This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة الملك خالد
كلية التربية للبنات بأبها األقسام األدبية لدراسات العليا ا قسم أصول الفقه
األدلة على رفع احلرج يف التكاليف الشرعيةلى درجة مقدمة إىل قسم الدراسات اإلسالمية ضمن متطلبات احلصول عرسالة
املاجستري
)أصول فقه(تخصص
المعيدة بكلية التربية للبنات بالدلم
أستاذ أصول الفقه المشارك بكلية التربية للبنات بأبها
األقسام األدبية
هـ١٤٣١ / ١٤٣٠
٢
٣
ة باللغة العربيةملخص الرسال .جامعة امللك خالد: اجلامعة
).األقسام األدبية(كلية التربية للبنات بأا : الكلية املاحنة .دراسات إسالمية: القسم العلمي
.أصول فقه: املسار/ التخصص .األدلة على رفع احلرج يف التكاليف الشرعية: عنوان الرسالة . آل كدممرمي حممد عائض: اسم الباحثة
.ماجستري: الدرجة العلمية .هـ١٩/٥/١٤٣١: تاريخ املناقشة أو املنح
ومشفوعة خبامتة وفهارس، كتبت رساليت هذه يف مخسة فصول مسبوقة مبقدمة ومتهيد، أما املقدمة فتناولت فيها احلديث عن يسر الدين اإلسالمي ومساحته ورفعه للحـرج، وأمـا
عن التكليف واملكلف وحقوقه ورفع املشقة عنه، وأمـا الفصل األول فتناولت فيه احلديث الفصل الثاين فتناولت فيه احلديث عن املقاصد الضرورية وأمهية احلفـاظ عليهـا يف حيـاة
عن املقاصد الشرعية وأمهيتها، وأما الفصل اإلنسان، وأما الفصل الثالث فتناولت فيه احلديث الرابع فتناولت فيه احلديث عن القواعد املتعلقة برفع احلرج متمثلة يف القاعدة الكربى املشقة جتلب التيسري، وأما الفصل اخلامس فتناولت فيه احلديث عن أن رفع احلـرج واملـشقة يف
.التكليف ال يعين التحايل والتذرع على أحكام الشريعةمث بعد ذلك وضعت اخلامتة وقد اشتملت على أهم النتائج والتوصيات املستفادة مـن
.البحث، مث الفهارس
٤
Thesis summary
University: king Khalid University Faculty: Abha girls' Faculty (literary departments) Scientific Department: Islamic Studies Specialization: Usul al fiqh (The Roots of Jurisprudence) Thesis title: The evidence on Eliminating The Juridical Orders Name of the researcher: Mariam Mohamed Ayd AL Kamd Scientific Degree: Master's degree Date of discussion: ١٩/٥/١٩٣١
The research has been written in five chapters with a preface and an introduction, and ended with a conclusion and indices. The introduction explores Islamic religion simplification and tolerance. The first chapter deals with Islamic commands and the muslim's rights and Islamic tolerance and facilation, while the second chapter tackles the necessary principles regarding the preservation of human life. However, the third chapter deals with the juridical destinations and its importance, while the fourth chapter deals with the rules which are related to Islamic tolerance and facilation and it is represented in the basic rule: '' discomfort brings about tolerance''. The fifth chapter deals with that issues regarding tolerance in Islamic commands, which does not mean trickery, or manipulating the juridical rules.
Finally, the conclusion which includes the results and the research recommendations followed by the indices
كما كان لتشجيعه يل ودفعي إىل األمام وإعطائي املزيد من الثقة واحلماس ما سيظل إن شاء اهللا
.نرباسا يل مدى احلياة بكل طاقات العمل، واجلد واألمل
ل اهللا العظيم أن مينحه وذريتـه فجزاه اهللا عين خري اجلزاء، ونفع اهللا به وبعلمه وبارك فيه، وأسأ
نعمه عليه الربكة يف العمر والرزق، والعافية يف الدين والدنيا وأن ميتعه بسمعه وبصره وقوته، وأن يسبغ
.ظاهرة وباطنة إنه جواد كرمي
).١٨٣(سورة الشعراء اآلية ) ١( ).٦٠(سورة الرمحن اآلية ) ٢(نظـر ا. هذا حديث حسن صحيح : واللفظ للترمذي وقال فيه - t –أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أيب هريرة ) ٣(
، وسنن الترمذي كتاب الرب والـصلة، )٥٢٣(ص ) ٤٨١١(سنن أيب داود كتاب األدب، باب يف شكر املعروف حديث ).٧٨٦(، ص)١(باب ما جاء يف الشكر ملن أحسن إليك حديث
٥
احلمد هللا الذي رفع احلرج، ووضع اآلصار واألغالل عن أمة اإلسالم أمحده سبحانه وهو امللك
لقدوس السالم وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له جعل شريعته الكاملة قياما للناس وغـذاء ا
.حلفظ حيام، ودواء لدفع أدوائهم
األمي الـذي أويت وأشهد أن حممدا رسول اهللا اصطفاه ربه واجتباه، وجبميع احملامد حاله النيب
شرية من األحكام الشرعية تفصيال أو إمجاال فصلوات اهللا جوامع الكلم بلغ رسالة ربه، وبني ما يسعد الب
وسالمه عليه وعلى آله الطاهرين ورضي اهللا عن أصحابه الطيبني ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الـدين
-:وبعد
على البشرية بالدين اإلسالمي، وجعل أحكامه الشرعية مبنيـة علـى فإن اهللا عز وجل قد من
بعث e منهجه على التخفيف على الناس والتيسري عليهم بل إن سيدنا حممد السماحة والسهولة، وأقام
ومن صور رفع احلرج يف هذه الشريعة النهي عن الغلو يف الدين ومن األمثلة عليه املشادة يف الدين
إن الدين يسر، ولن " -:بتكليف النفس ما ال يطاق من األعمال والعبادات وهذا مذموم شرعا حلديث
.)٤("ال غلبهيشاد الدين أحد إ
رواه ابن ماجه والدارقطين والبيهقي واحلاكم وصححه على شرط الشيخني، ووافقه الذهيب والطرباين يف الكبري وله ألفـاظ ) ١(
.ان وغريهممتعددة ورواته من الصحابة كثريون منهم ابن عباس وأبو ذر وثوبانظر سنن ابن ماجه لإلمام احلافظ أيب عبد اهللا حممد بن يزيد الربعي ابن ماجه القزويين، كتاب الطالق، بـاب طـالق (
، وسنن الدارقطين لإلمام احلافظ علي بن عمر الدارقطين كتـاب الوكالـة )٢٩٣(ص) ٢٠٤٣(املكره والناسي حديث الرياض، والسنن الكربى للبيهقي أليب بكـر –دار السالم / ، ط )م١٩٩١(الطبعة األوىل ) ٤/٧٠٩(، )٤٣٠٦(حديث
–دار الغد / ، الطبعة الرابعة ط )٧/٣٥٦(أمحد بن احلسني بن علي البيهقي، كتاب الطالق، باب ما جاء يف طالق املكره ليمان بـن أمحـد ، واملعجم الكبري للحافظ أيب القاسم س )٢/١٩٨(القاهرة، واملستدرك وتلخيص الذهيب كتاب الطالق
.وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالعراق/ ، ط)هـ١٤٠٠(الطبعة األوىل ). ١١/١٣٣(الطرباين هو عمار بن ياسر بن عامر بن احلصني، وهو من السابقني األولني إىل اإلسالم، وأمه مسية، وهي أول من استشهد يف سبيل )٢(
مه بعد بضعة وثالثني وهو ممن عذب يف اهللا وكان قتله يف ربيع األول مـن اهللا، وهو وأبوه وأمه من السابقني وكان إسال أسد الغابة يف معرفة الصحابة لعز الدين ابن األثري اجلزري . سنة سبع وثالثني ودفنه علي رضي اهللا عنه يف ثيابه ومل يغسله
. لبنان–) م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥(، الطبعة األوىل )٣٣٥/ ٤( ).١٠٦(سورة النحل اآلية ) ٣(وكشف اخلفاء ومزيل اإللباس ) ١/٩٣) (٣٩(أخرجه البخاري يف صحيحه، كتاب اإلميان، باب الدين يسر، رقم احلديث ) ٤(
) ١/٥٤٦(، )١٤٧١(عما اشتهر من األحاديث على ألسنة الناس للمفسر احملدث الشيخ إمساعيل حممد العجلوين حـديث .الطبعة السابعة
٩
حمفوف بالرمحة والتخفيف فهذا الدين بكل أحكامه وعباداته– عز وجل –فتكليف اهللا
.)١(وهو مأخوذ من دليل القوم ألنه يرشدهم إىل مقصودهم
.)٢(ما به الداللة واإلرشاد كالعالمة املنصوبة من األحجار أو غريها لتعريف الطريق: والثاين
: الدليل يف االصطالح-
.)٣(ما يلزم من العلم به العلم بشيء آخر
: معىن الدليل يف اصطالح األصوليني-
.)٤(ما ميكن التوصل بصحيح النظر فيه إىل مطلوب خربي
) م٢٠٠٧ -هــ ١٤٢٨(، الطبعة الثانية )١/٢٥(البحر احمليط يف أصول الفقه لإلمام بدر الدين حممد بن ادر الزركشي ) ١(
.لبنان .لبنان) م١٩٩٩ -هـ ١٤١٩(، الطبعة األوىل )١/٦٨مج (التقرير والتحبري لإلمام كمال الدين ابن اهلمام احلنفي ) ٢( .مطبعة النرجس التجارية/ ط) م٢٠٠٤ -هـ ١٤٢٥(، الطبعة األوىل )٩٦(التعريفات حملمد علي اجلرجاين ص) ٣(
–) م١٩٩٣ -هــ ١٤١٤(الطبعة الثالثـة ) ١/١٣١(العدة يف أصول الفقه للقاضي أيب يعلى حممد بن احلسني احلنبلي ) ٤( -هــ ١٤٢٤ (، الطبعـة األوىل )١/١٢٤(الرياض، شرح خمتصر املنتهى األصويل لإلمام أيب عمرو عثمان ابن احلاجب
) م١٩٩٧ -هـ ١٤١٨(، الطبعة الثانية )٥٣، ١/٥٢(لبنان، شرح الكوكب املنري للشيخ حممد أمحد الفتوحي ) م٢٠٠٤) م٢٠٠٦ -هــ ١٤٢٧(، الطبعة الثانية )٩٤( الرياض، أصول الفقه للدكتور عياض السلمي ص –مكتبة العبيكان / ط -هــ ١٤١٩(، الطبعة األوىل )١/٢٧(ن حممد بن مفلح املقدسي الرياض، أصول الفقه لشمس الدي –دار التدمرية / ط
مكتبة العبيكان، الرياض، إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول لإلمام حممد علـي الـشوكاين / ط) م١٩٩٩الطبعـة ) ١/٥٣مـج (لبنان، اإلحكام يف أصول األحكام لآلمدي ) م١٩٩٩ -هـ ١٤١٩(، الطبعة األوىل )١/٣٢مج(
الرياض، تيسري الوصول إىل علم األصول تـأليف الـدكتور عبـد –دار الصميعي / ط) م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤( األوىل . الرياض–مكتبة العبيكان / ، ط)م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤(الطبعة األوىل ) ٣٢(الرحيم يعقوب ص
عـة الـسابعة الطب) ١٤٧(نظر الوجيز يف أصول الفقه لعبـد الكـرمي زيـدان ص اواملطلوب اخلربي هو احلكم الشرعي .لبنان) م٢٠٠١ -هـ ١٤٢٢(
١٧
)١(:شرح التعريف
.أي ميكن الوصول به) ميكن التوصل( أي شيء الذي) ما(
الذهن أي بأن يكون النظر فيه من اجلهة اليت من شأا أن ينتقل ) بصحيح النظر فيه إىل مطلوب (
.ا إىل ذلك املطلوب
.النفس يف املعقوالت واملعاينحركة : والنظر هو الفكر، والفكر
.فاسده فال ميكن التوصل به إىل املطلوب النتفاء وجه الداللة عنه) بصحيح النظر(وخرج
ـ أي هو التصديق بأن العامل البد له من حمدث بأن يقال العامل حـادث، و ) خربي(وقوله ل ك
وكل حمرق له دخان فيستدل حادث ال بد له من حمدث ومثله قولنا يف األمور احلسية النار شيء حمرق
.بذلك على مطلوب وهو النار هلا دخان
â (#q -:ويف قوله تعاىل ßJä Ï% r& ur no 4q n= ¢Á9 $# á)فإنه يتوصل بالنظر فيه إىل مطلوب خربي وهو وجوب )٢
.الصالة بأن يقال أقيموا الصالة أمر بإقامتها واألمر بإقامتها يفيد وجوا
سبيل القطع أما ما نه ما يستفاد منه حكم شرعي عملي على وبعض األصوليني عرف الدليل بأ
.)٣(يستفاد منه حكم شرعي على سبيل الظن فهو أمارة ال دليل
، حاشية العالمة البناين لإلمام )م٢٠٠٥( دمشق –دار الفكر / ، ط )١/٢٧(أصول الفقه اإلسالمي للدكتور وهبة الزحيلي ) ١(
لبنان، التقرير والتحبري، لكمال ) م٢٠٠٦ -هـ ١٤٢٧(، الطبعة الثانية )٢٠٧، ١/٢٠٢(عبد الرمحن بن جاد اهللا البناين ).١/٦٨مج(دين ابن اهلمام ال
).٤٣(سورة البقرة اآلية ) ٢(دار /، ط)٣١(، أصول الفقه اإلسالمي للدكتور أمحد حممود الشافعي ص )١/١٥٣مج(اإلحكام يف أصول األحكام لآلمدي ) ٣(
ـ – املنصورة –دار الكلمة / ، ط)٢٧( مصر، علم أصول الفقه، لعبد الوهاب خالف ص –اهلدى وت مصر، فواتح الرمح) م٢٠٠٣-هـ١٤٢٣(، الطبعة األوىل )١/١٩مج(بشرح مسلم الثبوت لإلمام القاضي حمب اهللا بن عبد الشكور البهاري
).١/١٣١(العدة يف أصول الفقه أليب يعلى احلنبلي . لبنان
١٨
ما يستفاد منه حكم شرعي عملي مطلقا سواء : ولكن املشهور يف اصطالح األصوليني أن الدليل
.)١(على سبيل القطع أم على سبيل الظن
:قهاءمعىن الدليل يف اصطالح الف
هو املوصل إىل القطع واجلزم مبطلوب خربي فهو يسمى دليال باالتفاق وال يرون ما أوصـل إىل
.)٢(مطلوب ظين يسمى دليال
:معىن الدليل عند املناطقة
.)٣(قوالن فصاعدا يكون عنهما قول آخر
:أنواع الدليل
)٤ (:األدلة الشرعية نوعان
.اإلمجاع والقياسأدلة متفق عليها وهي القرآن والسنة و -١
اب وقول الصحايب حواملصاحل املرسلة واالستص أدلة خمتلف فيها وهي كثرية وأشهرها االستحسان -٢
.والعرف وسد الذرائع وشرع من قبلنا
.هو أن الدليل إما وحي أو غري وحي والوحي إما متلو أو غري متلو: والضابط يف حصر هذه األدلة
اض، علـم دار الفضيلة الري/ ط) م٢٠٠١ -هـ ١٤٢٢(، الطبعة األوىل )٢/١٠٠١مج(املسودة يف أصول الفقه آلل تيمية ) ١(
).٢٧(أصول الفقه لعبد الوهاب خالف صهــ ١٤٢٧(، الطبعة األوىل )١١٣(قواعد األصول ومعاقد الفصول للعالمة صفي الدين عبد املؤمن عبد احلق القطيعي ص ) ٢(
).١/٢٠(دار النفائس األردن، أصول الفقه البن مفلح / ط) م١٩٩٩ -هـ ١٤١٩(، الطبعة األوىل )١٤٠(الكيالين ص، مذكرة أصول الفقه على روضـة )٣٢(، تيسري الوصول إىل علم األصول ص )٢٧(أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ص ) ٤(
لبنان، اإلاج يف شرح املنهاج لـشيخ –دار القلم بريوت / ط) ٣٩(مد األمني بن املختار الشنقيطي ص الناظر للشيخ حم . لبنان– بريوت –دار ابن حزم / ط) ١/١٠٦(اإلسالم تقي الدين بن عبد الكايف السبكي وولده تاج الدين
١٩
ن كان غري وحي فإذا كان رأي مجيـع ري املتلو هو السنة وإ فالوحي املتلو هو القرآن والوحي غ
اتهدين فهو اإلمجاع وإن كان إحلاق أمر بآخر يف حكم لعلة مشتركة فهو القياس، وإن مل يكن شيئا
.)١(من ذلك فهو االستدالل
)٢(:وهذه األدلة إما نقلية أو عقلية
اب والسنة ويلحق ذا النوع اإلمجـاع هي ما ال دخل للمجتهد يف إنشائها وهي الكت :فالنقلية
والعرف وشرع من قبلنا وقول الصحايب وسمي هذا النوع من األدلة نقليا ألنه راجع إىل التعبد بـأمر
.ال نظر وال رأي ألحد فيه. منقول عن الشارع
هي اليت يصل إليها اتهد بإعمال عقله وهذا النوع هو القياس ويلحق بـه املـصاحل :والعقلية
املرسلة واالستحسان واالستصحاب وسد الذرائع وسمي هذا النوع عقليا ألن مرده إىل النظر والرأي ال
إىل أمر منقول عن الشارع، وينبغي أن يكون معلوما أن كل نوع من األدلة النقلية والعقلية حمتـاج إىل
أن االجتهاد ال يقبل إال إذا كان اآلخر فاألدلة النقلية البد فيها من التعقل والتدبر والنظر الصحيح كما
.له مستند من األدلة النقلية
ومجيع األدلة ترجع يف النهاية إىل القرآن والسنة باعتبارمها وحيا من اهللا تعاىل وهذا ما أشار إليه
، )١/٤٨(يسر للدكتور شعبان حممـد إمساعيـل ، أصول الفقه امل )١/١٤٠(أصول الفقه اإلسالمي للدكتور وهبة الزحيلي ) ١(
والتحبري لكمـال الـدين ابـن اهلمـام مصر، التقرير –مطبعة دار التأليف / ط) م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥(الطبعة األوىل )٢/٢٧٣.(
، الوجيز يف أصول )٩٤(، أصول الفقه للدكتور عياض السلمي ص )٣٣(أصول الفقه اإلسالمي للدكتور أمحد الشافعي ص ) ٢() م٢٠٠٥(، ط )١٨٩(، أصول الفقه للشيخ حممد اخلضري بـك ص )٤٩، ١/٤٨(، أصول الفقه امليسر )١٤٨(ه ص الفق
. لبنان-) م٢٠٠٥ -هـ ١٤٢٥(، الطبعة األوىل )٤٩١(لبنان، املوافقات يف أصول الشريعة للشاطيب ص ).٥ – ٣(سورة النجم اآلية ) ٣(
٢٠
-:احلرج يف اللغة
املكان الضيق الكثري الشجر ال تصل إليه الراعية يقال دخلوا يف – بفتح الراء وكسرها –احلرج
.)١(احلرج وهو جمتمع الشجر ومتضايقه وهم يف حرجة ملتفة وحرجات وحراج
-:احلرج يف االصطالح
.)٢(دى إىل مشقة زائدة يف البدن أو النفس أو املال حاال أو مآالهو كل ما أ
)٣(-:شرح التعريف
. خيرج ما كان فيه مشقة معتادة غري زائـدة فليـست مـن احلـرج ) ما أدى إىل مشقة زائدة (
.وسأحتدث عن نوعي املشقة املعتادة وغري املعتادة الحقا إن شاء اهللا
.م أو األمراض احملسةأن يدخل يف ذلك اآلال) يف البدن(
ليدخل اآلالم النفسية ويشري إىل ذلك ي القاضي عن القضاء وهو غضبان وقد يكون ) سفوالن(
.احلرج مؤديا جمموع اآلالم البدنية والنفسية
لبنان، –) م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤(، الطبعة السابعة )١/١٨٢(الفريوزآبادي القاموس احمليط لإلمام جمد الدين حممد يعقوب ) ١(
– بريوت –دار املعرفة / ط) م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨(الطبعة الثانية ) ٢١٢(الصحاح لإلمام إمساعيل بن محاد اجلوهري ص .لبنان
اململكة –دار ابن اجلوزي / ط ،)٣٨٤(مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية للدكتور حممد سعد اليويب ص ) ٢( الرياض، رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية ضوابطه وتطبيقاته للدكتور صاحل بن عبد اهللا بـن محيـد -العربية السعودية
الرياض، رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية دراسة –مكتبة العبيكان / ط) م٢٠٠٤ -هـ ١٤٢٤(الطبعة األوىل ) ٥٥(ص . الرياض–مكتبة الرشد / ط) ٣٨(دكتور يعقوب الباحسني صأصولية تأصيلية لل
، رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية دراسة )٥٦(رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية ضوابطه وتطبيقاته للدكتور صاحل محيد ص ) ٣( ).٣٨(أصولية تأصيلية ص
٢١
أي مما يؤدي إىل إتالفه أو إضاعته أو الغنب غبنا فاحشا فهو من احلرج واملال قرين النفس ) واملال(
.ن ماله فهو شهيدومن قتل دو
يكون احلرج حاليا إذا كان متأتيا من الفعل ولو فعل مرة واحدة كعدم أكـل ) حاال أو مآال (
.امليتة بالنسبة للمضطر ويكون مآليا إذا جاء نتيجة املداومة واالستمرار عليه
كذلك يأيت االختالف بسبب اخـتالف الظـروف وكما تتفاوت األعمال فيما بينها يف ذاا
كإسباغه يف الزمان احلار وال القيام إىل الصالة من )٣(ء يف السربات الزمانية واملكانية فليس إسباغ الوضو
.)٤(النوم يف قصر الليل أو شدة الربد مثله حني طوله واعتداله
:املشقة غري املعتادة -٢
وهي املشقة الزائدة اليت ال يتحملها اإلنسان عادة وتفسد على النفوس تصرفاا وختل بنظام حياا
.)٥(اليت جاءت النصوص الشرعية برفعها عن الناس عمال النافعة وهذه هي املشقةوتعطل عن القيام باأل
، تيسري الوصـول )١٣٦(، أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ص )١/١٤٣(أصول الفقه اإلسالمي، للدكتور وهبة الزحيلي ) ١(
).٣/٤١٣(، أصول الفقه امليسر )٣٣٩(إىل علم األصول ص ).٣١١، ٢٩١(صاملوافقات ) ٢( ).٤٧٠(نظر الصحاح صا. السربات مجع سبرة بفتح فسكون وهي الغداة الباردة) ٣( ).٣١١(املوافقات ص) ٤( أصول الفقه امليـسر ، )١٣٧(، أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ص ١/٤٤أصول الفقه اإلسالمي للدكتور وهبة الزحيلي ) ٥(
).٣٣٩( ص للدكتور عبد الرحيم يعقوبل إىل علم األصول، تيسري الوصو٣/٤١٣للدكتور حممد إمساعيل،
٢٨
-:واألدلة على ذلك ما يأيت
ـ القرآن الكرمي اليت رفعت احلرج والعسر مثل قول نصوص: أوال â ßì -:اىل اهللا تع üÒ tÉ ur öN ßg ÷Z tã öN èd ué ñÀ Î)
.)٤ ()أحب الدين إىل اهللا احلنيفية السمحة (- :eمثل قوله
.)٥ ()إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إال غلبه (- :eوقوله
.)٦ () أيسرمها ما مل يكن إمثا بني أمرين إال أختارeما خري النيب (-:وقوله
ولو أردنا ضبط هذه املشقة فيمكن بالنظر يف العمل وما يؤدي إليه أداؤه أو الدوام عليـه مـن
حبه يف نفسه أو ماله أو حال من أحوالـه وإن مل االنقطاع عنه أو عن بعضه أو من وقوع اخللل يف صا
.)٧(ةذلك يف الغالب فال يعد يف العادة مشقة وإن سمي كلفيكن فيه شيء من
).١٥٧(سورة األعراف اآلية ) ١( ).٢٨(سورة النساء اآلية ) ٢( ).١٨٥(سورة البقرة اآلية ) ٣( ).٣١(ص) ٢٩(أخرجه البخاري يف صحيحه، كتاب اإلميان، باب الدين يسر حديث ) ٤( .من البحث) ٨(سبق خترجيه ص) ٥(، ومسلم يف كتاب الفضائل باب مباعدتـه )٦٨٢( ص٣٥٦٠ حديث ee يف كتاب املناقب، باب صفة النيب رواه البخاري ) ٦(
ee وأبو داود يف كتاب األدب، باب يف التجاوز يف األمر )٥٩٩(ص) ٢٣٢٧( لآلثام واختياره من املباح أسهله حديث ، . الرياض–مكتبة الرشد / ط) م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤(، الطبعة األوىل )٤٧٨٥(ص
).م١٩٩٤(، الطبعة الثانية )٣٧(املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية للدكتور يوسف حامد العامل ص) ٧(
٢٩
.)١( االنقطاع عن العمل أو وقوع اخللل-:فيالحظ من ذلك وجود أمرين
-: االنقطاع عن العمل ويتحقق االنقطاع عن العمل بأحد مظهرين-:األمر األول
خذوا من األعمال ما تطيقون فـإن (-: بقولهeالسآمة وامللل وقد أشار إىل ذلك النيب : األول املظهر
.)٢ ()اهللا ال ميل حىت متلوا
أصحابه عن الوصال فلم eبأحاديث النهي عن الوصال، فقد ى الرسول ويستدل لذلك أيضا
حني أبوا أن عليهمرالشهر لزدتكم كاملنكلو تأخر (-:ينتهوا واصل م يوما ويوما مث رأوا اهلالل فقال
.)٦( eيا ليتين قبلت رخصة رسول اهللا : حني كرب)٥(وقد قال عبد اهللا بن عمرو بن العاص
).م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤( القاهرة –دار احلديث / ط) ١/٢٢٨(، االعتصام للشاطيب )٢٩١(املوافقات ص) ١(من األعمال ما تطيقون فإن اهللا ال يمـل اكلفوا (رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغريهم عن عائشة رضي اهللا عنها بلفظ ) ٢(
أنظر صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد . وكان إذا عمل عمال أثبته" حىت تملوا فإن أحب إىل اهللا أدومه وإن قل ، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ أمحد بن علـي بـن )١٢٤٠(، ص )٦٤٦٥(واملداومة على العمل حديث
الريـاض، –دار طيبـة / ط). ١/١٨٥مـج (، )٣٢(الين، كتاب اإلميان، باب أحب الدين إىل اهللا حديث حجر العسق ، وأبـو داود يف سـننه، كتـاب )٢٧٦(ص) ١٧٧( يف غري رمضان حديث eeومسلم، كتاب الصيام، باب صيام النيب
).١٥٣(، ص)١٣٦٨(التطوع، باب ما يؤمر به من القصد يف الصالة حديث ).٣٧٣(ص) ٤٩(بخاري يف صحيحه كتاب الصوم، باب التنكيل ملن أكثر الوصال حديث أخرجه ال) ٣( ).١٧/٨٨) (٧٤١(أخرجه البخاري يف صحيحه مع فتح الباري كتاب التمين، باب ما جيوز من اللو رقم احلديث ) ٤(ولد قبل اهلجرة بثالث سنني كان هو عبد اهللا بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي، أبو حممد أو أبو عبد الرمحن ) ٥(
أصغر من أبيه باثنيت عشرة سنة، وقد أسلم قبل أبيه، كان فاضال عاملا قرأ القرآن والكتب املتقدمة، وأحد املكثـرين مـن ، وكان كثري العبادة وشهد الكثري من الغزوات واحلروب، تويف مبصر سنة مخس وستني وقيل ثالث eeاحلديث عن النيب
. غري ذلكوستني وقيل، الطبعـة األوىل )٣/٤٤٩(أنظر أسد الغابة يف معرفة الصحابة لعز الدين ابن األثري أيب احلسن بن علي بن حممد اجلـزري
لبنان ذيب التهذيب لإلمام شهاب الدين أيب الفضل أمحد بن علي بن حجـر العـسقالين -) م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥( . لبنان-) م١٩٩٤-هـ ١٤١٥(الطبعة األوىل ) ٢٩٨، ٥/٢٩٧(
).٤/٣٧٤) (١٩٧٥(أخرجه البخاري يف صحيحه كتاب الصوم، باب حق اجلسم يف الصوم، رقم احلديث ) ٦(
٣٠
يف عمل شاق فرمبا قطعه عن غريه وال سيما االنقطاع بسبب تزاحم احلقوق فإنه إذا أوغل: املظهر الثاين
حقوق الغري اليت تتعلق به فتكون عبادته أو عمله الداخل فيه قاطعا ملا كلفه اهللا به فيقصر فيـه
معذورا إذ املطلوب منه القيام جبميعها على وجه ال خيل بواحد منها وال ال فيكون بذلك ملوما
.حبال من أحواله فيها
قد انقطع عن )٢( أن أبا الدرداء )١( بني سلمان وأيب الدرداء رأى سلمان eول وحينما آخى الرس
أهله وعن الدنيا حىت قالت زوجته لسلمان إن أخاك أبا الدرداء ليس له حاجة يف الـدنيا فقـال لـه
عط كل ذي حق حقـه، أإن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا وألهلك عليك حقا ف (-:سلمان
.)٣( صدق سلمان-: له ذلك فقال عليه السالم فذكرeفأتى النيب
. وقوع اخللل-:األمر الثاين
العمل اخلارج عن املعتاد قد يؤدي إىل وقوع خلل يف املكلف، وهذا اخللل قد يكون يف الـنفس
سواء بأمراض بدنية أو نفسية، فإذا علم املكلف أو ظن أنه يدخل عليه يف جسمه أو نفسه أو عقلـه أو
حرج به ويعنته ويكره بسببه العمل فهذا أمر ليس له وكذلك إن مل يعلم بذلك وال ظـن عادته فساد يت
ويف مثل هذا جاء)٤(ولكنه ملا دخل يف العمل دخل عليه ذلك فحكمه اإلمساك عما دخل عليه املشوش
أصله من فارس من رامهرمز وقيل إنه من جـيee هو سلمان الفارسي أبو عبد اهللا ويعرف بسلمان اخلري موىل رسول اهللا ) ١(
بينه وبني أيب الدرداء تـويف ee رسول اهللا غزو اخلندق وآخى الرسول وهي مدينة أصفهان أسلم مبكة وأول مشاهده مع بيـت / ط) ٢/١٨٦٦(، سري أعالم النبالء للـذهيب )٢/٥١٣(أنظر أسد الغابة . سنة مخس وثالثني يف آخر خالفة عثمان
).م٢٠٠٤( لبنان –األفكار الدولية دوة قاضي دمشق وصاحب رسول اهللا حكيم هذه األمة وسـيد أبو الدرداء هو عومير بن زيد بن قيس األنصاري اإلمام الق ) ٢(
نظـر سـري أعـالم النـبالء ا. أحاديث مات قبل عثمان بثالث سننيeeالقراء بدمشق وهو معدود فيمن تال على النيب ).٤/٣٠٧(، أسد الغابة )٢/١٦٥٩(
، ويف كتـاب )٣٧٤(ص) ١٩٧٥(أخرجه البخاري يف صحيحه كتاب الصوم، باب حق اجلسم يف الصوم، رقم احلديث ) ٣( ).٧٤٩(ص) ٥٠( بني أصحابه حديث eeمناقب األنصار، باب كيف آخى النيب
).٢٩٧(املوافقات ص) ٤(
٣١
.)١ ()ليس من الرب الصيام يف السفر (-:قوله
.)٢( أو هو يدافعه األخبثانويف مثله كذلك جاء النهي عن الصالة حبضرة الطعام
.)٣ ()ال يقضي القاضي وهو غضبان (- :eوقال
: املشقة الواقعة يف التكاليف الشرعية تتمثل يف نوعني-
.املشقة املالزمة للتكاليف الشرعية: النوع األول
وذلك أن التكاليف الشرعية ال ختلو من مشقة، وهذه املشقة تتفاوت حسب أنواع املطلوبـات
ة من صالة وصيام وحج وغري ذلك، وقد حتدثت فيما تقدم عن نوعي املشقة ومن الواضح أا مل الشرعي
توصف بالتكاليف إال ملا فيها من الكلفة ولو مل يكن فيها من املشقة إال خمالفة هوى النفس لكان ذلك
ال تنفك عنه، وإمنا كافيا فاملشقة ليست مقصودة يف التكليف ألا نابعة من طبيعة الشيء ومالزمة له، و
املقصود اإلتيان باملطلوب الشرعي املشتمل على تلك املشقة ملا يترتب عليه من االمتثال وحتقيق املصلحة
.)٤(أو درء املفسدة
.املشقة الواقعة يف طريق أداء التكاليف الشرعية لتغري الظروف :النوع الثاين
وسائر التكاليف الشرعية ليـست مقـصودة داتطريق قيامه بالعبا يف املكلف جيدها اليت املشقة إن
للشارع ولكنها موصلة إىل مقصود الشارع كاالغتسال يف الشتاء بالنسبة لالغتسال يف الربيع أو الصيف
) ٣٦٩(، ص ١٩٤٦(أخرجه البخاري يف صحيحه يف كتاب الصوم، باب قول النيب ملن ظلل عليه واشتد احلر رقم احلديث ) ١(
).٢٦٧(ص) ٩٢(وم والفطر يف شهر رمضان للمسافر رقم احلديث ومسلم يف صحيحه يف كتاب الصيام، باب جواز الصال صالة حبضرة الطعـام وال وهـو يدافعـه : ( يقول eeمسعت رسول اهللا : قالت tلفظ احلديث عن مسلم عن عائشة ) ٢(
أنظر صحيح مسلم كتاب املساجد ومواضع الصالة، باب كراهة الصالة حبضرة الطعام الذي يريـد أكلـه يف ). األخبثان .واملقصود باألخبثني البول والغائط. ١٣٥ص) ٦٧(احلال وكراهة الصالة مع مدافعة األخبثني رقم احلديث
). ال يقضني حكم بني اثنني وهو غـضبان (احلديث خمرج يف الصحيحني وغريمها من حديث أيب بكرة ولفظه يف البخاري ) ٣(، وأخرجه مسلم )١٣٦٥(ص) ٧١٥٨(ن رقم احلديث أنظر كتاب األحكام، باب هل يقضي القاضي أو يفيت وهو غضبا
).٤٤٧(ص) ١٧١٧(يف كتاب األقضية، باب كراهة قضاء القاضي وهو غضبان، رقم احلديث ).٤١٦(رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية ضوابطه وتطبيقاته للدكتور صاحل محيد ص) ٤(
٣٢
كانت يف طريـق أداء الواجبـات ليست مقصودة ولكنها الشتاء يف فمشقة الربد احلاصلة من االغتسال
ري الظروف والفصول ال شك أن املكلف مثاب عليها وهي ال فهذه املشاق احلاصلة بسبب تغ . الشرعية
.)١(تعدو أن تكون معتادة وواقعة يف طريق العبادة ال أا مقصودة لذاا
أما لو حصل للمكلف مشقة زائدة غري معتادة ال يتحملها إال حبرج شديد فهو غـري مكلـف
خففة كالتيمم من أجل الربد الـشديد باإلقدام على مثل هذا وهلذا فهو يعدل إىل الرخص واألحكام امل
.)٢(وسقوط وجوب احلج والعمرة بسبب املشقة الزائدة ألنه منوط باالستطاعة
وبناء على ما تقدم فال خالف يف أن كل ما جيده املكلف من املشقات والشدائد النابعـة مـن
)٣(دودة من عمل اخلـري الشيء املكلف به أو الواقعة يف طريق أداء التكاليف الشرعية مثاب عليها ومع
` â -:تعاىلاهللا الداخل يف عموم قول yJ sù ö@ yJ ÷è tÉ tA$ s) ÷W ÏB >o §ë så # \ç øã yz ¼ çn tç tÉ á )٤(.
â öÅ -:قوله تعاىل ومن هذا الباب Ï9º så óO ßg ¯R r' Î/ üw óO ßg ç6è ÅÁ ãÉ Ø' yJ sß üw ur Ò= |Á tR üw ur ×p |Á yJ øÉ xC í Îû È@ã Î6 yô «! $#
üw ßìã ÅÒ ãÉ tç ô_ r& tûü ÏZ Å¡ ós ßJ ø9 $# . üw ur öcq à) ÏÿY ãÉ Zp s) xÿ tR Zo uéç Éó |¹ üw ur Zo uéç Î7 ü2 üw ur öcq ãè sÜ ø) tÉ $ ºÉ Ïä# ur ûw Î) |= ÏG à2 öN çl m;
ÞO ßg tÉ Ìì ôf uã Ï9 ª! $# z |¡ ôm r& $ tB (#q çR$ ü2 tbq è= yJ ÷è tÉ á )٥(.
