This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
ا����ور�� ا��زا�ر�� ا�د���راط�� ا������
:�ذ�رة ���ل ���دة ا�������ر �� ا��ر��� �و�و�� �ـ
ترجمة العناصر الثقافية في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية رواية بماذا تحلم الذئاب لياسمينة خضرا
إ�راف ا����ذة �&����� %$�ظ� . د
ر���� ����� وھران
��ر�� و��ررا ����� وھران
���+�� ن *(وا
���+�� ن *(وا ����� وھرا
2016 .
ا����ور�� ا��زا�ر�� ا�د���راط�� ا������
� وا��%ث ا��&���وزارة ا���&�م ا���
أ%�د �ن �&� 1 � وھران����
���د ا��ر���
�ذ�رة ���ل ���دة ا�������ر �� ا��ر��� �و�و�� �ـ
ترجمة العناصر الثقافية في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية رواية بماذا تحلم الذئاب لياسمينة خضرا
3."حىت لتكاد تبدو جنسا بال حدود ، األديب والديين بكل أنواعه
ةـــنشأة الرواي -
في الغرب
لطاملا ارتبطت إشكالية حتديد نشأة األنواع األدبية بآراء عديدة نفت عنها صفة الدقة فيما خيص اإلطار الزمين
الذي احتضن أول بواكريها حبجة ترابط ظهور أي نوع جيد بأخر يسبقه و يشكل له الركيزة اليت ينطلق منها و
تفكري ، إن التفكري يف حتديد نشأة نوع أديب ما" ولاذ يقيف نفس السياق يورد عبد القادر شرشار رأيا مماثال
ألننا ، "امليثولوجيا"ألن الوقوف العلمي الدقيق واملوضوعي على ميالد نوع أديب ما؛ يعترب من باب ، يشوبه احلذر
4."اللهم إال بعض الدالئل اليت حتمل يف مضموا أحيانا أوجه التناقض ، ال منلك مقياسا للوالدة
يقبل عليه الشباب من أجل ، عن البدايات ؛ كانت الرواية يف أوروبا نوعا أدبيا مغمورا ومهمشاباحلديث
بعيدا عن حياة اجلد والصرامة اليت كانت تفرضها األسر األوربية على أوالدها؛ حيث كانت ، االستمتاع والرتفيه
ألن الرواية . هو مدنس وسفلي ناهيك عن موقف الكنيسة املعروف من كل ما ، حتذرهم من قراءة الروايات
وذلك باملقارنة مع األنواع األدبية السامية والنبيلة كالشعر ، الفكاهة ارتبطت باللهو واون والغرام والتسلية و
.وامللحمة والدراما و قد ساد هذا التصور السليب إىل غاية القرن الثامن عشر
جبملة ، يف بريطانيا قبل سواها من الدول ، الثامن عشر لقد ارتبطت نشأة الرواية يف النصف األول من القرن
ارتفاع : لعل أبرزها ، اليت شكلت جوا مالئمة لظهورها وتطورها ، من الشروط االجتماعية واالقتصادية والفكرية
ة و ازدياد نسبة الطلب على املاد ، عدد األشخاص الذين جييدون القراءة والكتابة؛ وذلك بازدياد نسبة التعليم
بسبب رفع ، وخصوصا يف أوساط النساء؛ إذ أتيح هلن متسع من الوقت الذي ميكن صرفه يف القراءة ، املقروءة
.08 ص، 2000 منشورات احتاد الكتاب العرب، ، مرايا الرواية :عادل فريجات -3 .25 ص ، 2003 ، دمشق منشورات احتاد الكتاب العرب ، الرواية البوليسية :شرشار عبد القادر - 4
وحلول منط ، مع االنقالب الرأمسايل يف بريطانيا ، يف اتمعات املدينية خاصة ، بعض األعباء املنزلية عنهن
ظهور املطبعة وانتشار الطباعة و انتشار اقتصاد . طاعية عالقاته وحياته البديلة حمل منط العالقات واحلياة اإلق
السوق فقد أصبح الكاتب منتجا لسلعة رائجة ينتظرها سوق واسع من القراء باإلضافة إىل بروز النزعتني الفردية
5.واملبادرة الفردية ، املرتابطتني مع تشجيع البحث ، والعلمانية
الرومانس يتألف يف تركيبه من أحداث خارقة حتدث بعيدا عن حياة بدأت الرواية سريا كنوع أديب يسمى ب
واهلدف منها بالدرجة األوىل هو التسلية اليت جيدها القراء عادة من تتبع ، اإلنسان اليومية وواقعها الذي نعيشه
وحدث قبل حدث ال يربط بينها مجيعا غري ، حدث يعقبه حدث آخر: احلوادث اليت حتصل يف تسلسل زمين
إثارة ، ويكون اهلدف منها ، الزمن الذي جيعلها تتسلسل و تنتظم يف خط زمين خيرج عن منطق الواقع واملعقول
فتظل الرغبة تلح علينا الكتشاف ، اخليال و الفضول ملعرفة ما حيدث بعد كل حدث أصبحت معرفته متوافرة
.نعها الكاتب من خياله مجلة وتفصيال احلوادث املثرية اليت ص
بقي األمر على هذا احلال إىل أن ظهرت الطبقة الوسطى يف أواسط القرن التاسع عشر نتيجة الثورة الصناعية يف
فاهتمت الرواية عندئذ مبحاكاة الواقع الذي تعيشه هذه الطبقة اليت متيل دائما إىل أن ترى واقعها ثابتا . أوروبا
وأصبحت الرواية . وهذا ما يسمى بالربجوازية اليت تعىن باحملافظة على الواقع املعيش ، من هزات التغيري صلبا حمميا
يف العصر الفكتوري أهم األنواع األدبية وسيطرت على األنواع األدبية األخرى كما سيطرت الطبقة الوسطى على
6.مؤسسات اتمع املختلفة
وتصبح الشكل األديب الوحيد القادر على استنطاق الذات ، التاسع عشر بيد أن الرواية ستنتعش يف القرن
مع كوكبة من الروائيني ، وختييل فين يوهم بالواقع ، واستقراء اتمع والتاريخ بصدق موضوعي موثق ، والواقع
فقد ، ومن مث… ودويستفسكي ، وتولوستوي ، وفلوبري ، وزوال ، الكبار نذكر على سبيل املثال ال احلصر بلزاك
13/14ص ، 2001دمشق منشورات احتاد الكتاب العرب، ، قراءة خالفية - روائييف مشكالت السرد ال :جهاد عطا نعيسة -5 10ص ، 2001دمشق منشورات احتاد الكتاب العرب، ، املؤثراتفاق الرواية البنية و آ :محمدشاهين :ينظر -6
واعتربت أيضا أداة للصراع االجتماعي ضد قوى اإلقطاع ، عدت الرواية عند منظريها ملحمة بورجوازية
، وإدانة الواقع املرتدي ، وقد حتولت كذلك إىل سالح شعيب خطري ملناهضة الظلم واالستبداد ، واالستغالل والقهر
تعم فيه السعادة والعدالة ، ونشدان واقع إنساين مثايل أفضل ،والتغين بالقيم األصيلة ، و تسفيه قيمه املنحطة
.حيث يعيش فيه اجلميع بسالم وأمان ، والفضيلة واحلرية واحلب
ومن املعلوم أن الرواية قد ازدهرت يف الغرب يف القرن التاسع عشر حينما برزت أمساء كبار الروائيني مثل بلزاك
ذلك ظهرت يف الغرب بعض احملاوالت الروائية الشهرية بأقالم اإلسباين شارلز ديكنز وفلوبري وقبلتوستاندال و
.سرفانتس مؤلف دون كيشوت واالجنليزي دانيل ديفو مؤلف روبنسن كروز
وفقد الكاتب ثقته مبؤسسات ، تغريت أحوال اتمع األورويب بعد احلرب العاملية األوىل" ، أما يف القرن العشرين
وأصبحت له هوية ، ونتيجة لذلك استقل الكاتب عن اتمع. هيمنتها على الفرد جمتمعه اليت كانت تفرض
قال جويس مرة إنه كتب رواية يوليسيز . مستقلة مكوناا فنية ال قيم وعادات وتقاليد ورغبات اتمع بشكل عام
فقد أصبح عصر ، 7"وقد ثبت ذلك؛ ألا ما زالت مستمرة يف إشغاهلم ، بفنية ستشغل النقاد ملئة عام قادمة
، الرواية بامتياز؛ ألن الرواية كانت وما تزال النوع األديب األكثر انفتاحا على التقاط مشاكل الذات والواقع
كما أا النوع األديب املهيمن واملفضل ، والقادرة كذلك على استيعاب مجيع األجناس واألنواع واخلطابات األخرى
اجلنس القادر على ) جابر عصفور. د(إا كما يرى "، باملقارنة مع الشعر واملسرحلدى الكثري من القراء واملثقفني
من الضرورات الزمانية - غالبا –عرب شخصيات متحررة ، وممارساا مليئة بكثري من املصادفات والعجائب
.املكانية
:والشخصيات نوعان يف مراحلها املختلفة
واحدا من أقدم املمارسني بوكان ، ريكيةماأل احلركة الرومانسيةمن مؤلف، وشاعر، وحمرر، ويعترب جزء أمريكي ناقد أديب :*الن بوآدغار إ -14
كان أول كاتب أمريكي معروف يسعى يف حماولة لكسب لقمة العيش من ، يخيال التحر ويعترب عموما خمرتع نوع ، األمريكيني يف القصة القصرية .مما أدى إىل حياة صعبة ماليا ومهنيا ، خالل الكتابة وحدها
: يسميه النقاد الشخصية الجاهزةنوع - أ
. وهي الشخصية الثابتة اليت تبقى على حاهلا من بداية الرواية إىل النهاية دون أن حيدث هلا أو فيها أي تغيري
:نوع يسمونه الشخصية النامية - ب
تكتمل الرواية وهي املتطورة اليت تتطور من موقف إىل موقف حبسب تطور األحداث وال يكتمل تكوينها حىت
.وهذه الشخصية إما خيالية أو حقيقية تصرف فيها الكاتب حىت جعلها موافقة حلوادث القصة
:ولشخصية الرواية أبعاد ثالثة
. وغريها من الصفات اجلسمية ، الشكل اخلارجي و لون البشرة و الطول ومالمح الوجه: البعد الجسمي -
. الثقافة والعقيدة و العادات و التقاليد: البعد االجتماعي -
.العواطف واألفكار اليت تراود هذه الشخصية وردود أفعاهلا جتاه املواقف واألحداث: البعد النفسي -
.و ميكن إدراج أبعاد أخرى كالبعد اإلنساين و البعد الوطين و حىت البعد اإليديولوجي
خطوط الرواية وإن تعددت وتشابكت يف مكان يكون اتساعه أو تسري : )الفضاء الروائي(الزمان والمكان
كما يتمدد املكان يف الرواية يتمدد ، ضيقه وفق تنوع األحداث وتواليها ومن املألوف أن تتعدد األمكنة يف الرواية
الزمان يف وعلينا أال مل دراسة املكان أو ، الزمان حبيث يستغرق يف بعض الروايات حياة الشخصية احملورية كلها
الرواية فرمبا يتضمن كالمها تفسريا لكثري من األحداث فيها وكشفا لتنامي شخصياا و تأكيدا على أمهية هذين
ومع ، فيما بينهما من جهة ، الزمان واملكان الروائيان متعينان ومرتابطان:" العنصرين يقول جهاد عطا نعيسة
جون "هما يشكالن استجابة واضحة ملبدأ االستفراد الذي أكده ف. مجلة عناصر البنية الروائية من جهة أخرى
فاألفكار تبقى عامة بفصلها عن ظريف الزمان . وحدده بالوجود يف موضع خاص زمانا ومكانا 15"*لوك
16."واملكان
:ةــاللغة الروائي
الكلمات للتعبري عن أهم عنصر يف الرواية هو اللغة ونعين به أسلوب أو طريقة الكاتب يف صياغة مجلة واختيار
فاألسلوب كما يعرب . فكرته أو رسم الصورة املتخيلة يف ذهنه أو نقل أو إخراج ما يدور يف نفسه من أحاسيس
إنه طريقة الكتابة أو طريقة اإلنشاء أو طريقة اختيار األلفاظ وتأليفها للتعبري ا عن املعاين بقصد : عنه النقاد
.اإليضاح والتأثري
وجيب . اللغة عن إحساس وفكر املؤلف بشكل مشوق جيذب القارئ إىل متابعة األحداث دون مللجيب أن تعرب
توظيف لغة ، الوضوح: أن يتسم األسلوب اللغوي الذي ينتهجه الكاتب بالتايل - حسب كتاب الرواية األوائل -
.أنواعهاثرية باملفردات و التشبيهات و الصور البالغية و االستعارات على اختالف ، منمقة
، أما من خلفهم من احلداثيني فريون أن حرص الرواية على الظهور مبظهر التقرير احلقيقي عن التجارب الفعلية
ومن مث تكييف أسلوب نثري يضفي ، استدعى االنفصال عن التقاليد اللغوية السائدة ، اليت يعيشها الناس
من أمناط احملسنات –ما أمكن –عارية ، طبيعية ، التناول مصداقية تامة على هذا التقرير؛ وذلك عرب لغة سهلة
ه من خطر وحتذيرات" جون لوك"وهو الغرض احلقيقي للغة وفقا ملنهج ". إيصال معرفة األشياء"وأكثرها قدرة على
؛أي لغة احلرفيني والريفيني والتجار 17"حبث يف الفهم البشري"يف اية الكتاب الثالث من مؤلفه ، اللغة البالغية
ما حييلنا مباشرة إىل مسامهات األستاذ عبد امللك . قبل لغة األملعيني والدارسني؛و لغة احلياة احلقيقية ما أمكن
هو مقال عن الفهم اإلنساين الذي يشرح فيه نظريته حول لوكجترييب ومفكر سياسي إجنليزي ومن أكرب أعمال فيلسوفهو :*جون لوك -15 ، عند التعرف على العامل) الذهن(الوظائف اليت يؤديها العقل
11ص ، 1958 ، مصر - القاهرة ، حتقيق عثمان أمني لخيص ما بعد الطبيعة ألرسطوطاليس، ت :ابن رشد :ينظر -31
اإلنسانفهوية ، يعود بنا إىل مفهوم اهلوية أو الذاتية يف منطق أرسطو باعتبارها متاثل الشيء مع ذاته
األشياء الثوابت واملتغريات فإن هوية الشخص هي و ملا كان يف كل شيء من ، هي جوهره وحقيقته
.طاملا بقيت الذات على قيد احلياة ، تتجلى دون أن ختلي مكاا لنقيضها ، ثوابته اليت تتجدد ال تتغري
و اللسان الذي جيري التعبري به ، العقيدة اليت توفر رؤية للوجود: جتمع اهلوية ثالثة عناصر أساسية هي
: أن اهلوية تتحدد من خالل 32*و يف نفس السياق يرى جاك بريك ، والرتاث الثقايف الضارب يف التاريخ
.االستمرارية و التحول ألنه ال توجد هوية من دون تعبري -
