tolerance booklet -كراس التسامح

2

ثقاف��ة التس��امح ب��ن الض��رورة التارخيي��ة واحلاج��ة االجتماعي��ة

مدخل :

يلع��ب مفه��وم التس��امح دورا مركزي��ا يف اجملتمع��ات املتع��ددة الثقاف��ات. إذ أن��ه يص��ف س��لوكًا يس��مح باإلبقاء على النزاع بن القناعات واملمارس��ات وبالتخفيف من حدة هذا النزاع يف اآلن نفس��ه، الس��تناده إىل أس��س تس��مح بالتعايش ضمن الصراع إن نظرة نقدية إىل تاريخ مفهوم التس��امح وحاضره توضح أن��ه م��ا ب��رح حم��ل اخت��اف عمي��ق يف م��ا يتصل مبضمونه وس��بل تقييمه، ما جيعله، هو نفس��ه، موضوعا للن��زاع. فق��د كان التس��امح وم��ا زال بالنس��بة إىل بعضه��م تعب��را ع��ن االح��رام املتب��ادل، رغ��م الف��وارق

عميق��ة الغ��ور، بينم��ا ه��و بالنس��بة إىل آخري��ن موق��ف وممارس��ة حتقرين وقمعي��ن بالقوة.

يرى راينرفورس��ت يف كتابه املركزي »التس��امح يف النزاع« أن التس��امح يرتبط صميميًا بالنزاع، ألنه س��لوك ال يصب��ح ضروري��ًا إال عن��د ظه��ور ن��زاع أو خ��اف م��ا. لك��ن يش��ر أيض��ا إىل أن: »التس��امح ال��ذي يس��توجبه الن��زاع ال حي��ل ه��ذا الن��زاع، ب��ل يعم��ل فق��ط عل��ى تس��ييجه والتخفي��ف م��ن حدته، أم��ا تناقض القناع��ات واملص��احل واملمارس��ات فيظ��ل قائم��ا، لكنه يفق��د، نزوال عند اعتبارات معين��ة، طاقته التدمرية ويعين عنوان الكتاب بأن الفرقاء يف نزاع ما ينتهون إىل اختاذ موقف متسامح من بعضهم بعضا، ألنهم يرون، حسب فورست، بأن أسباب الرفض املتبادل تقف حياهلا أسباب أخرى للقبول املتبادل، وحتى وإن كان��ت أس��باب القب��ول املتب��ادل ال تس��مح بتج��اوز أس��باب الرف��ض، إال أنه��ا تتح��دث لص��احل التس��امح، ب��ل

وتطال��ب ب��ه. إن وع��د التس��امح يق��ول بإمكانية التعايش يف ظ��ل االختاف«.

منشأ التسامح:

العن��ف بق��درة اجملتمع��ات عل��ى مواجه��ة ,)Karl Popper( بوب��ر الفرنس��ي, كارل الفيلس��وف ي��رى االجتماع��ي, وجتفي��ف مص��ادره, وتقلي��ص آث��اره إىل احل��دود الدنيا.ويش��كل الي��وم العم��ل عل��ى مواجه��ة العن��ف, ومص��ادرة قدرت��ه هاج��س احلي��اة الدميقراطية يف خمتلف مس��توياتها, وجتلياته��ا. فالدول اليت متارس العنف, وتنتهج االستبداد لن تتمكن أبدا من التقدم خطوة واحدة يف مسار احلضارة اإلنسانية. ومن أجل بناء احلرية, وتأكيدها يرتب على اجملتمعات اإلنسانية أن تواجه العنف وحتاصره, وتقلص دوره يف اجملتم��ع، ألن ذل��ك يش��كل املنطل��ق االس��راتيجي يف اجت��اه بن��اء الس��ام, واألم��ن, واحلرية, وتلك

هي الش��روط األساس��ية يف بناء احلضارة اإلنس��انية. لكن مواجهة العنف, والتس��لط, واالس��تبداد, ال ميكن أن تأتي عرب القرارات النافذة, والقوانن الضاربة. فالعن��ف ال يواج��ه بالعن��ف, وإمن��ا يت��م ذل��ك ع��رب بن��اء ال��روح اإلنس��انية املناهض��ة للعنف,والتس��لط, واالستبداد. وهذا ما يؤكد عليه »كارل بوبر«, إذ يرى بأن رفض العنف جيب أن ينبع من داخل األفراد أنفس��هم يف املس��توى األول، ألن س��عي احلكوم��ات ل��ن يف��ي أب��داً بالغاية, وهذا يتطل��ب وجود أميان كبر

م��ن األف��راد برف��ض العن��ف يف خمتلف جتليات��ه ومظاهره.

3

منشأ العنف:

العاق��ة ب��ن األصولي��ة وب��ن االره��اب يتوس��طها العن��ف الذي يفهم��ه هابرماس انه م��رض من أمراض التخاط��ب والتواص��ل البش��ري. تب��دأ دوام��ة العن��ف عل��ى هيئ��ة متاه��ٍة للخط��اب املش��وه ال��ذي يق��ود ع��رب االرتياب املتبادل غر املنضبط اىل انهيار التخاطب والتواصل”. على أن الفرق بن العنف يف اجملتمعات الغربي��ة- س��ببه ع��دم املس��اواة االجتماعي��ة، التميي��ز والتهمي��ش- وب��ن العن��ف يف الثقاف��ات األخ��رى ه��و أنن��ا جن��د يف األخ��رة “أؤلئ��ك الذي��ن أصبح��وا معزول��ن ومنقطع��ن يف البداي��ة ع��ن بعضه��م اآلخ��ر عرب التخاطب املشوه منهجيًا ” اليعرفون بالبعض اآلخر كأفراد مشاركن يف اجملتمع. وال يفعل اإلطار القانون��ي للعاق��ات العاملي��ة ش��يئًا يف طري��ق فت��ح قن��وات جدي��دة ألن ماحنتاج��ه ه��و التغ��ر يف التفك��ر والعقلي��ة “ال��ذي يت��م م��ن خ��ال حتس��ن ظ��روف املعيش��ة ومن خال التح��رر من االضطه��اد واخلوف. جي��ب بن��اء الثق��ة يف املمارس��ات اليومي��ة التخاطبي��ة وبعده��ا فق��ط ميك��ن م��د تنوي��ر فع��ال اىل وس��ائل

االع��ام وامل��دارس والبي��وت وجي��ب ان تفع��ل ه��ذا بالتاث��ر عل��ى بديهي��ات ثقافته��ا االساس��ية”.

إن العن��ف يف مس��ماه ومضمون��ه يعت��رب إح��دى أش��كال الناق��ض للتس��امح ولنتف��ق م��ع م��ا يتح��دث مايكل أجنلو ياكوبوتش��ي عنه يف إحدى كتبه »أعداء احلوار: أس��باب الاتس��امح ومظاهره« أن الاتس��امح يف جوهره يتمثل يف االنغاق التام جتاه اآلخر، وهو ظاهرة متعسفة، قدمية ِقَدم الزمان، وبالتالي ميكن

فهمه��ا بالغري��زة. إنه��ا تتعلق با أدنى ش��ك بش��يء ما أعم وذو صل��ة جبانب طبيعتنا املظلم

العنف منتقًا إىل الثأر :

كان العن��ف التأرخي��ي مجل��ة م��ن إرهاص��ات تراكم��ت يف الطبائ��ع البش��رية وق��د ح��دد فروي��د أن »قلق احلض��ارة« يف »غري��زة امل��وت«، العمي��اء واملتس��لطة، واجلرمي��ة، واهلمجية، واإلبادة اجلماعية قد ُغِرس��ت بش��كل ال رجع��ة في��ه يف جين��ات اجلن��س البش��ري س��وى على املس��توى الف��ردي أو اجلماعي. فاإلنس��ان هو احلي��وان الوحي��د ال��ذي يقت��ل بين جنس��ه بانتظ��ام. ووفق��ًا ألراء األنثروبولوجين املعاصري��ن، لقد أصبح

اإلنس��ان س��يد كل احليوانات ألنه قاتل قبل كل ش��يوم��ن املؤك��د أن الاتس��امح ذو صل��ة ب��كل تل��ك األم��ور، وه��و يف غال��ب األحيان عبارة عن س��لوك عدواني عني��ف، ولكن��ه ال ُيْع��رف فق��ط بالعدواني��ة والعن��ف، ب��ل هو أكثر منهم��ا. فالصدامات النامج��ة عن الثأر ال��يت أدت إىل إراق��ة دم اإلخ��وة وال��يت ح��ددت تاري��خ اإلنس��انية كان��ت تندلع يف الغالب بس��بب احتياجات

موضوعي��ة: الطعام، م��اء البئر،املراعي ..ث��م بع��د ذل��ك يف أعق��اب تعق��د التنظي��م االجتماع��ي، أصبح��ت تندل��ع لضم��ان مواق��ع ممي��زة يف ت��وازن الق��وى. وم��ن الن��ادر أن يك��ن الداف��ع األول ه��و االزدراء أو الكراهي��ة، وغالب��ًا م��ا كان املنتص��ر يندم��ج يف املنهزم، بل وكان يتخذه مثااًل. أما قاموس الاتسامح فيزخر بعبارات قاسية على شاكلة: »ال أطيق.. يرعبين.. يقشعر منه بدني«. ويبدو أن الشعور السائد عنده هو االزدراء أكثر منه الكراهية. فالكراهية

يف واق��ع األم��ر ميك��ن أن تك��ون ش��كًا ملتويًا من أش��كال احل��وار واأللفة،

4

بينما ال ميكننا أن نكره من نعتقد أنه ال يوجد بيننا وبينه شيء مشرك!و»الامتسامح« هو إنسان متعصب، وعاجز عن النقاش، يفكر ويتكلم مبفرده، دون أي حوار، وميكن أن

يتكلم مبفرده أيضًا باستخدام ضمر اجلمع، فقط عندما يتوجه باحلديث إىل رفاق املعركة.

واملتعص��ب � كم��ا يق��ول الم��وس أوز يف كتاب��ه »ض��د التعص��ب« � ه��و أكث��ر املخلوقات غ��ر النفعية على اإلطاق؛ فهو يريد أن خُيِلصك، يريد أن حيررك، يريد أن خُيِلصك من زلة اخلطأ، من التدخن، من إميان��ك أو ع��دم إميان��ك، يري��د أن حيس��ن عادات��ك الغذائي��ة، بالطريق��ة ال��يت يراه��ا هو، وبأس��لوٍب أحادي التوجه يلغي الشراكة أو احرام اآلخر و يتصرف وفقه بفجاجة و عدوانية تامة من خال االنتقائية املفرط��ة وتعمي��م األف��كار وال��رؤى، وتضخي��م املعطيات واألفكار املؤي��دة هلا، والتنكر للوقائ��ع واملعلومات املعارضة، يندفع اإلنسان يف سبيل إثبات صحة ما يعتقد إىل استخدام كل الوسائل واألسانيد املتوفرة، ب��ل ه��و يذه��ب ح��د اختاق الس��لوكيات املكرس��ة هل��ا، حت��ى أن اإلدراك املعريف والقناع��ة العقلية يظان عاجزين عن التغير ألنهما يلقيان مقاومة شديدة. وقد يصبح الشخص، يف هذه احلالة، مشطور بن متناقضن، بن ما يصرح به ويسعى إىل إجبار اآلخرين على اعتناقه، وبن ما يدافع عنه يف الشعارات.

