Top Banner
ماتردة الع مطا ر نليف: جو تأ ي دومةة: خ تر لتاسعفصل ا ال د ال يلل نطاب القصة واع قصة" س لإفصاح عن رغبة ا يولنا، ح من ح ك وأ ك ايد أ "هناك حرج ينيام بي والوع مني نو أ ث اإن السعيي ،ت د ال حقل عمل من ال جرى كثية، وقضا ساستفاق أطق ا منا تكوين.و مة ف، يبدو مبدئية نل اخت الروس،ني الشل هناكة، فاإنلت وا حا رء نفسه ا لو ح وس ج يد من مقدمات هت مري روث أ هناك مو، و شكوفسروب و ا بً وص خصاء ث، وان بو ك و ا بلوبوً ور ، مر تكو ولت امديثةما ، مثل دراسة روثو امع ب ين مانطاب"ن "القصة وااور شا س- وا ه هؤلء ا ون وف، بر دور، تورت( دل تطوير قواعد لية عل عاتقها وية الفرنسخذت البني د. وأ ال ة النظر ت وش د، ) نس بر افيل،ج اس، توماس جر( القصة وامقات ب ووصف العانيا ولفجاهن من أ ام يرد اإ. ك)نيت جييزر يد، وك ، وولفتانزيل ت، فرانز شرد لم ، ب بت ت لع أك، ومين دايى تيون فا اً وص هولندا، خص مة يبب تل أ وعة نشطة جود عن وً ل، فض ) ي ب ج، مناح نت ش، مائشوفس هروبنيام( 1 . هناك اإذن تنوع رون عل نظو اتفق هؤلء اما ل مقولته، أه و ه مفا ر من هؤلء منظ مال فاإنطبيعة ات، وب رووذه ا ه ب كب اً حداث، منظور و ال فعال أ ية ال متواليه "القصة"، و ما أ تفرقة بتطلب د ت نظرية الن م بأ يكون قو ء، فس عن الطريقةعزل ا اإل ا ققت الم. دها و حداث، أ الثيل هونطاب"، ويه "ا ما أ، وبنطاب اية، ب نية الروس حركة الش التفرقة تfabula وsjuzhet حداث، من اللسا سي القصة بصف ، أ دية الل ا نقل والقصة كا عل تنطوي مصطلحا صياغاتذه التفرقة، وفة له هتل خرون صياغات رون أ . ويطرح منظصطلح وش؛وع من التش نrécit مصطلحًحياساوي أ ، يً مثfabula ً حياساوي أ ند، ويو عند بر كsjuzhet عند كرت، حدا ية من ال متوالية ب ساسوام تفرقة أك عل ا هنان أ غا. حداث ويقد ذه ال خطاب ينظم ه ث، وب ً نيت مث جي، حداث ية ال متوال بhistoire ، خطاب حداث ذه ال ه وتقدrécit عنتوي س هذين ا ، ك1 - For a bibliography and useful synthesis, see Seymour Chatman, Story and Discourse: Narrative Structure in Fiction and Film, Ithaca, Cornell University Press, 1978. For more recent discussions and further bibliography, see the three issues of Poetics Today devoted to narrative: 1:3 (1980), 1:4 (1980) and 2:2 (1981).
13

القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

Feb 09, 2023

Download

Documents

Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
Page 1: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

مطاردة العالمات

تأ ليف: جواناثن لكر

ترمجة: خريي دومة

الفصل التاسع

القصة واخلطاب يف حتليل الرسد

"هناك حرج يزتايد أ كرث وأ كرث من حولنا، حني يمت الإفصاح عن رغبة يف سامع قصة" والرت بينيامني

تكوين مناطق اتفاق أ ساس ية، وقضااي جرى كثري من العمل يف حقل الرسدايت، حبيث اإن السعي حنو أ ي نوع من

ن هناك معل الشالكنيني الروس، مبدئية حمل اختالف، يبدو هممة هموةل. ولو حرص املرء نفسه يف حالت واحضة، فاإ

، مرورا بلوبوك وبوث، وانهتاء خصوصا بروب وشلكوفسيك، وهناك موروث أ مرييك ميتد من مقدمات هرني جميس

لك هؤلء اهمتوا -س ميور شامتان "القصة واخلطاب" ين ما جيمع بني املوروثني، مثل دراسةابحملاولت احلديثة يف تكو

، دمبشالكت وهجة النظر يف الرسد. وأ خذت البنيوية الفرنس ية عىل عاتقها تطوير قواعد للرسد )ابرت، تودوروف، برميون

ىل اذلهن من أ ملانيا ولفجاجن ووصف العالقات بني القصة واحليك ) جرمياس، توماس ابفيل،جريادل برنس( جينيت(. كام يرد اإ

هممة يف هولندا، خصوصا دلى تيون فان دايك، ومييك أ عامل تبت ، بريانرد لمريت، فرانز ش تانزيل، وولف مشيد، وك اكيزر

)بنيامني هروشوفسيك، مائري ش ترينربج، مناحمي بريي( ابل، فضال عن وجود مجموعة نشطة يف تل أ بيب1

تنوع اإذن هناك .

رون عىل ر من هؤلء هل مفاهميه ومقولته، أ ما لو اتفق هؤلء املنظ كبري بني هذه املورواثت، وبطبيعة احلال فاإن لك منظ

يشء، فس يكون قوهلم بأ ن نظرية الرسد تتطلب تفرقة بني ما أ مسيه "القصة"، ويه متوالية ال فعال أ و ال حداث، منظورا

لهيا مبعزل عن الطريقة اخلطاب، وبني ما أ مسيه "اخلطاب"، وهو متثيل ال حداث، أ و رسدها يف الكم. اليت حتققت هبا يفاإ

، أ ي القصة بصفهتا سلسةل من ال حداث، sjuzhet و fabulaتكل يه التفرقة يف حركة الشالكنية الروس ية، بني

رون أ خرون صياغات خمتلفة لهذه التفرقة، ويه صياغات تنطوي مصطلحاهتا عىل والقصة كام نقلهتا معلية الرسد . ويطرح منظ

كام عند sjuzhetكام عند برميوند، ويساوي أ حياان fabulaمثال، يساوي أ حياان مصطلح récitنوع من التشوش؛ مفصطلح

ميزي ث، وبني خطاب ينظم هذه ال حداث ويقدهما.غري أ ن هناك عىل ادلوام تفرقة أ ساس ية بني متوالية من ال حدا ابرت،

، كام ميزي هذين املس تويني عن récitوتقدمي هذه ال حداث يف خطاب ، histoireبني متوالية ال حداث ،جينيت مثال 1 - For a bibliography and useful synthesis, see Seymour Chatman, Story and

Discourse: Narrative Structure in Fiction and Film, Ithaca, Cornell University Press, 1978. For more recent discussions and further bibliography, see the three issues of Poetics Today devoted to narrative: 1:3 (1980), 1:4 (1980) and 2:2 (1981).

Page 2: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

ومن الطريقة اليت يس تخدم هبا جينيت ،، وهو طريقة النطق ابلرسد. غري أ ن مييك ابلnarration مس توى اثلث يسميه

ل بني مس تويني، هام املس تواين نفساهام الذلان مزي يف الهناية أ نه " ل ميزي -ويه عىل صواب فامي أ عتقد –تؤكد مقولته، اإ

2بيهنام الشالكنيون الروس".

ىل صياغة هذه التفرقة رصاحة. لقد اكن معنيا يف ال ساس مبشالكت وهجة اكن الرتاث ال مرييك أ قل من غريه نزوعا اإ

يف الرواية والقصة القصرية ؛ أ ي تطابق الرواة، والامتيز بيهنم، الرواة من ادلاخل والرواة من اخلارج، ووصف ما ينمتيالنظر

ىل منظور الراوي. غري أ ن املرء ليك يقوم بذكل، جيب أ ن يفرتض تفرقة بني ال فعال أ و ال حداث نفسها، وبني العرض اإ

وهجة النظر معىن، لبد أ ن تكون هناك طرق متعددة متعارضة لرؤية قصة . وليك يكون دلراسات الرسدي لهذه ال فعال

معينة وحكهيا. وهذا جيعل من القصة جوهرا صلبا ل يتغري، شيئا اثبتا ميكن أ ن تقاس عليه تنويعات العرض الرسدي اخملتلفة.