.ظرة إىل هويتهما يف اهلوية يلتحم الذايت مع املوضوعي من خالل تبادل كل من األنا و اآلخر الن -
.اهلوية نشطة و حركية -
.اهلوية كلية أي مركبة تنقسم إىل عناصر و أجزاء مرتابطة -
، تتميز اهلوية بالتبادل بني أجزائها و تقاطعها مع هويات أخرى يف عالقة جدلية ما جيعلها متحركة وحية -
و أما اهلوية املتحولة فتتشكل ، إىل آخرفأما اهلوية املستمرة فتتناقل خطوطها الكربى األجيال من جيل
إن .و تعترب اهلوية املرآة العاكسة لرسم الذات خشية الذوبان و االضمحالل ، بواسطة التأثريات اليت تتلقاها
اهلوية ليست منظومة جاهزة و ائية و إمنا هي مشروع مفتوح على املستقبل أي اا مشروع متشابك مع
33.الواقع و التاريخ
: ائص الهوية خص
: عناصر مادية فيزيائية- 1
األمساء و املالبس و املساكن : احليازات -
.يمؤرخ و مرتجم فرنسهو مستشرق و 1995/ 1910 :*جاك بيرك -32، اطلع عليه بتاريخ املفاهيم-إشكالية-اهلوية- موقع أرنرتوبوس الثقافـة )إشكالية املفاهيم والعالقة –ة الثقافة و اهلوي( مقال بعنوان :شيهب عادل -33
الرابط 19/01/2015 http://www ،aranthropos ،com/
.القوة االقتصادية و املالية و العقلية : القدرات -
.التنظيمات اإلقليمية و الدولية و احمللية : التنظيمات املادية -
.نظام القيم ، األثر املعريف و السمات النفسية اخلاصة-
:عناصر نفسية اجتماعية - 4
.الكفاءة و النوعية و القدرة: القيم االجتماعية-
.منط السلوك و القدرة على التكيف : القيم النفسية -
:العالقة بين الهوية و الثقافة
فهذه األخرية تقوم بإنتاج ثقافة و حتديد نوعها ، يف أن أي إنتاج ثقايف ال يتم يف غياب ذات مفكرةال شك
. ما يشكل هويتها الثقافية ، و أهدافها و هويتها يف كل اتمعات اإلنسانية
، نتوجه إىل التعرف على مفهوم الثقافة ، بعد أن تعرفنا على ماهية اهلوية و أهم خصائصها و عناصرها املكونة
فهي تعكس لنا ثقافة ، و الرواية على وجه اخلصوص ، و مصطلح الثقافة حاضر دوما من خالل األدب
.اتمع الذي تنتمي إليه وتربز خصائصه و مميزاته
عبري بكلمة واحدة عن يعد مفهوم الثقافة من املفاهيم امللتبسة يف كل اللغات ألنه يراد الت: مفهوم الثقافة
.مضمون شديد الرتكيب و التعقيد و التنوع و العمق
: المفهوم اللغوي -
ما يلي" الثقافة "وردت يف معجم لسان العرب يف مادة
فلم تأيت لفظة الثقافة مع املعىن 34."حاذق الفهم :ورجل ثقف ، خدمة: ثقف الشيء ثقفا و ثقوفا " -
.أي أن املعاين القدمية للكلمة اختلفت عن املعىن الذي تقصد به اليوم ، السائد اليوم و حوهلا
: المفهوم االصطالحي -
تلك املعتقدات ، هي ذلك اموع الكلي ملا يكتسبه الفرد من جمتمعه: "لويس الثقافة فيقول .ه.يعرف ر
ينتقل ، و األعراف و املعايري اجلمالية كرتاث من املاضي
.35" رمسي الغري ليم الرمسي و إليه بواسطة التع
حيث .Taylor Eتايلر .أما التعريف األكثر مشولية و شيوعا يف الدراسات اإلنسانية و االجتماعية قدمه لنا أ
الفن و األخالق و العرف والثقافة هي ذلك الكل املركب املعقد الذي يشتمل املعلومات و املعتقدات : " يقول
. 36" و التقاليد و العادات و مجيع القدرات األخرى اليت يستطيع اإلنسان أن يكتسبها بوصفه عضوا يف اتمع
إذن الثقافة أمناط سلوكية معنية و تنظيم إقليمي للشعوب اضطلعت عليها و تناقلتها األجيال املتعاقبة عن طريق
إا ذلك املركب املتجانس من الذكريات ، و اخلربة بشؤون احلياة و املمارسة هلا ،االتصال و التفاعل االجتماعي
:الرابط 02/02/2015، اطلع عليه بتاريخ لسان العرب، مادة ثقف :ابن منظور -34
(http://www ،lesanarab ،com/) 11/ 10ص ، 2013 ، ، اجلزائرنثروبولوجيا الثقافة الشعبية، دار اخللدونيةأمقدمة يف :سعيدي محمد -35 11ص ، املرجع نفسه :سعيدي محمد -36
و التصورات و القيم و الرموز و التغريات و اإلبداعات اليت تتطور بفعل ديناميكيتها الداخلية وقابليتها للتواصل و
.األخذ و العطاء
إن : " تحدة بتبين تعريف شامل جاء به إعالن مكسيكو قامت األمم امل ، و نظرا لتعدد مفاهيم الثقافة و تشعبها
الثقافة مبعناها الواسع ميكن أن ينظر إليها اليوم على أا مجيع السمات الروحية و املادية و الفكرية و العاطفية اليت
" .متيز جمتمعا بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وهي تشمل الفنون و التقاليد و املعتقدات
:فة خصائص الثقا
.الثقافة مكتسبة و ليست وراثية •
تنتقل الثقافة من جيل آلخر من خالل العادات و التقاليد و القوانني وعملية النقل تتم بالتعلم مع •
.إضافة كل جيل ملسته اخلاصة
.الثقافة قابلة للتعديل و التغيري حسب الظروف اخلاصة بكل مرحلة زمنية •
الثقافة فمن خالل هذين املفهومني الشاملني نتج مفهوم جديد هو اهلوية مثة عالقة وثيقة بني اهلوية و *
و أيضا باحتكاكها مع اهلويات ، الثقافية اليت تغتين بتجارب أهلها و معانام و انتصارام و تطلعام
:الثقافية األخرى و تتحرك يف ثالث دوائر هي
و كل دائرة هلا ما مييزها ، إىل األمة بني األمم األخرىالفرد داخل اجلماعة و اجلماعات داخل األمة وصوال
.و قابلة للتعدد و التنوع و االختالف
من خالل التعريفات املذكورة ميكننا القول أن اهلوية معطى حيدد الفرد و يطبعه بشكل ال يقبل اجلدل وتعترب
.د سواءاخلصائص و املميزات الثقافية حامال للهوية الفردية و اجلماعية على ح
:المكونات الثقافية للهوية
رغم وجود تنوع ، ما مييز جمتمع عن غريه: فاهلوية هي ، ختتلف اهلوية عن الثقافة داخل الوطن الواحد
، لكن هناك ذاتية عامة تشكل اهلوية الوطنية ألي جمتمع ، واختالف يف بعض املكونات الثقافية احمللية
أما الثقافة فال .ئل ولكنهم يتفقون على األهداف العامة لوطنهم املوحدفالكل خيتلفون يف اجلزئيات والوسا
فهناك ، يشرتط فيها أن تكون واحدة فقد تتنوع داخل اتمع الواحد؛ ألا تشكل الرؤية اخلاصة بكل فئة
.اخل... والطائفة ، الثقافة احمللية القدمية وثقافة العشرية ، ثقافة السلطة وثقافة املعارضة
هذا ، وتنسج هدفا واحدا ورؤية واحدة للمستقبل ، ان هذه مجيعها ينبغي ان حتدد ما هو مشرتك وكلي غري
حيث تتداخل اهلوية العامة بالثقافة ، "اهلوية الثقافية الوطنية او القومية"ما ميكن أن جيتمع يف ما نسميه بـ
. بل حتتويه وتنميه يف جوفها ، وهذه الكلية ال تنكر التنوع ، لتصري ثقافة كلية للمجتمع الواحد ، اجلزئية
ما هو فردي خاص وما هو جمتمعي ، وهكذا جتتمع يف مفهوم الثقافة الواحدة؛ ما هو ذايت وما هو موضوعي
تاريخ ووطين عام و تعترب اهلوية الثقافية الوطنية من أكثر الظواهر تطورا بني ضحايا االستعمار السابقني يف
37.امل يف أواخر القرن العشرينالع
، فإن الثقافة تتميز بالذاتية والنسبية ، واذا كانت اهلوية تتميز باملوضوعية والثبات النسيب والتطور البطيء
حيث تبدأ باإلبداعات الفردية ، ومتثل اإلضافات املتجددة للهوية ، وتكون أكثر حركة وأسرع يف التطور
فإا تشكل ذلك النسيج املتعدد للروح ، داخل يف اطار اهلوية الوطنية األمشلوحينما ترتاكم وتت ، واجلزئية
كما ، وذا املفهوم سوف نتحدث عن الثقافة باعتبارها تشكل اهلوية بصورا املتجددة اليت تنمو، الكلية
.حيث حتدد فيها تصورها للمستقبل ، تتضمن الثقافة ذا املعىن الرؤية العامة لألمة
يتصف بعضها بالثبات النسيب ويتميز بعضها ، ية الوطنية أو القومية عناصر ومكونات جوهريةفاللهو
وميكن القول أن املكونات اجلوهرية اليت تنتمي إىل ، بالقابلية للتطور والتحول عرب اإلضافات اجلديدة لألفراد
19ص ، ت/، دترمجة صباح صديق الدملوجي، املنظمة العربية للرتمجة، التفسري األنثروبولوجي –ثقافة ال :دمآكوبر :ينظر -37
واللغة ، واألصل القومي الواحد -أرض الوطن - اإلقليم اجلغرايف الواحد: حقل اهلوية هي األكثر ثباتا مثل
أي أا تشرتك يف اهلوية ويف ، اليت تعد تعبريا عن لسان األمة إال أن اللغة ميكن ان تكون ثابتة أو متغرية
فهناك كثري من الشعوب غريت لغتها أو طورا من هلجات حملية إىل لغة ، لكوا قابلة للتغري ، الثقافة
الدين والعادات والتقاليد والتاريخ املشرتك واآلداب : أما األشكال الفكرية والروحية مثل). مقروءة ومكتوبة
ة للتطور وهو العنصر األكثر قابلي ، فتنتمي إىل البعد الثقايف من اهلوية ، وكل منجزات الفكر ، والفنون
ببساطة و يف أكثر هيئاا " إذن الثقافة ، واإلضافات املتجددة؛ اليت تغين وتثري املكونات األساسية للهوية
38."عمومية طريقة للكالم حول اهلويات اجلمعية
21ص ، املرجع نفسه :دمآكوبر :ينظر -38
:لكتاب الجزائريون و اختيار الكتابة باللغة الفرنسية ا
و تكتسي الوثائق املكتوبة ، وية املقدسة إىل عصرنا احلايلتعترب الكتابة رمزا للقوة بدءا من الكتابات السما
و تؤيد ذلك ، أمهية ومصداقية قانونية وتارخيية ال تضاهيها فيها األقوال الشخصية أو اخلطابات غري مكتوبة
."يفيد الصوت اإلار أما اخلط فيحرك التفكري : " املقولة
، الذين اختارو الكتابة باللغة الفرنسية ، يف الكتاب اجلزائريني مل تؤثر الكتابة األدبية و الروائية بشكل خاص
فحركت الفكر و استدعت إعماله ، ولكنها بسطت سلطتها على متلقيهم ، أو حىت الذين فرضت عليهم
.لفهم جمريات األحداث
عان الكتاب فلقد است ، لقد كانت هذه الكتابات مواجهة حقيقية لالستعمار وثورة على شرائعه و قوانينه
إنين على ثقة أكيدة بأن : " يقول مولود معمري يف نفس السياق ، حبربهم و استعاضوا عن السالح به
هذا حال ، املناضل هو الذي يطلق النار على اآلخرين ويف اإلمكان أن نطلق العيارات النارية بواسطة القلم
فلكوا تكفل هلم فضاء أوسع ، لتحديدو يف سبب ميل اجلزائريني إىل جنس الرواية با. 39"الكاتب
و تصوير أكرب عدد من الشخصيات و األحداث ، للتعبري عن مكنونام و عرض أكرب عدد من قضاياهم
وخيتلفون يف ذلك عن الكتاب ذوي األصل الفرنسي الذين عاشوا يف اجلزائر وكتبوا فيها يف أم . يف اجلزائر
و أعلنوا بطريقة إما مباشرة أو ، بؤس و املعاناة اليت عايشها اجلزائريقد أخذوا على عاتقهم فضح واقع ال
مانويل روبليس ، ألبري كاموا" أما غريهم من أمثال ، ضمنية عن اعرتاضهم على املمارسات االستعمارية
وا يوما فصوروا اجلزائر وشواطئها وصيفها وكرومها و ألواا و روائحها و لكنهم مل يلتفت 40"*وغربييل أودسيو
137، ص املرجع السابق :أديب بامية عايدة -39
40- Albert CAMUS, Emmanuel ROBLES, Gabriel AUDISIO*
لقد نقلوا صورة االنسان العاملي دون الرتكيز على هوية الفرد اجلزائري أو تفصيل شخصيته مبا ، لواقعها املرير
.تزخر به من خصوصية ثقافية وتارخيية
كانت الكتابات باللغة الفرنسية اليت أنتجها كتاب جزائريون موضع جد يف بدايتها ألن اللغة اليت استعانوا ا
و ألن أعماهلم نشرت يف فرنسا أو ألم تلقوا جوائز و تكرميات ، ة غربية عن غالبية اتمع اجلزائريهي لغ
. من اخلارج
متثل الرواية املكتوبة باللغة الفرنسية مولودا استثنائيا حيمل يف جيهاته اجلوهر اجلزائري و املضمون احمللي
عت بني ذلك حرفية الروائيني وحنكتهم ليصيب الكل يف املكتوب بأسلوب وتقنية اللغة الفرنسية ن و مج
فطرقوا ، لقد مجع الروائيون يف نصوصهم مظاهر تقليدية و أخرى جديدة. قوالب االنسجام و اإلنسيان
و كذا اجلوانب ، العادات و التقاليد العربية و اإلسالمية و املالمح احمللية و احلياة اليومية لالنسان البسيط
و كانوا شاهدين على الواقع املعاش تلك الفرتة و كتبوا آملني ، ية للقرى و املدن و األحياء اجلزائريةاألثنوغراف
.أن يتغري و لكن بلغة أخرى
و ، يستغرب مولود فرعون طرح إشكالية استعمال الرواية الفرنسية بشكل مشكك وموضوع يف خانة اإلام
فهم مل ميتلكوا مستوى ، لم اللغة العربية وإتقاا ليكتبوا اذلك ألن معظم الكتاب مل تكن هلم خطوة تع
اللغة الفرنسية كأداة للتعبري فاستعملوها ليسمعوا صوم لفرنسا االستعمارية و لينقلوا واقعهم و أحالمهم ن