وكث��راً م��ا يتخط��ى الامتس��امح ح��دود التعصب البس��يط. فذلك األخر ال ين��وي أن يتحرك ملليمرا واحداً عن مواقفه، ولكن ميكنه، رغم كل شيء، اإلقرار بشرف بأن للخصم أسبابه لكي يتصرف مبثل هذه الطريقة. أما الامتس��امح فهو ال يرضى بالتزام مواقفه، واألمر الذي يضغط عليه أكثر من أي

شيء آخر هو أن يكون على حق وأن يفرض هذا احلق على كل اآلخرين.إن الفك��رة القائل��ة ب��أن الث��أر أو الاتس��امح مرجع��ه اجله��ل ال تصم��د أم��ام أي حتلي��ٍل مت��أن كما يذهب ياكوبوتش��ي. ففي أغلب األحوال، »يرغب« الامتس��امح يف اجلهل، وهو ال يش��عر بأي احتياج لتعلم أي شيء ممن ال يفكرون على شاكلته. إنه »َيْعرف« أن كل ما يعتقده هذا اآلخر، كل ما يقوله أو يفعله

هو خطأ حمض، ولذلك فهو ال يريد أن يس��مع أي ش��يء عن اآلخر عدا االنتقام وعدم املس��احمة.لذا فمن الواجب البحث عن عاٍج ألصل ومنشأ العنف والذي حددناه بقضية تشوه اخلطاب و قصوره:

عاج اضطراب التواصل :

إن ع��اج اإلضط��راب امل��ؤدي إىل العن��ف حباج��ة إىل بن��اء الثق��ة ب��ن املكون��ات ع��رب تفاع��ل سياس��ي ثق��ايف اقتص��ادي فم��ا ش��هدته خمتل��ف التج��ارب تؤك��د وجه��ة النضر الذاهب��ة إىل ذلك

فخ��ال الق��رون املاضي��ة القليل��ة ال��يت جي��ب إع��ادة دراس��ة تارخيه��ا بعناي��ة ) م��ن حي��ث غي��اب عص��ر تنوي��ري، انتش��ار التوس��ع الغرب��ي يف بل��دان الع��امل الثال��ث وغره��ا(، س��اهمت عوام��ل ع��دة بظه��ور الواق��ع اجليوبوليتيك��ي ال��يت نش��عر بتأثراته��ا االن ب��دءاً مبفارقة وإش��كالية التهميش اليت يتناس��ب إيقاعها مع

النمو الس��كاني. ه��ذه الش��عوب ليس��ت حمروم��ة فق��ط مم��ا نس��ميه بالدميقراطي��ة ولكنه��ا مس��لوبة حت��ى م��ن موارده��ا الطبيعي��ة يف ارضه��ا. ه��ذه ” الث��روات” الطبيع��ة يف احلقيق��ة ه��ي الس��لع الوحي��دة ال��يت الينتف��ع منه��ا

فعليا،م��ع انه��ا يف موج��ودة يف اراضيه��م.

5

أس��س غان��دي م��ا ع��رف يف ع��امل السياس��ية ب�«املقاوم��ة الس��لمية« أو فلس��فة الاعن��ف )الس��اتياغراها(، وهي جمموعة من املبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية يف آن واحد ملخصها الشجاعة واحلقيق��ة والاعن��ف، وته��دف إىل إحل��اق اهلزمي��ة باحملتل عن طريق الوع��ي الكامل والعميق باخلطر احمل��دق وتكوي��ن ق��وة ق��ادرة عل��ى مواجه��ة هذا اخلط��ر بالاعنف أوال ثم بالعن��ف إذا مل يوجد خيار آخر.

أساليب الاعنف

وتتخذ سياس��ة الاعنف عدة أس��اليب لتحقيق أغراضها منها الصيام واملقاطعة واالعتصام والعصيان املدن��ي والقب��ول بالس��جن وع��دم اخل��وف م��ن أن تق��ود ه��ذه األس��اليب حت��ى النهاية إىل امل��وت. والا عنف ال تعنى الس��لبيه والضعف كما يتخيل البعض بل هي كل القوة إذا آمن بها من يس��تخدمها. من غر وحدانية. وقد قال غاندي تعيلقا علي سياسة الاعنف :« إن الاعنف هو أعظم قوة متوفرة للبشرية..

إنها أقوي من أقوي س��اح دمار صنعته براعة اإلنس��ان.

شروط جناح الاعنف

يش��رط غاندي لنجاح هذه السياس��ة متتع اخلصم ببقية من ضمر وحرية متكنه يف النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف اآلخر.

وبع��د االعتص��ام ق��ام غان��دي باالعتص��ام وزي��ادة عم��ل نس��بة الكلكل��ي يف اهلن��د الن الكلكل��ي ه��و م��ن أح��د اآلث��ار الربوي��ة يف اهلن��د ويعتم��د اس��تراد اهلند عل��ى الكلكلي

حوار احلضارات :

التس��امح ض��رورة ع��ن فورس��ت يتح��دث احلض��ارات، لص��راع تؤس��س ال��يت اخلطاب��ات ظ��ل يف وأهميت��ه بالنس��بة جملتمع��ات الي��وم. وي��رى ب��أن إش��كالية التس��امح مطروح��ة من��ذ امل��ؤرخ اليونان��ي ه��رودوت وأن��ه هن��اك حي��ث يظه��ر اخت��اف يف األف��كار وال��رؤى يظه��ر الن��زاع ويظه��ر مع��ه التس��امح. وه��ذا يع��ين حس��ب فورس��ت أن التس��امح اب��ن الن��زاع ويول��د يف رح��م النزاع��ات البش��رية، ب��ل كث��را م��ا يصب��ح موضوع��ا لتل��ك النزاع��ات، غ��ذ كم��ا يق��ول فورس��ت: »فف��ي الوق��ت ال��ذي يعت��رب البع��ض أن التس��امح فضيل��ة يدع��و إليه��ا ال��رب أو األخ��اق أو العق��ل أو عل��ى األق��ل الفطن��ة، ي��رى آخ��رون ب��أن التس��امح موق��ف متعج��رف وأب��وي وقمع��ي بالق��وة. بالنس��بة للبع��ض ف��إن التس��امح تعب��ر ع��ن اليق��ن الذات��ي وق��وة الش��خصية، وللبع��ض اآلخ��ر موقف��ا مص��دره ع��دم الش��عور باألم��ان، اإلذع��ان والضع��ف«

وال يعدم املرء أمثلة عن هذه اآلراء املتناقضة بشأن التسامح يف تاريخ الفلسفة، ويكف��ي أن نش��ر إىل مدي��ح فولت��ر وليس��ينغ للتس��امح يف ح��ن حت��دث كان��ط ع��ن »االس��م املتعج��رف للتسامح«، أما غوته فكان أكثر نقدية وتشككا بهذا املفهوم وهو القائل: »يتوجب على التسامح أن يكون

مؤقت��ا فق��ط: علي��ه أن يق��ود إىل االعراف. فالتس��امح إهانة«.

6

ماهية التسامح :

يتحدث هابرماس كخاصة عن عاج العنف وأسبابه بأن :“على األديان ان خترج من صفتها اجلامعة العاملية وان خترج كذلك من القبول السياسي لعقيدتها

س��رعت العومل��ة رد الفع��ل الدفاع��ي وال��ذي صاح��ب اخل��وف مم��ا يعرف��ه هابرم��اس” االقت��اع العني��ف لط��رق احلي��اة التقليدي��ة«

يف مقال��ة ل��ه ع��ن الفضائ��ل، يق��ول فادمي��ر ينكيليفت��ش: » إن التس��امح ه��و أفض��ل م��ا لدين��ا م��ن أش��ياء، وعل��ى الرغ��م م��ن ك��ون هذه الكلمة ليس��ت رنانة بالقدر الكبر، لكنها إح��دى احللول. انتظاراً أن ينجح بن��و اإلنس��ان يف أن حي��ب بعضه��م بعض��ًا أو عل��ى األق��ل يتعارف��وا ويتفه��م كل منه��م اآلخ��ر، أظ��ن أنن��ا

حمظوظ��ون ألنه��م ب��دؤوا يف حتم��ل بعضه��م البع��ض...«.إن التس��امح، ال يع��ين بالض��رورة، أن حن��ب اآلخ��ر املختلف، بق��در ما يوجب علينا االجتهاد الحرامه ولو

بالقدر الضئيل.فالتسامح، كما يقرر فيلسوف العلم واجملتمع كارل بوبر، موقف أخاقي وعقلي ينبع من االعراف اؤون، وحنن خنطئ طوال الوق��ت. وذلك خاف موقف بأنن��ا غ��ر معصوم��ن ع��ن اخلط��أ وأن البش��ر خطَّ

املتعصب الذي ينبع أصًا من اليقن بصحة اآلراء والتنكر حلقيقة وجود اخلطأ يف كل ما نعرفوفك��رة التس��امح احلديث��ة تق��وم، حبس��ب إد. غوبل��و، عل��ى أن��ه لي��س عل��ى امل��رء التخل��ي ع��ن قناعات��ه أو االمتن��اع ع��ن إظهاره��ا، والدف��اع عنه��ا أو نش��رها، ب��ل تق��وم عل��ى امتناع��ه م��ن اس��تعمال مجي��ع الوس��ائل

العنيف��ة، والق��دح وال��ذم.، وبكلم��ة: يق��وم التس��امح عل��ى تقدي��م األف��كار دون الس��عي لفرض��ه

تعريف التسامح :

ج��اء يف قام��وس »ال��اروس« الفرنس��ي أن التس��امح Tolérance يع��ين اح��رام حرية اآلخ��ر وطرق تفكره وس��لوكه وآرائ��ه السياس��ية الديني��ة. وج��اء يف قام��وس العل��وم االجتماعي��ة أن مفه��وم »Tolérance« يعين قبول آراء اآلخرين وسلوكهم على مبدأ االختاف وهو يتعارض مع مفهوم التسلط والقهر والعنف،

ويع��د ه��ذا املفه��وم من أحد أهم مسات اجملتم��ع الدميقراطي.ول��دت كلم��ة التس��امح Tolérance يف الق��رن الس��ادس عش��ر، إب��ان احل��روب والصراع��ات الديني��ة، ال��يت عرفته��ا أوروب��ا ب��ن الكاثولي��ك والربوتس��تانت حي��ث انته��ى الكاثولي��ك إىل التس��امح م��ع الربوتس��تانت، وبش��كل متب��ادل. ث��م أصب��ح التس��امح مي��ارس إزاء كل املعتق��دات والديان��ات األخرى. ويف القرن التاس��ع عشر انتشر هذا املفهوم ليشمل جمال الفكر وحرية التعبر وليضمن جوانب اجتماعية وثقافية بالغة الغن��ى والتن��وع. وغ��ين ع��ن البي��ان أن احل��روب والصراعات الديني��ة الطويلة اليت عاش��تها أوروبا يف أملانيا

