ﺀﺎﻴﻛﺫﻷﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍislamicbook.ws/adab/aladkia-.pdf · ﻞﻘﻌﻟﺍ ﻞﻀﻓ ﺮﻛﺫ ﰲ ﺎﻧﺃ ﻝﺎﻗ ﺖﺑﺎﺛ ﻦﺑ ﻲﻠﻋ ﻦﺑ

ء: كتاب األذكيا ابن اجلوزي : املؤلف

بسم اهللا الرمحن الرحيم

مقدمة املؤلف

احلمد هللا الذي أحلنا حملة الفهم وحالنا حلية العلم وملكنا عقال العقل وزيننا بنطق املنطق ونعوذ به من كدر صفاء الفكر وعكر ذهن الذهن وصلى اهللا على املبعوث جبوامع الكلم إىل أعقل األمم

مجيع أتباعه والسائرين يف منهاج أتباعه وسلم تسليما كثريا أما بعد فإن أجل األشياء موهبة وعلىالعقل فإنه اآللة يف حتصيل معرفة اإلله وبه تضبط املصاحل وتلحظ العواقب وتدرك الغوامض ن وجتمع الفضائل وملا كان العقالء يتفاوتون يف موهبة العقل ويتباينون يف حتصيل ما يتقنه م

التجارب والعلم أحببت أن امجع كتابا يف أخبار األذكياء الذين قويت فطنتهم وتوقد ذكاؤهم لقوة جوهرية عقوهلم ويف ذلك ثالثة أغراض أحدها معرفة أقدارهم بذكر أحواهلم والثاين تلقيح

الطته الباب السامعني إذا كان فيهم نوع استعداد لنيل تلك املرتبة وقد ثبت أن رؤية العاقل وخم :تفيد ذا اللب فسماع أخباره تقوم مقام رؤيته كما قال الرضى

فلعلي أعي الديار بسمعي... فاتين أن أرى الديار بطريف وقد أنبأنا مجاعة من أشياخنا قالوا أخربنا مضر بن حممد قال سعت حيىي بن أكثم يقول مسعت

والثالث تأديب املعجب برأيه . لاملأمون يقول إلبراهيم ال شيء أطيب من النظر يف عقول الرجا إذا مسع أخبار من تعسر عليه حلاقه واهللا املوفق

باب يف ذكر تراجم أبواب الكتاب

وهي ثالثة وثالثون بابا

الباب األول يف ذكر فضل العقل الباب الثاين يف ذكر ماهية العقل وحمله الباب الثالث يف بيان

بع يف ذكر العالمات اليت يستدل هبا على ذكاء الذكي معىن الذهن والفهم والذكاء الباب الراالباب اخلامس يف سياق املنقول عن األنبياء املتقدمني مما يدل على قوة الفطنة الباب السادس يف

سياق املنقول من ذلك عن األمم السالفة الباب السابع يف سياق املنقول من ذلك عن نبينا صلى

سياق املنقول من ذلك عن أصحاب نبينا عليه الصالة والسالم اهللا عليه وسلم الباب الثامن يف الباب التاسع يف سياق املنقول من ذلك عن اخللفاء الباب العاشر يف سياق املنقول من ذلك عن

الوزراء الباب احلادي عشر يف سياق املنقول من ذلك عن السالطني واألمراء واحلجاب والشرطة ول من ذلك عن القضاة الباب الثالث عشر يف سياق املنقول من الباب الثاين عشر يف سياق املنق

ذلك عن كبار علماء هذه األمة وفقهائها الباب الرابع عشر يف سياق املنقول من ذلك عن العباد والزهاد الباب اخلامس عشر يف سياق املنقول من ذلك عن العرب وعلماء العربية الباب السادس

بلوغ غرض الباب السابع عشر فيمن احتال فانعكس عليه عشر يف ذكر من احتال بذكائه لمقصوده الباب الثامن عشر فيمن وقع يف آفة فتخلص باحليلة منها الباب التاسع عشر يف ذكر من

استعمل بذكائه املعاريض الباب العشرون يف ذكر من فلج على خصمه باجلواب املسكت الباب ه كبار الرؤساء الباب الثاين والعشرون يف أقوال احلادي والعشرون فيمن غلب من العوام بذكائ

وأفعال صدرت من أوساط الناس وعوامهم تدل على قوة الذكاء الباب الثالث والعشرون يف طرف من أحوال الشعراء واملداحني الباب اخلامس والعشرون يف طرف من حيل احملاربني الباب

سابع والعشرون يف طرف من فطن السادس والعشرون يف طرف من فطن املتطببني الباب الاملتطفلني الباب الثامن والعشرون يف طرف من فطن املتلصصني الباب التاسع والعشرون يف طرف من أخبار فطناء الصبيان الباب الثالثون يف طرف من فطن عقالء اجملانني الباب احلادي والثالثون

ون فيما ذكر عن احليوان البهيم مما يشبه يف طرف من أخبار النساء املتفطنات الباب الثاين والثالثذكاء اآلدميني الباب الثالث والثالثون يف ذكر ما ضربته العرب واحلكماء مثال على ألسنة

. احليوان

الباب األول

يف ذكر فضل العقل

أخربنا أبو منصور عبد الرمحن بن حممد والقزاز قاال أنبأنا أبو بكر أمحد بن علي بن ثابت قال أنا مد بن أمحد بن رزق قال حدثنا جعفر بن حممد اخللدي قال حدثنا احلرث بن أيب أسامة قال حم

حدثنا داود بن اجملرب قال حدثنا عباد بن كثري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أنه دخل على عائشة فقال يا أم املؤمنني أرأيت الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده على عائشة فقال يا أم

ني أرأيت الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده أيهما أحب إليك املؤمنقالت سألت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كما سألتين عنه فقال أحسنهما عقال، قلت يا رسول

اهللا أسألك عن عبادهتما فقال يا عائشة إمنا يسئالن عن عقوهلما فمن كان أعقل كان أفضل يف أخربنا عبد الرمحن بن حممد قال أنبأنا أبو بكر اخلطيب قال أخربنا أمحد بن حممد . واآلخرةالدنيا

بن غالب قال أخربنا أبو أمحد احلسني بن علي النيسابوري قال حدثنا حممد بن املسيب قال حدثنا موسى بن سليمان قال حدثنا بقية قال حدثنا عبد اهللا ابن عمرو عن اسحق بن عبد اهللا بن أيب

قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال تعجبوا بإسالم امرئ . فروة عن نافع عن ابن عمر قالأخربنا حممد بن أيب منصور قال أخربنا عبد القادر بن حممد بن يوسف . حىت تعرفوا عقدة عقله

ا قال أخربنا أبو بكر حممد بن عبد امللك بن بشر قال أخربنا علي بن عمر الدار قطىن قال حدثنالقاضي أبو طاهر حممد بن أمحد بن نصر قال حدثنا جعفر الفرييايب قال حدثنا أبو مروان هشام بن

خالد األزرق قال حدثنا احلسن بن حيىي اخلشين عن أيب عبد اهللا موىل بين أمية عن أيب صاحل عن مث خلق أيب هريرة قال مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول أول شيء خلقه اهللا القلم

النور وهي الدواة مث قال هل أكتب قال وما أكتب قال اكتب ما يكون وما هو كائن إىل يوم .القيامة مث خلق العقل وقال وعزيت ألكملنك فيمن أحببت وألنقصنك ممن أبغضت

أخربنا حممد بن أيب منصور قال أخربنا ابن املبارك بن عبد اجلبار قال أخربنا أمحد بن احلرث قال جدي حممد بن عبد الكرمي قال حدثنا اهليثم ابن عدي قال حدثنا األعمش عن عمر وبن حدثنا

مرة عن عبد الرمحن بن سابط عن ابن عباس قال ملا خلق اهللا العقل قال له أدبر فأدبر مث قال له .أقبل فأقبل قال وعزيت ما خلقت خلقا قط أحسن منك فبك أعطي وبك آخذ وبك أعاقب

عبد الباقي قال أنبأنا أمحد بن أمحد احلداد قال أنبأنا أبو نعمي أمحد بن عبد اهللا قال أخربنا حممد بن حدثنا حممد بن أمحد بن علي قال حدثنا الرث عن أيب أسامة قال حدثنا داود بن اجملرب قال حدثنا مل عباد كثري عن إدريس عن وهب بن منبه قال إين وجدت فيما انزل اهللا على أنبيائه أن الشيطان

يكابد شيئا أشد عليه من مؤمن عاقل وأنه يكابد مائة جاهل فيستجرهم حىت يركب رقاهبم فينقادون له حيث شاء ويكابد املؤمن العاقل فيتصعب عليه حىت ال ينال منه شيئا من حاجته وقال

وهب إلزالة اجلبل صخرة صخرة وحجرا حجرا أيسر على الشيطان من مكايدة املؤمن العاقل نه إذا كان مؤمنا عاقال ذا بصرية فهو أثقل على الشيطان من اجلبال وأصعب من احلديد وأنه أل

ليزاوله بكل حيلة فإذا مل يقدر أن يستنزله قال يا ويله ماله وهلذا ال طاقة له هبذا ويرفضه ويتحول ده حىت يسلمه إىل الفضائح اليت يتعجلها يف ع اجل الدنيا إىل اجلاهل فيستأتسره ويتمكن من قيا

كاجللد والرجم واحللق وتسخيم الوجوه والقطع والصلب وإن الرجلني ليستويان يف أعمال الرب .ويكون بينهما كما بني املشرق واملغرب أو أبعد إذا كان أحدمها أعقل من اآلخر

بن أنبأنا حيىي بن ثابت عن بندار قال أخربنا أيب قال أخربنا أيب على بن دوما قال أخربنا حممد

جعفر قال أخربنا احلسن بن علي القطان قال أخربنا إمساعيل بن عيسى العطار قال أنبأنا اسحق بن بشر القرشي قال أخربنا إدريس عن جده وهب بن منبه أن لقمان عليه السالم قال البنه يا بين

من اعقل عن اهللا عز وجل فإن أعقل الناس عن اهللا عز وجل أحسنهم عمال وإن الشيطان ليفر .العاقل وما يستطيع أن يكابده يا بين ما عبد اهللا بشيء أفضل من العقل

أخربنا حممد بن أيب القاسم قال أخربنا أمحد بن أمحد قال أخربنا أمحد بن عبد اهللا احلافظ قال حدثنا عبدي اهللا بن حممد العيشي قال حدثنا وهيب قال أخربنا اجلريري عن أيب العالء عن طرف أنه

.أويت عبد بعد اإلميان أفضل من العقل قال ما

أخربنا حممد قال أخربنا أمحد قال أخربنا أمحد بن عبد اهللا قال حدثنا حممد بن علي قال حدثنا علي قال حدثنا حممد بن احلسن بن الطفيل قال حدثنا حممد بن أيب السرى قال حدثنا داود عن خليد

وم ليحجون ويعتمرون وجياهدون ويصلون بن دعلج قال مسعت معاوية بن قرة يقول إن الق .ويصومون وما يعطون يوم القيامة إال على قدر عقوهلم

أخربنا أبو املعمر األنصاري قال أخربنا صاعد بن سيار قال أخربنا أمحد بن سهل الفروجي قال هللا بن أخربنا إسحاق بن إبراهيم احلفاظ إجازة قال أخربنا احلسن بن أمحد الفقيه قال أخربنا عبد ا

.ضريس عن أيب زكريا قال إن الرجل ليتلذذ يف اجلنة بقدر عقله

الباب الثاين

يف ذكر ماهية العقل وحمله

وروى عن . نقل إبراهيم احلريب عن أمحد بن حنبل أنه قال العقل غريزة ومثله عن احلرب احملاسيبق املعلومات وقال قوم هو احملاسيب أيضا أنه قال هو نور وقال آخرون هو قوة يفصل هبا بني حقائ

نوع من العلوم الضرورية وهو العلم جبواز اجلائزات واستحالة املستحيالت وقال آخرون هو جوهر بسيط وقال آخرون هو جسم شفاف وسئل إعرايب عن العقل فقال لب اغتنمته بتجريب

أربعة معان أحدها واعلم أن التحقيق يف هذا أن يقال هنا االسم أعىن العقل ينطلق باالشتراك على الوصف الذي يفارق به اإلنسان البهائم وهو الذي استعد لقبول العلوم النظرية وتدبري الصناعات

اخلفية الفكرية وهو الذي أراده من قال غريزة وكأنه نور يقذف يف القلب يستعذبه إلدراك ستحيالت والثالث علوم األشياء والثاين ما وضع يف الطباع من العلم جبواز اجلائزات واستحالة امل

تستفاد من التجارب تسمى عقال والرابع أن منتهى قوته الغريزية إىل أن نقمع الشهوة الداعية إىل اللذة العاجلة والناس يتفاوتون يف هذه األحوال إال يف القسم الثاين الذي هو العلم الضروري وقد

القاصدين وهذه اإلشارة تكفي ههنا شرحنا هذا وذكرنا فضائل العقل يف كتابنا املسمى مبنهاج فصل وما اشتقاق هذا االسم أعين العقل فقال ثعلب أصله االمتناع يقال عقلت الناقة إذا منعتها

من السري وعقل بطن الرجل إذا حبس فصل وأما حمله فنقل الفضل بن زياد عن أمحد أن حمله يف القلب كما يروى عن الشافعي الدماغ وهو قول أيب حنيفة وذهب مجاعة من أصحابنا إىل أنه

واستدلوا بقوله تعاىل فتكون هلم قلوب يعقلون هبا وقوله تعاىل ملن كان له قلب أي عقل فعرب . بالقلب عنه ألنه حمله

الباب الثالث

يف بيان معىن الذهن والفهم والذكاء

ئ هلذه القوة وحد حد الذهن قوة النفس املهيأة املستعدة الكتساب اآلراء وحد الفهم جودة التهيالذكاء جودة حدس من هذه القوة تقع يف زمان قصري غري ممهل فيعلم الذكي معىن القول عند

مساعه وقال بعضهم حد الذكاء سرعة الفهم وحدته والبالدة مجوده وقال الزجاج الذكاء يف اللغة الشيء ومنه الذكاء يف متام الشيء ومنه الذكاء يف السن وهو متام السن ومنه الذكاء يف اللغة متام

السن هو متام السن ومنه الذكاء يف الفهم وهو أن يكون فهما تاما سريع القبول وذكيت النار إذا أخربنا أبو غالب أمحد ابن احلسن بن البناء وحدثنا عنه املبارك بن علي قال أخربنا . أمتمت إشعاهلا

بن سويد قال أخربنا أبو بكر بن األنياري القاضي أبو يعلى حممد بن احلسني قال أخربنا إمساعيلقال قوهلم فالن ذكي معناه كامل الفطنة تامها من قول العرب قد ذكت النار تذكو إذا مت وقودها