استخدام اللغة الفرنسية كأداة حملاربة املبادئ KAHMو قد رفض بعض النقاد الفرنسيني مثل كام
فال ، الذي برع يف لغتنا ليحدث جرحا عميقا -حممد ديب–مرة أخرى يظهر كاتب " رنسية قائال الف
.41" يصدق مطلقا أن يف مدينة تلمسان ميوت مجيع الناس جوعا
51ص ، املرجع السابق :جبور أم الخير -41
فلم يكن سهال عليهم أن يكتبوا بلغة غري لغتهم األم و لكن هدفهم من تطوير لغة املستعمر كان خلدمة
اقفة اليت حىت و إن متت بطرق عنيفة ثاألدب اجلزائري باللغة الفرنسية ضمن نطاق امل القضية الوطنية و يندرج
فإا شكلت أدبا فريدا من نوعه ميز ، و فرضت الثقافة اجلديدة على الثقافة احمللية فرضا) االحتالل (
فلم تقتصر ، للغة األمو حىت جتربة الكتابة بغري ا ، األدب اجلزائري عن غريه من اآلداب األوربية و العربية
و جورج ، جربان خليل جربان: "بل تعددت إىل غريهم من اللبنانيني ، على األدباء و الروائيني اجلزائريني
فلم ينظر هلم قط أم إجنليز أو ، "جربا خليل جربا و إدوارد سعيد : "أو من الفلسطينيني ، "شحاتة
. فرنسيون
ذين كتبوا باللغة الفرنسية إما طواعية أو مكرهني نتاج ظروف تارخيية عايشتها إذن كان الروائيون اجلزائريون ال
و ، اجلزائر و تبوأت فيها اللغة الفرنسية املراتب العليا يف حني ظلت اللغة العربية مغربة وحماربة يف عقر دارها
ية مبا قدمته من دروس فقد سامهت املدارس الفرنس ، لكن ما يبدو مؤسفا كان يف حقيقة األمر عامال ذا نفع
، و عرب عن الثورة الفرنسية من أجل احلرية و املساواة يف تنوير الطلبة اجلزائريني وزيادة وعيهم ملا حيدث حوهلم
حىت و إن سلمنا بواقع ، فلم تفلح مساعي االستعمار يف تشويه اهلوية اجلزائرية األصيلة و تزييف التاريخ
و هو شيء طبيعي نظرا حلتمية ، محلتها إليهم اللغة اليت تعلموا و كتبوا اتأثرهم بالثقافة الفرنسية اليت
.انتقال مظاهر الثقافة من خالل لغتها فإن مواقفهم ظلت ثابتة ال غبار عليها
:نورد أمثلة عن أهم الروائيني و منهم
: مولود فرعون -1
فهو ال يتطرق إال إىل ، و تعريفا بالواقع تعبريا عن الذات - ملولود فرعون- كانت الكتابة الروائية بالنسبة
Le Fils du" "ابن الفقري" و لنا يف رواياته ، القضايا اليت يعيشها و يفهمها بغية كشف أوجه احلقيقة
Pauvre " ، " األرض و الدم" "La Terre et Le Sang " ، الدروب الوعرة " "Les
Chemins qui Montent " توظيفه للذاكرة و الفضاء املادي و الرتاثي أمثلة عن يقظته و
.القبائلي يف النسيج الروائي
إال أنه عاتبه لتغييبه العنصر اجلزائري عن –أللبري كامو - -فرعون -رغم االحرتام العميق الذي كان يكنه
.العنصر اجلزائري كما هو يف احلقيقة ال كما صوره كامو يف عامله املثايل ، رواياته
، استعمل يف رواياته صيغ تنتمي اىل اللغة العربية و اللهجة اجلزائرية و القبائلية- مولود فرعون–ن نالحظ أ
رمز املرأة القبائلية و تسميات ، خاصة عند تصوير اتمع القبائلي فهو يذكر الكانون و الفوطة احلمراء
42.اميس اللغة الفرنسية األدوات املستعملة يف احلياة اليومية و مفردات عديدة ال توجد يف قو
: محمد ديب -2
جهادا من أجل احلرية و اعتربها أداة ال تقل أمهية عن األسلحة -حملمد ديب–كانت الكتابة بالنسبة
فكانت كتاباته األوىل سهلة ذات لغة معربة جدا و ، 43حيث اعتربت كتاباته حمرضا للثورات ، احلربية
األصوات املقهورة و املضطهدة لسكان مدينة ) النول ، احلريق ، الدار الكبرية( حتررت عرب ثالثيته الشهرية
و تبنت الثالثية اجتاه الواقعية و ، )اخل...الفالحني و العمال ، النساء األطفال ، تلمسان جبميع أطيافهم
فرافع عنه من خالل طفولة ، حبالة الشعب -ديب–ارتبطت كتابات . للباس اللغوي الذي يناسبها ارتدت ا
، عمر البائسة و الصراع الطبقي و السياسي و عامل العمل الشاق و املضي وصوال إىل عامل الريف الفقري
ه كتب عن قريب من شخصية عمر معتقدين أن –حممد ديب –حىت أن بعض النقاد أشاروا أن الكاتب
و مما ميزه عدم انقطاعه عن الكتابة كما حدث مع غريه من الكتاب رغبة منه يف تقدمي يد العون 44.نفسه
سقاط إوقريته ك" فورولو"ور حياة الناس يف بالد القبائل وخاصة عائلة الطفل تظهر هذه املفردات جليا يف رواية ابن الفقري باعتبارها سرية ذاتية تص -42
فهو فرنسي بالنظر ، "األدب الفرنسي ذو التعبري اجلزائري " عن ذلك اجلزائري باللغة الفرنسية و استعماله عوضا
.إىل وسيلة التعبري و لكنه جزائري قلبا و روحا
حىت حممد ديب الذي مل ير شرا يف استخدام اللغة الفرنسية و يعود ليقول انه لن يشعر أبدا باالنتماء تمع ما
.رض و اجلذورفالتوق سيكون دوما لأل,مبجرد الكتابة بلغته
أما مولود معمري و كاتب ياسني فال يرون يف توظيف اللغة الفرنسية غري وسيلة لتوصيل أفكارهم وال يشعرهم
.ذلك بأي عقدة نقص بل هو إثراء لألدب اجلزائري
. لقد ظهرت إشكالية الكتابة باللغة الفرنسية أكثر بعد االستقالل و جالء املستعمر و ظهرت إشكاليات جديدة
ملن سيكتبون؟ و ماذا سيقولون بعد ان انتهى الصراع و اسرتدت احلرية ؟
فأما الفرنسية فقد تكلم و ، ٪ من عامة الشعب 85كانت نسبة األمية يف اجلزائر غداة االستقالل تناهز
العربية فلم و أما -اليت شكلت آنذاك أقلية -كتب ا عدد قليل من اجلزائريني الذين ينتمون للطبقة املثقفة
و حىت خيار االنتقال من الكتابة , تكن أحسن حاال نتيجة سياسة حماربة اللغة العربية اليت انتهجها االستعمار
باللغة الفرنسية إىل العربية مل يكن متاحا نظرا جلهل الكتاب بأدبيات و مجاليات هذه اللغة باستثناء قلة قليلة و
عوامل الرمزية و إىلزل مالك حداد الكتابة باحلرف الفرنسي و توجه ديب فاعت, ضعف عدد القراء احملتملني
التجريدية بعيدا عن أدب النضال الذي كتبه وسلك كاتب ياسني منحى مغاير باختياره التأليف املسرحي باللهجة
أما مولود معمري , اجلزائرية اليت اعتربها اقرب وسيلة ختاطب عقول العمال و الفالحني و الطبقات الكادحة
نصوص روائية و مسرحية و لكن جمهوده تركز يف إلنتاجنت متباعدة فحافظ نوعا ما على وترية منتظمة و ان كا
جبار فقد حاولت أن توازن بني استعمال اللغة آسياأما , تطوير اللغة االمازيغية و إحياء تراثها و تقوية مكانتها
ت الشعر و املسرح الفرنسية وتضيف الرتاث الشعيب اجلزائري يف نصوصها الروائية واجتهت إىل تنويع انتاجاا فوجل
.و حىت السينما
يعترب إتقان الكتاب اجلزائريني الذين عايشوا فرتة االحتالل للغة الفرنسية فقط مربرا لقيامهم بإخراج أعماهلم
فلم يكن أمامهم خيار آخر غري الصمت أو احلديث من خالل من خالل لغة ، الروائية باستخدام تلك اللغة
فيعترب ذلك اختيار واعي و مقصود ألنه كان ، ديد ممن برزت أمساؤهم بعد االستقاللأما اجليل اجل. املستعمر
أو حىت تطوير لغتهم العربية لتواكب البناء اجلمايل ، بإمكام الكتابة باللغة العربية عوضا عن اللغة الفرنسية
أن - و مل يرتكوا جماال للشك - يشككوا ورغم أم استمروا يف الكتابة بلغة املستعمر اال أم مل ، اللغوي للرواية
.ما يكتبونه أدب جزائري فقد أصبح ذلك من املسلمات
و ) 1981(فكان رشيد بوجدرة الذي حتول إىل الكتابة باللغة العربية عرب روايته التفكك , أما استثناء القاعدة
ايات و جاءت بعدها رو ، أو تأويل رأى يف حتوله إىل الكتابة باللغة العربية أمر طبيعي ال يستدعي أي تفسري
و نذكر يف هذا الشأن كتاب ممن حتولوا عن , جدرة نفسه برتمجتها إىل اللغة الفرنسية أخرى باللغة العربية قام بو
.الكتابة باللغة العربية إىل اللغة الفرنسية ألسباب غري واضحة مثل مرزاق بقطاش
يف تصنيف األدب اجلزائري باللغة الفرنسية فمنهم من رأى انه امتداد كان للباحثني باللغة العربية رأيني خمتلفني
لألدب الفرنسي وال ميت للجزائر بصلة و منهم من قال انه أدب جزائري مبعىن الكلمة وليس فيه من األدب
و الثقافة فأصحاب الرأي األول يربرون موقفهم باللغة اليت كتب ا و اليت تعترب ناقلة للحضارة ، الفرنسي شيء
أما أصحاب الرأي الثاين فيأخذون حججهم من تأثري البيئة االجتماعية التقليدية على , األوروبية الالتينية
.الكتاب و انعكاساا يف نصوصهم وتشكيل لغتهم
مساع إن هذا األدب قد نشا يف اجلزائر بأقالم جزائرية حتت ظروف قاهرة ألزمت الكتاب االستعانة بلغة املستعمر إل
أما الكتاب من جيل االستقالل ممن ، أصوام املنادية باملساواة و احلرية و للتعريف بالقضية اجلزائرية يف العامل
جيب احملافظة عليها " اللغة الفرنسية غنيمة حرب "فقد رفعوا شعارات , ظلوا على وفائهم للحرف الفرنسي
فال يشك احد يف كون هذا , ية اليت تشكل جزءا من تاريخ اجلزائر الستمرارية املوروث الثقايف من احلقبة االستعمار
.األدب جزائريا و لكنه ال مينحه األولوية على االنتاجات األدبية املكتوبة باللغة العربية لكوا اللغة الرمسية للبالد
قانون اجلنسية فاملولود فانه يقيسه على , جدرة على نسب األدب املكتوب باللغة الفرنسية و يف تعليق لرشيد بو
إذن األدب الذي يكتبه جزائريون , حىت و لو ولد خارج اجلزائر , ألب و أم جزائرية له احلق يف اجلنسية اجلزائرية
.50بلغة موليري أدب جزائري استحق جنسيته من انتماء مبدعه
:مظاهر الثقافة الجزائرية في الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية -4
, الروايات اجلزائرية اليت كتبت باللغة الفرنسية من مظاهر الثقافة اجلزائرية و جتليات املوروث الشعيب فيها مل ختل
فهو غالبا ضعيف البنية و سليط اللسان يف , فقد جرى غالبا تصوير الفرد اجلزائري إىل جانب بؤسه و فقره
و على سبيل , يف األكل و األنيق حبكم الغىن مقارنة باألورويب الذي وصف بالسمني إلفراطه, أوقات اليأس
.املثال ال احلصر نذكر شخصية خلضر يف رواية جنمة يف مقابل شخصية ارنست
لقد جرى التأكيد أن املسافات تقاس بالكيلومرتات و لكن اهلوة اليت فصلت جمتمع املعمرين عن جمتمع األهايل
و لكن متسك كل منها , ما تشاركا العيش على األرض نفسها من اجلزائريني تقاس بالسنوات الضوئية رغم أ
و يظهر ذلك من خالل متسك ، بطريقة عيشه و عاداته حالت دون االختالط و االنصهار يف كتلة واحدة
و احيوا األعياد الدينية العربية " احلايك"و لبست النساء " الشاشية"فلبس الرجال ، اجلزائري باألزياء الوطنية
.قبائلية و اإلسالمية كتأكيد على الثقافة اجلزائرية البعيدة عن الثقافة الفرنسية اليت مل تفهم الكثري من مظاهرهاال
يكشف حممد ديب يف ثالثيته بعضا من اخلصوصيات اليت ميزت اتمع اجلزائري و مجوع النسوة على وجه
حبكم ، عن شعرها خشية االلتقاء برجل فال يوجد من تكشف, فكن يضعن على رؤوسهن املناديل, اخلصوص
وانشغلوا موم واقعهم ، ىل اجلزائر وخاصة ممن عاشوا يف فرنساإالذين كتبوا روايات ال متت بصلة ن ميكن استثناء الكتاب اجلزائريني أويف هذا الش -50 .انصهروا يف كتلة املهاجرين من املغرب الكبريو
و . و يعوض مبنديل مزين يف األعياد أو األفراح ، أن أشغال البيت تستدعي منهن التنقل من مكان إىل أخر
يلفت مولود معمري نظر القارئ إىل عادات متيز النساء يف اتمع القبائلي و منها الفوطة اليت ال تفارقهن باللون
عدن الفضة دون غريه للتزيني باإلضافة إىل عادة وضع السبابة على الشفتني عالمة على األمحر و حضور م
.الدهشة أو الرتكيز أثناء االستماع
و ، ففي عاشوراء مينع على اجلميع و ملدة أربع أيام العمل, أما مولود فرعون فيقف عند بعض العادات القبائلية
و كذا عادة ، ال عاىن من خيالف ذلك من الرجفة يف شيخوختهخاصة اخلياطة و الطحن أو قطع األشجار و إ
هي تلخص مبدأ العون و مد يد املساعدة لألقارب و ، تلك العادة احلميدة املنتشرة يف بالد القبائل‘ التويزة
.اجلريان من اجل اجناز أعمال شاقة وهي ممارسة تطوعية جمانية تقوي أواصر احملبة بني األفراد
إالاالعتقاد بأن األمراض ما هي : ملظاهر األخرى ذات الطابع الديين اليت جندها يف الرواية اجلزائرية أما عن ا
الشيوخ للمداواة بالتمائم و البخور ة ذبح األضاحي إىلعالمة على مس من اجلن و األرواح الشريرة و يتم اللجوء
