الفبلحة النبطية، ج -

Page 107: الفصل التمهيدي

91

كبالرغم من أٮبية تأثب درجات ا٢برارة على ٭بو النباتات ا٤بختلفة، إال أنو ٯبب مراعاة أٮبية

عامل الضوء كذلك ب ٭بو النباتات كالثمار كنضجها كنوعيتها، فما يصلح كيزدىر ب الضوء قد ال

مثبل من األشجار ا٤بثمرة الب تزرع ب 1يصلح لنباتات أخرل تنمو ب األماكن الظليلة، فالسفرجل

، كىناؾ نباتات تزرع ب 2األماكن ا٤بشمسة، حيث تصلح زراعتو ب كل أرض مستوية تصيبها الشمس

ا٤بناطق الظليلة مثل السلق، حيث ذكر ابن بصاؿ أف السلق يوافقو الظل، كال تتمكن فيو الشمس كفيو

.3يصلح

تتميز األ٫باء الشمالية كالشمالية الغربية من األندلس با٬بفاض درجات ا٢برارة ككثرة سقوط

ؼ بت تأثب البحر احمليط كتيار كنارم البارد كما 65- 45، كالب تباكح بب 4الثلوج ب فصل الشتاء

سبق ذكره، أما ا٤بناطق ا١بنوبية كا١بنوبية الغربية فتتميز بارتفاع درجة ا٢برارة صيفا كا٬بفاضها شتاءا بت

، أما ا٤بناطق الداخلية، فتتفاكت فيها درجات ا٢برارة ارتفاعا كا٬بفاضا، 5تأثب البحر األبيض ا٤بتوسط

.6كعموما يغلب على ببلد األندلس الربد كثبا

1من الفاكهة ا٤بعركفة بفوائدىا ا١بمة، كأجوده الكبب اليانع، كمن فوائده ينفع ا٤بعدة كيقويها كأخذه بعد الطعاـ يلب البطن : السفرجل-

، ببكت، 1كقبلو يقبض كيستفاد منو ب معا١بة السعاؿ كيقوم القلب كيطيب النفس، الغال، يوسف، ا٤بعتمد ب األدكية ا٤بفردة، ج ، ابن القيم ا١بوزية، معجم التداكم باألعشاب كالنباتات الطبية، 45، ص 1987، الذىيب، الطب النبوم، بغداد، 227، ص 1975 . 53، ص 1988بغداد،

2 .44، ص 1982ابن حجاج االشبيلي، ا٤بقنع ب الفبلحة، األردف، -

3 .157الفبلحة، ص -

4 .106- 105، ص 2كندرك، مناخ القارات، ج -

5 .23، ص 1جيز كآخركف، جغرافية العامل، ج -

6 .236، ص 1906ا٤بقدسي، أحسن التقاسيم ب معرفة األقاليم، ليدف، -

Page 108: الفصل التمهيدي

92

كعليو ٪بد أف ٧بطات األرصاد ا١بوية ا٤بعاصرة، تبب لنا إىل أم حد بقي الوضع على حالو منذ

العصر الوسيط، أك أنو تغب بركر مئات السنب، يكفي أف نلقي نظرة على البيانات الصادرة ب

.1النشريات ا١بوية حب نتأكد من ذلك

:توزيع األمطار في األندلس .2

ٱبتلف سقوط األمطار ب األندلس بسب ىبوب رياحها بب شرقها كغرهبا، فا١بزء الشرقي

منها ٲبطر بالريح الشرقية كيصلح عليو، كا١بزء الغريب ٲبطر بالريح الغربية كهبا صبلحو، فإذا أمطرت

1- Jean-Baptiste Fressoz Fabian Locher, « Le climat fragile de la modernite », La vie

des idées, (lire en ligne (archive)).

Emmanuel Le Roy Ladurie Abrege d’histoire du climat du moyen Age à nos jours,

entretiens avec Anouchka Vasak, Fayard, 2007, (ISBN 978- 2- 21363542- 2).

Histoire humaine comparée du climat, Paris, Fayard, 2004, 240 p.

Histoir du climat depuis l’an mil, Paris : Flammarion, 1967, 377 p.

Fabian Locher, « l’histoire face à la crise climatique », La vie des idées, (lire en ligne

(archive)).

Pierre Alexandre, Le climat en Europe moyen Agé : contribution à l’histoire des

variations climatiques de 1000 à 1425, d’après les sources narratives de l’Europe

occide ntale, Paris : Editions de L’Ecole des hautes études en sciences sociales, 1987,

827 p.

Elisabeth Nesme- Ribes, Gérard Thuillier, histoire solaire et climatique, ed Belin,

2000, (ISBN 2-7011-1966-9).

Pascal Acot, histoire du climat-du Big Bang aux catas trophes climatiques, éd. Perrin,

2005 (ISBN 97822-6202-1610).

: ينظر

Histoire du climat avant 1850

Portail des sciences de la terre et de l’univers : file:///C:/Users//Documents/ 1 ؼ ب 20%

ا٤بناخ كالزراعة %20 /%20األندلس

La dernière modification de cette page a été faite le 11 Juin 2017 à 04-50.

Page 109: الفصل التمهيدي

93

األندلس الغربية أقحطت األندلس الشرقية كمب ما استحكمت الريح الشرقية كثر مطر ا١بزء الشرقي

.1كقحط ا١بزء الغريب منها

كيبلحظ تنوع ا٣بصائص ا١بغرافية لؤلندلس من تباين سطح األرض كتعدد األقاليم ا٤بناخية

كالغطاء النباب، حيث تسود الببلد ثبلثة أ٭باط مناخية، ففي الشماؿ الغريب مناخ ٧بيطي حيث ينهمر

ا٤بطر بغزارة على مدار السنة، كينتج عنو نشوء مراع غنية كحقوؿ ثرية كبساتب غناء، كيسود ب الوسط

مناخ قارم شبو جاؼ تغطيو أعشاب قليلة، كيعتدؿ ا٤بناخ ب ا١بنوب الشرقي صيفا، كىو أدل إىل

ا١بفاؼ ب الشرؽ، كبوجو عاـ تعيش معظم الببلد ب ظل ا٤بطر، أدت ىذه األ٭باط ا٤بناخية إىل تنوع

ا٢بياة الزراعية من أقاليم تعتمد كليان على األمطار إىل تفاكت من مكاف آلخر، إىل مناطق تعتمد على

.2مياه األهنار الب تفيض أحيانان كبف أحيانا أخرل

بينما يصف حسب مؤنس األندلس بأهنا إقليم جاؼ بصفة عامة ال تكثر أمطاره إال ب نصفو

الشمايل، لذا ٪بده األغب كاألكثر ثراءن، منها رم إىل الشماؿ من كادم تاجو الذم تقع عليو مدينة

طليطلة، فنبلحظ أف القسم الذم ساده العرب كاف أكسع مساحة، ب حب القسم الذم ساده النصارل

.3أصغر حجما لكنو أكثر ثركة كأيسر ماؿ كأقول خيل

كعليو ٲبكن التمييز بب األندلس ا١بافة كاألندلس ا٤بطبة، حيث تشمل ا٤بطبة ابتداءن من

الشعبة الغربية ١بباؿ الربنس، كذلك بسبب ىبوب الرياح الغربية الرطبة كما سبقت اإلشارة إىل ذلك،

1 .122، ص 1ا٤بقرم، نفح الطيب، ا١بزء -

2 .16، ص )2005ببكت، (طقوش، ٧بمد سهيل، تاريخ ا٤بسلمب ب األندلس، -

3 .230، ص )1980القاىرة، (معامل تاريخ ا٤بغرب كاألندلس، -

Page 110: الفصل التمهيدي

94

بفعل تأثب احمليط كتيار كنارم البارد فتسقط األمطار بكثرة، حيث يباكح سقوطها ما بب ثبلثب

.1كبسب بوصة موزعة طواؿ أياـ السنة

، كالب تتمثل با٤بناطق ا١بنوبية 2أما األندلس ا١بافة الب تشغل ما يقرب ثلثي شبو ا١بزيرة

كا١بنوبية الشرقية كالوسطى من األندلس، فتقل فيها األمطار بفعل الرياح ا١بافة الب هتب عليها من

البحر ا٤بتوسط إال أهنا تصيبها بطر صيفي خاصة ب ا٤بناطق الشرقية، حيث تقل نسبة جفاؼ ىذه

الرياح عند مركرىا على مياه البحر ا٤بتوسط، حيث يباكح سقوط ا٤بطر بب متوسط سنوم قدره ثبلث

، أما الفاصل بب منطقب األمطار الشرقية 3كعشركف بوصة كبب معدؿ يقل عن بس عشرة بوصة

، )ا٥بضبة( أك ما تسمى با٤بفازة بعب 4)اسبامادكرا(كالغربية ىي ا٤بنطقة القليلة ا٤بطر، كتدعى ىضبة

كذلك ألف ىذه ا٥بضبة بوؿ دكف كصوؿ الرياح الغربية ا٤بطبة من البحر احمليط إليها بسبب كجود

.5الضغط العايل على ا٥بضبة

، أك ب الغالب األعم فإف األمطار ب األندلس ب النصف الشمايل أكثر من كعلى العمـو

النصف ا١بنويب، كرغم كثرة األمطار ب ا١بهات الشمالية إال أهنا ال تصلح كثبا للزراعة لوعورهتا على

.عكس ا٤بناطق ا١بنوبية الب تصلح كثبا للزراعة ا٤بعتمدة على الرم من األهنار كالنزع كالعيوف

كب ما يتعلق بواسم سقوط األمطار ب األندلس، فهي تبدأ بالتهاطل عادة من النصف الثال

من شهر سبتمرب كيستمر تساقطها حب شهر مام، كإف أفضل األمطار كأغزرىا تلك الب تتهاطل ب

أكائل شهر نوفمرب، حيث ابتداء فصل الشتاء ب األندلس، ىناؾ مناطق يستمر سقوط األمطار فيها إىل

1 .105، ص 2كندرك، مناخ القارات، مج -

2 .19، ص 1، ج 5خورشيد، األندلس، مج -

3 .نفس ا٤برجع، كالصفحة-

4 .40اسباما، األفضى، دكرا، ا١بفاؼ، مؤنس، رحلة األندلس، ص : كمعناىا ا١بفاؼ األقصى، كالكلمة مركبة-

5 .48- 47السامرائي، الثغر األعلى األندلسي، ص -

Page 111: الفصل التمهيدي

95

، كما أف أمطار شهر أبريل تعد فابة خب على الفبلحب 1فصل الصيف مثل منطقة جليقية كاشتوريش

حيث يعتمد عليها ب سقي احملاصيل، أما عن تساقط الثلوج ب األندلس، فيكثر سقوطها ب األقساـ

الشمالية ب فصل الشتاء، كىي بذلك تعد مصدرا مهمنا من مصادر ا٤بياه فضبل عن األمطار، كمع ذلك

فإف ببلد األندلس تتميز بعدـ انتظاـ سقوط األمطار ٩با ينعكس سلبا على األكضاع االقتصادية

كمنظومة الرم كالزراعة، كما سيتم تناكلو ب ا٤ببحث القادـ، كلذا ٪بد أف السقي من األهنار أك اآلبار أك

العيوف، ىو أضمن للزراعة كسقي ا٤بواشي، ٩با استدعى كجود نظاـ ٧بكم، جيد التنظيم للرم يضمن

حصوؿ كل احملاصيل الزراعية كاألشجار ا٤بثمرة على نصيب كاؼ من ا٤باء، ككذلك األمر بالنسبة

.للحيوانات كالسكاف

:أثر العوامل المناخية على الحياة االقتصادية. 4

:الجفاف وانحباس األمطار- أوالال

لقد سبقت اإلشارة ب ا٤ببحث السابق إىل أف األمطار تتباين ب سقوطها بب ٨بتلف مناطق

األندلس، كتتعرض ٢باالت من ا١بفاؼ كا٫بباس األمطار الذم يكوف ب بعض األحياف عامان شامبلن،

.كقد يكوف خاصان ببعض ا٤بناطق دكف غبىا

كقد استعمل ا٤بؤرخوف كا١بغرافيوف العرب كا٤بسلموف تعابب دالة على ذلك مثل قو٥بم أصاب

القحط أك ا١بدب أك احملل ببلد األندلس، أك ا٤بدينة الغبلنية، كىي تعابب دالة على عدـ نزكؿ ا٤بطر

با٤برة، أك نزكلو بقدر غب كاؼ، لرم ا٢بقوؿ كالبساتب كسقي ا٢بيوانات كقضاء الشؤكف اإلنسانية من

.2غسل كطبخ كاستحماـ، فيجف األخضر كهتلك ا٤باشية لقلة العشب

1 .80أبو ضيف، مصطفى، تاريخ األندلس االقتصادم، ص -

2 .154- 137، جرب، معجم ألفاظ ا١بغرافية الطبيعية، ص 254، ص 1ابن منظور، لساف العرب، ج -

Page 112: الفصل التمهيدي

96

ككغبىا من الببلد ب بيع أ٫باء العامل، مرت على األندلس فبات عرفت فيها حالة ا١بفاؼ

كانقطاع هتاطل األمطار، كالب كاف ٥با تأثب كبب بشكل خاص على الثركة الزراعية كا٢بيوانية ب

األندلس، إذ أف اعتماد الزرع ب الغالب على مياه األمطار، كال ٱبفى على أحد أٮبية الزراعة كالفبلحة

، كبدكهنا 1"العمراف كمنها العيش كلو كالصبلح جلو"كالرعي على حياة اإلنساف كا٢بيواف معان، فهي

، لذا ٪بد أف غالبية سكاف األندلس كانوا يبكزكف ب ا٤بناطق الصا٢بة للزراعة 2ينتشر ا٤بوت كا٥ببلؾ

.3كالرعي بوصفها أىم حرؼ البلد

كينعكس ا١بفاؼ كالقحط سلبا على حياة السكاف، فتنتشر اجملاعة بب الناس كخاصة إذا

توالت مواسم ا١بفاؼ، كترتفع األسعار، ككثبا ما يتساكل ب ا٤بعاناة الفقب كالغب لقلة ا٤بواد الغذائية

.ا٤بتوافرة ب تلك السنة

كإذا ما تتبعنا حاالت القحط كا١بفاؼ كا٫بباس ا٤بطر الب مرت على األندلس ٪بد أف بعضان

منها كاف ٥با التأثب ا٤بباشر ب حياة الناس، كب بعضها اآلخر ترد ب سياؽ ا٢بديث دكف ذكر لتفاصيلو

.كآثاره كانعكاساتو ب اجملتمع

، ) ـ748/ ىػ131(إف أكؿ حالة قحط عرفتها األندلس بعد الفتح اإلسبلمي كانت ب عاـ

كذلك سنة ٧بل 136 أمطت األندلس كعم احملل كبادل إىل سنة 131ب سنة "فيذكر ابن عذارم أف

1 .5ابن عبدكف، رسالة ب القضاء كا٢بسبة، ص -

2حاـز غال حسب، دكر العلماء السياسي كاالجتماعي ب األندلس ب عهدم الطوائف كا٤برابطب، أطركحة دكتوراه غب منشورة - ‌.169، ص )1995جامعة ا٤بوصل، كلية اآلداب (

3- Levi Provençal, histoire del espane muslmane, (Paris,1967), p. 166.

Page 113: الفصل التمهيدي

97

، فقد أجدبت السهوؿ كالودياف كأ٧بلت الزراعة كفتك 1"كسنة غيث كاتصل احملل الشديد سنة أك اثنتب

.2ا١بوع با٤بدف كالقرل خبلؿ ىذه السنوات

ك٥بذه اجملاعة اعتبار ب تاريخ األندلس، فقد جاءت ب سياؽ تطور سياسي اجتماعي من

بب يوسف بن ) ـ747/ ىػ130(جانب كبب من األٮبية، إذ حدثت ب أعقاب موقعة شقندة سنة

عبد الربن الفهرم كحلفائو القيسية بقيادة الصميل بن حاب، كاليمانية بقيادة أبو ا٣بطار الكليب، كالب

انتهت بانتصار القيسية على اليمانية كمقتل أبو ا٣بطار الكليب، أم ب أعقاب تفجر الصراع بب

اليمنية كالقيسية، كالب على إثرىا بوؿ الفريق األكؿ إىل : الفريقب السياسيب ا٤بتنازعب ب األندلس

حزب مناكئ للسلطة القائمة، ككاف الرببر حينئذ ناقمب على العرب، كذلك ب ظل سلطة أندلسية

ضعيفة رغم بتع الببلد بقدر كبب من االستقبلؿ السياسي عن دكلة ا٣ببلفة، كىذه بدكرىا كانت بر

.بفبة انتقالية بب سقوط الدكلة األموية كقياـ الدكلة العباسية

إف شدة اجملاعة كتدىور األكضاع ب الببلد استغلها نصارل الشماؿ بقيادة ألفونسو األكؿ ملك

أشتورياس، فاستولوا على جليقية كاستورقة، كدفعوا بدكد الدكلة األندلسية جنوبا إىل ماردة أك إىل حدكد

.ما عرؼ بالثغر ا١بوب، ككانت مدينة طليطلة، عاصمة الثغر األكسط أك الثغر ا١بوب

فكانت األعواـ الستة بطر ب بعض األحياف كينزؿ ا٤بطر فيخص بعض ا٤بواقع خاصة ب سنة

إال أهنا مل تكن كافية إلزالة آثار ا١بفاؼ الذم سبقها لذا عاد القحط من جديد، ) ـ749/ ق132(

، ليدفع الناس إىل ترؾ مناطقهم كالرحيل إىل مناطق 3فكاف العاـ السابع عامان بادل قحطو فلم ٲبطر

أكثر خصوبة، ك٠بيت ىذه السنة بسنة برباط باسم الوادم الذم جرل التعريف بو سابقان، كالذم يقع

1‌.38، ص 2البياف، ا٤بغرب، ج -

2 .130، ص )عصر اإلمارة(عناف، عبد اهلل، دكلة اإلسبلـ -

3 .136ابن الشباط، صلة السمط ك٠بة ا٤برط، مصدر سابق، ص -

Page 114: الفصل التمهيدي

98

بكورة شذكنة، كالظاىر مل ينج من ىذا القحط الشديد إال مناطق ٧بددة كانت مدينة سرقسطة أٮبها

.1فأصبحت ملجأن للفارين من ا١بوع كا٥ببلؾ

) ـ756/ ق139(كيذكر صاحب كتاب ذكر ببلد األندلس كقوع احملل ب الببلد ب سنوات

- 138(، بعد دخوؿ عبد الربن بن معاكية 2) ـ777/ ق161(كسنة )ـ764/ ق147(كسنة

إىل األندلس كتأسيسو اإلمارة األموية، دكف أف يقدـ تفاصيل كاكتفى )ـ788- 756/ ق172

بإشارة مقتضبة ٩با ٯبعلنا نرجح إما أهنا مل تكن شديدة التأثب أك أف األمب عبد الربن الداخل ٪بح ب

.القضاء على آثارىا

، تعرضت منطقة ) ـ821- 796/ ق206- 180(كعلى عهد األمب ا٢بكم بن ىشاـ

إىل قحط شديد عال ا٤بسلموف ب تلك األرجاء عناءن كببا ) ـ812/ ق197(مشاؿ األندلس سنة

، كيعود السبب 3كمات منهم خلق عظيم، حب اضطر قسم منهم إىل عبور البحر ٫بو ا٤بغرب األقصى

ب ا٥بجرة إىل ىناؾ، ىو بقاءه ٨بصب، كتفاقم الشدة ب األندلس على ىذا النحو سببو دكاـ القحط

طواؿ موسم الفبلحة، أك أكثر من موسم، ٩با أضر بالزرع كالرم، كمن ا٤برجح أف حدكث القحط إ٭با

196(أك ) ـ810/ ق195(كقع ب السنة السابقة أك ب السنتب السابقتب بعب أنو بدأ ب سنة

.حب بدا تأثبه السيئ على الناس كاضحا هبذا النحو ) ـ811/ ق

197 ىػ، إىل عاـ 199، كىو "البياف ا٤بغرب"كلعلو من ا٤ببلئم تصحيح تأريخ اجملاعة الوارد ب

ىػ ا٤بذكور بإباع ا٤بصادر التارٱبية ككتب الطبقات كالباجم، فضبل على أنو يبلحظ أف نص ابن عذارم

ىػ، كما أنو يذكر أف ب ىذا 199 ىػ إىل عاـ 196الذم يذكر األحداث حوليا ينتقل مباشرة من عاـ

1 .205مؤنس، حسب، فجر األندلس، مرجع سابق، ص -

2 .115- ٦114بهوؿ، ص -

3 .239، ص )عصر اإلمارة(، عناف، دكلة اإلسبلـ 268، ص 1ا٤بقرم، نفح الطيب، ج -

Page 115: الفصل التمهيدي

99

العاـ ا٤بذكور أغزل األمب ا٢بكم الغزكة ا٤بشهورة على برشلونة، كىو أمر ال يستقيم مع ا٢بالة السيئة

كأف غزكة برشلونة حدثت ب / ق197للببلد بسبب اجملاعة، كمن ب يتأكد أف اجملاعة كانت ب عاـ

.ىػ199عاـ

كب مواجهة األزمة أكثر األمب ا٢بكم من مواساة أىل ا٢باجة، كفرؽ األمواؿ الكثبة على

الضعفاء كا٤بساكب كعابرم السبيل، كما ديعي إلقامة صبلة االستسقاء، غب أف ا٢بديث عنها كاف ب

خلط بب، فتارة ينسب خرب الصبلة إىل ٦باعة أخرل تالية الذكر كقعت ب أكؿ عهد األمب عبد الربن

.الثال، كتارة أخرل ٱبتلف ب إسم الشخص الذم توىل إمامة الناس ب صبلة االستسقاء

على عهد األمب عبد الربن بن ا٢بكم ) ـ822/ ق207(كىكذا كاف األمر كذلك ب سنة

فعانت الببلد الكثب من ا٤بوت كا١بوع النعداـ هتاطل األمطار، ) ـ852- 796/ ق238- 206(

.1القياـ بصبلة استسقاء كالدعاء هلل تعاىل إىل أف أغيثوا با٤بطر* ٩با دفع القاضي أبو النجيع

ىػ أعنف كأشد ٦باعة عرفتها األندلس حب ذلك الوقت 207ككانت اجملاعة الب حدثت سنة

د "اجملاعة األكىل"إذ ذىب ضحيتها خلق كثب إىل حد كصف عيسى بن أبد الرازم ٥با بأهنا ي، كارتفع ا٤ب

ديناران، كىذا يعب غبلءن فاحشا ال 30ب بعض الكور إىل ) كلغم368مكياؿ القمح كيبلغ حوايل (

يقدر عليو إال القادركف، ك٥بذا تكفل األمب عبد الربن الثال بإطعاـ الفقراء كا٤بساكب من أىل قرطبة،

كأما خارجها فبل تتوفر معلومات عن مساعدات قدمت لؤلىايل، بيد أنو ال ٲبكن أف نتوقع أف حاؿ

.الناس كاف أفضل

1 .314ابن سعيد، ا٤بصدر نفسو، كنفس الصفحة، مصطفى ٧بمود، الكوارث كالظواىر الطبيعية، ص -

ىػ، ابن سعيد، ا٤بغرب، ج 238أبو النجيع مسركر بن ٧بمد توىل القضاء ب عهد األمب عبد الربن الثال، فأحسن السبة، توب سنة * .147- 146، ص 1

Page 116: الفصل التمهيدي

100

ك٩با يلفت النظر ب أخبار اجملاعة ا٤بذكورة أعبله، ما قيل أف سببها انتشار ا١براد باألرض ك٢بسو

الغبلت كىجومو على ا١بهات، إىل جانب توقف الغيث كاستمراره، فخرج الناس لصبلة االستسقاء عدة

.مرات

كاضطر األندلسيوف إىل جلب ا٤ببة كالطعاـ من العدكة ا٤بغربية حينما عم القحط ب عاـ

بيع أ٫باء األندلس، كتركو األثر الكبب ب ا٤بواشي كالزركع، فاحبؽ الزرع لقلة ) ـ846/ ق232(

.1األمطار كىلكت ا٤باشية كارتفعت األسعار كعم الغبلء

ب عاـ ) ـ885- 852/ ىػ272- 238(كعلى عهد األمب ٧بمد بن عبد الربن الثال

عمت ببلد األندلس من أقصاىا إىل أقصاىا موجة جفاؼ شديد، حيث غارت )ـ867/ ق253(

ا٤بياه كانتشر الوباء كالغبلء كانعدمت األقوات، كاختلف ا٤بؤرخوف ب بديد سنة بداية ىذا القحط

)ـ878/ ق265(إىل )ـ867/ ق253(كمدتو، فإبن أيب زرع يذكر أنو استمر متواليا من سنة

أشد السنوات جفافا كغبلءن، ب حب أف ابن األثب ٯبعل بداية القحط )ـ873/ ق260(ككانت سنة

.2)ـ868/ ق255(كاستمر حب سنة )ـ865/ ق251(سنة

ب حب اكتفى ابن عذارم بذكر سنتب لوقوع قحط شديد ب األندلس، كذلك ب سنة

253دكف أف يوضح ىل داـ القحط كاجملاعة من سنة )ـ873/ ق260(كسنة )ـ867/ ق253

. ىػ، أـ كانت منفصلة كمل تستمر كل ىذه السنب260حب سنة

ب حب أف ا٤بؤلف األندلسي ابن حياف يذكر أف القحط اشتد ب العاـ ا٤بذكور، كبلغ من شدتو

أف ازداد غؤكر ا٤باء كنضوبو بآبار قرطبة كعيوهنا، فكاف أكثر شرب أىلها من هنرىم األكرب، كيذكر أيضا

1 .96، ابن أيب زرع، األنيس ا٤بطرب، ص 143ابن حياف، ا٤بقتبس، مصدر سابق، ص -

2 .196، ص 6الكامل ب التاريخ، ج -

Page 117: الفصل التمهيدي

101

لبلستسقاء ب شهر مارس، فلم ينزؿ الغيث ب الشهر ‌أف قاضي ا١بماعة سليماف بن أسود كاف قد برز

.ا٤بذكور كال ب تاليو، ب نزؿ فأقاـ بعض الزرع

.٩با يعب فقداف القسم األعظم من ٧بصوؿ ا٢ببوب، كبالتايل أدل إىل ضعف احملصوؿ كغبلئو

كمل تكن ضراكة اجملاعة ب السنة ا٤بذكورة راجعا فقط إىل توايل القحط عدة سنب قبلها، كلكن

ألف القحط مشل أيضا كل ببلد ا٤بغرب حب إفريقية، فتعذر على األندلسيب استباد الغذاء، بل مشل

.الغبلء عامة ببلد اإلسبلـ، على ما يذكر الطربم كغبه من ا٤بؤرخب

كلعل أشد السنوات قسوة على األندلسيب من حيث انتشار ا٤بوت كالغبلء كا١بفاؼ، ىي سنة

، ككانت عامة شاملة، حيث عم الببلء ببلد "سنة ستب"، حب ضرب هبا ا٤بثل ) ـ873/ ق260(

.1ا٤بغرب كإفريقية كمصر كا٢بجاز

حل باألندلس قحط شديد ب عهد األمب عبد الربن بن ٧بمد ) ـ914/ ق302(ب عاـ

فعمت احملنة سائر القواعد كالثغور كاستمر القحط إىل العاـ ) ـ961- 912/ ق350- 300(

، فأصابت الببلد اجملاعة الشديدة ككثر ا٤بوت بب أىل الفاقة 2التايل، ككاف شديدا على الناس قاسيا

كا٢باجة حب عجز عن دفنهم، كشبو ىذا القحط كما تبله من ٦باعة كمعاناة بجاعة سنة ستب

.3 )ـ873/ ق260(

كيكتب ابن حياف عن انتشار األكبئة حب )الطاعوف( )ا٤بوتاف(كزاد من عظم الببلء كقوع الوباء

عجز الناس عن دفن موتاىم، كأمر نعتقد طبيعي أف يبدأ انتشار ا٤برض بب ضعاؼ الناس لقلة

1 .102- 100، ص 2ابن عذارم ا٤براكشي ، البياف ا٤بغرب، ج -

2، )2004ببكت، (، السامرائي، خليل إبراىيم كآخركف، تاريخ العرب كحضارهتم ب األندلس 96ابن أيب زرع األنيس ا٤بطرب، ص -

.462ص 3، عناف، عبد اهلل، تراجم إسبلمية شرقية )1950مدريد، (مؤلف ٦بهوؿ، قطعة من تاريخ عبد الربن الناصر، بقيق ليفي بركفنساؿ -

.169، ص )1970القاىرة، (كأندلسية،

Page 118: الفصل التمهيدي

102

إمكاناهتم كعدـ توفرىم على الشركط الصحية ا٤ببلئمة، بيد أف ا٤برض مل يلبث أف انتشر بب ا١بميع،

كعاث ا٤بوتاف ب ىذه األزمة "أغنياء كفقراء، كطاؿ أىل ا٢باضرة كالنواحي على السواء، فيقوؿ ابن حياف

فأكدل بلق من كجوه أىل قرطبة كعلمائها كخيارىا، قىصىر ا٤بؤرخوف بياهنم لكثرهتم، إىل من مات من

، 2ابن حياف، ا٤بقتبس، ج ]" ال اتصلت عدة‌أشكا٥بم بببلد األندلس البعيدة ٩بن مل يأخذه إحصاء ك

[.110ص

ك٩با بدر اإلشارة إليو أف عبد الربن الثالث ب مواجهتو األزمة اجتهد ب فرض األمن الداخلي

بالغرب على أيدم ا٣بارجب عليو كالسراؽ كقطاع الطرؽ، الذين مل يكونوا يتورعوف عن مهابة الناس

كسلب التجار أموا٥بم كسلعهم، ككاف ىذا تدببا جديدا مل تشر إليو ا٤بصادر من قبل ب زمن اجملاعات،

إىل جانب ذلك بادر األمب إىل مساعدة الفقراء كاحملتاجب، كسار على هنجو كبار رجاؿ دكلتو من

.الوزراء كا٢بجاب كالقضاة كغبىم

بدد احملل كا٫بباس ا٤بطر، ٩با أدل إىل اضمحبلؿ الزرع كقلة )ـ929/ ق317(كعرفت سنة

األقوات فارتفعت األسعار كأجهدت الناس الب مل يكن ٥با سبيل سول التضرع إىل اهلل تعاىل طلبا

كالسماء ب كل ذلك ٩بسكة ٤با قدر اهلل "، ك٪بد أف ابن حياف يشب إىل ىذا احملل بقولو 1للغيث كالربة

.، ٩با يدؿ على أف ا٤بطر مل ينزؿ على الرغم من تكرار صلوات االستسقاء ب الكور بيعها2"تعاىل

مل يعهد فيو بثلو كال "كالذم )ـ935/ ق324(كعاد ا١بفاؼ كخطر احملل إىل األندلس عاـ

.3"٠بع كاتصالو إذا بادت السنة على ٧بلها كضنت السماء بوبلها فلم تنض بقطرة كال بلت مدرة

1 .78، ص )عصر ا٣ببلفة(، عناف، دكلة اإلسبلـ 265- 264، ص 1مؤنس، حسب، موسوعة تاريخ األندلس، ج -

2 .423، ص )عصر ا٣ببلفة(عناف، ٧بمد عبد اهلل، دكلة اإلسبلـ -

3 .251- 250ا٤بقتبس، بقيق شا٤بيتا، ص -

Page 119: الفصل التمهيدي

103

كرغم ذلك مل ترتفع األسعار كمل تضق أحواؿ الناس، كيعزك ابن حياف ذلك إىل كصوؿ ا٣ببات

من كل ا١بهات، كرغم أف ا٤بؤرخ القرطيب مل بدد لنا ما ىي ىذه ا١بهات، فإنو من ا٤برجح أنو كاف يشب

إىل باقي جهات األندلس الب كانت تتوفر على ٨بزكف كبب من الطعاـ، فكانت ترسلو إىل ا٢باضرة قرطبة

كأرباضها، إىل جانب احتماؿ أنو كاف يشب إىل جهات خارجية، فا٣بليفة الناصر الذم حكم من سنة

ـ كانت لو عبلقات كطيدة مع جبانو، كثركة الببلد الكببة آنذاؾ تساعد 961-929/ ق316-350

على استباد ا٢ببوب كغبىا من ا٣بارج، كما قد يكوف ا٣بليفة حسب حساب مثل ىذه األزمات

.فاختزف الغذاء لوقت الشدة

إال أف السلطة السياسية ٩بثلة با٣بليفة عبد الربن الناصر، استطاعت مواجهة األزمة، إذ مل

يعاف الناس من الضائقة كاجملاعة الب عادة ما تكوف متبلزمة مع احملل كا١بفاؼ، كبقي حا٥بم على

.أحسنو، إىل أف جاءت السماء با٤بطر ب العاـ الذم يليو

كإذا ما باكزنا أخبار ا١بفاؼ كالقحط كا١بوع بسبب انقطاع هتاطل األمطار خبلؿ سنوات

فبة حكم ا٣بليفة ا٤بوحدم )ـ1169/ ق565(عديدة كالب تزخر هبا كتب التاريخ، كانتقلنا إىل سنة

٪بد أف األمطار توقفت عن السقوط ٩با )ـ1184—1162/ ق580- 558(أيب يعقوب يوسف

أدل إىل حدكث حالة من ا١بفاؼ ب األندلس، استمرت إىل أف عاكدت ا٥بطوؿ، فباشر الناس بالزرع

.1كا٢برث

1 .384- 383ابن حياف ، ا٤بقتبس ، بقيق شا٤بيتا ، ا٤بصدر السابق ، ص -

Page 120: الفصل التمهيدي

104

كيورد ابن عذارم خربا مل يتحقق منو، مفاده أف ٧ببلن شديدا أصاب ا٤بغرب كاألندلس ب

أدل إىل كقوع اجملاعة )ـ1219/ ق616(ك )ـ1218- 1217/ ق615- 614(السنوات

.1كارتفاع األسعار، كاشتد ا٢باؿ على الناس أكثر فأكثر إىل أف فرج اهلل عن عباده ىذا الببلء

/ ق637(كما أشار ابن عذارم إىل كقوع قحط ب ببلد ا٤بغرب كالسيما ب مدينة سبتو سنة

، إال أف ما يهمنا من ىذا األمر ىو مدل تأثب ىذا القحط ب األندلس، فمن ا٤بعلـو أف 2 )ـ1239

سبتو مل تكن ضمن أمبلؾ ٩بلكة غرناطة، لكن عدـ كصوؿ ا٤بساعدات الغذائية لتلك ا٤بدينة من

األندلس أك من ببلد ا٤بغرب، ربا كاف يدؿ على سوء األحواؿ ب ا٤بنطقة بوجو عاـ، فضبل عن أف ٩بلكة

غرناطة بعد قيامها أصبحت تعتمد بشكل كبب على ما يرد عليها من ا٤بغرب من مساعدات، كإذا ما

تعرض ألم عارض، فإف ذلك سيؤثر ب األندلس كما يردىا من ا٤بغرب، كىذا ما حدث فعبلن، إىل أف

،فوافق نزكؿ ا٤بطر فرخصت األسعار كذىب ا١بوع، كأفاض اهلل ببه 3ـ1240/ ق638جاءت سنة

.4على عباده

لقد عانت األندلس ب فبات متعاقبة من ا١بفاؼ كانقضاء فصل الشتاء دكف أف تتساقط

األمطار، ٩با انعكس سلبا على حياة الناس كمعاشهم كنشاطهم، كحاؿ دكف الزراعة كالرم، كأدل إىل

.انتشار القحط كا١بفاؼ كغبلء األسعار

:السيول والفيضانات- ثانيا

1 .397ابن صاحب الصبلة، ا٤بن باإلمامة، ص -

2 .245- 244البياف ا٤بغرب، العصر ا٤بوحدم، ص -

3 .347ابن عذارم ، البياف ا٤بغرب ، العصر ا٤بوحدم ، ا٤بصدر السابق ، ص -

4 .نفسو-

Page 121: الفصل التمهيدي

105

إف السيوؿ كالفيضانات من العناصر ا٤بهمة ذات العبلقة ا٤بباشرة كالتأثب الكبب على الزراعة

كالرم كعمـو ا٢بياة االقتصادية، باعتبار أف األهنار من نعم ا٣بالق سبحانو كتعاىل على عباده، فهي

البديل الدائم كا١باىز ٥بم إذا ما حصل ا١بفاؼ بسبب انقطاع األمطار، فتكوف ٥بم مصدر إركاء

٤بزارعهم كبساتينهم كحقو٥بم كماشيتهم، باإلضافة إىل استعماالهتم الشخصية، كب الوقت نفسو تعترب

.مصدر هتديد كبريب خطب ٤با حو٥با كقوة تدمب رىيبة إذا ما زادت عن حدكدىا الطبيعية

كيعرؼ علماء ا١بغرافية الطبيعية الفيضاف بأنو زيادة كببة ب كمية ا٤بياه ا١بارية ب النهر كارتفاع

. 1ب منسوهبا كغمرىا لؤلراضي الب ال تغطى با٤بياه عادة

ىناؾ تسميات عديدة للسيل حسب شدتو كقوتو فهو يدعى ا١بحاؼ إذا كاف شديدا فهو

.3، كىو الغشمشم إذا فاض السيل عن ٦براه كجرؼ ما حولو2ٯبحف كٯبرؼ ما حولو

كقد ثار جدؿ بب الناس حوؿ األضرار الب بدثها أك بلفها السيوؿ كالفيضانات على

األراضي الزراعية، ٩با دفعهم الستفتاء الفقهاء كعلماء الشريعة ب ذلك، فإذا ما أكرل الرجل أرضا

لزراعتها كأتى السيل عليها، كأضر بقدر الثلث كعطلها عن غلتها، كالرجل صاحب األرض يطالب

:ا٤بكرم باألجرة كلها، ففي مثل ىذه األحواؿ يكوف ا٢بكم الشرعي نوعب

إذا دخل السيل قبل الزرع كمنع من الزراعة كالبذار بقدر الثلث من األرض فيحط على ا٤بكرم : األكؿ

.جزء من الكراء

1 .43ا٤بختار، األزمات االقتصادية، ص -

2 .21، ص 9ابن منظور، لساف العرب، ج -

3 .126جرب، معجم ألفاظ ا١بغرافية الطبيعية، ص -

Page 122: الفصل التمهيدي

106

.1أما إذا دخل السيل بعد الزراعة كخرج عن موعد ا٢برث فبل يسقط من أجرة الكراء شيء: الثال

إف ا٤باء كمصدر حيوم للحياة البشرية كا٢بيوانية كالنباتية، كاف ب الوقت ذاتو يشكل عامل

سعادة كشقاء ب اآلف ذاتو، فمدينب قرطبة كاشبيلية كانتا تعتمداف بشكل أساسي على مياه هنر الوادم

الكبب، كيذكر ا١بغراب اإلدريسي أف ىناؾ بانية آالؼ قرية عامرة كانت تعيش على الزراعة الب يركيها

.2بائو هنر الوادم الكبب

كٲبكن تصور حجم الكارثة إذا ما فاض ىذا النهر، فكم من قرية كقصبة كمزرعة كبساتب قد

.تتعرض للدمار كتذىب مع سيولو ا١بارفة

ككذلك األمر بالنسبة ٤بدينة غرناطة الب مل تنج من سيوؿ هنر حدرة كالذم ىو ب الوقت نفسو

.مصدرا لسقي ا٢بقوؿ كالبساتب كا٤بزارع

إف هنر شقر كاف سببا الشتهار كذيوع ا٤بنتجات الزراعية ٤بدينة بلنسية، إال أنو ب الوقت ذاتو

.3كاف رىيبا بسبب فيضاناتو القوية

أما هنر شقورة كما يؤكد ٧بمد عبده حتمالة، ىو أطوؿ األهنار الب تنبع من ا١بهات الشمالية

١بباؿ شبو جزيرة األندلس، كمستول مياه النهر منخفضة بوجو عاـ لكنو يرتفع بسرعة كببة إثر

.، فيشكل خطرا مفاجئا على ما حولو من مدف كقرل4العواصف ا٤بطرية الشديدة ٩با يؤدم إىل فيضانو

إف األضرار كما ينجم عن الفيضانات من دمار قد ال يتبلشى مع مركر الزمن، إ٭با يكوف سببا

ب تغب جغرافية منطقة ما، فيذكر الزىرم أف جزيرة قادس كانت ب األصل مدينة متصلة باألندلس إىل

أف حفرت قناة بب البحر ككادم لكة لكي يدخل ٠بك الب من البحر إىل النهر، فلما دخل ا٤باء كالتقى

1‌.237-‌236،‌ص‌5اشريطي،‌اعيار‌اعرب،‌ج‌-‌

2 .569، ص 2، اجمللد )1994القاىرة، (نزىة ا٤بشتاؽ ب اخباؽ اآلفاؽ، -

3 .103، ص )1966عماف، (حتمالة، ٧بمد عبده، إيببيا قبل ٦بيء العرب ا٤بسلمب -

4 .1102، ص 2موسوعة الديار،ج-

Page 123: الفصل التمهيدي

107

بالوادم فاض ا٤باء على مدينة قادس فأغرقها كمل يبق منها إال جزيرة صغبة منقطعة ب البحر، كهتدمت

.1قنطرهتا كبقي منها أرجل بت البحر كال يذكر الزىرم مب حدث ذلك

يذكر صاحب كتاب ذكر ببلد األندلس، أف أكؿ ذكر لسيل تعرضت لو مدينة قرطبة منذ الفتح

على عهد األمب عبد الربن الداخل، ككاف لشدتو أف بل )ـ765/ ق148(اإلسبلمي كاف ب سنة

.2معو الدكر كالناس كالدكاب

، إف قنطرة قرطبة الب تصل بب )ـ777/ ىػ161(أما ابن عذارم فيقوؿ ب أحداث سنة

مدينة قرطبة كربضها ا٤بسمى شقندة تعرضت لسيل عظيم على عهد األمب عبد الربن الداخل، ككاف

.3لشدتو أف زلزؿ أركاف القنطرة كسد حناياىا كىدـ بعض منها كاستمر ىذا السيل يومب

)ـ793/ ق177(كتعرضت مدينة قرطبة إىل سيل آخر ب إمارة ىشاـ بن عبد الربن سنة

بسبب كثرة هتاطل األمطار كارتفاع منسوب مياه هنر الوادم الكبب، فكاف السيل عظيما حب عد من

.4أكرب السيوؿ

بديدا تعرضت القنطرة مرة ثانية )ـ798/ ىػ182(ب عهد األمب ا٢بكم بن ىشاـ كب سنة

.5إىل سيل جارؼ كبب، جرؼ ربض القنطرة كأضر بدكرىا كىدمها حب كصل السيل إىل شقندة

بت عنواف كب ىذه السنة كانت )ـ827/ ق212(يشب ابن األثب إىل األحداث سنة

السيوؿ عظيمة كاألمطار متتابعة على عهد األمب عبد الربن األكسط، ٩با أدل إىل خراب أكثر األسوار

1 .93- 92كتاب ا١بغرافية، ص -

2 .٦115بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص -

3 .56، ص 2البياف ا٤بغرب، ج -

4 .٦122بهوؿ، ذكر ببلد األندلس، ص -

5 .199، ص 1، ج )1971ببكت، (سامل، عبد العزيز، قرطبة حاضرة ا٣ببلفة ب األندلس، -

Page 124: الفصل التمهيدي

108

.1بدائن ثغر األندلس، كخربت قنطرة سرقسطة الب جددت عمارهتا كأحكمت فيما بعد

شهدت مدف األندلس، كخصوصا )ـ836/ ق222(كعلى عهد األمب نفسو، كب سنة

، دكف أف نتمكن من إحصاء اآلثار 2قرطبة حدكث سيل شديد حب ٠بي ذلك العاـ بعاـ السيل الكبب

.التدمبية كاألضرار الب خلفها على ا٤بدف كالقرل كالبلدات

ككانت األندلس على موعد مع فيضاف عظيم عيد من أىم الفياضانات كأمهاهتا على حد

على عهد األمب نفسو، فقد ارتفعت ا٤بياه ب هنر الوادم )ـ849/ ق235(كصف ابن حياف، ب عاـ

الكبب عن حدىا الطبيعي، فخرب قنطرة هنر شنيل، كىو هنر غرناطة كقد مر بنا سابقا أف النهر يأخذ

تسمية ا٤بدينة الب ٲبر هبا، كما أضر بقوسب من أقواس قنطرة استجو، كضرب ستة عشرة قرية من قرل

، كما كأذىب بقنطرة قرطبة فصار 3اشبيلية على هنر الوادم الكبب فأضر بالناس كهبائمهم كأمتعتهم

.4عرضو آنذاؾ قرابة ثبلثب ميبلن

مل تكن ٧بل السيوؿ كالفيضانات على نفس الدرجة من التدمب كالتخريب الذم تعرضت لو

ب عهد األمب عبد )ـ900/ ق288(مدف كقرل كحقوؿ كبساتب كقناطر ا٤بدف األندلسية، ففي سنة

، كيبدك أف تأثبه اقتصر 5اهلل بن ٧بمد فاض هنر قرطبة كثلم بعض أرجل القنطرة، كاغتصت القنطرة با٤بياه

.اقتصر على مدينة قرطبة فقط، فبل نكاد ٪بد ذكرا آلثاره التخريبية ب مناطق أخرل

1 .488، ص 5الكامل ب التاريخ، ج -

2 .321، مصطفى، الكوارث كالظواىر الطبيعية، ص 5، ص 2ابن الفرضي، تاريخ علماء األندلس، ج -

3 .221، ص 1، مؤنس، موسوعة تاريخ األندلس، ج 147- 146ا٤بقتبس، بقيق مكي، ص -

4 .89، ص 2، ابن عذارم، البياف، ا٤بغرب، ج 106، ص 6ابن األثب، الكامل ب التاريخ، ج -

5 .199، ص 1، سامل، قرطبة، ج 139ابن حياف، ا٤بقتبس، بقيق أنطونيا، ص -

Page 125: الفصل التمهيدي

109

حيث يقوؿ )ـ980/ ق296( سنوات لفيضاف كبب ب سنة 8ب يعود هنر الوادم الكبب بعد

، دكف أف يذكر تفاصيل آثاره التدمبية كالتخريبية على العمراف 1"طىما سىيلوي كساء تأثبه"ابن حياف أنو

.كالسكاف

ب عهد ا٣بليفة عبد الربن الناصر )ـ942/ ق331(كعرؼ هنر قرطبة فيضانا عظيما سنة

.3، كجرؼ أشجار ا٢بقوؿ من شدتو كقوة جريانو كاقتلع ا٤بزركعات كدمر البيوت القريبة منو2فثلم قنطرهتا

حيث فاض النهر كبلغ )ـ945/ ق334(كتكرر األمر بعد ثبلث سنوات كبديدا ب سنة

.4السيل إىل الربج ا٤بعركؼ بربج األسد كثلم جزء من القنطرة كالرصيف

كبعد عاـ على )ـ976- 961/ ق366- 350(ب عهد ا٣بليفة ا٢بكم ا٤بستنصر باهلل

عاد الفيضاف من جديد كأ٢بق ضررا كببا )ـ962/ ق351(جلوسو على سدة ا٢بكم، أم ب عاـ

بالقنطرة الب يبدك أنو قد أهنكت أساساهتا بفعل كثرة السيوؿ الب كاجهتها، لذلك أصبح ترميمها كتقوية

.5)ـ970/ ق361(دعائمها الشغل الشاغل للخليفة ا٢بكم ا٤بستنصر كقد أب ذلك ب سنة

إف كثرة تساقط األمطار تشكل سببا من أسباب نشوء سيوؿ األهنار، كما حدث سنة

حيث فاض النهر لكثرة األمطار ا٤بتهاطلة، فوصل ا٤باء إىل رصيف القصابب، )ـ973/ ق363(

كاستمر هتاطل األمطار على فبات متقطعة ب تلك السنة، كا٤باء ب النهر يزداد تارة كينقص أخرل، حب

1 .144ا٤بقتبس، بقيق أنطونيا، ص -

2 .210، ص 2ابن عذارم، البياف، ا٤بغرب، ج -

3 .386، ص )عصر ا٣ببلفة(، عناف، دكلة اإلسبلـ 217ابن حياف، ا٤بقتبس، بقيق شا٤بيتا، ص -

4 .199، ص 1، سامل، قرطبة، ج 213، ص 2ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

5 .65- 64ابن حياف، ا٤بصدر السابق، بقيق ا٢بجي، ص -

Page 126: الفصل التمهيدي

110

بلغت زيادتو حدا كجرؼ معو أكواما من الطمى، فكانت ٧بنة شديدة ألىايل قرطبة لكثرة األمطار

.1كشدة السيوؿ الناشئة عن ذلك

لكثرة األمطار )ـ974/ ق364(ىذه احملنة الب عاشها أىايل قرطبة عاكدهتم من جديد سنة

٩با زاد من منسوب مياه النهر ففاض فيضانا طاميا كخرج إىل الرصيف الذم يلي القنطرة، فمنع الناس

السب بباب احملجة، حب أف باعة من أىل شببلر من قرية شقندة أقبلوا ب ذلك اليـو يريدكف الوصوؿ

إىل دكرىم فلم يتمكنوا من ذلك، فابذكا قاربا لبلوغ غايتهم، إال أف شدة السيل كقوة ا٤بوج أغرؽ

.2القارب فهلك من فيو ما عدا صاحبو الذم استطاع السباحة لينجو من ا٥ببلؾ

)ـ992/ ق382(ب فبة حكم ا٢باجب ٧بمد بن أيب عامر اجتاح قرطبة سيل شديد سنة

كاف لو أثر سيئ على ا٤بنتجات الزراعية كاحملاصيل الفبلحية، كأدل إىل إتبلفها كارتفاع أسعارىا حب

.3كصل تأثبه إىل مدينة الزىراء

أك ما اصطلح عليو )ـ1030- 1008/ ق422- 399(كحب اندالع الفتنة القرطبية

بالفتنة الرببرية، كحب كاف األىايل ب قرطبة حاصر ين من الرببر، يعانوف ا١بوع كا٢برماف، تضاعفت

فأزاؿ من األساس قرابة ألفي دار، كعددا ال )ـ1010/ ق401(مصيبتهم بفيضاف هنر قرطبة سنة

بصى من ا٤بساجد كالقناطر، كمات ب ذلك الفيضاف ٫بو بسة آالؼ إنساف ردما كغرقا، ك من بقي

حياى ذىبت أموا٥بم كأمتعتهم، ناىيك عن نفوؽ مئات ا٢بيوانات األليفة كاألنعاـ كالدكاجن، كخراب

1 .154- 145- 144نفس ا٤بصدر، ص -

2 .209ا٤بصدر نفسو، ص -

3 .116ابن أيب زرع، األنيس ا٤بطرب، مصدر سابق، ص -

Page 127: الفصل التمهيدي

111

ا٢بقوؿ كا٢بدائق، كقد هتدـ معظم السور احمليط بقرطبة، كردـ قسما من ا٣بندؽ، كل ذلك ب فبة ثبلثة

.1أياـ، الب استغرقها الفيضاف، ٩با جعل تأثبه كببا جدا

ك نتجاكز قليبل اإلطار الزمب لؤلطركحة ك ب سياؽ ا٤بوضوع نشب إىل تعرض مدينة اشبيلية إىل

كال تشب ا٤بصادر التارٱبية الب اطلعنا عليها إىل تأثبه على السكاف )ـ1037/ق429(سيل كبب عاـ

كال إىل آثاره التدمبية، باستثناء ما أكرده ابن شكواؿ من خبلؿ تربتو لعبد اهلل بن يوسف الوىرال الذم

.2قدـ األندلس لغرض التجارة كسكن اشبيلية ب ذلك العاـ مضطرا

ككاف االتصاؿ بب قرطبة كربضها ب األكقات الب تصاب فيها القنطرة بسبب الفيضانات

.3كالسيوؿ يتم عن طريق مراكب كمعديات

خلف خرابا عظيما كتدمبا )ـ1088/ ق481(كتعرضت مدينة بلنسية إىل سيل عظيم سنة

.4ىائبل ب ا٤بدينة كما جاكرىا من القرل كاألرياؼ كا٢بقوؿ كالبساتب

، ب ىدـ سور )ـ1168/ ق564(كتسبب الفيضاف الكبب الذم عرفتو مدينة اشبيلية عاـ

ا٤بدينة من جهة الوادم، كعربت ا٤بياه إىل األرباض كالبلدات اجملاكرة فأحدثت ا٣براب كالدمار للبساتب

.5كالدكر كالزركع

، كيذكره )ـ1200/ ق597(لعل أقول كأشد كأعنف سيل كاجهتو مدينة اشبيلية كاف ب عاـ

ا٤بؤرخوف كىم ٧بزكنوف، يعتصر قلوهبم األمل كاألسى، سيل مل يسبق لو مثيل، اجتاح أجزاء كببة من سور

1، )1963حلب، (، )هناية ا٣ببلفة األموية(، خالد الصوب، تاريخ العرب ب إسبانيا، 105، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

.216ص 2، ص )1971مدريد، (ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، قطعة من كتاب االكتفاء ب أخبار ا٣بلفاء، بقيق أبد ٨بتار العبادم، -

.91، ص )ت. اإلسكندرية، د(، كماؿ السيد أبو مصطفى، تاريخ األندلس االقتصادم ب عصر دكلب ا٤برابطب كا٤بوحدين، 99- 983 .200، ص 1سامل، قرطبة، ج -

4 .99- 98ابن الكردبوس، ا٤بصدر السابق، ص -

5 .91، أبو مصطفى، ا٤برجع السابق، ص 234ابن صاحب الصبلة، ا٤بن باإلمامة، ص -

Page 128: الفصل التمهيدي

112

ا٤بدينة كالسيما بب باب طريانة كباب ا٤بؤذف، كغمرت ا٤بياه كامل تراب ا٤بدينة كمل يسلم من البيوت إال

سيل . 1أقلها، حيث هتاكل أكثر من ستة آالؼ منزؿ، حب صارت اشبيلية ككأهنا جزيرة ما بب ا٤بياه

.أىلك ا٢برث كالنسل، كدمر ا٢بقوؿ كا٤بزارع كالبساتب

يذكر ابن عذارم أف أ٩با ال بصيهم إال اهلل تعاىل قد ىلكوا فيو، كأف باعة من بار الغرب

.2األندلسي الواصلب إىل اشبيلية عثركا ما بب الرماؿ على سبعمائة شخص من الغرقى

ككاف من لطف اهلل عز كجل على الناس أف كقع ىذا السيل ظهرا، فلو حدث ليبل لغرؽ

.3اآلالؼ من أىل اشبيلية

كمشل ىذا السيل باإلضافة إىل اشبيلية كادم النهر الكبب من قرطبة حب مدينة قادس فكاف من

أعظم ما جرل ب ىذه ا٤بدينة من حوادث عظيمة ككوارث جليلة، حب أصبح مناسبة يؤرخ هبا لوفاة

.4أحدىم أك كالدة آخر

اجتاح ٩بلكة غرناطة سيبل عظيما نتيجة هتاطل األمطار الغزيرة كفيضاف هنر حدرة ب عاـ

ب عهد السلطاف أبو ا٢بسن علي بن سعد ا٤بلقب بالغالب باهلل، فاحتمل معو ما )ـ1478/ ق883(

على ضفتيو من أشجار عظاـ من ا٤بيس كالدردار كا١بوز كغبىا فمنع الناس السب ب الطرقات، كدخل

السيل البلد فأغرؽ الدكر كا٢بوانيت كا٤بساجد كالفنادؽ كغمر األسواؽ، كىدـ البناء ا٤بشيد كأذىب ببناء

القنطرة فأبقى أقواسها فقط، كبلغ السيل رحبة ا١بامع األعظم، ب جاء السيل بكل تلك األشجار

العظاـ الب اقتلعت فباكمت ب البلد آخر قنطرة منو، فسدت ٦بارم الوادم، فباكم السيل كالشجر ب

1، 661، ص 2 ؽ 5، س )1965ببكت، (أبو عبد اهلل ٧بمد بن عبد ا٤بلك ا٤براكشي، الذيل كالتكملة لكتايب ا٤بوصوؿ كالصلة، -

.256، ص )عصر ا٤بوحدين(عناف، دكلة اإلسبلـ 2 .214البياف ا٤بغرب، العصر ا٤بوحدم، ص -

3 .662- 661، ص 2، قسم 5ا٤براكشي، الذيل كالتكملة، س -

4‌.414،‌ص‌1،‌لط5‌فص‌اصذر،‌ش‌-‌

Page 129: الفصل التمهيدي

113

قلب البلد، فعاين األىايل ا٥ببلؾ فبل يسمع إال بكاء األطفاؿ كصريخ النساء كأصوات الرجاؿ، فكاف

.1من أعظم األياـ الب قلما يسمع بثلو من قبل

من خبلؿ رصدنا ألخبار الفيضانات كالسيوؿ الب عرفتها األندلس ب عهدم اإلمارة كا٣ببلفة،

تبب لنا اآلثارة ا٤بدمرة ٥بذه الظواىر الطبيعية على اإلنساف كالعمراف كا٢بيواف كالنبات، حيث انعكست

سلبا على النشاط الزراعي كالرعوم، حيث خربت البع كالسدكد كالقناطر كأغرقت ا٢بقوؿ كا٤بزارع

.كالبساتب، كأدت باإلضافة إىل ىبلؾ الناس كتعطل مصا٢بهم، إىل زيادة األسعار كالغبلء

1دمشق، (، مؤلف ٦بهوؿ، نبذة العصر ب انقضاء دكلة بب نصر، بقيق ٧بمد رضواف الراية، 395، ص 5ا٤بقرم، نفح الطيب، ج -

.749، ص 2، حتاملة، موسوعة الديار، ج 42- 41، ص )1984

Page 130: الفصل التمهيدي

114

: امفطل امثاين

هتاج واموسائل امطرائق ال هدمس، يف امزراعي الإ

هتاج امزراعي يف ال هدمس وأ هواعو : املبحث ال ول الإ

هتاج امزراعي : املبحث امثاين وسائل الإ

Page 131: الفصل التمهيدي

115

اإلنتاج الزراعي في األندلس وأنواعو: المبحث األول

يعترب علماء االقتصاد اإلنتاج بصورة عامة من ا٤بوضوعات األساسية ب دراسة علم االقتصاد،

إذ أف القابلية اإلنتاجية ألية دكلة بدد دكرىا ب الشؤكف العا٤بية كمقدار الرفاىية الب يتمتع هبا أفرادىا،

كيشمل اإلنتاج ٨بتلف أكجو النشاط الذم يستهدؼ استخداـ ا٤بوارد االقتصادية إلشباع ا٢باجات

، كيقصد با٤بنفعة )عبارة عن خلق ا٤بنفعة أك زيادهتا(اإلنسانية، كاتفق العديد من االقتصاديب أف اإلنتاج

1.)ىي مقدار اإلشباع الذم يستطيع ا٤بستهلك ا٢بصوؿ عليو من سلعة أك خدمة معينة ب زمن ٧بدد(

كعملية اإلنتاج الب تؤدم إىل خلق منفعة، ال بلق الشيء من العدـ، ألف ا٤بادة ال تفب أك

تستحدث، بل ٲبكن بويلها من صورة إىل أخرل، فاإلنتاج ال ٱبلق ا٤بادة بل ٱبلق ا٤بنفعة، فهو يتضمن

للحصوؿ على السلع كا٣بدمات ا٤بطلوبة إلشباع ا٢باجات )عوامل اإلنتاج(استخداـ ا٤بوارد اإلنتاجية

.)بعملية اإلنتاج(اإلنسانية، كالعملية الب يتم هبا إنتاج السلع كا٣بدمات تعرؼ

أما اإلنتاج الزراعي فيتألف من ا٤بنتجات النباتية كا٢بيوانية الب تنتج ب ا٢بقل، بعب آخر

منتجات القطاع الزراعي، كىو تعبب استداليل جملموعة من احملاصيل كالسلع الزراعية الب تنمو ب مناطق

أف تكوف طازجة كب )ا٤بنتجات الزراعية(كبوجو أكثر بديدا، غالبا ما يقتضي مصطلح . ا٥بواء الطلق

2.نفس ا٢بالة الب تكوف عليها عند حصادىا أك جنيها أك قطفها

كبالرغم من أف بعض ا٤بنتجات الزراعية متوفرة على مدار العاـ ب بعض أجزاء العامل، فإهنا ال

تكوف ب أفضل حاؿ كأدل سعر إال عندما تكوف ب مو٠بها، كتعتمد مو٠بية ا٤بنتج الزراعي على

.ا٤بتغبات اإلقليمية مثل ا٤بناخ كالطقس كفصوؿ السنة

.241 ، ص2008الناصرم عقيل، دراسة ب االقتصاد السياسي ا٤بعاصر، ببكت 1‌.257نفس ا٤برجع، ص 2

Page 132: الفصل التمهيدي

116

إف اإلنتاج الزراعي أحد أىم األنشطة االقتصادية ب األندلس الب مارسها معظم السكاف

:إلنتاج ا٣ببات ا٤بادية، كببلؼ النشاطات األخرل، يتسم اإلنتاج الزراعي ببعض ا٣بصائص ا٤بتعلقة

بطبيعة كسائل اإلنتاج .1

تأثب العوامل الطبيعية كا٤بناخية على اإلنتاج الزراعي .2

الطابع ا٤بو٠بي لئلنتاج الزراعي، كالذم يتطلب تعبئة منظمة رشيدة ب استخداـ كسائل .3

1.اإلنتاج

كعليو فإف مفهـو اإلنتاج يقصد بو القياـ بإجراء بويبلت على ا٤بواد ا٤بستعملة ألجل ظهور

.الناتج، كالناتج ىنا ىو السلع كالب قد تكوف استهبلكية أك إنتاجية حسب االستخداـ

:مثبلن يتطلب إنتاج القمح أك الشعب أك غبٮبا من ا٢ببوب القياـ با يلي

هتيئة تربة صا٢بة للزراعة .1

توفب كميات مناسبة من ا٤باء .2

بذر البذكر .3

استخداـ ٦بموعة من األ٠بدة .4

استعماؿ بعض األدكات كالفأس كآالت رفع ا٤بياه .5

2.اجملهود العضلي كالذىب للفبلح .6

: كىناؾ أسس يتوقف عليها مقدار اإلنتاج الزراعي كىي

1 .63، ص1997 رياض عيسى غيداف، اإلنتاج الزراعي ب البلداف النامية، القاىرة

2‌.‌89فص‌ارجع،‌ص

Page 133: الفصل التمهيدي

117

األرض، ا٢ببوب، ا٤بياه، - مقدار العناصر اإلنتاجية ا٤بستخدمة ب العملية اإلنتاجية الزراعية .1

.األ٠بدة

٦باالت استعماؿ العناصر اإلنتاجية .2

طرؽ كأساليب اإلنتاج الب تستخدـ ب العمليات اإلنتاجية ب األندلس .3

:إف اإلنتاج الزراعي ب األندلس أدل إىل خلق بعض ا٤بنافع أك زيادة ا٤بوجود منها

كىي عبارة عن إجراء تغيب أك بوير ب شكل ا٤بادة أك ا٤بواد األكلية - المنفعة الشكلية .1

للحصوؿ على ناتج يكوف أكثر نفعا من ا٤بواد الب عمل هبا، كتحويل العناصر ب الببة إىل

.٧بصوؿ نباب، كتحويل ا٢ببوب إىل طحب، أك القطن إىل منسوجات قطنية

بدث عندما يتم نقل سلعة من مكاف إنتاجها حيث يكثر ا٤بعركض منها، - المنفعة المكانية .2

.كنقل منفعتها إىل أماكن أخرل يكثر الطلب عليها فتزداد منفعتها

تنشأ نتيجة خزف احملاصيل الزراعية إىل كقت تكوف فيها أكثر نفعان، كتخزين - المنفعة الزمانية .3

ا٢ببوب ب حالة زيادة عرضها كقت ا٢بصاد إىل أكقات أخرل تزداد ا٢باجة إليها، كىذا ال يعب

.بأية حاؿ االحتكار

تعب إضافة منفعة للسلعة عند انتقا٥با عن طريق كسيط أك ٦بموعة كسطاء - المنفعة التملكية .4

1.أثناء العمليات التبادلية بب ا٤بنتج أك ا٤بستهلك، مثل بارة ا٤باشية ب أسواؽ ا١بملة

:إف عوامل اإلنتاج الزراعي كالفبلحي ب األندلس ٲبكن تقسيمها إىل أربعة عوامل رئيسية ىي

ترمز األرض بعناىا الواسع إىل بيع ا٤بوارد الطبيعية كما كجدت عليها ب الطبيعة، - األرض )1

.كتشمل األرض كل الظواىر الطبيعية الب تتعامل مع احملاصيل الزراعية من خبلؿ الببة

.32، ص1964 دبال عبد القادر، الزراعة ب األندلس منجز حضارم، الدار البيضاء 1

Page 134: الفصل التمهيدي

118

كيتضمن سطح األرض كما ٲبتاز بو من استعماالت ٨بتلفة، ككذلك ما بويو جوؼ األرض من

موارد معدنية كمياه ٥با أثار مفيدة ب تغذية النباتات، إضافة إىل ما يغلف سطح األرض من أجواء

متميزة بدرجات متفاكتة من ا٢برارة كالرطوبة كالب تؤدم إىل ا٤بيزة النسبية ب إنتاج ٧باصيل زراعية معينة

كتتسم األرض ببعض ا٣بصائص الب بيزىا عن ا٤بوارد االقتصادية األخرل، منها أهنا ىبة اهلل . دكف أخرل

.تعاىل، كأهنا مستدٲبة، أم ٥با صفة الدكاـ، حيث ٲبكن ا٢بفاظ على قواىا الطبيعية

:كتقسم األرض ب األندلس من حيث خصبها إىل ثبلثة أنواع

ألصحاهبا تزيد فيو قيمة الناتج على تكاليف )ريعان (كىي الب بقق ربا - األراضي ا٣بصبة .1

.إنتاجو، كلذا تسمى باألراضي فوؽ ا٢بدية أك فوؽ ا٥بامشية

كىي األراضي ا٢بدية أك ا٥بامشية الب تتساكل فيها قيمة الناتج مع - األراضي ا٤بتوسطة ا٣بصب .2

.تكاليف ا٢بصوؿ عليو

كيطلق عليها تعبب بت ا٥بامشية، كىي الب تقل قيمة الناتج فيها - األراضي الضعيفة ا٣بصب .3

1.عن تكاليف إنتاجو، كمثل ىذه األراضي ال تصلح للزراعة من الناحية االقتصادية

يقصد بالعمل با٤بعب االقتصادم، ىو ا١بهد اإلنسال العقلي أك العضلي اإلرادم - العمل )2

الذم يبذؿ ب إنتاج السلع كا٣بدمات، أك ىو ا١بهد ا٤ببذكؿ اختياريا من قبل الفرد لتحقيق

منفعة، كيعد العمل من أىم عوامل اإلنتاج، فلواله ٤با أمكن التغلب على الطبيعة كاستغبل٥با،

. فعن طريق العمل حوؿ اإلنساف ا٤بوارد الطبيعية إىل السلع الب بتاجها

كيعترب الفبلحوف ب األندلس ا٤بصدر األساسي للعمل الزراعي، كبتلف أٮبية الفبلحب ب

.٦بموع السكاف اختبلفا كببان من زمن إىل آخر كمن بلد إىل آخر

.77 دبال عبد القادر ، ا٤برجع السابق، ص 1

Page 135: الفصل التمهيدي

119

كيقصد برأس ا٤باؿ ب اجملاؿ الزراعي ٦بموع اآلالت كاألدكات كا٤بخازف كحظائر - رأس المال )3

ا٢بيوانات، كمستلزمات اإلنتاج األخرل الب تستخدـ ب العمليات اإلنتاجية الزراعية، كىكذا

فإف رأس ا٤باؿ بفهومو اإلنتاجي ب األندلس يعرب عن أدكات العمل كمواد اإلنتاج ابتداءن من

كتصنف رؤكس األمواؿ الزراعية كفقا لكيفية استعما٥با من . الفأس كا٤بنجل كالبذكر كالسماد

الذم ٲبثل قيمة كسائل اإلنتاج )األساسي(رأس ا٤باؿ الثابت : الناحية االقتصادية ب صنفب

الب تستخدـ أكثر من مرة قبل أف تستهلك، كرأس ا٤باؿ الدائر الذم ٲبثل قيمة ا٤بواد األكلية

.الب تستخدـ مرة كاحدة ب اإلنتاج، كالسماد كمبيدات ا٢بشرات كغبىا

:أوالال :إف اإلنتاج الزراعي ب األندلس ب الفبة ا٤بعنية بالدراسة تشمل

كىي ب مقدمة ا٤بنتجات الزراعية ب األندلس، كالب عرفت انتشاران - المنتجات الغذائية -1

كاسعا ب ٨بتلف ا٤بدف األندلسية كأريافها تقريبان، ٤ببلئمة ا٤بناخ إلنتاجها، كألهنا ا٤بكوف

.األساسي لوجبات الطعاـ كالغذاء لسكاف ا٤بدف كاألرياؼ

، حيث كاف يىسدي حاجة السكاف منو تقريبا، 1كيأب ب مقدمتها كبتل مكاف الصدارة، القمح

كال يضطر إىل استباده إال ب حاالت قليلة جدا من دكؿ ٦باكرة ككاف األىايل يعمدكف إىل بزينو، كبقية

الغبلؿ أيضا، بسيبنا لظركؼ مناخية قاىرة، أك أزمات تلم بالببلد، من باب ا٢بيطة، كىناؾ أصناؼ

عديدة من القمح، توافقت ظركؼ زراعتها مع اختبلؼ ا٤بناخ ب األندلس، كدرج على تقسيمها حب

.5، ص 1955ابن عبدكف، رسالة ابن عبدكف ب القضاء كا٢بسبة، نشرىا ليفي بركفنساؿ، القاىرة، - 1

Page 136: الفصل التمهيدي

120

اللوف كاللسلة النباتية، كنوعية الدقيق الناتج عنها، كا٣ببز ا٤بصنوع منها، كقد ساعد على زراعة أنواع

.، إدخاؿ تقنية الرم الدائم ب األندلس على يد الفابب العرب1عديدة من القمح ككفرة اإلنتاج

كاف للرم الدائم الذم أدخلو العرب فضل ب انتشار زراعة حبوب أخرل باإلضافة إىل القمح،

كلعل أشهرىا األرز، حيث انتشر باصة ب أرياؼ بلنسية، كتضاعف إنتاجو الستخداـ الرم الدائم،

ألنو من ا٤بعركؼ أف األرز بتاج إىل مياه كثبة دائمة، ككاف يينقل من مدينة بلنسية إىل أقاليم األندلس

.2األخرل، ككانت الذرة تنتج بشكل كبب أيضا كتشكل مصدرا غذائيان للكثب من الفبلحب

كانتشرت زراعة الشعب ب معظم مناطق األندلس، كاستخدـ كغذاء لئلنساف كا٢بيواف، ب أكقات

األزمات كفبات القحط كا١بفاؼ، كاف الناس يلجئوف للشعب بعد طحنو لتعويضو عن القمح أك غبه

.3من ا٢ببوب

إف ا٤بزارعب األندلسيب كانوا ينتجوف باإلضافة إىل ا٢ببوب الب ذكرناىا، الفوؿ كا٢بمص

، كىذه ا٤بنتجات ٲبكن بزينها ٤بدد زمنية 4كالعدس كالبازالء كالفاصوليا كاللوبيا كالقرطم كالرمس كا٢بلبة

.طويلة، كىي تشكل أغذية رئيسية لسكاف ا٤بدف كاألرياؼ

كقد انتشرت زراعة أشجار الزيتوف ب معظم ببلد األندلس، كلكن كاف األشهر ب تلك الفبة

زيتوف اشبيلية، حيث اعترب من أجود األنواع ذكقان، ليس ب األندلس، كلكن ب عامل العصور الوسطى،

.5كيعترب من احملاصيل ا٤بهمة كعنصر أساسي ب غذاء السكاف اليومي الستخداماتو العديدة

1 - Levi- Provençal : L’Esp. Mus. pp. 162- 163, Hist.-de L’Esp. Mius. T.111. pp. 271-

273- 282. .17العذرم، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .584، ص 1، ا٤بقرم، ا٤بصدر السابق، ج 102ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، مصدر سابق، ص - 3 .429، ص 35، ص 2، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 544، ص 2اإلدريسي، ا٤بصدر السابق، ـ - 4 .114، البكرم، ص 95، العذرم، ا٤بصدر السابق، ص 235- 233ا٤بقدسي، ا٤بصدر السابق، ص - 5

Page 137: الفصل التمهيدي

121

ككاف قصب السكر تبكز زراعتو ب ا٤بنطقة ا١بنوبية الشرقية، كىو من احملاصيل الب جاء هبا

.1ا٤بسلموف إىل األندلس

كحظيت أشجار الفواكو بعناية خاصة كانتشرت زراعتها ب أ٫باء ٨بتلفة من األندلس حيث

احتل التب مكاف الصدارة كالشهرة، كباصة تب مالقة بكورة ريو، الذم كاف يباع بأسواؽ األندلس

كيصدر إىل ببلد ا٤بشرؽ كا٥بند كالصب، كاشتهرت أرياؼ اشبيلية بإنتاج نوعب من التب، ٮبا القوطي

كالشعرم، ا٤بشهوراف بذاقهما ا٣باص، كمنها يصدر إىل بقية مدف األندلس، ككذلك األمر بالنسبة

.2ألرياؼ طليطلة كبلنسية كشلب، حيث تنتج أنواع جيدة من التب

أما أشجار العنب، فانتشرت ب ٨بتلف مدف كأرياؼ األندلس، كىناؾ أصناؼ عديدة ٨بتلفة

ب اللوف كالطعم كا٢بجم، كٱبزف بعض األىايل ا٤بنتوج الستخدامو كقت ا٢باجة، كٯبفف البعض

.3للحصوؿ على الزبيب

كانتشرت أشجار الفواكو األخرل كالرماف كالتفاح كالكمثرم كالربتقاؿ كالليموف كأشجار اللوز

كا١بوز كالفستق كا٤بوز ب أرياؼ شنبه بغرب الببلد كأرياؼ كشقو كرشبونو كلورقة كسرقسطة كشلب

.4كتدمب كغبىا

كالثـو )القثاء(كبسب فصوؿ السنة كانت تنتشر زراعة ا٣بضركات مثل البطيخ كالشماـ كا٣بيار

كالبصل كالباذ٪باف صيفان، كالكـر كاللفت كا١بزر كا٤بلفوؼ كالقرنوع كالبطاطا شتاءنا، ككانت ا٣بضركات

1

‌.298، ص 10، الونشريسي، ا٤بصدر السابق، ج 96خاصة ب اشبيلية كالببة كا٤بنكب كشلب، ا٤بقدسي، ا٤بصدر السابق، ص -‌2

‌.543، ص 2، اإلدريسي، ا٤بصدر السابق، ـ 102الزىرم، ا٤بصدر السابق، ص -‌3

.234، ا٤بقدسي، ص 82- 61مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ذكر ببلد األندلس، ص -‌ .164- 113- 106- 22، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 55العذرم، ا٤بصدر السابق، ص - 4

Page 138: الفصل التمهيدي

122

من الكثرة بيث كاف يتفنن ا٤بزارعوف ب صناعة ا٤برىب كا٤بخلبلت كأنواع األشربة كالعصائر، ككانت متوفرة

.1طواؿ العاـ

:المنتجات الزراعية النسيجية -2

لقد اىتم األندلسيوف بزراعة ٧باصيل زراعية تدخل مباشرة ب صناعة النسيج، كيأب ب مقدمتها

الرقيق البايل )األ٠بدة(كجو العمل فيو أف تدبر لو األرض تدببان حسنان كتدمن بالزبل "القطن حيث يقوؿ

أك بزبل الضأف، ب برز با٢برث ب شهر يناير، ب تبؾ قليبلن، ب تثب كتثلث، يفعل ىكذا حب تنتهي

.2..."كأكثر من يستعمل ىذا العمل أىل صقلية ... إىل عشرة سكك

كمنذ أف جاء بو العرب ا٤بسلموف إىل األندلس أضحى القطن يزرع كباصة ب أرياؼ اشبيلية،

ككتب ابن حجاج . كمنها كاف ينقل إىل بقية أ٫باء األندلس، ككاف يزرع ب كادم آشوميورقة أيضا

كيوافقو من األرض باألندلس ا٢برشاء ا٤بوسومة ألنو ب ىذه األرض يسرع نفعو كال يتأخر عن كقتو "

كيكثر بلو، كأما أىل صقلية فينتخبوف لو األرض الكرٲبة، كقد يفعل ىذا أىل الواصل باألندلس كذلك

.3"موافق لو فيها

كب آركف من 5 كب بلنسية4كانتشرت زراعة الكتاف ب أرياؼ األندلس كخاصة ب منطقة الببة

.6أعماؿ باجو، كىو من أفضل كتاف األندلس جودة، ككاف يزرع كذلك ب الردة كا٤برية كميورقةكمرسية

.183- 173- 145- 117- 105- 103- 77- 75- 63- 61- 49عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .47ابن حجاج، كتاب ا٤بقنع ب الفبلحة، الباب األكؿ، ص - 2 .48نفس ا٤بصدر، صفحة - 3 .471، ص 4، ج 309، ص 1، ا٢بموم ياقوت، ا٤بصدر السابق، ج 85البكرم، ا٤بصدر السابق، ص - 4 .285ابن غالب، ا٤بصدر السابق، ص - 5 .92- 21، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 70مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ذكر ببلد األندلس، ص - 6

Page 139: الفصل التمهيدي

123

كمن ا٤بنتجات النسيجية كذلك نبات ا٢بلفاء حيث تركزت زراعتو ب ا١بزء ا١بنويب الشرقي من

.1األندلس، كبالذات ب ناحية لقنت حيث كاف ينقل منها إىل بعض ا٤بناطق اجملاكرة

: إنتاج العطور وزىور الزينة -3

أكىل األندلسيوف زراعة الزىور كالنباتات العطرية اىتماما كببا للطلب الكبب عليها من السكاف

بختلف فئاهتم االجتماعية، األمر الذم لو عبلقة مباشرة بالوضع االجتماعي كاالقتصادم، كالعادات

.كالتقاليد السائدة آنذاؾ

ب ناحية دالية من أعماؿ الببة، " عود النضوج"ك" الزعفراف"ب أرياؼ اشبيلية انتشرت زراعة

أيضا ب جباؿ أكشونبو بغرب األندلس، كب " العود"ككاف أفضل من العود ا٥بندم ذكاءن كعطرا، ككجد

كىو زكي " النجـر"كب منطقة تدمب كاف يوجد عود " احمللب"جبل ا٤بنتلوف بنواحي جياف كاف يوجد

الفائق الطيب، كمن جباؿ " النبل"الرائحة كيفوؽ العود ا٥بندم ب عطره، كب جباؿ الببة كاف يوجد

شلب كاف بمل العود إىل بقية األندلس كانتشر الزعفراف ب أرياؼ ا٤بدف األندلسية كبلنسية

كطليطلةكبياسة كباغة كأبذة كبسطة ككادم ا٢بجارة، كمن ىذه ا٤بناطق كاف يوزع على أ٫باء األندلس

كتب ابن حجاج حوؿ طرؽ توطب النباتات بغب األراضي الب تنبت فيها . 2كيصدر إىل دكؿ ا١بوار

كبا١بملة فإف الزعفراف من النبات الصحراكم، فمن أراد أف يرده بستانيا فوجو العمل فيو ما "بطبيعتها

أ٠باء العديد من النباتات كاألعشاب " منتخب جامع ا٤بفردات"كقد أكرد مؤلف كتاب . 3"ذكرناه

.4العطرية كالطبية ب األندلس ككصفها بدقة

.170ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .96، العذرم، ا٤بصدر السابق، ص 87- 86- ٦82بهوؿ، كتاب ب ا١بغرافية، ص - 2 .54ابن حجاج، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .50- 43- 42- 38- 31- 30- 26، ص )ت. د(الغافقي، منتخب جامع ا٤بفردات، القاىرة، - 4

Page 140: الفصل التمهيدي

124

دأب ا٤بزارعوف األندلسيوف على زراعة أنواع الوركد كأشجار الزينة للحدائق كالبيوت كا٤بنتزىات،

، 1لذلك نبلحظ انتشار زراعة كرد ا١بورم كالقرنفل كمسك الليل كالنرجس كالسوسن ا٣ببم كالبهار

ككانت زىيدة األبانبمقدكر اإلنساف متوسط الدخل كضعيفو من اقتنائها، كيعود رخصها لكثرة ا٤بعركض

.2منها

:إنتاج الخشب -4

لقد كاف لوجود أنواع ٨بتلفةمن األشجار ا٤بعمرة كبكثرة، ب الغابات احمليطة با٤بدف كب ا٤بناطق

ا١ببلية كب األرياؼ، كباصة أشجار الصنوبر كالبقس كالبلوط، أف ساٮبت ب كجود ثركة خشبية كببة،

تليب احتياجات السكاف من ىذه ا٤بادة ألغراض البناء كالتدفئة كالطبخ ك٨بتلف الصناعات اليدكية الب

.يعترب ا٣بشب ا٤بادة األكلية ٥با

انتشرت أشجار البلوط الضخمة بالقرب من قرطبة كأرياؼ الببة كقرب قرطبة منطقة تعرؼ

.4،أما أشجار البقس كالصنوبر فاشتهرت هبما جزيرة يابسة كجبل اطرٯبرش كمنطقة جياف3بريف البلوط

كيعد حصن قيشاطو شرقي مدينة جياف من مناطق إنتاج األخشاب ب الريف األندلسي كذلك

األمر بالنسبة لوادم آش كجباؿ رنده كأرياؼ مالقة كمرسيو حيث تتوافر أشجار متنوعة تستغل أخشاهبا

.5ب أغراض شب

إال أف ما ٯبب التنبيو إليو، ىو أف ا٤بنتجات ا٣بشبية عرفت عدـ االستقرار أك االطراد بسبب

اعتمادىا بشكل كبب على قطع األشجار الغابية، ككانت زيادة الطلب على ا٣بشب كتطور الصناعات

.86مؤلف ٦بهوؿ، منظومة ب الفبلحة األندلسية، ص - 1 .نفس ا٤بصدر كالصفحة- 2 .555، ص 2، اإلدريسي، ا٤بصدر السابق، ـ ٤367بقتبس، بقيق مكي، ص ابن حياف، ا- 3 .نفس ا٤بصدرين كالصفحات- 4‌.161ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص - 5

Page 141: الفصل التمهيدي

125

ا٣بشبية كالنواعب، كمقابض آالت الزراعة كاألسرة كالكراسي كغبىا، باإلضافة إىل أحواؿ الطقس غب

ا٤ببلئمة دائما، كل ذلك أدل إىل استنزاؼ ا٤بوارد ا٣بشبية ب كثب من ا٤بدف كاألرياؼ األندلسية، كباصة

.1مدينة ا٤برية، حيث اشتهرت بصناعة السفن، األمر الذم استدعى استباده من ا٤بغرب األقصى

تربية الحيوانات األليفة والرعي: ثانيا

إف للثركة ا٢بيوانية أٮبية كببة منذ قدل الزماف، كىذا ما أكدتو النقوش الب كجدت على آثار

القدماء، كلقد كتب الكثب من علمائنا العرب ا٤بسلموف عن أٮبية الثركة ا٢بيوانية ب اجملتمعات كالشعوب

، كالدمبم 3"ا٢بيواف"، كا١باحظ ب كتابو 2"عجائب ا٤بخلوقات كغرائب ا٤بوجودات"كالقزكيب ب كتابو

يقوؿ . 5"بفة ا٤بودكد بأحكاـ ا٤بولود"، كابن القيم ا١بوزية ب كتابو 4)حياة ا٢بيواف الكربل(ب كتابو

النىعم نوع كثب الفائدة، شديد االنقياد، كليس لو شراسة الدكاب كال نفرة السباع، كليس "ىؤالء العلماء

على التعب كا١بوع كالعطش، كخلقت ذلوال، كما قاؿ اهلل لو سبلح شديد، كمن شأهنا الثبات كالصرب

﴿:تعاىل ‌‌ ‌ ‌ ‌ ‌‌‌‌﴾6.