.ويقال أذكيتها إنا إذا أمتمت وقودها ويقال مسك ذكي إذا كان تام الطيب كامل نفاذ الربح :قال مجيل

حني أبدته لنا برد كأنه... صادت فؤادي بعينيها ومبتسم والزجنبيل وماء املزن والشهد... عذب كان ذكي املسك خالطه

:ويقال قد ذكيت الشاة إذا أمتمت ذحبها وبلغت احلد الواجب فيه قال الشاعر واهلاك عنها خرفة وفطيم... نعم هو ذكاها وأنت أضعتها

املذكية من اخليل وهي والعرب تقول جرى املذكيات غالب أي جرى املسان مغالبة وذلك أن اليت متت قوهتا وشباهبا حتمل على اخلشن من األرض للثقة بقوهتا وصالبتها وأهنا ليست كاجلذاع

والصغار اليت تطلب هلا الرخاوة من األرض لضعفها وصغرها فإهنا ال تثبت ثبات املذكيات

الشاعر يف الذي وبعضها يقول جرى املذكيات غالء والغالء مجع غلوة وهو مدى الرمقة قال : الذكاء معناه متام الفطنة

عند العزمية يف األنام ذكاء... سهم الفؤاد ذكاؤه ما مثله :وقال زهري يف الذكاء الذي معناه متام السن

متام السن منه والذكاء... ويفضلها إذا اجتهدت عليه قال الشاعر. باأللف والذكاء يف هذين املعنيني ممدود والذكاء متام اتقاد النار مقصور يكتب

ذكا النار ترفيه الرياح النوافخ... وتضرم يف القلب اضطراما كأنه ويقال مسك ذكي ومسك ذكية والذي يذكر املسك يذكر والذي يؤنث يقول ذهبت إىل

.الرائحة أنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء فحجديد ومن أثواهبا املسك تن... لقد عاجلتين بالسباب وثوهبا

وقد أراد به رائحة املسك قال ابن األنباري أخربين أيب قال أخربنا أبو عفان املهزمي قال املسك .والعنرب يؤنثان ويذكران

الباب الرابع

يف ذكر العالمات اليت يستدل هبا على عقل العاقل

وذكاء الذكي

من حيث املعىن قال مؤلف الكتاب هذه العالمات تنقسم قسمني أحدها من حيث الصورة والثاين . واألحوال واألفعال

ذكر القسم األول

قال احلكماء اخللق املعتدل والبنية املتناسبة

دليل على قوة العقل وجودة الفطنة

وإذا غلظت الرقبة دلت على قوة الدماغ ووفوره ومن كانت عينه تتحرك بسرعة وحدة فهو ء شديدة الربيق وال يظهر عليها صفرة مكار حمتال لص وأمحد العيون الشهل وإذا مل تكن الشهال

وال محرة دلت على طبع جيد وإذا كانت العني صغرية غائرة فصاحبها مكار حسود ومن كان

حنيف الوجه فهو فهم مهتم باألمور واللطف يف التحاف القصار أظهر و املعتدلون يف الطول .صاحلوا احلال

محد قال أخربنا أبو نعيم أمحد بن عبد اهللا أخربنا حممد بن عبد الباقي قال أخربنا أمحد بن أاألصفهاين قال حدثنا حممد بن علي قال حدثنا احلسني بن علي بن نصر قال حدثنا حممد بن عبد الكرمي قال حدثنا اهليثم بن عدي قال حدثنا ابن عياش قال حدثنا الشعيب قال حدثين عجال قال

ل حسن الوجه مديد القامة فصيح اللسان قلت يل زياد أدخلت على رجال عاقال قلت أتاه برجادخل فدخل فقال زياد يا هذا إين قد أردت مشاورتك يف أمر فما عندك قال أين حاقن وال رأي حلاقن قال يا عجالن أدخله املتوضأ فلما خرج قال إين جائع وال رأي جلائع قال يا عجالن أئته

سأله عن شيء إال وجد عنده بعض ما يريد بالطعام فأتى به فطعم مث قال سل عما بدا لك فماأخربنا احملمد أن ابن ناصر وابن عبد الباقي قاال أخربنا محد بن أمحد قال أخربنا أمحد بن عبد اهللا

احلافظ قال حدثنا عثمان بن حممد قال أخربنا أمحد بن حممد بن عيسى قال مسعت يوسف بن س خصال رجيت له السعادة ولو قبل موته احلسني يقول مسعت ذا النون يقول من وجدت فيه مخ

. بساعتني قيل ما هي قال استواء اخللق وخفة الروح وغزارة العقل وصفاء التوحيد وطيب املولد

ذكر القسم الثاين

وهو االستدالل على عقل العاقل باألفعال واألقوال

ماكنها الالئقة قال املؤلف يستدل على عقل العاقل بسكوته وسكونه وخفض بصره وحركاته يف أهبا ومراقبته للعواقب فال تستفزه شهوة عاجلة عقباها ضرر وتراه ينظر يف الفضاء فيتخري األعلى

واألمحد عاقبة من مطعم ومشرب وملبس وقول وفعل ويترك ما خياف ضرره ويستعد ملا جيوز .وقوعه

سني دوما قال أخربنا إمساعيل أنبأنا حيىي بن ثابت بن بندار قال أخربنا أيب قال أخربنا احلسن بن احلبن عيسى العطار قال أخربنا أبو حذيفة إسحاق ابن بشر القرشي قال أخربنا جعفر بن احلرث عن

قال أبو الدرداء أبو حذيفة أنبئكم بعالمة العاقل يتواضع ملن فوقه وال . شهر بن حوشب قالتجر اإلميان فيما بينه وبني ربه يزدري من دونه ميسك الفضل من منطقة خيالق الناس بأخالقهم وحي

. عز وجل فهو ميشي يف الدنيا بالتقية والكتمان

قال القرشي وأخربين إدريس عن جده وهب بن منبه أن لقمان قال البنه يا بين ما يتم عقل امرئ حىت يكون فيه عشر خصال الكرب منه مأمون والرشد فيه مأمول يصيب من الدنيا القوت وفضل

التواضع أحب إليه من الشرف والذل، أحب إليه من العز ال يسام من طلب الفقه ماله مبذول، طول دهره وال يتربم من طلب احلوائج من قبله يستكثر قليل املعروف من غريها ويستقل كثري

املعروف من نفسه واخلصلة العاشرة اليت هبا جمده وأعلى ذكره أن يرى مجيع أهل الدنيا خريا منه ن رأى خريا منه سره ذلك ومتىن أن يلحق به وأن رأى شرا منه قال لعل هذا ينجو وأنه شرهم وإ

وأهلك أنا فهنالك حني استكمل العقل قال القرشي وأخربين عثمان بن عبد الرمحن عن مكحول أن لقمان قال ألبنه غاية الشرف والسؤدد حسن العقل ومن حسن عقله غطى ذلك مجيع ذنوبه

أخربنا عبد الرمحن بن حممد الدربندي قال أخربنا حممد . ضى عنه موالهواصلح ذلك مساويه وربن بكر الوراق قال حدثنا أبو أمحد علي بن حممد بن عبد اهللا املروزي قال حدثنا شهاب بن

احلسن العكربي قال مسعت األصمعي يقول مسعت إبان بن جرير يقول قال امللهب بن أيب صفرة .ائدا على لسانه وال يعجبين أن أرى لسانه زائدا على عقلهيعجبين أن أرى عقل الكرمي ز

الباب اخلامس

يف سياق املنقول من ذلك عن األنبياء

املتقدمني مما يدل على قوة الفطنة

معلوم أن فطن األنبياء فوق الفطن ولكنا أحببنا أن ال خنلى كتابنا هذا من شيء عنهم فمن املنقول ة والسالم أنبأنا حممد بن عبد امللك قال أخربنا أمحد بن علي بن عن إبراهيم اخلليل عليه الصال

ثابت قال أخربنا أبو احلسني بن زرقويه قال أخربنا عثمان بن أمحد الدقاق قال أخربنا احلسن بن علي القطان قال أخربنا إمساعيل بن عيسى قال أخربنا أبو حذيفة اسحق بن بشر عن جويرب عن

ملا رأت سارة إبراهيم قد شغف بأم إمساعيل غارت غرية شديدة الضحاك عن ابن عباس قالوحلفت لتقطعن عضوا من أعضاء هاجر فبلغ ذلك هاجر فلبست درعا وجرت ذيلها فهي أول نساء العاملني جرت الذيل وإمنا فعلت ذلك لتعفى أثرها يف الطريق على سارة فقال إبراهيم هل

ى بقضاء اهللا عز وجل قالت وكيف يل مبا قد حلفت لك يف خري أن فعلت ذلك لتعفى عنها وترضقال اخفضيها فتكون سنة النساء وترب ميينك قالت افعل فخفضتها فمضت السنة للنساء باخلفض

منها أخربنا عبد اهللا قال أنبأنا الداوودي قال أخربنا ابن أعني قال حدثنا الفريري قال حدثنا حدثنا عبد الرزاق قال أخربنا معمر عن أيوب البخاري قال حدثنا عبد اهللا بن حممد قال

السختياين وكثري بن كثري بن املطلب بن أيب وداعة يزيد أحدمها على اآلخر عن سعيد بن جبري قال قال ابن عباس ملا شب إمساعيل تزوج امرأة فقالت خرج يبتغي لنا مث سأهلا عن عيشهم فقالت

زوجك فاقرئي عليه السالم وقويل له يغري حنن بشر يف ضيق وشدة وشكت إليه فقال فإذا جاء .عتبة بابه فلما جاء فأخربته قال ذاك أيب وقد أمرين أن أفارقك احلق بأهلك

قال املؤلف وهذا احلديث يدل على فطنة إمساعيل أيضا ومن املنقول عن سليمان عليه الصالة ذهب قال أخربنا أبو بكر بن والسالم أخربنا عبد اهللا بن حممد قال أخربنا احلسن بن علي بن امل

مالك قال أخربنا عبد اهللا بن أمحد قال حدثين أيب قال حدثنا يونس قال حدثنا ليث عن حممد بن أيب الزناد عن األعرج عن أيب هريرة عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه قال خرجت امرأتان

صيب الباقي فاختصما إىل داود عليه ومعهما صبيان فعدا الذئب على أحدمها فأخذتا خيتصمان يف الالصالة والسالم فقضى به للكربى منهما فمرتا على سليمان عليه السالم فقال ما أمركما فقصتا

عليه القصة فقال ائتوين بالسكني اشق الغالم بينكما فقالت الصغرى اشتقه قال نعم قالت ال تفعل . لصحيحنيحظي منه هلا فقال هو ابنك فقضى به هلا أخرجاه يف ا

أخربنا حممد بن عبد الباقي قال أخربنا أمحد بن أمحد احلداد قال أنبأنا أبو نعيم أمحد بن عبد اهللا قال حدثنا احلسن بن حممد بن علي قال حدثنا عبد الرمحن بن حممد بن إدريس قال حدثنا أمحد بن

د بن عمري يقول بعث سنان قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أيب قال مسعت عبد اهللا بن عبيسليمان عليه السالم إىل ما روى من مردة اجلن فأتى به وراء احلائط فوقع بني يدي سليمان أخذ

عودا فذرعه بذراعه ورمى به وراء احلائط فوقع بين يدي سليمان فقال ما هذا فأخرب مبا صنع .إىل مثل هذا من األرضاملارد قال أتدرون ما أراد قالوا ال قال يقول اصنع ما شئت فإنك تصري

أخربنا حممد بن عبد الباقي أخربنا أمحد بن أمحد قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سليمان بن أمحد قال حدثنا حممد بن هارون بن بكار الدمشقي قال حدثنا سعيد بن داود عليه السالم يسعى يف

اهللا ظاهر فأرسل إىل املرأة موكبه إذ مر بامرأة تصيح بابنها يالدين فوقف سليمان وقال إن دينفسأهلا فقالت أن زوجها سافر وله شريك فزعم شريكه أنه مات وأوى أن ولدت غالما أن امسيه

.يالدين فأرسل إىل الشريك فاعترف أنه قتله فقتله سليمان عليه السالميا نيب حدثنا حممد بن كعب القرظي قال جاء رجل إىل سليمان النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال

اهللا إن يل جريانا يسرقون أوزي فنادى الصالة جامعة مث خطبهم فقال يف خطبته وأحدكم يسرق أوز جاره مث يدخل املسجد والريش على رأسه فمسح رجل برأسه فقال سليمان خذوه فإنه

صاحبكم ومن املنقول عن عيسى عليه السالم أن إبليس جاء إليه فقال له الست تزعم أنه ال إال ما كتب اهللا لك قال بلى قال فارم بنفسك من هذا اجلبل فإنه إن قدر لك السالمة يصيبك

.تسلم فقال له يا معلون إن اهللا عز وجل إن خيترب عباده وليس للعبد أن خيترب ربه عز وجل

الباب السادس

يف سياق املنقول من ذلك عن األمم السالفة

ن احلكيم كان عبدا نوبيا أسود وكان قد أعطاه هللا فمن املنقول عن لقمان حدثنا مكحول أن لقماتعاىل احلكمة وكان لرجل من بين إسرائيل اشتراه بثالثني مثقاال ونش يعىن نصف مثقال وكان

يعمل له وكان مواله يعلب بالنرد يقامر عليه وكان على بابه هنر جار فلعب يوما بالنرد على أن نهر كله أو افتدي منه وإن هو قمر صاحبه فعل به مثل من قمر صاحبه شرب املاء الذي يف ال

ذلك قال فقمر سيد لقمان فقال له القامر أشرب ما يف النهر وإال فافتد منه قال فسلين الفداء قال عينيك أفقؤمها أو مجيع ما متلك قال أمهلين يومي هذا قال لك ذلك قال فأمسى كئيبا حزينا إذ

ظهره فسلم على سيده مث وضع ما معه ورجع إىل سيديه وكان جاءه لقمان وقد محل حزمة على سيده إذا رآه عبث به ويسمع من الكلمة احلكيمة فيعجب منه فلما جلس إليه قال لسيده ما يل

أراك كئيبا حزينا فاعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك فاعرض عنه مث قال له الثالثة مثل ذلك لك عندي فرجا فقص عليه القصة فقال له لقمان ال تغتم فإن فاعرض عنه فقال له أخربين فلعل

لك عندي فرجا قال وما هو قال إذا أتاك الرجل فقال لك اشرب ما يف النهر فقل له اشرب ما بني ضفيت النهر أو املد فإنه سيقول لك اشرب ما بني الضفتني فإنه ال يستطيع أن حيبس عنك املد

رف سيده أنه قد صادق فطابت نفسه فلما أصبح جاءه وتكون قد خرجت مما ضمنت له فعالرجل فقال له فلي بشرطي قال له نعم اشرب ما بني الضفتني أو املد قال ال بل ما بني الضفتني