جلوء العائالت للزوايا و الدراويش إىلباإلضافة ، بإراقة دم الذبائح إالالن األمراض حسب زعمهم ال تذهب
.ليتضرع للموتى و تقبل اجلدران و يتمرغ املرضى على احلصائر طلبا للشفاء
و نلمس يف روايات مولود فرعون استعمال بعض املفردات الدالة على جانب احلياة الدينية لدى السكان نذكر
، اخل...الرسول ، احلساب يوم ، القدر، احلرام ، اجلنة ، الصالة: منها
و يتطرق اىل فلسفة ، أما حممد ديب فيتوقف عند مظهر أداء الواجبات الدينية مثل أداء الصالة و قراءة القران
إىلكما يكشف عن بعض السلوكيات املنافية للدين مثل شرب اخلمر و اللجوء ، باإلميانالوجود و عالقتها
.القبب و املشعوذين
فابتعدوا ، معمري فكر اجلزائريني الذين درسوا يف املعاهد الفرنسية و تأثروا بالفلسفة اإلنكارية الوجوديةينقل مولود
بل حاولوا أن يقنعوا بقية السكان مبعتقدام و أفكارهم و مثالنا يف ذلك شخصية ، كل البعد عن تعاليم الدين
بالدين و يقوى لديهم الوازع الديين خاصة عند و لكن رغم ذلك يتمسكون ، "نوم العادل " أرزقي يف رواية
مثل حلظة املوت حيث ختتتم ، فالعديد من الشخصيات تتلو الشهادة يف اللحظات احلامسة ، اللحظات احلامسة
.ا الشخصيات حياا
ياآسكما تطرقت ، تطرق كاتب ياسني يف روايته جنمة إىل فريضة احلج و التناقضات اليت يقع فيها األشخاص
فريضة الصوم يف شهر رمضان و ما يرافقها من أجواء روحانية و تبادل إىل" القنابر الساذجة " جبار يف روايتها
.الدعاء و مظاهر التآخي و التضامن
هذا ا يعرب اليت اللغة بإشكالية التصادم دون ،املعاصر اجلزائري األدب عن احلديث الصعب من
،للجزائر الثقافية للهوية األديب النص متثيل ''شرعية'' بـ األمر يتعلق حني تعقيدا اإلشكالية وتزداد ،ذاك أو األديب
.الفرنسية و العربية :لغتان تتنازعه بلد يف هي ،األديب قلم ا رخيز اليت الفكرة أن من انطالقا ،املفاهيم يف ''أزمة'' تطرح ال املسألة إن القول السهل ومن
اليت اللغة جنسية يف وحصرها حتديدها ميكن ال ،واملبدع الكاتب لدى ''اهلوية'' وبالتايل ،واجلوهر ،األساس
.نثرا أو ،شعرا إن ،اإلبداعية روائعه املؤلف ا يكتب النص ختص انفكت ما اليت الطابوهات لتلك مغايرة أخرى صورة تكسري هو اجلزائر يف األديب املشهد يربزه ما
الذين اجلزائريني األدباء بعض انتقال أي ،اللغة طابو وهو أال ،خاص بوجه الروائي النص ،اجلزائري اإلبداعي
وتربير ،اجلزائري األديب اإلبداع بانوراما يف معهودة غري بصورة ،الفرنسية باللغة الكتابة إىل ،العربية باللغة يكتبون
،الضاد بلغة الكتابة هل ندري وال ،أكثر واالنتشار الشهرة هلم يحيت ،الفرنسية إىل العربية من التحول أن ،ذلك
دون لآلداب ''نوبل'' جلائزة وافتكاكه ''العاملية'' إىل الوصول من حمفوظ جنيب مثل معربا كاتبا ـ مثال ـ منعت قد
..نسيةالفر باللغة الكتابة أدباؤنا جييد كما جييدها اليت اإلجنليزية باللغة الكتابة إىل املرور تواصل ،اإلبداعية احلركة واقع فإن ،املعاصر اجلزائري األديب النص خصوصية بشأن املتباينة اآلراء من وبالرغم
...والفرنسية العربية :جبناحني حيلق النص هذا كان وإن حىت ،ذاا وحتقق ،تألقها وجتدد ،تقدمها
اخلصوصية الثقافية
Gideon Toury
الفصل الثاني
اخلصوصية الثقافيةذات نظريات الرتمجة األدبية
في الترجمةالنظريات اللسانية والسوسيولسانية
و الرتمجة األدبية
النظرية اللسانية يف الرتمجة
Georges Mounin
الرتمجة و رؤى العامل لدى مونان
Jean René Ladmiralجان ريين الدمريال
السوسيولسانية
Eugène Albert Nidaأوجني ألبري نيدا
)نيدا(نظريات املعىن يف الرتمجة
Nida et Taber
ideon Touryوجدعون توري Etamar Even Zoharإمتار ايفني زوهار
polysystem theory
نظريات الرتمجة األدبية
النظريات اللسانية والسوسيولسانية :المبحث األول
و الرتمجة األدبيةالرتمجة - 1
النظرية اللسانية يف الرتمجة - 2
eorges Mouninجورج مونان -
الرتمجة و رؤى العامل لدى مونان -
جان ريين الدمريال -
السوسيولسانيةالـنظرية - 3
أوجني ألبري نيدا -
نظريات املعىن يف الرتمجة -
ida et Taberتابرنايدا و -
إمتار ايفني زوهار -
polysystem theoryنظرية النسق املتعدد
. النظريات التأويلية والحرفية والثقافية
) :نظرية املعىن
ماريان ليدرير و دانيكا سيلسيكوفيتش
تطبيقات النظرية التأويلية على الرتمجة األدبية
Fortunato Israel
Antoine Berman
معايري الرتمجة عند أنطوان برمان
Henri Meschonnicهنري ميشونيك
:
مفهوم الغرابة :
Susan Bassnetسوزان باسنيت
André Lefèvre
Lawrance venutti فينويتلورانس ثنائية التدجني و التغريب
النظريات التأويلية والحرفية والثقافية: المبحث الثاني
نظرية املعىن(النظرية التأويلية - 1
ماريان ليدرير و دانيكا سيلسيكوفيتش -
تطبيقات النظرية التأويلية على الرتمجة األدبية -
sraelفرتوناتو اسرائيل -
:النظرية احلرفية - 2
ermanأنطوان برمان -
معايري الرتمجة عند أنطوان برمان -
هنري ميشونيك -
:الدراسات الثقافية - 3
:الرتمجة و الثقافة -
الرتمجة الثقافة و -
efèvreاندري لوفيفر -
ثنائية التدجني و التغريب -
شعر، مسرح، رواية، (ترمجة األدب عن باقي النصوص يف أن النص األديب مبختلف أنواعه ختتلف
مكون من جمموعة من األحاسيس و العواطف و التخيالت تنقل بواسطة الصور البيانية و البديعية ...) " قصة
رحه من إشكاليات و قد حظيت الرتمجة األدبية بعناية خاصة و دراسة مستفيضة بسبب ما تط 51".األخاذة
خبصوص نقل اآلثار املقفاة و املسجوعة و املنثورة اليت تعتمد يف بناءها على صيغ لغوية معقدة وأساليب تعبريية
و ملا كانت مقدرة املرتجم و متكنه من اللغتني املرتجم منها و ،مجالية و احياءية و رمزية تشكل جوهر النص األديب
عامال مهما يف جناح الرتمجة، كان لزاما على الباحثني مناقشة األديبالفين يف النص إليها و استيعابه لطرق التعبري
أصناف الرتمجات و أساليب التعامل مع خمتلف الظواهر األدبية اليت تستعصي على مرتمجيها بغية تذليلها للتسامي
.باألعمال املرتمجة إىل مصاف اآلداب األصيلة
يكون أمينا يف نقله النص األديب دون أن يضعف أثره أو ينقص من روعته، يقول و لذلك يتعني على املرتجم أن
فجاء األصل و الرتمجة كاحلسناء و خياهلا يف املرآة، لذا اهتم الباحثون : حافظ إبراهيم واصفا أثرا أجنبيا مرتمجا
سعوا من خالل مقاربات بدراسة املشكالت و املعوقات اليت تقف حجرة عثرة يف طريق مرتمجي اآلثار األدبية و
تنوعت بني الدراسة املقارنة للغات املصدر و اهلدف و قابلية نقل األشكال األدبية و النظم و اإليقاعات و
األوزان إىل مبدأ التكافؤ الذي يركز على مضامني النصوص األدبية و مقاصدها القابعة خلف ستار الرتاكيب
إىل املقاربات اليت قدمت املعاين على املباين و أخرى سلطت الضوء على اإلحيائية و اازية و االستعارية، وصوال
و بالرغم من اختالف ،التأثريات املتبادلة بني اللغة و الثقافة و غريها ممن درست حدود التأويل و ظروف التلقي
ا كانت تصب مجيعا يف هذه املقاربات يف الزاوية اليت عاجلت منها إشكاليات الرتمجة األدب هذه املقاربات إال أ
هدف واحد هو مساعدة املرتمجني بكل الطرق على إنتاج ترمجات ترقى إىل مصاف األدب تستمر النصوص
.األصلية التواجد من خالهلا يف كل زمان و مكان
102، ص1999،منشورات احتاد الكتاب العرب،مكتبة األسد –دراسة –اجلماهريية الرتمجة يف خدمة الثقافة ،العيس سامل 51
نستعرض فيما يلي أهم الدراسات اليت اهتمت بدراسة نظريات و مقاربات الرتمجة و خاصة منها اليت الرتمجة
و رؤيتها للجانب الثقايف و السوسيو ،)النص الروائي موضوع الدراسة(بية املمثلة يف النص الشعري و النثري األد
.لساين الذي مييز اآلثار األدبية و كيفية التعامل معه عند الرتمجة من ثقافة لغة اىل ثقافة لغة أخرى
منذ بدايات الظهور األول للعمل الرتمجي، فرضت على من يـمارسه شروط ال غىن عنها ليضطلع ذه الـمهمة
أحسن اضطالع، وليذلل العقبات اليت من الـممكن أن تواجهه خالل أدائها، وهذه الشروط وردت على ألسن
لق بالعمل الرتمجي إمجاال، ومنها اخلاص بـحقل الرتمجة األدبية دون غريها بوصفه حقال الباحثني، فمنها العام الـمتع
.خمصوصا من حقول الـمعارف اإلنسانية، ومن خالهلما معا يـمكن الوصول إىل شروط ترمجة الرواية األدبية
ضوع الذي هو مادة الرتمجة، والتمكن من ولعل أكثر الشروط املتفق عليها يف الرتمجة هي اإلحاطة التامة بالـمو
:ناصية اللغتني الـمنقول منها والـمنقول إليها على حد سواء، ولذلك يقول اجلاحظ
مجان من أن يكون بيانه يف نفس الرتمجة، يف وزن علمه يف نفس املعرفة، وينبغي أن يكون أعلم .. '' للرت وال بد
52''.نقول إليها، حىت يكون فيهما سواء وغايةالناس باللغة الـمنقولة والـم
وذلك ألن معرفته بـموضوع ترمجته أحرى ألن يدرك ظاهره وخافيه، وأجدر أن يعلم بـما يرد من السياقات
فيه، فال يستصعب فهم مضامينه وال خيتلط عليه مـحتواه ومصطلحاته اخلاصة به، وبغري ذلك يشكل عليه إدراك
وال ريب أن متكنه . الكالم وقد يذهب بفهمه بعيدا عن مراد الكاتب فيخون أمانته وخيفق يف مهمتهالـمراد من
من اللغتني املنقول منها واملنقول إليها يعين امتالكه ملادة عمله اللغوية واملصطلحية والسياقية واإلحالية اليت يبين ا
.نصوصه وإال ال يكون مرتمجا أصال
.19، ص 1966، 2احليوان، حتقيق عبد السالم هارون، دار اجليل، بريوت ــ لبنان، ط ):أبو عثمان عمرو ابن بحرالجاحظ -52
دثني على ذلك بعض الشروط املهمة األخرى اليت تأيت يف املقام الثاين بعد ما ذكرنا، منها ويزيد بعض احمل
السليم الفصيح والتعبري واحلبك السبك على القدرة اخليال مع جماري واتساع البال وحضور الروح خفة...''
.53''...امللل وال الكلل يعرف ال الذي واملران املستمرة، واملطالعة
الشروط العامة ملن ميارس نشاط الرتمجة قد يشوا بعض الذاتية، فمن املنظرين من يركز أكثر شيء على هذه
Peter(الرباعة يف اللغة األم للمرتجم بينما يكتفي مبعرفة سطحية للغة املنقول إليها، ويف ذلك يقول بيرت نيومارك
Newmark :('' ... املرتجم أن يـمتلك الرباعة واحلساسية يف يـجب على ... ال تكتمل الرتمجة أبدا
، وذلك بالنظر للعامل النفسي الذايت الذي ال مناص منه يف عملية الرتمجة، والذي يشمل االنتماءات 54''...لغته
.55الدينية والعرقية واالجتماعية والثقافية وغريها
تماهلا على سياقات لغوية وغري لغوية وتتميز الرتمجة األدبية عن غريها من حقول الرتمجة باتساع مادا واش
كثرية ومتعددة، تشرتك فيها مع أحرف اللغة أشكال سبكها وإيقاعاا وحماسنها اللفظية واملعنوية، وتعدد أبعادها
الداللية وغريها من خصائص النص األديب، وهذا التميز يلقي بظله على الرتمجة فيفرض على من يتصدى لرتمجة
ديب شروطا أخرى فوق اليت أسلفنا ذكرها، تتعلق أساسا بتمكنه من فنون التعبري يف اللغتني املنقول ومنها النص األ
واملنقول إليها، وخصائص النص الثقافية من كل النواحي، ولذلك جند الديداوي يشرتط احلس الفين واإلبداعي
حتى مؤلفه مع بليغ وانسجام لنتاجه النسبةب مرهف وفني أدبي وحس عالية بكفاءة أن يتمتع... '': يقول
Henri(، وإذاك فهو يوافق هنري ميشونيك 56''...بدقة والصور الكلمات نقل من يتمكن
Meschonnic (بينما يذهب إىل أبعد منه عندما يلزم الـمرتجم 57يف أن مرتجم األدب البد أن يكون أديبا ،
.181، ص 1989، 1طعلم الرتمجة النظري، دار طالس، بريوت ــ لبنان، :أسعد مظفر الدينالحكيم -53 .02، ص 2006، 1اجلامع يف الرتمجة، ترمجة حسن غزالة، دار ومكتبة اهلالل، بريوت ــ لبنان، ط ):بيتر(نيومارك -54 .03املرجع نفسه، ص : ينظر -55 .162، ص 1992، 1علم الرتمجة بني النظرية والتطبيق، دار املعارف، سوسة ـ تونس، ط: الديداوي محمد -56
57- Voir: Henri MESCHONNIC: Poétique du Traduire, Verdier, 1999, p 83.