).١٣٥، ١٣٤(الباحسني ص يعقوب تورتأصيلية للدك أصولية دراسة الشريعة اإلسالمية، احلرج يف رفع) ١( ).٤١٧(رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية للدكتور صاحل محيد ص) ٢(دار / ، ط)م٢٠٠٥(، الطبعة الرابعة )١١٣(ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية، للدكتور حممد سعيد رمضان البوطي ص ) ٣(
ليس للمكلف أن يقصد املشقة ولكن له أن يقصد العمل (– رمحه اهللا – )١(يقول اإلمام الشاطيب
الذي يعظم أجره لعظم مشقته من حيث هو عمل فهو يقصد العمل املترتب عليه األجر، وذلك هـو
.)٢ ()قصد الشارع بوضع التكليف وما جاء على موافقة قصد الشارع فهو املطلوب
كلف إيقاع املشقة فقد خالف قصد الشارع من حيث إن الـشارع ال يقـصد أما أن يقصد امل
بـل قـال . فالقصد إىل املشقة باطل . بالتكليف املشقة نفسها، وكل قصد خيالف قصد الشارع باطل
إن هذا من قبيل ما ينهى عنه، وما ينهى عنه ال ثواب فيه بل فيه اإلمث فطلب األجر بقـصد -:الشاطيب
.)٣( قصد مناقض لقصد الشارعالدخول يف املشقة
ال يصح التقرب باملشاق، ألن القربات كلها تعظـيم للـرب (-:)٤(ويقول العز بن عبد السالم
.)٥ ()سبحانه وتعاىل وليس عني املشاق تعظيما وال توقريا
والثواب على املشقة يأيت مـن كوـا مالزمـة ،يتبني من ذلك أن املشقة ليست مناطا لألجر
فاهللا مل يطلب مـن املكلفـني تعـذيب . لشرعي أو واقعة يف طريقه ال أا مقصودة بذاا للمطلوب ا
أنفسهم، ومل جيعل هذا طريقا لرضاه وليست شدة العمل ومشقته هي السبيل إىل عظم األجر وكثرتـه
هو إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي أبو إسحاق الشهري بالشاطيب من أهل غرناطة كان من أئمة املالكية ومـن كتبـه ) ١(
أنظر شجرة النور الزكيـة يف طبقـات . املوافقات واالعتصام يف أصول الفقه واالس وغريها تويف سنة تسعني وسبعمائة الطبعة ) ١/٧١(دار الفكر، األعالم للمؤلف خري الدين الزركلي / ، طبعة )٢٣١( حممد بن حممد خملوف ص املالكية للشيخ
. اململكة العربية السعودية-الثالثة ).٢٩٤(املوافقات ص) ٢( .املصدر السابق) ٣(عي توىل القضاء، كان جيهر بـاحلق هو عبد العزيز بن عبد السالم بن أيب القاسم، عز الدين امللقب بسلطان العلماء فقيه شاف ) ٤(
وال خيشى يف اهللا لومة الئم، ولد بدمشق ونشأ فيها مث انتقل إىل مصر حىت توىف رمحه اهللا بالقاهرة سنة ستني وستمائة هـ شـذرات الـذهب يف . ومن مؤلفاته اإلملام يف أدلة األحكام، قواعد الشريعة وقواعد األحكام يف مصاحل األنام وغري ذلك
ـ ١٣٩٩(، الطبعة الثانيـة )٥/٣٠١( من ذهب أليب الفالح عبد احلي بن العماد احلنبلي أخبار –دار املـسرية / ط) هـ .بريوت
) م٢٠٠٧ -هــ ١٤٢٨(، الطبعـة الثانيـة )١/٥١(قواعد األحكام لشيخ اإلسالم عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم ) ٥( . دمشق–دار القلم / ط
٣٤
ة بإطالق بل إن الناظر يف النصوص الشرعية وطريقة حتصيل املزيد من األجر واملثوبة يـدرك أن املـشق
ليست مناط األجر، وإمنا سبيل ذلك على التحقيق هو االمتثال ألمر الشارع والسري على جـه مـع
شرف العمل وحتقيق مقاصد الشارع من جلب املصاحل ودرء املفاسد يف الدنيا واآلخرة ويدل على ذلك
-:)١(أمور
وأن التخفيـف ما ثبت من األدلة على رفع احلرج عن هذا الدين وأنه أصل مقطوع بـه : أحدها -١
. هو منهج هذه الشريعةريوالتيس
جاءت النصوص بنهي املكلف أن يوقع نفسه يف املشقات ظنا منه أن ذلك هو طريـق الثـواب -٢
-: أن هذا خمالف للسنة ومن ذلكeواألجر بل بني النيب
ثالثـة جـاء (-: قالt )٤( يف صحيحيهما عن أنس بن مالك )٣( ومسلم )٢(ما رواه البخاري -١
فلما أخربوا كـأم e يسألون عن عبادة رسول اهللا e إىل بيوت أزواج رسول اهللا )٥(رهط
).٤٢٠، ٤١٩(اإلسالمية ضوابطه وتطبيقاته صرفع احلرج يف الشريعة ) ١(هو حممد بن إمساعيل بن إبراهيم أبو عبد اهللا البخاري، إمام احملدثني، ولد ببخارى سنة أربع وتسعني ومائة أولـع : البخاري) ٢(
ـ ؤمنني منذ صباه بعلم احلديث فطاف يف األقطار ومسع من أكثر من ألف شيخ حنو ستمائة ألف حديث حىت لقب بأمري امل سنة سـت ومخـسني – رمحه اهللا –يف احلديث، وعند ذلك ألف كتابه اجلامع الصحيح الذي تلقته األمة بالقبول توىف
، دار الفكر العريب للطباعة، شذرات )٥٥٦، ١/٥٥٥(نظر تذكرة احلفاظ لإلمام أبو عبد اهللا مشس الدين الذهيب ا. ومائتني ).١٣٥، ٢/١٣٤(الذهب
جاج بن مسلم، أبو احلسن القشريي النيسابوري، احلافظ أحد األئمة واألعالم، ولد سنة أربـع ومـائتني هو مسلم بن احل ) ٣(ورحل يف طلب احلديث إىل أقطار عديدة منها مصر والشام والعراق واحلجاز وأخذ عن أئمتها ومـن أشـهر مؤلفاتـه
. ه توىف بنيسابور سنة إحدى وستني ومـائتني الصحيح وله كتاب الطبقات وكان صديقا محيما للبخاري كثري الدفاع عن ).١٤٥، ٢/١٤٤(، شذرات الذهب البن العماد احلنبلي )١/٥٨٨(نظر تذكرة احلفاظ ا
دخل اإلسالم صغريا ورحـل eeهو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم اخلزرجي األنصاري، أبو محزة خادم رسول اهللا ) ٤(أنظـر . ا، وكان كثري احلديث عن النيب تويف سنة ثالث وتسعني هجريـة إىل الشام والبصرة وهو آخر صحايب مات فيه
الطبعـة األوىل (، ) ومـا بعـدها ١/٢٧٥(اإلصابة يف متييز الصحابة لإلمام احلافظ أمحد بن علي بن حجر العـسقالين ).١/٢٩٤(، أسد الغابة )١/٢٤٣(لبنان، ذيب التهذيب، البن حجر ) م١٩٩٥-هـ١٤١٥(
نظر فـتح البـاري بـشرح ا: (هم علي بن أيب طالب، وعبد اهللا بن عمرو بن العاص، وعثمان بن مظعون : الرهط الثالثة ) ٥( ).٩/١٠٤(البخاري
٣٥
وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقـال e، فقالوا أين حنن من رسول اهللا )١(تقالوها
أصلي وال أنام فبلغ ذلك -: ال أتزوج وقال بعضهم أصوم وال أفطر، وقال بعضهم -:بعضهم
بال أقوام قالوا كذا وكذا لكين أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء ما : ( فقال eالنيب
.)٢ ()فمن رغب عن سنيت فليس مين
، فقال ما هذا احلبل ؟ فقـالوا حبـل )٣(دخل رسول اهللا املسجد فإذا حبل ممدود بني ساريتني -٢
.)٥ ()قعدفإذا فتر فلينشاطه أحدكم صليحلوه ل( -: فإذا فترت تعلقت به فقال،)٤(زينبل
فهذه النصوص وأمثاهلا واضحة يف الداللة على أن القصد إىل املشاق ليس من الدين يف شـيء
وليس من السنة يف شيء وإمنا هو تعذيب وشقاء مناف للحنيفية السمحة وقد يكون رغبة عن
.eسنة رسول اهللا
رمـات عنـد ما ثبت من مشروعية الرخص مثل قصر الصالة والفطر يف السفر وتنـاول احمل -٣
الضرورة وغريها مما يؤكد أن املقصود من التكليف هو حصول االمتثال وحتقيق مقاصد الشرع
.من جلب املصاحل ودرء املفاسد
).٩/١٠٥(نظر فتح الباري ا. بتشديد الالم املضمومة، أصلها تقاللوها أي رأى كل واحد منهم أا قليلة: تقالوها) ١(، صحيح مسلم كتاب النكاح، بـاب )٩/١٠٤( باب الترغيب يف النكاح أخرجه البخاري يف صحيحه يف كتاب النكاح، ) ٢(
).٣٤٣(استحباب النكاح ملن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة ص ).١٨/١٢٥(أنظر فتح الباري . أي عمودين: ساريتني) ٣(ة بثالث وثالثني هي أم املؤمنني زينب بنت جحش األسدية وأمها أميمة بنت عبد املطلب عمة رسول اهللا ولدت قبل اهلجر ) ٤(
واألطراف إلقامة مصاحل الدين أوىل من موجبة للتخفيف والترخيص قطعا ألن حفظ النفوس
.تعريضها للفوات يف عبادة
مشقة خفيفة ال وقع هلا كأدىن وجع يف إصبع، وأدىن صداع يف الرأس فهذه ال أثر هلا، وال -:الثانية
.التفات إليها، ألن حتصيل مصاحل العبادات أوىل من دفع مثل هذه املفسدة اليت ال أثر هلا
هاتني املرتبتني فمادنا من املرتبة العليا أوجب التخفيف أو من املرتبة الدنيا مل متوسطة بني -:الثالثة
.يوجبه كحمى خفيفة ووجع الضرس اليسري
).١/٤٩(األحكام للعز بن عبد السالم قواعد ) ١(لبنان، واألشـباه ) م١٩٩٣ -هـ ١٤١٣(، الطبعة األوىل )٨٢(، األشباه والنظائر البن جنيم ص )١٣/ ٢(املصدر السابق )٢(
. بريوت–دار الكتاب العريب / ، ط)١٦٨(والنظائر للسيوطي ص
٣٧
-:الوسطية لغة
.)١(الوسط اسم ملا بني طريف الشيء وهو منه كقولك جلست وسط الدار
، ويطلق )٢(اجلوهر الذي يف وسطها وهو أجودها : وواسطة القالدة والوسط من كل شيء أعدله
.)٣(على الوسيط الذي يصلح بني طرفني متخاصمني
-:الوسطية اصطالحا
.)٤(العدالة واخلريية والتوسط بني اإلفراط والتفريط
â y7 -:قوله عز وجل : ومن ذلك Ï9º xã x. ur öN ä3» oY ù= yè y_ Zp ¨B é& $ VÜ yô ur á)النيب اا فسره كم. عدال: أي )٥ e
.)٦ ()العدل: والوسط: (فقال
.)٧(وفسرها بعض أهل العلم مبعىن التوسط بني اإلفراط والتفريط
).١٥/٢٠٨(لسان العرب ) ١( ).١١٣٨(الصحاح ص) ٢( ).٦٩٢( صالقاموس) ٣( املدينـة –مكتبة العلوم واحلكـم / ط) ٢٣، ٢٢(وسطية أهل السنة بني الفرق للدكتور حممد باكرمي حممد با عبد اهللا ص ) ٤(
.املنورة ).١٤٣(سورة البقرة اآلية ) ٥(â y7 -:صحيح البخاري كتاب التفسري، باب تفسري قوله تعاىل) ٦( Ï9º xã x. ur öN ä3» oY ù= yè y_ Zp ¨B é& $ VÜ yô ur á ٨٤٩(ص.( ) م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨(، الطبعة الثانية )١/٧٤٥مج(جامع البيان عن تأويل آي القرآن أليب جعفر حممد بن جرير الطربي ) ٧(
رسول فمن إتصف مـن هـذه األمـة عند اهللا بعثه اهللا بشرع كامل عظيم مل يعطه نيب قبله وال
.)٢(بالصفات اليت وردت يف هذه اآلية الكرمية دخل معهم يف الثناء عليهم
â y7 -: ويقول رمحه اهللا يف تفسريه آلية الوسطية يف قوله تعاىل - Ï9º xã x. ur öN ä3» oY ù= yè y_ Zp ¨B é& $ VÜ yô ur á أي
لكم بالفضل، اجلميع معترفون ألن خرىإنكم خيار األمم لتكونوا يوم القيامة شهداء على األمم اآل
وكان رسـول . ودارا أي خريهاوالوسط هنا اخليار واألجود كما يقال قريش أوسط العرب نسبا
وسطا يف قومه أي أشرفهم نسبا، وملا جعل اهللا هذه األمة وسطا خصها بأكمل الـشرائع eاهللا
.)٣(وأقوم املناهج
أي أن هـذه ...) كنتم خري أمة ( يف تفسريه آلية اخلريية –هللا رمحه ا – )٤(يقول اإلمام البيضاوي -٢
-:خريية األمة اإلسالمية وال يعين أن اخلريية قد انقطعت فهذا من قبيل قوله تعاىل على اآلية دلت
) أبو الفداء عماد الدين (املعروف بابن كثري ابن كثري هو إمساعيل بن عمر بن كثري بن ضوء بن زرع البصروي مث الدمشقي ) ١(
حافظ مؤرخ فقيه، ولد يف قرية من أعمال بصرى سنة إحدى وسبعمائة مث انتقل إىل دمشق، وتتلمذ على يد ابن تيمية لـه – رمحه اهللا – واختصار علوم احلديث البن الصالح توىف –البداية والنهاية، وتفسري القرآن العظيم : تصانيف كثرية منها
. القاهرة–دار الفجر للتراث / ط) م٢٠٠٢ -هـ ١٤٢٣(، الطبعة األوىل )٣/٣٤٨(تفسري القرآن العظيم البن كثري ) ٢( ).٢/٢٣١(بق املصدر السا) ٣(أبو سعيد أو أبو اخلري ناصر الدين البيضاوي قاض مفـسر أصـويل علي الشريازي حممد بن بن عمر بن اهللا عبد هو :البيضاوي) ٤(
أنوار التنـزيل وأسرار التأويل، : عالمة ولد يف البيضاء بفارس قرب شرياز، وويل قضاء شرياز مدة من الزمن ومن تصانيفه توحيد ومنهاج الوصول إىل علم األصول، والغاية القصوى يف دراية الفتوى يف فقه الشافعية توىف بتربيز طوالع األنوار يف ال
).٥/٣٩٢(مكتبة املعارف، شذرات الذهب / ط) ١٣/٣٠١(نظر البداية والنهاية البن كثري ا. سنة مخس ومثانني وستمائة
٤١
â tb% x. ur ª! $# # Yëq àÿ xî $ VJä Ïm §ë á)يدل على في هذه اآلية فكان وغريها من اآليات اليت يرد فيها الفعل )١
أن األمـة إىل د بأن األمر قد وقع وأنه مستمر فيما بعد إىل ما شاء اهللا مث يشري البيـضاوي التأكي
.)٢(تكون خري أمة أخرجت للناس بأمرها باملعروف ويها عن املنكر وإمياا بكل ما أمر اهللا
أي كمـا جعلنـاكم ...) وكذلك جعناكم أمة وسطا (الوسطية ويقول رمحه اهللا يف تفسريه آلية
ديني إىل الصراط املستقيم جعلناكم أمة وسطا أي خيارا عدوال، والوسط اسم للمكان الـذي مه
تستوي إليه املساحة من اجلوانب مث استعري للخصال احملمودة لوقوعها بني طريف اإلفراط والتفريط
.)٣(كاجلود يقع بني اإلسراف والبخل وكالشجاعة تقع بني التهور واجلنب
سكم فيزعزعكم عن الشر ويصرفكم إىل اخلري بينما غريكم من األمم قد غلب علـيهم أثره يف نفو
eالشر والفساد وهذا الوصف وصف اخلريية يصدق على الذين خوطبوا به أوال وهـم الـنيب
تفسريه هلذه اآلية بقوله ال – رمحه اهللا –زيل وخيتم املراغي نـوقت الت وأصحابه الذين كانوا معه
.)٥( باملعروف والنهي عن املنكر كان موجبا فضل هذه األمة على سائر األممجرم أن األمر
).١٠٠(سورة النساء اآلية ) ١( .لبنان) م٢٠٠١(الطبعة األوىل ) ١/٧٩(لتأويل للبيضاوي أنوار التنـزيل وأسرار ا) ٢( ).١٨٠، ١/١٧٩(أنوار التنـزيل وأسرار والتأويل ) ٣(هو أمحد بن مصطفى املراغي مفسر مصري خترج بدار العلوم كان مدرسا للشريعة اإلسالمية ا ووعـى نظـارة : املراغي) ٤(
المية بكلية غوردون باخلرطوم وتويف بالقاهرة ومن تصانيفه احلـسبة يف بعض املدارس وعني أستاذا للعربية والشريعة اإلس ).١/٣٠٥(نظر معجم املؤلفني ا. اإلسالم، الوجيز يف أصول الفقه تفسري املراغي، علوم البالغة
وكما كانت األمة اإلسالمية وسطا يف باب اإلميان بالرب كانت وسطا يف باب اإلميان بالرسـل
.)٤(منوا م وصدقوهم وتركوهم من العبوديةآتلهم وكذم، فبني من عبدهم وأشركهم باهللا وبني من ق
).٣٠، ٤/٢٧(تفسري املراغي ) ١(، ) ومـا بعـدها ٣/٣٧١(فتاوى شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية لعبد الرمحن بن حممد بن قاسم النجدي وابنه حممد جمموع ) ٢(
. الرياض–ورثة عبد الرمحن بن حممد بن قاسم / الطبعة األوىل، ط ).٥(سورة البينة اآلية ) ٣( بـريوت –دار ابن حزم / ، الطبعة األوىل، ط )٧٤٠(مفتاح دار السعادة للعالمة اإلمام شيخ اإلسالم ابن القيم اجلوزية ص ) ٤(
.لبنان
٤٣
هم وسط ) وهذه الفرقة الناجية أهل السنة (– رمحه اهللا – )١(كما يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية
مل فاملسلمون وسط يف أنبياء اهللا ورسله وعباده الصاحلني يف النحل كما أن ملة اإلسالم وسط يف امللل،
غلت النصارى فاختذوا أحبارهم ورهبام أربابا من دون اهللا وال جفوا عنـهم كمـا يغلوا فيهم كما
.)٢ ()جفت اليهود فكانوا يقتلون األنبياء بغري حق
ولذلك )٣(ويف جانب التشريع تظهر الوسطية جلية يف جمال التشريعات كلها من عبادات ومعامالت -
باالستطاعة خالية من احلرج مراعيـة لليـسر جاءت التكاليف الشرعية غاية يف االعتدال مرتبطة
إن (– رمحـه اهللا – يقول اإلمام الـشاطيب )٤(الصالة، والصيام واحلج واجلهاد والزكاة كتكاليف
الشريعة جارية يف التكليف مبقتضاها على الطريق الوسط العدل اآلخذ من الطرفني بقسط ال ميـل
.)٥ ()فيه الداخل حتت كسب العبد من غري مشقة عليه
األوىل باملرء أن ال يأيت من أقواله وأعماله إال مبا فيه (-:- رمحه اهللا –ويقول العز بن عبد السالم
.)٦ ()جلب مصلحة أو درء مفسده مع االعتقاد املتوسط بني الغلو والتقصري
ومـن أما يف جانب الدعوة إىل اهللا فنجد منهاج الدعوة إىل اهللا هو أوسط املناهج وأقومها وأعدهلا -
أبرز مالحمه أن على الدعاة التبليغ واهلداية بيد اهللا وأن الدعوة تكون باحلكمة واملوعظـة احلـسنة
هو أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن عبد اهللا احلراين الدمشقي احلنبلي، أبو العباس تقي الدين شيخ اإلسالم، ولـد يف ) ١(
أطلق وسـافر إىل حران سنة إحدى وستني وستمائة هجرية مث انتقل به أبوه إىل دمشق، مث قدم مصر وسجن ا مدة، مث دمشق، واعتقل مث أطلق، مث اعتقل بقلعة دمشق ومات ا سنة مثان وعشرين وسبعمائة، فخرجت دمشق كلها يف جنازته
منها الفتاوى، واجلمع بني النقل والعقل، ورفع املالم عن األئمـة : كان آية يف التفسري واألصول والفقه، له تصانيف كثرية ).٤/٤٩٦(، تذكرة احلفاظ )١٤/١٣٥(نظر البداية والنهاية ا. نيةاألعالم، والقواعد النورا
).٣/٣٧٠(جمموع فتاوى ابن تيمية ) ٢( . لبنان– بريوت –دار املعرفة / ، الطبعة الثانية، ط)١٨٠(الوسطية يف القرآن الكرمي للدكتور علي الصاليب ص) ٣( ).٣١٥(املوافقات ص) ٤( .املصدر السابق) ٥( ).٢/٢٤(م قواعد األحكا) ٦(
٤٤
.)١(واجلدال باليت هي أحسن
ـ " أبواب الـسنة "وكذلك يف سائر ( يف شأن األمة اإلسالمية – رمحه اهللا –يقول ابن تيمية مه
.)٢ ( )eوسط ألم متمسكون بكتاب اهللا وسنة رسوله
فهذه الوسطية هي روح الشريعة اليت جعلتها مالئمة للفطرة فمال إليها الطبـع وترسـخت يف
.)٣(العوائد فإذا نظرنا يف الشريعة كلية وجدناها حاملة على التوسط
أن الشريعة إذا خرجت عن التوسط إىل أحد الطرفني مـن – رمحه اهللا –وعند اإلمام الشاطيب
ال عن الشريعة ومنهجها، وإمنا هو موقف تواجه به املتطرف إىل أحد تشديد أو ختفيف فليس ذلك عدو
-: ويف بيان هذه احلقيقة يقول)٤(الطرفني
الطرف اآلخر يف فإن رأيت ميال إىل جهة طرف من األطراف، فذلك يف مقابلة واقع أو متوقع "
مقابلة من غلب عليه يؤتى به يف – وعامة ما يكون يف التخويف والترهيب والزجر –فطرف التشديد
.حنالل يف الديناال
يؤتى به يف مقابلة من غلب عليـه –والترجية وعامة ما يكون يف الترغيب –وطرف التخفيف
فإذا مل يكن هذا وال ذاك، رأيت التوسط الئحا، ومسلك االعتدال واضحا، وهـو . احلرج يف التشديد
.)٥ ()األصل الذي يرجع إليه، واملعقل الذي يلجا إليه
مكتبة الدعوة واإلرشاد / ، الطبعة األوىل، ط ) وما بعدها ٨٥(الوسطية يف اإلسالم للدكتور سليمان بن عبد اهللا أبا اخليل ص ) ١(
. حوطة سدير– ).٣/٣٧٥(جمموع فتاوى ابن تيمية ) ٢(إلسالمية وجلنة احلفاظ علـى منشورات كلية الدعوة ا / ، ط )١٧٣(الشاطيب ومقاصد الشريعة للدكتور محادي العبيدي ص ) ٣(
غري مصلحة وجيوز إذا كان فيه مصلحة راجحة كمـا يف من ميتنع حيث يكون جمرد غرر وربا
.العرايا توسعة على اخللق ولرفع الضرر واحلرج عنهم
ـ )١٧٤(املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية ليوسف العامل ص ، ) وما بعدها ٣٩٩(املوافقات ص ) ١( د ، املدخل إىل علـم مقاص
، الطبعـة األوىل )١٣٠/ ١٢٩(الشريعة من األصول النصية إىل اإلشكاليات املعاصرة للدكتور عبد القادر بن حرز اهللا ص ).١٦٨( الرياض، مقاصد الشريعة عند ابن تيمية ص–مكتبة الرشد / ط) م٢٠٠٥ -هـ ١٤٢٦(
٤٨
باملناسب علل فيها الشارع توسع يف بيان العلل واحلكم يف التشريع يف باب العادات وأكثر ما أن -:الثاين
الوقوف ال املعاين اتباع فيها قصد الشارع فهمنا أن ذلك فمن بالقبول، تلقته العقول على عرض إذا ذيال
.العبادات باب يف كما النصوص مع
توسع يف هذا القسم حىت قـال باملـصاحل املرسـلة )١(أن اإلمام مالك : وحكى اإلمام الشاطيب
.ستحسانواال
ألحكام اليت جرت يف اجلاهلية كالدية والقسامة والقراض، ومـا أن الشريعة أقرت كثريا من ا : والثالث
.)٢(كان من حماسن العوائد ومكارم األخالق
أحد أئمة املذاهب املتبعة يف العامل اإلسـالمي ) أبو عبد اهللا (هو مالك بن أنس بن مالك بن أيب عامر بن عمرو األصبحي ) ١(
- رمحـه اهللا –إليه تنسب املالكية ولد سنة ثالث وتسعني له مؤلفات كثرية منها املدونة واملوطأ ورسالة يف األقضية توىف ).٣/٩(معجم املؤلفني ) ٢/٤٦٦٤(سري أعالم النبالء . سنة تسع وسبعني ومائة
، املدخل إىل علم مقاصد الشريعة للدكتور عبد القادر بن حرز )١٧٤(إلسالمية ليوسف العامل ص املقاصد العامة للشريعة ا ) ٢( ).١٦٨(، مقاصد الشريعة عند ابن تيمية ص)١٣٠، ١٢٩(اهللا ص
٤٩
والتعاليم الشرعية اإلسالمية جاءت لتقرير العبودية الكاملة هللا تعـاىل وإلخـراج مكل األحكا
.)١(اإلنسان من دائرة هوى نفسه
فاملقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج املكلف عن داعية هواه حىت يكون عبدا هللا طوعا كما
.هو عبدا هللا كرها
-:اسم العبد يتناول معنيني: - رمحه اهللا –يقول ابن تيمية
â b -:مبعىن العابد كرها كما قال تعاىل: أحدمها Î) ë@ à2 ` tB í Îû ÏNºuq»yJ¡¡9 $# ÇÚ öëF{ $#ur HwÎ) í ÎA#uä Ç`»uH÷q §ç9 $#
# Yâ ö7 tã á )٢(.
¼â ÿ -:وقوله تعاىل ã& s! ur zN n= óô r& ` tB í Îû ÏNº uq» yJ ¡¡9 $# Äß öë F{ $# ur $ Yã öq sÛ $ \d öç ü2 ur á)٣(.
!¬ â -:وقوله تعاىل ur ßâ àf ó¡ oÑ ` tB í Îû ÏNº uq» yJ ¡¡9 $# ÇÚ öë F{ $# ur $ Yã öq sÛ $ \d öç x. ur á )٤(.
$â ßä -:ستعينه، وهذا هو املذكور يف قوله تعاىلمبعىن العابد طوعا وهو الذي يعبده وي: والثاين t7Ïãur
وهلذا كان من خرج عن موجب الكتاب والسنة من املنسوبني إىل العلماء ()١ (-:ويقول رمحه اهللا
م أهل األهواء، وذلك أن كل من مل يتبع العلم والعباد جيعل من أهل األهواء كما كان السلف يسمو
).ن ال يكون إال دى اهللا الذي بعث به رسولهفقد اتبع هواه والعلم بالدي
يف نفس حبه وبغضه ومقدار حبه وبغضه هل هو موافـق ألمـر اهللا ينظر العبد أن على فالواجب
حبيث يكون مأمورا بذلك احلب والبغض ال يكون eورسوله، وهو هدى اهللا الذي أنزل على رسوله
.)٢(متقدما فيه بني يدي اهللا ورسوله
â üw (#q -:قال تعاىلفإنه قد ãB Ïdâ s) è? tû ÷ü t/ Äì yâ tÉ «! $# ¾ Ï& Î!q ßô uë ur á )اهللا يأمره أن قبل ومن أحب وأبغض. )٣
وجمرد احلب والبغض هو هوى لكن احملرم منه اتباع ففيه نوع من التقدم بني يدي اهللا ورسوله، ورسوله،
.)٤ ()حبه وبغضه بغري هدى من اهللا
عون هواهم، ال أمر اهللا، فهؤالء ال يفعلون وال يأمرون إال مبا حيبونه ويذكر رمحه اهللا أن الذين يتب
ما يكرهونه واهم وهؤالء شر اخللق، ويذكر عن عمر بـن عبـد واهم، وال يتركون وينهون إال ع
ال تكن ممن يتبع احلق إذا وافق هواه وخيالفه إذا خالف هواه فإذا أنت ال تثاب على ما (-: قوله )٥(العزيز
ألنه يف املوضعني إمنا قصد اتباع هواه مل - t –ته من احلق وتعاقب على ما خالفته وهو كما قال اتبع
.)٦ ()يعمل هللا
).٢/٣٦٦(االستقامة البن تيمية )١( ). وما بعدها٢/٣٦٥(، االستقامة )٣١، ٢٨(جمموع فتاوى ابن تيمية ) ٢( ).١(سورة احلجرات اآلية ) ٣( ).٢/٣٦٧(، االستقامة )١٣٤/ ٢٨(جمموع فتاوى ابن تيمية ) ٤( هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن احلكم بن أيب العاص، كان من أئمة االجتهاد ومن اخللفاء الراشدين رحل إىل املدينـة )٥(
نظر سري أعالم النـبالء ا. لطلب العلم واشتهر بالعدل والذكاء والفهم، مات سنة إحدى ومئة بدير مسعان من أرض محص )٢/٢٩٠٦.(
).٤٨٠، ١٠/٤٧٩(جمموع فتاوى ابن تيمية ) ٦(
٥٣
املقصد الشرعي من وضـع : (وهذا املقصد راجع إىل حفظ الدين، وقد أشار إليه الشاطيب بقوله
.)١ ()و عبدا هللا اضطراراالشريعة إخراج املكلف عن داعية هواه حىت يكون عبدا هللا اختيارا كما ه
فهذا هو مقصد الشريعة يف أصوهلا فهي كلها ترجع إىل هذا األصل وإن كثر اخلالف ذلـك أن
املصاحل الدينية والدنيوية ال حتصل مع االسترسال يف إتباع اهلوى واملشي مع األغراض فشقاء النـاس يف
اتباع األهواء الضالة واخلري والسعادة فيهما هذه الدنيا والعذاب الذي ينتظر أكثرهم يف اآلخرة مصدره
.)٢(تباع أحكام الشريعة وقهر اهلوىإال حيصالن إال ب
-: األدلة على أن العباد خلقوا لعبادة اهللا واالمتثال ألحكامه وتوجيهاته أمرا ويا-
$ â -:قال تعاىل - tB ur àM ø) n= yz £` Åg ø: $# }§R M} $# ur ûw Î) Èbr ßâ ç7 ÷è uã Ï9 á )٣(.
.)٧ ()حق اهللا على العباد أن يعبدوه وال يشركوا به شيئا (- :eوقوله -
.)٨()لدخول حتت التعبد للموىل عز وجلافهذا كله واضح يف أن قصد الشارع (-:قال الشاطيب
).٣١٨(املوافقات ص) ١( ).١٩٤، ١٩٣(الشاطيب ومقاصد الشريعة للعبيدي ص) ٢( ).٥٦(سورة الذاريات اآلية ) ٣( ).١٣٢(سورة طه اآلية ) ٤( ).٢١(سورة البقرة اآلية ) ٥( ).٣٦(سورة النساء اآلية ) ٦(، )٤٩( على التوحيد دخل اجلنة قطعـا حـديث أخرجه مسلم يف صحيحه، كتاب اإلميان، باب الدليل على أن من مات ) ٧(
).٢٢(ص ).٣١٩(املوافقات ص) ٨(
٥٤
-:ن مقصد عبادة اهللا تعاىل وخمالفة هوى النفسالقواعد املستخلصة م
كل عمل يتبع فيه اإلنسان هواه ويترك فيه أوامر الشرع ونواهيه يحكم عليه قطعا ويقينـا بأنـه -١
.باطل
أن كل فعل كان املتبع فيه بإطالق األمر أو النهي أو التخيري فهو صحيح وحق ألنه قد أتى به من -٢
.صاحبه قصد الشارع فكان كله صوابا املوضوع له، ووافق فيه هطريق
ن كل فعل امتزج فيه األمران أي اهلوى وقصد الشارع، فاحلكم للغالب والسابق فإن كان السابق أ -٣
أمر الشارع حبيث قصد العامل نيل غرضه من الطريق املشروع فهو صحيح، وإن كـان الغالـب
.)١(والسابق هو اهلوى وصار أمر الشارع كالتبع فهو باطل
، املدخل إىل دراسة املقاصد للدكتور عمر )١٥٣، ١٥٢(علم املقاصد الشرعية للخادمي ص ) ٣٢٣/ ٣٢٢(املوافقات ص ) ١(
. السودان–طبعة شركة دار احلكمة ) ١٢٠، ١١٩(بن صاحل بن عمر ص
٥٥
أن املكلف إذا خالف ما جاء به الشرع فعمله مناقضا لقصد الشارع وكل عمل يناقض قـصد
.الشارع من التشريع يعترب باطال وال يستحق القبول وال اإلثابة عليه
عت لتحصيل املصاحل ودرء أما بطالن العمل املناقض للشريعة فهو ظاهر ألن املشروعات إمنا وض
املفاسد فإذا خالف املكلف يف فعل ذلك يف فعل من أفعاله مل يكن يف تلك األفعال اليت خـالف فيهـا
جلب مصلحة وال دفع مفسدة، ألن األفعال والتروك متماثلة قبل ورود الشرع إذ ال حتسني وال تقبيح
صلحة وتعيني اآلخر للمفسدة فقد بني الوجـه للعقل فيها، فإذا جاء الشارع بتعيني أحد املتماثلني للم
.الذي منه حتصل املصلحة فأمر به أو أذن فيه وبني الوجه الذي به حتصل املفسدة فنهى عنه رمحة بالعباد
فإذا قصد املكلف عني ما قصده الشارع باإلذن فقد قصد وجه املصلحة على أمت الوجوه، فهـو
لشارع مل يكون يف ذلك القصد جلب مصلحة وال دفـع جدير بأن حتصل له، وإن قصد غري ما قصد ا
.)١(مفسدة يف نظر الشرع
-:وأما كون اعتبار عمل املكلف املخالف ملا جاء به الشرع مناقضا لقصد الشارع فنستدل عليه مبا يأيت
إن املكلف اآلخذ باملشروع من حيث مل يقصد به الشارع ذلك يعترب آخذا يف غري املشروع ألن -:أوال
الشارع إمنا شرعه ألمر معلوم بالغرض فإذا قصد املكلف غري ذلك األمر املعلوم فلم يأت بـذلك
املشروع أصال وإذا مل يأت به فقد ناقض الشارع يف ذلك األخذ من حيث صار كالفاعل لغري ما
.أمر به والتارك ملا أمر به وهذه مناقضة ال ريب فيها
).٩٧، ٩٦(، املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية للدكتور يوسف العامل ص)٤١٩، ٤١٨(املوافقات ص) ١(
٥٦
صد الشارع فقد جعل ما قصده الشارع مهمل االعتبار وما أمهلـه قصده ق إن املكلف إذا خالف : ثانيا
الشارع مقصودا معتربا ألن حاصل قصد الشارع ما رآه حسنا وهو عند املكلف املخالف لـيس
.وما مل يره الشارع حسنا فهو عنده حسن وذلك واضح وظاهر املناقضة للشريعةحبسن
ن جهة قصد الشارع ا يف األمر والنهي فإذا قصد غري ذلـك باألعمال م لف إن املكلف إمنا ك -:ثالثا
كانت بغرض القاصد وسائل ملا قصد، ال مقاصد ألنه مل يقصد ا قصد الشارع، بل جعل أحكام
.)١ ()خالفها واتبع غري سبيل املؤمنني واله اهللا ما توىل وأصاله جهنم وساءت مصريا
إمنا األعمال (-: e الرسولقوللباطل الشارع العمل املناقض لقصد على أن النصوص الدالة ومن
ورسوله فهجرته إىل اهللا ورسـوله ومـن بالنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إىل اهللا
.)٢ ()كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إىل ما هاجر إليه
عمل عمال ليس عليه من ( ويف رواية )٣ ()من أحدث يف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (-:وقوله
.)٤ ()أمرنا فهو رد
لألعمال يف ميزان ...) إمنا األعمال بالنيات(فهذان احلديثان من أصول اإلسالم العظيمة، فحديث
ما أن كل عمل ال كميزان لألعمال يف ظاهرها ف ...) من عمل عمال ليس عليه أمرنا ( وحديث ،باطنها
).١٩/١٧٨(جمموع فتاوى ابن تيمية ) ١( أنظر صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف بدأ الوحي إىل رسـول - t –رواه اجلماعة عن عمر بن اخلطاب ) ٢(
وكتاب مناقب األنصار، باب هجرة الـنيب ) ٤٧٨(أ والنسيان ص وكتاب العتق، باب اخلط ) ٢(، ص )١( حديث eeاهللا ee وكتاب النكاح باب من هاجر أو عمل خريا لتزويج امرأة فله مـا ) ٧٤٠(، ص )٣٩٨٩( وأصحابه إىل املدينة حديث
) ١٢٧٧(، ص )٦٦٨٩(، وكتاب األميان والنذور، باب النية يف األعمـال حـديث )١٠٠٦(ص) ٥٠٧٠(نوى حديث ، وصـحيح )١٣٢٨(ص) ٦٩٥٣( باب يف ترك احليل وأن لكل امرئ ما نوى يف األميان وغريها حـديث وكتاب احليل،
، سنن أيب داود لإلمام أيب داود سليمان )٥٠٠(ص) ١٥٥( إمنا األعمال بالنية حديث eeمسلم كتاب اإلمارة، باب قوله ، سـنن )٢٤٢، ٢٤١(، ص)٢٠٠١(بن األشعث السجستاين، كتاب الطالق، باب ما عين به الطالق والنيات حـديث
، )٤٠، ٣٩(، ص)١(النسائي لإلمام أمحد بن شعيب اخلرساين النسائي، كتاب الطهارة، باب النية يف الوضـوء حـديث لبنان، سنن الترمذي أليب عيسى حممد بن عيسى بـن – بريوت –دار املعرفة / ط) م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨(الطبعة األوىل
-هـ ١٤٢٣(، الطبعة األوىل )٦٨٨(، ص)٢(ب ما جاء فيمن يقاتل رياء وللدنيا حديث سورة، كتاب فضائل اجلهاد، با ).٦١٥(، ص)٤٢٢٧( لبنان، سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب النية، حديث – بريوت –دار املعرفة / ط) م٢٠٠٢
، )٤٤٨(، ص )١٧١ (أخرجه مسلم يف صحيحه كتاب األقضية، باب نقض األحكام الباطلة ورد حمدثات األمور حـديث ) ٣(، وابن ماجه يف سننه كتاب السنة، باب )٥٠٠(ص) ٤٦٠٦(وأبو داود يف سننه كتاب السنة، باب يف لزوم السنة حديث
وسنن الدارقطين لإلمام احلافظ علي بـن ) ٢(، ص )١٤( والتغليظ على من عارضه حديث eeتعظيم حديث رسول اهللا -) م٢٠٠٦ -هــ ١٤٢٦(الطبعة األوىل ). ٤/٧٤٣) (٤٤٨٨(ت حديث عمر الدارقطين باب يف املرأة تقتل إذا ارتد
.بريوتأخرجه البخاري يف صحيحه يف كتاب االعتصام، باب إذا اجهتد العامل أو احلاكم فأخطأ خالف الرسول من غـري علـم ) ٤(
مـور ومسلم يف صحيحه يف كتاب األقضية، باب نقض األحكام الباطلة ورد حمـدثات األ ) ١٤٠٠(فحكمه مردود ص ).٤٤٨(، ص)١٨(حديث
٥٨
يراد به وجه اهللا فليس فيه ثواب فكذلك كل عمل ال يكون عليه أمر اهللا ورسوله فهو مـردود علـى
.عامله
أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو مردود واملراد بـأمره فاحلديث األخري مبنطوقه يدل على
دينه وشرعه فأعمال العاملني كلهم ينبغي أن تكون حتت أحكام الشريعة فتكون أحكام الشريعة حاكمة
عليها بأمرها ويها فمن كان عمله جاريا حتت أحكام الشريعة موافقا هلا فهو مقبول ومن كان خارجا
.)١(عن ذلك فهو مردود
طبعة ) ١١١(جامع العلوم واحلكم لإلمام زين الدين أيب الفرج عبد الرمحن بن شهاب الدين الشهري بابن رجب احلنبلي ص ) ١(
).م٢٠٠٢ -هـ ١٤٢٣(مكتبة العبيكان
٥٩
â $tB -:قال تعاىلكل ما كان من حقوق اهللا فال خرية فيه للمكلف حبال من األحوال ur tb% x.