ه؛ ذكل ولكن وصف املوقف عىل هذا النحو، يعين م هل اإدراك التفرقة وك هنا خيال موج ل -أ ن من يقوم ابلتحليل، ل ت قد اإ

معليات رسد متعارضة لنفس املتوالية من ال فعال، من يقوم ابلتحليل جيد أ مامه معلية رسد واحدة مفردة، وعليه أ ن -اندرا

ال حداث، هبا الراوي متوالية ب ت ، ليك يكون مبقدوره أ ن يصف ويفرس الطريقة اليت ر يفرتض ما "حدث يف الواقع ابلفعل"

ها. وقيمها، وعرض

مل يكن دليه الكثري من الاهامتم بصياغة مقولته، أ و حماوةل وضع قواعد للحبكة، ورمغ أ ن الرتاث ال مرييكوهكذا،

نه اليت أ زمع أ هنا اعمتد عىل هذه التفرقة ال ساس ية نفسها، اليت اكن عمل الرسد ال ورويب يصوغها رصاحة، ويه التفرقة فاإ

وعىل املرء ليك جيعل من الرسد موضوعا لدلراسة، أ ن ميزي بني الرسد والالرسد، وهذا مرشوع يف الرسد ل غىن عنه.

ف بأ نه متثيل لسلسة من ال حداث، فاإن عىل من ذا اكن الرسد ي عر يتضمن ابلرضورة أ ن الرسد ينقل متوالية من ال حداث. واإ

ذه ال حداث، وأ هنا تقوم بوظيفهتا وك هنا أ مر ل عالقة هل ابخلطاب أ و ابلنص املدروس، ك هنا يشء يقوم ابلتحليل أ ن يدرك ه

ل أ قول ابلطبع، اإن علامء وأ ن معلية الرسد قامت بعد ذكل بنقلها.هل وجود سابق عىل معلية المتثيل الرسدي، ومس تقل عهنا،

ن بلزاك اكن قد تصور ال حداث أ ول، مث جسدها بعد ذكل يف الرسد يعتقدون أ ن قصة بلزاك اكنت قد وقعت فعال، أ و أ

نه متثيل ل حداث خطاب رسدي، بل أ قول اإن التحليل الرسدي لنص من النصوص، يقتيض أ ن يتعامل املرء مع اخلطاب وك

حلقيقية. مت التفكري فهيا مس تقةل عن أ ي منظور أ و متثيل رسدي، كام مت التفكري فهيا وك ن لها نفس خصائص ال حداث ا

العالقة بني حادثتني تقدهمام، أ ما من يقوم بتحليل الرسد، فيجب أ ن يفرتض أ ن هناك ترتيبا وهكذا، قد ل تدرك الرواية

ما يف الوقت نفسه أ و يف أ وقات متالحقة. وحتدد أ ن ال حداث قد وقعت يف احلقيقة و ، لل حداث زمنيا حقيقيا أ و مناس با اإ

ري الرسد:"مييك ابل هذه الفرضية تتأ لف القصة من مجموعة من ال حداث يف ترتيهبا التعاقيب، بوضوح يندر مثهل بني منظ

حداثويف حزيها املاكين، ويف عالقهتا مع الفاعلني اذلين يتسببون فهيا أ و يقومون هبا" ، أ و بعبارة أ كرث حتديدا، اإن لل

ما أ ن يكون سابقا ؛عالقات زمنية أ حدها ابل خر عىل ال حداث ال خرى، أ و مزتامنا معها، أ و لحقا لها" فلك حدث اإ3

.

أ ن ال حداث تقع يف ترتيب حقيقي؛ ففي هذه احلاةل فقط، ميكنه أ و ميكهنا أ ن من يقوم ابلتحليل عليه أ ن يفرتض

ذا اكنت رواية معينة ل تدرك العالقة الزمن نه تعديل أ و حمو لرتتيب ال حداث. واإ ية بني حادثتني، تصف المتثيل الرسدي وك

2 - Mieke Bal, Narratologie: essai sur la signification narrative dans quatre romans

moderns, Paris, Klincksieck, 1977, p. 6. 3 - Ibid., p. 4.

Page 3: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

نه ل ميكن للمرء أ ن يتعامل مع هذا ال مر ابعتباره خصيصة مائزة لوهجة النظر يف هذه الرواية، ما مل يفرتض أ ن ال حداث فاإ

نفسها اكن لها ترتيهبا يف التتابع.

حداث يفرتض ل أ ن نفرتض أ ن ال حداث تقع بنوع من الرتتيب، وأ ن وصفا لل وبطبيعة احلال، ليس من املعقول اإ

وجود هذه ال حداث املس بق، حىت لو اكن وجودا يف اخليال. ويف تطبيقنا لهذه الفرضيات حول عامل النصوص الرسدية،

ى غري نيص من خالل قيامه بوظيف –نفرتض مس توى من البناء، ميك ننا نه –ته مكعط أ ن نتناول لك يشء يف اخلطاب، وك

طريقة لتفسري هذه املعطيات غري النصية، وتقيميها، ومتثيلها.

اكنت هذه طريقة ممثرة يف العمل. واحلقيقة أ هنا طريقة ل غىن عهنا، حىت ابلنس بة لتحليل القص املعارص اذلي يبدو

منا يرفض فكرة "احلدث" نفسها. اإن افرت قصص اض أ ن الرسد ميثل سلسةل من ال حداث، أ مر همم لتفسري ال رر اذلي ترتكه ك

روب جرييه، القصة اليت جتعل من املس تحيل عىل القارئ أ ن يكتشف ال حداث احلقيقية، وبأ ي ترتيب لمثل "الغرية"

طالق، وسيمت تفسريها سطحيا وك هنا تكرار وقعت؛ فتكرارية اخلطاب الرسدي يف الرواية، لن تكون مربكة عىل الإ

ولكن مثلام اكن هذا املنظور ل غىن عنه رمبا، اكنت نتاجئه ابلنس بة لطبيعة الرسد، وابلنس بة لنظام اخلطاب ملوتيفات.

؛ يف اللحظات اليت تنقلب فهيا هرياركية الرسد، اللحظات اليت جيب أ ن الرسدي، حمل تساؤل متكرر داخل القصص نفسها

ذا أ را ذا أ راد أ ل يفشل يف تفسري تدرس بعناية، اإ د املرء أ ل مير مرور الكرام عىل الطريقة اليت تؤدي هبا القصص وظيفهتا، واإ

منا يؤسس لرتاتبية رس قوة هذه القصص. ىل أ س بقية ال حداث عىل اخلطاب اذلي ينقلها أ و ميثلها، اإ ذ ينظر اإ وعمل الرسد، اإ

منا يف صورة نتاج تدمرها القصص عند تأ ديهتا لوظيفهتا، وذكل من خالل مت حداث، ل يف صورة أ حداث معطاة، واإ ثيلها لل

لقوى اخلطاب أ و متطلباته.

لهيا هنا، دعوان نبدأ مبثال مأ لوف، قصة دراك متوالية أ وديبولتوضيح القضااي املشار اإ . سيبدأ حتليل الرسد من اإ

ينقذه راع، يكرب أ وديب يف كورينثيا، يقتل يطرح أ وديب عىل جبل كيتريون، ال حداث اليت يتأ لف مهنا الفعل يف القصة:

ليوس عند مفرتق الطرق، حيل لغز أ يب الهول، يزتوج من جواكس تا، يبحث عن قاتل ليوس، يكتشف أ نه هو القاتل، يفقا

، ميكن للمرء أ ن يصف الرتتيب واملنظور اذلي مت من خالهل متثيل the fabulaبعد اإدراك احلدوتة عينيه ويرتك البدل.

ىل تفسري مغزى مع هذه ال حداث ابعتبار أ هنا واقع القصة حني يتعامل املرء حلوادث يف خطاب املرسحية.ا ، سيسعى بعدها اإ

طار كام يف ،أ وديبالطريقة اليت مت هبا تصوير ال حداث. ويف حاةل قصص أ خرى كثرية ل يؤلف العنرص البولييس سوى الإ

نه الواقع اذلي حيدد املغزى. هناك خشص ما قتل ليوس، واملشلكة ،حدث حامسالعام، يرتكز اخلطاب عىل بلورة يدرك وك

يه اكتشاف ماذا حدث حقيقة خالل تكل اللحظة القدرية من املايض.