أي فشل [ومن أسباب ذلك '': ترمجته لتنقيحها وبيان مواطن اخللل فيهااألديب باختاذ املراجعة تقنية الزمة يف
، وذا املنظور ينحصر جمال 58''...عدم التركيز على المراجعة كأداة لضبط النوعية مثلما فعل األوائل ]الرتمجة
.املسموح هلم برتمجة األدب أكثر، وذلك لضمان ترمجة أمثل قدر اإلمكان
األدب عموما، فإذا دخلنا إىل األجناس األدبية وجدنا التصدي لرتمجة كل جنس هذا فيما يتعلق برتمجة
منها يطلب يف املرتجم تذوقه واإلحاطة مباهيته وعناصره واخلربة ببنائه يف اللغتني املنقول منها واملنقول إليها،
احلوارية وحبكته احلكائية وغريها وكذلك هو جنس الرواية األدبية املتميز بأشكاله السردية وخصائصه األسلوبية و
:من لوازم هذا الفن من فنون الكالم، ومن ذلك ميكننا اخلروج بشروط ترمجة الرواية األدبية كاآليت
� J التمكن من اللغتين المنقول منها والـمنقول إليها:
اللغوي نفسه، وإال وذلك ليستطيع املرتجم فهم النص األصلي فهما صحيحا، والتعبري يف النص اهلدف باملستوى
.كانت ترمجته فاشلة
� J اإلحاطة بالثقافتين المنقول منها والـمنقول إليها:
وذلك إلدراك احملتوى الثقايف للنص األصل وأخذه بعني االعتبار يف عملية النقل، ألن إمهاله خطأ فادح يف الرتمجة
.وإضفاء هلوية غري هويته عليه
� J التمتع بالحس األدبي والفني:
.من شروط اإلبداع، ألن غري األديب ال ميكنه أن يؤلف نصا أدبيا مبستوى النص الذي ينقله وهو شرط
� J المعرفة التامة ببناء الرواية في اللغتين:
وذلك النتقاء الشكل السردي الصحيح الذي يـمكنه محل حمتوى املنقول من النص الروائي األصل، ويستويف
.والثقايفعناصره الفنية يف السياقني اللغوي
.292، ص 2002، 1الرتمجة والتعريب، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ـ املغرب، ط :الديداوي محمد -58
� J اعتماد تقنية الـمراجعة:
وتأيت لتنقيح النص اهلدف من األغالط، وتصويب ما سقط من املرتجم عمدا أو غري عمد خالل عملية نقله
.للنص الروائي
:النظرية اللسانية في الترجمة -2
انضوت الرتمجة طويال حتت سلطة اللسانيات لكون اللغة عامل مشرتك بني االني البحثيني اللذين
اجلوهرية موضوع الدراسة اإلشكالياتانفصال الحقا لتستقل كل منهما بدراساا و تنكب على فحص
ومن ابرز ،نظرون يف جمال الرتمجةفقد شكلت املقاربة اللسانية اوىل املقاربات اليت تبناها الباحثون و امل،واملمارسة
A Linguitic" "نظرية لغوية يف الرتمجة " John Catford 59املسامهات يف امليدان كتاب جون كاتفورد
Theory of Translation ) "1965 ( يقرتح فيه أربعة أنواع من الرتمجة حسب مستويات اللغة :
التكافؤ بني النصني و التطابق الشكلي بني املفردات مما يضمن ،و املعجمية و االسلوبية،و النحوية،الصوتية
).تقسيم هاليداي ملستويات اللغة(
يدرس كاتفورد االختالفات على املستويات املذكورة بني ازواج اللغات و حياول ان جيد املكافئات اللغوية اليت ختدم
اليت ميكن ان يواجهها املرتجم مثل التطابق الشكلي بني النصني االصل و اهلدف بغية التغلب على الصعوبات
اختالف أساليب توظيف الضمائر و صيغ البناء للمعلوم و ،اختالف النظم النحوية و الصرفية بني اللغات
حيث انه تطرق اىل العوامل خارج النصية مثل املكتسبات الثقافية اليت ،60اهول، التفاوت يف املستوى املعجمي
اختالف دالالت االلوان من لغة اىل اخرى و من ( تشكل عالمة فارقة يف النصوص تطبعها ببصمتها اخلاصة
لساين سكوتلندي ساهم بعدة مؤلفات بني كتب و مقاالت يف اثرء حقل اللسانيات و علم االصوات و : 2009- 1917 :جون كاتفورد -59
Linguistic Theory of Translation: an essay و A Practical Introduction to Phonetics :الرتمجة منها in Applied Linguistics وFundamental Problems in Phonetics
:و يشري الباحثون اىل مخسة جماالت جيب على املرتجم االنتباه اليها لدى االنتقال من ثقافة اىل اخرى هي
.....).الصحاري،الثلج،اجلداول االمطار املومسية ،اجلبال(التاثريات الطبيعية ،املناخ،اجلغرافيا: علم البيئة _
،وسائل الزراعة و الصناعة ادوات احلياة اليومية(تاثريات االلة و التكنولوجيا على حياة االنسان : الثقافة املادية _
).العمالت
.د العادات و التقالي،العالقات بني االفراد:الثقافة االجتماعية _
.األديان و املعتقدات السائدة : الثقافة الدينية_
تفضيل استعمال ،استعمال اجلمل االمسية بدل الفعلية(أي اخلصوصيات اليت متيز لغة عن اخرى :الثقافة اللغوية _
....).صيغ االحرتام و التفخيم ،صيغة املبين للمجهول على املبين للمعلوم
املرتجم يف مواجهة هذه الصعوبات فقط امنا حىت االنتقال يف الزمن داخل ال جيعل االنتقال من لغة اىل اخرى
حضارة واحدة قد يكشف لنا مدى التغريات اليت طرأت على مفاهيم املتكلمني عن ماهية االشياء و اعرافهم
ه مرآة للواقع و تطرح هذه اإلشكاليات بقوة يف األدب لكون ،اللغوية فمدة مائة عام مثال كفيلة ان تغري كثريا منها
او املشروب ،و انعكاسا للثقافات فكيف نتعامل مع نصوص تصور انواع احللوى االنكليزية او اجلنب االيطايل
اللباس املتوسطي يف سردينيا او سلطة االب يف جمتمعات التيبت النسائية او حىت صورة الرجل الذي أو 67الفرنسي
و جند يف غالب االحيان ان . اليت تضطلع فيها النساء بالعمل كله اإلفريقيةالشاقة يف اتمعات باألعماليقوم
لتعويض النقص الذي جيدونه يف اللغة اهلدف حىت Surtraductionالرتمجة الفائقة إىلاملرتمجني مييلون
.68مما تتحمل من معاين أكثرتصبح بالنسبة للبعض مرضا فيبالغون و حيملون الكلمة
يكون لغويا و عاملا يف االجتماع و السلوك أنتستدعي منه ،املسؤولية امللقاة على كاهل املرتجم حسب مونان إن
. أكثر أوالن الرتمجة تقتضي ذلك
.دمان اخلمر بني صفوف العمالإمييل زوال اليت يعاجل فيها تفشي إل )L’Assommoir(كما هو احلال يف رواية -67 229املسائل النظرية يف الرتمجة،ص :مونان جورج :ينظر -68
:Jean René Ladmiral 69جان ريني الدميرال
الثنائية اليت ميز يعترب جان ريين الدمريال من ابرز املنظرين يف احلقل الرتمجي و لعل أهم ما ميز أحباثه
ن يولون األمهية الذيCiblistes الذين يركزون على دال اللغة عن اهلدفيني Sourciersفيها بني املصدريني
كذا اهتمامه بتواصل الثقافات عرب الرتمجة باعتبار هذه األخرية نوعا من ملعىن الكالم و
بالنصوص األصلية حماولني استنساخها من و إنكاره على املصدريني تشبثهم Interculturalitéاملثاقفة
".يوتوبيا مصدرية الرتمجة "خالل الرتمجة حبجة قدسيتها ووجوب عدم املساس بأصالتها وهو ما اعتربه الدمريال
يتطرق الدمريال اىل ترمجة االدب من خالل الشعر مبا انه حسب رايه ميثل جزءا دقيقا من األدب و لكنه ميثله
نقل الوزن ،و من بني املشاكل اليت تطرحها ترمجة الشعر ،70ه الشعر بنقطة التوهج األديباحسن متثيل و يشب
و مبا ان الدمريال قد . الشعري يف القصيدة و تضخم التفاصيل اليت جيب نقلها حبذافرها يف النص االديب عامة
يسيء اىل ترمجته بلغة سبق و ان صنف نفسه ضمن تيار اهلدفيني فانه يرى بان التقيد اللصيق بالنص االصل
.حترف النص ،اخرى و يشري اىل ان الدقة العمياء االلية
Traduire ;Théorèmes pour laيستشهد جان ريين الدمريال يف كتابه التنظري يف الرتمجة
Traduction بآراء اللساين جورج مونانGeorges Mounin الذي كان سباقا اىل احلديث عن ترمجة
و كذا إلقاء الضوء على اجلوانب االجتماعية اللسانية و الثقافية اليت تلعب )و الشعر على وجه اخلصوص(األدب
دورا هاما يف تشكيل الصورة النهائية لرتمجة عمل ما و اليت ينبغي أخذها بعني االعتبار لدى مباشرة فعل الرتمجة و
مركز الدراسات و االحباث يف ،10تنقل يف عمله بني عدة مؤسسات منها جامعة باريس ،فيلسوف و لساين و مرتجم :ريني الدميرال جان -69
من أهم مؤلفاته . ETIمدرسة الرتمجة و الرتمجة الفورية (و كذا جامعة جنيف I ESITاملعهد العايل للرتمجة الفورية و الرتمجة ،CERTالرتمجة La Communication Intellectuelleو Traduire ;Théorèmes pour la Traduction 1979 ة يف جمال الرتمج
فهي ذات طابع ،اليت يشيع استخدامها يف النصوص األدبية Connotations التضميناتمنها ظاهرة
.بل هي ثوابت تعكس تأثريات الثقافة على اللغة ،فال يتعلق األمر ببدائل فردية او عاطفية،اجتماعي
ثقايف الذي نشأت فيه مبا إننا ال ميكن ان نفصل اللغة عن السياق ال ،يقول الدمريال بان الرتمجة عبوربني الثقافات
) أو تضميناا(باعتبارها اهم ناقل للثقافة و من بني جتلياا ما مساه بإحياءات اللغة 71و كتبت النصوص األدبية
إن الرتمجة " يقول الباحث مجال حضري ،العاطفية و التعبريية اليت تنشا عن التجارب احلياتية ملتكلمي كل لغة
خندقا داخل خصوصياته ما جيعل املرتجم حارسا على احلدود بني الكيانات الثقافية و احلرفية ابقاء على األخر مت
.72"العرقية
، ص قاملرجع الساب ،التنظري يف الرتمجة :جان ريني الدميرال: ، ينظراألدب عموماترمجة الشعر بل و رته على مباشرة الدمريال بعدم قديعرتف -71
191 www.aljabiriabed.net/n83-11hadri.1 html:، الرابطالعوملة وترمجة النص األديب :حضري جمال -72
: الـنظرية السوسيولسانية - 3
بنجامني يل : اليت وصلت ذروا مع اللساين األمريكي الشهري , ميكن أن تعترب فرضية النسبية اللغوية : بدءا
إحدى أشهر و أهم الفرضيات اليت ركزت البحث , )Benjamin Lee Whorf )1897-1941وورف
أن االختالفات اللغوية تكشف : أوالمها" يف عالقة اللغة بالثقافة و تعتمد فرضية وورف على مقولتني أساسيتني
بل ،اسم يف تشكيل الفكرأن اللغة تلعب الدور احل: و ثانيتهما ،عن اختالفات ثقافية يف رؤية احلياة و الكون
73"إا هي الفكر ذاته
يف , بل إا قامت على جهود سابقة , و ال ميكن القول بأن الفرضية أحدثت طفرة يف تاريخ الفكر اللغوي
عرفت يف كانت قدو إن . و خاصة يف علم اللغة و الفلسفة و علم النفس و األنثربولوجيا ،خمتلف التخصصات
– Edward Sapir )1884إدوارد سابري أما ،النهاية باسم وورف فألا وصلت ذروا مع دراساته
لتأكيد فكرته اليت Language" (1921)" مقدمة لدراسة الكالم : اللغة " فقد قام بتأليف كتابه ) 1939
فحقيقة األمر هي أن ،أو التفكريجمرد وسيلة عرضية حلل مشكالت معينة يف االتصال " تنفي أن تكون اللغة
74."العامل الواقعي مبين على العادات اللغوية للجماعة
أي أن بنية لغة ما تؤثر يف الطريقة اليت يقوم من خالهلا املتكلمون حبصر التجارب الواقعية املتعددة يف اللغة
لغة على تفكري الفاعلية االجتماعية و يؤكد سابري على فكرة هيمنة ال و يركز .من أجل صـبـه يف قوالبها اخلاصة
.أوعوامل خمتلفة ،كذلك حقيقة التمايزات اللغوية اليت تنتج متايزات ثقافية
: لقد ساهم مصطلح النسبية الثقافية يف توجيه أنظار باحثي األنثربولوجيا اللغوية إىل لغات ما مسي ب
فكان رصد تلك اللغات هو اخلطوة األوىل يف . وعية الشعوب البدائية ؛ للكشف عن خصائصها النوعية مبوض
مكتبـة / ، مصـر لوجنمـان التحقق، الشركة املصـرية العامليـة للنشـرالنسبية اللغوية بني الفرضية و دراسة يف: اللغة والفكر والعامل :محسب محي الدين -73 02ص ،1997 ،01بعة الط، بريوت، لبنان ناشرون
18، صاملرجع نفسه -74
و نتيجة لذلك ظهرت دراسات إحصائية .الطريق إىل معرفة عالقات التأثر و التأثري بني تلك الشعوب و لغاا
و بالعودة إىل الفرضية فقد عاجل وورف واقع التعدد اللغوي عن الثقايف عند هذه الشعوب،/ توضح الثراء اللغوي
ليصل من ذلك إىل تقدمي تفسريات ملشكالت ثقافية، كما يؤكد على أن مهمة علم ،ط اللغة بعلم النفسطريق رب
رؤية العامل أي االختالفات الواضحة بني اللغات يف جتسيدها الرمزي ملناحي عالقة اإلنسان اللغة تكمن يف كشف
اليت تشكل رؤية العامل؛ حيث تقبع الظواهر و خلص بعد كثري من املالحظات التطبيقية إىل أن اللغة هي ،بالعامل
.اللغوية خلف عمليات اإلدراك و التصور و السلوك
مستخدمي أنظمة حنوية واضحة " بل إن , فحسب , و هو ال يقصر الظواهر اللغوية على املفردات
ملتماثلة ؛ و من مث االختالف تقودهم هذه األنظمة حنو أمناط خمتلفة من املالحظة و تقومي األحداث اخلارجية ا
75"بل ال بد أن يصلوا إىل رؤى للعامل خمتلفة بدرجة ما , فإم ال يتساوون يف املالحظة
لعل من أمهها قوله بأن كل لسان يقطع الواقع , لقد قامت فرضية وورف على جمموعة من األسس النظرية
, فاملدلوالت اللسانية ليست متطابقة من لسان إىل آخر . و ينظم املعقوالت و يـولد تأويال للعامل , كما يشاء
فقد وصل , و بالعودة إىل الدراسات احلديثة. و حالة األشياء على قدر عدد األلسن ...فهي متثل تصورا لألشياء
ن العالقة كما أ. 76"اهلوية ذاا ال يكتمل مدلوهلا إال يف جوهر اللغة " الباحثون يف جمال دراسات اهلوية إىل أن
أو العكس بل إن اهلوية ،فقط ،بني اللغة و اهلوية الثقافة ليست عالقة ذات اجتاه واحد من الثقافة إىل اللغة