وهولن��دا وإنكل��را واس��بانية وفرنس��ا كان��ت يف أص��ل هذا التحول الذي ش��هده مفهوم التس��امح.وتتض��ح احلقيق��ة التارخيي��ة لتط��ور مفه��وم التس��امح يف كت��اب ج��ون ل��وك س��نة 1689 ال��ذي عن��ون ب��� »رس��الة يف التس��امح Lettre sur tkolérance حي��ث يعل��ن يف طّي��ات ه��ذه الرس��الة: »أن التس��امح ج��اء كرد فعل على الصراعات الدينية املتفجرة يف أوروبا، ومل يكن من حل أمام مفكري اإلصاح الديين يف هذه

7

املرحلة التارخيية، إال الدعوة واملناداة بالتسامح املتبادل واالعراف باحلق يف االختاف واالعتقادوم��ن الواض��ح أن مفه��وم التس��امح اس��تطاع جت��اوز ح��دود الدي��ن واق��رن حبري��ة التفك��ر وب��دأ ينط��وي تدرجييًا على منظومة من املضامن االجتماعية والثقافية اجلديدة اليت أوحت بها العصور املتاحقة مب��ا تضمن��ت علي��ه ه��ذه املراح��ل م��ن ص��ور جديدة لتص��ورات اجتماعية متج��ددة أس��فر العصر احلديث

بتطورات��ه املختلفة ع��ن وجودها.الس��ياق االجتماع��ي كان أش��به جُب��ِزٍر متناث��رٍة وس��ط حمي��ٍط متاط��ٍم من احلواجز النفس��ية، وتاريخ حاف��ل بالش��ك والريب��ة وع��دم الثق��ة م��ن اآلخ��ر، أو عل��ى أقل تقدير، احل��ذر والردد يف الدخ��ول معه بأي مش��اريع جامع��ة. وكان احل��ل األمث��ل ألي ف��رد، يف ظ��ل ذل��ك الس��ياق املتم��اوج، ه��و اإلنكف��اء عل��ى الذات،

واإلنغ��اق عليه��ا، والس��ر جبوار حائ��ٍط فرداني ُتُص��وِّر أنه حيميها.التسامح: كمحرض على التفكر اإلجيابي

يق��ول ع��امل النف��س أل��ربت ألي��س إن اإلنس��ان يه��در ذاته وإمكانات��ه، من خال الوقوع أس��ر جملموعة من االفراضات اخلاطئة واألحكام املعممة اليت تتخذ طابع التصلب القطعي يف الرؤى والتعميمات املبالغ فيه��ا، م��ن مث��ل أن األم��ور خ��ر كله��ا أو ش��ر كلها، أو أنها إذا مل تكن كما نش��تهي، فهي بالضرورة ش��ر كلها، ومن مثل تعميم مأزق أو أزمة على الوجود، حبيث يبدو أنه مل يعد هناك خاص ممكن، أو من مثل القطيعة اجلامدة أبيض وأسود، أو أن الناس كلهم أشرار، ومن مثل أننا حمكومون مباضينا وال خ��اص لن��ا من��ه، أو مث��ل االف��راض ب��أن هن��اك ح��ًا واحداً وحي��داً ألي قضي��ة، وأنها س��تكون كارثة إذا

فش��لنا يف العثور عليه .إن اخلط��أ لي��س مش��كلة أبدي��ة أو نهاي��ة مأس��اوية يظ��ل املخط��ئ رهن��ًا ل��ه إىل أخ��ر الرحل��ة كم��ا يق��ول

نيلس��ون ماندي��ا، ولك��ن العظم��ة تكم��ن بالتأكي��د يف اإلص��اح بع��د اخلطيئ��ة.والتس��امح بص��وره األمس��ى، حي��رض عل��ى التفك��ر اإلجيابي ليس جت��اه اآلخر املختلف فحس��ب، ولكن، وما هو مهم، جتاه الذات، فيكسر قواقع الرؤى املقفلة اليت يسجن اإلنسان الامتسامح ذاته وتصوراته

بداخلها. والتفكر اإلجيابي الذي يولده التسامح يكون األساس يف امتاك الذات الواعية والفاعلة، أو باألحرى اس��رداد ال��ذات املضيع��ة واملختفي��ة وراء س��داً منيع��ًا م��ن التص��ورات اجلام��دة، وص��واًل إىل توجيهه��ا حتى تصب��ح عل��ى صل��ة مب��ا هي عليه، وما تش��عر به وتفكر فيه وتفعل��ه، وتتعامل بإجيابية مع الدنيا والناس. وعندما ميتلك اإلنسان التفكر اإلجيابي، ويصبح واعيًا مبا هو عليه وما يفعله يف احلاضر )هنا واآلن(، فإن��ه يب��دأ يف البح��ث ع��ن احلل��ول والبدائ��ل، ويتمك��ن م��ن صن��ع خي��ارات أكث��ر معن��ى واخت��اذ إج��راءات أكث��ر فاعلي��ة م��ن اس��تجاباته الس��لبية، كم��ا يس��اعد عل��ى اجملابه��ة واس��تيعاب التج��ارب بس��لبياتها واجيابياته��ا. وعنده��ا يتعل��م امل��رء أن حيي��ا مبقدار متكنه من أن خيرب وج��وده، وليس أن يعيش جمروفًا

يف تي��ار احلي��اة، ويتعل��م أن يتاق��ى م��ع خربات��ه الوجداني��ة ب��داًل أن يظل منجرفًا فيه��ا وخاضعًا هلا.

والتفك��ر اإلجياب��ي حي��رض أيض��ًا عل��ى إعم��ال النظ��رة اإلجيابي��ة أو الواقعي��ة إىل ال��ذات واآلخ��ر ال��يت حتافظ على قوى الفعل والنماء، وحتى لو كانت الظروف غر إجيابية. كما يولد اإلميان املشرك يف

8

مجاعة ما بقدراتها على تنظيم وتنفيذ األنشطة املطلوبة لبلوغ هدف ما، أو مستوى معنَّ من اإلجناز. إنه ذلك املدى من اإلميان باالستطاعة على العمل سويًا وبفعالية لتحقيق األهداف املشركة. ويطلق هذا اإلميان دافعية اجلماعة لتعبئة إمكاناتها ومواردها، ويعزز من روحها املعنوية، ويزيد من متاسكها،

مما ُيعّظم من فرص جناحها

وثيقة إعان مبادئ التسامح:

أن املفه��وم املعاص��ر للتس��امح يق��وم عل��ى مب��ادئ حق��وق اإلنس��ان العاملي��ة، حي��ث ربط��ت وثيق��ة إع��ان املب��ادئ العامل��ي الص��ادر يف 16 تش��رين الثان��ي 1995 ب��ن التس��امح وحقوق اإلنس��ان والدميقراطية والس��لم وبالتالي ارتقت بالتسامح إىل صورة قيمة قانونية تتطلب احلماية من قبل اجملتمع الدولي. حيث ورد Declaration de principes sur la Tolérance يف البند األول من هذه الوثيقة إعان املبادئ حول التسامح

الص��ادرة ع��ن اليونس��كو بص��دد معن��ى التس��امح أن مفهوم التس��امح يتضمن العناص��ر التالية:

أواًل: قبول تنوع واختافات ثقافات عاملنا واحرام هذا التنوع.ثانيًا: التس��امح موقف يقوم على االعراف باحلقوق العاملية للش��خص اإلنس��اني، واحلريات األساس��ية

لآلخر.ثالثًا: التسامح هو مفتاح حقوق اإلنسان والتعددية السياسية والثقافية والدميقراطية.

رابعًا: إن تطبيق التسامح يعين ضرورة االعراف لكل واحد حبقه يف حرية اختيار معتقداته، والقبول بأن يتمتع اآلخر باحلق نفسه، كما يعين بأن ال أحد يفرض آراءه على اآلخرين.

كما أنها ربطت بن مفهوم التسامح والسام على أساس أن هذا األخر لن يرسخ كثقافة إال بوجود األول. فالتس��امح عل��ى ح��د تعب��ر فدريك��و ماي��ور F.Mayor ش��رط ض��روري للس��لم م��ا ب��ن األف��راد كم��ا

بن الشعوب وهو مبثابة »التوابل« الازمة لكل ثقافة للسام.ويع��د التس��امح م��ن جه��ة أخ��رى إخض��اع امل��رء قناعات��ه اخلاص��ة لض��رورات احلي��اة املش��ركة م��ع أن��اس يتأك��د م��ن أنه��م عل��ى خط��أ أساس��ي. إن التس��امح باملعن��ى النبي��ل ال يس��تند إىل أس��اس التس��اهل وال الشهامة والضعف وال احلساب النفعي أو الذرائعي، إنه االعراف بتعددية املواقف الفلسفية اإلنسانية، بتن��وع اآلراء، والقناع��ات واألفع��ال واألخ��اق النامج��ة عنه��ا وبض��رورة التوفي��ق ب��ن تبايناته��ا احلامس��ة

وتنافراته��ا ضم��ن نظ��ام مدني سياس��ي

دور القادة يف ترسيخ التسامح والسام : مانديًا وغاندي أمنوذجن:

دروس مانديا الثمانية ودرسا التسامح:

للقائ��د دور كب��ر يف توجي��ه دف��ة اجملتم��ع س��واء حن��و تكري��س الراب��ط اجملتمع��ي وزيادة متت��ن أواصر الراب��ط والتضام��ن، أو يف اجت��اه التش��ظي والتفتي��ت. وقدمي��ًا قال��وا الناس عل��ى دين ملوكهم.ومبناسبة االحتفال بعيد املياد التسعن للزعيم واملناضل اجلنوب إفريقي نيلسون مانديا،

9

الذي برز ضمن أشد املقاومن لنظام الفصل العنصري »األبارتهايد« يف جنوب أفريقيا على مر العقود، ودفع مثنا غاليا جراء نضاله املرير ذاك، فقضى 27 عاما سجينا يف زنزانة جبزيرة روبن، نشرت جملة »التاميز« األمركية تقريرا للكاتب ريتش��ارد س��تينغل عنونه ب� »مانديا: دروس��ه الثمانية يف القيادة«. وب��ن ه��ذا التقري��ر كي��ف كان يلع��ب ماندي��ا مبرون��ة فائق��ة أدوار احمل��ارب والفدائ��ي والدبلوماس��ي ورجل الدولة من دون أن خيل بقوانن وقواعد أي منها وهنا نس��تعرض تلك الدروس و نأخذ املنتمية

إىل مفهوم التس��امح حس��ب رؤية مانديا :

الدرس األول : الشجاعة ليست غياب اخلوف وإمنا هي إهلام اآلخرين بإتباعها ال��درس الثان��ي : ق��د م��ن األم��ام ولك��ن ال ت��دع القاع��دة ورائ��ك ب��ل ق��د م��ن اخلل��ف ودع اآلخري��ن يعتق��دوا

بأن��ك يف األمامالدرس الثالث : االستقالة هي قيادة أيضا

الدرس الرابع: اعرف عدوك وتعلم عن رياضته املفضلةالدرس اخلامس: املظهر يهم وتذكر أن تبتسم

الدرس السادس: ال يوجد هنالك شيء أبيض فقط أو أسود فقط

ولعل الدرسن األخرين هما الدرسان املتعلقان مبفهوم التسامح متامًا

فف��ي ال��درس الس��ابع : »ض��ع أصدق��اءك بقرب��ك وض��ع منافس��يك يف موق��ع أق��رب« يتناول من��اذج وأمثلة متع��ددة يف ف��ن إدارة ماندي��ا لعاقات��ه لي��س فق��ط م��ع أصدقائ��ه ورفاقه األقرب إىل ثق��ة قلبه ومكنون وعي��ه، وإمن��ا حت��ى م��ع منافس��يه وخصوم��ه يف احلي��اة السياس��ية العام��ة رمب��ا ضم��ن ذات املؤسس��ة وخارجها، فهو ال يش��ن عليهم حروبا ش��عواء ويزيد من عزلتهم ويش��هر بهم وخيونهم، وإمنا حيتويهم مبنته��ى اللط��ف والرق��ة ويناقش��هم ويستش��رهم، وم��ن بينهم زعيم اجلن��اح العس��كري باملؤمتر الوطين اإلفريقي كريس هاني الذي لطاملا اعتقد أنه يتآمر على مانديا، هو وغره من قيادات املال واألعمال وش��خصيات سياس��ية عك��ف ماندي��ا عل��ى االتصال بها ش��خصيا للتهنئ��ة أثناء أعي��اد ميادها إىل جانب

اتصاالت��ه واقراب��ه م��ن س��جانيه الذي��ن أصبحوا أصدق��اءه من بعد!