9` ÏB÷sßJ Ï9 üwur >p uZ ÏB ÷sãB # såÎ) Ó|Ó s% ª!$# ÿ¼ ã&è!qßôuë ur #·ç øBr& b r& tbqä3 tÉ ãN ßgs9 äo ué zçÏÉø: $# ô` ÏB öN ÏdÌç øBr& á)ن اما ما كوأ )١
.من حق العبد يف نفسه فله فيه اخلرية
هـذه وأعلـى ،والدالئل على أن حقوق اهللا تعاىل غري ساقطة وال ترجع الختيار املكلف فكثرية
.ي يبيحه الشارع فال جيوزخبالف ما إذا كان يف يده فأراد التصرف فيه وإتالفه يف غري مقصد شرع
وأما حترمي احلالل، وحتليل احلرام، وما أشبهه فمن حق اهللا تعاىل ألنه تشريع مبتدأ، وإنشاء كلية
.، فلذلك مل يكن ألحد فيه خريةمفليس هلم فيها حتكشرعية ألزمها العباد
لعباد إال وهللا فيه أن كل حق للعبد البد فيه من تعلق حق اهللا به، فال شيء من حقوق ا : فإن قيل
حق فيقتضي أن ليس للعبد إسقاطه فال يبقى بعد هذا التقرير حق واحد يكون العبد فيه خمريا، فقـسم
.العبد إذا ذاهب، ومل يبق إال قسم واحد
ألن ما هو حق للعبد إمنا ثبت كونه حقا له بإثبات –فاجلواب أن هذا القسم الواحد هو املنقسم
.ونه مستحقا لذلك حبكم األصلالشرع ذلك له ال لك
).٤٠(سورة الشورى اآلية ) ١(من قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن "eeفعه بغري قتل، فليس للمعتدي عليه قتله وذلك أن قوله وهو أن الصائل إذا أمكن د ) ٢(
، أوجب العلماء التدرج يف دفع املعتدي وال يلجأ املعتدى عليه إىل القتل إال إذا أصبح ضرورة "قتل دون عرضه فهو شهيد .، فهذا مما جيب للغرية على العرضإن دافع عن عرضه فقتلهأما يف مسألة العرض . البد منها لرد العدوان
من قتل له قتيل فهو خبري النظرين، إما أن "والتخيري وقع بني القصاص والعفو ببدل أو بغري بدل كما يف حديث أيب هريرة .، كتاب الديات، باب من قتل له قتيل فهو خبري النظرين)١٣١٢، ١٣١١(نظر البخاري صا" يقاد، وإما أن يفدي
).٢٨٠(ة اآلية سورة البقر) ٣(
٦٢
.وإذا كان كذلك فمن هنا ثبت للعبد حق، وهللا حق
.)١(فأما ما هو هللا صرفا، فال مقال فيه للعبد
فللعبد االختيار من حيث جعل اهللا له ذلك، ال من جهة أنه مستقل باالختيار –وأما ما هو للعبد
ويكفيك من ذلك اختياره يف أنواع املتناول مـن وقد ظهر بذلك ختيري العبد فيما هو حقه على اجلملة
واملعامالت، واملطالبات اع البيوع املأكوالت واملشروبات وامللبوسات وغريها مما هو حالل له ويف أنو
باحلقوق فله إسقاطها، وله االعتياض عنها، والتصرف فيما بيده من غري حجر عليه إذا كان تصرفه على
.)٢(ما ألف من حماسن العادات
وهذا مـا – أي أن النفع فيها عام جلميع الناس دون اختصاص بأحد –ألا حقوق خالصة هللا تعاىل، ومعىن كوا خالصة ) ١(
).بالنظام العام(يسمى يف القانون الوصفي -:وحقوق اهللا تتنوع باالستقراء إىل مثانية أنواع
. كاإلميان وفروعه– عبادات خالصة -:األولواملراد بكماهلا أن تكون عقوبة حمضة أي مل يـشملها نقـص . ويعرب عنها بالعقوبات الكاملة – عقوبات خالصة -:اينالث
.لترتبها على جنايات كاملة، ليس فيها شائبة اإلباحة ألا شرعت حلفظ األنساب والعقول واألعراض – حد السرقة – حد القذف – حد الشرب –حد الزنا : احلدود: مثاهلا
.األموالو وال نفـع – فإنه حق هللا تعاىل وجب زجرا عن ارتكاب ما حرم اهللا – كاحلرمان من املرياث – عقوبات قاصرة -:الثالث
وكان عقوبة ألن القاتل مل يلحقه أمل يف بدنه، وال نقصان يف ماله، وإمنا امتنع ثبوت ملكه يف تركة . فيه يعود على املقتول . قاصرة بالنسبة إىل البدنيةاملقتول، وال شك أا عقوبة
كفارة احلنث يف اليمني، وكفارة اإلفطار عمدا يف ار رمضان، : عقوبات فيها معىن العبادة وهي الكفارات مثل -:الرابع .وكفارة القتل اخلطأ
.صدقة الفطر: عبادة فيها معىن املؤنة ومثاهلا-:اخلامس . مؤنة فيها معىن العبادة وهو العشر-:السادس .اخلراج: مؤنة فيها معىن العقوبة ومثاهلا-:السابع ومـا ٣٥٧(عبد القادر حفين ص/ نظر أركان احلكم ألستاذي الدكتورا. ومثاله مخس الغنائم– حق قائم بنفسه -:الثامن ). وما بعدها٢/١٣٤مج(، التقرير والتحبري )م٢٠٠٥ -هـ ١٤٢٦(الطبعة األوىل ) بعدها
) م٢٠٠٥ -هـ ١٤٢٦(، الطبعة األوىل ) وما بعدها ٢/٣١٩(لسعد الدين بن عمر التفتازاين شرح التلويح على التوضيح . بريوت– صيدا –املكتبة العصرية / ط
:وأما جميئه مبعىن التوسط وعدم اإلفراط واالعتدال فكثري يف الكتاب والسنة من ذلك
).٣١٠(القاف ص، القاموس احمليط باب الدال فصل )١١٣/ ١٢(لسان العرب مادة قصد ) ١( ).٩(سورة النحل اآلية ) ٢(هو حممد بن جرير بن يزيد بن كثري الطربي أبو جعفر، اإلمام املفسر والفقيه األصويل ولد سنة أربع وعشرين ومئتني ولـه ) ٣(
سنة عشر مصنفات كثرية منها جامع البيان يف تأويل القرآن، وتاريخ األمم واملماليك وذيب اآلثار ودالئل اإلمامة مات ).٣/٣٣٦٦(وسري أعالم النبالء ) ٣/١٩٠(نظر معجم املؤلفني ا. وثالمثائة من اهلجرة
).٦/٤٩٥٥مج(جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطربي ) ٤( ).١٢/١١٣(لسان العرب ) ٥( ).٤٢(سورة التوبة اآلية ) ٦( ).٥/٤٠٠٤مج(جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطربي ) ٧( ).٨٦٣(، الصحاح مادة قصد ص)١٢/١١٣(العرب لسان ) ٨( ).١٢/١١٣(نظر لسان العرب ا. هو اللحام التغليب، ويروى لعبد الرمحن بن احلكم: الشاعر) ٩(
٦٥
â ôâ -:قوله تعاىل ÅÁ ø% $# ur í Îû öÅ Íã ô± tB á )١(.
.)٢ ()القصد القصد تبلغوا (- :eوقوله
كنت أصلي مع رسول اهللا فكانت صـالته قـصدا وخطبتـه ( -: t )٣(مسرةوقول جابر بن
.)٤()قصدا
.مبعىن االعتماد واألم وإتيان الشيء: الثالث -
ومواقعهـا يف ) ق ص د(أصـل : )٦(، قال ابن جني)٥(قصده وقصد له وقصد إليه إذا أمه : تقول
.)٧(و الشيءاالعتزام والتوجه واألم والنهود والنهوض حن: كالم العرب
.مبعىن الكسر يف أي وجه كان: الرابع-
هو الكسر بالنصف، قصدته أقصده وقصدته انقصد : وقيلقصدت العود قصدا كسرته، : تقول
.)٨(وتقصد والقصدة الكسرة منه، واجلمع قصد
).١٩(سورة لقمان اآلية ) ١( .من البحث) ٣٩(سبق خترجيه ص) ٢( أحاديث كثرية ee أبا عبد اهللا روى عن النيب يكىن: هو جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب يكىن أبا خالد السوائي ويقال ) ٣(
).١/٤٨٨(، وأسد الغابة )١/١٣١٧(أنظر سري أعالم النبالء . سكن الكوفة وابتىن ا دارا سنة ست وستني من اهلجرة ).٢٠٤(ص) ٤١(أخرجه مسلم يف صحيحه يف كتاب اجلمعة، باب ختفيف الصالة واخلطبة حديث رقم ) ٤( ).٣١٠(، القاموس احمليط باب الدال فصل القاف ص)٨١٣(، الصحاح مادة قصد ص)١٢/١١٣(قصد لسان العرب مادة ) ٥( املوصلي أبو الفتح من أئمة األدب والنحو ولد قبل سـنة – بكسر اجليم والنون املشددة وبعدها ياء –هو عثمان بن جني ) ٦(
العلم إىل أحناء العراق والشام وغريمها من األقطار ولـه الثالثني وثالمثائة نشأ يف املوصل وتعلم ا مث رحل يف سبيل طلب تصانيف كثرية منها سر الصناعة وأسرار البالغة، وشرح ديوان املتنيب، وشرح كتاب الشواذ البن جماهد يف القراءات ومساه
م النـبالء ، سـري أعـال )٢/٣٥٨(نظر معجـم املـؤلفني ا. احملتسب توىف ببغداد يف صفر سنة اثنتني وتسعني وثالمثائة )٢/٢٦٥٠.(
).١٢/١١٤(لسان العرب ) ٧( ).٣١٠(، القاموس باب الدال فصل القاف ص٨٦٣، الصحاح مادة قصد )١٢/١١٤(لسان العرب ) ٨(
٦٦
:املقاصد اصطالحاتعريف
تعريف حمدد ودقيـق هلـا يف كتـب كثري ممن كتبوا يف املقاصد أشاروا إىل أم مل يعثروا على
بالتنصيص يكتفون وإمنا والشاطيب )١(له اهتمام باملقاصد منهم كالغزايل من عند حىت األصوليني من املتقدمني
.)٢(مقاصد الشريعة أو التقسيم ألنواعها بعض على
-:وفيما يلي تلمس ملفهوم املقاصد من خالل تعبريات واصطالحات بعض متقدمي األصول
ومقصد الشرع من اخللق مخسة وهو أن حيفظ ( -:الغزايل يذكر مقاصد الشريعة بقوله أن اإلمام جند -١
عليهم دينهم، ونفسهم وعقلهم ونسلهم وماهلم فكل ما يتضمن حفظ هذه األصول اخلمس فهو
.)٣ (..)مصلحة وكل ما يفوت هذه فهو مفسدة ودفعها مصلحة
صد وإمنا أراد تعداد هذه املقاصد وحصرها وبيان رعايتـها والغزايل هنا مل يعط تعريفا دقيقا للمقا
.واحملافظة عليها
جممـوع أو املقصود من شرع احلكم إما جلب مصلحة أو دفع مـضرة (-: فيقول )٤(أما اآلمدي -٢
امللقب حجة اإلسالم الشافعي الفقيه األصويل له حنو مائيت مصنف منـها إحيـاء علـوم حممد الغزايل حممد بن حامد هو أبو ) ١(
لفالسفة والوسيط يف الفقه، واملستصفى واملنخول من علم األصول وغريها ولد سنة مخـسني وأربعمائـة الدين، وافت ا طبقات الشافعية الكربى لتاج –دار الفكر / ط) ٤/٢١٦(نظر وفيات األعيان البن خلكان ا. ووفاته سنة مخس ومخسمائة
.دار املعرفة/ ط) ٤/١٠١(الدين السبكي ، املدخل إىل علـم )٣٤(، مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية ص )٤٥(ن تيمية ص مقاصد الشريعة عند اب ) ٢(
).١٥(املقاصد للدكتور عبد القادر بن حرز اهللا ص دار األرقم بن أيب األرقـم / ط) ١/٦٣٦(املستصفى من علم األصول لإلمام حجة اإلسالم أيب حامد حممد بن حممد الغزايل ) ٣(
.ان لبن–بريوت هو علي بن أيب علي بن حممد بن سامل التغليب اآلمدي احلنبلي سيف الدين ولد بآمد سنة إحدى ومخسني ومخسمائة مـن ) ٤(
اهلجرة كان فقيها وأصوليا حكيما أقام ببغداد مث انتقل إىل الشام مث إىل الديار املصرية توىف يف صفر سنة إحدى وثالثـني ).٢/٢٨١٤(، سري أعالم النبالء )٢/٤٧٩( املؤلفني نظر معجما. وستمائة من اهلجرة
).٣/٣٣٩(اإلحكام يف أصول األحكام لآلمدي ) ٥(
٦٧
د الشرع يف جلب املصاحل ودرء املفاسد حصل له فمن تتبع مقاص: (وأما العز بن عبد السالم فيقول -٣
جيوز قرباا من جمموع ذلك اعتقاد أو عرفان أن هذه املصلحة ال جيوز إمهاهلا وأن هذه املفسدة ال
.)١()وإن مل يكن فيها نص وال إمجاع وال قياس
.)٢ ()يويةخروية والدنإن الشارع قصد بالتشريع إقامة املصاحل اآل (-:وأما اإلمام الشاطيب قال -٤
مل حيرص على إعطاء حد وتعريف دقيق للمقاصد الشرعية ألنه اعترب األمر واضحا هنا فاإلمام الشاطيب
وأيضا لكونه كتب كتابه املخصص للمقاصد من املوافقات للعلماء بل للراسخني يف علوم الشريعة كما
.)٣(اطيبمت التنبيه على ذلك يف مقدمة كتاب نظرية املقاصد عند اإلمام الش
-:وذكر العلماء املعاصرون عدة تعريفات ملقاصد الشريعة منها
النفـوس إىل حتـصيلها األعمال والتصرفات املقصودة لذاا واليت تسعى مقاصد الشريعة هي -١
.)٤(مبساع شىت
.)٥(الغاية منها واألسرار اليت وضعها الشارع عند كل حكم من أحكامها -:مقاصد الشريعة هي -٢
خراهم، سواء أكان حتصيلها عـن آريعة هي املصاحل اليت تعود إىل العباد يف دنياهم و مقاصد الش -٣
.الرباطابـن احلبيـب اإلسالمية بني علمي أصول الفقه واملقاصد تأليف الشيخ حممد الشريعة مقاصد وكتابه عاشور ابن الطاهر حممد )٤(
).م٢٠٠٤(دولة قطر –والشؤون اإلسالمية طبعة وزارة األوقاف )٢/١٢١( اخلوجة ).١٩٩٣(امسة ، الطبعة اخل)٧(مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها للدكتور عالل الفاسي ص) ٥( ).٧٩(املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية للدكتور يوسف العامل ص) ٦(
٦٨
ن ماملعاين واحلكم وحنوها اليت رعاها الشارع يف التشريع عموما وخصوصا : مقاصد الشريعة هي -٤
.)١(أجل حتقيق مصاحل العباد
رمحه اهللا )٢(ريف املختار للمقاصد هو ما ذكره الشيخ عبد الوهاب خالفأرى واهللا أعلم أن التع -٥
واملقصد العام للشارع من تشريعه األحكام هو حتقيق : (يف كتابه علم أصول الفقه حيث يقول
ألن كل حكم شرعي ما قصد به )اميمصاحل الناس بكفالة ضروريام وتوفري حاجيام وحتسين
ة اليت تتكون منها مصاحل الناس وجعلها قاعدة من القواعـد األصـولية إال واحد من هذه الثالث
أن املقصد العام للشارع من تشريع األحكام هو : ومنطوق هذه القاعدة : (التشريعية حيث يقول
.)٣ ()حتقيق مصاحل الناس يف هذه احلياة جبلب النفع هلم ودفع الضرر عنهم
-:الضرورية
وقيام اتمع واستقراره حبيث إذا فاتت اختل نظام عليها حياة الناس فتتوق املصاحل اليت ا املقصود
احلياة وساد الناس هرج ومرج، وعمت أمورهم الفوضى واالضطراب وحلقهم الشقاء يف الدنيا واآلخرة
وهذه الضروريات هي الكليات اخلمس حفظ الدين، والنفس والعقل والنسل واملال وهـذه املـصاحل
.)٤(يعا والشريعة اإلسالمية وهي خامتة الشرائع راعتها على أمت وجوه الرعايةراعتها الشرائع مج
).٣٨(مقاصد الشريعة اإلسالمية لليويب ص) ١(عبد الوهاب خالف فقيه أصويل من أهل مصر ولد سنة مخس وسبعني وثالمثائة وألف درس الـشريعة اإلسـالمية بكليـة ) ٢(
وا مبجمع اللغة العربية بالقاهرة من آثاره مصادر التشريع فيما ال نص فيه، وعلم أصول احلقوق جبامعة القاهرة، وكان عض نظر معجم ا. الفقه وتاريخ التشريع اإلسالمي، ونور من القرآن يف التفسري توىف سنة ست ومخسني وتسعمائة وألف للميالد
).٢/٣٤١(املؤلفني ).٢٠٨، ٢٠٧(علم أصول الفقه للشيخ عبد الوهاب خالف ص) ٣(الطبعة ) ١١٢، ١١١(، مقاصد الشريعة يف ضوء فقه املوازنات تأليف عبد اهللا الكمايل ص )٣٧٩(الوجيز يف أصول الفقه ص ) ٤(
، )٧٢٠، ٧١٩( لبنان، تيسري الوصول إىل علم األصول ص – بريوت –دار ابن حزم / ط) م٢٠٠٠ -هـ ١٤٢١(األوىل هـ ١٤٢٦(، الطبعة األوىل )٣٩( للدكتور نور الدين بن خمتار اخلادمي ص ضوابطه وجماالته .. االجتهاد املقاصدي حجيته
. الرياض–مكتبة الرشد / ط) م٢٠٠٥ -
٦٩
إىل أحكام الشريعة يف كلياا وجزئياا جند أا وضعت ملصاحل العباد يف العاجل واآلجل إذا نظرنا
على صحتها من ذلك قوله تعاىل يف شأن بعثة ا يدل معا وتلك دعوة ال حتتاج إىل دليل وسنذكر طرفا مم
â Wx -:الرسل وهي األصل ßô ïë tûï Îé Åe³ t6 ïB tûï Íë ÉãY ãB ur ûx y¥ Ï9 tbq ä3 tÉ Ä¨$ ¨Z= Ï9 í n? tã «! $# 8p ¤f ãm yâ ÷è t/ È@ ßô îç9 $# á)١(.
$! â -:وقوله سبحانه وتعاىل tB ur öÅ» oY ù= yô öë r& ûw Î) Zp tH ôq yë öúü ÏJ n=» yè ù= Ïj9 á )٢(.
.د الشارع من وضع الشريعة مصاحل العباد عاجال وآجال أي أن قص– دل االستقراء على هذا قدو
.وأن يف مثل هذه القضية الكثري من اآليات واألحاديث
فمن هذه اجلملة ثبت القياس واالجتهاد، وحنن جنري على مقتضى ذلك ويبقى البحث يف كـون
.)٦(ذلك واجبا أو غري واجب
).١٤(سورة طه اآلية ) ١( ).١٠٣(سورة التوبة اآلية ) ٢( ).١٨٣(سورة البقرة اآلية ) ٣( ).١٧٩(سورة البقرة اآلية ) ٤( ).١٧٢(سورة األعراف اآلية ) ٥(وقع اخلالف بني العلماء يف هذه املسألة، واخلالف حوهلا مذكور يف علم الكالم، وقد ذهب الرازي إىل أن أحكام اهللا تعاىل ) ٦(
.ليست معللة بعلة ألبتة، كما أن أفعاله تعاىل ليست كذلكلى أن أحكامه تعاىل معللة برعاية مصاحل العباد وهذا اختيار أكثر الفقهاء املتـأخرين، وقـد فقد اتفقت ع -:وأما املعتزلة
ذهبت عبارات األصوليني يف تعليل األحكام مذاهب شىت والتحقيق الذي مل يبق فيه جمال للشبهة أن األحكام قائمة علـى .رعاية مصاحل العباد، وأن هذه هي املصاحل هي اليت يسموا بالعلل
ملا اضطر يف علم أصول الفقه إىل إثبات العلل لألحكام الشرعية، أثبت ذلك على أن العلل مبعـىن العالمـات املعرفـة ولألحكام خاصة، وال حاجة إىل حتقيق األمر يف هذه املسألة، واملعتمد إمنا هو أنا استقرينا من الشريعة أا وضعت ملـصاحل
ومقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللـق ودرء ). ٢٢٠(نظر املوافقات ص ا. ال غريه العباد، استقراء ال ينازع فيه الرازي و ).٤(مفاسدهم ص
٧١
-:وهذه املقاصد ال تعدو ثالثة أقسام
.أن تكون ضرورية: أحدمها
.أن تكون حاجية: وثانيها
.أن تكون حتسينية: وثالثها
-:وسأبني املراد من كل قسم من هذه األقسام وأوضحه باألمثلة
.)١(املصاحل الضرورية: أوال -
-:واحلفظ هلا يكون بأمرين
. ويثبت قواعدها، وذلك عبارة عن مراعاا من جانب الوجودما يقيم أركاا: أحدمها-
.)٢(جانب العدم ما يدرأ عنها االختالل الواقع أو املتوقع فيها وذلك عبارة عن مراعاا من: والثاين
.فحفظ الدين يكون باإلميان والدعوة إليه واجلهاد وحماربة البدع وقتال املرتدين
.وتوفري أسباب العيش هلا ومبشروعية القصاصوحفظ النفس يكون بالقيام عليها
.والعقل حفظه يكون بالعلم وحترمي املسكرات واملخدرات
.والنسل حفظه يكون بالتناكح ورعايته وضبط النسب وحترمي الزنا
.واملال حفظه يكون بتنميته وعدم إتالفه وبإجياب الضمان وحد السرقة
.إباحة عقد اإلجارة والسلم والقراض واملساقاة: ويف املعامالت
: جعل دية القتل اخلطأ على عاقلة القاتل وعشريته األقربني ختفيفا عنه ومنها تقرير قاعدة : ويف اجلنايات
.)٣( ومنها تشريع القسامة، احلدود بالشبهاتءدر
٤/١٥٩(، شرح الكوكب املـنري )٤/١٨٨مج(، البحر احمليط للزركشي )٣/٣٤٣(، اإلحكام لآلمدي )٢٢(املوافقات ص ) ١(
وأنظر املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية للدكتور يوسف العـامل، ). ٥٣٩(، التحقيقات يف شرح الورقات ص )وما بعدها عبد القادر / ، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ألستاذي د ) وما بعدها ١٨٥(ليويب ص ومقاصد الشريعة اإلسالمية ل
).٢٥٥(أمحد حفين ص ).٧٢٤(تيسري الوصول إىل علم األصول، ص) ٢(، علم أصول الفقه لعبـد الوهـاب خـالف )٢٢٣، ٢٢٢(، املوافقات ص٧٢٥نفس املصدر السابق الصفحة نفسها وص ) ٣(
) ٢٢٨(، اإلسالم مقاصده وخصائصه للدكتور حممد عقلـة ص )٣٨٠(، الوجيز يف أصول الفقه ص ) وما بعدها ٢٠٩(ص ).م١٩٨٤ -هـ ١٤٠٥(وما بعدها، الطبعة األوىل
٧٣
-:وأما التحسينيات
وهي اليت دف إىل حتسني حال الناس وجتعل حاهلم على وفق ما تقتـضيه املـروءة ومكـارم
.)١(األخالق واآلداب وحماسن العادات حبيث إذا غابت مل يتضرر الناس بل تتدىن حيام اإلنسانية
وى عن بيع اإلنسان على بيع أخيـه ،حرم الغش والتدليس واإلسراف والتقتري : ويف املعامالت
.ن تلقي الركبانوع
حرم يف اجلهاد قتل الرهبان والصبيان والنساء و النهي عن الغدر وعن إحراق ميت : ويف اجلنايات
.)٢(أو حي
).٧٢٦(صللدكتور عبد الرحيم يعقوب تيسري الوصول إىل علم األصول ) ١(، وعلـم أصـول )٣٨١(صعبد الكرمي زيدان ل، والوجيز يف أصول الفقه )٧٢٧(نفس املصدر السابق الصفحة نفسها وص ) ٢(
).٢٢٣(، واملوافقات ص)٢١٢، ٢٠٩(الفقه خلالف ص
٧٤
واملقصود أن حتقق املـصاحل ) والتحسينية واحلاجية، الضرورية،( السابقة املصاحل وجل عز اهللا شرع
رجوة منها والثمرة املترتبة عليها على أكمل الوجوه وأحسنها هلذا شرع مع األحكام اليت حتفظ كـل امل
نوع منها أحكاما تعترب مكملة هلا يف حتقيق مقاصدها وهذا ما يعرف عند األصـوليني بـاملكمالت أو
.)١(التتمات أو التوابع
-:تعريف مكمالت املقاصد
صاحل الضرورية واحلاجية والتحسينية تامة وكاملة ومكتسبة على هي مجلة األحكام ا ليت جتعل امل
.)٢(أحسن الوجوه وأفضلها
إليها مـا هـو كل مرتبة من هذه املراتب ينضم (-:- رمحه اهللا –كما يف قول اإلمام الشاطيب
.)٣()كالتتمة والتكملة مما لو فرضنا فقده مل خيل حبكمتها األصلية
:مكمالت املقاصد الضرورية
و التماثل يف القصاص فإنه ال تدعو إليه ضرورة وال تظهر فيه شدة حاجة ولكنـه تكميلـي حن
م للتتميم والتكميل رحواملبالغة يف حفظ العقل بتحرمي شرب القليل من املسكر وإجياب احلد فيه فالقليل
قيقا للتـدين وحترمي البدعة ملا يف وجودها وبقائها من ضياع الدين وتبديله فلذلك منعت وحرمت، حت
).٣٢٥(مقاصد الشريعة اإلسالمية لليويب ص) ١( ).٩٤(علم املقاصد الشرعية للخادمي ص) ٢( ).٢٢٣(املوافقات ص) ٣(
٧٥
الكامل والعبادة التامة اخلالصة من شوائب الزيادة والنقصان، وحترمي النظر إىل األجنبية املقـصود بـه
يتعوذ وعند اخلروج حيمد اهللا إىل غري ذلـك ) ماحلما(حاجته على حجر فرمبا يكون فيه ما يؤذيه، وعند الدخول يف اخلالء أنظر مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ودرء مفاسـدهم . من اآلداب فهذه كلها مكمالت لألصل وهو قضاء احلاجة
).١٥(ص
٧٦
هذه وما أشبه ذلك ومن أمثلة )٢( واالختيار يف الضحايا والعقيقة )١(واإلنفاق من طيبات املكاسب
للحاجيات، فالضروريات هي أصـل ممة املسألة أن احلاجيات متممة للضروريات وأن التحسينيات مت
.)٣(املصاحل
â (#q -:قال تعاىل) ١( à) ÏÿR r& ` ÏB ÏM» t6 Íhä sÛ $ tB óO çF ö; |¡ ü2 á ٢٦٧(سورة البقرة اآلية.( نظر شروط األضـحية يف سـنن ا. سليمة من العيوب الظاهرة كالعور والعرج والباطنة كاملريضة مبرض يؤذي أي اختيار ال ) ٢(
أربعة ال جيزين يف األضاحي العوراء البني عورها واملريضة البني مرضها والعرجاء البني (عن الرباء بن عازب بلفظ . النسائي ).٨٥٩، ٨٥٨( باب ما ى عنه من األضاحي صكتاب الضحايا،) ظلعها، والكسرية اليت ال تنقي
، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللـق ودرء مفاسـدهم )٩٧(علم املقاصد الشرعية للخادمي ص ) ٢٢٤(املوافقات ص ) ٣( ).١٥(ص
٧٧
احلقيقيـة مكمالت املقاصد الشرعية هي كما ذكرت األحكام اليت تتم وتكمل تلك املـصلحة
ذكـره وهذا الذي ويتمها، يكملها فوت أو تضيع هذه املصلحة بوجود ما أو ت ال تبطل اشترط أن ولذلك
شرط وهو أن ال يعود اعتبارها على األصل –من حيث هي تكملة –ها لكل تكملة ف( -:بقوله الشاطيب
)١(اشـتراطها عنـد ذلـك رفض أصلها فال يصح يفضي اعتبارها إىل وذلك أن كل تكملة )باإلبطال
-:لوجهني
. إبطال األصل إبطال للتكملة، ألن التكملة مع ما كملته كالصفة مع املوصوفأن يف: أحدمها
أنا لو قدرنا تقديرا أن املصلحة التكميلية حتصل مع فوات املصلحة األصلية، لكـان حـصول : والثاين
.)٢(األصلية أوىل ملا بينهما من التفاوت
)٣ (-:وبيان ذلك باألمثلة التالية
ت النجاسات حفظـا للمـروءات حرمحفظ املروءات مستحسن ف ، و أن حفظ النفس ضروري
وإجراء ألهلها على حماسن العادات فإن دعت الضرورة إىل إحياء النفس بتناول النجاسات كان تناوهلا
.أوىل
ـ وأيضا أن أصل البيع ضروري ومنع اجلهالة مكمل، فلو اشترط نف سم بـاب ي الغرر مجلة الحن
. الغرر اليسري الذي ال يؤثرالبيع، فال بد من إباحة بعض
).٢٢٤(املوافقات ص) ١(ارع للدكتور عبد العزيز عبد ، علم مقاصد الش )٩٨، ١/٩٧(املصدر السابق نفس الصفحة، علم املقاصد الشرعية للخادمي ) ٢(
. الرياض–مكتبة العبيكان / ط) م٢٠٠٢ -هـ ١٤٢٣(، الطبعة األوىل )١٤٦(الرمحن بن علي الربيعة ص، ١٤٦(علم مقاصد الشارع للربيعة ص ) ٣٣١، ٣٣٠(مقاصد الشريعة اإلسالمية لليويب ص ، )٢٢٥، ٢٢٤(املوافقات ص ) ٣(
١٤٧.(
٧٨
. وأيضا اجلهاد ضروري ألنه يؤدي إىل حفظ الدين والوايل فيه ضروري والعدالة فيه مكملة-
)١(ولذا قال العلماء باجلهاد مع أئمة اجلور ألنه لو ترك ذلك ألدى إىل ضرر عظيم على املسلمني
إىل طمع األعداء وهذا بـدوره الذي هو ضروري ألن تركه يؤدي ورجع ذلك على األصل باإلبطال
يؤدي إىل كسر شوكة املسلمني واستباحة أرضهم وأمواهلم وأعراضهم وأنفسهم، والدليل على ذلك ما
طمع فيها األعداء وأصبح كل شيء مباح لألعداء وهلذا قال . نشاهده اآلن حني ختلت األمة عن اجلهاد
no 4q uä ys ø9 $# $ uã ÷R ëâ9 $# Ío tç Åz Fy $$ Î/ 4 ` tB ur ö@ ÏG» s) ãÉ í Îû È@ã Î6 yô «! $# ö@ tF ø) ãã sù ÷r r& ó= Î= øó tÉ t$ öq |¡ sù Ïmã Ï? ÷s çR # ·ç ô_ r& $ \Kã Ïà tã á)٢(.
).٧١(سورة النساء اآلية ) ١( ).٧٤(سورة النساء اآلية ) ٢(
٨٠
-:املصلحة لغة
كاملنفعة وزنا ومعىن فهي مصدر مبعىن الصالح كاملنفعة مبعىن النفع أو هي اسم للواحـدة مـن
واملـصلحة واحـدة . واملصلحة الصالح ( :املصاحل، وقد صرح صاحب لسان العرب بالوجهني فقال
.)١ ()املصاحل
واللذائـذ، أو بالـدفع والتحصيل كاستحصال الفوائد جللبباع سواء كان نففكل ما كان فيه
.)٢(تقاء، كاستبعاد املضار واآلالم فهو جدير بأن يسمى مصلحةواال
-:املصلحة يف االصطالح
هي املنفعة اليت قصدها الشارع احلكيم لعباده من حفظه دينهم ونفوسهم وعقـوهلم ونـسلهم
.)٣(ع ذلكوماهلم، ودفع ما يفوت هذه األصول أو خيل ا أو ماكان سببا مؤديا إىل دف
:وعرفها العز بن عبد السالم
.)٤(بأا اللذات وأسباا، واألفراح وأسباا
-:املصاحل املوجودة يف هذه الدنيا ينظر فيها من جهتني
.من جهة مواقع الوجود -
.من جهة تعلق اخلطاب الشرعي ا -
).٨/٢٦٧(لسان العرب ) ١( ).٢٤٦(، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة، ص)٣٧(ضوابط املصلحة للبوطي ص) ٢( .لسابقان نفس الصفحةاملصدران ا) ٣( ).١/١٥(قواعد األحكام ) ٤(
٨١
-: األوىلةفأما النظر يف اجله
ا ال خيلص كوا مصاحل حمضة ونعين باملصاحل مـا هنفإن املصاحل الدنيوية من حيث هي موجودة
يرجع إىل قيام حياة اإلنسان ومتام عيشه، ونيله ما تقتضيه أوصافه الشهوانية والعقلية على اإلطالق حىت
يكون منعما على اإلطالق، وهذا يف جمرد االعتياد ال يكون ألن تلك املصاحل مشوبة بتكاليف ومشاق
والشرب والسكن والركوب والنكاح وغـري كاألكل واللبس –ا أو تلحقها رت تقترن ت أو كث قل
بكد وتعب، كما أن املفاسد الدنيوية ليست مبفاسد حمضة من حيـث ذلك فإن هذه األمور ال تنال إال
.)١(مواقع الوجود، إذ ما من مفسدة إال ويتبعها من الرفق واللطف ونيل اللذات كثري
-:احل وعدم خلوص املفاسد يف الدنيا ما يأيتوالدليل على عدم خلوص املص
@â ë -:اإلخبار بوضع الدنيا على االبتالء واالختبار والتمحيص قال تعاىل -١ ä. <§ øÿ tR èp s) ͬ !# så ÏN öq yJ ø9 $# 3
N ä.q è= ö7 tR ur Îhé ¤³9 $$ Î/ Îé öç sÉ ø: $# ur Zp uZ ÷F Ïù á )٢(.
â öN -:وقال تعاىل ä. uq è= ö7 uã Ï9 ö/ ä3 ïÉ r& ß` |¡ ôm r& Wx uK tã 4 uq èd ur âìÉ Íï yè ø9 $# âëq àÿ tó ø9 $# á )٣(.