.الثقافة و اللغة يشبهان مبنيني توأمني بنـيا بطريقة يتحمل فيها كل مبىن وزن اآلخر
مريكي نيدا إىل العملية الرتمجية من ممارسته لرتمجة اإلنـجيل، واليت كان القصد انبثقت نظرة اللساين األ
من ورائها تبليغ الرسالة املسيحية إىل أقطار العامل، وقد وجد نيدا أن ذلك ال يتم إال بتقريب الكتاب املقدس من
نفسه، فكلما كان مستوى التأثري أفهام الناس وبسط معانيه يف لغام إليصال مغزى آياته بـمستوى التأثري
.متقاربا نـجحت العملية الرتمجية وبالتايل ينجح التبشري يف غرضه
مث تطورت هذه النظرة عند نيدا لتشمل كل أجناس العمل الرتمجي، بعدما تأثر بالنحو التوليدي لتشومسكي
)CHOMSKY( التكافؤ الديناميكي "، فاكتملت لديه معامل مقاربة مساهاDynamic
Equivalence"( وبىن أسسها على عملية التأثري ،)effect ( املتكافئ بني قارئ النص األصل وقارئ النص
.اهلدف
ويرى نيدا أن لكل لغة عبقريتها اخلاصة يف إبداع الـمعاين وصوغ األلفاظ، ولذلك كان الزما االعرتاف مباهية
البد من التسليم ...'' :ر ذلك االختالف خالل عملية الرتمجةاالختالف اجلوهري بني اللغات، واألخذ يف االعتبا
ومن ،77''...بأن لكل لغــة عبقريتها اخلاصة، ومعناه أن لكــــل لغة خصائصــــها الـمميزة اليت تـمنحها طابعا خاصا
ية احلفاظ لكل هذا الـمنطلق، البد من التعامل مع اللغات بقناعة االختالف واحرتامه، واألخذ يف احلسبان قض
لغة على عبقريتها، ويضم ذلك التمايز بني اللغات طرائق سبك الكالم وترتيب أجزاء اجلمل وطرائق البالغة يف
.إىل غري ذلك، والغرض منه جذب انتباه الـمتلقي وتـحقيق التأثري فيه... 78احلديث ونسج اللفظ باإليقاع
ساس لساين فحسب، ألن القالب اللساين غري كاف يف نظره ويرى نيدا أنه من اخلطأ النظر إىل الرتمجة على أ
في الواقع، ليست المقومات اللسانية هي العوامل الوحيدة ...'' :حلمل املعىن كامال وحتقيق التأثري املكافئ
77- Eugene A. NIDA and Charles TABER: The theory and practice of translation, united Bible Societies, Brill, 1982, p 03-04. “… It is essential to recognize that each language has its own genius. That is to say, each language possesses certain distinctive characteristics which give it a special character…” 78- Ibid, p 04. “… the related roles of language and culture as two interdependent symbolic systems …”
وبذلك يفتح نيدا اال ، 79''...أكثر أهمية) العناصر الثقافية(التي يـجب أخذها في الحسبان، فقد تكون
رف يف النص اهلدف حسب مقتضيات نقل التأثري املكافئ، ويرى من اجلائز االعتماد على العناصر الثقافية للتص
يف عملية فهم النص، ومن هذا املنظور يبدو أن نيدا جعل الرتمجة مصدرا لتوليد النصوص انطالقا من العناصر
.ص ذو تأثري مكافئ يف القارئ اهلدفاللسانية للنص األصل واستعانة بالعناصر الثقافية ووصوال إىل ن
وال يكاد نيدا يفرق بني اللغة والثقافة إال من الناحية الشكلية، بوصفهما نظامني رمزيني ذوا حممولية
األدوار املرتابطة للغة والثقافة ...'' :ضخمة، إمنا يقر بكون كل منهما يعتمد وجوده على اآلخر ويستند إليه
80''...يتوقف كل منهما على اآلخربوصفهما نظامني رمزيني
لذلك يرى أن الرتمجة نشاط ثقايف اجتماعي أكثر منها نشاط لغوي، فيعيب على الذين يتبعون احلرفية ادعاءهم
، يف حني تضم أمانتهم املعتمدة على الوفاء للشكل احلريف شىت أنواع تشويه املعىن وتعسري فهمه على )األمانة(
.ضه نيداالقارئ اهلدف وهو ما يرف
ويعتمد نيدا أيضا على النظرية االتصالية إلخراج معجم مصطلحي خاص به يف الرتمجة، فيسمي اللغة
، وذلك ألنه يشرتط )Receptorاملتلقي (والقارئ اهلدف ) Receptor language لغة التلقي(اهلدف
الرتمجة بسط املعىن يف لغة املتلقي وإال فهي يف الرتمجة نـجاح عملية التلقي بسهولة ويسر، بل ويرى أنه من أغراض
.ترمجة فاشلة ال طائل منها
، )اإلجنيل(ويقرتح نيدا للرتمجة مقاربة شاملة تنبين على تكوينه اللساين والالهويت، وخربته يف ترمجة الكتاب املقدس
Formal فؤ الشكليالتكا(وتأثره بالنحو التوليدي لتشومسكي والنظرية االتصالية، ذهب يفرق فيها بني
79- Eugene A. NIDA and Charles TABER: The theory and practice of translation, Op.Cit, p130. “…Linguistic features are not the only factors which must be considered. In fact, the "cultural elements" may be even more important…” 80- Eugene A. NIDA: Contexts in translating, Edition Benjamins Publishing Company, Amsterdam, 2001, p 13. “… the related roles of language and culture as two interdependent symbolic systems …”
على معادلة الدالالت اللغوية وال يلقي باال للعوامل السيوسيولوجية وال للعناصر الثقافية، فهو إذن منقوص يف نظر
ميكي الذي يشرتط أن يـحقق النص اهلدف يف الـمتلقي اهلدف نيدا وال يـحقق ترمجة مقبولة، بينما يقرتح الدينا
التأثري نفسه الذي يـحققه النص األصل يف الـمتلقي األصل، ويعتمد نـجاح الرتمجة على مستوى التطابق يف التأثري
ق درجة ومن مثة يعرف التكافؤ الديناميكي مبدى تطاب...'' :وكلما كان مستوى التطابق عاليا كانت الرتمجة ناجحة
81''...استجابة املتلقني للرسالة يف لغة التلقي بالطريقة نفسها عند الـمتلقني يف اللغة األصل
وغريها، ومن ثـمة ... ويعمم نيدا مقاربته على كل أجناس الرتمجة الدينية والقانونية والرمسية واالقتصادية واألدبية
ويقرتح معايري عامة لتقييم ترمجة أي نص مهما كان جماله ميكننا تشمل مقاربته ضمنيا ترمجة الرواية بتفصيل أدق،
:تلخيصها فيما يلي
يف عملية الرتمجة، البد من األخذ يف احلسبان العناصر السوسيولوجية والثقافية فضال عن الـمقومات -1
ناصره بل اللسانية بالقدر نفسه من األمهية، ألن الدوال اللغوية ال تكفي وحدها حلمل النص بكل ع
.context(82(تستعني بالسياق
وذلك من خالل بسط ) النص اهلدف(و) املتلقي(لنجاح الرتمجة البد من حتقق عملية االتصال بني -2
قدر اإلمكان ليسهل على املتلقني استقباهلا وفهمها، بل ويزيد على ذلك ) لغة التلقي(املعىن يف
.إليها قدر اإلمكان 83حتقيق اجلاذبية
81- E.A. NIDA and Ch. TABER : The theory and practice of translation, Op.cit, p 24. “Dynamic equivalence is therefore to be defined in terms of the degree to which the receptors of the message in the receptor language respond to it in substantially the same manner as the receptors in the source language…”
أعطى نيدا أمهية بالغة للسياق يف عملية الرتمجة، وجعله شرطا أساسيا لفهم النص األصل، ولذلك نـجده يعنون أحد كتبه يف الرتمجة بـ -82)Contexts in Translating(،ينظر ، ويتناول فيه هذه القضية بالتفصيل:
Eugene A. NIDA: Contexts in Translating, op.cit. .نابع عند نيدا من فكره التبشريي مفهوم جذب املتلقي -83
الناجحة ــ عند نيدا ــ هي اليت تـحقق أعلى تطابق يف االستجابة بني مستوى استجابة املتلقي الرتمجة -3
TITANOV( ة''، ولكنه عاب عليهم ميلهم إىل تبين ما أمسوهواضعني يف الـمقام الثاين آدابا '' اآلداب الراقي
فعدوها آدابا هامشية ال قيمة هلا يف الدراسات ... أخرى كاألدب الـمرتجم وأدب األطفال واألدب الشعيب وغريها
األديب تنهل منها وتبين ا لنفسها كيانا أدبيا، فخرج بن زوهار العلمية، بينما كانت الثقافة العربية الفقرية للزخم
اليت تشمل سائر األنساق األدبية اليت تدور يف فلك وسط اجتماعي ) Polysystemالنسق الـمتعدد (مبقاربة
.واحد ويتأثر بعضها من بعض، إذ إن كل نوع من اآلداب يأخذ من اآلخر ويتدعم به لينمو ويتطور
زوهار بأن األدب الـمرتجم ال يقل شأنا عن غريه بوصفه جنسا أدبيا مميزا له خصائصه وميزاته، وحجته ويرى ايفني
يف ذلك أن األدب ال يكتسي قيمة اجتماعية معينة من شيء يف ذاته، ولكنه يكتسبها من الوظيفة اليت يؤديها يف
متنحها احلاجة له داخل ذلك النسق بناء على االعتبارات النسق املتعدد يف وسطه االجتماعي ككل، واملكانة اليت
التاريـخية واالجتماعية والثقافية اليت مير ا ذلك اتمع، ومن مثة فإن زوهار يويل أمهية بالغة للسياق التاريـخي
نسق الـمتعدد معناه أنه أن نقول بأن األدب املرتجم يتبوأ مكانة مركزية يف أدب ال'' :وثقافة النص اهلدفـ يقول زوهار
وال يعرتف زوهار باملعايري النصية واجلمالية يف تقييم األدب ،90''.يسهم بفاعلية يف تشكيل مركز النسق الـمتعدد
املرتجم، بل يرى أن نصا ما يكسب قيمته اجلمالية من مدى حاجة الظرف االجتماعي للبيئة الـمستقبلة، أي إن
ة هي اليت يكون النسق املتعدد أكثر احتياجا هلا لتحقيق وجوده وديناميكيته وتواصله، النصوص الـمنتقاة للرتمج
:، وعلى هذا األساس يقسم زوهار األنساق إىل91وذلك فقط ما مينحها قيمتها احلقيقية
� J نسق أساسي)system Major(
� J نسق ثانوي)System Minor(92
لمثاقفة، هي مصدر هام وأساسي لألفكار اجلديدة واألساليب ويعتقد زوهار أن الرتمجة بوصفها أداة رائدة ل
املستحدثة اليت تأيت ا الرتمجة من الثقافات األخرى، وتطرحها لالستهالك األديب يف اللغة املستقبلة، خصوصا إذا
.على ذلك كانت الثقافة املستقبلة فقرية إىل مثل ذلك كما هو حال الثقافة العربية اليت جاء ا زوهار مثاال
أما جدعون توري فيضم أبـحاثه إىل زميله ايفني زوهار يف نظرية النسق الـمتعدد، ويرى بأن العناصر
اللسانية واجلمالية مل تفيد يف قيمة النص املرتجم شيئا، ألنه كان يرى كل النصوص املختارة للرتمجة إمنا اختارها
ـ حسبه ـ يكتسب قيمته من مدى حاجة اتمع إليه استنادا ، والنص املرتجم93أهلها ألغراض أيديولوجية حمضة
إىل الظروف االجتماعية والسياسية اليت يـمر ا يف مرحلة معينة، وبذلك فالنص ال يقيم لشيء يف ذاته ولكن
.قيمته حتتكم ملقتضيات املرحلة
90- Etamar EVEN ZOHAR: Polysystem Studies, Poetics Today, Volume 11, number 1, 1990, p 46. “To say that translated literature maintains a central position in the literary Polysystem means that it participates actively in shaping the center of the Polysystem.”
، 1ظمة العربية للرتمجة، بريوت ـ لبنان، طيف نظرية الرتمجة ــ اجتاهات معاصرة، ترمجة سعد عبد العزيز مصلوح، منشورات املن :إدوين غينتسلر: ينظر -91 .267، ص 2007
فيها ذا قيمة بالغة بالنظر للحاجة ومن هذا املنظور يؤكد توري أن النص قد متر عليه مرحلة زمنية يكون
الـملحة إليه، وبـمرور تلك املرحلة تنقص قيمته وتضمر بانصراف الناس عنه، وحتييه الرتمجة بنقله إىل وسط
وذا الطرح يقرتح توري خالل عملية الرتمجة العناية بالنص اهلدف .. اجتماعي آخر حيتاج إليه أكثر وهكذا
دى القارئ اهلدف، لريتقي يف قيمته االجتماعية ألنه كلما كان أكثر جاذبية كلما ليحقق أكرب نسبة مقبولة ل
وال طالت مدة قبوله وعلو قيمته األدبية يف اتمع املستقبل له، ومن مثة فال حاجة إىل الوفاء للنص األصل لغة
:من هذا املنطلق هديف بامتياز، يقول شكال، إنـما احلاجة لتلبية الطلب اتمعي إىل حمتوى النص املرتجم، وتوري
إنه ال سبيل إىل أن تكون للنص الـمرتجم الـمجال النظمي نفسه مع نصه األصلي، حىت وإن كانا من الناحية ''
94''.الشكلية معروضني جنبا إىل جنب
، )Norms(ويذهب توري بنظرية النسق املتعدد مذهبا سوسيولسانيا، يقرتح فيه جمموعة من املعايري
وهذه املعايري يهدف توري من ورائها إىل تقييم النص الـمرتجم، انطالقا من نسب تناوله للرتمجة بني املرتمجني يف
جمتمع معني، ومرورا بأيديولوجية املرتجم نفسه، ووصوال إىل ما يوظفه من تقنيات ملعاجلة املشاكل اليت تواجهه أثناء
.الرتمجة
والـمعايري نفسها '' : أا مرتبة بشكل تدرجي كرونولوجي منطقي، ويف ذلك يقول توريواملالحظ على هذه املعايري
95''.وبعضها اآلخر أضعف... تشكل مراتب متدرجة متصلة على طول الـمقياس، فبعضها أشد
لتقييم ) Polysystemنظرية النسق املتعدد (ومما سبق، ميكننا أن نستنتج الـمعايري العامة اليت تضعها
:لرتمجة، ونلخصها يف اآليتا
94- Gideon TOURY: Descriptive Translation Studies and beyond, Benjamin Publishing company, Amsterdam 1995, p 26. “There is no way a translation could share the same systematic space with its original; not even when the two are physically present side by side.” 95- Gideon TOURY: Descriptive Translation Studies and beyond, Op.Cit, p 54. “The norms themselves form a graded continuum along the scale: some are stronger … others are weaker.”