وال��درس الثام��ن يتمح��ور ح��ول أن »احلي��اة مل تك��ن فق��ط م��ع أو ض��د« فعملي��ة اخت��اذ القرار ه��ي عملية معقدة ودائما ما تكون هنالك عوامل متنافسة، ويتناول البعد الرباغماتي من سرة مانديا الذي كان يقيم حس��اباته على أس��اس »ما هي النهاية اليت أود أن أنش��دها؟ ما هي أكثر الطرق عملية لبلوغها؟«. إن رؤية األشياء باللونن األبيض واألسود فقط، كما يقول مانديا، هو أمر ضد طبيعة األشياء حيث

املش��كلة هلا أس��باب كثرة ومنها جذورها التارخيية واالجتماعية والس��يكولوجية.ح��ريٌّ بن��ا الي��وم أن نتعل��م م��ن ه��ذا الزعي��م املله��م ال��ذي ح��ول ذلك البلد م��ن غياهب العن��ف والتمزق إىل نور وجنة الرخاء والتنمية واالزدهار، وليكن ش��عارنا دومًا ما قاله املنّور الفرنس��ي الش��هر فولتر: »إنين

مس��تعد أن أم��وت م��ن أج��ل أن أدع��ك تتكلم حبرية مع خمالف��يت الكاملة ملا تقول«

فلسفة املهامتا غاندي الاعنف:

)أن تسامح من أساء إليك فأنت التغر املاضي بل تغر املستقبل (يف ظ��لِّ كلِّ ه��ذا العن��ف ال��ذي يكتن��ف حياتن��ا ويض��رب يف عمق ذواتنا، يبدو ال��كام على الاعنف ضرًبا م��ن الس��ر عك��س كلِّ م��ا ه��و س��ائد يف ثقافتن��ا وس��لوكنا. فرائحة العنف مت��أ أماكننا، نفوس��نا، لغتنا حت��ى، وترف��ض أن ختل��ي مكانه��ا لتل��ك اللغ��ة ال��يت ق��ال عنه��ا ج��ان م��اري مولِّ��ر، الفيلس��وف الفرنس��ي

واملناض��ل الاعنف��ي، إنه��ا اللغ��ة العاملي��ة ال��يت حل��م بها غان��دي لغًة حل��وار الثقافات.ر العنف وال��ذي يضي��ف لق��د كان الاعن��ف، يف نظ��ر غاندي، مبدأ يعربِّ عن حقيقة البش��ر، يف حن يدمِّحقيقة اإلنسان. فحينما يعتقد بشري أنه ميتلك احلقيقة فمن املؤكد أنه سيدافع عنها ضد »األشرار«. وقد تسوِّل له نفسه استعمال العنف للدفاع عن هذه احلقيقة – وهنا مكمن اخلطر. كذلك هناك َمن يقول بأن هناك عنفا »جيًدا« وعنًفا »سيًئا«، وهذا ما يثر البلبلة، فنخاطر بأن نسيء فهم بعضنا بعًضا.

على هذا، جيب أن تكون هناك صرامة فكرية يف هذا حتى منيز بينهما.إذا فق��د عم��ل غان��دي وف��ق اآللي��ة ال��يت اس��تخلصت م��ن تاري��خ البش��رية يف حماص��رة مواط��ن العن��ف

وجتفي��ف مص��ادره كم��ا يق��ول بوب��روقال غاندي مجلته املشهور )الغضب وعدم التسامح أعداء التفاهم(

حنن والتسامح كضرورة تارخيية :

عل��ى امت��داد عق��وٍد طويل��ة عاش��ت منطق��ة اجلزي��رة تراث��ًا وإرث��ًا م��ن التداخ��ات و التش��ابكات األثيني��ة والقومي��ة والديني��ة ختللته��ا ف��راٌت م��ن التض��ارب و الن��زاع ال��يت غذته��ا أط��راف وِجه��ات اس��تفادت م��ن التناح��ر والتعص��ب وبس��طت مبوجبه��ا س��لطتها و وس��عت م��ن نفوذه��ا وحتكم��ت مبس��ارات العي��ش ع��رب الع��زف النش��اذ عل��ى ه��ذه األوت��ار إال أن أواص��ر التآخ��ي و مب��ادئ العي��ش املش��رك بقي��ت الاج��م لتدهور تلك احلقب السوداء واستمرارها ارتكازاً على ذلك الراث واإلرث الناجم عن املعامات اليومية اقتصاديًا

و اجتماعي��ًا و ال��يت تعمق��ت ع��رب عاق��ات املصاه��رة و اجل��رة و ش��راكة النم��اذج الزراعي��ة.كلن��ا يعل��م أن أي انتق��ال ب��ن حقبت��ن الب��د أن يف��رز خماض��ات وش��واذ وش��وارد م��ن خمتل��ف األطي��اف املتعايش��ة لك��ن املق��وم األس��اس دوم��ًا هل��ذا االنتق��ال يبقى رهن��ًا بثقافة التس��امح وروحية العيش املش��رك و الس��لم األهل��ي الضام��ن األه��م لتجن��ب االجن��رار إىل ح��روب أهلي��ة ل��ن جتل��ب س��وى الوي��ل واخل��راب و التخل��ف واالس��تبداد القدي��م بصي��غ حديث��ة ل��ن يس��تفيد منه��ا س��وى النّزاع��ون النته��از الف��رص متري��راً

ملصاحله��م الفئوي��ة الضيقة.إن أس��س الثقاف��ة الدميقراطي��ة املعتم��دة أساس��ًا عل��ى ش��رعة حق��وق اإلنس��ان العاملي��ة واملس��تنبطة أساس��ًا م��ن ثقاف��ة التس��امح ه��ي احل��ل األمث��ل هل��ذه التجاذب��ات والتوات��رات البيني��ة يف املنطق��ة انطاق��ًا م��ن اس��تذكار اللحظ��ات األوىل ال��يت تعايش��ها أبن��اء املنطقة خال املرحلة الس��لمية م��ن عملية التحول الدميقراطي يف سورية عامًة ومنطقتنا خاصة للمطالبة بنيل احلقوق وهو ما اجتمع عليه املختلفون قوميًا ودينيًا و فئويًا وال أعتقد أنه من املمكن نسيان أو إفراغ ذاكرة تلك اجلموع املشاركة يف إطاق

10

عملية التحول واليت ينبغي العودة إليهم الكمال عملية التحول الدميقراطي مبفاهيمها السمحة .م��ن الطبيع��ي يف أي��ة عملي��ة حت��ول دميقراط��ي أن تتبعه��ا خاف��ات فوضوي��ة وتنتق��ل إىل حال��ة م��ن اإلقص��اء و القم��ع حبك��م وج��ود بع��ض بؤر التوتر املس��تفيدة من احلرب األهلية والتاري��خ الثوري العاملي حافل بهكذا فرات و حقب و ممارس��ات كما حدث يف الثورة الفرنس��ية و البلش��فية و حتى يف تاس��يس دول��ة مث��ل الوالي��ات املتح��دة األمريكي��ة ال��يت اعتم��دت عل��ى االنتق��ال التدرجي��ي لثقاف��ة التس��امح رغ��م احتياجه��ا لعق��ود م��ن الزم��ن ومل حتق��ق نظامه��ا الدميقراط��ي إال بع��د أن جت��اوزت ح��االت الفوض��ى الش��بيهة مب��ا جي��ري يف منطقتن��ا اآلن وال��يت ينبغ��ي لن��ا م��ن االقتي��اد به��ا قب��ل االن��زالق إىل أت��ون ح��روب أهلية قد تطول لعقود على حس��ابات أجيالنا الواعدة وعلى حس��اب أمننا و اس��تقرارنا وعيش��نا املش��رك.

إن التجرب��ة األمريكي��ة ال��يت حالفه��ا احل��ظ رمب��ا المتاكه��ا وثيق��ة حق��وق اس��تندت عليه��ا يف إع��داد دس��تورها وكان��ت ثقاف��ة التس��امح ه��ي القاع��دة اليت اس��تمدت منها ه��ذه الوثيقة وهو ما يط��رح اليوم و

بإحل��اح ض��رورة صياغ��ة ميث��اق ش��رف للس��لم األهل��ي مس��تمداً متام��ًا من ثقافة التس��امح.هذا امليثاق ولضرورته التارخيية واالجتماعية واالقتصادية ال بد أن يكون نتاجًا مجعيًا ألبناء املنطقة ل��ن يك��ون الك��ردي مبع��زل ع��ن ش��ريكه العرب��ي أو املس��لم مبع��زل ع��ن ش��ريكه املس��يحي ال أي طي��ف م��ن األطي��اف االخ��رى مبفرده��ا ق��ادراً عل��ى إع��داد هك��ذا وثيق��ة م��امل يت��م اتق��ان ثقاف��ة التس��امح مبفاهيمها العاملية و شرعة حقوق اإلنسان ومبادئهما واتلي ستكون الفاعل املؤسس واحلقيقي ألية عملية سام

و س��لم أهلي.إن املنطقة برمتها تعيش افرازات مقيتة نتيجة العنف و التعصب املمارسن كمضادات على سياسات العنف اليت انتهجتها القوة املسيطرة سابقًا لذا فالضرورة اليوم تطرح مواجهة حالة العنف والتعصب القوم��ي أو الدي��ين أو الفئ��وي عام��ًة مبفاهيم الس��ام والتس��امح وقبول اآلخ��ر املختلف والبد من حتمل