هو س يجموند فرويد، يصف املرسحية كام ييل:و ، واحد من ماليني القراء املتحمسني

دا رويدا، ويمت بعد فضاء تزتايد الإاثرة يف س ياقه رويل تقوم املعاجلة املرسحية عىل يشء أ خر سوى الإفضاء، اإ

تعويق ماهر، بأ ن أ وديب نفسه هو هو قاتل ليوس، وأ نه أ يضا ودله، منه ومن يواكس تا، ويراتع أ وديب لهول ما أ ىت غري

عامل، فيفقأ عينيه وهيجر وطنه.4

4 - Sigmund Freud, The Interpretation of Dreams, New York, Avon, 1965, p. 295

.722-722اب فرويد، ص وقد اس تخدمت هنا ترمجة مصطفى صفوان الشهرية لكت

Page 4: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

ابقة املعىن، واملفهوم أ ن ال حداث هنا سيركز فرويد عىل أ ن منطق ادللةل هنا، هو منطق حتدد فيه ال حداث

ومس تقةل عام ميثلها من خطاب. املرسحية تبلور فعال همول، وهو فعل هل من القوة ما يفرض معناه، بغض النظر عن نية من

ىل املصري يقوم هبذا الفعل. هذا الفعل املس بق هو اذلي صنع خطيئة أ وديب، وحني يتكشف احلدث، يصل أ وديب اإ

ي بقبول املعىن اذلي فرضته عليه احلادثة اليت تكشفت.الرتاجيد

هذه الطريقة يف التفكري حول املرسحية طريقة أ ساس ية، غري أ ن هناك منظورا مناقضا، وهو أ يضا منظور أ سايس

ىل هذا املنظورالوصول يفيف قوته، ومن الواحض أ ن عنرصا هامش يا سيساعدان ذا اكن أ .اإ ي خشص وحني يسأ ل أ وديب عام اإ

قالت : قد عاين مقتل ليوس، يقال هل : "مات امجليع، وجنا واحد، وفر مرعواب، واس تطاع أ ن خيربان حبقيقة واحدة واحضة

ا واحدا بل لصوص، صادفومه يف حفةل املكل وقتلومه القصة اإن لصوصا، ليس لص5

فامي بعد، وحني يبدأ أ وديب يف التساؤل .

ذا اكن من املمكن أ ل يكون هو نفسه القاتل، خيرب جواكس تا بأ ن لك يشء يتوقف عىل شاهد العيان هذا، اذلي يقفون عام اإ

ذا اكن ل يزال يقول لصوص، فهذا مل يكن أ ان، يف انتظاره: " تقولني أ نه تلكم عن لصوص، وأ ن هؤلء اللصوص قتلوه، اإ

ىل". وهنا جتيبه خش صبع يشري اإ ذا اكن يتلكم عن مسافر واحد وحيد، فال مفر، الإ ص واحد ليس ك شخاص كثريين، ولكن اإ

أ ه، ولكين أ ؤكد كل أ ن هذا ما قاهل، وهو ل يس تطيع ال ن أ ن يغري ما قاهل، لقد مسعته املدينة لكها، ل أ ان فقط".جواكس تا:"

ماكنية الرباءة هذه مل ت ستبع ،لقد حيك الشاهد الوحيد يف العلن د قط؛ حفني يصل قصة مناقضة خلطيئة أ وديب. واإ

ا بعالقته باليوس وي ذا اكن اسأ ل فقط عن مودله، وليس عن اجلرمية. مل ي سأ ل الشالشاهد، يكون أ وديب هممت هد قط، ما اإ

اجلناة واحدا أ م كثريين6

.

ىل أ ن أ وديب اكن بريئا م زورا ل لفني وأ ربعامئة عام. أ ان معين بدلةل احلقيقة القائةل أ ان ل أ شري ابلطبع اإ حقا، وأ نه اهته

د قط. "احلدث لكه يف املرسحية " يقوم عىل كشف هذا الفعل املهول، غري أ ننا مل ن عط قط دليال بأ ن احامتلية الرباءة مل ت ستبع

طار أ نه مذنب، ولكن قناعتنا ل تأ يت من أ وديب نفسه، وقراؤه مجيع يثبت ذكل، أ ي شهادة شاهد العيان. رون يف اإ ا، ي صو

ف الفعل. وبدل من انكشاف فعل مس بق حيدد املعىن، ميكننا القول اإن املعىن، ترسب املعىن يف اخلطاب الرسدي، هو تكشه

ىل التسلمي هبذا الفعل جتليا مالمئا للمعىن. اذلي يقودان اإ

طالق؛ مبجرد أ ن نكون داخل املرسحية، نع ل فاملرسحية لكها لن تكون عىل الإ رف أ ن أ وديب لبد مذنب، واإ

ليس جمرد منطق جاميل يؤرر يف قراء ال عامل ال دبية. وأ وديب يشعر هو أ يضا بقوة ذكل ،فاملنطق اذلي نس تجيب هل

بأ ن ليوس س ي قت ل عىل يد ودله. يعرتف املنطق. اكنت النبوءة قد وقعت بأ ن أ وديب س يقتل أ ابه، واكنت النبوءة قد قالت

أ وديب بقتهل رجال جعوزا يف زمان وماكن رمبا اكن هبام عالقة ابحلادث، وذلكل، حني يعلن الراعي أ ن أ وديب هو يف احلقيقة

ىل اخلالصة: أ نه هو يف احلقيقة قاتل ليوس. وخالصته ابن ليوس، يقفز أ وديب دليل عىل ل تقوم، ويقفز معه لك قارئ، اإ

منا عىل قوة املعىن، عىل املراوحة بني النبوءات ومقتضيات التنامغ الرسدي.بفعل يف املايضجديد يتعلق اإن تضافر قوى ، واإ

، وهو نفسه يستسمل لقوة املعىن. وعليه، وبدل من القول بأ ن اخلطاب جتعل من الرضوري أ ن يكون أ وديب هو قاتل ليوس

5 - Sophocles, Oedipus the King, translated with a commentary by Thomas Gould,

Englewood Cliffs, N.J., Prentice-Hall, 1970, lines 842–7. 6 - See Sandor Goodhart, ‘Oedipus and Laius’s Many Murderers,’ Diacritics, 8:1 (Spring

1978) pp. 55–71.

Page 5: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

موجودة سلفا، وأ ن املرسحية تكشف عهنا بطرق معينة ملتوية، ميكننا القول بأ ن احلدث هناك متوالية من أ حداث املايض

احلامس هو نتاج ملا تقتضيه ادللةل. املعىن هنا ليس نتيجة حلدث سابق، بل هو سببه.

منا من خالل اخلضوع ملقتضيات التنامغ يصبح أ وديب قاتل أ بيه، ل من خالل فعل عنيف نراه يف الضوء، واإ

مر اجلوهري ابلنس بة لقوة املرسحية، وأ خذ ما هو قادم من أ فعال يف الاعتباررسديال ن ال أ ن يقوم ،. وعالوة عىل ذكل، فاإ

لو اكن أ وديب قد قاوم منطق أ وديب هبذه القفزة، وأ ن خيضع ملقتضيات التنامغ الرسدي، وأ ن يأ خذ يف اعتباره أ نه مذنب.

يعين أ نين قتلته"، وطالب مبزيد من ال دةل عن احلادثة اليت وقعت يف املايض، ملا اكن اإن " كونه أ يب ل :ادللةل، وقال لنفسه

وتعمتد قوة الرسد يف هذا اخلصوص، عىل املنطق النقيض، اذلي ل ملرسحية أ وديب أ ن تكتسب شلكها الرتاجيدي الالزم.

حكة حول التفاصيل، بل يعين حفص القوة تكون فيه احلادثة سببا للموضوع، بل نتيجة. ووصف هذا املنطق ل يعين املام

الرتاجيدية.

ميكن للمرء، فضال عن ذكل، أ ن يالحظ أ ن هذا املنطق النقيض، هو يف احلقيقة منطق رضوري ابلنس بة لقراءة

، لو اكن لنا أ ن نتبع هذا املنطق يف حبثه مسأ ةل أ س بقية احلادثة عىل املعىن. رمغ أ ن فرويد نفسه يؤكدفرويد للمرسحية،

ماكن القول ونقول بأ ن ال فعال السابقة، اليت ارتكبت من دون فهم، يه اليت جعلت أ وديب مذنبا يف قتل ال ب، ملا اكن ابلإ

بأ ن مرسحية أ وديب تنطوي عىل عقدة أ وديب7

ولكن افرتض أ ننا أ كدان بدل من ذكل، أ ن أ وديب مبجرد أ ن يعمل أ ن .

ذن فالبد ليوس هو أ بوه، بعلن عىل الفور ما اكن ينكره حىت تكل اللحظة؛ يقول لنفسه يف احلقيقة: لو اكن ليوس هو أ يب، اإ

دللةل )رغبة يف قتل ال ب، ل بناء يهاليت أ نين قتلته. حني نركز عىل هذه النقطة، ميكننا يف احلقيقة أ ن ندرك عقدة أ وديب.