أن يكون اختيار النص مادة الرتمجة بعناية حبيث يرجى منه تأدية وظيفة يف النسق االجتماعي الذي -1
.يرتجم إليه، وجيوز استعمال كل التقنيات اليت تسمح له بذلك
ها ضمن أن يكون الغرض من الرتمجة هو إضافة اجلديد إىل اللغة املستقبلة ودعم ديناميكيتها وحركت -2
األنساق الثقافية اليت تدور يف فضائها، وذلك بتفعيل عنصر الـمثاقفة اليت تعد الرتمجة أشهر عملية
.توفر له أدوات العبور بني اللغات واتمعات
أن يوافق إيراد النص املرتجم مقتضيات املرحلة من الناحية االجتماعية والثقافية والتاريـخية، ليستطيع -3
.عند القارئ اهلدفحتقيق القبول
أن يسعى املرتجم إىل تقدمي النص املرتجم يف اللغة اهلدف بالشكل األكثر جاذبية ليستطيع أداء -4
.مهمته يف دعم ثقافة اللغة اهلدف
واملالحظ على معايري نظرية النسق املتعدد أا تتخلص من قيود الدراسة التقليدية اليت طال السجال فيها بني
احرتام املعىن، وتنطلق يف نظرة سوسيولسانية للنص املرتجم، وتسند كل معايريها يف التقييم على احرتام الشكل أو
.هذه النظرة
الذي يشبه بناء " النسق املتعدد"و يركز على العالقات بني هذه األنساق يف إطار ما مساه بال ،و مييز بني األنساق
.ئما من اجل الوصول إىل قمة اهلرمهرمي يتكون من عدة أنظمة تتفاعل فيما بينها مشكلة حركة ديناميكية دا
دبية التجديدية يف مواجهة اليت تقودها احلركات األ )Flux( و يسمى ذلك حبركة الفيض أو التدفق املستمر
و يصنف األدب املرتجم ضمن احلركات التجديدية اليت تسعى إىل فرض نفسها و . احلركات األدبية احملافظة
يعطينا أمثلة عن ذلك كوجود أدب حديث العهد يسعى إىل الظهور أواىل وجود آداب فرعية بروفنسالية تسعى
ظهور احلاجة إىل استرياد مناذج أدبية أجنبية ملواكبة منعطفات حامسة يف ملواكبة اآلداب الرئيسية املهيمنة أو حني
، ومن أهم األمثلة اليت تشرح ما تقدم مكانة الرواية كأدب مرتجم صمن 96التاريخ يعجز األدب احمللي عن جماراا
جنيب و كانت ضعيفة يف فقد شغلت ذيل اهلرم عند بداياا كأدب مرتجم أ ،النسق األديب الرئيسي يف البالد العربية
مواجهة انساق أخر ميثل الشعر او امللحمة لكنها سرعان ما فرضت نفسها نتيجة ظروف تارخيية مسحت برواج
.لتصبح اآلن يف قمة اهلرم بعد أن فرضت نفسها على األنساق احملافظة األخرى ،هذا النوع
ما لبثت أن ،ولة عن وضع طرق جديدة للكتابة و معىن ذلك يف إطار نظرية النسق املتعدد أن الرتمجة كانت مسؤ
.أحدثت تأثريها يف األدب و منها ما أنتجته كتابة الرواية من ابتعاد عن الزركشة اللفظية و توشية النص
Gedeonمتيزت ا كتابة الشعر و التوجه حنو النثر الروائي و اجتاه الكتابة الواقعية ساهم جدعون توري
Toury مع زوهار يف دراسة العوامل الثقافية و االجتماعية اليت حتدد مسار ترمجة األعمال من خالل عمله
:األدبية و مساها بالدراسات الوصفية و قسمها إىل مراحل
.وضع النص يف إطار الثقافة املستهدفة و قياس قبوله لدى القارئ - 1
.االختالفات مقارنة النص املصدر بالنص املستهدف لتحديد التغيريات و رصد - 2
مع قياس توجهات املؤلفني و مقاصدهم، الفرتات (استنتاج طريقة ميكن إتباعها على نصوص أدبية مماثلة - 3
).الزمنية للتأليف و التلقي و األنساق األدبية املختلفة
،خاضع هلاقول توري أن القرارات اليت يتخذها املرتجم ختضع ملعايري اجتماعية و أعراف ثقافية حىت لو مل يعي انه
:و يقسم املعايري إىل ثالثة أنواع أيضا
فإما أن يقبل و ينقل معايري الثقافة و ،و تشري إىل االختيارات العامة اليت يعمد إليها املرتجم: املعايري املبدئية_ 1
و ،Acceptableاللغة املصدر و ينتج ترمجة كافية أو يقبل معايري الثقافة و اللغة اهلدف و خيرج ترمجة مقبولة
.فيمكن للمرتجم أن يوظف كال من املعيارين ،لكن العمل ذه املعايري نسيب
202صاملرجع السابق، :إدوين غينتسلر: ينظر -96
و هو ما يسمى بدرجة املباشرة يف الرتمجة، أي الرتمجة من لغة وسيطة، و مدى تقبل الثقافة :املعايري التمهيدية_2
.املستهدفة لذلك و نوعية الرتمجة عن غري األصل
ختص صور تقدمي النص اهلدف و إطاره العام، مثال قد يقرر املرتجم حذف فقرة أو عبارة أو و :املعايري العملية_3
.كلمة من النص أو إضافة فقرة أو حاشية للرتمجة
و ،و يهدف توري من وضع هذه املعايري إىل وضع قوانني احتمالية للرتمجة مث وضع مبادئ عاملية شاملة للرتمجة
و ،إىل انتقاء خيارات لغوية أكثر شيوعا يف اللغة املستهدفة"الجتاه حنو التوحيد ازدياد ا" يدعو من خالل مبدأ
و غياب التنوع األسلويب و يشيع ذلك عندما تشغل الرتمجة موقعا ،يؤدي ذلك إىل التوحيد العام للغة املرتجم
.ألمة ما وفقا لنظرية النسق املتعدد "النظام األديب "ضعيفا أو هامشيا يف
قد يفضي التداخل إىل إنتاج ، و و معناه احملاكاة الدقيقة أللفاظ و تراكيب اللغة املصدر" مبدأ التداخل" و يقابله
.رها البعض باحملاكاة ألغراض فنيةيرب ،بىن غريبة عن لغة الرتمجة
.النظريات التأويلية والحرفية والثقافية: المبحث الثاني
): نظرية المعنى(النظرية التأويلية -1
فقد ) Hermeneuticsهرمنوطيقا (هو مؤسس التأويلية 97فريدريك شاليرماخر يعترب النقاد أن
أساس التواصل "وضع أساس االجتاه التأويلي للرتمجة الذي ينظر إليها على أا ال تستطيع أن تكون منعزلة عن
فيلسوف مثايل و الهويت أملانية عمل أستاذ جبامعة برلني إىل جانب مهبولت يعد االب الروحي ) 1834_1767( فريديريك شاليرماخر -97
. لفلسفة التاويل
حامسة إذ تتجلى فيه كل املعضالت اإلنساين القائم على الفهم أي التأويل و بذلك يكسب الفعل الرتمجي أمهية
98"التأويلية الكامنة يف كل خطاب
فان الرتمجة جتعل النص ينتقل من ،فإذا كان التأويل وثيق الصلة بعملية الفهم"إن عالقة الرتمجة بالتأويل وثيقة
ع إىل االنتقال وهو ما يضاعف من صعوبة التعامل مع النص املرتجم ألنه يتطل،عملية الفهم إىل مستويات اإلفهام
.99" مبستوى الفهم يف اللغة األصلية إىل مستوى اإلفهام يف اللغة املستقبلية
أي فهم النصوص األصلية من خالل تأويل مقاصد ،جيد املرتجم نفسه أمام مهمة مزدوجة و هي الفهم و اإلفهام
األفكار ملستقبلي النصوص الكاتب املضمرة داخل نسق النصوص و كذا عملية إفهام و إيضاح تلك املقاصد و
فان التجربة النفسية تصبح ،و مبا ان اللغة هي املرآة العاكسة لكل ما يتفاعل داخل نفسية اإلنسان،يف لغة اهلدف
و تتمظهر خاصة يف النصوص األدبية اليت تعترب مزجيا بني األفكار و العواطف و ،موضوعية بفعل اللغة
و مثالنا يف ،أويل فهم نفسية الكاتب و كشف تضميناته اليت تشفر النصوصو ميكننا من خالل الت ،املتناقضات
ذلك الروائية األمريكية فرجينيا وولف اليت متكن النقاد من حتليل نفسيتها و كشف هواجسها و خماوفها عرب
انبا خمفيا من مل تعرب عنها صراحة و لكنها عكست ج ،تأويل نصوصها الروائية اليت اتسمت بنزعة سوداوية البائسة
.و هذا ما تأكد حتما بعد إقدامها على االنتحار ،شخصيتها
فالفكرة موجودة انطالقا من اإلمكانيات الداللية اليت حتمل ،إن التأويل يستثمر بذكاء كل الطاقات االجيابية للغة
. الكلمات املكونة هلا و ليس انطالقا من كلمة بعينها
ا يف فرتات خمتلفة بطريقة واعية ال ميكن أن تظل حمافظة على اخلصائص نفسها و ال و ممارسة التأويل داخل لغة م
خاضعة للقواعد ذاا الن التأويل خيضع حلدود الزمان و املكان و التأثريات الكونية املتجددة و مثالنا يف ذلك
و إذا ،جية متعددة على اللغات األخرىالتأثريات املباشرة اليت متارسها اللغات األكثر انتشارا عرب وسائط تكنولو
22و 21ص ،2007 ،املغرب_الدار البيضاء ،دار توبقال للنشر ،امللحمة اليونانية يف األدب العريب_شعرية الرتمجة :الشرقاويعبد الكبير -98 11.ص ،، الدار العربية للعلوم ناشرون منشورات االختالفيات الفهم و التفسري تأليف مجاعيالتأويل و الرتمجة مقاربة آلل :الزاوي حسين -99
فإننا نستطيع من خالهلا إدراك املقاصد و ،اعتربنا الرتمجة شكال من أشكال العملية التأويلية املرتبطة بالفهم
رؤى العامل املختلفة
الرتمجة حوارا بني الثقافات و الشعوب كما أا تلهم ال حمالة يف خلق حوار Gadamer 100" غادامري"يعترب
،و 101هريمينوطيقي يعمل على حتقيق التفاهم و يكون أداة يف خدمة الوفاق بني النص األصل و النص اهلدف
العرب فعل يؤكد أيضا أن قيمة الرتمجة تكمن يف نقل املفاهيم و حتويلها من املاضي أو من الثقافات األخرى
أي منوذج كاتب النص األصل يتحول إىل ،بدل أن يبقى املرتجم حبيس سلطة النموذج ،التواصل إىل احلاضر
هذا األخري الذي يتعدد بدوره عرب فعل القراءة و التأويل إىل جمموعة نصوص ال ،كاتب و مبدع جديد للنص
ؤولية التحويل الذي يتعرض هلا هذا النص ملقاة و يضيف ان مس. متناهية تضمن استمرارية النص األصل و جتدده
على املرتجم وحده بل أن اللغة تتحمل القسط األوفر
فاللغة اليت يرتجم إليها النص هلا طقوسها و شروطها اخلاصة، حبيث أا تقتحم يف النص مسائل و قضايا : "منها
102" راغبا يف نقله ال تكون واردة يف شكلها األصلي، و إذ باملرتجم ينقل ما ال يكون
إذن ميكننا أن نلخص نظرة املقاربة التأويلية للرتمجة على أا هي اليت تنفخ احلياة يف النصوص و تنقلها من ثقافة
فان كان باإلمكان ترمجة نص ما ،إىل أخرى و النص ال حييا إال انه قابل للرتمجة و غري قابل للرتمجة يف الوقت ذاته
فانه ميوت نصا و كتابة و مهمة املرتجم هي السماح للنص بان يبقى و يدوم من خالل تأويالته ،ترمجة ائية
Karl املتعددة اليت ال جيب أن خترج عن السياق العام للنص األصل و نورد يف هذا السياق ما قاله كارل ماركس
Marx عن ترمجة جوزيف رويJoseph Roy بان تلك الرتمجة و ،نسيةإىل اللغة الفر " الرأمسال" لكتاب
أي أا مل تكن لتالئمه يف وقت ،للنص األملاين إال أا تناسب الفكر وقت ظهورها" نسخة مطابقة" ان مل تكن
التأويلية وأيضا بتجديده يف نظرية اشتهر بعمله الشهري احلقيقة واملنهج .فيلسوف أملاين 2002-1900: هانس جورج غادامير -100 )اهلرمنيوطيقا(
63، صاملرجع السابق :ليديرير ماريان وسيليسكوفيتش دانيكا -107
ختطر على باله لدى مساعه تلك الكلمات بغية املسامهة يف إحداث املعىن متخليا بذلك عن الوحدات البنيوية للغة
. ريثما أعيدت صياغتها يف وحدات بنيوية تنتمي للغة املستقبلةاألصل اليت تعوض بوحدات معىن
عملت التأويلية على العبارات اجلاهزة و األمثال و األقوال املأثورة، فأسهمت بذلك يف إثراء الرتمجة األدبية اليت ال
واحدة و لكن ختتلف تكاد ختلو من هذه الصور التعبريية و قد ركزت على كون العبارات اجلاهزة و املتداولة فكرة
:صياغتها باختالف اللغات و قد أوردت ليديرير أمثلة عديدة نذكر منها العبارة املأثورة يف اللغة الفرنسية
Vouloir le beurre et l’argent du beurre يف إشارة اىل انه يتوجب علينا االختيار بني أمرين
You can’t haveلداليل يف اللغة االنكليزية أو وجوب التضحية بشيء للحصول على اخر و مكافئها ا
your cake and eat it . اذن ختتلف دالالت الرتميز يف اللغتني، و لكنهما تنتجان األثر نفسه لدى
املتلقني، و تشري ليديرير أنه جيب احرتام هذه الصيغ اللغوية اهلجينة اليت ترسخت يف منطق املتكلمني و تشدد
108.مانة احرتاما لعبقرية كل لغةعلى ضرورة نقلها بكل أ
: Fortunato Israelفرتوناتو اسرائيل
Laو الفهم La Déverbalisation بنيت النظرية التأويلية على أساس التجريد اللغوي
Compréhension وإعادة صياغة املعىن و إعادة صياغة املعىنLa Réexpression يف الرتمجة
و رفضت سيليسكوفيتش تطبيق هذا النموذج على النص األديب ملا حيتويه هذا األخري من خصائص ،الفورية
باإلضافة اىل تعدد التأويالت اليت ميكن فهمها داخل النص ،و أسلوبية و إحيائية متيزه عن باقي النصوص ,ترمجية
ء بعض من الباحثني منهم جون دوليل تطبيق األديب الواحد مما يغري مفهوم الفهم يف النظرية التأويلية و لكن مع بد
Christineعلى الرتمجة التحريرية متبوعا بكريسنت ديريو )الفهم و إعادة التعبري ،التجريد اللغوي( منوذج
97، ص نفسهاملرجع -108
Durieux، فادى ،وصوال إىل فرتوناتو اسرائيل الذي اشتغل على تطبيق النموذج التأويلي على النص األديب
وهو إذن أجنع الطرق يف ،يرير إىل االستنتاج أن التأويل هو الطريق إىل بناء املعىناشتغاله إىل جانب ليد
ويؤكد على عامل السياق الذي لواله ال يستطيع املرتجم أن ميال فراغات املعىن اليت تتشكل داخل النصوص ،الرتمجة
.و يؤكد على أن تأويل العناصر اجلوهرية داخل النص األديب ما هو إال إحياء لدالالا األصلية 109
إن فكرة النظرية التأويلية عن ثبات املعىن قد جعلت من تطبيق النموذج املذكور أعاله صعبا على النصوص األدبية
ص الرباغماتية أو اخلطابات الشفهية ملا هلذه األخرية من دالالت متعددة مفتوحة على التأويل عكس النصو
تالئم حتما النصوص األدبية 110املرتمجة فوريا و هنا حتول النظرية عن عملية الفهم اليت أقرا إىل عملية ابعد منها
كل ترمجة حىت الرتمجة احلرفية شكال من حيث تعترب ،و هي فهم الفهم اليت تبناها التأويليون من أمثال هايدغر
.ل الذي تعدده العادات و األعراف اللغوية باختالفها و تنوعهاإشكال التأوي
و كذا فكرة ضرورة التأويل فكرة إعادة صياغة املعىن و ليس البىن اللغوية ،إن أهم ما جاءت به النظرية التأويلية
األدبية ظاهرا يف النصوص الرباغماتية أو متعددا و مضمرا يف النصوص إلدراك املعىن الذي قد يكون واحدا و
ذات الطابع اجلمايل و تتميز عن النظرية اللسانية يف كوا ال تتقيد باللغة فقط بل تدمج عوامل غري لغوية كاملرسل
.111و املتلقي و السياق العام للنص و كل ما من شانه ان يؤثر يف تأويلنا لوحدات املعىن األصلية بغية ترمجتها
109- Marianne LEDERER: Etudes Traductologiques, (Fortunato ISRAEL : Traduction
Littéraire et Théorie du sens) P32 « …Les mots ne disent pas tout et doivent être interprétés en fonction du contexte situationnel qui seul permet de combler les vides et de lever
l’ambigüité. » 110- Ibid, P35, « Il concevable dans presque tout les cas d’extraire l’information du texte pragmatique et de venir à bout du sens et n’en va pas de même pour l’œuvre littéraire dont l’élucidation n’est une simple opération mentale mais une quête engageant l’affectivité et
débouchant sur un nombre infini d’hypothèses. » 111- Voir Danica SELESKOVITCH : De l’experience au concpts ; Itp, p88