. قال فاحبس عين املد قال كيف أستطيع قال فخصمه قال فاعتقه مواله

تؤاخي رجال فأغضبه قبل ذلك حدثنا حممد بن إسحاق قال، قال لقمان البنه يا بين إذا أردت أنفإن أنصفك عند غضبه وإال فاحذره ومن ذلك ما نقل عن عبد اهللا ابن عامر األزدي يف االحتيال للسالمة من سيل العمر حدثنا الضحاك عن ابن عباس لقد كان لسبأ يف مساكنهم آية قال كانت

م فأرسل عليهم سبيل العرم فسلط ال تنقطع عنهم جنتهم شتاء وال صيفا فكفروا ما أنعم اهللا عليهعلى الردم الذي بنوه على غري شرهبم جرذا له خماليب وأنياب من حديد فأول من علم بذلك عبد

اهللا بن عامر األزدي فانطلق حنو الردم فرأى اجلرذ حيفر مبخاليب من حديد ويقرض بأنياب من بنيه فقال هل ترون ما رأينا قالوا حديد فانصرف إىل أهله فأخرب امرأته وأراها ذلك وأرسل إىل

نعم قال فإن هذا األمر ليس لنا إليه سبيل اضمحلت احليل فيه ألن األمر هللا وقد أذن يف هالكه فأتى هبرة واجلرذ حيفر وال يكترث باهلرة فلما رأت اهلرة ذلك ولت هاربة فقال عبد اهللا احتالوا

لكم حبيلة قال فدعا أصغر بنيه مث قال له إذا ألنفسكم قالوا يا أبت كيف حنتال قال إين حمتال جلست اليوم يف اجمللس وكان الناس جيتمعون إليه وينتهون إىل رأيه فإذا اجتمعوا أمرت أصغركم

بأمر فليفعل عنه فإذا شتمته فليهم إىل فليلطمين وال تتغريوا أنتم عليه فإذا رأى اجللساء أنكم مل م أن يتغري عليه فاحلف أنا عند ذلك ميينا ال كفارة هلا إن ال تتغريوا على أخيكم مل جيسر أحد منه

أقيم بين أظهر قوم قام إىل أصغر بين فلطمين فلم يتغريوا عليه لذلك قالوا تفعل فلما راح الناس إليه أمر ابنه ببعض أمره فلهى عنه مث أمره فلهى عنه فشتمه فقام إليه فلطم وجهه فعجبوا من جرأة

سهم وظنوا أن ولده يتغريون عليه فلما مل يتغري أحد منهم قال الشيخ فحلف أن ابنه فنكسوا رؤويتحول عنهم ويستبدلوا بداره فال يقيم بني أظهر قوم مل يتغريوا على ابنه فقام القوم معتذرين

وقالوا إما كنا ظننا أن ولدك ال يتغريون فذلك الذي منعنا قال قد سبق مىن ما ترون وليس إىل يل سبيل فعرض ضياعه على البيع وكان الناس يتنافسون فيها واحتمل بثقله وعياله غري التحو

فتحول عنهم فلم يلبث القوم إال قليال حىت أتى اجلرذ على الردم فاستأصله فلم يفاجئ القوم ليلة بعدما هدأت العيون إذا هم بالسيل قد اقبل فاحتمل أنعامهم وأمواهلم وخرب ديارهم وقد جاءت

.عن القدماء ستراها يف أبواهبا إن شاء اهللا تعاىلأخبار

الباب السابع

يف سياق املنقول من ذلك عن نبينا

صلى اهللا عليه وسلم

كلمات تدل على قوة الفطنة الفطرية

فأما ما حصل له بتلقي الوحي وتثقيفه فذلك كثري وليس هو مرادنا ههنا إمنا املراد القسم األول عن علي عليه السالم قال ملا سار رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل أخربنا حارثة بن مضرب

بدر وجدنا عندها رجلني رجال من قريش وموىل لعقبة بن أيب معيط فأما القرشي فأفلت وأما موىل عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له كم القوم فيقول هم واهللا كثري عددهم شديد باسهم فجعل

وه حىت انتهوا به إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال له كم القوم املسلمون إذا قال ذلك ضربفقال هم واهللا كثري عددهم شديد باسهم فجهد النيب صلى اهللا عليه وسلم أن خيربه كم هم فأىب

مث أن النيب صلى اهللا عليه وسلم سأله كم ينحرون من اجلزر فقال عشرا لكل يوم فقال رسول اهللا ملائة وتبعها أخربنا كعب بن مالك قال كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم القوم ألف كل جزور

قلما يردي غزاة يغزوها األورى بغريها أخرجاه يف الصحيحني أخربنا أبو سعيد اخلدري قال مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول يا أيها الناس إن اهللا عز وجل يعرض باخلمر سينزل

ده منها شيء فليبعه فلينتفع به قال فما لبثنا إال يسريا حىت قال صلى اهللا فيها أمر فمن كان عنعليه وسلم إن اهللا عز وجل حرم اخلمر فمن أدركته هذه اآلية وعنده منها شيء فال يشربه وال

يبيع فاستقبل الناس مبا كان عندهم منها طرق املدينة فسفكوها انفرد بإخراجه مسلم أخربنا هشام أبيه عن عائشة أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال إذا أحدث أحدكم يف بن عروة عن

الصالة فليأخذ بأنفه مث لينصرف حدثنا أبو هريرة قال، قال رجل يا رسول اهللا يل جار يؤذيين فقال انطلق واخرج متاعك إىل الطريق فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك

ين فذكرت ذلك للنيب صلى اهللا عليه وسلم فقال انطرق واخرج متاعك إىل قال يل جار يؤذي .الطريق فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم أخزه فبلغه فأتاه فقال ارجع إىل منزلك فواهللا ال أؤذيكحدثنا زيد بن سامل أن رجال قال حلذيفة يا حذيفة نشكو إىل اهللا صحبتكم رسول اهللا أدركتموه

رأيتموه ومل نره فقال حذيفة وحنن نشكو إىل اهللا إميانكم به ومل تروه واهللا ما تدري يا ومل ندركه وابن أخي لو أدركته كيف كنت تكون لقد رأيتنا مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ليلة اخلندق ه يف ليلة باردة مظلمة مطرية وقد نزل أبو سفيان وأصحابه بالعرصة فقال رسول اهللا صلى اهللا علي

وسلم من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم أدخله اهللا اجلنة فما قام منا أحد مث قال من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله اهللا رفيق إبراهيم يوم القيامة فواهللا ما قام منا أحد فقال من رجل

قال أبو بكر يا يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله اهللا رفيقي يوم القيامة فواهللا ما قام أحد منا فرسول اهللا ابعث حذيفة فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يا حذيفة فقلت لبيك يا رسول اهللا بأيب أنت وأمي فقال هل أنت ذاهب فقلت واهللا ما يب أن أقتل ولكنين أخشى أن أوسر فقال إنك

القوم فات قريشا لت تؤسر فقلت مرين يا رسول اهللا مبا شئت فقال اذهب حىت تدخل بين ظهراين فقل يا معشر قريش إمنا يريد الناس إذا كان غدا أن يقولوا أين قريش أين قادة الناس أين رؤوس

الناس فيقدمونكم فتصلون القتال فيكون القتل بكم مث ائت قيسا قل يا معشر قيس إمنا يريد فتصلون القتال فيكون الناس إذا كان غدا أن يقولوا أين أحالس اخليل أين الفرسان فيقدمونكم

القتل بكم فانطلقت حىت دخلت بني ظهراين القوم فجعلت اصطلي معهم على نرياهنم وجعلت أبث ذلك احلديث الذي أمرين به حىت إذا كان وجاء السحر قام أبو سفيان فدعا الالت والعزي

ليه وأشرك مث قال لينظر كل رجل من جليسه ومعي رجل منهم يصطلي على النار فوثبت عفأخذت بيده خمافة أن يأخذين فقلت من أنت فقال أنا فالن بن فالن فقلت أوىل فلما دنا الصبح

نادوا أين قريش أين رؤوس الناس فقالوا هات الذي أتينا به البارحة أين بنو كنانة أين الرماة

ا تركت هلم بناء فقالوا هات الذي أتيتنا به البارحة فتخاذلوا وبعث اهللا عليهم تلك الليلة الريح فمإال هدمته وال إناء إال أكفاته حىت لقد رأيت أبا سفيان وثب على مجل له معقول فجعل يسحبه

وال يستطيع أن يقوم فجئت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فجعلت أخربه عن أيب سفيان فجعل .يضحك حىت بدت نواجذه وجعلت أنظر إىل أنيابه

جال أتى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم برجل قد قتل محيما عن عاصم األحوال عن احلسن أن رله فقال له النيب صلى اهللا عليه وسلم أتأخذ الدية قال ال قال أفتعفو قال ال قال اذهب فاقتله فلما

جاوزه الرجل قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال كذا فتركه وهو جير نسعه يف عنقه قال اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه مثل يف املأمث واستيجاب النار أن قتله وكيف ابن قتيبة مل يرد رسول

يريد هذا وقد أباح اهللا عز وجل قتله بالقصاص ولكن كره رسول اهللا أن يقتص وأحب له العفو فعرض تعريضا أومهه به أنه إن قتله كان مثله يف اإلمث ليعفو عنه وكان مراده أنه يقتل نفسا كما

نفسا فهذا قاتل وهذا قاتل فقد استويا يف قاتل وقاتل إال أن األول ظامل واآلخر مقتص قتل األولقال مؤلف الكتاب ويف حديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من هذا كثري خصوصا يف

.املعاريض فلنقتصر على هذه النبذة

الباب الثاين

يف سياق املنقول من ذلك عن أصحاب نبينا

أمجعنيرضي اهللا عنهم

فمن املنقول عن أيب بكر الصديق رضى اهللا عنه حدثنا ثابت عن أنس قال ملا هاجر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كان رسول اهللا يركب وأبو بكر رديفه وكان أبو بكر يعرف الطريق .الختالفه إىل الشام فكان مير بالقوم فيقولون من هذا بني يديك يا أبا بكر فيقول هاد يهديين

حدثنا احلسن قال ملا خرج رسول اهللا صلى عليه وسلم وأبو بكر من الغار مل يستقبلهما أحد .يعرف أبا بكر إال قال له من هذا معك يا أبا بكر فيقول دليل يدلين الطريق وصدق واهللا أبو بكر

ري عبدا حدثنا احلسن قال ملا خرج رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وأبو بكر الناس فقال إن اهللا خبني الدنيا وبني ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند اهللا عز وجل قال فبكى أبو بكر فعجبنا من

بكائه أن خرب رسول اهللا عن عبد خري فكان رسول اهللا عن عبد خري فكان رسول اهللا صلى اهللا اهللا عنه عليه وسلم هو املخري وكان أبو بكر أعلمنا به ومن املنقول عن عمر بن اخلطاب رضى

حدثنا اسلم عن أبيه قال قدمت على عمر بن اخلطاب حلل من اليمن فقسمها بني الناس فرأى فيها حلة رديئة فقال كيف أصنع هبذه إذا أعطيتها أحد مل يقبلها إذا رأى هذا العيب فيها قال ناس فأخذها فطواها فجعلها حتت جملسه واخرج طرفها ووضع احللل بني يديه فجعل يقسم بني ال

قال فدخل الزبري بن العوام وهو تلك احلال قال فجعل ينظر إىل تلك احللة فقال له ما هذه احللة قال عمر دع هذه عنك قال ما هيه ما هيه ما شأهنا قال دعها عنك قال فأعطينيها قال إنك ال

فلما ترضاها قال بلى قد رضيتها فلما توثق منه واشترط عليه أن يقبلها وال يردها رمى إليهأخذها الزبري ونظر إليها إذا هي رديئة فقال ال أريدها فقال عمر أيهات قد فرغت منها فأجازها

.عليه وأىب أن يقبلها منهحدثنا بريد بن جرير عن أبيه عن عمر قال له والناس يتحامون العراق وقال األعظم سر بقومك

ال ادعى جرير أنه له ربع ذلك كله فما قد غلبت عليه فلك ربعه فلما مجعت الغنائم غنائم جلوفكتب سعد إىل عمر بذلك فكتب عمر صدق جرير قد قلت ذلك له فإن شاء أن يكون قاتل هو وقومه على جعل فأعطوه جعله وأن يكون إمنا قاتل هللا ولدينه وحلبيبه فهو رجل من املسلمني له ما

لك فقال جرير صدق أمري املؤمنني هلم وعليه ما عليهم فلما قدم الكتاب على سعد أخرب جرير بذ . ال حاجة يل به بل أنا رجل من املسلمني

أخربنا نافع عن ابن عمر قال بينما عمر رضى اهللا عنه جالس إذ رأى رجال فقال قد كنت مرة ذات فراسة وليس يل رأي إن مل يكن هذا الرجل ينظر ويقول يف الكهانة شيا أدعوه يل فدعوه

وقد روينا عن عمر رضى اهللا عنه أنه خرج . قول يف الكهانة شيئا قال نعمفقال هل كنت تنظر وتيعس املدينة بالليل فرأى نارا موقدة يف خباء فوقف وقال يا أهل الضوء وكره أن يقول يا أهل

النار وهذا من غاية الذكاء وروينا عنه أنه قال لرجل عرس هل كان فقال ال أطال اهللا بقاك فقال فلم تتعلموا هال قلت ال وأطال اهللا بقاك ومن املنقول عن علي بن أيب طالب عليه عمر قد علمتم

السالم عن أيب البختري قال جاء رجل إىل علي بن أيب طالب فاطره وكان بغضه فقال له أين ليس كما تقول وإنا فوق ما يف نفسك حدثنا عبد اهللا بن سلمة قال مسعت عليا يقول مبسكن ال أغسل

ل حىت آيت البصر وأحرقها وأسوق الناس بعصاي إىل مصر قال فأتيت أبا مسعود رأسي بغسالبدري فأخربته أن عليا يورد األمور مواردها ال حيسنون يصدروهنا على رجل أصلع إمنا رأسه

مثل الطست إمنا حوله مغيبات أو قال شعريا أخربنا مساك بن حرب عن حنبش بن املعتمر أن قريش فاستودعاها مائة دينار وقاال ال تدفعيها إىل واحد منا دون صاحبه حىت رجلني أتيا امرأة من

جنتمع فلبثا حوال فجاء أحدمها إليها فقال إن صاحيب قد مات فادفعي إيل الدنانري فأبت وقالت

إنكما قلتما ال تدفعيها إىل واحد منا دون صاحبه فلست بدافعتها إليك فثقل عليها بأهلها يزالوا هبا حىت دفعتها إليه مث لبثت حوال فجاء اآلخر فقال ادفعي إيل الدنانري فقالت وجرياهنا فلم