حساس ابذلنب بسبب هذه الرغبة( منا يس بقه.وهو بناء ، مث اإ ل ينتج عن الفعل، واإ

أ مر جوهري ابلنس بة -اذلي تكون فيه احلادثة نتيجة لقوى اخلطاب، أ كرث مما يه يشء ينقهل اخلطاب -هذا املنطق

حاللنحو، لقوة القصة، ولكننا بوصفنا املرسحية عىل هذا ال منوذج رسدي منوذج رسدي حصيح، حمل ل نعمل ابلتأ كيد عىل اإ

مراوغ أ و غري حصيح. فالواحض عىل العكس من ذكل، أ ن معظم قوة املرسحية يعمتد عىل فرضية يف عمل الرسد تقول بأ ن

ك ع هنا بعد. غري أ ن املنطق خطيئة أ وديب أ و عدم براءته، اكنت قد قررهتا ابلفعل حادثة من املايض، مل تتكشف ومل حي

ول ، هو منطق جوهري ابلنس بة لقوة الهناية الرتاجيدية.النقيض، اذلي يقوم فيه أ وديب ابلفعل اس تجابة ملا تتطلبه ادللةل

جتميعة متنامغة؛ فلك منطق مهنام بعمل من خالل استبعاد املنطق ال خر، ولك مهنام مهنام ميكن امجلع بني هذين املنطقني يف

وبقدر ما يكون هذان املنطقان لزمني لقوة املرسحية، عىل عالقة تراتبية بني القصة واخلطاب يدمرها املنطق ال خر. يعمتد

ماكنية وجود دراسة للرسد منظمة وغري متناقضة. هنام يشكاكن يف اإ هنام يؤسسان للمواهجة بني أ نواع من عمل العالمات فاإ اإ

نتاج قواعد للرسد، ىل اإ نتاج تفسريات تفكيكية، تشري تسعى اإ ىل –ويه تكشف معارضة العمل ال ديب ملنطقه اخلاص -واإ اإ

ذا اكن حتليل ما ملنطق ادللةل، يوحض أ ن مرسحية أ وديب تقتيض قراءة مزدوجة، أ ي اس تحاةل وجود مثل هذه القواعد؛ واإ

ىل أ مهية هذا سيشريف قراءة وفقا ملبادئ متساوقة، ىل اس تحاةل التحليل القامئ عىل اإ عمل الرسد، ويشري يف الوقت نفسه اإ

ىل هدفه. وصول هذا الرسد اإ

7 - See Cynthia Chase, ‘Oedipal Textuality: Reading Freud’s Reading of Oedipus,’

Diacritics, 9:1 (Spring 1979) p. 58.

Page 6: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

ذا اك ىل انعدام اليقني فامي يتعلق ابحلدث ال سايس نت مرسحية أ وديب تبدو حاةل خاصة، ل نواإ التحليل يشري اإ

ىل نوع أ ديب خمتلفللحبكة، ىل فرتة واإ ليوت " دانييل ، أ عين متاما +فدعوان ننظر يف مثال خمتلف، ينمتي اإ رواية جورج اإ

يف مقاةل أ خرية. ديروندا ابن Cynthia Chase ، كام حللهتا س نثيا شيسGeorge Eliot’s Daniel Deronda ديروندا"

جنلزيي، وهو شاب موهوب وحساس، يتحرك يف جممتع جيد، ومل تكن هل القدرة عىل اختيار همنة. لنب ابلتبين وقد حدث يل اإ

فقرية اكنت حتاول أ ن تغرق نفسها، مث فامي بعد وخالل حبثه عن عائلهتا، يلتقي الشاب بأ خهيا بنتا هيودية أ ن أ نقذ هذا الشاب

يزداد اهامتمه ابلثقافة الهيودية، ويقع يف حب مرياه، ، وهو ابحث عليل يبدأ الشاب معه دراسة اللغة العربية.موردخاي

شقيقة.، ويقبهل موردخاي وأ خرون روحا البنت اليت أ نقذها

أ نه :هنا يتلقى ديروندا اس تدعاء من وادلته اليت تكشف هل، بناء عىل وصية من وادله امليت، عن رس ميالده

دل هيوداي نه و ال صل، والسبب، والهوية يتجمع هو ال ن هيودي. هيودي. تركز الرواية عىل القوة الس ببية لهذه احلادثة؛ فل

ذ س يكون من؛ شائع يف القصة أ مرعىل لصناعة تدليل مضين ي ديروندا، أ ن خشصيته املفهوم مضنا، مع ظهور أ رسار وادل اإ

.احلالية واخنراطه فامي هو هيودي، اكن سببه أ صهل الهيودي

ولكن من اجلانب ال خر، وكام تالحظ شيس:"فاإن توايل ال حداث يف احلبكة كلك، يقدم انكشاف أ صل

موقف ديروندا يوحض للقارئ بشلك مزتايد، ؛ فرسد ديروندا من زاوية خمتلفة

أ ن التقدم يف اجتاه مصري البطل، أ و فلنقل تقدم القصة، يقتيض الكشف

جيابية ؛ ذكل أ ن خشصية ديرونداأ نه ، عنابإ دل هيوداي ليك تس متر روايته -و

دراك اكن جيب أ ن تتبلور، واكن جيب أ ن يمت ذكل من خالل –التكوينية اإ

مضا ابلنس بة هل، طبقا لرسد الراوي، وال ساس يف ذكل ملصريه، اذلي ظل غا

ن الرتكزي التشويقي عىل عالقة ديروندا مبوردخاي أ نه اكن جيهل أ صهل. اإ

ميانه بأ ن ومرياه، يوجه حاكيته يف اجتاههام ، وموردخاي يؤكد بشلك رصحي، اإ

ىل مسأ ةل أ صول ديروندا الهيودية، وك هن ديروندا هيودي. ا وهكذا يأ يت القارئ اإ

اس تنتاج حمتي يتحسسه، ل من تقدمي قمي ديروندا وتعاطفه مع الهيود

حفسب، بل قبل هذا، من اسرتاتيجية الرسد الواحضة واجتاهه. ومن مث فاإن

ن القضية .قتضيات الرسدنتيجة مل يبدو ك نه الكشف عن أ صول ديروندا، اإ

معلية كشف املفرتضة لشخصيته ولزنوعه ادلاخيل )طبقا للفصول اليت ترسد

النص( من تقدم نفسها )يف ضوء ما تبقى -أ ي أ صل ديروندا - الرس(

"وعه ادلاخيلنتيجة لزن أ عين أ ن أ صهلزنوعه ادلاخيل: ل نتيجةابعتبار أ هنا 8

.

. وابملنطق ال خر النقيض، وهو يف احلارضحتدث مبنطق من املنطقني، يكون مودل ديروندا سببا من املايض لنتاجئ

ليه صديق ديروندا هانز مرييك يف رساةل فاإن املرء ابل حرى لبد أ ن يتلكم عن ، تقوم عىل الرثررةاملنطق اذلي يشري اإ

"ال س باب احلالية لنتاجئ من املايض"9

أ نه ل توجد مسأ ةل كام أ كدان يف حاةل مرسحية أ وديب، من الرضوري أ ن نؤكد هنا، .

8 - Cynthia Chase, ‘The Decomposition of the Elephants: Double-Reading Daniel

Deronda,’ PMLA, 93:2 (March 1978) p. 218. 9 - Ibid., p. 215.

Page 7: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

عىل صيغة توفيقية، تعدل بني طريقتني يف تقدمي احلدث وتتجنب املواقف املتطرفة، ذكل أ ن قوة القصة تعمتد ابلضبط العثور

عىل الاس تخدام البديل، وهو املواقف املتطرفة، أ ي عىل توزيع املنطقني بشلك حساس؛ فلك مهنام يعمل من خالل

نتيجة ملودله، وأ ن –جزئيا وليس لكيا –، هو وندا يف الهيوديةل ميكن أ ن نقول مثال، أ ن اخنراط دير استبعاد ال خر.

، ويف جانب أ خر هو حتقق رسدي. هذا النوع من الصياغة خمطئ؛ انكشاف أ مر مودله، هو ابلتايل ويف جانب منه توضيح

ليوت، تعمتد ابلضبط عىل ان ابجملمتع الاليه اذلي نشأ فيه، مياعتناق ديروندا للهيودية وللمثالية، بدل من الإ أ ن ل ن قوة رواية اإ

نه اختيار حر. ليك تكون هناك قمية أ خالقية منوذجية، جيب أ ن ت قد م وك حمتية م وك هنا اختيار، وليس بصفهتا نتيجةي ق د

ىل خالص، وليس بصفهتا لعبا للهواية حتول بعد ذكل اإ بوين اخلفية، كام أ نه جيب أ ن تقدم وك هنا مسأ ةل اإ اعتناق بعد حلقيقة ال

تقتيض الرواية أ ن يكون اعتناق ديروندا للهيودية مس تقال عن انكشاف مسأ ةل أ نه هيودي. هذا أ مر انكشاف حقيقة املودل.

