ﺺﺨﻠﳌﺍ - دانشگاه آزاد اسلامی ...roc.kiau.ac.ir/article_531447_61683466ce9af40ec74ab4a0f66e0916.pdfﺺﻨﻟﺍ ﻮﳓ ﺀﻮﺿ ﰲ ﺶﻳﻭﺭﺩ ﺩﻮﻤﶈ

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النصعلي زائري٭

امللخصــة إذ يهدف إلی التحليل اللغوي ــانية احلديث حنو النص مصطلح من املصطلحات اللسللنص، فهو منط من التحليل ذو وسائل حبثية مركبة، متتد قدرتها التشخيصية إلی مستوی

ما وراء اجلملة، باإلضافة إلی فحصها لعالقة املكونات الرتكيبية داخل اجلملة.ــدف هذه الدراسة إىل معاجلة حنو النص وتطبيقه علی قصيدة "بطاقة هوية" حملمود تهــار البحث لتحقيق مسعاه مبا يقتضيه املنهج، فتناول بداية مفهوم حنو درويش. وقد ســره النصية وملساريه التطبيقيني يف ــه ومهمته وعناص ــأته، مث عرض لغرض النص ونشــدة "بطاقة هوية" ومها تفســري الرتابط النصي ضمن السياق اللغوي، وتفســري قصي

الرتابط النصي اعتمادا على السياقات غير اللغوية.وخلصت الدراسة إلی أن هذا النص يتمتع بإطار منسجم ومتماسك، وترتبط أجزائها ــواء يف األبنية الكلية أو اجلزئية؛ فالتقنيات اللسانية ــكل متواصل ومتسلســل س بشــميها ــتة أو ما نس ــتخدمة يف النص جاءت لتحقيق غرضه وهدفه. فمقاطعه الس املسباألبنية الكلية، كلها مرتابطة ومتماسكة وعند تفكيك كل بنية كربی إلی أبنية صغری جند الشاعر قد استخدم أساليب لغوية - لسانية شتی لتحسني صريورة تكون النص. ــات اللغوية كاإلحاالت واحلذف والتكرار والعطف باإلضافة إلی ذلك، تربز املعطيــكل جلي يف القصيدة مبا يؤكد – مرة أخری- قوة حممود درويش يف إنتاج العمل بشــد ارتبطت قوالبه بعضها ببعض ــا تبني أن نص قصيدة "بطاقة هوية" ق ــي. كم اإلبداعــده ــدل علی فكرة متصلة من عنوانه وبدايته وجس ــكلت كلا متكاملا، فكانت ت وش

ونهايته ... بلغة جتربنا علی االستمرار دون توقف.

الکمات الدليلية: حنو النص، لسانيات، بنية، حممود درويش.

٭. أستاذ مساعد جبامعة مرييالند، کوليج بارك، الواليات املتحدة األمريکية[email protected]تاريخ االستالم: ١٣٩٥/٥/٢٠ش تاريخ القبول: ١٣٩٥/٩/٢٧ش

إضاءات نقدية (فصلية حمكمة)

السنة السابعة ـ العدد اخلامس والعشرون ـ ربيع ١٣٩٦ش / آذار ٢٠١٧م

صص ١٣٩ ـ ١١٩

١٢٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

املقدمةيعد حنو النص من الفروع احلديثة يف علم اللسانيات، وهذا مصطلح من املصطلحات ــها هدفا واحدا وهو الوصف والدراسة اللغوية لألبنية النصية، وكذلك اليت قررت لنفســكال التواصــل النصي. ومثة مصطلحان آخران يف هو حتليل املظاهر املتنوعة جلميع أشــص"، و"نظرية النص"، ولكن مصطلح "حنو النص" أكثر ــق هذا اهلدف مها "علم الن حتقياقرتابا من حتقيق اهلدف وتوضيح صور التماســك والرتابط النصي. بعبارة أخری، حنو ــكال األبنية وأنواع السياقات ومستويات اللغة، ودرجات الربط النص يتناول كل أش

النحوي، والتماسك الداليل والنماذج اهليكلية املتنوعة. ــاحة األدبية ونظرا إلی حداثة حنو النص واألمهية اليت حيظی بها هذا العلم يف السالغربية، حاول عدد من اللسانيني العرب معاجلة األمر ما أدی إلی تأليف وترمجة أعمال ــتی كـ"األسلوبية ونظرية النص" إلبراهيم خليل، و"أصول حتليل اخلطاب" حملد نظرية شالشاوش، و"علم النص" لفان ديك. ولكن ما مييز هذه الدراسة عن سابقاتها أنها حتاول تبيني األســس واملبادئ النظرية للبحث ليتسنی للقارئ استيعاب املوضوع بشكل يسري ــئلة منها: كيف ظهر ــن مث تطبيق النظرية علی نص أديب، وذلك بغية اإلجابة عن أس ومــی النصية؟ كيف ميكن تطبيق ــا هي مهام حنو النص؟ ما هي البن ــر هذا العلم؟ م وازدهــبيل ــود؟ ويف س هذه النظرية علی نص أديب ومدی جناح النص يف حتقيق اهلدف املنشــئلة اختار الباحث قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش وحاول اإلجابة عن هذه األستطبيق نظرية حنو النص عليها لنری هل قصيدة حممود درويش تتمتع مبيزات حنو النص ــجام، وترابط ومتاســك العناصر النصية يف القصيدة و ما هي األساليب و ما مدی انســواء يف البنی الكلية أو اجلزئية- يف العمل وهل ميكن تسميته ــانية املستخدمة –س اللس