إن صاحبك جاءين فزعم أنك مت فدفعتها إليه فاختصما إىل عمر بن اخلطاب فأراد أن يقضي عليها فقالت أنشدك اهللا أن تقضي بيننا أرفعنا إيل علي فرفعهما إىل علي عرف أهنما قد مكرا هبا

أليس قد قلتما ال تدفعيها إال واحد منا دون صاحبه قال بلى قال فإن مالك عندنا فاذهب فقال .فجيء بصاحبك حىت ندفعها إليكما

أخربنا حممد بن أبيه عن علي أنه جيء برجل حلف فقال امرأته طالق ثالثا إن مل يطأها يف شهر عن احلسن بن علي عليهما السامل قال رمضان هنارا فقل تسافر هبا مث لتجامعها هنارا ومن املنقول

مؤلف الكتاب قرأت خبط أيب الوفاء بن عقيل قال ملا جيء بابن ملجم إىل احلسن قال له أريد أن أسارك بكلمة فأىب احلسن وقال إنه يريد أن يعض أذين فقال ابن ملجم واهللا لو مكنين منها

السيد الذي قد نزل به من املصيبة ألخذهتا من صماخة قال ابن عقيل انظر إىل حسن رأى هذا الفادحة ما يذهل اخللق وتقصيه إىل هذا احلد وانظر إىل ذلك اللعني كيف مل يشغله حاله عن

استرداد غشه ومن املنقول عن احلسني عليه السالم أخربنا إبراهيم بن رياح املوصلي قال يروي فقال احلسني ليحلف على ما ادعى أن رجال ادعى على احلسني بن علي ماال وقدمه إىل القاضي

ويأخذه فقال الرجل واهللا الذي ال إله إال هو فقال قل واهللا واهللا واهللا إن هذا الذي تدعيه لك قبلي ففعل الرجل وقام فاختلف رجاله وسقط ميتا فقيل للحسني يف ذلك فقال كرهت أن ميجد

ا أبو رزين قال سئل العباس أنت أكرب اهللا فيحلم عنه ومن املنقول عن العباس عليه السالم أخربنأم النيب صلى اهللا عليه وسلم فقال هو أكرب مين وأنا ولدت قبله أخربنا عكرمة عن ابن عباس قال قيل لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حني فرغ من بدر عليك العري ليس دوهنا شيء فناداه العباس

حلك قال ومل قال ألن اهللا تعاىل إمنا وعدك إحدى بن عبد املطلب وهو أسري يف وثاقه أنه ال يصلح .الطائفتني وقد أعطاك ما وعدك

أخربنا جماهد قال قال بينما رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف أصحابه إذ وجد رحيا فقال ليقم صاحب هذه الريح فليتوضأ فاستحيا الرجل مث قال ليقم صاحب هذه الريح فيتوضأ فإن اهللا ال

احلق فقال العباس إال نقوم يا رسول اهللا فليتوضأ فإن اهللا ال يستحي من احلق فقال يستحي من العباس إال نقوم مرسال ووصله عنه حممد بن مصعب القرساين فقال جماهد عن ابن عباس وقد

جرى مثل هذه القضية عند عمر رضى اهللا عنه عن الشعيب أن عمر كان يف بيت ومعه جرير بن مر رحيا فقال عزمت على صاحب هذه الريح أن قام فتوضأ فقال جرير يا أمري عبد اهللا فوجد ع

املؤمنني أو يتوضأ القوم مجيعا فقال عمر رمحك اهللا نعم السيد كنت يف اجلاهلية ونعم السيد أنت .يف اإلسالم

إذ ومن املنقول عن عبد اهللا بن جعفر أخربنا أبو مليك قال، قال ابن الزبري البن جعفر أتذكر تلقينا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس فقال نعم فحملنا وتركك أخرجاه يف

الصحيحني وقد روى لنا هذا بالعكس عن عبد اهللا ابن أيب مليكة قال، قال عبد اهللا بن جعفر البن م فحملنا الزبري أتذكر إذ تلقينا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس قال نع

وتركك، انفرد بإخراج هذا مسلم قال مؤلف الكتاب والظاهر أنه انقلب على الراوي وعلى هذا تكون الغبطة البن الزبري ومن املنقول عن عبد اهللا بن رواحة حدثنا عكرمة موىل ابن عباس أن

تنبهت عبد اهللا بن رواحة كان مضطجعا إىل جنب امرأة فخرج إىل احلجرة فواقع جارية له فاساملرأة فلم تره فخرجت فإذا هو على بطن اجلارية فرجعت فأخذت شفرة فلقيها ومعها الشفرة

فقال هلا مهيم فقالت مهيم أما أين لو وجدتك حيث كنت لو جئتك هبا قال وأين، قالت على بطن القرآن اجلارية قال ما كنت قالت بلى قال فإن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم هنى أن يقرأ أحدنا

:وهو جنب فقالت اقرأ فقال كما الح منشور من الصبح ساطع... أتانا رسول اهللا يتلو كتابه

به موقنات أن ما قال واقع... أرانا اهلدى بعد العمى فقلوبنا إذا استثقلت بالكافرين املضاجع... يبيت جبايف جنبه عن فراشه

صلى اهللا عليه وسلم فأخربته فضحك حىت قالت آمنت باهللا وكذبت بصري قال فغدوت إىل النيب بدت نواجذه ومن املنقول عن حممد بن مسلمة عن عمر بن دينار مسع جابرا يقول قال، قال

رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من لكعب بن األشرف إنه قد أذى اهللا ورسوله فقال له حممد بن ا رسول اهللا فائذن يل أن أقول قال قل مسلمة أحتب أن أقتله يا رسول اهللا قال نعم قال إنا له ي

فأتاه حممد بن سلمة فقال إن هذا الرجل قد أخذنا بالصدقة وقد عنانا وقد مللنا منه قال اخلبيث ملا مسعها واهللا لتملنه أو لتملن منه وقد علمت أن أمركم سيصري إىل هذا قال أنا ال نستطيع أن

عنا حىت ننظر إىل أي شيء يصري أمره وقد جئت نسلمه حىت ننظر ما يفعل وأنا نكره بعد أن تبلتسلفين مترا قال نعم على أن ترهنوين نسائكم قال حممد أنرهنك نساءنا وأنت أمجل العرب قال

فأوالدكم قال فيعري الناس أوالدنا بأنا رهناهم بوسق أو وسقني ورمبا قال فيسب ابن أحدنا فيقال قال نرهنك الالمة يعين السالح قال نعم فواعده أن برهن وسق أو وسقني قال فأي شيء ترهنوين

يأتيه فرجع حممد إىل أصحابه فاقبل وأقبل معه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة وجاء معه

برجلني آخرين فقال أين مستمكن من رمته فإذا أدخلت يدي يف رأسه فدونكم الرجل فجاؤوه حممد فناداه فقالت امرأته أين خيرج هذه الساعة قال ليال فأمر أصحابه فقاموا يف ظل النخل وأتاه

إمنا هو حممد بن مسلمة وأخي أبو نائلة فنزل إليه ملتحفا يف ثوب واحد وينفح منه ريح الطيب فقال حممد ما أحسن جسدك وأطيب رحيك قال إن عندي ابنة فالن وهي أعطر العرب قال

يف رأسه فشمه مث قال أتأذن يل أن أمشه أصحايب أفتأذن يل أن أمشه قال نعم قال فأدخل حممد يده قال نعم فأدخلها يف رأسه مث شبك يده يف رأسه قبضا مث قال ألصحابه دونكم عدو اهللا فخرجوا عليه فقتلوه مث أتى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فأخربه وعن عكرمة عن ابن عباس قال بعث

ايب إىل رجل من اليهود ليقتله فقال يا رسول اهللا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم رجال من أصحإين لن أستطيع ذلك إال أن تأذن يل فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إمنا احلرب خدعة

فاصنع ما تريد قال مؤلف الكتاب قتل وقد روينا عن الضحاك يف اغتياهلم أبا رافع اليهودي ما .يقارب هذه القصة فلم نر التطويل بذكرها

من املنقول عن سويبط بن سعد بن محلة وقد شهد بدرا عن وهب نب عبد اهللا بن زمعة قال وأخربتنا أم مسلة قالت خرج أبو بكر يف جتارة إىل بصرى قبل موت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

بعام ومعه نعيمان وسويبط بن محلة وكانا قد شهدا بدرا وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط مزاحا فقال النعيمان أطعمين قال حىت جتيء أبو بكر قال أما ألغيظنك قال فمروا بقوم فقال رجال

هلم سويبط أتشترون مين عبدا يل قالوا نعم قال إنه عبد له كالم وهو قائل لكم أين حر فإن كنتم فاشتروه إذا قال لكم هذه املقالة تركتموه فال تفسدوا على عبدي قالوا ال بل نشتريه منك قال

بعشر قالئص قال مث أتوه فوضعوا يف عنقه عمامة أو حبال فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم إين حر ولست بعبد فقالوا أخربنا خبربك فانطلقوا به فجاء أبو بكر فأخربه بذلك فاتبع القوم فرد

فضحك النيب عليهم القالئص وأخذ نعيمان فلما قدموا على النيب صلى اهللا عليه وسلم وأخربوه .صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه من حوال

ومن املنقول عن معاوية بن أيب سفيان أخربنا املدائين عن ربيعة ابن ناجد قال قيل ملعاوية بن أيب سفيان ما بلغ من عقلك قال ما وثقت بأحد قط وقال ثعلب نظر معاوية يوم صفني إىل إحدى

نظر إىل اجلنبة األخرى وقد مالت فلمحها فاستوت جنبيت عسكره وقد مالت فلمها فاستوت مث فقال له رجل من أصابه أهذا كنت دبرته من زمن عثمان فقال هذا واهللا كنت دبرته منذ زمن عمر رضى اهللا عنهم قال مؤلف الكتاب وبلغنا أن رجال جاء إىل حاجب معاوية فقال له قل له

ذا مث قال أئذن له فدخل فقال له أي األخوة على الباب أخوك ألبيك وأمك مث قال له ما أعرف ه

أنت فقال ابن آدم وحواء فقال يا غالم أعطه درمها فقال تعطى أخاك ألبيك وأمك درمها فقال لو أعطيت كل أخ يل من آدم وحواء ما بلغ إليك هذا ومن املنقول عن حذيفة بن اليمان حدثنا

صلى اهللا عليه وسلم قال نعم قال واهللا لو كعب القرظي قال قال فىت منا حلذيف رأيت رسول اهللاأدركناه ما تركناه ميشي على األرض قال حذيفة دعاين رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وحنن

باخلندق قال اذهب فاجلس يف القوم فانظر ماذا يفعلون فذهبت فدخلت يف القوم والريح تفعل يف نارا وال ماء فقام أبو سفيان ابن حرب فقال يا جنود اهللا عز وجل ما تفعل ال تقر هلم قدرا وال

معشر قريش لينظر كل امرئ من جيالس فقال حذيفة فأخذت بيد الرجل الذي إىل جنيب فقلت له من أنت فقال أنا فالن بن فالن ومن املنقول عن املغرية ابن شعبة عن أيب إسحاق عن أيب اخلليل

إذا خرجنا مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف قال أخربنا علي قال كان للمغرية رمح فكنا غزاة خرج به معه فريكزه فيمر الناس عليه فيحملونه فقلت لئن أتيت على النيب صلى اهللا عليه

.وسلم ألخربته فقال إنك إن فعلت مل ترفع ضالةى حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن اخلطاب رضى اهللا عنه استعمل املغرية بن شعبة عل

البحرين فكرهوه وأبغضوه قال فعزل عنهم قال فخافوا أن يرد عليهم فقال دهقاهنم إن فعلتم ما أمركم مل يرد علينا قالوا أمرنا بأمرك قال جتمعون مائة ألف درهم حىت أذهب هبا إىل عمر وأقول

حك اهللا إمنا إن املغرية أختار هذا فدفعه يل قال فدعا عمر املغرية فقال ما يقول هذا قال كذب أصلكانت مائيت ألف قال فما محلك على ذلك قال العيال واحلاجة قال فقال عمر للعلج مات قول قال ال واهللا ألصدقنك أصلحك اهللا واهللا ما دفع إيل قليال وال كثريا قال فقال عمر للمغرية ما

.أردت إىل هذا العلج قال اخلبيث كذب علي فأحببت أن أخزيه

صبيح الكويف قال مسعت أيب يقول خطب املغرية بن شعبة وفىت من العرب امرأة حدثنا مسلم ابن وكان الفىت طريرا مجيال فأرسلت إليها املرأة فقالت إنكما قد خطبتماين ولست أجيب أحد منكما

دون أن أراه وأمسع كالمه فأحضرا إن شئتما فحضرا فأجلستهما حبيث ترامها وتسمع كالمهما ة نظر إىل مجاله وشبابه وهيئته يئس منها وعلم أهنا لن تؤثره عليه فأقبل على الفىت فلما رآه املغري

فقال له لقد أوتيت مجاال حسنا وبيانا فهل عندك سوى ذلك قال نعم فعدد حماسنه مث سكت فقال له املغرية كيف حسابك قال ما يسقط على منه شيء وإين الستدرك منه أدق من اخلردلة فقال له

رية لكنين أضع البدرة يف زاوية البيت فينفقها أهلي على ما يريدون فما أعلم نفادها حىت املغيسألوين غريها فقالت املرأة واهللا هلذا الشيخ الذي ال حياسبين أحب إيل من هذا الذي حيصي علي

.مثل صغري اخلردل فتزوجت املغرية

عمرو بن العاص قيسارية سار حىت نزل ومن املنقول عن عمرو بن العاص قال ابن الكليب ملا فتح على غزة فبعث إليه علجها أن أرسل إىل رجال من أصحابك أكلمه ففكر عمرو فقال ما هلذا

العلج أحد غريي فقام حىت دخل على العلج فكلمه فسمع كالما مل يسمع مثله قط فقال له العلج إذا بعثوين إليك وعرضوين ملا حدثين هل من أصحابك أحد مثلك قال ال تسأل عن هواين عندهم

عرضوين فال يدرون ما تصنع يب قال فأمر له جبائزة وكسوة، وبعث إىل البواب إذا مر بك فمر برجل من النصارى من غسان فعرفه، فقال يا عمرو قد أحسنت . فاضرب عنقه وخذ ما معه

طيتين فلم أجد الدخول فأحسن اخلروج فرجع فقال له امللك ما ردك إلينا قال نظرت فيما أعذلك ليسع بين عمي فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية فيكون معروفك عند

فخرج . عشرة خريا من أن يكون عند واحد قال صدقت أعجل هبم وبعث إىل البواب خلة سبيلهج فلما صاحله عمرو ودخل عليه العل. ال عدت ملثلها أبدا: عمرو وهو يلتفت، حىن إذا أمن قال