كقد تناكؿ ابن العواـ ىذا ا٤بوضوع ب كتابو، حيث أنو بعد أف عرؼ الفبلحة كأهنا تقـو على

غراسة األشجار كزراعة ا٢ببوب كا٣بضر كعبلجها ككذلك على معرفة ا٤بياه الصا٢بة كاألرض ا١بيدة

كالزبوؿ ا٤بوافقة ٥با، باإلضافة إىل اختزاف ا٢ببوب كالفواكو، عاد إىل تعريف الفبلحة ب فصل عقده ٥بذا

كإل ٤با استوفيت بعوف اهلل القوؿ ب ذلك بسب "الغرض جاء مباشرة بعد الكبلـ السابق فيضيف

1 - Glik : Islam, and Christ. Sp, pp 107- 108.‌

، دار االفاؽ ا١بديدة ، ببكت 3القزكيب ، زكريا ٧بمد بن ٧بمود ، عجائب ا٤بخلوقات كغرائب ا٤بوجودات ، بقيق ، فاركؽ سعد، ط_ 2 –1978

. ٦بلدات8، 1965/ ىػػ 1384ا١باحظ، عمرك بن بر، ا٢بيواف، بقيق عبد السبلـ ىاركف، نشر مصطفى البايب ا٢بليب، _ 3 .ج2ـ، 2003/ ىػػ 1424الدمبم، كماؿ الدين ٧بمد بن موسى، حياة ا٢بيواف الكربل، دار الكتب العلمية، ببكت، _ 4 .ـ1971/ ىػػ 1391ابن القيم ا١بوزية، بفة ا٤بودكد بأحكاـ ا٤بولود، ، بقيق عبد القادر األرناؤكط، مكتبة دار البياف، _ 5‌. 71سورة يس، اآلية _ 6

Page 142: الفصل التمهيدي

126

الغرض ا٤بقصود إليو، أضفت إىل ذلك فبلحة ا٢بيوانات الب ال غب عن استعما٥با ب فبلحة األرض،

كبعض األطيار الب تتخذ ب الضياع كا٤بنازؿ لبلنتفاع هبا، ككصف ا١بيد منها كنعوتو ككجو العمل ب

.1"إنتاجها كسياستها كعبلج بعض أدكائها

ككانت أرياؼ األندلس ىو ا٤بكاف الذم استأنس فيو الفبلحوف األندلسيوف ٨بتلف ا٢بيوانات

األليفة كالطيور الداجنة، كىي ببل شك تعترب الركيزة األكىل بعد األرض كالبذكر للفبلحب ب أعما٥بم

كتستخدـ ىذه . الزراعية ا٤بتنوعة، كمن ىذه ا٢بيوانات الثور كالبغل كا٢بصاف كا٢بمار كا١بماؿ كاألبقار

ا٢بيوانات ألعماؿ السقاية كا٢براثة كالنقل كالدراس كالركوب كما إىل ذلك، كأكثرىا استعماال الثباف

ليس ب "كربا كانت اإلفادة من الثباف أكثر من غبىا ألنو كرد ب كتب الباث ما نصو . كالبغاؿ كا٢بمب

، أم أهنا تعفى من الضرائب، كقد تعفى كل حيوانات العمل من الضرائب كما 2"البقر العوامل صدقة

.3يقرر ذلك أبو عبيد

كمن ا١بدير بالذكر أف ا٣بيوؿ مل تستعمل ب العمل الزراعي خبلؿ فبة صدر ا٣ببلفة الراشدية

الزاىرة كا٣ببلفة األموية بسبب ا٢باجة إليها ب ا٢بركب، بينما كانت األبقار كالثباف كا٢بمب تقـو

باألعماؿ الزراعية كلها، بالدرجة األكىل ب اإلبل، ك٤با كانت ا١بواميس قليلة األعداد ب األندلس، فإف

عبء العمل الزراعي قد كقع على الثباف ب كل األحواؿ، إذ كانت بر احملاريث كتدير السواقي

أما اإلبل فكانت ٢بمل األثقاؿ الضخمة كنقلها عرب ا٤بسافات الطويلة، كقد تستخدـ ب . كالنواعب

ا٢براثة لكنها غب ٧بمودة لدل الفبلحب األندلسيب بسبب ثقلها على األرض احملركثة، كنظرا ألٮبيتها،

:كاف االعتناء هبا كببا من خبلؿ

.277-275، صص 1ابن العواـ، الفبلحة، ج_1‌.76، ص 1983أبو عبيد القاسم بن سبلـ، كتاب األمواؿ، القاىرة، - 23

‌.89فص‌اصذر،‌ص‌-‌

Page 143: الفصل التمهيدي

127

:أماكن الرعي والتربية .1

إف تربية ا٢بيوانات كمضاعفة أعدادىا بثل ركنا ىاما من عمل الفبلح ب األندلس، ساعد على

ىذا كفرة ا٤براعي كاألعشاب ككثرة ا٤بصادر ا٤بائية، نظرا الختبلؼ سطح األرض كا٤بناخ، كانتشرت ا٤براعي

حوؿ مصادر ا٤بياه، كباصة األكدية الكربل، كالوادم الكبب، كأماكن تساقط األمطار ب مشاؿ كغرب

.1األندلس، كىضبة ا٤بيسيتا

كأشارت ا٤بصادر األندلسية إىل أماكن تعيينها كمراع للحيوانات كمنطقة تاجة، كالثغور الشمالية

الغربية حوؿ قلمرية، كأرياؼ يابرة كشلب كطرطوشة، كبلنسية كجياف كشربش كالببة كطليطلة كاشبيلية

، لكن ىذا ال يعب بأية حاؿ، عدـ كجود مراع أخرل حوؿ العديد من ا٤بدف كب األرياؼ 2كالردة

.كالغابات

ككاف الفبلحوف بعد جب احملاصيل يبكوف مواشيهم ترعى ب ىذه ا٢بقوؿ لتنظيفها أك إلراحتها،

حيث تبؾ مساحات شاسعة فارغة لرعي األنعاـ، لفبات طويلة خبلؿ العاـ كالغرض منو إراحة األرض

.3كهتيئتها للزراعة ب ا٤بوسم القادـ

كما أف بعض ا٤بزارعب يتخذكف مناطق معينة قريبة من ٦باؿ سكناىم ب األرياؼ لرعي ا٤باشية

ا٣باصة هبم، كربا يتجاكز بعض الرعاة ا٤بساحات ا٤بخصصة ٥بم إىل أراضي كمسارح الغب للرعي، ٩با

.4يؤدم ب أحياف كثبة إىل منازعات كخصومات بب الطرفب

1- Levi- Provençal : Hist.-de L’Esp. Mus. T.111. p 285, Imamuddin : Som- asp. P. 6,

12, Glik : Islam, and Christ. Sp, pp 104- 105.‌ .364، ابن حياف، ا٤بقتبس، بقيق مكي، ص 74كتاب ذكر ببلد األندلس، ص : مؤلف ٦بهوؿ- 2

3- Levi- Provençal : Hist.-de L’Esp. Mus. p 164.‌

.316- 313، ص 10، البياف كالتحصيل، ج )ا١بد(ابن رشد - 4

Page 144: الفصل التمهيدي

128

كلقد لعبت األبقار كالثباف دكرا مهما ب اقتصاديات الفبلح األندلسي، حيث اعتربت عامبل

رئيسيان ب عمليات ا٢برث كالدرس كغبٮبا من العمليات الفبلحية، باإلضافة إىل كوهنا مصدرا للحـو

كاأللباف، األمر الذم أدل إىل أف بعض الفقهاء نبهوا على ضركرة منع ذبح البهائم الب تصلح للحرث

، كاستثنوا من ذلك البهائم الب باكز 1كالنسل، كأشاركا بإرساؿ أمناء من ذكم الثقة ٤براقبة أماكن الذبح

.هبا العمر كمل تعد تصلح للعمل أك اإل٪باب كالتكاثر، أك العاجزة عن فعل شيء

ككاف احملتسب باألندلس يراقب عمل ا١بزارين كطرؽ ذبهم للبهائم كيراقب ا١بثة ا٤بذبوحة فيما

إذا كانت الدابة مريضة قبل ذبها، ب مراقبة غش اللحـو كقد سنت لذلك القوانب كاألنظمة الب بنع

:التدليس كغش اللحـو كبيع الفاسد منها كا٤بضر للناس، كمن بلة ىذه القوانب ما يلي

قطع األكراج كلها مشتمبل ا٢بلقـو كا٤برم، كال يصح الذبح بسكب ثلمة .1

منع ذبح األبقار ا٢بوامل .2

ال يذبح من ا٢بوامل إال ٨بلوع الورؾ كاألعور كاألعمى كا٤بقلوع السن، كما بو عاىة مرضية .3

ظاىرة ككل من كاف بو عيب ظاىر

إذا ذبت هبيمة مريضة أك متغبة اللوف منع من بيعها مع اللحم السليم، بل بيعها خارج .4

ا٢بانوت كبضور أمب من قبل احملتسب، كال ٲبكن أف يبيع منها للطباخب الذين يطبخوف

.للناس شيئا

إذا شك احملتسب بيواف ميت مذبوح اختربه با٤باء، فإف طفح فهو ميتة، كإف رسب فهو .5

.حبلؿ

.44ابن عبدكف، رسالة ب القضاء كا٢بسبة، ص - 1

Page 145: الفصل التمهيدي

129

كانت جزيرة ميورقة مشهورة بببية ا٤باشية، كقد أشار إىل ذلك ابن حوقل ب ب كتابو حيث

، كب أرياؼ مدينة سامل الب كاف 1بأهنا رخيصة ا٤باشية لكثرة ا٤براعي، غزيرة النتاج كا٤بواشي"كتب يقوؿ

.2"إقليم كاسع كناحية كثبة ا٤بواشي"٥با على حد قوؿ ابن حوقل

انتشرت تربية ا٤باشية من أبقار كثباف كأغناـ ب لورقة كريو كجياف كفحص البلوط كأرياؼ

اشبيلية، كب مستنقعات الوادم الكبب، حيث توفر رعي دائم طواؿ العاـ، كب سفوح جبل الشارات

. 3جنويب طليطلة، حيث كانت تنقل من ىناؾ إىل أ٫باء األندلس

ككاحدهتا " أحيار"إف معظم بيوت ا٤بزارعب تضم ب جوانبها حظائر إلقامة ا٤باشية، تسمى

كقد يبؾ الفبلحوف أنعامهم ترعى كتسرح ب ا٤بسارح احمليطة بالقرل، فإذا احتاجوىا ب األعماؿ ". حب"

الزراعية بعوىا، حب إذا ما انتهوا من ذلك تركوىا ترعى تارة أخرل، ككثبا ما كانوا يعبكف كيستعبكف

.4الثباف كاألبقار ألغراض ا٢برث كالدرس كغب ذلك

كاىتم ا٤بزارعوف األندلسيوف كذلك بيوانات النقل كا٣بيوؿ كالبغاؿ كا٢بمب كاإلبل، إف ا٣بيوؿ

، كلكن 5كانت ترىب ب األصل ألغراض ا٢برب كالغزك كالقتاؿ، كيبدك أف أعدادىا كانت قليلة أكؿ األمر

سرعاف ما تكاثرت أعدادىا لظركؼ الغزكات ضد نصارل الشماؿ، كاالضطرابات الداخلية، حيث

كقد أدخل بربر األندلس . كانت ا٣بيوؿ تعترب من مقومات ا٢برب الفعالة ب مثل تلك الصراعات

أم " خنيت"حصاهنم الرببرم الذم اختلطت دماؤه بالسبلالت احمللية، ٩با أنتج فصيلة جديدة تدعى

1 .110، ص )ت. د(كتاب صورة األرض، القاىرة -‌

.112نفس ا٤بصدر، ص - 2 .133- 132، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 552، ص 2اإلدريسي، ا٤بصدر السابق، ـ - 3، كمل ترد إشارات ب ا٤بصادر تدؿ على تربية ا١باموس سول ما ذكره ابن حياف 110- 108، ص 9الونشريسي، ا٤بصدر السابق، ج - 4

مكي . من أف األمب ٧بمد كاف معجبان با١باموس من دكاب أىل ا٤بشرؽ مستدعيا ٥با من التجار مستكثرا منها، ابن حياف، ا٤بقتبس، ت .277- 276، ص )10( .212، ص 1، ج 1963دكزم، تاريخ مسلمي إسبانيا، تربة حسن حبشي، القاىرة، - 5

Page 146: الفصل التمهيدي

130

تعب الفارس، كال " خنيت"، كإف كانت كلمة 1زناب نسبة إىل قبيلة زناتة الرببرية الب اشتهرت بفرساهنا

.تعب سبللة من ا٣بيوؿ

كتعترب ا٣بيوؿ العربية أكثر ا٣بيوؿ أصالة كأقدرىا على التحمل كالسرعة كا٤بناكرة ب ا٢بركب

.كاإلغارة كالكمائن إىل جانب أهنا كانت على درجة كببة من الذكاء كالوفاء كالنبل كالشهامة

كعرفت منطقة الوادم الكبب كأرياؼ تدمب كجزائر اشبيلية بببية ا٣بيوؿ، كأشار عريب بن سعد

–ب تقوٲبو إىل عملية تربية ا٣بيوؿ كدكرة نتاجها كاىتماـ السلطات األندلسية بإرساؿ الكتب كل عاـ

.2لشرائها- خاصة ب شهر مارس

لقد توسع الفبلحوف األندلسيوف ب استخداـ البغاؿ، السيما كأف األندلس بصصت بببية

، فاستخدموىا ب جر العربات كاحملفات كا٢بمل كالركوب، باإلضافة إىل األعماؿ الزراعية 3"البغاؿ الفيره"

.ا٤بختلفة، ككانت مبلئمة لطبيعة األندلس الوعرة

كتعترب جزيرة ميورقة على كجو ا٣بصوص من ا٤بناطق ا٤بشهورة بببية كتصدير أفضل البغاؿ

كأجودىا لدرجة أف سعر الواحد منها كاف يباكح بب مائة كبسمائة دينار، كذلك لعدة خصائص بتاز

.4هبا مثل حسن السب كباؿ كضخامة ا٥بيئة كركعة األلواف كالتجلد كالصرب على العمل

كمن ا٢بيوانات الب كاف ٥با دكر مهم ب حياة الفبلح ب األندلس، ا٢بمب لرخص بنها، مقارنة

بالبغاؿ، كقد اعتمد عليها ا٤بزارع ب أعمالو، كيتبب لنا مدل شيوع استخداـ ا٢بمب ب األعماؿ الزراعية

.124- 123، ص 1990موريس لومبار، اإلسبلـ ب ٦بده األكؿ، تربة إ٠باعيل العريب، ا١بزائر، - 1، ككانت الكثب من ا٣بيوؿ هتلك ب ا٢بركب كالفب الداخلية، ابن 97- 71- 69- 57- 45عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 2

.109، ص 2، ابن عذارم، ج 272- 271حياف، ا٤بقتبس، ت مكي، ص .109ابن حوقل، ا٤بصدر السابق، ص - 3 سنة كما لعبت البغاؿ دكرا 25 بغل ب بناء مدينة الزىراء الب استغرؽ بنائها 1400، كقد استخدـ الناصر 110نفس ا٤بصدر، ص - 4

.100أساسيا ب ا١بيوش األندلسية حيث استخدمت ألغراض الركوب كا٢بمل، ابن خطيب، أعماؿ األعبلـ، ص

Page 147: الفصل التمهيدي

131

من بصيص ابن العواـ ب كتابو حيزا أكرب من ذلك الذم خصصو للبغاؿ، كقد أشار بديدا إىل جودة

، الب أدخلها العرب إىل األندلس، ككاف لو األثر الكبب، ألف توفر بار جيد لكل مزارع 1ا٢بمب ا٤بصرية

ب العصور الوسطى مل يكن باألمر ا٥بب، خاصة إذا كاف ا٢بمار قويا، صبورا على العمل، كما كانت

.ا٢باؿ للحمب ا٤بصرية

أما تربية اإلبل، فكانت على نطاؽ ضيق، لعدـ مبلئمة ىذا ا٢بيواف للبيئة كالطقس ب

.2األندلس، حب اقتصرت تربيتها على ا٤بنطقة ا١بنوبية الشرقية ب السهوؿ ا١برداء

ترؾ العرب تراثا علميا غنيا من كتب البيطرة كا٣بيل، كقد استفادكا ٩با خلفتو ا٢بضارات ا٤بتقدمة

كالركمانية كالفارسية كا٥بندية كغبىم من آثار كمؤلفات بيطرية، كفاقوا ب سبقهم ب معرفة أحوا٥با

.كالعناية هبا بكم ارتباطهم با٣بيل كحبهم ٥با

لقد ربط العرب البيطرة بالعلـو الطبية كالصيدالنية، كىكذا أصبح الطب البيطرم ب العصر

الوسيط كب ظل ا٢بضارة العربية اإلسبلمية فرعا من فركع الطب، ألنو يعتمد ب تشخيصو كعبلجو

للحاالت ا٤برضية الب تعبم الدكاب على نفس أساليب التشخيص كا١بواىر الدكائية الب يعاب هبا

البشر، فالرازم كاف أكؿ طبيب ب القرف الرابع ا٥بجرم يعاب فرسا متأ٤با أدرؾ أف ما ينتابو ىو نوع من

القولنج، فأعطاه من ا٤بفتحات كدافعات الريح كا٤بسهبلت أضعاؼ ما يعطي للبشر، فشفي الفرس رأسا،

كىذه سابقة تارٱبية مل تعرفها أكركبا كما رأينا إال ب بداية عصر النهضة، حيث مل بد ا٤بختصب بطب

.ا٢بيواف فعهدت بذلك إىل أطباء البشر

كارتفع العرب بهنة الطبيب البيطرم من ا٢برفة الب كانت تعتمد على تثبيت األنعاؿ ب حوافر

الدكاب إىل ا٤بهنة الطبية الب اشبط أف ال يتعاطاىا إال من كاف لو خربة بعلل الدكاب كحددت بثبلبائة

.481- 479- 477، ص 2ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 1‌.100لعبت اإلبل دكرا معتربا ب ا١بيوش األندلسية حيث كانت تستخدـ ألغراض ا٢بمل، ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، ص - 2

Page 148: الفصل التمهيدي

132

كعشرين علة، كأف يتحلى صاحبها بدين يصده عن الدكاب بفصد أك قطع أك كي بغب خربة فيؤدم إىل

.ىبلؾ الدابة كعطبها، كأف تتوفر لديو من األدكات البيطرية البلزمة لتشخيص داء ا٢بيواف كعبلجو

:كلعل من أشهر من ألف ب ىذا ا٤بوضوع

ىػ كلو كتاب ا٣بيل211أبو عبيدة معمر بن ا٤بثب البصرم ا٤بتوب سنة

ىػ، كلو كتاب ا٣بيل ككتاب النبات 216عبد ا٤بلك بن قريب األصمعي الباىلي ا٤بتوب سنة

كالشجر

ىػ ب البصرة، لو كتاب ا٣بيل228أبو عبد الربن بن معاكية القرشي ا٤بتوب سنة .

ىػ245أبو جعفر ٧بمد بن حبيب البغدادم ا٤بتوب سنة

ـ، لو كتاب علم الفركسية كفن 1680/ ىػ1091عبد القادر بن علي الفاسي ا٤بتوب سنة

.تربية ا٣بيل كمعرفة مباركها كما بدث ٥با من العلل، ككذلك كتاب األجياد الصافنات

كمن األنعاـ الب اىتم بببيتها األندلسيوف، كباصة سكاف األرياؼ، األغناـ ألٮبية ٢بومها

.1كمصر للتغذية كأصوافها ألغراض اللباس خاصة ب فصل الشتاء البارد

لقد اشتهرت أرياؼ مدف طليطلة كقرطبة كشنتربية كسهل القنبانية كجبل الشارات بببية أعداد

كببة من قطعاف األغناـ، كمن ىذه ا٤بناطق توزع إىل بقية أ٫باء األندلس، كما كانت تريب أيضا ب

.2أرياؼ قادس كجباؿ فحص البلوط

1 - Levi- Provençal : Hist.-de L’Esp. Mus. T.111. p 286.

، اإلدريسي، ا٤بصدر 14، العذرم، ا٤بصدر السابق، ص 80، ص 5، ا٤بقتبس، ج 19- 11ابن حياف، ا٤بقتبس، بقيق مكي، ص - 2 .10، ص 2، ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج 552، ص 2السابق، ـ

Page 149: الفصل التمهيدي

133

لقد اكتسب ا٤بزارعوف األندلسيوف كالرعاة خربة جيدة بببية األغناـ كمضاعفة أعدادىا كطرؽ

.1تغذيتها كتسمينها لزيادة كزهنا، كعلى دراية بدكرة تبلقحها كنتاجها

إف قطعاف ا٤باشية من األغناـ كا٤باعز كانت تتعرض ب بعض األحياف ألخطار ا٤بوت جوعا

كعطشا ب أكقات االضطرابات ا١بوية كا٤بناخية، أك عند تعرضها ٥بجمات الذئاب ا١بائعة، ٩با يستدعي

.2، للحفاظ عليها)بع زرب(اباذ بعض التدابب ٢بمايتها كاباذ الكبلب للحراسة كإقامة الزركب

كباإلضافة إىل تربية األغناـ كا٣بيوؿ كاألبقار كالبغاؿ كا٢بمب، اىتم ا٤بزارعوف األندلسيوف بببية

النحل، حيث شكل ىذا النشاط جزءا مهما من اقتصادياتو،كنظرا للطلب الكبب عليو، من قبل

. لفوائدىا الصحية الكببة، فقد انتشرت تربية النحل ب مناطق ٨بتلفة من األندلس3ا٤بستهلكب

ككانت أرياؼ طرطوشة كلبلة كطليطلة كجياف كقرطبة كباجة كموركر مشهورة بببية النحل

.4كاستخراج العسل

يبقى حينا ال يبمل، "إال أف أفضل العسل ذاؾ الذم ينتج ب إقليم الشرؼ من اشبيلية ككاف

، كيفوقو ب ا١بودة عسل أرياؼ اشبونة الذم فاقت شهرتو بيع أنواع العسل ب 5"كيدـك بالتو ال يتبدؿ

األندلس، لشدة بياضو كجودة مذاقو حب شبو بالسكر، ككاف ال يلوث الثياب أك القراطيس إذا كضع

.6فيها، كال ينفذ منها

.475- 474- 442، ص 2، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 159عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .266الزبيدم، ٢بن العامة، مصدر سابق، ص - 2

3- E. Mitte. Op. cit. P. 70, Vallve, op. cit. P. 307.

، اإلدريسي، ا٤بصدر 82، مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ب ا١بغرافية، ص 80- 73- 52مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ب ذكر ببلد األندلس، ص - 4 .568، ص 2السابق، ـ

.208، ص 1، ا٤بقرم، نفح الطيب، ـ 69العذرم، ا٤بصدر السابق، ص - 5 .291، ابن غالب، ا٤بصدر السابق، ص 57مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ببلد األندلس، ص - 6

Page 150: الفصل التمهيدي

134

كلغرض تربية النحل كانت تيعد خبليا خاصة مصنوعة من الفلب كاألرز، باإلضافة إىل مواد

أخرل، حيث توضع ب كول مستديرة أك مربعة ب مواجهة شركؽ الشمس، كأفواىها مائلة إىل األسفل

حب ال تضر هبا ا٢بشرات، ككاف ا٤بزارعوف على علم بعملية الببية من بناء األجباح كأنواعها كأشكا٥با،

.1ب تغذية النحل كرعايتو كعبلجو ب حالة مرضو، كأكقات تفرٱبو كتعسيلو

ب بعض األحياف كانت تقـو شراكة بب شخصب من مريب النحل، يتقا٠باف العمل كاألرباح

كأف يقـو أحدٮبا بتوفب رأس ا٤باؿ كا١بباح كالنحل، كاآلخر يقـو بالسهر على خدمة النحل، ب

.2يقتسماف الناتج مناصفة

كمن مصادر الدخل كالثركة بالنسبة للمزارع األندلسي إىل جانب تربية النحل كجب العسل كبيعو

للمستهلكب، تربية دكدة القز، ك٫بن نذكر النحل كدكدة القز من ا٢بيوانات ا٤بنتجة باكزا، كإال فهي

.حشرات نافعة مفيدة كال بت للحيواف بصلة

كانتشرت حيث كانت تزرع أشجار التوت ب مناطق ٨بتلفة من األندلس، مثل أرياؼ الببة،

، ككذلك أرياؼ مدينة جياف، 3ككاف بإقليم البشرات ستمائة قرية كأكثر يشتغل أىلها بببية دكدة ا٢برير

حيث كاف فيها ما يربو على ثبلثة آالؼ قرية ٲبارس أىلها تربية دكدة القز، كنفس الشيء يقاؿ عن

.4حصن شنش على بعد مرحلة من ا٤برية، كقرية فنيانة بالقرب من كادم آش كغبىا

عندما نقرأ أعداد القرل الب بتهن تربية دكدة ا٢برير، كىي باآلالؼ، ٲبكننا أف نقدر حجم

كمل تقتصر . القول البشرية الفبلحية الب بارس ىذه ا٤بهنة كحجم األرباح الب بنيها من كراء ىذه العملية

على الرجاؿ فقط، بل مارست النساء أيضا ىذه ا٤بهنة ككن متخصصات إىل حد كبب هبذه ا٢برفة

.59، عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص 730- 721، ص 2ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 12

‌.193-‌192،‌ص‌8اشريطي،‌ج‌-‌ .24، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 36، ص 1961االصطخرم، ا٤بسالك كا٤بمالك، القاىرة، - 3 .145- 143، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 225- 51، ص 2، ا٤بصدر السابق، ج ...ابن سعيد، ا٤بغرب - 4

Page 151: الفصل التمهيدي

135

، كقامت شركات بب ٦بموعة من الفبلحب إلنتاج ا٢برير على شركط 1حسب ما يذكر عريب بن سعد

.2متفق عليها

بدر اإلشارة إىل أف الطيور الداجنة بأنواعها كاف ٥با نصيب من العناية ب أرياؼ األندلس،

كتعترب من ا٤بنتجات الفبلحية الب تدر أرباحا معتربة كتغطي ا٢باجات الفرديةكالسوؽ احمللية، كال يكاد

كيشب صاحب . ٱبلو منزؿ ب الريف من نوع أك أكثر من الطيور الداجنة كا٢بماـ كالدجاج كاإلكز كالبط

كتاب ا٤بعيار إىل أف بعض عقود ا٤بزارعة كانت تضم شركطا كتقدل بعض الطيور كجزء من نصيبهم ب

.3ا٤بزارعة

كقد انتشرت تربية الدكاجن بشكل كبب ب أرياؼ األندلس، ككاف الفبلحوف يعمدكف إىل اختيار

كاحملافظةعلى الدكاجن من ىجمات الصقور كالعقباف 4أفضل الفصائل للتكثب كالتفريخ كبضب البيض

كاألفاعي كالثعالب كالذئاب كغبىا من األخطار احملدقة هبذه الثركة ا٢بيوانية، كخصص ا٤بزارعوف

مساحات معينة من حقو٥بم كمزارعهم لتسرح فيها إال أنو ب بعض األحياف تتجاكز ىذه ا٢بيوانات

.6،ككانت تعقد شراكات لببية الدكاجن كفق شركط ٧بددة5ا٢بدكد كتلحق أضرارا بزارع ا١بباف

إف كفرة ا٤بياه كالعشب كا٢ببوب ا٤بختلفة كانت بيئة مبلئمة جدا لنجاح تربية ٨بتلف أنواع

الدكاف، كأقاـ الفبلحوف األندلسيوف أبراجا ٨بصصة ٥بذا الغرض، كقد بيزت قرل فحص غرناطة بببية

.49عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .192، ص 8، ج 255- 254، ص 6الونشريسي، ا٤بصدر السابق، ج - 2 .260، ص 6نفس ا٤بصدر، ج - 3 .397، ص 1، ابن خلدكف، مقدمة ابن خلدكف، ج 717- 706، ص 2ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 4 .79، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 22مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ذكر ببلد األندلس، ص - 56

‌.70ص‌,‌اصذر‌اطاتك‌,‌ات‌اعطار‌-‌

Page 152: الفصل التمهيدي

136

1ا٢بماـ ككذلك قرل إقليم قرطبة، حيث يذكر ابن العواـ أف أبراج ا٢بماـ كانت بتد ٤بسافة أربعب ميبل.

يعترب اقتناء ا٤بزارع أك الفبلح األندلسي أعدادا متفاكتة من ا٢بيوانات الزراعية ب أراضيو ليستفيد

من خباهتا ب التغذم على منتجاهتا كإطعاـ عائلتو أك تنمية ثركتو، من مستلزمات الزراعة األساسية،

.ككاف يرفد أراضيو بركثها كفضبلهتا إلخصاب تربتو كزيادة ٧باصيلو كمزركعاتو

كابذ العديد من ا٤بزارعب من الصيد الربم كالبحرم حرفة ٲبارسوهنا طواؿ العاـ العتبارات كثبة،

لعل ما يأب ب مقدمتها ىو التخلص من ا٢بيوانات الضارة با٢بقوؿ كاألرانب كالقنليات كا٣بنازير الربية،

. ، أك بيعهاب األسواؽ األسبوعية2ناىيك عن االستفادة من ٢بومها كأكبارىا كأشعارىا الناعمة

كاستخدموا لذلك طرؽ متنوعة كنصب ا٢ببائل كعمل الكمائن كاألفخاخ، كا٢بفر ا٤بغطاة بالعشب

.3كاستخداـ ا٢براب كالسيوؼ

لقد اشتهرت أرياؼ اشبيليةكماردة كلبلة كأشبونة كا١بزيرة ا٣بضراء كجبل الثلج بالببةكأكشونبو

للصيد، باإلضافة إىل )البزاة(، بوفرةا٢بيوانات الربية الب سعى ا٤بزارعوف إىل اصطيادىا، كابذكا 4كغبىا

كقد . الكبلب ا٤بدربة ٥بذه الغاية، ككانت البزاة بتاز بدة البصر كسرعة الطباف كالقوة كالذكاء ب الصيد

.5اشتهرت عائبلت بعينها باحباؼ الصيد بواسطة ىذا الطائر

العمرم، كصف . 133، ص 1983قيق ٧بمد عبد الوىاب خبلؼ، القاىرة، ابن سهل، كثائق ب شؤكف العمراف ب األندلس، تح- 1

.36، ص )ت. د(إفريقية كا٤بغرب كاألندلس، بقيق حسن حسن عبد الوىاب، تونس،

.94الزىرم، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .315، ص 3، ابن رشد، البياف كالتحصيل، ج191الزبيدم، ٢بن العامة، ص - 3 .120، العذرم، ا٤بصدر السابق، ص 68مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ذكر ببلد األندلس، ص - 4، بهرة أنساب العرب، مصدر سابق، ص - 5 .363ابن حـز

Page 153: الفصل التمهيدي

137

كأشار عريب بن سعد ب كتابو إىل خربات الصيادين ب الريف كمعلوماهتم الدقيقة عن أنواع

الطيور كمواقيت ظهورىا كتزاكجها كعاداهتا، كأماكنها، كدكرة تفرٱبها، ٩با يدؿ على دراية كببة، كنفس

.الشيء يندب على األرانب كالغزالف كغبٮبا من ا٢بيوانات الربية

كنظرا لكثرة األهنار كالربؾ كا٤بسطحات ا٤بائية األخرل ب األندلس، كاتصاؿ بعضها بالبحار فقد

تنوعت الثركة السمكية كبكثرة ب أسواؽ الببلد، كانتشرت حوانيت بيع األ٠باؾ ب كل األماكن ب

.1"الفلوات كالشعارل كاألكدية كرؤكس ا١بباؿ"

استخدـ الصيادكف األدكات التقليدية ا٤بستعملة ب صيد األ٠باؾ كببىا كصغبىا كالب دأب

على استعما٥با منذ مئات السنب كالشباؾ بأنواعها كمسمياهتا، كا٤بخركطية كشبكة الكيس كشبكة

،ككل من ىذه الشباؾ بتلف بجمها كطريقة استخدامها عن 2ا١بابية كشبكة ا١بريفة كشبكة ا٤بضربة

كقد ابتدع الصيادكف األندلسيوف طرقا غب تقليدية لصيد األ٠باؾ، منها إلقاء أعشاب أك . نظبهتا

أغصاف بعض األشجار ذات التأثب القاتل أك ا٤بخدر على األ٠باؾ، أك إقامة موانع اصطناعية مؤقتة ب

مناطق معينة من األهنار، كنصب الشباؾ ىناؾ، ككثبا ما كاف ىذا األمر يثب اعباض ا٤بزارعب الذين بر

.3األهنار ب أراضيهم، كتقـو بب الطرفب الكثب من ا٣بصومات كالنزاعات

إف صيد األ٠باؾ كحرفة كانت تدر أرباحا معتربة على ا٤بزارعب الذين يزاكلوهنا، ككانت مصدرا

.من مصادر الثركة اإلنتاجية ب ريف األندلس

كإذا ما أضفنا إىل ذلك صيد العنرب، كىو أيضا من ا٢برؼ الب امتهنها ا٤بزارعوف أك بعضهم على

األقل، حيث بيز عنرب أشبونة كعنرب أكشونبو بودتو العالية، ككذلك العنرب ا٤بستخرج من سواحل شذكنة

1

‌.226،‌ص‌1امري،‌اصذر‌اطاتك،‌‌-‌2 - Glik : Islam, and Christ. Sp, p 244.‌

3 .278، ص 10، ج 315- 314، ص 3، ابن رشد، ا٤بصدر السابق، ج 46، ص 9الونشريسي، ا٤بصدر السابق، ج -‌

Page 154: الفصل التمهيدي

138

ا٤بتميز بلونو الوردم، ككاف عنرب شنبين ينقل منها إىل سائر أ٫باء األندلس، كمن مراكز استخراج العنرب

، يتبب لنا بصورة جلية تنوع اإلنتاج الفبلحي، كتعدد 1كذلك سواحل باجو كتطيلو على البحر احمليط

.مصادر الدخل، بيث مل تقتصر على إنتاج ا٢ببوب كأبار األشجار

كنظرا لوجود الكثب من ا٤بنتجات الزراعية كالثمار ا٤بختلفة، كتوفر موارد معدنية متنوعة

، فقد نشأت 2كاألخشاب كالنحاس كا٢بديد كالرصاص كالزئبق كالذىب كالرخاـ بأنواعو كالكحل كا٤بلح

ب أرياؼ األندلس صناعات حرفية تسد ا٢باجة احمللية كتصدر ب أحياف كثبة إىل ا٤بدف اجملاكرة، كحب

.إىل خارج الببلد

:كيأب ب مقدمة ىذه الصناعات الزراعية ا٢برفية

:الصناعة الغذائية -1

.ب مقدمة ىذه الصناعة، ىي استخراج زيت الزيتوف بعد عصر ا٤بنتوج بطرؽ ٨بتلفة

اشتهرت اشبيلية بإنتاج أفخر أنواع الزيوت ككاف الطلب عليو كببا من داخل الببلد كخارجها ٤با

يتصف بو من ٩بيزات كتحمل فبات التخزين الطويلة دكف أف يتغب لو طعم أك لوف أك رائحة ككذلك

األمر لقرية شوذر من أعماؿ جياف، ككانت تعرؼ بغدير الزيت لكثرة زيوهتا، كما كاف يعصر ب أرياؼ

.3قربة كموركر

ككاف يتم عصر الزيتوف للحصوؿ على زيتو بطرؽ متعددة، على ضوئها تتحدد نوعيتو كجودتو،

كنقل الفبلحوف أحيانا عجينة الزيتوف على ظهور الدكاب إىل ا٤بعاصر الكربل ا٤بقامة ب ضواحي ا٤بدف،

1

.291، ابن غالب، ا٤بصدر السابق، ص 125، البكرم، ا٤بصدر السابق، ص 239ا٤بقدسي، ا٤بصدر السابق، ص -‌- 561- 552- 547، ص 2، اإلدريسي، ـ 36، االصطخرم، ا٤بصدر السابق، ص 82مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ب ا١بغرافية، ص - 2

.171- 159- 133- 126- 96، ا٢بمبم، ص 574- 5623

.162، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 282ابن غالب، ا٤بصدر السابق، ص -‌

Page 155: الفصل التمهيدي

139

، أك يقـو ا٤بزارع بتسليم الثمار إىل ا٤بعصرة بعد 1حيث تباع بالوزف لتعصر ىناؾ لصاب مستهلكي ا٤بدف

.كزهنا كيستلم مقابلها زيتا صافيا

إىل جانب الزيتوف الذم يعصر بعضو للحصوؿ على زيتو، كانت تعصر ب ريف األندلس بذكر

الكتاف كالفجل كاللوز كا١بوز كالسمسم، ككانت بعض ىذه الزيوت بلط مع بعضها للحصوؿ على

.، باإلضافة الستخدامها كغذاء2فوائد متنوعة، حيث تستخدـ ألغراض طبية كإستشفائية

كاف الفبلحوف يستغلوف بار األشجار كما بود بو األرض الزراعية على طوؿ العاـ لصنع أنواع

لذيذة ٨بتلفة من األشربة كا٤بربيات، كقد ذكر عريب بن سعد دكرة اإلنتاج الصناعي ب الريف من الزيوت

كا٤بربيات كاألشربة على مدار العاـ، ب شهر جانفي كاف الفبلحوف يصنعوف مربة كشراب االترج، كمربة

ا١بزر، كب أبريل يستخرج زيت الورد كيعمل شرابو كمرباه، كب مايو يصنع شراب التفاح كمربة ا١بوز، كب

، كب جويلية يصنع شراب الكمثرم كمربة القرع، كب )الربقوؽ(جواف يصنع شراب ا٢بصـر كعيوف البقر

أكت يصنع عصب الرماف، كمربة الكمثرم، كب أكتوبر يصنع شراب السفرجل، كب نوفمرب يصنع شراب

.3حب اآلس

كتفاديا ٢بصوؿ نقص ب ىذه ا٤بواد الغذائية كغبىا، كخاصة ب أكقات األزمات كالظركؼ

ا٤بناخية السيئة أحيانا، تفنن األندلسيوف ب حفظ كبزين ا٢ببوب كالثمار مثل الزيتوف كالقمح كالفواكو

.4كالتب كا١بوز كاللوز كالعنب كغبىا

1- Levi- Provençal : Hist.-de L’Esp. Mus. T.111. p 277.‌

2 .61، ص 1992عبد ا٤بلك بن حبيب، ٨بتصر ب الطلب، بقيق كليمليوالباريت دم موراليس، مدريد، -‌

- 159- 145- 133- 131- 119- 105- 103- 91- 85- 77- 75- 37عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 3173.

، مؤلف ٦بهوؿ، منظومة ب الفبلحة 185- 176، أبو ا٣بب االشبيلي، ص 82مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ب ذكر ببلد األندلس، ص - 4‌.57- 56األندلسية، ص

Page 156: الفصل التمهيدي

140

مثاؿ ذلك بعد النهاية من عملية حصاد كدرس كتنقية القمح كالشعب، تنتقل إىل مكاف ا٣بزف

.)االىراء(الذم يسمى

أف تكوف االىراء بعيدة عن الركائح النتنة أك أم موضع رطب مثل ا٤بطابخ كيؤخذ ب ا٢بسباف

أك اإلسطببلت الب فيها دكاب أك باؿ أك أغناـ، ذلك أف ىذه الركائح ا٤بنبعثة تضر با٢ببوب مضرة

.1كببة

ب تفتح كوة من جهة ا٤بشرؽ ب االىراء كلكي يدخل منها شعاع الشمس، ككول كفتحات

صغبة أخرل متقاربة تكوف الغاية منها خركج بار القمح كالشعب، ألهنما إف خزنتا ب موضع بى ذلك

.2ا٤بوضع فحمى ا٢بب معو، كىو بذلك بتاج إىل تنفيس ليبقى ا٢بب على حالو

كلكي تكوف االىراء مناسبة كصا٢بة ٢بفظ ا٢ببوب كبايتها من التسوس كالرطوبة كمهابة

الفئراف أك ا٢بشرات الضارة، يقـو الفبلحوف األندلسيوف بطبلء جدراف االىراء بالطب ا٤بخلوط بالتنب

كالكربيت كالزرنيخ، كىو مادة ذات رائحة نفاذة سريعة االشتعاؿ، أما أرضية االىراء فتفرش بتنب القمح

بصورة معتربة بيث تكوف ا٢ببوب بعيدة عن مبلمسة األرض، ب باط ا٢ببوب من بيع ا١بوانب بالتنب،

.3ككذلك تغطى من أعبلىا

أف رماد حطب الكـر كقضبانو إذ نثر على حب القمح أك الشعب أك فرش "كأشار ابن كحشية

.4"عليو، حفظو من ا٢بيوانات ا٤بتكونة فيو، كقد يقـو مقامو رماد حطب البلوط

.429، ص 1ابن كحشية، الفبلحة النبطية، ج - 1 .428نفس ا٤بصدر، ص - 2 .49، ص ٧1984بمد بن شقركف، ببكت، : ابن رزين التجييب، فضالة ا٣بواف ب طيبات الطعاـ كاأللواف، بقيق- 34

‌.429، ص 1ابن كحشية، الفبلحة النبطية، ج -‌

Page 157: الفصل التمهيدي

141

ككاف ا٤بزارعوف األندلسيوف يدخركف القمح الصلب ذك اللوف األ٠بر غب ا٤بكسور، عندما يكوف

ب سنبلو قبل دراسو، كىذه الطريقة ابتكركىا للحفاظ على ا٢ببوب من التسوس تأسيا با فعلو نيب اهلل

﴿، للتغلب على ا١بدب الذم أصاهبا، حيث يقوؿ اهلل تعاىل على لساف نبيو "عليو السبلـ"يوسف ‌

‌ ‌‌ش ‌‌ ‌ ‌ ‌‌﴾1 كقد أشار إىل ىذه الطريقة ابن العواـ بقولو ،

‌‌.2"ك٩با يطوؿ بقاء الرب أف يرفع ب سنابل"

باإلضافة إىل اإلبداع ب تدبر طرؽ بزين ا٤بنتجات الفبلحية، ييرجع بعض الكتاب كخاصة منهم

ا١بغرافيب، إىل أف تربة ببلد األندلس كطيب مناخها تساعد على طوؿ فبة التخزين، الب تتجاكز ب

بعض األحياف ا٤بائة عاـ، كربا تكوف ب ىذه األرقاـ شيء من ا٤ببالغة، إال أهنا دليل على اقتناع ىؤالء

يشب القزكيب إىل أف من فضائل مدينة طليطلة أف القمح . ا١بغرافيب بصحة ما يوردكنو من معلومات

ٲبكث ٨بتزنا هبا بت األرض ب ا٤بطامر كاالىراء مئة سنة كأقل أك أكثر ال يتغب لو لوف كال طعم كال

.3رائحة كذلك ٤ببلئمة تربة طليطلة كمناخها لتخزين احملاصيل

كعند ا٢بديث عن سرقسطة يؤكد ابن غالب كالزىرم بأنو ال يتسوس فيها شيء من الطعاـ كال

يتعفن، كما يوجد فيها القمح ٨بتزنا من مئة سنة، كالعنب ا٤بعلق من ستة أعواـ، ككذلك التب كا٣بوخ

.4كالتفاح، كٱبزف فيها ا٢بمص كالفوؿ مدة عشرين سنة

.47ضرج‌يضف،‌اآليح‌-‌1

.679، ص 1كتاب الفبلحة، ج - 2 .394، ا٢بمبم، ص 88، البكرم، جغرافية األندلس، ص 545القزكيب، آثار الببلد، مصدر سابق، ص - 3 .288، ابن غالب، فرحة األندلس، ص 81الزىرم، ا١بغرافية، ص - 4

Page 158: الفصل التمهيدي

142

ككذلك األمر بالنسبة للعديد من مدف األندلس كأريافها، فمثبل مدينة لورقة تبقى ٧باصيلها

، كأشار العذرم إىل أف طعاـ كورة تدمب يبقى بت األرض 1مطمورة بت األرض عشرين عاما ال تتغب

.2بسب عاما أك أكثر ال يتغب

أما الزىرم فإنو ٲبيز بب مدف كأرياؼ كمناطق أندلسية تصلح أراضيها ٢بفظ احملاصيل الزراعية،

ٱبتزف هبا الشعب ستب كسبعب سنة ال يتسوس "كأخرل ال تصلح، فمثبل يقوؿ أف من عجائب ا٤برية أنو

، إذ ٪بد أف أرض مالقة كانت غب صا٢بة الختزاف ا٢ببوب ٤بدة 3"كيؤكل ببلؼ غبىا من ا٤بواضع

.4طويلة

كبناءا على ما ذكرنا سابقا يبدك جليا أف مناطق األندلس تتفاكت ب قدرهتا على بزين احملاصيل

الزراعية، كذلك لعدة أسباب، منها نوعية الببة، كطريقة ا٢بفظ ككمية ا٤بياه ا١بوفية كالرطوبة احمليطة

.با٤بكاف، إضافة إىل التقنيات الب يستخدمها الفبلح أك ا٤بزارع ب ا٢بفظ كالتخزين

:الصناعة الريفية الحرفية

لقد كانت ببلد األندلس غنية جدا با٤بنتجات الفبلحية ا٤بتنوعة كا٤بوارد ا٤بعدنية ا٤بختلفة ٩با

ساىم ب نشوء حرؼ صناعية ريفية تليب حاجة السكاف ب الريف كا٤بدينة، كتأب ب مقدمتها الصناعات

.الغذائية ا٤بختلفة

من الصناعات الغذائية الفبلحية ب أرياؼ األندلس كالب بلغت شهرهتا اآلفاؽ، ككتب عنها

الرحالة كا١بغرافيوف، صناعة ا٣ببز من أنواع ٨بتلفة من الدقيق، حسب الظركؼ ك٤بواجهة النقص ا٢باصل

.512، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 556القزكيب، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .2ترصيع األخبار، ص - 2 .101الزىرم، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .91، ص ٧2002بمد كماؿ شبانة، القاىرة، : ابن ا٣بطيب، لساف الدين، معيار االختيار ب ذكر ا٤بعاىد كالديار، بقيق- 4

Page 159: الفصل التمهيدي

143

أحيانا ب القمح، فيعوض بغبه، لذلك نقرأ باإلضافة إىل خبز القمح، خبز الذرة، خبز اللوبيا، خبز

، كىذا يدؿ على قدرة الفبلح األندلسي على التكيف مع الظركؼ، 1ا١بلباف، خبز األرز، خبز ا٢بمص

.كعدـ التسليم كالقنوط، كعلى العقل ا٤ببدع ا٤بدبر، كالقدرة على مواجهة أحلك الظركؼ

كبتل صناعة األلباف كاألجباف كاستخراج السمن من حليب األبقار كالضأف مكانة كببة،

كتشغل حيزا مهما ب اإلنتاج الغذائي ب أرياؼ األندلس كمدهنا، ككاف ٲبارسها عشرات األسر

كبتلف ىذه ا٤بنتجات من ناحية ا١بودة كا٤بذاؽ حسب نوع ا٢بليب كمهارة ا٢برب . كالعائبلت األندلسية

.2كتوقيت الصناعة كاألكال احملفوظ هبا ا٤بنتوج كنظافتو

من الصناعات الغذائية الب عرفت انتشارا كببا ب أرياؼ األندلس صناعة ا٣بمور بأنواعها،

حسب ا٤بادة األكلية ا٤بصنوعة منها، كأساليب صناعتها كالطرؽ الب يعتمدىا ا٤بزارعوف تفاديا ٤بسألة

.التحرل كبايبلن على القاعدة الشرعية كالتفافا عليها

ب ا٤بناطق الب انتشرت فيها زراعة الكرـك كاف ا٤بزارعوف يصنعوف بر العنب، كإىل جانبو أنواع

الذم يصنع من العنب بعد غليو ٤بدة معينة حب يعقد، " شراب الربي "أخرل من ا٣بمور كاألشربة، منها

.3مع إضافة نسبة ٧بددة من ا٤باء ب حفظو ب قبلؿ ليستخدـ كقت ا٢باجة ب أغراض التداكم كالشراب

كلتفادم مسألة التحرل كاستحصاؿ موافقة الفقهاء، كاف الفبلحوف يلجئوف إىل بليل العنب

كا٣بمر، عن طريق االحتفاظ بثمار العنب ٤بدة معينة، ب عصرىا كبليلها كتصفيتها لتكوف صا٢بة

لبلستعماؿ، كما كانوا يغبكف من صفات ا٣بمر بإضافة بعض ا٤بواد إليها إلزالة بوضتها، كبالتايل تنتفي

1

،‌63‌،67‌،70،‌ص‌2،‌ج‌251‌،257‌،259‌،301‌،328‌،346،‌ص‌1ات‌اعا،‌اصذر‌اطاتك،‌ج‌-‌

‌.55-‌54،‌عثذ‌اه‌ت‌دثية،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌78‌،812

،‌ات‌عثذ‌ارؤف،‌60،‌عثذ‌اه‌ت‌دثية،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌75-‌73اطغري،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-‌

‌.101،‌ص‌1955رضاح‌في‌آداب‌اذطثح،‌شر‌يفي‌ترفطاي،‌امارج،‌3

‌‌‌.‌58،‌ؤف‌جي‌،‌ظح‌في‌افالدح‌،‌ص‌81اطغري‌،‌اصذر‌اطاتك‌،‌ص‌-‌

Page 160: الفصل التمهيدي

144

حرمتها، من ذلك إضافة بعض الثمار كالفواكو كقشور بعض النباتات، كمن ا٤بناطق الب اشتهرت بودة

.1بورىا أرياؼ مالقة كأرياؼ لقنت

كمن الصناعات الغذائية الب ازدىرت ب األندلس، صناعة السكر، كباصة ب جنوب كشرؽ

األندلس، حيث تشتهر ىذه ا٤بناطق بزراعة قصب السكر، يقـو ا٤بزارع األندلسي بتقطيع أعواد القصب

الناضج إىل أطراؼ صغبة جدا ب كضعها ب مكابس خاصة كيؤخذ العصب الناتج كيغلى ب قدكر كببة،

كتتم تصفيتو بعد ذلك مرات عديدة، قبل أف يتم صبو ب قوالب من الفخار ا٤بطبوخ، كتركو لفبة ب

.2الظل حب يعقد، ب ٱبرج كٱبفف كيصبح بعد ذلك صا٢با لبلستعماؿ

الحظنا أف كفرة ا٤بنتجات الفبلحية كتنوعها ساىم ب تشجيع ا٤بزارع األندلسي على استغبلؿ

ىذه الثركات الطبيعية كإنتاج سلع غذائية، تسد حاجتو احمللية كالشخصية كبيع ما زاد عن ذلك ب

.أسواؽ ا٤بدف ا٤بختلفة، ٩با أعانو على مواجهة مصاعب ا٢بياة اليومية، كإ٭باء ثركتو كمدخراتو

:كاستفاد ا٤بزارع األندلسي من ٧بيطو ب إنتاج منتجات غب غذائية يأب ب مقدمتها

:الصناعات النسيجية -1

إف توافر أشجار التوت ب كادم آش كما سبق كأشرنا إىل ذلك، كبسطة كا٤بنكب كبفحص

جبل الثلج، ساعد على انتشار تربية دكدة القز، أما القطن كالكتاف فكانا يزرعاف بغرناطة كبغبىا من

ا٤بدف األندلسية، ككاف لتوافر مواد الصباغة كالقرمز،دكر ب جعل صناعة النسيج من أىم األنشطة

ا٢برفية، فقد كانت باؾ ب مدف كأرياؼ األندلس األقمشة من ا٢برير كالصوؼ كالقطن كالكتاف

.3كا٤برعزم، ككانوا يصبغوف ثياهبم بالعصفر كالقرمز ا٤بوجود بفحص غرناطة كضواحيها

1

‌.154‌،274،‌ص‌2،‌ج‌423،‌ص‌1اغرب،‌صذر‌ضاتك،‌ج‌ات‌ضعيذ،‌اغرب‌في‌د-‌2

‌.393،‌ص‌1ات‌اعا،‌اصذراطاتك‌،‌ج‌-‌3

.201‌،243‌،261اذيري،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-‌

Page 161: الفصل التمهيدي

145

كينسب الفضل للعرب ب ازدىار صناعة ا٤بنسوجات باألندلس كخاصة األقمشة الفاخرة من

ا٢برير، حيث يذكر بعض ا٤بؤرخب أف تربية دكدة القز قد أدخلت إىل األندلس ب القرف الرابع ىجرم

على يد أسرة شامية، ب انتشرت كازدىرت عملية استخراج ا٢برير ب األندلس كأصبحت منسوجاتو

.1تصدر إىل سائر العامل اإلسبلمي كأكركبا

لقيت صناعة النسيج رعاية استثنائية ب ظل اإلمارة كا٣ببلفة األموية ب األندلس بسبب الرخاء

.االقتصادم كالتقدـ ا٢بضارم كالتشجيع الذم نالتو صناعة ا٤بنسوجات من ا٣بلفاء كاألمراء

كاعتربت األقمشة ب مقدمة ا٥بدايا الب يتم تقدٲبها ب ا٤بناسبات ا٤بختلفة، فكانت ا٤بنسوجات

الب يهديها ا٢بكاـ لرعاياىم كضيوفهم كزكارىم بثابة النياشب كاألنواط الب نعرفها، إذ كاف الثوب بمل

.2دكما شريطا كتابيا يشب إىل اسم ا٣بليفة أك األمب كألقابو كسنة النسج أك اإلىداء

كالطراز، أم )النقود(ا٣بطبة كالسكة : -كأكد ا٤بؤرخوف أف شارات ا٤بلك ب اإلسبلـ ىي ثبلث

.3الكتابات على منسوجات اإلىداءات الر٠بية

الرداء كىو اإلزار، القميص، ا٤بلحفة، ا٤ببلءة، : -أما أشهر أنواع ا٤بلبوسات كأنواعها فهي

الدراعة، الربطة، ا٣بميصة، الربنكاف، ا٤برط، الغبللة، ا٣بمار، القباء، السراكيل، الربدة، الشملة، ا٤بطرؼ،

الطيلساف، الساج، البث، البجاد، ا١بباب، العمائم، القلنسوة، ا٣بيش كا١ببلليب، كالقفطاف، كا٤بطرؼ،

.4كالنقاب

ىذه ا٤بنسوجات الصناعية كانت تصنع من القطن، البز، الصوؼ، الكتاف، ا٢برير، كاإلبرل،

.القز، ا٣بز، الديباج

1

‌.147اطيذ‌عثذ‌اعسيس‌ضا،‌في‌تاريخ‌دضارج‌اإلضال‌في‌األذص،‌ارجع‌اطاتك،‌ص‌-‌2

‌.176،‌ات‌خذ،‌امذح،‌ص‌1983ااردي،‌األدىا‌اططايح‌االياخ‌اذييح،‌اجسائر،‌-‌3

‌.177ات‌خذ‌،‌‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-‌4

.181صاخ‌أدذ‌اعي،‌ارجع‌اطاتك،‌ص‌-‌

Page 162: الفصل التمهيدي

146

كقد نوه ا١بغرافيوف كثبا بكتاف غرناطة كا٢بمبم، الذم أشار إىل كتاف مدينة الببة، كأكد أنو

، كا٢برير الذم فضلو ابن ا٣بطيب على حرير الببلد العراقية من حيث الرقة 1أجود من كتاف النيل

.2كالليونة

انتشرت ا٤بنسوجات الصوفية كالسجاد كاللبود كاألكطية ب الكثب من األرياؼ احمليطة با٤بدف،

مل "حيث كانت ترىب قطعاف األغناـ كا٤باعز، كأشار ابن حوقل النصييب الذم زار األندلس إىل أف

3"يساكىم ب أعماؿ لبودىم أىل بلد على كجو األرض

كقونكو كإليش فقد اشتهرت بصناعة البسط كاألكطية أما أرياؼ مرسية كخاصة جنجالة

كمن الصوؼ قطع كأحسن ٩با "الصوفية، كقد امتدح ابن حوقل الصناعات الصوفية األندلسية بقولو

.4"يكوف من األرمب احملفور الرفيع الثمن إىل حسن ما يعامل هبا من األ٭باط

كالردة كا٤برية كالببة، حيث اإلنتاج الكبب من الكتاف انتشرت ا٤بنسوجات ككذلك أرياؼ ميورقة

الكتانية، كاكتسبت ٠بعة طيبة كشهرة كببة، كشاع استعما٥با بب ٨بتلف طبقات اجملتمع األندلسي

.5"عندىم للعامة كالسلطاف"لدرجة أهنا كانت تستعمل

، حيث 6إف الصناعات النسيجية ب أرياؼ األندلس، كاف ٲبارسها الرجاؿ كالنساء على السواء

.يتخذكف من األنواؿ كا٤بناسج اليدكية أدكات ينتجوف بواسطتها ما بود بو أياديهم

1

‌.90اذيري،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-‌2

‌.210ات‌اخطية،‌طا‌اذي،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-‌3

‌.109،‌ص‌صذر‌اطاتك‌ات‌دل،‌ا-‌4‌‌.109صرج‌األرض‌،‌اصذر‌اطاتك‌،‌ص‌ت‌دل،ا-5

‌.فط-‌6

‌.69،‌اخشي،‌لضاج‌لرطثح،‌ص‌471،‌ص‌8اشريطي،‌اصذر‌اطاتك،‌ج‌-‌

Page 163: الفصل التمهيدي

147

البد من اإلشارة إىل أنو باإلضافة إىل ا٤ببلبس كاألفرشة كاألغطية، كانت الصناعات النسيجية

تشمل أيضا، نسيج ا٢بلفاء كاألسل، صناعة ا٢بباؿ كأطولة اآلبار، كشكوؿ الدكاب كغرابيل ا٢ببوب،

.1كا٢بصر كالقفاؼ كالسبلؿ كالزنابيل

:صناعة األدوات الخشبية -2

لعل من أىم منتجات الصناعة ا٢برفية ا٣بشبية ب أرياؼ األندلس، ىي األدكات الزراعية،

لعبلقتها ا٤بباشرة اليومية بالنشاط الفبلحي، ساعد على ذلك كجود أشجار ٨بتلفة األنواع كاألحجاـ ب

.األرياؼ كالغابات، كىي تشكل مادة أكلية جيدة، ككانت ىذه ا٢برفة تدر على أصحاهبا دخبل معتربا

كىي آلة تشبو إىل حد بعيد " اجملرد"كاف ا٢برفيوف يستعملوف جذكع أشجار البلوط لصناعة

، تستعمل لتسوية 2احملراث، على شكل مستطيل بو أربعة عيداف ذات أسناف رأسية، متجهة ٫بو األسفل

األرض بعد حراثتها، كىناؾ آلة خشبية أخرل على شكل مثلث ب كسطو خط كعليو خيط ب طرفو

.3يستخدـ أيضا ب تسوية الببة" ا٤برجيقل"ثقالة يدعى

كقد أبدع ا٢برفيوف األندلسيوف ب صناعة آالت الرم ا٣بشبية ا٤بتنوعة كالناعورة كالسانية

ككذلك اعتمد ا٤بزارعوف ب صناعة األرحية كا٤بطاحن بنوعيها ا٤بائية . كالدكالب كالدالية كا٣بطارة كغبىا

ككاف . األفقية كالطاحونة الرأسية على خشب أشجار الصنوبر األكثر مبلئمة من غبه ٥بذه األدكات

، إىل جانب ىذه الطواحب 4ا٤بزارعوف يفضلوف الطاحونة األفقية لرخص بنها كسهولة صنعها كبنائها

كانت األرحية ا٣بشبية ا٤بتنقلة، الب كانت تػينىصب على ظهور القوارب كا٤براكب ا٤بائية كتنقل حيث

1

،‌64،‌ص‌1931اطمطي،‌وتاب‌في‌آداب‌اذطثح،‌شر‌طثعح‌إرطتر،‌تذميك‌يفي‌ترفطاي،‌تاريص،‌-‌

‌.102ات‌عثذ‌ارؤف،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌2

‌457-‌459،ص2،ج‌102ات‌اعا،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-‌3

‌.55،‌ات‌تصاي،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌8جي،‌ظح‌في‌افالدح‌األذطي،‌ص‌-‌

Glick :Islam.andChrist. Sp. Pp.230-232. -4

Page 164: الفصل التمهيدي

148

ا٢باجة إليها، ككانت بكثرة ب أكدية سرقسطة كمرسية كطرطوشة، باإلضافة إىل أرحية أخرل يدكية

كأخرل تديرىا ا٢بيوانات، مل يقتصر استخدامها على ٧بدكدم الدخل من الناس، كإ٭با كانت تستخدمها

.1ا١بيوش كالتجار كا٤بسافرين

كاستعمل ا٣بشب بأنواعو ا٤بختلفة ب صنع ما بتاج إليو اإلنساف األندلسي سواء ب الريف أك

ا٤بدينة، كالدكاليب ا٤بنزلية، كالكراسي كالطاكالت كألواح تقطيع اللحم كا٤ببلعق كا٤بغارؼ كاألطباؽ

كا٤بخايب كالغرابيل، ككاف بعض ىذه األدكات يصنع من ا٣بشب الصلب كالدردار كالزيتوف كالقصاع

. 2كالعناب كالبقس كالبطم كالبلوط

كلعل من أشهر ا٤بدف األندلسية ب صناعة ا٣بشب كا٢بفر عليو، قرطبة، حيث حظيت بشهرة

كببة ب فن ا٢بفر على ا٣بشب، كذاعت شهرهتا ب صناعة ا٤بنابر للمساجد

كقد أمدنا مؤرخو األندلس بوصف رائع ٤بنرب جامع قرطبة كمقصورتو ا٣بشبية ككرسي ا٤بصحف

ىػ ككاف خشبو من العاج كاألبنوس كعود 365العثمال كبت صناعة منرب مسجد قرطبة ب سنة

ألف حشوة أك كصلة مسمرات بسامب الذىب 36، كعدد حشواتو 3القلقلي، ككاف عدد درجاتو تسعان

، ) سم94(، ككاف اتساعو يصل إىل أربعة أشبار كنصف 4كالفضة، كرصع بعضها بنفيس األحجار

ككانت ذراعاه ا٤بمتداف على جانبيو من أعلى األدراج إىل أسفلها من األبنوس طوؿ كل ذراع منها بانية

.5عشر شربان

1

،‌اإلدريطي،‌اصذر‌اطاتك،‌ج‌100،‌ات‌اخطية‌أعاي‌األعال،‌ص‌545امسيي،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-‌

‌.559،‌ص‌22

‌.569،‌ص‌2،‌اإلدريطي،‌سح‌اشتاق،‌165‌اذيري،‌ارض‌اعطار،‌صذر‌ضاتك،‌ص‌-‌3

.88،‌ص‌2،‌امري،‌فخ‌اطية،‌صذر‌ضاتك،‌ج‌29ات‌غاة،‌فردح‌األفص،‌صذر‌ضاتك،‌ص‌-‌4

.89،‌ص‌‌2امري،‌فخ‌اطية،‌ج‌-5

.29ات‌غاة،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌-

Page 165: الفصل التمهيدي

149

:صناعة األدوات الزراعية المعدنية -3

لقد بكن ا٢برفيوف األندلسيوف من سد حاجاهتم من آالت الزراعة كأدكاهتا من خبلؿ ما كانوا

كالشنجوؿ كقد سبقت اإلشارة إليو، ينتجونو ب كرشاهتم ا٢برفية، حيث كانوا يصنعوف احملراث أك السكة

، ككانت الفؤكس 1كىو على شكل يد اإلنساف، ذك أصابع معدنية، يستخدـ ب ا٢بفر كهتيئة الببة للغرس

.2كا٤بعاكؿ كا٤بناجل كغبىا من أدكات الفبلحة تصنع أيضا ب الورشات ب ا٤بدينة أك الريف

ك٩با الشك فيو ىناؾ أدكات معدنية متنوعة كانت تنتج ب األندلس، من ضمن االستعماالت

اليومية، كلكننا اقتصرنا على أٮبها كما يتعلق بالزراعة بديدا كصرفنا النظر عن غبىا ألهنا خارج إطار

.موضوع األطركحة

:صناعة الجلود والصباغة -4

نظرا ٤با امتازت بو األندلس من ثركة حيوانية متنوعة مشلت األبقار كاألغناـ كا٤باعز كاإلبل بصورة

أقل، كا٢بيوانات الربية كالغزالف كاأليائل، كالثعالب كاألرانب كغبىا، ٩با كفر مادة أكلية جيدة لقياـ

صناعة جلدية فاخرة، طبقت شهرهتا اآلفاؽ، حيث كانت صناعة األقراؽ، كىو نوع من األحذية

.4، من أىم الصناعات ا١بلدية ب الريف، ككانت من السلع الب تصدر إىل البلداف اجملاكرة3)النعاؿ(

.144- 143أبو ا٣بب اإلشبيلي، ا٤بصدر السابق، ص - 1، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 81، ابن حياف، ا٤بقتبس، ص 40مؤلف ٦بهوؿ، منظومة ب الفبلحة األندلسية، ص - 2

236 -357. .305، ص 2، ج 3عبد العزيز األىوال، ألفاظ مغربية، ٦بلة معهد ا٤بخطوطات العربية، ـ - 34. -229 Glick :Islam.andChrist. Sp. Pp.

Page 166: الفصل التمهيدي

150

ككانت ٤بدينة مالقة كصناعتها ا١بلدية شهرة كببة، حيث كانت تصنع األغشية كا٢بـز

الب تستخدـ ب مقابض السيوؼ، كتفنن )بالسفن(كا٤بدكرات، كصناعة ا١بلود الغليظة ا٤بسماة

.1األندلسيوف من ا٢برفيب ب دباغتها كصبغها كتزيينها، كاستمرت ىذه الصناعة حب سقوط األندلس

ككانت ب األندلس صناعة أخرل مارسها ا٢برفيوف ٥با ارتباط مباشر بكل من صناعب

ا٤بنسوجات كا١بلود، أال كىي الصباغة، إذ توفر مواد نباتية متنوعة ب الريف ساعد على قياـ ىذه ا٢برفة،

، كىو متوفر بكثرة ب أرياؼ 2)بالصبغ السماكم(مثل الزعفراف كالكركم كعود البقم كالقرمز أك ما يعرؼ

كطليطلة كلبلة، ككاف الفبلحوف ٱبرجوف ١بمع القرمز ا٤بتساقط على أشجار بلنسية كاشبيلية كشذكنة

البلوط كغبىا من األشجار ب شهرم مام كأكت من كل عاـ بتكليف من ا٢بكومة لكي بهز بو دكر

" الفوه"كمن نباتات الصباغة كذلك نبات . ، باإلضافة إىل بيعو ب بقية أسواؽ ا٤بدف األندلسية3الطراز

.4الذم يقـو الفبلحوف بمعو لصاب دكر الطراز أيضا ب ا٣بريف كبديدا ب شهر سبتمرب

:صناعة األواني الفخارية والحجرية -5

نظرا لوفرة ا٤بادة األكلية ب أرياؼ ا٤بدف األندلسية، فقد انتشرت كبكثرة كرش الصناعة الفخارية

ا٢بجرية، الرتباطها ا٤بباشر اليومي بياة الناس سواء ب ا٤بدينة أك الريف، كباصة األدكات ا٤بنزلية، الب

ٯبب تبديلها كبديدىا كشراء ا١بديد منها لسرعة تعرضها للتلف عن طريق الكسور أك الشقوؽ، كمنها

ا٣بوايب كا٤براجع كالقدكر الب كانت تستخدـ ب حفظ األطعمة كمنتجات ا٢بليب كا١بنب كالزبدة كاللنب

بصناعة أفضل كأبل األكال الفخارية، حيث كانت تصنع فيها )مدريد(كقد اشتهرت ٦بريط . كغبىا

.48، العمرم، ا٤بصدر السابق، ص 35االصطخرم، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .81، ص 2صبغ أبر، كأصلو من دكد ينسج حوؿ نفسو شرنقة مثل دكدة القز، الزجايل، ا٤بصدر السابق، ؽ : القرمز- 2 .201، ص 1، ا٤بقرم، نفح الطيب، ـ 133- 91عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 3 . 38- 37، الغافقي، ا٤بصدر السابق، ص 63، القطي، ا٤بصدر السابق، ص 109ابن حوقل، ا٤بصدر السابق، ص - 4

Page 167: الفصل التمهيدي

151

أدكات الطبخ الب تستخدـ ٤بدة عشرين عاما، فبل تتغب خواصها ك طعم كمذاؽ الطعاـ كال يفسد، حب

.1ب أياـ الصيف القائظ

ككاف يصنع من الفخار أكال كقواديس النواعب، كأكال الرم، كاألفراف كالتنانب كقمائن حرؽ

.2الطوب كالفخار

مقطع رخاـ لب أبيض تعمل "كيشب ابن غالب كغبه من مؤرخي األندلس، إىل أف الببة كاف هبا

.3"منو األقداح كاألطباؽ كاألكواب كاألسطاؿ كا٢بقاؽ، ككل ما ٱبرط من ا٣بشب ٱبرط منو

باإلضافة إىل ما ذكر أعبله، اشتهرت األندلس أيضا بصناعة السكر، حيث انتشرت زراعة

.قصب السكر كعصره كتصنيعو ب تصديره، كمن أىم مراكز إنتاجو غرناطة، مالقة كا٤بنكب

كذلك ساٮبت األندلس بدكر فاؿ ب صناعة الورؽ ا١بيد منذ كقت مبكر سيقت بو أكركبا

، أما ا٤بصنوعات الزجاجية 4قركنا عديدة، كاشتهرت بصناعتو كل من شاطبة، بلنسية، طليطلة كغرناطة

كا٣بزفية فاشتهرت هبامالقة كا٤برية، إىل جانب ا٤بصنوعات العاجية الب بيزت بدقتها كباؿ زخارفها على

.5شكل أشخاص أك حيوانات كانت تطعم هبا العلب الصغبة كاألدكات ا٤بنزلية

لقد ارتقت الصناعات ا٢برفية باألندلس بتوايل األجياؿ كاتصاؿ العمراف ككفرة ا٤بواد األكلية

النباتية كا٤بعدنية الب اشتهرت هبا األندلس، على أهنا ظلت ب مستول الصنع اليدكم، كما كاف سائدا

.)الورشات(ب تلك العصور، كبقيت السلع تصنع ب البيوت أك احملاؿ كا٢بوانيت

.221، ص 5، القلقشندم، ا٤بصدر السابق، ج 54مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ذكر ببلد األندلس، ص - 1 .نفس ا٤بصدر كالصفحة- 2 .283ابن غالب، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .52، ص 1967مظهر جبلؿ، أثر العرب ب ا٢بضارة األكركبية، ببكت، - 4‌.147، ص 1973توفيق سلطاف اليوزبكي، ا٢بضارة العربية ب األندلس كأثرىا ب أكركبا، بغداد، - 5

Page 168: الفصل التمهيدي

152

وسائل اإلنتاج الزراعي: المبحث الثاني

لقد ازدىرت الفبلحة ب األندلس ازدىارا كببا، ككانت مصدر خب ٤ببلؾ األرض الفبلحب

كلعماؿ الزراعة كا٢بكاـ على حد سواء، كشجع ا٢بكاـ عليها إذ كانت بثل ا٤بورد الرئيسي بالنسبة إىل

ك٪بد صدل ىذا االزدىار الفبلحي ب . خزائنهم با تدره عليهم من جبايات متنوعة تثرم بيت ا٤باؿ

كالذم عاش ب قصر " ا٢بسبة"فابن عبدكف االشبيلي صاحب كتاب . كتب الرحبلت كا١بغرافيا كا٢بسبة

ا٤بعتمد بن عباد ب القرف ا٣بامس للهجرة يتحدث عن قيمة الفبلحة كعن دكر ا٣بليفة أك األمب ب رعاية

": صاحب ا٢برث"الفبلحب كالعناية هبم حب تكوف الفبلحة نعمة للجميع فيقوؿ ب فصل لو بعنواف

كبالرفق ألىلو كا٢بماية ٥بم ب أعما٥بم كيأمر كزراءه كأىل )يعب الفبلحة(كيأمر الرئيس با٢برث ... ]

القدرة من أىل بلده با٢برث فيكوف لو ك٥بم أنفع، كألحوا٥بم أرفع،كللناس أمتع كأشبع، كلببلده أطيب

كأرضى، ك٢بمايتو أ٭بى كأزكى، فالفبلحة ىي العمراف كمنها العيش كلو كالصبلح جلو، كب ا٢بنطة تذىب

.1[النفوس كاألمواؿ، كهبا بلك ا٤بدائن كالرجاؿ، كببطالتها تفسد األحواؿ كينحل كل نظاـ

بالنسبة للمجتمع األندلسي، باعتبارىا مورد رزؽ رئيسي ال ٲبكن أف تعوضو أك كأٮبية الفبلحة

تعادلو التجارة أك الصناعات ا٢برفية، تربز ىذه النصيحة الب يتوجو هبا ابن العواـ إىل الفبلحب قائبل

كمن ذلك أف يتفقد صاحب الضيعة ضيعتو بنفسو كأال يغيب عنها كالسيما ب كقت عملها كفبلحتها "

.2"ليتبب لو اجتهاد اجملتهدين من عمالو فيكافئو كا٤بقصر فيستبدؿ بو

كمعب "دراسة كسائل اإلنتاج الزراعي بصورة دقيقة لقد رسم ابن العواـ ب مقدمة كتابو خطة

فبلحة األرض ىو إصبلحها، كغراسة األشجار فيها، كتركيب ما يصلحو البكيب منها، كزراعة ا٢ببوب

ا٤بعتاد زراعتها، كإصبلح ذلك، كإمداده با ينفعو كٯبوده، كعبلج ذلك با يدفع بشيئة اهلل اآلفات عنو،

.33ابن عبدكف، ا٢بسبة، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .84ابن العواـ، الفبلحة، ا٤بصدر السابق، ص - 2

Page 169: الفصل التمهيدي

153

كمعرفة ما يصلح أف يزرع أك يغرس ب كل نوع من الشجر كا٢ببوب كا٣بضر، كاختيار ا١بيد من ذلك،

كمعرفة أنواع ا٤بياه الب تصلح ... كمعرفة الوقت ا٤بختص بزراعة كل صنف منها كا٥بواء ا٤بوافق لذلك،

للسقي لكل نوع منها كقدره، كمعرفة الزبوؿ

إصبلحها كما يصلح منها بكل نوع من أنواع األشجار كا٣بضر كالزرع كاألرض، ككيفية العمل ب ك

عمارة األرض قبل زراعتها كبعد غراستها كتزبيلها كتعديلها ١برم ا٤باء عليها بعد سقيها، كتقدير ما

بتمل من األرض من أنواع البذر، كصفة العمل ب التذكب، كعبلج ا٣بضر كاألشجار من اآلفات

.1..."البلحقة ٥با

:التربة - أ

لقد احتلت الببة مكاف الصدارة ب كتب الفبلحة األندلسية باعتبارىا ا٤بقـو األساسي لكل

زراعة أك غراسة أكال، كنظرا إىل أف تضاريس األندلس ٨بتلفة كمتنوعة كتربتها شديدة التأثر بالرياح كا٢برارة

كا٤بياه ثانيا، كىذا ما يفسر كثرة األبواب كالفقرات الب خصصها ا٤بؤلفوف لدراسة أنواع الببة األندلسية،

كاختيار خصائصها، كخدمتها، كاحملافظة عليها من اال٪براؼ، كصلة كل نوع منها بودة ىذا النبات أك

.ذاؾ

أعلم أف األرض الب " ب ذكر األراضب"كتب ابن بصاؿ ب الباب الثال من كتابو بعنواف

اللينة، كالغليظة، كا١ببلية كالرملية، : للغراسة كالزراعة تنقسم على عشرة أنواع يوصف كل منها بصفة كىي

كالسوداء ا٤بدمنة احملبقة الوجو، كاألرض البيضاء، كاألرض الصفراء، كاألرض ا٢بمرة، كاألرض ا٢برشاء

.9ابن العواـ ، ا٤بصدر السابق ، ص - 1

Page 170: الفصل التمهيدي

154

ا٤بضرسة، كاألرض ا٤بكونة ا٤بائلة إىل ا٢بمراء، كلكل نوع من ىذه األرضب نبات ٯبود فيو كعمل

.1"كتدبب

نابع من بربة ميدانية كأعماؿ تطبيقية، ك٥بذا ٪بد )األرضب(إف ىذا التصنيف ألنواع الببة

.صحة ما توصل إليو ىؤالء ا٤بؤلفوف

إف الطابع الغالب على كل األساليب كاألعماؿ الفبلحية كالتصرفات الزراعية، ىو الصبغة

إهنا فبلحة قائمة على أسس علمية، فبلحة بارس على أكسع نطاؽ، بطريقة مطابقة للمعقوؿ، . العلمية

فبلحة تتسم باإلبداع، يتجلى ذلك ب انتهاج أساليب زراعية ذات مستول عاؿ، كب تنويع أصناؼ

ا٤بزركعات، كب بذؿ ا١بهد من أجل اإلنتاج، ككانت أىم الزراعات ىي زراعة ا٢ببوب بأنواعها،

كالنباتات الزيتية كالنسيجية، كالصبغة الغالبة على ىذه الفبلحة ىي االىتماـ بكثرة اإلنتاج، كتوجيو

.العناية إليو، كا٢بث على اإلنتاج

إف كتب . لعل من أىم النتائج الب بخضت عن ازدىار اإلنتاج الزراعي ىي معرفة أنواع الببة

الفبلحة األندلسية تربز تصويرا ناطقا ألنواع الببة الب أجريت عليها االختبارات العملية كا٤ببلحظات

كبدال عن االعتبارات النظرية البحتة فيما ٱبص العامل األصلي البارد . الفعلية كاألعماؿ الزراعية ا٢بقيقية

ا١باؼ أم األرض، انصرؼ االىتماـ إىل بث عن الببة الصا٢بة قائم على اختبار عملي، كيتعب نوعها

.2بصبلحيتها للحراثة ا٤بيسورة، كاحتفاظها بالرطوبة، كامتناعها عن ا١بفاؼ حب فصل الصيف

موركثة عن القدماء، كيتكرر إجراؤىا بدكف كاالختبارات الب أجريت على ىذه األنواع من الببة

. ملل على ا٤بستول احمللي بطريقة بعلها تتبلءـ تبلؤما يتفق كالتفكب العقلي ا٤بنطقي كالنظرة الصحيحة

.كال يؤخذ بعب االعتبار إال ا٢بالة ا٤بضبوطة بعينها، أم حالة تبلـؤ النبات كالببة ب طقس ٧بلي معب

.41ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .147، ص 2004فؤاد ٧بسن، علم الفبلحة ب األندلس اإلسبلمية، ببكت، - 2

Page 171: الفصل التمهيدي

155

عن أٮبية التمييز بب أنواع األراضي من حيث جودهتا " زىرة البستاف"ككتب الطغنرم ب كتابو

ال يتفق "كصفاهتا، كلذلك جعل اختيار ا٤بزارعب لؤلرض الطيبة أصل من أصوؿ الفبلحة كعلل ذلك بأنو

لذلك ٪بد أف األراضي بتلف بودهتا كميزاهتا . 1"شيء من أعما٥بم إال بعد ميز األرض طيبها من دكهنا

كخصائصها من منطقة ألخرل، كىذا التمايز أشار إليو اهلل عز كجل ب القرآف الكرل ب عدة آيات منها

﴿قولو جل كعبل ‌ ‌ ‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌‌ ‌‌ ﴾2 كقاؿ ،

﴿سبحانو كتعاىل ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌‌ ‌‌ ‌ ‌‌ ‌‌ ‌ ‌

‌‌‌ ‌ ‌ ‌ ﴾3.