بكل متكامل؟

دراسة نظرية يف حنو النصــة، يدرس النص باعتباره ــص (Text Linguistics) فرع من فروع علم اللغ ــو الن حنــائله، الوحدة اللغوية الكربی، ويبني جوانب عديدة فيه منها التماســك والرتابط ووس

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٢١

وأنواعه، واإلحالة أو املرجعية وأنواعها، والسياق النصي ودور املشاركني يف النص عند إنتاجه وتلقيه سواء كان منطوقا أو مكتوبا. (الفقي، ٢٠٠٠م: ٣٦)

ــم إلی عامل معني أو ــبة هذا العل ــب أغلب مؤرخي حنو النص إلی صعوبة نس ويذهحصره ببلدة أو مبدرسة أو باجتاه حمدد، كما يصعب التأريخ له بسنة معينة، ولكنهم يرون ــرين (حبريي، ٢٠٠١م: ١)، إذ أن مالحمه املميزة ظهرت يف العقد الثامن من القرن العشــانية يف تلك الفرتة حتولا وتوجها حنو االهتمام بقضايا النص ــهدت الدراسات اللس ش

واختاذه موضوعا للدراسة. (الشاوش، ٢٠٠١م: ٧٧)وبعد ازدهار هذا الفرع املعريف اجلديد يف الثمانينات من القرن املنصرم، طرحت يف إطاره آراء عديدة عن مهمة هذا العلم، ومنه ما هو متباين إلی حد ما، وأصبح االعتماد ــرتكة، منها: أن ــد أمرا صعبا، ولكن برزت بني هذه األطر جوامع مش ــی تصور موح علــعی إلی إبراز الطبيعة الكلية ــات عاجلت نصوصا، وكانت يف معاجلتها تس تلك الدراسللنصــوص من خالل الوصف والتحليل وربط ذلك باحلاجات االجتماعية. (هاينه من،

(١٩٩٩: ٣وهذه اجلوامع املشرتكة ختللها حديث عن النتائج املرجوة من البحث النصي واملهام ــيت ميكنه القيام بها، فقد اتفقت آراء العديد ممن عاجلوا النص وتكررت رؤاهم، إذ ال ال

يغادرون – يف حديثهم عن وظائف حنو النص ومهماته – أمرين مها:أولا: الوصف النصي

ثانيا: التحليل النصي. (الفقي، ٢٠٠٠م: ٥٥)ــة للنص بأبنيته ــات الداخلية واخلارجي ــمل الوصــف والتحليل خمتلف العالق ويشــتوياته املختلفة، وشرح املظاهر العديدة ألشكال التواصل واستخدام اللغة، وبيان ومســل، ١٩٩٦م: ٣١٨-٣١٩)، كما ــني (فض ــا النصوص علی املتلق ــريات اليت حتدثه التأثــمالن وصف اجلوانب املختلفة ألشكال االستعمال اللغوي وأشكال االتصال وكيفية يش

قيام النص بوظائفه. (فان دايك، ٢٠٠١م: ١١)ــر مهامه علی جمرد ــم اللغة التقليدية، وال تقتص ــام حنو النص تتجاوز مهمة عل فمهــب، وال تقف عند املستويات اللغوية، والصوتية، والصرفية، تنظيم احلقائق اللغوية فحس

١٢٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

ــه إلی االهتمام ــتوی وحتليلها، وإمنا تعدت ــة من خالل وصــف ظواهر كل مس والدالليــكال التفاعل ــده وخواصه وآثاره، وأش ــروطه وقواع ــال اللغوي وأطرافه وش باالتصــتخدام وأوجه التأثري اليت حتققها األشكال النصية يف املتلقي، وأنواع ومستويات االساملتلقني وصور التلقي وانفتاح النص وتعدد قراءاته (حبريي، ٢٠٠١م: ١٦٢-١٦٣)، فهو ــاس لوصف شامل لألشكال النصية ــكل األس يهدف إلی صياغة نظرية نصية عامة تشاملتباينة وعالقاتها املتبادلة يسهم بشكل فعال مع النظرية اللغوية يف تشكيل نظرية عامة

لالتصال الفعلي الذي يتم عرب النص. (حبريي، ٢٠٠٠م: ١٤٦)ــكال األبنية ــمات واخلواص الفردية وأش ــة حنو النص توضيح الس ــذا، فمهم وهكــياقات ومستويات اللغة ودرجات الربط النحوي والرتابط الداليل، وحتليل وأنواع الساخلواص املعرفية العامة اليت جتعل من املمكن إنتاج البيانات النصية املعقدة يف مرحلة

األداء، وإعادة إنتاجها يف مرحلة التلقي. (حبريي، ٢٠٠١م: ١٤٣)ومن مهمات حنو النص األخری اليت توقعها فان دايك: أن ميكن من صياغة القواعد ــه: ١٥٦-١٥٧)، كما اليت متكننا من حصر كل النصوص النحوية يف لغة ما (املرجع نفســامهات حنو النص يف دراسات الرتمجة، ألنها أمر من أمور توقع دي جراند أن توثر مســاعدها يف الرتمجة اآللية. ــة عن تقدمي ما يس ــانيات التقليدي ــيت عجزت اللس األداء ال