أ سايس من الوهجة املوضوعاتية وال خالقية. غري أ ن رسد الرواية ملسأ ةل هيوديته ل تدع ماكان للخالف، وترص عىل عدم

ماكنية تبديل هذا ال صل: . هذان املنطقاناإ الذلان يرص أ حدهام عىل - فأ ن تكون هيوداي يعين أ ن تكون قد ودلت هيوداي

صل، و أ ساس ي ان ابلنس بة للطريقة منطقان متعارضان، لكهنام - ال خر هذه الفاعلية الس ببية لل صلينكر الفعالية الس ببية لل

عي أ س بقية ال حداث، وال خر يتناول ال حداث وك هنا نتاج للمعىن. اليت يؤدي هبا الرسد وظيفته. أ حد املنطقني يد

ميكن للمرء أ ن يؤكد أ ن لك رسد يعمل وفقا لهذا املنطق املزدوج، فيقدم حبكته وك هنا متوالية من ال حداث، ويه

من خالل مزامعه – ري يف الوقت نفسهمتوالية سابقة عىل املنظور اذلي تقدم من خالهل هذه ال حداث، ومس تقةل عنه، ويش

ىل أ ن -الضمنية حول ادللةل وحنن بصفتنا نقادا، نتبىن املنظور هذه ال حداث مربرة بسبب تواؤهما مع بنية املوضوعات.اإ

قش . ونتبىن املنظور الثاين حني ننا)فنأ خذ هذه ال حداث وك هنا بدهيية( ال ول حني خنتلف حول دلةل ما تقوم به الشخصية

ذا اكنت هذه ال فعال، تعبريا مالمئا عن البنية املوضوعاتية ذا اكنت الهناية مالمئة أ و غري مالمئة )أ ي حني خنتلف حول ما اإ ما اإ

فعال( . وبطبيعة احلال، فقد أ درك منظرو الرسد هذين املنظورين عىل ادلوام، غري أ هنم رمبا اليت حيسن أ ن تكون حمددة لل

ل يقترص ال مر عىل وجود فرتاض أ هنام ميكن أ ن يعمال معا، وجيمتعان بطريقة ما ومن دون تناقض.اكنوا عىل اس تعداد ل

ما زائدة )هناية مائعة، كام يف مرسحية املكل نه حلظة تبدو اإ تناقض، بل س يعرب عن نفسه تعبريا واحضا يف القصص، وك

أ وديب(، أ و حممكة أ كرث مما ينبغي، كام يف رواية دانييل ديروندا. وقد أ برز العمل اذلي أ جري مؤخرا عىل الرسد حلظات

ا أ مهيهتا ابلنس بة للقوة البالغية للقصص.كهذه، مؤك د

ورمغ أ ن أ مثليت اكنت حىت ال ن، من الكس يكيات ال دب ال ورويب، فاإن هذا املنطق املزدوج أ مر اثبت من غري

دراك موقف مشابه؛ شك ابلنس بة للرسد القصيص. خرية لطبيعة الرسد وبنيته يف معل فرويد، يتيح لنا اإ ن ادلراسات ال اإ

ذا فرويدية معوما، جتعل الرسد هو الصيغة املفضةل للتوضيحفالنظرية ال . والتحليل النفيس ل يقرتح قوانني علمية للشلك )اإ

ىل عادة بناء لقصة ما، اقتفاء لظاهرة ما للوصول اإ منا يتضمن الفهم القامئ عىل التحليل النفيس، اإ اكنت س س تكون ص(، واإ

ىل يشء أ خر رسد، فيه قصة وفيه يه نفسها يف احلقيقة ،. البحوث يف حاةل فرويدأ صولها، رؤية لكيف يقود يشء ما اإ

القصة يه احلبكة املعاد بناؤها، متوالية ال حداث يف حياة املريض، واخلطاب هو الرتتيب اذلي تقدم فيه هذه خطاب.

Page 8: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

، أ ي قصة اس تنتاج فرويد للحاةلال حداث10

ىل انكشاف متاما كقصيت أ وديب ودانييل ديروندا، تفيض قصص فروي . د اإ

حادثة حامسة، وحني توضع هذه احلادثة يف متوالية ال حداث احلقيقية، ميكن أ ن ي فه م أ هنا متسببة يف املوقف احلايل للمريض.

حدى أ كرث حالت فرويد درامية، يه حاةل وولفامن ، وفهيا تقود ال حالم والتداعيات ال ساس ية، Wolfman اإ

ىل خالصة مفادها أ ن الطفل يف عادة بناء س نة معرفرويد اإ ونصف، يستيقظ ليشاهد وادليه يف حاةل جامع. يقوم فرويد ابإ

نه مثال صادم ىل جفيعة يف معر الرابعة، اإ متوالية من ال حداث، تبدأ هبذا "املشهد ال سايس"، ويس تخلص حتول اذلكرى اإ

رت ) "ب ني ت" .Nachträglichkeitلفعل املؤجل ل ت أ و ت صو ض بعبارة ’constructed‘ ورمغ أ ن احلادثة اكنت قد افرت

فرويد( اعامتدا عىل الالكم اذلي أ نتجه املريض، ويه عىل هذا النحو قد تبدو نتاجا لقوى اخلطاب؛ فاإن فرويد يدافع بقوة

ويس تخلص فرويد أ ن "احلادثة جيب من مث، أ ن ترتك عند هذه النقطة )ل حادثة.للعن الواقع وعن ال س بقية احلامسة

ىل الهناية، أ و أ س تطيع أ ن أ رى احامتلية أ خرى(؛ سواء قام التحليل عىل أ ن العصاب يف طفولته، لكه عدمي املعىن من البداية اإ

متاما كام وصفته فامي س بق" قام عىل أ ن لك يشء، اكن قد حدث11

نراود العبث.أ ن نشك يف أ س بقية احلادثة، يعين أ ن .

: يف هذه النقطة، حياول فرويد أ ن يضم يف جتميعة واحدة مبدأ ي الرسد، الذلين وجدانهام متعارضني يف ماكن أ خر

واحلقيقة أ نه يستشهد بأ ن تصوره يصنع أ س بقية ال حداث يف انحية، وأ ن حتدد أ بنية ادللةل احلدث يف الناحية ال خرى.

املعىن، ويربط املبدأ ين معا بشلك طريف، ويتخذ من ذكل دليال عىل أ ن احلدث اكن لبد أ ن يقع. يرفض فرويد مفهوم

ل ابلبديلني: حدث حقيقي سابق، نه ل يعرتف اإ نه يرفض أ ن يراه احامتلية. اإ احلدث بصفته خيال هل معىن، ومقصودا بعناية، ل

ىل احامتلية أ خرى، غري أ ن فروي أ و رسد من دون دلةل. حدى أ كرث اللحظات د توصل فامي بعد اإ وفامي يدعوه بيرت بروكس "اإ

شاراته كاكتب بطولية"، يسمح فرويد حلجته ال وىل بأ ن تهنض، ويضيف دراسة جديدة جسارة يف فكر فرويد، وأ كرث اإ

12بشلك عرىض كام يقول "عن التسايم والتقومي"؛ مفن املمكن يف التسايم كام يقول فرويد، أ ل يكون احلدث املبديئ قد

ىل مشهد وادليهوقع، وأ ن يكون ما نتعامل معه يف احلقيقة هو صورة، ، لينتج يف معر انتقال من مشهد جامع احليواانت اإ

اض احملمتل القائل بأ نه من غري الرابعة فانتازاي ملا عاينه يف معر س نة ونصف، مشهد جامع وادليه. ويرد فرويد عىل الاعرت

اذلي اكن ،أ ن يكون مشهد كهذا قد أ عيد بناؤه، ويستشهد للتدليل عىل احامتلية وجود هذه الفانتازاي ابلتنامغ البنايئاملمكن

م من قبل ذا اكن دليال عىل واقعية احلادثة نفسها. قد ق د كام ان يمت ختيلهعمل مثال يف رسد حممتل، لبد أ ة تالفانتازي احلادثةفاإ

نظرا –رشوطا معينة، ويه رشوط أ ن جيهز حبيث حيققاكن لبد للمشهد الطفل انمئ يف غرفة نوم وادليه. "لو اكنت تقع و

ل يف تكل الفرتة املبكرة من العمر، حيث جيب أ ن يكون –لظروف حياة احلامل ل ميكن أ ن تكون عىل هذا النحو ابلضبط اإ

"رضيعا عىل الرسير يف غرفة نوم وادليه الطفل13

.

فعل من قبل. اماإذن، يف مناقش ته لهذا املبدأ الثاين، يفصل فرويد بني مبدأ ي الرسد، بدل من حماوةل دجمهام ك

كن وميكن للمرء أ ن يبقي عىل أ س بقية احلدث؛ فقد وقع احلدث يف اللحظة املناس بة، وحدد ال حداث التالية هل، ودللهتا. أ و مي

10

:يف Peter Brooks هذا تبس يط لبحث أ كرث تعقيدا قام به بيرت بروكس -

- ‘Fictions of the Wolfman,’ Diacritics, 9:1 (Spring 1979), pp. 75–6. 11 - Sigmund Freud, The Wolfman and Sigmund Freud, Harmondsworth, Penguin, 1973,

p. 220. 12 - Brooks, ‘Fictions of the Wolfman,’ p. 78; Freud, The Wolfman, p. 221. 13 - Freud, The Wolfman, p. 223.