. ٩با يبب كجود تباين ب أنواع األراضي الزراعية منناحية خصوبتها كصبلحيتها لئلنتاج الفبلحي

، كتذكر 4"األندلس بقعة كرٲبة طيبة الببة"كبتاز أراضي األندلس ب األعم األغلب با٣بصوبة، ذلك أف

.ا١بغرافيب كالرحالة خصوبة أرض األندلس ككثرة كتنوع إنتاجها ب ٨بتلف األقاليم كتب

كاف ا٤بزارعوف األندلسيوف يستدلوف على نوعية الببة من خبلؿ نوعية النبات الطبيعي ا٤بوجود

فيها، فيتخذكنو دليبل على خصوبتها كجودهتا أك العكس من ذلك، أم رداءهتا، ذلك أف األرض على

.5ما بملو من العشب كثرتو أك قلتو فإهنا بمل من الزرع كالنبات

.82الطغنرم، زىرة البستاف، ا٤بصدر السابق، ص - 1

2 .58سورة األعراؼ، اآلية -

3 .16- 15سورة سبأ، اآلية، - ، 32، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص 129، ص 1971أبد ٨بتار العبادم، القاىرة، : ابن الشباط، صلة السمط ك٠بة ا٤برط، بقيق- 4

. 210، ص 1ا٤بقرم، نفح الطيب، ج .86، الطغنرم، زىرة البستاف، ص 55ابن البصاؿ، الفبلحة، ص - 5

Page 172: الفصل التمهيدي

156

فإذا كاف النبات طويل الساؽ،غض الورؽ، حسن ا٣بضرة، غليظ العركؽ، فاألرض جيدة، كإف

.1كاف كسطا فاألرض كسط، كإف كاف رقيق السيقاف، رقيق العركؽ فهي أرض رقيقة

كاستدؿ الفبلحوف األندلسيوف على نوعية األرض من خبلؿ لوهنا، كتركيبتها ا٤بعدنية كالعضوية،

فا٤بشهور أف الببة . كإف كاف اللوف غب كاؼ لوحده ب بديد مدل خصوبة األرض كقدرهتا اإلنتاجية

،كإال أف السواد ليس دليبل كافيا على احتوائها على ا٤بادة 2السوداء ىي أفضل األراضي كأجودىا

. العضوية دائما، إذ توجد تربة سوداء لكنها فقبة، ذلك أف اكتساهبا ىذا اللوف ناتج عن رداءة التصريف

كأما األرض ا٤بدمنة السوداء ا٤ببفة الوجو فالغالب على طبعها "كقد أشار ابن البصاؿ إىل ذلك فقاؿ

.3"ا٢برارة كاليبوسة مع ا٤بلوحة

لقد اعتمد ا٤بؤلفوف األندلسيوف ب علـو الفبلحة على التجربة ا٤بيدانية ب بديد نوعية الببة كمل

يكتفوا با٤بشاىدة العيانية كرصد ما ينمو ب تلك األرض من نباتات أك باالعتماد على لوهنا، بل عرضوا

.بارب كاقبحوىا على ا٤بزارعب ليتمكنوا من بديد خصوبة األرض

احفر حفرة قدر الشرب كأخرج تراهبا كفتتو، كأردد ذلك "أكصى ابن ا٢بجاج الفبلحب بقولو

الباب إىل موضعو الذم احتيفر منو فإف فضل الباب عن ا٢بفرة فاألرض متوسطة، كإف نقص الباب كمل

.4"بتلئ ا٢بفرة فاألرض رقيقة رديئة

كإف أردت "أما الطغنرم فقد أكرد بربة بسيطة ٤بعرفة األرض ا٤ببلئمة لزراعة البقوؿ فكتب يقوؿ

أف برب أرض البقل فخذ من تراهبا فأنقعو ب ماء ب حركو فإف رأيت أعبله يسبح عليو كالعكر فهي

.87، ص 1، ابن العواـ، ج 87، الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص 3ابن حجاج، ا٤بقنع، ص - 1 .82، الطغنرم، ص 3ابن العواـ ، ص - 2 .44الفبلحة، ص - 3 .86، الطغنرم، زىرة البستاف، ص 4ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 4

Page 173: الفصل التمهيدي

157

تصلح، كإف جلس الباب كقر ا٤باء كصفا فليست تصلح، كإف عجنتو بيدؾ فتلصق طينو بيدؾ كالشمع

.1"فهي تصلح

كذلك استخدـ األندلسيوف اللمس باليد كشم الببة كتذكقها، ب حالة خلوىا من النباتات

لبلستدالؿ على خصوبتها أك فقرىا، كبالتايل بدد نوعية النباتات الب سوؼ يزرعها كنوعية ا٢براثة

.كموعدىا ككمية كنوعية األ٠بدة كموعد إضافتها، كذلك مواعيد السقي ككمية ا٤بياه

:الحراثة والتزبيل - ب

تعترب ا٢براثة من أحسن الوسائل ا٤بستخدمة ب اإلنتاج الزراعي، حيث أهنا تستهدؼ استصبلح

كبدال من السماد ٯبب حرثها "أرض جدبة غب ٨بصبة، ألف ا٢براثة بدث هتوية الوجو الصاب للزراعة

.2"كقلبها كتقليبها

إف تقليب الببة يتقدـ زرع البذكر،كما أف ا٤بشط يتبعو ألنو ا٤بتمم الضركرم لو ألنو يسد

األرض كيصوف ا٢ببوب، كإف ىذه ا٢باجة إىل سد األرض ٢بمايتها من ا١بفاؼ عملية ثابتة تتكرر بدكف

.انقطاع

إف ا٤بزارعب ب األندلس يعرفوف ا٢برث العميق، با أف القليب ىو تقليب األرض ا٤بقصود

.3"يستعمل احملراث كالسكة كبط ب أكؿ األمر أتبلـ متقاربة عميقة"ك٥بذه العملية . زراعتها

جافة ب شهر جانفي، كاف ا٤بزارعوف األندلسيوف يأخذكف ب حراثة األراضي الب تزرع زراعة

كيستمر ذلك لعدة مرات حب شهر مام تبعا لطبيعة األرض، كنوعية النبات ا٤براد زراعتو، كتبؾ لكي

أما أراضي الرم الدائم فكانت برث ب أم . تتعرض ألشعة الشمس كا٢برارة بعد باـ تقليبها جيدا

.86الطغنرم، ص - 1 .7، ص 2، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 368ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .9، ص 2ابن العواـ، ا٤بصدر نفسو، ج - 3

Page 174: الفصل التمهيدي

158

كقت، كتتوقف عملية ا٢برث كذلك على نوعية األرض كالنبات ا٤براد زراعتو، فهناؾ نباتات بتاج ٢براثة

.1األرض أكثر من مرة

إف عملية حراثة األرض كتقليبها تزيد من جودهتا كخصوبتها، كقد اشبط على ا٤بكبين

.2كا٤بزارعب قلب األرض كحراثتها ب كقت القليب، كنص على ذلك ب عقود ا٤بزارعة كا٤بغارسة

كتتم عملية تسوية األرض بعد حرثها، حب يعم ا٤باء بيع أجزائها بصورة متساكية، ككاف يتم

عدة آالت منها ميزاف ا٤باء أك ا٤برجيقل، كالقبطاؿ كا١بفنة كميزاف البنائب، استخداـ ذلك عن طريق

كاالسطرالب، كب ا٤بساحات الكببة من األراضي كاف يتم تسوية األرض باستخداـ ا١باركؼ الذم بره

.3الثباف

بعد تسوية األرض ٯبرم بطيطها، إما على شكل خطوط مستقيمة، كتكوف النباتات فيها على

خط مستقيم لتقاـك الرياح، كيأخذ كل منها حقو من ا٤باء كا٥بواء بصورة متساكية، كىي ا٤بعركفة كالسائدة

ب زراعة ا٣بضركات، أما ب زراعة احملاصيل األخرل فتستخدـ ا٣بطوط اللولبية ب ا٢باالت الب تكوف

فيها مياه الرم قليلة، كاف ٯبرم بويض األرض، أم تقسيمها إىل أحواض شبو متساكية كمتناسقة،

ككلما تدنت كمية ا٤بياه، كلما تناقصت مساحة ا٢بوض، كبب ىذه األحواض كاف ٯبرم شق السواقي

كالقنوات الصغبة للرم، كيتم ترسيم ا٢بدكد بواسطة حبل أك شريط حدكدم ٲبتد على ىيئة مستقيمة

.4متمثبلن ب طريق أك قناة

.1، ص 2، ابن العواـ، ا٤بصدر نفسو، ج 57- 56ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .59- 58ابن العطار، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .147، ص 1، ابن العواـ، ج 55، ابن بصاؿ، ص 10- 8مؤلف ٦بهوؿ، منظومة ب الفبلحة األندلسية، ص - 3 .7مؤلف ٦بهوؿ، منظومة ب الفبلحة، ص - 4

Page 175: الفصل التمهيدي

159

)آلة النسيج(إف معب كلمة ٧براث قريب من معب كلمة الدرأة يقوؿ دكزم، ا٤بستشرؽ ا٤بشهور

دكف النفاذ إىل 1كعليو فإف عملية ا٢برث تكوف ب معناىا األساسي حرثا على سطح األرض

فإف ا٢برث باحملراث البسيط يسحق سطح األرض، بينما . باطنها،كىذا ما تؤكده الوثائق كتؤيد معناه

ا٢برث العميق ا٤بعركؼ كا١بارم بو العمل ب غراسة األشجار ٲبارس بواسطة احملراث البسيط اجملهز بسكة

. 2إف التقليب العميق ىو ضركرم لغراسة الكـر كالزيتوف كالتب كالتوت فيتم بواسطة ا٤بسحاة. حديد

.ألف غراسة األشجار تستوجب حفر األرض حفرا عميقا كذلك

كمن الطرؽ الشائعة الب استخدمها ا٤بزارعوف األندلسيوف، طريقة تبوير األرض، حيث يبؾ

كب السنة الثانية يزرعوف األرض ا٤ببورة كيبكوف . نصف األرض أك قسم منها دكف زراعة حوال كامبل

كمن ا٤بعلـو أف ىذه الطريقة اتبعت ب األراضي البعلية أكثر بكثب . األرض ا٤بزركعة بورا كىكذا دكاليك

.من األراضي ا٤بسقية، كب األراضي قليلة األمطار بصورة خاصة

معلـو أف الزراعة ا٤بستمرة لؤلرض تؤدم إىل إضعاؼ خصوبتها، كذلك بفقداهنا العناصر

الغذائية الب بتوم عليها، ٩با يؤثر ب ٭بو النباتات ا٤بزركعة ككذلك األشجار ا٤بثمرة كإنتاجيتها، كيشب

تعويضها عن ، كيتم3"أف األرض إذا عمرت ذىبت الرطوبة منها كضعفت مادهتا"أحد علماء الزراعة إىل

كاسع ب األندلس، كالسيما ب البساتب كا٤بزارع ، الذم عرؼ على نطاؽ4ذلك باستخداـ السماد

.5الصغبة كا٤بتوسطة، أما األراضي الزراعية الواسعة أك الكببة جدا فلم تكن توجد إمكانية الستخدامو

1 -Dozy : op.cit.T.11.p. 579. .16- 11، ص 1أبو ا٣بب االشبيلي، ا٤بصدر السابق، ج - 2 .112مؤلف ٦بهوؿ، مفتاح الراحة، ص - 3 .312بالفتح، سرجب كرماد، الرازم، ٨بتار الصحاح، ص : السماد- 4 . 112نفس ا٤بصدر السابق، ص- 5

Page 176: الفصل التمهيدي

160

لتجديد الطاقة اإلنتاجية لؤلرض كاستعادة )التزبيل(كمل يقف األندلسيوف عند استخداـ السماد

الب يعال منها النبات أك تعال ، كإ٭با استخدـ كعبلج للقضاء على بعض األمراض1حيويتها كخصوبتها

.2منها الببة

كقد اىتم تراثنا العلمي هبذه ا٤بسألة، حب أف ابن كحشية كابن العواـ كابن ا٢بجاج كابن بصاؿ

كفوائدىا ب إصبلح األراضي الزراعية " األزباؿ"أفردكا أبوابا خاصة لؤل٠بدة بت عناكين ٨بتلفة مثل

كتشمل األ٠بدة على ركث ا٢بيوانات ك٪بيعها كفضبلهتا كزرؽ الطيور كفضبلت الناس، . كزيادة اإلنتاج

كيفضل أف بلط أنواع ٨بتلفة من السماد إغناء ا٢بقوؿ الزراعية . كما استعمل الرماد كالتنب كسماد

.كالبساتب بختلف العناصر ا٤بعدنية كالغذائية

كقد أثبتت ا٤بعلومات . كيرل ابن كحشية أف أفضل أنواع السماد زرؽ الطيور كفضبلت الناس

ا٢بديثة أف زرؽ الطيور أغب من بقية األ٠بدة األخرل برات باحتوائو على أغلب العناصر ا٤بخصبة للببة

.كالنباتات

كمن بلة الطرؽ . ك قد أشار باستخداـ األ٠بدة كاألتباف كاألرمدة ب تسميد األرض كالزرع

ا٤بستخدمة ب التسميد تعفب النباتات كجعلها ٠بادا للزرع، كأجود األ٠بدة ما مر على تعفينو سنتاف،

.3كإف أتت عليو ثبلث سنوات فهو أجود

لقد اختلف علماء الزراعة ب عدد أنواع السماد، مع أهنم بيعا اتفقوا ب تصنيفها حسب

مصدرىا، كأف بيعها حارة يابسة، كلكن بقياس بعضها إىل بعض ٪بد أف جوىرىا كقواىا كتأثبىا ب

النبات ٱبتلف حب ال يكاد يشبو بعضها بعضا، ذلك أف بيع الزبوؿ عند مفارقتها للحيواف تكوف حارة

.91، الطغنرم، زىرة البستاف، ص 46- 43- 36، ابن بصاؿ، ص 51ابن حجاج، ا٤بقنع، ص - 1 .288، الطغنرم، 82، ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص 167ابن حجاج ا٤بصدر السابق، ص - 2 .147ابن كحشية، ا٤بصدر السابق، ص - 3

Page 177: الفصل التمهيدي

161

يابسة بتوم على بعض الرطوبة، كلكن بعد مدة ترؽ رطوبتها كتنخفض كتبقى حرارهتا مرتفعة كبركر

، كقد ميز الفبلحوف بب كل نوع من أنواع 1الزمن تأخذ حرارهتا باال٬بفاض تدرٯبيا كتصبح باردة يابسة

السماد كعرفوا تأثبه ك٤بن يصلح من النباتات،كيأب ب مقدمتها فضبلت الناس، أك ما اصطلح عليو ب

،كللخضركات الصيفية بعد خلطو 2كىي تصلح لؤلرض اللينة" زبل االدمي"ا٤بصادر األندلسية ب

كالثـو كالباذ٪باف كاللوبيا كأشجار النخيل، كاستخدمو ا٤بزارعوف األندلسيوف ب عبلج كالبصل3بالباب

.أمراض أشجار السفرجل كالكمثرم كغبىا بعد خلطو بالرماد

أما زرؽ الطيور فاستعمل كسماد ٤با يتصف بو من ا٢برارة ا٤بفرطة كالرطوبة الشديدة كخلوه من

، كنظرا ٢برارتو الشديدة كانوا يضيفونو للنباتات عند ا٢باجة إليو كبكميات قليلة ألنو بنزلة النار 4اليبوسة

، كتسمد بو أشجار االترج،كقد 6، كيستعمل ب تسميد الكتاف كيعاب بو التب إذا أصابو الدكد5لؤلرض

. استخدمو األندلسيوف ب معا١بة أشجار التفاح

ب حب أف أزباؿ الدكاب كا٢بمب كالبغاؿ كا٣بيل، فإهنا تصلح لتسميد األرض الرملية لكوهنا

كىو . ،لكن أفضل ما يكوف عليو ىو بعد تركو ثبلثة أعواـ7باردة، كٲبكن استخدامو كما ىو دكف تعفن

.91الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 1 .111، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 41ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .113، مؤلف ٦بهوؿ، مفتاح الراحة، ص 5ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .14، ٦بهوؿ، مفتاح الراحة، ص 99، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 51نفس ا٤بصدر، ص - 4 .99، ص 1ابن العواـ ا٤بصدر السابق، ج - 5 .46إبداء ا٤ببلحة، ص - 6استعماؿ الزبل دكف تعفن، يعب استعمالو قبل مضي سنة كاحدة على األقل كيكوف ذلك عند الضركرة فقط، ابن بصاؿ، ا٤بصدر - 7

.19السابق، ص

Page 178: الفصل التمهيدي

162

مناسب جدا ٤بختلف أنواع البقوؿ، كتسميد اليا٠بب كالرباف كالنارنج كاالترج كالنخل كالزيتوف، كيصلح

.٤1بعا١بة الكرـك بعد خلطو بزبل الطيور

األندلسيوف إىل التعامل بطريقة خاصة مع فضبلت األبقار الحتوائها على نسبة كيعمد ا٤بزارعوف

،حيث ال ٱبرجونو من الزرائب إال بعد 2كببة من الربكدة كالرطوبة، حسب نصيحة الطغنرم كابن ا٢بجاج

بدخوؿ البقر كخركجها عليو، فيولد التنب فيو أف يضاؼ إليو التنب، كيبؾ بب أرجل البقر أياما، فيعجن

ا٢برارة كاالحباؽ كيقلل من رطوبتو، ب ٱبرج من بب أرجل البقر بعد أف يتكاثر كيقاـ أكداسا ب ينقل

.3بعد ثبلثة أشهر من األكداس إذ يكوف قد بدأ بالتفتفت كالتعفن

، كتسمد بو 4إلصبلح األرض البيضاء )الفوؿ(بعد خلطها بتنب الباقبلء كتستعمل أزباؿ البقر

.كا٣بضركات بعد خلطو بالباب أك أ٠بدة أخرل أك األتباف العديد من األشجار

كىكذا ىو الشأف بالنسبة لبقية األزباؿ، كزبل الضأف كالزبل ا٤بضاؼ، كرماد ا٢بمامات كالزبل

.ا٤بولد، كىو الذم يعمد الفبلحوف إىل صنعو ب حالة عدـ توافر السماد البلـز للزراعة

لقد اعتمد ا٤بزارعوف األندلسيوف طرائق عدة إلضافة السماد لؤلشجار كبقية ا٤بزركعات منها

إضافتو لؤلرض قبل ا٢براثة أك بعدىا، كما ىو ا٢باؿ ب زراعة البصل، حيث أشار ابن البصاؿ إىل أنو

.5"يعمد إىل األرض كيفرؽ عليها الزبل كتكسى بو ب تدخل عليها الثباف كبرث كبرؽ جيدا"

إىل األشجار بعد ا٢براثة كا٢بفر حو٥با، مراعب ب ذلك عدـ مبلمسة السماد كأضافوا السماد

ألصوؿ تلك األشجار أك جذكرىا بشكل مباشر، حيث كانوا يغطوف األصوؿ بطبقة رقيقة من الباب ب

.209مؤلف ٦بهوؿ، مفتاح الراحة، ص - 1 .95- 94، الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص 10ابن ا٢بجاج، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .99الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 3 .206، مؤلف ٦بهوؿ، مفتاح الراحة، ص 41ابن حجاج، ا٤بقنع، ص - 4 .146ابن بصاؿ، الفبلحة، ص - 5

Page 179: الفصل التمهيدي

163

، كيبدك لنا أف ىذه الطريقة ىي علمية 1يضعوف فوقها الزبل، كيعودكف ليغطوىا بطبقة أخرل من الباب

كصحيحة ألنو ٲبكن من خبل٥با احملافظة على جذكر األشجار من االحباؽ بسبب حرارة الزبل، ناىيك

عن أف الباب سيقـو بنقل ا٤بواد العضوية ا٤بفيدة للنبات لوجوده بب الزبل كا١بذكر، كذلك فإف تغطية

.السماد بطبقة ترابية بافظ على حرارتو أطوؿ مدة ٩بكنة كبنعو من أف يربد

استعمل الفبلحوف األندلسيوف طريقة أخرل، كىي إضافة السماد 2كب تسميد البقوؿ كالقطن

كما استعملوا طريقة التغبب، كىي أف . للنباتات مع مياه السقي إذ تقـو بإيصا٥با بشكل سريع كمباشر

يقـو الفبلح بنثر الزبوؿ الرقيقة ا٤بتعفنة على أكراؽ كأغصاف الفوؿ كالبازالء كالعدس كا٢بمص كالكرنب

.3كالباذ٪باف كالقرع

مقادير السماد الب تضاؼ لؤلرض حسب نوعو ككقت التسميد كنوع لقد راعى األندلسيوف

األرض كالنبات ا٤براد تسميده، كمقادير ا٤بياه الب يسقى هبا، كلذلك فإهنم كانوا يضيفوف كميات قليلة

، فيحب أف الزبل 4من زبل الطب لتسميد النباتات لكونو حارا جدا، كفضلوا استخدامو ب فصل الشتاء

.5اآلدمي يوافق النباتات ب كل حب كيصلح لكثب من أنواعها

لقد أسهب علماء الفبلحة األندلسيوف ب تعداد أنواع السماد كاختلفوا ب ذلك، لكنهم

متفقوف على أف ىناؾ تفاكتا ب صفاتو كقابلياتو، فمنو الذم يصلح ١بميع أنواع النبات، كمنو ما بتاج

إىل خلطو بغبه أك بالباب، كمنو ما يصلح ألنواع ٧بددة من ا٤بزركعات، كٲبكن إضافتو ب أكقات معينة

كيعود سبب اختبلفهم حوؿ األ٠بدة على ما نعتقد . من السنة ب حب ال ٲبكن إضافتو ب أكقات أخرل

.99، ص 1ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 1 .114، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 116- 115الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 2 .114ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .51ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 4 .52، الطغنرم، ص 50نفس ا٤بصدر، ص - 5

Page 180: الفصل التمهيدي

164

إىل اختبلؼ بارهبم الب قاموا هبا أك اختبلؼ الظركؼ الب طبقوا فيها بارهبم تلك من حيث نوعية

.النبات كنوعية الببة كا٤بياه كا٤بناخ

:اآلالت الزراعية- ج

يعد احملراث أحد أىم أدكات الفبلح الزراعية، إذ ٲبكنو بواسطتو قلب الببة كهتيئتها للزراعة، :المحراث

يتكوف من سكة ٨بركطية الشكل مصنوعة من ا٢بديد، حادة من األسفل، يزداد عرضها كلما ارتفعت

.كىي ذات جناحب تدخل بطرؼ خشيب ترتكز عليو يد العامل أثناء ا٢براثة

أنواع السكك ا٤بستخدمة ب احملاريث فمنها السكك ا٤ببسوطة األطراؼ كالب تستخدـ كبتلف

،كىناؾ نوع آخر أ٠باه ٢2براثة األراضي ا١ببلية ، كمنها السكك الطويلة كالب تستخدـ1لقطع األعشاب

.3"احملراث الوسط"ابن العواـ

احملراث عادة ثوراف كقد يستعاض عنهما باألبقار أك ا٣بيل، كقد استخدـ األندلسيوف أربعة كٯبر

.4ثباف ١بر احملراث ذم السكة الطويلة لغرض قلب الببة ا١ببلية ا٢بجرية كحراثتها لشدة صبلبتها

،لقياس مستول األرض الزراعية 5كىناؾ آلة مهمة استعملها ا٤بزارع األندلسي تدعى ا٤برجيقل

كمعرفة األماكن ا٤برتفعة كا٤بنخفضة، ألف ذلك يساعد ب عملية تعديلها كتسويتها، كىو يتكوف من قطعة

.139الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 1 .66، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 2 .521، ص 1ا٤بصدر نفسو، ج - 3 .16، النابلسي، علم ا٤ببلحة، ص 71، ص 1نفس ا٤بصدر، ج - 4 .55ابن البصاؿ، الفبلحة، ص - 5

Page 181: الفصل التمهيدي

165

،كقد استخدمت آالت أخرل ٤بعرفة مدل 1خشب مثلثة ب كسطها خيط كعليو خيط ب طرفو ثقالو

.2استواء األراضي الزراعية منها ميزاف القطع كميزاف البنائب

كتشب ا٤بصادر الزراعية إىل أنواع أخرل من األدكات الب استعملها ا٤بزارعوف األندلسيوف ب

:٨بتلف ا٤براحل من هتيئة األرض كا٢برث كصوال إىل جب احملاصيل الزراعية كٲبكن لنا أف نعددىا كما يلي

الفأس أداة تستخدـ ٢بفر كقلب الببة كحفر قنوات الرم كب التحطيب كتقطيع : الفأس والمنكوش

األشجار، كىي ذات رأس حاد تستعمل أحيانا عوضا عن احملراث كيعتمد عليها كثبا ب األراضي

.الوعرة، خاصة ب ا١بباؿ كسفوحها

فهي أداة صغبة تتكوف من يد خشبية قصبة كرأس من حديد، أحد طرفيو على شكل : المنكوشأما

كيستخدـ ب األراضي الب ال يستطيع )U(مثلث أك مربع، كالطرؼ اآلخر من أسناف على شكل حرؼ

احملراث أف يعمل فيها، حيث يتم النكش حوؿ النباتات ا٤بزركعة كاألشجار ا٤بثمرة، كإزالة النباتات الربية

.3كتقليب الببة كجرفها

كىي عبارةعن قطعة حديد عريضة تستعمل لقلب الباب بدال من احملراث، كحفر القنوات : المجرفة

الصغبة كرفع كنقل أية مادة مباكمة كالباب كالرماؿ كا٢بصى كالثلج كالفحم كا٤بعادف، كبهيز األرض،

.كتدعى أيضا بالرفش، كال غب للفبلح عنها

كىي قطعة حديدية مستطيلة تثبت ب كسطها عصا خشبية مزكدة بقبض خشيب ب قسمها : الجاروف

العلوم كب طرب القطعة ا٢بديدية حلقتاف يربط هبما حبل يعمل هبا رجبلف كجها لوجو حيث يغرس

أحدٮبا قطعة ا٢بديد ب الببة كيتحكم هبا بواسطة ا٤بقبض ا٣بشيب العلوم كيشد اآلخر ا٢ببل فيجرؼ

.42ابن ليوف، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .43- 42نفس ا٤بصدر، ص - 2 .55ابن البصاؿ، الفبلحة، ص - 3

Page 182: الفصل التمهيدي

166

الببة، كىي تستعمل لتسوية ا٢بقل على ىيئة مساكب مربعة أك مستطيلة كبالتايل بصل الفبلح على

كذكر ابن بصاؿ أف تسوية األرض بالنقل صعب كمكلف، لذا . حقل مستو لتسهيل ريو بالراحة

.1يستخدـ ا١باركؼ بأيسر كلفة كبذهبا الثباف

كما استخدـ الفبلحوف األندلسيوف أداة حديدية مثلثة الشكل، حادة من األسفل فوقها

نصاب خشيب ذك يد لبلرتكاز عليها، ب قطعة من ا٢بديد تتقاطع مع النصل كالنصاب تدعى ا٤بر

فتستعمل بشكل شبيو باجملرفة، لقلب الباب كا٢براثة أحيانا، كلكنو بطيء ب العمل، فيصلح للمساحات

.الصغبة كا٤بشاتل

كىو عبارة عن قضيب خشيب معتدؿ العرض، طولو حوايل نصف مب مدبب من أحد طرفيو : الوتد

.2ليسهل انغراسو ب الببة، يذكر ابن العواـ أنو يستعمل ب غرس الشتبلت الصغبة

مل يكن الفبلح األندلسي يستغب عنو لقطع النباتات أثناء حصاد ٧باصيل القمح : والحاشوشة3المنجل

كالشعب كالعدس، كيتكوف من مقبض مصنوع من ا٣بشب كالساؽ ا٤بقوس بافة داخلية حادة من

ا٢بديد، فالفبلح يستخدمها إما جالسا أك كاقفا، كأما ا٢باشوشة أك الكالوشة، فهي أصغر حجما من

. ا٤بنجل كأكثر تقوسا، ك٥با أسناف من الداخل كتستخدـ ب قلع احملاصيل الطويلة أيضا كقطع ا٢بشائش

ىو قطعة حديدية طو٥با حوايل نصف مب مسننة بأسناف حادة ك٥با مقبض خشيب كيذكر ابن : المنشار

كحشية كغبه من علماء الفبلحة، أف ا٤بنشار كاف يستعمل أساسا لقطع األغصاف اليابسة كالزائدة من

.4األشجار

.نفس ا٤بصدر كالصفحة- 1 .146، ابن بصاؿ، ص 84، ابن ا٢بجاج، ا٤بصدر السابق، ص 470، ص 1ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 2 .421، الطغنرم، ص 122، ابن بصاؿ، الفبلحة، ص 18ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 3 .414- 409، ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ص 96، ابن بصاؿ، الفبلحة، ص 421الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 4

Page 183: الفصل التمهيدي

167

- 2ىي أداة تشبو ا٤بسحاة كا١باركؼ، كىي عبارة عن مدحلة خشبية أسطوانية الشكل طو٥با : الشوافة

كىي تزحف زحفا كال . سم كٯبرىا ثور أك حصاف بواسطة حبلب مثبتب بطرفيها30- 20 ـ كقطرىا 3

.1تدكر، كعند زحفها تكسر الكدر أثناء مركرىا، كالغرض منها ضغط الباب كتسوية سطح األرض

كىو عبارة عن لوج من ا٣بشب طولو حوايل ا٤ببين كعرضو أقل من ذلك كيثبت ب أسفلو : المدراس

، 2حجارة صغبة غب مهذبة كثبة النتوءات لتساعد ب تقطيع السنابل أك سيقاف احملاصيل ا٤براد درسها

كٯبر ىذا اللوح حصاف أك ثور أك بغل حيث تدكر الدكاب فوؽ احملصوؿ ا٤بلقى على البيدر بشكل دائرة،

كقد يستعاف بالعصا لدؽ ا٢ببوب ا٤براد درسها . كيستمر الدكراف حب يقرر الفبلح هناية عملية الدراس

. سم، كال بارس ىذه العملية إال إذا كانت كمية ا٢ببوب قليلة10كىي ذات ٠باكة ال تتجاكز

، ذات أسناف حادة يركب فوقها لوح ٠بيك من 4 ك 3كىي أسطوانات يباكح عددىا بب : النورج

كٯبر النورج ا٢بصاف أك . 3ا٣بشب يوضع عليو ثقل من ا٢بجارة، أك قد يركب الفبلح أك أكالده عليو

الثباف، كتدكر الدابة أيضا على سنابل ا٢ببوب حب ينتهي الدراس كبعد االنتهاء من عملية الدراس تكـو

، كٯبرم تذريتها بواسطة ا٤بذراة كىي تتألف من عمود خشيب طويل . ا٢ببوب على ىيئة قبة تدعى العـر

يصل إىل ا٤ببين يتصل بطرفو السفلي عدة أصابع من ا٣بشب مصفوفة طوليا على شكل شوكة الطعاـ،

كتستعمل لتقليب ا٢ببوب أثناء عملية الدراس ليعم الدرس كافة أطراؼ السنابل ا٤بلقاة على البيدر،

.كبرم التذرية ب كجود رياح خفيفة من أجل فصل التنب عن ا٢ببوب

.358الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .351نفس ا٤بصدر، ص - 2 .112ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 3

Page 184: الفصل التمهيدي

168

، كمن الغرابيل ما 1ب برم عملية تنقية ا٢ببوب من الشوائب كا٢بجارة الصغبة بواسطة الغرباؿ

.ىو صغب الثقوب، كمنها ما ىو كبب تبعا ٢بجم ا٢ببوب ا٤براد غربلتها كبضبىا للجرش أك الطبخ

.2"غرابيل ا٢بنطة تكوف من حلفة كافرة قوية القصب قد انقطع معدهنا"كتب ابن عبدكف يقوؿ

البد من التنويو إىل أف غالبية األدكات الزراعية تصنع من ا٣بشب كا٢بديد ٧بليا ب القرل

.كا٤بدف

:طرق مضاعفة النباتات- د

١بأ األندلسيوف ا٤بشتغلب بالزراعة إىل كسائل عدة لتكثب النباتات، كلعل من أشهرىا غرس

األكتاد أك األقبلـ، كىي من األساليب ا٤بشهورة، حيث يتم اختيار األكتاد ا٢بسنة االنبعاث الكثبة

،كمن زاد 4،كنصح ابن العواـ باختيار أكتاد العنب من كسط الكرمة ال من أعبلىا كال من أسفلها3العيوف

.عمره عن سنتاف أك ثبلث

كبتلف أطواؿ األكتاد الب يراد غرسها حسب نوع األشجار، إذ يكوف طوؿ أكتاد اللوز كالتوت

،كالليموف 6،بينما كتد االترج فيكوف طولو ذراع كغلظو ما ٲبؤل الكف5كالكمثرم كالنارنج ثبلثة أشبار

،أما أكتاد السفرجل 7يكوف طولو شرباف كنصف يغرس منو شرباف كيبؾ نصف فوؽ سطح األرض

كالرماف فيكوف طو٥با شربين يغرس منهما بت الباب شرب كنصف كيبقى فوؽ األرض نصف شرب، أما

.أقبلـ التب فيكوف طو٥با شربا كنصف الشرب

.358الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .35رسالة ب ا٢بسبة، مصدر سابق، ص - 2 .61خياط، معجم ا٤بصطلحات العلمية كالفنية، ص - 3 .383، ص 1كتاب الفبلحة، ج - 4 .46، النابلسي، ص 291، ص 1، ابن العواـ، ج 252- 27الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 5 .318، ص 1، ابن العواـ، ج 79ابن بصاؿ، الفبلحة، ص - 6 .79نفس ا٤بصدر، ص - 7

Page 185: الفصل التمهيدي

169

لقد حدد فبلحي األندلس أكقاتا معينة لغرس األكتاد، بناءنا على بربتهم كخربهتم، إذ غرسوا

أكتاد التوت ب شهر نوفمرب حب منتصف فرباير، كأكتاد ا٣بوخ كالرماف كالزيتوف ب شهر جانفي من كل

ك٢بماية رؤكس األكتاد أك . عاـ، كأكتاد التب ب شهر مارس كالسفرجل بداية شهر جانفي إىل هناية فرباير

١بأ الفبلحوف إىل كضع الطب اللزج على رأس . األقبلـ من الضرر الذم قد يصيبها من حر الشمس

الوتد، ك٢بفظها من ا١بليد تغطى مادامت صغبة كقد أكصى ابن العواـ بزراعة أكتاد االترج كالربتقاؿ

.كالنارنج قرب ا٢بيطاف ا٤بشمسة ٢بمايتها من الربكدة

كنصح بعضهم بإضافة السماد لؤلحواض الب تغرس فيها أكتاد االترج ب حب حذركا من

.1إضافتو ألكتاد السفرجل لكونو ال يوافقها كيؤدم إىل حرقها

اختلفت ا٤بسافات ا٤ببككة بب كتد كآخر عند غراستو، كبسب نوع الشجرة كمقدار امتداد كقد

أغصاهنا، خبلؿ مدة سنتب إىل ثبلث سنوات، كىي ا٤بدة الب يبقى فيها الوتد مغركسا ب مكانو قبل أف

.2يصبح شجرة كينقل إىل مكاف آخر

ا٤بثمرة كىي غرس ا٤بلوخ أك األمبلخ، كىي أغصاف أك كىناؾ طريقة أخرل لتكثب األشجار

بأخذ األمبلخ ا٤بنبعثة ، فيقـو الفبلح3سيقاف تنمو من الرباعم العرضية الناشئة على جذكر األشجار

بت الشجرة، كيبفق بذلك بأف يكشف عما غاص من أصو٥با كتشعب من عركقها، كمن الضركرم

،كينبغي 4التحفظ على جذكرىا عند القلع كالسيما جذكر ذكات الصموغ بأف ال يقطع شيء من عركقها

،كينبغي أف تكوف ا٤بلوخ لينة صحيحة غب متشققة اللحاء، كٯبب أف يقـو الفبلح بوضع عبلمة 4عركقها

.272الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 1 .318- 272، ص 1، ابن العواـ، ج 306، الطغنرم، ص 60ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 2 .644، خياط، معجم ا٤بصطلحات العلمية كالفنية، ص 229الشهايب، معجم األلفاظ الزراعية، ص - 3 .263الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 4

Page 186: الفصل التمهيدي

170

عبلمة على ا٤بلوخ قبل قلعها كذلك من ا١بهة الب تواجو الشرؽ كيراعي عند غرسها أف تكوف مواجهة

.1للشرؽ أيضا

ا٤بلوخ يأخذ الفبلح بإعداد أحواض أك حفر سواقي، ب بفر للملوخ حفران فيها قبل القياـ بقلع

عمق ا٢بفر ا٤بعدة للغرس حسب نوعية ، كٱبتلف2على استواء أك استقامة لتشرب ا٤باء شربا معتدالن

.ا٤بلوخ، كأم أصناؼ األشجار ا٤بثمرة يتبع

كأشار غالبية علماء الفبلحة إىل أف أفضل األكقات لغرس ا٤بلوخ باألندلس تكوف ب شهر

.فرباير

كبة طريقة أخرل .3كإذا ب لغرسة ا٤بلوخ ثبلثة أعواـ يبدأ الفبلحب بنقل ما ظهر منها كارتفع

استعملها الفبلحوف األندلسيوف ٤بضاعفة األشجار ا٤بثمرة كىي زراعة النول كيتم التعامل مع بعض النول

قبل زراعتها بطريقة خاصة، حيث يوضع نول اللوز كا١بوز ب تراب طيب ٤بدة بسة أياـ قبل زراعتو

كقد يقـو الفبلح بكسر ا١بوزة كسرا دقيقا كٱبرج لبها صحيحا سليما ب 4لكي ترؽ قشرتو فيسرع إنباتو

،أما حب القطن فيغسل 5لكي يسلم من اآلفات ب يغرس ب موضعو فيعلق بسرعة يلفو بصوفة منفوشة

.6كيبؾ حب ٯبف قبل زراعتو حب يزكؿ عنو ىدبو لكي ال يلتصق بعضو ببعض حب زراعتو

.263- 260نفس ا٤بصدر، ص - 1 .64ابن البصاؿ، الفبلحة، ص - 2 .260الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .295، ص 1، ابن العواـ، ج 370نفس ا٤بصدر، ص - 4 .293، ص3ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 5 .473الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 6

Page 187: الفصل التمهيدي

171

، ككما اختلفت1أك ب حفر أك أحواض كيتم زرع النول إما ب أكال فخارية أك ب القصارل

األكال الب يزرع فيها النول، اختلفت كذلك أكقات زراعتو، حسب نوعية الثمار، فنول اللوز كالزيتوف

نول ا٤بشمش فيزرع ب شهر نوفمرب، كيزرع نول الصنوبر ، أما2كا١بوز كا٣بوخ كالنبق تتم ب شهر سبتمرب

،كيتأكد الفبلحوف األندلسيوف من صبلحية النول للغرس من خبلؿ تغطيسو ب ا٤باء، 3ب شهر فرباير

.فما يطفو منو فهو ال يصلح، كما يهبط إىل القاع فهو صاب للزراعة

كتوضع على النول أك ا٢بب طبقة خفيفة من الباب تتفاكت بب أصبع إىل ثبلثة أصابع، بعد

كضعو ب ا٢بوض أك القصرية أك ا٢بفرة، ألف بعض البذكر إذا كضع فوقها تراب كثب تتعفن كتفسد

بسبب ا٢برارة كالضغط، ك٥بذا السبب يضع الفبلحوف عدد من النول ب ا٢بفرة الواحدة حب يضمن أف

لذلك أشار ابن البصاؿ إىل كضع نواتب أك ثبلثة من ا١بوز ب ا٢بفرة، أما بالنسبة للرماف . تنبت إحداىا

.من سبع إىل أربع عشرة حبة ب ا٢بفرة الواحدة

كاعتمد الفبلحوف األندلسيوف طريقة أخرل ٤بضاعفة كتكثب األشجار ا٤بثمرة عن طريق حفر

،كٱبتار قضيب أك فرع من أقول الفركع 4ساقية أك حفرة عمقها شرباف كنصف الشرب كطو٥با مثل ذلك

كأطو٥با كأقواىا على أف يكوف سا٤با من العيوب كيفضل ا٤بركب منها الذم مل بمل بعد، كإف كاف بغلظ

األصبع كاف أفضل، كٲبد ىذا القضيب ب ا٢بفرة على طو٥با كيغطى بالباب، كإذا كاف طويبل كقويا

كٱباؼ من ارتفاعو كخركجو من ا٢بفرة فببط من أعبله بشريط أك حبل قوم، كيبؾ أعلى الفرع أك طرفو

كتدعى ىذه الطريقة بالتكبيس، كبتلف مواعيد التكبيس باختبلؼ أنواع .5خارج ا٢بفرة ب يسقى

.69ابن بصاؿ، ا٤بصدر، ص - 1 .265، ص 1ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 2 .84ابن بصاؿ، ا٤بصدر، ص - 3 .182، ص 1ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 4 .87ابن بصاؿ، ا٤بصدر، ص - 5

Page 188: الفصل التمهيدي

172

األشجار، إذ يكوف تكبيس التب ب نصف شهر مارس، ب حب تكوف تكابيس الكرـك ب شهر

إف األحسن ب الرماف أف تقاـ تكابيسو ب شهر فرباير، كإف كاف ب غبه "ديسمرب كقد ذكر ابن البصاؿ

.1"مل يضره إنشاء اهلل

كإذا ظهر لقح التكابيس بعد عاـ دؿ ذلك على أنو بدأ يتغذل من عركقو كيستغب عن اإلمداد

من أصلو، فيفصل عن الشجرة األـ بديد قاطع كيبؾ ٤بدة عاـ أيضا إذ يقلع بعركقو كخرزه من ترابو إذا

ب تغرس ىذه التكابيس ب ا٤بواضع الب تبلءـ تربتها، كذلك . كاف من النباتات الب ال تسقط أكراقها

بأف بفر ٥با حفر بعمق ثبلثة أشبار فتوضع فيها ب تغطى بالباب جزئيا مع األخذ بعب االعتبار عدـ

.2ملئ ا٢بفرة بالباب إال بعد سقيتب أك ثبلثة

األشجار ا٤بثمرة، إف طريقة التكبيس أثبتت ٪باعتها بالنسبة للفبلحب األندلسيب لزيادة أعداد

حيث تكوف الشجرة ا١بديدة حاملة لصفات كميزات الشجرة األـ الب أخذت منها التكابيس، كالسيما

.3إذا كانت الشجرة مركبة

أك النول أك التكبيس، بعد أف يصبح عمرىا إف غرسات األشجار الب نشأت عن طريق األكتاد

عامب كارتفاعها بطوؿ قامة اإلنساف، يقـو الفبلحوف بتهيئة األرض كيعدكف ا٢بفر ا٤بناسبة لنقلها

كقد حذر ابن ا٢بجاج من بويل الغرسات الصغبة من موضع جيد إىل موضع غب . كغرسها حاؿ قلعها

كاحذر من بويل شجرة من موضع جيد كماء عذب إىل موضع ردمء كماء "صاب للزراعة كذلك بقولو

.78نفس ا٤بصدر، ص - 1 .400، ص 1، ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج 87ابن بصاؿ، الفبلحة، ص - 2 .87نفس ا٤بصدر، ص - 3

Page 189: الفصل التمهيدي

173

يؤثر سلبا على ٭بو الغرسة ا١بديدة أف التغيب ب نوعية الببة كا٤باء ٩با يدؿ على1"غب عذب كال ركاء

.كسبلمتها، حيث برص على نقلها إىل بيئة مشاهبة لبيئتها األكىل

كعلى الفبلح أف بذر كما يوصي بذلك علماء الفبلحة أف ينقطع شيء من جذكرىا أك

.2ينسلخ، كعليو أف يبدأ ا٢بفر من بعيد، فإف أصبح قريبا من الغرسة قلعت بميع جذكرىا

ككقف ب كسط إذا قسمت األرض ككملت بيع ا٢بفر، خذ قصبات"كتب الطغنرم يقوؿ

كل حفرة كاحدة كمد عليها ا٢بباؿ، كانظر إىل الصفوؼ فإف رأيتها تتقابل من حيث قابليتها كأصبحت

، ىذا يعب أف على الفبلحب أف ينظموا صفوؼ األشجار كتعديلها حب 3"صفا كاحدا فابدأ بالغرس

.صفوؼ األشجار معتدلة الغراسة لكي تكوف

أما ابن العواـ فأشار إىل ضركرة غرس الفبلحب أشجار الزيتوف ب صفوؼ من ا٤بشرؽ إىل

،كالغرض من ذلك ىو السماح ألشعة الشمس 4ا٤بغرب، أك من الشماؿ إىل ا١بنوب على أبعاد متساكية

.كالرياح أف تتسرب بب األشجار بسهولة

كيشبط الطغنرم توافر طقس جيد لنقل الغرسات ا١بديدة، كأف يكوف القلع كالغرس ب يـو

كاحد طيب ال حر فيو كال برد كال رياح كال ثلوج، كيفضل أف يكوف ا١بو باردا قليبل كتكوف الرياح

.5ساكنة

كيعمد الفبلحوف األندلسيوف إىل ترؾ فسحة أرضية بب غرسة كأخرل حسب نوع األشجار

. ا٤بثمرة كحاجة األغصاف إىل االنتشار كاالنفراج كا٢بصوؿ على أكرب قسط من أشعة الشمس كحرارهتا

.47ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 1 .300- 299الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 2 .301نفس ا٤بصدر، ص - 3 .233، ص 1ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 4 .301الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 5

Page 190: الفصل التمهيدي

174

كيبدك أف زراعة الغرسات ا٤بنقولة جنب إىل جنب مضر هبا، حيث تتزاحم على ا٤باء كا٥بواء كالغذاء

.كل نوع من األشجار كضوء الشمس، لذلك كانوا يزرعوف النقبلت حسب مسافات ٧بددة كحسب

كبناءا على التجربة ا٤بيدانية كا٤ببلحظة العيانية، اختلف علماء الفبلحة ب بديد الوقت ا٤بناسب

لتنقيل الغرسات أك الشتبلت، حيث ذكر كل من عريب القرطيب كابن البناء ا٤براكشي أف الوقت األنسب

.1ىو شهر فرباير من كل عاـ

أف نقل غرسة شجرة التوت يكوف ب شهر جانفي، ب حب أف نقل إال أف ابن العواـ يرل

،أما الطغنرم فيذكر أنو قاـ بنقل غرسات شجرة ا٣بوخ بعد 2غرسات اللوز كالورد يكوف ب شهر نوفمرب

أف ظهر فيو النوار ب شهر مام، كنقل شتبلت اليا٠بب كالرباف كاالترج ب شهر أكت، فنبت كمل يتأثر

، ٩با يدؿ على إمكانية نقل الشتبلت كغراستها ب ٨بتلف الشهور، على شرط 3بالظركؼ احمليطة بو

.احملافظة على شركط النقل كالغرس الصحيحب، ٩با يدؿ على بربة كخربة كببة ب ىذا ا٤بضمار

كيقصد هبا كيفية تعامل الفبلح األندلسي مع ا٤بناخ كالببة كا٤بياه، كالعامل البشرم : الدورة الزراعية- ىـ

.من أجل دٲبومة كاستمرار النشاط الزراعي كتلبية حاجياتو كحاجات اجملتمع األندلسي

حيث كاف الفبلحوف )سبتمرب، أكتوبر، نوفمرب(إف السنة الزراعية تبدأ ب فصل ا٣بريف

األندلسيوف يبدءكف برث أراضيهم كهتيئتها للزراعة ب شهرم سبتمرب كأكتوبر، خاصة ب أرياؼ قرطبة

ككاف يزرعوف ب ىذا الفصل بذكر ا٣بضار كاللفت كا٣بس كالثـو . كفحص البلوط كأرياؼ غرب األندلس

كالبصل، كحبوب القمح كالشعب كالكتاف كالفوؿ، كيغرسوف أشجار الزيتوف كالرماف كا٣بوخ كالتب كاللوز

.5، ابن البناء، رسالة ب األنواء، ص 49القرطيب، األنواء، ص - 1 .369، الطغنرم، زىرة البستاف، ص 278، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 2 .318الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 3

Page 191: الفصل التمهيدي

175

باإلضافة إىل بعض . كبمع ب ىذا الفصل بار الزيتوف كا١بوز كالكراكيا كاللوبيا كاألرز كالزعفراف. كالعنب

.1البذكر كاألعشاب الطبية، كما كانوا ٯبنوف فيو القطن، كيقطعوف بعض األخشاب

كالكراث كالثـو كبعض ا٢ببوب كب فصل الشتاء كانوا يزرعوف ا٣بضار ا٤بتنوعة كالباذ٪باف

كالبقوؿ كالقمح كالفوؿ، ككانوا ٯبنوف ب ىذا الفصل قصب السكر كالربتقاؿ كالليموف كاالترج كالنارنج،

.2كما كانت تقطع فيو بعض األخشاب

األندلسيوف يزرعوف قصب السكر كالقطن كبعض النباتات كب فصل الربيع كاف ا٤بزارعوف

كيبدأ حصاد الشعب . العطرية كالزىور كبعض ا٣بضركات كالبقوؿ كالرز كاللوبيا كا٢بمص كالعدس كالبازالء

ا٤ببكر ب شهر أبريل، حب إذا حل شهر مام بدأ موسم ا٢بصاد، كخاصة ب ا١بنوب كا١بنوب الشرقي

كمالقة، حيث يبدأ حصاد الفوؿ كالكتاف كبمع البذكر كالثمار الزيتية ب أرياؼ قرطبة كتدمب كشذكنة

.3لتصنع منها بعض العصائر كاألشربة

بصاد القمح كيستمر حصاده حب شهر جويلية، كفيو أما ب شهر جواف فيبدأ الفبلحوف

تكوف بار التفاح كاألجاص كالكمثرم كالتب كالعنب قد نضجت باإلضافة إىل البطيخ بنوعيو األبر

كب شهر أكت تتم . كاألصفر، كبمع بعض األعشاب كالبذكر ذات االستعماالت الطبية االستشفائية

عملية حصاد األرز، ب الصيف أيضا كاف الفبلحوف األندلسيوف يزرعوف بعض ا٤بزركعات كاللفت

.4كا١بزر كالكرنب كبعض أنواع الفوؿ ا٣بريفي كا٣بيار ا٤بؤخر

، احمللى، ج 145عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 1 ، ابن 59، ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص 262- 261، ص 5، ابن حـز

.431- 428، ص 2العواـ، ا٤بصدر السابق، ج ، ابن -187- 85- 49- 37- 33- 29، عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص 61- 59ابن بصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 2

.437- 434، ص 2العواـ، ا٤بصدر السابق، ج .441- 438، ص 2، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 61عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .444- 442، ص 2، ابن العواـ، ج 133- 131- 123- 119- 117- 105- 103- 101نفس ا٤بصدر، ص - 4

Page 192: الفصل التمهيدي

176

سيحان، أم بواسطة األهنار كالعيوف كا١بداكؿ، ىذا فيما يتعلق با٤بزركعات كاألشجار الب تسقى

أما األراضي الب تسقى دٲبان أم األراضي البعلية،الب كانت . كتسمى أيضا األراضي ذات الرم الدائم

تزرع زراعة جافة، كال تركل ريا دائما، فإف الدكرة الزراعية فيها كانت تستغرؽ عامب، حيث كانت

األرض تبؾ لتبور كل سنتب إلراحتها بعد الزراعة با٢ببوب كالبقوؿ، كتطلق فيها ا٤باشية بثا عن غذاء

.ضعيف

بعد أمطار ا٣بريف، يبدأ الفبلح ب حرث أرضو كزراعتها، فإذا كاف احملصوؿ كفبا ترؾ ماشيتو

تأكل منو، أما إذا كاف قليبل، فيعمد إذا كانت األرض جيدة إىل حرثها ب الربيع، ٩با يسمح ببذر بعض

ا٢ببوب ا٤بتأخرة مثل القمح كالشعب كالذرة، باإلضافة إىل بعض البقوليات كالفوؿ كا٢بمص كالفاصولياء،

.1الب كانت تستهلك بكثرة

إف ترؾ األرض الفبلحية بدكف زراعة لتسبيح كبدد إخصاهبا كتسبجع ما فقدتو من مواد

.عضوية غذائية ٥با بصورة طبيعية أمر ٱبتلف باختبلؼ أنواع البب كأصناؼ ا٤بزركعات

لذلك فإف نظاـ التعاقب أك الدكرة الزراعية ٱبتلف، كال غرابة ب ذلك، با أف الزراعة األندلسية

باعتبارىا بذؿ ا١بهد من أجل اإلنتاج، ىي عبارة عن عملية ا٤بزاكجة بب كضعية الببة كأحواؿ ا١بو

كالطقس كاإلمكانات احمللية، كيبقى ا٥بدؼ دائما ىو إنتاج أنواع ٨بتلفة ككثبة من احملاصيل كالثمار ب

.نفس األرض، بعد بديدىا كإخصاهبا

:األساليب الزراعية الجديدة- د

توصل الفبلحوف األندلسيوف من خبلؿ بارهبم الزراعية إىل طرؽ زراعية جديدة مبتكرة، كقد

ذكرت لنا ا٤بصادر األندلسية جزءنا منها، كبثل ىذه التقنيات قمة اإلبداع الذم كصل إليو ا٤بزارعوف ب

1 -Levi. Provençal :Hist.de L’Esp.mus.T.111.pp.270-271.Vallve.op.cit.p.294.

Page 193: الفصل التمهيدي

177

، ك٩با الشك فيو أهنم توصلوا إىل ذلك بعد البحث كالتجربة ا٤بيدانية الب رافقت العملية 1األندلس

:الزراعية ب ٧باكلة للبحث عن حلوؿ للمشاكل الب كانت تعبض ا٤بزارع، كمن ىذه التقنيات ا١بديدة

اتبع ا٤بزارعوف األندلسيوف أسلوب الزراعة ا٤بغطاة بسبب ا٬بفاض درجة ا٢برارة : الزراعة المغطاة. 1

كتساقط الثلوج، كا١بليد ب الشتاء، ٩با ينعكس سلبا على ا٤بزركعات، من أجل ا٢بفاظ على ا٤بنتجات

.الزراعية من التلف كالضياع بسبب بركدة الطقس

قرب ا٢بيطاف كينبغي أف يظلل "لقد نبو ابن ا٢بجاج الفبلحب إىل أف من الضركرم زراعة االترج

أما ابن البصاؿ فأشار ب مسألة زراعة .2"ألف ا١بليد يصيبو )كرؽ عريض كبب(بالشتاء بورؽ القرع

فإذا نبت كقرب فصل الشتاء حجب عنو كأدخل ب البيوت ا٤بكنة بالليل لئبل ينزؿ عليو ا١بليد، "البستاف

.3ألف ا٢بريق يسرع إليو كٱباؼ عليو ذلك ب الببلد الباردة

كيبدك من خبلؿ ىذه الفقرات كغبىا كثب أف مزارعي األندلس كانوا يأخذكف با٢بسباف

.الظركؼ ا٤بناخية الضركرية أك ا٤ببلئمة ٢بياة النبات، كأهنم ابهوا لتوفبىا للنباتات ب حاؿ عدـ توافرىا

كىي العملية الب ترد ب ا٤بصادر الزراعية باسم التكبيس، : ترقيد األغصان في األواني الفخارية. 2

كقد استعملها ا٤بزارعوف األندلسيوف لتكثب أنواع معينة من األشجار ا٤بثمرة، كقد كصف ابن العواـ ذلك

، تثقب من أسفلها بقدر ما )سنادين(كصفا دقيقا، كىي أف يأخذ الفبلح ظركفا جديدة من الفخار

يدخل الغصن الذم يراد اإلكثار منو، كيتم اختيار األغصاف القوية الطويلة السا٤بة من األضرار، من

، يتم إدخاؿ الغصن ب الثقب ا٤بوجود ب أسفل الظرؼ كٱبرج من فمو، 4أشجار مثمرة كمن أصل مركب

.139ملك، ا١بغرافية الزراعية، مرجع سابق، ص - 1 .61- 60ا٤بقنع، ص - 2 .85الفبلحة، ص - 3 .188، ص 1كتاب الفبلحة، ج - 4

Page 194: الفصل التمهيدي

178

كينزؿ الظرؼ بذر حب يصل إىل منبت الغصن أك إىل ا٢بد الذم يراد إيقافو عنده، ب يعمد إىل خرؽ

.1مفتولو أك إىل حبل فيلف حوؿ الغصن كتصبح أشبو با٣بلخاؿ كذلك ليجلس الظرؼ كيستقر عليو

كإف كاف الغصن ال يتحمل ثقل الظرؼ الفخارم فيعمل بتو سرير من ألواح خشبية لو أربعة

قوائم لكي يستقر فوقو حب يبقى ثابتا ال بركو الرياح، كإف كاف الظرؼ ب األرض كأمكن أف يدفن فيها

.2أك يكـو فوقو تراب فذلك أفضل

ا٤بوجود أسفل الظرؼ جزئيا با١بص أك بالطب لكي ال ٱبرج منو الباب كا٤باء، ب ب يسد الثقب

ٲبؤل بباب طيب ٨بلوط بزبل قدل كيضغط الباب باليد، ب ٯبلس الظرؼ بشكل معتدؿ كيركل با٤باء

.3العذب كيتواىل سقيو فبل يبؾ حب ٯبف كإ٭با يراعى أف يبقى رطبا دائمان

٤بدة عاـ أك أكثر، فتنبت عركؽ لذلك الغصن أك الفرع، آنذاؾ ٲبكن كيبؾ الغصن بالظرؼ

قطعو برفق من الشجرة األصل لكي ال يتخلخل الباب ا٤بوجود داخل الظرؼ، ب بفر حفرة للغرسة

ا١بديدة، إذ يكسر ظرؼ الفخار برفق ب يوضع ب ا٢بفرة كيرد عليو بعض الباب، كيتعاىد بالسقي

.4فيصبح بذلك غرسا جديدان

استخدـ ا٤بزارعوف تقنية جديدة استعاضوا هبا عن الببة كوسط أساسي : الزراعة في المواد العضوية. 3

للزراعة، كىي ا٤بواد العضوية، كيبدك أف الدافع كراء ذلك ىو ما بتزنو من مكونات غذائية مهمة

كضركرية ٢بياة ك٭بو النبات، لكوهنا توفر احمليط الرطب الدافئ، كتعد ىذه الطريقة مبلئمة جدا لزراعة

.الدايات

.188، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 1 .188ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .نفس ا٤بصدر كالصفحة- 3 .نفسو- 4

Page 195: الفصل التمهيدي

179

ب ىذه الزراعة من خبلؿ عمل )الزبل(كاستفاد ا٤بزارعوف األندلسيوف من السماد العضوم

مصاطب يوضع فيها زبل الدكاب كما ىو طريا بعد أف ينقى من العيداف، كغب ذلك ٩با ٱبالطو ب يقطع

.1تقطيعا جيدا رقيقا، كٲبزج بعضو ببعض، ب يوضع ب مكاف مشمس يكوف بوار حائط أك ما شابو

ثبلثة أذرع كطو٥با بسب ا٢باجة، ب يسوم الزبل بشكل كيكوف ارتفاع ا٤بصطبة ذراعا كعرضها

معتدؿ كبفر فيو متقاربة بب الواحدة كاألخرل مقدار الشرب كعمقها ثبلثة أصابع، كيوضع ب ىذه ا٢بفر

إذا تبسط كاحدة 2ب يرد الزبل عليها، كإذا كملت ا٤بصطبة تغطى بورؽ الكرنب )البذكر(حبات الزريعة

.3بنب األخرل

ىو دفع حرارة الزبل للصعود إىل )الكيـر(كالظاىر أف الغاية من تغطية ا٤بصاطب بورؽ الكرنب

الورؽ بشكل بار ٩با ٯبعلها تتكاثف فتعود لتسقط على شكل قطرات ماء على ا٤بصطبة فتنزؿ بذلك

على ا٢بفر ا٤بزركعة فبكيها، األمر الذم يؤدم إىل ٭بو النبات فيها بسرعة، إىل جانب أف مصطبة الزبل

.4ا٤بغطاة بورؽ الكرنب بتفظ با٢برارة ا٤بطلوبة لئلنبات ب كقت يكوف الطقس شديد الربكدة

كتب ابن . كأكد ذلك ابن البصاؿ أيضا ذكر ابن ا٢بجاج أف القرع يزرع ب مصاطب الزبل

إف كجو العمل ب زراعتو ب "،أما ابن البصاؿ فقاؿ 5"كيزرع ب مصاطب الزبل فيكرب"ا٢بجاج يقوؿ

ككجو "،كيزرع الباذ٪باف بالطريقة نفسها 6"الببلد الباردة مثل برد األندلس أف يزرع ب مصاطب الزبل

.140إبداء ا٤ببلحة، مصدر سابق، ص - 1، ص 1، األنطاكي، تذكرة أكيل األلباب، ج )القنبيط(نبات ملفوؼ كالسلق، كمنو ما بيط بزىرة تتفصل قطعا كىو القرانبيط : الكرنب- 2

248. .131ابن البصاؿ، كتاب الفبلحة، ص - 3 .140ا٤بصدر السابق، ص - 4 .175ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 5 .130ابن البصاؿ، الفبلحة، ص - 6

Page 196: الفصل التمهيدي

180

،كأكد ابن ا٢بجاج إمكانية زراعة الفجل 1"العمل أف يعمل لو مصاطب من الزبل الذم مل ٱبالطو شيء

.2كاللفت كالتنب

ىي إحدل تقنيات الزراعة ا١بديدة الب استعملها الفبلحوف األندلسيوف، كقد : الزراعة على الحبال. 4

،إذ شرح طريقة الزراعة، 3"بصب الكرـك كالبساتب"فصبل بعنواف " ا٤بقنع"أفرد ابن ا٢بجاج ب كتابو

كذلك بأف بفر ب شهر أبريل حوؿ األرض ا٤بغركسة بالكرـك أك البساتب حفرا يكوف عرضو ذراعا

كتثبت فيو أكتاداى صلبة تكوف ا٤بسافة بب كل كتدين عشرة أذرع كتربط األكتاد بعضها ببعض بباؿ بردم

كيلقى .6كٱبلط معهما شيئا من نانوخة5 أكالعليق4يكوف غلظها بغلظ اإلهباـ، ب يؤخذ بر العوسج

عليهما شيئا من أخثاء البقر، كيعجن ا١بميع عجنا كثبا، ب تدلك بو ا٢بباؿ كيرمى عليها الباب ب

.7ترطب با٤باء إذ ينبت منها سياج شائك ال تنفذ منو حية كال يتمكن إنساف أك حيواف باكزه

إف األساس الذم استند إليو ا٤بزارعوف األندلسيوف ب ىذا العمل قائم على أساس بضب بيئة

مبلئمة

إلنبات بذكر األسيجة الشوكية النباتية، الب ب حاؿ ٭بوىا كنضجها بوؿ دكف دخوؿ الناس أك

.ا٢بيوانات إىل ا٢بقوؿ كالبساتب

.134ا٤بصدر نفسو، ص - 1 .84ابن ا٢بجاج، ا٤بصدر السابق، ص - 2غراسة العوسج لتحصب الكرمات "، تناكؿ ابن العواـ ذات ا٤بوضوع بشكل ٨بتصر جدا ب فصل بعنواف 71نفس ا٤بصدر، ص - 3

.406- 403، ص 1، كتاب الفبلحة، ج "كا١بنات .109شجرة شائكة ٥با بر أبر مدكر، الدمياطي، معجم أ٠باء النباتات، ص : العوسج- 4 .107نبات يتعلق بالشجر، كىو من جنس الشوؾ، كإذا نشب فيو الشيء مل يكد يتخلص منو لكثرة شوكو، الدمياطي، ص : العليق- 5 .28عشبة يسميها أىل ا٤بغرب الغليظة، كىي كموف ا٤بلك كالكموف ا٢ببشي، القرطيب، شرح أ٠باء العقار، ص : نانوخة أك نا٬بة- 6 .404- 403، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 71ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 7

Page 197: الفصل التمهيدي

181

أدخل الفبلحوف األندلسيوف تقنية بكنوا من خبل٥با تغيب أشكاؿ بار : تغيير أشكال الثمار. 5

السفرجل كاالترج كالرماف كالتفاح كاالجاص، من خبلؿ كضع قوالب مصورة بأشكاؿ ٨بتلفة، إذ تربط

، كىي صغبة قبل أف تكرب، كتبؾ حب تكرب كتعظم فتأخذ الثمار 1ىذه القوالب على بار األشجار

.2شكل القالب الذم كضع عليها

: تغيير المذاق والرائحة. 6

ابتكر ا٤بزارعوف األندلسيوف تقنية كابتكار جديد يتمكنوف بواسطتو من تغيب مذاؽ كحبلكة

كرائحة بعض الثمار، حيث يدسوف أنواع الطيب كا٢ببلكة ب الفواكو كالبذكر عند الغراسة، إذ يأخذ

ا٤بزارع ما يريد من أنواع الطيب كيلقي معو مقدار كزنو من القب كمن الشب األبيض ا٤بصفر، كبعد أف

يذاب القب ب الصبلية، يوضع بالقرب من النار حب ال ٯبمد، كيعرؾ الكل جيدا حب يصبح مزٯبا

كاحدا كيعمل على شكل فتيلة، ب يشق القضيب الذم يراد دس ا٤بادة فيو من كسطو بنشار شقنا ٧بكما

غب نافذ من ا١بهة األخرل، كيفتح القضيب فيظهر ا٤بخ الذم ب جوفو كىو أشبو بالصوؼ البايل،

كيرفع من مكانة كيستبدؿ بالفتيلة ا٤بصنوعة من القب ا٤بطيب ب ٱبرج ا٤بنقار كيربط على القضيب بشريط

أك بليف من الربدم من أكؿ الشق إىل آخره كيطلى بالطب األبر اللزج ا٤بعجوف بالشعر، كيلف برقة

.3كتاف خفيفة

.645، ص 1ابن العواـ، نفس ا٤بصدر، ج - 1 .645، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 267الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .638ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ص - 3

Page 198: الفصل التمهيدي

182

كيدخل القضيب ب قادكس مثقوب من األسفل حب يصبح مكاف الربط ب كسط القادكس ب

الطيب، كيفضل ذلك ب شهر نوفمرب، ب يوضع القادكس ب حفرة كيرد 1ٲبؤل بالطب األبيض الطفلي

عليو الباب كيراعى ب سقيو، فإذا اندفع باللقح كأبر أتى بيع ما يثمر بو، رائحتو مثل رائحة ما ب

.2كضعو فيو من الطيب

كإذا أراد الفبلح كضع الطيب ب شجرة مستحكمة فيقـو بشق ساؽ الشجرة كيستخرج ما فيو

كيضع بدال عنو لفافة من الطيب ب يربط عليو بالطب األبر ا٤بمزكج بالشعر، كيراعى أف يكوف ذلك ب

كيبدك أف كقت . شهر أكتوبر، إذ يكوف كقت انسداد الشق ا٤بعموؿ ب ساؽ الشجرة ب فصل الربيع

كيدعى (عمل ىذه التقنية يكوف ب كقت ا٫بدار ا٤باء كبيع الرطوبات من أعلى الشجرة إىل أصو٥با

كيكوف ذلك بوقت الربد، كبركره على لفافة الطيب تأخذ بقواىا العطرية إىل أصوؿ )حاليا النسغ النازؿ

الشجرة، كتبلـز أصو٥با طواؿ مدة الربد، كإذا بركت ا٤بياه كالرطوبة ب الشجرة عند بدء الدؼء كا٢برارة

مرت على ذلك الطيب فرفعت من جوىره أرقو كأذكاه كصار )النسغ الصاعد(ارتفعت إىل أعلى الشجرة

إىل أعلى الشجرة، فتبدأ رائحتو الطيبة بالتصاعد، كعندما تثمر الشجرة يكوف الطيب أقول ما ٲبكن ب

.3برىا

، فكاف ماؤىا يقطر كيذكر الطغنرم ب كتابو أف ابن البصاؿ أخربه بأنو دس كافوران ب دالية كرـك

.4كالفبلحوف يطيبوف بو رؤكسهم لطيب رائحتو بسبب الكافور الذم كضع ب الدالية

.944الطب اليابس الناعم، الفبكز أبادم، ا٤بصدر السابق، ص : الطب الطفلي- 1 .638، ص 1، ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج 255- 254الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 2 .ابن العواـ، نفس ا٤بصدر كالصفحة- 3 .256الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 4

Page 199: الفصل التمهيدي

183

من الطيب، فإف كاف الطيب مسكا فيوضع منو كقد حدد الطغنرم مقادير ما يوضع ب الشجرة

، كإف كاف غالية فثبلثة دراىم،كإف كاف قرنفبل فخمسة دراىم، كإف كاف دكاء أك غب ذلك من 1درىم

.2ا٢ببلكات فبقدر ما يراد

بأف الفبلح إف دس دكاءن مسهبل ب "كينقل الطغنرم عن صاحب كتاب الفبلحة الركمية قولو

العنب، فإف ذلك العنب سيكوف نافعا من لسع ا٢بيات كالعقارب كالزنابب، كإف الزنابب ال تأكل ذلك

، كىذا يقودنا إىل 3"العنب كتتحاماه، كإف كرقو إذا يبس كدؽ يكوف نافعا من لسعة الزنابب كا٢بشرات

.استنتاج حوؿ إمكانية استعماؿ السم كدسو ب األشجار ا٤بثمرة للتخلص من ا٣بصـو أك األعداء

تثبت ىذه التجارب الب أكردناىا من خبلؿ كتب الفبلحة، أف ا٤بزارعب األندلسيب مل يكتفوا

بإجراء العمليات الزراعية التقليدية، كإ٭با أبدعوا طرقا جديدة، ٩با ال يدع ٦باالن للشك ب إمكانياهتم

ا١بيدة ب ميداف عملهم، كأهنم سخركا جزءنا من عملهم ٣بدمة جوانب أخرل من ا٢بياة كالسيما ا١بانب

.العبلجي الطيب

أشار ابن العواـ ب كتابو إىل طريقة يتمكن من خبل٥با من جب : جني التفاح في غير أوانو .6

بأف تعطش الشجرة طواؿ فبة ا٢بر، ب يسقى ب أكؿ شهر أكت "التفاح ب غب أكانو، كذلك

با٤باء، كيكرر عليها السقي مرة بعد أخرل، فإهنا تلقح تفاحا أك تأب بالتفاح ب غب كقتو

.4"كالسيما إذا كاف ا٣بريف رطبان

.18، ىنتس، ا٤بكاييل كاألكزاف اإلسبلمية، ص ) غم3.3(كحدة قياس كزف تعادؿ : الدرىم- 1 .257الطغنرم،نفس ا٤بصدر ، ص - 2 .388نفس ا٤بصدر، ص - 3 .644، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 4

Page 200: الفصل التمهيدي

184

أشار كل من ابن العواـ كالطغنرم ب كتابيهما إىل أف الفبلحب : الكتابة على التفاح األحمر. 8

األندلسيب قاموا بالكتابة على التفاح كىو صغب ا٢بجم بداد أكرب أك بقب مذاب، كبتفظ على ما

كتبؾ حب بمر .2الثمرة لكي ال يغسل عنها الكتابة الندل أك ا٤بطر ، كتسب1يكتب عليو حب ٯبف

.3التفاحة كحينذاؾ تغسل الثمار كلها، فيبقى أثر الكتابة أبيض، أما بقية التفاح فيكوف لونو أبر

:تلقيح أشجار النخيل والتين. ىـ

ذكر ابن ا٢بجاج كالطغنرم كغبىم من الكتاب األندلسيب أف األشجار تصلح كتثمر بالتذكب،

.4أم التلقيح، كأف يكوف اللقاح الذم يلقح أك يذكر بو من جنس الشجرة نفسها

ففي عملية تلقيح النخيل يقـو الفبلح بإزالة السعف اليابس ب شهر مارس، ب يستخدـ ذكار

النخل ما بب كاحد إىل كتتم العملية بأف يشق طلع النخلة كتؤخذ سلكات من كش. النخيل لتلقيحها

كيوضع كش النخل . إىل طلع النخلة باختبلؼ بل الشجرة ، كبتلف كمية الكش ا٤بضاؼ5بس

،حب تتمكن 7،كمنها ما يوضع كسط الطلع كيربط عليو6كسط طلع النخلة ا٤براد تذكبىا )الذكار(

رائحتو من الطلع، كيقـو الفبلح بفك الربطة عندما يصعد للنخلة ب ا٤برة الثانية إلباـ عملية

،كقد بصل التلقيح بفعل الرياح، حيث تنتقل رائحة الذكار أك الكش مع الرياح، إذا ىبت من 8التلقيح

.267الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .645، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 2 .267الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 3 .572، ص 1، ابن العواـ، ج 295، الطغنرم، زىرة البستاف، ص 62ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 4 .295الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 5 .105ابن ليوف، إبداء ا٤ببلحة، ص - 6 .296الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 7 .ا٤بصدر نفسو- 8

Page 201: الفصل التمهيدي

185

ا١بهة الب يوجد فيها ذكار النخل، كٲبكن كضع حبوب اللقاح ب خرقة شفافة غب ٠بيكة كشدىا

.كتعليقها ب كسط النخلة، فتتم عملية التلقيح بواسطة الرياح أك النحل أك الذباب كغبه من ا٢بشرات

أما تلقيح أك تذكب التب فهي أف يأخذ الفبلح بعض بار التب الب تبقى ب الشجرة بعد أف

يتحوؿ لوهنا إىل االصفرار أك البياض، كيربطها بيط كيعلقها ب مكاف بارد حب تظهر ب فمها فتحة

،أما عدد الثمار الب تعلق ب ا٣بيط فتباكح بب بس إىل سبع 1صغبة برج منها حشرة تشبو البعوض

.، كتعلق ب أماكن متفرقة من كسط شجرة التب، هبذه الطريقة تتم عملية تلقيح التب2تينات

:تقليم األشجار. و

كىو من العمليات الضركرية ا٤بهمة الب يقـو فيها الفبلح األندلسي ب العملية الزراعية، ألف

األشجار بختلف أنواعها بتاج إىل رعاية كعناية خاصة قبل كبعد زراعتها، عدا عن التسميد كالسقي،

كىي عملية التزبب أك التقليم، حيث تتم إزالة األغصاف ا٤بيتة أك القدٲبة كبعض الفركع الضعيفة، ٩با

يساىم ب تنشيط الدكرة ا٢بياتية للشجرة، ألف إزالة األغصاف ا٤بتدلية على األرض أك غب ا٤بستقيمة

،بنع كصوؿ أشعة الشمس كا٢برارة إىل الشجرة األـ، كيتم كذلك إزالة 3كا٤بعوجة كا٤بتشابكة مع غبىا

.4كقطع األغصاف الطويلة ا٤بفرطة ب الطوؿ ألهنا ال بمل كثبا من الثمار

كقد كرد ىذا ا٤بصطلح ب كتب الفبلحة األندلسية بشيء من االختبلؼ، فابن ا٢بجاج يذكره

)التقليم كالتثمب كالكسح(ككذلك ابن البصاؿ، أما ابن العواـ فيطلق على العملية )الكسح(باسم

.، كرغم االختبلؼ ب التسمية إال أف ا٤بقصود كاحد)الكسح كالتقليم(كلدل النابلسي باسم

.296، الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص 61النابلسي، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .296- 262الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .58، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 3‌.ا٤بصدر نفسو- 4