تبعات املفرزات اليت حتدثنا عنها وتسخرها ملمارس نقيضها.إن النقلة النوعية من مظاهر الس��لب العنفي و التعصب إىل مظاهر اإلجياب الس��لمي والس��ام حباجة أواًل إىل نش��ر ثقاف��ة التس��امح بش��كلها اإلعام��ي وترس��يخ مس��لمات يت��م االعتماد عليه��ا كخطوة أوىل والب��د م��ن حتري��ك اإلع��ام وض��روة نقل��ه م��ن احلق��ل اهل��اوي إىل االحرافي��ة فقد كان لاع��ام الدور األه��م يف إنطاق��ة ربيع الثورات الش��رق أوس��طية وس��خرت معظ��م اهليئات الثورية والس��لطوية كافة جهوده��ا حل��روب إعامي��ة س��اهمت كث��راً يف حتقي��ق االنتص��ار هل��ذه الث��ورات أو لتل��ك الس��لطات ب��ن

احل��ن واآلخر .لكن حتولت الوس��ائل اإلعامية يف كثر من األحيان لوس��ائل دعائية ألغراض وصلت أحيانًا كثرة للتحري��ض عل��ى ارت��كاب جم��ازر مجاعي��ة فول��دت ح��االت م��ن احلن��ق والتعص��ب القوم��ي أو الدي��ين او الطائفي وما كان ألش��خاص عدميي اخلربة بوجوب احلذر يف انتقاء العبارات واملصطلحات إال الدور االه��م يف ذل��ك فتابعن��ا كل م��ا م��ن ش��أنه إث��ارة البلبل��ة و النزع��ات التعصبي��ة على يد ه��ؤالء اإلعامين احلديث��ي العه��د واملفتقري��ن للمهني��ة اإلعامي��ة كحال��ة طبيعي��ة لض��رورات العم��ل الث��وري واحتي��اج اإلع��ام الث��وري لك��وادر تس��تطيع نق��ل املعاناة اليت مت��ر بها احلياة املدنية عامًة فتعددت وس��ائل اإلعام و انتشرت بكثرة يف كل مكان يف البلد وحاولت اهليئات أن تقوم بضخ أشخاص مهنين هلذه الوسائل

لكنه��ا افرق��ت لوج��ود آلي��ة ضابط��ة ورادعة لضخ مفاهيم تس��ويقية خت��دم أجندات معينة

11

ل��ذا فم��ن األفض��ل العم��ل عل��ى إع��ادة هيكل��ة اإلع��ام ووج��وب صياغ��ة ميث��اق ش��رف إعام��ي كج��زء م��ن امليث��اق الع��ام للحق��وق واملعتم��د عل��ى حرية التعبر عن الرأي مبا يصون كرامة اإلنس��ان و حقوقه وجتنبي��ه أي��ة آث��ار لنزاع��ات فئوي��ة ليك��ون اإلع��ام بلغة سلس��لة و لين��ة ختاطب القلوب كي تتس��امح و

ختاط��ب العقول كي تس��املإن م��ا ينبغ��ي علين��ا عمل��ه ه��و الس��عي اجل��اد واحلثي��ث عل��ى أن تك��ون ثقاف��ة التس��امح حقيق��ة عملي��ة ال أن تك��ون جم��رد أف��ق نظ��ري نتباه��ى ب��ه ونفق��ده مضمون��ه حت��ى نس��تطيع الوص��ول إىل مرحل��ة الس��ام

والس��لم االهلي

املراجع :• الفلسفة يف مواجهة االرهاب .. تأمات يف آراء هابرماس ودريدا…جيوفانا بورادوي

• جان ماري مولِّر : املهامتا غاندي فلسفة الاعنفجملة »التاميز« األمركية تقريرا للكاتب ريتشارد ستينغل عنونه ب� »مانديا •

حماضرة لعبدالوهاب العتييب –اليمن –ملتقى املرأة اليمنية •راينرفورست يف كتابه املركزي »التسامح يف النزاع •

رسالة مركز التآخي للدميقراطية واجملتمع املدني يف اليوم العاملي للتسامح 2013 •

12

bi awayê ku rûmet û mafên mirov biparêze, her wiha wî ji nakokiyên bijarteyî, bo ragihandin bi zimanekî nerm û zelal be, bi dilan re biaxive bo ku bibûrin û bi mejiyan re biaxivin bo aştiyane bibin. Gereke, bo em bigihêjin qonaxa aştiyane û aştiya navxweyî em hewil bidin ku çanda lêbûrînê çandeke bi rastî û kirdar be, ne bitenê asoyeke pêrdoz be, xwe bi wê bibînin û pêk neînin.

Jêder:1_ Feslsefe di rûbirûtiya terorîstê de… ponjînên di nerînên Habirmas û Dirêda de.. Ciyovana Boradoyî.2_ Can Marî Moler: Mahatama Xandî felsefeya netundiyê.3_ Kovara Taymz ya Emerîkî, rapora nivîskar Rîtişard Sitîngil bi navnîşana Mandêla.4_ Semînera Ebdilwehab El_Itêbî_Yemen_ Hevdîtina jinên Ye-menê.5_Rayîner Forst di pirtûka xwe ya navendî de(Lêbûrîn di nako-kiyê de)6_ Nameya Navenda Biratî(Teaxî) bo demokratîk û civaka sîvil di roja cîhanî ya lêbûrînê de 2013.

17

tundiya hêza desthilatdar ya berê bûn dijî, lewra îro pêwîst e li hemberî tundî û damargiriya netewî û olî, bi giştî rawestin bibe, bi têgihiştinên aştî, lêbûrîn û pejirandina yê din î ciyawaz bibe, pêwîst e em karî bin rahêjin barê encamên van jêderketiyan û wan bi karbînin li hemberî hevdijiyên wan. Gereke, bo guhestineke mînak ji diyardeyên tundî û damargiriyê ber bi erêniya aştiyane de berî her tiştî çanda lêbûrînê bi awayê ragihandinê belav bibe û bicîkirina belgeneviyan, weke yekem gav, ku li ser wê ava bibin. Gereke ragihandinê bilivînin û ji ketinê ber bi pirofêşinaliyê de bibin. Ragihandin roleke mezin di pêxistin şoreşên Rojhilata Navîn de lîst, hemî komîtên şoreşger û desthilatdariyê hemî hewildanên xwe xistin cengên ragihandinê de, ew roleke mezin di serkeftina van şorşan de, yan des-thiladaran de lîst. Lê dezgehên ragihandinê gellek caran bûn rêyeke danezankirinê, gellek caran hanederî li ser komkujiyan dikirin, lewra rewşeke ji hêrs û damar-giriya netewî, olî û tîreyî ji dayik bû, mirovên ne pispor, bi nehaydarî di bijartina gotin û têrman de roleke mezin lîstin, lewra her tiştê ku tengijîn û nakokiyên damargiriyê belav dikin me li ser destên wan şopandin. Ew yên nû, bêpisporî derbasî ragihandinê bûyî, weke rewşeke normal ji pêwîstiyên karên şoreşgerî û pêdiviya ragihandina şoreşgerî bi kesên ku karî bin êşa jiyana sîvil biguhêzin. Gellek dezgehên ragihandinê derketin û li her deverê ji wellat belav bûn, komîtan hewil da mirovên pispor têxin van dezgehan de, lê ew bi dûr ketin ji ber nebûna mîkanîzmeke ku sînoran deyine bo derxistina têgi-hiştinên bazarane, yên ku xizmeta hinek aliyan dikin. Lewra wê avakirina ragihandinê, ji nû ve çêtir be, her wiha amadeki-rina belgenameyeke şerefdar bo ragihandinê, weke parçeyekê ji bel-genameya giştî ji mafan re, ya ku li ser azadiya derbirîna nerînê ava dibe,

16

ku ji çanda lêbûrînê hatine çareseriya herî mînak in bo van nakokiyan di herêmê de. Di destpêkê de em ê kêlîkên pêşî yên ku mirovên herêmê wan jiyayî li bîra xwe bînin. Kêlîkên qunaxa aştiyane ji guhertina demokratîk li Sûriyê bi giştî û li herêma me bi taybetî bo dozakirina mafan.Ev, di nav hemî kesên ciyawaz bi netew û regeziya xwe cihê rêkeft-inekê bû, bawer nakim ku kesên beşdar di kirina wê guhertinê de ji bîr bikin, yan hinek karî bin bîreweriya wan vala bikin. Ev kesên ku gereke em li wan vegerin bo em kiryara guhertina demokarîk berdewam bikim. Normal e di her kiryara guhertina demokratîk de gellek dijayetiyên şêlûbêlane der bikevin û bibin rewşek ji cudakirin, diwêrkirin û serkot-kirinê, ji ber gellek kortikên tengijînê hene, sûdeyê ji cengên navxweyî dibînin, dîroka şoreşgerî li cîhanê gellek mînakên wiha diyar dike, weke şoreşa Ferensî û Belşefî, her wiha di damezirandina dewleteke weke Emerîkayê de jî, ku guhestina peytepet ji çanda lêbûrînê re bi karanî, bi tevî ku demeke dirêj ji wê re gerek bû. Emerîkayê, ta ku rewşên şêlûbêlê, yên weke rewşên herêma me yên nuha derbas nekirin sîstema xwe ya demokratîk pêkneanî, em jî gereke wiha bikin, berî ku em bişemi-tin cengeke navxweyî û dirêj, ku wêran bike siberoja nifşên me yên ku tên û wêran bike ewlekarî û jiyana me ya hevbeş. Ezmûneya Emerîkayê, bi şens bû ku belgenameyek mafan li cem hebû, li gor wê destûr hate danîn û çanda lêbûrînê bingeha vê belgenameyê bû, îro axaftin dibe li ser pêwîstiya nivîsandina belgenameyek şerefdariya aştiya naxweyî, ku ew li ser çanda lêbûrînê ava bibe. Ev belgename, bi pêwîstiya xwe ya dîrokî, civakî û abûrî gereke bere-hemeke komane be ji hemî mirovên herêmê, yê kurd ne cuda be ji hevpişkê xwe yê ereb, ne jî yê misliman cuda be ji hevpişkê xwe yê fileh, yek ji van wê nikarî be bi tena xwe belgenameyeke wiha amade bike, ger ne di rêya çanda lêbûrînê de, bi wateya wê ya cîhanî be, bi yaseyên mafên mirov û pirênsîpên wê, ku wê kirdarê dame-zirêner û sereke be bo her kiryareke aştiyane û aştiya navxweyî. Herêm, bi giştî jêderketiyên kirêt encama tundî û damargiriya ku dijberî