Page 9: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

نتاج حدث خيايل أ و جمازي. ويعرتف فرويد يف هل أ ن يبقي عىل القول بأ ن أ بنية ادللةل، ومقتضيات اخلطاب، تعمل عىل اإ

ىل مناقشة يف نص أ خر، ملشلكة هذه النقطة ابلتناقض بني هذين املنظورين ، غري أ نه يرفض الاختيار بيهنام، لفتا القارئ اإ

زايت ال ولية.املشاهد ال ولية يف مقابل الفانتا

ومامتسك: "لبد يل أ ان نفيس ملناقشة املشلكة يف اترخي هذه احلاةل، تأ يت عودته يف صياغة غنية فرويد وحني يعود

ذا اكن املشهد ال ويل يف حاةل مرييض احلايل فانتازاي أ م جتربة حقيقية، ولكين حني أ خذ يف اعتباري أ ن أ سعد حني أ عرف ما اإ

جابة عىل هذا السؤال، ليست يف احلقيقة مسأ ةل ابلغة ال مهية" لبدحالت أ خرى مشاهبة، أ ن أ عرتف بأ ن الإ14

وحني .

يصطدم فرويد بصعوبة القرار ما اإذا اكن جيب أ ن يعد حادث رسدي مفرتض، معطى هكذا، أ م منت جا عن قصد، يالحظ

التوايل الرسدي نفسه.أ ن هذا ليس هل أ مهية حامسة؛ فالك املنظورين يعطينا

يكون أ ن يقبل هذه اخلالصة يف هدوء، حني أ ن فرويد يدرك أ يضا، أ ن القارئ أ و احمللل ل ميكنه أ بدا، غري

ليس هناك معلية توفيق سهةل؛ ذكل أ ن القوة، الفحوى ال خالقية لقصة ما، جترب القارئ أ و احمللل أ ن يتخذ يف قصة. منخرطا

ذا اكن قد اكتشف احلادثة احلامسة يف مايض مريضه، حادثة قد قرارا. ال ابء يمتتعومن املفهوم أ ن فرويد يود لو عرف ماإ

هنم أ اي اكن ، ، بناء عىل اكتشاف فرويدال خرون مثال بتجنهبا أ م أ ن ترصف ال ابء عىل أ ي حال مل يكن هل دور حامس؛ حيث اإ

ىل صور من نه ميكن أ ن يتحول اإ طار ما تقتضيه قوى ادللةل داخل الرسد. ما فعلوه، فاإ بعاد الفانتازاي، يف اإ هذا يعين أ ن ال

ر يقاوم هممةال خالقية واملرجعية للرسد، جتعل مثل هذه ال س ئةل أ س ئةل ىل بأ ن يشريهذه ال مهية ابلرضورة، رمغ أ ن املنظ اإ

أ ن الاختيار ليس أ مرا ذا ابل.

ذا اختار املرء أ ن ومبعىن ما، فاإن فرويد عىل حق؛ ذكل أ ن ا؛ فاإ البديلني لكهيام يعطيان لنا رسديتني متشاهبتني جد

ذا اكن ل اإ ا أ ن ما ميكن أ ن نسميه الفانتازاي ال ولية، لن تكون فاعةل اإ نتاج احلدث، س يصبح واحض ىل اإ تؤدي قوى ادللةل اإ

نه حدث حقيقي جاء من مايض اخرتان . ومن الناحية ال خرى، لولفامنو احلدث املتخيل يلعب دوره يف السن الرابعة، وك

اليت أ بنية ادللةل أ ن لول ،، ميكن أ ن نفهم أ ن ذكل احلدث، مل يكن لتكون هل تكل العواقب الاكرثيةواقعية املشهد ال ويل

اإن احلدث اذلي يفرتض جعلته جفيعة لولفامن، وأ عطت هل قوة شارحة ل تقاوم، اكنت أ بنية مالمئة حبيث جتعهل أ مرا رضوراي.

ل من خالل حدث مؤجل يقع يف سن الرابعة، يظهر ادلور الفعال أ نه قد وقع يف معر س نة ونصف، واذلي مل يصبح جفيعة اإ

حاكم هذين البديلني، تبقى احلقيقة من وهجة نظر عمل الرسد، وكذكل من وهجة نظر القارئ لقوى املعىن. ولكن همام يكن من اإ

ىل اخزتاهل.املشارك، أ ن اخلال وكام يقول بروكس يف ف بني حدث يف احلبكة وحدث من اخليال، هو خالف ل سبيل اإ

عادة كتابته عىل حنو دال، أ و ، sjuzhet و fabula خالصته، فاإن " العالقة بني تشويق وختمني، عالقة يه بني احلدث واإ

ىل قرار، وهو ما ل ميكن أ ن عىل القدرةعدم بنية قامئة عىل ماكانت الرسد، وليس حبكة الوصول اإ طار معل لإ يقدم سوى اإ

واحضة املالمح"15

ىل قرار هذا، هو نتيجة لتداخل املنطقني الرسديني، اذلي ل يسمح بظهور توليفة . وعدم قدرة الوصول اإ

جتمع بيهنام.

14 - Ibid., p. 260. 15 - Brooks, ‘Fictions of the Wolfman,’ p. 77. See also Brooks, ‘Freud’s Masterplot:

Questions of Narrative,’ Yale French Studies, 55/56 (1977) pp. 280–300.

Page 10: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

لكه؛ ففي عرقال، بل قصة نص أ خر لفرويد، ل حييك قصة فرد ويتبدى هذا المنوذج الرسدي والتحلييل نفسه، يف

: أ ب غيور وطاغية، ، حييك فرويد عن حادثة اترخيية فاصةل يف ال زمنة ال وىلTotem and Taboo كتاب الطوطم والطابو

بناء معا وقتلوه وأ ابدوه. اكن هذا "الفعل البارز بناء ما اإن يبلغوا احلمل، احتد ال بعاد ال حيتفظ بلك النساء لنفسه، ويقوم ابإ

جرايم" هو ال ىل خلقوالإ الطابوهات) احملرمات بداية للتنظمي اجامتعي، ولدلين، وللقيود ال خالقية؛ ذكل أ ن اذلنب قد قاد اإ

taboos ).ىل اليوم ن كنا ل نرث الفعل . ويزمع فرويد أ ن هذا احلدث التارخيي، يبقى فاعال اإ حنن نرث الرغبة ونكررها، واإ

ي بقي عىل نتاجئ الفعل حية يف قصة ل تنقطع. ،احلقيقي، واذلنب الناش ئي عن هذه الرغبة

ذا اكن اذلنب ختلقه الرغبات كام ختلقه ال فعال، فاإن من املمكن أ ل يكون الفعل ال صيل قد نه اإ ولكن من الواحض اإ

بناء فانتازاي قتل ال ب )أ ي من خالل ختيل الفعل(. هذه فرض . ويعرتف فرويد بأ ن الندم رمبا ابتعثتهقطوقع ية دلى ال

ىل اليوم" معقوةل، كام يقول فرويد، "وعىل هذا النحو، ل انقطاع س يقع يف السلسةل الس ببية، املمتدة من حلظة البداية اإ16

.

ولكن، كام يضيف فرويد، "لبد من الاعرتاف بأ ن التفرقة اليت قد تبدو اإن الاختيار بني هذه البدائل ليس مسأ ةل سهةل،

يف رأ ينا عىل جوهر املسأ ةل". وكام يف حاةل ولفامن، فاإن الرتكزي عىل احلدث والرتكزي عىل أ ساس ية ابلنس بة ل خرين، ل تؤرر

ماكن املرء أ ن يكف عن الرغبة يف الاختبار، وهذا ما يفعهل فرويد: املعىن، يعطيان القصة نفسها، ولكن مرة أ خرى، ليس ابإ

وائل ىل الفعل مل يكونوا مكبوتني، والفكرة عندمه تنتقل رسيعافالبرش ال ن الفعل عندمه هو بديل الفكرة؛ ولهذا اإ ، "بل اإ

نين أ عتقد ىل حمك هنايئ –السبب فاإ اكن البدءيف " هأ نه رمبا ي فرت ض يف احلاةل املاثةل أ مامنا، أ ن –دون زمع الوصول اإ

"الفعل"17

.