Page 202: الفصل التمهيدي

186

كقد اشتهر فبلحو األندلس بالعناية الكببة كالتفنن ب التقليم، كقد أشار ابن ا٢بجاج إىل ذلك

كامتدح .1"خاصة بزبر عركش الكرـك )الغرباؿ(كبلغت عنايتهم بالتقليم أهنم صنعوا لو آلة تدعى "بقولو

.2"إهنم أعلم الناس بصنع الكسح"أىل طليطلة بديدا حيث قاؿ

األشجار كعمرىا يكوف التقليم، معظم الفبلحب األندلسيب يفضلوف ذلك كحسب نوعية

.3عندما تكوف األشجار صغبة، أم بعد ثبلث سنوات على غرسها

تقليمها كل ثبلث إىل أربع سنوات مرة كاحدة، أما أشجار بالنسبة ألشجار الزيتوف يكوف

.4الزيتوف الب على ضفاؼ السواقي ففي كل عاـ، ككذلك أشجار العنب سنويا

كيفضل علماء الفبلحة األندلسيوف أف ٯبرم تقليم أشجار ا٣بوخ كالربتقاؿ كالنارنج كالعنب بآلة

ا٤بنشار من مستول كجو األرض إذا يبست، كيداـك الفبلح على سقايتها فتنموا من جديد، أما األشجار

.الكببة كأشجار التوت كالنبق فتجرم عملية التقليم من األعلى

كب العادة تظهر إىل جانب ساؽ الشجرة فسائل أك فركع كتدعى اللقح، فيدعوا علماء الفبلحة

.5إىل إزالتها كل عاـ مادامت طرية لينة، لكي ال بتص غذاء الشجرة األـ فتضعف

على أف تقطع ىذه الفسائل من جذكرىا، ألهنا إذا أزيلت من فوؽ الباب كأكد الطغنرم

.6كبقيت جذكرىا بتو ستتولد فيها الثواليل ٩با يضر بالشجرة كثبا

.392الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 1 .148ا٤بقنع، ص - 2 .86، النابلسي، علم ا٤ببلحة، ص 290، الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص 89ابن بصاؿ، الفبلحة، ص - 3 .59، النابلسي، ا٤بصدر السابق، ص 503، ص 1ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 4 .503ابن العواـ، نفس ا٤بصدر، ص - 5 .503، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 392- 391الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 6

Page 203: الفصل التمهيدي

187

كقد التـز الفبلحوف األندلسيوف بعدـ تقليم األشجار الصغبة،الب يقل عمرىا عن ثبلث أك

كانت سواء منشار أك مقص، كإ٭با يتم ذلك باليد، كإذا ما ب ٥با أربع أربع سنوات بأية آلة حديدية

.سنوات يستعملوف آنذاؾ آلة حديدية، كما سبق كأف أشرنا

كعملية التقليم تتم ب مواعيد معينة، كىي عموما تبدأ من ا٢بادم كالعشرين من شهر نوفمرب

كتستمر حب الرابع عشر من شهر ديسمرب، ب حب يكوف تقليم الكرـك ب شهر جانفي من كل عاـ،

كيفضل ابن ا٢بجاج شهرم ديسمرب كجانفي ألف ا٤باء مل ٯبرم ب عركؽ . كيستمر إىل شهر مارس

كيفضل أف يتم التقليم ب طقس معتدؿ كجو دافئ، ألف .1األشجار بعد ٩با يبعدىا عن الفساد كالتلف

الربد إذا اشتد كتساقطت الثلوج، اقشعرت القضباف كيصعب حينذاؾ على الفبلح قطعها، كقد يؤدم

.2قطعها إىل تشققها فتوىن الشجرة كيكوف ذلك من أسباب فسادىا

لقد استعمل الفبلحوف األندلسيوف ب عمليات التقليم كالكسح أدكات حديدية ٨بتلفة، منها

كالغرباؿ، كقد سبق لنا 3ا٤بنجل ا٢باد الذم استعمل للتخلص من األغصاف اليابسة أك ا٤بريضة كالضعيفة

ذكره، كىو مزبر صغب صنعو السرقسطيوف لقطع غصوف الكرـك كىو خفيف الوزف، حاد جدان، كٲبكن

،كاستعمل الفبلحوف كذلك الفأس لكشف الباب عن أصوؿ األشجار كإزالة ما 4بلو باليد بسهولة

،كاستخدـ ا٤بنشار كذلك لقطع الفركع كاألغصاف الغليظة كاليابسة، كيكوف 5نبت حوؿ أصو٥با كجذكرىا

، ذلك كيكوف استخدامو أسهل كأخف للفبلح الذم يقـو بالزبر أك التقليم كالسيما ب أشجار الكرـك

.145ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 1 .146نفس ا٤بصدر، ص - 2 .502، ص 1، ابن العواـ، ج 90، ابن ليوف، إبداء ا٤ببلحة، ص 391الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 3 .392الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 4 .391ا٤بصدر نفسو، ص - 5

Page 204: الفصل التمهيدي

188

كبلخلت، كربا انكسر الفرع الذم جف بعضو قبل 1ألنو لو استخدـ عوضان عنو ا٤بنجل الىتزت الدالية

أف ينقطع با٤بنجل، كمن األفضل أف يكوف القطع من األسفل، ألهنا إف نشرت من األعلى نزؿ الغصن

.2فسلخ جـر الشجرة أك أدل إىل تشقق ب الغصن فتتأذل الشجرة كتفسد لذلك

كنصح ابن العواـ ا٤بزارع األندلسي الذم يقـو بالتقليم كالكسح بتسوية سطح الغصن أك الفرع

ا٤بقطوع بسطح غصن الشجرة لكي يكسوه اللحاء سريعا، كلوقاية الفركع أك األغصاف ا٤بقطوعة من

التسوس كالفساد، لذلك كانوا يفركوف موضع القطع بالطب األبيض العلك، كبالبورؽ بعد حرقو كحلو

.3با٤باء

:جمع المنتجات الفالحية. ز

بعد االنتهاء من كل ا٤براحل الب ٲبر هبا احملصوؿ، تتوج العملية بمع كجب ا٤بنتجات كيأب ب

مقدمتها ا٢ببوب، ألهنا مصدر الغذاء األساسي لئلنساف كا٢بيواف على السواء، كلعل أىم ا٢ببوب ىي

.القمح كالشعب

يصغر "يشب ابن كحشية إىل ضركرة حصاد القمح إذ يبس كاكتمل، ذلك أف تأخب حصاده

،ب حب بصد الشعب كفيو رطوبة كلدانو، ألنو إذا ترؾ حب ٯبف تنعكس سنبلتو فبل 4"حبو كيهزلو

.5ترتفع كيتكسر منها الكثب قبل نقلها من ا٢بقل، كلكي ال يصفر لوف حب الشعب كيهزؿ

أكقات بع ا٢ببوب، حيث فضلوا أف يبدأ حصاد القمح من كقت الفبلحة كقد حدد علماء

السحر إىل منتصف النهار، أك قبل ذلك بقليل، ألف حرارة الطقس تعمل على تناثر ما ب السنابل

.506- 392، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 154ابن حجاج، ا٤بقنع، ص - 1 .505، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 292الطغنرم، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .396نفس ا٤بصدر ، ص - 3 . 425، ص 1ابن كحشية، الفبلحة النبطية، ج - 4 .18ابن حجاج، ا٤بقنع، ص - 5

Page 205: الفصل التمهيدي

189

للمزارعب ، كمناسبا2"يكوف أسلم للحب من اآلفات"،بينما لندل الليل كبرده 1كاألكماـ من ا٢ببوب

.الذين يقوموف با٢بصاد، ألف بركدة ا١بو تشجع على العمل

، كىي ريح حارة جافة ألهنا "كٯبب أف يتحاشى الفبلح حصاد زرعو ب يـو ىبوب ريح السمـو

،كمب بدأ ا٤بزارع بعملية ا٢بصاد فعليو مواصلتها 3"تذىب با أصاب الزرع من الندل كإذا حرؾ تناثر حبو

.4حب النهاية، كعليو أف يتمهل بنقل احملصوؿ من ا٢بقل إىل موضع أالندر أك البيدر

بعناية كببة، ب قطعة من األرض صلبة، قوية كمستوية، كٲبكن للمزارعب أف كيتم اختيار البيدر

،كاألفضل أف 5"تراب منبوش كال ثيل كثب"يدكسوا ا٤بوضع بأقدامهم حب يستوم سطحو كال يكوف فيو

يدحرج على قطعة األرض ىذه حجر ثقيل مستدير أك جذع شجرة ثقيلة تدحرج عليو كتسول بو ألف

.6ذلك يسلمو من أضرار النمل

بعد االنتهاء من عملية ا٢بصاد يقـو ا٤بزارعوف بنقل ما حصدكه من ا٢بقوؿ إىل البيدر، إذ بمع

.ا٢ببوب، كيفضل اف تنقل قبل شركؽ الشمس ما أمكن ذلك

.نفس ا٤بصدر كالصفحة- 1 .425، ص 1ابن كحشية، ا٤بصدر السابق، ج - 2 .81، ص 2الزجايل، أمثاؿ العواـ، ؽ - 3 .450الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 4 .427، ص 1ابن كحشية، ا٤بصدر السابق، ج - 5 .19ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 6

Page 206: الفصل التمهيدي

190

كبعد أف يتم جفافو جيدا، يقـو ا٤بزارعوف األندلسيوف بعملية الدرس، كىي أف يأخذكا ٦بموعة

،بعد 1من الثباف أك األبقار بر آلة الدكس كٲبركا فوؽ سنابل ا٢ببوب مرات عدة حب تعلوىا األتباف

ذلك بمع ا٢ببوب على شكل أكواـ مستطيلة كيقـو الفبلحوف عند مهب الريح لتذريتو كمن أفضل

،كتبقى 2أكقات التذرية ىي ساعات الفجر كا٤بغيب، ذلك أف الرياح تكوف معتدلة عموما مع بركدة ا١بو

ا٢ببوب ب مكاهنا ٤بدة يومب أك ثبلثة، كبمل بعد ذلك إىل االىراء كيراعى أف يكوف موضع البيدر

كمكاف تذرية احملاصيل بعيدة عن بيوت الناس كعن البساتب حيث األشجار ا٤بثمرة ا٤بتنوعة، ألف الرياح

، حيث تصل تنقل دقائق التب إليها كتسقط على أكراؽ الشجر فتتلفها كبرقها، السيما كرؽ الكرـك

.3أشعة الشمس إىل عناقيده فتضرىا

نضج ، كيبلحظ4أما بالنسبة للقطن، فإنو عند نضجو يبدأ ا٤بزارعوف بمعو ب شهر سبتمرب

،ألنو مب 5القطن من خبلؿ خركجو عن قشرتو كظهوره للعياف، كٯبمع بالغداة قبل ارتفاع حرارة الشمس

، كيزاؿ القطن باليد برفق كيطرح 6بع ب ا٢بر كسر جوزه كاختلط بالقطن كال ٲبكن التخلص منو

للشمس لكي بففو كبلصو من الرطوبة الب فيو، ب يرفع كإذا اختزف القطن دكف أف ينشر ب الشمس

.فإنو يفسد، كقد تكوف الرطوبة الب تبقى فيو ىي سبب فساده

.19، ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص 427، ص 1ابن كحشية، ا٤بصدر السابق، ج - 1 .450، الطغنرم، زىرة البستاف، ص 18ابن ا٢بجاج، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .427، ص 1ابن كحشية، ا٤بصدر السابق، ج - 3 .120، النابلسي، علم ا٤ببلحة، ص 115ابن البصاؿ، الفبلحة، ص - 4 .120النابلسي، ا٤بصدر نفسو، ص - 5 .115ابن البصاؿ، ا٤بصدر السابق، ص - 6

Page 207: الفصل التمهيدي

191

إذا طاب كتناىى "كمن العمليات الزراعية الب يقـو هبا ا٤بزارعوف األندلسيوف ىي جب الزيتوف

،كيكوف ذلك قبل ىجـو الربد ب شهر جانفي، ألف الزيتوف يكتمل نضجو ب ىذا 1"نضجو كسواده

الشهر كٲبكن أف يتساقط من الشجرة بجرد النفض أك ا٥بز، ب حب ال يسقط إال بالضرب الشديد

، علما إف الزيتوف 2"يتفرع الزيتوف كتفقأ عيونو كتنكسر أغصانو"بالعصي قبل ىذا الشهر، كب ىذه ا٢بالة

كما أشار علماء الفبلحة األندلسيوف تتكامل دىنيتو كتستمر حب شهر فرباير، إذ يبدأ الزيت ينقص ب

.الثمرة كيرجع إىل العود فينقص دىنو كتقل مادتو

ككاف الفبلحوف حريصوف على بعو باليد ما استطاعوا إىل ذلك سبيبل، كيتم بع مقدار ما

.3يعمل ليومو، ألنو إف ترؾ مكدسا بعضا على بعض فسد

.76، ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص 205الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 1 .نفس ا٤بصدر كالصفحة- 23

‌.76ات‌اذجاج،‌اصذر‌اطاتك،‌ص‌

Page 208: الفصل التمهيدي

192

طرائق امري وتلنياتو: امفطل امثامث

عمل امرايفة يف ال هدمس: املبحث ال ول

طرق امري : املبحث امثاين

تلنيات امري: امثامثاملبحث

Page 209: الفصل التمهيدي

193

علم الريافة في األندلس : المبحث األول

كالب تعب ب اللغة ا٣بصب كالسعة ب )الريف(، مشتق من لفظة )علم الريافة(إف اصطبلح

. 1ا٤بأكل، كا١بمع أرياؼ، كالريف ىو ما قارب ا٤باء من أرض العرب

ىو العلم الذم موضوعو كيفية انباط ا٤بياه من جوؼ األرض، ك٤با )علم الريافة( كعليو ؼ

كانت قدٲبا كسائل الكشف عن أماكن تواجد ا٤بياه ا١بوفية قليلة كبسيطة، ١بأ ا٤بختصوف باستخراج

ا٤بياه إىل الفراسة كاستنطاؽ مظاىر الطبيعة من الباب كا٥بواء كالصحراء كا١بباؿ ٤بعرفة أماكن تواجد ا٤بياه،

. 2كمن ب ٲبكنهم إصعادىا فوؽ سطح األرض

الذم يعرؼ موضع 3)العياؼ( كقد أطلقت عدة تسميات على من ٱبتص هبذه ا٤بهنة، منها اسم

على من ٲبتهن التفتيش عن ا٤باء، إذ بدد مواضع ا٤باء 4)القنقن(ا٤بياه ب األرض، كما أطلقت تسمية

ب باطن األرض كحب كميتو كمراقبة دالئل ا٤بياه ٢بفر اآلبار، كاستنباط الينابيع من باطن األرض،

مواصفات منها ا٢بس الكامل بوجود ا٤باء، كالتصور الشامل لطبيعة ا٤بياه ب باطن )القنقن(كاشبطوا ب

األرض بعدا كقربا، عذكبة كملوحة كمرارة كغبىا، فكأف كظيفتو باثل ما يطلق عليو ب تارٱبنا ا٤بعاصر

؛ Hydroscope Sourcier)5علـو األراضة (

.128، ص 9لساف العرب، مادة ريف، ج: ابن منظور_ 1 . من فركع الفراسة، ألف ا٤برء يستدؿ با٣بلق الظاىر على ا٣بلق الباطن- أم علم الريافة– لقد جعل طاش كربم زادة ىذا العلم _ 2

أما حاجي خليفة يعرفو بأنو العلم الذم بو يعرؼ كيفية استنباط ا٤بياه من األرض . 355، ص 1مفتاح السيادة كمصباح السعادة ج .939، ص 1كشاؼ الظنوف عن أسامي الكتب كالفنوف، ج. بواسطة األمارات الدالة على كجوده

.420، ص 12ا٤بخصص، ج : ابن سيدة _ 3 .178شفاء الغليل، ص : ، ا٣بفاجي شهاب الدين216ا٤بعرب ب كبلـ العرب، ص : ا١بواليقي _ 4

علم الريافة عند العرب، منشورات قسم ا١بغرافيا كلية اآلداب، كحدة البحث كالببة بامعة الكويت، كا١بمعية : ٧بمد عيسى صا٢بية_ 5 .8ـ، ص 1982/ ىػػ 1402، 1ا١بغرافية الكويتية، الكويت، ط

Page 210: الفصل التمهيدي

194

كعليو اىتم العرب قدٲبا بطرؽ استخراج ا٤بياه من أجل أغراضهم ا٤بختلفة، كعلى رأسها الزراعة كالرم

كإيصاؿ ا٤بياه إىل البيوت كا٤بساجد كالقصور كغبىا من ا٤بؤسسات ا٢بضرية، كلذا أفردكا مؤلفات ب ىذا

لصاحبو ٧بمد بن ا٢بسن ا٢باسب الكرخي من علماء القرف ا٣بامس )انباط ا٤بياه ا٣بفية(العلم منها

، كقد طبع 36 رقم 2468 كاجملموع 2519ا٥بجرم، كبد منو نسختاف با٥بند ب خدابش بتنو رقم

من تأليف أبد بن عبد ا٤بنعم )عب ا٢بياة ب استنباط ا٤بياه(ككتاب . ـ1959ب حيدر أباد سنة

طبيعيات، كنسخة ب مكتبة 108، كتوجد منو نسخة ب التيمورية رقم ) ىػػ1192. ت(الدمنهورم

، كرابعة 454 ج، كنسخة ثالثة ب دار الكتب الوطنية بتونس رقم 1733بلدية اإلسكندرية رقم

رياضيات، بدار الكتب بالقاىرة، 556ـ، كخامسة بت رقم 934ببكيا رقم -بكتبة حكيم اكغلي

كما ٲبيز كتاب . 251كسبق لؤلب لويس شيخو نشر أجزاء منو ب ٦بلة ا٤بشرؽ، اجمللد العاشر ص

تعد اليـو - أم األصوؿ–الدمنهورم أنو استطاع تلخيص األصوؿ الب أشارت إىل استنباط ا٤بياه، كىي

ب حكم ا٤بصادر ا٤بفقودة؛ كمن بب الكتب أيضا الب اعتنت بالتأليف ب موضوع علم استنباط ا٤بياه

، كىو كتاب ) ىػػ1243. ت(حملمد بن الشيخ حسب العطار الدمشقي )كتاب النباه ب علم ا٤بياه(

يبحث ب ىندسة ا٤بياه كال سيما ا١بارية ب دمشق، تتوفر منو نسخ بدار الكتب بالقاىرة بت رقم

األبدية، كبامعة استانبوؿ ب القسم العريب بت 1787 ؾ، كبا٤بكتبة الوقفية بلب بت رقم 4159

لعبد اهلل بن السامل أبدم )رسالة ب عرؼ الناس ب االبار(كما يوجد مصنف بعنواف . 35562رقم

مزيد العناء ب مسائل الزراعة (ا٢بسب، توجد منو نسخة ب ا٤بكتبة األىلية ا٤بوريتانية، ككتاب آخر بعنواف

.9علم الريافة عند العرب، ص : ٧بمد عيسى صا٢بية _ 1 .9ا٤برجع السابق، ص _ 2

Page 211: الفصل التمهيدي

195

، توجد منو نسخة ب مكتبة )ىػػ1268. ت(لعبد الربن بن عبد الكرل بن إبراىيم بن زياد )كالرم

. 1251كقف آؿ بب ببل ضمن ٦بموع بت رقم

إىل مسألة استنباط ا٤بياه ) الفبلحة النبطية(ب كتابو )ـ909/ ىػػ 296. ت( لقد تعرض ابن كحشية

، كباب آخر أفرده 2ككيفية حفر اآلبار كزيادة كمية ا٤بياه، كطعومها كاختبلؼ أبعادىا كصفاهتا كطباعها

للحديث عن حفر اآلبار، كباب ب االحتياؿ للزيادة ب ماء البئر، كباب ب صفة إطبلع ا٤باء من عمق

. 3بعيد

يشب أيضا ب مصنفو إىل كيفية معرفة أماكن )ا٤ببلحة ب علم الفبلحة( كىذا النابلسي صاحب كتاب

: تواجد ا٤بياه، ككيفية االستدالؿ على كمياهتا كصفاهتا، كما ىي الطرؽ الكفيلة باستخراجها، إذ يقوؿ

اعلم أف السواقي الب ٯبرم فيها ا٤باء يكوف حفرىا ب أرفع مكاف : الباب الثال ب سقي األراضي"

ليكوف مسلطا على بيع األرض عند السقي، ككيفية حفر البب إذا كصل إىل ا٤باء كرآه متغبا ٲبسك عن

كأما معرفة األراضي الب بتها ا٤باء )...(ك٩با يزيد ب ا٤بنابع الظاىرة كب اآلبار أيضا )...(العمل قليبل

كالب ال ماء بتها؛ فاعلم أف ا١بباؿ كاألراضي الب بتها مياه ٧بتبسة كثبة قريبة من كجو األرض يظهر

على سطوحها نداكة ظاىرة توجد باللمس كترل بالعب ال سيما ب أكؿ ساعة من النهار كب آخر ساعة

. 4"منو يظهر ذلك على كجو األرض كيظهر فيها شبو عرؽ كنداكة

ىػػ 1153. ت(فقد أعاد ٧بمد بن عيسى بن ٧بمود كتاف )ا٤ببلحة ب علم الفبلحة( كألٮبية كتاب

، حيث كاف )البياف كالصراحة بتلخيص كتاب ا٤ببلحة ب علم الفبلحة(تلخيصو بعنواف )ـ1740/

.9ا٤برجع السابق، ص _ 1 .63-54، صص 1دمشق، ج-كتاب الفبلحة النبطية، بقيق توفيق الفهد، ا٤بعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية: ابن كحشية _ 2 .99-65، صص 1كتاب الفبلحة النبطية، ج: ابن كحشية _ 3

12-11-10صص ىجرية من شهر رجب1270 ، نسخت سنة E 379 ا٤ببلحة ب علم الفبلحة، ٨بطوط، القسم العريب بت رقم: النابلسي_ 4

Page 212: الفصل التمهيدي

196

كيرل ٧بمد عيسى . 1الفصل األكؿ منو ب حفر السواقي كاألهنار كاآلبار، كالفصل الثال ب استنباط ا٤بياه

، أف كتايب الغزم كالنابلسي ما ٮبا ب حقيقة األمر )علم الريافة عند العرب(صا٢بية صاحب كتاب

البن العواـ اإلشبيلي، ذلك الكتاب الذم تناقلو علماء )الفبلحة ب األرضب(سول تلخيص لكتاب

. 2الغرب كالشرؽ لفائدتو الثمينة ب تاريخ الفبلحة كتقنياهتا

؛ فقد اىتمت كتب الفراسة با٤بياه ا٣بفية، حيث يرل )الفراسة(لو عبلقة بعلم )علم الريافة( كبا أف

، أف النوع ا٣بامس من العلـو ا٤بناسبة لعلم الفراسة ىو )ـ1210/ ىػػ 606. ت(٧بمد بن عمر الرازم

حكم مهندس ا٤بياه كمستنبطها ب البقاع السهلية كا١ببلية إلخراج األهنار كرفعها إىل كجو األرض،

كبسب رأيو أف األصل ب ىذه الصناعة ىو معرفة ترب األرض بألواهنا كخواصها السهلي منها كا١ببلي

. 3كالرملي كالصخرم

كما أف ا٤بصادر الب درست طبقات األرض كخاصة األحجار كاألحافب ككتب ا١بيولوجيا التارٱبية

كا٤بعادف كاألراضة، قد أشارت إىل ا٤بياه ب باطن األرض، كيأب ب مقدمة ىذه ا٤بصنفات كتاب الببكل

، )خواص األحجار(، كا١بلدكي ب )٬بب الذخائر(، كابن األكفال ب )ا١بماىر ب معرفة ا١بواىر(

، )ا٤بقاصد السنية ب معرفة األجساـ ا٤بعدنية(ككتب جابر بن حياف الكثبة، ككذا مصنفات ا٤بقريزم

.12علم الريافة عند العرب، ص : ٧بمد عيسى صا٢بية _ 1 : )ـ1528/ ىػػ 935. ت( يقوؿ ٧بمد عيسى صا٢بية ب كتابو عن الغزم العامرم ٧12بمد عيسى صا٢بية، ا٤برجع نفسو، ص _ 2، كيفية السقي ب ثبلثة فصوؿ، كتعود أٮبية الكتاب إىل )جامع فرائد ا٤ببلحة ب جوامع فوائد الفبلحة(أنو درس ب الباب الثال من كتابو، "

أنو يستشهد بكتابات العلماء الذين سبقوه كبثوا ب ىذا اجملاؿ، أمثاؿ قسطوس كبليناس كجالينوس كأرسطاطاليس كالرازم كابن العواـ .11، ص "كالبول كغبىم

.13ا٤برجع السابق، ص _ 3

Page 213: الفصل التمهيدي

197

جواىر األسرار (لصاحبو أبد بن علي بن القدكس الشناكم، ك )بلية البصائر بالتمشية على ا١بواىر(ك

. 1ألبد الرساـ ا٢بموم باإلضافة إىل كتب التيفاشي كغبىا )ب معرفة ا٢بجار

كيرل بعض الباحثب، أف معارؼ العرب ا٤بسلمب ب ٦باؿ اآلبار كمائها كحفرىا قد استفادكا من

تراث اليوناف من خبلؿ تربتو كتفسبه، كال أدؿ على ذلك مثل ما كرد ب كتب الفهارس كفهرست ابن

قوال، كالثال فيو 39كىو ثبلثة أبواب، األكؿ فيو )استخراج ا٤بياه لبادر كغرغيا(الندل الذم يذكر كتاب

، كما أهنم أم العرب قد اطلعوا على كتاب ايرف اليونال ب رفع األشياء 2 قوال33 قوال، كالثالث 36

بأمر من )ـ923/ ىػػ 311. ت(الثقيلة، حيث أخرجو من اليونانية إىل العربية قسطا بن لوقا البعلبكي

ا٣بليفة أبد ابن ا٤بعتصم العباسي، كقد قاـ ا٤بستشرؽ كارا دم فو بطبع النسخة العربية مع تربة فرنسية

ـ، كأعاد نشر أجزاء منو أبد ا٢بسن بالتعاكف مع ٧بمد خياطة كمصطفى تعمرم 1849بباريس سنة

. 3، ضمن كتاب ا٢بيل لبب موسى بن شاكر بعهد الباث العلمي العريب بلب1981سنة

، كالذم ال توجد منو سول )ميكانيكا ا٤باء( كما أف العرب درسوا كتاب فيلوف ب ميخانيقا ا٤باء

، كنسخة ب مكتبة 2755 كنسخة أخرل بت رقم 3713النسخة ا٤بعربة ب أيا صوفيا بت رقم

. 4، كقد قاـ كارا دم فو أيضا بنشره1841بلدية اإلسكندرية بت رقم ف

كلقد اطلع العلماء العرب على مدخل بيوس إىل علم ا٢بيل، لرفع ا٤بياه بالدالء أك القواديس، كيذكر

فيو علم مركز الثقل، ككيف يرفع الثقل العظيم با٤بقدار اليسب كغبىا من األمور ا٥بندسية كا٤بيكانيكية،

.53457كتوجد نسخة ٨بطوطة من ىذا الكتاب ب مكتبة أبد الثالث بت رقم

.14ا٤برجع السابق، ص _ 1 .16 ، ص السابق٧بمد عيسى صا٢بية، ا٤برجع __ 2

.16، ص نفسوا٤برجع _ 3 .17، ص نفسوا٤برجع _ 4 .17، ص نفسوا٤برجع _ 5

Page 214: الفصل التمهيدي

198

كىو باب جامع ")الفبلحة(كمن علماء األندلس ٪بد ابن بصاؿ يفرد الباب السادس عشر من كتابو

٤بعاف غريبة كمنافع جسيمة من معرفة ا٤بياه كاآلبار كاختزاف الثمار كغب ذلك ٩با ال يستغب عن معرفتها

فهو بدد الفصل الذم يكوف مبلئما ٢بفر . 1" كاستكماؿ فايدهتا أعما٥با من باـ ىي إذ الفبلحة أىل

اف يفتح ببا اف يبجى ذلك ب شهر اغشت كالعلة ب ذلك ما أراد ٤بن كينبغي: " بئر للمياه إذ يقوؿ

ذكره االكائل من اىل ا٥بندسة كا٤بعرفة هبذا ا٤بعب كىو اف الشمس اذا سامتت االرض جففت رطوباهتا

كتقرب من كجو االرض كال تزاؿ الرطوبة تنتقل كذلك اىل شهر اغشت أسفلفا٪بذبت اىل [رطوبتها؟]

كما أنو بدد . 2"كىو آخر ا٢بر يتناىى بعد ا٤باء من كجو االرض كىذا معركؼ بالعياف موجود با٢بس

طرؽ االستدالؿ على بعد ا٤باء كقربو أك كثرتو كقلتو كذلك بالنظر إىل بعض ا٤بظاىر الطبيعية ا٤بتوفرة على

ك٩با يستدؿ بو على بعد ا٤باء كقربو كقلتو ككثرتو اف ينظر اىل ا٤بوضع فاف كاف ينبت : "سطح األرض بقولو

البطم كالعليق كالربدل كالسعد كا٢بماض كالعوسج الصغب كىو ا٢بلب كلساف الثور ككزبرة البرب كالبابونج

كاكليل ا٤بلوؾ كالضومراف كالدـ، فانو حيث كاف ىذا ا٢بشيش كلو اك بعضو دائم نباتو قول غض كثب

كرقو ملتف كىو دليل على كثرة ا٤باء ب باطن االرض كعلى قدر غضارتو كتنعمو يكوف قرب ا٤باء ب

ك٩با يستدؿ بو ايضا على كثرة ا٤باء ب موضع ا٤باء كعذكبتو اك مرارتو اف بفر ب . ذلك ا٤بوضع كاهلل اعلم

. 3."ذلك ا٤بوضع الذل ظهرت فيو عبلمة ا٢بشيش

ك قد استعملنا طبعتب من الكتاب أحدىا (،)الفبلحة األندلسية( كىذا ابن العواـ اإلشبيلي صاحب

خصص الباب الثالث من كتابو للحديث عن أنواع ا٤بياه )غب ٧بققة ك األخرل أحدث ك ٧بققة

ا٤بستعملة ب سقي األشجار كا٣بضار كما يوافق من أنواع ا٤بياه كل نوع من أنواع ا٣بضار، ككيفية العمل

.173الفبلحة، ص : ابن بصاؿ _ 1 .175ابن بصاؿ، نفس ا٤بصدر، ص _ 2 .175ا٤بصدر نفسو، ص _ 3

Page 215: الفصل التمهيدي

199

، إذ جعل الفصل األكؿ ب 1ب فتح اآلبار، كذكر ما يستدؿ بو على قرب ا٤باء كبعده كبطيط اجملارم

أنواع ا٤بياه ا٤بستعملة ب سقي األشجار كا٣بضر، كما "أنواع ا٤بياه ا٤بستخدمة ب السقي للحديث عن

يوافق من أنواع ا٤بياه كل نوع من أنواع ا٣بضر، ككيفية العمل ب فتح البئار ب ا١بنات، لسقيها كتعديل

أرضها ١برم ا٤باء منها كإليها، كذكر ما يستدؿ بو على قرب ا٤باء من كجو األرض، كبعده عنها، كما

. 2"يشبهو ب معناه، كىو الحق بو

ك٩با يستدؿ بو على قرب ")دالئل قرب ا٤باء كبعده عن األرض( ب حب جعل الفصل الثال بعنواف

يستدؿ على ذلك بأنواع من : من أحب أف يفتح بئرا، قالوا: "إذ يقوؿ" ا٤باء من كجو األرض كبعده منها

. 3"النبات، كبلوف كجو األرض، كبطعمو كبربو، كغب ذلك ٩با يذكر بعد إف شاء اهلل تعاىل

قاؿ قوثامي ب الفبلحة : " كمن طرؽ االستدالؿ على كثرة ا٤بياه كقرهبا من كجو األرض يقوؿ

إف ا١بباؿ الب فيها مياه كثبة قريبة من كجو األرض يظهر على سطوحها نداكة بينة، توجد : النبطية

باللمس باليد كترل بالعب، كال سيما ب أكؿ ساعة من النهار، كب آخر ساعة منو، يظهر على األرض

4...."فيها شبو عرؽ كندل

كمن كتاب الفبلحة النبطية، : " بل ٯبعل مصادر من سبقو دليبل على صحة طرؽ إستداللو، إذ يقوؿ

يستدؿ أيضا على قرب ا٤باء ب : ككتاب الفبلحة البن بصاؿ، ككتاب الفبلحة أليب ا٣بب اإلشبيلي، قالوا

ىو : األرض السهلة أف ينبت فيها شجر السرك، كالبطم كالعليق، كالعوسج كالصعب؛ قاؿ ابن بصاؿ

العوسج الصغب خاصة من نوعو الذم يدؿ على ا٤باء، ألف : ، كب الفبلحة النبطية"ا٢بلب"الذم يسمى

، 13، ص 1802ابن العواـ، الفبلحة، ط مدريد _ 1 كتاب الفبلحة األندلسية، ا١بزء األكؿ، بقيق أنور أبو سويلم، ك٠بب الدركيب كعلي أرشيد ٧باسنة، منشورات ٦بمع اللغة : ابن العواـ _ 2

519ـ، ص 2012/ ىػػ 1433العربية األردل، .525، ص 1كتاب الفبلحة األندلسية، ج: ابن العواـ _ 3 .ا٤بصدر نفسو _ 4

Page 216: الفصل التمهيدي

200

العوسج الكبب ينبت ب األرض القشفة البعيدة ا٤باء، كالنوع الصغب اللطيف منو ينبت ب األرض الندية

. 1"الب ب سطحها ا٤باء

/ ىػػ 553. ت( ككذلك ٩بن تناكلوا موضوع استخراج ا٤بياه أك ما يعرؼ بعلم الريافة، ٪بد الطغنرم ، كأيضا عند أيب مطرؼ عبد الربن بن ٧بمد بن كافد 2)زىر البستاف كنزىة األذىاف(ب كتابو )ـ1160، ككتاب الفبلحة أليب 3)نزىة البستاف كنزىة األذىاف(ب كتابو )ـ1075/ ىػػ 467. ت(اللخمي

. 4ا٣بب اإلشبيلي: كلقد صنفت ا٤بياه الكامنة ب باطن األرض إىل أنواع منها

ا٤باء الساكن ب جوؼ األرض، ال يزيد بزيادة األمطار كال ينقص بنقصاهنا، كال يتغب حالو، -

كىو قليل ا٢بركة كا١برم كذلك ألنو يتكوف من تكاثف ا٥بواء ب باطن األرض، كقد يكوف جاريا

.أك متحبا

كالنوع الثال، مادتو من الثلوج كاألمطار، كىو ا٤بستفاد، منو ب أغلب األحياف، حيث ال يتغب -

. طعمو غالبا، كىذه ا٤بياه ىي الب ٯبرم انباطها

: كتتم عملية انباط ا٤بياه عرب عدة مراحل أٮبها

.مرحلة االستدالؿ على مكاف كجود ا٤باء ب باطن األرض -

.مرحلة حفر البئر -

.مرحلة بثق النبع كالعمل فيو -

.529ا٤بصدر نفسو، ص _ 1 -29، الورقة ، D.36198، رقم 7023فرنسا، القسم العريب – زىرة البستاف كنزىة األذىاف، ٨بطوط، ا٤بكتبة الوطنية : الطغنرم_ 2

.35-32ككذلك كقت حفر اآلبار كرقة . 32. 12علم الريافة عند العرب، ص : ٧بمد عيسى صا٢بية _ 3 .13انظر ٧بمد عيسى صا٢بية، ا٤برجع نفسو، ص . 4764 كتاب الفبلحة أليب ا٣بب اإلشبيلي ، ٨بطوط، نسخة بكتبة باريس بت رقم _ 4

Page 217: الفصل التمهيدي

201

.1مرحلة اصعاد ا٤بياه إىل أعلى أك إجرائها لبلستفادة منها -

بالنسبة ٤برحلة االستدالؿ على مكاف كجود ا٤باء ب باطن األرض مثبل، ككما مر معنا سابقا من

استقراء ظاىر األرض (خبلؿ علماء الفبلحة األندلسيب، ٲبكن تلخيص طرؽ االستدالؿ ب

؛ فبالنسبة للببة فقد استدلوا هبا من )ببا٥با كحيواناهتا كنباهتا كنوعية الرياح الب هتب عليها

خبلؿ نعومتها كخشونتها، كمن خبلؿ لوهنا فهناؾ األرض ذات الطب األسود كالدسم، كىناؾ

األرض القاحلة كاليابسة، كىناؾ األرض ذات الصخور الطويلة كالعريضة كقليلة السمك، ككذا

كأيضا االستدالؿ با١بباؿ من خبلؿ ضخامتها . األرض كثبة الرمل كالرضراضة كا٣بشنة

تربتها، كا٤بتصلة ببعضها كالب تتخللها الشعاب كاألشجار كا٤بنفردة اليابسة ينكارتفاعها كؿ

باإلضافة إىل االستعانة بعنصر السماع باألذف من طرؼ القنقن، . كا٤بزدبة بالصخور كالضليعة

كاالستدالؿ بنوع النبات على كجود ا٤بياه من عدمها، بل كبسب نوع النبات يستدؿ أيضا إف

. 2كاف ا٤باء كفبا أك شحيحا اك قريبا من كجو األرض أـ غائرا ب بطنها

أما بالنسبة ٤برحلة حفر البئر بعد اكتشاؼ ا٤باء؛ فقد حددكا األدكات كاآلالت ا٤بناسبة

الفأس ذات ا٢بد الواحد : لذلك؛ فمنها ا٣بفيفة مثل الفأس أك ا٣بصب، كىي على أنواع منها

كتسمى الكردين، كذات ا٢بدين كتسمى ا٢بدأة، كذات أربعة رؤكس كتسمى العودقة كالعقافة

كمنها احملفاركىي قطعة حديدية بفر هبا األرض تشبو ا٤بساحة أك اجملرفة، ككذا ا٤بخدة الب بد

الب تستعمل لتكسب ا٢بجارة كالصخور : أما اآلالت الثقيلة فهي. هبا األرض أم تشقها حفرا

.18-17علم الريافة عند العرب، صص : ٧بمد عيسى صا٢بية، _ 1 : ، ابن بصاؿ 24-23ا٤ببلحة، صص : ، النابلسي140-139- 138-137ك صص 14، ص 1الفبلحة، ج: ابن العواـ _ 2.

.175الفبلحة، ص

Page 218: الفصل التمهيدي

202

منها القطاطيس كا٤بداؽ الثقيلة كا٤بقارع كاألرزبات كا٤بعاكؿ، كلرفع الباب استعملت القفاؼ

. 1كا٣بطاطيف، كالستخراج الطب ا٤ببتل استعملت ا٤بغارؼ

كما كاف يتم تعيب الدائرة الب سيفتح عندىا البئر، كغالبا ما تكوف ب أعلى مكاف من

البلدة أك ب البستاف أك السانية، كذلك لتسهيل كصوؿ ا٤باء إىل ا٤بدينة من دكف عناء كبب؛ فإف

كاف ا٢بفر لسانية اختب مكاف قريب من باب السانية أك البستاف كذلك حب ال يلحق الضرر

با٤بزركعات بسبب كثرة عبور الناس بينها؛ فمن كاف باجة إىل ا٤باء أخذه من مكاف قريب من

. 2دكف أف يتخطى ا٤بزركعات ىذا باإلضافة إىل سهولة بلوغ ا٤باء لكافة أرض السانية

كما كاف بدد الفصل من السنة ا٤بناسب للبدء با٢بفر، ككما مر معنا من قبل فابن بصاؿ

كأفضل األكقات للبدء با٢بفر، كأرجع ذلك إىل ما أشار بو )أغسطس(اختار شهر اغشت

األكائل من أىل ا٥بندسة كا٤بعرفة، حيث إذا سامتت الشمس األرض جففت رطوبتها، فا٪بذبت

ا٤بياه إىل األسفل فتبعد عن كجو األرض، كال تزاؿ الرطوبة تنتقل كذلك إىل شهر أغشت، كىو

. 3آخر ا٢بر حيث يتناىى بعد ا٤باء من كجو األرض

ككانت تتخذ إجراءات احبازية ٢بفر البئر، حب بنع مثبل ا٪براؼ الببة أك اهنيارىا على العماؿ كذلك

بصنع مربعات من ألواح خشبية قوية عريضة، كمن ب يعمد ا٢بفار إىل الرمل ا٤بوجود ب ا٤بربعات كيرفعونو

كمن ب يركب عليها مربعات أخرل بضبات من ا٢بديد، كدكاليك حب يصل ا٢بفار إىل الببة الصلبة؛

؛ شكراف خربوطلي كرجاء على .171، ص 1972العلـو العملية ب العصور اإلسبلمية، ا٤بطبعة التعاكنية، دمشق : كحالة عمر رضا_ 1

علم الريافة عند العرب منذ ما قبل اإلسبلـ حب هناية عصر الرسوؿ كا٣بلفاء الراشدكف، ٦بلة جامعة تشرين للبحوث كالدراسات : إ٪باـعلم الريافة عند العرب، : ٧بمد عيسى صا٢بة.289، ص 2017، سنة 4، العدد 39العلمية، سلسلة اآلداب كالعلـو اإلنسانية، ٦بلد

.39ص .174الفبلحة، ص : ، ابن بصاؿ144 ص 1الفبلحة، ج: ابن العواـ _ 2

.145، ص 1الفبلحة، ج: ، ابن العواـ174الفبلحة، ص : ابن بصاؿ 3

Page 219: الفصل التمهيدي

203

را استعيض عنو دكإف كاف ا٣بشب نا. فيعقد عليها باآلجر األبيض كاألخضر كالنورة إىل إباـ البئر

الفخارية، كيتم ا٢بفر بعزؿ عن ا١بوانب كاألطراؼ حب ال تتهدـ، كقد )األنابيب(باستخداـ الربابخ

طي البئر ب األرض الرخوة كتركيب الثابوت ب حفرهتا، (أطلق ابن العواـ على ىذا العمل مصطلح

x 12 شربا للكبب، أما الصغب فيجعلو 12 شربا كعرضو اليقل عن 20كلكن ثابوتو ال يقل عن

شربا ب الطوؿ كالعرض، أما األنواع األخرل الرملية الرخوة أك الطينية الب ال تثبت مع ا٢بفر؛ 5.5

فتحفر على الباخي، بأف ٲبسك ا٢بفاركف ساعة ب يعودكف إىل ا٢بفر، كيستمركف على ىذه ا٢باؿ إىل

ظهور ا٤باء، أك تتخذ ٥با مربعات كيستعمل النورة كاآلجر كالسابق أك الربابخ ا٤بشدكدة مع بعضها كالب

. 1"تسند عموديا با٣بشب كالشوؾ كيكوف ا٢بفر باللجف كاالمتعاؽ

أما مرحلة بثق النبع، كىي مرحلة انباط ا٤بياه، كانت تتخذ عدة احبازات اتقاء ٣بطر تفجب ا٤بياه

كالب قد تودم بياة ا٢بفارين، كمن ىذه االحبازات كثرة الوكف ب اجملرل أك االنتهاء با٢بفر إىل صخرة

بتها ا٤باء مباشرة أك إىل عرؽ صلد أك ترايب، أيقن ا٢بفاركف أف ا٤باء تاليها، كزيادة ب ا٢بذر؛ فقد فرض

على القناء أك ا٢بفار أف يتخذ قميصا من جلد العجوؿ ا٤بدبوغة كا٤بسقية بشحم البقر ا٤بذاب، كتكوف

، بيث بنع سيبلف ا٤باء على الوجو كالقفا، كإف اتصلت بالقميص عند ةقلنسوتو من نفس ا١بلد كا٤بخاط

القفا بقطعة جلدية تدكر عليها، كانت أحفظ ١بسم القناء أك ا٢بفار عند انبثاؽ ا٤باء؛ فقد يكوف ا٤باء

انتهى ا٢بفر إذاا٤بتفجر باردا؛ فيسبب موت ا٢بفار، فهو لباس إذف ليحفظ حرارة ا١بسم الطبيعية، أما

على عرؽ صخرم أك حجر صلد، احتاط ا٢بفاركف بأف ٯبعلوا على جانيب البئر مراقي يسهل الصعود

.145، ص 1الفبلحة، ج: ابن العواـ 1

Page 220: الفصل التمهيدي

204

كأحيانا يربط ا٢بفار ببل فإذا فار ا٤باء . عليها كتكوف من خشب معبض ب جوؼ البئر ب عدة مواضع

. 1رفعو ا٤بساعدكف بسرعة حب ال تدركو ا٤بياه فتغمره

كىذا باإلضافة إىل تدابب أخرل كقائية بفظ البئر من أف تغور مياىها أك تنضب كذلك بفر بئر ثانية

بانبها كتكوف أقل عمقا من األكىل كينفذ بينها لتكوف األكىل أما ٥با بمع مياىها بيعا؛ فإنو إف اجتمع

مياه اآلبار األربعة ب األـ كثر ماؤىا كتضاعف، باإلضافة إىل إذابة الركاسب الكلسية أك الطحلبية

. 2با٤بواضبة على إلقاء ا٤بلح فيها

: أما رفع ا٤بياه من اآلبار فكانت تتم بعدة طرؽ نوجزىا ب ثبلث

الطريقة األكىل، ترفع ا٤بياه عن طريق حصرىا بب ا٢بيطاف أك الربابخ، كالب بعل ب كجو ا٤بياه -

، أك بصر ا٤بياه بب أنابيب الرصاص ا٤بوصولة مع بعضها بقدار ارتفاع )مسينات(كتسمى

البئر، حيث يبب حوؿ النبع باآلجر كالنورة، كيسقف النبع بجر رص ضيق الثقب، ينفذ منو

أنبوب رصاص، أحكم إغبلقو بالطب كالنورة طما ٧بكما إىل غاية فم البئر، فيندفع ا٤باء من فم

األنبوبة، كىذا على اعتبار أف مصدر ا٤باء بزاف أعلى من ارتفاع البئر، فيحاكؿ أف يتوازل ا٤باء

مع مصدره على قاعدة توازم ا٤بياه ب األكال ا٤بستطرقة، أما إذا كاف ا٣بزاف الرئيسي أخفض من

مستول النبع ا٤بتفجر عندىا يرفع ا٤باء بطرؽ أخرل من بينها بديد مصدر ا٤بياه كتقدير ارتفاعو

.3كا٬بفاضو

.34-33علم الريافة عند العرب، صص : ٧بمد عيسى صا٢بة _ 1 . 38ا٤برجع نفسو، ص : ٧بمد عيسى صا٢بة. 144- 143، صص 1الفبلحة، ج: ابن العواـ _ 2 .41-40علم الريافة عند العرب، صص : ٧بمد عيسى صا٢بة_ 3

Page 221: الفصل التمهيدي

205

أما الطريقة الثانية، تعتمد على اصعاد ا٤بياه بآالت الرفع مثل السواقي كالدكايل كالنواعب -

كالقواديس كالشواديف كالطواحب كالدكاليب كالنواضح كالدالء كآالت الرفع القائمة على عمل

.1)ا٤بيكانيكا(ا٢بيل

أما الطريقة الثالثة، كانت تعتمد على شبكة القنوات كاجملارم على كجو األرض أك ب جوفها، -

كالب بتد إىل ا٤بدينة كالبساتب كالقاعدة الشرعية تبيح اجراء القنوات حيث اقتضت ا٤بنفعة

العامة، كتقاـ شبكة اجملارم بت ا٤بدينة تتفرع من القناة األـ الضخمة الب تتصل باآلبار

أك غبه، كتوزع ا٤بياه توزيعا عادال بب اجملتمعة، كتبب خزانات كمستودعات من الطوب كالفخار

األحياء كا٤بنازؿ كا٢بدائق كتبب عليها أحيانا صهاريج مقفلة بأبواب كقضباف من ا٢بديد كال

كما أف مسألة اجراء ا٤بياه بشكل منحدر ا٫بدارا خفيفا كانت تعد . يسمح بدخو٥با إال للقنواب

كف عناية خاصة باخباع ا٤بوازين الب سليها ا٤بهندكمن العمليات ا٥بندسية الدقيقة الب كاف م

كىي تشبو ب )ا٤برجيقل(تساعد القنائب، ككصفوا طريقة صنعها ككيفية استخدامها كا٠بها

.2)ا٣بيط الشاقويل(ىيأهتا

كهبذا كضع علماء األندلس قانونا مهنيا كمنهجية كاضحة للبحث عن ا٤باء ككيفية استخدامو

بطريقة شبيهة بتلك الب كصفها الكرخي، بل كحرصوا على بقيق النفع العاـ للسكاف على اختبلؼ

مشارهبم كأغراضهم من استعماؿ ا٤بياه، كتوفب الكميات ا٤بناسبة ٢باجياهتم اليومية كرفع الغنب كا٢باجة

كدفع ا٤بشقة كالعسر، ككما يبدك أف ٦بموعة القنوات ا٤بدريدية مثبل تتضمن شبكة من األنفاؽ يبلغ طو٥با

أمتار، أما آبار التهوية إىل السطح فهي تتجاكز أحيانا ا٣بمسب مبا من حيث العمق، 10 ك 7ما بب

..147-146، صص 1الفبلحة، ج: ، ابن العواـ177-176الفبلحة، ص : ، ابن بصاؿ46-41ا٤برجع نفسو، صص _ 1 علم الريافة عند العرب : ، خربوطلي كإ٪باـ50-49علم الريافة، صص : ، ٧بمد عيسى صا٢بة147-146، صص 1ابن العواـ، ج _ 2

.291-289منذ ما قبل اإلسبلـ، صص

Page 222: الفصل التمهيدي

206

الرتباطها Canillas )السيقاف(كل ذلك موزع ما بب أنفاؽ أساسية كأخرل ثانوية أطلق عليها اسم

. 1ا٤بدريدية )أنابيب ا٤باء(بالقنوات كىي ا٤بعركفة باسم

أك )انباط ا٤بياه( كعليو ٪بد أف علم استنباط ا٤بياه أك كما عرفت ب ا٤بصادر العربية الب تناكلتها باسم

، ىو علم أساسي عليو تنبب بقية ا٤بسائل ا٤بتعلقة بزراعة األرض كإفبلحها كسقيها كريها ، )علم الريافة(

الذم عرفتو اإلنسالعلى اعتبار أف ا٤باء ىو العنصر ا٢بيوم كاألساسي، فهو مصدر ىذا النشاط

. )الثورة ا٣بضراء(ا٢بضارة العربية اإلسبلمية باألندلس، أك كما يطلق عليها البعض تسمية

طرائق الري : المبحث الثاني

:الماء في المصادر األندلسية. أ

٩با الشك فيو أف ا٤باء ركن أساسي ب العملية الزراعية، إىل جانب الببة كا٥بواء كالشمس كغبىا

من العوامل، كىو مادة ا٢بياة كعليها عماد اإلنساف كتركيبتو كا٢بيواف كالنبات، كقد أشار اهلل تعاىل ب

.٧بكم تنزيلو كب مواضع كثبة من القرآف الكرل إىل ا٤باء كأٮبيتو لؤلرض كالنبات كاإلنساف

﴿: قاؿ اهلل تعاىل ‌‌ ‌ ‌‌‌‌‌ ‌﴾[ 30األنبياء]

﴿: كقاؿ عز كجل ‌‌ ‌‌ ‌‌‌ ‌ ‌﴾ [ 22البقرة]

﴿:كقاؿ العلي القدير ‌ ‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌‌ ‌‌ ﴾ [ البقرة

164]

﴿:كقاؿ عز من قائل ‌ ‌‌ ‌ ‌ ‌﴾ [ 11األنفاؿ]

، 2014ىيئة أبو ظيب للسياحة كالثقافة، كلمة، : لغز ا٤باء، تربة زينب بنيابة، مراجعة أبد أيبش، أبو ظيب: عبد الربن جاه شريف _ 1

-64.60-56صص

Page 223: الفصل التمهيدي

207

﴿:كقاؿ سبحانو ‌ ‌‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌ ﴾ [ األنعاـ

99]

﴿: كقاؿ اهلل العظيم ‌ ‌ ‌ ‌‌﴾ [ 44ىود]

مرة، كىو أبلغ داللة على أٮبيتو كضركرتو 62كقد أحصينا ٫بن كركد كلمة ا٤باء ب القرآف الكرل

للحياة بشكل عاـ، كللنبات كىو موضوع بثنا، كقد أشار علماء الزراعة األندلسيوف إىل ذلك ب

كأكؿ ما ينبغي أف تنظر ب بب : "كتبهم، كيأب ب مقدمتهم ابن ا٢بجاج االشبيلي حيث كتب يقوؿ

بذكر ا٤بياه كأصنافها كطبائعها " ا٤بقنع"، كيستهل كتابو 1"األرض ب استنباط ا٤بياه ألهنا أساس العمل

ماء ا٤بطر كماء : كتأثبىا كمعرفة ما يوافق كل ضرب من النبات من أصنافها، فيصنف ا٤بياه أربعة أصناؼ

األهنار، كماء العيوف كماء اآلبار، ب ٲبيز من بينها ما ىو عذب أك ماب زعاؽ أك مر قابض أك عفص،

.أم أنو يعتمد على طعمها أك على أثرىا على البدف

كيذكر النباتات كاألشجار الب تبلئمها ىذه ا٤بياه كتفيدىا حسب ملوحتها كعذكبتها كخفتها،

كيذكر الطرؽ ا٤بتعددة للتعرؼ على كجود ا٤باء كنوعيتو، كيشب إىل . أم حسب تركيبتها الكيميائية

.خطوات تفصيلية للحصوؿ على معلومات حوؿ ا٤باء كمواضعو كمذاقو

فمما يستدؿ بو على بعد ا٤باء كقربو كقلقو ككثرتو أف ينظر إىل ا٤بوضع، فإف كاف يثبت فيو "

العليق كالسعد كا٢بماض كالعوسج الصغب كلساف الثور ككزبرة البئر كالبابونج كإكليل ا٤بلوؾ فإنو حيث

كاف ىذا ا٢بشيش كلو أك بعضو دائما نباتو قويا غضا كثبا ككرقو خصبا ملبقا فهو دليل عن كثرة ا٤باء ب

.2"باطن األرض، كعلى قدر غضارتو كتنعمو يكوف قرب ا٤باء ب ذلك ا٤بوضع

.3ابن ا٢بجاج، ا٤بقنع، ص - 1 .نفس ا٤بصدر كنفس الصفحة- 2

Page 224: الفصل التمهيدي

208

، كىو "الفبلحة"كتناكؿ ابن العواـ أٮبية ا٤بياه للببة كغرس األشجار كالنباتات ب مقدمة كتاب

.1حيث خصص للماء فصبل بد ذاتو مستقبل" الفبلحة"ما فعلو كذلك ابن بصاؿ ب كتابو

كقد ب تقسيم األراضي ب األندلس من قبل علماء الفبلحة األندلسيب حسب طريقة السقي

كاألركاء، فاألراضي الب تعتمد زراعتها على تساقط األمطار تدعى األراضي البعلية، كبناء عليو الزراعة

البعلية، كىي أراضي تتساقط فيها األمطار بكثرة، كىي ال تكلف الفبلح الكثب من النفقات من أجل

أراضي "، كىو الذم يطلق عليو ب كتب النظم اإلسبلمية 2رم األراضي، كبتاز بسهولة نظاـ السقي

، كتدعى الزراعة بالزراعة البعلية أك البورية، دكف أم تدخل من العنصر البشرم، كيكوف 3"تسقى دٲبان

.ذلك إما بتساقط األمطار أك الفيضانات أك تلك الب تكوف على ٦بارم األهنار

أما ب األراضي الب تسقط فيها األمطار بكميات قليلة أك غب مستقرة فيعتمد الفبلح ب سقي

أراضيو على مياه العيوف كاآلبار كاألهنار، كىي أغلب األراضي األندلسية، كىو األمر الذم يتطلب شق

السواقي كالقنوات كحفر ا١بداكؿ كإقامة خزانات ٢بجز مياه األمطار كالتحكم فيها كاستعما٥با كقت

.4ا٢باجة إليها

إف اختبلؼ التضاريس ب األندلس كتذبذب كمية األمطار ا٤بتساقطة، جعل منسوب ا٤بياه غب

.5ثابت ب أهنار األندلس، بل أف بعض األهنار ال ٯبرم فيو ا٤باء إال ب فصلي الشتاء كالربيع

.39، ابن بصاؿ، الفبلحة، ص 114، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 1 .104أبو مصطفى، تاريخ األندلس االقتصادم، ص - 2 .109، الفراء ا٢بنبلي، األحكاـ السلطانية، ص 153ا٤باكردم، األحكاـ السلطانية كالواليات الدينية، ص - 34 -Imamudin, the economic history of Spain, p 75.

.517، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص 565، ص 1اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ، مج - 5

Page 225: الفصل التمهيدي

209

كألف مياه األمطار غب مستقرة كثابتة، فقد أشار ابن العواـ على الفبلحب باستخداـ مصادر

، كذلك أف مياه ىذه ا٤بصادر 1"كأضمنها سبلمة السقي بالعيوف أك من األهنار بالسواقي"ا٤بياه األخرل

.تكوف مستقرة كغب متذبذبة

كغب عن القوؿ أف مياه الرم تلعب دكرا أساسيا ب إذابة ما بتويو الببة من مواد غذائية كتزكيد

جذكر النباتات هبا، باإلضافة إىل أهنا بنح الببة درجة حرارة معتدلة تؤىلها ألف تكوف مبلئمة لعيش

.النباتات فيها، ناىيك عن التخلص من األمبلح الزائدة كا٤بواد الضارة بالنباتات كاألشجار

:كاختلفت بناءا على مصادر ا٤بياه طرؽ الرم ب األندلس، كٲبكن تقسيمها إىل

:األمطار- ب

لقد سبق كأف أشرنا ب الصفحة السابقة إىل عدك استقرار كمية األمطار ا٤بتساقطة على نواحي

األندلس ا٤بختلفة، ففي حب تتساقط بغزارة ب الشماؿ كالشماؿ الغريب كالسيما ا٤بناطق ا١ببلية، فإهنا

، منذ 2شحيحة ب بقية األراضي األندلسية، لذلك يبادر ا٤بزارعوف إىل حفظ مياه األمطار ب خزانات

.بداية موسم الشتاء، كما مر بنا سابقا

كب حالة ا٫بباس ا٤بطر كحلوؿ ا١بفاؼ يبؾ تأثبه الكبب على الزراعة، كبوؿ دكف االستفادة

أكثر زرعها "من األراضي الب تعتمد ب ريها كسقايتها على ا٤بطر، كتب القلقشندم يقوؿ عن ا٤برية

.3"با٤بطر كعليو يبتب ا٣بصب من عدمو

كألف األمطار تعترب ا٤بصدر الرئيسي ٤بياه اآلبار كالعيوف كاألهنار صغبىا ككببىا، فإذا ما كانت

األمطار قليلة أك ب سنوات منعدمة، ينعكس ذلك سلبا على الزراعة، سواء احملاصيل أك األشجار ا٤بثمرة

.50، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 1 .64موسى، النشاط االقتصادم ب ا٤بغرب، ص - 2 .217، ص 5صبح األعشى ب صناعة االنشا، مج - 3

Page 226: الفصل التمهيدي

210

إف مياه األهنار الب تركل هبا ا٢بقوؿ كالبساتب يتم تنظيمها كفق حصص ٧بددة، حسب . كغب ا٤بثمرة

.مساحة األرض أك ا٢بقل، لكي تكفي كتسد حاجة ا١بميع

إف مياه األمطار مبلئمة جدا ١بميع النباتات من ا٣بضركات كاألشجار ا٤بثمرة، بسبب اعتدالو

كعذكبتو كرطوبتو، فتقبلو األرض قبوال حسنا لكونو يغوص فيها بميع أجزائو كال يبقى لو على كجهها

.1أثر، كىو موافق لزراعة ا٣بضر الب تقـو على ساؽ كاحدة ٩با أصلو قريب من كجو األرض

كتعتمد مناطق زراعة ا٢ببوب كربطانية كا٤برية كأرجونة كإقليم الفندكف على مياه األمطار، حيث

.2"كب الفندكف بصد السنبل عن مطرة كاحدة"كتب ا٢بمبم يقوؿ

، فإنو "كيسهب ابن العواـ ب بياف أنواع األمطار، فمنو ما يكوف خفيفا لينا، يدـك طيلة اليـو

، كفائدتو غسل األرض ا٤با٢بة كا٤برة 4)الغساؿ(، كيتلوه ب إصبلح األراضي ا٤بطر 3"صاب ١بميع األراضي

، كىو الذم يقيم ب األرض زمانا كخلف فيها ترابا كثبا )الكدر(، أما ا٤بطر 5ليصلحها إذا داـ عليها

أصلحها، ككلما كاف أكثر كدران، كاف إصبلحو ٥با أكثر، كالسبب ب ذلك أنو يغسل األرض كيربدىا

كيطرد حدة ملوحتها، كٱبلف فيها ترابا خفيفا لطيفا، ذلك أف ا٤باء ال بمل من الباب إال نظيفو كلبو،

.كىو يقوم األرض إذا كانت ضعيفة، كيؤدم الدكر الذم يؤديو السماد عند إضافتو للببة

:األنهار- ج

.132، ص 1، ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج 39، ابن بصاؿ، كتاب الفبلحة، ص 105الطغنرم، زىرة البستاف، ص - 1 .462ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص - 2 .120، مؤلف ٦بهوؿ، ا٤بصدر السابق، ص 75، ص 1ابن العواـ، كتاب الفبلحة، ج - 3 .76، ص 1نفس ا٤بصدر، ج - 4 .نفس ا٤بصدر كالصفحة- 5

Page 227: الفصل التمهيدي

211

لقد استعمل ا٤بزارعوف األندلسيوف مياه األهنار ب رم مزركعاهتم كبساتينهم، كىي مياه عذبة

صافية، كبعض ىذه األهنار دائمة ا١برياف طواؿ العاـ، كىي تتأثر بالطبيعة ا١بغرافية لؤلندلس، من حيث

سرعة جرياف ا٤بياه ككميتها كأطوؿ ىذه األهنار، كمعظم مياه األهنار تصب إما ب احمليط أك البحر

.األبيض ا٤بتوسط

بتاز األهنار الب تصب ب احمليط األطلسي بطو٥با كغزارة مياىها، مثل هنر الوادم الكبب، كهنر

، كسنأب على ذكر ذلك ب الفصل الثالث بشكل أكثر 1كادم يانو كهنر تاجو كهنر دكيره كهنر مينهو

فإهنا سريعة ا١برياف كطو٥با يباكح بب )البحر الركمي(أما األهنار الب تصب ب البحر ا٤بتوسط . تفصيبل

كلم، باستثناء هنر ايربه، كىي فقبة نسبيا با٤بياه ب ٦باريها العليا، مثل النهر األعظم )200- 100(

.، كىناؾ أهنار أخرل منتشرة ب األندلس2كهنر توريا كهنر شقر

باإلضافة إىل مياه األمطار كاألهنار، ىناؾ مصادر مائية أخرل استعاف هبا الفبلح األندلسي ب

.رم حقولو كبساتينو، منها ا٤بياه ا١بوفية كمياه العيوف كاآلبار

كتفاديا ٢بدكث جفاؼ، نتيجة تذبذب كمية األمطار ا٤بتساقطة، كتعويضا عن تناقص كمية

، ١بأ الفبلحوف األندلسيوف إىل البحث عن 3ا٤بياه ب بعض األهنار كخاصة ب ا١بزء الشرقي من األندلس

إٯباد نظاـ للرم متوازف كمستقر لضماف ٪باح ا٤بواسم الزراعية، كإىل إٯباد كسائل كأساليب رم تتبلئم مع

.طبيعة الببلد

إف معرفة ا٤بزارعب األندلسيب لطبيعة الببلد، كفهمهم ألٮبية الرم ساٮبا ب الوصوؿ إىل

االستغبلؿ األمثل كاألفضل للمياه، حيث أف األراضي الب تركيها ا٤بياه بصورة كافية كمنتظمة ال تشكل

.178ابن سعيد ا٤بغريب، كتاب ا١بغرافية، ص - 1 .349، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص 556، ص 2اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ، مج - 2 .77حتمالة، ايببيا، ص - 3

Page 228: الفصل التمهيدي

212

إال نسبة صغبة من ٦بموع األراضي ا٤بركية، لذلك اضطر ا٤بزارع األندلسي إىل التفكب ب إٯباد تقنيات

كالقزكيب ب " الركض ا٤بعطار"مثاؿ ذلك ما يذكره ا٢بمبم ب . 1كأساليب معينة ب الرم لتوفب ا٤بياه

من أف األندلسيب استخدموا ذات ا٤بياه ب ٦باالت ٨بتلفة، حيث استخدموا مياه العيوف " آثار الببلد"

االستشفائية ب أغراض التداكم، ب ب الرم، ككذلك مياه ا٢بمامات، كانت تصرؼ بعد استعما٥با لرم

.2بعض األراضي كا٤بزركعات

كمن خبلؿ التجربة كا٣بربة العملية توصل ا٤بزارع األندلسي إىل أف مصادر ا٤بياه ا٤بختلفة، ٥با

٩بيزات ك٠بات كخواص ٨بتلفة، فمياه األمطار ب مقدمة ا٤بياه الصا٢بة ألنواع ا٤بزركعات، كعلى كجو

التحديد ا٣بضركات، ٣بواصها ا٤بعتدلة كسرعة امتصاص الببة ٥با، كعلى نفس ا٤بستول من االعتداؿ

تقريبا مياه األهنار، ألهنا بمل مواد عضوية ضركرية، أما مياه العيوف كاآلبار، فهي تتبلءـ مع بعض

ا٣بضركات، كاللفت كالفجل كا١بزر، كبتاز باعتداؿ حرارهتا صيفا كشتاءا، رغم بطء الببة ب

.3امتصاصها

كبناءا على ىذه ا٤بعرفة ا١بيدة للمياه كخصائصها كمراتبها كدرجاهتا، درج ا٤بزارع األندلسي على

زراعة ا٢ببوب كالبقوؿ كالفواكو كا٣بضركات ب مناطق ٧بددة، آخذا بعب االعتبار نوعية ا٤بياه كالببة،

فا٤بياه ا٤با٢بة، استعملها ب رم أنواع معينة من ا٢ببوب ككذلك بعض ا٤بزركعات كا٣بس كا٢بنة كالسبانخ

.كالقرع كالكتاف، كبعض األشجار كالزىور الب تتكيف مع ملوحة ا٤بياه

:وسائل السقي- د

.40- 39ابن بصاؿ، كتاب الفبلحة، ص - 1 .512- 509، القزكيب، ا٤بصدر السابق، ص 71- 38- 36ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .40- 39، ابن بصاؿ، كتاب الفبلحة، ص 7- 6مؤلف ٦بهوؿ، منظومة ب الفبلحة األندلسية، ص - 3

Page 229: الفصل التمهيدي

213

إف نقص ا٤بياه كتذبذب سقوط األمطار ب فصلي ا٣بريف كالشتاء، اضطر ا٤بزارع األندلسي إىل

التوصل ٢بلوؿ ٤بشكلة ا٤باء ب بعض األ٫باء من األندلس، مثل القنوات كا١بداكؿ كا١بباب ك السواقي

.كالربؾ كالصهاريج

الشك أف ىناؾ سواقي أك قنوات رئيسية ىي عبارة عن ٦برل مائي اصطناعي قاـ بفره

الفبلح، يأخذ ماؤه ب أحد األهنار مباشرة، كعنو تتفرع ٦بموعة من القنوات كالسواقي الفرعية، بمل إىل

ا٢بقوؿ كالبساتب ا٤باء، كىي أيضا تنقسم بدكرىا إىل ٦بارم مائية ثانوية صغبة داخل األرض الزراعية،

ٯبرم إعادة شقها كتسويتها بعد كل عملية حرث أك عزؽ، أك حب بعد ىطوؿ األمطار، لتسهيل عملية

جرياف ا٤باء ب األرض الزراعية، ككاف ا٤بزارعوف يقيموف من ا٢بجارة معابر فوؽ القنوات كالسواقي للوصوؿ

.1إىل ا٢بقوؿ، أثناء عملية السقي

إىل ساقية مركزية، رئيسية كانت تبدأ من قنطرة " ا٤بعيار"كيشب الونشريسي ب موسوعتو ا٤بشهورة

، ككانت برم ٤بسافة طويلة، 2إشكابو على هنر تدمب ب مرسيو، كتنتهي ب قرية طوس من قرل أريولة

ككانت ىناؾ ساقية أخرل برج من هنر تدمب أيضا كبرم ٤بسافة بانية كعشرين ميبل لرم بقية أراضي

.3أريولة

كمن كسائل السقي الب استعملها األندلسيوف لتوفب كميات ا٤بياه البلزمة لرم ا٢بقوؿ كالبساتب

ىي اآلبار، ككانت لديهم دراية جيدة ب معرفة ا٤بواضع الب بتزف ا٤باء كمدل قرهبا كبعدىا عن سطح

.277، ص 10الونشريسي، ا٤بعيار، ج - 1 .34ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص - 2 .1العذرم، ا٤بصدر السابق، ص - 3

Page 230: الفصل التمهيدي

214

األرض، كاالستدالؿ على نوعية ا٤بياه ا١بوفية، ىل ىي عذبة أك ما٢بة، ب يأخذكف ب حفر البئر

.1بقياسات ٧بددة كطرؽ خاصة

كاف الفبلح األندلسي عندما يعـز على حفر بئر ب منطقة معينة، يقـو ب الوقت نفسو بفر

أربعة آبار أخرل ٨بتلفة األعماؽ، على أف تكوف األكىل أعمقها لكي تتجمع مياه ىذه اآلبار ب قعر

.2األكىل فتتضاعف كمية ا٤باء فيها

كأنشأ ا٤بزارعوف األندلسيوف أحواض كببة كمتوسطة ا٢بجم من الصخور كاألحجار كمواد أخرل

تدعى الصهاريج، تستخدـ ب خزف ا٤باء الذم ٯبلب من أماكن بعيدة، حب حب استعمالو ب سقي

.ا٤بزركعات

كيعود تأريخ إنشاء ىذه الصهاريج ب إسبانيا إىل الركماف، فهم أكؿ من أنشأىا كاستغلها

ا٤بسلموف كطوركىا كأضافوا عليها كحسنوىا، كمن أشهر ىذه الصهاريج صهريج ا٢بمة، الذم كانت

.3بتزف فيو مياه عب ا٢بمة، ككاف يركم قريب ا٢بمة كآبلو على ثبلث أمياؿ شرقي بانة

كذلك استعملت ا١بباب ب بزين مياه األمطار بداية من شهر ديسمرب كجانفي حب تكثر

ككاف باإلمكاف مبلحظة كجود ىذه ا١بباب ب أ٫باء ٨بتلفة ب الشوارع . 4األمطار بسبا لفبات ا١بفاؼ

كا٤بيادين كأفنية ا٤بنازؿ، ككانت بضع ٤براقبة احملتسب، ككانت سهلة االستخداـ، إذ كاف باإلمكاف

تزكيدىا بياه الينابيع الطبيعية كمياه األمطار، كبمع ىذه ا٤بياه ب جب كاحد لغرض توفب ا٤باء ب أكقات

.5ا١بفاؼ كقلة ا٤بياه

.141- 139، ص 1، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج 58- 51الطغنرم، زىرة البستاف، مصدر سابق، ص - 1 .143، ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ص 351مكي، ص : ، ابن حياف، ا٤بقتبس، بقيق59الطغنرم، نفس ا٤بصدر، ص - 2 .186- 39- 38، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 564، ص 2اإلدريسي، ا٤بصدر السابق، مج - 3 .185عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص - 45 -B. P. Maldonado : op. cit. P 13.