(بوجراند، ١٩٩٨م: ٥٧٦)ــري النصية، تتفاعل فيه جمموعة من ــتويات يعرف تبعا ملعاي فالنص كيان متعدد املساملرتكزات والتوقعات الداخلية واخلارجية، تشــرتك يف معاجلته جمموعة من اخلربات ــية واجتماعية ولسانية، لتبيان العالقات القائمة بني املكونات النصية املتنوعة، من نفس

وربطها مبا حييط بالنص من سياق تواصلي وأبعاد نصية. (املرجع نفسه: ٨٩-٩٦)ــة والتداولية، ــانيا، والربط بني الدالل ــات حتليل النص سيكولس ــد مثلت مقارب ولقــه وقواعده لتتاح ــتويات النص ووحدات ــبعة، عنيت بالبحث يف مس صريورة غنية متشــياق املعريف واالجتماعي واإليديولوجي إمكانية معاينة النص من خالل خصائص السلألشكال والدالالت والوظائف الناجتة عن جمموع البيانات النسقية اليت تتضمن اخلطاب

وتستوعبه. (يقطني، ٢٠٠١م: ١٦)ــعی إلی معرفة القواعد اليت حتكم ــا كان حنو النص نتاجا هلذه الصريورة، فقد س ومل

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٢٣

ــتوييه األفقي والعمودي، ــی يف النص ووضع إطار نظري يصف النص يف مس ــة املعن بنيــاهم يف إنتاج الداللة ــذ إلی أعماقه، وحياول الوقوف علی مجيع العالقات اليت تس وينفــی الوحدات اللغوية الصرفة يف الكشــف عن ــة عنه، دون أن يقتصر عل ــة املنبثق الكليــص، وتراكيب وأبنية ووظائف، مبعايري علمية ــة الن املكونات النصية، وإمنا حياول دراســني احملورين: األفقي والعمودي، ــرتكة (حبريي، ٢٠٠١م: ٢١٩) من خالل املقابلة ب مش

والبنيتني: النصية الصغری والكربی.ــة النص النحوية ــمل أبني ــان: الصغری والكربی، فاألولی تش ــا البنيتان النصيت أمــة اليت حتددها اجلمل أو املتواليات اجلميلة وتتحكم فيها القواعد النحوية اليت والدالليــمل الثانية النظام العام الذي حيكم حركة النص، وحيدد توصف من خالهلا اجلمل، وتش

الرتتيب الكلي ألجزائه. (يقطني، ٢٠٠١م: ٣٣٠)فطبيعة البنية النصية الكربی الداللية، وتعلقها مبدی التماسك الكلي للنص جتعل من املتلقي حمددا أساسيا هلا، إذ إن مفهوم التماسك يرتبط كثريا مبجال الفهم والتفسري الذي ــابقة يضيفه القارئ علی النص؛ ألن املتلقي عندما يتلقی النص ال يتلقاه خلوا من أية ســة اليت يوفرها له جمتمعه، ــزودا باألعراف والتقاليد القرائية والثقافي ــة، بل يتلقاه م دالليــح لفهم النص عنده أفقان متقابالن: أفق النص، وأفق املتلقي، ومها ينصهران ليولدا فيص

عملية القراءة أو التلقي (ريكور، ٢٠٠٣: ١٧) اليت تساهم يف صنع اخلطاب النصي.ــم ومعارفهم وأهدافهم، وليس فالتماســك النصي يتوقف علی فهم املتلقني وجتاربهجمرد نوع من الظواهر املوضوعية للقول فحسب، بل هو ظاهرة بنيوية تأويلية ديناميكية ــبكة ــل من أجزاء النظام النصي كال موحدا تتخلله ش ــتی لتجع تتدخل فيها معارف ش

مرتابطة من العالقات احلميمة. (فضل، ١٩٩٦: ٣٤٠)ــص – تقتضي وصف ــذا اإلطار – حنو الن ــإن املعاجلة النصية ضمن ه ــك، ف وبذلــكال اللغوية ابتداء من الوحدات الوظيفية الشاملة، أي اليت هلا تأثري جوهري يف األشبقية العناصر، ومن مث اجلوانب احملورية الشاملة اليت تربز املوضوع األساسي يف النص، ويركز يف ذلك كله علی عالقة النص بامللقي وظروف اإللقاء ودور املشاركني يف العلمية اللغوية، وكيفية اختيار املبدع ألدواته اللغوية، مث يأيت دور العناصر املكملة وغريها من

عناصر النص الثانوية.

١٢٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

ــتكون علی ــيتم معاجلة النص وفقها س وبناء عليه، فإن اخلطوات اإلجرائية اليت سالنحو التايل: (أبوزنيد، ٢٠٠٩م: ٥١-٥٢)

أولا: النظر إلی الدائرة النصية ومعامل النصية، وذلك عرب:ــة للنص، وذلك من خالل البحــث يف الداللة العامة للنص، ١. ــد البنية الكلي حتدي

وإبراز أثر السياق العام يف حتديد هذه الداللة العامة.حتديد البنی النصية الكربی، وذلك من خالل حصر األركان العامة اليت تتشكل ٢.

منها البنية الكلية للنص، والتوقف عند أهم احملطات يف النص.ــكل البنی النصية الكربی، وبيان الكيفية ٣. تفكيك البنی النصية الصغری اليت تش

اليت تتماسك بها هذه البنی فيما بينها.أثر أدوات التماسك يف البنية الكلية للنص، والكفاية النصية فيه.٤.