ذ يبدأ فرويد هنا ابلفانتازاي، ويؤكد أ ن الفعل نه افرتاض أ من، رمبا، لكنه أ من بسبب أ نه يقوم عىل التساوي؛ اإ اإ

ول، نسان ال متنع املرء من أ ن يرى حقيقة، غري أ ن صياغة فرويداكن بديال للفانتازاي. وهو يزمع أ ن الفعل قد وقع ابلنس بة لالإ

فعل نفسه ليس سوى بديل للفانتازاي. وفرويد بزمعه أ نه يف البدء اكن الفعل، يعود بنا ل الفعل أ مرا مفروغا منه؛ ذكل أ ن ال

ىل بنية داةل، ىل فعل ما، بل اإ ىل نص أ خر، اإ . يرتمج فاوست اليت ل يكون فهيا الفعل بديال لـ "لكمة"فاوست جلوته، أ عين اإ

ملانية –اللكامت الافتتاحية يف سفر التكوين: "يف البدء اكنت اللكمة"، ويقرر أ ن يستبدل – Wortغري سعيد بـ"اللكمة" ال

مياءة تكرر ما فعهل فرويد، يستبدل هبا لكمة "الفعل" ذ يقتبس من جوته تأ كيده ل صالنية الفعل، ل . Tatهبا، ويف اإ وفرويد اإ

ل أ ن ىل لكمة سابقة ميكنه اإ نه ل يعود بنا اإ ما اللكمة أ و الفعل، فاإ . وي ظهر نص فرويد أ نه حىت عندما حياول املرء تأ كيد أ س بقية اإ

ينجح يف الهروب من البديل اذلي حياول رفضه.

ماكنية امجلع بني الثنني؛ ل ن ىل تدمري ينطوي ع وهواملضمون هنا يف الرسد، انجت عن التدمري اذلايت. وأ ان أ ؤكد اإ

بالغية حيةل التعارض الهرياريك، اذلي يقال اإن أ حد طرفيه يعمتد عىل الطرف ال خر السابق عليه، هو يف احلقيقة توضيح أ ن

فرتض أ ن تنقلب ي والقصص اليت نوقشت هنا، تنطوي عىل حلظة تدمري ذاتية، الهرياركية ميكن بسهوةل أ ن تنقلب.فأ و جمازية،

خمتلف نوعا ما، لكنه ل يزال وثيق الصةل وهو تدمري فهيا أ س بقية احلدث عىل اخلطاب. وأ كرث أ شاكل هذا التدمري بساطة،

أ عين حتليل نيتشه للس ببية وك هنا صورة، أ و كناية.ابلقصة،

16 - Freud, Totem and Taboo, New York, Norton, 1950, p. 16. 17 - Ibid., p. 161.

Page 11: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

صول عىل نتيجة. واحلقيقة أ ن تنطوي عالقة الس ببية عىل بنية رسدية، نفرتض فهيا أ ول وجود سبب ما، وبعدها احل

مم فكرة احلبكة يه يف حد ذاهتا، كام عل . اإ عىل عالقة س ببية؛ فـ"مات املكل مث ماتت ، قامئة E. M. Forster . فورسرتنا اإ

بكة، أ ما "مات املكل، مث ماتت امللكة حزان عليه" حف حبكةامللكة" ليست 18

fabula وميكن القول ابن هذه يه القصة .

ذ البعوضة ذراع خشص أ ول، مث يشعر بعدها ابل مل. تدلغهناك أ ول سبب، مث هناك بعد ذكل نتيجة؛ ذات احلاكية املسببة؛ اإ

منا تبنهيا معلية بالغية. مفا حيدث رمبا يكون أ ننا، مثال، غري أ ن هذه املتوالية، كام يقول نيتشه، ليست أ مرا مفروغا منه، اإ

قد تكون عىل هذا املتوالية الس ببية "احلقيقية"منه سببا. نتخذنشعر ابل مل أ ول، مث ننظر حولنا ابحثني عن عامل، ميكننا أ ن

نتاج سبب. ومعلية تصويرية يه اليت تع ىل اإ يد ترتيب متوالية النحو: ال مل أ ول، مث البعوضة بعد ذكل. النتيجة يه اليت تأ خذان اإ

ىل البعوضة -ال مل ال مل. وهذه املتوالية ال خرية تنتجها قوى اخلطاب، ولكننا نتعامل معها ك هنا أ مر مفروغ -البعوضة، وحتولها اإ

احلقيقي الرتتيبمنه، أ ي ابعتبار أ هنا 19

.

ماكننا أ ن نتخىل عن فكرة الس ببية، و نتاج اخلطاب هذا التناول لعالقة الس ببية، ل يعين أ ن ابإ منا يعين فقط أ ن اإ اإ

حداث، غري أ ن هناك حلظات تتطابق فهيا القصص مع ييش بأ ن القصة ميكن أ ن تؤدي دورها من دون فكرة الس ببية.لل

نتاهجا التصويري، ويصبح ل غىن عن املنظور الثاين يف تربير قوة هذه القصص. ويصح هذا، ل ابلنس بة للرسدايت ال دبية اإ

الرسدية : "William Labov عقدة فقط، بل أ يضا ابلنس بة ملا يسميه عامل اللغة الاجامتعي ويلمي لبوفأ و النظرية امل

حاةل مثرية ابلنس بة لعامل الرسد.الطبيعية"، ويه

نه يسأ ل جنلزيية، أ صبح لبوف شغوفا مبهارات الرسد اليت يبدهيا الراشدون واملراهقون. اإ يف دراس ته لعامية السود الإ

ذا جابة بـ"نعم"، مثال يف مقابالته معهم: "هل حدث قط أ ن دخلت يف عراك مع ودل أ كرب منك؟"، واإ يتوقف مث اكنت الإ

مسي لهذه القصص ابفرتاض أ س بقية ال حداث؛ فهو يعرف القصة بأ هنا "مهنج يسأ ل: "ماذا حدث؟". ويبدأ لبوف حتليهل الر

يف اس تعادة جتربة من املايض، من خالل معلية مطابقة بني متوالية العبارات ومتوالية ال حداث"20

غري أ نه انطالقا من هذا .

التعريف، يكتشف أ ن :ا يف الرسد مل جتر مناقش ته، ورمبا هو هناك جانبا واحدا همم

تقيمياإىل العبارة الرسدية ال ساس ية. هذا ما نسميه العنرص ال مه ابلإضافة

evaluation القصة؛ أ ي الوسائل اليت يس تخدهما الراوي لتحديد مركز

كي ت وما اذلي لفت انتباهه فهيا" القصة، رس وجودها، ملاذا ح 21

.

ىل خالصة مفادها أ ن بل اهامتم الراوي ال سايس، قد ل يكون رسد متوالية ال حداث، كام يويح اإن لبوف ينهتيي اإ

منا يكون اهامتمه منصبا عىل حيك قصة ل ميكن التفكري فهيا من دون نقطة ارتاكز. ن القصص اليت تفتقر تعريف الرسد، واإ اإ

18 - E. M. Forster, Aspects of the Novel, Harmondsworth, Penguin, 1962, p. 93. 19 - Friedrich Nietzsche, Werke, ed. Karl Schlechta, Munich, Hanser Verlag, 1956, vol. 3,

pp. 804–5. For discussion see Jonathan Culler, On Deconstruction: Literary Theory in the 1970s, Ithaca, Cornell University Press/ Routledge & Kegan Paul, forthcoming, ch. 2. 20 - William Labov, Language in the Inner City, University of Pennsylvania Press, 1972,

p. 360. 21 - Ibid., p. 366.

Page 12: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

ىل مركز تلتقي مع الرد املدمر " ىل هنايهتا، يتفادى هذا السؤال دامئا؛ اإذ عندمالك راو جيد و مث ماذا بعد؟". اإ تصل قصته اإ

هذا السؤال :"مث ماذا بعد؟" املتلقيجيب أ ل يرد عىل ذهن 22

.

اب فيه ملا تتطلبه اإن الرواة عند لبوف يثبتون همارهتم بتفادي هذا السؤال، ومه يبنون قصصهم عىل حنو ي س تج

، وقابةل للحيك. جديرةيث ي فهم أ ن القصة ادللةل، وحب ك لبوف عنارص اخلطاب والعنارص التقيميية، عن وميزي حتليلبأ ن حت

نه حتليل يقوم عىل نسخة أ خرى من نتيجة ال فعال اليت حتكهيا عبارات القصة تفرقة عمل الرسد ال ساس ية بني القصة ؛ وعليه فاإ

ذا اكن يس تطيع الفصل بني طاملا يس تطيع التفرقة بني القصة واخلطاب ،ممتازوتعمل حتليالت لبوف عىل حنو واخلطاب. . واإ

نه يس تطيع أ ن احلفاظ عىل الرأ ي القائل بأ ن القصة يه متوالية من العبارات حتيك العبارات الرسدية والعبارات التقيميية، فاإ

لهيا ىل وصف أ دوات التقيمي، يكتشف أ ن بعض العبارات اليت تقمي هذه ال حداث، غري أ نه حني يص ال حداث، مضافا اإ ل اإ

ىل متوالية أ كرث هذه ال دوات أ مهية وقوة، ليس تعليقات من اخلارج عىل ال حداث، منا يه أ دوات تنمتي يف احلقيقة اإ واإ

قصة مس تدعية، ميكنه أ ن يركز عىل قابلية الوبدل من أ ن يسجل املرء مك اكنت احلادثة مثرية وخطرية، ومك اكنت ال حداث.