.قال على ما كان من غدرك.. فقال له أنت هوومن املنقول عن خزمية بن ثابت عن الزهري قال أخربنا عمارة بن خزمية األنصاري أن عمه

حدثه أن النيب صلى اهللا عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرايب فاستتبعه النيب صلى اهللا عليه وسلم سلم املشي وأبطأ األعرايب فطفق رجال يعترضون ليقضيه مثن فرسه فأسرع النيب صلى اهللا عليه و

األعرايب، فيساومون الفرس ال يشعرون أن النيب صلى اهللا عليه وسلم ابتاعه حىت زاد بعضهم لإلعرايب يف السوم على مثن الفرس الذي ابتاعه به النيب صلى اهللا عليه وسلم فنادى األعرايب النيب

فقام النيب صلى اهللا عليه . ا هذا الفرس فابتعه وإال بعتهصلى اهللا عليه وسلم فقال إن كنت مبتاعفطفق الناس يلوذون بالنيب صلى اهللا عليه وسلم . أليس قد ابتعته منك؟ قال ال: وسلم فقال

هلم شهيدا يشهد أين قد بايعتك، فمن جاء من : فطفق اإلعرايب يقول. واألعرايب ومها يتراجعانالنيب صلى اهللا عليه وسلم ال يقول إال حقا حىت جاء خزمية املسلمني قال لإلعرايب ويلك إن

هلم شهيدا : فطفق اإلعرايب يقول. فاستمع ملراجعة النيب صلى اهللا عليه وسلم ومراجعة اإلعرايبفأقبل النيب على خزمية فقال مب تشهد، . فقال خزمية أنا اشهد أنك قد بايعته. يشهد أين قد بايعتك

ويف . اهللا فجعل النيب صلى اهللا عليه وسلم شهادة خزمية بشهادة رجلني فقال بتصديقك يا رسوليا رسول اهللا : رواية أخرى أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال خلزمية مل تشهد ومل تكن معنا؟ قال

.أنا أصدقك خبرب السماء أفال أصدقك مبا تقول

حدثنا أنس بن مالك رضي اهللا : ومن املنقول عن احلجاج بن عالط عن معمر بن ثابت النباين قالعنهم قال ملا افتتح رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خيرب قال احلجاج بن عالط يا رسول اهللا إن

يل مبكة ماال وإن يل هبا أهال وإين أريد أن آتيهم فأنا يف حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا، فأذن أن أشتري من غنائم حممد وأصحابه فإهنم قد له رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن يقول أريد

استبيحوا وأصيبت أمواهلم، وفشا ذلك مبكة فانقمع املسلمون وأظهر املشركون سرورا وفرحا قال وبلغ اخلرب العباس بن عبد املطلب فعقر وجعل ال يستطيع أن يقوم قال معمر وأخربين عثمان

ول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقال له قم اجلزري عن مقسم قال فأخذ أبنا له كان يشبه برسواستلقي، فوضعه على صدره وجعل يقول حيب قثم ذي األنف األشم مث أرسل غالما له إىل

احلجاج بن عالط فقال له ويلك ماذا جئت به وماذا تقول ما وعد اهللا خري مما جئت به قال فقال يل يف بعض بيوته ألتيه فإن اخلرب احلجاج بن عالط اقرأ علي ابن الفضل السالم وقل له ليخل

قال فوثب العباس فرحا . قال فجاء غالمه فلما بلغ الباب قال ابشر يا أبا الفضل. على ما يسرهقال مث جاء احلجاج فأخربه أن رسول اهللا صلى . حىت قبل بني عينيه فأخربه ما قال احلجاج فاعتقه

سهام اهللا يف أمواهلم واصطفى صفية بنت اهللا عليه وسلم قد افتتح خيرب وغنم أمواهلم وجرتحيي واختذها لنفسه خريها أن يعتقها وتكون زوجة أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة ولكين جئت ملا يل كان ههنا أردت أن أمجعه فاذهب به، فاستأذنت رسول اهللا صلى اهللا

أذكر ما بدا لك قال فجمعت امرأته ما عليه وسلم فأذن يل أن أقول ما شئت فأخف عين ثالثا مثكان عندها من حلي ومتاع فدفعته إليه مث انشمر به فلما كان بعد ثالث أتى العباس امرأة احلجاج

فقال ما فعل زوجك فأخربته أن قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت ال حيزنك اهللا يا أبا الفضل لقد يكن حبمد اهللا إال ما أحببنا، فتح اهللا خيرب على شق علينا الذي بلغك قال أجل ال حيزنين اهللا، ومل

رسوله، وجرت سهام اهللا يف أمواهلم واصطفى رسول اهللا صفية لنفسه فإن كان لك حاجة يف قال مث . قالت أظنك واهللا صادقا، قال فإين واهللا صادق واألمر على ما أخربتك. زوجك فاحلقي به

قال مل . ر هبم ال يصيبك إىل خري يا أبا الفضلذهب حىت أتى جمالس قريش وهم يقولون إذا ميصبين إىل خري حبمد اهللا لقد أخربين احلجاج بن عالط أن خيرب فتحها اهللا على رسوله وجرت

وقد سألين أن أخفي عنه . سهام اهللا فيهم واصطفى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صفية لنفسهفرد اهللا الكآبة اليت كانت . يء ههنا مث ذهبثالثا وإمنا جاء ليأخذ ماله وما كان له من ش

باملسلمني على املشركني وخرج املسلمون ممن كان دخل بيته مكتئبا حىت دخل أبو الفضل العباس .فأخربهم اخلرب فسر املسلمون ورد اهللا تعاىل ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على املشركني

ن اسحق قال بينما الناس على خوفهم يوم ومن املنقول عن نعيم بن مسعود قال أخربنا اباألحزاب أتى نعيم بن مسعود رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فحدثين رجل عن عبد اهللا بن

كعب بن مالك قال جاء نعيم بن مسعود إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقال يا رسول اهللا له رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقال. إين قد أسلمت ومل يعلم يب أحد من قومي، مرين أمرك

فانطلق نعيم حىت أتى بين . إمنا أنت منا رجل واحد فحدث عنا ما استطعت فإمنا احلرب خدعةقريظة فقال هلم يا معشر قريظة، وكان هلم ندميا يف اجلاهلية، إين لكم ندمي وصديق، قد عرفتم

ان من حممد مبنزلة واحدة، إن البلد قال تعلمون واهللا ما أنتم وقريش وغطف. ذلك، قالوا صدقتلبلدكم به أموالكم ونساءكم وأبنائكم، وإن قريشا وغطفان بالدهم غريها، وإمنا جاؤوا حىت

نزلوا معكم فإن رأوا فرصة انتهزوها وإن رأوا غري ذلك رجعوا إىل بالدهم وأمواهلم ونسائهم هم فعلوا ذلك فال تقاتلوا معهم حىت وأبنائهم وخلوا بينكم وبني الرجل فال طاقة لكم به، فإن

فقالوا لقد أشرت . تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم تستوثقون به وال تبزحوا حىت تناجزوا حممدبرأي ونصح، مث ذهب إىل قريش فأتى أبا سفيان وأشراف قريش فقال يا معشر قريش، إنكم قد

فقالوا نفعل ما . حة فاكتموا عليعرفتم ودي إياكم وفراقي حممد أو دينه، وإين قد جئتكم بنصيأنت عندنا مبتهم فقال تعلمون أن بين قريظة من يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبني

حممد بعثوا إليه إال يرضيك أن نأخذ لك من القوم رهنا من أشرافهم فندفعهم إليك فنضرب وا إليكم يسألونكم نفرا من أعناقهم مث نكون معك حىت خنرجهم من بالدك فقال بلى فإن بعث

رجالكم فال تعطوهم قد علمتم أين رجل منكم قالوا صدقت فقال هلم كما قال هلذا احلي من قريش فلما أصبحوا بعث إليهم أبو سفيان عكرمة بن أيب جهل يف نفر من قريش أن أبا سفيان

اخرجوا إىل حممد حىت يقول كلم يا معشر يهود إن الكراع واخلف قد هلكا إنا لسنا بدار مقام فنناجزه فبعثوا إليه أن اليوم السبت وهو يوم ال نعمل فيه شيئا ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم حىت تعطونا رهنا من رجالكم نستوثق هبم، ال تذهبوا وتدعونا حىت نناجز حممدا فقال أبو سفيان

ال واحدا فإن شئتم خترجوا فتقاتلوا قد وهللا حذرنا نعيم فبعث إليهم أبو سفيان أنا ال نعطيكم رجوإن شئتم فاقعدوا فقالت يهود هذا وهللا الذي قال لنا نعيم واهللا ما أراد القوم إال أن يقاتلوا حممدا فإن أصابوا فرصة انتهزوها وإال مضوا إىل بالدهم وخلوا بيننا وبني الرجل فبعثوا إليهم إنا واهللا ال

فأبوا فبعث اهللا تعاىل الريح على أيب سفيان وأصحابه وغطفان نقاتل معكم حىت تعطونا رهنا .فخذهلم اهللا عز وجل

ومن املنقول عن األشعب بن قيس عن اهليثم بن عدي قال أخربنا ابن عباس قال خطب أمري املؤمنني علي بن أيب طالب على احلسن انبه أم عمران بنت سعيد بن قيس اهلمداين فقال فوقى أمري

أمها فقال قم فأمرها فخرج من عنده ولقيه األشعث بن قيس بالباب فأخربه اخلرب ذو إمرة يعىن

فقال ما تريد إىل احلسن يفخر عليها وال ينصفها ويسيء إليها فيقول ابن رسول اهللا وابن أمري املؤمنني ولكن هل لك يف ابن عمها فهي له وهو هلا قال ومن ذلك قال حممد بن األشعث قال قد

ل األشعث على أمري املؤمنني علي عليه السالم فقال يا أمري املؤمنني خطبت على زوجته ودخاحلسن ابنة سعيد قال نعم قال فهل كل يف أشرف منها بيتا وأكرم منها حسبا وأمت منها مجاال

وأكثر ماال قال ومن هي قال جعدة بنت األشعث بن قيس قال قد قاولنا رجال قال ليس إىل ذلك لته سبيل قال إنه قد فارقين ليوامر أمها فقال قد زوجها من حممد بن األشعث قال مىت الذي قاو

قال الساعة بالباب قال فزوج احلسن جعدة فلما لقي سعيد االشعث قال يا أعور خدعتين قال أنت أعور خبيث حيث تستشريين يف ابن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ألست أمحق مث جاء

ن فقال يا أبا حممد أال تزور أهلك فلما أراد ذلك قال ال متشي واهللا إال على األشعث إىل احلسومن املنقول ! اردية قومي فقدمت له كندة مساطني وجعلت له أرديتها من بابه إىل باب األشعث

عن وحشي بن حرب عن بعد اهللا بن الفضل عن سليمان بن يسار قال حدثنا جعفر بن عمر يد اهللا بن عدي بن اخليار قال حدثنا جعفر بن عمر والضمري قال والضمري قال خرجت مع عب

خرجت مع عبيد اهللا بن عدي بن اخليار فقال يل هل لك يف وحشي فجئنا حىت وقفنا عيه فسلمنا فرد السالم وعبيد اهللا معتجر بعمامته ما يرى وحشي إال عينيه ورجليه فقال عبد اهللا يا وحشي

واهللا على أين أعلم أن عدي بن اخليار تزوج امرأة فولدت له غالما أتعرفين فنظر إليه مث قال ال .فاسترضعه فحملت ذلك الغالم مع أمه فناولتها إياه فكأين نظرت إىل قدميه

الباب التاسع

يف سياحة املنقول من ذلك عن اخللفاء

رضي اهللا عنهم

احلسن واحلسني ومعاوية قال مؤلف الكتاب قد ذكرنا طرفا عن أيب بكر الصديق وعمر وعلي ووابن الزبري وحنن نذكر طرفا مما نقل إلينا عمن بعدهم من اخللفاء واهللا املوفق فمن املنقول عن عبد

امللك بن مروان أخربنا ابن أخي األصمعي عن عمه قال وجه عبد امللك بن مروان عامر الشعيب أهل بيت امللك أنت قال ال فلما إىل ملك الروم يف بعض األمر له فاستكثر الشعيب فقال له من

أراد الرجوع إىل عبد امللك محله رقعة لطيفة وقال إذا رجعت إىل صاحبك أبلغته مجيع ما حيتاج إىل معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة فلما صار الشعيب إىل عبد امللك ذكر ما أحتاج إىل

يا أمري املؤمنني أنه محلين إليك رقعة ذكره وهنض من عنده فلما خرج ذكر الرقعة فرجع فقال

نسيتها حىت خرجت وكانت يف آخر ما محلين فدفعها إليه وهنض فقرأها عبد امللك قال فأمر برده فقال أعلمت ما يف هذه الرقعة قال فيها عجبت من العرب كيف ملكت غري هذا أفتدري مل كتب

ين بقتلك فقال الشعيب لو كان رآك يا أمري إيل مبثل هذا فقال ال فقال حسدين عليك فأراد أن يغرياملؤمنني ما تسكثرين فبلغ ذلك ملك الروم ففكر يف عبد امللك فقال هللا أبوه واهللا ما أردت إال

ومن املنقول عن هشام بن عبد امللك قال هشام ملؤدب ولده إذا مسعت منه الكلمة العوراء ! ذلكأن ينصر خطاه فيكون نصر للخطأ أقبح من ابتدائه يف اجمللس بني مجاعة فال تؤنبه لتخجله وعسى

به ولكن احفظها عليه فإذا خال فرده عنها ومن املنقول عن السفاح أخربنا سعيد الباهلي عن أبيه قال حدثين من حضر جملس السفاح وهو أحسد ما كان لبين هاشم والشيعة ووجوه الناس فدخل

أمري املؤمنني أعطنا حقنا الذي جعله اهللا لنا يف عبد اهللا بن حسني بن حسن ومعه مصحف فقال ياهذا املصحف فأشفق الناس أن جيعل السفاح بشيء إليه وال يريدون ذلك يف شيخ بىن هاشم أو يعيا جلوابه فيكون ذلك نقصا عليه وعارا فأقبل إليه غري مغضب وال منزعج فقال أن جدك عليا

جديك احلسن واحلسني وكانا خريا منك شيئا وكان كان خريا مين وأعدل ويل هذا األمر فأعطىالواجب أن أعطيك مثله فإن كنت فعلت فقد أنصفتك وإن كنت زدتك فما هذا جزائي منك

. فما رد عبد اهللا إليه جوابا وانصرف والناس يعجبون من جوابه له

لعباسية فلما صار وروى ثعلب عن ابن األعرايب قال أول خطبة خطبها السفاح يف قرية يقال هلا اإىل موضع الشهادة من اخلطبة قال رجل من آل أيب طالب يف عنقه مصحف فقال أذكرك اهللا