.)٤ ()حفت اجلنة باملكاره وحفت النار بالشهوات (- :eوقال رسول اهللا
.فلهذا مل خيلص يف الدنيا ألحد جهة خالية من شركة اجلهة األخرى
التجربة التامة من مجيع اخلالئق إذ أن هذه الدار الدنيا وضعت على االمتـزاج بـني الطـرفني -٢
. بني القبيلني فمن رام استخالص جهة فيها مل يقدر على ذلكواالختالط
وهذا يتبني يف أعلى املراتب يف األمر والنـهي كوجـوب . املفسدة ومعلوم قطعا أن األمر ليس كذلك
اإلميان وحرمة الكفر، ووجوب إحياء النفوس ومنع إتالفها وما أشبه ذلك فكيف يكون اإلميان منـهيا
قهرها حتت سـلطان وا، هعن إطالقها، وقطعها عن نيل أغراض من جهة ما فيه من كسر النفس ؟ عنه
التكليف، ومتتعها بالشهوات قيد من إطالق النفس الذي يقتضي الكفر يكونالتكليف الذي ال لذة فيه، و
ة عن القيود القـاهرة ور املؤدية إىل اللذة واملخرج ا به أو مأذونا فيه ألن هذه األم مأمور من غري خوف،
.مصلحة على اجلملة وكل هذا باطل حمض بل اإلميان مطلوب بإطالق والكفر منهي عنه بإطالق
فدل على أن جهة املفسدة يف طلب اإلميان وجهة املصلحة بالنسبة إىل النهي عن الكفر غري معتربة
.شرعا وإن ظهر تأثريها عادة وطبعا
-:األمر الثاين
ال يطاق، وهذا باطل ألن اجلهة املرجوحة مباقصود االعتبار شرعا لكان تكليفاأن ذلك لو كان م
مثال مضادة يف الطلب للجهة الراجحة واملأمور به إمنا هو إيقاع املصلحة الراجحة، لكن علـى وجـه
.)١( واملفاسد غري متمحضة– هنا –منهيا عن إيقاع املفسدة املرجوحة إذ املصاحل فيه يكون
، جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية )١٦٣، ١٦٢(علم مقاصد الشارع للربيعة ص ،)٢٣٣، ٢٣٢ص(املوافقات )١(
املقاصـد عنـد ، نظرية ) وما بعدها٣١(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ودرء مفاسدهم ص ) وما بعدها ٧٦(ص ).٢٣٧(اإلمام الشاطيب للريسوين ص
٨٤
-:املفسدة لغة
.)٢(املضرة والفساد نقيض الصالح
-:واصطالحا
.)٣(كل ما يفوت الضروريات اخلمسة كما قال اإلمام الغزايل
.)٤(بأا الغموم واآلالم وأسباا: وعرفها العز بن عبد السالم
.)٦( الضرر)٥(وهي عند الطويف
-:خروية من حيث خلوصها وامتزاجها مع األدلةاملفاسد اآلتقسيم املصاحل و -
:خروية تنقسم من حيث خلوصها وامتزاجها إىل قسمنياملصاحل واملفاسد اآل
-:القسم األول
املصاحل اخلالصة واملفاسد اخلالصة مبعىن أال يكون هناك امتزاج ألحد القبيلني باآلخر وذلك كنعيم
. النارأهل اجلنان وعذاب أهل اخللود يف
.من البحث) ٨٠(سبق تعريف املصاحل ص) ١( ).٣٠٦(القاموس احمليط باب الدال فصل الفاء ص) ٨١٢(، الصحاح مادة فسد ص)١١/١٨(لسان العرب مادة فسد ) ٢( ).١/٦٣٦(املستصفى ) ٣( ).١/١٥(قواعد األحكام ) ٤( القوي بن عبد الكرمي بن سعيد الطويف البغدادي الفقيه األصويل ولد بقرية طوىف مـن أعمـال الطويف هو سليمان بن عبد ) ٥(
-:بغداد وقدم الشام مث مصر له مصنفات كثرية منهاتوىف . بغية الشامل يف أمهات املسايل يف أصول الدين، وخمتصر احلاصل يف أصول الفقه، وخمتصر اجلامع الصحيح للترمذي
، )٧٩٢، ١/٧٩١(نظر معجم املـؤلفني ا. سنة ست عشرة وسبعمائة كهال وعاش أبوه بعده سنوات يف اخلليل بفلسطني ).٢/١٩٢٠(سري أعالم النبالء
).٢٨٣(نظر مقاصد الشريعة عند ابن تيمية صا) ٦(
٨٥
-:القسم الثاين
.أن تكون املصاحل واملفاسد ممتزجة
فإذا دخـل وليس ذلك إال بالنسبة إىل من يدخل النار من املوحدين يف حال كونه يف النار خاصة
.)١( وختلص من املفسدة،تهاألول حيث تتمحض مصلح إىل القسم اهللا رجع اجلنة برمحة
ول آيات وأحاديث تدل على أن ال عذاب وال مشقة والدليل على خلوص املصلحة يف القسم األ
.وال مفسدة
â ûc -:تعاىل كقوله Î) tûü É) G ßJ ø9 $# í Îû ;M» ¨Z y_ Abq ãä ãã ur . $ ydq è= äz ÷ä $# AO» n= |¡ Î0 tûü ÏZ ÏB# uä á )٢(.
â üw öN -:إىل قوله تعاىل ßg è¡ yJ tÉ $ ygã Ïù Ò= |Á tR $ tB ur N èd $ pk ÷] ÏiB tûü Å_ tç ÷Ç ßJ Î/ á )٣(.
«â íN -:وكقوله تعاىل n= yô öN à6 øã n= tæ óO çF ö7 ÏÛ $ ydq è= äz ÷ä $$ sù tûï Ï$ Î#» yz á )٤(.
.إىل غري ذلك من اآليات يف هذا املعىن
أنـت : قال اهللا عز وجل للجنة (- :eاجة اجلنة والنار قال حموكما روى البخاري يف حديث
.)٥ ()اديأنت عذايب أعذب بك من أشاء من عب: رمحيت أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار
نعيم وال راحة وال ألول آيات وأحاديث تدل على أن ال والدليل على خلوص املفسدة يف القسم ا -
.مصلحة
هم ، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللـق ودرء مفاسـد )١٦٤(علم مقاصد الشارع للربيعة ص ) ٢٣٦(املوافقات ص ) ١(
).٣٧، ٣٦(ص ).٤٦، ٤٥(سورة احلجر اآلية ) ٢( ).٤٨(سورة احلجر اآلية ) ٣( ).٧٣(سورة الزمر اآلية ) ٤(، )٧٢١(، ص )٣٥(أخرجه مسلم يف صحيحه كتاب اجلنة، باب النار يدخلها اجلبارون واجلنة يدخلها الضعفاء، حـديث ) ٥(
).١٠٠٠(ص) ٢٥٦١( اجلنة والنار حديث والترمذي يف سننه كتاب صفة اجلنة، باب ما جاء يف احتجاج
ادة كما أن املضار حمفوفة ببعض املنـافع، كمـا أن املنافع احلاصلة للمكلف مشوبة باملضار ع -:الثاين
تقول إن النفوس حمترمة حمفوظة ومطلوبة اإلحياء حبيث إذا دار األمر بني إحيائها وإتالف املال
عليها أو إتالفها وإحياء املال، كان إحياؤها أوىل فإن عارض إحياؤها إماتة الدين كان إحيـاء
ا جاء يف جهاد الكفار وقتل املرتد وغري ذلك فـاملعترب الدين أوىل وإن أدى ذلك إىل إماتتها كم
إمنا هو األمر املعظم، وهو جهة املصلحة اليت هي عماد الدين والدنيا ال من حيث أهواء النفوس
خرة، حبيث منعوا من حىت إن العقالء قد اتفقوا يف اجلملة على اعتبار إقامة احلياة الدنيا هلا أو لآل
بسبب ذلك هذا وإن كانوا بفقد الشرع على غري شيء، فالشرع ملـا تباع مجلة من أهوائهم إ
.جاء بني هذا كله، ومحل املكلفني عليه طوعا أو كرها ليقيموا أمر دنياهم آلخرم
).٢٣٥(، نظرية املقاصد عن اإلمام الشاطيب للريسوين، ص)٢٣٩(املوافقات ص) ١( ).٧١(ؤمنون اآلية سورة امل) ٢(
٨٨
أن املنافع واملضار عامتها أن تكون إضافية ال حقيقية ومعىن كوا إضافية أا منافع أو مضار -:الثالث
شرب لسبة إىل شخص دون شخص، أو وقت دون وقت، فاألكل وا يف حال دون حال، وبالن
كما أن كثريا من املنـافع تكـون . مثال منفعته لإلنسان ظاهرة ولكن عند وجود داعية األكل
ضررا على قوم ال منافع أو تكون ضررا يف وقت أو حال وال تكون ضررا يف آخر وهذا كلـه
.نوعة إلقامة هذه احلياة، ال لنيل الشهواتبني يف كون املصاحل واملفاسد مشروعة أو مم
ولو كانت موضوعة لذلك مل حيصل ضرر مع متابعة األهواء ولكن ذلك ال يكون فدل على أن
.)١( هواءاملصاحل واملفاسد ال تتبع األ
ـ ١٤١٥(الطبعة األوىل ) وما بعدها ٣٩(مقاصد الشريعة اإلسالمية لزيد بن حممد الرماين ص ) ١( ، ٢٣٩(املوافقـات ص ) هـ
، نظرية املقاصـد عنـد الـشاطيب ) وما بعدها ٤٤(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ودرء مفاسدهم، ص )٢٤٠ ).٢٣٦، ٢٣٥(للريسوين ص
٨٩
ات، إذا كانت قد شـرعت للمـصاحل يت واحلاجيات والتحسين هذه الكليات الثالث الضروريا
-:حاد جزئياا ولذلك أمثلةآاخلاصة ا فال يرفعها ختلف
أما يف الضروريات فإن العقوبات مشروعة لالزدجار، مع أنا جند من يعاقب فال يزدجر عما عوقب -
.عليه ومن ذلك كثري
فيف وللحوق املشقة وامللك املترفه ال مـشقة فكالقصر يف السفر مشروع للتخ : وأما يف احلاجيات
.له، والقصر يف حقه مشروع والقرض أجيز للرفق باحملتاج مع أنه جائز أيضا مع عدم احلاجة
ات فإن الطهارة شرعت للنظافة على اجلملة مع أن بعضها على خالف النظافـة يوأما يف التحسين -
.)١(كالتيمم
ن األمر الكلي ال خيرجه عن كونهألفكل هذا غري قادح يف أصل املشروعية
.)٢( اعتبار العام القطعيتربكليا ختلف بعض اجلزئيات ألن الغالب يف الشريعة مع
وأيضا إذا ختلفت بعض اجلزئيات عن املقاصد واملصاحل الكلية فال يعين ذلك أن تلـك املقاصـد
س أمهية املصاحل اليت اسـتثنيت خرى هي يف نفأواملصاحل قد تعطلت أو اختلت، بل يعين مراعاة مصاحل
.منها تلك اجلزئيات
).٤٨(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص)٢٤٨( صاملوافقات) ١(ـ )٢٤٨(املوافقات ص) ٢٣٥، ٢٣٤(علم مقاصد الشارع للربيعة ص ) ٢( شريعة يف حتقيـق مـصاحل اخللـق ودرء ، مقاصد ال
).٤٨(مفاسدهم ص
٩٠
-:وميكن بيان هذا األمر من خالل األمثلة التالية
النظر إىل العورة لغرض التداوي مباح وهو مستثىن من عموم حترمي النظر إىل األجـنيب، وهـذا -١
اليت هلـا وهي مصلحة العالج،خرىأاالستثناء ال يخل بأصلية ذلك التحرمي وإمنا حيقق مصلحة
غض البصر حلفظ األعراض والكرامة اإلنسانية، وإذا الحظنا النظر إىل العورة مصلحة نفس أمهية
وجدنا أن العلة اليت ألجلها منع النظر إىل العورات منتفية وذلك ألن الناظر يف العورة غالبا ليس
.له من قصد سوى التشخيص والعالج واملداواة
قانونية من الطالب يستثنون من قانون احلرمان من االختبار ألم أصحاب األعذار الشرعية وال -٢
تغيبوا ال بسبب التقصري والكسل واخلمول، وإمنا ختلفوا لظروف قاهرة منعتهم من احلضور، فلو
مل يستثن هؤالء الطالب من قانون احلرمان لكلفناهم مبا ليس يف مقدورهم وألحلقنا م ضـرر
مان منتفية وهذه العلة هي تأديب املتخلفني وزجرهم ومحلـهم علـى الرسوب مث إن علة احلر
.)١(احلضور يف اجلامعة للتحصيل العلمي
).١/١٠٦(علم املقاصد الشرعية للخادمي ) ١(
٩١
أن مقاصد الشارع يف بث املصاحل يف التشريع مطلقة عامة، ال ختتص بباب دون باب، وال مبحل
.د مطلقا يف كليات الشريعة وجزئياادون حمل وباجلملة األمر يف املصاحل مطر
والدليل على ذلك ما تقدم يف االستدالل على مطلق املصاحل، وأن األحكام مـشروعة ملـصاحل
فدل على أن . العباد، ولو اختصت مل تكن موضوعة للمصاحل على اإلطالق لكن الربهان قام على ذلك
.املصاحل فيها غري خمتصة
أن القول باملصاحل إمنا يستمر على القـول بـأن )١(-و القرايف وه –وقد زعم بعض املتأخرين
املصيب يف مسائل االجتهاد واحد، ألن القاعدة العقلية أن الراجح يستحيل أن يكون هو النقيض، بـل
مىت كان أحدمها راجحا كان اآلخر مرجوحا وهذا يقتضي أن يكون املصيب واحـدا وهـو املفـيت
يكون خمطئا ألنه مفت باملرجوح، فتتناقض قاعدة املصوبني مع القول بالقياس بالراجح، وغريه يتعني أن
.)٢(وأن الشرائع تابعة للمصاحل
إن هذه القاعدة ال : هذا ما قال ونقل عن شيخه ابن عبد السالم أنه يتعني على هؤالء أن يقولوا
عن اهللا تعاىل أن احلكم تـابع أما يف مواطن اخلالف فلم يكن الصادر . تكون إال يف األحكام اإلمجاعية
للراجح يف نفس األمر، بل فيما يف الظنون فقط، كان راجحا يف نفس األمر أو مرجوحـا وسـلم أن
شهاب الدين أبو العباس، الشهري بالقرايف، أحد العلماء املـشهورين هو أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن الصنهاجي املصري ) ١(
سـنة أربـع ومثـانني – رمحه اهللا –واألئمة املذكورين، برع يف الفقه وأصوله انتهت إليه رئاسة املالكية يف عصره، توىف . ة، واألمنية يف إدراك النية وغريها أنواء الربوق يف أنوار الفروق، والذخري : وستمائة، ودفن بالقرافة بالقاهرة، ومن مؤلفاته
).١/٩٤(، األعالم للزركلي )١/١٨٨(نظر شجرة النور الزكية ا ).٥٠(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص)٢٤٩(املوافقات للشاطيب ص) ٢(
٩٢
.)١(قاعدة التصويب تأىب قاعدة مراعاة املصاحل لتعيني الراجح
ب إىل األسبا )٢( يتعني على القائل بالتصويب أن يصرف اخلطأ يف حديث احلاكم -:وكان يقول
لإلتفاق على أن اخلطأ يقع فيها، ومحل كالم الشارع على املتفق عليه أوىل، هذا ما نقل عنه و يظهر أن
القاعدة جارية على كال املذهبني ألن األحكام على مذهب التصويب إضافية إذ حكم اهللا عندهم تابع
.لنظر اتهد وال فرق هنا بني املخطئة واملصوبة
ي أن ربا الفضل يف اخلضر والفواكه الرطبة جائز فجهة املصلحة عنـده فإذا غلب على ظن املالك
هي الراجحة، وهي كذلك يف نفس األمر يف ظنه ألا عنده خارجة عن حكم الربا احملرم، فاملقدم على
ال يف الدنيا وال يف اآلخرة، بـل فيـه التفاضل فيها مقدم على ما هو جائز وما هو جائز ال ضرر فيه
ألجلها أجيز وإذا غلب على ظن الشافعي أن الربا فيها غري جائز، فهي عنده داخلة حتت حكم مصلحة
الربا احملرم، وجهة املصلحة عنده هي املرجوحة ال الراجحة، وهي كذلك يف نفس األمر على ما ظنه فال
.هنا حكم املخطئهاضرر الحق به يف الدنيا ويف اآلخرة، فحكم املصوب
عينه فهو أشبه األمور مبقاصـد وهلذا يرى القرايف أنه ليس يف نفس األمر حكم معني وإمنا يف نفس األمر ما لو عني اهللا شيئا ل ) ١(
، والقائل اآلخر يقول ليس يف نفس األمر شيء هو أشبه، والظـاهر هـو eeالشريعة، كما يقول ال نيب بعد رسول اهللا إذا مل يعني اهللا تعاىل شيئا استوت األفعال، : األول فإن األفعال املتخيلة ال ختلو عن الرجحان يف بعضها والقائل الثاين يقول
ن املباحات كلها مل ختتلف وإن كانت مصاحلها خمتلفة وألن حجية الدليل القطعي على احلكم يف نفـس األمـر ال كما أ أنظر شرح تنقيح الفصول يف اختصار احملصول يف األصـول لإلمـام . تكون إال بالقطعي أما يف الظن فتختلف فيه القرائح
. لبنان-) م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨(ة األوىل ، الطبع)٤٢٨، ٤٢٧(شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف صإذا حكـم "ويف رواية عمرو بن العـاص " إذا اجتهد احلاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر "eeوهو قوله ) ٢(
أخرجه البخاري يف كتاب االعتصام بالكتاب ". احلاكم فاجتهد مث أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد مث أخطأ فله أجر ، ومسلم يف كتاب األقضية بـاب )١٤٠٠(، ص )٧٣٥٢( باب أجر احلاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ حديث والسنة،
، وأبو داود يف كتاب األقضية باب يف القاضـي )٤٤٧(، ص )١٥(بيان أجر احلاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ حديث ابن حجر العسقالين يف كتاب القضاء ، وبلوغ املرام من أدلة األحكام لإلمام احلافظ )٣٩٣(، ص )٣٥٧٤(خيطئ حديث
).٢/٢٨٥) (١١٩١(حديث
٩٣
لتناقض واقعا إذا عد الراجح مرجوحا من ناظر واحد، بل هو من ناظرين ظن كـل وإمنا يكون ا
واحد منهما العلة اليت بىن عليها احلكم موجودة يف احملل حبسب ما يف نفس األمر عنده ويف ظنه، ال ما
. فها هنا اتفق الفريقان)١(هو عليه يف نفسه إذ ال يصح ذلك إال يف مسائل اإلمجاع
،لفا بعد فاملخطئة حكمت بناء على أن ذلك احلكم هو ما يف نفس األمر عنده ويف ظنه وإمنا اخت
واملصوبة حكمت بناء على أن ال حكم يف نفس األمر بل هو ما ظهر اآلن وكالمها بان حكمه على علة
.)٢(مظنون ا أا كذلك يف نفس األمر
م املكلفني مجيعا ال ختتص بأحـد منـهم دون فاملقصود إذا أن املصاحل اليت جاءت ا الشريعة تع
غريه، كما أن هذه املصاحل مبثوثة يف مجيع األحكام واألبواب سواء كانت عبادات أو معامالت أو حىت
.عقوبات فرمحة اهللا تعاىل تتجلى يف كل ذلك
ويبقى على اتهد أن ينظر يف األدلة ويتلمس تلك املصاحل مراعيـا مقاصـد الـشريعة، وروح
.التشريع
).٥٢(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص)٢٥٠(املوافقات ص) ١(القائلون بالتصويب يقولون إن احلكم إمنا يتبع املصلحة اخلالصة أو الراجحة يف مواقع اإلمجاع أما يف حمل االخـتالف فـال ) ٢(
).٤٢٨(شرح تنقيح الفصول للقرايف ص. سن أيضا على دليل املخطئةيسلمون ذلك، فهذا منع ح
٩٤
ذكرنا فيما سبق أنه إذا ثبتت قاعدة كلية يف الضروريات أو احلاجيات أو التحسينيات فال يرفعها
إذا ثبت يف الشريعة قاعدة كلية يف هذه الثالثة أو يف آحادهـا -:حاد اجلزئيات، كذلك نقول آختلف
– ألن اجلزئيات مقصودة معتربة يف إقامة الكلية –حملافظة عليها بالنسبة إىل ما يقوم به الكلي فالبد من ا
.فاجلزئيات قد يترتب على ختلفها ختلف املصلحة املقصودة بالتشريع
-:والدليل على ذلك ما يأيت
الزكاة أو أو اجلمعة، أو)١(ورود العتاب على التارك يف اجلملة من غري عذر كترك صالة اجلماعة -١
أو مهروب عنه سواء كان العتاب وعيدا أو غريه )٢(اجلهاد، أو مفارقة اجلماعة لغري أمر مطلوب
.كالوعيد بالعذاب، وإقامة احلدود يف الواجبات
أن عامة التكاليف من هذا الباب ألا دائرة على القواعد الثالث، واألمر والنهي فيما قد جـاء -٢
لقد مهمت أن آمر بالصالة فتقام مث آمر رجـال "- ee -قال رسول اهللا : قال - t –فقد روى أبو داود عن أيب هريرة ) ١(
رواه ". م بيوم بالنارفيصلي بالناس، مث انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إىل قوم ال يشهدون الصالة فأحرق عليه ، وأبو داود يف سننه كتاب )١٤٠(، ص )٦٥٧(البخاري يف صحيحه كتاب األذان، باب فضل العشاء يف اجلماعة حديث
، وبلوغ املرام البن حجر كتاب الصالة، باب صـالة )٦٥(ص) ٥٤٨(الصالة، باب يف التشديد يف ترك اجلماعة حديث .)١/٧٩) (٣١٥(اجلماعة واإلمامة حديث
الثيب الزاين، والنفس : ال حيل دم رجل مسلم يشهد أن ال إله إال اهللا وأين حممدا رسول اهللا إال بإحدى ثالث "- :eeلقوله ) ٢( ".بالنفس، والتارك لدينه، املفارق للجماعة
ب والبخاري يف صحيحه بـا ،)٤٧٠(ص )٤٣٥٢( رواه أبو داود يف سننه كتاب احلدود، باب احلكم فيمن ارتد حديث â ¨b: قوله تعاىل r& }§ øÿ ¨Z9 $# ħ øÿ ¨Z9 $$ Î/ öú ÷ü yè ø9 $# ur Èû ÷ü yè ø9 $$ Î/ y#R F{ $# ur É#R F{ $$ Î/ á ١٣٥(ص) ٦٨٧٨(، حديث )٤٥(املائدة اآلية( ،
).٤٣٥(، ص )١٦٧٦(ومسلم يف صحيحه كتاب القسامة، باب ما يباح به دم املسلم حديث
٩٥
فعل املنهي عنه منها أن ترك املأمور به من غري اختصاص وال حماشاة حتما، وتوجه الوعيد على
إال يف مواضع األعذار اليت تسقط أحكام الوجوب أو التحرمي وحني كان ذلك كذلك، دل على
.)١(أن اجلزئيات داخلة مدخل الكليات يف الطلب واحملافظة عليها
اصد الشرعية، ووقوع العمل على وفقها وعـن أحتدث يف هذا الفصل مبشيئة اهللا عن أنواع املق
البناء على املقاصد األصلية وعن املطلوب الشرعي، وعن عموم التكاليف وشرط صحة التكليف ودوامه
.عن حمافظة الشارع على القواعد الثالث وأختم باحلديث عن عصمة الشريعة واستقالليتهاو
––
الفصل الثالثالفصل الثالث املقاصد الشرعيةاملقاصد الشرعية
٩٧
-:رنا إىل املقاصد الشرعية فإننا جندها على ضربنيإذا نظ
.أصلية وتبعية
-:فأما املقاصد األصلية
هي اليت قصدها الشارع أصال وابتداء وأساسا قصدها بالقصد األول االبتدائي وهـي املقاصـد
.األوىل والغايات العليا لألحكام
فيها للمكلف مبعىن أنه ملزم بفعلـها وقيل إا الضروريات اخلمس املعتربة يف كل ملة اليت الحظ
.وحفظها، أحب أم كره، باالختيار أم باالضطرار
.)١(وهذه على ضربني عينية وكفائية
فاألوىل وهي الضروريات العينية واجبة على كل مكلف يف نفسه فهو مأمور حبفظ دينه اعتقـادا
ليه أو حبفظ نفسه قياما بضروريات حياته وذلك بتعلم ما يدفع به عن نفسه الشبه اليت تورد ع . وعمال
وذلك بأن جينبها ما يرديها من أسباب اهلالك كاالنتحار بأي صورة من الصور، وحبفظ عقله صـونا
ملورد اخلطاب من ربه بتوقي األسباب املوجبة لذهابه أو غيابه، وحبفظ نسله حرصا على بقاء خلفه يف
ضيعة اختالط األنساب ويتوقى ذلك بصون شهوته بأال يضعها عمارة هذه الدار وذلك بعدم وضعه يف م
حجيتها للدكتور نور الدين بـن خمتـار – أمثلتها –، املقاصد الشرعية تعريفها )٢/١٥٥(علم املقاصد الشرعية للخادمي ) ١(
، حممد الطاهر ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية بني )م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤(، الطبعة األوىل ١٢٠اخلادمي ص ) ٣٤٠(، مقاصد الشرعية لليـويب ص )١٣٣(، مقاصد الشريعة عند ابن تيمية ص )٢/١٤٦(د علمي أصول الفقه واملقاص
) ١٨٣(، علم مقاصد الشارع للربيعة ص )١٢١/ ١٢٠(عمر صاحل بن عمر ص / املدخل إىل دراسة علم املقاصد للدكتور ).١٣٨(نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب للريسوين ص
٩٨
إال فيما أذن اهللا به وحبفظ ماله استعانة على القيام بتلك األوجه األربعة وذلك بأال يتلفه فيما ال يعـود
.)١(عليه بالنفع إطالقا
-:أما الضروريات الكفائية
ومحاية الضروريات مة نظام اتمع اإلسالمي فاملقصود ا هنا القيام باملصاحل العامة اليت ا استقا
.كالواليات العامة اليت حيفظ ا الدين وتحمى ا احلقوق اخلاصة والعامة من التعرض للفساد واإلفساد
فالقائم بتلك الواليات قائم مبصاحل عامة لألمة، ومطالب حبفظ تلك املصاحل العامة فمن حيـث
لك وإن حصل له شيء من احلظوظ كعز السلطان وشرف الوالية جهة األمر يالحظ أنه الحظ له يف ذ
.الرئاسة وتعظيم املأمورين لآلمر فهي تبع للمقاصد األصلية املذكورةو
األول ه بالقصد األول، إذ األمر بالقيام بتلك الواليات مقـصود إذ ليست هذه األمور مقصودة
لعادات من تعظيم السلطان وحصول شـرف مث ما يلزم من ذلك يف جماري ا ةحفظ املصاحل العامة لألم
.)٢(الرئاسة مقصود تبعا على ما تقرر سابقا من أن الالزم للمقصود مقصود
ويدلك على أن املطلوب الكفائي معرى من احلظ شرعا أن : (- رمحه اهللا –قال اإلمام الشاطيب
موا به من ذلك فال جيوز لوال القائمني به يف ظاهر األمر ممنوعون من استجالب احلظوظ ألنفسهم مبا قا
ممن توالهم على واليته عليهم، وال لقاض أن يأخذ من املقضي عليه أوله أجـرة علـى ةأن يأخذ أجر
كم على حكمه، وال ملفت على فتواه وال حملسن على إحسانه وال ما أشبه ذلـك مـن اقضائه وال حل
، مقاصد )٢/١٤٦(، حممد الطاهر ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية )٢/١٥٥ (علم املقاصد الشرعية للخادمي ) ١(
).٣٤٠(الشريعة لليويب صووجه ذلك أن املقصود حتقيق املصاحل العامة ويلزم من ذلك تعظيم األئمة حىت يطاعوا يف حتقيق املصلحة قـال املقـري يف ) ٢(
إال بتعظيم األئمة يف نفوس الرعية، ومىت اختلف عليهم أو أهينوا تعـذرت جيب ضبط املصاحل العامة وال تنضبط : (قواعده ).٣٤١(مقاصد الشريعة لليويب ص). املصلحة
٩٩
املقصود ا نفس الوالية )٢( واهلدايا)١(الرشوةاألمور العامة اليت للناس فيها مصلحة عامة ولذلك حرمت
)٣(ألن استجالب املصلحة هنا مؤد إىل مفسدة عامة تضاد حكمة الشريعة يف نصب هـذه الواليـات
اجلور يف األحكام وهدم جيري خالفه وعلى يصلح النظام، و سلك جيري العدل يف مجيع األنام وعلى هذا امل
.)٤(قواعد اإلسالم
فهي اليت روعي فيها حظ املكلف من استجابة لفعل الشهوات، واالستمتاع : تبعيةأما املقاصد ال
باملباحات، وسد اخلالت واكتساب ما حيتاجه من ذلك كله وذا االعتبار تصري املقاصد التابعة خادمة
.للمقاصد األصلية ومكملة هلا
رواه أبو ) لعن رسول اهللا الراشي واملرتشي : (فيما رواه عنه عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنهما قال : eeودليل حترميها قوله ) ١(
، والترمذي يف سننه كتاب األحكام، باب )٣٩٣(ص) ٣٥٨٠( كراهة الرشوة، حديث داود يف سننه كتاب األقضية، باب ، وابن ماجه يف سننه كتاب األحكام، باب التغليظ يف )٥٦٠(ص) ١٣٣٧(ما جاء يف الراشي واملرتشي يف احلكم حديث
).٣٣١(، ص)٢٣١٣(احليف والرشوة، حديث يا أيها النـاس : ( قال eeعن عدي بن عمرية الكندي أن رسول اهللا " الهدايا العم "فقد روى أبو داود يف سننه حتت باب ) ٢(
فقام رجل من األنصار أسود كـأين " من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأيت به يوم القيامة وأنا أقول ذلك مـن : "قال. ذا وكذامسعتك تقول ك: قال" وما ذلك؟"يا رسول اهللا إقبل عين عملك قال : أنظر إليه فقال
رواه أبو داود يف سننه كتاب األقـضية ". استعملناه على عمل فليأت بقليله وكثريه فما أويت منه أخذه وما نهى عنه انتهى والبخاري يف صحيحه كتاب األحكام، باب هدايا العمال حـديث ) ٣٩٣(، ص )٣٥٨١(باب يف هدايا العمال حديث
).١٣٦٩(، ص)٧١٧٤(أن اهلدايا تحدث أثرها يف نفس احلاكم فتجعله ينحرف عن القضاء باحلق والعدل، وال شك أن ضرر ذلك عظيم ألنه جيعل ) ٣(
املهدي وهو ظامل حيصل على حق غريه ويكفي أن اهلدايا تؤدي إىل عدم ثقة الناس يف القاضي ممـا يـؤدي بـدوره إىل أنظـر . أن ذلك يضاد حكم الشريعة اليت أمرت بإقامة العدل بني الناس االضطراب وعدم االستقرار يف اتمع، وال شك
).١٦٠١(مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ودرء مفاسدهم ص، حممد الطاهر بن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية بني علمـي أصـول الفقـه واملقاصـد )٣٢٤(املوافقات ص ) ٤(
، والفروق لإلمام القرايف الفرق اخلـامس عـشر بعـد املائـة )٣٤١(ة لليويب ص ، مقاصد الشريعة اإلسالمي )٢/١٤٧()٢/٣٤١.(
بأن القضاة جيوز أن يكون هلم أرزاق من بيت املال ) بني قاعدة األرزاق وقاعدة اإلجارات (فقد ذكر القرايف يف هذا الفرق ن األرزاق إعانة من اإلمام هلم على القيام باملصاحل على القضاء إمجاعا، وال جيوز أن يستأجروا على القضاء إمجاعا بسبب أ
.ال أا عوض عما وجب عليهم من تنفيذ األحكام
١٠٠
-:)١ ( أمثلة على املقاصد األصلية والتبعية باختصار-
-: على املقاصد األصلية ما يليفمن األمثلة
.واالمتثال والذكر باخلضوع وإفراده وجل عز اهللا عبادة هو :للصالة األصلي املقصد -١
.التناسل وإعمار الكون: املقصد األصلي للزواج -٢
.هو التعبد والطاعة والتعليم والتبليغ: املقصد األصلي لطلب العلم -٣
-:أما األمثلة على املقاصد التبعية كالتايل
â ûc -:املقاصد التابعة للصالة هي النهي عن الفحشاء واملنكر لقوله تعاىل -١ Î) no 4q n= ¢Á9 $# 4ë sS ÷Z s? ÇÆ tã
Ïä !$ t± ós xÿ ø9 $# Ìç s3Z ßJ ø9 $# ur á )٢(.
â öç -:تعاىل الدنيا وكذلك طلب الرزق لقوله أنكاد من االستراحة أيضا للصالة التابعة املقاصد ومن ãB ù& ur
بني علمـي أصـول الفقـه ، حممد الطاهر ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة )١٢٣، ١٢٢(للدكتور عمر بن صاحل ص ).٢٠٥(، علم مقاصد الشارع للربيعة ص)١٤٩، ٢/١٤٧(واملقاصد
).٢٧٥(سورة البقرة اآلية ) ٢(
١٠٢
# â -:وقوله تعاىل så Î* sù ÏM uä ÅÒ è% äo 4q n= ¢Á9 $# (#r ãç ϱ tFR $$ sù í Îû ÇÚ öë F{ $# (#q äó tG ö/ $# ur ` ÏB È@ ôÒ sù «! $# á)١(.
§{ â -:وقوله تعاىل øä s9 öN à6 øã n= tã îy$ oY ã_ b r& (#q äó tG ö; s? Wx ôÒ sù ` ÏiB öN à6 În/ §ë á )٢(.