ثانيا: أداوت حنو النص وعالئقه اليت حتكم النص من خالل البحث يف:ــمل موضوع النص، وقائله، وأين قيل النص، ومتی ١. الوحدة النصية العامة: وتش

قيل، وملاذا قيل، والسياق النصي اخلاص، واإلحاالت اخلارجية.ــكليا، وحتدد اجلوانب ٢. ــم وصف النص ش ــة الكربی: وفيها يت ــدات النصي الوح

احملورية اليت تتفاعل عن طريق الرتابط املفهومي والعناصر املنطقية.ــمل وسائل االتساق، وعناصر الرتابط الوصفي ٣. الوحدات النصية الصغری: وتش

وتعالق الوقائع مثل: الرتتيب الزمين، وعالقة السبب بالنتيجة، والعالقة بني معاين الكلمات الواردة يف اجلمل.

دراسة تطبيقية١النص الشعري:

١. لقد کتبت هذا املقال من ضمن متطلبات مادة اللسانيات احلديثة يف العام الدراسي ٢٠٠٩/٢٠١٠م، ــيت دکتوراه األدب املقارن باجلامعة األردنية. وبطبيعة احلال، قمت بطباعة البحث وذلک خالل دراســة يف احملاضرات إال أنين أدرکت الحقا (بعد التخرج) أن ــارکة واملناقش وتوزيعه علی الطلبة بغية املشأحد الطلبة نشر اجلزء التطبيقي يف موقع إلکرتوين غري أکادميي دون إذن الباحث ومن مث أخذت بعض ــم املؤلف. فما قد ترونه من البحث يف بعض املواقع هو مسروق ــره بدون ذکر اس املواقع األخری تنش

وغري مکتمل. (املؤلف)

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٢٥

ل سجأنا عريب

ورقم بطاقيت مخسون ألفوأطفايل مثانية

وتاسعهم.. سيأيت بعد صيف!!فهل تغضب؟

ل سجأنا عريب

وأعمل مع رفاق الكدح يف حمجروأطفايل مثانية

أسل هلم رغيف اخلبز،واألثواب والدفرت

من الصخرل الصدقات من بابك وال أتوس

وال أصغرأمام بالط أعتابك

فهل تغضب؟سجل

أنا عريبأنا اسم بال لقب

صبور يف بالد كل ما فيهايعيش بفورة الغضب

جذوريقبل ميالد الزمان رست

وقبل تفتح احلقب

١٢٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

وقبل السرو والزيتون.. وقبل ترعرع العشبأيب.. من أسرة احملراث

ال من سادة جنبوجدي كان فالحا

بال حسب.. وال نسب!يعلمين مشوخ الشمس قبل قراءة الكتب

وبييت كوخ ناطورمن األعواد والقصبفهل ترضيك منزليت؟

أنا اسم بال لقبسجل

أنا عريب

ولون الشعر.. فحمي

ولون العني.. بينوميزايت:

علی رأسي عقال فوق كوفيهوكفي صلبة كالصخرختمش من يالمسها

وعنواين:أنا من قرية عزالء منسيه

شوارعها بال أمساءوكل رجاهلا يف احلقل واحملجر

فهل تغضب؟ل سج

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٢٧

أنا عريبسلبت كروم أجداديوأرضا كنت أفلحهاأنا ومجيع أوالدي

ومل ترتك لنا.. ولكل أحفاديسوی هذي الصخور

فهل ستأخذهاحكومتكم.. كما قيال؟

إذنل.. برأس الصفحة األولی سج

أنا ال أكره الناسوال أسطو علی أحدولكين.. إذا ما جعت

آكل حلم مغتصيبحذار.. حذار.. من جوعي

(درويش، ١٩٦٤م) ومن غضيب!!

أولا: النظرية التفصيليةالبنية الكلية للنص:

موضوع النص:ــاعر ذاق مر االحتالل واغتصاب ــذا النص املعنون بـ"بطاقة هوية" كان مرآة لش هــرا، بل خطابيا صاخبا يف معظم ــه وجتاربه تعبريا مباش ــاعر عن نفس األرض، فعرب الش

األحيان، فيقول:ل سج

أنا عريب

١٢٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

ورقم بطاقيت مخسون ألفوأطفايل مثانية

وتاسعهم.. سيأيت بعد صيف!فهل تغضب؟

ل سجأنا عريب

وأعمل مع رفاق الكدح يف حمجروأطفايل مثانية

أسل هلم رغيف اخلبز،واألثواب والدفرت

من الصخرل الصدقات من بابك وال أتوس

وال أصغرأمام بالط أعتابك

فهل تغضب؟سجل

أنا عريبــا باهلتاف ــة الصارخة اليت تذكرن ــرة اخلطابي ــذه الصورة املباش وميضــي النص بهــر يف صوته املرتفع ــعر الفخ ــعر القدمي وخاصة ش ــا، أيضا، بالش ــرات، وتذكرن باملظاهوموسيقاه الصاخبة وخطابيته العالية، ولكن حممود درويش خيتلف عن أولئك املفتخرين

يف الشعر القدمي بالفكر ونزعتهم املتعالية والقبلية املتعصبة.ملاذا قيل النص؟

فموقفه يف هذا النص موقف املدافع عن النفس ضد االضطهاد الذي تصبه إسرائيل علی وطنه فتحاول أن تثبت أن العريب بال قيمة أو أمهية.