Page 231: الفصل التمهيدي

215

كبادر ا٤بزارعوف األندلسيوف إىل بع ا٤بياه ب الربؾ، كاستخدامها ب الرم كقت ا٢باجة إليها

ككانوا يقوموف بإنشاء الربؾ من خبلؿ حفر . كذلك عندما يتناقص أك يتضاءؿ منسوب ا٤بياه ب القنوات

خزاف بعمق ثبلثة إىل أربعة أمتار أك أكثر حسب حاجة ا٤بزارع، حيث يقوموف بزف حصصهم من مياه

.1قنوات الرم ب الليل، على أف يستخدمها ب إركاء حقو٥بم كبساتينهم كقت ا٢باجة

كمن الوسائل الب استخدمها ا٤بزارعوف األندلسيوف لرم ا٢بقوؿ كالبساتب، ىي إقامة السدكد

، 2على األهنار كالقنوات للتحكم ب كمية ا٤بياه ا٤بتدفقة، كما كانت ا٢باؿ ب فحص الفندكف ب تدمب

كيتم بناء السد من ا٢بجارة كالصخور، كيكوف حجمو حسب رغبة ا٤بزارعب بناء على كمية ا٤بياه ب

.3النهر، كىي ب كل األحواؿ تواكب حجم ا٤بياه ا٤بتغب كا٤برتفع ب القنوات ا١ببلية

قاـ كذلك الفبلحوف األندلسيوف ب شق فتحات أك مآخذ للمياه إلمداد القنوات من األهنار

.كشيدكا ا٤بناىر، كىي عبارة عن فتحات خبلؿ الصخور ا١ببلية ١بلب ا٤بياه أيضا

:آالت السقي- ىـ

لقد استخدـ ا٤بزارعوف األندلسيوف ٦بموعة من اآلالت ب سقي ا٢بقوؿ كالبساتب كاالستفادة

كىي آلة تدار بواسطة تيار –منها ب توفب ا٤بياه الكافية ٥بذه األغراض، كلعل النواعب تأب ب مدمتها

، إال أف الفبلحب توسعوا ب إطبلؽ 4"ناعورة"ا٤باء، ك٥با صوت خاص أثناء دكراهنا، كبناءنا عليو ٠بيت

.ا٤بصطلح على تلك اآلالت الب تديرىا ا٣بيوؿ كالثباف كالبغاؿ

1 -Imamuddin : Al- Filaha in Mus. Sp. P 12. .172، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 3العذرم، ا٤بصدر السابق، ص - 2 .172ا٢بمبم ، الركض ا٤بعطار ، ا٤بصدر السابق ، ص - 3، آشتور، التاريخ االقتصادم كاالجتماعي للشرؽ األكسط ب العصور الوسطى، 274، ص 2ابن ىشاـ اللخمي، ا٤بصدر السابق، مج - 4

.61، ص 1985دمشق،

Page 232: الفصل التمهيدي

216

، 1كتشب ا٤بصادر التارٱبية ا٤بختلفة إىل أف العرب الفابب ىم من أدخل النواعب إىل األندلس

كمل تكن موجودة من قبل، كشكل دخو٥با ثورة ب عامل الفبلحة آنذاؾ، ألف كجودىا ب ا٤بناطق الب

تعتمد على مياه األهنار، سهل على ا٤بزارعب عملية جلب ا٤باء من األهنار، كألهنا زىيدة الثمن، أم أف

.عملية بناءىا ال تكلف كثبا، ناىيك عن سهولة تصليحها

إف النواعب الب توضع على األهنار الستخراج ا٤بياه تتألف من عجبلت غب مزكدة ببكس،

كلكنها مزكدة بأكال كببة ا٢بجم تتحرؾ بقوة تيار ا٤باء، لبفع ا٤بياه من األهنار كالقنوات، كألهنا كببة

ا٢بجم ارتبط بعضها باألعماؿ كا٤بشاريع العامة مثل السدكد كا٢بدائق كا٤بتنزىات ككذلك مشاريع الرم

كمثاؿ على ذلك ناعورة مرسية كناعورة طليطلة، الب كاف يبلغ ارتفاعها تسعب ذراعا، كالنواعب . الكببة

.2الب كانت مقامة على هنر لورقة كهنر الوادم الكبب

كبعها سوال، يديرىا ثور أك " سانية"لقد انتشرت ب األندلس نواعب صغبة نسبيا تسمى

بغل، كىي مبلئمة جدا لرفع ا٤باء من اآلبار كاألحواض قرب العيوف ا٤بائية، كشاع استعما٥با على القنوات

.كاجملارم ا٤بائية األخرل، لرم ا٤بزارع كالبساتب الفردية الصغبة

كىي عبارة عن دكالب يشبو الناعورة حيث يدكر " الناضح"كانت ىناؾ أيضا من آالت الرم

.3بواسطة مياه النهر، كعليو انتشر استعمالو بكثرة على ضفاؼ األهنار كالقنوات ا٤بائي

.276نفس ا٤بصدر السابق، ص - 1 .172، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 551، ص 2اإلدريسي، ا٤بصدر السابق، مج - 2

.62ابن بصاؿ ، ا٤بصدر السابق ، ص _ .172، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص 551، ص 2اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ، مج - 3

Page 233: الفصل التمهيدي

217

كذلك استعمل ا٤بزارعوف األندلسيوف لرم مزركعاهتم كبساتينهم نوع من الدكاليب ا٢بفيفة

، ككجدت بكثرة على هنر اشبيلية، كتتألف ا٣بطارة من ذراعب األكؿ طويل ب هنايتو "ا٣بطارة"تدعى

.دلو، كالثال قصب ب هنايتو كزف أك ثقل

" ا٣بطارة"تشبو " الدالية"كما استخدـ الفبلح األندلسي آلة أخرل لغرؼ ا٤باء من النهر تدعى

إىل حد بعيد، كىي عبارة عن جذع طويل مركب ب األرض ب جانبو اآلخر مشدكدة مغرفة كببة يغرؼ

.1هبا ا٤باء

:نظم وطرق السقاية- و

عرؼ تاريخ النشاط الزراعي ب األندلس طريقتب للسقي كرم ا٤بزارع كا٢بقوؿ كالبساتب،

الطريقة األكىل ىي طريقة الرم الفيضي، كانتشر استعما٥با ب أ٫باء األندلس ا٤بشهورة بكثرة ا٤بياه، خاصة

.2"ب فحص الفندكف"ك" شنبين"ك" لورقة"ك" تدمب"ب

أما الطريقة الثانية، ىي الرم الصناعي باستخداـ اآلالت كالوسائل الب مر بنا ذكرىا سابقا،

:كىي تتوزع عن ٦بموعة من النظم

يعتمد ىذا النظاـ على جرياف ا٤باء مستفيدا من االختبلؼ ب التضاريس األرضية من حيث : األول

االرتفاع كاال٬بفاض، كتتم عن طريقو سقي ا٢بقوؿ بواسطة شبكة من القنوات الفرعية كالسواقي الب تنقل

ا٤بياه من األهنار كالعيوف إىل البساتب كا٢بقوؿ بصورة مباشرة، كقد اشتهرت منطقة شرؽ األندلس هبذه

.الطريقة

.3كاشتهرت بو مناطق مشاؿ كغرب األندلس–يتخذ من اآلالت الصناعية كسيلة ١بلب ا٤بياه : الثاني

.227الزبيدم، ا٤بصدر السابق، ص - 1 .2، العذرم، ا٤بصدر السابق، ص 57مؤلف ٦بهوؿ، كتاب ذكر ببلد األندلس كصفاهتا، ص - 2 .101كوالف، ا٤برجع السابق، ص . س. ، ج5، ص 1ابن العواـ، ا٤بصدر السابق، ج - 3

Page 234: الفصل التمهيدي

218

كىو الذم يتخذ من التنقيط نظاما للرم كالسقي، كاستعمل ب األزماف الب تشتد فيها ا٢برارة : الثالث

كيعم ا١بفاؼ، حيث يتم ثقب ٦بموعة من األكال تثبت كل كاحدة منها ب جذع شجرة أك نبتة، كبؤل

.1با٤باء، كيتساقط ا٤باء من األكال نقطة بعد أخرل، إلنقاذ النباتات كاألشجار من ا١بفاؼ كا٤بوت

إف عملية الرم الصناعي، عملية معقدة كمتشابكة، كتتم عن طريق ٦بموعة من التقنيات

كاألساليب، الب بدكرىا تتطلب إجراءات تنظيمية كإدارية ٧بددة للقياـ بتوزيع متساك للمياه، ناىيك عن

.2تناكؿ ا٤بشاكل الب تنشأ بب ا٤بزارعب بسبب ا٢بصص ا٤بائية كحلها كفقان ٤ببادئ الشريعة اإلسبلمية

إف كل مصدر من مصادر ا٤بياه لو حكم شرعي خاص بو، ىناؾ مصادر مائية مشاعة ىي

، مثل مياه األهنار كالعيوف كا١بداكؿ، إف شيوع ملكية 3"١بماعة ا٤بسلمب يشبكوف ب ا٤بنفعة هبا"ملك

.4ا٤بياه مبدأ أساسي من مبادئ الشريعة اإلسبلمية

كبناءا على ىذا ا٤ببدأ، يستطيع أم مزارع كب أم كقت يشاء أف يسقي حقولو من مياه األهنار

كالقنوات كا١بداكؿ، السيما ب األكقات الب تكوف فيها األهنار كالعيوف كا١بداكؿ غزيرة ا٤بياه، السيما ب

لكن ا٤بشاكل بدث عندما تنقص كمية ا٤بياه، ب فصل الصيف، ب أشهر . أكقات الشتاء كالفيضانات

ا١بفاؼ، حيث أف كل قناة تأخذ حصتها من ا٤بياه ب ساعات ٧بددة كفق نظاـ النوبة، كعلى كل مزارع

أك ب ساعات الفجر، أك ب )أف بـب نوبتو، كيأخذ حصتو من ا٤باء ب كقت معب، كأف يكوف ب الليل

.5الظهبة، كال ٲبكن أف بصل على ا٤باء مرة ثانية حب يأخذ بقية ا٤بزارعب حاجتهم حسب نوبتهم

.121، ص 1994العبادم، أبد ٨بتار، الزراعة ب األندلس كتراثها العلمي، ندكة األندلس، الدرس كالتاريخ، جامعة اإلسكندرية، - 1 .121العبادم، أبد ٨بتار، الزراعة ب األندلس، ا٤برجع السابق، ص - 2 .301، ص 2، ج 1988سعيد أبد إعراب، ببكت، : ابن رشد، ا٤بقدمات ا٤بمهدات، بقيق- 3 .101، ص 1979أبد ٧بمد شاكر، ببكت، : بي بن آدـ، كتاب ا٣براج، بقيق- 4 .105نفس ا٤بصدر، ص - 5

Page 235: الفصل التمهيدي

219

كبسب القرب من األهنار أك القنوات كالعيوف يتم ترتيب نوبات نوبات ا٤بزارعب ب االستفادة

من ا٤بياه، أم أف من دخل أرضو ا٤باء أكال فهو األحق بالسقي أكال ب الذم يأب بعده كىكذا، على أف

.1تغمر ا٤بياه ا٢بقل بعمق قدـ كاحدة

كقد أجاز الفقهاء كفق شركط عادلة لبعض ا٤بزارعب تسليف أك منح دكرىم ب الرم ٤بزارعب

.2آخرين، أك تأجبىا أك بيعها، ألف أشجاره أك ٧باصيلو ال بتاج ا٤باء اآلف، أم ب فبة نوبتو

عدـ جواز إحداث شيء مل يكن لو أصل إال "كقد أشار القاضي ا٤بالكي ا٤بشهور عياض إىل

– ككانت حقوؽ الرم تستحق بركر األياـ كقدـ ا٢بيازة فتصبح حقوؽ االنتفاع عندئذ 3"برضى أصحابو

حقوؽ بليك، ككاف ٲبنع تغيب ٦برل القناة أك الساقية إال بوافقة ا٤بزارعب ا٤بستفيدين منها، ككانت

األسبقية تعطى ب السقي ألصحاب ا٤بزارع كالبساتب، قبل أصحاب األرحية، حب لو كاف األخبكف

.أسبق ب إنشاء أرحيتهم

ككاف ا٢بفاظ على قنوات ا٤بياه كصيانتها مسؤكلية باعية، با أف بيع ا٤بزارعب يستفيدكف منها،

كعليو فا٤بزارع برص على إصبلح أم خلل ب القنوات الب بر ب أرضو، كعليو كذلك الوقوؼ بوجو من

.4يتسبب بإضرار أك إعاقة أك تدمب جزئي أك كلي ٥با

كيشب ا٤بؤرخ ٧بمد عبد اهلل عناف إىل أف ملكية األراضي مل تكن تعب ملكية مياه الرم، فإذا مل

تعذر رم ىذه األرض ا٤بباعة، كإف كاف الغالب أف - مع األرض–يبع ا٤بالك ا٢بق ب الرم للمشبم

.حق استخداـ مياه الرم ىو حق مبلـز المتبلؾ األرض

.296، ص 2، ابن رشد، ا٤بصدر السابق، ج 274، ص 10الونشريسي، ا٤بصدر السابق، ج - 1 .368، ص 2، ابن سعيد، ا٤بغرب، ج 395- 394الونشريسي، نفس ا٤بصدر، ص - 2، 105- 103- 102، ص ٧1990بمد بن شريفة، ببكت، : القاضي عياض، مذاىب ا٢بكاـ ب نوازؿ األحكاـ، بقيق- 3

.276- 275، ص 10، ج 399- 398- 386- 73، ص 8الونشريسي، ا٤بصدر السابق، ج .273، ص 10، ج 295الونشريسي، ا٤بعيار، مصدر سابق، ج ، ص - 4

Page 236: الفصل التمهيدي

220

كاشتهرت ب األندلس ٧بكمة ا٤بياه، الب كانت تنظر ب شكاكم ا٤بزارعب كخبلفاهتم حوؿ أمور

الرم كالسقاية، ككانت تعرؼ بحكمة ا٤بياه ب بلنسية، كيرجع الباحث ا٤بؤرخ عناف أف ٧بكمة ا٤بياه ب

بلنسية ترجع من الناحية التارٱبية إىل العصر الركمال، إال أهنا ابذت على يد ا٤بسلمب ب األندلس

.نظمها ا١بديدة كأصبحت جزءا من تارٱبها االقتصادم الزراعي

كانت ٧بكمة ا٤بياه عبارة عن ىيئة مدنية ال شأف للحكومة هبا ك تتدخل ب أمورىا، كأحكامها

ككانت تعقد . نافذة، كاكتسبت شرعيتها من خبلؿ جهودىا ب حل مشاكل ا٤بزارعب حوؿ ا٤بياه

، كيرل ٧بمود شيت خطاب أف ىيئة احملكمة 1جلساهتا ظهر كل بيس ب جوار مسجد بلنسية ا١بامع

كانت تتألف من نواب احملتسب، الذم كاف من بلة اختصاصاتو الفصل ب مثل ىذه القضايا ا٣ببلفية

.2ا٤بستعجلة

إف الغرض األ٠بى كاألبعد لنظم الرم ب األندلس، كاستعماؿ ٨بتلف التقنيات كاألساليب، ىو

ضماف توزيع عادؿ للمياه بب الفبلحب، بسب مناطقهم الب تعرؼ كفرة ا٤بياه سواء السطحية أك

ا١بوفية، أك تلك الب تعال من نقص شديد ب ىذا ا٤بصدر ا٢بيوم لئلنساف كالنبات على السواء، كما

، حيث يعتمد ا٤بزارعوف 3ىو ا٢باؿ ب ا٤بناطق شبو الصحراكية ب أقصى جنوب شرؽ األندلس آنذاؾ

.بشكل أساسي على مياه اآلبار

.95- ٧92بمد عبد اهلل عناف، ٧بكمة ا٤بياه ب بلنسية، مرجع سابق، ص - 1 .330- 271، ص 1988، 39، ـ ٧2بمود شبت خطاب، كتاب خطة ا٢بسبة، ٦بلة اجملمع العلمي العراقي، ج - 2 .37، ص 8، الونشريسي، ا٤بصدر السابق، ج 101- 100القاضي عياض، ا٤بصدر السابق، ص - 3

Page 237: الفصل التمهيدي

221

تقنيات الري: المبحث الثالث

لعل من نافلة القوؿ أف األندلسيب اىتموا كثبا بسألة توفب ا٤بياه لرم مزركعاهتم، نظرا العتماد

متذبذبة غب ثابتة، ففي بعض السنوات تشح، كب األخبةالزراعة بشكل رئيسي على األمطار، كىذه

٩با اضطر معو األندلسيوف إىل البحث عن مصادر . بعضها األخب تكوف كفبة كتتساقط بنسب كببة

متنوعة للمياه كالتوصل إىل تقنيات عديدة تسمح بتجاكز ا١بفاؼ كالقحط احملتمل، كالذم عرفتو

، ٩با أدل إىل انتشار اجملاعات كإف كاف على نطاؽ ٧بدكد، *األندلس خبلؿ الفبة موضع الدراسة

.كارتفاع األسعار كىبلؾ ا٢بيوانات األليفة

إىل تعرض األندلس إىل قحط شديد 1"الكامل ب التاريخ"كقد أشار ا٤بؤرخ ابن األثب ب كتابو

ـ، بسبب انقطاع األمطار ٩با اضطر األىايل إىل 753/ ىػ136طواؿ سبعة أعواـ اعتبارا من سنة

.االستعانة بياه هنر برباط لشرهبم كرم مزركعاهتم

كنتيجة للتجارب العملية توصل األندلسيوف إىل أف أجود أنواع ا٤بياه، ىي ا٤بياه العذبة، كخاصة

، كيساعد على ٭بو كثب من 2مياه األمطار، ألنو ال يبؾ ركاسب ملحية ب الببة تعرقل ٭بو النباتات

، ب حب إف مياه األهنار فتمتاز طبيعتها حسب تركيبتها 3النباتات كالقمح كالقطن كا٣بضركات بأنواعها

الكيميائية باليبوسة كا٢بركشة، بينما طبيعة مياه العيوف كاآلبار أهنا أرضية ثقيلة، كما يؤكد ذلك ابن

أما ا٤بياه ا٤با٢بة فإهنا تساعد على . كا١بزر كاللفت الطويلاألرضبصاؿ، تصلح ٤با لو أصل كبب غائر ب

٭بو أشجار النخيل كنباتات كاليقطب كالباذ٪باف كالسبانخ كالكتاف، كىي ب العادة مياه اآلبار كبعض

.462، ص 5ابن األثب، الكامل ب التاريخ، ج - 1 .34، النابلسي، ا٤ببلحة ب علم الفبلحة، ص 356، ابن العواـ، الفبلحة، ص 40- 21ابن بصاؿ، الفبلحة، ص - 2 :ىناؾ إشارة من الباحث غورم دك ركسبلف ب كتابة التاريخ االقتصادم إلسبانيا، هبذا ا٤بعب ٤بزيد من التوسع أنظر*

J.Goury Du Roslan : l’Histoire économique de l’Espagne, Paris, librairie Guillaumien,

1888, p149- 157 .176ابن بصاؿ، ص - 3

Page 238: الفصل التمهيدي

222

العيوف، ألف الكثب من العيوف مياىها عذبة خفيفة، أما ماء البحر فيشكل خطرا على النباتات لشدة

.1ملوحتو، لذلك ال يستخدـ ب ريها

إىل أف مياه اآلبار كالعيوف تتمتع باصية " ا٤ببلحة ب علم الفبلحة"كيلفت النابلسي ب كتابو

الدؼء ب الشتاء كالربكدة ب الصيف، ٩با ٲبيزىا عن غبىا من ا٤بياه، كىي بذلك تساعد النباتات ب

.2فصل الشتاء كا٣بريف كتنعشها بربكدهتا ب أثناء حرارة الصيف

كتفنن األندلسيوف كبذلوا جهودا مضنية لرم حقو٥بم كبساتينهم، فأقاموا السدكد، كشقوا

القنوات، كسحبوا ا٤بياه إىل أماكن بعيدة، أك رفعوىا إىل أماكن أعلى من مستول األهنار الب تؤخذ

، كٲبكن حصر الوسائل كالتقنيات الب استخدمت إليصاؿ ا٤بياه إىل ا٢بقوؿ كا٤بزارع كالبساتب ؼ3منها

:استخدام القنوات- أ

لقد ٪بح العرب الفابوف ب إيصاؿ ا٤بياه عن طريق القنوات إىل بيوهتم كحدائقهم كمزارعهم بعد

.4جهود كببة بذلوىا من أجل ذلك، حب كصفوا بأهنم يونانيوف ب استنباطهم للماء

.356، ابن العواـ، الفبلحة، ص 6ابن حجاج، ا٤بقنع ب الفبلحة، ص - 1 .25النابلسي، ا٤ببلحة ب علم الفبلحة، ص - 2 .430دكنالد، عبقرية ا٢بضارة العربية، ص - 3 Lucie Bolens : La greffe et les métamorphoses du jardin.13-12ابن غالب، فرحة األنفس، ص - 4

andalou au moyen âge (XI-XII siècles) in : Agronomes Andalous du moyen-âge,

1981, librairie DROZ-Genève-Paris, pp 288-300.

- Louis Albertini : Essor de l’Agriculture en al-Andalous (Ibériearabe) : Xe-XIV

siècle, performances des agronomes arabo-andalous, L’harmattan, Paris, 2013, pp19-

33.

Page 239: الفصل التمهيدي

223

كلعل إصبلح القنوات كالقناطر ا٤بتبقية عن العهد السابق، ىو أكؿ ما قاـ بو ا٤بسلموف ب ىذا

ـ على بديد قنطرة قرطبة كصيانتها 719/ ىػ101اجملاؿ فقد قاـ السمح بن مالك ا٣بوالل سنة

.1لتسهيل إيصاؿ ا٤باء إىل ا٤بزارع كالبساتب

أف عبد الرباف بن معاكية حرص على " نفح الطيب"تذكر ا٤بصادر التارٱبية، كمنها ا٤بقرم ب

، أما ب عصر ا٣بليفة عبد الرباف الناصر 2إنشاء القنوات لتزكيد مدينة قرطبة كقصره كمنتزىاتو فيها با٤بياه

لدين اهلل، فقد ب إنشاء قناة تربط ا١بباؿ اجملاكرة كقصر الناعورة ٯبرم خبل٥با ا٤باء من ا١بباؿ ٫بو القصر،

.كقد استغرؽ إنشاء ىذه القناة أكثر من عاـ من العمل الصعب كالشاؽ، كلكنو حقق ا٤براد كالغاية

ابتدع ا٣بلفاء من بب مركاف ب "كأشار ابن بشكواؿ إىل أٮبية ما قاـ بو عبد الربن الناصر فقاؿ

قصرىا البدائع ا٢بساف، كأجركا فيو ا٤بياه العذبة من جباؿ قرطبة، على ا٤بسافات البعيدة، كبونوا ا٤بؤف

ا١بسيمة حب كصلوىا إىل القصر الكرل، أجركىا ب كل ساحة من ساحاتو كناحية من نواحيو ب قنوات

الرصاص تؤدم منها إىل ا٤بصانع مع صور ٨بتلفة األشكاؿ من الذىب اإلبريز، كالفضة ا٣بالصة،

.48، ص 1، ا٤بقرم، نفح الطيب، ج 83، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج - 1

– André Bazzana, Pierre Guichard et Yves Montmessin : L’hydraulique agricole dans

al-andalus : données textuelles et archéologique, séminaire de recherche 1982- 1983

et journées des 22 et 23 octobre 1983. Publication de la maison de l’orient et de la

méditerranée, 1987, 14, p 57- 62.

- Lopez Gomez : El origen de losvalencianos:los canales romanos » Cuadernos de

geografia (Universidad de valencia), 1974, 15, p. 1-24. .480، ص 1نفح الطيب، ج - 2

- Imamuddin : The economic History of Spain, p. 83. - Karl. W. Butzer : « irrigation Agro ecosystems in Eastern Spain:Roman or Islamic

origins?”. Annals of the association of American geographers. Vol. 75, (1985). P.

482.

Page 240: الفصل التمهيدي

224

كالنحاس ا٤بموه ب البحبات ا٥بائلة، كالربؾ البديعة، كالصهاريج الغريبة، ب أحواض الرخاـ الركمية

.1ا٤بنقوشة

كاجتهد ا٢بكم بن عبد الربن الناصر ب إقامة قناة تصل إىل سقايات ا١بامع كأماكن الوضوء،

. 2حيث بب أربعة خزانات، اثناف منها كبباف خصصا للرجاؿ، كاثناف صغباف خصصا للنساء

كال يزاؿ ب صحن ا١بامع الكبب ب قرطبة "كقد كصف ا٤بؤرخ جوزيف كيب ىذا العمل بقولو

حوضاف كبباف بيبلف من مرمر يزيناف ذلك الصحن، حيث كاف كل مصل يتوضأ قبل أف يدخل

بزايا الشعب الطاىر العاقل ... كال يزاؿ ىذاف ا٢بوضاف ٲبداف سكاف قرطبة النصارل ... ا٤بسجد

.3"ا٤بهذب الذم تنتمي إليو ىذه الذكريات الفاخرة من الفن كالصناعة

ىذا كقد أكدع ا٢بكم الثال جوؼ تلك القنوات أنابيب من الرصاص للحفاظ على ا٤بياه ا١بارية

، كيبدك أف ىذا العمل كاف مثار إعجاب األىايل حب أف الشعراء مدحوا ا٢بكم لقيامو 4فيها من التلوث

:5بو، ك٩با قيل ب ذلك على لساف ابن شخيص

ريها كقد خىرقتى بيطوفى األرض عن نيطفى من أعذب ا٤باء ٫بو البيت بي

ي القلوب إذا حىرت صواديهػا ػا رىم طيهري ا١بػيسوـ إذا زالت طهارهتي

6قرنتى فىخرا بأجرو قل ما اقبنػػا ب أمة أنت راعيهػا كحاميهػػا

. 224- 223، سامل، تاريخ كحضارة اإلسبلـ ب األندلس، ص 464- 463، ص 1ا٤بقرم، نفح الطيب، ج - 1 .240، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج - 2 .53، ص 1985، 2كيب، جوزيف، مدنية ا٤بسلمب ب إسبانيا، تربة ٧بمد تقي الدين ا١ببليل، مكتبة ا٤بعارؼ، ط - 3 .240، ص 2الصنهاجي، التبياف، ج - 4، أنظر تربتو ب )ىػ400ت سنة (شاعر من أعياف الشعر ا٤بشهورين، كاف يبدد إىل ٦بلس ا٤بظفر ابن أيب عامر : ابن شخيص- 5

.342، ص 1ا٢بميدم، جذكة ا٤بقتبس، ج .358، ص 2، ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج 240الصنهاجي، ا٤بصدر السابق، ص - 6

Page 241: الفصل التمهيدي

225

كال ييتوقع أف شعر ابن شخيص كأمثالو كاف بقصد التكسب، فالظاىر منو اإلشادة بأحواؿ

االجتماعية الب سادىا الرخاء، فانعكس ذلك على لساف الشعراء، الذم كاف ٲبثل الوسيلة األكضاع

.اإلعبلمية الناطقة بظركؼ األمة آنذاؾ

إىل " ترصيع األخبار كتنويع اآلثار"كأشار العذرم أبد بن عمر ا٤بعركؼ بابن الدالئي ب كتابو

قناة جديدة لرم أيضاأف ا٢بكم الثال مل يكتف بالقنوات الب أنشأىا كالده لرم ا٤بدف، كإ٭با أنشأ ىو

.1مركج غرناطة كمرسية كبلنسية كأراجوف، كما أنشأ خزانات لتجميع ا٤بياه بهيدا لتوزيعها

بتقنيات الرم، فقد كضع أيضاكيؤكد صاحب كتاب التبياف أف ملوؾ الطوائف اىتموا ىم

. شبكة من القنوات تصل إىل ا١بامع كإىل قصر الصمادحية- صاحب ا٤برية–ا٤بعتصم بن صمادح

من جلب ا٤بياه إىل )ـ1090/ ىػ483- 1076/ ىػ469(ككذلك بكن األمب عبد اهلل بن بلقيس

.2مدينة غرناطة عرب قنوات من كادم شنيل لتصل إىل ا٢بدائق كا١بنات ا١بميلة

كينسحب األمر على ا٤برابطب كذلك، حيث اىتموا بتقنيات الرم ككيفية استغبلؿ مياه األهنار

كالعيوف على الوجو األسلم، من خبلؿ جر ىذه ا٤بياه إىل السهوؿ بطرؽ ٨بتلفة كتفريع األهنار إىل

، كما أهنم اتبعوا تقنيات 3جداكؿ كحفر البع، األمر الذم أشار إليو ابن ا٣بطيب كا٤بقرم كالقلقشندم

.، كىي طرؽ كاف يقـو هبا ا٤بصريوف4الرم با٣بزانات ب مرسيو كلورقة

كمن ا١بدير بالذكر أف ا٤برابطب استفادكا من خربات ا٤بهندسب األندلسيب كتقنياهتم ب أعماؿ

ـى ا٤بهندس األندلسي عبد اهلل بن يونس إىل مراكش ب عهد الرم كتنظيم القنوات ب ا٤بغرب، فقد قد

.83العذرم، نصوص عن األندلس، ص - 1 .21الصنهاجي، التبياف، ص - 2القلقشندم، صبح األعشى، . 289، ص 4، ج 217، ص 3، ا٤بقرم، نفح الطيب، ج 105، ص 1ابن ا٣بطيب، اإلحاطة، ج - 3

.315، ص 5ج .63، النشاط االقتصادم، ص ل، عز الدين موس424، ص 1، ابن سعيد، ا٤بغرب، ج 172ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص - 4

Page 242: الفصل التمهيدي

226

كابتكر تقنيات )ـ1143- 1107/ ىػ537- 500(سلطاف ا٤برابطب علي بن يوسف بن تاشفب

، كقد استطاع ابن 1القنوات ا١بوفية للمياه، بعد أف كاف ا٤برابطوف يستخدموف أساليب بدائية ب الرم

يونس أف يتحكم من خبلؿ تقنية كظفها ألجل ذلك، ب جرياف ا٤باء بطرؽ ىندسية بديعة، كذلك

كيشب اإلدريسي إىل أف علي بن . 2إليصالو من ا٤بناطق ا٤بنخفضة إىل ا٤برتفعات دكف استخداـ الركافع

يوسف استفاد من خربات ا٤بعاىدة الذين أجلوا عن األندلس، كعندما عـز على بناء قنطرة على كادم

أخبار ا٤بهدم "تنسيفت استقدـ ٥بذا العمل ا٣برباء األندلسيب ب بناء القناطر، إال أف صاحب كتاب

يذكر أف الذم بب ىذه القنطرة ىو ميموف بن ياسب، كيؤيده ب ذلك ا٤بؤرخ عبد العزيز " بن تومرت

.3سامل

أضف إىل ذلك أف ا٤برابطب أنشئوا السدكد، غب أف ذلك كاف ألغراض حربية إذ مل ترد إشارة

.4تدؿ على استخدامها ب اجملاالت الزراعية

لقد أسهم ا٤بهندسوف األندلسيوف أمثاؿ ابن ملحاف أبد ك٧بمد بن ا٤بعلم كأبو بكر ٧بمد بن

كإليهم يعود الفضل ب . 5بي ا٢بذاء كا٢بجاج بن يعيش ب الكشف عن آثار الرم الركمانية كبديدىا

.تنفيذ كل ا٤بشاريع ا٥بامة، كباصة االقتصادية منها، كبديدا مسائل الرم كتوزيع ا٤بياه

كغرسها بختلف أنواع الفاكهة، فقد استقدـ األمب األرضأىتم عبد ا٤بؤمن باستصبلح

الذم قاـ بإنشاء –ا٤بهندس أبد بن ملحاف، ملك كادم آش، كقد التجأ إليو فرارا من ابن مردنيش

البستاف الكبب ب مراكش، ب غرسو بأنواع الثمار كالفاكهة األندلسية، ٩با مل تكن معركفة حينئذ

.180، عز الدين موسى، النشاط االقتصادم، ص 53، مكي، مدريد العربية، ص 69- 68اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ، ص - 1 .اإلدريسي، نفس ا٤بصدر كالصفحة- 2 .662، سامل، تاريخ ا٤بغرب ب العصر اإلسبلمي، ص 128البيذؽ، أخبار ا٤بهدم بن تومرت، ص - 3 .13ابن قطاف، نظم ا١بماف، ص - 4 .235ابن صاحب الصبلة، تاريخ ا٤بن باإلمامة، ص - 5

Page 243: الفصل التمهيدي

227

با٤بغرب، فلما اكتمل البستاف كنضجت باره، ككاف مصدرا ىاما من مصادر االقتصاد بالببلد، ٩با جعل

. 1 كغرسهاأخرلأمب ا٤بؤمنب يقـو بتهيئة أراضي

، إذ اىتم )ـ1184- 1162/ ىػ580- 558(كحذا حذكه خليفتو أبو يعقوب يوسف

بغراسة البساتب ، فأنشأ ا١بنات ا٤بعركشات ب أغمات كمراكش كغبىا من ا٤بدف، كقاـ بتخزين ا٤بياه

، كٲبكن القوؿ أف عصر 2البلزمة ٥با فيس صهاريج ضخمة، كجر ا٤بياه من قلعة جابر إىل مدينة اشبيلية

، كاإلفادة منها ب أعماؿ الرم 3ا٤بوحدين شهد جهودا مكثفة الستخراج ا٤بياه من باطن األرض

.كاالستهبلؾ البشرم كا٢بيوال

إف تقنيات جر ا٤بياه مل تكن حكرا على مدينة أك إقليم بعينو، كإ٭با سادت ب مناطق كثبة

، كزكدت أقاليم 4كعرفتها مدف عديدة ب األندلس، فقد اشتهرت مدينة الردة بقنواهتا البديعة الصنع

سرقسطة با٤بياه كفن تنظيم دقيق كتقنية عالية، حيث أجريت مياه العيوف ب صخور مثقوبة، تفتح كتيسد

.، تسقى من عب خارج ا٤بدينة عرب قنوات ٧بكمة6، ككانت مدينة بربشب5كلما دعت ا٢باجة إىل ذلك

.٧بكمة

أما التقنية الب ابتكرىا األندلسيوف ب ٦باؿ القنوات ا٤بائية، فهي أف يقصد إىل أعلى مكاف

عند السقي، ليصل ا٤باء إىل األرضيرتفع مستول ا٤باء فيو على السطح، حب يكوف مسلطا على بيع

.294ا٤براكشي، ا٤بعجب، ص - 1 .41-40، ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص 469- 465- 235ابن صاحب الصبلة، ص - 2 .ابن صاحب الصبلة، ا٤بصدر السابق كالصفحات- 3 .181أبو الفداء، تقول البلداف، ص - 4 .24العذرم، نصوص من األندلس، ص - 5 .87، ابن غالب، فرحة األنفس، ص 92بربشب، كاحدة من مدف الثغر ا٢بصينة البكرم، جغرافية األندلس، ص - 6

Page 244: الفصل التمهيدي

228

، كتتم ىذه الطريقة بفر عدة آبار كالتوصيل بينها ب توصيل ىذه اآلبار بجار جوفية عميقة 1كل موضع

تبب بواسطة الطوب األبر، كتكوف من السعة كاالرتفاع بيث تستوعب قامة اإلنساف، كب قاع ىذه

اجملارم توجد القنوات ا٤بصنوعة من الفخار الب بمل ا٤باء من اآلبار، كيراعى أف تكوف على ا٫بدار

.2خفيف متجهة ٫بو ا٤بدينة

إف شبكة القنوات ا١بوفية كانت تتخلل ا٤بدف لتوزيع ا٤بياه على أحيائها، كتوصيلو إىل ا٢بدائق

.3كا٤بنتزىات بطريقة فنية كتقدير معلـو

لقد استطاع ابن العواـ االشبيلي إىل التوصل لطريقة الرم بالتنقيط عن طريق استخداـ الفخار،

.4 ب ذلكاألخرل٩با يشكل دليبل قويا على تقدـ العرب ب ٦باؿ الرم، كسبقهم لؤلمم

بدر اإلشارة إىل أف مصادر ا٤بياه كانت بت رقابة صارمة من قبل مراقبب ٨بصصب للحفاظ عليها من التلوث كالتبذير، ككاف للمحتسبب دكر كبب ب منع الدكاب من االقباب من ا٤بياه ا٤بخصصة للشرب، كما كانوا ٲبنعوف النساء من غسل ا٤ببلبس كالفراش كاألغطية كغبىا إال ب أماكن ٧بددة، كال

.5يسمح بإلقاء النفايات قريبا من تلك ا٤بياه

.144، ابن العواـ، الفبلحة، ص 14األنصارم، الدر ا٤بلتقط، ص - 1 .38-37، خبلؼ، قرطبة اإلسبلمية، ص 49مكي، مدريد العربية، ص - 2 .40- 49نفس ا٤براجع، الصفحات - 3، ص 1983صبلح الدين العمامي، الرم بالتنقيط عن ابن العواـ، عن ملخصات الندكة العا٤بية الثالثة لتاريخ العلـو عند العرب، - 4

65. أنظر أيضا ما نشره أبل يوفيدا بصوص سجبلت ميورقة . 42-32-30ابن عبد الرؤكؼ، رسالة ب آداب ا٢بسبة كاحملتسب، ص - 5

:ا٤بتعلقة با٤بياه ككذلك سجبلت بلنسية كمرسية الب نشرىا كنيناس كفبم- M.D. Cananes and R. Ferrer: Navarro, Repartiment de Valencia, 2 vol (Saragossa,

1979).

- Angel Poveda : »Toponimia arabe-musulisme de mayurqa », Awraq.vol.3 (1980),

pp, 75-101.

- Angel Povida : « Aigues i corrents d’aigus à la Toponimia de Myurqa Segons el

libre del repartiment » butlleti de la sociétat d’onomastica, vol, 10, (1982).

Page 245: الفصل التمهيدي

229

كاستخدمت أنابيب مصنوعة من الرصاص لنقل ا٤بياه إىل ا٤بساجد كقصور ا٣بلفاء كاألمراء

كبيوت األثرياء، حيث بؤل البحبات كالربؾ كالصهاريج كأحواض الرخاـ الركمية كا٤بنقوشة ا٤بوجودة ب

.1تلك القصور كالبيوت كغبىا

:إقامة الجسور والقناطر- ب

لقد أكىل األندلسيوف اىتماما بالغا بسألة الرم كتوفب ا٤بياه للسكاف، كذلك ألسباب موضوعية

أك األهناربت اإلشارة إليها سابقا، كمن األدلة الواضحة على ذلك ىو إنشاء ا١بسور كالقناطر على

.ترميم كصيانة ما كاف منها قائما ب العهود السابقة

/ ىػ92إف الفابب ا٤بسلمب كانوا باجة إىل ىذه ا٤بشاريع منذ أف فتحوا األندلس سنة

ـ، كذلك لؤلغراض الزراعية كالعسكرية، ب مقدمتها ربط ا٤بدف كالقرل كاألرياؼ بعضها ببعض، ٩با 711

يسهل عبور األشخاص ٫بو حقو٥بم كمزارعهم كإىل ا٤بدف اجملاكرة كتنمية التبادؿ التجارم كاالحتكاؾ

.2 إىل أف ا١بسور كالقناطر تشكل معربا للجيوش كالقطعات العسكريةباإلضافةكا٤بنفعة ،

إف ىذه القناطر كانت تستخدـ كذلك لنقل ا٤بياه من النواعب إىل قنوات تصل إىل ا٤بزارع كا٤بدف

.3ليستعملها الناس

كقد اسبعت قنطرة قرطبة الب تربط بب ا٤بدينة كريفها شقندة انتباه ا٤بؤرخب كا١بغرافيب من

24 (4ا٤بشارقة كاألندلسيب ألٮبيتها كلقدمها، فقد بنيت ب عهد اإلمرباطور الركمال أغسطس قيصر

، ب هتدمت كمل يبق منها إال دعائمها الغارقة ب النهر، كقد جدد ا٤بسلموف بناءىا )ـ. ؽ69ـ إىل .ؽ

12-11، ص 2ا٤بقرم، نفح الطيب، ج - 1 .89الزىرم، كتاب ا١بغرافية، ص - 2 .13ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص - 3 .414سامل، تاريخ ا٤بسلمب كآثارىم ب األندلس، ص - 4

Page 246: الفصل التمهيدي

230

، كايل األندلس من قبل ا٣بليفة األموم 1ـ كذلك ب عهد السمح بن مالك ا٣بوالل719/ ىػ111سنة

يشب إىل أف بناءىا ب ب عهد عبد الربن الغافقي " نفح الطيب"عمر بن عبد العزيز، إال أف ا٤بقرم ب

كايل األندلس ا١بديد بعد مقتل ا٣بوالل، ككاف من التابعب، رجبل صا٢با، كقائدا عسكريا بارعا، كربا

ـ لسيل 777/ ىػ161، غب أف ىذه القنطرة تعرضت سنة 2تعب إشارة ا٤بقرم ىي بديد البناء كزيادتو

، ب أعيد إنشاؤىا ب عهد ىشاـ بن عبد الربن الذم توىل 3عظيم أدل إىل ىدـ بعض أركاهنا كزلز٥با

لسيل جارؼ ذىب بربض ا٤بدينة كىدـ دكرىا، كذلك أخرلىذا العمل بنفسو، كلكنها تعرضت مرة

. ىػ193ب عهد ا٢بكم بن ىشاـ سنة

كمن خبلؿ دراستنا للمصادر التارٱبية نبلحظ أف ىذه القنطرة كانت تتعرض باستمرار ألخطار

ـ، ك٩با يذكر أف 1010/ ىػ401السيوؿ الطوفانية كتلحق هبا أضرارا بالغة، كلعل أشدىا كاف سنة

.4الناس تعرضوا ب تلك السنة لكارثة أضرت با٤باؿ كاألنفس

كيسهب كل من أيب الوردم كاإلدريسي ب كصف قنطرة قرطبة، الب كانت مقامة على سبع

، أما سعة صدرىا أخرلعشرة قوسا، كل قوس منها بسوف شربا، كبب القوس كاآلخر بسوف شربا

.5فبلغت ثبلثب شربا، ككانت ٥با ستائر من كل ناحية تسب القامة

، 16، ص 2، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 85، البكرم، جغرافية األندلس، ص 199، ص 1ا٤بسعودم، مركج الذىب، ج - 1

. 32، ابن الوردم، فريدة العجائب، ص 13ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص .480، ص 1ا٤بقرم، نفح الطيب، اجمللد - 2 .481، ا٤بقرم، ا٤بصدر السابق، ص 83، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج - 3 .414، سامل، تاريخ ا٤بسلمب كآثارىم ب األندلس، ص 288، ص 2ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج - 4 .579، ص 2، اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ، ج 23ابن الوردم، فريدة العجائب، ص -5

Page 247: الفصل التمهيدي

231

كيذكر اإلدريسي الفوائد العظيمة ٥بذه القنطرة ب إدارة أرصاء ٤بنفعة البلد، قدر عددىا بثبلث،

.1كب كل كاحد منها أربع مطاحن

كيسرد ا٤بؤرخ عبد العزيز سامل ا٤براحل التارٱبية الب مرت على ىذه القنطرة، فيذكر أنو جرل

ـ، حيث أقيم ٥با قوساف 1602/ ىػ1010بديدىا بعد هتجب العرب ا٤بسلمب من األندلس سنة

ـ، ككسيت بطبقة جديدة من اال٠بنت ٩با أدل 1781/ ىػ1096جديداف ، ب جددت دعائمها سنة

إىل تغطية معا٤بها التارٱبية كاألثرية، كيبلغ عدد أقواسها حاليا ست عشرة قوسا، بملها سبع عشرة

.2دعامة

ـ إىل ا٣براب نتيجة سيل ىائل أتى عليها كأ٢بق 849/ ىػ235كتعرضت قنطرة رستجة سنة

الضرر بست عشرة قرية من قرل اشبيلية، كحطم حنيتب من حنايا القنطرة كما يشب إىل ذلك ابن

.3عذارم

لقد بادرت السلطة األندلسية بقيادة ا٤بنصور ٧بمد بن أيب عامر، إىل إعادة بناء ىذه القنطرة،

. ألضرار بليغة بيث مل تعد صا٢بةاألخرلككذلك قنطرة بلنسية ا٣بشبية، الب تعرضت ىي

يذكر أهنا أنشأت ب " البياف ا٤بغرب"اختلف ا٤بؤرخوف حوؿ قنطرة اشبيلية، فابن عذارم ب

ىػ ب 597، ب حب ذكر ابن صاحب الصبلة أهنا أقيمت سنة 4ملك اشبيلية–عهد ا٤بعتمد بن عباد

.5عهد أمب ا٤بؤمنب أيب يعقوب يوسف بن عبد الرباف ا٤بوحدم الذم أنشأ جسرا أيضا

.اإلدريسي، ا٤بصدر السابق، نفس الصفحة- 1 .122سامل، تاريخ ا٤بسلمب كآثارىم ب األندلس، ا٤برجع السابق ، ص - 2 .85، ص 2ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج - 3 .144، ص 4ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج - 4 .496ابن صاحب الصبلة، تاريخ ا٤بن باإلمامة، ص - 5

Page 248: الفصل التمهيدي

232

، ٩با يدؿ على أٮبيتها 1كأقيمت على كادم لكة، قنطرة قادس، ككانت تتألف من ثبلثب قوسا

إىل استخدامها باإلضافةالبالغة ب األشغاؿ الفبلحية، إذ ساٮبت ب التوسع بزراعة الكرـك كالبساتب،

.2كجسر تعرب فوقو قناة تنقل ا٤بياه الصا٢بة للشرب

قنطرة السيف الب تقع على هنر " األرضصورة "كيتناكؿ ابن حوقل النصييب صاحب كتاب

، كبب أٮبيتها ككيفية بنائها ب عهد الركماف من ا٢بجر الغرانيب الصلب، كىي 3التاجو عند مدينة لشبونة

، ككاف ارتفاعو سبعب ذراعا 5، بينما ذكر ابن الوردم أف ٥با قوسا كاحدا فقط4تتألف من ستة أقواس

.6كعرضو سبعة كثبلثب ذراعا

إىل ا٤بصادر الب استقوا منها األكىلا١بدير بالذكر أف االختبلؼ بب ا٤بؤرخب يعود بالدرجة

معلوماهتم حوؿ األحداث أك ا٤بعامل التارٱبية، كعليو ٯبب اإلشارة إىل أف ابن حوقل كاف يسجل

مشاىداتو الشخصية العيانية، ألنو زار ا٤بنطقة، كقد يكوف ابن الوردم شاىد أك نقل عمن شاىد القنطرة

.ب كقت متأخر عن زماف ابن حوقل

كيذكر ا٤بؤرخوف اللذين سبق ذكرىم أف ىذه القنطرة تعرضت للتخريب كا٥بدـ مرات عديدة

.انتقاما من أىلها، ب تقـو السلطات ا١بديدة بإعادة بناءىا كترميمها

.89الزىرم، كتاب ا١بغرافية، ص - 1 .309، ص 1ابن سعيد، ا٤بغرب ب حلى ا٤بغرب، ج - 2 .546، ص 2، اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ، ج 85البكرم، جغرافية األندلس، ص - 3 .115ابن حوقل، صورة األرض، ص - 4 .26ابن الوردم، فريدة العجائب، ص - 5 .88ىنتس ا٤بكاييل كاألكزاف اإلسبلمية، ص : سم، أنظر54.4كاف قياس أىل األندلس كا٤بغرب بالذراع الرشاشية، كىي تساكم - 6

Page 249: الفصل التمهيدي

233

-852/ ىػ273- 238((يشب ابن عذارم كالبكرم أف األمب ٧بمد بن عبد الربن األكسط

.1ـ هبدمها انتقاما من أىلها858/ ىػ244أمر سنة )ـ886

كانت تتصل بناعورة طو٥با )قنطرة السيف(كيعود األمر األمبم با٥بدـ ألف ىذه القنطرة

تسعوف ذراعا، ككاف ا٤باء ٲبر من فوؽ ىذه القنطرة ليصل إىل ا٤بدينة الب تستعملو لغايات الرم

.2كالشرب

.كىذا العمل ب غاية ا٢بقد كشدة القسوة، حيث بـر السكاف من مصدر ا٢بياة

/ ىػ331كبقيت قنطرة السيف خربة حب أمر ا٣بليفة األموم عبد الربن الناصر لدين اهلل سنة

، إال أهنا دمرت ٦بددا إثر سقوط مدينة طليطلة ب أيدم !! سنة87ـ بإعادة بنائها، أم بعد 945

.3القشتاليب

إف ا٤بسلمب ب األندلس اىتموا بالقناطر كا١بسور فر٩بوىا أك أعادكا بناءىا أك بنو قناطر

إىل باإلضافةجديدة، كذلك باشيا كبسبا ألخطار الفيضانات كتنظيم كركد ا٤باء كتزكيد ا٤بدف بو،

.ا٢بقوؿ كالبساتب كا٢بدائق

:آالت وأدوات الري- ج

لقد اجتهد األندلسيوف ب اصطناع كسائل كتقنيات متنوعة إليصاؿ ا٤بياه إىل حقو٥بم كبساتينهم

كإىل دكرىم كقصورىم كحدائقهم، مستعملب أدكات كآالت ٨بتلفة، منها األكعية كالقصاع الب كانوا

، أك يأخذكنو من اآلبار بواسطة آلة تسمى 4يأخذكف هبا ا٤بياه من العيوف كاألهنار بصورة مباشرة

.85، البكرم، جغرافية األندلس، ص 144، ص 2ابن عذارل، البياف، ج - 1 .130، ا٢بمبم، ا٤بصدر السابق، ص 26، ابن الوردم، ا٤بصدر السابق، ص 379ابن حبيب، بدء ا٣بلق، ص - 2 .415سامل، تاريخ ا٤بسلمب ك آثارىم ب األندلس ، ص - 3 .25، النابلسي، ا٤ببلحة ب علم الفبلحة، ص 40ابن بصاؿ، الفبلحة، ص - 4 . لرؤية صورهتا 318راجع ص _ 5

Page 250: الفصل التمهيدي

234

كىذه اآللة استخدمها الفراعنة منذ زمن بعيد، . ، كقد أشرنا إليها إشارة سريعة فيما مر بنا5الشادكؼ

من عمود طويل متوازف، يعلق ب أحد طرفيو الدلو، كيوضع ب الطرؼ أساسيكىي تتكوف بشكل

.1اآلخر ثقل مكافئ لو ب الوزف من ا٢بجارة، حب إذا أنزؿ الدلو ب ا٤باء كامتؤل صعد بقوة

إف ا٤بصادر األندلسية تشب بكثرة إىل استخداـ السواقي ب الرم، كىي آلة عرفت منذ العصور

القدٲبة كشاع استعما٥با ب العديد من بقاع العامل القدل، ذكر ابن العواـ االشبيلي أف الرم يقسم إىل

، أما القسم الثال فيتم باآلالت كالنواعب األكؿمن العيوف كاألهنار بالسواقي كىذا ىو القسم : قسمب

.2كالسواقي كالدالء الب تدكر هبا اإلبل كا٢بمب كالبغاؿ، كال ٱبلو الرم هبذه األدكات من مشقة كتعب

لقد استخدـ األندلسيوف لرفع ا٤بياه من اآلبار كاألهنار السوال، كقد مر بنا ذكره، كالسانية

، كىي تتألف من بكرة دائرية تتصل ببل طويل بمل ٦بموعة من 3مصطلح أندلسي يعب الدكالب

.4الدالء أك القواديس تنزؿ ب أسفل البئر، كبعد أف بؤل با٤باء ترفع إىل أعلى باستخداـ ا٢بيوانات

كمن اآلالت أك األدكات الساقية أك الناعورة، كىي تتألف من حبل طويل كبسة أعمدة

خشبية، كزكج من العجبلت ا٤بسننة، كدالء متصلة بسارية أك عمود طويل كيدير الناعورة زكج من

الثباف، أك بر بواسطة ا١بماؿ أك البغاؿ الب تسب على مسار دائرم، كيصل عمود بب ا٢بيواف كبب

دكالب مسنن أفقي مرتبط بدكالب مسنن عمودم كبعد تعبئة الدالء با٤باء تفرغ ب قناة رم أك ب

، كقد انتقل ىذا اللفظ إىل )القادكس(، كيسمى الوعاء الذم يرتبط بدكالب السافية إلخراج ا٤باء 5خزاف

).Arcaduz(اإلسبانية على الصورة التالية

.488أنطوف باز، رفع ا٤بياه، ص - 1 .90- 85، العذرم، نصوص عن األندلس، ص 2ابن العواـ، الفبلحة، صض - 2 .152، ص 2الزجايل، أمثاؿ العواـ ب األندلس، ؽ - 3 .146، ابن العواـ، الفبلحة، ص 217، ص 1ا٤بصدر نفسو، ج - 4 .48، مكي، مدريد العربية، ص 367دكنالد، عبقرية ا٢بضارة العربية، ص - 5

Page 251: الفصل التمهيدي

235

، )بتسكب الطاء ا٤بهملة(، كىي لفظة مشتقة من ا٣بطر )ا٣بطارة( كذلك إىل اإلشارةكالبد من

، كىي نوع من أنواع الدكاليب الب استعملها األندلسيوف ب أعماؿ الرم من 1بعب اىتزاز ا٤باء كتذبذبو

.األكدية كاألهنار، ككانت ا٣بطارات كثبة على هنر الوادم الكبب ككادم اشبيلية

لقد اشتهرت مدف األندلس، كخاصة تلك الب تقع قرب األهنار، بسواقيها، فمدينة شذكنة،

على سبيل ا٤بثاؿ، كانت كثبة ا٤بياه كاألهنار كالسواقي كاالرصاء البلزمة لسقاية ا٢بدائق كا٤بنتزىات

، كعرفت مدف بلنسية كمرسية كجزيرة ميورقة انتشارا كاسعا ٥بذه السواقي، ككانت سببا ب انتشار 2كا٤بزارع

.3كانتعاش البساتب كا٤بزارع كا٢بقوؿ كا١بنات الفسيحة

أدرؾ حكاـ األندلس أٮبية ا٤بشاريع اإلركائية كأثرىا البالغ ب تشجيع ا٢بركة العمرانية كزيادة

النشاط الزراعي، فأكلوىا اىتمامهم الكبب، كتذكر ا٤بصادر األندلسية أف ا٤بنصور عبد العزيز بن أيب عامر

اعتب بأمر الساقية ب مدينة ا٤برية كجلب إليها ا٤بياه من مكاف يدعى النبطية، )ـ1060/ ىػ452ت(

.4ـ1037/ ىػ429كذلك ب يـو ا١بمعة من عاـ

أما ا٤بعتصم بن صمادح، فإنو أجرل ا٤باء من الساقية إىل ا١بامع ب شهر رمضاف من عاـ

بستاف (كقد ساىم توفر ا٤بياه ب مدينة ا٤برية إىل التوسع ب إنشاء البساتب مثل . ـ1065/ ىػ458

الذم جعل ب كسطو ببة عظيمة عليها ٦بالس مفتحة معركشة بالرخاـ متصلة ببساتب )الصمادحية

.5كثبة كمنتزىات بيلة

.540، اإلدريسي، نزىة ا٤بشتاؽ، ص 53مكي ٧بمود علي ، مدريد العربية ، ا٤برجع السابق ، ص - 1 .34ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص - 2 .245، ص 2ابن سعيد، ا٤بغرب ب حلى ا٤بغرب، ج- 3 .83العذرم، نصوص عن األندلس، ص - 4 .85العذرم ، نصوص عن األندلس ، ص - 5

Page 252: الفصل التمهيدي

236

كأقاـ تاشفب بن علي، زعيم ا٤برابطب، عددا من النواعب على هنر قرطبة كذلك ب عاـ

ـ، ككاف ا٤برابطوف يغرسوف األشجار ب مناطق ا٤بياه لتخفيف تبخرىا، ٩با يدؿ على 1127/ ىػ531

.1ازدياد النشاط الفبلحي ب ىذا العهد

اشتهرت ٦بموعة من النواعب، حيث تذكرىا معظم ا٤بصادر األندلسية، إذ كاف ٥با أثر كاضح

كملموس ب ازدىار الزراعة، مثل ناعورة طليطلة الب أنشأت على هنر التاجو، كناعورة استجو على هنر

شنيل كناعورة قرطبة كنواعب بلنسية كغبىا من نواعب تزامن انتشارىا مع التوسع ب النشاط الزراعي الذم

.2يعتمد بصورة أساسية على مياه األهنار

ك٩با يقـو دليبل على اىتماـ األندلسيب هبذه النواعب، كعلى تقديرىم ٤با تقدمو من خدمات

جليلة ب ٦باالت الرم كالسقي، كعلى إعجاهبم بعملها بشكل عاـ، إطبلقهم اسم الناعورة على بعض

- 913/ ىػ350- 300(قصورىم كمتنزىاهتم، فقد أطلق ا٣بليفة األموم عبد الربن الناصر لدين اهلل

.3اسم الناعورة على قصره ب قرطبة، كما ٠بى بعض منتزىاتو هبذا االسم )ـ961

مثلما ساٮبت النواعب بشكل كبب ب ازدىار الفبلحة كانتشار ا٢بقوؿ كالبساتب كا٢بدائق، ب

معظم نواحي األندلس، كانت عامل إ٥باـ للشعراء حيث تغنوا بما٥با، كبرير ا٤باء الذم بدثو، فقاؿ

:٧4بمد بن حسب الطارم

ستهاـ الواؽ ي ٢بنينها حن الفيؤاد التائق كىبىكى الكىئيبي ا٤ب

أنت أنب ميغرب عن أىلفو كىديموعها مثلي ا١بيماف سىوابق

، النشاط االقتصادم، ص ل، عز الدين موس438- 437، ص 1، ابن ا٣بطيب، اإلحاطة، ج 228ابن قطاف، نظم ا١بماف، ص - 1

180. .242، ص 3، ؽ1، ابن بساـ، الذخبة، ـ85، العذرم، ا٤بصدر السابق، ص 37ابن حياف، ا٤بقتبس، ص - 2 .201، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج- 3 . ىػ394ىو ٧بمد بن ا٢بسب الطيبب الطارم، توب سنة - 4

Page 253: الفصل التمهيدي

237

يل دموعها زىره تبسم نوريه كشىقىائػق تىبكي كيىضحكي بت سى

:ب مدينة الزاىرة ب الناعورتب 1كقاؿ الشاعر ابن ىيذيل

كأنتى ابتدعتى الناعورتب بدائعى أىعيىت فما توصىفي

ٮبا ضرتاف كمثل يديكى إذا جادتا كا٢بيا ميغدؼي

كأهنما طلعتا ميزنتب تكدٮبا مشأؿي حىرجىفي

كأهنما ىيبةي ب العيوف منك فتيغضي كال تيطرؼي

كال تزاؿ بقايا ىذه النواعب منتشرة ب ٨بتلف ا٤بدف األندلسية شاىدة على ما كصل إليو

.ا٤بسلموف ب األندلس من تقدـ حضارم كازدىار علمي

كمن بب الدراسات ذات األٮبية التارٱبية الب تناكلت أنظمة الرم ب األندلس ٪بد عديد

:الدراسات الب أ٪بزىا باحثوف كثر نذكر منهم

André Bazzana et Pierre Guichard : « Irrigation et sociéte dans

l’Espagne orientale au Moyen Age », dans : J. Metral et Paul San la

ville, eds, l’homme et l’eau en méditerranée et au Paule-orient,

Travaux de la maison de l’Orient, n° 2, etc, 4 vols (Lyon : maison

de l’Orient : Presse Universitaires de Lyon, 1981- 1987), P. 138.

Andrew M. Watson : Agricultural Innovation in the Early Islamic

World. (Cambridge. Uk: Cambridge University Press, 1983.

Jacqueline Pierenne : la maitrise de l’eau en Arab du Sud artique,

mémoire de l’académie des inscriptions et belles- lettres, nauv- sér.

T. 2 (Paris. Impr. Nationale, 1977). Pp. 21- 34.

، ص 2ىػ، ابن الفرضي، تاريخ علماء األندلس، ؽ 327ىو ٧بمد بن فيصل بن ىذيل، من أىل قرطبة استشهد ب غزكة ا٣بندؽ سنة - 1

47.

Page 254: الفصل التمهيدي

238

Karl. W. Butzer : « irrigation Agro ecosystems in Eastern Spain:

Roman or Islamic origins?”. Annals of the association of American

geographers. Vol. 75, (1985). P. 482.

Maryelle Bertrand : « L’irrigation du territoire de Guadix, Les

grandes acequias de Sierra Nevada : l’Acequia de la Sierra », in

« La maitrise de l’eau en al-Andalus, Paysages, pratiques et

techniques », sous la direction de patrice Cressier ; Collection de la

Casa de Velazquez, volume 93 ; Madrid 2006.

Miquel Barcelo’: “El Diseno de Espacios irrigados en al-Andalus

un enunciado de principios generales ». paper presented at : El

Agua en Zonas aridas : Arqueologia e historia : Actas del I

coloquio de Historia y Medio Fisico Almeria, 14- 15- 16 de

decembre de 1989. Vol, 1. pp. Xii-1.

Miquel Barcelo’: “la questio de l’hidraulisme andalusi” in: Miquel

Barcelo’, Maria Antonia carboner and Roman Marti, les Aigues

cercades (Els qanat(s) de Lilla de Mallorca) (Palma de Mallorca :

institut d’estudis Balearies, 1986), pp.9.36.

Maria Antonia Carbonero Gamundi : « terrasses per al cultin irrigat

i distribucio Social de l’aigua a Banyalbufar (Mallorca) »

Documents d’Analisi geografica (Bercelona). Vol. 4. (1983), pp.

32- 68.

Patrice Cressier : Archéologie des structures hydrauliques en Al

Andalus" Paper presented at : Ibid, pp, 4, xcvii et Ixxiii.

Roman Marti : « Oriente y Occident en Las tradiciones hidraulicas

medievales » paper presented at : El Agua en Zonas aridas :

Arqueologia e historia : Actas del I coloquio de Histori a y medio

Fisico,Almeria, 14-15-16 de deciember de 1989, vol.1.P 434.

Page 255: الفصل التمهيدي

239

Thomas F. Glick: “historia del regadio y las tecnicas hidraulicas en

la Espana medieval y moderna: Bibliografia comentada” Chronica

Nova (Granada) (in Press).

Page 256: الفصل التمهيدي

240

: امفطل امرابع

اجلباايت و اهعاكساهتا عىل امنشاط امزراعي يف

ال هدمس

اجلباايت : املبحث ال ول

اهعاكساهتا عىل امنشاط امزراعي : املبحث امثاين

Page 257: الفصل التمهيدي

241

بفعل الفتوحات ب الغالب األعم، كب بعضها انتشر اإلسبلميلقد توسعت رقعة العامل

بواسطة الدعاة كالتجار كأكلياء اهلل الصا٢بب، كما ىو ا٢باؿ ب معظم البلداف اإلفريقية جنوب اإلسبلـ

.الصحراء مثل سنغام ككانو كببكتو كبلداف كأندكنيسيا كغبىا

الب فتحها ا٤بسلموف بب أراضي فتحت عنوة كأخرل صيلحنا، كبناء على ىذا األراضيكتنوعت

من نصارل كيهود ك٦بوس كصابئة كغبىم من أصحاب األصليب كالسكاف األرضجرل التعامل مع

.ا٤بعتقدات ا٤بختلفة

كاف الفابوف ا٤بسلموف ٱببكف السكاف بب الدخوؿ ب دين اإلسبلـ كشهادة أف ال إلو إال اهلل

، كبذلك بفظوف حقوقهم كدماؤىم كأمبلكهم، كيكوف عليهم ما على )ص(كأف ٧بمدا رسوؿ اهلل

ا٤بسلمب من حقوؽ ككاجبات، أك يظلوا على دياناهتم على أف يدفعوا مقابل ذلك مقدار من ا٤باؿ كل

. كرجاؿ الدين كا٤برضى ا٤بزمنبكاألطفاؿكيستثب من ذلك النساء " ا١بزية"عاـ، ب بديده بدقة يدعى

ب النشاط الفبلحي، حيث بث ا٤بزارع بديدا إٯبايبتساىم ىذه ا١ببايات ا٤بتنوعة بشكل

على بذؿ ا٤بزيد من ا١بهد كالعناية بقلو ٤بضاعفة ا٤بنتوج من أجل سداد ما بذمتو للدكلة من خراج أك

ٲبكن أف تؤثر أخرل إىل بقيق الفائدة كا٤بنفعة من عملو، من جهة باإلضافةجزية أك عشور أك زكاة،

سلبا ب النشاط الفبلحي حيث يهجر عملو ب الزراعة كيتجو إىل مزاكلة عمل آخر إذا ما زادت

.كاألخبلقيا١ببايات عن حدىا الشرعي، نتيجة تعسف كطمع عماؿ ا٣براج أك انعداـ الوازع الديب

، فكاف عليهم أف يدفعوا خراج أراضيهم كزكاة أيضاىذه ا١ببايات ا٤بتنوعة مشلت ا٤بسلمب

. إىل العشورباإلضافةمنتوجاهتم كأنعامهم،

Page 258: الفصل التمهيدي

242

تصب ب بيت ماؿ ا٤بسلمب، كتصرؼ ب شؤكف الببلد ا٤بختلفة كتجهيز األمواؿكل ىذه

ا١بيوش كدفع أرزاؽ ا١بند، كتعبيد الطرقات كحفر اآلبار كبناء ا٤بارستانات، كإغاثة احملتاجب ب سنوات

.ا٢بوائج كا١بفاؼ كالقحط أك الفيضانات كالزالزؿ كانتشار اجملاعة كاألمراض

الجبايات: األولالمبحث

:الخراج .1

اتفق فقهاء ا٤بسلمب كافة على أف ا٣براج ىو مقدار من ا٤باؿ معب أك من ا٢باصبلت الزراعية

. مقابل استغبل٥بااألرضتدفع عن

:كللخراج معنياف

1 الب تتوىل الدكلة جبايتها كصرفها ب كجوىهااألمواؿ: ا٤بعب العاـ.

ا٣براجية األرضعلى )ا٣بليفة أك األمب(الضريبة الب يفرضها إماـ ا٤بسلمب : ا٤بعب ا٣باص

قسماف صلح كعنوة، كاألرض الب يفرض عليها ا٣براج أرضا خراجية، األرضالنامية، كتسمى

كل ارض فتحها ا٤بسلموف صلحنا، كصا٢بوا أىلها عليها لتكوف ٥بم كيؤدكف خراجا : الصلح

كىذا ا٣براج ب حكم ا١بزية، فمب أسلم أىل . 2 ملك ألرباهبااألرضمعلوما كل سنة، فهذه

. سقط ا٣براج عنهم، ك٥بم بيعها كرىنها كىبتها ألهنا ملك ٥بماألرض

األرضكمل تقسم بب الفابب، فهذه )أم عن طريق ا٢برب(ما فتحو ا٤بسلموف عنوة : العنوة

تصب للمسلمب، يضرب اإلماـ عليها خراجا معلوما يؤخذ كل عاـ، كتقر ب أيدم أرباهبا ما داموا

كال يسقط خراجها بإسبلـ أرباهبا أك بانتقا٥با إىل . يؤدكف خراجها، سواء كانوا مسلمب أك من أىل الذمة

1 .92، ص 1988بن سبلـ، أبو عبيدة القاسم، كتاب األمواؿ، بقيق خليل ٧بمد ىراس، ببكت، -

2 .239، ص 1983ا٤باكردم، األحكاـ السلطانية كالواليات الدينية، ا١بزائر، -

Page 259: الفصل التمهيدي

243

مسلم، كإذا أسلم أىلها أك انتقلت إىل مسلم ٯبتمع مع ا٣براج عشر ما برج زكاة عليها، كال ٲبنع

.1أحدٮبا كجوب اآلخر

سواء )أم مثمرة(أبع الفقهاء على أف ا٣براج كاجب على كل من بيده أرض خراجية نامية

النامية، األرضأكاف مسلما أك كافرا، صغبا أك كببا، عاقبل أك ٦بنونا، رجبل أـ امرأة، ألف ا٣براج منونة

.2كىم ب حصوؿ النماء سواء

ال خراج على ا٣بضركات ( من غبلت نظب العيشر األرضكيكوف ىذا ا٣براج جزءا من ما تنتجو

، كإف اختلف ب مقدار العيشر كب أكجو اإلنفاؽ، فالعشر يعترب )كالكرفس كالنعناع كا٣بيار كالقرع كغبىا

نصف األرضكىو أف يؤخذ من أرباب (من قبيل الزكاة كيصرؼ مصارؼ الزكاة، أما خراج ا٤بقا٠بة

لو الذم ال ٯبوز أف يتعداه ىو نصف األعلىفيتجاكز العيشر، كيعترب ا٢بد )احملصوؿ أك ثلثو أك ربعو

العيشر3.

إف ا٤بصادر ا٤بتوفرة بت أيدينا ال تعطينا معلومات دقيقة ك٧بددة عن قيمة ا٣براج خبلؿ ىذه

ا٤برحلة التارٱبية، كاإلشارات الب كردت فيها قليلة ال تسمح للباحث أف يكوف فكرة متكاملة عن

ا٤بوضوع، ألهنا كردت ب سياؽ ركايات تارٱبية، فقد أكرد ابن اآلبار ب ا٢بلة السباء كابن عذارم ب

بيانو، أف أبا ا٣بطار ا٢بساـ بن ضرار الكليب أنزؿ العرب الشاميب ب كور األندلس على ثلث خراج أىل

.4الذمة، بعد أف ضاؽ هبم البلديوف

1 .147، ص 1976حسن إبراىيم حسن، علي إبراىيم حسن، النظم اإلسبلمية، القاىرة، -

2 .359، ص 1993صبحي الصاب، النظم اإلسبلمية، القاىرة، -

3 .238ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ا١بزء الثالث، ص -

4، ابن القوطية، تاريخ افتتاح األندلس، 48-47، ص 2، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 61، ص 1ابن األبار، ا٢بلة السباء، ج -

.42ص

Page 260: الفصل التمهيدي

244

لقد انعكس الصراع القبلي بب اليمنيب كالشاميب ب األندلس ككذلك االضطرابات االثنية بب

العرب كالرببر، ك يقصد هبا ا٤بناكشات ك اإلحتكاكات ك الصداـ ب بعض األحياف على حجم كاردات

ا٣براج إىل بيت ا٤باؿ، حيث تقلص بشكل كبب، كعلى الرغم من ٧بدكديتو فقد كاف يصرؼ جزء منو

كأعطيات كأرزاؽ للجند، لكي بافظ السلطة على كالئهم، كجزء آخر على متطلبات الدفاع الدكلة

ك٩با ساىم ب ا٬بفاض كاردات ا٣براج امتناع بعض القبائل اليمنية عن دفعو ألسباب . 1كنفقات ا١بهاد

كىنا البد من التنويو إىل أف ىذا دليل على . 2سياسية، فقد عز عليها دفع ا٣براج ألىل الشاـ الغالبب

تدل الوعي السياسي، حيث ينظر إىل السلطة على أهنا سلطة شامية كليست سلطة شاملة لكل مواطب

األندلس من عرب شاميب كٲبنيب كأمازيغ كغبىم من األجناس، كغاب عنهم، أهنم بامتناعهم عن أداء

كإذا ما أضفنا إىل ذلك سنوات ا١بفاؼ الب عرفتها . ا٣براج يضعفوف الدكلة أماـ أعدائها ا٤بببصب هبا

األندلس ب ىذه ا٤برحلة، كىي سنوات كثبة، حيث مل تعرؼ األندلس ب عهد يوسف بن عبد الربن

الفهرم ككاليو على سرقسطة ب طليطلة الصميل بن حاب األمن كاالستقرار كالرخاء، حيث كاف الصراع

ق كاهنـز 138ب القمة بب عبد الربن الداخل كخصومو، حيث التقى ا١بمعاف ب موقعة ا٤بصادرة عاـ

ق سجن عبد 141الفهرم كالصميل، ب تصا٢با على أف ٯباكركه ب قرطبة، ك٤با برد عليو الفهرم سنة

. 3ق142الربن الداخل الصميل، كبعد مقتل الفهرم دس عبد الربن من خنق الصميل ب ٧ببسو عاـ

.الشك أف ىذه الصراعات تؤثر سلبا ب كاردات ا٣براج

/ ق 138ب عرفت األندلس بسنا ب األكضاع بشكل عاـ ب عهد اإلمارة بداية منذ سنة

ـ، فقد اجتهد األمراء األمويب ب بسب األكضاع ا٤بالية كتنظيمها كزيادة موارد بيت ا٤باؿ، كقد 755

1 .630مؤنس، حسب، فجر األندلس، ص -

2 .638نفس ا٤برجع، ص -

3 .73، ص 1989مؤلف ٦بهوؿ، أخبار ٦بموعة ب فتح األندلس، ببكت -

Page 261: الفصل التمهيدي

245

حفلت ا٤بصادر التارٱبية بأخبار الشؤكف االقتصادية، حيث كردت معلومات إحصائية ٤بقدار ا٣براج

.1كنفقات ا١بند كأرزاقهم، كأكجو الصرؼ، كنفقات بهيز ا١بيوش كإعدادىا

كيذكر ابن عذارم أف ا٣براج ب سنوات حكم بب أمية بلغ ثبلبائة ألف دينار، ككاف ثلث ىذا

ا٤ببلغ ٱبصص للجند، كالثلث اآلخر ينفق ب أمورىم كنوائبهم كمؤكف أىلهم، كيدخر الباقي كاحتياطي

.٢2بوادث األياـ

بلغت جباية خراج األندلس )ـ820- 796/ ق206-180(كب عهد ا٢بكم بن ىشاـ

ا، من القمح، كستمائة كسبعة )أم عينا(مائة ألف دينار نقدا كستة آالؼ كأربعمائة كسبعة كأربعب مدن

/ ق238-206(كأربعب مدا من الشعب، كقد ارتفعت ىذه ا١بباية ب عهد عبد الربن بن ا٢بكم

.3)مليوف دينار(إذا بلغت ألف ألف دينار )ـ821-852

د ب العامل اإلسبلمي باختبلؼ األمكنة كاألزمنة من حيث السعة باعتباره يكاختلف ب تعريف ا٤ب

كاف )رضا(كيبل، ففي صدر اإلسبلـ على عهد الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو سلم كا٣بلفاء الراشدين

، أما اإلماـ أبو يوسف تلميذ أبو حنيفة 4 صاع على ما يذكر ا٣بوارزمي ب مفاتيح العلـو1/4يساكم

د يساكم )ا٣براج(النعماف بن ثابت فيذكر ب كتابو ي غراـ 812، أم ما يساكم 5 رطل1 1/3أف ا٤ب

. قمح

1، 109، ص 3، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب،، ج 306، ابن غالب، فرحة األنفس، ص 59ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص -

.110-106العذرم، نصوص عن األندلس، ص 2 .146، ص 1، ا٤بقرم، نفح الطيب، ج 31، ص 2البياف ا٤بغرب، ج -

3، ابن حوقل، صورة األرض، 13، ص 1، ج 1964ابن سعيد األندلسي، ا٤بغرب ب حلى ا٤بغرب، بقيق شوقي ضيف، القاىرة، -

.146، ص 1، ا٤بقرم، نفح الطيب، ج 107ص 4، ص - .67ا٣بوارزمي، مفاتيح العلـو

5 .31أبو يوسف، ا٣براج، ص -

Page 262: الفصل التمهيدي

246

د ب قرطبة على عهد عبد الربن الناصر قفيزين كنصف القفيزيكالقفيز ىو . 1ككانت سعة ا٤ب

مكياؿ إسبلمي يستعمل ب الوزف كالكيل ب العصور اإلسبلمية كىو يساكم بانية مكاكيك كيساكم

، كما إف القفيز 2 رطبل بغداديا128 لبا أك 33 كلغم، كيساكم القفيز أيضا 240,48 صاعا أم 12

.يطلق على مساحة من األرض قدرىا مئة كأربعة كأربعوف ذراعا

، ككانت ىذه 3فرض ا٣براج على ا٤بنتجات الزراعية كالقمح كالشعب كا٢برير كالزيت كالعيصفير

، فقد اجتىب األمب ا٢بكم كابنو عبد الربن مائة كتسعة آالؼ كثبلثة دنانب، 4ا١ببايات كببة كمهمة

.5كألفي رطل حرير كألفي رطل عصفر، كألفا كمائب قسط زيت

اختلفت ا٤بصادر األندلسية ب تقدير حجم ا٣براج، حسب ا٤بناطق كحسب الفبة الزمنية ٥بذا

أف ا٣براج ب اشبيلية على عهد األمب ا٢بكم 6فقد ذكر ابن غالب. األمب أك ذاؾ من األمراء األمويب

دينارا، كبلغ ا٣براج ب عهد )2110020(دينار، كب ا١بزيرة ا٣بضراء )35100(بن ىشاـ بلغ

بسة (بسة ألف ألف دينار )ـ961-912/ ق350- 300(ا٣بليفة عبد الربن الناصر لدين اهلل

، ككاف يقسم ىذا ا٤ببلغ إىل ثبلثة أقساـ، قسم يضعو ب بيت ا٤باؿ، كينفق الثال على ا١بند )مبليب

.7كقادهتم كبهيز ا١بيوش كب ا٢بركب، كيهب الثالث للشعراء كا٣بطباء كالقصاد

1 .40-39، ص 1933الكرملي، انستاس، النقود العربية كعلم النميات، القاىرة، -

2د، الدار البيضاء، -

ي .36، ص 1997العزب السبب، أبو العباس، حقيقة الدينار كالدرىم كالصاع كا٤ب

3العيصفير أك الزعفراف، نوع من الزىور من الفصيلة النجمية، كلو استعماالت طبية عديدة لعبلج الشرياف التاجي كا١بلطات القلبية، -

كمعا١بة الكدمات كآالـ ا١بلد كا٤بفاصل، كيعترب الزيت ا٤بستخرج منو ذك فوائد كببة، ٦بمع اللغة العربية ب بهورية مصر العربية، ا٤بعجم .191، ص 2003الكبب، القاىرة

4 .104، البكرم، جغرافية األندلس، ص 126-93العذرم، نصوص عن األندلس، ص -

5 .93العذرم، ا٤بصدر السابق، ص -

6 .136ابن غالب، فرحة األنفس، ص -

7 .232- 231، ص 2، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 59ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص -

Page 263: الفصل التمهيدي

247

كعندما بولت األندلس إىل ٦بموعة من اإلمارات ا٤بتصارعة ب الفبة ا٤بشهورة بعهد ملوؾ

الطوائف كاف ىؤالء األمراء يدفعوف معظم ا١بباية من ا٣براج إىل ا٢بكاـ النصارل كإتاكة سنوية اتقاء

، إال أف ىذه ا٤بصادر تغفل اإلشارة إىل حجم 1لشرىم، كحفاظا على عركشهم، كبقائهم ب السلطة

ا٣براج بشكل عاـ، كىو يعود برأينا إما إىل غياب اإلحصاءات الر٠بية، أك عدـ إيبلء ا٤بوضوع أٮبية

.كببة

من األساليب الب اتبعها ملوؾ الطوائف، إقطاع األقاليم إىل أشخاص مقربب ٯبمعوف منها

ا٣براج، كال يدفعوف لبيت ا٤باؿ إال جزء يسب من ا١بباية، على أف يتصرفوا با٤ببلغ الباقي كما يشاءكف،

كادم آش كي يأكل , أشار الصنهاجي ب تبيانو إىل أف حاكم غرناطة بلقب أعطى أخاه عبد اهلل

.٧2بصولو طعمة كال يعطي منو فوؽ بسة عشر ألف دينار، مع أف نابها يزيد على مائة ألف دينار

.3كمنو أيضا أف ا٤بعتمد بن عباد كاف ٲبلك ثلث اشبيلية

ك نذكر إستطرادا ك إباما للفائدة ك إف كاف خارج إطار زمن البحث أنو عمد ا٤برابطوف إىل ضم

كجب )رغم أهنم مسلمب(أمبلؾ ملوؾ الطوائف باعتبارىم مناكئب ٥بم كلدعوهتم كبالتايل فهم كفار

كا٬بفضت كاردات بيت ا٤باؿ بسبب . 4قتا٥بم، كما اعتربكا أموا٥بم كنسائهم كأطفا٥بم غنيمة كفيئا

التخميس كاإلقطاع كحيازة أراضي بيت ا٤باؿ، ٩با أفقد الدكلة الكثب من أراضيها كعائدات ىذه

. 5األراضي

1 .85، ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص 893، ا٤براكشي، ا٤بعجب، ص 75الصنهاجي، التبياف، ص -

.38الصنهاجي، التبياف، ص - 23 .232، ص 1974بدر أبد، تاريخ األندلس ب القرف الرابع ا٥بجرم، دمشق، -

4 .11، ابن ٠باؾ، ا٢بلل ا٤بوشية، ص 79ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص -

5 .132عز الدين، النشاط االقتصادم ب ا٤بغرب، ص -

Page 264: الفصل التمهيدي

248

حاكؿ علي بن يوسف بن تاشفب جديا أف ٯبد حبل لقضية بوؿ أمبلؾ الدكلة التابعة لبيت

ا٤باؿ كأحد مصادر كارداتو ا٤بهمة إىل ملكيات خاصة تابعة ألفراد يتصرفوف هبا كيفما يشاءكف، كذلك

منذ عهد بب عباد كابن أيب عامر، فاستدعى ٦بموعة من الفقهاء كعلماء الدين اإلسبلمي كب مقدمتهم

أبو الوليد ٧بمد بن أبد بن رشد، جد الفيلسوؼ األندلسي الشهب، ككاف قاضيا للجماعة ب قرطبة

، كالذم أدت فتواه إىل ثورة عارمة ب مدينة قرطبة أدت إىل حرؽ دكر ا٤برابطب )ـ1117/ق511(سنة

كهنب أموا٥بم، ٩با دفع أمبىم علي بن يوسف إىل ٧باصرة ا٤بدينة، فصا٢بو أىلها على أف يغرموا ما

.1هنبوا

لقد كاف من رأم الفقيو ابن رشد أف حل األزمة ا٤بالية ا٢بادة الب تعال منها الدكلة، كبديدا

بيت ا٤باؿ، يكمن ب إعادة االقطاعات كا٤بلكيات ا٣باصة إىل ملكية الدكلة، ملكية عامة يؤخذ خراجها

كيورد ابن سعيد ا٤بغريب بعض األمثلة عن الثراء الفاحش الذم بتع بو . لتدعيم كاردات بيت ا٤باؿ

البعض، فيذكر أف أبو عبد اهلل ٧بمد بن أصبغ قاضي قرطبة كانت لو مساحات شاسعة من األرض

.كب ىذا أكرب دليل على الغب كالثركة عند بعض القضاة. 2برث بثمنمائة زكج ب كل عاـ

كاف قد مر بنا أف ا٣براج يؤخذ إما عينا أك نقدا، كقد ذكر البكرم كابن عذارم كغبىم أف

ا من ا٢بنطة ك 4647األمب ا٢بكم بن ىشاـ قد بلغ ا٣براج ب عهده ا من الشعب7747 ميد . 3 مدن

كما كاف يؤخذ نقدا، آخذين بعب االعتبار نوعية احملصوؿ، حبوب أك بار كمساحة األرض ا٤بزركعة،

كطريقة السقي دٲبنا أك سيحنا، قرهبا كبعدىا عن طرؽ ا٤بواصبلت، فقد استيحصل درٮباف ب العهد

1 .281، ص 2001عيسى بن سهل األسدم األندلسي، نوازؿ الربزيل، دار الكتب العلمية، ببكت، -

2 .163، ص 1ا٤بغرب ب حلي ا٤بغرب، ج -

3 .107، ابن حوقل، صورة األرض، ص &é، ص 2، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 104البكرم، جغرافية األندلس، ص -

Page 265: الفصل التمهيدي

249

األموم على جريب القمح، كدرىم على جريب الشعب، كستة دراىم على جريب قصب السكر، كبسة

.1دراىم على جريب القطن، كبانية دراىم على جريب السمسم، كثبلث دراىم على جريب ا٣بضار

ىذا خب دليل على اتساع ا٤بساحات الزراعية كتنوع احملاصيل الفبلحية ب أقاليم األندلس

.ا٤بختلفة كعلى أٮبيتها االقتصادية لبيت ا٤باؿ

ب فبة االضطرابات السياسية كعدـ االستقرار كا٤بناكشات العسكرية أحيانا كانت القيمة

- 400( كما تنتجو تؤخذ نقدا، كما ىو ا٢باؿ ب فبة حكم علي بن بود ا٢بسب األرضا٣براجية عن

كبسبب . من ناحيةأخرل، حيث صعوبات النقل من منطقة إىل )ـ1018- 1009/ ىػ419

، كاف ٯبب من مد القمح ستة دنانب، كعن ميد الشعب ثبلثة أخرلالظركؼ ا٢بربية الطارئة من ناحية

.دنانب، ٩با يعب أف أسعار ا٢باصبلت الزراعية ب ىذه الفبة مرتفعة إذا ما قورنت بالعهود السابقة عليها

اختلفت األمور ب عهد العامريب، كخاصة بالنسبة لؤلرض كخراجها، فقد نزع ٧بمد بن أيب

حاجب ا٣بليفة الصورم ىشاـ ا٤بؤيد باهلل، كا٢باكم الفعلي للدكلة األموية ب )ىػ393- 327(عامر

غزكة ضد النصارل مل يهـز ب 57األندلس، الذم بلغت ب عهده أكج قوهتا كعنفواهنا، حيث قاـ ب

ا٤بقطوعة للجند، ، كدفع ٥بم ركاتب شهرية، كما أنو أعفى الرعية من االشباؾ ب األراضيأم منها قط،

إف ىذا . 2العمليات ا٢بربية كذلك ليتفرغوا ألعمار أرضهم شريطة أف يعطوه كل عاـ ما يقيم بو األجناد

اإلجراء من ٧بمد بن أيب عامر كاف تفرضو كتستوجبو العمليات العسكرية الب كاف يقـو هبا ا٤بسلموف

الشيء الذم )ـ1002/ ىػ392(ضد اعتداءات النصارل ب الشماؿ، كالب قتل ب إحداىا سنة

.يضمن بوين ا٢بمبلت ا٢بربية با٤بواد الغذائية الب بتاج إليها ا١بيوش كىي بوض ا٤بعارؾ

1 Imamudin, The. 96ىنتس، ا٤بكاييل كاألكزاف اإلسبلمية، ص _ 2ـ1592كاف ا١بيريب كمقياس لؤلرض يساكم -

Economic History Of Spain, P. 393. 2 .405، حسن إبراىيم حسن، قياـ دكلة ا٤برابطب، ص 17، الصنهاجي، التبياف، ص 123الطرطوشي، سراج ا٤بلوؾ، ص -

Page 266: الفصل التمهيدي

250

لقد اىتم ٧بمد بن أيب عامر اىتماما كببا بوارد بيت ا٤باؿ كتنوعها، حيث توسع ب توظيف

الكتاب، ٩بن ٥بم دراية با٢بساب، ك٩بن عرؼ باألمانة من العماؿ، كقد انتهج ملوؾ الطوائف سبة

.1العامريب فيها يتعلق بإقطاع األرض

أف يدفعوا ربع غلتها خراجا على أف تبقى ب أيديهم األرضكاشبط ا٤برابطوف على أصحاب

الستغبل٥با باعتبارىا ملكية خاصة، إال أف ىذه ا٣بطوة قوبلت بالرفض كأدت إىل قياـ اضطرابات

احتجاجية لعل أشهرىا ثورة الوىييب ب غريب األندلس بعد أف ابذ مدينة لبلة مركزا لتحركاتو، كقد أيده