â üw -:العبادة بل هي خالصة لرب العاملني لقوله تعاىل r& ¬! ß`É Ïe$! $# ßÈ Ï9$ sÉ ø: $# á )رعت أعمال )١وهكذا ش
الكفاية ال لينال ا عز السلطة وخنوة الوالية وإن كان حيصل ذلك بالتبع فإن عز املتقـي هللا يف الـدنيا
.)٢(وشرفه على غريه ال ينكر
).٣(سورة الزمر اآلية ) ١(املدخل إىل دراسـة املقاصـد ). وما بعدها ٦٣(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٣٢٧، ٣٢٦(املوافقات ص ) ٢(
).١١٧(، جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ص)١٢٣، ١٢٢(ص
١٠٤
.أن العمل إذا وقع على وفق املقاصد الشرعية فإما على املقاصد األصلية أو املقاصد التابعة
فإذا وقع على مقتضى املقاصد األصلية حبيث راعاها يف العمل فال إشكال يف صحته وسالمته ألنه
التشريع، إذ إن مقصوده إخراج املكلف عن داعية هواه حـىت مطابق وموافق ملقصود الشارع يف أصل
.يكون عبدا هللا
-:وينبين على العمل باملقاصد الشرعية ما يلي
أن املقاصد األصلية إذا روعيت فإا أقرب إىل اإلخالص وصريورة العمل عبادة وأبعـد عـن
مر الشارع وعـدم االلتفـات إىل مشاركة احلظوظ اليت تغري يف وجه حمض العبودية ألن جمرد امتثال أ
احلظوظ الدنيوية واألغراض الشخصية إمنا يكون من أجل وجه اهللا تعاىل وذلك هو اإلخالص وأيضا يف
من املشقة مـا – وهي الضروريات أو ما فيه حفظ املصاحل العامة –العمل على وفق املقاصد األصلية
على وفق الشاق دليل على إخالصه ألن العمل نفسه ليس يف غريه فقصد املكلف له دون قصده حلظوظ
.ال يتحمله إال من ابتغى و جه اهللا تعاىل
خبالف مراعاة املقاصد التابعة فإن املكلف وإن كان عمله فيها موافقا لقصد الشارع مل خيالفه إال
ه التفاتا أنه مل يراعي ذلك يف عمله حىت يكون خارجا عن داعية هواه ومقتضى هذا أنه مل يفعل ما فعل
.)١(ملقتضى خطاب الشارع بل رد حاجته وداعية شهوته بقطع النظر عن اخلطاب هذا وجه
ر ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية بني علمـي أصـول الفقـه واملقاصـد ، حممد الطاه )٣٣٥(املوافقات ص ) ١(
، )١٨٤(، علم مقاصد الـشارع للربيعـة ص )٧٠(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ودرء مفاسدهم ص )٤٩(صد عند اإلمـام ، نظرية املقاص )١٢٥(، )١٢٤(، مدخل إىل دراسة املقاصد ص )٣٦٣(مقاصد الشريعة اإلسالمية لليويب ص
، علم املقاصد الـشرعية للخـادمي )١١٨(، جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ص ١٤٠الشاطيب للريسوين ص )٢/١٥٩.(
١٠٥
من أن العمل على وفق املقاصد األصلية يتضمن حتقيق كل ما قصده الشارع يف األمر ووجه ثان
ذ به علـى جلب املصاحل ودرء املفاسد وذلك ألن قصد الشارع أعم وأهم فإذا راعاه املكلف فكأنه أخ
.عمومه، فحصلت املصاحل اليت أراد الشارع حتصيلها واندفعت املفاسد اليت يريد الشارع اندفاعها
وهذا خبالف العامل نفسه فإنه يقتصر على مصلحته اخلاصة من أمر الشارع فإذا حصلت لـه مل
خـصص مقـصود واخلاصة فكأنه بـذلك وية، العامة خرينظر إىل ما وراءها من املصاحل الدنيوية واآل
.)١(الشارع حبظ نفسه ويف ذلك تضييع ملقاصد ومصاحل أراد الشارع حتصيلها
أن القائم على املقاصد األصلية قائم بعبء ثقيل جدا ومحل كبري من التكليف وهو -:ووجه ثالث
ال يثبت حتته طالب احلظ يف الغالب بل يطلب حظه مبا هو أخف منه وسبب ذلك أن هذا األمر حالـة
ة على املكلف شاء أو أىب يهدي اهللا إليها من اختصه بالتقريب من عباده ولذلك كانت النبوة أثقل داخل
$ â -:التكاليف وقد قال تعاىل األمحال وأعظم ¯R Î) í Å+ ù= ãZ yô öÅ øã n= tã Zw öq s% ¸xã É) rO á )ال يكون إال فمثل هذا .)٢
صاحب حظ يقوم بتكليف شـاق مع اختصاص زائد خبالف طالب احلظ فإنه عامل بنفسه وقلما جند
فذلك أثر من آثار اإلخالص وصاحب احلـظ لـيس )٣(وإذا ثبت أن صاحب املقاصد األصلية حممول
مبجمول ذلك احلمل إال مبقدار ما نقص عنده حظه فإذا سقط حظه ثبت قصده يف املقاصد األول وثبت
.)٤(له اإلخالص، وصارت أعماله عبادات
).٣٦٤(مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية لليويب ص) ١( ).٥(سورة املزمل اآلية ) ٢(املوافقـات . ن جهة سيده، حيفزه على القيام مبشاق األعمـال فيـستريح هلـا أي له حامل وباعث قوي م ) حممول(قوله ) ٣(
).٣٣٦(ص، حممد الطاهر ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية بني علمي أصول الفقه واملقاصـد )٣٣٧، ٣٣٦(املوافقات ص ) ٤(
).٧٣(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ودرء مفاسدهم ص)٢/١٥٠(
١٠٦
ر تصرفات املكلف كلها يتضح لنا مما تقدم أن البناء على املقاصد األصلية يعبادات كانت أو (صي
إىل عبادات ألن املكلف إذا فهم مراد الشارع من قيام أحوال الدنيا، وأخذ يف العمـل علـى ) عادات
طلب منه الترك فهو أبدا يف إعانة مقتضى ما فهم، فهو إمنا يعمل من حيث طلب منه العمل ويترك إذا
.)١(اخللق على ما هم عليه من إقامة املصاحل باليد واللسان والقلب
.أما با ليد فظاهر يف وجوه اإلعانات
فالبوعظ والتذكري باهللا واألمر باملعروف والنهي عن املنكر وبالـدعاء باإلحـسان : وأما باللسان
.حملسنهم والتجاوز عن مسيئهم
يضمر هلم شرا بل يعتقد هلم اخلري ويعرفهم بأحسن األوصاف اليت اتصفوا ا مبجرد وبالقلب ال
.اإلسالم وحيترمهم وحيتقر نفسه بالنسبة إليهم إىل غري ذلك من األمور القلبية املتعلقة بالعباد
بل ال يقتصر يف هذا على جنس اإلنسان ولكن تدخل عليه الشفقة على احليوانات كلها حىت ال
)٢ ()يف كل ذي كبد رطبة أجر (-:ملها إال باليت هي أحسن كما دل عليه قوله عليه الصالة والسالم يعا
من رأى منكم منكرا فليغريه بيده فإن مل يستطع فبلسانه فإن مل يستطع فبقلبه وذلـك "بذلك يقصد احلديث الشريف لعله ) ١(
.رواه مسلم" أضعف اإلميان ).٢٥(، ص)٤٩(نظر صحيح مسلم، كتاب اإلميان، باب كون النهي عن املنكر من اإلميان حديث ا
بينما رجل ميشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئـرا فـرتل فيهـا (: أن رسول اهللا قال tروى مسلم عن أيب هريرة ) ٢(لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كـان : فشرب، مث خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل
رسول اهللا وإن لنا يا : قالوا" بلغ مين فرتل البئر فمأل خفه ماء مث أمسكه بفيه حىت رقي فسقى الكلب فشكر اهللا له فغفر له ).يف كل كبد رطبة أجر: (يف هذه البهائم ألجرا ؟ فقال
صـحيح ) وعنه أيضا أن امرأة بغي رأت كلبا يف يوم حار يطوف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فرتعت له مبوقها فغفر هلا وصحيح البخـاري . )٥٨٢(، ص)٢٢٤٥(، )٢٢٤٤(مسلم، كتاب السالم، باب فضل ساقي البهائم وإطعامها حديث
).١١٦٤(، ص)٦٠٠٩(كتاب األدب، باب رمحة الناس والبهائم حديث
١٠٧
إن اهللا كتب اإلحسان على كل شيء فإذا قتلـتم : ( وحديث )١(وحديث تعذيب املرأة يف هرة ربطتها
.)٢ ()فأحسنوا القتلة
فكيف eال ألمر ربه واقتداء بنبيه فالعامل باملقاصد األصلية عامل يف هذه األمور يف نفسه امتثا
ال تكون تصاريف من هذه سبيله عبادة كلها ؟ خبالف من كان عامال على حظه فإنه إمنا كان سـاعيا
يف حظه وما كان طريقا إىل حظه ليس بعبادة على اإلطالق بل هو عامل يف مباح إن مل خيل حبق اهللا أو
به وإن فرضنا قيامه على حظه من حيث أمره الشارع فهو عبـادة حبق غريه فيه واملباح ال يتعبد إىل اهللا
.)٣(بالنسبة إليه خاصة
عذبت امرأة يف هرة مل تطعمها ومل تسقها ومل تتركها تأكـل مـن (-: أن رسول اهللا قال tروى مسلم عن أيب هريرة ) ١(
).خشاش األرضواحلديث رواه البخاري ذا اللفظ أنظر ) ٥٨٢(، ص )٢٢٤٢(صحيح مسلم، كتاب السالم، باب حترمي قتل اهلرة حديث
).٤٤٤(، ص)٢٣٦٥(، باب فضل سقي املاء حديث )الشرب(صحيح البخاري، كتاب املساقاة إن اهللا كتب اإلحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحـسنوا القتلـة وإذا ذحبـتم ( بلفظ tرواه مسلم عن شداد بن أوس ) ٢(
صحيح مسلم، كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من احليوان، باب ). ولريح ذبيحته فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته ، بلوغ املرام من أدلة األحكام للحافظ ابن حجر )٥١١(، ص)١٩٥٥(األمر بإحسان الذبح والقتل وحتديد الشفرة حديث
احلني لإلمام حيىي بن ، وشرح رياض الص )٢/٢٧٥(، )١١٥٧(العسقالين كتاب األطمعمة، باب الصيد والذبائح، حديث .مطابع دار الصحيفة/ ط) ٢/٣٧٨(، )٦٤٠(شرف النووي، باب احللم واألناة والرفق حديث رقم
، جملة جامعة اإلمام حممـد بـن سـعود ) وما بعدها٧٩(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص)٣٣٩(املوافقات ص ) ٣() ١٤٠(، نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب للريـسوين ص )١٨٤(، علم مقاصد الشارع للربيعة ص )١١٨(اإلسالمية ص
).٣٦٣(ومقاصد الشريعة اإلسالمية لليويب ص
١٠٨
–
أحدمها ما كان من قبيل العادات اجلارية بني اخللق يف االكتـسابات : املطلوب الشرعي ضربان
حلظوظ العاجلة كالعقود على اختالفها والتصاريف املالية على وسائر احملاوالت الدنيوية اليت هي طرق ا
.تنوعها
.ما كان من قبيل العبادات الالزمة للمكلف من جهة توجهه إىل الواحد املعبود: والثاين
فالنيابة فيه صحيحة فيقوم فيها اإلنسان عن غريه وينوب منابه فيما ال خيتص به منها : فأما األول
يف استجالب املصاحل له ودرء املفاسد عنه باإلعانة والوكالة وحنـو ذلـك ألن فيجوز أن ينوب منابه
احلكمة اليت يطلب ا املكلف يف ذلك صاحلة أن يأيت ا سواه كالبيع والشراء، واألخـذ واإلعطـاء،
واإلجارة والقبض والدفع وما أشبه ذلك ما مل يكن مشروعا حلكمة ال تتعدى املكلف عادة أو شـرعا
كل والشرب واللبس والسكىن وغري ذلك مما جرت به العادات وكالنكاح وأحكامه التابعة له من كاأل
وجوه االستمتاع اليت ال تصح النيابة فيها شرعا فإن مثل هذا مفروغ من النظر فيـه ألن حكمتـه ال
.تتعدى صاحبها إىل غريه
يغين فيها املكلف عن غريه وعمل فالتعبدات الشرعية ال يقوم فيها أحد عن أحد وال : وأما الثاين
حبـسب وذلك حيمل إن حتمل، وال وال يثبت إن وهب، العامل ال جيتزي به غريه وال ينتقل بالقصد إليه
.)١(نقال وتعليال النظر الشرعي القطعي
، ١٤١(، نظرية املقاصد للريـسوين ص )٨٣، ٨٢(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٣٥٥، ٣٥٤(املوافقات ص ) ١(
).١٢٥(، املدخل إىل دراسة املقاصد للدكتور عمر بن صاحل ص)١٤٢
١٠٩
â üw -: كورود كثري من اآليات والنصوص القرآنية كما يف قوله تعاىل -:فأما أدلته النقلية -١ ur âë Ìì s?
امليت يعذب ببكاء احلي "- :eبه مثل قوله واكتساب األجر والوزر من الغري على ما مل يعمل
)٣("من سن سنة حسنة أو سيئة كان لـه أجرهـا أو عليـه وزرهـا "- :eوقوله . )٢("عليه
إن فريضة اهللا أدركت أيب شيخا كبريا ال يستطيع أن : " ملا جاءته امرأة تستفتيه فقالت eوقوله
، املدخل إىل دراسـة املقاصـد ) وما بعدها ٨٣(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٣٥٦، ٣٥٥(املوافقات ص ) ١(
.)١٤٢(، نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب للريسوين ص)١٢٦، ١٢٥(للدكتور عمر بن صاحل ص) ٢٥٢(، ص)١٢٩٢(أخرجه البخاري يف صحيحه، كتاب اجلنائز، باب ما يكره من النياحة على امليـت حـديث رقـم ) ٢(
).٢٢١(، ص)٢٤(ومسلم يف صحيحه، كتاب اجلنائز، باب امليت يعذب ببكاء أهله عليه حديث رقم ه مثل أجر من عمل ا وال ينقص من أجـورهم من سن يف اإلسالم سنة حسنة فعمل ا بعده، كتب ل : (رواه مسلم بلفظ ) ٣(
" شيء، ومن سن يف اإلسالم سنة سيئة، فعمل ا بعده كتب عليه مثل وزر من عمل ا وال ينقص من أوزراهـم شـيء ، وسـنن أيب داود )٦٨٠، ٦٧٩(، ص)٥(صحيح مسلم، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، حديث رقـم
).٥٠١(، ص)٤٦٠٩(لسنة حديث رقم كتاب السنة باب لزوم ا
١١١
يا " -: فقالe يف رواية أن رجال جاء إىل النيبو. )١("نعم: يثبت على الراحلة، أفأحج عنه ؟ قال
ديـن أكنـت على أبيـك أرأيت لو كان ": إن أيب مات ومل حيج أفأحج عنه ؟ قال رسول اهللا
عن تعذيب امليت ببكاء احلي حبمله على ما إذا أوصـى ) رمحه اهللا (فقد أجاب اإلمام الشاطيب
-:)٤(بالبكاء عليه وكان من عادات العرب الوصية بذلك ومنه قول طرفة بن العبد
ــه ــا أهل ــا أن ــانعيين مب ــت ف إذا م
ابنـة معبـد وشقي علـي اجليـب يـا
وأما حديث من سن سنة فإن اجلزاء فيها راجع إىل عمل املأجور أو املوزور ألنه هو الذي تسبب
.فيها، وعلى جريان سببه جتري املسببات
-: بأمور منهاايث احلج، إال أنه أجاب عليهأحاد ومما يشكل -
مـا يـضعف بـه أن األحاديث املذكورة مضطربة نبه البخاري ومسلم على اضطراا، وهو -١
االحتجاج ولو مل تعارض أصال قطعيا، فكيف إذا عارضته ؟
فجاءته امرأة من ee كان الفضل بن عباس رديف رسول اهللا -:رواه أبو داود والبخاري ومسلم عن عبد اهللا بن عباس قال ) ١(
قالت يـا . يصرف وجه الفضل إىل الشق اآلخر eeخثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول اهللا يف وذلـك "نعم" :قال ؟ عنه أفأحج .الراحلة على يثبت ال كبريا شيخا فريضة اهللا على عباده يف احلج أدركت أيب رسول اهللا إن ، ومـسلم )٢٩٥(، ص )١٥١٣(صحيح البخاري، كتاب احلج، باب وجوب احلج وفضله حديث رقـم . حجة الوداع وسـنن أيب ) ٣٣٠، ٣٢٩(ص ،)٤٠٧( رقـم العاجز لزمانة وهرم وحنومها أو للموت حديث باب احلج عن كتاب احلج،
وسنن النسائي كتـاب مناسـك ). ٢٠١(، ص )١٨٠٩(داود، كتاب املناسك، باب الرجل حيج عن غريه، حديث رقم ).٥٣٠٠(، ص)١(احلج، باب حج املرأة عن الرجل حديث
).٥٢٩(ص )٢( حديث الدين بقضاء احلج قضاء تشبيه باب مناسك احلج، كتاب النسائي يف أخرجه) ٢( ).٢١(سورة الطور اآلية ) ٣(هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن ضبيعة شاعر جاهلي، ولد يف بادية البحرين عام مخسني وتنقـل يف بقـاع جنـد ) ٤(
).٢/١٤(معجم املؤلفني . واتصل بامللك عمرو بن هند، فجعله يف رعيته، ومن آثاره ديوان شعر صغري تويف سنة تسعني
١١٢
)١(بن حنبل أن الناس على قولني يف هذه األحاديث فمنهم من قبل ما صح منها بإطالق كأمحد -٢
ومنهم مـن )٢(أجازها يف احلج دون الصوم كالشافعي ويف غريه ومنهم من النيابة يف احلج أجازف
.بن أنسلك منع ذلك بإطالق كما
التواتر اللفظي وال أن هذه األحاديث معارضة ألصل ثابت يف الشريعة قطعي وهي مل تبلغ مبلغ -٣
املعنوي والظين ال يعارض القطعي، كما تقرر أن خرب الواحد ال يعمل به إال إذا مل يعارضه أصل
.حاديثقطعي وهذا الوجه هو املقصود وما سواه من األجوبة تضعيف ملقتضى التمسك بتلك األ
الصواب إعطاء اهللا لألبناء ثواب : ، قال الشاطيب هوأما عن اآلية فال غرو أن يعطى الولد مرتلة أبي
أعمال والديهم الصاحلة ليس من باب النيابة أصال وإمنا هو من باب جمازاة الوالدين الصاحلني بإحلـاق
.)٣(أبنائهم م
ولد ببغداد يف شهر ربيع األول سنة أربع وستني ومائة ) أبو عبد اهللا (بن حممد بن حنبل بن هالل الشيباين املروزي هو أمحد ) ١(
سـري أعـالم . سنة إحدى وأربعني ومائتني- رمحه اهللا - توىف واملنسوخ واملناسك له تصانيف كثرية منها املسند، والناسخ وأنباء أبناء الزمان أليب العباس مشس الدين أمحد بن حممد بن أيب بكـر بـن ، وفيات األعيان ) وما بعدها ١/٦٦٥(النبالء
).م١٩٧٨ -هـ ١٣٩٨( بريوت –دار صادر / ، ط) وما بعدها٦٣/ ١مج(خلكان ولد بغزة ورحل إىل مكة ونشأ ا ومبدينة ) أبو عبد اهللا (هو حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع املطليب الشافعي ) ٢(
حفظ القرآن الكرمي وهو يف السابعة من عمره وهو أحد األئمة اتهدين وإليه تنسب الشافعية له مصنفات eeل اهللا رسوسري أعالم النـبالء . مبصر سنة أربع ومائتني من اهلجرة - رمحه اهللا -كثرية منها الرسالة، وكتاب املبسوطة يف الفقه توىف
â öcq -:وقوله تعاىل ßJã É) ãÉ no 4q n= ¢Á9 $# á )٢(إلقامة حيث الصالة مبعىن الدوام عليها ذا فسرت ا وإقام
ذكرت مضافة إىل الصالة وجاء هذا كله يف معرض املدح وهو دليل على قصد الشارع إليه وجاء األمر
â (#q -:به صرحيا يف مواضع كثرية كقوله تعاىل ßJä Ï% r& ur no 4q n= ¢Á9 $# (#q è?# uä ur no 4q x. ¨ì9 $# á )أحـب ( ويف احلديث )٣
ل ما تطيقون فإن اهللا ملاعمخذوا من األ (-: وقال)٤ ()العمل إىل اهللا ما داوم عليه صاحبه وإن قل
.)٦ () وكان عليه الصالة والسالم إذا عمل عمال أثبته وكان عمله دمية،)٥()ميل حىت متلوا
من مفروضات ومـسنونات ومـستحبات يف . توقيت الشارع وظائف العبادات يف فإن : وأيضا
في يف حصول القطع بقصد الـشارع إىل إدامـة أوقات معلومة األسباب ظاهرة ولغري أسباب، ما يك
.األعمال
).٢٣، ٢٢(سورة املعارج اآلية ) ١( ).٣(ية سورة األنفال اآل) ٢( ).٤٣(سورة البقرة اآلية ) ٣(: الذي يدوم عليه صـاحبه، ويف روايـة eeكان أحب العمل إىل رسول اهللا : روى البخاري عن عائشة رضي اهللا عنها قالت ) ٤(
كان عمله "ويف رواية " سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله اجلنة، وإن أحب األعمال إىل اهللا أدومها وإن قل (، ١٢٤٠(ص) ٦٤٦٦، ٦٤٦٤، ٦٤٦٢(صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد واملداومة على العمل، حـديث ". دمية
، ٢١٨، ٢١٦، وصحيح مسلم كتاب صالة املسافرين وقصرها، باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغريه حديث )١٢٤١ ).١٨٨(ص
ÚZ$ ¨Z9 $# í ÎoT Î) ãAq ßô uë «! $# öN à6 öã s9 Î) $ ·èä ÏH sd á )٤(.
وأشباه هذه النصوص، مما يـدل . )٥("بعثت إىل األمحر واألسود "-:وقوله عليه الصالة والسالم
مل خيص به غريه مل يكن مرسال للنـاس خمتصا مبا ة، ولو كان بعض الناس على أن البعثة عامة ال خاص
.مجيعا
).٢٧(سورة احلديد اآلية ) ١( .من هذا البحث) ٨(سبق خترجيه ص ) ٢( ).٢٨(سورة سبأ اآلية ) ٣( ).١٥٨(سورة األعراف اآلية ) ٤(أعطيت مخسا مل يعطهن أحد قبلي كان كل نـيب : "eeقال رسول اهللا : رواه مسلم عن جابر بن عبد اهللا األنصاري، قال ) ٥(
وأحلت إىل الغنائم ومل حتل ألحد قبلي وجعلـت يل األرض طيبـة . قومه خاصة، وبعثت إىل كل أمحر وأسود يبعث إىل ". فأميا رجل أدركته الصالة صلى حيث كان، ونصرت بالرعب بني يدي مسرية شهر وأعطيت الشفاعة . طهورا ومسجدا
، وصحيح البخاري كتاب الصالة، بـاب )١٢٧(، ص )٣(صحيح مسلم، كتاب املساجد ومواضع الصالة، حديث رقم ).١٠٥(، ص)٤٣٨( جعلت يل األرض مسجدا وطهورا حديث eeقول النيب
١١٥
بة إىل ما تقتضيه من املصاحل أن األحكام إذا كانت موضوعة ملصاحل العباد، فالعبادة بالنس -:ومنها
مرآة، فلو وضعت على اخلصوص مل تكن موضوعة ملصاحل العباد بإطالق فثبت أن أحكامها على العموم
â Zo -:وإمنا يستثىن من هذا ما كان اختصاصا برسول اهللا كقولـه تعـاىل . )١ ()ال على اخلصوص r& zê öD $# ur
، ومسلم يف كتـاب )١٣٦٨(ص) ٧١٦٩(أخرجه البخاري، يف كتاب األحكام، باب موعظة اإلمام للخصوم حديث رقم ) ١(
، وأبو داود يف كتاب األقضية، باب قضاء القاضي إذا أخطـأ )٤٤٦(، ص)٤(احلكم بالظاهر واللحن باحلجة حديث رقم ) ٥٤١٦(، والنسائي يف كتاب آداب القضاة، باب احلكم بالظـاهر حـديث رقـم )٣٩٤(، ص )٣٥٨٣(يث رقم حد ).٢/٢٨٦) (١١٩٤(، بلوغ املرام كتاب القضاء حديث )١٠٣٣(ص
مقاصد الشريعة يف حتقيق ) وما بعدها ١٦٧(، الشاطيب ومقاصد الشريعة للعبيدي ص )٣٧٩، ٣٧٨(املوافقات للشاطيب ص ) ٢( ).١١١، ١١٠(لق صمصاحل اخل
١٢٠
.أي فعل املأمور به على وفاق األمر به) األمر(الطاعة هي موافقة
.أي خمالفة األمر بارتكاب ضد ما كلف به: واملعصية خمالفته
ألن اهللا تعاىل إذا فعل ما يريده وهذا غلط خمالفة اإلرادة واملعصية اإلرادة موافقة الطاعة :املعتزلة وقالت
.)١(عبيده ال يكون مطيعا هلم وإن كان فعله موافقا إلرادم
فاملفهوم من وضع الشارع أن الطاعة واملعصية تعظم حبسب املصلحة أو املفسدة الناشئة عنها وقد
علم من الشريعة أن أعظم املصاحل جريان األمور الضرورية اخلمسة املعتربة يف كل ملة وأن أعظم املفاسد
.ما يؤدي إىل اإلخالل ا
-:والدليل على ذلك
ل ا، كما يف الكفر وقتل النفس وما يرجع إليه، والزنا والـسرقة ما جاء من الوعيد على اإلخال
وشرب اخلمر وما يرجع إىل ذلك مما وضع له حد أو وعيد خبالف ما كـان راجعـا إىل حـاجي أو
فإن كان كذلك فهو راجـع إىل أمـر . د معلوم خيصه تكميلي، فإنه مل خيتص بوعيد يف نفسه، وال حب
.واالستقراء يبني ذلك. ضروري
-:إال أن املصاحل واملفاسد ضربان
.صالح العامل أو فساده، كإحياء النفس يف املصاحل وقتلها يف املفاسد ما به :أحدمها
N çl m;º uq øB r& ur c r' Î/ ÞO ßg s9 sp ¨Y yf ø9 $# 4 öcq è= ÏG» s) ãÉ í Îû È@ã Î6 yô «! $# tbq è= çG ø) uä sù öcq è= tF ø) ãÉ ur á سورة التوبة، بل أقر اهللا رسوله ) ١١١(اآلية$ â -:بقوله تعاىل pk öâ r' ¯» tÉ êÓ É< ¨Z9 $# ÇÚ Ìhç ym öúü ÏZ ÏB ÷s ßJ ø9 $# í n? tã ÉA$ tF É) ø9 $# á من سورة األنفال، فاحملافظة على الدين وإعالء ) ٦٥(ية اآل
كلمة اهللا تكون باجلهاد ورد العدوان وقد تفوت بذلك مصلحة النفس واملال ومها كليان فتقدم مصلحة الدين عليهما ألن حل ا مـن جـراء به بقاء البشرية وصالحها، وإمهاله يؤدي إىل الفتنة واهلوى وواقع حال األمة اآلن بتركها للجهاد وما
.يف األمـة اجلهاد فريضة ذلك خري شاهد وتكالب األمم عليها والطمع يف ثرواا ودفع هؤالء وردهم ال يكون إال بإحياء ).٣٩٨(ص واملوافقات ،)١٣٤(ص اخللق مصاحل حتقيق يف الشريعة مقاصد
صـحيح ). ى عن بيع احلصاة وبيع الغرر "ee أن النيب t فقد أخرج مسلم عن أيب هريرة –ى اإلسالم عن بيع الغرر ) ٢(، وسنن النسائي كتاب )٣٨٥(، ص )١٥١٣(مسلم، كتاب البيوع، باب بطالن بيع احلصاة والبيع الذي فيه غرر، حديث
).٨٨٢(، ص )٤٥٣٠) (٨٨٢(ص) ٤٥٣٠(البيوع، باب بيع احلصاة حديث البيع منهي عنه حلديث عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنهما أن رسول أن تنتج الناقة مث حتمل اليت نتجت وهذا : حبل احلبلة هو ) ٣(
وكان بيعا يتبايعه أهل اجلاهلية كان الرجل يبتاع اجلزور إىل أن تنتج الناقة، مث تنتج الـيت " ى عن بيع حبل احلبلة "eeاهللا .يف بطنها
صـحيح البخـاري، كتـاب . يف بيوع الغرروهذا البيع باطل ألنه بيع معدوم وجمهول وغري مقدور على تسليمه فيدخل ، وصحيح مسلم، كتاب البيوع، باب حترمي بيع حبـل )٤٠٣(، ص )٢١٤٣(البيوع، باب بيع الغرر وحبل احلبلة حديث
، وفتح الباري بشرح البخاري، كتاب البيوع، باب بيع الغرر وحبل احلبلة، حـديث )٣٨٦(، ص )٦، ٥(احلبلة، حديث الطبعـة األوىل ) وما بعـدها ٦/٥٤٢(، بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع للكاساين )٦١٢، ٦٠٩/ ٥مج(، )٢١٤٣(رقم
.لبنان) م١٩٩٧ -هـ ١٤١٨(
١٢٢
ملصاحل يف التوقي عن هذه األمور فعلـى هـذا إن وهو ممكن الرؤية من غري مشقة، وكذلك ا )١(الصفة
كانت الطاعة واملخالفة تنتج من املصاحل أو املفاسد أمرا كليا ضروريا كانت الطاعة الحقـة بأركـان
الدين، واملعصية كبرية من كبائر الذنوب، وإن مل تنتج إال أمرا جزئيا فطاعة الحقة بالنوافل واللواحـق
.)٢(ة من الصغائرالفضلية واملعصية صغري
وهو أن يكون املبيع معدوما وقت العقد وقد ى اإلسالم عن بيع ما ليس عند اإلنسان وى عن بيع الطعام قبل أن يقـبض ) ١(
من ابتاع طعاما فال يبعه حـىت "eeة اليت تؤدي إىل املنازعة حلديث الرسول وقبل أن يستوىف وغري ذلك من البيوع الفاسد صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب بيـع الطعـام قبـل أن " من ابتاع طعاما فال يبعه حىت يقبضه "ويف رواية " يستوفيه
بيع املبيع قبـل ، وصحيح مسلم كتاب البيوع، باب بطالن)٤٠٢(، ص)٢١٣٦(يقبض، وبيع ما ليس عندك حديث رقم ).٣٨٧(، ص)٣٠، ٢٩(القبض حديث
، جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود )وما بعدها ١٣٣(ص اخللق مصاحل يف حتقيق الشريعة مقاصد ،)٣٩٩ ،٣٩٨(املوافقات ص ) ٢( ).١٩١(، الشاطيب ومقاصد الشريعة للعبيدي ص)١٢١، ١٢٠(اإلسالمية ص
١٢٣
وجب أن ينظر يف أحكام العوائد ملا ينـبين –ملا كان التكليف مبنيا على استقرار عوائد املكلفني
.عليها بالنسبة إىل دخول املكلف حتت حكم التكليف
مظنون، وأعين يف الكليات ال يف خصوص فمن ذلك أن جماري العادات يف الوجود أمر معلوم ال
-:اجلزئيات والدليل على ذلك أمور
بشريعتنا فإن التكاليف الكلية فيها بالنسبة تربأن الشرائع باالستقراء إمنا جيء ا على ذلك ولنع : أحدها
إىل من يكلف اخللق موضوعة مبيزان واحد وعلى مقدار واحد وعلى ترتيب واحد ال اخـتالف فيهـا
وهي أفعال املكلفـني –ب املتقدم واملتأخر وذلك واضح يف الداللة على أن موضوعات التكاليف حبس
.)١(ذلكك
املكلفني إمنا جتري على ترتيبها إذا كان الوجود باقيا على ترتيبه ولو اختلفت العوائـد يف الوأفع
تكون الـشريعة املوجودات القتضى ذلك اختالف التشريع واختالف الترتيب واختالف اخلطاب فال
.على ما هي عليه وذلك باطل
اإلخبار الشرعي قد جاء بأحوال هذا الوجود على أا دائمة غري خمتلفـة إىل قيـام أن -:والثاين
الساعة كاإلخبار عن السموات واألرض وما بينهما وما فيهما من املنافع والتصاريف واألحـوال، وأن
.لق اهللاسنة اهللا ال تبديل هلا، وأن ال تبديل خل
كما يف البلوغ مثال فإن اخلطاب التكليفي مرتفع عـن شرعي حيكم به عليها ىل أصل إ رجعت كل عادة إذا اختلفت فالعوائد) ١(
فإذا بلغ وقع عليه التكليف فسقوط التكليف قبل البلوغ مث ثبوته بعده لـيس بـاختالف يف –الصيب ما كان قبل البلوغ . ثابتة تتبع أسباا حيث كانت بإطالق اخلطاب، وإمنا وقع االختالف يف العوائد والشواهد، وهكذا سائر األمثلة فاألحكام
).٣٩٠(املوافقات ص
١٢٤
-:العوائد املستمرة ضربان
ا إجيابا أو أمر أن يكون الشرع ومعىن ذلك نفاها أو الشرعي الدليل أقرها اليت الشرعية العوائد :أحدمها
.أو أذن فيها فعال وتركا أو ى عنها كراهة أو حترميا، ندبا،
.)١(نفيه وال إثباته دليل شرعي هي العوائد اجلارية بني اخللق مبا ليس يف -:والضرب الثاين
هارة التأهب للمناجاة، وستر العورات، والنهي عن الطواف بالبيت علـى طاألمر بإزالة النجاسات، و
إما حسنة عند الشارع أو قبيحة فإا مـن مجلـة العري وما أشبه ذلك من العوائد اجلارية بني الناس،
فني فيها فال يصح أن ينقلـب لاألمور الداخلة حتت أحكام البشر فال تبديل هلا وإن اختلفت آراء املك
إن قبول شهادة العبد ال تأباه حماسن العادات اآلن : احلسن فيها قبيحا، وال القبيح حسنا، حىت يقال مثال
عورة اآلن ليس بعيب وال قبيح فلنجزه أو غري ذلك، إذ لو صح مثل هذا لكان فلنجزه، أو إن كشف ال
. باطل، فرفع العوائد الشرعية باطلeنسخا لألحكام املستقرة املستمرة والنسخ بعد موت النيب
اومع ذلك فهي أسباب ألحكام تترتب عليه . فقد تكون تلك العوائد ثابتة وقد تتبدل : وأما الثاين
جود شهوة الطعام والشراب، والوقاع والنظر والكالم والبطش وأشباه ذلـك وإذا كانـت فالثابتة كو
.أسبابا ملسببات حكم ا الشارع فال إشكال يف اعتبارها والبناء عليها واحلكم على وفقها دائما
ما يكون متبدال يف العادة من حسن إىل قبح، وبالعكس، مثـل كـشف الـرأس : واملتبدلة منها
يف األسواق والطرقات فإنه خيتلف حبسب البقاع يف الواقع فهو لذوي املروءات قبيح يف البالد واألكل
وهو املصاحل اليت سكت عنها الشارع فلم يرد نص باعتبارها وإعماهلا وال بإلغائها وقد وقع خالف بني العلماء فيها ومنـع ) ١(ن املفاسد واملهالك على معظمهم منها سدا لباب الذريعة وال سيما أمام أصحاب اهلوى والتشهي الذين يتوهون يف كثري م
-:أا مصاحل وقد وضع الغزايل ميزانا للمصلحة املعتربة شرعا واشترط فيها شروط ثالثة وأن تكون كلية أي حتفظ كلي من كليات الشريعة الـيت جـاءت -٣ وأن تكون قطعية ال ظنية -٢أن تكون ضرورية
املشرقية، وغري قبيح يف البالد املغربية فاحلكم الشرعي خيتلف باختالف ذلك، فيكون عند أهل املشرق
.)١(قادحا يف العدالة وعند أهل املغرب غري قادح
املعامالت وحنوها كما إذا كانت العادة يف النكاح قبض الصداق يف وومنها ما خيتلف يف األفعال
أو يف البيع الفالين أن يكون بالنقد ال بالنسيئة أو بالعكس أو إىل أجل كذا، فاحلكم جـار لقبل الدخو
.)٢(على ذلك حسبما هو معروف عند الفقهاء ومسطور يف كتبهم
كشف الرأس يعترب قبيحا يف كل زمان ومكان بالنسبة للمسلم ألنه يلزم أحكام الشرع ويدين به فاحلكم ال خيتلف كونه يف ) ١(
لزمون أحكام الشرع وال يدينون ألم ال ي ) البالد الغربية (املشرق أو يف املغرب وإمنا أراد كونه غري قبيح عند أهل املغرب – ألن الكفر ال يصلح مانعا ألنه ميكن إزالته باإلميـان –وارتضوا ألنفسهم حياة الفجور واإلباحة وإال فهم مطالبون ذا
كما أن احلدث بالنسبة للمسلم ال يصلح مانعا من وجوب الصالة وصحتها ألنه ميكن إزالته بالطهارة فإذا مل يـسلموا يف #â ô: يا فالفائدة من التكليف هي مضاعفة العذاب عليهم يوم القيامة كما قال تعاىلالدن yè» üÒ ãÉ ã& s! Ü># xã yè ø9 $# tP öq tÉ ÏpyJ»uäÉ)ø9$# ô$é# øÉ sÜur
¾ Ïmä Ïù $ ºR$ yg ãB á ١٢٥(مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص.( ، املدخل إىل دراسة املقاصـد ) وما بعدها ١٢٢(ص اخللقحتقيق مصاحل يف مقاصد الشريعة ،)وما بعدها ٣٨٦(ص املوافقات) ٢(
).٢٩٦، ٢٩٥(ضوابط املصلحة ص) ٨٥(، املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية للدكتور يوسف العامل ص)١٢٩(ص
١٢٦
واحلاجية والتحسينية البد له من –كون الشارع قاصدا للمحافظة على القواعد الثالث الضرورية
دليل يستند إليه واملستند إليه يف ذلك إما أن يكون دليال ظنيا أو قطعيا وكونه ظنيا باطل مع أنه أصـل
عة قطعية، فأصول أصوهلا أوىل أن تكون قطعية من أصول الشريعة، بل هو أصل أصوهلا وأصول الشري
فأدلتها . فالبد أن تكون قطعية . ولو جاز إثباا بالظن لكانت الشريعة مظنونة أصال وفرعا وهذا باطل
.قطعية بال بد
فإذا ثبت هذا فيكون هذا األصل مستندا إىل دليل قطعي مما ينظر فيه فال خيلو أن يكون عقليا أو
.)١(نقليا
لعقل ال موقع له هنا ألن ذلك راجع إىل حتكيم العقول يف األحكام الشرعية وهو غري صـحيح فا
.فالبد أن يكون نقليا
-:واألدلة النقلية
فإن مل تكن تمل متنها التأويل على حال أو ال إما أن تكون نصوصا جاءت متواترة السند، ال حي
مثل هذا إليها، ألن ما هذه صفته ال يفيـد استناد لها أهل التواتر، فال يصح نصوصا أو كانت ومل ينق
القطع، وإفادة القطع هو املطلوب وإن كانت نصوصا ال حتتمل التأويل ومتواترة السند فهذا مفيد للقطع
.إال أنه متنازع يف وجوده بني العلماء
).٢٤٦، ٢٤٥(املوافقات ص) ١(
١٢٧
واضع دون والقائل بوجوده مقر بأنه ال يرد يف كل مسألة تفرض يف الشريعة بل يوجد يف بعض امل
.)١(بعض، ومل يتعني أن مسألتنا من املواضع اليت جاء فيها دليل قطعي
إن التمسك بالدالئل النقلية إذا كانت متواترة موقوف -:م وجوده يف الشريعة يقول دوالقائل بع
البد وأن يكون ظنيا، وهذا ال يـدل ف على الظين و كل واحدة منها ظنية واملوق)٢(على مقدمات عشر
على أن دليل مسألتنا من هذا القبيل ألن القرائن املفيدة لليقني غري الزمة لكل دليل وإال لـزم أن قطعا
تكون أدلة الشرع كلها قطعية وليس كذلك باتفاق وإذا كانت ال تلزم ووجدنا أكثر األدلة الـشرعية
النظر يف مجيع ما تقـدم دل أو الداللة واملنت معا وال سيما مع افتقار األدلة إىل –ظنية الداللة أو املنت
للقطع واليقني نادر على قول املقرين بذلك وغري موجود على قول على أن اجتماع القرائن املفيدة ذلك
.)٣(اآلخرين
فيكون الدليل على هذه املسألة ثابت من وجه آخر هو روح املسألة وذلك أن هـذه القواعـد
ي إىل االجتهاد من أهل الشرع وأن اعتبارهـا مقـصود الثالث ال يرتاب يف ثبوا شرعا أحد ممن ينتم
.)٤(للشارع
).٢٤٦، ٢٤٥(املوافقات ص ) ١(ظنيا فإا تتوقف على نقل اللغـات وآراء النحـو، وعـدم وكل واحدة منها ظنية، واملوقوف على الظين البد وأن يكون ) ٢(
االشتراك، وعدم ااز، وعدم النقل الشرعي أو العادي، وعدم اإلضمار، وعدم التخصيص للعموم، وعدم التقييد للمطلـق ).٢٤٦(وعدم الناسخ، وعدم التقدمي والتأخري وعدم املعارض العقلي ومجيع ذلك أمور ظنية، املوافقات ص
فثبت أن دليل هذه املسألة على اليقني غري متعني، وال يقال أن اإلمجاع كاف وهو دليل قطعي، ألنا نقول هذا أوال مفتقـر ) ٣(ولعلـك ال . إىل نقل اإلمجاع على اعتبار تلك القواعد الثالث شرعا نقال متواترا عن مجيع أهل اإلمجاع وهذا يعسر إثباته
عيا على فرض اجتماعهم على مسألة قطعية هلا مستند قطعي فإن أمجعوا على مستند ظـين جتده ألن اإلمجاع إمنا يكون قط ).٢٤٧، ٢٤٦(فمن الناس من خالف يف كون هذا اإلمجاع حجة املوافقات ص
، جملة جامعة اإلمام حممد بن ) وما بعدها ١٣٧(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص ) وما بعدها ٢٤٥(املوافقات ص )٤( ).٢٨٦(، نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب للريسوين ص)١٠٧(د اإلسالمية صسعو
، وكان من حفظه له أن السماء ملئت حرسا شديدا وحفت من سائر وأنزل عليه القرآن eeاجلن حني بعث رسوله حممدا أرجائها، وطردت الشياطني عن مقاعدها اليت كانت تقعد فيها قبل ذلك لئال يسترقوا شيئا من القرآن فيلقوه على ألـسنة
اده وحفظه لكتابه العزيـز الكهنة فيلتبس األمر وخيتلط وال يدرى من الصادق، وهذا من لطف اهللا تعاىل خبلقه، ورمحته بعب ` â: قال تعاىل yJ sù Æì ÏJ tG ó¡ oÑ tb Fy $# ôâ Åg sÜ ¼ çm s9 $ \/$ pk Å # Yâ |¹ §ë á ٩(سورة اجلن اآلية(.