ــاعر ــاعر له هوية عربية، فنجد "أنا" الش فنص "بطاقة هوية" يعرف درويش بأنه ش

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٢٩

ــل لكنه مترد علی ــه مألوفة يعمل يف احلق ــطينيا عاديا، حيات ــانا فلس ــاءت متثل إنس جــودي وال حيمل نزعة ــك ال حيمل حقدا علی يه ــادی الظلم ... ومع ذل ــة وع الصهيونيــتغل وحمتل ــة ... ألن العدو حمدد ومعروف مبنتهی الوضوح، فالعدو مس ــة متعصب عنصري

وغاصب ... فيقول:ل سج

أنا عريبسلبت كروم أجداديوأرضا كنت أفلحهاأنا ومجيع أوالدي

ومل ترتك لنا.. ولكل أحفاديسوی هذي الصخور

فهل ستأخذهاحكومتكم.. كما قيال؟

إذنل.. برأس الصفحة األولی سج

أنا ال أكره الناسوال أسطو علی أحدولكين.. إذا ما جعت

آكل حلم مغتصيبحذار.. حذار.. من جوعي

ومن غضيب!!ملن قيل النص؟

قيل هذا النص للمحتل، ألنه يكره االستغالل مهما كان مصدره، ويرفض موقفهم من العرب مث يعلن أنه كأي عريب ال يكره الناس وإمنا يكره املغتصبني ألنهم مغتصبون، فهذا

املنطق الذي يسود نصه فهو منطق إنساين سليم ... (النقاش، التا: ١٢٨-١٣٠)

١٣٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

إذن، كان النص تفاصيل بطاقة هوية إلنسان بسيط يعاين األمرين من احملتل.

البنی النصية الكربیإن النص الذي نتعامل معه، نص شعري، ملتزم بالتفعيلة، وجاء النص يف مقاطع ستة،

كلها مرتابطة ومتماسكة، وكانت علی النحو التالية:البنية األولی: تعريف بذات الشاعر وأنه عريب، وله رقم بطاقة وعنده مثانية أطفال.

ــا رزقه وهي العمل يف حمجر مع رفاق ويف البنية الثانية: ذكر ملهنته اليت يكســب بهالكدح.

ــه، وذلك علی ويف البينة الثالثة: إثبات ملكان وزمان الوالدة ألجداده وأبيه ولنفسأرض فلسطني، اليت هي ملك هلم مجيعا.

ــعر والعينني ــر أوصافه اخللقية من لون الش ــاعر لذك ــة الرابعة: انتقل الش ويف البنيوكذلك ذكر لوصف لباسه الرتاثي له وألبناء شعبه، وحدد مكان إقامته يف قرية عزالء،

كل سكانها يعملون يف حمجر ويف احلقل.ويف البنية اخلامسة: بدأ يكشف احلقائق بأن احملتل سلب أرض أجداده وكروم وطنه،

والعدو يفكر يف أخذ الصخور.ويف البنية األخرية: يعلن الغضب ملن يسرق ويسلب، ويهدد بأنه يأكل حلم مغتصبه.

البنی النصية الصغریوعند تفكيك البنی النصية الكربی إلی البنی الصغری، جندها ترتبط بهوية اإلنسان البسيط الذي حياول إثبات أحقيته يف األرض، وأنه سيقف يف وجه املغتصب الذي سلب

أرضه.ومن البنی الصغری:

ــجل أنا عريب: مجلة ابتدأت بها املقاطع الستة فكانت مبثابة الكلمات املفاتيح ١. ســدة مرتابطة، وحتمل لغة التحدي ــكلت وح للنص، وبها ارتبطت املقاطع حتی ش

للعدو ولغة اإلثبات لإلنسان البسيط.

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٣١

ــك األلقاب وال ٢. ــيط، ال ميتل ــان بس ــم بال لقب: تدل هذه البنية علی إنس أنا اسالشهرة.

وجاءت بنية اجلملة "الظرفية املبدوءة بـ قبل":٣. قبل ميالد الزمانقبل تفتح احلقب

قبل السروقبل ترعرع العشب

لتدل علی أحقية إثبات الذات يف هذه االرض...فهل تغضب؟٤.

بنية استفهامية كانت قفلا للمقطعني األول والثاين، وفيها سخرية وتعجب من العدو.حذار .. حذار: كانت نهاية القصيدة باستخدام اسم فعل األمر، فالشاعر استخدم ٥.

لغة التحذير اليت ال جمال بعدها للرتاجع عن حقوقه.

ثانيا: حنو النص واملعطيات اللغوية (االتساق وحتقيق الرؤی)اإلحالة:١.

ــتخدم لعبة الضمائر القبلية والبعدية، وزاوج بني املخاطب واملتكلم جند الشاعر اسوالغائب فكان التفاته يضفي علی النص روح االنسجام. فالشاعر بدأ جبملة (سجل أنا عريب) فنجده خياطب، بلغة التحدي مستخدما الفعل املضعف ليدل علی املبالغة .. وانتقل من اخلطاب إلی ضمري املتكلم "أنا" واستخدم ضمري "ياء" املتكلم يف بطاقيت وأطفايل ... ــعهم" وأيضا "سيأيت" وبعدها انتقل إلی ضمري الغائب الذي يعود علی أطفاله بقوله "تاس

مث عاد إلی املخاطب بقوله: هل تغضب؟!هذه املزاوجة استمرت يف كل القصيدة، وعاد ضمري املتكلم ليسيطر علی املقطع الثاين

يف قوله "أسل" "وال أتوسل" وال أصغر" وعاد للخطاب يف قوله "أعاتبك"، "تغضب".وجند ضمري املتكلم "الياء" قد استعمله يف املقطع الثالث يف تعريف هوية أبيه وجده: ــيطان يعمالن يف احلراثة واحلقول ... أي أنهما من ــانان بس "أيب" و "جدي" وإنهما إنس