.2 الواسعة للتخلص من دفع ىذه الضريبةاألمبلؾأصحاب

لقد احتاج ا٤برابطوف إىل ا٤بزيد من األمواؿ عندما توسعت عملياهتم ا٢بربية كجيشوا ا١بيوش

. بفعل االحتكاؾ ا٤بتواصل مع النصارل كغبىم من األعداء، فتوجهوا إىل العامة طلبا للمعونة كا٤بساعدة

كقد كتب يوسف بن تاشفب كتابا بذلك بب فيو أف باعة من العلماء أجازكا ىذه ا٤بعونة إقتداء بعمر

بن ا٣بطاب رضي اهلل عنو، كقد كصل ىذا الكتاب إىل ا٤برية فرفض قاضي ا٤بدينة أبو عبد اهلل بن الزاء

كىذا ا٤باؿ . إف اهلل قلدؾ أمر ا٤بسلمب ليبلوؾ فيما أتاؾ ٩با يزلفك لديو أك يدنيك بب يديو"ككتب إليو

الذم يسمى معونة جيب من أمواؿ اليتامى كا٤بساكب بالقهر كالغصب، كأنت ا٤بسؤكؿ عنو، كاجمليب على

النقب كالقطمب، كالكل ب صحيفتك كلعل بعض فقهاء السوء أشاركا عليك هبذا، كأكضحوا لك بأف

عمر أخذ من ا٤بسلمب معونة جهز هبا جيشا، فإف عمر مل يفعل حب توجو إىل القبلة، كحلف أنو ليس

1 .139، عز الدين موس، النشاط االقتصادم ب ا٤بغرب، ص 62ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص -

2 .177-137ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص -

Page 267: الفصل التمهيدي

251

كأف بهيز ذلك ا١بيش مهم، فيلزمك أف تفعل كعمر، فلما كقف على ىذا الكتاب . ب بيت ا٤باؿ درىم

.1 إىل أرباهبااألمواؿقاؿ صدؽ، ىم كاهلل أشاركا علي كما بيت ا٤باؿ بتاج ب رد ثلث

ب ذاهتا خراجا، كجعلها من ا٤بصاب ا٤برسلة، كقد " ا٤بعونة"كاعترب الونشريسي ب معياره أف ىذه

.2األرضعدىا ا٤بغاربة خراجا مضركبا على

لقد ابتدع بعض األمراء كا٣بلفاء ب األندلس أنواع عديدة من ا١ببايات غب الشرعية لسد

احتياجات ا٤بعارؾ كا٢بركب كاألزمات ككانت تفرض ب صور كأشكاؿ ٨بتلفة أشارت إليها ا٤بصادر

:األندلسية، ككاف ٥با تأثب كبب على النشاط الفبلحي منها

كىي تسمية عامة تطلق على جباية كانت تفرض ب أرياؼ األندلس منذ عصر : ا٤بغـر .أ

. 3اإلمارة

قرب طليطلة من " فج البشرل"أك " فج البشر" عبد الربن الثال أىل قرية األمبكقد أعفى

بتلك القرية كما يشب إىل ذلك ابن حياف ب مقتبسو ب " الشفاء"ا٤بغاـر بسبب كجود قرب جاريتو

كإذا ادعى . ، ككاف بعض األمراء كا٣بلفاء يتقربوف إىل الرعية بإسقاط بعض ىذه ا٤بغاـر105الصفحة

بعض األفراد أك األىايل ب القرل أف أراضيهم معفاة من ا٤بغاـر كاف عليهم إثبات ذلك بوثائق مذيلة

.بشهادة الشهود

1، ا٤بقرم، 118، ص 4، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 213، ابن بشكواؿ، الصلة، ص 147، ص 6الذىيب، تاريخ اإلسبلـ، ج -

.357، ص 4نفح الطيب، ج 2 .128- 127، ص 11الونشريسي، ا٤بعيار، ج -

3 .597، ابن العطار، ا٤بصدر السابق، ص 106ابن حياف، ا٤بقتبس، ص -

Page 268: الفصل التمهيدي

252

كىي نوع من ا١بباية ب فرضها إباف اهنيار ا٣ببلفة األموية ب األندلس كتشمل الغنم : القطيع .ب

كاألبقار كالدكاب كالنحل، ككل ما يباع ب األسواؽ، كتؤخذ مقابل السماح ببيع ا٣بمر من

.1جانب ا٤بسلمب ب بعض ا٤بناطق، ككانت تدفع مشاىرة

إىل ذكرنا أعبله من ا١ببايات، كانت ىناؾ ضرائب تتعلق باجملهود ا٢بريب كضريبة باإلضافة

ا٢بشود كالبعوث، ذكر عريب ب تقوٲبو أف الكتب كانت تنفذ ب فرباير من كل عاـ إىل حكاـ األقاليم

٧بمد أىل قرطبة كأقاليمها من ىذه األمبكالكور ٢بشد ا١بنود كا٤بطوعة استعدادا للصوائف، كقد أعفى

الضريبة اإللزامية، كما أسقط ا٢بكم ا٤بستنصر سدس مغـر ا٢بشد عن بيع الرعايا باألندلس لسنة

تؤخذ نقدا ٣بدمة اجملهود العسكرم، كاألكىل" الطبل للعاـ"ك" الناض للحشد"كمنها . 2ـ974/ ىػ364

. 3كالثانية كانت تدفع ب مقابل اإلعفاء من ا٣بدمة العسكرية

ككفقا للتعديبلت الب أدخلها ا٤بنصور بن أيب عامر على ا١بيش ب عهده، ب إعفاء الرعية من

.الغزك ب مقابل دفع ضريبة سنوية كانت تسمى اإلقطاع، استخدمت لئلنفاؽ على ا١بيش كبنيد ا٤برتزقة

، 4ككاف على الفبلحب ب أرياؼ األندلس ضيافة كبوين ا١بنود خبلؿ مركرىم با٤بناطق الريفية

كىو ال شك عبء كبب يثقل كاىل ا٤بزارعب، إذا أخذنا ب ا٢بسباف كثرة ا٢بركب الداخلية كا٣بارجية، ٩با

.ينعكس سلبا على النشاط الفبلحي

الب ٲبر هبا األراضيككاف يدفعها أصحاب " ضريبة النازلة "أيضاكمن الضرائب غب الشرعية أك ا٣بليفة كحاشيتو ب أم كقت لتسديد نفقاهتم، ككانت ب أكؿ أمرىا مؤقتة تدفع ب ظركؼ األمب

.5خاصة، ب أصبحت مع مركر الزمن ثابتة

1‌.176،‌ص‌3ات‌دس،‌رضائ‌ات‌دس،‌ج‌-‌

2 .273- 271ابن حياف، ا٤بقتبس، بقيق مكي، ص -

3 .580، حسب مؤنس، فجر األندلس، ص 127-124العذرم، ا٤بصدر السابق، ص -

4 .359، ص 5ابن حياف، ا٤بقتبس، ج -

5، ج - ، رسائل ابن حـز .173، ص 3ابن حـز

Page 269: الفصل التمهيدي

253

أما عن كيفية بصيل ا٣براج كغبه من ا١ببايات فكانت تتم عن طريق عماؿ كموظفب، يقوموف

لتحديد مقدار ا١بباية، زمن ا٢بصاد - ب ا٢بقوؿ أك البساتب أك ب األىراء كا٤بطامب–بتقدير احملاصيل

كجب احملاصيل ب شهر جواف غالبا، بعد استقطاع نفقات ا٢بصاد، ككاف ٯبرم تعيب ا٢براس على

.1الصوامع كا٤بطامب، كإقامة خياـ ٨بصوصة الستبلـ العشور

يقاـ مزاد علب يشارؾ فيو ا٤بتقبلب بتحصيل ا٣براج لصاب بيت ا٤باؿ، كيرسوا األحيافكب بعض

.على من يدفع العطاء األكرب

األمواؿككاف ىؤالء ا٤بتقبلوف يهدفوف إىل بقيق أقصى ربح، لذا كانوا يشتطوف ب بع

كا٢باصبلت كالثمار من الفبلحب، ٩با يدفعهم إىل ىجرة مزارعهم كأراضيهم، ككاف ذلك من دكاعي

.2كراىة نظاـ القبالة من جانب بعض الفقهاء

إف بعض ىؤالء ا٤بتقبلب كانوا بدكرىم يسندكف بع الضرائب إىل مزارعب من قبلهم، مقابل

مبلغ متفق عليو، ٩با يعب أف االستغبلؿ يكوف مضاعفا على ا٤بزارع أك الفبلح، الشيء الذم أثر بشكل

.3سليب على ا٤بنتوج الزراعي

كتذكر ا٤بصادر التارٱبية تقديرات نقدية " الناض"ككاف يتم بصيل ا٣براج أحيانا نقدا كيدعى

عديدة ١بباية األندلس، كبعض الكور كاألقاليم، كال ٲبكن االطمئناف إليها لؤلسف بسبب التناقض ب

.4أحيانا-كا٤ببالغة األرقاـ

1 Imamuddin : Som. Asp.p 54, valve : Op,Cit.p 295، 106ابن القوطية، تاريخ افتتاح األندلس، ص -

2 .33- 30، ابن عبدكف، ا٤بصدر السابق، ص 261أبو يوسف، ا٣براج، ص -

3 .64-62ابن سهل، كثائق ب شؤكف ا٢بسبة، ص -

4 .541، ص 1ا٤بقرم، نفح الطيب، اجمللد -

Page 270: الفصل التمهيدي

254

كعلى الرغم من ذلك لدينا بعض التقديرات ا١ببائية النقدية الب ٲبكن االطمئناف إليها التفاؽ

أكثر من مصدر حو٥با، كعدـ كجود تفاكت كبب ب تقديراهتا، من ذلك ما ذكره البكرم حوؿ جباية

مائة كعشرين " ناض البيزرة"ك" ناض الطبل"ك" ا٢بشد" أهنا بلغت من األكؿأقاليم قرطبة ب عهد ا٢بكم

.1ألف دينار، كٱبتلف تقدير كل من ابن غالب كا٤بقرم عن تقدير البكرم بدرجة قليلة

عيننا، أم أحيانا إىل أنو إىل جانب ا١بباية النقدية من ا٤بزارعب، كانت تؤخذ اإلشارةالبد من

، كيذكر العذرم كا٤بقرم أف أقاليم قرطبة كانت تدفع ضريبة عينية ب 2"الوظيفة"من احملاصيل كتدعى

ا كىناؾ بعض 7647 ميدا من القمح كمن الشعب 4600 بلغ مقدارىا األكؿعهد ا٢بكم مدن

االختبلؼ اليسب ب ا٤بصادر حوؿ ا٤بقادير ا٤بستحصلة، ىذه ا١ببايات العينية كانت تفرض بلة على

كل إقليم ب تقـو كل قرية ب اإلقليم بدفع ما ٱبصها من الضرائب حيث تقسم على ا٤بساحات الزراعية

.3الب يفلحها ا٤بزارعوف

إف ا١بباية العينية للخراج كانت ب مصلحة الفبلحب كحكاـ األندلس، حيث بتفظ السلطة

بنصيبها من احملاصيل ب ا٤بطامب كاألىراء لتستخرجو كقت ا٢باجة خاصة ب سنوات القحط كا١بفاؼ

كا٢بركب كاجملاعات، كقد تدفع جزءا منو كركاتب عينية للجند، كتقدـ جزء منو كقركض للفبلحب ب

ككاف ا٤بزارعوف يفضلوف دفع ا٣براج عينا، . 4األمواؿصورة بذكر لزرعها، كتبيع الباقي إذا احتاجت إىل

.لعدـ توفر السيولة النقدية الكافية كقت جبايتها

1 .541، ا٤بقرم، نفح الطيب، اجمللد األكؿ، ص 306، ابن غالب، ا٤بصدر السابق، ص 105-104البكرم، ا٤بصدر السابق، ص -

2 .306العذرم، ا٤بصدر السابق، ص -

3 .605- 597ابن عطار، ا٤بصدر السابق، ص -

4 .136ابن دمية، ا٤بطرب ب أشعار أىل ا٤بغرب، بقيق إبراىيم األبيارم، ببكت، ص -

Page 271: الفصل التمهيدي

255

إف بع ا٣براج عينا إىل جانب أخذه نقدا استمر حب أكائل القرف ا٣بامس ا٥بجرم، عندما أمر

أف يؤخذ نقدا ال عينا، كب حساب ا٣براج )ـ1018-1017/ ىػ408-407(ا٣بليفة علي بن بود

ستة دنانب لكل مد من القمح، كثبلثة دنانب ٤بد الشعب، كذلك بفيفا للرعية من مشقة أساسعلى

، صعوبة ا٤بواصبلت األكؿ، كيبدك أف الدافع إىل ىذا اإلجراء كاف ب ا٤بقاـ 1بل احملاصيل لؤلىراء العامة

.بسبب الفب كا٢بركب ككذلك انعداـ األمن

إف ٦باالت صرؼ أمواؿ ا٣براج كانت تتم كفق نظاـ ال مركزم، حيث كاف يتم دفع أرزاؽ

ا٤بوظفب كعماؿ اإلدارة احمللية ب الريف منها، كيتم اإلنفاؽ على تعبيد الطرقات كإقامة القناطر كا١بسور،

كحفر القنوات، كترميم ا٢بصوف، كدفع فديات األسرل لدل النصارل، كما تبقى يرسل إىل بيت ا٤باؿ ب

.2ا٢باضرة

إف ا٤بصادر األندلسية كثبا ما تورد أ٠باء العماؿ كالوالة كالقواد ب الكور كا٤بدف األندلسية

بعد - مثبل–ا٤بختلفة كلكنها ال تذكر إال اليسب من أ٠باء عماؿ األقاليم كا٢بصوف كالقرل، فابن حياف

إىل أصاغر "ـ كتب يقوؿ 929/ 317أف استعرض أ٠باء عماؿ الكور كا٤بدف ا٤بتولب لشؤكهنا ب سنة

الصغرل اإلداريةكيؤكد قولو كجود عماؿ للوحدات . 3"من األعماؿ يطوؿ اقتصاصها، أعرضنا عنها

كاألقاليم كالقرل كا٢بصوف، كيبدك أف تعيينهم كاف يتم عن طريق كالة كعماؿ الكور كا٤بدف، بعد موافقة

.السلطة ا٤بركزية ب ا٢باضرة

ا١بدير بالذكر أف ا٣بليفة الناصر قد اتبع سياسة تغيب كاستبداؿ عماؿ الكور كالنواحي من حب

آلخر كىي سياسة ذكية كحكيمة، إذ كاف ا٥بدؼ منها ا٢بد من تأثب كنفوذ العماؿ كالوالة ألنفسهم ب

1 .97ابن بساـ، ا٤بصدر السابق، القسم األكؿ، اجمللد األكؿ، ص - .7-6ابن حياف، ا٤بقتبس، ت مكي، ص - 2

3 ، ص 5ابن حياف، ا٤بقتبس، ا١بزء -

Page 272: الفصل التمهيدي

256

كالياهتم، كا٢بد من ىيمنتهم، كقد استلزمت ىذه السياسة تعيب مراقبب للعماؿ كالوالة خوفا من

كاستغبلؿ النفوذ، كقد أككل الناصر األمواؿ كبع اإلٮباؿاستغبلؿ ىؤالء حملدكدية كقصر فبة عمالتهم ب

إىل بعض ا٤بوظفب القياـ هبذه ا٤بهمة، فكاف أمناء الكور يراقبوف الوالة كالعماؿ، كيركل ب ذلك أف

كقلده مع القضاء أمانة الكور ... قضاء عدة كور "الناصر قد كىل ٧بمد بن عبد اهلل بن أيب عيسى

ىا كالنظر على عما٥با، فكانوا ال يقدموف كال يؤخركف إال عن أمره، كال يظلم أحد من جانب من جوانب

.1"إال نصره ككاف معو

ككاف يشرؼ على جباية ا٣براج كغبه من ا١ببايات موظف مهم على مستول الكورة يدعى

األخرلكا٤بصركفات )ركاتبهم( حيث أنيطت بو مهمة خصم نفقات ا٤بوظفب، كأرزاؽ ا١بند 2"األمب"

، ككانت بت إمرتو العديد من ا٤بوظفب 3 العامة بقرطبةاإلدارةكإرساؿ ما زاد عن ذلك أم الفائض إىل

.4الذم كاف يشرؼ على الشؤكف ا٤بالية ب األقاليم كالقرل" ا٤بشرؼ"اآلخرين، منهم

كىم عبارة عن –إف عماؿ الصدقات ىم الذين كانوا يتولوف بع ا١ببايات ب األقاليم كالقرل

، كىو الذم يقـو بمع الصدقات كىي الزكوات من "مصدؽ"٦بموعة من ا٤بوظفب، يسمى الواحد منهم

قباض "ك" كعماؿ العشور"كمفردىا ساعي، " السعاة" باسم أيضاالزركع كا٤باشية كغبىا، ككانوا يعرفوف

.5"العشور

1 .60-59النباىي، ا٤برقبة العليا، مصدر سابق، ص -

2أنظر ىؤالء . أمب الطراز، أمب العطب كالنزائل، أمب األىراء: األمب كا١بمع أمناء، ككانوا ىناؾ عدة أمناء تولوا كظائف ٨بتلفة مثل،-

، التهامي الراجي ا٥بامشي، ا٤برجع السابق، ص 153-119-118-92ابن حياف، ا٤بقتبس، ت ا٢بجي، ص : األمناء كاختصاصاهتم . كما يليها28

3 .142ابن األبار، ا٢بلة السباء، ج األكؿ، ص -

4 .13، ٧بمود علي مكي، قراءة جديدة لوثائق مستعريب طليطلة، ص 364حسب مؤنس، فجر اإلسبلـ، ص -

5، احمللى، ، ا١بزء 106ابن القوطية، تاريخ افتتاح األندلس، ص - ، ابن رشد، البياف كالتحصيل، ا١بزء الثال، 268، ص 5، ابن حـز

.455ص

Page 273: الفصل التمهيدي

257

الذين كانوا " ا٣براص" إىل جانب ىؤالء كانت ىناؾ ٦بموعة من أصاغر العماؿ عرفوا باسم

الزركع كالثمار، أم تقديرىا بهيدا لفرض الضرائب عليها، كذلك بداية من شهر جواف، 1يقوموف برص

كحب شهر أكتوبر، ككاف يتم فيو خرص الزيتوف، كمل يكن يتم خرص الزركع كالثمار إال ب إباف قطفها

.2كنضجها

من أصاغر ا٤بوظفب ب الريف، حيث يقـو براسة الغبلت ب أكقات )ا٢بارس(" ا٢بازر"ككاف

أيضاا٢بصاد، حب ال بصد كتباع دكف أداء ا١ببايات ا٤بقررة عليها، كما كانت تقـو طائفة من ا٢براس

حراسة الصوامع كا٤بطامب ٢بب دفع الضرائب أيضا، ككاف يوكل إليهم 3براسة زركع أىل ا٤بدف ب الريف

.4كالعشور على ما بداخلها

كيبدك 5 الريفية ب نواحيهماإلدارةإف عماؿ األقاليم كالقرل كا٢بصوف كانوا يشرفوف على موظفي

صاحب " ا٣باصة باألمراء كا٣بلفاء كأبنائهم، كاف يرأسهم مباشرة كاألراضيكيبدك أف ككبلء الضياع

ب ا٢باضرة، ككاف يتم اختيارىم بدقة، كرقابتهم، فقد اىتم الناصر باختيار ككبلء إلدارة ضياع 6"الضياع

كزادىم على ذلك كتبان سراة مسيطرين على ككبلئهم بصوف ... كجوه الناس كأكيل مركاهتم "أبنائو من

1 .41ا٣برص للنخل كالكرـك خاصة، ا٣بوارزمي، كالتخمب يعب ا٣برص للخضر كالفاكهة، ا٤بصدر السابق، ص -

2، كيبدك أف ا٣براص كانوا على درجة كببة من الظلم كالتعدم ب عصر 159، 119، 103عريب بن سعد، ا٤بصدر السابق، ص -

.6-5ابن عبدكف، الذم شن عليهم بلة شعواء، ابن عبدكف، ا٤بصدر السابق، ص 3 .150ابن عبدكف، نفس ا٤بصدر، ص -

4 -Valve : Op.cit. p 295

5 .285-284، ا١بزء ا٣بامس، ص 176-175مكي، ص . ابن حياف، ا٤بقتبس، ت-

6 -L’evi-Provençal :L’Esp. Mus. p. 161.

Page 274: الفصل التمهيدي

258

.1"عليهم كيتقفوف ما يرتفع عن ٧باصيل كل كاحد منهم، كيكتبوف عنهم فيما بتاجوف إليو من شؤكهنم

ىناؾ طائفة من الوكبلء الذين كانوا يديركف أراضي كضياع كبار ا٤ببلؾ ب الريف كىؤالء كانوا

يعينوف من قبل ىؤالء ا٤ببلؾ، كليس لئلدارة ا٢بكومية سلطة عليهم، إال فيما ٱبص حق بيت ا٤باؿ من

ا١ببايات، ككاف ىؤالء الوكبلء يلتقوف با٤ببلؾ من حب آلخر لتقدل كشف حساب عن ىذه األمبلؾ،

كتقدل بقية اإلرادات كاحملاصيل بعد خصم النفقات، ككانوا رىن إشارة ا٤ببلؾ، يستجيبوف لطلباهتم ب

.كل حب

:الجزية .2

ىي ما فرض من ماؿ على رؤكس أىل الذمة الذين دخلوا ب حوزة ا٤بسلمب : كيعرفها الفقهاء

ك٠بوا هبذا االسم ألهنم يدفعوف 2من أىل الكتاب، كىم الذين استوطنوا ببلد ا٤بسلمب من غب ا٤بسلمب

تقضي اإلسبلـككانت تقاليد . ا١بزية فأمنوا على أركاحهم كأعراضهم كأموا٥بم كأصبحوا ب ذمة ا٤بسلمب

بشهادة ال إلو إال اهلل اإلسبلـبأنو إذا أراد ا٤بسلموف غزك إقليم كجب عليهم أف يطلبوا من أىلو اعتناؽ

كعليو ما على ا٤بسلمب اإلسبلـفمن استجاب منهم طبقت عليهم أحكاـ )ص(كأف ٧بمدا رسوؿ اهلل

﴿من حقوؽ ككاجبات، كمن رفض فرضت عليو ا١بزية لقولو عز كجل ‌ ‌‌ ‌

‌‌ ‌ ‌‌ ‌‌ ‌ ‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌

‌ ‌‌ ‌ ‌‌ ‌ ‌ ﴾3.

1، كما كاف ىؤالء ككبلء إلدارة أراضي األحباس الب بضع للحكومة، ككذا أراضي 15-14ابن حياف ا٤بقتبس، ا١بزء ا٣بامس، ص -

: األيتاـ، ككاف ىؤالء الوكبلء ٱبضعوف لسلطة قاضي ا١بماعة ب قرطبة، كقد حامت حوؿ بعضهم الشبهات كاهتموا ب ذمتهم ا٤بالية، أنظر .73، النباىي، ا٤بصدر السابق، ص 39-38ابن سهل، نوازؿ األحكاـ، ص

2 .65ا٣بربوطلي، علي حسب، اإلسبلـ كأىل الذمة، ص -

3 .29التوبة، اآلية -

Page 275: الفصل التمهيدي

259

كمل يكن يتمتع هبذا االمتياز سول أتباع الديانات ا٤بعبؼ هبا كالنصرانية كاليهودية كاجملوسية

.كالسامرية كالصابئة

كمل يكن مقدار ا١بزية ثابتا أك ٧بددا، فقد اختلف باختبلؼ الزماف كا٤بكاف، كىي تفرض تبعا

.٤بقدرة كل فرد ما مل بدد معاىدات الصلح بب ا٤بسلمب كأىل الذمة ىذا ا٤بقدار

فقد فرض رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم دينارا على كل حامل من أىل اليمن، كحددت

شركط الصلح ب معظم ببلد الشاـ كمصر مقدار ا١بزية، فقد جاء ب معاىدة الصلح الب عقدىا عمرك

بن العاص مع الرـك بعد ٪باحو ب فتح اإلسكندرية، أف ألىل الذمة ب مصر حرية ٩بارسة شعائرىم

.1 كالشيوخ كرجاؿ الدينكاألطفاؿالدينية مقابل دفع دينارين سنويا كأعفى من ا١بزية النساء

كبعد استقرار ا٤بسلمب ب الببلد ا٤بفتوحة عمد عمر بن ا٣بطاب إىل كضع نظاـ ثابت موحد

درٮبا 48للجزية يتبعو العماؿ ب سائر األمصار كليمنع اجتهاد الوالة فجعل ا١بزية على الرجاؿ ا٤بوسرين

درٮبا على متوسط ا٢باؿ 24، كاألراضيكىم أصحاب ا٢برؼ كالصيارفة كالتجار كأصحاب الضياع

درٮبا على الفقب، فهو العامل بيده مثل ا٣بياط كالصباغ كاالسكاب كما 12 كسبا، األقلكىو

.2شاهبهم

فمقدار ا١بزية اختلف باختبلؼ ا٤بكاف كالزماف كمقدار ثراء الفرد كدخلو كالقيمة الشرائية للدينار

.كالدرىم

كتشب ا٤بصادر إىل طريقة بع ا١بزية كموعدىا، حيث كاف يؤخذ منهم كل سنة بالشهور

القمرية، كإف جاءكا بعرض قبل منهم مثل الدكاب كا٤بتاع كغب ذلك، كال يؤخذ ب ا١بزية ميتة كال خنزير

.كال بر

1 .46أبو عبيد، كتاب األمواؿ، ص -

2 .217أبو يوسف، ا٣براج، ص -

Page 276: الفصل التمهيدي

260

من مل يطق ا١بزية خففوا "ككاف يراعى التخفيف عن أىل الذمة، فقد أمر عمر بن ا٣بطاب بأف

.1"عنو، كمن عجز فأعينوه فإنا ال نريدىم لعاـ أك عامب

كثبة يؤخر موعد تأدية ا١بزية حب تنضج احملصوالت الزراعية فيستطيع أىل الذمة أحياناب

.2تأديتها دكف أف يرىقهم ذلك

شكا إليو أف )ىػ101- 99(كقد حدث أف كايل مصر ب زمن ا٣بليفة عمر بن عبد العزيز

ا١بزية ب بيت إيرادات، فتناقصت اإلسبلـنصارل مصر كأىل الذمة فيها يبكوف دينهم كيدخلوف ب

)ص( ما بعث اهلل ٧بمدا !قبح اهلل رأيك"ا٤باؿ، كاستأذنو ب منعهم فكتب إليو ا٣بليفة بتلك العبارة

.إذ كاف ا٥بدؼ من ا١بزية ا٥بداية ال ا١بباية، كا٤بساكاة ال القهر كالتخويف. 3"جابيا كلكن بعثو ىاديا

، فإف أبوا اإلسبلـجرت كتب رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم بدعوة ا٤بلوؾ كغبىم إىل

كبذلك كاف يوصي أمراء جيوشو كسراياه، فقد كتب عليو الصبلة كالسبلـ إىل ا٤بنذر بن . يدفعوف ا١بزية,

فإل أبد اهلل الذم ال إلو إال ىو، أما بعد ذلك، فإف من صلى صبلتنا كاستقبل قبلتنا " ...ساكل

كأكل ذبيحتنا فذلك ا٤بسلم الذم لو ذمة اهلل كذمة الرسوؿ، فمن أحب ذلك من اجملوس فإنو آمن، كمن

.4"أىب فإف ا١بزية عليو

كأنو من أسلم من "من ٧بمد رسوؿ اهلل إىل أىل اليمن برسالة جاء فيها"ككتب إىل أىل اليمن

يهودم أك نصرال فإنو من ا٤بؤمنب، لو ما ٥بم كعليو ما عليهم، كمن كاف على يهوديتو أك نصرانيتو فإنو

.5"ال يفب عنها كعليو ا١بزية

1 .247، ص 3ابن األثب، الكامل ب التاريخ، ج -

2 .149- 143النواكم، عبد ا٣بالق، النظاـ ا٤بايل ب اإلسبلـ، ص -

3 .212، ص 2006ابن ا١بوزم، سبة كمناقب عمر بن عبد العزيز ا٣بليفة الزاىد، ببكت، -

4 .28أبو عبيدة، األمواؿ، ا٤بصدر السابق، ص -

5 .29نفس ا٤بصدر، ص -

Page 277: الفصل التمهيدي

261

كبناء على ما تقدـ يبدك أف ا١بزية لفظ مشتق من ا١بزاء، كىو إما جزاء على الكفر كإما على

كا١بزية "2)عمدة القارئ(فقد ذكر العيب ب كتابو . ، ألهنا جزت عن القتل1باية ا٤بسلمب ألىل الذمة

".اإلسبلـمن ا١بزاء ألهنا ماؿ يؤخذ من أىل الكتاب جزاء اإلسكاف ب دار

يقصد ما يوضع على " ا٣براج"، ك"براج الرؤكس" يعرب عن ا١بزية اإلسبلميةككاف ب العصور

.3" بغب خراج رأسواإلسبلـال يبؾ ب ذمي ب دار " كالثمار، قاؿ أبو حنيفة النعماف بن ثابت األرض

كبدث علي بن أيب طالب أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم أخذ من اجملوس ا١بزية

كيقصد . 4"فأخذ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم ا٣براج"فذكر بدال منها ا٣براج، كذلك ب قولو

.خراج الرؤكس

ب فرؽ ا٤بسلموف بب ا١بزية كا٣براج، ككاف ا٣بليفة عمر بن عبد العزيز أكؿ من فعل ذلك، كقد

اعترب ا١بزية نوع من ا١بباية يدفعو غب ا٤بسلم كتسقط عنو بإسبلمو، كأهنا ضريبة على الرؤكس كليست

ك٩با . كيفهم من ذلك أف ا١بزية تسقط عن الذمي إذا أسلم بينما ا٣براج ال يكوف كذلك. 5على األرضب

ك٩با يؤيد ىذا الفهم قوؿ عمر بن ا٣بطاب لدىقاف من عب التمر، طلب بعد أف أسلم أف ترفع عنو

أٲبا ذمي " عمر بن عبد العزيز ، كقوؿ6أما جزية رأسك فنرفعها، كأما أرضك فللمسلمب: "جزيتو كخراجو

.7"ذمي أسلم فإف إسبلمو برز لو نفسو كمالو، كما كاف من ارض فإهنا من بء اهلل على ا٤بسلمب

1 .128-127، ص 1، ا٤بقريزم، ا٣بطط، ج 142ا٤باكردم، األحكاـ السلطانية كالواليات الدينية، ص -

2 .77، ص 15العيب، بدر الدين ٧بمود، عمدة القارم ب شرح صحيح البخارم، القاىرة، ج -

3 .134-132أبو يوسف، كتاب ا٣براج، ص -

4 .132نفس ا٤بصدر، ص -

5، الدكرم، عبد 139، ص 1981لقباؿ موسى، ا٤بغرب اإلسبلمي منذ بناء معسكر القرف حب انتهاء ثورات ا٣بوارج، ا١بزائر، -

.147، ص 1، ج 1950العزيز، النظم اإلسبلمية، بغداد، 6 .142-141بي بن آدـ، كتاب ا٣براج، -

7 .95، ص 1، ا٤بقريزم، ا٣بطط، ج95ابن عبد ا٢بكم، سبة عمر بن العزيز، ص -

Page 278: الفصل التمهيدي

262

كعندما فتح ا٤بسلموف األندلس كضعوا ا١بزية على أىل الذمة ، ب رفعوىا عمن أسلم منهم،

فقد أقر موسى بن نصب النصارل على أموا٥بم كدينهم بأداء ا١بزية، كىم الذين بقوا على ما حيز من

أموا٥بم بأرض الشماؿ، ألهنم صا٢بوا على جزء منها مع أداء ا١بزية مثلما فعل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو

كىي زكجة اللوذريق ملك ]" أجيلونا"ككذلك صا٢بت . كآلو كسلم مع يهود خيرب ب ٬بيلهم كأرضهم

.1العرب ا٤بسلمب على أداء ا١بزية [القوط السابقة، الب تزكجها عبد العزيز بن موس بن نصب

كيفهم من كثيقة الصلح الب كقعت بب عبد العزيز بن موس بن نصب كتدمب بن غندريش أف

عبد العزيز فرض على تدمب ا١بزية شريطة أف يبكوا ب أماكنهم، كعدـ التعرض ٥بم بالقتل كعدـ بريق

.2كنائسهم أك إكراىهم على ترؾ دينهم

كمل تقتصر ا١بزية الب كانت مفركضة على أىل الذمة ب األندلس على النقود فقط، كإ٭با مشلت

تقدل ا٤بنتجات الغذائية كا٤بواد التموينية، كذلك لسد حاجة ا١بيوش من ا٤بؤكنة، أثناء العمليات

هبذا ا٣بصوص نصا ركاه )ـ1081/ ق474ت (كقد أكرد العذرم . العسكرية، أك ب ا٢بصوف كالثغور

، كيوضح ىذا النص شركط الصلح الذم أجراه عبد العزيز بن )ـ1198/ ق595(ت(عن الضيب

موسى مع تدمب بن غندريش على سبع مدائن يؤدم عنها ا١بزية للمسلمب، فقد ذكر العذرم تلك

كأف عليو كعلى أصحابو غـر ا١بزية، كمن ذلك على كل حر دينار، كأربعة أمداد من قمح، "الشركط

كقد . 3"زيت، كعلى كل عبد نصف ىذا* كأربعة أمداد شعب، كأربعة أقساط خل، كقسطا عسل، كقسط

1 .21، ٦بهوؿ، أخبار ٦بموعة ب فتح األندلس، ص 23-22، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

2 .5-4العذرم، نصوص عن األندلس، ص -

3 .256، الضيب، بغية ا٤بلتمس، ص 5-4العذرم، نصوص عن األندلس، ص -

Page 279: الفصل التمهيدي

263

أكريولة، مولو، لورقة، بلنسية، كلقنت كداية كىي قريبة من : كقد أكرد العذرم ا٤بدف األندلسية السبع كىي

.1مرسية كألشى

ك٩با يبلحظ أف ىذه الوثيقة اقتصرت على سبع مدف أقر ا٤بسلموف تدمب بن غندريش على

ملكيتها بشرط أف يدفع ا١بزية عن أىلها، كمل يرد ب كتاب الصلح ما يدؿ على أف ىذه الشركط تسرم

على أكالد تدمب من بعده، البد من التنويو إىل أف القائد عبد العزيز بن موسى ترؾ لتدمب بعض األجزاء

.2الب كانت بيده من قبل بتينا لعرل الصداقة بينهما، ككسبا لود النصارل الذين كانوا مع تدمب

يشب ا٤بؤرخ عبد اهلل عناف، إىل أف بعض ا٤بصادر النصرانية أكردت خربا مفاده أف عبد العزيز بن

على أماكن العبادة من كنائس أيضاموسى مل يكتف بأخذ ا١بزية على النصارل أنفسهم، كإ٭با فرضها

، يشب إىل أف عبد العزيز فرض اإلسبلميةكأديرة، كىذا ا٣برب الذم أكرده سيمونت كمل تؤكده ا٤بصادر

جزية مضاعفة، كجعل على كل كنيسة جزية قدرىا بسة كعشركف مثقاال من الفضة، * على أىل قلمرية

كعلى كل أسقفية مائة مثقاؿ، كعلى كل دير بسب مثقاال، يضاؼ إىل ذلك أنو أعفى بعض الرىباف

غم، أمكننا تقدير كمية الفضة الب بىب من 4.722كإذا ما علمنا أف ا٤بثقاؿ يساكم . 3كتركهم أحرارا

كال يعرؼ السبب كراء ىذا اإلجراء الذم مل يعمل بو الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم كال . دكر العبادة

ا٣بلفاء الراشدين رضي اهلل عنهم، الشيء الذم يثقل كاىل أىل الذمة كخاصة رجاؿ الدين ا٤بنقطعب

.، كإثارة الفب كالقبلقل للدكلة األندلسيةاإلسبلميللعبادة، كبفزىم على العمل للتخلص من الوجود

1 .5العذرم، نفس ا٤بصدر، ص -

.66-65ىنتس، ا٤بكاييل كاألكزاف اإلسبلمية، ص : لب، أنظر2.106مكياؿ يساكم : القسط* 2 .116مؤنس، فجر اإلسبلـ، مرجع سابق، ص -

.471مدينة باألندلس من ببلد الربتغاؿ، بينها كبب قورية مسافة أربعة أياـ، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص : قيلميرية* 3 .75عناف، دكلة اإلسبلـ ب األندلس، العصر األكؿ، القسم األكؿ، ص -

Page 280: الفصل التمهيدي

264

، كىو خامس كالة األندلس من قبل )ـ720/ق102ت (لقد قاـ السمح بن مالك ا٣بوالل

ىػ خلفا للحر بن عبد الربن 100الدكلة األموية، حيث كاله عليها ا٣بليفة عمر بن عبد العزيز عاـ

الثقفي، كىو أكؿ كاؿ يعب من ا٣بليفة ب دمشق مباشرة، بعد أف كانت تابعة لوالية إفريقية يويل عليها

كايل إفريقية ما يشاء، با أمره ا٣بليفة حينما كاله أف ٲبيز أرض األندلس كٱبرج منها ما كاف عنوة كيأخذ

.1منو ا٣بمس، كيكتب إليو بصفة األندلس، ككاف رأيو إقفاؿ أىلها منها النقطاعهم عن ا٤بسلمب

كما إف استقرت األكضاع ب األندلس حب عـز السمح بن مالك على ا١بهاد فعبأ ا١بيوش

للغزك كنشر دين اهلل طالبا للشهادة، مشتاقا إىل جنة الربن، فاخبقت ا١بيوش جباؿ الربت من الشرؽ،

كسيطر على عدد من القواعد ىناؾ، كاستوىل على سبتمانيا ب جنويب فرنسا، كأقاـ هبا حكومة إسبلمية،

بب الفابب كالسكاف، كفرض ا١بزية على النصارل، كترؾ ٥بم حرية االحتكاـ إىل األراضيككزع

.2شرائعهم

ـى عنبسة بن سحيم الكليب كاليا على األندلس سنة ـ، من قبل بشر 722/ ق103كعندما قىد

كضبط النواحي، كإصبلح اإلدارةبن صفواف كايل إفريقية ب عهد ا٣بليفة يزيد بن عبد ا٤بلك، قاـ بتنظيم

، فوصل إىل قرب )غاليس(ـ جيشا لغزك غالة 724/ق105ا١بيش، كهتيئتو للغزك، فقد كجو ب سنة

بلدة سانس على بعد ثبلثب كيلومبا إىل ا١بنوب من باريس، كقد فرض على ا٤بناطق الب افتتحها

، كب أثناء عودتو ىابتو بوع كببة من الفرنج التحمت معو ب معركة أصيب على إثرىا براح 3ا١بزية

.ـ725/ ق107بالغة، ب استشهد ب شعباف سنة

1 .26، ص 2، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 15، ص 3ا٤بقرم التلمسال، نفح الطيب، ا١بزء -

2 .76، عناف، دكلة اإلسبلـ ب األندلس، ص 246مؤنس، فجر األندلس، ص -

3 .247مؤنس، نفس ا٤برجع، ص -

Page 281: الفصل التمهيدي

265

كقد أشارت بعض ا٤براجع النصرانية إىل أف عنبسة اشتد مع النصارل، فألزمهم بدفع جزية

مل اإلسبلميةمضاعفة، فتغبت نفوس أىل الببلد، كبدأ القلق يسودىا من كل كجو، إال أف النصوص

أف عنبسة خرج غازيا "تؤيد ذلك، كإ٭با أكردت ا٢بقيقة دك٭با بامل أك تشويو، فقد ذكر ابن عذارم،

، ب صا٢بوه على ا١بزية .، كلو كاف فعل أكثر من ذلك كمضاعفة ا١بزية ألكرده1"للرـك

عينا ب فبة اإلمارة األموية ب األحيافكتذكر ا٤بصادر التارٱبية أف ا١بزية أخذت ب غالب

األندلس، من ا٤بوارد الب ٥با عبلقة بالتجهيزات العسكرية، عندما ىـز عبد الربن الداخل نصارل قشتالة

ب الشماؿ صا٢بهم ٤بدة بس سنوات على عشرة آالؼ رأس من ا٣بيل، كمثلها من البغاؿ، مع ألف

. 2، كمثلها من الرماح)خوذة ٫باسية(درع كألف بيضة

كما كانت ا١بزية تؤخذ ب ىذا العهد سنويا كبالنقد، فقد ذكر العذرم أنو ب عقد أماف بب

ـ كبب حاكم كشقة، مشاؿ سرقسطة، ينقو بن 842/ ق228األمب بن عبد الرباف بن ا٢بكم سنة

كنقة على جزية نقدية مقدارىا سبعمائة دينار، يقـو بتحصيلها من السكاف كيرسلها إىل عماؿ ثغور

.3ا٤بسلمب

ككاف للمنتجات الزراعية نصيبا ب ا١بزية أيضا، فيشب العذرم أيضا ب كتابو إىل أف األمب

ا٢بكم كابنو عبد الربن استحصلوا من كورة الببة كحدىا ألفي رطل حرير، كألفي رطل عيصفر، كألفا

، ٩با يدؿ أكال على كثرة اإلنتاج الفبلحي ب ىذه الكورة، كعلى حاجة الدكلة ٤بثل 4كمائب قسط زيت

1 .27، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

2 . 35، ص 1980بادة، الوثائق السياسية كاإلدارية ب األندلس كمشاؿ إفريقية، ببكت، -

3 .30العذرم، نصوص عن األندلس، ص -

4 .93ا٤بصدر نفسو، ص -

Page 282: الفصل التمهيدي

266

ىذه ا٤بواد للصناعة كللغذاء، كأف تقـو ببيع ما توفر لديها ألصحاب ا٢برؼ كا٤بصانع النسيجية، كبوؿ

.ا٤ببالغ إىل بيت ا٤باؿ

بعقد اتفاؽ مع )ـ961- 912/ ق350-300(كقاـ ا٣بليفة عبد الربن الناصر لدين اهلل

بعض ملوؾ النصارل يقدموف بقتضاه جزية سنوية للدكلة األموية ب األندلس، كإف أغفلت ا٤بصادر

، كما فرض ٧بمد بن أيب عامر جزية سنوية على أىل جليقية بعد عقد صلح بب 1األندلسية مقدارىا

.2ـ993/ق283الطرفب عاـ

كبعد تفكك عرل الدكلة األموية ب األندلس، كنشوب الصراع كا٢بركب بب أطرافها الب بولت

إىل كيانات مستقلة ىزيلة ضعيفة، كىو ما عرؼ بدكؿ الطوائف، أصبح كضع ا٤بسلمب من ا٥بواف ما ال

بسد عليو، حيث أخذ ملوؾ الطوائف يأخذكف ا١بزية من ا٤بسلمب أنفسهم، كما أصبحوا يأخذكهنا

كقد ذكر ابن حـز ب . 3شهريا كليس سنويا كما ىو مشهور شرعا من البقر كاألنعاـ كالدكاب كالعسل

، كمل 4ككانت تودل مشاىرة" القطيع"رسائلو أف ىذه الضريبة الب فرضت على ا٤بسلمب كانت تسمى

يرد ذكر ٥با إال ب عهد ملوؾ الطوائف، أم بعد الفتنة كانفراط عقد ا٣ببلفة األموية ب األندلس عاـ

. 5ـ1031/ق422

1 .88، فكرم، قرطبة ب العصر اإلسبلمي، ص 79-74نفس ا٤بصدر، ص -

2 -Imamuddin, The Economic History Of Spain, P. 391.‌

3، ببكت، - ، رسائل ابن حـز .32، ص 3، ج 1981ابن حـز

4 .177، ص 3ا٤بصدر نفسو، ج -

5 .نفسو، نفس الصفحة-

Page 283: الفصل التمهيدي

267

كقد بلغ ا٥بواف مداه ب عهد ملوؾ الطوائف، حيث أصبح ا٤بسلموف يكلفوف بدفع إتاكة سنوية

كإف دؿ ذلك على شيء فإ٭با يدؿ . 1"ا١بزية"٤بلوؾ النصارل، كانت بعض ا٤بصادر تطلق عليو تسمية

على ضعف ا٤بسلمب من جهة، كباذؿ ملوؾ الطوائف كتقاعسهم عن الدفاع عن ديار اإلسبلـ ك٧باربة

.بعضهم بعضا من ناحية أخرل

إف اإلتاكة الب كانت تقدـ للنصارل، كانت ب معظم األكقات نقدية سنوية، فقد دفع عبد اهلل

أللفونسو السادس ملك قشتالة إتاكة سنوية مقدارىا )ـ1090/ ق483(بن بلقب حاكم غرناطة

ثبلثوف ألف دينار، كادعى أف ىذا ا٤ببلغ من مالو ا٣باص، كأنو مل يكلف ا٤بسلمب بدفع درىم كاحد

ككاف السبب كراء دفع ىذه اإلتاكة ىو ضماف دعم ملك قشتالة لو ب صراعو مع ا٤بعتمد بن . 2منو

كب . عباد، الذم أمده بقوات صاحبت جيشو ب بلتو على أراضي اشبيلية كاستطاع هبا أف يستعيد قربة

فبعث لو ا٤بعتمد بن عباد . ق سار ألفونسو إىل اشبيلية كغرناطة ليطالبهما بأداء ا١بزية467العامل التايل،

كزيره ابن عمار يدعوه للتحالف كمهابة غرناطة على أف تكوف ا٤بدينة للمعتمد كأموا٥با

ديناريدفعها ا٤بعتمد أللفنسو ، يبدك جليا حالة اال٫بطاط السياسي 50.000إضافة إىل .3أللفونسو

كاألخبلقي الب عليها ملوؾ الطوائف، حيث يسعى كل منهم السبضاء ملك قشتالة باألمواؿ، مقابل

.دعمو حملاربة شقيقو

1، ص 4، ج 186، ص 2، ابن خلدكف، العرب، ج 85، ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص 42مؤلف ٦بهوؿ، ا٢بلل ا٤بوشية، ص -

156. 2 .75عبد اهلل بن بلقب الصنهاجي، مذكرات األمب عبد اهلل بن بلقب، ص -

3 .143، ص 2عناف، ا٤برجع السابق، ج -

Page 284: الفصل التمهيدي

268

أما القادر باهلل بي بن ذم النوف آخر حاكم مسلم ب طليطلة فقد أعطى القائد القشتايل

كما أف ىذا 1ا٤بشهور ركدرٯبو دياز مائة ألف دينار إتاكة سنوية، مقابل دعمو ب السيطرة على بلنسية

. 2ب كل عاـ )جزية(القائد اتفق مع أىايل بلنسية على دفع مائة ألف مثقاؿ

مع استمرار ضعف ملوؾ الطوائف، كعدـ قدرهتم على الدفاع عن أنفسهم، كحركهبم البينية،

/ ق478استثمر ملك قشتالة الوضع ا٤ببدم، ككاصل اعتداءاتو على طليطلة حب استوىل عليها ب عاـ

ـ، ٩با اضطر حاكمها القادر باهلل بن ذم النوف أف يوقع معاىدة معو اشبط فيها على ألفونسو 1085

تأمب من فيها من ا٤بسلمب على أموا٥بم كأركاحهم، كإف من أحب منهم ا٣بركج يسمح لو بذلك، كمن

، كقد كاف أللفونسو 3أحب البقاء عليو أف يؤدم ا١بزية على عدد ما عنده من أشخاص ب األسرة

.األمواؿعماؿ ٯببوف ىذه

حاكم مدينة بطليونس )ـ1067/ ق460ت (كاف أبو بكر ٧بمد بن عبد اهلل بن األفطس

.4ب عصر ملوؾ الطوائف يقدـ إتاكة سنوية قدرىا بسة آالؼ دينار إىل فردلند شا٪بة ملك ا١ببللقة

كب حالة عدـ تسديد ا١بزية أك التماطل ب دفعها، كاف النصارل ٯبردكف ببلت عسكرية

للضغط كاالبتزاز، كما حدث أف بعث فرناندك بملة عسكرية إىل شنبين ٤بعاقبة بن األفطس على عدـ

ق حاصرت قوات فرناندك مدينة قلمرية ٤بدة ستة أشهر إىل 456أدائو ا١بزية، فأسرع كدفعها، كب عاـ

.5أف سقطت ا٤بدينة، كأسرت حاميتها، كسيب الكثب من أىلها

1 .347، 4ابن خلدكف، كتاب العرب، ج -

2 .100ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص -

3 .85-77نفس ا٤بصدر، ص -

4 .239، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

5 .236نفس ا٤بصدر، ص -

Page 285: الفصل التمهيدي

269

كذلك كاف األمر بالنسبة للمعتمد بن عباد، حيث كاف يؤدم ا١بزية أللفونسو السادس

، كبسبب ىذه اإلتاكة نشبت خبلفات بب الطرفب كتوترت العبلقة بينهما، فقد انشغل ا٤بعتمد 1سنويا

بن عباد عن دفع اإلتاكة بسبب غزك ا٤برية، فغضب ألفونسو كطلب أحد ا٢بصوف زيادة على اإلتاكة

ا٤بقررة، كأرسل ابن شاليب اليهودم إىل ا٤بعتمد مطالبا باإلتاكة كا٢بصن، فغضب ا٤بعتمد كضرب

كب ركاية أخرل يوردىا كل من . 2اليهودم بجرة كببة كانت أمامو فأرداه قتيبل، ب أمر بو فصلب بقرطبة

ابن ا٣بطيب كابن عذارم تذكر أف ا٤بعتمد بن عباد أرسل ا٤باؿ إىل ابن شاليب إال أف ىذا األخب رفضو،

كطلب أف يتسلمو ذىبا مع بعض السفن الب تقـو الببلد بصنعها، فغضب ا٤بعتمد كقتل اليهودم بعد أف

، كلعل السبب ب تشدد ابن عباد يعود إىل أنو يعترب من 3رفض العفو عنو مقابل فدية كببة من الذىب

أقول ملوؾ الطوائف، ككاف قد استوىل على بلنسية كمرسية كقرطبة كخلف أباه ب حكم اشبيلية، كقد

مدينة كحصن، كخاض معركة الزالقة سنة 200زعم شاعره أبو بكر بن اللبانة أنو امتلك ب األندلس

.4ـ كانتصر فيها1085/ ق479

كىم باعة من النصارل الذين كانوا يتعايشوف مع ا٤بسلمب ب ذمة " ا٤بعاىدة"كقد خب

اإلسبلـ، كلكنهم خانوا العهود كا٤بواثيق، كقدموا ا٤بساعدة ٤بلك أراغوف ألفونسو السادس على ا٤بسلمب،

ب فبة حكم ا٤برابطب لؤلندلس، بب اعتناؽ اإلسبلـ أك دفع ا١بزية، فاختاركا دفع ا١بزية الب أصبحت

1 .238نفسو، ص -

2 .84، ص 1937ا٢بمبم، صفة جزيرة األندلس، منتخبة من كتاب ركض ا٤بعطار، بقيق ليفي بركفنساؿ، القاىرة، -

3 .238، ص 3، ابن عذارم، ج 110، ص 2، ج 1974ابن ا٣بطيب، اإلحاطة، بقيق عناف، القاىرة، -

4 .57-56، ص 2، ابن األبار، ا٢بلة السباء، ج 275-274، ص 3ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

Page 286: الفصل التمهيدي

270

كقد أفب الوليد بن رشد، قاضي ا١بماعة بقرطبة بتغريبهم . 1أىم مورد من موارد بيت ا٤باؿ ب ذلك العهد

.2ـ1131/ق531إىل ا٤بغرب عن األندلس، فوصلوا إليو سنة

فيما ٱبص أىل الذمة، كما تشب إىل ذلك بعض ا٤بصادر، اإلسبلميةلقد طبق ا٤برابطوف التعاليم

حيث استحصلوا منهم ا١بزية كمل يتساىلوا ب ذلك، ككنا قد أشرنا من قبل إىل أهنا تعترب موردا ىاما من

بعث يوسف بن تاشفب برسالة إىل ألفونسو السادس يعرض عليو فيها الدخوؿ ب . موارد بيت ا٤باؿ

ككاف ابن تاشفب كما أبعت على ذلك مصادر كثبة، ملتزما . 3 أك دفع ا١بزية أك القتاؿاإلسبلـ

بأحكاـ كتاب اهلل عز كجل كسنة الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم ب ٦باؿ ا١ببايات، فبل يأخذ إال ما

. 4اإلسبلميأمر بو الشرع

إىل أف ا٤برابطب قاموا بدفع إتاكة لبعض النصارل استعداءن ٥بم على بعضهم اإلشارةبدر

أخرل، الذم كاف يغب من فبة إىل اآلخر، فعندما عرفوا حقيقة نوايا ألفونسو السادس ملك قشتالة

ـ، عقدكا 1085/ىػ478على ٩بالك الطوائف اجملاكرة، خاصة بعد أف ضم طليطلة إىل ٩بلكتو سنة

كانت ا٤بعاىدة الب . ىدنة مع إمارة برشلونة ٤بواجهة خطره، حيث كاف ينوم االستيبلء على إفراغة

، 5عقدكىا مع أمب برشلونة راموف بيب تقضي بأف يدفعوا لو إتاكة سنوية مقدارىا إثنا عشر ألف دينار

كعندما علم ألفونسو بذلك غضب غضبا شديدا، كبع جيوشو كزحف حملاربة ا٤برابطب مهددا بقهرىم

1 .171، ص 1940أشباخ، يوسف، تاريخ األندلس ب عهد ا٤برابطب، القاىرة، -

2‌.73-72، ص 4ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

3 .191، ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص ٦52بهوؿ، ا٢بلل ا٤بوشية، ص -

4، الناصرم، 210، عبد اهلل بن بلقب، التبياف، ص 383، ص 6، ابن خلدكف، العرب، ٦بلد 180ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص -

.403-402، ص 1965، ٧بمود حسن، قياـ دكلة ا٤برابطب، القاىرة، 6، ص 2االستقصاء، الدار البيضاء، ج 5 .204عبد ا٤بنعم، تاريخ ا٤بغرب كاألندلس ب ا٤برابطب، ص -

Page 287: الفصل التمهيدي

271

، إال أف قوات ا٤برابطب بقيادة أيب زكريا بي بن علي بن غانية كايل ا٤برية كبلنسية 1كاحتبلؿ ببلدىم

استطاعت أف هتزمو ب معركة حامية، أعادت للمرابطب ىيبتهم العسكرية، كأبعدت األخطار عن

.األندلس مؤقتا

فارس 10.000اشتهرت ىذه ا٤بعركة باسم معركة إفراغة شارؾ فيها على ما تذكر ا٤بصادر ٫بو

17/ق528 رمضاف سنة 23 فارس قشتايل، الذين ىزموا ىزٲبة نكراء ب 2.0001مرابطي، أماـ

ـ، مات بعدىا ألفونسو غما بأياـ، كاختلفت ا٤بصادر العربية ب بديد تاريخ ا٤بعركة فابن 1134جويلية

ـ، أما ا٤بصادر ا٤بسيحية 1134/ق528ـ، كابن عذارم ب عاـ 1135/ق529القطاف ٯبعلها ب

.2ىػ528ـ ا٤بوافق ؿ 1134فتجعلها ب عاـ

إف سكاف ا٤بدف كاألرياؼ الب كانت بر هبا جيوش ا٤برابطب أك العماؿ ا٤بسلمب، كانوا يدفعوف

، 3، كقد أشارت إليها ا٤بصادر على أهنا جزء من ا١بزية"ضريبة الضيافة"ضريبة إضافية ٲبكن أف ندعوىا

أف الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو 4، فقد أكرد اإلماـ الشافعياإلسبلميك٥بذه الضريبة جذكر ب التاريخ

كسلم ضرب على نصارل أيلة ثبلبائة دينار كل سنة، كأف يضيفوا من مر هبم من ا٤بسلمب ثبلث لياؿ،

كب عهد عمر بن ا٣بطاب، صىابىى عبد الربن بن غنم، الفقيو اإلماـ شيخ أىل فلسطب، كاف مسلما

على عهد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كآلو كسلم كمل يره، كمل يفد عليو، نصارل الشاـ على أف ينزؿ

1 .220-219ابن القطاف، نظم ا١بماف، ص -

2 .351، ص 8، ابن األثب، الكامل ب التاريخ، ج 93، ص 4، ابن عذارم، ج 218ابن القطاف، ص -

3 .51، ا٢بلل ا٤بوشية، ص 238، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

4 .179، ص 4، اإلماـ مالك، ا٤بدكنة، ج 101، ص 4الشافعي، األـ، ج -

Page 288: الفصل التمهيدي

272

، كجرل 1كنائسهم، كال ٲبنع أحد من ا٤بسلمب من نزك٥با ثبلث لياؿ يطعمهم، كيقدـ العلف لدكاهبم

. 2ـ640/ 20مثل ذلك ب مصر عندما فتحها ا٤بسلموف عاـ

كاف ٥بذه ا١بباية أثر سيء ب بعض مدف األندلس، حيث أهنا مل تقتصر على استضافة ا١بيوش

فقد استغل بعض . كا٣ببلفة الراشدةاإلسبلـكقادهتم كالعماؿ كحاشيتهم، كما كاف عليو ا٢باؿ ب صدر

ضعفاء النفوس ىذا التصريح باإلقامة ثبلث لياؿ، فأصبحت تتفاكت من عهد آلخر كبا يطيب ٥بم،

كب بعض األحياف تكوف غب ٧بدكدة، فقد احتج أىل طليطلة كتذمركا من استقباؿ العماؿ ا٤بسلمب ب

بيوهتم كتقدل الضيافة ٥بم من مطعم كمشرب كمسكن خبلؿ مركرىم ب مناطق أىل الذمة، ككاف من

.3مطالب األىايل للحكومة إعفائهم من معرة اإلنزاؿ ب الدكر

كيظهر ببلء حجم النفقات الب تقع على كاىل سكاف القرل كاألرياؼ كتأثبىا على

.ا٤بدخرات من ا٤بنتجات الفبلحية، السيما إذا ما تكرر مركر ىذه القوات عدة مرات ب السنة الواحدة

ىذه السلوكات أججت ركح ا٤بعارضة لسلطة ا٢بكومة ب طليطلة، خاصة فبة الواليب ا٤بعينب

٧بمد بن عبد الربن كىم طربنيشة بن ماسوية كمطرؼ بن عبد الربن، كذلك سنة األمبمن قبل

ـ، كظلت الثورة قائمة فيها حب توىل عبد الربن الناصر دفة ا٢بكم سنة 872/ق259

، 4ـ932/ق320ـ، حيث بكن من فرض سلطتو كسلطانو على ا٤بدينة كأقاليمها سنة 912/ق300

.5ىػ315 أف ذلك كاف ب سنة أخرلب حب تذكر مصادر

1 .572-565ابن عساكر، تاريخ دمشق، ص -

2 .153-152، ابن عبد ا٢بكم، فتوح مصر، ص 96، ص 5الطربم، تاريخ الرسل كا٤بلوؾ، ج -

3 .322، ص 5ابن حياف، ا٤بقتبس، ج -

4 .244، ص 5ابن عبد ربو، العقد الفريد، ج -

5 .180، ص 8، ابن األثب، ج 387، ص 1، ج 1970ابن الوردم، تتمة ا٤بختصر ب أخبار البشر، ببكت، -

Page 289: الفصل التمهيدي

273

، مل يقتصر تقدٲبها على أىل الذمة فقط، كإ٭با كاف "ا١بزية"إف ىذه الضيافة، الب ىي نوع من

يقدمها األىايل كأشراؼ الدكلة كأعياف ا٤بدف من ا٤بسلمب للجيوش الغازية، فعندما قاـ ٧بمد بن أيب

ـ، مكث برسية كىو ب طريقو إىل برشلونة ثبلثة عشر يوما، 984/ ق374عامر بغزك برشلونة ب سنة

ب ضيافة أبد بن دحيم بن ا٣بطاب، ككاف يقدـ لكل جندم يوميا حصتو من الدقيق كاللحم كالفاكهة

.1كالعلف لدكابو، ككاف ٯبدد للمنصور كل يـو نوعا من األطعمة ال يشبو ما قدمو ب اليـو السابق

كبناء على دعوة ا٤بعتمد بن عباد كغبه من ملوؾ الطوائف كصل يوسف بن تاشفب إىل

ـ، ٢بمايتهم من هتديد النصارل بقيادة ألفونسو السادس كالوقوؼ بوجهو 1086/ق479األندلس سنة

، كقد أقاـ ابن تاشفب ب اشبيلية ثبلثة 2كىزٲبتو، فقدـ ابن عباد لو ككذلك ١بيشو كاجبات الضيافة

. 3أياـ

ـ حب كصل يوسف بن تاشفب ب ا٤برة الثانية، تلقاه ابن عباد ب 1088/ق481كب عاـ

كال يعترب ما قدمو ابن عباد ضريبة، ألف ىدؼ ابن . 4ا١بزيرة ا٣بضراء بألف دابة بمل ا٤ببة كالضيافة

، كإ٭با دعم كمساندة ا٤بسلمب كىزٲبة أعدائهم، ىذا كمل يظهر األندلسيوف األمواؿتاشفب مل يكن بع

أم اعباض أك شكول أك تذمر ٩با قدموا من ضيافات كىدايا البن تاشفب الذم جاء لينقذىم من

خطر هتديدات النصارل، ككانت ا٤بنتجات الب قدمت كضيافة البن تاشفب كجيشو تشمل ا٤بواد

.5الغذائية بأنواعها إضافة إىل اللحـو كعلف الدكاب

1 .15، العذرم، نصوص عن األندلس، ص 312، ص 1ابن األبار، ا٢بلة السباء، ج -

2 .52-51ا٢بلل ا٤بوشية، ص -

3 .33، ا٢بلل ا٤بوشية، ص 131، ص 1949، ا٤بعجب ب تلخيص أخبار ا٤بغرب، القاىرة، )عبد الواحد(ا٤براكشي -

4 .152ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص -

5 .238، ص 3، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 149الصنهاجي، عبد اهلل بلقب، التبياف، ص -

Page 290: الفصل التمهيدي

274

كحب ضعفت قوة ا٤بسلمب بسبب صراعهم فيما بينهم، ب فبة حكم ملوؾ الطوائف كانوا

ـ استقدـ ٧بمد بن 1009/ق400يقدموف الضيافة ١بيوش النصارل، يذكر ابن عذارم أنو ب سنة

ىشاـ بن عبد ا١ببار ا٤بلقب با٤بهدم باهلل، ا٣بليفة األموم، جيوش النصارل لقتاؿ الرببر الثائرين ضده،

ك٪بح ىذا ا١بيش ب ىزٲبة الرببر ب عقبة البقر، كعاد . مقابل مبلغ من ا٤باؿ كالتنازؿ عن مدينة سامل

.1ىػ400 شعباف سنة 15ا٤بهدم باهلل إىل عرشو ب

ككانت الضيافة ١بيش النصارل تتمثل ب تقدل دينارين كل يـو لكل رجل من جيش ألفونسو

، كتقدل مائة دينار يوميا أللفونسو نفسو، ىذا السادس، كما يقيم أكده من الطعاـ كالشراب كاللحـو

، إف تقدل كل ىذه 2إضافة إىل ما يستويل عليو جيش النصارل من عسكر الرببر من سبلح ككراع كماؿ

٤بب من عرب كبربر دليل ساطع على ضعف ا٤بسلمب كبزؽ ١بيش معاد للمسكاألغذية األمواؿ

.كحدهتم

:العشور-3

ككاف أكؿ من . كالواردة ٥بااإلسبلميةىي ا١بباية ا٤بفركضة على أمواؿ التجارة الصادرة من الببلد

سنها عمر بن ا٣بطاب، فقد كتب إليو أبو موسى األشعرم يذكر لو أف بار ا٤بسلمب إذا أتوا أرض

أف يأخذ من ا٢بربيب كما يأخذكف من بار "ا٢برب يأخذكف منهم العشر، فكتب إليو عمر

ا٤بسلمب، كمن أىل الذمة نصف العشر، كمن ا٤بسلمب عن كل أربعب درٮبا أم ربع العشر، كليس

. 3"فيما دكف ا٤بائتب من الدراىم شيء، فإذا كانت مائتب ففيهما بسة دراىم، كما زاد بسابو

1 ؿ.646-647، ص ٧1بمد عبد اهلل عناف، دكلة اإلسبلـ ب األندلس، ج -

2 .238، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

3 .129الريس، ٧بمد ضياء الدين، ا٣براج كالنظم ا٤بالية للدكلة اإلسبلمية، ص -

Page 291: الفصل التمهيدي

275

كتعترب دار إسبلـ إذا كانت إسبلميةكتكوف الدار دار حرب إذا كانت األحكاـ الظاىرة غب

.إسبلميةاألحكاـ ا٤بنفذة

)ا٢بربيب(كيعود السبب ب فرؽ حجم جباية العشور إىل أنو يعود ٤ببدأ ا٤بعاملة با٤بثل، إذا كانوا

أخذ ا٤بسلموف العشر كإذا جيهل ا٤بقدار , ، كإذا أخذكا أقل األسسيعاملوف بار ا٤بسلمب على نفس

الذم يأخذكنو أخذ ا٤بسلموف العشر، كبدد نصف العشر على الذميب حب ال يكونوا ب موقف متساك

، كبدد أموا٥بممع ا٤بسلمب ب دكلة إسبلمية، كألف أموا٥بم ب حاجة إىل باية أكثر لطمع الناس ب

.1على ا٤بسلمب ربع العشر باعتبار أف ا٤بأخوذ منهم زكاة

إىل حاالت اإلعفاء من العشور من ماؿ التجارة إذا نقص عما قيمتو من الذىب اإلشارةكبدر

. كمن الفضة مائب درىم، كما ال تؤخذ العشور من ا٤باؿ ا٣باص, عشرين دينارا مضركبة كغب مضركبة

، ككانت بىب مرة كاحدة ب السنة، أخرلكذلك ال تأخذ من التاجر إال إذا انتقل من ببلده إىل ببلد

إما نقدا أك عينا، ككاف يعطي للتاجر كثيقة ٨بتومة تؤكد سداده للعشور، لتكوف لو حجة حب تنقلو

. على ذلك ا٤باؿ كال من ربوأخرلكمركره على عماؿ آخرين، فبل يؤخذ منو مرة

الواردة إىل األصناؼ على بعض أحياناككاف عمر بن ا٣بطاب ٱبفض مقدار العشور أك يرفع

، كالب يكوف ا٤بسلموف ب حاجة ملحة إليها كا٢ببوب كالزيوت، فقد خفضها إىل نصف اإلسبلميةالببلد

.2 حب دخو٥بم ا٢بجاز هبذين النوعب من السلعأخرل أحيانا كأعفاىم أحياناالعشر على ا٢بربيب

أما ب ٦باؿ ا٤بنتجات الزراعية، فيذىب بن آدـ القرشي إىل أف العشور ىي جباية أك نصيب

، كقد عرؼ ا٣بوارزمي العيشر بأنو ما 3 من بار كحبوب على سبيل الصدقةأراضيويدفعو ا٤بسلم على غلة

1 .247أبو يوسف، ا٣براج، ص -

2 .198أبو عبيد، األمواؿ، ص -

3 .86، ص 1981، ىوبكنز، النظم اإلسبلمية ب ا٤بغرب ب القركف الوسطى، تونس 112بي بن آدـ القريشي، ا٣براج، ص -

Page 292: الفصل التمهيدي

276

عليها كقاـ بإحيائها با٢برث، ذلك أف أىل ا٢برث ىم الذين أىلها الب أسلم األرضيؤخذ من زكاة

.1يدفعوف العشر

ككما مر بنا سابقا أف العشور يستوب مرة ب السنة، كقد صرح بذلك ا٤بالكية كاألحناؼ

كالشافعية كا٢بنابلة، أسوة با فعلو عمر بن ا٣بطاب كعمر بن عبد العزيز اللذاف كانا يأمراف ا١بباة بأف ال

.2يأخذكا العشور إال مرة كاحدة ب السنة

:3كقد جرل على ذلك الفقهاء األندلسيب، فقد كرد ب منظومة القرطيب قولو

كىا٢بىوؿي شىرطه كىالنصىابي فيها كىيله لمىن شىح كىملى يػيعطهىا

، فقد قاؿ رسوؿ اهلل صلى 4كالنصاب الشرعي للعشر بسة أكسق، كالوسق يساكم ستب صاعا

.5"ليس ب حب أك بر صدقة حب يبلغ بسة أىكسق: "اهلل عليو كآلو كسلم

الزراعية كا١بهود ا٤ببذكلة ب ذلك يتحدد مقدار العشور، إذ األراضيكنظرا لطبيعة كطريقة رم

الب األرض الب تيسقى باء ا٤بطر كالعيوف كاألهنار، كنصف العشر من غلة األرضيؤخذ العشر من غلة

فما سقت السماء "كاألصل ب ذلك قوؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم . 6تسقى بالقرب كما شاهبها

".كالعيوف العشر، كما سيقي بالنضج نصف العشر

لقد أيخذ ب ا٢بسباف ب حالة استحصاؿ العشر الظركؼ احمليطة باإلنتاج، مثل سنوات ا١بفاؼ

كقد أيسقطى . الزراعية كا٢بقوؿ كالبساتباألراضيكالقحط، أك انتشار ا١براد، أك الفيضانات كخراب

1، ص - ، فاتح حسب، ا٢بياة الزراعية ب ببلد 99، ابن عبد ا٢بكم، سبة عمر بن عبد العزيز، ص 59-58ا٣بوارزمي، مفاتيح العلـو

.128الشاـ، ص 2 .538أبو عبيد، األمواؿ، ص -

3 .14ىػ، ص 1357القرطيب، بي، منظومة القرطيب، ب العبادات على مذىب اإلماـ مالك، مصر، -

4 .179ىنتس، ا٤بكاييل كاألكزاف اإلسبلمية، ص : لقد جرل التعريف سابقا بالوسق كالصاع كا٤بد، لبلستزادة ينظر-

5 .67-66، ا٢بكيم ٨بتار، تفسب القرطيب، ص 113بي بن آدـ، ا٣براج، ص -

6 .89ابن العطار، كتاب الوثائق كالسجبلت، ص -

Page 293: الفصل التمهيدي

277

، ال عبلقة ٥با بالظركؼ ا٤بناخية، فقد أسقط الوالة األمويب ىذه ا١بباية أخرلالعشر هنائيا ب حاالت

أما . مقابل خدمتهم العسكرية ا٤بستمرة، كاستجبلبا ٤بؤازرهتم كدعمهم، كا٫بيازا ٥بم" عن العرب الشاميب

كمعظمهم من القبائل اليمنية، فكانوا يؤدكف العشر كغبىم من زراع أىل الببلد، كب " البلديب"العرب

.1ىذا إمعاف لسياسة صراع القبائل الشامية كاليمنة

ثلث عشور أىل قرطبة )ـ886-852/ق273-238( ٧بمد بن عبد الربن األمبكأسقط

، مراعاة ألكضاعهم االقتصادية، ٩با حفز بعض الشعراء إىل مدحو، كالعامة من الناس 2ب سنب القحط

ا٤بنذر بن ٧بمد بن عبد األمبب الدعاء لو كبد فعلو، كسار على هنجو ب إسقاط العشر عن ا٤بزارعب

.3لؤلسباب ذاهتا )ـ888-886/ق275-273(الربن

لقد أكرد العذرم إحصائيات تبب أف ا٣بلفاء األمويب ب األندلس أخذكا العشور على احملاصيل

الزراعية من ا٤بسلمب، فقد كضع إحصاء سجل فيو أقاليم قرطبة، كالقرل كاألرياؼ احمليطة هبا كالتابعة

لكل منها، كعدد القرل ا٣باضعة منها للوظائف العشرية، كمقدار ما ٯبىب ب كل قرية، كبتل القمح

.، كيأتيا ب مقدمة ا٤بنتجات الزراعية الب كاف ٯبىب منها العشور4كالشعب الصدارة ب ىذه القائمة

الواردة ب اإلحصاء نستدؿ على نشاط الفبلح األندلسي، كاىتمامو بزراعة األرقاـكمن خبلؿ

احملاصيل ا٤بختلفة كالبقوؿ ا٤بتنوعة كإصراره على استغبلؿ أرضو، لسد حاجاتو الشخصية كحاجة الناس

.من ا٢ببوب خاصة القمح كالشعب اللذاف يشكبلف القوت الرئيسي للسكاف

1 .111- 109، ص 1ابن ا٣بطيب، اإلحاطة، ج -

2 .121-120، أخبار ٦بموعة، ص 202، ص 2، ابن عبد ربو، العقد الفريد، ج 273ابن حياف، ا٤بقتبس، ص -

3 .272ابن حياف، نفس ا٤بصدر، ص -

4 .124العذرم، نصوص عن األندلس، ص -

Page 294: الفصل التمهيدي

278

كتشب ا٤بصادر األندلسية إىل اىتماـ ا٢بكاـ األندلسيب بباية العشور، دعما لبيت ا٤باؿ أكال

)ـ975-961/ق365-350(فقد كجو ا٢بكم ا٤بستنصر باهلل . كلتوزيعو على الفقراء كاحملتاجب

من ا٢ببوب ا٤برفوعة عندىم "رسالة إىل أيب يعيش زعيم قومو طالبا منو أف يؤدكا ما عليهم من زكاة

، ككانت ىذه القبيلة قد حولت كالؤىا من الفاطميب إىل األمويب، ككقفت 1"كالثمار ا٤بوجودة بأرضهم

، ك٩با يؤكد 2 راجل6400 فارس ك3500إىل جانب ا٢بكم بن عبد الربن الناصر، ككانت تتألف من

االىتماـ بمع ىذه الضريبة بشكل متزايد، إصدار ا٢بكم أكامره إىل قضاتو بضركرة إخراج ىذه الزكاة

بالتنبيو على الناس بضركرة األشخاصككاف القاضي يعهد إىل أحد . كإعطائها للمعوزين كا٤بساكب

.3بصيل ىذه الزكاة ألهنا التزاـ ديب متصل بعقيدة اإلنساف كمقدار إٲبانو، كيتم التنبيو بعد صبلة ا١بمعة

ككاف ملوؾ الطوائف يشرفوف على جباية العشور ، كما يشب إىل ذلك عبد اهلل بن بلقب ب

، ككانوا يقسموف ما ٯببوف على ا٤بساكب، ككانوا أحيانا ينفقوف جزءا من ماؿ العشور ب إعداد 4مذكراتو

.ا١بيوش كمصاب الدكلة ا٤بختلفة

.5كالتـز ا٤برابطوف بأحكاـ الشرع فيما يتعلق بباية العشور كغبه من الضرائب الشرعية

1 .201-199، بادة، الوثائق السياسية، ص 149ابن حياف، ا٤بصدر السابق، ص -

2 .201-199بادة ، الوثائق السياسية ، ص -

3 .149ابن حياف، ا٤بصدر السابق، ص -

4 .17الصنهاجي، التبياف، ص -

5، عناف، عصر ا٤برابطب 10، ص 3، ابن ا٣بطيب، اإلحاطة، ج 166-128-108-94-88ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص -

.420كا٤بوحدين، ص

Page 295: الفصل التمهيدي

279

اختلف الفقهاء حوؿ بديد أصناؼ احملاصيل الب ٯبب فيها العشور، فمنهم من جعلها ب

الزكاة "، مستندين ب ذلك إىل حديث الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم 1ا٢بنطة كالشعب كالنخل كالكـر

.3"السلت كالذرة كالقطال"، كزاد بعضهم 2"التمر كالزبيب كا٢بنطة كالشعب: إال ب أربعة

كذكر ابن . 4كقد أ٢بق ابن العطار هبذه األنواع من الثمار كا٢ببوب، الزيتوف بعد استخراج زيتو

، كيعود ذلك ٢باجة الدكلة إليو الستعماؿ 5 ٧بمد بن عبد الربن أخذ العشور عن الزيتوفاألمبحياف أف

الستعماؿ زيتو ب إضاءة ا٤بساجد كا٤بساكن، كخاصة إف ما كاف يستخدـ منو ٥بذه الغاية كاف كثبا،

فجامع قرطبة كحده بتاج ب السنة إىل بسمائة ربع أك ٫بوىا، كيستهلك نصف ىذه الكمية ب شهر

.رمضاف كحده

ككما اختلف الفقهاء ب أنواع احملاصيل الب يستحصل منها العشور، اختلفوا كذلك ب

النصاب، فقد ذكر الونشريسي أف النصاب الذم ٯبب فيو زكاة الزيتوف أنو بسة أكسق، كتوسع آخركف

ب احملاصيل الب تشملها ىذه ا١بباية، فقاؿ بعضهم أف ا٤بنتوج الذم تنتشر زراعتو ب بلد البد من أخذ

زكاتو، كقاؿ بعضهم اآلخر إف كل ما ييكاؿ كالسمسم كاألرز كالذرة كاللوبيا كالسلت كغب ذلك من

كأكجب أبو حنيفة . كذكر قدامة بن جعفر أنو يؤخذ من بيع ما ٲبكن ادخاره. بذكر ٯبب فيها العشر

.6العشر ب كل ما ٱبرج قليبل كاف أك كثبا، رطبا كاف أك يابسا، كيبقى من سنة إىل سنة

1 .199، أبو عبيد، األمواؿ، ص 54أبو يوسف، ا٣براج، ص -

2 .113، ابن آدـ، ا٣براج، ص 55أبو يوسف، نفس ا٤بصدر، ص -

3 .222قدامة بن جعفر، ا٣براج، ص -

4 .90-89ابن العطار، الوثائق كالسجبلت، ص -

5 .274ابن حياف، ا٤بقتبس، ص -

6‌.55،‌أت‌يضف،‌اخراج،‌ص‌222،‌لذاح‌ت‌جعفر،‌ص‌113،‌يذي‌ت‌آد،‌اخراج،‌ص‌369،‌ص‌1اشريطي،‌اعيار،‌ج‌-‌

Page 296: الفصل التمهيدي

280

انعكاسات الجبايات على النشاط الزراعي: المبحث الثاني

اإلسبلـ ب التعامل مع أىل الذمة ب دكلة األساسإف مبادئ العدالة كا٤بساكاة كاالحباـ كانت

، كدفع األذل عنهم كرفع االضطهاد الذم يطا٥بم، ككاف ا٤بسلموف األكائل عونا على عهد الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كصحبو كسلم

برافق الدكلة العامة الب كانت بثابة ا٢بارس الذم يرعى شؤكهنم، كيصوف اإلسبلـكقد بتع اليهود كالنصارل ب ظل . ٥بم على بلوغ آما٥بم كبقيق أمنهم

.1الذاتية مقدساهتم، ب حب كانوا أحرارا يتمتعوف بقوؽ االبار كالتجواؿ كالتعليم كإدارة شؤكهنم

على معاملة أىل الذمة با٢بسب كأكصى هبم خبا كقد أكد الرسوؿ صلى اهلل عليو كآلو كسلم

أال من "أخرل، ككرد ب صيغة 2"من ظلم معاىدا أك كلفو فوؽ طاقتو فأنا حجيجو يـو القيامة: "فقاؿ

ظلم معاىدا، أك انتقصو، أك كلفو فوؽ طاقتو، أك أخذ منو شيئا بغب طيب نفس فأنا حجيجو يـو

.بأىل الذمة خبا )رضي اهلل عنهم(، ككذلك أكصى ا٣بلفاء الراشدكف 3"القيامة

حاكؿ ابن خلدكف ب كتاب العرب أف يربط بب سياسة الدكلة كأسلوب ا١بباية فيها من ناحية

فذكر أف الدكلة سواء قامت على سنن العصبية . أخرلكاألكضاع االقتصادية كاالجتماعية من ناحية

القبلية أك الدين، فإهنا تكوف ب أكؿ عهدىا قليلة الضرائب كثبة ا١بباية، ألف رعاياىا ينشطوف للعمل

فيكثر االعتمار، كعندما تنتقل الدكلة إىل عهد البؼ تكثر الضرائب كتنقص ا١بباية، كال يكوف ذلك إال