112قرن املنصرم شكلت فرتة انفتاح النظرية التأويلية على النصوص األدبيةميكننا القول إن بداية التسعينات من ال
رغم تشكيك سيليسكوفيتش يف إمكانية تطبيق ما وصلت إليه النظرية من خالل اخلربة الشخصية يف جمال الرتمجة
أن جهود فرتوناتو إال ،الفورية و تعليمية الرتمجة و حىت الرتمجة التحريرية يف السنوات اليت سبقت هذا التاريخ
فيشدد على أن كل العناصر املكونة ،اسرائيل يف مقاربة النص األديب من خالل النموذج التأويلي قد أتت أكلها
للنص األديب من خلفيات لغوية و اختيارات معجمية و صرفية إيقاعات نغمات و أصوات و حىت األشكال
Le Texte deسرائيل بالنص اخليايل أو املتخيل تشارك يف تشكيل معاين النص األديب أو ما يسميه إ
Fiction و كذا دور القارئ الذي يتعدى الفهم غاىل مراحل تأويل معاين النص الظاهرة و اخلفية مع مراعاة
و توجهه الرئيسي الذي مينع التأويالت من تفكيكه أو النأي به 113Le Noyau Durجوهر النص األديب
.ها إىل عوامل غري اليت كتب في
فيتشكل اختالف األبنية و األشكال األدبية يف اللغات عائق أمام ترمجتها و ،أما بالنسبة لعملية إعادة الصياغة
لكن تسليمنا بعدم إمكانية ذلك تناقض مع روح الرتمجة اليت تثمن االختالف و من مظاهره العبارات اجلاهزة و
يات اليت متيز لغة و أدب عن األخر باإلضافة إىل أساليب الصيغ اجلمالية و التشبيهات و االستعارات و الكنا
.البديع اليت متثل اجلانب اجلمايل لكل لغة
Interpréte pour traduire (1984) et Pédagogie raisonnée de:قد متثل ذلك يف مراجعة املؤلفنيو -112
l’interprétation (1989) 113- Marianne LEDERER : Etudes Traductologiques, (Fortunato ISRAEL : Traduction Littéraire et Théorie du sens) P36 « Selon Michael RIFFATERRE, Le Noyau Dur c’est ce qui maintient la cohésion du texte et empêche les variations de le détruire ou de le
déstructurer ».
عزل كل ما يشكل حتديا للمرتجم داخل النص و : يفصل إسرائيل ثالثة مراحل لفهم النص األديب وترمجته أوهلا
و الثقافة اهلدف عند ،ثالثا البحث يف اللغةحماولة فهمها من خالل الدور الذي تلعبه داخل نسيج النص و : ثانيا
. 114كل ما يكافئها شكال و مضمونا و ذلك خللق نفس األثر لدى القارئ احملتمل
عملت النظرية التأويلية أو نظرية املعىن على العمل ضد احلرفية اليت تشوه النصوص و تبرت مفاهيمها األساسية و
.الفورية تعدت من كوا مقاربة للخطاب للرتمجة
عقود عملت فيها على النصوص الرباغماتية و األدبية و أمهت 4إىل نظرية امتدت أحباثها على مدار أكثر من
باحثني اخرين لدراسة جوانب أخرى من النصوص االدبية نذكر منها والرت بنيامني إىل احلفاظ على خصائص
. النص اليت حتفظ غرائبيته عن اللغة و الثقافة اهلدف
:من أبرز منظريهاثار األدبية و تعتمد هذه املقاربة على تفضيل احلرفية يف ترمجة اآل:ة ــــالنظرية الحرفي -2
: Antoine Bermanأنطوان برمان
،و يعد من أنصار "عن املناهج املختلفة للرتمجة: تأثر برمان بالتأويلية الرتمجية برتمجته ملؤلف فريدريك شاليرماخر
املنهج احلريف يف الرتمجة،و ذلك للحفاظ على خصائص النصوص األصلية،و احلرفية يف منظور برمان ال تعين
114- Marianne LEDERER : Etudes Traductologiques, (Fortunato ISRAEL : Traduction
Littéraire et Théorie du sens), Op.cit. P41
قاعه و خصائصه املميزة متاما كما جاءت يف لغتة الرتمجة كلمة بكلمة و لكنها تعين نقل مضمون النص و إي
و اليت دف اىل ازالة كل ما Ethno- centriqueاألصلية، و يعارض برمان توجه الرتمجة االثنومركزي
مييز النصوص و جيعلها تضاهي ثقافة اللغة اهلدف،فيحس القارئ لدى قرائتها انه يقرأ نصا كتب يف لغته
كل ما هو أجنيب و تضفي الصبغة احمللية و جتعل النصوص املرتمجة تبدوا أصلية يف الثقافة األصلية،فتقصي الرتمجة
و اللغة املستقبلة،وهو ما يعتربه برمان قتال معنويا لألخر و إقصاءا للثقافات األخرى،و ينتقد النظرة األفالطونية
لية من خالل نزع املعىن عنها و جتريدها اليت تسعى لضم النصوص األجنبية اىل جمموع النصوص و اإلبداعات احمل
كما يدعو إىل إضفاء البعد األخالقي على العملية الرتمجية من ،من خصائصها اجلمالية و األسلوبية اليت متيزها
خالل احرتام النصوص األصيلة بوصفها نصوصا مستقلة هلا كياا و هويتها و خصوصيتها اليت جيب مراعاا
.اولة طمسها و حتويلها عما هي عليهلدى الرتمجة و ليس حم
و يتميز برمان عن غريه من املنظرين الذين اهتموا برتمجة األدب مبيله اىل جنس الرواية بدل الشعر و ذلك كوا
و يعين ا األساليب اللغوية املتنوعة و Polylogique informeتتميز مبا يسميه املنطق الالشكلي املتعدد
وطبقية،فإن األمر ليس كذلك يف التسعينيات أي يف زمن التعددية احلزبية اهلشة ، واالنفتاح على الرأمسالية،إذ أن
10رواية األزمة املكتوبة باللغة الفرنسية و إشكالية الرتمجة،الصحيفة االكرتونية دنيا الوطن،نشر بتاريخ : عامر رضا و كريبع نسيمة 120 )ال خيضع املقال لرتقيم الصفحات. ( 09/2010/
La présente recherche s’inscrit dans le cadre analytique de la traduction des spécificités culturelles dans le roman algérien d’expression française, et vise à étudier les méthodes appliquées lors de la traduction littéraire et s‘étale sur l’étude de cas du roman de l’écrivain algérien "Yasmina khadra " intitulé "A Quoi Rêvent Les loups ?" paru en 1999 et traduit par "Abdesselam Yekhlef " en 2014.
Le choix du roman repose sur la présence des éléments culturels caractérisant la société algérienne et la méthode adoptée par le traducteur afin de les transmettre de la langue française – langue source- à la langue arabe – langue cible .Ceci est fait à la lumière d’ une confrontation dans le choix des approches de traduction qui se partagent entre traduction littérale et traduction sociolinguistique.
La problématique étant initialement à s’interroger de quelle manière peut on traduire les spécificités socioculturelles dans le roman algérien d’expression française qui combine entre le la culture arabo-Islamique de l’écrivain et des personnages de son ouvrage , et la culture de la langue française englobant les valeurs franco-Européennes.
En outre, l’étude essaye de faire lien entre la pratique et la théorie de la traduction qui a contribué a relever les obstacles qu’un traducteur peut rencontrer lors de la traduction des aspects socioculturels dans littérature, notamment en ce qui concerne la traduction du roman algérien.
Dans l’intention de répondre au questionnement relevé plus haut , notre recherche s’étale sur deux parties ; la première partie subdivisée en deux chapitres dont le premier est consacré a l’étude de l’évolution du roman algérien et les différents courants qui on marqués son histoire
tout au long de la période coloniale jusqu'aux années 2000 afin de cerner les caractéristiques de chaque période et révéler la problématique de l’identité et l’appartenance des formes d’expression de la littérature algérienne en langue française .Le deuxième chapitre traite les théories de la traduction ( l’approche linguistique, socio-linguistique , interprétative, littérale et culturelle) qui étudient les différents aspects de la traduction littéraire et focalisent sur les stratégies adoptées par les traducteurs pour expliciter le rôle primordial de la culture dans la formation de l’œuvre littéraire et valoriser l’identité culturelle des textes.
Quant à la partie pratique, elle aborde l’analyse des parties du roman de
Yasmina khadra dans lesquelles la spécificité de la culture algérienne est explicite tout en comparant avec la version traduite du roman pour en tirer des conclusions sur la méthode utilisé par le traducteur et l’effet de cette méthode sur l’aspect général du roman en langue arabe.
Ce travail consiste à observer, analyser et apporter une pierre à l’édifice des études traductologiques dans le domaine littéraire, et également tracer un cheminement qui aidera les traducteurs à conserver l’identité des textes d’aspects culturels.
الفهرس
الفهرس
فهرسال
أ ........................................................................................................ مقدمة
تجليات الهوية الثقافية في الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية :الفصل األول
.نظرة على الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية: المبحث األول
:الرواية -1
3 .............................................................................................. الرواية مفهوم - 5 ............................................................................. )يف الغرب و عند العرب(نشأا - 9 .............................................................................. عناصرها الفنية و خطة الكتابة -
:النشأة و التطور: األدب اجلزائري باللغة الفرنسية -2
18 .......................................................................................... الرواية الكولونيالية-
19 ............................................................................... الرواية الكولونيالية االندماجية-
22 ................................................................................... الرواية الكولونيالية الثورية-
24 .................................................................. )الكولونياليةما بعد (رواية ما بعد االستقالل -
: رواية االزمة -3
26 ................................................................................... ظهور األدب االستعجايل - 29 ............................................................................. مظاهر العنف يف الرواية اجلزائرية -
تجليات الهوية الثقافية: المبحث الثاني
:مفهوم اهلوية ومكوناا الثقافية واالجتماعية واللغوية.1
31 ................................................................................... مفهوم اهلوية وخصائصها - 34 ................................................................................... العالقة بني اهلوية والثقافة - 34 .................................................................................. الثقافة وخصائصهامفهوم - 36 .................................................................................... املكونات الثقافية للهوية -
:الكتاب اجلزائريون و اختيار الكتابة باللغة الفرنسية -2
Georges Mounin .......................................................... 62جورج مونان - 65 ................................................................. الرتمجة و رؤى العامل لدى مونان - Jean René Ladmiral ................................................. 67جان ريين الدمريال -
69 ..............................................................................الـنظرية السوسيولسانية - 3 Eugène Albert Nida .................................................. 71أوجني ألبري نيدا - Nida et Taber .............................................................. 78 نايدا وتابر - Gideon Touryوجدعون توري Etamar Even Zoharإمتار ايفني زوهار -
Polysystem Theory .................................................... 79 نظرية النسق املتعدد . النظريات التأويلية والحرفية والثقافية: المبحث الثاني
85 ..................................................................... ) نظرية املعىن(النظرية التأويلية - 1 87 ........................................................... ماريان ليدرير و دانيكا سيلسيكوفيتش - 89 ...................................................... تطبيقات النظرية التأويلية على الرتمجة األدبية - Fortunato Israel ........................................................ 92 فرتوناتو اسرائيل -
:النظرية احلرفية - 2
Antoine Berman ......................................................... 95أنطوان برمان - 96 ................................................................. معايري الرتمجة عند أنطوان برمان - Henri Meschonnic .................................................... 98هنري ميشونيك -
:الدراسات الثقافية - 3 99 .................................................................. مفهوم الغرابة :الرتمجة و الثقافة - Susan Bassnet ............................................................. 101سوزان باسنيت - André Lefèvre .............................................................. 101اندري لوفيفر - Lawrance venutti ................................. 102 فينويتلورانس ثنائية التدجني و التغريب - 105 .................................................................................. خامتة الفصل -
الفصل التطبيقي: دراسة تطبيقية
المبحث األول: تقديم المدونة
107 ..................................... نظرة على ترمجة الروايات اجلزائرية من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية - 1
107 ................................................... املواكبة لألزمة اللغة الفرنسيةب املكتوبةاجلزائرية الرواية - 2
110 ....................................... نبذة عن حياته و رواياته و ترمجاا) : يامسينة خضرا(تقدمي الروائي - 3