١٣٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

ــقها، ودليل ذلك إثبات حلقهم يف أرضهم. مث ــع الريفي الذي حيب األرض ويعش املجتمــم بقوله "منزليت". ويف ــر بقوله "فهل ترضيك" ويعود لضمري املتكل ــود ملخاطبة اآلخ يعــعره وعينيه وميزاته ــن املتكلم بعد تعريف مظهره ووصف لون ش ــع الرابع انتقل م املقطــوارعها"، و"رجاهلا" مث عاد ــها"، "ش وكفه وعنوانه، إلی ضمري الغائب يف قوله: "يالمس

للمخاطب بقوله "فهل تغضب؟"ل" وانتقل إلی املتكلم "أنا" وعاد إلی خماطبة ــج ــع اخلامس بدأ خماطبا "س ويف املقطالعدو "سلبت" مث عاد إلی املتكلم "أجدادي"، "أنا"، "أوالدي"، "لنا" و"أحفادي" وبعدها

انتقل إلی الغائب بقوله "ستأخذها" وانتقل إلی املخاطب "حكومتكم".ويف املقطع األخري ظهرت فكرة األنا يف قوله:

أنا ال أكره الناسوال أسطو علی أحدولكين.. إذا ما جعتآكل حلم مغتصيب

حذار.. حذار.. من جوعيومن غضيب!!

إن حركة الضمائر كانت تسري وفق منهج الفعل وردة الفعل، واتضح ذلك عندي يف ــجل" ويف ثناياه يعرف بداية القصيدة إذ ظهرت لغة التحدي يف خماطبة اآلخر بقوله "ســطيين ... ــه وهويته وحال أبيه وجده وأنهما يرمزان لكل مواطن أو لنقل فالح فلس بذاتــخطه علی الغاضب خماطبه يف قوله: "سلبت"، "فهل ستأخذها حكومتكم" ... مث يأيت س

وتفجرت األنا اليت تعرب عن ردة الفعل والقهر يف أنا لن تسكت بقوله: ولكين.. إذا ما جعتآكل حلم مغتصيب

حذار.. حذار.. من جوعيومن غضيب!!

ومن خالل التقدمي السابق جند اإلحالة الضمريية أخذت صورا عدة منها:

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٣٣

ــم منسوب = سجل أنا ١. ــترت خماطب + ضمري متكلم + اس فعل أمر + ضمري مسعريب.

فعل مضارع + ضمري مسترت متكلم = أعمل وأسل وأتوسل.٢. اسم + ضمري املتكلم (الياء)= أطفايل وأوالدي وأيب وجدي وأجدادي وميزايت ٣.

وكفي وجوعي وغضيب..اسم + ضمري املخاطب (الكاف) = بابك وأعتابك وحكومتكم.٤. ضمري املتكلم + مصدر صريح = أنا اسم بال لقب.٥. ضمري املتكلم + حرف جر + اسم = أنا من قرية عزالء.٦. حرف استفهام + فعل مضارع + ضمري مسترت خماطب = فهل تغضب.٧.

ــان، وذلك إلثبات األحقية يف ــد اإلحالة يف بعض أجزاء النص ارتبطت بالزم وجنالوجود علی هذه األرض – فلسطني – ومن ذلك قوله:

سجلأنا عريب

أنا اسم بال لقبصبور يف بالد كل ما فيهايعيش بفورة الغضب

جذوريقبل ميالد الزمان رست

وقبل تفتح احلقبوقبل السرو والزيتون

وقبل ترعرع العشبفنجد كلمة "قبل" حتمل الداللة الزمنية التارخيية.

ومن خالل تتبعي لإلحاالت يف القصيدة وجدتها يف أغلبها قبلية (إحالة علی السابق)، ومن ذلك قوله: "تاسعهم" ضمري "هم" يعود علی أطفاله السابقني الذكر، "صبور يف بالد كل ما فيها" وضمري اهلاء يعود علی البالد، "وكفي صلبة كالصخر... ختمش من يالمسها"

١٣٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

فضمري اهلاء يعود علی الكف.والنوع اآلخر من اإلحاالت إحالة بعدية (إحالة علی الالحق) ومن ذلك قوله:

ومل ترتك لنا .. ولكل أحفادیسوی هذی الصخور

فنجد اسم اإلشارة (هذي) يعود علی الصخور

احلذف:٢. ــص وجعل القارئ ــاعر حذف بعض كلمات الن ــيجد الش إن املتأمل هلذا النص سيفكر يف إمتام املعنی والوصول للداللة ... وهذا احلذف مل يكن عشوائيا وإمنا قدم للنص

إضافات من متلقيه، وهذه بعض األمثال:ê :يف املقطع األول

وأطفايل مثانيةوتاسعهم ... سيأيت بعد صيف

ــاعر وضع عالمة الرتقيم "..." للداللة علی أن عدد االطفال ال ميكن حصره جند الشيا عدوي، فحمل احلذف داللة الكثرة.

ê :يف املقطع الثاينأسل هلم رغيف اخلبز

واألثواب والدفرتمن الصخر...