الذي ذكرته إال أنصفتين من خصمي وحكمت بيين وبينه مبا يف هذا املصحف فقال له ومن ظلمك قال أبو بكر الذي منع فاطمة فدكا قال وهل كان بعده أحد قال نعم من قال عمر قال

لى ظلمكم قال نعم قال وهل كان بعده أحد قال نعم قال من قال عثمان قال وأقام على عظلمكم قال نعم قال وهل كان بعده أحد قال نعم قال علي قال وأقام على ظلمكم قال فاسكت

الرجل وجعل يلتفت إىل ورائه يطلب خملصا فقال له واهللا الذي ال إله إال هو لوال أنه أول مقام ومن ! مل أكن تقدمت إليك يف هذا قبل ألخذت الذي فيه يعناك أقعد وأقبل على اخلطبةقمته مث

املنقول عن املنصور قال إمساعيل بن حممد قال دخل ابن هرمة على أيب جعفر فانشده فقال سل حاجتك قال تكتب إىل عاملك باملدينة مىت وجدين سكران ال حيدين قال هذا حد وال سبيل إىل

ايل حاجة غري ذلك قال أكتب إىل عاملنا باملدينة من أتاك بابن هرمة وهو سكران إبطاله قال مفاجلده مثانني واجلد الذي جاء به مائة قالة فكان الشرطة يعمرون به وهو سكران فيقول من

يشتري مثانني مبائة فيمرون ويتركونه وبلغنا عن املنصور أنه جلس يف إحدى قباب مدينته فرأى

مهموما جيول يف الطرقات فأرسل من أتاه به سأله عن حاله فأخربه الرجل أنه خرج رجال ملهوفايف جتارة فأفاد ماال وأنه رجع باملال إىل منزله فدفعه إىل أهله فذكرت امرأته أن املال سرق من جتها بيتها ومل تر نقبا وال تسليقا فقال له املنصور منذ كم تزوجتها قال منذ سنة قال أفبكروا تزوقال ال قال فلها ولد من سواك قاال قال فشبابة هي أم مسنة قال بل حديثة فدعا له املنصور

بقارورة طيب كان ختذه له حاد الرائحة غريب النوع فدفعها إليه وقال له تطيب من هذا الطيب ه فإنه يذهب مهك فلما خرج الرجل من عند املنصور قال املنصور قال املنصور ألربعة من ثقات

ليقعد على كل باب من أبواب املدينة واحد منكم فمن مر بكم فشممتم منه رائحة هذا الطيب وأمشهم منه فليأتين به وخرج الرجل بالطيب فدفعه إىل امرأته وقال هلا وهبه يل أمري املؤمنني فلما

فإن مشته بعثت إىل رجل كانت حتبه وقد كانت دفعت املال إليه فقالت له تطيب من هذا الطيبأمري املؤمنني وهبه لزوجي فتطيب منه الرجل ومن جمتاز ببعض أبواب املدينة فشم املوكل بالباب رائحة الطيب منه فأخذه جمتازا ببعض أبواب املدينة فشم املوكل بالباب رائحة الطيب منه فأخذه

عجبة قال فأتى به املنصور فقال له املنصور من أين استفدت هذا الطيب فإن رائحته غريبة ماشتريته قال أخربنا ممن اشتريته فتلجلج الرجل وخلط كالمه فدعا املنصور صاحب شرطته فقال

له خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانري فخله يذهب حيث شاء وأن امتنع فاضربه ألف سوط من غري مؤامرة فلما خرج من عنده دعا صاحب شرطته فقال هول عليه

تقدمن بضربه حىت تؤامرين فخرج صاحب شرطته فلما جرده وسجنه أذعن برد وجرده والالدنانري وأحضرها هبيئتها فاعلم املنصور بذلك فدعا صاحب الدنانري فقال له رأيتك إن رددت

عليك الدنانري هبيئتها أحتكمين يف امرأتك قال نعم قال فهذه دنانريك وقد طلقت املرأة عليك ب بن جعفر أنه قال ومما يعرف ويؤثر من ذكاء املنصور أنه دخل مدينة وخربه خربها عن يعقو

فقال للربيع اطلب يل رجال يعرفين دور الناس فإين أحب أن أعرف ذلك فجاء برجل يعرفه إال أنه ال يبدؤه حىت يسأله املنصور فلما فارقه أمر له بألف درهم فطالب هبا الرجل الربيع فقال ما قال

أهب لك ألفا من عندي وسريكب فاذكر فركب معه فجعل يعرفه الدور وال يرى يل شيئا وأنا :موضعا للكالم فلما أراد املنصور أن يفارقه قال له الرجل شعر

مدق اللسان يقول ما ال يفعل... واراك تفعل ما تقول وبعضم

آخر وعن مبارك مث إنه أراد اإلمضاء فضحك وقال يا ربيع أعطه األلف درهم الذي وعدته وألفا الطربي قال مسعت أبا عبيد اهللا تقول خال أبو جعفر يوما مع يزيد بن أيب أسيد فقال يا يزيد بن أيب

أسيد فقال يا يزيد ما ترى يف قتل أيب مسلم فقال أرى أن تقتله وتقرب إىل اهللا بدنة فواهللا ال

على مث قال قطع اهللا لسانك يصفوا ملكك وال هتنأ بعيش ما بقي فنفر مين بقرة ظننت أنه سيأيتوامشت بك عدوك أتشري علي بقتل انصر الناس لنا وأثقلهم على عدونا أما واهللا لوال حفظي ملا سلف منك وأن أعدها هفوة من هفواتك لضربت عنقك قم ال أقام اهللا رجليك قال فقمت وقد

زيد أتذكر يوم شاورتك أظلم بصري ومتنيت أن تسيخ األرض يب فلما كان بعد قتله قال يل يا يقلت نعم قال فواهللا لقد كان ذلك رأيا وما ال شك فيه ولكن خشيت أن يظهر منك فتفسد

مكيديت ومن املنقول عن املهدي عن القاسم بن حممد بن خالد عن علي بن صاحل قال كنت عند الذي يلهى به املهدي ودخل عليه شريك بن عبد اهللا القاضي فأراد أن يبخره فقال اخلادم بالعود

فوضعه يف حجر شريك فقال شريك ما هذا يا أمري املؤمنني قال هذا أخذه صاحب العسس البارحة فأحببت أن يكون كسره على يد القاضي فقال جزاك اهللا خريا يا أمري املؤمنني فكسره مث

أن يأيت أفاضوا يف حديث حىت نسى األمر مث قال املهدي لشريك ما تقول يف رجل أمر وكيال لهبشيء بعينه فأتى بغريه فتلف ذلك الشيء فقال يضمن يا أمري املؤمنني فقال للخادم أضمن ما تلف

.بقضيتهومن املنقول عن حممد بن الفضل قال أخربنا بعض أهل األدب عن حسن الوصيف قال قعد

املؤمنني هذه نعل املهدي قعودا عاما للناس فدخل رجل ويف يده نعل ملفوفة يف منديل فقال يا أمريرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قد أهديتها لك فقال هاهتا فدفعها إليه فقبل باطنها ووضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آالف درهم فلما أخذها وانصرف قال جللسائه أترون أين مل أعلم أن

ذبناه قال للناس أتيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مل يرها فضال عن أن يكون لبسها ولو كأمري املؤمنني بنعل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فردها على وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خربه إذا كان من شأن العامة ميلها إىل أشكاهلا والنصرة للضعيف على القوى وإن كان ظاملا

رجح ومن املنقول عن املأمون اشترينا لسانه وقبلنا هديته وصدقنا قوله ورأينا الذي فعلنا اجنح وارمحه اهللا قال املربد حدثين عمارة بن عقيل قال ابن أيب حفصة الشاعر أعلمت أن أمري املؤمنني

يعىن املأمون ال يبصر الشعر فقلت من ذا يكون أفرس منه وأنا لننشداول البيت فيسبق آخره من .حترك له وهذا البيت فامسعهغري أن يكون مسعه قال فإين أنشدته بيتا أجدت فيه فلم أره

أضحى إمام اهلدى املأمون مشتغال بالدين والناس بالدنيا مشاغيل فقلت له ما زدته على أن جعلته عجوزا يف حمراهبا يف يدها مسبحة فمن يقوم بأمر الدنيا إذا كان مشغوال عنها وهو املطوق هلا إال

.قلت كما قال عمك جرير لعبد العزيز بن الوليد وال عرض الدنيا عن الدين شاغله... هو يف الدنيا مضيع نصيبه فال

قال مؤلف الكتاب وبلغنا أن حسنا اللؤلؤي كان حيدث املأمون واملأمون يومئذ أمري فنعس املأمون فقال له اللؤلؤي منت أيها األمري فاستيقظ املأمون وقال سوقى واهللا يا غالم خذ بيده قال مؤلف

ذلك ألن هؤالء إمنا يريدون احلديث ليناموا عليه فكان إيقاظه غفلة عما الكتاب قلت وإمنا قاليراد من احلديث وسوء أدب ومن املنقول عن املعتضد باهللا عن أيب عبد اهللا حممد بن محدون قال

يل املعتضد باهللا ليلة وقد قدم له عشاء لقمين وكان الذي قدم له فراريج ودراريج فلقمته من لقمين من فخذه فلقمته لقما مث قال هات من الدراريج فلقمته من أفخاذها صدر فروج فقال ال

فقال ويلك هوذا تتنادر علي هات من صدورها فقلت يا موالي ركبت القياس فضحك فقلت إىل كم أضحكك وال تضحكين قال فشل املطرح وخذ ما حتته قال فشلته فإذا دينار واحد فقلت

ذا تتنادر أنت الساعة على خليفة جييز ندميه بدينار فقال ويلك ال آخذها قال نعم فقلت باهللا هو أحد لك يف بيت املال حقا أكثر من هذا وال تسمح نفسي أن أعطيك من مايل شيئا ولكن هو ذا احتال لك حبيلة تأخذ فيها مخسة آالف دينار فقبلت يده فقال إذا كان غد وجاءين القاسم يعين

ارك خرب تقع عيين عليه سرارا طويال التفت فيه إليك كاملغضب وأنظر ابن عبيد اهللا فهو ذا إسأنت إليه من خالل ذلك كاملتخالس يل نظر املترائي فإذا خرجت خاطبك مجيل وأخذك إىل دعوته

ويسألك عن حالك فاشك الفقر واخللة وقلة حظك مين وثقل ظهرك بالدين والعيال وخذ ما يه فإنه ال مينعك حىت تستويف اخلمسة آالف دينار فإذا أخذهتا يعطيك واطلب كل ما تقع عينك عل

فيسألك عما جرى بيننا فاصدقه وإياك أن تكذبه وعرفه أن ذاك حيلة مين عليه حىت وصل إليك هذا وحدثه كله باحلديث كله على شرحه وليكن أخبارك إياه بذلك بعد امتناع شديد وإخالف

أن خترج من داره كل ما يعطيك إياه جتعله يف بيتك فلما منه بالطالق والعتاق أن تصدقه وبعد كان الغد حضر القاسم فحني رآه ابتدأ يسارين وجرت القصة على ما وضعين عليه فخرجت فإذا القاسم يف الدهليز ينتظرين فقال يا أبا حممد ما هذا اجلفاء ال جتيئين وال تزورين وال تسألين حاجة

لي ما يقنعين إال أن تزورين اليوم وتتفرج فقلت أنا خادم الوزير فاعتذرت إليه باتصال اخلدمة عفأخذين إىل طيارة وجعل يسألين عن حلي وأخباري وأشكو إليه اخللة واإلضاقة والدين والبنات وجفاء اخلليفة وإمساك يده ويتوجع ويقول يا هذا مايل لك ولن نضيف عليك ما يتسع على أن

لعاونتك على إزالة هذا كله عنك فشكرته وبلغنا داره فصعد جناوزك نعمة حصلت يل لو عرفتينومل ينظر يف شيء وقال هذا يوم احتاج أن اختص فيه بالسرور بأيب حممد فال يقطعين أحد عنه وأمر كتابه بالتشاغل باألعمال وهلا يب يف دار اخللوة وجعل حيادثين ويبسطين وقدمت الفاكهة

كان هذا سبيله فلما جلس للشرب وقع يل بثالثة آالف دينار فجعل يلقمين بيده وجاء الطعام ففأخذهتا للوقت وأحضر ثيابا وطيبا ومركوبا فأخذت ذلك كله وما بني يدي صينية فضة فيها

مغسل فضة وخردادي بلوروكوز وقدح بلور فأمر حبمله إىل طياريت وأقبلت كلما رأيت شيئا شا نفسيا وقال هذا للبنات فلما تقوض أهل اجمللس خال يب حسنا له قيمة وافرة طلبته ومحل إىل فر

وقال يا أبا حممد أنت عامل حبقوق أيب عليك وموديت لك فقلت أنا خادم الوزير فقال أريد أن أسألك عن شيء وحتلف يل أنك تصدقين عنه فقلت السمع والطاعة فأحلفين باهللا وبالطالق

رك اخلليفة اليوم يف أمري فصدقته عن كل ما جرى والعتاق على الصدق مث قال يل بأي شيء ساحرفا حبرف فقال فرجت عين ولكون هذا هكذا مع سالمة نيته أسهل على فشكرته وانصرفت

من الغد باكرت املعتضد باهللا فقال هات حديثك فسقته عليه فقال احفظ إىل بييت فلما كان .الدنانري وال يقع لك أين أعمل مثلها بسرعة

و بكر بن حممد بن عبد الباقي عن القاسم علي بن احملسن عن أبيه قال بلغين أن املعتضد أنبأنا أبباهللا كان يوما جالسا يف بيت يبىن له يشاهد الصناع فرأى يف مجلتهم غالما أسود منكر اخللقة

شديد املزح يصعد على السالليم مرقاتني مرقاتني وحيمل ضعف ما حيملونه فأنكر أمره فأحضره سأله عن سبب ذلك فلجلج فقال البن محدون وكان حاضرا أي شيء يقع لك يف أمره فقال و

ومن هذا حىت صرفت فكرك إليه ولعله ال عيال له فهو خايل القلب قال وحيك قد مخنت يف أمره ختمينا ما أحسبه باطال إما أن يكون معه دنانري قد ظفر هبا دفعة من غري وجهها أو يكون لصا

بالعلم يف الطني فالحاه ابن محدون يف ذلك فقال علي باألسود فأحضر، وقال مقارع يتستر فضربه حنو مائة مقرعة وقرره وحلف أن مل يصدقه ضرب عنقه وأحضر السيف والنطع فقال