نه حدث ىل واحد من املشاركني يف القصة، وبأ ن حييك هذا التعليق وك يف القصة: للحيك، بأ ن جيعل التعليق التقيميي منسواب اإ

"رمبا يكون التقيمي "وحني نزلنا هناك، التفت أ خوها انحييت، وقال هامسا:"أ عتقد أ هنا ماتت اي جون!"، أ و كام يقول لبوف،

وظيفة مبدئية، يه الرتكزي عىل الطابع ادلرايم للحدث، كام ث يكون للحدث اذلي حيكيه الشخص، حينفسه عبارة رسدية"

يف عبارة "مل أ دع هللا قطفي حيايت هبذه الرسعة وهبذه اخلشونة!"23

.

منا حتددها يف احلقيقة وظائفها واملؤكد أ ن لبوف عىل صواب، يف زمعه أ ن كثريا من العبارات اليت حتيك ال فعال، اإ

يراها يف احلقيقة منتجة يفضل لبوف أ ن التقيميية؛ فبدل من التفكري يف هذه العبارات، ابعتبار أ هنا تقارير عن أ فعال سابقة،

فعال، بقدر ما تس تجيب ملتطلبات ادللةل، . غري أ ن احمللل وجتعل القصة قصة ل قبل ل حد أ ن يقول فهيا:"مث ماذا بعد؟"لل

ماكنية املت زاء هذه الإ نه عنرص تقيميي، احة، جيد نفسه يف موقف حرج؛ فلك تقرير عن حدثاإ ماكنية للتفكري فيه وك ، هناك اإ

، وليس بصفته متثيال رسداي حلادثة مس بقة. وحيث اإن أ مه تفرقة عند احمللل، يه التفرقة بني العبارات تفرضه متطلبات ادللةل

ن حتليل احلاكيالرسدية والعبارات التقيميية ة تصنيف للعنارص يف هذين ة ابلنس بة هل، هو قبل لك يشءمعلي، وحيث اإ

ن اختياره ، وهو اختيار قد يكون ابلغ احلرج.الصنفني، فاإن عليه أ ن يقوم هبذا الاختيار مبعىن ما كام يقول فرويد، وابلطبع فاإ

ن اكن يصف حداث معينا، فنحن ل تزال دلينا احلاكية نفسها. ولكن لو كنا معنيني بقوة القصة، نه اإ قد ل يكون مسأ ةل هممة؛ ل

ىل الاختيار. واكن أ ولئك اذلين حيكون أ و يس متعون لرسدايت طبيعية هيمتون خصوصا بقوهتم مه، فنحن مدعوون حينئذ اإ

هنا تبدو أ كرث ،رضورة الاختيارأ و تظهر الرغبة يف الاختيار، يف الرسدية الطبيعية، حيمتل أ ن يف صورة شك. اإ

تقاان من احلقيقة، وأ كرث درامية وأ كرث جودة. هل حدثت حقا هبذه الطريقة، أ م أ ن هذه احلادثة أ داة تقيميية، حبيث صيغتاإ

ويظهر الاختيار عادة فامي يسمى لبات اخلطاب؟يف القصة نتاج ملتط قول "مث ماذا بعد؟" وهل هذا العنرص احملددمن متنعنا

، ولكن مبجرد أ ن تدخل القصة كلك يف "الرسدية الطبيعية" يف صورة سؤال حول خيالية القصة )هل هذه حادثة حقيقية؟"

22- Ibid. 23 William Labov, ‘Narrative Analysis: Oral Versions of Personal Experience,’ Essays on

the Verba and Visual Arts: Proceedings of the American Ethnological Society (1966) pp. 37–9.

Page 13: القصة والخطاب في تحليل السرد، ترجمة الفصل التاسع من كتاب جوناثان كلر "مطاردة العلامات" ، منشور في مجلة

ن نتناولها يف صورة قصة قصرية وليس حاكية عن جتربة خشصية، فاإن مسأ ةل عالقة القصة ابخلطاب، ل كنف اخليال، ما اإ

ذا اكنت احلادثة حقيقية أ و مزيفة، وس يكون من الغريب جدا أ ن نقول عنجت د لها خمرجا كهذا. حنن ل ميكن أ ن نسأ ل ما اإ

نهدانييل ديروندا قصة ننا ل نصدق اإ ذا اكن هذا حداث يقرر املعىن ودل يف احلقيقة ، اإ . علينا أ ن نسأ ل بدل من ذكل عام اإ هيوداي

الرسد واخلطاب اخملتلفة. ه متطلبات حتدده هو نفس واخلطاب، أ م

ىل ال ن، ويف لك جوانب حياتنا، .حتليل الرسد فرع همم من عمل العالمات نقدر املنظومات والامنذج لوحنن اإ

وهذه التفرقة تنطوي دامئا عىل عالقة . وحتليل الرسد كام قلت، يعمتد عىل التفرقة بني القصة واخلطاب، الرسدية حق قدرها

ىل اخلطاب بصفته متبادل اعامتد متثيال ل حداث علينا أ ن نفكر فهيا مس تقةل عن ذكل المتثيل اخملصوص، أ و ، سواء نظران اإ

نه من افرتاضات اخلطاب أ و من نتاجاته. ن التفرقة بني القصة واخلطاب ل ميكن أ ن كنا نفكر فامي يسمى أ حداث وك وحيث اإ

ذا اكن هناك حتديد ل حد ل اإ ن عىل القامئ ابلتحليل دامئا أ ن خيتار أ ي الطرفني تؤدي وظيفهتا اإ الطرفني من خالل ال خر، فاإ

ىل بعض الرتكيب الالفت س يعامل بصفته ىل عمل رسد، يفتقر اإ املوجود أ ول، وأ هيام الناجت عنه. غري أ ن الك الاختيارين يفيض اإ

صفته متثيال لقصة، س يجد أ ن من الصعب تفسري لو فكر املرء يف اخلطاب ب ويفشل يف تعليل كثري من أ اثره.يف الرسد،

ماكنية غالبا ما يطرهحا الرسد نوعيات التأ ثري اليت انقش ناها هنا، وهو أ مر يعمتد عىل حتليل القصة من خالل اخلطاب، ويه اإ

ل أ ش ياء ينتجها اخلطاب نفسه. ، سلسةل من ومن انحية أ خرى، لو تبىن املرء الرأ ي القائل بأ ن ما نسميه "ال حداث" ليس اإ

ىل الفاعلني يف النص، حينئذ س يكون املرء أ قل قدرة حىت عىل تفسري قوة الرسد. ول نه حىت أ كرث القصص ال فعال املس ندة اإ

ن متواليات امجلل الغامضة يف القصة يه متثيالت ل حداث )رمغ أ نه قد ل يكون عىل يف تأ ثريها تطرفا، تعمتد افرتاض يقول: اإ

ن هذه ال حداث من حيث املبدأ ، لها خصائص ل حييك عهنا اخلطاب يف قدرتنا الإخبار –عن ماهية تكل ال حداث(، واإ

ومن دون هذا الافرتاض اذلي يه مجموعة لها معىن.، اخلطاب ايعمل من خالله مجموعة خمتارة من ال حداث كهذه،فاإن

ىل قوهتا ال رسة املربكة. جيعل اخلطاب انتقاء، بل جيعهل مقعا ملعلومات ممكنة، س تفتقر النصوص اإ

ماكن املنظورين أ ن يتوافقا معا يف توليفة ل منظور من املنظورين اإذن، ميكن أ ن يقدم عمل رسد مقنع ، وليس يف اإ

ىل "عمل" متنامغة؛ فهام يقفان يف تعارض ل حل ماكنية الوصول اإ نه رصاع بني منطقني، يشكك يف اإ للرسد متنامغ ول هل. اإ

ىل رفض تناقض فيه. غري أ ن هذا الإدراك لقوة معينة قامئة عىل التدمري اذلايت، يف الرسد ويف نظرية الرسد، جيب أ ل يقودان اإ

ماك ىل هذا الاكتشاف؛ ففي غياب اإ نية قيام هذه التوليفة، عىل املرء أ ن يعمل الانتقال من املسعى التحلييل اذلي يدفع املرء اإ

ىل اخلطاب وابلعكس. ىل ال خر، من القصة اإ منظور اإ