15

xwe nade zimanê ku filosof û têkoşerê netundiyê Can Marî Moler li ser digot( Zimanê cîhanî ye, xewna Xandî bû, zimanê diyaloga çandeyan e). Bêhtirî wê dibêje: Netundî, di nerîna Xandî de pirênsîpek e, derbirîna rastiya mirovan dike, lê tundî rastiya mirov wêran dike. Dema mirov bawermend be ku rastî li cem e wê li hemberî neqencan berevaniya wê bike, dibe tundiyê jî bi karbîne bo rastiya xwe bibarêze_ metirsî li vir e. Hinek dibêjin ku tundiya baş û ya nebaş heye, ev tişt windabûnê çêdike û em metirsiyê dikin ku em şaş hev fam bikin. Wiha, gereke hêzbûneke ramiyarî hebe bo cudakirina wan. Xandî, li gor mîkanîzma ku encama dîroka mirovahiyê bû di dorpêçkirina cihê tundiyê de, her wiha zuhakirina jêderên wê kar kir û gotina xwe ya navdar got( Hêrs û nelêbûrîn dijminê li hevkirinê ne). Em û lêbûrînê weke pêwîstiyeke dîrokî: Li herêma Cizîrê, bi sala ye ku kelepor û paşmayînên di nav hev de ji netew, regez û olan dijîn, gellek caran nakokî û dijhevî di nav wan de derketin, aliyên ku sûde ji wan nakokiyan didîtin her ew geş dikirin, bi wan desthilatiya xwe didanîn û belav dikirin û destên xwe didanîn li ser rêyên pêkvejiyanê, lê têkeliyên biratiyê û pirênsîpên jiyana hevbeş her nedihiştin ew demên reş bêhtir mezin bibin, di rêya kelepor û paş-mayînên ku encama danûsitandinên rojane yên abûrî û civakî bûn, ev danûsitandin ku, bi têkeliyên xizimtî, cîrantî û beşdariya mînakên çand-inê re bêhtir kûr dibûn. Em dizanin ku guhestina di nav du deman de wê gellek berzayîn û tewşi-yan di nav hemî aliyan de der bixe, lê bingeha rexnegirê sereke bo vê guhestinê her girêdayî çanda lêbûrînê û giyanê jiyana hevbeş û aştiya navxweyî dimîne, ew parastinê ji cengên navxweyî dike, yên ku bitenê wêran û paşketin û zordariyê tînin, bi awayekî nûjen ku bitenê keysperst sûdeyê ji wan bibînin û berjewendiyên xwe yên taybet derbas bikin.Bingehên demokratiyê yên ku sereke ne bo rewakirina mafên mirov yên cîhanî,

14

Diyar e ku her du waneyên dawî girêdayî têgihiştina lêbûrînê ne, waneya hefetemîn ( Hevalên xwe nêzîkî xwe deyine û rikberên xwe li cihekî nêzîktir) li ser gellek mînakan di hunera rêvebiriya Mandêla ji têkeliyan re dixive, ne bitenê bi heval û dostên nêzîkî baweriya dilê wî û têgihiştina wî re, bêhtirî wê bi rikber û dijberên wî yên jiyana siyasî ya giştî re jî, dibe di hundurê heman saziyê de be, yan jiderveyî wê. Mandêla cengên dijwar li dijî wan nake û tenahiya wan zêde nake û wan naçirsîne û bi ixanetê tawan bar nake, lê ew bi rêzgirtin û nazikî wan dipejirîne, gengeşiyê bi wan re dike û nerîna wan dixwaze. Ji nav wan rêberê baskê leşkerî di Kongira Netewî ya efrîkî de Kirîs Hanî, yê ku tim texmîn dikir ku pilanan li Mandêla dike, Mandêla bi wî û yên din ji maldar û biznisman û kesayeti-yên siyaysî re têkildar ma, her wiha di rojbûnên wan de pîrozbahî ji wan re dişandin. Mandêla ma têkildar û nêzîkî dîdevanên zindana xwe jî, yên ku êdî bûn hevalên wî. Waneya heştemîn li ser( jiyan ne bitenê pêre û li dij e) diaxive. Kiryara sitandina biryarê kiriyarek e, zehmet e û gellek caran alavên rikber hene, her wiha li ser nêzîkbûna biragmatîk ji jiyana Mandêla yê ku hejmartinên xwe li ser( Çi dawiyê dixwazim? Kîjan rê baştir min digihînin wê?) dikirin. Dîtina tiştan, bitenê, bi her du rengên reş û sipî, weke ku Mandêla dibêje li dijî xwezayîya tiştan e çimkî gellek sedemên problemê hene, ji wan bi rehên xwe dîrokî, civakî û sîkiyoljî ne. Gereke li ser me ku em fêr bibin ji vî rêberê siruşdar, yê ku wellatê xwe ji nediyariyên tarî û parçebûnê ber bi ronî û buhişt û pêşketinê de bir, bera gotina ronakbîrê ferensî yê navdar Foltêr her dem durişma me be( Bi tevî ku ciyawaz im, bi hemî axaftina te re, lê her dem amade me bimrim bo bi azadî gotina xwe bibêjî). Felsefeya Mahatma Xandî (netundî): ( Demt tu li yê ku ziyan li te kirî bibûrî tu siberoja xwe diguherî, ne paşeroja xwe)Bi vê tundiyê re, ku li jiyan û kûrahiya hundurê me dixe axaftina li ser ne-tundiyê mijarek e, berûvajî tiştê belavbûyî di çand û reftarên me de diyar dibe. Em yên ku bêhna tundiyê me û cih û zimanê me dadigire û cihê

13

Rola rêberan di çesipandina lêbûrîn û aştiyê de: Mandêla û Xandî weke du mînakan: Her heşt waneyên Mandêla û her du waneyên lêbûrînê:Rola rêberan di rêdariya civakê de mezin e, çi ber bi bingehkirina hev-girtina civakî û zêdekirina têkeliyên hevgirtin û piştgiriyê de, çi ber bi parçebûn û hûrkirinê de, gotinek ji mêj ve heye( Mirov li ser ola şahê xwe ne). Bi hilkeftina ahenga rojbûna notî ya rêber û têkoşerê Başûrê Efrîkayê Mandêla, yê ku di nav hişktirîn têkoşerên li dijî sîstema nijadper-estiyê de( abartihayîd) li Başûrê Efrîkayê, di hemî serdeman de der-ket, û nirxê têkoşîna xwe giran danî_ 27 sal di zindanê de, li girava Robin de derbas kirin_ kovara Taymz ropreke nivîskar Rîtişard Sitîn-gil bi navnîşana (Mandêla: Her heşt waneyên wî di rêberiyê de) be-lav kir, raporê diyar kir ku çawa Mandêla bi nermiyeke afirêner rola cengewar û fîdakar û dibilûmasiya mêrê dewletê dilîst û bêyî ku yase, yan bingehên wan bişkîne, li vir em ê wan waneyan pêşkêş bikin û yên ji wan, li gor nerîna Mandêla girêdayî lêbûrînê ji xwe re bibin:

Waneya yekemîn: Mêranî ne tunebûn û pêwariya tirsê ye, ew vekirina rê ye bo yên din wê bişopînin. Waneya duyemîn: Rêbertiyê ji paş bike, lê millet li paş xwe nehêle, ji paş bajo û bihêle yên din bawer bikin ku tu li pêş î. Waneya sêyemîn: Destjêkişandin jî rêbertî ye. Waneya çaremîn: Dijminê xwe nas bike û fêr bibe spora wî ya hezkir î. Waneya pêncemîn: Dîdarî girîng e, bera li bîra te be ku tu bibişirî. Waneya şeşemîn: Tiştekî bitenê sipî, yan bitenê reş tune ye.

12

Belgenameya ragihandina pirênsîpên lêbûrînê:

Têgihiştin serdemî ji lêbûrînê re li ser pirênsîpên mafên mirov yên cîhanî ava dibe. Belgenameya ragihandina pirênsîpên cîhanî, ku di sala 1995 an de dereket lêbûrîn û aştî û demokratî û mirov bi hev ve girêdan, ango lêbûrîn bilind kir wêneyeke yaseyî û bi nirx ku parastina civaka navdew-letî ji wê re gereke.

Di bendê yekê de ji belgenameya ragihandina pirênsîpên lêbûrînê (Dec-laration de pircipes sur la tolerance) ya ku ji Yûniskoyê derketiye, li ser wateya lêbûrînê hatiye ku gereke ev endam di têgihiştina lêbûrînê de hebin:1_ Pejirandina corbicorî û ciyawaziya çandeyên cîhana me û rêzgirtina vê corbicoriyê. 2_ Lêbûrîn helwestek e, li ser danpêdana bi mafên cîhanî ji mirov re û azadiyên sereke ji yê din re ava dibe.3_ Lêbûrîn kilîta mafên mirov û pirrjimara siyasî û çandeyî û demokratiyê ye.4_ Pêkanîna lêbûrînê tê wateya pêwîstiya danpêdanê bi mafê her kesî ku di bijartina bawermendiyên xwe de azad be, her wiha pejirandina heman mafî ji yê din re û kesek nerînên xwe li ser kesekî ferz neke.

Her wiha lêbûrîn û aştî bi hev ve girêdan çimkî aştî weke çandekê nabe ger lêbûrîn nebe. Lêbûrîn, weke ku Fidirîko Mayor dibejê mercekî pêwîst e bo aştî di nav mirovan de bibe, di nav milletan de jî, ew bîbira gerek e, ji her çandeke ji aştiyê re.

Ji aliyekî din ve lêbûrîn tê wateya ku mirov baweriyên xwe yên taybet bixe bin pêwîstiya jiyana hevbeş bi kesên din re, kesên ku teqez dibe ku ew li ser şaşîtiyeke serekî ne. Lêbûrîn, bi wateya xwe ya xanedan venagere bingeha sadebûnê, ne jî mêranî, yan dalbûn û qezenciyê. Lêbûrîn danpêdanek e bi pirrjimara helwestên felsefî yên mirovane, bi corbicoriya nerînan, bawerî, kar û sêncên encama wan, bi pêwîstiya rêkeftinê di nav diyardeyên vebirr û hevdijiyên wan de li sîstemeke sîvil û siyasî.

11

Şaştî ne problemeke tahetayî ye, yan dawiyek e bobelat e, ku yê şaş girêdayî wê dimîne, ta dawiya çûyînê, weke ku Nêlson Mandêla dibêje, lê gewrahî piştî şaşîtiyê di teqezkirina çaksaziyê de ye.

Lêbûrîn, bi rengê xwe yê herî mînak handeriyê li ser ramiyariya erênî dike, ne bitenê bi aliyê yê din î ciyawaz de, lê ya girîng ew e ku ji aliyê xweyîyê ve şeytanokên dîtinên kilîtkirî dişikîne, yên ku mirovê ku nabûre xwe û dîtinên xwe di wan de dike zindanekê de.

Ramiyariya erênî ku ji lêbûrînê ji dayik dibe bingeha bi desxistina xweyîyeke rewşenbîr û bi kar e, yan bi awayekî din vegerandineke ji xweyîya winda û veşartî li paş avbesteke asê ji dîtinên bêgiyan re, ta bigihêje rêdariya wê û bi rewşa xwe ve were girêdan, bi hest, ramiyarî û karê xwe ve û bi erênî bi mirov û diniyayê re bideûbisitîne.