ودليل ذلك أنه مل يستسلم وسيكافح من أجل أبنائه وسنتزع لقمة اخلبز من أي مكان.ê :ويف املقطع الثالث

قبل ميالد الزمان رستوقبل تفتح احلقب

وقبل السرو والزيتون... وقبل ترعرع العشب

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٣٥

يريد إثبات أن األرض ملك شعبه منذ القدم.ê :ويف املقطع الرابع

أيب ... من أسرة احملراثال من سادة جنب

وجدي كان فالحابال حسب .. وال نسب

يريد إثبات أن أباه وجده وشعبه من هذه األرض، وأنهم من البسطاء الريفيني الذين يعشقون أرضهم.

ê :يف املقطع اخلامس ..

! ..

الشاعر يعرف أمورا كثرية عن تلك احلكومة الغاضبة أمورا جيهلها شعبه غري املعلن أمام العامل.

ê :يف املقطع األخريولكنی .. إذا ما جعتآكل حلم مغتصبی

حذار .. حذار .. من جوعیومن غضبی !!

جند الشاعر طفح كيله؛ ألن األمور اتضحت فهو يستدرك حبزم، وجنده يتوعد ويهدد باسم فعل األمر ألن األمور زادت عن حدها.

العطف:٣. إذا تتبعنا حاالت العطف الواردة يف النص وجدنا أن:١.

١٣٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

أداة العطف الواردة يف النص كانت الواو.٢. كانت حاالت العطف الواردة لفظة علی لفظة، ومنها:

سجلأنا عريب

ورقم بطاقيت مخسون الفوأطفايل مثانية

وتاسعهم... سيأيت بعد صيفأسل هلم رغيف اخلبزواألثواب والدفرت

سلبت كروم أجداديوأرضا كنت أفلحهاوبييت كوخ ناطور

من األعواد والقصبجند عطف مجلة علی مجلة، مثل:

أسل هلم رغيف اخلبزواألثواب والدفرت

من الصخروال أتوسل الصدقات من بابك

وال أصغرأمام بالط اعتابك

فالعطف جعل من كلمات ومجل النص نسقا متصلا، وكأنها كل متكامل.ــاعر املقاطع اخلمسة األولی باملقطع األخري عند استخدام "إذن" اليت وقد ربط الشكانت نهاية وخامتة هلذه البطاقة، وكانت عبارة عن خالصة القول، هلذا احملتل الذي جترب

وسلب واحتل أرضنا ...، فكان استخدام "إذن" نتيجة حتمية ألفعاهلم.

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٣٧

االتساق املعجمي:٤. التكرار التام:

عند قراءة ملمح التكرار يف هذه القصيدة، جتده ظاهرة بارزة، وقد ظهر من أوهلا إلی آخرها، فنجد ذلك فيما يلي:

ê ــع كل بداية مقطع ــت مرات وبذلك كانت م ــجل أنا عريب" تكررت س مجلة "سوكانت حتمل داللة جديدة، ففي املقطع األول محل التسجيل ورقم البطاقة وعدد ــجيل مهنة العمل وكانت يف احملجر... ويف األطفال... ويف املقطع الثاين محل التســجيل ملكان الوالدة وبأنهم األقدم وهذه األرض أرض اآلباء املقطع الثالث التســجل يف ــداد وذلك قبل ميالد الزمان رســت اجلذور... واملقطع الرابع س واألجــي وكوفية وكذلك كفي ــين وأين أضع عقالا فوق رأس ــعري وعي البطاقة لون شــكن يف قرية ورجاهلا يف احلقل واحملجر ... ويف املقطع اخلامس كانت صلبة، وأســجيل هنا حتمل طابع اإلدانة فأنتم من سلبتم أرض أجدادي، وأرضي كلمة التســتأخذها... ويف املقطع األخري ــا وأوالدي، وتركتم يل الصخور، وحكومتكم س أن

سجل أنين سآكل حلم مغتصيب فاحذر من غضيب.فنجد كلمة "سجل" خماطبة لآلخر يف حتد وهذه البيانات موجودة يف جمملها علی أي

بطاقة، فأنت تقرأ من البداية للنهاية لتصل إلی تفاصيل البطاقة.ê .مجلة "أنا اسم بال لقب" تكررت مرتني ليثبت أنه مواطن عادي، وصاحب مبدأê ــرات ليثبت األحقية يف ــل" يف املقطع الثالث مخس م ــرار ظرف الزمان " قب تك

األرض منذ القدم.ê ــة وذلك مع نهاية ــخرية من العدو بعدم تقدمي تفاصيل البطاق ــؤال الس تكرر س

املقطع األول والثاين والرابع، أي ثالث مرات.ê ــرات وبذلك قصد إثبات الذات من ــر م وجند ضمري املتكلم "أنا" قد تكرر عش

أجل إثبات حق الشعب فهو عرب عن الالوعي الفردي وأراد الالوعي اجلمعي.ê ،وكذلك ضمري املتكلم "الياء" تكرر ستة عشرة مرة : أطفايل، بطاقيت، أيب، جدي

منزليت، أوالدي، أحفادي، مغتصيب، جوعي، غضيب، جذوري، بييت، ميزايت، كفي،

١٣٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ۷، العدد ٢٥، ربيع ١٣٩۶ش

عنواين، وأجدادي.ــتمرارية فرضت علی النص وحدة االتصال، فخال اخلطاب فأفاد تكرار الضمري اســلة ممتدة يف النص، من النصي من االنقطاع والفجوات، وجند أن هذا الضمري قدم سلســی أوالدي وأطفايل إلی أحفادي .. وكلها ــذوري إلی أجدادي إلی جدي إلی أيب إل ج

مرتبطة بعنواين وبييت.ê ــة القصيدة، لتدل علی طفح الكيل ــررت كلمة "حذار" مرتني وكانت يف خامت تك

وقمة الغضب؛ فأنا أحذرك من ممارستك اليت أصبحت ال تطاق.مما تقدم جند التكرار أدی دورا مهما يف ربط أجزاء النص، فأصبح وكأنه كتلة واحدة ــك، هي البطاقة ال ميكن ملتصفحها إال قراءتها متصلة.وجند ملمحا للتكرار اجلزئي وكذل

متثل يف: تغضب والغضب وغضيب.