تفسري القرآن العظيم . أي من يروم أن يسترق السمع جيد له شهابا مرصدا له ال يتعداه وال يتخطاه بل ميحقه اليوم ويهلكه ).٤/٦٢٦مج(البن كثري
١٣٠
إىل اآلن وذلك أن اهللا عز وجل وفـر eرسول اهللا زمن االعتبار الوجودي الواقع من : والثاين
.دواعي األمة للذب عن الشريعة واملناضلة عنها حبسب اجلملة والتفصيل
. من التبديل والضياعض اهللا له حفظةقرآن الكرمي فقد قيأما ال
.ة الشريعة فقيض اهللا لكل علم رجاال حفظه على أيديهمليف مج األمر جرى وهكذا
فكان منهم قوم يذهبون األيام الكثرية يف حفظ اللغات والتسميات املوضوعة على لسان العرب
زما وتقدميا وتـأخريا وإفـرادا والبحث عن تصاريف هذه اللغات يف النطق فيها رفعا ونصبا وجرا وج
ومجعا إىل غري ذلك من وجوه تصاريفها يف اإلفراد والتركيب واستنبطوا لذلك قواعد ضبطوا ا قوانني
.)١(الكالم العريب على حسب اإلمكان فسهل اهللا بذلك الفهم عنه يف كتابه، وعن رسوله يف خطابه
وعن أهل الثقة والعدالة eمن حديث رسول اهللا مث قيض اهللا تعاىل رجاال يبحثون عن الصحيح
من النقلة حيث ميزوا بني الصحيح والسقيم وتعرفوا التواريخ وصحة األخذ لفالن عن فالن حىت استقر
، وكذلك جعل اهللا لبيان السنة من البدعة ناسا من عبيده eاملعمول به من أحاديث رسول اهللا الثابت
با وسنة، وعما كان عليه السلف الصاحلون وردوا علـى أهـل البـدع حبثوا عن أغراض الشريعة كتا
.)٢(واألهواء حىت متيز احلق عن اتباع اهلوى
).١٤١(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص)٢٥٢، ٢٥١(وافقات صامل) ١(، جملة جامعة اإلمام حممـد بـن ) وما بعدها ١٤١(مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص ) ٢٥٢، ٢٥١(املوافقات ص ) ٢(
).١٠٨(سعود اإلسالمية ص
١٣١
إن من املقاصد الرئيسية واألصول األساسية اليت تقوم عليها الشريعة اإلسالمية اليسر ورفع احلرج
ذا املقصد وتشهد هلذا األصل كثرية وقد تكلمت عنها يف بداية واملشقة وأن النصوص اليت تدل على ه
البحث من خالل احلديث عن قصد الشارع يف وضع الشريعة وعن اهتمام الشريعة اإلسالمية باملصاحل
.الضرورية واحلاجية والتحسينية وطرق احملافظة عليها
الفصل الرابعالفصل الرابعالقواعد الكلية التي يندرج حتتها القواعد الكلية التي يندرج حتتها من اجلزئيات ما ال يحصى يف رفع
من اجلزئيات ما ال يحصى يف رفع
احلرج واملشقةاحلرج واملشقة
١٣٢
هية اليت جاءت تعزز هذه احلقيقة وما أريد التركيز عليه يف هذا اال هو تناول بعض القواعد الفق
البارزة يف الشريعة اإلسالمية مع بيان بعض النماذج اليت خترج عليها بغرض املزيد من التوضيح وبيان أن
.قصد الشريعة هو جلب النفع ودفع الضرر
١٣٣
-:معىن القاعدة
عناء اليت جيدها املكلف يف تنفيذ احلكم الشرعي تصري املشقة جتلب التيسري أي تناديه فالصعوبة وال
.سببا شرعيا صحيحا للتسهيل والتخفيف عنه
واملشقة اليت هي مدعاة التخفيف والترخيص مبوجب هذه القاعدة هي املشقة املتجاوزة للحدود
وتعطلها عن القيام الطبيعية العادية والزائدة اليت ال يتحملها اإلنسان عادة وتفسد على النفوس تصرفاا
وذلك كاملشقة الناجتة عن الوصال يف الصوم أو املواظبة على قيام الليل كما سـبق )١(باألعمال النافعة
.احلديث عنه يف الفصل األول يف أنواع املشقة
وهذه القاعدة تعترب أصال عظيما من أصول الشرع، ومعظم الرخص منبثقة عنها، بل إـا مـن
ليت يقوم عليها صرح الفقه اإلسالمي، فهي قاعدة فقهية وأصولية عامة، وصـارت الدعائم واألسس ا
.أصال مقطوعا به لتوافر األدلة عليها من الكتاب والسنة
â ßâÉ -:فقد دل على هذه القاعدة كثري من آيات اهللا يف الكتاب املبني فقال اهللا تعاىل Ìç ãÉ ª! $# ãNà6 Î/
tç ó¡ ãä ø9 $# üw ur ßâÉ Ìç ãÉ ãN à6 Î/ ué ô£ ãè ø9 $# á )وقوله تعاىل )٢ :- â $ tB ur ü@ yè y_ ö/ ä3 øã n= tæ í Îû Èûï Ïdâ9 $# ô` ÏB 8l tç ym á )وقولـه )٣ ،
صـحيح البخـاري كتـاب ". ا على بوله سجال من ماء أو ذنوبا من ماء فإمنا بعثتم ميسرين ومل تبعثوا معسرين وهريقو، وسنن أبو داود كتاب الطهارة، باب )٦٦، ٦٥(ص) ٢٢٠(الوضوء، باب صب املاء على البول يف املسجد حديث رقم
طهارة، باب ما جاء يف البـول يـصيب األرض ، وسنن الترمذي كتاب ال )٤٦(ص) ١٣٨(األرض يصيبها البول حديث ).٣٦(ص) ١٤(وسنن النسائي كتاب الطهارة، باب ترك التوقيت يف املاء حديث ) ٨٢(ص) ١(حديث
١٣٥
املرض ورخصه كثرية مثل التيمم عند مشقة استعمال املاء وعدم الكراهة يف االسـتعانة مبـن -:الثاين
يصب عليه املاء أو يغسل أعضاءه، والقعود يف الصالة واإلمياء والفطر يف رمضان، وإباحة النظـر
.للعورة بالنسبة للطبيب ملداواة املريض، والتداوي بالنجاسات
)٢( وأكل امليتة للمـضطر )١( اإلكراه وبه أبيح التلفظ بكلمة الكفر مع اطمئنان القلب باإلميان -:لثالثا
.وشرب اخلمر إلزالة الغصة
حـق العبـد مال الغري هالك النفس فيفوت عدم إتالف ماله ففي الضمان يف الغري مع مال وإتالف
.روحومعىن الك ال) اجلسدية(صورة خبراب البيئة ومعىن، صورة
ويف إتالف مال الغري فوات حق العبد صورة ال معىن ألن الضمان باق على من أتلف ماله، ومن
املقرر فقها أن حفظ النفوس مقدم على حفظ األموال ألن اإلنسان ينتفع به بدون املال، واملال ال ينتفع
.به بدون اإلنسان ألنه خلق خلدمة اإلنسان وقضاء حاجاته
. الغري حمافظة على نفسه من اهلالك والضياعفجاز األكل من مال
ألنه مل يتعمد )٣(النسيان وبه ال يؤاخذ املرء باملعصية، وال يفطر الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا : الرابع
.الفطر وعليه أن يتم صومه وصومه صحيح بالنص ألن اهللا تعاىل هو الذي أطعمه وسقاه
â ûw -:لقوله تعاىل) ١( Î) ô` tB on Ìç ò2 é& ¼ çm ç6 ù= s% ur Bû Èõ yJ ôÜ ãB Ç`» yJÉ M} $$ Î/ á ١٠٦(سورة النحل اآلية.( â ûw -:لقوله تعاىل) ٢( Î) $ tB óO è? öë Ìç äÜ ôÊ $# Ïm øã s9 Î) á وقوله تعاىل)١١٩(سورة األنعام اآلية ،:- â Ç` yJ sù §ç äÜ ôÊ $# ué öç xî 8ø$ t/ üw ur 7ä$ tã Ix sù zNøOÎ)
Ïm øã n= tã á ١٧٣(سورة البقرة اآلية.( ". هإذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإمنا أطعمه اهللا وسـقا : " قال - t –للحديث الذي رواه البخاري عن أيب هريرة ) ٣(
، وصحيح مسلم كتاب )٣٦٦(ص) ١٩٣٣(صحيح البخاري كتاب الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا حديث ، وسنن أيب داود كتاب الصوم، بـاب مـن )٢٧٦(ص) ١٧١(الصيام، باب أكل الناسي وشربه ومجاعه ال يفطر حديث
).٢٦٤(ص) ٢٣٩٨(أكل ناسيا حديث
١٣٦
ا وجد به عيبا مل يكن املشتري على علم به فللمشتري رده خالل مدة اجلهل وبه يرد املبيع إذ-:اخلامس
اخليار إذا كان العيب يؤثر يف املبيع تأثريا جوهريا وفسخ عقد الزواج بعيب يف أحد الزوجني خيل
مبقصود الزوجية وقد أخفاه أحدمها عن اآلخر ومن العيوب اجلوهرية اليت تبيح فسخ النكاح كأن
اء بلحم مينع االتصال ا من جهة الزوج، أو قرناء بعظم يسد الفرج، وتعـذر تكون الزوجة رتق
عالج هذه األمور أو أن يكون الزوج عنينا ال يستطيع إتيان الزوجة، أو جمبوبا مقطوع الذكر أو
أن يكون أحدمها مريضا مرضا ال يرجى شفاؤه كأن يكون أحدمها جمنونا أو أبرص أو أجذم، أو
إخل من األمراض اليت متنع استمتاع كل من الزوجني باآلخر علـى )... الزهري(سل به مرض ال
الوجه املعتاد وتفوت مقصود الزواج من حتقيق املودة، والرمحة ودفع الضرر وتؤدي إىل التنفري بني
.الزوجني
ليـف التك شروط النقص ومن فروعه رفع التكليف عن فاقد األهلية كالطفل والنائم ألن من : السادس
وكذا املعىن هذا يعقالن ال وانون والتكليف ابتالء والصيب على فهم اخلطاب والبلوغ والقدرة العقل
القلم عن ثالثة عن النائم حىت يستيقظ، وعن الصيب حىت يبلغ، وعن انون رفع" :للحديث النائم
.)١()حىت يفيق
.تعاىل اهللا على محال وهو العبثواإللزام انتفى التكليف التكليف، من الفائدة انتفت وإذا
وعدم تكليف النساء بكثري مما جيب على الرجال كاجلماعة واجلمعة واجلهاد ألن يف خروجهن -
.فتنة، واملرأة مشغولة بإصالح البيت واألوالد
، وابـن )٤٧٦(، ص)٤٤٠٣(ب احلدود، باب يف انون يسرق أو يصيب حدا حديث رقم أخرجه أبو داود يف سننه، كتا ) ١(
، والترمذي يف سننه كتاب )٢٩٢(ص) ٢٠٤١(ماجه يف سننه، كتاب الطالق، باب طالق املعتوه والصغري والنائم حديث ).٥٩٧(، ص)١٤٢٣(احلدود، باب ما جاء فيمن ال جيب عليه احلد حديث
١٣٧
العسر وعموم البلوى وذلك كالصالة مع النجاسة املعفو عنها كدم القروح والدمامل والقيح -:السابع
صديد وطني الشارع، فالصالة مع وجود جناسة خفيفة ضرر أخف، وترك الصالة ضرر أعظم وال
فجازت الصالة مع هذه النجاسات رفعا للحرج عن املكلف وحتقيقا ملصلحة احملافظة على أهـم
.أركان الدين وهو الصالة اليت هي عماد الدين
، وإباحة االستقبال واالسـتدبار يف وأثر جناسة عسر زواله، وذرق الطيور إذا عم يف املساجد -
ويعفى أيضا عما يصيب احلب يف الدوس من روث البقر وبوله، وإباحة لبس )١(قضاء احلاجة يف البنيان
مع النهي عن لبس احلرير للرجال فالضرورة هنا التأذي من ارتـداء املالبـس )٢(احلرير للحكة والقتال
وكذا يف القتال ملن به ذات العلة أو ) مرض(أبيح ملن به علة العادية واحلرير يضفي نعومة على اجلسد ف
.إظهارا للغىن يف القتال أمام األعداء
وكذلك الرد بالعيب ومجيع أنواع اخليار شرعت هلذا املعىن وهو رفع الضرر كخيار الشرط، وهو
ن اشترى شـيئا ومل أن يشترط أحد املتعاقدين لنفسه شرطا يف البيع، وكذلك خيار الرؤية، وقد شرع مل
روى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أيب أيوب األنـصاري . إذا كان يف الصحراء مع النهي عن ذلك ) ١(
صـحيح " إذا أتى أحدكم الغائط فال يستقبل القبلة وال يوهلا ظهره، شرقوا أو غربـوا : "- e – قال رسول اهللا -:قال، )٥٤(، ص )١٤٤( عند البناء جدار أو حنوه حـديث البخاري، كتاب الوضوء، باب ال تستقبل القبلة بغائط أو بول إال
، وسنن أيب داود، كتاب الطهارة باب كراهيـة )٧٦(ص) ٢٦٤(وصحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب االستطابة حديث ، وسنن ابن ماجه أبواب الطهارة وسننها، باب النهي عن اسـتقبال )٣٠(ص) ١(استقبال القبلة عند قضاء احلاجة حديث
، ونيل األوطار من أسرار منتقى األخبار للعامل حممد بن علي الـشوكاين، )٤٨(، ص )٣١٨(ائط والبول حديث القبلة بالغ / ط) م٢٠٠٤(، الطبعـة األوىل )٦٠(، ص )٨٥(كتاب الطهارة باب ي املتخلي عن استقبال القبلة واستدبارها حديث
. بريوت–دار الكتاب العريب أخرجه البخاري يف صـحيحه كتـاب ". وعبد الرمحن يف لبس احلرير حلكة كانت ما للزبري - e –فقد رخص النيب ) ٢(
، ومسلم يف كتاب اللباس والزينة، باب )١١٤١(ص) ٥٨٣٩(اللباس، باب ما يرخص للرجال من احلرير للحكة حديث ).٥٤٤(ص) ٢٤(إباحة لبس احلرير للرجل إذا كان به حكة أو حنوها، حديث
١٣٨
فيكون له اخليار إذا رآه باإلمضاء أو الفسخ، وهكذا نرى أن الشارع حيافظ على حقوق العباد –يراه
لبنان األشباه والنظائر يف قواعد ) م١٩٩٣ -هـ ١٤١٣(، الطبعة األوىل ) وما بعدها ٧٦(العابدين بن إبراهيم بن جنيم ص الطبعـة اخلامـسة ) ومـا بعـدها ١٦٢( ص وفروع فقه الشافعية لإلمام جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي
، )١٧١، ١٧٠( بريوت، علم أصول الفقه لعبد الوهاب خـالف ص –دار الكتاب العريب / ط) م٢٠٠١ -هـ ١٤٢٢(دار / ط) م٢٠٠٦(، الطبعـة األوىل ) وما بعـدها ٦٠(إيضاح القواعد الفقهية للعامل الشيخ عبد اهللا بن سعيد اللحجي ص
دار / ط) م١٩٩٧ -هــ ١٤١٧(الطبعة الـسابعة ) ٢٦٩(المي للشيخ علي حسب اهللا ص الضياء، أصول التشريع اإلس / ط) م١٩٩٨ -هـ ١٤١٨(الطبعة الرابعة ) ٣٠٧(الفكر العريب القاهرة، القواعد الفقهية للدكتور علي أمحد الندوي ص
. دمشق –دار القلم /ط) م٢٠٠٤(، الطبعة الثانية )٢/١٠٠١(املدخل الفقهي العام ملصطفى أمحد الزرقا . دار القلم دمشق ، ) وما بعـدها ٢٥٦(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ودرء مفاسدهم ص )٤٤٧، ١/٤٤٦(شرح الكوكب املنري
ضوابط املصلحة للبـوطي ) وما بعدها ١/١٧١(، اإلاج يف شرح املنهاج )١/١٣٩(قواعد األحكام للعز بن عبد السالم ).٣٨٤(صلعبد الكرمي زيدان ، الوجيز يف أصول الفقه)٢٨٨(ص
١٣٩
هذه القاعدة من أهم القواعد وأجلها شأنا يف الفقه اإلسالمي وهلا تطبيقات واسعة يف خمتلـف
جللب املنافع أو فإن األحكام إما االت الفقهية بل فيها من الفقه ما ال حصر له، ولعلها تتضمن نصفه، ا
.فيدخل فيها دفع الضروريات اخلمس لدفع املضار،
. )١(ترجع إىل حتصيل املقاصد وتقريرها بدفع املفاسد أو ختفيفها القاعدة وهذه
.)٢("ال ضرر وال ضرار "- e –رسول قول ال مستنبطة من القاعدة أا هذه وأصل
: تعين وجوب رفع الضرر وإصالح آثاره بعد وقوعه وهي مبثابة تكملة حلديث: معىن هذه القاعدة
فإن كان هذا احلديث ينهى عن إحلاق الضرر باآلخرين ومقابلته باملثل فإن هـذه " ال ضرر وال ضرار "
. عليه باإلزالةالقاعدة تعاجل الضرر فيما إذا وقع وتبني أنه معاقب
الرد بالعيب يف -:ومن أمثلتها ما ذكره الفقهاء وبنوا عليه كثري من األحكام الشرعية ومن ذلك -
بينهم، ورفع الظلـم ونصب أو تعيني األئمة والقضاة للفصل بني الناس يف اخلصومات اليت تنشأ
فالقـضاة – وإلزامه برد احلق إىل من ظلمه -عن املظلوم ومتكينه من حقه، واحلكم على الظامل
).٤٤٤، ٤/٤٤٣(، شرح الكوكب املنري )٢٨٧(القواعد الفقهية للندوي ص) ١(اخرجه مالك يف املوطأ عن عمرو بن حيىي عن أبيه مرسال، وأخرجه احلاكم يف املستدرك والبيهقي والدارقطين من حـديث ) ٢(
أنظر املوطأ لإلمـام . - رضي اهللا عنهم –عبادة بن الصامت أيب سعيد اخلدري وأخرجه ابن ماجه من حديث ابن عباس و مكتبـة / ط) م٢٠٠٥(، الطبعة األوىل )٣٨١(ص) ١٤١٢(مالك بن أنس كتاب األقضية، باب القضاء يف املرفق حديث
ذلك باب القاهرة، وسنن الدارقطين لإلمام احلافظ علي بن عمر الدارقطين كتاب األقضية واألحكام وغري –الثقافة الدينية ، وسنن ابن ماجه أبواب األحكام، باب من بىن يف حقه مـا يـضر )٧٤٣(ص) ٤٤٩٣(يف املراة تقتل إذا ارتدت حديث
، وشرح األربعني النووية يف األحاديث الصحيحة النبوية لإلمام احلافظ حميي الدين أيب )٣٣٥(ص) ٢٣٤٠(جباره حديث لبنـان، جـامع – بريوت –دار ابن حزم / ط) م٢٠٠٢(عة الثانية الطب) ١١٤، ١١٣(زكريا حيىي بن شرف النووي ص
). وما بعدها٢/١٧٠(العلوم واحلكم
١٤٠
ال – وتطبيق مبدأ الناس يف ساحة القضاء سـواء –منوط م حتقيق العدل ورفع الظلم والضرر
الضياع وردا فضل ألحد على أحد، وال شك أن يف تنصيب األئمة والقضاة حراسة للحقوق من
للظامل، وثبوت حق الشفعة للجار والشريك، فحق الشفعة يثبت للجار إذا أراد جاره بيـع داره
وألن البائع قد يأيت جبار )١("جار الدار أحق بالدار من غريه " - :eفهو أحق ا من غريه لقوله
عا للضرر الذي قـد سيئ اخللق فيثبت للجار احلق يف طلب الشفعة وشراء الدار بالثمن املقرر دف
يقع من اجلار اجلديد، وكذا حق الشفعة للشريك الذي أراد أن يبيع حصته فللشريك اآلخر احلق
يف شرائها حىت ال يلحقه الضرر املتوقع من الشريك اجلديد وهذا تشريع غاية يف الرمحة واحملافظة
الوقوع وهذا معـىن على حقوق الناس، ورفع الضرر عنهم حىت وإن مل يكن متحققا بل حمتمل
إمنا الشفعة يف كل ما مل يقسم، فإذا وقعت احلدود، وصرفت الطرق "- :- e –قوله الرسول
.)٢("فال شفعة
وقتال املشركني ففي قتاهلم دفع ضررهم عن الناس مبا حيدثونه من اإلغواء وإثارة الفتنة والتشكيك -
â öN -:يف العقيدة وهلذا قال تعاىل èdq è= ÏG» s% ur 4Ó ®L ym üw öcq ä3 s? ×p uZ ÷G Ïù tbq à6 tÉ ur ß`É Ïe$! $# ¼ ã& ó# à2 ¬! á )٣(.
وكذا قتال البغاة اخلارجني املارقني فيه استقرار لألمن، وتأمني األموال واألعراض والدماء من
.خطر االعتداء عليها واستباحتها ويف ذلك دفع لضرر عظيم
، والترمـذي يف سـننه، كتـاب )٣٨٧(ص) ٣٥١٧(رواه أبو داود يف سننه، كتاب اإلجارة، يف باب الشفعة حـديث ) ١(
) ٢٤٥٥(ين، كتاب الشفعة حديث ، ونيل األوطار للشوكا )٥٧٣(ص) ١٣٦٨(األحكام، باب ما جاء يف الشفعة حديث ).١٠٧٢(ص
، وأبو داود يف سـننه )٤٢٠(ص) ٢٢٥٧(رواه البخاري يف صحيحه، كتاب الشفعة، باب الشفعة فيما مل يقسم حديث ) ٢(، وابن ماجه يف سننه، أبواب الشفعة، باب إذا وقعت احلدود )٣٨٧(ص) ٣٥١٤(كتاب اإلجارة، باب يف الشفعة حديث
).١٠٧٠(ص) ٢٤٥١(، ونيل األوطار للشوكاين، كتاب الشفعة حديث )٣٥٨(ص) ٢٤٩٩(فال شفعة حديث ).٣٩(سورة األنفال اآلية ) ٣(
١٤١
ذلـك قتل فإن علم إنه إذا قتل غريه والقصاص ففي إقامة القصاص حفظ النفوس ألن القاتل إذا -
â öN -:حيث يقـول اهللا العظيم القتل وصدق اإلقدام على ومينعه من يردعه ä3 s9 ur í Îû ÄÉ$ |Á É) ø9 $# ×o 4q uä ym
í Í< 'r é' ¯» tÉ É=» t6 ø9 F{ $# öN à6 ¯= yè s9 tbq à) G s? á )١(.
، مقاصد الشريعة يف حتقيـق مـصاحل اخللـق )١٧٣(، األشباه والنظائر للسيوطي ص )٨٥(م ص األشباه والنظائر البن جني والـضرر يـزال ) ٢٠(، جملة األحكام العدلية املادة )١٦٩(، علم أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ص )٢٦١، ٢٦٠(ص
) ١٢، ١١(دفع بقـدر اإلمكـان ص ونصها الضرر ي ) ٣١(ونصها الضرر ال يزال مبثله، واملادة ) ٢٥(ويتفرع عنها املادة لعبد الكـرمي زيـدان ، الوجيز يف أصول الفقه )٧٣٧، ٧٣٦(، تيسري الوصول إىل علم األصول )م١٩٩٩(الطبعة األوىل
).٣٨٣(ص
١٤٢
" الضرر يزال ولكن ال بـضرر "كعائد يعود على قوهلم ) )١(ابن السبكي (هذه القاعدة كما قال
".الضرر يزال" بل مها سواء ألنه لو أزيل بالضرر ملا صدق )٢(فشأما شأن األخص مع األعم
-:معىن القاعدة
وىل أن يزال الضرر بال إضرار بالغري إن أمكـن وإال أن الضرر ال يزال مبثله، وال بأكثر منه بل األ
.)٣(فباألخف منه
-:ومن فروع هذه القاعدة
ال جيوز للمضطر أن يأكل طعام مضطر آخر ألن حفظ مهجته هو ليس أوىل من حفظ مهجـة
املضطر اآلخر فلو فعل ذلك يكون قد أزال ضرر نفسه بضرر أحلقه بغريه فال جيوز ألن حفظ مهجتـه
ىل من حفظ مهجة من معه الطعام وإن كان الطعام يزيد عن حاجة من معه ذلك الطعام جاز له ليس أو
أخذه فلو منعه مع عدم احلاجة إليه ومل يعطه له بثمن أو بغري مثن جاز له أن يقاتله ويأخذه جـربا ألن
.حفظ النفوس مقدم فلو منعه الطعام مع عدم حاجته إليه كان آمثا ألنه تسبب يف هالكه
ولد يف الثالث من صفر ) تقي الدين أبو احلسن( هو علي بن عبد الكايف بن علي بن متام بن يوسف السبكي -:ابن السبكي ) ١(
ومثانني وستمائة مبصر عامل مشارك يف الفقه واألصول واحلديث والتفسري تفقه يف صغره على يد والده مث دخل سنة ثالث اإلاج يف شرح املنهاج، والدر النظـيم يف تفـسري : القاهرة، واستمع إىل علمائها واستفاد منهم له مصنفات كثرية منها
. سنة ست ومخسني وسبعمائة بالقاهرة ودفن مبقابر الـصوفية –ه اهللا رمح–القرآن، والتمهيد فيما جيب فيه التحديد توىف ).٢/٤٦١(معجم املؤلفني
الـضرر " األعم"الضرر يزال فكلما حتقق األخص الضرر ال يزال بالضرر حتقق : الضرر ال يزال بالضرر، واألعم : فاألخص) ٢( ).١٣٨(الفقهية للدكتور عبد العزيز حممد عزام صأنظر القواعد . يزال فإذا أزيل الضرر بالضرر فالضرر موجود
ولو مال حائط إىل الشارع أو إىل ملك غريه مل جيب عليه إصالحه يف األصح لكن الصحيح أنه -
جيب عليه إصالحه ألن يف عدم إصالحه قد يسقط على املارة فيحصل ضرر عظيم فيتحمل ضرر
.نفسه يف سبيل إزالة ضرر األعظم
خرى مل يفت أحـد مـن ولو التقت دابتان على شاهق ومل ميكن ختليص واحدة إال بإتالف اآل -
. أي قيمة الدابة اليت أتلفها–العلماء بذلك بل من أتلف دابة صاحبه وخلص دابته يضمن قيمتها
كما قال ابن السبكي ما لو كان أحد الضررين أعظم من اآلخر فإنه ينظـر : ويستثىن من ذلك
.)١(فيهما ويرتكب األخف لدفع األعظم
-:ومن أمثلة ذلك
فإن يف قتل القاتل ضررا ولكن قتله أخف من ضرر تركه حىت ال يـشيع القصاص من القاتل
.القتل يف األمة، وال شك أن شيوع القتل أعظم ضررا من القصاص
التسعري عند تعدي أرباب الطعام يف بيعه بغنب فاحش وهذه املسألة يتضرر منها كثري من النـاس -
بعد ساعة بسعر آخر وما ذلك إال جلشع خاصة يف أيامنا هذه، فقد تشترى السلعة اليوم بسعر و
بعض التجار الذين نسوا اهللا فأنساهم أنفسهم فقاموا برفع أسعار أكثر السلع إن مل يكن كلـها
وليس هلم أي مربر فيما يفعلون سوى جشعهم وسوء نيتهم، وأكلهم أموال الناس بالباطل والثراء
.الفاحش على حساب عامة الناس وغالبيتهم فقراء
نظر يف ذلك حبثا مستفيضا عن حتقيق مقاصد الشريعة يف جلب املنافع ودفع املضار يف كتاب اية السول يف شرح منهاج ا) ١(ـ / ط) م١٩٩٩(الطبعة األوىل ) ٢/٨٥١(الوصول إىل علم األصول للدكتور مجال الدين بن عبد الرحيم اإلسنوي ن دار اب
٨٧(، وضوابط املصلحة للبـوطي ص ) وما بعدها١/٦٥٦( لبنان، وقواعد األحكام للعز بن عبد السالم – بريوت –حزم ).وما بعدها
١٤٤
مثل هذه احلاالت يتدخل ويل األمر بتسعري السلع حفاظا على املصلحة العامة ولوضع حد ويف
هلؤالء التجار الذين فسدت ضمائرهم وساءت أخالقهم فلبئس ما يصنعون، وهكذا يتحمـل
.الضرر اخلاص ألجل دفع الضرر العام
ر أي يضع حدا أقصى فيجوز له أن يسع ) املصلحة املرسلة (ويكون تدخل احلاكم هنا من باب
لسعر كل سلعة ويضع عقوبة على من يبيع بأكثر من هذا السعر، فالتسعري وإلزام التجار ضرر
. وهو إرهاق الناس وفوات مصاحلهم–أخف فيتحمل لدفع الضرر األعظم
وكذلك قطع شجرة الغري إذا كانت حتجب عنه الشمس واهلواء يف داره فمنع اهلواء والـشمس -
. ضرر عدم القطعضرر أعظم من
وكذلك لو ابتلع شخص ماال يف بطنه وال ميكن إخراجه إال بشق بطنه جاز ألن يف شـق بطنـه -
ضرر ولكنه أخف فقد يكون هناك أوالد يف أمس احلاجة هلذا املال فيـدفع أعظـم الـضررين
.بارتكاب أخفهما
هؤالء األسرى جاز وقد ولو تترس الكفار بأسرى املسلمني حبيث ال ميكن دفع العدوان إال بقتل -
يكون فيهم نساء وصبيان وال شك أن هذا ضرر لكنه أخف من الضرر احلاصل يف حالة عـدم
الرمي فرمبا امتنعنا عن رميهم فيتغلب الكفار ويتمكنوا من دخول دار اإلسالم، وقتل املـسلمني
هو أخـف واالعتداء على أعراضهم وأمواهلم، وال شك أن هذا ضرر أعظم فيدفع بارتكاب ما
.منه
ولو وقع شخص يف نار حترقه ومل خيلص إال مباء يغرقه، ورآه أهون عليه من الصرب على لفحات -
١٤٥
.)١(النار فله االنتقال إليه يف األصح
إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهمـا ضـررا بارتكـاب "ونشأ من ذلك قاعدة أخرى وهي
.جمراهاويدخل فيها كل الفروع املتقدمة وما جيري " األخف
، ) وما بعـدها ١٧٦(، األشباه والنظائر للسيوطي ص) وما بعدها ١٣٨(القواعد الفقهية للدكتور عبد العزيز حممد عزام ص ) ١(
، أصـول التـشريع )٧١(، إيضاح القواعد الفقهية للعامل عبد اهللا اللحجي ص )٨٨، ٨٧(واألشباه والنظائر البن جنيم ص ، قواعـد ) ومـا بعـدها ٢٦٢(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٢٧٠(اإلسالمي للشيخ علي حسب اهللا ص
).١/١٣٨(األحكام للعز بن عبد السالم
١٤٦
-:معىن هذه القاعدة
أن ما منع منه الشرع وجعله حمرما يباح عند الضرورة حبيث إن االمتناع عن اإلتيان به يؤدي إىل
.ضياع دينه أو نفسه أو عرضه أو ماله
الفقه بالرخصة فالرخصة تبيح احملرمـات وإباحة الضرورات للمحظورات تسمى يف علم أصول
.)١(للضرورة مع بقاء حترميها إذا زالت الضرورة
-:دليل القاعدة
â ôâ -:أصل هذه القاعدة قوله تعاىل s%ur ü@¢Ásù Nä3 s9 $B tP§ç ym öNä3 øãn=tæ ûwÎ) $tB óO è?öëÌç äÜôÊ$# Ïmøã s9Î) á)٢(.