.4 ب االعتماد تقليل مقدار الوظائف على ا٤بعتمدين ما أمكناألسبابتدرٯبيا، ألف أقول

1 .37، ص 2009ذياب ٧بمد الركايب، حقوؽ أىل الذمة ب اإلسبلـ، ببكت، -

2 .75أبو يوسف، ا٣براج، ص -

3 .205، ص 9، البيهقي، سنن البيهقي، ج 46، ص 2أبو داكد، سنن أيب داكد، ج -

4 .280-279، ص 1ابن خلدكف، العرب، اجمللد -

Page 297: الفصل التمهيدي

281

ابن رضواف ا٤بالقي ربط بب " الشهب البلمعة ب السياسة النافعة"ب حب أف صاحب كتاب

حالة الفبلحب ككضع كمقدار ا٣براج، مؤكدا أف ا٤بزارعب إذا ضعفوا عجزكا عن عمارة األرضب كتركوىا،

.1فتخرب كتضعف العمارة، فيقل ا٣براج، كينتج عن ذلك ضعف ب األجناد، كعن ذلك يطمع العدك

حب سقوط اإلسبلميلذلك علينا بياف سياسة الدكلة األموية ا١ببائية ب األندلس منذ الفتح

.ا٤برابطب، ككيف كانت انعكاساهتا على حالة ا٤بزارعب ب تلك الفبة

إف اختيار عماؿ ا١ببايات كاف يتم ضمن مواصفات ٧بددة، حيث يشبط فيو العدالة كحسن

كقد احتوت 2، كعدـ تكليف الرعية فوؽ ما يطيقوفاإلسبلميةا٣بلق كالسبة، كمعرفة أصوؿ الشريعة

السامية، كإف اإلنسانيةاالتفاقات كمعاىدات الصلح بب ا٤بسلمب كأىل الذمة جوىر ىذه ا٤بعال

حدثت بعض التجاكزات كالشطط عن ذلك ب فبات ٨بتلفة، بسبب ا١بشع كالطمع إىل ما ب أيدم

.الغب، كقلة أك انعداـ الوازع الديب كالرقابة ا٢بكومية

بوجب االتفاؽ الذم كقعو عبد العزيز بن موسى بن نصب كتدمب بن غندريش فرضت ا١بزية

على أىل الذمة كما مر بنا ب ا٤ببحث السابق، كلكن أخذ ب ا٢بسباف ا٤بستول االجتماعي للسكاف

.3فأخذ من العبد نصف ما أخذ من ا٢بر

لقد امتدح كؿ ديورانت ب كتابة قصة ا٢بضارة، حكم ا٤بسلمب ب األندلس، ككصفو بأنو نعمة

كبركة على ا٤بزارعب من سكاف الببلد األصليب، ذلك أف الفابب كانوا يسندكا قضية فبلحة ا٤بساحات

1 .231، ص 1984ابن رضواف، أبو القاسم عبد اهلل بن يوسف، الشهب البلمعة، ب السياسة النافعة، الدار البيضاء، -

2 .100الزىرم، كتاب ا١بغرافية، ص -

3 .63، ا٢بمبم، الركض ا٤بعطار، ص 256، الضيب، بغية ا٤بلتمس، ص 5-4العذرم، نصوص عن األندلس، ص -

Page 298: الفصل التمهيدي

282

الشاسعة من األرض الب استولوا عليها إىل مستأجرين يلقوف كل رعاية كعناية كاىتماـ، كما أهنم كانوا

.1يبكوف أعماؿ الزراعة لسكاف الببلد

اإلسبلميإال أف األمور مل تكن دائما تسب بصورة صحيحة كفق مبادئ الشريعة كالدين

السمح، كٲبكن تلمس األثر السليب للجبايات على الزراعة كا٤بزارعب ٩با قاـ بو الوالة كا٢بكاـ الذين

-103(تعاقبوا على ا٢بكم، حيث عرفت الفبة الب توىل فيها عنبسة بن سحيم الكليب حكم األندلس

بالتسلط كالقسوة كظلم الرعية، حيث ألـز النصارل بدفع جزية مضاعفة على )ـ722-721/ ق107

بالتقول اإلسبلمية، ب حب تصفو ا٤بصادر 2حد قوؿ حسب مؤنس، ٩با أدل إىل قلق السكاف كتوترىم

إىل أف بلغ األكركبية األراضي، ككاصل ببلتو ب فتح 3كالورع، كأنو كاف إداريا فذا، ك٦باىدا حق ا١بهاد

من أراضي %70 كىي تبعد عن باريس بنحو ثبلثب كيلومبا، كىذا يعب أنو Sensمدينة سانس

فرنسا كانت ببلدا إسبلمية، حيث أكغل ب الببلد حب كصل هنر الركف إىل الشرؽ كعربه، كأصيب ب

.4بعض ا٤بعارؾ بركح استشهد على إثرىا كىو ب طريق عودتو إىل األندلس

كب إمارة ا٢بساـ بن ضرار الكليب أينزؿ الشاميوف ب كور األندلس على ثلث خراج أىل

، بينما التـز البلديب بأداء العشور كغبىم 6، كأيعفوا من أداء العيشور مقابل ا٣بدمة ا٢بربية ا٤بستمرة5الذمة

.من زراع أىل الببلد كما كردت اإلشارة إىل ىذا سابق

1 .293، ص 2، ج 1964كؿ ديورانت، قصة ا٢بضارة، القاىرة، -

2 .151مؤنس، حسب، فجر اإلسبلـ، ص -

3 .235، ا٤بقرم، نفح الطيب، ا١بزء األكؿ، ص 27، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

4ق من قبل بشر 106، كذكر ا٢بميدم ب جذكة ا٤بقتبس أف كاليتو على األندلس كانت سنة 27ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ص -

. 319، ص 6ق، ا١بزء 109ق، كقيل سنة 107بن صفواف أمب أفريقية ب أياـ ىشاـ بن عبد ا٤بلك، ككفاتو سنة 5 .47، ص 2، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 61، ص 1ابن األبار، ا٢بلة السباء، ج -

6 .109، ص 1ابن ا٣بطيب، اإلحاطة، ج -

Page 299: الفصل التمهيدي

283

عرفت األندلس ب فبة حكم يوسف بن عبد الربن الفهرم حفيد الفاتح ا٤بشهور عقبة بن

ق، كىي أطوؿ فبة كالية لواؿ لؤلندلس منذ فتحها، بلة من 141-ق129نافع كالب استمرت من

.1اإلصبلحات على النظاـ ا٤بايل القدل، بيث أسقط الضريبة عن األموات كاستوفاىا من األحياء فقط

كسعيا منو إىل برم ا٢بق كإقامة العدؿ كمعاقبة الفاسدين كالظا٤بب من ا١بباة، كاف ىشاـ بن

ثال أمراء الدكلة األموية ب األندلس، شديدا ب مراقبة )ـ718- 796/ ق180-172(عبد الربن

.2ا١بباة، لكي يكسب كد ك٧ببة الرعية، حيث شبو با٣بليفة العادؿ عمر بن عبد العزيز

مبدين )ـ821-796/ق206-180(لقد ثار العامة ضد حيكم ا٢بىكىم بن ىشاـ الربضي

احتجاجهم كسخطهم على فرضو ضرائب على ا٤بواد األكلية، بدعم كمساندة كبار فقهاء ا٤بالكية مثل

كٲبكن تفسب غضب الفقهاء كاالجتماع ٣بلعو ىو بربه كاستبداده . بي بن بي الليثي كعيسى بن دينار

على العامة، كبعو لكل السلطات ب يديو، كحده من نفوذ علماء الدين على عكس كالية أبيو ىشاـ،

إال أف األمبحيث بتعوا بعهده بنفوذ كاسع، ضاؽ العامة بكمو فذىبوا حملاصرة القصر فما كاف من

أرسل جنده إىل حي الربض كىو من أكرب أحياء قرطبة فدمركه كأحرقوه كارتكب ا١بند مذبة بق

قتيل، كمل يكتف بذلك بل أمر هبدـ ىذا 10.000السكاف، حيث قدر ا٤بؤرخوف عدد القتلى ٫بو

.3ا٢بي

1 .79عناف، دكلة اإلسبلـ ب األندلس، ص -

2 .67، ص 2، ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج 202، ص 2، ابن عبد ربو، العقد الفريد، ج 10ا٤براكشي، ا٤بعجب، ص -

3، ج - ، رسائل ابن حـز .45-44، ص 1، ابن األبار، ا٤بصدر السابق، ج 91، ص 2ابن حـز

Page 300: الفصل التمهيدي

284

على هنجو ب )ـ852-822/ق238-206( عبد الرباف بن ا٢بكم األمبكلقد سار كلده

ا٢بيوال، ٩با أدل إىل سخط العامة كثورهتم من كاإلنتاجفرض ا١ببايات على ا٤بنتجات الفبلحية كا٤بواشي

.1أخرلا٤بسلمب كنصارل، مطالبب برفعها أك بفيضها، كثار كذلك سكاف طليطلة كمدنا

كانت الثورة ب مدينة ماردة أكربىا كأشدىا خطرا كاستمرت سنوات عدة، كاستنفذت الكثب

.من ا١بهد كا٤باؿ كالدماء إلبادىا كالقضاء عليها، ككاف أىل ماردة قد قتلوا كاليهم أثناء ثورهتم

مل تكن الفب الداخلية الب تواجو عبد الربن تؤثر فيو كثبا، كمل تكن مصدر قلق أك إزعاج

حقيقي بالنسبة لو، كمن ب مل يكن يتعجل إبادىا كالقضاء عليها، كب نفس الوقت مل يكن يهملها

إال أف . حب تزداد خطرا كيستفحل أمرىا، كإ٭با كاف يراقب كينتظر الفرصة للقضاء عليها بأقل ٦بهود

ىذه الثورات كالفب الداخلية كفتنة ا٤بضريب كاليمنيب كالب استمرت ٫بو سبع سنوات تنعكس سلبا على

النشاط الزراعي كا٤بنتوج الفبلحي، النقطاع طرؽ ا٤بواصبلت كخراب ا٢بقوؿ كالقناطر، حيث تتحوؿ إىل

.ساحات للقتاؿ كاالخراب

٧بمد بن عبد الربن بن األمبكرغم اجملاعة الب شهدهتا ببلد األندلس ب بعض سنوات حكم

إال أف عماؿ ا١بباية كانوا ال يتوانوف عن مطالبة السكاف )ـ886-852/ ق273-238(ا٢بكم

إف أشهر اجملاعات الب عرفها عهده حدثت ب . 2بقرطبة بدفع ا٣براج أك ا١بزية أك العشر نقدا أك عينا

٦بموعة من الثورات احتجاجا على سياساتو، منها أيضاعرؼ عهده ىو . 3ق260ق كعاـ 253سنة

ق ثار أىل ماردة كب عاـ 254ق، كب عاـ 239 سنة األمبثورة أىل طليطلة الذين حبسوا عامل

ق ثار أىل تطيلة كسرقسطة، كثارت كذلك كورة رية كا١بزيرة 258ق ثار أىل كشقة، كب عاـ 256

1 .42، ص 2، النويرم، هناية اإلرب، ج 130، ص 6ابن األثب، الكامل ب التاريخ، ج -

2 .173-172ابن حياف، ا٤بقتبس، ص -

3 .86، ابن القوطية، تاريخ افتتاح األندلس، ص 100، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

Page 301: الفصل التمهيدي

285

، إف ىذه الثورات كانت تستمر فبة طويلة ربا ألكثر من عاـ، ٩با ستبؾ أثرا على 1ق265ا٣بضراء عاـ

.النشاط االقتصادم كخاصة الفبلحي منو

يذكر ابن حياف ب مقتبسو أف كايل قرطبة الوليد بن غال، نصح األمب ٧بمد بن عبد الربن

ق للمجاعة كالقحط الب أصابت الناس كتأجيل بصيلو إىل السنة ا٤بقبلة، 253بإسقاط العشر ب سنة

أصر على استيفائو، ك٤با رفض ابن غال تنفيذ األمر عزلو عن منصبو كعب بدكف بن األمبغب أف

باسيل كاليا جديدا، الذم اشتط ب أعماؿ ا١بباية، كىتك األستار كأىلك كثبا من النفوس، كضج

.2الناس بالدعاء عليو ب كل بعة فأماتو اهلل بغتة

كإ٢باحو ب أعماؿ ا١بباية يعود إىل أف األمبكتذكر ا٤بصادر التارٱبية إىل أف السبب ب تشدد

الدكلة كانت باجة إىل األمواؿ كاألقوات لتجهيز ا٢بمبلت العسكرية ا٤بعركفة بالصوائف الب حرص

.3ا٢بكاـ على بهيزىا سنويا عن طريق بع ا١ببايات ا٤بختلفة

الوايل الوليد بن غال إىل منصبو، كطلب منو العمل األمببعد كفاة بدكف بن باسيل، أعاد

على هتدئة النفوس، كبفيف نقمة الرعية كاسبضائها، ففعل ذلك، كأسقط عن الناس ثلث العشور، ٩با

.4أدل إىل بسن أحواؿ الرعية كزيادة العمراف

كا١بزيرة ا٣بضراء كانت بسبب )مالقة(بدر اإلشارة إىل أف الثورات الب نشبت ب كورة رية

.5سياسة الوايل بي بن عبيد اهلل ا٤بتشددة ب بع ا٣براج

1 .143، ابن حياف، ا٤بصدر السابق، ص 162، ابن األبار، ا٤بصدر السابق، ص 106-105ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ص -

2 .100، ابن القوطية، ا٤بصدر السابق، ص 174-173-172ابن حياف، ا٤بصدر السابق، ص -

3 .173-172، ابن حياف، ا٤بقتبس، ص 109، ص 2ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

4 .109ابن عذارم، نفس ا٤بصدر، ص -

5 .393، ص 5ابن حياف، ا٤بصدر السابق، ا١بزء -

Page 302: الفصل التمهيدي

286

حاكؿ بعض ا٣بلفاء التخفيف عن كاىل )ق412-316( ب فبة ا٣ببلفة األموية ب األندلس

الرعية بإلغاء أك إنقاص حجم ا١ببايات ا٤بفركضة، كتعيب ا١بباة ا٤بعركفب بالنزاىة كاالستقامة كالعدؿ

كالصبلح، كعزؿ أك معاقبة العماؿ الذين يأخذكف أمواؿ الناس بالباطل كبطرؽ غب شرعية، كيستعملوف

كقد عيدت ىذه اإلجراءات بثابة إصبلح للنظاـ ا١ببائي ب . 1مناصبهم لئلثراء السريع كالكسب ا٢براـ

األندلس، كإف كانت ىذه التعديبلت ظرفية، مرتبطة بفبة حكم خليفة معب، كليست هنجا ثابتا،

كلذلك ىي تزكؿ بوت ا٢باكم الذم سنها أك عزلو، كتعود األمور إىل سابق عهدىا من التجاكز على

.حقوؽ العامة

سادت األندلس أكضاع مضطربة بسبب األكضاع الداخلية غب ا٤بستقرة كحركات التمرد

كالثورات ب أ٫باء متفرقة من الببلد ألسباب عدة، كاالعتداءات ا٣بارجية للممالك النصرانية، بيث

.أصبحت الدكلة عاجزة عن باية مواردىا ك٩بتلكاهتا ا٣باصة، ناىيك عن باية الرعية

انفرط عقد األندلس باما بوالية ٧بمد بن ىشاـ بن عبد ا١ببار ا٤بلقب با٤بهدم، فلم يكن ٲبلك

شيء، فكاف من أكؿ اإلدارة، كليس لو من فن األمورا٤بهدم من لقبو إال ر٠بو، إذ كاف ال بسن قيادة

أعمالو التنكيل بالعامريب ، فانتهب أموا٥بم كنفاىم إىل أطراؼ الببلد كىدـ الزاىرة كأباح انتهاهبا، فنهض

.2السفهاء يتسابقوف حب ىدمت الزاىرة كتركت خرابا كأف مل تغن باألمس

، ضيق ابن عبد 3"األبوابكمل يسلم من النهب حب " الب انتهبت، األمواؿ كعلى الرغم من

ق 400(ا١ببار على العامة، كاستغل التجار، كطلب من أىايل قرطبة أمواال، كهتيأ للخركج إىل الرببر سنة

1 .227، ص 1، ابن عذارم، ج 322ابن حياف، ا٤بقتبس، ا٤بصدر السابق، ص -

2 .63، ص 3ابن عذارم ا٤بصدر السابق، ج -

3 .61، ص 3نفس ا٤بصدر، ج -

Page 303: الفصل التمهيدي

287

ككاف ابن عبد . 1كمل يكتف بذلك، بل استحوذ على ما كاف بقصر قرطبة كالناعورة كالرصافة )ـ100ك

ا١ببار قدكة للسفهاء كالغوغاء من العامة ب التعامل مع الرببر من سكاف األندلس، فأساء معاملتهم،

حب كصل بو ا٢باؿ إىل أف أعلن أف من قتل بربريا فسيناؿ جائزة، فسارع الدٮباء إىل قتل الرببر كىتك

أعراضهم، ككاف الرببر قبل ذلك يستعدكف للثورة عليو، ٤با كاف منو من عداكة ٥بم، فلما حدث ما حدث

يقينا أف ىذه األكضاع ا٤بضطربة سيكوف ٥با أسوأ األثر على 2زاد حنقهم كغيظهم كباستهم للثورة عليو

.النشاط االقتصادم كباصة منو الفبلحي، ٩با ينعكس سلبا على ا٢بياة العامة

حب بلغت األمراء ب أ٫باء األندلس أخبار األعماؿ الب قاـ هبا بن عبد ا١ببار، ثار كل كاحد

منهم ب بلده، فثار زاكم بن زيرم بن تبعو ب غرناطة احتجاجا على مقتل حباسة بن ماكسب بن زيرم

ابن أخي زاكم، كالتف ىو كسائر الرببر حوؿ سليماف ا٤بستعب باهلل ا٤بطالب بالعرش ب األندلس ليبدأ

.3بذلك دكر الرببر ب فتنة األندلس

كثار ابن عباد القاضي ب اشبيلية كأصبح حاكمها الوحيد بعد أف أزاح زميليو ككانا من كبار

القضاة ب ا٤بدينة ٧بمد بن برل األ٥بال ك٧بمد بن حسن الزبيدم، كعمل بعد ذلك على توسيع ٩بلكتو

فتحالف مع ٧بمد بن عبد اهلل الربزايل حاكم قرمونة لبلستيبلء على مدينة باجة ك٪بح ب ذلك بعد معركة

شديدة مع بب األفطس حكاـ ا٤بدينة السابقب، كيعترب أبو القاسم ٧بمد بن إ٠باعيل بن عباد مؤسس

.4سبللة بب عباد الفعلي كقد عرؼ با٢بـز كالقوة

1 .99-61نفسو، ص -

2 .150، ص 4، ابن خلدكف، العرب، ج 113ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، ص -

3 .123، ص 2، عناف، ا٤برجع السابق، ج 112، ص 3ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

4 .391عبد الربن علي ا٢بجي، التاريخ األندلسي ـ الفتح اإلسبلمي حب سقوط غرناطة، ص -

Page 304: الفصل التمهيدي

288

ـ كتلقب بالظافر، 1036/ق427أما إ٠باعيل بن ذم النوف فقد استوىل على طليطلة ب عاـ

ب أعقاب الفتنة كاهنيار السلطة ا٤بركزية باألندلس، حيث أضحت طليطلة ببل حاكم أك كاؿو يتوىل

أمورىا، كيضبط أمرىا، كتداكؿ على حكمها ٦بموعة من ا٢بكاـ منهم القاضي أبو بكر يعيش بن ٧بمد

كغبه، إىل أف حانت الفرصة إل٠باعيل بن ذم النوف، كأخذ يتوسع ب ملكو ا١بديد كاستعاف ب تدبب

األمر بكبب ا١بماعة كشيخ ا٤بدينة أيب بكر بن ا٢بديدم، ككاف من أىل العلم كالعقل كالدىاء كحسن

.1النظر

كيوسف بن سليماف بن ىود استقل بسرقسطة، تذكر ا٤بصادر التارٱبية أف سليماف بن ىود

ق، بب بنيو ا٣بمسة، فكانت سرقسطة من نصيب 438حاكم سرقسطة قسم اإلمارة قبل كفاتو عاـ

ب ٪بح أبد بن سليماف أف . كلده أبد كالردة ليوسف، ككشقة لليب، كتطيلة للمنذر، كقلعة أيوب حملمد

ينتزع كشقة كتطيلة كقلعة أيوب من إخوتو، ك٠بل أعينهم كسجنهم، لكنو مل يستطع أف ينتزع الردة من

سنة كبكن أبد ا٤بلقب با٤بقتدر بعد 30، كاستمر الصراع بب األخوين ٤بدة 2أخيو يوسف ا٤بظفر

التعاكف مع اإلمارات ا٤بسيحية لقاء مبالغ مغرية كتنازالت مهينة من االنتصار على أخيو كأسره، حب

.3ىػ475مات ب سجنو سنة

كانتقلت عدكل الثورة مع ضعف السلطة ا٤بركزية، إىل العماؿ كالقضاة، كل ب موضعو،

فا٤بنصور بن األفطس ابن بطليوس، كمعن بن صمادح ب ا٤برية، كابن ٦باىد الصقليب ب دانية، كابن

1، ص 4، ابن خلدكف، ا٤بصدر السابق، ا١بزء 1532، تربة رقم 987، ص 3ابن بشكواؿ، الصلة، بقيق إبراىيم األبيارم، ا١بزء -

161. 2 .222، ص 3ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

3 .281، ص 2عناف، ٧بمد عبد اهلل، دكلة اإلسبلـ ب األندلس، ج -

Page 305: الفصل التمهيدي

289

كقد جعل زاكم بن زيرم . كبذلك انفرط عقد الدكلة، كأصبح كل أمب ب ناحية. 1طاىر ب سبتو كغبىم

كباعتو سليماف بن ا٢بكم بن عبد الربن إماما ٥بم كتوجهوا إىل قرطبة، كىزموا جند ا٣بليفة القرطيب

كانضم إليهم أىل البوادم من كل ناحية خوفا من الرببر . كدخلوا مع الرببر إىل الزىراء كابذكىا مقرا ٥بم

.2كمات أكثرىم كفنيت مواشيهم

كمل تقتصر ىذه األكضاع ا٤بضطربة على قرطبة كا٤بدف األندلسية الكربل فقط، بل تعرضت أمواؿ

الرعية كا٤بمتلكات ا٣باصة إىل النهب كالتخريب ب كل من مالقة كالببة، ككصل األمر بسليماف بن

.3ا٢بكم أف فرض على أىايل مالقة ضريبة قدرت بسبعب ألف دينار مقابل أف يكف عن قتا٥بم

لسليماف بن ا٢بكم، فقد بالف ضده علي بن بود، كىو من األدارسة األكضاعمل تستقر

العلويب، الذم ادعى أنو بمل كتابا من ىشاـ ا٤بؤيد باهلل بتوليتو العهد من بعده، كطالب بعرش

ا٣ببلفة، كعرب إىل ا١بزيرة ا٣بضراء بيش من الرببر كالتقى بقوات خباف الصقليب أحد موايل العامريب ب

كل ىذه ا١بموع . ثغر ا٤بنكب، ب انضم إليهم حلفائهم من صنهاجة بقيادة زاكم بن زيرم ب الببة

التحمت بعركة قرب قرطبة انتهت هبزٲبة سليماف كمقتل عدد كبب من أنصاره كأسره ىو كأبيو كأخيو عبد

ق، كقتل سليماف كأبيو كأخيو كأعلن نفسو 407 ٧بـر 28الربن، فدخل علي بن بود قصر قرطبة ب

.4ا٣بليفة ا١بديد بعهد من ىشاـ ا٤بؤيد باهلل

1، ا٤براكشي، ا٤بعجب ب تلخيص أخبار 438، ص 1، ا٤بقرم، نفح الطيب، ج 68-67ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص -

.111-106ا٤بغرب، ص 2 .102، ص 3ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

3 .106، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

4، ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، ص 22-20، ا٢بميدم، ا٤بصدر السابق، ص 122 ، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب ، ج -

129.

Page 306: الفصل التمهيدي

290

إال أف األمور مل تستقر لو، حيث ائتمر بو ثبلثة من ا٣بدـ الصقالبة ب قصر ا٣ببلفة كقتلوه ب

. عاما55ق كعمره يومئذ 408ذم القعدة سنة 2

لقد كاف الضطراب األحواؿ السياسية كاالحباب الداخلي كالتصفيات الدموية، أثر سليب على

النشاط الفبلحي كعلى ا٢بياة االقتصادية بشكل عاـ، كإذا ما أضفنا إىل ذلك الفيضانات الب عرفها هنر

تقدير حجم ا٤بعاناة، حيث ارتفعت باإلمكافـ، أصبح 1010/ق401قرطبة، كخاصة ب عاـ

أكلوا الدـ من مذابح "، كانتشر الغبلء كفشى، حب أف الناس كما يذكر ابن عذارم ب البياف األسعار

.1"البقر كالغنم، كما أكلوا ا٤بيتة

ـ انتهت ا٣ببلفة األموية ب األندلس، حيث 1031ديسمرب /ق422 ذم ا٢بجة سنة 12ب

. استطاع سكاف قرطبة خلع آخر خليفة أموم ىو ىشاـ بن ٧بمد بن عبد اهلل الذم لقب با٤بعتمد باهلل

كنادل البعض من أىايل قرطبة بضركرة طرد بيع بب أمية من ا٤بدينة، ٧بذرا من يبقى منهم، كمتوعدا من

كاألرباض بأف ال يبقى أحد بقرطبة األسواؽكمشى الربيد ب "يتواطأ معهم، كب ذلك يقوؿ ابن ا٣بطيب

ىػ اجتمع شيوخ قرطبة كالوزراء 422كب منتصف ذم ا٢بجة سنة . 2"من بب أمية كال يكفنهم أحد

.برئاسة ابن حـز بن جهور، كاتفقوا على خلع ا٤بعتمد باهلل، كإبطاؿ مرسـو ا٣ببلفة بلة

بعد سقوط ا٣ببلفة، تشظت أراضي دكلة ا٣ببلفة إىل العديد من ٩بالك الطوائف الضعيفة

عسكريا، بكمها ملوؾ صغار النفوس، عظيمي اإلطماع، إذ فرضوا على الرعية ا١ببايات ا٤بختلفة

.3فساءت األحواؿ، كعم الغبلء كالفساد

1 .106-105نفسو، ص -

2 .192ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، ص -

3،ج - ، رسائل ابن حـز .32، ص 3ابن حـز

Page 307: الفصل التمهيدي

291

كمل يكن ىم ملوؾ الطوائف إال بع األمواؿ عن طرؽ غب شرعية ب غالب األحياف، كانصرفوا

إىل البؼ كاللهو، كمن أجل البقاء ب سدة ا٢بكم، دفعوا اإلتاكات إىل ملوؾ النصارل، اتقاء لتهديداهتم

ـ ب يد ألفونسو السادس ملك 1085/ق478كبرشاهتم، كأدل ذلك كلو إىل سقوط طليطلة ب سنة

.1قشتالة

إف سيطرة النصارل على مدينة طليطلة كاف لو عظيم األثر ب نفوس الرعية، كمؤشر خطب

السياسية ب األكضاع، ككاف من أشد الناس إحساسا بسوء األياـعلى ما سيؤكؿ إليو أمر الببلد ب قابل

كطنو أبو ٧بمد عبد اهلل بن فرج اليحصيب، الشاعر ا٤بعركؼ بابن العساؿ، فبكى سقوط بريشب ب سقوط

طليطلة، فوصف حاؿ العرب ب األندلس كما يهدد كجودىم فيها من ٨باطر ٧بذرا كناصحا با٥بجرة إىل

: حينما قاؿأخرلبلداف

ـي هبا إال من الغلػط شيدكا رىكىاحلكم يىا أىلى أندلس فىمىا ا٤بػقىا

الثوبي يىنسلي من أطرافو كىأىرل ثوب ا١بزيرة منسوالن من الوسط

.2ىػ487ك٤با سقطت طليطلة رحل عنها كسكن غرناطة كتوب هبا سنة

إف ملوؾ الطوائف مل يكونوا يعبكف اىتماما ٤بعاناة الرعية، كما يكابدكنو من خوؼ كضيق،

فكانوا يفرضوف عليهم ا١ببايات اجملحفة، كٯبانبوف ا٢بق كالعدؿ ب استحصا٥با، فقد توعد القادر حفيد

بن ذم النوف أعياف طليطلة بتسليم أكالدىم للنصارل، إذا مل يبادركا بمع ا٤باؿ لتقدٲبو إىل ملك

إف ىذا التعاكف بب . قشتالة، حليفو كحاميو، ككاف دائم التعاكف معو ب أكقات األزمات كالثورات ضده

القادر كألفونسو مل يشفع لو، كاستمر ألفونسو ب غارات متواصلة على أراضي طليطلة، مطمئنا لعدـ

1 .127، ص 1، ابن بساـ، الذخبة ب ٧باسن أىل ا١بزيرة، اجمللد 79-78ابن الكردبوس، تاريخ األندلس، ص -

2 .21، ص 2، ابن سعيد، ا٤بغرب، ج 213-195، ص 4ا٤بقرم، نفح الطيب، ج -

Page 308: الفصل التمهيدي

292

كجود قوة قادرة على ردعو، حب سيطر عليها، أما القادر فغادرىا مع أىلو كأموالو على أف يعاكنو

.1ألفونسو على االستيبلء على بلنسية بت باية ألفونسو

- ملك اشبيلية–كقد تذمر الناس ٩با كاف يبذر من أمواؿ بيت ا٤باؿ ب ببلط ا٤بعتمد بن عباد

، ك٠بيت هبذا االسم نسبة ٤بوالىا ريميك بن ا٢بجاج، "إعتماد"إرضاء لزكجتو الرميكية، كا٠بها ا٢بقيقي

، ككاف الناس كلما ذكرت بجالسهم لعنوىا، كمل ٱبفوا 2كقد ابتاعها ا٤بعتمد ب حياة أبيو ا٤بعتضد

.3سخطهم عليها

ـ إىل 1063/ ىػ456كنقم الفقهاء كسخطوا على دفع ملك سرقسطة ابن ىود ا١بزية عاـ

أيضا، كقد مر بنا سابقا أف ا٤بعتمد بن عباد 4ألفونسو السادس، كاعتربكا ذلك ٨بالفا للشرع اإلسبلمي

.كاف يدفع ا١بزية أللفونسو السادس الذم القى ا٤بسلموف على يديو ا٥بواف كالذؿ

ككاف ا١بباة . ٤بلوؾ النصارل اتقاء لتهديداهتماألمواؿلقد كاف معظم ملوؾ الطوائف يدفعوف

بناء على أكامر سادهتم، ككاف بعضهم مثل ملك غرناطة يربر خنوعو األمواؿيشتدكف ب جباية

ال عسكر لنا ندافع بو، فكم يؤخذ "كخضوعو ٤بلوؾ النصارل، كيهلك رعيتهم ب سبيل إرضائهم بقولو

، ماؿ بعشر قيمة ما يعطى كالذم مواؿب ىذه الفرصة من أسرل ا٤بسلب، ككم يفسد فيها من األ

فاجتمع رأينا على إرضائو باليسب مع معاقدتو على أف ال يقرب لنا بلدا بعد أخذ ىذه ... عهدناه منهم

.5"الدفعة

1 .114، ص 2، عناف، دكلة اإلسبلـ ب األندلس، ج 305، ص 3ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

2 .211، ص 4، ا٤بقرم، نفح الطيب، اجمللد 62، ص 2ابن االبار، ا٢بلة السباء، ج -

3 .86، ص 1959، عبد الوىاب عزاـ، ا٤بعتمد بن عباد، ا٤بلك ا١بواد، القاىرة، 272، ص 4ا٤بقرم، ا٤بصدر السابق، ج -

4 .229، ص 3ابن عذارم، ا٤بصدر السابق، ج -

5 .90-86، الصنهاجي، التبياف، ص 196ا٤براكشي، عبد الواحد، ا٤بعجب ب تلخيص أخبار ا٤بغرب، ص -

Page 309: الفصل التمهيدي

293

فقد . ا٤بعاشية للسكاف ىو تكليف بعض اليهود ب جباية ا٣براجاألكضاعك٩با فاقم من تدىور

، تذكر ا٤بصادر التارٱبية أف باديس األمواؿأككل إليهم باديس بن حبوس ملك غرناطة مهمة بصيل

ىػ فابذ من الوزير اليهودم يوسف بن نغرالة، مساعدا كمعاكنا كترؾ لو الشؤكف 428خلف أبوه عاـ

الداخلية، فاستأثر بالسلطات كنصب العماؿ كا١بباة من اليهود، كقد أبدل ابن نغرالة ٮبة ب بع

، حيث أرىقوا الناس من شدة ب ا١بباية كا٤بعاملة إرضاء لؤلمب باديس، ٩با ىيأ العامة للقياـ بثورة األمواؿ

يذكر ابن عذارم . 1ضدىم، حيث قتل ابن نغرالة كىابوا اليهود ب كل مكاف كفتكوا بعدد كبب منهم

، ب حب 2ىػ، كقتل فيها ثبلثة آالؼ يهودم كما قتل زعيمهم بن نغرالة440أف الثورة اندلعت ب عاـ

، ككانت 3يشب ابن حـز ب رسائلو كابن بساـ ب ذخبتو إىل أف عدد القتلى من اليهود كاف أربعة آالؼ

.4تلك الثورة ملحمة من مبلحم بب إسرائيل، باؤكا بذ٥با، كطاؿ عهدىم بثلها، كما يذكر ابن بساـ

كفرض ملوؾ الطوائف على الناس القباالت، ككانت من أتعس أنواع ا١ببايات، كما كاف ا٤بتقبل

إف القبالة، أم الضماف، كاف ا٤بتقبل . ، إرضاء لنزكاهتم كبقيقا لشهواهتم كأطماعهم5من شر جباة ا٤باؿ

: يأخذ بوجب العقد الذم يربمو مع السلطات، أكثر ٩با ككل إليو، كقد كرد ب حديث ابن عباس

.6"إياكم كالقباالت فإهنا صغار كفضلها ربا"

1 .440ابن ا٣بطيب، اإلحاطة ب أخبار غرناطة، مصدر سابق، ج، ص -

2 .231، ص 3ابن عذارم، البياف ا٤بغرب، ج -

3، رسائل، ج - .769-766، ص 2، ـ 1، ابن بساـ، الذخبة، ؽ 15، ص 3ابن حـز

4-447، ص 1، ابن بلقب الصنهاجي، التبياف، ابن ا٣بطيب اإلحاطة، ج 769-766، ص 2، اجمللد 1ابن بساـ، الذخبة، ؽ -

448. 5 .22ابن عبدكف، رسالة ب القضاء كا٢بسبة، ص -

6 .112، ص 6ابن منظور، أبو الفضل باؿ الدين، لساف العرب، ج -

Page 310: الفصل التمهيدي

294

كعندما استوىل ا٤برابطوف على األندلس، نادكا ببطبلف ىذه ا١ببايات الظا٤بة، كالتزموا منذ البداية

من الناس، فأخذكا الزكاة كالعشر كالغنائم كا١بزية من أىل الذمة، كمل األمواؿبأحكاـ الشرع ب بصيل

. 1يأخذكا غب ذلك

كقد كاف ٥بذه التدابب صدل كبب لدل العامة، ككقع بعيد األثر، فعم الرخاء، كبسنت

لدل الناس كبيت ا٤باؿ، كلدل يوسف األمواؿ االقتصادية كتضاعفت األحواؿ، كنشطت األحواؿ

تاشفب نفسو، فقد عثر ب بيت ا٤باؿ بعد كفاتو ثبلثة عشر ألف ربع من الورؽ كبسة آالؼ كأربعب

.2ربعا من دنانب الذىب ا٤بطبوعة

من حكم ا٤برابطب، فقد فرض األكىلإال أف ىذه االنفراجة االقتصادية كانت خاصة بالسنوات

جبايات جديدة على الرعية، ألف )ـ1143-1106/ق527-500(علي بن يوسف بن تاشفب

فهي باجة إىل بهيز . أمواؿ الزكاة كا٣براج كالعشور مل تعد تكفي اللتزامات الدكلة ا٤بالية كالعسكرية

. 3 تتطلب أمواال طائلةاألمورا١بيوش كصرؼ ركاتب ا١بند كأعطياهتم، كإعداد الطرؽ كا٤بنشئات، كىذه

إف ىذه الضرائب أثقلت كاىل السكاف، كزادت ب بؤسهم كشقائهم، ككانت كراء اندالع ا٢بركات

.4 الفقهاء ككبار ا٤ببلؾاألحيافاالحتجاجية كالثورات الب قادىا ب غالب

ككانت أخطر ىذه الثورات على ا٤برابطب ك إف كنا ب ىذا نتجاكز اإلطار الزمب لؤلطركحة ك

حب سنة - )ـ1143/ق538ىي الب عرفت بثورة ا٤بريدين ب سنة -لكنها ب سياؽ ا٤بوضوع

ـ، ككاف زعيمها أبد بن قسي، عامل ا١بباية للمرابطب ب شلب، ككاف على اتصاؿ 1144/ق539

1 .283، ص 6، ابن خلدكف، العرب، اجمللد 180ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص -

2، ص 2، ابن ا٤بؤقت ا٤براكشي، السعادة األبدية ب التعريف بشاىب ا٢بضرة ا٤براكشية، ج137ابن أيب زرع، ركض القرطاس، ص -

89. 3 .65عز الدين موسى، النشاط االقتصادم ب ا٤بغرب، ص -

4 .170- 169عز الدين موسى ، النشاط اإلقتصادم ب ا٤بغرب ، ص -

Page 311: الفصل التمهيدي

295

مع الفقيو الشهب، العابد ا٤بتصوؼ ابن العريف، كتلقب زعيم الثوار با٤بهدم كبدأ بمع مريديو حولو، ب

انتقل من شلب إىل مدينة مرتلة لتنظيم صفوفو بساعدة رجل يقاؿ لو ابن القابلة، كحاكؿ ا٤برابطب

التالية استطاع األعواـالقضاء عليو كلكنهم فشلوا أف يغنوا منو شيئا حسب كصف ابن ا٣بطيب، كب

.1ابن قسي السيطرة على أغلب مناطق غرب األندلس

من الناس، كمل تعد األمواؿ من حكم ا٤برابطب تسيبت األمور ب جباية األخبةب السنوات

بضع للضوابط الشرعية كاألحكاـ الدينية، كإ٭با بضع ألىواء كنزكات عماؿ ا١بباية، لقد انصرؼ كالة

قضاياىم كمشاكلهم كٮبومهم، أصبل الرعية، ا٤بهملة أمواؿ عن ٧باسبة عما٥بم الذين كانوا يبتزكف األمور

، كيتلثموف ليموىوا على الناس كقاـ العبيد كأمثا٥بم بأعماؿ فظيعة، إذ كانوا يتشبهوف بالنببلء كعلية القـو

كيرىبوهنم، كيأتوف ألوانا من الفجور، كما كانوا بملوف السبلح داخل ا٤بدف إلرىاب الناس ب

.2الطرقات

ب ىذه السنوات من عمر دكلة ا٤برابطب، ازداد عمل ا٣براص، الذين ٱبرصوف الزيتوف قبل أكاف

، بأف يسقط ربع 3قطفو مقابل أجر، كإف كقعت آفة فعلى صاحب ا٤باؿ، كلذلك أكصى ابن عبدكف

ا٣برص بسبا ٤بثل ىذه ا٢بالة، كأف ٲبنع ا٣برص منعا باتا إذ يقـو على الظن ككثبا ما أخذ احملصوؿ

العنب كالتمر ألنو يقدر على أصحابو ب األشجار، عشورا دكف نصاب، كقد أجاز الفقهاء ا٣برص ب

.4كاعتربكا ا٣برص ب ا٢ببوب غب مشركع

1 .198-197، ص 2، ابن االبار، ا٢بلة السباء، ج 227-225، ص 2ابن ا٣بطيب، أعماؿ األعبلـ، ج -

2 .11، مصطفى عوض، األدب األندلسي، ص 28ابن عبدكف، رسالة ب القضاء كا٢بسبة، ص -

3 .9ابن عبدكف، ا٤بصدر السابق، ص -

4 .243، ص 5الونشريسي، ا٤بعيار، ج -

Page 312: الفصل التمهيدي

296

ككاف القيباض ك ىم ا٤بوظفوف ا٤بكلفوف بمع ا١ببايات يتبلعبوف با٤بكاييل كيتعدكف على حقوؽ

كاألقوات األمواؿالفبلحب، عوض أف يتحلوا بالصفات ا٢بميدة، كأف بسنوا للرعية، كيستحصلوا منهم

.1 السمحاءاإلسبلميةمن حبوب كبار دكف نقص أك زيادة كفق ما سنتو الشريعة

األمواؿ لعل ٩با ضاعف نقمة الرعية على ا٤برابطب ب أكاخر عصرىم، ىو أهنم أككلوا أمر جباية

ب مناطق عدة من األندلس إىل اليهود، كإىل ا١بيش عامة، فاستذلوا األعراض، كصادركا أمواؿ من تأخر

.2عن دفع الضريبة

كبا أف معظم السكاف ب األندلس كانوا ٲبارسوف الزراعة ب ا٢بقوؿ كالبساتب، فإف ا٤بزارعب

.كانوا األكثر تأثرا هبذه اإلجراءات الضريبية، حيث أثقلت كاىلهم، كأرىقتهم

لقد ابتدع علي بن يوسف بن تاشفب ضريبة جديدة فرضت على سكاف ا٤بدف، تدعى ضريبة

التعتيب أك التعطيب، حيث كانت موجهة إلقامة ا١بسور كالقناطر كا٤بعابر على األهنار كالودياف، كإقامة

أسوار جديدة حوؿ ا٤بدف، كصيانة كإعادة بناء ما هتدـ منها بفعل ا٢بركب كاالشتباكات العسكرية،

كب فرض ىذه الضريبة ب أعقاب غزك ألفونسو . من قبل النصارل ٥بذا الغرضاألمواؿحيث بمع

، األكؿـ، كىو ا٤بلك االسبال ألفونسو 1125/ق519احملارب عدك اإلسبلـ كا٤بسلمب لؤلندلس عاـ

.)كاتالونيا(الذم كلد ب ٩بلكة أرجوف

لقد كاف ىذا الرجل قد نذر نفسو حملاربة ا٤بسلمب، حيث ظل طواؿ عمره الذم جاكز الستب

ب قتاؿ مستمر ضد مسلمي األندلس، مل يتلذذ بتع أك مبلذ مثل بقية ا٤بلوؾ، كمل يتنعم بفراش أك

قصور، بل قضى عمره كلو على صهوة جواده يتنقل من معركة ألخرل، مل يكن يرل لنفسو أم ىدؼ

.ب ا٢بياة سول قتاؿ ا٤بسلمب ب كل مكاف كخدمة دينو كمعتقده

1 .7-6ابن عبدكف، رسالة ب القضاء كا٢بسبة، ص -

2 .172عز الدين موسى، النشاط االقتصادم ب ا٤بغرب، ص -

Page 313: الفصل التمهيدي

297

من مواردىا ا٤بالية، ا٤بتمثل با٣براج كالزكاة كالعشور، أساسياإف الدكلة ا٤برابطية فقدت موردا

إىل ا٤بوحدين األمواؿحيث إف بعض ا١بماعات كالقبائل كأصحاب ا٢بقوؿ كا٤بزارع، أخذكا يرسلوف ىذه

الذين قويت شوكتهم كاشتد بأسهم، كتوسع نفوذىم، كمل يعد بقدكر ا٤برابطب فرض سطوهتم كأكامرىم

. من حكمهماألخبةعلى الرعية، الذين كابدكا كبملوا أنواع الظلم كالتعسف ب السنوات

كاف للكوارث الطبيعية، من فيضاف األهنار، أك سنوات ا١بفاؼ كالقحط، ناىيك عن زحف

/ ق529-528-ق527( الزراعية كإتبلؼ ٧باصيلها ب ثبلث سنوات متتالية األراضيا١براد على

. بالغ األثر على النشاط الفبلحي ب األندلس كتدل ا٤بستول ا٤بعاشي للفبلحب1)ـ1132-1134

1‌.226-217-208ابن القطاف، نظم ا١بماف، ص -

Page 314: الفصل التمهيدي

298

خامتة

Page 315: الفصل التمهيدي

299

الرم ب األندلس ب كسائل الزراعة كطرؽ " لقد كانت غايتنا األساسية من ىذا العمل ا٤بوسـو ب

، معا١بة موضوع الزراعة كالرم ب ببلد األندلس من خبلؿ )/ىػػ 422-138( ا٣ببلفة ىدم اإلمارة كع

بسط تارٱبي بالرجوع إىل ا٤بصادر األندلسية كالدراسات ا٢بديثة، ب تتبع استقرائي تارٱبي للنشاط

الزراعي كالفبلحي فما ىي ٧بصلة ىذا البحث ؟

مدخل تارٱبي حوؿ ا٤بؤلفات ب " من خبلؿ الفصل التمهيدم كالذم كاف عنوانو : أكال

، كقفنا على أف موضوع الزراعة كالرم كاف مادة للبحث كالكتابة كالتأليف ليس "الزراعة كالريفي األندلس

فقط من طرؼ علماء الزراعة األندلسيب، كمل يكن حكرا عليهم بل تعدل االىتماـ هبذا ا٤بوضوع إىل

فئات أخرل من علماء األندلس، إذ ٪بد أصحاب ا٤بعاجم اللغوية من علماء اللغة األندلسيب من أفرد

ا٤بخصص ب (مساحة كاسعة ب مؤلفو للحديث عن الزراعة كما ىو الشأف عند ابن سيدة صاحب

، حيث احتول مؤلفو على معلومات زراعية مهمة من خبلؿ تناكلو األلفاظ الزراعية كاشتقاقاهتا، )اللغة

كىناؾ من اىتم بالزراعة من زاكية النباتات الطبية كفوائدىا العبلجية كمن أشهر ىؤالء موسى بن ميموف

، بل أيضا اىتم فقهاء األندلس بوضوع الزراعة كالرم ٤با )مقالة ب شرح أ٠باء العقار(ب مقالتو الشهبة

يبتب عليو من أحكاـ شرعية بص السقاية كا٣براج كا١بزية، كخاصة ب باب النوازؿ الفقهية، حيث

إضافة إىل الرحالة األندلسيب من أمثاؿ .كانوا يستشهدكف بوقائع تارٱبية استنبطوا منها أحكاما شرعية

. )ا١بامع لصفات أشتات النبات(الشريف اإلدريسي ب كتابو

مل ب حب ٪بد عديد العلماء األندلسيب الذين اختصوا بالتأليف ب موضوع الزراعة كالرم بكم الع

كا٤بمارسة ا٤بيدانية، كيعد ىؤالء ىم مؤسسو ا٤بدرسة الزراعية األندلسية الب بيزت عن ا٤بدرسة ا٤بشرقية،

تقول (أك )كتاب األنواء(عريب بن سعيد القرطيب ب كتاب : كمن ىؤالء على سبيل الذكر ال ا٢بصر

، كابن كافد اللخمي )التصريف مل عجز عن التأليف(، كالزىراكم الطبيب ا١براح الشهب صاحب )قرطبة

Page 316: الفصل التمهيدي

300

، كابن بصاؿ الطليطلي )ا٤بقنع ب الفبلحة(كابن حجاج اإلشبيلي صاحب )٦بموع مفيد(صاحب

كغبىم )زىرة البستاف كنزىة األذىاف(، كمن دكف أف ننسى الطغنرم صاحب )كتاب الفبلحة(صاحب

كثب من ا١بغرافيب مثل أبد الرازم كاإلدريسي كا٢بمبم كمن ا٤بؤرخب كابن سعيد ا٤بغريب كابن دراج

. القسطلي كابن حياف األندلسي

ك٪بد من الباحثب العرب ا٤بعاصرين الذين اىتموا بوضوع الزراعة كالرم ب األندلس بالدراسة

كالبحث ، ٧بمود حسب ىياجنة كسلمى خضراء ا١بيوسي كبيداء ٧بمود القيسي كعبد اجمليد الكبيسي

كيوسف النكادم، باإلضافة إىل ا٤بستعربب اإلسباف مثل خوسي ماريا بيييكركسا، كإكسبباثيوف سانشيز

غليك، كآخركف تناكلوا ا٤بوضوع من كافة ا١بوانب التارٱبية كا١بغرافية كاالقتصادية كالعلمية . ؼ.كتوماس

. كالتقنية ا٥بندسية كالسياسية كالثقافية

كالذم توزع على ثبلثة مباحث؛ " جغرافية ببلد األندلس"أما الفصل األكؿ كا٤بعنوف ب: ثانيا

مبحث طبيعة األندلس، ا٣بصائص كا٤بميزات، كمبحث ا٤بياه ب األندلس، مصادر الرم كالسقي، ب

: مبحث مناخ األندلس كدكره ب الزراعة، خرجنا بالنتائج التالية

بالنسبة للمبحث األكؿ ا٤بتعلق بغرافية ببلد األندلس، إف ا٤بوقع ا١بغراب الطبيعي لشبو ا١بزيرة

اإليببية، كاف لو أثر مباشر ب اىتماـ أىل األندلس بالزراعة كالرم بسبب تنوع الغطاء النباب كتنوع

أما مبحث ا٤بياه ب األندلس؛ . الببة الفبلحية ككذلك تعدد ا٤بظاىر ا٤بناخية من الشماؿ إىل ا١بنوب

فقد عرفت ىذه األخبة تنوعا ب مصادر ا٤بياه من خبلؿ كميات التساقط ا٤بطرم الفصلي، ككذلك

تعدد األهنار كاألكدية مثل الوادم الكبب، كىذا ما دفع بأىل األندلس ألف يهتموا بسار األكدية كاألهنار

كاآلبار ا١بوفية كبوضوع التساقط كمعرفة بالفصوؿ بشكل دقيق كمفصل، كىذا بدكره أدل إىل االىتماـ

. بوضع التقاكل الفصلية الب ٥با عبلقة مباشرة بوسم ا٢برث كالسقي كالزراعة كا٢بصاد

Page 317: الفصل التمهيدي

301

أما ا٤ببحث الثالث كىو ا٤بتعلق بناخ األندلس كدكره ب الزراعة، لقد اىتم األندلسيوف بعرفة التقلبات

الفصلية كدرجات ا٢برارة كمواسم التساقط كحركة الرياح ا٤بو٠بية، حيث استعملوا طواحب ا٥بواء

ت ىذه الطواحب لتخزين ا٢ببوب كسقي احملاصيل ـلبلستفادة من طاقة الرياح، كب ذات الوقت استخد

عا١بةالزراعية، كالعوامل ا٤بساعدة على تلقيح األشجار كالنبات كزيادة منسوب مياه األكدية كاألهنار، ـك

أسباب اجملاعات كاألمراض التعرؼ على أسباب ا١بفاؼ كالقحط كنذرة ا٤بياه كجفاؼ الينابيع كاآلبار ك

.، ك تفادم كقوعها كاألكبئة

كىذا ما أدل هبم إىل االىتماـ بوضوع اإلنتاج الزراعي كالرم ب األندلس، كىو ما : ثالثا

، كالذم توزع "الطرائق كالوسائل: اإلنتاج الزراعي كالرم ب األندلس"تناكلناه ب الفصل الثال بت عنواف

ا٤ببحث األكؿ، اإلنتاج الزراعي ب األندلس كأنواعو، كمبحث كسائل اإلنتاج الزراعي، : على مبحثب

أف اإلنتاج الزراعي أحد أىم األنشطة االقتصادية ب األندلس الب : حيث كقفنا على نتائج عدة أٮبها

مارسها األندلسيوف إلنتاج ا٣ببات ا٤بادية، حيث اتسم اإلنتاج الزراعي بصائص تتعلق بطبيعة كسائل

اإلنتاج كبتأثب العوامل الطبيعية كا٤بناخية، كالطابع ا٤بو٠بي لئلنتاج الزراعي كالذم يتطلب تعبئة منظمة

كرشيدة ب استخداـ كسائل اإلنتاج، مثل هتيئة الببة الصا٢بة للزراعة كتوفب كميات ا٤بياه ا٤بناسبة للسقي،

كأيضا بضب البذكر ا٣باصة بكل فصل كاستخداـ األ٠بدة الطبيعية كمعرفة بآالت الفبلحة مثل الفأس

كاحملراث، بل ككذلك معرفة بعلـو اآللة مثل كيفية صناعة آالت رفع ا٤بياه كاستخراجها من جوؼ األرض

كمعرفة دقيقة بأنواع األشجار كفصوؿ . كجلبها من األهنار، كالنواعب كالنافورات بل كشبكة توزيع ا٤بياه

انتاج بارىا ككل ما يتعلق هبا من الرعاية كاإلصبلح، ككذلك ما ٱبص تربية األنعاـ من األبقار كاألغناـ

كالدكاجن ككضع جهاز إدارم كامل اتسيب الضياع األندلسية من أجل اإلشراؼ على تنظيم مهنة الزراعة

بالريف األندلسي، كخاصة ما لو صلة بمع احملصوؿ الزراعي كبزينو كتوزيعو كتسويقو، ككيفية احملافظة

Page 318: الفصل التمهيدي

302

على ملكية األراضي الزراعية عندما بتاج الدكلة إىل زيادة الضرائب كإصبلح الطرؽ كقنوات الرم

كالصرؼ كمكافحة األمراض الب تصيب احملاصيل كطرؽ التعويض كغبىا من ا٤بسائل ا٤برتبطة بالصنائع

الزراعية، ٩با أدل إىل نشوء ما يعرؼ بالزراعة أك الصناعة التحويلية خاصة تلك الب بص انتاج مادة

. القطن كا٢برير كالكتاف ب األندلس كالعطريات كا٤بواد الصيدالنية

لذا اىتم فبلحو األندلس بوسائل اإلنتاج الزراعي، أكال من خبلؿ معرفة نوعية األرض الفبلحية ٩بن

حيث صبلحية األرض للزراعة كنوع تربتها كجودهتا كالوقت ا٤بناسب لذلك بل كنوع احملاصيل كأنواع

لتقليب كالتهوية كتسوية األرض كبطيطها السقي، باإلضافة إىل طرؽ إصبلح األرض مثل ا٢برث كاال

كاستعماؿ األ٠بدة كاألرمدة ا٤بناسبة، ككذلك معرفة بآالت الفبلحة ا٤بناسبة كالفأس كأنواعو، كاجملرفة

. كاحملراث كا٤بنشار كا٤بدراس

؛ فقد توزعت مادة البحث فيو على مبحثب "طرائق الرم كتقنياتو"أما الفصل الثالث : رابعا

مبحث طرائق الرم، منها ما يكوف عن طريق األمطار مباشرة، ككذلك السقي بالعيوف أك من : كٮبا

األهنار بالسواقي، كلذا اىتم علماء الفبلحة ب األندلس بوضوع أنواع األمطار مثل النوع ا٣بفيف اللب

كا٤بطر الغساؿ كا٤بطر الكدر، ككل كاحد كفوائده ككقت تساقطو، ككذلك اىتموا بعرفة أنواع األهنار

ا٤بناسبة ٤بزركعاهتم كبساتينهم، مثل األهنار الكببة الب تصب ب احمليط األطلسي كا٤بتميزة بطوؿ ٦براىا

كغزارة مياىها، مثل هنر الوادم الكبب كهنر كادم يانو كهنر تاجة كهنر دكيرة كهنر مينهور، كىذا ما دفع

بأىل األندلس إىل معرفة الطرؽ األمثل لبلستغبلؿ ا١بيد للمياه كإٯباد تقنيات كأساليب مبتكرة ب الرم

كتوفب ا٤بياه، حيث عرفوا كيف يستخدموف العيوف االستشفائية ألغراض التداكم كالرم ككذلك مياه

ا٢بمامات كالب كانت بتد من قنطرة إشكابو على هنر تدمب ب مرسية إىل غاية قرية طوسن من قرل

بل كاستخدموا أيضا الصهاريج كالب يعود تاريخ كجودىا إىل . )ا٤بعيار(أريولة كما يذكر الونشريسي ب

Page 319: الفصل التمهيدي

303

عهد الركماف، كا١بباب لتخزين ا٤بياه ككذلك الربؾ كالنواعب كالقنطرات مثل قنطرة إشبيلية كقنطرة قادس

كقنطرة السيف خربة، كا١بسور الب اعتنوا هبا أٲبا عناية كذلك باشيا كبسبا ألخطار الفيضانات كتنظيم

. كركد ا٤بياه كتزكيد ا٤بدف هبا، باإلضافة إىل ا٢بقوؿ كالبساتب كا٢بدائق كالورشات كا٤بصانع

ا١ببايات كانعكاساهتا على النشاط الزراعي ب "أما الفصل الرابع كا٤بوسـو ب: خامسا

مبحث ا١ببايات كمبحث انعكاساهتا على النشاط : ، كالذم توزعت مادتو على مبحثب ٮبا"األندلس

: الزراعي؛ فمن النتائج ا٤بتحققة ب ىذا الفصل ٪بد

األمواؿ الب تتوىل الدكلة جبايتها كصرفها ب : أف ا٣براج لو دكر مباشر بوضوع ا١بباية كىو قسماف )أ(

الضريبة : للخراج فهو )ا٤بعب ا٣باص(، أما )ا٤بعب العاـ للخراج(كجوىها، كىذا ما يطلق عليو الفقهاء

على األرض ا٣براجية النامية، كىي األرض الب يفرض )ا٣بليفة أك األمب(الب يفرضها إماـ ا٤بسلمب

أرض صلح كأرض عنوة؛ فاألكىل الب فتحها : ، كىذه األرض قسماف)األرض ا٣براجية(عليها ا٣براج

ا٤بسلموف صلحا كأبقوىا ألىلها عليها لتكوف ٥بم كيؤدكف خراجا معلوما كل سنة؛ فهذه األرض ملك

ألرباهبا، كىذا ا٣براج ب حكم ا١بزية؛ فمب أسلم أىل ىذه األرض سقط عنهم ك٥بم بيعها كرىنها كىبتها

. ألهنا ملك ٥بم

؛ فهي الب فتحها ا٤بسلموف عن طريق ا٢برب كمل تقسم بب الفابب، فهذه األرض )العنوة( أما أرض

تصب للمسلمب، كيضرب ا٣بليفة أك األمب عليها خراجا معلوما يؤخذ كل عاـ كتقر ب أيدم أرباهبا ما

داموا يؤدكف خراجها سواء كانوا من ا٤بسلمب أك من أىل الذمة، كال يسقط خراجها بإسبلـ أرباهبا أك

. بانتقا٥با إىل مسلم

، ا٤بصادر ا٤بتوفرة مل تقدـ صورة دقيقة عن قيمة ا٣براج خبلؿ ىذه ا٤برحلة التارٱبية؛ فهي قليلة ال )ب(

. تسمح للباحث بتكوين فكرة كاضحة عن ا٤بوضوع

Page 320: الفصل التمهيدي

304

لقد كاف للصراع القبلي بب اليمنيب كالشاميب ب األندلس ككذلك اإلضطرابات اإلثنية بب العرب )ج(

كالرببر، أثر سليب على حجم كاردات ا٣براج إىل بيت ا٤باؿ، حيث تقلص بشكل كبب، كأيضا بسبب

امتناع بعض القبائل اليمنية عن دفع ا٣براج ألسباب سياسية، باإلضافة إىل سنوات ا١بفاؼ الب تعرضت

. ٥با األندلس ب ىذه ا٤برحلة التارٱبية

كعليو؛ فإف ا٤بكياؿ ب األندلس اختلفت قيمتو من فبة تارٱبية إىل أخرل بسبب ىذه الظركؼ )د(

ب قرطبة مثبل على عهد عبد الربن الناصر كانت سعتو قفيزين كنصف )ا٤بد(السياسية التارٱبية؛ ؼ

رطبل 128 ليبا أك 23 كلغم، كيساكم أيضا 240.48القفيز، كالقفيز يساكم تقريبا ما مقداره

. بغداديا، كما يطلق القفيز على مساحة من األرض مقدارىا مئة كأربعة كأربعب ذراعا

اختلفت ا٤بصادر األندلسية ب تقدير حجم ا٣براج ب ببلد األندلس بسب ا٤بناطق كبسب )ىػػ(

) 35100(الفبات الزمنية، ٥بذا األمب أك ذاؾ؛ فقد كاف ب عهد األمب ا٢بكم بن ىشاـ يبلغ ا٣براج

دينارا، ىذا ب عهد ا٣ببلفة، أما ب عهد اإلمارات ا٤بتصارعة )2110020(دينارا كب ا١بزيرة ا٣بضراء

. كاف ىؤالء األمراء يدفعوف معظم ا١بباية من ا٣براج إىل ا٢بكاـ النصارل كإتاكات سنوية اتقاء لشرىم

ىذه ىي النتائج إباال كالب خرجنا هبا من ىذا البحث، كال يسعنا ب األخب إال أف نرجو من اهلل

. أننا كفقنا ب عملنا؛ فإف أصبنا فمن اهلل كإف أخطأنا فمن أنفسنا، كما توفيقي إال باهلل العلي العظيم

Page 321: الفصل التمهيدي

305

املالحق

Page 322: الفصل التمهيدي

306

- 1- ملحق رقم

الرباط- صورة من ٨بطوط كتاب الفبلحة البن بصاؿ، نسخة ا٤بكتبة ا٤بلكية

-2-ملحق رقم

النسخة القشتالية من كتاب الفبلحة البن بصاؿ الطليطلي

Page 323: الفصل التمهيدي

307

-3-ملحق رقم

صور من كتاب الفبلحة البن بصاؿ ، نشر خوسي مارية مياس بييكركسا، كتربة ٧بمد عزٲباف

Page 324: الفصل التمهيدي

308

-4-ملحق رقم

للطغنري " زىر البستان ونزىة األذىان"صورة من مخطوط

(1)، الورقة D. 36198، تحت رقم 7023فرنسا ، القسم العربي -نسخة من مخطوط الكغنري زىرة البستان ونزىة األذىان، نسخة مكتبة باريس

Page 325: الفصل التمهيدي

309

-5- ملحق رقم

( 2) مخطوط الطغنري زىرة البستان و نزىة األذىان ورقة

(79)مخطوط الطغنري زىرة البستان ونزىة األذىان ورقة

Page 326: الفصل التمهيدي

310

-6- ملحق رقم

(80)مخطوط الطغنري زىرة البستان ونزىة األذىان الورقة األخيرة

محمد مولود خلف : ترجمة، تحقيق، 01/01/2005: أبو عبد اهلل محمد بن مالك الغرناطي تاريخ النشر: تأليفزىرة البستان ونزىة األذىان

: صفحة الطبعة474: ، عدد الصفحات17×24: ورقي غالف كرتوني، حجم: النوع الدار الدولية لالستثمارات الثقافية: ناشر، الالمشهداني

رسوم /صور:يحتوي على، 1: مجلدات1

Page 327: الفصل التمهيدي

311

-7-ملحق رقم

A 514 بمل رقم نسخة من ٨بطوط إبداء ا٤ببلحة كإهناء الرجاحة ب أصوؿ صناعة الفبلحة البن ليوف التجييب

A 514 بمل رقم نسخة من ٨بطوط إبداء ا٤ببلحة كإهناء الرجاحة ب أصوؿ صناعة الفبلحة البن ليوف التجييب

Page 328: الفصل التمهيدي

312

‌- 8-ملحق رقم

كتاب علم ا٤ببلحة ب علم الفبلحة للنابلسي

Page 329: الفصل التمهيدي

313

-9-ملحق رقم

Page 330: الفصل التمهيدي

314

-10-ملحق رقم

٨بطوط الفبلحة األندلسية لنب العواـ اإلشبيلي النسخة احملققة

1802اإلسبانية، الصادرة سنة -كتاب الفبلحة البن العواـ األندلسي النسخة اإلسبانية العربية

Page 331: الفصل التمهيدي

315

-11-ملحق رقم

Page 332: الفصل التمهيدي

316

-12-ملحق رقم

نسخة حديثة لكتاب الفبلحة البن العواـ تقدل ٧بمد الفايز

Page 333: الفصل التمهيدي

317

-13-ملحق رقم

Page 334: الفصل التمهيدي

318

-14-ملحق رقم

Page 335: الفصل التمهيدي

319

-15-ملحق رقم

Page 336: الفصل التمهيدي

320

-16-ملحق رقم

Page 337: الفصل التمهيدي

321

-17-ملحق رقم

٨بطوط أندلسي ب الفبلحة ٦بهوؿ ا٤بؤلف

٨بطوط أندلسي ب يوضح كيفية الزرع

Page 338: الفصل التمهيدي

322

-18-ملحق رقم

٨بطوط أندلسي يوضح كيفية رفع ا٤باء كتوزيعو

Page 339: الفصل التمهيدي

323

-19-ملحق رقم

.ىػ1066: تاريخ الوفاة.)األجهورم(علي بن ٧بمد بن عبدالربن : اسم ا٤بؤلف.فوائد تشتمل على ا٤بغارسة كأحكامها: ا٤بخطوط عنواف

Page 340: الفصل التمهيدي

324

قسم الفهارس فهرس اآليات القرآنية الكريمة-1 النباتات والثمار واألدوات والتقنيات المائية-فهرس المصطلحات الزراعية-2 فهرس المدن األندلسية-3 الجبال واألودية, األنهارفهرس-4 موضوع األطروحة ذات العالقة بالمصادر و المراجع , فهرس األعالم -5

Page 341: الفصل التمهيدي

325

فهرس اآليات القرآنية الكريمة-1 57سورة األعراؼ، اآلية ..." كىو الذم يرسل الرياح بشرا بب يدم ربتو" -1 22سورة ا٢بجر، اآلية " كأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء" -2، اآلية " كمن آياتو أف يرسل الرياح مبشرات كليذيقكم من ربتو" -3 46سورة الرـك 72سورة يس، اآلية " كذللناىا لكم فمنها ركوبكم كمنها تاكلوف" -4 57سورة األعراؼ، اآلية ' ...كالبلد الطيب ٱبرج نباتو بإذف ربو" -5 15سورة سبأ، اآلية ..." لقد كاف لسبأ ب مسكنهم آية" -6 30سورة األنبياء، اآلية " كجعلنا من ا٤باء كل شيء حي أفبل يومنوف" -7 22سورة البقرة، اآلية ...." كأنزؿ اهلل من السماء ماء فأخرج بو من الثمرات" -8 164سورة البقرة، اآلية ...." كما أنزؿ اهلل من السماء من ماء فأحيا بو األرض" -9

11سورة األنفاؿ، اآلية " كينزؿ عليكم من السماء ماء ليطهركم بو" -10 99سورة األنعاـ، اآلية " كىو الذم أنزؿ من السماء ماء فأخرجنا بو نبات كل شيء" -11 44سورة ىود، االية " كغيض ا٤باء كقضي األمر" -12 11سورة القمر، اآلية ..." ففتحنا أبواب السماء باء منهمر" -13 30سورة األنبياء، اآلية " كجعلنا من ا٤باء كل شيء حي أفبل يومنوف" -14 47، سورة يوسف، اآلية "فما حصدب فذركه ب سنبلو إال قليبل ٩با تاكلوف" -15سورة التوبة، ..." قاتلوا الذين ال يومنوف باهلل كال باليـو اآلخر كال برموف ما حـر اهلل" -16

29اآلية

Page 342: الفصل التمهيدي

326

فهرس المصطلحات الزراعية، النباتات، الثمار، األدوات والتقنيات الزراعية -2 آبار -1 األترج -2 اإلجاص -3 األرحاء -4 األرض -5 األزباؿ -6 األ٠بدة -7 أشجار البقس -8 أشجار الصنوبر -9

األغصاف -10 األقواس -11 األىراء -12 اإلىليلج -13 األكعية -14 الباذ٪باف -15 البازالء -16 البحبات -17 الربتقاؿ -18 الربؾ -19 البساتب -20 البستاف -21

Page 343: الفصل التمهيدي

327

البصل -22 البطاطا -23 البلوط -24 البندؽ -25 بئر -26 الببة -27 البع -28 البمس -29 التفاح -30 التكبيس -31 التمر ا٥بندم -32 التوت -33 التب -34ـ -35 الثو ا١باركؼ -36 ا١بداكؿ -37 ا١بزر -38 ا١بزية -39 ا١بسور -40 ا١بفاؼ -41 ا١بوز -42 ا٢براثة -43

Page 344: الفصل التمهيدي

328

ا٢برير -44 ا٢بفرة -45 ا٢بقوؿ -46 ا٢بلبة -47 ا٢بمص -48 ا٢بوض -49 ا٣براج -50 ا٣براص -51 ا٣بوخ -52 درىم -53 الدالء -54 دينار -55 الراكند -56 رحى -57 الرماف -58 الزباؿ -59 الزراعة البعلية -60 الزراعة البورية -61 )العصفر(الزعفراف -62 الزيتوف -63 السانية -64 السبانخ -65

Page 345: الفصل التمهيدي

329

السدكد -66 السفرجل -67 السلق -68 السماد -69 السمسم -70 السواقي -71 السوال -72 السيوؿ -73 الشادكؼ -74 الشعب -75 الشوافة -76 الصاع -77 صهاريج -78 صهريج -79 الصوؼ -80 العدس -81 العشور -82 الغرباؿ -83 الغرس -84 الفأس -85 الفاصوليا -86 الفجل -87

Page 346: الفصل التمهيدي

330

الفستق -88 الفوؿ -89 الفياضانات -90 الفيضانات -91 القادكس -92 القحط -93 القرطم -94 القرع -95 القرنفل -96 القرنوع -97 القصاع -98 القطن -99

القمح -100 القناطر -101 القنطرة -102 قنوات الرم -103 القوس -104 الكافور -105 الكتاف -106 الكرنب -107 الكرـك -108 اللحاء -109

Page 347: الفصل التمهيدي

331

اللفت -110 اللوبيا -111 اللوز -112 ا٤باء -113 مثقاؿ -114 اجملرفة -115 احملراث -116 مد شعب -117 مد قمح -118 ا٤بدراس -119 ا٤بذراة -120 ا٤برجقيل -121 ا٤بزارع -122 ا٤بشمش -123 ا٤بطامب -124 ا٤بطمرة -125 ا٤بلفوؼ -126 ا٤بنجل -127 ا٤بنشار -128 ا٤بنكوش -129 ا٤بوز -130 مياه اآلبار -131

Page 348: الفصل التمهيدي

332

مياه األمطار -132 مياه األهنار -133 مياه العيوف -134 الناعورة -135 النواعب -136 النول -137 الوتد -138 الوسق -139 اليقطب -140

Page 349: الفصل التمهيدي

333

فهرس المدن األندلسية-3

أبذة -1 أربونة -2 أرنيط -3 إستجة -4 أشبونة -5 إشبيلية -6 أكشبونة -7 أكريولة -8 باجة -9

باغة -10 بانة -11 برجة -12 بريانة -13 بسطة -14 بطليوس -15 بلنسية -16 بياسة -17 بياسة -18 الببة -19 تدمب -20

Page 350: الفصل التمهيدي

334

تطيلة -21 جليقية -22 جياف -23 رية -24 سرقسطة -25 شذكنة -26 شربش -27 شقندة -28 شقورة -29 شلب -30 شنتربية -31 شنبة -32 صقلية -33 طرطوشة -34 غرناطة -35 فحص البلوط -36 قادس -37 )قسطلة(قسطيلة -38 قلعة أيوب -39 الردة -40 لبلة -41 لفنت -42

Page 351: الفصل التمهيدي

335

لورقة -43 لوشة -44 ماردة -45 مالقة -46 مدينة سامل -47 مرسية -48 ا٤برية ا١بزيرة ا٣بضراء -49 كشقة -50 يابرة -51

Page 352: الفصل التمهيدي

336

فهرس األنهار والجبال واألودية-4 جباؿ الربانس -1 جباؿ البونات -2 جباؿ ا١ببللقةكالوشكند -3 جباؿ السرطانيب -4 جباؿ القبلع -5 جباؿ كانتربية -6 جبل اطربرش -7 جبل ألببة -8 جبل الثلج -9

جبل السنرة -10 جبل الشارات -11 جبل الشرؼ -12 جبل العركس -13 جبل الفتح -14 جبل ا٤بنتلوف -15 جبل شلب -16 جبل قرطبة -17 جبل كشكب -18 هنر أبرك -19 هنر إشبيلية -20 النهر األبيض -21

Page 353: الفصل التمهيدي

337

النهر األعظم -22 هنر الوادم الكبب -23 هنر آنة -24 هنر إيربة -25 هنر برباط -26 هنر بلطش -27 هنر تاجة -28 هنر تدمب -29 هنر توريا -30 هنر جلق -31 هنر دكيرة -32 هنر شقر -33 هنر شقورة -34 هنر فنتش -35 هنر قرطبة -36 هنر مرسية -37 هنر منهو -38 هنر يانة -39 كادم آش -40 كادم البسل -41 كادم الثمرات -42 كادم أ٤برية -43

Page 354: الفصل التمهيدي

338

كادم تنسيفت -44 كادم حدرة -45 كادم لكة -46

Page 355: الفصل التمهيدي

339

موضوع األطروحة ذات العالقة بالمصادر و المراجع , فهرس األعالم -5

ابن ا٣بطيب، اإلحاطة ب أخبار غرناطة، أعماؿ األعبلـ فيمن بويع قبل اإلحتبلـ من -1 ملوؾ اإلسبلـ

ابن بساـ الشنبيب، الذخبة ب ٧باسن أىل ا١بزيرة -2، كتاب األخبلؽ -3 ابن حـز األندلسي، رسائل ابن حـز ابن حوقل أبو القاسم ٧بمد، صورة األرض -4 ابن حياف، ا٤بقتبس -5 ابن خفاجة، ديواف ابن خفاجة -6 ابن سعيد ا٤بغريب، ا٤بغرب ب حلى ا٤بغرب -7 )معلومات زراعية(ابن سيدة ا٤برسي، كتاب ا٤بخصص ب اللغة -8 ابن شهيد ، ديواف ابن شهيد -9

ابن عاصم الغرناطي، أمثاؿ ابن عاصم الغرناطي -10 ابن عذارم، البياف ا٤بغرب ب أخبار األندلس كا٤بغرب -11 ابن غالب ٧بمد بن أيوب، فرحة األنفس -12 ابن قزماف القرطيب، ديواف ابن قزماف القرطيب -13 ابن كحشية، الفبلحة النبطية -14 أبو ا٣بب اإلشبيلي، كتاب الفبلحة -15 أبو القاسم خلف بن عباس الزىراكم، التصريف ٤بن عجز عن التأليف -16 أبو حنيفة الدينورم، كتاب النبات -17 أبو زكريا بي بن ٧بمد بن ابد بن العواـ اإلشبيلي، كتاب الفبلحة -18القصد (أبو عبد اهلل ٧بمد بن إبراىيم ا٤بعركؼ بابن بصاؿ، كتاب الفبلحة -19

)كالبيافأبو عبد اهلل ٧بمد بن مالك ا٤برم الطغنرم الغرناطي، زىرة البستاف كنزىة -20

األذىاف

Page 356: الفصل التمهيدي

340

أبو عثماف سعد بن أبد بن ليوف التجييب، إبداء ا٤ببلحة كإهناء الرجاحة ب -21 أصوؿ صناعة الفبلحة

أبو عمر أبد بن حجاج اإلشبيلي، ا٤بقنع ب الفبلحة -22أبو مطرؼ عبد الربن بن كافد اللخمي، كتاب ٦بموع مفيد كا٤بعركؼ باسم -23

كتاب اجملموعة أبو بي الزجايل، أمثاؿ العواـ ب األندلس أليب بي الزجايل -24 اإلدريسي ٧بمد بن ٧بمد، نزىة ا٤بشتاؽ ب اخباؽ اآلفاؽ -25اسهامات العرب ب علم الفبلحة، أعماؿ الندكة الدكلية الثالثة لتاريخ العلـو -26

1988عند العرب، الكويت اإلصطخرم إبراىيم بن ٧بمد، ا٤بسالك كا٤بمالك -27 بييكركسا خوسي مارية مياس، علم الفبلحة عند ا٤بؤلفب العرب باألندلس -28 ا٢بمبم ٧بمد عبد ا٤بنعم، الركض ا٤بعطار ب خرب األقطار -29 الرازم أبد، كصف اسبانيا -30 الزىرم علي بن ا٢بسن، ا١بغرافية -31 13/ ىػػ 8، 7سعيد بن بادة، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس، خبلؿ القرنب -32 2007 ـ، إسهاـ ب دراسة اجملاؿ كاجملتمع كالذىنيات، ببكت 14ك

، مركز 2سلمى خضراء ا١بيوسي، ا٢بضارة العربية اإلسبلمية ب األندلس، ج -33 1988دراسات الوحدة العربية، ببكت، لبناف

الشريف اإلدريسي، ا١بامع لصفات النبات -34 عادؿ أبو النصر، تاريخ النبات عند العرب -35العذرم أبد بن عمر، نصوص عن األندلس من كتاب ترصيع األخبار -36

كتنويع اآلثار كالبستاف ب غرائب البلداف كا٤بسالك إىل بيع ا٤بمالك عريب بن سعيد القرطيب، كتاب األنواء أك تقول قرطبة -37 القزكيب زكريا بن ٧بمد ، آثار الببلد كأخبار العباد -38 الكنال األندلسي، بي بن عمر، أحكاـ السوؽ -39

Page 357: الفصل التمهيدي

341

ا٤بقدسي ٧بمد بن أبد، أحسن التقاسيم ب معرفة األقاليم -40 موسى بن ميموف، مقالة شرح أ٠باء العقار -41الونشريسي أبو العباس أبد، ا٤بعيار ا٤بعرب كا١بامع ا٤بغرب ب فتاكل أىل -42

إفريقية كا٤بغرب اليعقويب أبد بن إسحاؽ، البلداف -43يوسف النكادم، الزراعة ب األندلس، منشورات مركز دراسات األندلس -44

2008كحوار ا٢بضارات، الرباط

Page 358: الفصل التمهيدي

342

كامئة املطادر واملراجع

Page 359: الفصل التمهيدي

343

قائمة المصادر والمراجع :أوال

القرآف الكرل بركاية كرش -

)ـ887/ق275ت (أبو داككد سليماف بن األعت البستال األزدم، -

:ثانيا :المخطوطات

، رسالة ب ا٤بغارسة، ٨بطوطة ب مكتبة )ـ1656/ق1067ت (، )علي بن ٧بمد(األجهورم .1 .464، رقم الشريط األردنيةا١بامعة

، الدرر ا٤بلتقط من علم فبلحب الرـك )ـ1326/ق727ت( )٧بمد بن أيب طالب(األنصارم .2 .2/كالنبط، ٨بطوطة ب دار الكتب ا٤بصرية، زراعة رقم

ا٢بادم عشر / ) ق 512بعد سنة (عاش ب القرف ا٣بامس ا٥بجرم )ا٢باج الغرناطي(الطغنرم .3 .126ا٤بيبلدم، زىرة البستاف كنزىة األذىاف،٨بطوطة ا٣بزانة العامة، الرباط رقم

:ثالثا :المصادر المطبوعة

.)ـ1698/ق1110ت (، )٧بمد بن أيب القاسم(ابن أيب دينار -

.٧1967بمد مشاـ، تونس : ا٤بؤنس ب أخبار أفريقية كتونس، بقيق. 1

)أبو ا٢بسن علي بن عبد اهلل(ابن أيب زرع -

1962األنيس ا٤بطرب بركض القرطاس ب أخبار ملوؾ ا٤بغرب كتاريخ مدينة فاس، الرباط، . 2 .1972الذخبة السنية ب تاريخ الدكلة ا٤برينية، الرباط، . 3

.)ـ1260/ق658ت (، )أبو عبد اهلل ٧بمد بن عبد اهلل(ابن االبار -

.1985حسب مؤنس، القاىرة، : ا٢بلة السباء، بقيق. 4 1992إحساف عباس، ببكت : التكملة لكتاب الصلة، بقيق. 5

)ـ1233/ق630ت ()عز الدين أيب ا٢بسن علي بن ٧بمد بن عبد الكرل(ابن األثب -

1989الكامل ب التاريخ، ببكت، . 6

) ـ 1321/ ق 721ت (ابن البناء ا٤براكشي -

.1948ردك، باريس، الركز، : رسالة ب األنواء، باعتناء. 7

.)ـ1248/ق646ت (، )ضياء الدين أبو ٧بمد عبد اهلل بن أبد(ابن البيطار -

)ت. د(، مكتبة ا٤بثب، بغداد، كاألغذيةا١بامع ٤بفردات األدكية . 8

Page 360: الفصل التمهيدي

344

.)ـ1209/ ق579ت (،)أبو الفرج عبد الربن بن أيب ا٢بسن علي بن ٧بمد(ابن ا١بوزم -

.2006سبة كمناقب عمر بن عبد العزيز ا٣بليفة الزاىد، ببكت، . 9

)ـ1374/ ق776ت (، )لساف الدين ٧بمد بن عبد اهلل السلمال(ابن ا٣بطيب -

)ـ1929/ ق1319ت (اإلحاطة ب أخبار غرناطة، مطبعة ا٤بوسوعات، مصر،. 10 )ت.د(٧بمد عبد اهلل عناف، دار ا٤بعارؼ، القاىرة : اإلحاطة ب أخبار غرناطة، بقيق. 11ليفي بركفنساؿ، . أ: أعماؿ األعبلـ فيمن بويع قبل االحتبلـ من ملوؾ اإلسبلـ، بقيق كتعليق. 12

.1956ببكت، تاريخ ا٤بغرب العريب ب العصر الوسيط، كىو القسم الثالث من كتاب أعماؿ األعبلـ، بقيق . 13

.1964أبد ٨بتار العبادم ك٧بمد إبراىيم الكتال، الدار البيضاء، . د: كتعليق. ٧بمد شبانة، ا٤بؤسسة ا٤بصرية للتأليف كالنشر، دار الكتاب العريب، د: كناسة الدكاف، بقيق. 14 )ت

.٧1947بي الدين ا٣بطيب، القاىرة : اللمحة البدرية ب الدكلة النصرية، تصحيح كفهرست. 15معيار االختيار ب ذكر ا٤بعاىد كالديار، كىو مشاىدات لساف الدين بن ا٣بطيب ب ببلد ا٤بغرب . 16

.1983أبد ٨بتار العبادم، مؤسسة شباب ا١بامعة، اإلسكندرية، : كاألندلس، بقيق )ـ1976/ ق1396ت (معيار االختيار، بقيق ٧بمد كماؿ شبانة، ا٤بغرب،. 17

)ـ1282/ق681ت (،)٧بمد بن علي ا٤بصرم التوزرم(ابن الشباط -

أبد ٨بتار العبادم، نصاف جديداف، صحيفة : قطعة من كتاب صلة السمط ك٠بة ا٤برط، بقيق. 18 .1968، مدريد اإلسبلميةمعهد الدراسات

)ـ685/ق1286ت (، )غريغوريوس بن ىاركف(ابن العربم -

.1992يوسف مب يوحنا، ببكت، : تاريخ ٨بتصر الدكؿ، بقيق. 19

.)ـ1008/ق399ت ( )٧بمد بن أبد(ابن العطار -

كورينطي، ا٤بعهد اإلسبال العريب، مدريد، . كتاب الوثائق كالسجبلت، بقيق شا٤بيتا، ؼ. 201943.