Mirov, dema erênî be di ramiyariya xwe de û têgihiştî bibe bi re-wşa xwe, bê çi dike nuha(nuha û li vir) wê demê destpê dike, li çareserkirin û cîgeran digere, her wiha dikare bijarteyên bêhtir bi wate çêbike û karên ku ji bangên wî yên neyînî bêhtir bi encam in bike, her wiha dibe alîkar di rûbirûtiyê de û ezmûneyan bi erênî û neyîniyên wan fam dike. Wê demê mirov fêr dibe ku bijî bi qasî ku hebûna xwe bispor bike, ne bitenê bi şepêla jiyanê re biherike, mirov fêr dibe ku rastî pisporiyên xwe yên wijdanî were, li cihê ku di bin bandora wan de be û bi wan re biherike.

Ramiyariya erênî mirov haneder dike ku nerîna erênî û jîwarî li ser xwe û yê din bi karbîne, ku hêzên kar û pêşketinê di mercên neyînî de jî diparêze. Her wiha baweriya hevbeş li cem civakekê ava dike, bi karîna wê ku çalakiyan bi rêbixe û bicihbîne bo pêkanî-na armancekê, yan asteyekê ji pêkanînê. Ew rûberek e ji bawer-iyê bi karîna kirina kar li gel hev bo pêkanîna armancên hevbeş. Ev bawerî pêşveçûnekê li cem civakê peyde dike ku karîn û dahatiyên xwe dagire û moralê wê bilind dike, hevgirtina wê bêhtir dike û di en-camê de delîvên serkeftinê bêhtir dibin.

10

ku Ewropayê ew li Elmaniya, Holenda, Ingilîzstan, Ispaniya û Ferensayê dîtin di nijada guhertina têgihiştina lêbûrînê de bûn.

Rastiya dîrokî ji pêşketina têgihiştina lêbûrînê re di pirtûka Con Lok(Nameya lêbûrînê_ Lettre sur tkolêrance) de, sala 1689 diyar dibe, pirtûk dibêje: Lêbûrîn, weke berkarekî li hemberî nakokiyên olî, yên li Ewropayê teqiyayî derket, çareserî li pêş ramiyarên çaksaziya olî di vê qonaxa dîrokî de ji pêvî doza lêbûrînê û danpêdanê bi mafê ciyawazî û bawermendiyê tune bûn.

Diyar e ku têgihiştina lêbûrînê sînorên olê derbas kirine û bi azadiya ramiyariyê ve hatiye girêdan, her wiha hêdî hêdî destpê kir, naverokên civakî û çandeyî yên nû bi tevî xwe bike. Navorekên ku di serdemên li pey hev de, bi wêneyên nû ji dîtinên civakî re, ku di van qonaxan de derketin û serdema nûjen, bi rola xwe, bi pêşketinên xwe yên ciyawaz ew anîne holê.

Pêvajoya civakî weke komek giravên belavbûyî bû, di oqiyanoseke har bi rêbendên sîkiyolojî de, her wiha dîrokeke tije guman bû, bawerî bi yê din tune bû, yan bi kêmasî dudelî û heydarî hebû berî ku bi wî re bikeve pirojeyekê de. Çareserkirina herî mînak bo kesan, di wê pêvajoya bi pêl de girtina li ser xweyîyê bû û meşa li ber dîwarekî bi tenê, bi baweriya ku ew dîwar wî diparêze re.

Lêbûrîn: Weke hanederekî li ser ramiyariya erênî:

Zaniyarê sîkiyolojiyayê Elbêrt Elîs dibêje: Mirov xwe û derfetên xwe win-da dike dema xwe dike dîlê komek egerên şaş û biryarên giştî, ku rengê hişkbûneke birrandî di dîtin û giştîkirinên bilindbêj de disitînin, weke ku hemî tişt qencî ne, yan ger ne weke xweziyê bin wê hemî tişt neqencî bin, weke giştîkirina alûziyekê li ser hemî mijaran, bi awayekî ku rizgari-yek jî nemîne, yan weke birrandina bêgiyan reş û sipî, yan hemî mirov xerab in, yan em girêdayî paşeroja xwe ne û rizgarî tune ye, yan weke gotina ku rastiyeke bitenê heye ji her alûziyekê re û em ê têkevin bobe-latekê de dema em wê nebînin.

9

Lêbûrîn ne pêwîst e ku were wateya ku em ji mirovê bi me re ciyawaz hez bikin, ew, bêhtir tê wateya ku em bi zanebûn bixebitin bo rêzgirtina wî hema. Lêbûrîn, weke ku filosofê zaniyarî û civakê Karêl Poper dibîne: Helwestek e sêncî û hişmendî ye, der dibe ji danpêdana ku em ne parastî ne ji şaşîtiye û mirov şaş dibin û her dem şaş dibin, berûvajî helwesta yê damargir, ku ji baweriya bi rastiya nerînan û mandelekirina ketina di şaşîtiyê de der dibe.

Ramana lêbûrîna nûjen, li gor Id, Xoblo ava dibe li ser ku mirov ne neçar e da ji dev baweriyên xwe berde, yan wan diyar û belav neke û bere-vaniya wan neke.

Ew ava dibe li ser ku mirov dikare dûrî hemî rêkên tundî û pîskirinê bikeve. Bi gotinekê: Lêbûrîn li ser pêşkêşkirina ramanan ava dibe, bê ti hewildan bo ferzkirina wan.

Danasîna lêbûrînê:

Di ferhenga Larons ya ferensî de hatiye ku lêbûrîn(Tolêrance) rêzgirtina azadiya yê din e, rêzgirtina awayê ramiyarî, reftar û nerînên wî yê siyasî û olî ye.

Û di ferhenga zaniyariyên civakî de hatiye ku têgihiştina(Tolêrance) pe-jirandina nerîn û reftara yê din e, li ser bingeha ciyawaziyê, ew berûvajî têgihiştina desthilat, zordarî û tundiyê ye, ev têgihiştin yek ji nîşanên civaka demkratîk e.

Gotina lêbûrînê (Tolêrance) di sedsala şazdehan de, di dema ceng û na-kokiyên olî de li Ewropayê ji dayik bû. Cengên ku Ewropayê ew di nav Katolîk û Pirotistantan de nas kirin û bi lêbûrîna di nav wan de bi dawî bûn.

Di sedsala nozdehan de têgihiştina lêbûrînê bêhtir belav bû, bo ramiyarî, azadiya derbirînê û gellek aliyên civakî û çandeyî, yên dewlemend û cer-bicor bi tevî xwe bike. Diyar e ku ceng û nakokiyên olî yên dirêj,

8

Diyaloga şaristanan:

Forst, bi gotarên ku nakokiya şaristanan didamezirînin re li ser pêwîstiya lêbûrînê û girîngiya wê îro bo civakan diaxive. Forst dibîne ku gengeşi-ya lêbûrînê ji dema dîroknasê yûnanî Hîrodotis ve heye û li wir, dema ciyawazî di dîtin û ramanan de der dikeve nakokî bi wê re der dikeve, bi wê re jî lêbûrîn. Ev, li gor Forst tê wateya ku lêbûrîn kurê nakokiyê ye, ji malzaroka nakokiyên mirovahiyê ji dayik dibe, gellek caran jî dibe babeta wan nakokiyan, weke ku Forst dibêje: Di dema ku gellek lêbûrînê qenciyek dibînin, ku Xwedê, sênc û mêjî wê dixwazin, yan bi kêmayî zîrekî. Gellek kesên din dibînin ku lêbûrîn helwestek e pozbilind, bavane û serkotkirinê ye, bi hêzê. Li gor hinekan lêbûrîn derbirînek e, li ser baw-eriya xweyî û kesayetiya xurt, li cem hineke din helwestek e, jêdera wê nehestbûna bi ewleyîyê ye, dalbûn û neçarkirin e. Gellek nerînên cuda û hevdij, li ser lêbûrînê, di dîroka felsefeyê de hene, em ê bitenê pesindana Foltêr û Lîsîng ji lêbûrînê re destnîşan bikin, lê Kant li ser(navê pozbilind yê lêbûrînê) axivî, Gotê bi rola xwe bêhtir rexnegir û gumandar bû ji vê têgihiştinê re û got: Gereke lêbûrîn demkî be, gereke ber bi danpêdanê de biçe. Lêbûrîn pîskirinek e.

Naveroka lêbûrînê:

Habirmas, weke encamekê li ser sedem û encamên tundiyê diaxive: Ge-reke ol ji salixdana xwe ya komker û cîhanî der bikevin, her wiha der bikevin ji pejirandina siyasî ji bawermendiya wan re.

Cîhanîsimê (Globalization) berkariya berevaniyê lezand, ya ku bi tirsê re bû, Habirmas wê didenasîn: Hilkirina tund ji awayê jiyanê yê kevneşop re.

Filadîmêr Yênkîlîvîtiş di gotareke xwe de li ser qenciyan dibêje: Lêbûrîn baştirîn tişt e li cem me, bi tevî ku ev gotin ne gellekî bi ritim e, lê ew çar-eyek, ji çareyan e ta mirov bi serbikevin û ji hev hez bikin, yan bi kêmasî hev nas bikin û hev fam bikin, em bi şens in ku wan dest bi hevragirtina hev kirin.

7

Ev millet ne bitênê ji demokratiyê bêpar in, bêhtirî wê, ta di dahatiyên xwe yên xwezayî de, li ser axa xwe talankirî ne. Ev samanên xwezayî, bi tevî ku li ser qada wan e, lê ew di rastiyê de pertala tekane ne ku sûdeya wan tune ye.

Xandî berxwedana aştiyane damezirand, weke ku di zaniyariya siyayî de tê nas kirin, yan felsefeya netundî (satîgiraha). Ew komek pirênsîp e, li ser bingehên oldarî, siyasî û abûrî, bi hev re ava dibe, bi kurtbûna xwe mêranî, rastî û netundî ye, armanca wê xistina dagîrker e, bi serwextbû-na seranser û kûr ji metirsiya li derdorê re, her wiha bi avakirina hêzeke ku karî be li ber vê metirsiyê, bi netundiyê raweste, yan bi tundiyê dema rêyeke din nemîne.

Şêwazên netundiyê:

Siyaseta netundiyê, bo armancên xwe pêkbîne gellek şêwazan bi kartîne, weke rojî, jêbirîn, asêbûn û pejirandina zindanê, bêyî tirsa ku ev şêwe bigihêjin dawiyê ta mirinê. Netundî nayê wateya neyînî û dabûnê, weke ku hinek dibînin, berûvajî wê ew hemî hêz e, dema baweriya kesê ku wê dike bi wê hebe. Bêyî ti tenêtî.

Xandî, li ser siyaseta netundiyê got: Netundî hêza herî gewre ye ku li cem mirov peyde dibe, ew ji çekê wêranê yê herî bi hêz jî, ku mirov ew çêkiriye bi hêztir e.

Mercên serkeftina netundiyê:

Xandî, bo ev siyaset bi serbikeve dibîne ku gereke dijber, hîna hinek wijdan û azadî li cem peyde bibe, ku karî be diyalogeke babetî, bi aliyê din re veke. Û piştî asêbûnê Xandî bi asêbûnê û bi zêdekirina karê Kilkî li Hindê rabû, ji ber Kilkî yek ji şûnên perwerdeyê ye li Hindê, Hind gellekî Kilkî dahatî dike.