-:ووجه الداللة من هذه اآلية الكرمية
ى أن األصل يف األشياء واألطعمة اإلباحة، وأنه إذا مل يرد الشرع بتحرمي شيء منها أا دلت عل
فإنه باق على اإلباحة فما سكت عنه فهو حالل، ألن احلرام قد فصله اهللا، فما له يفصله اهللا، فلـيس
ا قال ، كم)٣(حبرام، ومع ذلك فاحلرام الذي قد فصله اهللا، وأوضحه، قد أباحه عند الضرورة واملخمصة
، والترمذي يف سننه يف كتـاب )٥١٩(ص) ٤٧٧٢(رواه أبو داود يف سننه، كتاب السنة، باب يف قتال اللصوص حديث ) ١(
نظر نيل األوطار للشوكاين كتـاب ، وأ )٥٩٥(ص) ١٤٢١(الديات، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد حديث ).١٠٦٦(ص) ٢٤٤٣(الغصب والضمانات، باب دفع الصائل وإن أدى إىل قتله وأن املصول عليه يقتل شهيدا حديث
، ونيـل األوطـار )٤٤(ص) ١٤٠(رواه مسلم يف صحيحه، كتاب اإلميان، باب من قتل دون ماله فهو شهيد حـديث ) ٢() ٢٤٤١(نات، باب دفع الصائل وإن أدى إىل قتله وأن املصول عليه يقتل شهيدا حديث للشوكاين، باب الغصب والضما
).١٠٦٦(صهو عبد الرمحن بن أيب بكر بن حممد بن أيب بكر بن عثمان اخلضريي املصري عامل مشارك يف أنواع كثرية مـن : السيوطي) ٣(
تيما، وقرأ على مجاعة من العلماء وملا بلغ أربعـني سـنة العلوم ولد يف رجب سنة تسع وأربعني ومثامنائة، ونشأ بالقاهرة ي اعتزل الناس وخال بنفسه يف روضة املقياس على النيل فألف أكثر كتبه له مصنفات كثرية منها اإلتقان يف علـوم القـرآن
- t –وعن الصعب بن جثامة " اقتلوا شيوخ املشركني واستبقوا شرخهم : " قطع وحرق خنل بين النضري وقال eفالنيب ) ٤(صـحيح ". هـم منـهم : " عن الذراري من املشركني يبيتون فيصيبون من نسائهم وذراريهم قال eسئل النيب "-:قال
، وصحيح مسلم، كتاب اجلهـاد، )٥٧٨(ص) ٣٠٢١(والسري، باب حرق الدور والنخيل حديث البخاري كتاب اجلهاد ) ٢٦(، وباب جواز قتل النـساء والـصبيان حـديث )٤٥٤(ص) ٢٩(باب جواز قطع أشجار الكفار وحتريقها حديث
).٢٩٤، ٢٩٣(ص) ٢٦٧٢، ٢٦٧٠(وسنن أيب داود، كتاب اجلهاد، باب يف قتل النساء حديث ) ٤٥٤(ص
١٤٩
ونبش قرب امليت بعد دفنه كما لو دفن امليت بغري غسل، أو وضع يف قربه لغري جهة القبلة -
بغري غسل أو صالة أو لغري القبلة واحملظور هنا هو نبش القرب ألن حرمة فالضرورة هنا الدفن
.املسلم ميتا كحرمته حيا
لكن أجيز نبش القرب إلخراجه، وهذه ضرورة وهي ال تقل عن احملظور وكذلك إذا دفن يف ثوب
مغصوب ألن الغصب حرام، وقد يعذب امليت بسبب ذلك، وألن نفس املؤمن مرنة بدينه وهو
.يف قربه حىت يقضى عنه
وكذلك إذا دفن بغري غسل، فيجوز إخراجه وتغسيله حىت يالقي ربه وهو على أحسن حال من
.)١(الطهارة وحنوها
ليخرج ما لو كان امليت نبيا فإنه ال حيل أكله للمضطر ألن " بشرط عدم نقصاا عنها"وقولنا -
.حرمته أعظم يف نظر الشرع من مهجة املضطر
أكره على القتل أو الزنا، فال يباح واحد منهما باإلكراه ملا فيهما من املفسدة اليت تقابل وكذا لو
، مقاصد الشريعة يف حتقيـق )٦٨(، إيضاح القواعد الفقهية للعالمة عبد اهللا اللحجي ص ) وما بعدها ١٤٧(حممد عزام ص علم ) ٤/٤٤٤(، شرح الكوكب املنري )٢٥٠، ٢٤٩(ه وخصائصه ص ، اإلسالم مقاصد ) وما بعدها ٢٦٨(مصاحل اخللق ص
، قواعد األحكام للعز بن عبد الـسالم )٣٠٨(، القواعد الفقهية للندوي ص )١٧٠(أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ص ).٣٨٤(، الوجيز يف أصول الفقه ص)١/١٢٩(
يضاح القواعد الفقهية للعالمة ، إ )٢٦٠، ٢٥٩(، اإلسالم مقاصده وخصائصه ص ) وما بعدها ١٦٥(العزيز حممد عزام ص علم أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ) ٢٧٤(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٧٣، ٧٢(عبد اهللا اللحجي ص
).٩٧(، املدخل إىل دراسة املقاصد للدكتور عمر بن صاحل ص)١٧١(ص، ومـسلم يف صـحيحه )١١٠٧(، ص )٥٦٣٤(أخرجه البخاري يف صحيحه، كتاب األشربة، باب آنية الفضة، حديث ) ٢(
، وابـن )٥٤٠(، ص )٢٠٦٥(كتاب اللباس والزينة، باب حترمي استعمال أواين الذهب والفضة يف الشرب وغريه حديث ، والدارقطين يف سـننه، بـاب )٤٩٣(، ص )٣٤١٣(ماجه يف سننه، أبواب األشربة، باب الشرب يف آنية الفضة حديث
).٤٨٧(، ص)١٦٦٠( حديث النهي عن الشرب يف آنية الفضة
١٥٤
.فاحلاجة هي إصالح اإلناء املكسور وجعله صاحلا أما التزيني فممنوع
ومنها األكل من الغنيمة يف دار احلرب جائز للحاجة، وال يشترط لآلكـل أن ال يكـون معـه -
، اإلسـالم مقاصـده وخصائـصه )٢٧٤(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص ) وما بعدها ١٦٥(العزيز عزام ص ، علم أصول الفقـه لعبـد الوهـاب )٧٣، ٧٢(فقهية للعالمة عبد اهللا اللحجي ص، إيضاح القواعد ال )٢٦٠، ٢٥٩(ص
).٩٧(، املدخل إىل دراسة املقاصد للدكتور عمر بن صاحل ص)١٧١(خالف ص
١٥٥
-:معىن القاعدة
درء املفاسد مبعىن رفعها وإزالتها فإذا تعارضت مفسدة ومصلحة قدم دفع املفسدة على جلـب
إذا أمرتكم "- :eاملصلحة ألن اعتناء الشرع بترك املنهيات أشد من اعتنائه بفعل املأمورات ولذا قال
.)١("نبوهبأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا يتكم عن شيء فاجت
كالقيام يف الصالة والفطر يف السفر والطهارة سومح يف ترك بعض الواجبات بأدىن مشقة مث ومن
.بالتيمم ومل يسامح يف اإلقدام على املنهيات وخصوصا الكبائر
-:ومن فروع هذه القاعدة -
للفساد ويف ملا فيه من تعريض الصوم . )٢(املبالغة يف املضمضة واالستنشاق مسنونة وتكره للصائم -
.غري الصوم يستحب املبالغة ملا فيها من إزالة الروائح الكريهة وختليص الفم من بواقي الطعام
إذا وجب على املرأة غسل ومل جتد سترة من الرجال تؤخر الغسل ألن كشف املرأة على الرجال -
.مفسدة عظيمة
دعوين ما تركتكم إمنا أهلك من كان قبلكم بسؤاهلم واختالفهم : " قال - e عن النيب - t –ورد بلفظ عن أيب هريرة ) ١(صحيح البخاري، كتاب االعتـصام " إذا يتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم على أنبيائهم ف
، وصحيح مـسلم )١٣٩٠، ١٣٨٩(ص) ٧٢٨٨( حديث رقم - e –بالكتاب والسنة، باب االقتداء بسنن رسول اهللا ماجه، كتاب السنة، باب اتباع ، وسنن ابن )٣٣٠(، ص )٤١٢(كتاب احلج، باب فرض احلج مرة يف العمر، حديث رقم
، وسنن النسائي، كتاب مناسك احلج، باب وجوب احلج حديث رقم )١(، ص )٢( حديث رقم - e –سنة رسول اهللا ).٣/٣٨٩(، )١٢٧٢(، وشرح رياض الصاحلني، كتاب احلج، باب وجوب احلج وفضله، حديث رقم )٥٢٦(، ص)١(
أسبغ الوضوء وخلل بـني : "قلت يا رسول اهللا أخربين عن الوضوء قال: ربة قال واألمر باملبالغة جاء يف حديث لقيط بن ص ) ٢(أنظر سنن أيب داود كتاب الطهارة، باب يف االستنثار، حديث رقـم ". األصابع وبالغ يف االستنشاق إال أن تكون صائما
، وسنن )٤٢(، ص )١(م ، وسنن النسائي، كتاب الطهارة باب املبالغة يف االستنشاق، حديث رق )١٩، ١٨(، ص )١٤٢(، ونيـل األوطـار )٦٠(، ص)٤٠٧(ابن ماجه أبواب الطهارة وسننها، باب املبالغة يف االستنشاق واالستنثار حديث رقم
).١٠٣(، ص)١٧٤(كتاب الطهارة، باب املبالغة يف االستنشاق، حديث رقم
١٥٦
ها أرباحا ومنافع اقتـصادية وجوب منع االجتار باحملرمات من مخر وخمدرات وخنـزير ولو أن في -
هائلة لكن املفاسد فيها أعظم ألن هذه األمور تضر بالصحة فاملفسدة هنا أعظـم فتقـدم علـى
.املصلحة املرجوحة
منع اجلار من التصرف يف ملكه تصرفا يضر جبريانه كاختاذه معصرة أو فرنا يؤذيان اجلريان بالرائحة -
.والدخان
رط من شروطها من الطهارة، والستر واالستقبال فإن كل ذلـك ومن ذلك الصالة مع اختالل ش -
مفسدة ملا فيه من اإلخالل جبالل اهللا يف أن ال يناجى إال على أكمل األحوال ومىت تعذر شيء من
.)١(ذلك جازت الصالة بدونه تقدميا ملصلحة الصالة على هذه املفسدة
جيب اجتناا باإلمجـاع ألنـه ال جمـال لو اختلطت ميتة مبذكاة أو بعشر مذكيات فهذه شبهة -
فاملصلحة هو األكل لبقاء احلياة، واملفسدة أا ميتة وقد حرم اهللا أكل امليتة لقولـه . )٢(لالجتهاد
â ôM -:تعاىل tB Ìhç ãm ãN ä3 øã n= tæ èp tG øä yJ ø9 $# á )٣(.
، ٢٤٧(، اإلسالم مقاصده وخصائـصه ص )٢٧٧، ٢٧٦(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )١٤٦، ١٤٥(ص، تيسري الوصـول )١٧٠(، علم أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ص)٤٤٧(، شرح الكوكب املنري البن النجار ص )٢٤٨
).٣٨٤( الوجيز يف أصول الفقه لعبد الكرمي زيدان ص،)٧٣٩(إىل علم األصول صدار الغـد / ط) م٢٠٠٥/هـ١٤٢٦(، الطبعة األوىل )٢/١٢٥(إحياء علوم الدين لإلمام أيب حامد حممد بن حممد الغزايل ) ٢(
.اجلديد، املنصورة، مصر ).٣(سورة املائدة اآلية ) ٣(
١٥٧
-:معىن القاعدة
مر املتردد بني ضررين إذا كان أحدمها أشد من اآلخر فإنه يتحمل الضرر األخف لـدفع أن األ
الضرر األشد، ومراعاة أعظمهما تكون بإزالته ألن املفاسد تراعى نفيا كما أن املصاحل تراعى إثباتا فمن
.)١(ابتلي بذلك فواجبه أن خيتار أهون الشرين وأخف الضررين
-:من فروع هذه القاعدة -
لو سجد سال دمه، وإن مل يسجد مل يسل فإنه يصلي قاعدا يـومئ بـالركوع كان به جرح من -
.والسجود ألن ترك السجود أهون من الصالة مع احلدث
إذا عجز مريد الصالة عن التطهر أو ستر العورة واستقبال القبلة صلى كما قدر ألن ترك هـذه -
.الشروط أخف من ترك الصالة
تترسوا بالنساء والصبيان أو أسرى املسلمني ألن ضرر قتل بعض املـسلمني جواز رمي الكفار إذا -
.أهون من ضرر ترك قتال الكفار الذي قد ميكنهم من الغلبة على املسلمني وهزميتهم
إذا توفيت امرأة حامل وكان يف بطنها ولد حي أو ترجى حياته جاز شق بطنها إلخراج الولد ألن -
.ن أمه أكرب من ضرر شق بطنهاضرر موت الولد ببقائه يف بط
جواز التفريق بني املرأة وزوجها إذا أحلق ا ضررا ال حيتمل ألن ضرر التفريق، أخف من استمرار -
.)٢(حتملها أذاه
).٧٣٨(، تيسري الوصول إىل علم األصول ص)١٦٠(القواعدة الفقهية للدكتور عبد العزيز عزام ص) ١(، ٢٤٥(، اإلسالم مقاصده وخصائصه ص )١٧٨(، األشباه والنظائر للسيوطي ص )٨٩، ٨٨(األشباه والنظائر البن جنيم ص ) ٢(
).١٦٢(، القواعد الفقهية للدكتور عبد العزيز عزام ص)٢٤٦
١٥٨
انكشاف العورة يف الصالة فلو أن رجال إذا صلى قائما فإنه ينكشف من عورته ما مينـع جـواز -
شيء فإنه يصلي قاعدا ألن ترك القيام أهون من كـشف الصالة وإذا صلى قاعدا ال ينكشف منه
.العورة فريتكب ما هو أهون لدفع ما هو أشد عند التعارض
القتل (وكذلك لو وجد احملرم ميتة وصيدا فاألصح أنه يأكل امليتة ألنه يرتكب يف الصيد حمظورين -
أن كل أمر اجتمع فيه ما يقتضي احلل واحلرمة يغلب احلرام على احلالل عمال ملا هو أحـوط يف
.)١(الدين ألن الشرع حريص على اجتناب املنهيات أكثر من حرصه على اإلتيان باملأمورات
.)٢ () اجتمع احلالل واحلرام إال غلب احلرام احلاللما( ودليل هذه القاعدة حديث أورده مجاعة بلفظ -
ومما استدل به )٣(وعلى الرغم من النقد الذي وجه هلذا احلديث إال أن القاعدة يف نفسها صحيحة
احلالل بني واحلرام بني وبينهما مشبهات أو مشتبهات ال يعلمها كـثري "-:eهلذه القاعدة أيضا قوله
بهات فقد استربأ لدينه وعرضه، ومن وقع يف الشبهات وقع يف احلرام كالراعي من الناس فمن اتقى الش
.)٤("يرعى حول احلمى يوشك أن يقع فيه أال وإن لكل ملك محى، أال وإن محى اهللا حمارمه
فهذا احلديث يدل على احلث على فعل احلالل واجتناب احلرام واإلمـساك عـن الـشبهات
.اطي ما يسيئ الظن أو يوقع يف حمذورواالحتياط للدين والعرض وعدم تع
).٣٠٩(، القواعد الفقهية للندوي ص)٢٥٠(القواعد الفقهية للدكتور عبد العزيز عزام ص) ١(ضعف وانقطاع وقال الـزين قال ابن السبكي يف األشباه والنظائر نقال عن البيهقي رواه جابر اجلعفي عن ابن مسعود وفيه ) ٢(
كشف اخلفـاء . العراقي يف ختريج منهاج األصول ال أصل له وأدرجه ابن مفلح يف أول كتابه يف األصول فيما ال أصل له ).٢/٢٣٦(ومزيل اإللباس عما اشتهر من األحاديث على ألسنة الناس
).٢٠٩(األشباه والنظائر للسيوطي ص) ٣(، ومسلم يف صـحيحه )٣٤(، ص )٥٢(تاب اإلميان، باب فضل من استربأ لدينه حديث أخرجه البخاري يف صحيحه، ك ) ٤(
، وسنن أيب داود، كتاب البيوع، بـاب يف )٤٠٨(، ص )١٠٧(كتاب املساقاة، باب أخذ احلالل وترك الشبهات حديث حـديث ، وسنن الترمذي، كتاب البيوع، باب ما جاء يف ترك الشبهات، )٣٧٠(، ص )٣٣٢(اجتناب الشبهات حديث
) ٥٧٣(، ص )٣٩٨٤(وسنن ابن ماجه، أبواب الفنت، باب الوقوف عند الشبهات، حـديث رقـم ) ٥١١(ص) ١(رقم ، وجامع العلوم واحلكـم )٨٧٢(، ص )١(وسنن النسائي، كتاب البيوع، باب اجتناب الشبهات يف الكسب حديث رقم
)١/١٢٦.(
١٦٠
-:ومن فروع هذه القاعدة -
إذا تعارض دليالن أحدمها يقتضي التحرمي واآلخر اإلباحة قدم التحرمي يف األصح ومـن مث قـال -
عن اجلمع بني أختني مبلك اليمني أحلتهما آية وحرمتهما آية والتحرمي أحـب - t – )١(عثمان
.إلينا
اصنعوا كـل شـيء إال " وحديث )٢("من احلائض ما فوق اإلزار لك : "وكذلك تعارض حديث -
فاحلديث األول يقتضي حترمي ما بني السرة والركبة واحلديث الثاين يقتضي إباحة مـا )٣("النكاح
وإمنا كان التحرمي أحب ألن فيـه تـرك مبـاح : عدا الوطء فريجح التحرمي احتياطا قال األئمة
.الجتناب حمرم
.ه مأكول، واآلخر غري مأكول، ال حيل أكله على األصحومنها من أحد أبوي -
.من أحد أبويها كتايب واآلخر جموسي أو وثين ال حيل نكاحها وال ذبيحتها تغليبا جلانب التحرمي -
.لو اشتبهت حمرم بأجنبيات حمصورات مل حتل -
شي األموي أحد العشرة املبشرين باجلنة بويع باخلالفـة سـنة أربـع هو أمري املؤمنني عثمان بن عفان بن أيب العاص القر ) ١(
- e – وهاجر اهلجرتني ولقب بذي النورين لزواجه بابنيت رسول اهللا - t –وعشرين أسلم على يد أيب بكر الصديق ).ا وما بعده٣/٥٧٨(أسد الغابة . قتل سنة مخس وثالثني من اهلجرة– رضي اهللا عنهما –رقية مث أم كلثوم
ما حيل يل من امـرأيت : (eرواه أبو داود من طريق العالء بن احلارث عن حزام بن حكيم عن عمه أنه سأل رسول اهللا ) ٢( ).٢٦(، ص)٢١٢(سنن أيب داود، كتاب الطهارة، باب يف املذي، حديث " لك ما فوق اإلزار: "وهي حائض ؟ قال
أن اليهود كانوا إذا حاضت املرأة فيهم مل يؤاكلوها ومل جيامعوهن - t –احلديث رواه مسلم مطوال عن أنس بن مالك ) ٣(â öÅ: فأنزل اهللا تعاىل- e - النيب - e –سأل أصحاب النيب . يف البيوت tRq è= t« ó¡ oÑ ur Ç` tã ÇÙäÅsyJ ø9$# ( ö@ è% uq èd ì ]å r& (#q ä9ÍîtIôã$$ sù
uä !$ |¡ ÏiY9 $# í Îû ÇÙä Ås yJ ø9 $# á رسول اهللا فقال ) ٢٢٢(سورة البقرة اآلية– e -" : صـحيح " واصنعوا كل شيء إال النكـاح، وسنن الترمذي كتـاب تفـسري )٢٣٧(، ص )٢١٦٥(مسلم، كتاب النكاح، باب يف إتيان احلائض ومباشرا حديث
وقال حديث حسن صحيح، وسنن ابن ماجـه، ) ١١٤٩، ١١٤٨(، ص )٣٠(القرآن، باب تفسري سورة البقرة، حديث ، وسنن النسائي، كتاب احلـيض )٩١(، ص )٦٤٤(، باب ما جاء يف مؤاكلة احلائض حديث رقم أبواب الطهارة وسننها
).٩٤(ص) ١(حديث رقم " ويسألونك عن احمليض: "واالستحاضة، باب ما ينال من احلائض وتأويل قول اهللا عز وجل
١٦١
ـ - يني ألن ومن صورها أن يطلق إحدى زوجتيه ومل يعني املقصودة بالطالق فيحرم الوطء قبل التع
أحدمها مطلقة ال حيل له وطؤها، واألخرى زوجته حيل له وطؤها، وتغليبا جلانب احلرمة قلنـا ال
حيل له أن يطء واحدة منهن قبل أن يعني املقصودة بالطالق، فحرمتا مجيعا إحدامها بطريق األصالة
على تعيني املقصودة واألخرى بطريق التبعية وهي غري املطلقة، ويتوقف حل الوطء ) وهي املطلقة (
.)١(منهما بالطالق
ومنها لو تلفظ اجلنب بالقرآن بقصد القراءة والذكر فإنه حيرم الجتماع احلرام وهو القراءة واملباح -
.)٢(وهو الذكر فيغلب احلرام فيحرم
.)٣()إذا تعارض املانع واملقتضي فإنه يقدم املانع(ويدخل يف هذه القاعدة قاعدة
، القواعد الفقهية لعبد العزيز )١١٠، ١٠٩( وما بعدها، األشباه والنظائر البن جنيم ص ٢٠٩(األشباه والنظائر للسيوطي ص ) ١(
). وما بعدها٢٨١(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص)٢٥٢، ٢٥١(عزام ص، القواعد الفقهية للدكتور )١١٠، ١٠٩(، األشباه والنظائر البن جنيم ص ) وما بعدها ٢٠٩(األشباه والنظائر للسيوطي ص ) ٢(
وما بعدها، إيضاح القواعد الفقهية ) ٢٨١(لشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص ، مقاصد ا )٢٥٢، ٢٥١(عبد العزيز عزام ص ، اإلحكام )٢/١٦٢(، خمتصر اموع شرح املهذب )٣١(، القواعد الفقهية للندوي ص )٨٩، ٨٨(للعامل عبد اهللا اللحجي
-:ومن األمثلة على هذه القاعدة) ٣( .فاملانع من املرياث القتل واملقتضي له البنوة فيقدم املانع فال يرث. الولد الذي يقتل أباه ال يرث -إذا خرج رجل يف سبيل اهللا جماهدا مث قتل وهو جنب فاألصح أنه ال يغسل تغليبا للمانع على املقتـضي، فاملقتـضي -
مبشيئة اهللا تعاىل يف هذا الفصل عن املقصود باحليلة والذريعة والفرق بينهما وعن أقسام أحتدث
.احليل وأنواعها وموقف العلماء منها
الفصل اخلامسالفصل اخلامسرفع احلرج واملشقة يف التكليف ال يعني رفع احلرج واملشقة يف التكليف ال يعني التحايل والتذرع على أحكام الشريعةالتحايل والتذرع على أحكام الشريعة
١٦٣
-:احليلة لغة
.)١(جودة ا لنظر والقدرة على التصرف و– بفتح احلاء وكسرها -اسم من االحتيال وهي احلذق
-:احليلة شرعا
هي تقدمي عمل ظاهر اجلواز إلبطال حكم شرعي وحتويله يف الظاهر إىل حكم آخر فمآل العمل
فرارا من الزكاة، فإن أصل اهلبـة ) ٢(فيها هدم قواعد الشريعة يف الواقع، كالواهب ماله عند رأس احلول
ن غري هبة لكان ممنوعا، فإن كل واحد منهما ظاهر أمره يف املصلحة أو على اجلواز، ولو منع الزكاة م
املفسدة فإذا مجع بينهما على هذا القصد صار مآل اهلبة املنع من أداء الزكاة، وهو مفسدة، ولكن هذا
.)٣(بشرط القصد إىل إبطال األحكام الشرعية
-:الذريعة يف اللغة
أي توسـل بوسـيلة –يء، يقال تذرع فالن بذريعـة تجمع على ذرائع، وهي الوسيلة إىل الش
.واجلمع ذرائع، وقتل ذريع أي سريع
).٩٨٩(، القاموس احمليط ص)٤/٢٧٤(لسان العرب ) ١(امه، أما بعد متام احلول فإن الزكاة تكون قد وجبت وال تفيد احليلـة أي عند قرب اية احلول، وقبل مت : املراد برأس احلول ) ٢(
أما قبل متامه فقد ذهب أبو يوسف إىل عدم كراهة ذلك ألنه امتناع عن الوجوب ال إبطال حلق الغري، وقال حممـد بـن مبنيا على رأي حممـد بـن يكره ألن فيه إضرارا بالفقراء وإبطاال حلقهم مآال فكان الكالم الذي ذكره الشاطيب : احلسن
).٨٤١(املوافقات للشاطيب ص. احلسن وأنه إذا قصدت احليلة بإبطال احلكم صرحيا يكون ممنوعا، ابن عاشور وكتاب مقاصد الشريعة اإلسـالمية )٢١٦(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٨٤١(املوافقات ص ) ٣(
، مـصادر التـشريع )٨٥(ة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ص ، جمل )٢/٣٢٠(بني علمي أصول الفقه واملقاصد ).١٣٧(، املدخل إىل دراسة املقاصد للدكتور عمر بن صاحل ص)٦٢(املختلف فيها بني األئمة ص
١٦٤
تذرع فالن يف كالمه أي أوسع فيه وفرس ذريع أي : وقد تطلق الذريعة، ويراد ا التوسع فيقال
.)١(واسع اخلطى
-:الذريعة شرعا
املقصودهي ما كان طريقا مؤصال إىل شيء آخر سواء كان قوال أو فعال، و
.)٢(منع ما جيوز من ذلك إذا كان طريقا موصال ومؤديا إىل ما ال جيوز شرعا: بسد بالذرائع
و القصد يف الذريعة، أو القصد إىل غري احملـرم وإن أدى إىل بأن يقصد املكلف احملرم ابتداء وخل : احليل
.حمرم غري مقصود
فمثال ما كان ذريعة سب األوثان عند من يعلم من حاله أنه يتجرأ فيسب اهللا ومثال مـا كـان
.)٣(ما حيتال به من املباحات يف األصل كتفويت النصاب قبل احلول ختلصا من الزكاة: حيلة
مطـابع دار الـصحيفة / ، ط )١٢٦(، املصباح املنري للعالمة أمحد بن حممد علي الفيـومي ص )٣٧٢(خمتار الصحاح ص ) ١(
).هـ١٤٢٤(، مقاصد الشريعة عند ابـن )٢٢١(، تيسري الوصول إىل علم األصول ص )٢(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ٢(
).٢/٣٠٥(عاشور بني علمي أصول الفقه واملقاصد ، مقاصد الـشريعة يف حتقيـق مـصاحل اخللـق )٨٤٠(، املوافقات ص )٦٣(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ٣(
، ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية بـني علمـي )١٦١(، مقاصد الشريعة ومكارمها للفاسي ص )٢١٧(ص ).٢/٣٢٦(أصول الفقه واملقاصد
١٦٥
إذا قسمت احليل باعتبارها لغة انقسمت إىل األحكام اخلمسة فإن مباشرة األسباب الواجبة حيلة
على حصول مسبباا، فاألكل والشرب واللبس والسفر الواجب حيلة على حـصول املقـصود منـه
يه، واألسباب احملرمـة والعقود الشرعية واجبها ومستحبها ومباحها كلها حيلة على حصول املعقود عل
.كلها حيلة على حصول مقاصدها منها
.التقسيم إىل مباحة وحمظورة هو مورد الذي االعتبار العام احليلة ذا يف كالمنا وليس
أخرجه أبو عبد اهللا بن بطة يف كتابه إبطال احليل من طريق أمحد بن حممد بن مسلم، وقال ابن كثري هذا إسناده جيد فـإن ) ١(
وثقه احلافظ أبو بكر اخلطيب البغدادي يف تارخيه وباقي رجاله مشهورون ثقات ويصحح الترمذي أمحد بن حممد بن مسلم ، وكتاب إبطال احليل لإلمام أيب عبد اهللا عبيـد اهللا بـن )٢/٣٨٢مج(نظر تفسري القرآن العظيم ا. مبثل هذا اإلسناد كثريا
.الطبعة الثانية) ١٠٥، ١٠٤(حممد بن بطة العكبري ص
١٦٦
١(ا إىل خداعه واملكر به فيحترز منها وال يفعلها وال يدل عليهاواخلفية اليت يتوصل(.
فإم كانوا أبر النـاس قلوبـا، – رضي اهللا تعاىل عنهم –وهذه كانت حال سادات الصحابة
وأعلم اخللق بطرق الشر ووجوه اخلداع، وأتقى هللا من أن يرتكبوا منها شيئا أو يدخلوه يف الدين كما
فالقلب السليم ليس هو اجلاهل بالشر " لست خبب وال خيدعين اخلب : "- t –اب قال عمر بن اخلط
.)٢( مسى احلرب خدعةeالذي ال يعرفه بل الذي يعرفه وال يريده، بل يريد اخلري والرب والنيب
وال ريب يف انقسام اخلداع إىل ما حيبه اهللا ورسوله وما يبغضه وينهى عنه، وكذلك املكر ينقسم
حممود ومذموم فاحليلة واملكر واخلديعة تنقسم إىل حممود ومذموم فاحليل احملرمة منها ما هو :إىل قسمني
كفر والعياذ باهللا تعاىل ومنها ما هو صغرية ومنها ما هو كبرية، وغري احملرمة منها ما هو مكروه ومنها ما
كاح كفر والعياذ باهللا، هو جائز ومنها ما هو مستحب ومنها ما هو واجب فاحليلة بالردة على فسخ الن
. )٣(وكذلك التحيل بالردة على حرمان الوارث كفر والعياذ باهللا واإلفتاء ا كفر
-:بأنه ميكن تصنيف احليل على النحو التايل: وبعد هذا التقدمي نستطيع القول
ه، أو التصرفات املشروعة يف ذاا إذا استخدمت فيما وضعت ألجله مما ال يفطن الناس إلي -:أوال -
قصد به الوصول إىل غري ما وضعت له مما هو حالل أو مطلوب شرعا كدفع األذى ورفع الظلـم
، إعالم )٢٢٨، ٢٢٧(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٧٤، ٧٣(ر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص مصاد) ١(
–املكتبة العصرية صيدا /ط) م٢٠٠٣(، الطبعة األوىل )١٨١، ٣/١٨٠(املوقعني عن رب العاملني لإلمام ابن القيم اجلوزية ).١٨١، ٣/١٨٠(بريوت
صحيح البخاري، كتـاب اجلهـاد " احلرب خدعة: " قال eعمرو أنه مسع جابرا أن رسول اهللا رواه أبو داود وغريه عن ) ٢(، وصحيح مسلم، كتاب اجلهاد والسري، باب جواز اخلداع )٥٧٩(ص) ٣٠٣٠(والسري، باب احلرب خدعة، حديث رقم
ـ )٤٥٣(، ص )١٧١(يف احلرب، حديث ) ٢٦٣٦(ديث ، وسنن أيب داود، كتاب اجلهاد، بـاب املكـر يف احلـرب ح ).٢٨٩(ص
، إعالم )٢٢٩، ٢٢٨(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٧٥، ٧٤(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ٣( ).٣/١٨١(املوقعني
١٦٧
â ûw -:وهذا النوع مباح بل ممدوح ويعد العلم به فطنة وكياسة واجلهل به ضعفا كما قال تعاىل Î)
tûü Ïÿ yè ôÒ tF ó¡ ßJ ø9 $# öÆ ÏB ÉA% y Ìhç9 $# Ïä !$ |¡ ÏiY9 $# ur Èbº t$ ø! Èq ø9 $# ur üw tbq ãèã ÏÜ tG ó¡ oÑ \' s#ã Ïm üw ur tbr ßâ tG ök uâ Wxã Î7 yô á )١(.
واملؤمن يستعيذ باهللا من العجز والكسل فالعجز عدم القدرة على احليلة النافعة املشروعة، والكسل
- e –أن رجال شكا إىل رسول اهللا : انصراف اإلرادة عن حتقيقها ومن هذا النوع ما رواه اإلمام أمحد
يطرح متاعه يف الطريق فجعل الناس يسألون عن شأن هذا املتاع املطروح فيقال أن جاره يؤذيه فأمره أن
إن صاحبه قد ضاق ذرعا جباره الذي يؤذيه، فجعلوا يـسبون اجلـار ويلعنونـه فجـاء اجلـار : هلم
.)٢( رد متاعك إىل مكانه فواهللا ال أوذيك بعد هذا أبدا-:إىل صاحبه وقال له
هبة املال قبل حوالن احلول : يف ذاا إذا قصد ا الوصول إىل احملرم ومثاله التصرفات املشروعة -:ثانيا
.فرارا من الزكاة وعقد الزواج الذي يقصد به حتليل املطلقة ثالثا ملن طلقها
التصرفات اليت تعترب حمرمة يف ذاا إذا قصد ا الوصول إىل حمرم وهذا النوع ال شبهة فيـه وال -:ثالثا
.حرمته ومنه فسخ نكاح املرأة برداخالف يف
التصرفات احملرمة إذا قصد ا الوصول إىل حق كاالستشهاد بشاهدي زور على من أنكر دينا -:رابعا
.)٣(واجبا عليه أو طالقا وقع منه
).٩٨(سورة النساء اآلية ) ١(سنن أيب داود، كتـاب األدب " رههفجاء إليه جاره فقال له ارجع ال ترى مين شيئا تك "ويف رواية أيب داود عن أيب هريرة ) ٢(
).٥٥٦(، ص)٥١٥٣(باب يف حق اجلوار، حديث رقم ومـا ٢٣٠(وما بعدها، مقاصد الشريعة يف حتقيق مـصاحل اخللـق ص ) ٧٦(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ٣(
).١٣٧(، املدخل إىل دراسة املقاصد للدكتور عمر بن صاحل ص)٣/٢٤٨(، إعالم املوقعني )بعدها
١٦٨
-:ينقسم العلماء يف موقفهم من احليل إىل فريقني
.القائلون باملنع من احليل: يق األولالفر -
.القائلون بإباحة احليل: الفريق الثاين -
.بأن احليل فيها خمادعة هللا تعاىل، وخمادعة اهللا تعاىل حرام على وجه اإلمجال: ويستدل للقائلني باملنع
.الصحابة واملعقول وإمجاع والسنة املنع بالكتاب فيستدل على :التفصيل وجه على أما
فقد حرم اهللا تعاىل سب آهلة املشركني، مع كون السب غيظا ومحية هللا وإهانة
.فعل ما ال جيوزآلهلتهم وهذا كالتنبيه على املنع من اجلائز لئال يكون سببا يف
â üwur tû -:قال تعاىل - øóÎéôØoÑ £ Îg Î=ã_öë r'Î/ zNn=÷è ãã Ï9 $ tB tûü ÏÿøÉäÜ ÏB £ ÎgÏF t ÉÎó á )٢(.
ففي هذه اآلية منع الشارع هلن من الضرب باألرجل وإن كان جائزا يف نفسه لئال يكون ذلـك
.)٣(دهم للنساءسببا إىل مساع الرجال لصوت خالخلهن فيؤدي ذلك إىل إثارة الشهوة عن
).١٠٨(سورة األنعام اآلية ) ١( ).٣١(سورة النور اآلية ) ٢(، أصـول الفقـه )٢١٩(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللـق ص )١٤(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ٣(
قـيح ، شـرح تن )٢٠٤(، أصول الفقه اإلسالمي ألمحد الـشافعي ص )٤٣٥(، املوافقات ص )٢٦٠(للشيخ أبو زهرة ص ).٤٣٧(الفصول للقرايف ص
١٦٩
-:أما السنة
ال : " أنه قال- e –فمثاله النهي عن االحتيال إلسقاط الزكاة أو تقليلها ملا روي عن الرسول
.)١("جيمع بني مفترق وال يفرق بني جمتمع خشية الصدقة
رضي اهللا – )٢(ومنه النهي عن بيع العينة الذي هو حقيقة التعامل بالربا ملا روي عن ابن عمر
إذا ضمن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا : " يقول- e -مسعت رسول اهللا "-: أنه قال-نهماع
بالعينة، وتركوا اجلهاد، واتبعوا أذناب البقر أدخل اهللا عليهم ذال ال ينـزعه عنهم حىت يتوبوا ويراجعوا
.)٣("دينهم
األمة بكالم اهللا ورسوله ومعانيه فقد أثر عن الصحابة والتابعني، وهم أعلم: وأما إمجاع الصحابة -
وقد مسوا احليل خداعا ومن ذلك ما أثر عنهم من افتاؤهم حرمة احمللل وحرمة اهلدية من املقترض
.)٤(وغري ذلك
، وهذا جزء مـن )٧٢٨، ٧٢٧(، ص )١٥٣٤(نيل األوطار للشوكاين، كتاب الزكاة، باب صدقة املواشي، حديث رقم ) ١(
حديث طويل رواه البخاري وأبو داود وغريمها، صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب ال جيمع بني متفرق وال يفرق بني ) ١٥٨٠(، وسنن أيب داود كتاب الزكاة، باب يف زكاة السائمة، حديث رقم )٢٨٢(، ص )١٤٥٠(جمتمع، حديث رقم
، وسـنن )١١٨، ١/١١٧(، )٤٨٤(، بلوغ املرام من أدلة األحكام البن حجر، كتاب الزكاة، حديث رقـم )١٧٥(ص ).٤٩٣(، ص)١(النسائي، كتاب الزكاة، باب يف زكاة الغنم، حديث رقم
طاب العدوي القرشي، أبو عبد الرمحن، صحايب جليل كان جريئا جهريا، نـشأ يف اإلسـالم هو عبد اهللا بن عمر بن اخل ) ٢(وهاجر إىل املدينة مع أبيه، شهد فتح مكة، وغزا أفريقية مرتني، وولد مبكة قبل اهلجرة بعشر سنني، وتويف فيها سنة ثالث
، األعـالم )٢/١٢٥(نظر اإلصابة ا. خر حياته كف بصره يف آ eوسبعني، وكان من املكثرين من الرواية عن رسول اهللا )٣/١٥٣.(
) ٣٤٦٢(رواه أبو داود والشوكاين وغريمها، سنن أيب داود، كتاب اإلجارة، باب يف النهي عن العينـة، حـديث رقـم ) ٣(، )٩٨٦(، ص )٢٢٦٦(، ونيل األوطار للشوكاين، كتاب البيوع، باب ما جاء يف بيع العينة، حـديث رقـم )٣٨٣(ص
).٢/١٦٩(، )٧٠٥(ملراد من أدلة األحكام كتاب البيوع، باب الربا، حديث رقم وبلوغ ا - فقد روى أبو داود عن أيب أمامة رضي اهللا عنهم أن رسول اهللا – حرم قبول اهلدية على من شفع ألخيه - e –بل إنه ) ٤(
e - سـنن أيب داود " عظيما من أبواب الربامن شفع ألخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها، فقد أتى بابا "-: قال، بلوغ املرام، كتاب البيوع بـاب الربـا )٣٩٠(، ص)٣٥٤١(كتاب اإلجارة، باب يف اهلدية لقضاء احلاجة حديث رقم
).٢/١٦٩(، )٧٠٦(حديث رقم
١٧٠
من إباحة احليل مردود، فإن أبا حنيفة ال جييز تصرفا يقصد به إبطال )١(وما نسب إىل أيب حنيفة
خال من هذا القصد، فمن يهب ماله قبل احلول هبة جديدة ال يقصد حكم شرعي حبال، وإمنا جييزه إذا
ا الفرار من الزكاة فتصرفه جائز وإن ترتب عليه سقوط الزكاة وأما من سيهبه بقصد الفرار من الزكاة
ألنه عناد للشارع كما إذا امتنع من أداء الزكاة )٢(فال جيوز تصرفه عند اإلمام أيب حنيفة وال عند غريه
فال خيالف اإلمام يف أن قصد إبطال األحكام صراحا ممنوع، وأما إبطاهلا ضمنا فال، وإال امتنعت اهلبة
.عند رأس احلول مطلقا وال يقول ذا واحد من األئمة مطلقا
ات حتقيقا ملصاحل العباد يف املعاش واملعاد فإن اهللا تعاىل أوجب الواجبات، وحرم احملرم: أما املعقول -
فشريعته تعاىل غذاء لقلوم ودواء ألمراضهم فاالحتيال لتحليل ما حرم اهللا، وإسقاط ما فرض
وتعطيل ما شرع إزهاقا لروح الشريعة، ونقضا حلكمة الشرع، ويوشك أن يكون كفرا باهللا تعاىل
عاىل هو املطلع على القلوب والضمائر، وإذا كان العاقل من بين ألن احملتال يعامل اهللا حبيلته، واهللا ت
اإلنسان ال يليق به أن يقيم بناء لينقضه أو يضع شريعة ليهدمها، فإن املرته عن كل نقص واملتصف
بكل كمال ال يليق به أن يرسل رسله عبثا، أو يكلف عباده هلوا أو لعبا سبحانه تعاىل عن ذلك
.)٣(علوا كبريا
إنه رأى بعـض الـصحابة هو النعمان بن ثابت، أبو حنيفة، إمام احلنفية، وأحد األئمة األربعة ولد ونشأ يف الكوفة، وقيل ) ١(
دعي إىل القضاء فامتنع، فعذب وحبس كان كرميا جوادا حسن املنطق والصورة قال عنـه - t –منهم أنس بن مالك الشافعي الناس عيال يف الفقه على أيب حنيفة له مصنفات منها املسند يف احلديث، واملخارج يف الفقه، والفقـه األكـرب يف
، شذرات الـذهب )١٠/٤٤٩(ذيب التهذيب . ببغداد سنة مخسني ومائة – رمحه اهللا – وتوىف العقيدة ولد سنة مثانني )١/٢٢٧.(
اعترب املآل لكن على حكم االنفراد فإن اهلبة على أي قصد كانت مبطلة إلجياب الزكاة، كإنفاق املال عنـد - t –ألنه ) ٢(ا ال جتب فيه زكاة، وهذا اإلبطال صحيح جائز ألنه مـصلحة رأس احلول، وأداء الدين منه، وشراء العروض به وغريمها مم
).٨٤١(أنظر املوافقات ص. عائدة على الواهب واملنفق، مقاصد الشريعة يف حتقيق مـصاحل اخللـق )٦٨، ٦٧(، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص )٨٤١(املوافقات ص ) ٣(
).١٥٥، ٣/١٥٤(م ابن القيم اجلوزية ، إعالم املوقعني عن رب العاملني لإلما)٢٢٢، ٢٢١(ص
١٧١
.القائلون بإباحة احليل: الفريق الثاين-
.وقد استدل هؤالء بأدلة سنذكرها مث نقوم بردها
-:ومما استدل به هؤالء
$ â -:تعـاىل اهللا قـال أخاه ا يأخذ حيلة السالم عليه يوسف علم اهللا أن -:أوال £J n= sù N èd tì £g y_ öN Ïd Îó$ yg pg ¿2 ü@ yè y_
sp tÉ$ s) Åb¡9 $# í Îû È@ ôm uë Ïmã Åz r& á ىل قوله تعاىلإ :â öÅ Ï9º xã x. $ tR ôâ Ï. y# ßôq ãã Ï9 ( $ tB tb%x. xã è{ ù'uä Ï9 çn$yzr& í Îû ÈûïÏä Å7 Î=yJø9 $#
Hw Î) b r& uä !$ t± oÑ ª! $# á )١(.