النتيجةحنو النص من العلوم اجلديدة يف اللسانيات إذ أفرد له الكثري من اللسانيني وعلماء ــري للموضوع وفقا ألهم ــت يف حبثي هذا أن أعرض لإلطار النظ ــة والنقد. فحاول اللغــات العاملية والعربية املطروحة يف هذا املجال. فبعد تقدمي تعريف عن نظرية حنو النظريــتخدمة يف عملية القراءة ــن خالل األدوات املس ــأته، تطرقت إلی مهامه م ــص ونش النــجام وأبنية التطابق والتنويعات الرتكيبية وتوزيعاتها يف والتحليل كالتماســك واالنسنصوص فردية، وغريها من الظواهر الرتكيبية اليت خترج عن إطار اجلملة املفردة، واليت

ال ميكن تفسريها تفسريا كاملا دقيقا إال من خالل وحدة النص الكلية.ومع قراءة نقدية-لسانية يف قصيدة "بطاقة هوية" الحظنا أن هذا النص يتمتع بإطار منسجم ومتماسك، وترتبط أجزائها بعضها ببعض بشكل متواصل ومتسلسل. ففي البنی ــتة مرتابطة، ومتماسكة، ومتسلسلة الفكر واهلدف. أما يف الكلية للنص، أن مقاطعها الســان ــری وبعد تفكيكها عن البنی الكربی فتبني ارتباطها بهوية إنس ــی النصية الصغ البنــلبت أرضه فيحاول الوقوف يف وجه عدوه املغتصب. فاستخدام الشاعر لعبة مضطهد سالضمائر واملزاوجة بني أنواع الضمري واإلحاالت املوجودة، واحلذف املتعمد، وحاالت

قراءة يف قصيدة "بطاقة هوية" حملمود درويش يف ضوء حنو النص / ١٣٩

ــاق املعجمي من خالل التكرار التام، كلها تدل علی متانة النص العطف وكذلك االتســكلت اإلبداعي لدرويش.بعبارة أخری، هذا النص قد ارتبطت قوالبه بعضها ببعض وشــده ونهايته ... ــرة متصلة من عنوانه وبدايته وجس ــا، فكانت تدل علی فك ــا متكامل كلــتمرار دون توقف وهذا ما يؤكد أمهية حنو النص يف تقييم العمل بلغة جتربنا علی االس

اإلبداعي.

املصادر واملراجعأبو زنيد، عثمان. (٢٠٠٩). حنو النص: إطار نظري ودراسات تطبيقية. إربد: عامل الكتب احلديث.

ــركة املصرية ــعيد حســن. (٢٠٠٠). اجتاهات لغوية معاصرة يف حتليل النص. القاهرة: الش حبريي، سالعاملية للنشر.

ــركة املصرية ــة النص:املفاهيم واالجتاهات. الطبعة األولی. القاهرة: الش ـــ (٢٠٠١). علم لغ ـــــــالعاملية للنشر.

بوجراند، روبرت دي. (١٩٩٨). النص واخلطاب واإلجراء. ترمجة: متام حسان. القاهرة: عامل الكتب.خليل، إبراهيم. (١٩٩٧). األسلوبية ونظرية النص. بريوت: املؤسسة العربية للدراسات والنشر.

درويش، حممود. (١٩٦٤). ديوان أوراق الزيتون. بريوت: دار العلم للمالئني.ــعيد الغامني. الطبعة األولی. ريكور، بول. (٢٠٠٣). نظرية التأويل: اخلطاب وفائض املعنی. ترمجة: س

بريوت: املركز الثقايف العريب.ــيس حنو النص. ــاب يف النظرية النحوية العربية: تأس ــد. (٢٠٠١). أصول حتليل اخلط ــاوش، حمم الش

بريوت: املؤسسة العربية للتوزيع.العبد، حممد. (١٩٨٩). اللغة واإلبداع األديب. القاهرة: دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع.

ــعيد حســني حبريي. فان ديك، تون. (٢٠٠١). علم النص: مدخل متداخل االختصاصات. ترمجة: سالقاهرة: دار القاهرة للكتاب.

فضل، صالح. (١٩٩٦). بالغة اخلطاب وعلم النص. القاهرة: الشركة املصرية العاملية للنشر.الفقي، صبحي. (٢٠٠٠). علم اللغة النصي بني النظرية والتطبيق. القاهرة: دار قباء للنشر.

النقاش، رجاء. (التا). حممود درويش، شاعر االرض احملتلة، بريوت: املركز الثقايف العريب.ــيب ــن، فولفجانج وفيهفيجر. ديرت. (١٩٩٩). مدخل إلی علم اللغة النصي. ترمجة: فاحل بنه ش ــه م هاين

العجمي، الرياض: منشورات جامعة امللك سعود.يقطني، سعيد. (٢٠٠١). انفتاح النص الروائي: النص والسياق. الطبعة الثانية. الدار البيضاء وبريوت:

املركز الثقايف العريب.