6

bi tundiyeke seranser, di rêya bijartina pirr de û giştîkirina nerîn û ra-manan de, bi mezinkirina dan û ramanên alîgir ji wan re, her wiha bi mandelekirina jîwarî û agahiyên dijber. Mirov, bo rastiya baweriyên xwe biçespîne hemî rê û bingehên ku peyde dibin bi kartîne, bêhtirî wê diçe reftarên alîgir biafirîne, têgihiştina zaniyarî û baweriya hişmendî jî bêçare dimînin li ser guhertinê ji ber ew rastî berxwedaneke har tênDi rewşeke wiha de mirov, parçebûyî dikeve nav du hevdijiyan de, di nav tiştê ku wan diyar dike û hewil dide ku mirovên din neçar bike li ser bawerkirina wan û di nav tiştên ku di durişman de berevaniya wan dike.

Gellek caran kesê ku nabûre sînorên damargiriya sade derbas dike, dam-argirê sade yê ji binî ne amade ku helwestên xwe biguhere, lê, bi tevî her tiştî amade ye ku vî mafî bide dijberê xwe jî. Lê yê ku nabûre ne amade ye ku pabendiyê bi helwestên xwe bike û tiştê ku gellekî zextê li wî dike ew e ku li ser rastiyê be û vê rastiyê li ser yên din ferz dike.Ramana ku dibêje tolhildan û nelêbûrîn bi sedemên xwe vedigerin neza-niyê li ber şîroveyeke ram ranaweste, weke ku Yakobotşî dibêje. Di gellek rewşan de yê ku nabûre nezaniyê dixwaze, bêyî ku hest bibe bi pêdiviya fêrbûna tiştekî ji yên ku ne weke wî diramin. Ew dizane ku baweriyên yê din, her wiha gotin û karên wî şaşîtiyên seranser in, lewra ne amade ye ku tiştekî li ser yê din, ji pêvî tolhildan û nelêbûrînê bibihîze. Li vir, lewra gerîna li çareseriyekê ji jêdara tundiyê re gerek dibe, ya ku me ew bi doza kirêtkirin û kêmbûna gotarê destnîşan kir

Çarserkirina neserheviya têkeliyê:

Çareserkirina neserheviya ku tundiyê tîne pêdiviya wê bi avakirina baw-eriyê di nav pêkhateyan de heye, di rêya danûsitandineke çandeyî û si-yasî de, hemî ezmûneyên ku bûyî vê nerînê teqez dikin. Di sedsalên çûyî de, yên ku gereke dîroka wan bi guhdarî were xwendin( ji hêla pêwariya serdemeke ronîkirinê û belavbûna firehiya Rojavayî di wellatên cîhana sêyemîn û yên din de) gellek alav rola xwe di dereketina jîwariyeke jiyobolîtîkî de lîstin. Jîwariya ku nuha em bi bandorên wê hest dibin, di destpêkê de, bi danberhev û gengeşiyeke ku ritima wê hevkêş bişînbûna nişteciyan re.

5

Tundî, dema dibe tolhildan:

Tundiya dîrokî komek nîşan bû, di xwezayên mirovane de kom bûbûn, Firoyîd destnîşan kir ku (rehtbûna şaristaniyê) di (kewijandina mirinê) ya kor, desthilatdar, tawan, hovane û qirkirina komane de, bi awayekî bêveger di çîneyên tuxmê mirovane de hatiye çandin, çi li ser asteya tekane, çi li ser asteya komane. Mirov cenawerê bitenê ye ku kurê tux-mê xwe bi rêxistin dikuje. Mirov, li gor zaniyarên antirpolojiyayê yên serdemê bûye serwerê hemî cenaweran ji ber ew, berî her tiştî kujer e.

Teqez kiriye ku nelêbûrîn girêdayî van karûbaran hemiyan e, gellek caran reftarek e, hovane û tund e, lê nebitenê bi hovîtî û tundiyê tê nas kirin, ew bêhtirî wê ye. Li hevketinên ku encama tolhildanan bûn gellekî xwîna birayan rijandin, dîroka mirovhiyê destnîşan dike ku ew, gellek caran ji ber pêdiviyên babetî pêdiketin, weke ava bîrê û zozanan. Piştî wê, piştî ku girêkên rêxistina civakî derketin ew bo peydekirina cihên bijartî di hevkêşiya dewletî de pêdiketin.

Kêm caran nehezkirin yan qehr sedemên pêşî bûn, gellek caran yê serkeftî bi tevî yê dader dibû, bêhtirî wê ew mînakek dibir. Lê ferhenga nelêbûrînê dagirtî gotinên hişk e, weke: Dilê min lê venabe, min ditirsîne, mûyê laşê min radibin. Diyar e ku hestên nehezkirinê bêhtir ji yên qehrê li cem wî peyde dibin. qehr di jîwariyê de dibe ku rengek ji rengên di-yalogê be. Em nikarin ji kesekî ku tiştekî hevbeş di nav me û wî de tune be biqeherin.

Yê ku nabûre mirovekî damargir e, nikare gengeşiyê bike, dirame û bite-na xwe dipeyive, bêyî ti diyalog, dikare bi tena xwe biaxive û bernavê (em) bi karbîne, bitenê dema bi hevalên cengê re biaxive

Yê damargir, weke ku Lamos, di pirtûka xwe(Li dijî damargiriyê) de dibê-je: Kesê damargir afirendeyê herî bêsûde ye, ew dixwaze te rizgar bike, azad bike, rizgar bike ji şaşîtiyê, ji çixareyan, ji bawerî û nebaweriya te, dixwaze programa xwarina te baş bike, weke ku dibîne, û bi awayekî yek nerîn, bêhevbeşî û rêzgirtin ji yê din re, bi kirêtî dideûdisitîne,

4

ku mercên sereke ne bo avakirina şaristaniya mirovahiyê. Lê rawestandin li hemberî tundî, desthilatdarî û zordariyê bi biryar û yaseyên hêzdar nabe. Tundî bi tundiyê nabe, ew di rêya avakirina giyanê mirovahiyê de, yê dijî tundî, desthilatdarî û zordariyê dibe. Poper vê teqez dike, dibîne ku gereke nevêtina tundiyê di asteya yekê de ji hundurê mirovan der bikeve, ji ber hewildanên hikûmetan wê negihêjin ti encaman, li vir baw-eriyeke mezin li cem mirovan bi nevêtina hemî rengên tundiyê gerek e.

Jêdera tundiyê:

Tundî dikeve nîvê fundamentalism û terorîstê de. Tundiya ku Habirmas wê weke nexweşiyekê ji nexweşiyên gotar û têkeliyên mirovane nas dike. Zîvironeka tundiyê bi rengê windabûnekê ji gotara kirêtkirî re dest-pê dike, ya di rêya gumana li hevguherandî û bêsînor de gotar û têkeliyê wêran dike. Lê cudahiya di nav tundiyê de ew e ku li civakên Rojavayê newekheviya civakî, ciyawazkirin û cudakirin sedemên tundiyê ne, lê li civakên din ew kesên ku di destpêkê de cuda û dûrî hev bûn, di rêya gotara bi awayekî rêbazî kirêtkirî, ew kes bi xwe danpêdanê bi hev nakin weke kesên beşdar di civakê de. Û çarçewa yaseyî ya têkeliyên cîhanî tiştekî nake bo vekirina rêyeke nû, ji ber guhertina di ramiyarî û hiş de ji me re gereke. Guhertina ku di rêya başkirina mercên jîndariyê û rizgariya ji zordarî û tirsê dibe.Gereke em baweriyê di kiryarên gotarane yên rojane de ava bikin, bitenê hingê em dikarin roniyeke baş bigihînin dezgehên ragihandinê, her wiha dibistan û malan, gereke vê bi bandora xwe li ser jixweberiyên çanda xwe ya sereke bike.Tundî di hundur û navê xwe de rengekî berûvajî lêbûrînê ye, werin em bi Mayîkil Ancilo Yakobotişî re rêkeftî bibin, dema di pirtûkeke xwe de (( Dijminê diyalogê:Sedemên nelêbûrînê û diyardeyên wê)) dibêje: Nelêbûrîn di hundurê xwe de girtinek e seranser e bi aliyê yê din de, ew diyardeyek e zordar e, kevin e, di encamê de ew bi kewijandinê fam dibe. Ew, bêguman, girêdayî tiştekî bêhtir giştî ye, têkeldar e bi tariya di hundurê me de.

3

Çanda lêbûrînêdi nav pêwîstiya dîrokî û pêdiviya civakî deDestpêk:

Têgihiştina lêbûrînê li civakên ku çandên wan corbicor roleke navendî dilîze, ew reftara ku nakokiyê di nav bawerî û kiryaran de dihêle şîrove dike û di heman demê de, bi bingehên xwe yên ku rê didin pêkvejiyanê di nav nakokiyê de heman nakokikiyê sivik dike. Nerîneke rexneyî li dîrok û jîwariya têgihiştina lêbûrînê diyar dike ku ew her, bi naverok û awayê rexnekirina xwe cihê ciyawaziyê bû, tiştê ku dihêle ew bi xwe bibe mijara nakokiyê. Lêbûrîn, li cem hinekan_û hîna_ bi tevî cudahiyên kûr der-birînek e li ser rêzgirtina di nav wan de, lê li cem hineke din helwest û kiryara çirûkker û zordaran e, bi hêzê.Rayner Forst, di pirtûka xwe ya navendî de (Lêbûrîn di nakokiyê de) lêbûrînê kûr girêdayî nakokiyê dibîne, ji ber ew reftarek e, pêwîst nabe ger nakokî tune be, lê Forst destnîşan dike ku lêbûrîna ku nakokî wê tîne nakokiyê ça-reser nake, bitenê wê bi sînor û sivik dike û hevdijiya bawerî, berjewendî û kiryaran dimîne, karîna xwe ya wêranê, ji ber gellek sedem û danan winda dike. Navnîşana pirtûkê diyar dike ku aliyên nakokiyê di dawiyê de li hev dibûrin, ji ber ew dibînin, û li gor Forst, ku sedemên erêkirina di nav wan de li ber sedemên nevêtina di nav wan de radiwestin. Ev sedemên erêkirinê, ger sedemên nevêtinê derbas nakin, lê ew li aliyê lêbûrînê diaxivin û doza wê dikin. Soza lêbûrîn derfetê dide pêkvejiyanê, di nav ciyawaziyan de.

Jêdera lêbûrînê:

Filosofê ferensî Karêl Poper dibîne ku civak dikarin li hemberî tundiya civakî rawestin û jêderên wê zuha bikin, her wiha dikarin encamên wê kêm bikin. Îro rawestandin li hemberî tundiyê û destdanîna li ser karîna wê, li ser hemî asteyan bala jiyana dîmokratiyê ye , dewletên ku zordarî û tundiyê bi kartînin wê gavekê ber bi şaristaniya mirovahiyê de neçin. Ger-eke ji bo avakirina azadiyê û teqezkirina wê civakên mirovahiyê li hemberî tundiyê rawestin, wê dorpêç bikin, rola wê di çivakê de kêm bikin ji ber ew bingeha sereke ye ber bi aştî, ewlekarî û azadiyê de, yên

2