حيلة يتحلل ا من ميينه بغري حنث، فقد حلـف – عليه السالم - أن اهللا تعاىل علم نبيه أيوب -:ثانيا
أن يفعل هذا مبن أحسنت إليه يف عشرا، وأخلصت له يف ليضربن امرأته مائة سوط، مث عز عليه
â õã -: فيه مائة مشراخ قال اهللا تعاىل)٢(خدمتها فعلمه اهللا تعاىل أن يضرا ضربة واحدة بضغث è{ ur
x8 Ïâ uã Î/ $ ZW øó ÅÊ > Îé ôÑ $$ sù ¾ Ïm În/ üw ur ô] oY øt rB á )٣(.
.)٤(فعل ذلك فقد بر يف ميينه أن من – رضي اهللا عنهما –وقد حكي عن أيب حنيفة والشافعي
، أصول التشريع اإلسـالمي )٢٢٤(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )١٧٠(مصادر التشريع املختلف فيها ص ) ١(
).٢٨٣(للشيخ علي حسب اهللا ص ).٤٤(سورة ص اآلية ) ٢( ).٢٨٥، ٢٨٤(أصول التشريع اإلسالمي للشيخ علي حسب اهللا ص) ٣( ).٧٢، ٧١(، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص)١٤٦، ٣/١٤٥(إعالم املوقعني ) ٤(
١٧٣
بأن العقود الشرعية ما هي إال حيل يتوصل ا إىل آثارها مردود، فإن العقود ما هي : إن قوهلم -:رابعا
نته السنة املطهرة وحنن إال وسائل إىل جلب املنافع ودفع املضار على الوجه الذي رمسه الشارع، وبي
ال نقول ببطالن احليلة إذا كانت وسيلة إىل منفعة مشروعة وإمنا نقول ببطالن احليل اليت يتوصل ا
.)١(إىل استباحة احملرمات وإبطال التكاليف
، إعالم املوقعني )٢٢٦(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٧٢، ٧١(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ١(
).٢٨٥، ٢٨٤(، أصول التشريع اإلسالمي للشيخ علي حسب اهللا ص)١٤٦، ٣/١٤٥(
١٧٤
م، أو اختاذ عمل ظاهر اجلواز بغرض قلب عرفها العلماء بأا الوسيلة إىل الشيء احملر: احليل احملرمة
هي األشياء اليت ظاهرها اإلباحة : "األحكام وخمالفة األصول وهدم املقاصد، وقد عرفها ابن رشد بقوله
.)١("ويتوصل ا إىل فعل حمظور
-:أمثلة على احليل احملرمة وإبطاهلا من جهة العمل والفتوى
-:إبطال حيلة إلسقاط الزكاة -١
املسلم نصابا فباعه، أو وهبه قبل احلول، مث استرده بعد زوال احلول قال أربـاب كما إذا ملك
تسقط عنه الزكاة بل لو ادعى ذلك مل يأخذ العامل زكاته وال شك أن هذه حيلة حمرمة : احليل
وباطلة وال يسقط ذلك عنه فرض وركن من أركان اإلسالم، وقد توعد اهللا بالعقوبة الشديدة
، فلو جاز إبطاله باحليلة اليت هي مكر وخداع مل يكن يف إجيابه والوعيد على )٢(لهمن ضيعه وأمه
.)٣(تركه فائدة
-:إبطال احليلة إلخراج الزوجة من املرياث -٢
).٨٤، ٨٣(املقاصد الشرعية وصلتها باألدلة الشرعية واملصطلحات األصولية ص) ١(â tbq -:حيث قال جل شأنه) ٢( è% §q sÜ ãã yô $ tB (#q è= ÏÉ r2 ¾ Ïm Î/ tP öq tÉ Ïp yJ» uä É) ø9 $# á ١٨٠(سورة آل عمران اآلية.(
zO ¨Z yg y_ 2î uq õ3 çG sù $ pk Í5 öN ßg èd$ t6 Å_ öN åk æ5q ãZ ã_ ur öN èd âëq ßg àß ur á سورة التوبة) ٣٥، ٣٤(اآليتان. الزمن فلو أخرج الناس زكاة أمواهلم ملا وجـدت سـائال يف وإننا نرى أن هذا الركن، وتلك الفريضة قد تعطلت يف هذا ) ٣(
الطريق يسأل، وال دخل السجن بسبب السرقة واحلاجة سارق فسبحان الغين الذي شرع الزكاة تطهريا لـنفس املزكـي ).٤٥٠املوافقات (وماله، وإغناء للفقري ونزعا للحقد واحلسد من نفسه إزاء الغين
١٧٥
فإذا أراد الزوج حرمان زوجته من املرياث فطلقها وهو يف مرض املوت طالقا بائنـا مكمـال
وهذه احليلة حمرمة وباطلـة وال )١( مرياث زوجها للثالث فهذه احليلة ال تسقط حق الزوجة يف
.يصح تعلمها، ويفسق من علمها املريض، ويستحق عقاب اهللا تعاىل، ومع ذلك فال تنفذ
-:إبطال حيلة إلسقاط القصاص -٣
وتبطل احليلة وال يسقط القصاص إذا جرح رجل رجال فخشي أن ميوت من اجلرح فدفع إليـه
.دواء مسموما فقتله
يسقط عنه القصاص، وهذا خطأ عظيم، بل جيب عليه القصاص بقتله بالسم -:أرباب احليلقال
كما جيب عليه بقتله بالسيف، ولو أسقط الشارع القتل عمن قتل بالسم ملا عجز قاتل عن قتل
من يريد قتله به ال سيما إذا علم أنه ال جيب عليه القود، يف هذا من فساد العامل ما ال تأيت بـه
.)٢(شريعة
-:إبطال احليلة إلسقاط حد السرقة -٤
وتبطل احليلة يف إسقاط احلد عن السارق إذ قال السارق هذا ملكي أو هـذه داري وصـاحبها
عبدي من احليل اليت هي إىل املضحكة والسخرية واالستهزاء ا أقرب منها إىل الشرع، وحنن نقـول
مثل هذا اهلذيان املناقض للعقول واملصاحل فضال عن معاذ اهللا تعاىل أن جيعل يف فطر الناس وعقوهلم قبول
أن يشرع هلم قبوله وكيف نظن باهللا وشرعه ظن السوء أنه شرع رد احلق بالباطل الذي يقطـع كـل
. نقض عدا بعد، فإمنا ترث من زوجها، ألنه يعترب فارا من توريثها فريد عليه سوء قصده وترث منـه فما دامت املرأة مل ت ) ١( . لبنان- بريوت –دار الكتب العلمية / ط) ٢/٤(شرح فتح القدير للشيخ كمال الدين حممد بن عبد الواحد
، إعـالم )٢٣٩، ٢٣٨( حتقيق مصاحل اخللق ص، مقاصد الشريعة يف)٨٦، ٨٥(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ٢( ).٣/١٨٤(املوقعني
١٧٦
أحد ببطالنه فمىت كان هذا البهتان والوقاحة وااهرة والكذب يف الدين مقبوال وهل يعجز سارق أن
ص من قطع اليد فما معىن إذن شرع قطع يد السارق مث إسقاطه ذا الـزور يتكلم ذا البهتان، ويتخل
.)١(والبهتان
، إعالم )٢٣٩، ٢٣٨(، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللق ص )٨٦، ٨٥(مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص ) ١(
).٣/١٨٤(املوقعني
١٧٧
وحيث ذكرنا يف املبحث السابق مناذج من احليل احملرمة نذكر هنا يف هذا املبحث أمثلة وبعـضا
وما يفضي إليه مشروع وهـذه هـي من احليل املباحة وتكون احليلة مباحة إذا كان الطريق مشروعا،
ويدخل يف هذا القسم التحيل على جلب املنافع ودفع املضار، وقد أهلم اهللا تعاىل ذلـك لكـل
اإلنسان وليس كالمنا وال كـالم حيوان، فألنواع احليوانات من أنواع احليل واملكر ما ال يهتدي إليه
السلف يف ذم احليل اليت تعترب من هذا النوع، بل العاجز من عجز عنه والكيس من كان فطنا إليه وأقدر
على استخدامه وال سيما يف احلرب فإا خدعة، والعجز كل العجز ترك هذه احليلة، واإلنسان مندوب
.)١(إىل استعاذته باهللا من العجز والكسل
-:األمر أمران: وهلذا قال بعض السلف
.أمر فيه حيلة فال يعجز عنه، وأمر ال حيلة فيه فال جيزع منه
-:أمثلة على احليل املباحة
:املثال األول
أن خياف رب الدار غيبة املستأجر، وحيتاج إىل داره، وخيشى أال يسلمها أهله إليـه فاحليلـة يف
أة املستأجر، ويضمن الزوج أن ترد إليه املرأة الدار وتفرغهـا التخلص من ذلك أن يؤجرها را من امر
مىت انقضت املدة، أو تضمن املرأة ذلك إذا استأجر الزوج، فمىت استأجر أحدمها وضمن اآلخر الرد مل
يتمكن أحدمها من االمتناع وكذلك إن مات املستأجر فجحد ورثته اإلجارة وادعوا أن الدار نفع هلـم
قاصد الشريعة يف حتقيـق مـصاحل اخللـق ، م)٨٧(، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص )٣/٢٤٩(إعالم املوقعني ) ١( ).٢٤١(ص
١٧٨
لدار إىل املؤجر، فإن خاف املؤجر إفالس املستأجر، وعدم متكينه من قـبض األجـرة وامتنعوا عن رد ا
.)١(بأجرة ما سكن ويشهد عليه بضمانه فاحليلة أن يطلب املؤجر من املستأجر كفيال
-:املثال الثاين
.ال تصح إجارة األرض املشغولة بالزرع، فإن أراد ذلك فله حيلتان جائزتان
زرع مث يؤجره األرض، فتكون األرض مشغولة مبلك املستأجر، فال يقـدح يف أن يبيعه ال : األوىل
صحة اإلجارة، فإن مل يتمكن من هذه احليلة لكون الزرع مل يشتد أو كان زرعا للغري انتقل إىل احليلة
.)٢(وهي أن يؤجره إياها ملدة تكون بعد أخذ الزرع، ويصح هذا بناء على صحة اإلجارة املضافة: الثانية
-:املثال الثالث
فاحليلة يف سقوط )٣(إذا جاوز امليقات وهو غري حمرم لزمه اإلحرام ودم اوزته امليقات غري حمرم
الدم عنه أن ال حيرم من موضعه بل يرجع إىل امليقات فيحرم منه، فإن أحرم من موضعه لزم الـدم، وال
.يسقط برجوعه إىل امليقات
، مقاصد الشريعة يف حتقيق مـصاحل اخللـق )٨٨(، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص )٣/٢٥٠(إعالم املوقعني ) ١(
).٢٤٢(صيـق مـصاحل ، مقاصد الشريعة يف حتق)٨٨(، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة ص )٢٥٥، ٣/٢٥٠(إعالم املوقعني ) ٢(
، ٣٢٧(، إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لإلمام مشس الدين أيب عبد اهللا حممد ابن القـيم اجلوزيـة ص )٢٤٢(اخللق ص . لبنان– بريوت –دار ابن حزم / ط) م٢٠٠٤(الطبعة األوىل ) ٣٢٩
يلزمه الدم إن مل يكن أمامه ميقات إن جاوز امليقات بدون إحرام حرم عليه ذلك، و -:حيث قالوا : وهذا هو ما يراه احلنفية ) ٣(آخر مير عليه بعد، وإال فاألفضل إحرامه من األول فقط إن أمن على نفسه من ارتكاب ما ينايف اإلحرام، فـإن مل يـأمن
مـه إذا كان امليقات أما-:فاألفضل أن يؤخر اإلحرام إىل آخر املواقيت اليت مير ا، ويوافقهم املالكية يف هذا إال أم قالوا مير عليه فيما بعد، فيندب له اإلحرام من األول، فإن مل حيرم منه فال إمث عليه عندهم وال جيب عليه دم ويكون قد خـالف
الطبعـة األوىل ) ٣٦٠(أنظر كتاب الفقه على املذاهب األربعة لعبد الرمحن بن حممـد عـوض اجلزيـري ص . املندوب . لبنان–) م٢٠٠١ -هـ ١٤٢٢(
١٧٩
-:املثال الرابع
إن مل ختربيين من أخذه فأنت طالق ثالثا واملرأة ال تعلم مـن -:اع، فقال المرأته إذا سرق له مت
أخذه، فاحليلة يف التخلص من هذه اليمني أن تذكر األشخاص الذين ال خيرج املأخوذ عنهم، مث تفـرد
.)١(كل واحد على حدة، وتقول هو أخذه فإا تكون خمربة عن اآلخذ ويرب الزوج يف ميينه وال تطلق
، مقاصد الشريعة يف حتقيق مصاحل اخللـق )٩٠، ٨٩(، مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة )٣/٢٥٩ (إعالم املوقعني ) ١(
)٢٤٤، ٢٤٣.(
١٨٠
-: فقد توصلت من خالل هذا البحث إىل نتائج ومن أمهها-
أن رفع احلرج ال يعين ترك التكليف، أو التهاون فيه بترك بعض الواجبات وتغـيري أوقاـا، أو -١
فعل : كيفياا ومقاصدها استجابة هلوى النفس وشهواا بل إن رفع احلرج يعين كما هو معلوم
. تعاىل ا على احلد األوسط بال إفراط وال تفريط، وعلى الوجه احملدد شرعااألوامر كما أمر اهللا
سـورة الزلزلةâ yJsù ö@ yJ÷è tÉ tA$ s)÷W ÏB >o§ëså #\ç øã yz ¼ çntç tÉ á ٣٢ ٧
١٩٧
الصفحة طرف احلديث ١٣٤، ٢٨، ٢٢ ).أحب الدين إىل اهللا احلنيفية السمحة( ١١٣ ).أحب العمل إىل اهللا ما داوم عليه صاحبه، وإن قل( ١٥٥ ...).إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم( ١٦٩ ...).ناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينةإذا ضن ال( ١٤٨ ...).أرأيت إن جاء رجل يريد مايل( ١٦٠ ).اصنعوا كل شيء إال النكاح(
، ٢٨، ٢٣، ٨ ...).إن الدين يسر(١٣٤، ٣٩
١٦٧ ....).أن رجال شكا إىل رسول اهللا أن جاره( ١١٠ ....).إن فريضة احلج أدركت أيب شيخا( ١١٩، ١١٨ ....).تصمون إيل، ولعل بعضكم أن يكون أحلنإنكم خت( ١٥٣ ...).إن الذي يشرب يف آنية الفضة( ٣٨، ٣٠ ....).إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا(
٨ ...).إن اهللا جتاوز عن أميت اخلطأ والنسيان ١٠٧ ...).إن اهللا كتب اإلحسان على كل شيء فإذا قتلتم( ٥٧ ...).نياتإمنا األعمال بال( ١٣٤ ...).إمنا بعثتم ميسرين ومل تبعثوا( ١٤٠ ....).إمنا الشفعة يف كل ما مل يقسم( ١١٤ ....).بعثت إىل األمحر ( ٣٨، ٣٤ ...).جاء ثالثة رهط إىل بيوت أزواج رسول اهللا( ١٤٠ ....).جار الدار أحق بالدار( ٧٨ ...) جاهدوا املشركني بأموالكم ( ٧٨ ...) اض إىل يوم القيامة مع الرباجلهاد م(
١٩٨
الصفحة طرف احلديث ٨١ ...).حفت اجلنة باملكاره( ٥٣ ...).حق اهللا على العباد( ١٦٦ ).احلرب خدعة( ١٥٩ ...).احلالل بين واحلرام بين وبينهما مشبهات( ١١٣، ٢٩ ...).خذوا من األعمال ما تطيقون( ٣٥ ...)ل ممدود املسجد فإذا حبrدخل رسول اهللا ( ١٣٦ ...).عن النائم حىت يستيقظ: رفع القلم عن ثالثة( ١٠٦ ).يف كل ذي كبد رطبة أجر( ٨٥ ...).أنت رمحيت أرحم بك: قال اهللا عز وجل للجنة( ٦٥، ٣٩ ).القصد القصد تبلغوا( ٦٥ ...).كانت صالته قصدا و( ١١٣ ...).كان عليه السالم إذا عمل عمال( ١٦٥ ...).كبوا ما ارتكب اليهود فتستحلواال ترت( ١٣٩ ).ال ضرر وال ضرار( ١٦٩ ...).ال جيمع بني مفترق، وال يفرق ( ٣١ ...).ال يقضي القاضي وهو( ١٦٠ ...).لك من احلائض( ٢٩ ).لو تأخر الشهر لزدتكم( ٢٥ ...).لوال أن أشق على أميت( ٢٩ ...).لو مد لنا الشهر( ٣١ ...). الصيامليس من الرب ( ١٥٩ ...).ما اجتمع احلالل واحلرام إال( ١٣٤، ٢٨ ...).ما خري النيب بني أمرين إال(
١٩٩
الصفحة طرف احلديث ٥٧ ...).من أحدث يف أمرنا هذا( ١١٠ ...).من سن سنة حسنة أو( ٥٧ ....).من عمل عمال ليس عليه( ١٤٨ ...).من قتل دون دينه فهو شهيد( ٤ ...). يشكر الناس المن ال( ١١٠ ...).امليت يعذب( ١١١ ...).يا رسول اهللا إن أيب مات( ٢٩ ...).يا ليتين قبلت رخصة(
٢٠٠
الصفحة العـلـم ٦٦ .علي بن أيب علي= اآلمدي
١١٢ .أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين ٣٤ .أنس بن مالك بن النضر
٣٤ . إمساعيلحممد بن= البخاري ٤٠ .عبد اهللا بن عمر= البيضاوي ٤٣ .أمحد بن عبد احلليم= ابن تيمية
٦٥ .جابر بن مسرة بن جنادة ٦٤ .حممد بن جرير= ابن جرير ٦٥ .عثمان بن جين املوصلي= ابن جين
١٧٠ .النعمان بن ثابت= أبو حنيفة ٣٠ .عومير بن زيد األنصاري= أبو الدرداء
١١٨ .حممد بن أمحد بن حممد= اجلد ابن رشد ٣٥ .زينب بنت جحش األسدية
١٤٢ .علي بن عبد الكايف= ابن السبكي ٣٠ .سلمان الفارسي
١٤٨ .عبد الرمحن بن أيب بكر= السيوطي ٣٣ .إبراهيم بن موسى= الشاطيب
١١١ .طرفة بن العبد ١١٢ .حممد بن إدريس= الشافعي ٨٤ .بد القويسليمان بن ع= الطويف
٢٩ .عبد اهللا بن عمرو بن العاص ٦٨ .عبد الوهاب خالف
٢٠١
الصفحة العـلـم
١٦٠ .عثمان بن عفان ٣٣ .العز بن عبد السالم
١٦٩ .عبد اهللا بن عمر بن اخلطاب= ابن عمر ٨ .عمار بن ياسر
٥٢ .عمر بن عبد العزيز ٦٦ .حممد بن حممد= الغزايل ٩١ .إدريسأمحد بن = القرايف
٤٠ .إمساعيل بن عمر= ابن كثري ٤٨ .مالك بن أنس األصبحي
٤١ .أمحد بن مصطفى= املراغي ٣٤ .مسلم بن احلجاج القشريي
٢٠٢
املتوىف سنة . لإلمام أيب عبد اهللا عبيد اهللا بن حممد بن بطة العكبري -:إبطال احليل -١دار عامل الفوائد : الناشر. الطبعة الثانية . ليمان بن عبد اهللا العمري س: حتقيق). ٣٨٧( . مكة املكرمة–
لشيخ اإلسالم تقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي -:اإلاج يف شرح املنهاج -٢وولده تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي املتوىف سنة ) هـ٧٥٦(املتوىف سنة
دار ). م٢٠٠٤(الطبعة األوىل . بان حممد إمساعيل شع: حتقيق الدكتور ). هـ٧٧١( . لبنان–بريوت . ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
لإلمام حممد بن علي الشوكاين -:إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول -٦هـ ١٤١٩(الطبعة األوىل . حممد حسن الشافعي : حتقيق). هـ١٢٥٠(املتوىف سنة
. بريوت–دار الكتب العلمية : الناشر. لبنان–) م١٩٩٩ -
٢٠٣
-هــ ١٤٢٦(الطبعة األوىل . للدكتور عبد القادر أمحد حفين -:أركان احلكم -٧ ).م٢٠٠٥
لشيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم ابن تيمية املتـوىف -:االستقامة -٨ –ر والتوزيـع دار احلديث للطباعة والنـش . أمحد جاد : حتقيق). هـ٧٢٨(سنة
.القاهرة
لإلمام عز الدين ابن األثري أيب احلسن علـي بـن -:أسد الغابة يف معرفة الصحابة -٩الطبعـة . علي حممد معوض : حتقيق الشيخ ). هـ٦٣٠(حممد اجلزري املتوىف سنة
. بريوت–دار الكتب العلمية : الناشر. لبنان–) م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥(األوىل
-هـ١٤٠٥. (الطبعة األوىل . للدكتور حممد عقلة -:اإلسالم مقاصده وخصائصه -١٠ .مكتبة الرسالة احلديثة: الناشر. عمان–مطبعة الشرق / ط) م١٩٨٤
للشيخ زين العابدين بن إبراهيم -:األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان -١١دار الكتـب : الناشر – لبنان –) م١٩٩٣ -هـ ١٤١٣(الطبعة األوىل . بن جنيم . بريوت–العلمية
لإلمام جالل الدين عبد الرمحن -:األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية -١٢الطبعـة اخلامـسة . حممد املعتصم باهللا البغـدادي : حتقيق. بن أيب بكر السيوطي
. بريوت–دار الكتاب العريب للطباعة والنشر والتوزيع ). م٢٠٠١(
أمحد بن علي بن حجـر العـسقالين لإلمام احلافظ -:اإلصابة يف متييز الصحابة -١٣ـ ١٤١٥(الطبعة األوىل . عادل أمحد : حتقيق الشيخ ). هـ٨٥٢(املتوىف سنة -هـ
. بريوت–دار الكتب العلمية : الناشر. لبنان–) م١٩٩٥
-هـ١٤١٧(الطبعة السابعة . للشيخ علي حسب اهللا-:أصول التشريع اإلسالمي -١٤ . القاهرة–دار الفكر العريب للطباعة والنشر ). م١٩٩٧
٢٠٤
دار الفكـر العـريب للطباعـة والنـشر . لإلمام حممد أبو زهرة -:أصول الفقه -١٥ ).م٢٠٠٤(
فهـد : الـدكتور : حتقيق. لشمس الدين حممد بن مفلح املقدسي -:أصول الفقه -١٦مكتبة العبيكان للطباعة والنشر ). م١٩٩٩ -هـ ١٤١٩(الطبعة األوىل . السدحان
. الرياض–
/ ط. عبد الرزاق املهدي : حتقيق الشيخ . اخلضري بك للشيخ حممد -:أصول الفقه -١٧ . بريوت–دار الكتاب العريب : الناشر. لبنان. م٢٠٠٥
لإلمام مشس الدين أيب عبد اهللا حممد ابن القيم : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان -٢٥ . لبنان– بريوت –النشر دار ابن حزم للطباعة و). م٢٠٠٤(الطبعة األوىل . اجلوزية
لناصر الدين أيب سعيد : )املعروف بتفسري البيضاوي (أنوار الترتيل وأسرار التأويل -٢٦حممـود عبـد القـادر : تقـدمي . عبد اهللا ابن عمر بن حممد الشريازي البيضاوي
لإلمام زين الدين أيب الفرج عبد الرمحن بن شهاب الـشهري : جامع العلوم واحلكم -٤٠ ).م٢٠٠٢ -هـ ١٤٢٣(مكتبة العبيكان للطباعة والنشر . بابن رجب احلنبلي
عبد القادر بن : حتقيق. لإلمام عبد الرمحن بن جاد اهللا البناين : حاشية العالمة البناين -٤١دار الكتب : الناشر. لبنان–) م٢٠٠٦ -هـ ١٤٢٧(الطبعة الثانية . حممد الشاهني
. بريوت–العلمية
للـدكتور يعقـوب : )دراسة أصولية تأصيلية (رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية -٤٢ . الرياض– مكتبة الرشد للطباعة والنشر .الباحسني
للدكتور صاحل بن عبد -:)ضوابطه وتطبيقاته (رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية -٤٣
٢٠٧
مكتبة العبيكـان للطباعـة ). م٢٠٠٤ -هـ ١٤٢٤(الطبعة األوىل . اهللا بن محيد . الرياض–والنشر
هـ ١٤٢٣( الطبعة األوىل . أليب عيسى حممد بن عيسى بن سورة -:سنن الترمذي -٤٤ . لبنان– بريوت –دار املعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ). م٢٠٠٢ -
ـ –بيت األفكار الدولية للطباعة والنشر . لإلمام الذهيب -:سري أعالم النبالء -٥٠ ان لبن ).م٢٠٠٤(
نشر وطباعة منـشورات . للدكتور محادي العبيدي -:الشاطيب ومقاصد الشريعة -٥١ . طرابلس–كلية الدعوة اإلسالمية وجلنة احلفاظ على التراث اإلسالمي
دار الفكر . للشيخ حممد بن حممد خملوف -:شجرة النور الزكية يف طبقات املالكية -٥٢ .للطباعة والنشر والتوزيع
. أليب الفالح عبد احلي بن العماد احلنبلـي -:يف أخبار من ذهب شذرات الذهب -٥٣
٢٠٨
. بريوت–دار املسرية للطباعة والنشر ). هـ١٣٩٩(الطبعة الثانية
لإلمام احلافظ حميي الـدين أيب -:شرح األربعني يف األحاديث الصحيحة النبوية -٥٤باعـة دار ابن حـزم للط ). م٢٠٠٢(الطبعة الثانية . زكريا حيىي بن شرف النووي
. لبنان– بريوت –والنشر
الطبعـة األوىل . لسعد الدين بن عمر التفتـازاين -:شرح التلويح على التوضيح -٥٥ . بريوت– صيدا –املكتبة العصرية للطباعة والنشر ). م٢٠٠٥ -هـ ١٤٢٦(
لإلمام شهاب الدين أمحد بن إدريـس : شرح تنقيح الفصول يف اختصار احملصول -٥٦دار الكتـب : الناشـر . لبنان –) م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨(الطبعة األوىل . القرايف
. بريوت–العلمية
. مطابع دار الـصحيفة / ط. لإلمام حيىي بن شرف النووي : شرح رياض الصاحلني -٥٧ . املنصورة– مصر –دار اليقني : الناشر
لإلمام القاضي علي بن علي بن حممـد بـن أيب العـز : شرح العقيدة الطحاوية -٥٨مؤسسة الرسالة للطباعة ). م١٩٩٨ -هـ ١٤١٨( عشرة الطبعة الثانية . الدمشقي . لبنان– بريوت –والنشر
–دار الكتب العلمية . للشيخ كمال الدين حممد بن عبد الواحد : شرح فتح القدير -٥٩ . لبنان–بريوت
الطبعـة . لفضيلة الشيخ عبد احملسن بن عبد اهللا الزامـل : شرح القواعد السعدية -٦٠ . الرياض–دار أطلس اخلضراء للطباعة والنشر ). م٢٠٠٢ -هـ ١٤٢٣(الثانية
. الدكتور حممد الزحيلي : حتقيق. للشيخ حممد أمحد الفتوحي : شرح الكوكب املنري -٦١ . الرياض–مكتبة العبيكان للطباعة والنشر ). م١٩٩٧ -هـ ١٤١٨(الطبعة الثانية
شرح العالمـة القاضـي . لإلمام أيب عمرو عثمان : شرح خمتصر املنتهى األصويل -٦٢
٢٠٩
. لبنان –) م٢٠٠٤ -هـ ١٤٢٤(الطبعة األوىل . عضد الدين عبد الرمحن اإلجيي . بريوت–دار الكتب العلمية : الناشر
الطبعـة . اختصار الشيخ سامل عبد الغين الرافعي -:خمتصر اموع شرح املهذب -٨٧ .النشر والتوزيعمؤسسة الريان للطباعة و). م٢٠٠٠(الثانية
شركة دار احلكمة . للدكتور عمر بن صاحل بن عمر -:املدخل إىل دراسة املقاصد -٨٨ . السودان–للطباعة والنشر
٢١٢
: املدخل إىل علم مقاصد الشريعة من األصول النصية إىل اإلشكاليات املعاصـرة -٨٩مكتبـة ). م٢٠٠٥ -هـ ١٤٢٦(الطبعة األوىل . للدكتور عبد القادر بن حرز اهللا
. الرياض–لرشد للطباعة والنشر ا
دار القلـم ). م٢٠٠٤(الطبعة الثانية . ملصطفى أمحد الزرقا-:املدخل الفقهي العام -٩٠ . دمشق–للطباعة والنشر
. للشيخ حممد األمني بن املختار الشنقيطي : مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر -٩١ . لبنان– بريوت –دار القلم للطباعة والنشر
أيب عبد اهللا حممد بـن عبـد اهللا احلـاكم -: الصحيحني للحافظ املستدرك على -٩٢ . بريوت–دار الكتب العلمية ). هـ١٤١١. (النيسابوري، الطبعة األوىل
لإلمام حجة اإلسالم أيب حامد حممـد بـن حممـد : املستصفى من علم األصول -٩٣ . لبنان– بريوت –دار األرقم بن أيب األرقم للطباعة والنشر . الغزايل
الطبعة الثانية، املطبعة امليمنيـة . لإلمام أمحد بن حنبل الشيباين -:اإلمام أمحد مسند -٩٤ .بالقاهرة
-: لثالثة أئمة من آل تيمية تتابعوا على تأليفها وهم–املسودة يف أصول الفقه -٩٥
).هـ٦٥٢(أبو الربكات عبد السالم بن تيمية املتوىف سنة - ).هـ٦٨٢(م املتوىف سنة وولده أبو احملاسن عبد احلليم بن عبد السال -
ـ ٧٢٨(وحفيده أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم املتوىف سنة - ). هـ -هــ ١٤٢٢(الطبعـة األوىل . الدكتور أمحد بن إبراهيم بـن عبـاس : حتقيق
. الرياض–دار الفضيلة للطباعة والنشر ). م٢٠٠١
طبعة . القادر أمحد حفين للدكتور عبد -:مصادر التشريع املختلف فيها بني األئمة -٩٦ ).هـ١٤١٨(
٢١٣
مطـابع دار الـصحيفة / ط. للعالمة أمحد بن حممد علي الفيومي -:املصباح املنري -٩٧ . القاهرة–دار احلديث : الناشر). هـ١٤٢٤(
-هـ١٤٢٨(الطبعة الثانية . لإلمام إمساعيل بن محاد اجلوهري -:معجم الصحاح -٩٨ . لبنان–ت بريو–دار املعرفة للطباعة والنشر ). م٢٠٠٧
الطبعـة األوىل . أيب القاسم سليمان بن أمحد الطـرباين -:املعجم الكبري للحافظ -٩٩ .وزارة األوقاف والشؤون الدينية بالعراق/ ط). هـ١٤٠٠(
دار الفكـر . للدكتور قطب مصطفى سـانو -:معجم مصطلحات أصول الفقه -١٠٠ ).م٢٠٠٠( دمشق –للطباعة والنشر
ـ : معجم املؤلفني -١٠١ ). م١٩٩٣ -هــ ١٤١٤(الطبعـة األوىل . ةلعمر رضا كحال . بريوت–مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر
دار ابن . الطبعة األوىل . لإلمام شيخ اإلسالم ابن القيم اجلوزية : مفتاح دار السعادة -١٠٢ . لبنان– بريوت –حزم للطباعة والنشر
نور للدكتور: املقاصد الشرعية وصلتها باألدلة الشرعية واملصطلحات األصولية -١٠٣دار : الناشـر ). م٢٠٠٣ -هــ ١٤٢٤(الطبعة األوىل . الدين بن خمتار اخلادمي
. الرياض–إشبيليا
ـ ١٤١٥(الطبعة األوىل . لزيد بن حممد الرماين : مقاصد الشريعة اإلسالمية -١٠٤ ). هـ . الرياض–دار الغيث : الناشر
. اليويب للدكتور حممد سعد : مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية -١٠٥ . الرياض– اململكة العربية السعودية –دار ابن اجلوزي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة األوىل . للدكتور يوسف أمحد حممد البدوي : مقاصد الشريعة عند ابن تيمية -١٠٦ . األردن–دار النفائس للطباعة والنشر ). م٢٠٠٠ -هـ ١٤٢١(
أليب إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطيب املتوىف سنة : املوافقات يف أصول الشريعة -١١١) م٢٠٠٥ -هـ ١٤٢٥(الطبعة األوىل . الشيخ عبد اهللا دراز : حتقيق. )هـ٧٩٠( . بريوت–دار الكتب العلمية : الناشر. لبنان–
الطبعـة األوىل . الدكتور حممد حممد تـامر : حتقيق. لإلمام مالك بن أنس :املوطأ -١١٢ . القاهرة–مكتبة الثقافة الدينية للطباعة والنشر ). م٢٠٠٥(
٤٦ .للمعايناألصل يف العبادات التعبد دون االلتفات : املبحث الثالث ٤٩ .إخراج املكلف عن داعية اهلوى: املبحث الرابع
٥٥ .املبحث اخلامس كل فعل يناقض تكاليف الشريعة فهو باطل ٥٩ .حقوق اهللا ال خرية فيها للمكلف: املبحث السادس
الفصل الثاين املقاصد الضرورية
٦٣
٦٩ .قصد الشارع يف وضع الشريعة: املبحث األول ٧١ .تكاليف الشريعة ترجع إىل حفظ مقاصدها يف اخللق: ثايناملبحث ال
٧٤ .ما ينضم إىل املراتب املتقدمة وحكمه: املبحث الثالث ٧٧ .املكمل ال يعود على األصل باإلبطال: املبحث الرابع
٨٠ .املصاحل املوجودة يف هذه الدنيا ينظر فيها من جهتني: املبحث اخلامس ٨٤ . واملفاسد اآلخرويةاملصاحل: املبحث السادس ٨٧ .املصاحل واملفاسد باعتبار الشارع: املبحث السابع
٢١٧
الصفحة املوضوعاملقاصد الكلية يف الشريعة ال يرفعهـا ختلـف آحـاد : املبحث الثامن
.جزئياا٨٩
٩١ .املصاحل يف الشريعة عامة: املبحث التاسع ٩٤ .امة الكليوجوب احملافظة على اجلزئي إلق: املبحث العاشر