كاف حيا ب القرف السادس ا٥بجرم )أبو زكريا بي بن ٧بمد بن أبد(ابن العواـ -

.1988كتاب الفبلحة، نشر، خوسيو أنطونيو بانكبم، مدريد . 21بقيق أنور أبو سويلم ك آخرين، منشورات ٦بمع اللغة العربية األرضب . كتاب الفبلحة األندلسية .22

2012.

ـ1012/ ق403ت (، )أبو الوليد عبد اهلل بن ٧بمد بن يوسف(ابن الفرضي(.

Page 361: الفصل التمهيدي

345

.1983إبراىيم األبيارم، القاىرة، : تاريخ علماء األندلس، بقيق. 23

العاشر ا٤بيبلدم/ توب أكائل القرف الرابع ا٥بجرم )أبو أبد بن ٧بمد ا٥بمدال(ابن الفقيو

٨1884بتصر كتاب البلداف، ليدف، بريل . 24

)ـ1240/ ق628ت (،)أبو ا٢بسن علي بن ٧بمد بن عبد ا٤بلك(ابن القطاف -

.1990، ببكت، اإلسبلمي٧بمود علي مكي، نشر دار الغرب : نظم ا١بماف، بقيق. 25

)ـ937/ق367ت ( )أبو بكر ٧بمد بن عمر بن عبد العزيز(ابن القوطية -

.1989تاريخ افتتاح األندلس، ببكت . 26

)ـ1351/ ق752ت (،)مشس الدين ٧بمد بن أيب بكر(ابن القيم ا١بوزية -

.1981أحكاـ أىل الذمة، بقيق صبحي الصا٢بي، ببكت، . 27

عاش ب أكاخر القرف السادس ا٥بجرم )أبو مركاف عبد ا٤بلك(ابن الكردبوس -

أبد ٨بتار العبادم، : ، بقيق)االكتفاء ب أخبار ا٣بلفاء(تاريخ األندلس، كىو قطعة من كتاب . 28 .1971، مدريد اإلسبلميةصحيفة معهد الدراسات

)ـ901/ق289ت (، )بي بن عمر بن يوسف بن عامر(: الكنال -

.1956كتاب أحكاـ السوؽ، نشر ٧بمود علي مكي، ٦بلة ا٤بعهد ا٤بصرم بدريد، . 29

)ـ1348/ق749ت (، )زين الدين أبو حفص عمر بن ا٤بظفر(ابن الوردم -

أبد رفعت البدراكم، ببكت، : ، بقيق)تاريخ ابن الوردم(تتمة ا٤بختصر ب أخبار البشر . 301971.

ـ1447/ق852ت ))سراج الدين(ابن الوردم(.

.2008أنور ٧بمود زناب، القاىرة، : فريدة العجائب كفريدة الغرائب، بقيق. 31

)ـ1147/ق542ت (،)علي بن بساـ الشنبيب(إبن بساـ -

1979إحساف عباس، ببكت، . د: الذخبة ب ٧باسن أىل ا١بزيرة، بقيق. 32 -

)ـ1182/ق578ت (، )أبو القاسم خلف بن عبد ا٤بلك(إبن بشكواؿ -

كتاب الصلة ب تاريخ أئمة األندلس كعلمائهم ك٧بدثيهم كأدبائهم، نشر السيد عزت العطار . 33 .1955ا٢بسيب، القاىرة،

عاش ب القرف ا٣بامس ا٥بجرم )عبد اهلل ٧بمد بن إبراىيم(إبن بصاؿ -

خوسي مارية مياس بيكركسا، ٧بمد عزٲباف، معهد موالم ا٢بسن، : كتاب الفبلحة، نشر كتربة. 34 .1955تطواف،

)ـ1377/ ق779ت (،)٧بمد بن عبد اهلل الطنجي(ابن بطوطة -

Page 362: الفصل التمهيدي

346

شاكر خصباؾ، : ، بقيق)بفة النظار ب غرائب األمصار كعجائب األسفار(رحلة ابن بطوطة . 35 .1979ببكت

)ـ994/ق384ت (،)أبو داككد سليماف بن حساف األندلسي(ابن جلجل -

فؤاد سيد، القاىرة، ا٤بعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية، : طبقات األطباء كا٢بكماء، بقيق. 361955.

) ـ 1074/ ق 446ت (، )أبد بن ٧بمد بن حجاج اإلشبيلي(ابن حجاج -

عبد العزيز الدكرم، ٦بمع . د: صبلح جرار كجاسر أبو صفية، تدقيق: ا٤بقنع ب الفبلحة، بقيق. 37 .1982الغة العربية األردل، عماف،

)ـ1063/ق456ت (، )أبو ٧بمد علي بن أبد بن سعيد(ابن حـز -

)ت. د(عبد السبلـ ٧بمد ىاركف، القاىرة، : بهرة أنساب العرب، بقيق. 38 1960إحساف عباس، القاىرة، . د: الرد على ابن النغريلة اليهودم، بقيق. 39، ا٤بؤسسة العربية للدراسات كالنشر، ببكت، . 40 .1981رسائل ابن حـز )ت.د(أبد ٧بمد شاكر، دار الفكر ببكت، : احمللى، بقيق. 41 .1992الطاىر أبد مكي، القاىرة، : األخبلؽ كالسب ب مداكاة النفوس، بقيق. 42 . 1983اإلحكاـ ب أصوؿ األحكاـ، ببكت، . 43٧بمد إبراىيم نصر كعبد الربن عمبة، السعودية، : الفصل ب ا٤بلل كاألىواء كالنحل، بقيق. 44

1982

)ـ977/ ق367ت (، )أبو القاسم ٧بمد بن علي(ابن حوقل -

)ت.د(صورة األرض، منشورات مكتبة ا٢بياة، ببكت، . 45

)ـ1076/ ق469ت (،)أبو مركاف حياف بن خلف(ابن حياف -

1973ا٤بقتبس من أنباء أىل األندلس، ببكت، . 46شا٤بيتا . ب: ، نشر) من حكم عبد الربن الثالثاألكىلقطعة خاصة بالثبلثب سنة (ا٤بقتبس . 47

.1979، مدريد، 5كآخركف، ج ، 6ا٤بقتبس ب أخبار بلد األندلس، قطعة خاصة بمس سنوات من حكم ا٤بستنصر باهلل، ج . 48

.1965عبد الربن ا٢بجي، دار الثقافة، ببكت، : بقيق

.)ـ1135/ ق535 أك 529ت (،)أبو نصر الفتح بن ٧بمد بن عبد اهلل(ابن خاقاف -

)ـ1930/ق1320ت (قبلئد العقياف، القاىرة،. 49ببكت، : ٧بمد علي شوابكة: مطمح األنفس كمسرح التأنس ب ميلىح أىل األندلس، بقيق. 50

1983.

Page 363: الفصل التمهيدي

347

)ـ1137/ ق533ت (،)أبو إسحاؽ إبراىيم بن خفاجة(ابن خفاجة -

.1961ديواف ابن خفاجة، ببكت، . 51

)ـ1405/ ق808ت (،)أبو زيد عبد الربن بن ٧بمد(ابن خلدكف -

.٧1951بمد بن تاكيت الطنجي، القاىرة، : التعريف بابن خلدكف كرحلتو شرقا كغربا، نشر. 52كتاب العرب كديواف ا٤ببتدأ كا٣برب، مؤسسة األعلمي للمطبوعات، ببكت، . 53

.)ـ1971/ق1391ت(

.)ـ1282/ ق681ت (، )مشس الدين أبو العباس أبد بن ٧بمد(ابن خلكاف -

1969إحساف عباس، دار الثقافة، ببكت، . د: كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف، بقيق. 54 .1966أخواف الصفا، رسائل أخواف الصفا كخبلف الوفا، دار صادر للطباعة كالنشر، ببكت، . 55

.)ـ1030/ ق421ت (، )أبد بن ٧بمد بن دراج القسطلي(ابن دراج، -

.٧1961بمود علي مكي، دمشق، . د: ديواف ابن دراج، بقيق. 56

)ـ1235/ ق633ت (، )أبو ا٣بطاب عمر بن حسن(ابن دمية -

.1955ا٤بطرب من أشعار أىل األندلس، بقيق إبراىيم األبيارم كآخركف، القاىرة، . 57

.)ـ1232/ق630ت (، )أبو ا٢بسن علي بن ٧بمد(ابن رزين التجييب -

.1984فضالة ا٣بواف ب طيبات الطعاـ كاأللواف، الرباط، ببكت، . 58

)ـ1126/ق520ت (، )أبو الوليد ٧بمد بن أبد بن رشد(: )ا١بد(ابن رشد -

.1986البياف كالتحصيل كالشرح كالتوجيو كالتعليل ب ا٤بسائل ا٤بستخرجة من ، ببكت . 59 .٧1992بمد ا٢ببيب التجكال، ا٤بغرب : مسائل أيب الوليد بن رشد، بقيق. 60ا٤بقدمات ا٤بمهدات لبياف ما اقتضتو رسـو ا٤بدكنة من األحكاـ الشرعيات كالتحصيبلت احملكمات . 61

. ٧1968بمد حجي، ببكت، : ألمهات مسائلها ا٤بشكبلت، بقيق

)ـ1201/ق595ت (، )أبو الوليد ٧بمد بن ٧بمد بن أبد( )ا٢بفيد(ابن رشد -

بداية اجملتهد كهناية ا٤بقتصد، راجع أصولو كعلق عليو عبد ا٢بليم ٧بمد عبد ا٢بليم، القاىرة، . 621983.

.)ـ1380/ ق782ت (،)عبد اهلل بن يوسف(ابن رضواف ا٤بالقي -

.1984علي سامي النشار، الدار البيضاء، : الشهب البلمعة ب السياسة النافعة، بقيق. 63

)ـ1090/ ق483ت (،)األمب عبد اهلل بن بلقب الصنهاجي(ابن زيرم -

.1955ليفي بركفنساؿ، القاىرة، : مذكرات األمب عبد اهلل ا٤بسماة بكتاب التبياف، بقيق. 64

)ـ844/ق230ت (، )أبو عبد اهلل ٧بمد بن سعد(ابن سعد -

Page 364: الفصل التمهيدي

348

.1958الطبقات الكربل، ببكت . 65

)ـ1286/ق685ت (،)علي بن موسى بن سعيد(ابن سعيد -

.1959إبراىيم األبيارم، القاىرة، : اختصار القدح ا٤بغلى ب التاريخ احمللى، بقيق. 66 .1970إ٠باعيل العريب، ببكت . د: بقيق: كتاب ا١بغرافيا. 67 .1993د شوقي ضيف، القاىرة : ا٤بغرب ب حلي ا٤بغرب، بقيق. 68

)ـ1093/ق486ت (، )أبو األصبغ عيسى بن سهل بن عبد اهلل(ابن سهل -

.1995نورة ٧بمد عبد العزيز التوٯبرم، السعودية، : األعبلـ بنوازؿ األحكاـ، بقيق. 69ثبلث كثائق ب ٧باربة األىواء كالبدع ب األندلس، مستخرجة من ٨بطوط األحكاـ الكربل، بقيق . 70

.٧1981بمود علي مكي، القاىرة : ٧بمد عب الوىاب خبلؼ مراجعة كتقدلكثائق ب أحكاـ قضاء أىل الذمة ب األندلس، مستخرجة من ٨بطوط األحكاـ الكربل، بقيق . 71

.٧1980بمد عبد الوىاب خبلؼ، القاىرة، .1985كثائق ب أحكاـ شؤكف ا٢بسبة باألندلس، القاىرة، . 72 .1983، القاىرة )ا٤بساجد كالدكر(كثائق ب شؤكف العمراف ب األندلس . 73

)ـ1065/ق451ت (،)أبو ا٢بسن علي بن إ٠باعيل(ابن سيده -

)ت.د(ا٤بخصص، ببكت، . 74

)ـ1035/ق426ت (، )أبو عامر أبد بن عبد ا٤بلك بن أبد(ابن شهيد -

.)ت.د(يعقوب زكي، القاىرة، : ديواف ابن شهيد األندلسي، بقيق. 75

)ـ1198/ق594ت ()عبد ا٤بلك(ابن صاحب الصبلة -

.1987عبد ا٥بادم التازم، ببكت، . د: تاريخ ا٤بن باإلمامة على ا٤بستضعفب، بقيق. 76

)ـ1069/ق462ت (،)صاعد بن أبد(ابن صاعد األندلسي -

.1985حياة بوعلواف، ببكت، : طبقات األمم، بقيق. 77

)ـ1426/ق829ت (، )٧بمد بن ٧بمد بن ٧بمد أبو بكر بن عاصم(ابن عاصم الغرناطي -

.1969عبد العزيز األىوال، الرباط، : أمثاؿ ابن عاصم الغرناطي، بقيق. 78

)ـ871/ق257ت (، )أبو القاسم عبد الربن بن عبد اهلل(ابن عبد ا٢بكم -

.1967عبد اهلل أنيس الطباع، ببكت، : فتوح أفريقية كاألندلس، بقيق. 79 .1998فتوح مصر كأخبارىا، ببكت، . 80

من القرف السادس ا٥بجرماألكؿ، عاش ب النصف )أبد بن عبد اهلل(ابن عبد الرؤكؼ -

Page 365: الفصل التمهيدي

349

رسالة ب آداب ا٢بسبة كاحملتسب، نشر ليفي بركفنساؿ ضمن ثبلث رسائل أندلسية، ا٤بعهد . 81 .1955العلمي الفرنسي، القاىرة،

.)ـ949/ق328ت (،)أبو عمر أبد بن ٧بمد(ابن عبد ربو -

.٧1994بمد سعيد العرياف، ببكت، : العقد الفريد، بقيق. 82

من القرف السادس ا٥بجرماألكؿعاش ب النصف )٧بمد بن أبد(ابن عبدكف التجييب -

رسالة ب القضاء كا٢بسبة، ضمن ثبلث رسائل أندلسية ب آداب ا٢بسبة كاحملتسب، القاىرة، . 831955.

)ـ1295/ق695ت ( )أبو العباس أبد بن ٧بمد(ابن عذارم -

.1967إحساف عباس، ببكت، . د: البياف ا٤بغرب ب أخبار األندلس كا٤بغرب، بقيق كنشر. 84

ـ1177/ق565، عاش حوايل )٧بمد بن أيوب(ابن غالب -

لطفي عبد . د: نص أندلسي جديد، قطعة من كتاب فرحة األنفس ب أخبار أىل األندلس، نشر. 85 .1955، القاىرة، 1، ج 1البديع، ٦بلة معهد ا٤بخطوطات العربية، ـ

ـ1223/ق620ت ()أبو ٧بمد عبد اهلل موفق الدين(ابن قدامة(

.1987عبد اهلل بن عبد احملسن البكي، القاىرة : ا٤بغب، بقيق. 86

)ـ1372/ق771ت (،)عماد الدين أبو الفداء إ٠باعيل بن عمر(ابن كثب -

.2001البداية كالنهاية، ببكت، . 87

)ـ1350/ ق750ت (، )أبو عثماف سعد بن أبد(ابن ليوف -

.1997إبداء ا٤ببلحة كإهناء الرجاحة ب أصوؿ صناعة الفبلحة، الرباط، . 88

)ـ1311/ق711ت (، )أبو الفضل باؿ بن ٧بمد(ابن منظور -

.1987لساف العرب، القاىرة، . 89

ا٤بتوب أكائل القرف الرابع ا٥بجرم )أبو بكر(ابن كحشية -

، جامعة فرانكوفورت، أ٤بانيا االبادية، كاإلسبلميةالفبلحة النبطية، معهد تاريخ العلـو العربية .901948.

ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم/ أبو ا٣بب االشبيلي ، كاف حيا ب القرف ا٣بامس ا٥بجرم -

.1991كتاب الفبلحة، نشر خولياـ كاراباسا، مدريد، . 91

ـ1331/ ق732ت (، )عماد الدين إ٠باعيل بن علي(أبو الفداء(

، ببكت : تقول البلداف، بقيق. 92 .1998عبد الواحد كـر

.)ـ1169/ق565ت (أبو حامد الغرناطي -

Page 366: الفصل التمهيدي

350

اينغرد بيخارانو، مدريد، معهد التعاكف : ا٤بعرب عن بعض عجائب ا٤بغرب، تقدل كتربة كبقيق. 93 .1991مع العامل العريب،

)ـ838/ق224ت (، )القاسم بن سبلـ(أبو عبيد -

.1996خليل ٧بمد ا٥براس، القاىرة، : كتاب األمواؿ، بقيق. 94

)ـ789/ ق182ت (، )يوسف بن إبراىيم صاحب اإلماـ أيب حنيفة(أبو يوسف -

.1979كتاب ا٣براج، ببكت، . 95

)ـ1166/ق559ت ()أبو عبد اهلل ٧بمد بن ٧بمد(اإلدريسي -

.2002نزىة ا٤بشتاؽ ب اخباؽ اآلفاؽ، ببكت، . 96

)ـ931/ق321ت ( )أبو بكر ٧بمد بن ا٢بسن بن دريد(األزدم -

.1991عبد السبلـ ٧بمد ىاركف، لبناف، : االشتقاؽ، بقيق كشرح. 97

ق775توب بعد عاـ )٧بمد بن قاسم بن ٧بمد النويرم(االسكندرال -

1970عزيز سولاير عطية، حيدر آباد، : اإل٤باـ باإلعبلـ فيما جرت بو األحكاـ، بقيق. 98

)ـ957/ق346ت (، )أبو القاسم إبراىيم بن ٧بمد الكرب(االصطخرم -

.1961ا٤بسالك كا٤بمالك، القاىرة، . 99

ـ1618/ق1008ت ( )داكد بن عمر(األنطاكي(

تذكرة أكيل األلباب كا١بامع للعجب العجاب، حققو كعلق عليو أبد مشس الدين، دار الكتب . 100 .1992العلمية، ببكت،

)ـ1338/ق739ت (، )صفي الدين عبد ا٤بؤمن بن عبد ا٢بق(البغدادم -

.1954ببكت، : ٧بمد البجاكم: كالبقاع، بقيقاألمكنةمراصد االطبلع على أ٠باء . 101

)ـ1094/ق487ت (،)عبد اهلل بن عبد العزيز(البكرم -

جغرافية األندلس كأكركبا مقتبس من كتاب ا٤بسالك كا٤بمالك، بقيق عبد الربن بن علي . 102 1968ا٢بجي، ببكت،

)ت. د(ا٤بغرب ب ذكر ببلد أفريقية كا٤بغرب، مكتبة ا٤بثب، . 103

)ـ892/ق279ت (، )أبد بن بي بن جابر(الببلذرم -

)ت. د(صبلح الدين ا٤بنجد، القاىرة، . د: فتوح البلداف، نشر. 104

)ـ1037/ق429ت (، )أبو منصور عبد ا٤بلك بن ٧بمد بن إ٠باعيل(الثعاليب -

.1983مفيد ٧بمد قميحة، ببكت، : يتيمة الدىر ب ٧باسن أىل العصر، بقيق. 105

من القرف السادس ا٥بجرماألكؿ، عاش ب النصف )عمر بن عثماف(ا١برسيفي -

Page 367: الفصل التمهيدي

351

رسالة ب ا٢بسبة ضمن ثبلث رسائل أندلسية ب آداب ا٢بسبة كاحملتسب، ا٤بعهد العلمي . 106 .1955الفرنسي، القاىرة،

)ـ961/ق350ت (،)أبد بن إبراىيم بن أيب خالد(ا١بزار -

٧1986بمد سويسي، تونس، . د: زاد ا٤بسافر كقوت ا٢باضر، بقيق. . 107 .1989، فرانكفورت، كاإلسبلميةكتاب االعتماد ب األدكية ا٤بفردة، معهد تاريخ العلـو العربية . 108

)ـ1056/ق448ت (، )٧بمد بن أيب نصر(ا٢بميدم -

.1966جذكة ا٤بقتبس ب تاريخ علماء األندلس، القاىرة، . 109

)ـ1419ق822ت (، )٧بمد بن عبد ا٤بنعم(ا٢بمبم -

نشر . 1937صفة جزيرة األندلس، منتخبة من كتاب الركض ا٤بعطار ب خرب األقطار، القاىرة، . 110 .ليفي بركفنساؿ، مطبعة ١بنة التأليف كالببة كالنشر: كتصحيح

.1975 ، ببكت 1إحساف عباس، دار القلم،ط.د: بقيق: الركض ا٤بعطار ب خرب األقطار. 111

)ـ971/ق361ت (، )أبو عبد اهلل ٧بمد بن حارث(ا٣بشب -

1966قضاة قرطبة، الدار ا٤بصرية للتأليف كالببة، . 112ماريا لوسيا أبيبل كلويس مولينا، مدريد معهد التعاكف مع : أخبار الفقهاء كاحملدثب، دراسة كبقيق. 113

.1992العامل العريب،

)ـ977/ ق387ت (، )أبو عبد اهلل ٧بمد بن أبد بن يوسف(ا٣بوارزمي -

، إدارة الطبيعة ا٤بنبية، القاىرة،. 114 )ـ1922/ق1342ت (مفاتيح العلـو

)ـ1011، 402ت (،)أبو جعفر أبد بن نصر(الداكدم -

.1988رضا ٧بمد سامل، الرباط، : كتاب األمواؿ، بقيق. 115

)ـ1886/ق 1279ت( )أبد بن السيد زيب(دحبلف -

.1993 بعد مضي الفتوحات النبوية، القاىرة، اإلسبلميةالفتوحات . 116

)ـ1327/ق727ت ( )مشس الدين أيب عبد اهلل ٧بمد بن أيب طالب(الدمشقي -

.٬1998ببة الدىر ب عجائب الرب كالبحر، دمشق، . 117

)ـ1306/ق705ت ( )أبو ٧بمد شرؼ الدين عبد ا٤بؤمن بن خلف(الدمياطي -

.1998مشارع األشواؽ إىل مصارع العشاؽ ب فضائل ا١بهاد، ببكت، . 118

)ـ895/ق282ت (، )أبو حنيفة أبد بن داككد(الدينورم -

)ت. د(برهنارد، القاىرة، : كتاب النبات، حققو. 119

)ـ1374/ق748ت (مشس الدين ٧بمد بن أبد، (الذىيب -

Page 368: الفصل التمهيدي

352

.1984سب األعبلـ النببلء، بقيق األرناؤكط، مؤسسة الرسالة، ببكت، . 120 ق1337تذكرة ا٢بفاظ، مطبعة ٦بلس دائرة ا٤بعارؼ النظامية، القاىرة، . 121

)ـ923/ ق311ت (، )أبو بكر ٧بمد بن زكريا(الرازم -

ليفي بركفنساؿ: كصف إسبانيا نشره. 122

)ـ955/ ق344ت (،)أبد بن ٧بمد (الرازم -

.1983صبحي ٧بمود، القاىرة، . د: كتاب القولنج، بقيق. 123

)ـ1026/ ق417ت بعد سنة (، )أبو إسحاؽ إبراىيم بن القاسم(الرقيق القبكال -

.1968ا٤بنجي الكعيب، تونس، : تاريخ إفريقية كا٤بغرب، بقيق. 124

)ـ1790/ ق1205ت ( )أبو الفيض ٧بمد بن ٧بمد ا٤برتضي(الزبيدم -

٧بمود مصطفى الدمياطي، القاىرة، : معجم أ٠باء النباتات الواردة ب تاج العركس، بع كبقيق. 1251965

)ـ989/ ق379ت (، )أبو بكر ٧بمد بن ا٢بسب بن عبيد اهلل(الزبيدم -

)ت.د(٧بمد أبو الفضل إبراىيم، القاىرة، : طبقات النحويب كاللغويب، بقيق. 126 .1968عبد العزيز مطر، الكويت، : ٢بن العامة، بقيق. 127

)ـ1294/ ق694ت (، )أبو بي عبد اهلل بن أبد(الزجايل -

رم األكاـ كمرعى السواـ ب نكت ا٣بواص (أمثاؿ العواـ ب األندلس، مستخرجة من كتاب . 128 ٧1969بمد بن شريفة، فاس : دراسة )كالعواـ

)ـ1160/ ق556ت (،)أبو عبد اهلل ٧بمد بن أيب بكر(الزىرم -

.٧1958بمد ا٢باج صادؽ، ا٤بعهد الفرنسي للدراسات العربية، : كتاب ا١بغرافية، بقيق. 129

)ـ1355/ ق756ت (، )أبو ا٢بسن تقي الدين علي((السبكي -

)ت.د(فتاكل السبكي، مكتبة القدس، ببكت، . 130

)ـ1090/ ق483ت (،)٧بمد بن أبد بن مشس الدين(السرخسي -

.1986ا٤ببسوط، ببكت، . 131

، كاف حيا ب مطلع القرف السابع ا٥بجرم)أبو عبد اهلل ٧بمد بن أيب ٧بمد(السقطي -

)ت. د(كتاب ب آداب ا٢بسبة، دار الكتب ا٤بصرية، . 132

)ـ1351/ق760ت (، )صدر الدين أبو طاىر أبد بن ٧بمد(السلفي -

.1963إحساف عباس، ببكت، . د: أخبار كتراجم أندلسية، إعداد كبقيق. 133

)ـ819/ق204ت (، )٧بمد بن إدريس(الشافعي -

.1968األـ، دار الشعب، القاىرة، . 134

Page 369: الفصل التمهيدي

353

)ـ1376/ق764ت (، )صبلح الدين خليل بن أيبك(الصدب -

.2000الواب بالوفيات، بقيق أبد األرناؤكط كتركي مصطفى، ببكت . 135

)ـ1202/ق599ت (، )أبو جعفر ٧بمد بن بي بن عمبة(الضيب -

.1989بغية ا٤بلتمس ب تاريخ رجاؿ أىل األندلس، بقيق إبراىيم األبيارم، ببكت، . 136

)ـ922/ق310ت (، )أبو جعفر ٧بمد بن جريرؤ(الطربم -

للحادم عشر ا٤بيبلدم ، / ، كاف حيا ب القرف ا٣بامس ا٥بجرم )ا٢باج الغرناطي (الطغنرم -زىرة البستاف ك نزىة األذىاف ، بقيق ٧بمد مولود خلف ا٤بشهدال ، ببكت ، الدار الدكلية

.2005-لئلستثمارات الثقافية

.٧1988بمد أبو الفضل إبراىيم، القاىرة، : تاريخ الرسل كا٤بلوؾ، بقيق. 137

)ـ1126/ق520ت (،)أبو بكر ٧بمد ٧بمد بن ٧بمد بن الوليد(الطرطوشي -

ـ1935/ق1354سراج ا٤بلوؾ، القاىرة . 138

)ـ856/ق238ت (، )أبو مركاف عبد ا٤بلك بن حبيب(عبد ا٤بلك بن حبيب -

.1991خورخي أغوادم، مدريد، : كتاب التأريخ، دراسة كبقيق. 139

)ـ1162/ق557ت (، )أبو مركاف عبد ا٤بلك بن زىر(عبد ا٤بلك بن زىر -

.1992إكبباثيوف غارثيا، مدريد، : ، تقدل كتربة كبقيقاألغذيةكتاب . 140

)ـ1081/ق474ت (،)أبد بن ٧بمد بن أنس(العذرم -

نصوص عن األندلس من كتاب ترصيع األخبار كتنويع اآلثار كالبستاف ب غرائب البلداف . 141 بدريد، اإلسبلميةعبد العزيز األىوال، معهد الدراسات . د: كا٤بسالك إىل بيع ا٤بمالك، بقيق

1965.

)ـ976/ق366ت (،)أبو ا٢بسن الكاتب(عريب بن سعد -

.1961تقول قرطبة، بريل . 142

) ـ 1204/ ق 723ت (، )أبو العباس أبد(العزب السبب -

.1997حقيقة الدينار كالدرىم كالصاع كا٤بد، الدار البيضاء، . 143

)ـ1347/ ق748ت (، )أبد بن بي بن فضل اهلل الكاتب(العمرم -

، عب "مالك األبصار ب ٩بالك األمصار"كصف إفريقية كا٤بغرب كاألندلس، مقتطف من كتاب . 144 )ت.د(حسن حسب عبد الوىاب، تونس، : بنشره كالتعليق عليو

)ـ1451/ق855ت ()بدر الدين ٧بمود(العيب -

عمدة القارئ ب شرح صحيح البخارم، ضبطو كصححو عبد اهلل ٧بمود ٧بمد عمر، القاىرة، . 1452000

Page 370: الفصل التمهيدي

354

)ـ1556/ق944كاف حيا عاـ ()٧بمد بن إبراىيم(الغسال -

.٧1985بمد العريب ا٣بطايب، ببكت، : حديقة األزىار ب ماىية العشب كالعقار، حققو. 146

ـ1707/ق1119ت (، )٧بمد بن عبد الوىاب(الغسال(

.1939رحلة الوزير ب افتكاؾ األسب، نشر الفريد البستال، تطواف، . 147 )ـ1415/ق817ت ( )أبو طاىر ٦بيد الدين ٧بمد بن يعقوب بن ٧بمد(الفبكز أبادم -

2005القاموس احمليط، بقيق ٧بمد نعيم العرقسوسي، ببكت، . 148

)ـ1156/ق544ت (، )أبو الفضل عياض بن موسى اليحصيب(القاضي عياض -

.1990مذاىب ا٢بكاـ ب منازؿ األحكاـ، ت ٧بمد بن شريفة، ببكت . 149

،ـ940/ ق328ت (قدامة بن جعفر(

.٧1981بمد الزببم، بغداد . د: ا٣براج كصناعة الكتابة، شرح كتعليق. 150

ـ1179/ق567ت ( )أبو بكر بي بن سعدكف(القرطيب(

ق1357منظومة القرطيب ب العبادات على مذىب اإلماـ مالك، مصر، . 151

)ـ1631/ق1019ت ()أبد بن يوسف(القرمال -

.1992فهمي سعد، أبد حطيط، ببكت : أخبار الدكؿ كآثار األيكؿ، بقيق.152

)ـ1283/ ق682ت (،)زكريا بن ٧بمد بن ٧بمود(القزكيب -

.1969آثار الببلد كأخبار العباد، ببكت، . 153 .1981فاركؽ سعد، ببكت، . د: عجائب ا٤بخلوقات كغرائب ا٤بوجودات، بقيق. 154

قسطوس بن أرسكوسكينة، عاش ب القرف السادس للميبلد -

.1961سرجيوس بن ىيليا، القاىرة : كتاب الفبلحة اليونانية، نقلو إىل العربية. 155

الثالث عشر ا٤بيبلدم/ توب ب القرف السابع ا٥بجرم )أبد بن إبراىيم بن بي(القشتايل

اإلسبلميةبفة ا٤بغبب بببلد ا٤بغرب، نشر كبقيق، فرناندك دم الجرا٬با، صحيفة الدراسات . 156 .1973-1972، 17بدريد، اجمللد

)ـ1248/ق646ت (، )باؿ الدين أبو ا٢بسن علي بن يوسف(القفطي -

.٧1986بمد أبو الفضل إبراىيم، القاىرة، : إنباه الركاة على أنباه النحاة، بقيق. 157 )ت. د(تاريخ ا٢بكماء كىو ٨بتصر كتاب إخبار العلماء بأخبار ا٢بكماء، القاىرة . 158

)ـ1418/ ق821ت (، )أبو العباس أبد بن علي(القلقشندم -

.1976إحساف عباس، القاىرة، . د: صبح األعشى ب صناعة اإلنشا، بقيق. 159

)ـ1103/ق497ت ( )أبو ا٤بطرؼ عبد الربن بن قاسم الشعيب(ا٤بالقي -

Page 371: الفصل التمهيدي

355

.1992الصادؽ ا٢بلوم، ببكت : األحكا، بقيق. 160

)ـ1058/ ق450ت (، )أبو ا٢بسن علي بن ٧بمد(ا٤باكردم -

.1983األحكاـ السلطانية كالواليات الدينية، ا١بزائر، . 161

.)ـ 1683/ ق 1094ت (، )أبد بن سعيد (اجمليلدم -

.1970موسى لقباؿ، ا١بزائر، : كتاب التيسب ب أحكاـ التسعب، بقيق. 162

)ـ1270/ ق669ت (،)عبد الواحد بن علي(ا٤براكشي -

٧بمد : ا٤بعجب ب تلخيص أخبار ا٤بغرب من لدف فتح األندلس إىل آخر عصر ا٤بوحدين، بقيق. 163 .1963سعيد العرياف، القاىرة،

)ـ1303/ ق703ت (،)٧بمد بن ٧بمد بن عبد ا٤بلك(ا٤براكشي -

٧بمد بن شريفة، : بقيقاألكؿالذيل كالتكملة لكتاب ا٤بوصوؿ كالصلة، ثبلثة أسفار، السفر . 164 .1965إحساف عباس، ببكت، . د: كالسفراف الرابع كا٣بامس، بقيق

ـ956/ ق346ت ( )أبو ا٢بسن علي بن ا٢بسب بن علي(ا٤بسعودم(

.1965مركج الذىب كمعادف ا١بوىر، ببكت . 165

ـ990/ق380ت ( )مشس الدين أبو عبد اهلل ٧بمد بن ا٤بفلح(ا٤بقدسي(

.1980أحسن التقاسيم ب معرفة األقاليم، دمشق . (166

ـ1631/ ق1041ت (شهاب الدين أبد بن ٧بمد(ا٤بقرم(

.1949نفح الطيب ب غصن األندلس الرطيب، بقيق ٧بي الدين عبد ا٢بميد، القاىرة، . 167مصطفى السقا، إبراىيم األبيارم، القاىرة : أزىار الرياض ب أخبار القاضي عياض، بقيق. 168

1939

)ـ1441/ ق845ت (تقي الدين أبو العباس أبد بن علي (ا٤بقريزم -

.1970، بغداد )ا٤بواعظ كاالعتبار بذكر ا٣بطط كاآلثار(ا٣بطط ا٤بقريزية ا٤بعركفة بكتاب . 169

مؤلف ٦بهوؿ -

)ت.د(تارييخ عبد الربن الناصر، قدـ لو ٧بمد آؿ طعمة، دمشق . 170

مؤلف ٦بهوؿ -

، اإلسبلميةحسب مؤنس، صحيفة معهد الدراسات : ، نشراإلسبلميةكصف جديد لقرطبة . 171 .1966-1965، 13بدريد، اجمللد

)عاش ب القرف الثامن ا٥بجرم(مؤلف ٦بهوؿ -

.1979سهيل زكار، الدار البيضاء، . د: ا٢بلل ا٤بوشية ب ذكر األخبار ا٤براكشية، بقيق. 172

)عاش ب القرف الرابع ا٥بجرم(مؤلف ٦بهوؿ -

Page 372: الفصل التمهيدي

356

إحساف عباس، : أخبار ٦بموعة ب فتح األندلس، كذكر أمرائها كا٢بركب الواقعة هبا بينهم، بقيق. 173 .1979ببكت

مؤلف ٦بهوؿ من رجاؿ القرف التاسع ا٥بجرم، معاصر لسقوط غرناطة -

.1984نبذة العصر ب انقضاء دكلة بب نصر، بقيق ٧بمد رضواف الداية، دمشق، . 174

)ـ1731/ق1143ت ( )عبد الغب(النابلسي -

.1979كتاب ا٤ببلحة ب علم الفبلحة ، ببكت .175

)ـ1374/ق776ت (، )أبو ا٢بسن علي بن عبد اهلل بن ا٢بسب(النباىي -

ليفي . أ: تاريخ قضاة األندلس أك كتاب ا٤برقبة العليا فيمن يستحق القضاء كالفتيا، نشر. 176 .1983بركفنساؿ، ببكت،

)ـ1331/ق732ت (، )شهاب الدين أبد بن عبد الوىاب(النويرم -

1980هناية األرب ب فنوف األدب، القاىرة، . 177

)ـ1508/ ق914ت (،)أبو العباس أبد بن بي(الونشريسي -

.1981ا٤بعيار ا٤بعرب كا١بامع ا٤بغرب عن فتاكل علماء إفريقية كاألندلس كا٤بغرب، ببكت، . 178

)ـ1228/ ق626ت (، )شهاب الدين أبو عبد اهلل(ياقوت ا٢بموم -

.1985معجم البلداف، ببكت، . 179

)ـ818/ق203ت (بي بن آدـ القرشي، -

. 1979أبد ٧بمد شاكر، ببكت : كتاب ا٣براج، بقيق. 180

)ـ901/ق289ت (، )أبو زكريا بي بن عمر بن يوسف(بي بن عمر -

، 4 بدريد، اجمللد اإلسبلميةأحكاـ السوؽ، بقيق ٧بمود عللي مكي، صحيفة معهد الدراسات . 1811956.

)ـ897/ق284ت (، )أبد بن أيب يعقوب بن كاضح(اليعقويب -

1989كتاب البلداف، ببكت، . 182

Page 373: الفصل التمهيدي

357

:رابعا :المراجع

.1981، القاىرة، اإلسبلمي، تاريخ مدينة ا٤برية األندلسية ب العصر )٧بمد أبد(أبو الفضل . 1

مصطفى(أبو ضيف( ،

1983أثر القبائل العربية ب ا٢بياة ا٤بغربية خبلؿ عصرم ا٤بوحدين كبب مرين، الدار البيضاء، . 2 )ت.د(القبائل العربية ب األندلس حب سقوط ا٣ببلفة األموية، الدار البيضاء، . 3

.1988، عماف )ق478-93(، التاريخ السياسي ٤بدينة طليطلة )ىاشم(أبو ملوح .4

1940، تاريخ األندلس ب عهد ا٤برابطب، القاىرة، )يوسف(أشباخ .5

، التاريخ االقتصادم كاالجتماعي للشرؽ األكسط ب العصور الوسطى، دمشق، )ب.ج(آشتور .61988.

)ت.د(تاريخ الفكر األندلسي، تربة حسب مؤنس، القاىرة : )آ٪بل جونثالت(بالنثيا .7

1974، تاريخ األندلس ب القرف الرابع ا٥بجرم، دمشق، )أبد(بدر .8

2000عمر بن سامل، تونس، : ، البحر ا٤بتوسط ب العبلقات الدكلية، تربة)بركديل فرناند .9

.1983األندلسيوف ا٤بواركة، القاىرة : )عادؿ سعيد(بشتاكم .10

ـ، إسهاـ ب 14ك13/ق8ك7، ا٤باء كاإلنساف ب األندلس خبلؿ القرنب )سعيد(بن باد .11 .2007دراسة اجملاؿ كاجملتمع كالذىنيات، ببكت،

أثر اإلقطاع ب تاريخ األندلس من منتصف القرف الثالث ا٥بجرم : )إبراىيم قادرم(بوتشيش .12 .1992حب ظهور ا٣ببلفة، الرباط،

مصطفى الرقي، ضمن كتاب ا٢بضارة : تربة: ، نباتات الصباغة كالنسيج، تربة)لوسي(بولنز .13 .2008 ب األندلس، مركز دراسات األندلس كحوار ا٢بضارات، الرباط، اإلسبلميةالعربية

عبد : ، علم الفبلحة عند ا٤بؤلفب العرب باألندلس، تعريب)خوسيو ماريو مياس(بيكركسا .14 .1957اللطيف ا٣بطيب، ا٤بغرب،

)٧بمد بركات(البيلي .1982 حب هناية عصر اإلمارة، القاىرة، اإلسبلميالرببر ب األندلس منذ الفتح .15

.1993، ببكت، اإلسبلميطليطلة ب عصرىا .16

، القاىرة، األكؿحسب مؤنس، تراث اإلسبلـ، ا١بزء : ، إسبانيا كالربتغاؿ، تربة)ب.ج (ترند .171983.

.1944، قصة العرب ب إسبانيا، القاىرة، )علي(ا١باـر .18

Page 374: الفصل التمهيدي

358

1985، األردف-، معجم ألفاظ ا١بغرافية الطبيعية، عماف)بي عبد الرؤكؼ(جرب .19

1994عبد العزيز توفيق، جاكيد، القاىرة، : ، تربةاإلسبلـ، حضارة )جوستاؼ فوف(جرينباـك .20

.1980، جغرافية أكركبا اإلقليمية، اإلسكندرية، )حنب(جودة .21

1965حسن طو النجم، ببكت، : ، جغرافية العامل اإلقليمية، مراجعة)كيلز. ق(جيز .22

ب األندلس، مركز دراسات األندلس كحوار اإلسبلمية، ا٢بضارة العربية )سلمى ا٣بضراء(ا١بيوسي .23 .2008ا٢بضارات، الرباط،

، )٧بمد عبده(حتمالة

1966إيببيا قبل ٦بيء العرب ا٤بسلمب، عماف األردف، .24

.1989، األردفمبلمح حضارية ب األندلس، عماف، .25

، التاريخ األندلسي، من الفتح حب سقوط غرناطة، القاىرة، )عبد الربن(ا٢بجي .26 ـ1983/ق1403

، ثورة عمر بن حفصوف زعيم ا٤بولدين ب جنوب األندلس ب عصر اإلمارة )٧بمد عيسى(ا٢بريرم .27 1982األموية باألندلس، القاىرة،

1976، القاىرة اإلسبلمية، النظم )علي إبراىيم(، حسن )إبراىيم حسن(حسن .28

1953 السياسي كالديب كالثقاب كاالجتماعي، مصر اإلسبلـ، تاريخ )إبراىيم حسن( حسب .29

1978، ا٢بياة الزراعية ب ببلد الشاـ ب العصر األموم، عماف، األردف، )فاب(حسب .30

.1980 ب األندلس، ببكت، كاإلدارية، الوثائق السياسية )٧بمد ماىر(بادة .31

)ت.د(، بب أكركبا كآسيا، القاىرة، )باؿ(بداف .32

1996، دمشق، اإلسبلمية، أعبلـ ا٢بضارة العربية )زىب(بيداف .33

1983، أعبلـ ا١بغرافيب العرب، ببكت )عبد الربن(بيدة .34

.1997، آثار األندلس ا٤بعمارية، القاىرة، )طارؽ(خالد .35

.1992، اإلسبلـ كأىل الذمة، ببكت، )علي حسب(ا٣بربوطلي .36

ب القرف ا٣بامس ا٥بجرم، ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم، اإلسبلمية، قرطبة )٧بمد عبد الوىاب(خبلؼ .37 1984ا٢بياة االقتصادية كاالجتماعية، تونس،

1985، إسهاـ علماء العرب كا٤بسلمب ب علم النبات، ببكت، )علي عبد اهلل(الدفاع .38

)عبد العزيز(الدكرم

1969مقدمة ب التاريخ االقتصادم العريب، ببكت، .39

1965، ببكت، اإلسبلميةالنظم .40

Page 375: الفصل التمهيدي

359

)رينهارت(دكزم

زكي ٧بمد حسن، . د: رامباكر، معجم األنساب كاألسرات ا٢باكمة ب التاريخ اإلسبلمي، أخرجو .41 1985القاىرة،

كالسياسية كاألدبية كالعلمية كاالجتماعية اإلدارية حضارتو كنظمو اإلسبلـ، )أنور(الرفاعي .42 .1982كاالقتصادية كالفنية، دمشق،

2009، ببكت، اإلسبلـ، حقوؽ أىل الذمة ب )ذياب ٧بمد(الركايب .43

، حركة ا٤بوحدين ب ا٤بغرب ب القرنب الثال عشر كالثالث )علي ٧بمد(ركجي يل تورنو ، راضي .44 .1982أمب توفيق الطييب، طرابلس، . د: عشر، تربة

.1982عبد الكرل ٧بفوظ، دمشق، : ركنالد، عبقرية ا٢بضارة العربية، تربة .45

1977، القاىرة، اإلسبلمية، ا٣براج كالنظم ا٤بالية للدكؿ )٧بمد ضياء الدين(الريس .46

.1982، ببكت، اإلسبلـ، أحكاـ الذميب كا٤بستأمنب ب دار )عبد الكرل(زيداف .47

)سيد عبد العزيز(سامل

1969تاريخ مدينة ا٤برية، ببكت، .48

1984تاريخ ا٤بسلمب كآثارىم ب األندلس، اإلسكندرية، .49

.1982تاريخ ا٤بغرب ب العصر اإلسبلمي، اإلسكندرية، .50

.1982، اإلسكندرية ب األندلس، اإلسبلـب تاريخ كحضارة .51

.1971قرطبة حاضرة ا٣ببلفة ب األندلس، ببكت، .52

.1984، جزر األندلس ا٤بنسية، ببكت، )عصاـ سامل(سامل .53

1976، الثغر األعلى األندلسي، دراسة ب أحوالو السياسية، بغداد )خليل إبراىيم(السامرائي .54

ب األندلس، اإلسبلمية، الزراعة ب إسبانيا ا٤بسلمة، ضمن الكتاب ا٢بضارة العربية )غارثيا(سانشيز .55 .2008مركز دراسات األندلس، كحوار ا٢بضارات، الرباط،

٧1985بمد عثماف، ا١بزائر، . د:ستانوكدكب، ا٤بسلموف ب تاريخ ا٢بضارة، تربة .56

.1994، كتاب األشجار كاأل٪بم ا٤بثمرة، دمشق، )مصطفى(الشكعة .57

.1990، كتب الفبلحة العربية كألفاظها ا٤بولدة، بغداد، )مصطفى(الشهايب .58

.1993، القاىرة، اإلسبلمية، النظم )صبحي(الصاب .59

، تاريخ العرب ب األندلس، عصر اإلمارة من عبد الربن الداخل، إىل عبد الربن )خالد(الصوب .60 )ت.د(الناصر، طرابلس،

)٧بمد ٧بمود(الصياد

Page 376: الفصل التمهيدي

360

1972مدخل للجغرافية اإلقليمية، ببكت، .61

.1974ا٤بعجم ا١بغراب، القاىرة، .62

.2009، تاريخ ا٤بسلمب ب األندلس، ببكت، )٧بمد سهيل(طقوش .63

ب مشاؿ إفريقية كاألندلس، بغداد، اإلسبلمي، الفتح كاالستقرار العريب )عبد الواحد ذنوف(طو .641982

.1984، دراسات كبوث ب تاريخ ا٤بغرب كاألندلس، ليبيا )أمب توفيق(الطييب .65

)أبو النصر(عادؿ .66

)سعيد عبد الفتاح(عاشور

1982، القاىرة، األكركبية كأثرىا ب ا٢بضارة اإلسبلميةا٤بدينة .67

.1986، القاىرة، )األكؿا١بزء (أكركبا العصور .68

)أبد ٨بتار(العبادم

.1982، اإلسكندريةدراسات ب تاريخ ا٤بغرب كاألندلس، .69

1986ب تاريخ ا٤بغرب كاألندلس، القاىرة، .70

، )باالشباؾ مع السيد عبد العزيز سامل( ا٤بتوسط األبيض ب حوض البحر اإلسبلميةتاريخ البحرية .71 .1993، اإلسكندرية

.1995 ب ا٤بغرب كاألندلس، القاىرة اإلسبلميةالبحرية .72

.1993األعياد ب ٩بلكة غرناطة، القاىرة، .73

1973، تاريخ األدب العريب، عصر سيادة قرطبة، ببكت، )إحساف(عباس .74

، مدينة قادس كدكرىا ب التاريخ السياسي كا٢بضارم لؤلندلس ب العصر )سحر السيد(عبد العزيز .75 .1990 اإلسكندرية، اإلسبلمي

1976، ببكت، اإلسبلمية، ا٢بياة العلمية ب مدينة بلنسية )كرل(عجيل .76

)إ٠باعيل(العريب

1982دكلة بب زيرم، ملوؾ غرناطة، ديواف ا٤بطبوعات ا١بامعية، ا١بزائر، .77

1983النبات كالفبلحة كالرم عند العرب، القاىرة، .78

)ت.د(، أكركبا ب الدراسة ا١بغرافية الطبيعية كالبشرية، القاىرة )٧بمد سامي(عسل .79

1980، عبد الربن الناصر، ببكت، )بساـ(العسلي .80

)٧بمد عبد اهلل(عناف

، مؤسسة األكؿ، القسم األكؿ ب األندلس من الفتح إىل بداية عهد الناصر، العصر اإلسبلـدكلة .81 1980ا٣با٪بي، القاىرة،

Page 377: الفصل التمهيدي

361

، القاىرة األكؿ، القسم األكؿ ب األندلس من الفتح إىل هناية ٩بلكة غرناطة، العصر اإلسبلـدكلة .821955

ب اإلسبلـدكؿ الطوائف منذ قيامها حب الفتح ا٤برابطي، كىو العصر الثال من كتاب دكلة .83 1960األندلس، القاىرة

ق1378الدكلة العامرية، كىو ا١بزء الثالث من كتاب دكلة اإلسبلـ ب األندلس، القاىرة .84

عصر ا٤برابطب كا٤بوحدين ب ا٤بغرب كاألندلس، كىو ا١بزء الثالث من كتاب دكلة اإلسبلـ ب .85 1964األندلس، القاىرة،

ق٧1388بمد عبد اهلل عناف ،لساف الدين بن ا٣بطيب،حياتو ك تراثو الفكرم ، القاىرة، .86

1996، معجم العلماء العرب، بغداد، )كوركيس(عواد .87

1944، تاريخ النبات عند العرب، جامعة القاىرة، )أبد(عيسى .88

1982، تاريخ التعليم ب األندلس، القاىرة )٧بمد عبد ا٢بميد(عيسى .89

)٧بمد شفيق كآخركف(غرباؿ

1987ا٤بوسوعة العربية ا٤بيسرة، ببكت، .90

1976تراجم إسبلمية شرقية كأندلسية، القاىرة، .91

1975، ا٤بعتمد ب األدكية ا٤بفردة، ببكت، )يوسف(الغسال .92

1971، قياـ دكلة ا٤بوحدين، بنغازم، )مراجع عقيلة(الغنام .93

)عز الدين(فراج

)ت.د(بساتب الفاكهة، القاىرة .94

)ت.فضل علماء ا٤بسلمب على ا٢بضارة األكركبية القاىرة، د .95

1982غرناطة ب ظل بب األبر، ببكت، )يوسف شكرم(فرحات .96

.1983، اإلسكندرية، اإلسبلمي، قرطبة ب العصر )أبد(فكرم .97

.2004، ببكت، اإلسبلمية، علم الفبلحة ب األندلس )٧بسن(فؤاد .98

)ـ1031-750/ق422-138(، اجملتمع الريفي ب األندلس ب عصر بب أمية )حسن(قرل .99

1933، النقود العربية كعلم النميات، القاىرة، )األب أنستاس(الكرملي .100

، إبراىيم خورشيد كآخركف، اإلسبلمية١بنة دائرة ا٤بعارؼ : ، األندلس، تربة)س. ج(كوالف .101 .1980ببكت، القاىرة،

٧بمد تقي الدين ا١بيبليل، القاىرة، : ، مدينة ا٤بسلمب ب إسبانيا، تربة)جوزيف(كيب .1021985.

Page 378: الفصل التمهيدي

362

منذ بناء معسكر القرف حب انتهاء ثورات ا٣بوارج، سياسة اإلسبلمي، ا٤بغرب )موسى(لقباؿ .103 1981كنظم، ا١بزائر،

.1956عادؿ زعيب، القاىرة، : ، حضارة العرب، تربة)غوستاؼ(لوبوف .104

ـ، تربة كتعليق، 11-8/ق5 إىل القرف 2 من القرف األكؿ ب ٦بده اإلسبلـ، )موريس(لومبار .105 1990إ٠باعيل العريب، ببكت،

.1994، ا٢بضارة العربية ب إسبانيا، تربة الطاىر مكي، القاىرة، )بركفنساؿ(ليفي .106

، القاىرة، : ، قصة العرب ب إسبانيا، تربة)بوؿ ستانلي(لب .107 .1994علي ا١باـر

.1973 ب العصور الوسطى، القاىرة، اإلسبلمية، تاريخ ا٢بضارة )عبد ا٤بنعم(ماجد .108

.1977لطفي عبد البديع، القاىرة، . د: ب إسبانيا، تربةاإلسبلمي، الفن )جوميت(مانويل .109

.1986، القاىرة، األرض، كجو )٧بمد(متويل .110

٦1980بموعة مؤلفب، دراسات ب تاريخ العلـو عند العرب، بغداد، .111

1980، القاىرة اإلسبلـ، فنوف )زكي(٧بمد .112

، قياـ دكلة ا٤برابطب، صفحة مشرقة من تاريخ ا٤بغرب ب العصور الوسطى، )حسن أبد(٧بمود .113 .1956القاىرة،

.1984، تاريخ العرب ب األندلس، القاىرة )حسن(مراد .114

.1975، بغداد، اإلسبلمية، ا٤بزارعة كا٤بسقاة ب الشريعة )مناع(مراد .115

.1977، ببكت، اإلسبلمية، التنظيم احملاسيب لؤلمواؿ العامة ب الدكلة )٧بمود(ا٤برسي .116

1996، الكوارث كالظواىر الطبيعية، دراسة بليلية، القاىرة )٧بمود(مصطفى .117

)٧بمود علي(مكي

.1977مدريد العربية، القاىرة، . 118 .1983دراسات أندلسية ب األدب كالتاريخ كالفلسفة، القاىرة، . 119

خبلؿ القرف السادس ا٥بجرم، اإلسبلميالنشاط االقتصادم ب ا٤بغرب )عز الدين(موسى .120 .1983ببكت

)علي(موسى

1982جغرافية القارات، لببكت، . 121 .1986ا٤بعجم ا١بغراب ا٤بناخي، دمشق، . 122

)حسب(مؤنس

.1967، مدريد اإلسبلميةتاريخ ا١بغرافية كا١بغرافيب ب األندلس، معهد الدراسات . 123

Page 379: الفصل التمهيدي

363

.1959فجر األندلس، القاىرة، . 124 .1981معامل تاريخ ا٤بغرب كاألندلس، القاىرة، . 125

.1977، إكثار أشجار الفاكهة، القاىرة، )طو عبد اهلل(نصر .126

.1962، الدكلة األموية ب قرطبة، بغداد )أنيس زكريا(النصويل .127

، الزراعة ب األندلس منشورات مركز دراسات األندلس كحوار ا٢بضارات، )يوسف(النكادم .128 .2008الرباط،

.1992، النظاـ ا٤بايل ب اإلسبلـ، القاىرة، )عبد ا٣بالق(النواكم .129

.1986، القاىرة، اإلسبلمي، قرطبة ب التاريخ )جودة(ىبلؿ .130

كامل . د: كما يعاد٥با ب النظاـ ا٤ببم، تربةاإلسبلمية، ا٤بكاييل كاألكزاف )فالب(ىنتس .131 .1970العسلي، عماف

أمب توفيق الطييب، : ب ا٤بغرب ب القركف الوسطى، تربةاإلسبلمية، النظم )ب.ج(ىوبكنز .132 .1981القاىرة

.1979، األدب األندلسي من الفتح إىل سقوط ا٣ببلفة، القاىرة )أبد(ىيكل .133

1957صبلح األصبحي، جامعة دمشق، : ، تربةاإلسبلميالفن : )دافيد تابولت(كالس .134

.٧1964بمد بدراف، القاىرة، : ، قصة ا٢بضارة، تربة)ديورانت(كؿ .135

1986معجم النبات كالزراعة، اجملمع العلمي العراقي، بغداد، : )٧بمد حسن(ياسب .136

الدوريات

، البكيب كاالنشاب ب علم الفبلحة عند العرب، ا٤بوسم الثقاب الرابع جملمع )٧بمد زىب(البابا .137 .1986اللغة العربية، القاىرة،

.1930، 8، رفع ا٤بياه ب األندلس، ٦بلة ا٤بشرؽ، القاىرة، العدد )أنطوف(باز .138

علية العنال، صحيفة ا٤بعهد ا٤بصرم : ، تعريباإلسبلمية، األبنية اإلسبانية )توربيس(بالباس .139 .1953، األكىل، مدريد، السنة اإلسبلميةللدراسات

، اجملتمع األندلسي كاجملتمع اإلسبال ب عصر ملوؾ الطوائف، ٦بلة دراسات عربية، )أبد(بدر .140 .1983، سنة 16-13العدد

، قصب السكر كصناعة السكر ب ا٤بغرب القدل، ٦بلة البحث العلمي، جامعة )بوميب(برثي .141 ـ1964/ق٧1383بمد ا٣بامس، العدد األكؿ،

، ٦بلة دراسات تارٱبية، ا٤بؤبر العا٤بي لتاريخ ا٢بضارة األرضنظاـ ملكية )ا٢ببيب(ا١بنحال .142 .1981، 7-5، دمشق، العدد اإلسبلميةالعربية

Page 380: الفصل التمهيدي

364

، ٧بكمة ا٤بياه ب بلنسية، من ملخصات البحوث بالندكة العا٤بية الثالثة لتاريخ )سيموف(ا٢بايك .143 .1983العلـو عند العرب، الكويت،

، 4، العدد اإلسبلمية، الكتب كا٤بكتبات ب األندلس، ٦بلة الدراسات )عبد الربن(ا٢بجي .144 .1972السنة

، العلـو العربية ب الكتاب ا٤بخصص البن سيده، ا٤بؤبر الرابع للجمعية )نبيلة عبد ا٤بنعم(داكد .145، األردف لتاريخ العلـو عن دكر ، العلمي العريب ب ا٤بنجزات العلمية العربية، أربد األردنية2002.

، 25، مدريد، اجمللد اإلسبلمية، األعياد ب ٩بلكة غرناطة، ٦بلة الدراسات )أبد ٨بتار(العبادم .146 1970سنة

، الزراعة ب األندلس كتراثها العلمي، ندكة األندلس، الدرس كالتاريخ، )أبد ٨بتار(العبادم .147 .1994جامعة اإلسكندرية،

ابن غالب، كتاب فرحة األنفس، ٦بلة معهد ا٤بخطوطات العربية، مدريد سنة )لطفي(عبد البديع .1481956.

، الرم بالتنقيط عند ابن العواـ، عن ملخصات البحوث للندكة العا٤بية )صبلح الدين(العمامي .149 .1982الثالثة لتاريخ العلـو عن العرب، الكويت،

، جغرافية األندلس كا٤بصطلحات ا١بغرافية األندلسية، ٦بلة دراسات )٧بمد عبد اهلل(عناف .150 .1958أندلسية، تطواف،

، سنة 18، صفة األندلس ألبد الرازم، ٦بلة األندلس، القاىرة، العدد )بركفنساؿ(ليفي .1511953.

بي بن عمر الكتال، كتاب أحكاـ السوؽ، ٦بلة ا٤بعهد ا٤بصرم )٧بمود علي(مكي .152 .1956، 2-1للمخطوطات، مدريد العدد

، 5، اجمللد اإلسبلمية لؤلندلس، صحيفة معهد الدراسات اإلدارم، التقسيم )حسب(مؤنس .153 .1957، 2-1العدد

مؤلف ٦بهوؿ، كتاب الطبيخ ب ا٤بغرب كاألندلس ب عصر ا٤بوحدين، ٦بلة )ىويشي(مباندا .154 .1966، السنة 5، مدريد، العدد اإلسبلميةمعهد الدراسات

:الرسائل الجامعية-138(، الزراعة كالرم ب األندلس ب عصرم اإلمارة كا٣ببلفة، )بيداء ٧بمود(القيسي . 155 .، رسالة ماجستب 2005، كلية الببية للبنات، جامعة بغداد، )ـ1030-756/ق422

Page 381: الفصل التمهيدي

365

الزراعية كاستثمارىا ب األندلس ب ضوء آراء فقهاء األراضيملكية )مقتدر بداف(الكبيسي . 156 .، أطركحة دكتوراه 2005القرف ا٣بامس ا٥بجرم، ا٢بادم عشر ا٤بيبلدم، كلية اآلداب، جامعة بغداد،

حب سقوط اإلسبلمي، الوضع الزراعي ب األندلس منذ الفتح )٧بمود حسب شبيب(ا٥بياجنة . 157 .، رسالة ماجستب 1989دكلة ا٤برابطب، قسم التاريخ، كلية اآلداب، ا١بامعة األردنية،

، طرائق كأساليب الزراعة كالرم ب األندلس من خبلؿ كتب الفبلحة، )خضب حسن(ياسب . 158 .كلية اآلداب جامعة بغداد، رسالة ماجستب

Page 382: الفصل التمهيدي

366

:قائمة المصادر والمراجع األجنبية

1- Albertini Louis., 2013, « Essor de l’agriculture en al-Andalus

(Ibéria-rabe) : X-XIV è siècles, performances agronomes arabo-

andalous ». L’harmattan. Paris. Pp. 19-33.

2- Amigues F, De meulemeester J. & Matthys A., 1999,

« Archéologie d’un grenier collectif fortifié hispano-musulman :

Le Cabezo de la cobertera (vallé du rio segura / maurcie) », in

Bazzana A. (éd), Castrum 5. Archéologie des espaces agraires

méditerranéens au moyen âge ; Madrid-Rome-Maurcie, collection

de la casa de Velázquez. 55, pp. 347-359.

3- Andrew M. watson, 1983, « Agricultural Innovation in the Early

Islamic world”, Cambridge, U.K, Cambridge university Press.

4- Bazzana A. & De MeumemeesterJ; avec la collaboration d Y.

Montmessin, 2009, « La noria, l’aubergine et le fellah. Archéologie

des espaces irrigués dans l’occident musulman médiéval (XI-XV è

siècles) », Grand Argu 6 (Archéological reports Ghentuniversity 6.

5- Bazzana A. & Pierre Guichard, 1981-1987, « Irrigation et société

dans l’Espagne orientale au moyen âge », in : J. Metral et Paul

sanlaville, eds : L’homme et l’eau de l’orient, nr : 2 etc., 4 vols.,

Lyon : Maison de l’orient, Presses Universitaires de Lyon.

6- Bazzana A. , 2009, « Techniques hydrauliques et gestion des

espaces irrigués dans les huertas de murciennes (IX-XIII è

Siècles) », Revue des mondes musulmans et de la méditerranée (on

line), 126 / November 2009. On line since 15 December 2012,

connectionon 10 april 2018.

URL :http://journals.openedition.org/remmum/6444.

Page 383: الفصل التمهيدي

367

7- Bazzana A., 1993, « Territoire castral et réseaux irrigués :

l’exemple du hisn de ghalinar (alicante) » ; Mélange de la casa de

Velázquez, XXIX-1 ; p. 155-170.

8- Bazzana A., Bertrand M., Cressier P., Guichard P. &Montmessin y,

1987, « L’hydraulique agraire dans l’Espagne médiévale », L’eau

et les hommes en méditerranée, Paris, éd. CNRS, p. 43-66.

9- Berque J., 1954, « Les Seksawa : recherche sur les structures

sociales du haut atlas occidental », Paris, presses universitaires de

France.

10- Bertrand G., 1970, « Ecologie de l’espace géographique.

Recherche pour une science du paysage », Bulletin de la société de

biogéographie, 197 sq.

11- Bolens L., 1978, « La révolution agricole andalouse du XI è

siecle », StudiaIslamica, XLII, p. 121-141 : publié de nouveau en

1990 dans l’Andalousie du quotidien au sacré. XI-XIII è siècles,

recueil d’articles, Aldershot-hampshire (studiesseries, cs 337),

1990, p. 9-29.

12- Bolens L., 1981, « Agronomes andalous du moyen âge,

Geneve.

13- Bolens L., 1981, « La greffe et les métamorphoses du Jardin

andalou on moyen âge (XI-XII siècles), in : Agronomes Andalous

du moyen âge, Librairie Droz-Genève, Paris, pp. 288-300.

14- Cressier P., 1989, « Archéologie des structures hydrauliques

en al-Andalus », in Dialnet ; Localizacion : El agua en zonas

aridas. Arqueologia e historia. Hidraulicatradicional de la provincia

de almeria/ coord. Porlorenzocarabarrionueva, 1989, ISBN 84-

86862-22-1. Pp. 2051-2092.

Page 384: الفصل التمهيدي

368

15- Cressier P., (éd) 2006, « Maitrise de l’eau (la) en al-Andalus,

paysages, pratiques et techniques », Madrid, collection de la casa

de Velazquez-93.

16- Cressier P., 1999, « Châteaux et terroirs irrigués dans la

province d’Almeria (X-XV è siècles) », Castrum 5… ; Madrid-

Rome-Murcie, p. 439-453.

17- Duran A., 2004, « Du paysage à la pratique, des gestes à

l’environnement. Essai d’approches croisées sur les systèmes

agraires en France méridionale et en catalogne (IX-XV è

siècles) » ; dossier pour l’habilitation à diriger des recherches

(HDR), université de province, 2 vols.

18- El-Faiz M., 1998, « La révolution agricole dans l’Espagne

musulmane est-elle mesurable ? » ; Histoire et mesure, XIII, 314 ;

p. 323-346.

19- Elisabeth Nesme-ribes, Gérard thuillier, 2000, « Histoire

solaire et climatique », éd. Bélin

20- Emmanuel Le royLadurie 2007, « Abrégé d’histoire du

climat du moyen âge à nos jours », entretien avec Anouchka vasak,

éd. Fayard.

21- Emmanuel Le roy L., 2004, « Histoire comparée du climat »,

Paris, Fayard, 240 p.

22- Emmanuel Le roy., 1967, « Histoire du climat depuis l’an

mil », Paris, Flamarion, 337p.

23- Fabien Locher., 2011, « L’histoire face à la crise

climatique », in la vie des idées.fr [lire en ligne (archive)].

24- IMAMUDDIN S. M., M. A., D. Phil. (Cal.) &D. Phil. &Litt.

(Madrid)., 1963 “THE Economic History of SPAIN (Under the

Umayyads, 711-1031 A. C.)”; Reader in Islamic History &

Culture, University of Dacca Published by Asiatic Society of

Page 385: الفصل التمهيدي

369

Pakistan Dacca 1963 , A revised English version of the Doctoral

Thesis originally written in Spanish and Submitted to the

University of Madrid , Copyrigh, 1963 Dhu’lHijjah, 1382 (May

1963).

25- J. Goury du Roslan, 1888. “L’histoire économique de

l’Espagne”, Paris, librairie Guillaumin.

26- Karl.w.Butzer ; 1985, « Irrigation Agroecosystems in Eastern

Spain : Roman or Islamic origins ? »; Annals of the association of

American geographers, vol. 75, p. 482.

27- Lemeunier G., 1999, « L’irrigation à Murcie au début de

l’époque moderne » ; Castrum 5…, Madrid-Rome-Murcie ; p. 91-

100.

28- Levi-Provencal, 1932, « Espanamusulmana: Instituciones y

vidasocial, (Paris: Larose, 1932).

29- Levi-Provencal, 1967, « Histoire de l’Espagne musulmane,

Paris.

30- Lopez Gomez., 1974, « El origen de los valencianos : los

canales romanos », cuadernos de geografia, (universidad de

valencia) ; 1974, 15 ; p. 1-24.

31- Madani T., 2003, « L’eau dans le monde musulman

médiéval, l’exemple de Fès (Maroc) et de sa région », these de

doctorat, sous la direction d’andréBazzana, Lyon (université Lyon

2) ; 4 vols.

32- MalpicaCuello A., 1995, « Introduction » et « De la

congruencia y la homogeneidad de los espacioshidraulicos en al-

Andalus », El agua en la agricultura de al-Andalus, Barcelone-

Madrid (El Legadoandalusi) ; p. 17-24 et 25-39.

33- Maria Antonia CarborenoGamundi., 1983, « Terrasses per al

cultiirrigat i distribucio social de l’aigua à Banyalbufar

Page 386: الفصل التمهيدي

370

(Mallorca) » ; Documents d’analisigeografia (Barcelona) ; vol. 4,

pp. 32-68.

34- Miquel Barcélo., 1986, « La questio de l’hidraulismeandalusi

», in : Miquel Barcélo, Maria Antonia Carboreno& Ramon Marti ;

Les aigues cercades (Els qantc (s) de l’illa de Mallorca), (Palma de

mallorca : insititut d’estudisBaléories, 1986) ; pp. 9-36.

35- Miquel Barcélo., 1989, « El Diseno de espaciosirrigados en

al-Andalus un enunciado de principiosgenerales » ; paperpresented

at : El agua en zonas aridas : arqueologia e historia : Actsdel I

coloquio de historia y medio fisico, Almeria, 14-15-16 decembre

de 1989, vol. 1 ; pp. XIII-1.

36- Pascal Acot., 2005, « Histoire du climat en Europe moyen

âge : contribution à l’histoire des variations climatiques de 1000 à

1425 ; d’après les sources narratives de l’Europe occidentale,

Paris ; éd. L’Ecole des Hautes études en sciences sociales, 1987 ;

827 p.

37- Perez Medina T.v., 1998, « Voral’hortaValenciana. Els

regadiushistorics d’alcasser, Picasset I Torrent”; III congrès

d’historia de l’Horta sud, Torrente (Valencia); inédit, 23 p.

38- Poveda Angel., 1980 ; « Toponimiaarabe-musulmane de

Mayurqa », Awraq. Vol. 3 (1980), p. 75-101.

39- Poveda Angel., 1982 ; « Aigues i corrents d’aigua à la

toponimia de Mayurqasegons el libre delrepartiment, bulleti de la

societat d’onomastico, vol. 10.

40- R. Ferrer ,& M.D. Carianes., 1979 ; « Navarorepartiment de

valencia, 2 vols (saragossa, 1979).

41- Ramon Marti., 1989 ; « Oriente y occidente en las

tradiccioneshidraulicasmedievales » ; paperpresented at : El agua

en zonas aridas : arqueologia e historia : Actas del I coloquio de

Page 387: الفصل التمهيدي

371

historia y medio fisico, Almeria , 14-15-16 Decembrede 1989, vol.

1 ; p. 434.

42- Thomas F. Glik., 1991 : «istoriadelregadío y las

técnicashidráulicas en la España medieval y moderna.

Bibliografíacomentada," Chrónica Nova (Granada), 18 (1990),

121-153; 19 (1991), 167-192; 20 (1992), 209-232.

Page 388: الفصل التمهيدي

372

فيرس املوضوعات

Page 389: الفصل التمهيدي

أ ........................................................................... مقدمة 01 ..... مدخل تاريخي حول المؤلفات في الزراعة و الري في األندلس:الفصل التمهيدي 62 .............................................. :جغرافية بالد األندلس:الفصل األول

62 ...............................طبيعة ببلد األندلس ا٣بصائص ا٤بميزات : ا٤ببحث األكؿ 62 .........................................................................ا٤بوقع -1

63 ........................................................................ا١بباؿ : أكال 66 .......................................................................األكدية : ثانيا 69 .............................................................السهوؿ كا٥بضاب : ثالثا

72 .................................ا٤بياه ب األندلس، مصادر الرم كالسقي : ا٤ببحث الثال 72 ........................................................................األهنار -1 79 ...................................................................العيوف ا٤بائية -2 82 ...................................................................مياه األمطار -3 83 .........................................................................اآلبار -4

86 ........................................مناخ األندلس كدكره ب الزراعة : ا٤ببحث الثالث 87 ...................................................................مكونات ا٤بناخ -1 87 ......................................................................... الرياح 1-1 89 ................................................................. درجات ا٢برارة 1-2 92 ......................................................توزيع األمطار ب األندلس - 2 95 .........................................أثر العوامل ا٤بناخية على ا٢بياة االقتصادية -4

95 .......................................................ا١بفاؼ كا٫بباس األمطار : أكال 104 ..............................................................السيوؿ كالفيضانات :ثانيا

114...................اإلنتاج الزراعي في األندلس وأنواعو ،الطرائق والوسائل:الفصل الثاني 115……………..……........…أنواع ا٤بنتجات الزراعية ب األندلس: ا٤ببحث األكؿ

119 .................................................................ا٤بنتجات الغدائية -1 122 .........................................................ا٤بنتجات الزراعية النسيجية -2

Page 390: الفصل التمهيدي

123 ..........................................................إنتاج العطور كزىور الزينة -3 124 .....................................................................إنتاج ا٣بشب -4II- 125 ......................................................تربية ا٢بيوانات األليفة كالرعي 138 ..................................................................الصناعة الغذائية -1 147 ...........................................................صناعة األدكات ا٣بشبية -2 149 ....................................................صناعة األدكات الزراعية ا٤بعدنية -3 149 ............................................................صناعة ا١بلود كالصباغة -4 150 ...................................................صناعة األكال الفخارية كا٢بجرية -5

152 ...................................................كسائل اإلنتاج الزراعي :ا٤ببحث الثال 153 .............................................................................الببة -أ

157 ...................................................................ا٢براثة كالتزبيل -ب 164 ...................................................................اآلالت الزراعية -ج 168 .............................................................طرؽ مضاعفة النباتات -د 174 ....................................................................الدكرة الزراعية -ق 176 ..........................................................األساليب الزراعية ا١بديدة -ذ 177 ....................................................................الزراعة ا٤بغطاة -1 177 ....................................................ترقيد الفخار ب األكال الفخارية -2 178 ...........................................................الزراعة ب ا٤بواد العضوية -3 180 ................................................................الزراعة على ا١بباؿ -4 181 ...............................................................تغيب أشكاؿ الثمار -5 181 ...............................................................تغيب ا٤بذاؽ كالرائحة -6 185 ....................................................................تقليم األشجار -ك 188 ............................................................بع ا٤بنتجات الفبلحية -ز

192 ................................................... طرائق الري وتقنياتو:الفصل الثالث 193 ..................................................علم الريافة ب األندلس :ا٤ببحث األكؿ

Page 391: الفصل التمهيدي

206 ............................................................طرائق الرم :ا٤ببحث الثال 206 ...........................................................ا٤باء ب ا٤بصادر األندلسية -أ

209 .........................................................................األمطار -ب 210 ...........................................................................األهنار -ج 212 .....................................................................كسائل السقي -د 215 .....................................................................آالت السقي -ق 217 ................................................................نظم كطرؽ السقاية -ك

221 ...........................................................تقنيات الرم :ا٤ببحث الثالث 222 ..................................................................استخداـ القنوات -أ

229 ............................................................إقامة ا١بسور كالقناطر -ب 233 ..............................................................آالت ك أدكات الرم -ج

240 ................. الجبايات وانعكاساتها على النشاط الزراعي في األندلس:الفصل الرابع 242 ...............................................................ا١ببايات :ا٤ببحث األكؿ

242 ...........................................................................ا٣براج -1 258 ............................................................................ا١بزية -2 274 ..........................................................................العشور -3

280 .................................انعكاسات ا١ببايات على النشاط الزراعي ::ا٤ببحث الثال 298 .............................................................................. خاتمة

305 ............................................................................ المالحق 324 .......................................................................قسم الفهارس

342 ............................................................قائمة المصادر والمراجع

Page 392: الفصل التمهيدي

:ملخصال

هتدؼ ىذه الدراسة إىل تبياف كتوضيح حقيقة النشاط الزراعي كالرم ب ببلد األندلس ب عهد اإلمارة

، كإىل أم حد كاف األندلسيوف مبدعب غب )ـ1031-ـ756/ ىػػ 422- ىػػ 138(كا٣ببلفة من

الفبلحة األندلسيب الذين اشتهركا بإبداعاهتم مقلدين ب كسائلهم كتقنياهتم، كللتعرؼ على علماء

. ب ٦باؿ الزراعة كالرمكآثارىم العلمية

األندلس، الزراعة، الرم،مصادر ا٤بياه، الثركة ا٢بيوانية، التنوع النباب، الضريبة، :الكلمات المفتاحية

.استصبلح األرض، طرؽ الرم

Summary:

The purpose of this study is to demonstrate and clarify the reality of agriculture and

irrigation in Andalusia during the time of the Principality and the Caliphate (138 AH-

422 AH / 756 CE-1031) and in what The Andalusians are creative and non-imitative.

In addition, to recognize their scientists and their discoveries and their scientific work

in agriculture and irrigation.

Key words: Andalusia, agriculture, irrigation, water resources, livestock, plant

diversity, taxation, soil rehabilitation, irrigation methods.

Résumé :

Le but de cette étude est de démontre et de clarifier la réalité de l'agriculture et de

l'irrigation en Andalousie pendant à l'époque de la Principauté et le califat (138 AH-

422 AH / 756 CE-1031) et dans quelle mesure les andalous sont créatifs et non-

imitateurs. Et pour reconnaitre aussi leurs scientifiques et leurs découverts et leurs

travaux scientifiques en agriculture et irrigation.

Mots-clés : Andalousie, agriculture, irrigation, ressources en eau, élevage, diversité

végétale, fiscalité, réhabilitation des sols, méthodes d'irrigation.