األسود يل األمان فقال لك األمان إال ما جيب عليك فيه من حد فلم يفهم ما قال له وظن أنه قد ت أعمل يف اتاتني اآلجر سنني وكنت منذ شهور هناك جالسا فاجتاز يب رجل يف أمنه فقال أنا كن

وسطه مهيان فتبعه فجاء إىل بعض األتاتني فجلس وهو ال يعلم مكاين فحل اهلميان وأخرج منه دينارا فتأملته فإذا كله دنانري فثاورته وكتفته وسددت فاه وأخذت اهلميان ومحلته على كتفي

األتون وطينته فلما كان بعد ذلك أخرجت عظامه فطرحتها يف دجلة والدنانري وطرحته يف نقرةمعي يقوي هبا قليب فأمر املعتضد من أحضر الدنانري من منزله وإذا على اهلميان مكتوب لفالن بن فالن فنودي يف البلدة بامسه فجاءت امرأة قال هذا زوجي ويل منه هذا الطفل خرج يف وقت كذا

فيه ألف دينار فغاب إىل اآلن فسلم الدنانري إليها وأمرها أن تعتد وضرب عنق األسود ومعه مهيان .وأمر أن حتمل جثته إىل األتون

قال احملسن وبلغين أن املعتضد باهللا قام يف الليل حلاجة فرأى بعض الغلمان املردان قد هنض من عتضد فجعل يضع يده على فؤاد ظهر غالم أمرد ودب على أربعته حىت اندس بني الغلمان فجاء امل

واحد بعد واحد إىل أن وضع يده على فؤاد ذلك الفاعل فإذا به خيفق خفقانا شديدا فركزه برجله فقعد واستدعى آالت العقوبة فاقر فقتله قال احملسن وبلغنا عن املعتضد باهللا أن خادما من

دار اخلليفة فرأى صيادا وقد طرح خدمه جاء يوما فأخربه أنه كان قائما على شاطئ الدجلة يفشبكته فثقلت بشيء فجذهبا فأخرجها فإذا فيها جراب وأنه قدره ماال فأخذه وفتحه فإذا فيه آجر وبني اآلجر كف خمضوبة حبناء قال فأحضر اجلراب والكف واألجر فهال املعتضد ذلك وقال قل

ال ففعل فخرج جراب آخر فيه رجل للصياد يعاود طرح الشبكة فوق املوضع وأسفله وما قاربه ققال فطلبوا فلم خيرج شيء آخر فاغتم املعتضد فقال معي يف البلد من يقتل إنسانا ويقطع أعضاؤه ويفرقه وال أعرف به ما هذا ملك قال وأقام يومه كله ما طعم طعاما فلما كان من الغد أحضر ثقة

يعمل اجلرب ببغداد فإن عرفه منهم رجل له وأعطاه اجلراب فارغا وقال له طف به على كل من فسله على من باعه فإذا دلك عليه فسله املشتري من اشتراه منه على خربه أحدا قال فغاب

الرجل وجاءه بعد ثالثة أيام فزعم أنه مل يزل يف الدباغني وأصحاب اجلرب إىل أن عرف صانعه العطار وعرضه عليه فقال وحيك وسأل عنه فذكر أنه باعه على عطار بسوق حيىي وأنه مضى إىل

كيف وقع هذا اجلراب يف يدك فقلت أو تعرفه فقال نعم اشترى مىن فالن اهلامشي منذ ثالثة أيام عشرة جرب ال أدري ألي شيء أرادها وهذا منها فقلت له ومن فالن اهلامشي فقال رجل من ولد

ناس وأظلمهم وأفسدهم حلرم على بن ريطه من ولد املهدي يقال له فالن عظيم إال أنه شر الاملسلمني وأشدهم تشوقا إىل مكايدهم وليس يف الدنيا من ينهي خربه إىل املعتضد خوفا من شره

ولفرط متكنه من الدولة واملال ومل يزل حيدثين وأنا أمسع أحاديث له قبيحة إىل أن قال فحسبك أنه وكانت كالدينار املنقوش وكالقمر الطالع يف كان يعشق منذ سنني فالنة املغنية جارية فالنة املغنية

غاية حسن الغناء فساوم موالهتا فيها فلم تقاربه فلما كان منذ أيام بلغه أن سيدهتا تريد بيعها على مشتر قد حضر بذل فيها ألوف دنانري فوجه إليها ال أقل من أن تنفذيها إىل لتودعين فأنقذهتا إليه

أيام فلما انقضت األيام الثالثة غصبها عليها وغيبها عنها فما بعد أن أنفذ إليها حذرها لثالثةيعرف هلا خرب وادعى أهنا هربت من داره وقالت اجلريان أنه قتلها وقال قوم ال بل هي عنده وقد أقامت سيدهتا عليها املأمت وجاءت وصاحت على بابه وسودت وجهها فلم ينفعها شيء فلما مسع

ىل على انكشاف األمر له وبعث يف احلال من كبس على اهلامشي املعتضد سجد شكرا هللا تعاوأحضر املغنية وأخرج اليد والرجل إىل اهلامشي فلما رآمها انتقع لونه وأيقن باهلالك واعترف فأمر املعتضد بدفع مثن اجلارية إىل موالهتا من بيت املال وصرفها مث حبس اهلامشي فيقال أنه قتله ويقال

.مات يف احلبسال عبد اهللا حممد بن أمحد بن محدون قال كنت قد حلفت وعاهدت اهللا أن ال أعقد ماال من ق

القمار وأنه ال يقع يف يدي منه شيء إال صرفته يف مثن مشع حيترق أو نبيذ يشرب أو جذر مغنيه فجلست يوما أالعب املعتضد فقمرته بسبعني ألف درهم فنهض املعتضد يصلي قبل العصر

بل أن يأمر يل هبا فجلست أفكر وأندم على ما حلفت عليه وقلت كم اشترى من ركعتان من قهذه السبعني ألف مشعا وشرابا وكم أجذر وما كانت هذه العجلة يف اليمني ولو مل أكن حلفت كنت اآلن قد اشتريت هبا ضيعة وكانت اليمني بالطالق والعتاق وصدقة امللك فلما سلم من

يء تفكرت فقلت خري فقال حبيايت أصدقين فصدقته فقال وعندك أين السجود قال يل يف أي شأريد أن أعطيك سبعني ألفا من القمار فقلت أفتصغر قال نعم قد صعرت قم وال تفكر يف هذا قال

ودخل يف صالة الفرض فلحقين الغم أعظم من األول وندمت على فوت املال وجعلت ألوم ل يل يا أبا عبد اهللا حبيايت أصدقين عن هذا الفكر الثاين نفسي مل صدقته فلما فرغ من صالته قا

فصدقته فقال أما القمار فقد قلت أين صغرت ولكين أهب لك سبعني ألفا من مايل وال يكون على إمث يف دفعها إليك وعليك إمث يف أخذها وخترج من ميينك فتشتري هبا ضيعة حالال فقبلت يده

.هللا أعلم وأخذت املال فاعتقدت به ضيعة وا

الباب العاشر

يف سياق املنقول من ذلك عن الوزراء

قال ابن املوصلي حدثين أيب قال أتيت حييي بن خالد بن برمك فشكوت إليه ضيقة اليد فقال وحيك وما أصنع بك ليس عندنا يف هذا الوقت شيء ولكن عليك ههنا أمر أدلك عليه فتكن فيه

ين أن أستهدي صاحبه شيئا وقد أبيت ذلك فاحل علي رجال قد جاءين خليفة صاحب مصر يسألوقد أبلغين أنك قد أعطيت جباريتك فالنة آالف دنانري فهو ذا استهديه إياها وأخربه أهنا قد

أعجبتين وإياك أن تنقصها ثالثني ألف دينار فلم يزل يساومين حىت بذل يل عشرين ألف دينار ضت العشرين ألفا، مث صرت إىل حيىي بن خالد، فقال فلما مسعتها ضعف قليب عن ردها فبعتها وقب

يل كيف صنعت يف بيعك اجلارية؟ فأخربته فقلت واهللا ما ملكت نفسي أن أجبت إىل العشرين ألفا إنك خلسيس وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءين يف مثل هذا فخذ جاريتك : فقال. حني مسعتها

قال فجاءين . فإنه ال بد أن يشتريها منك بذلكفإذا ساومك فال تنقصها من مخسني ألف دينار الرجل فاستمعت عليه مخسني ألف دينار فلم يزل يساومين حىت أعطاين ثالثني ألف دينار فضعف

قليب عن ردها ومل أصدق هبا فأوجبتها له هبا مث صرت إىل حيىي ابن خالد فقال يل بكم بعت اجلارية . عن الثانية قلت ضعفت واهللا عن رد شيء مل أطمع فيه فأخربته، فقال يل وحيك أمل تؤدبك األوىل

قال فقلت جارية أفدت هبا مخسني ألف دينار مث أملكها أشهدك . فقال هذه جاريتك فخذها إليك .أهنا حرة وأين قد تزوجتها

: قال حيىي بن خالد ثالثة أشياء تدل على عقول أرباهبا: أخربنا أبو بكر حممد بن حيىي الندمي قالوبلغنا أن املنصور كان يعجب بيحىي بن خالد وجيود رأيه وكان يقول . ة والكتاب والرسولاهلدي

وكان حيىي يقول البنه جعفر يا بين خذ من كل أدب . ولد اآلباء أبناء وولد خالد ابن برمك آباءوكان يقول من بلغ . طرفا فإنه من جهل شيئا عاداه وأنا أكره أن تكون عدو الشيء من األدب

فقال ما نقرب إىل . وقال له رجل واهللا النت أحلم من األحنف. ه فتاه فيها أخرب أن حمله دوهنارتبما أعطاين فوق حقي وبلغنا عن الرشيد أنه رأى يوما يف داره حزمة خيزران فقال له لوزيره

ملوافقته الفضل بن الربيع ما هذه؟ فقال عروق الرماح يا أمري املؤمنني، ومل يرد أن يقول اخليزران وقال الفضل إياكم وخماطبة امللوك مبا يقتضي اجلواب فإهنم أن أجابوكم شق . اسم أم الرشيد

قلت للحسن بن سهل وقد كثر عطاؤها على : قال ثعلب. عليهم وأن مل جييبوكم شق عليكمفرد اللفظ واستوىف املعىن . بل ليس يف اخلري سرف: اختالل حاله ليس يف السرف خري، فقال

الفتح بن خاقان يف حلية املتوكل شيئا فلم ميسه بيده، وال قال له شيئا، ولكنه نادى يا غالم ورأى .فقال بل هبا وجه حىت أخذ ذلك الشيء بيده. مرآة أمري املؤمنني فجيء هباكنت أكتب أليب احلسن بن الفرات أخدم بني يديه فأول شيء برزق : حدثنا أبو علي بن مقلة قال

يف كل شهر وهو خيلف أخاه يف ديوان السواد مث زادت حاله فرقاين إىل ثالثني دينارا عشرة دنانري يف كل شهر، فكنت كذلك معه إىل أن تقلد الوزارة األوىل فحصل رزقي مخسمائة دينار يف كل

شهر، مث أمر بقبض ما يف دور املخالفني الذين بايعوا ابن املعتز وكانت أمتعتهم تقبض وحتمل إليها هذان وجدنامها يف دار ابن : فجاؤوه يوما بصندوقني، فقالوا له. اها وينفذها إىل خزائن املقتدرفري

أفعلمتم ما فيهما؟ قالوا نعم جرائد من بايعه من الناس بأمسائهم وأنساهبم فقال ال : املعتز، فقالوأقبل علي وعلى يا غلمان هاتوا نارا فجاء الفراشون بفحم وأمرهم فأججوا النار، : تفتح مث قال

من كان حاضرا، فقال واهللا لو رأيت من هذين الصندوقني ورقة واحدة لظن كل من له فيها اسم أين قد عرفته فتفسد نيات العامل كلهم علي وعلى اخلليفة وما هذا رأي حرقومها، قال فطرحا

ل من جىن وبايع ابن بأقفاهلما يف النار فلما احترقا حبضرته أقبل علي فقال يا أبا علي قد أمنت كاملعتز وأمرين اخلليفة بأمانة فأكتب للناس لألمان مين وال يلتمس منك أحد أمانا كائنا من كان إال

مث قال ملن حضر أشيعوا ما قلته حىت يأنس . كتبته له وجئين به ال وقع فيه فقد أفردتك هلذا العملودعت اجلماعة له وشاع اخلرب وكتبت املستترون بأيب علي ويكاتبونه يف طلب األمان فشكرناه

. األمانات فكتب يف ذلك مائة ألف أو حنوها

كان أبو علي بن : حدثنا ابن احملسن عن أبيه قال مسعت أبا القاسم احلسن بن علي بن مقلة يقولمقلة يوما يأكل فلما رفعت املائدة ففتح الدواة واستمد منها نقطة على الصفرة حىت مل يبق هلا أثر

:ال ذاك أثر شهوة، وهذا أثر صناعيت، مث أنشدوق ومداد الدواة عطر الرجال... إمنا الزعفران عطر العذارى

قال يل املكتفي باهللا وقد أنشدته أنت أشعر من فالن فقلت ألنعامك على : قال أبو بكر الصويلى أمري املؤمنني ترى ذلك واألقفالن أشعر مين، فلما خرجنا قال يل القاسم بن عبيد اهللا رددت عل

ألنه قال شيئا فقلت ال فقلت من أين يل هذا الفهم، وذكر أن ملكا كانت أسراره تظهر كثريا إىل عدوه فيبطل تدبريه على العدو فبلغ ذلك منه فشكا إىل أحد نصحائه وقال له أن مجاعة يطلعون

أنال الربيء منهم مبا على أسرار يل ال بد من إظهارها هلم ولست أدري أيهم يظهرها وأكره أنيستحق اخلائن فدعا بكتاب فكتب فيه أخبارا من أخبار اململكة وجعلها كذبا كلها مث دعا برجل،

رجل كل واحد دون صاحبه ممن كان يفشي امللك إليه سره فقال للملك أخرب كل واحد منهم ليه وأكتب على كل خبرب على حدة ال يظهر عليه سائر أصحابه وأمر كل واحد بستر ما أسررت إ

خرب اسم صاحبه فلم يلبث أن أظهر اخلونة ما أفشى إليهم وانكتمت أخبار الناصحني فعرف قيل رفعت إىل فخر امللك وزير السلطان قصة رجل سعى برجل . امللك من يفشي سره فحذره

فكتب عليها السعاية قبيحة وإن كانت نصيحة فإن كنت أخرجتها بالنصح فخسرانك فيها أكثر من الربح، وأنا ال أدخل يف حمظور وال أمسع قول مهتوك يف مستور ولوال أنك يف خفارة شيبتك

لقابلتك على جريرتك مقابلة تشبه أفعالك وتردع أمثالك فاستر على نفسك هذا العيب واتق من يب وقال الوزير أبو منصور بن جهري يوما لولد أ. يعلم الغيب فإن اهللا للصاحل والطاحل باملرصاد

.نصر بن الصناع استعمل بآداب وإال كنت صناعا بغراب

الباب احلادي عشر

يف سياق املنقول من ذلك عن السالطني

واألمراء واحلجاب والشرطة

قال املؤلف بلغين أن رجال قدم إىل بغداد للحج وكان معه عقد من احلب يساوي ألف دينار باخلري فأودعه إياه مث حج وعاد فأتاه هبدية فقال فاجتهد يف بيعه فلم ينفق فجاء إىل عطار موصوف

له العطار من أنت وما هذا فقال أنا صاحب العقد الذي أودعتك، فما كلمه حىت رفسه رفسة رماه عن دكانه، وقال تدعي علي مثل هذه الدعوى، فاجتمع الناس وقالوا للحاجي ويلك هذا

اجي وتردد إليه فما زاده إال شتما وضربا رجل خري ما حلقت من تدعي عليه إال هذا، فتحري احلفقيل له لو ذهبت إىل عضد الدولة فله يف هذه األشياء فراسة فكتب قصته وجعلها على قصبة

ورفعها لعضد الدولة فصاح به فجاء فسأله عن حاله فأخربه بالقصة فقال اذهب إىل العطار غدا، ، من الصبح إىل املغرب وال تكلمه، وافعل واقعد على دكانه، فإن منعك فاقعد على دكان تقابله

هكذا ثالثة أيام فإين أمر عليك يف اليوم الرابع وأقف وأسلم عليك فال تقم يل وال تزدين على رد السالم وجواب ما أسألك عنه فإذا انصرفت فأعد عليه ذكر العقد مث أعلمين ما يقول لك فإن

ليجلس فمنعه، فجلس مبقابلته ثالثة أيام فلما قال فجاء إىل دكان العطار. أعطاكه فجيء به إيلكان اليوم الرابع اجتاز عضد الدولة يف موكبه العظيم، فلما رأى اخلراساين وقف وقال سالم

وعليكم السالم، فقال يا أخي تقدم فال تأيت إلينا وال تعرض : عيكم فقال اخلرساين ومل يتحركم وعضد الدولة يسأله ويستخفي وقد وقف حوائجك علينا، فقال كما اتفق ومل يشبعه الكال

ووقف العسكر كله والعطار قد أغمي عليه من اخلوف، فلما انصرف التفت العطار إىل احلاجي فقال وحيك مىت أودعتين هذا العقد، ويف أي شيء كان ملفوفا، فذكرين لعلي أذكره، فقال من

قال قد كنت نسيت، ولو مل صفته كذا وكذا، فقام وفتش مث نقض جرة عنده فوضع العقد ففأخذ العقد مث قال وأي فائدة يل يف أن أعلم عضد الدولة مث قال يف . تذكرين احلال ما ذكرت

نفسه لعله يريد أن يشتريه فذهب إليه فأعلمه، فبعث به مع احلاجب إىل دكان العطار فعلق العقد فلما ذهب النهار . دع فجحديف عنق العطار وصلبه بباب الدكان ونودي عليه هذا جزاء من استو

. أخذ احلاجب العقد فسلمه إىل احلاجي وقال اذهب

وقال املؤلف أيضا بلغين عن عضد الدولة أنه كان يف بعض أمرائه شاب تركي وكان يقف عند روزنة ينظر إىل امرأة فيها فقالت املرأة لزوجها قد حرم علي هذا التركي أن أتطلع يف الروزنة،

ر ينظر إليها وليس فيها أحد فال يشك الناس أن يل معه حديثا، وما أدري كيف فإنه طول النهافقال زوجها أكتيب إليه رقعة وقويل فيها ال معىن لوقوفك فتعال إيل بعد العشاء، إذا غفل . أصنع

الناس يف الظلمة فإين خلف الباب مث قام وحفر حفرة طويلة خلف الباب ووقف له، فلما جاء الباب فدخل فدفعه الرجل فوقع يف احلفرة وطموا عليه،، وبقي أياما ال يدري ما التركي فتح له

خربه، فسأل عنه عضد الدولة فقيل له ما لنا فيه خرب فما زال يعمل فكره إىل أن بعث يطلب مؤذن املسجد اجملاور لتلك الدار فأخذه أخذا عنيفا يف الظاهر مث قال له هذه مائة دينار خذها

ا آمرك إذا رجعت إىل مسجدك فإذن الليلة واقعد يف املسجد فأول من يدخل عليك وامتثل مففعل ذلك، فكان أول من دخل ذلك . ويسألك عن سبب أنفاذي إليك فأعلمين به فقال نعم

الشيخ فقال له قليب إليك وال شيء أراد منك عضد الدولة؟ فقال ما أراد مين شيئا وما كان إىل رب عضد الدولة باحلال فبعث إىل الشيخ فأحضره، مث قال له ما فعل التركي اخلرب، فلما أصبح أخ

فقال صدقك يل امرأة سترية مستحسنة كان يراصدها ويقف حتت روزنتها فضجت من خوف .الفضيحة بوقوفه، ففعلت به كذا وكذا، فقال اذهب يف دعة اهللا فما مسع الناس وال قلنا

تارخيه أنه بلغ إىل عضد الدولة خرب قوم من األكراد يقطعون وذكر حممد بن عبد امللك اهلمداين يفالطريق ويقيمون يف جبال شاقة فال يقدر عليهم، فاستدعى أحد التجار ودفع إليه بغال عليه

صندوقان فيهما حلوى قد شيبت بالسم وأكثر طيبها وترك يف الظروف الفاخرة وأعطاه دنانري ففعل التاجر ذلك . ن هذه هدية إلحدى نساء أمراء األطرافوأمره أن يسري مع القافلة ويظهر أ

وسار أمام القافلة، فنزل القوم وأخذوا األمتعة واألموال وانفرد أحدهم بالبغل وصعد به مع مجاعتهم إىل اجلبل وبقي املسافرون عراة ملا فتح الصندوقني وجد احللوى يضوع طيبها ويدهش

كنه االستبداد هبا، فدعا أصحابه فرأوا ما مل يروه أبدا قبل منظرها ويعجب رحيها، وعلم أنه ال ميذلك فأمعنوا يف األكل عقيب جماعة فانقلبوا فهلكوا عن آخرهم فبادر التجار إىل أخذ أمواهلم وأمتعتهم وسالحهم واستردوا املأخوذ عن آخره، فلم أمسع بأعجب من هذه املكيدة، حمت أثر

.العاتني شوكة املفسدينلف الكتاب وحدثت أن بعض التجار قدم من خراسان ليحج فتأهب للحج وبقي معه من وقال مؤ

ماله ألف دينار ال حيتاج إليها، فقال أن محلتها خاطرت هبا وأن أودعتها خفت جحد املودع، فمضى إىل الصحراء، فرأى شجرة خروع فحفر حتتها ودفنها ومل يره أحد، مث خرج إىل احلج

جيد شيئا، فجعل يبكي ويلطم وجهه، فإذا سئل عن حاله قال األرض وعاد فحفر املكان فملأو يعلم : سرقت مايل، فلما كثر ذلك منه قيل له لو قصدت عضد الدولة، فإن له فطنة، فقال

فأخربه بقصته فجمع األطباء وقال هلم هل داويتم يف هذه السنة . ال بأس بقصده: الغيب؟ فقيل لهفقال علي به فجاء، فقال . أنا داويت فالنا وهو من خواصك: أحدهمأحدا بعروق اخلروع؟ فقال

قال من جاءك له؟ قال فالن الفراش قال . له هل تداويت يف هذه السنة بعروق اخلروع؟ قال نعمعلي به، فال جاء قال من أين أخذت عروق اخلروع؟ فقال من املكان الفالين، فقال اذهب هبذا

فذهب معه بصاحب املال إىل تلك الشجرة وقال من هذه . منهمعك فأره املكان الذي أخذت الشجرة أخذت فقال الرجل ههنا واهللا تركت ما يل فرجع إىل عضد الدولة فأخربه فقال للفراش

وروى أبو احلسن بن هالل بن احملسن الصايب قال حكى . هلم باملال، فتلكأ فأوعده فأحضر املاللدولة فمدحته فأجزل عطييت من الثياب والدنانري وبني السالمي الشاعر قال دخلت على عضد ا

فقال . يديه حسام خرواين فرآين أحلظه، فرمى به إيل وقال خذه فقلت وكل خري عندنا من عنده

عضد الدولة ذاك أبوك فبقيت متحري ال أدري ما أراد، فجئت أستاذي فشرحت له احلال فقال :واس يصف كلبا حيث يقولوحيك قد أخطأت عظيمة ألن هذه الكلمة أليب ن

قد سعدت جدودهم جبده... أنعت كلبا أهله يف كده وكل خري عنده من عنده

فقال هل . ما لك فقلت محمت الساعة: فعدت متوشحا بكساء فوقفت بني يدي امللك فقال: قالتعرف سبب محاك؟ قلت نظرت يف ديوان أيب نواس فقال ال ختف ال بأس عليك من هذه احلما

وروى أبو احلسن بن هالل ابن احلسن الصايب يف تارخيه قال حدثين . ت بني يديه وانصرفتفسجدبعض التجار وقال كنت يف املعسكر، واتفق أن ركب السلطان جالل الدولة يوما إىل صيد على عادته فلقيه سوادي يبكي فقال مالك؟ فقال لقيين ثالثة غلمان أخذوا محل بطيخ كان معي وهو

قال امض إىل املعسكر فهناك قبة محراء فاقعد عندها وال تربح إىل آخر النهار، فأنا ف. بضاعيتأرجع وأعطيك ما يغنيك، فلما عاد السلطان، قال لبعض شرائه قد اشتهيت بطيخا ففتش

العسكر وخيمهم على شيء منه ففعل وأحضر البطيخ فقال عند من رأيتموه؟ فقل يف خيمة فالن فقال أريدهم . من أين هذا البطيخ فقال الغلمان جاؤوا به: فقال له. فقال أحضروه. احلاجب

قد هربوا ملا : الساعة فمضى وقد أحس بالشر فهرب الغلمان خوفا من أن يقتلوا وعاد فقالفقال أحضروا السوادي، فأحضر فقال له هذا بطيخك الذي أخذ . علموا بطلب السلطان هلم

جب مملوك يل وقد سلمته إليك ووهبته لك حىت حيضر الذين قال فخذه وهذا احلا. منك؟ قال نعمفأخذ السوادي بيد احلاجب فأخرجه . أخذوا منك البطيخ، وواهللا لئن أخليته ألضربن رقبتك

فاشترى احلاجب نفسه بثالمثائة دينار فعاد السوادي إىل السلطان وقال يا سلطان قد بعت اململوك قد رضيت بذلك قال نعم قال اقبضها وامض مصاحبا الذي وهبته يل بثالمثائة دينار فقال

.السالمةقال جاء إليه تركماين قد لزم يد تركماين، فلما : قال الصايب وحكى يل من كان حاضرا باصفهان

دخال إليه قال هذا وجدته قد ابتىن بابنيت وأريد أن أقتله بعد إعالمك به قال ال بل تزوجها به فقال هاتوا السيف، فجيء به فسله وقال لألب . قال ال أقنع إال بقتلهونعطي املهر من خزائننا، ف

تعال، فلما قرب منه أعطاه السيف وأمسك بيده اجلفن وأمره أن يعيد السيف إىل اجلفن، فكلما رام الرجل ذاك قلب السلطان اجملفن ومل ميكنه من إدخال السيف، فقال يا سلطان ما تدعين فقال

ما فعل هبا هذا فإن كنت تريد قتله ألجل فعله فاقتلهما مجيعا، مث أحضر كذلك ابنتك لو مل ترد .من زوجه هبا وأعطاه املهر من خزانته

حدثنا األصمعي قال وفد فالن بن أيب بردة على عمر بن عبد العزيز وهو حباضرة، فلزم سارية من ه فقال عمر للعالء بن املسجد يصلي إليها حبسن الركوع اخلشوع وعمر بن عبد العزيز ينظر إلي

أنا آتيك يا أمري املؤمنني خبربه فأتاه وهو : فقال له العالء بن املغرية. املغرية وكان خصيصا بعمريصلي بني املغرب والعشاء فقال له اشفع صالتك فإن يل حاجة فلما سلم من صالته قال له العالء

أين وليك العراق ما جتعل يل قال تعرف منزليت وموضعي من أمري املؤمنني فإين أن أشرت عليكقال فاكتب يل على ذلك خطا فقام من وقته . عماليت سنة، وكان مبلغها عشرين ومائة ألف

فكتب له خطا بذلك فحمل ذلك اخلط إىل عمر بن عبد العزيز فلما قرأه كتب إىل عبد احلميد بن د فان بالل غرنا باهللا فكدنا نغتر به أما بع: عبد الرمحن بن زيد بن اخلطاب وكان واليا على الكوفة

قال مؤلف الكتاب وبلغنا أن رجال وعظ أمريا فأنفذ إليه األمري ماال . مث سبكناه فوجدناه حبثا كلهقبله فلما عاد الرسول قال األمري كلنا صياد ولكن الشباك ختتلف وقيل ملا خطب السفاح يوم

بعض أصحابه فأخذها ومسحها ودفعها إليه مث بويع سقطت العصا من يده فتضري من ذلك فقام :أنشد

كما قر عينا باألياب املسافر... فألقت عصاها واستقرث هبا النوى .فسر بذلك وسرى عنه وأكرمه

نزل أمري بقرية فاحتاج إىل املزين ميسح شعره فجاء األمري وحده إليه وقال أنا حاجب هذا األمري كنت حاذقا جاء األمري فمسحت شعره وإمنا فعل ذلك لئال الذي قد نزل بكم فامسح شعري فإن

.يعلم أنه األمري فينزعج فيجرحه :حدثين عمر بن عثمان قال دخل املنصور أمري املؤمنني قصرا فرأى يف جداره كتابا

وقد قربت للظاعنني محول... ومايل ال أبكي بعني حزينة

فقال املنصور أي شيء ايه ايه، فقال له الربيع وحتته مكتوب ايه ايه قال أبو عمر ويرى أه أه، وهو إذ ذاك حتت يدي أيب اخلصيب احلاجب يا أمري املؤمنني إنه ملا كتب البيت أحب أن خيرب أنه

قال املؤلف نقلت من خط . اهللا ما كان أظرفه فكان هذا أول ما ارتفع به الربيع: يبكي، فقال لهاملنصور فاستدناه ودعا بغدائه وقال أدنه، فقال قد أيب الوفاء بن عقيل قال دخل هامشي على

تغديت، فكف عنه فلما خرج دفع الربيع يف قفاه فوافقه احلجاب فدخل عمومته فشكا إىل املنصور فقال الربيع هذا الفىت كان يسلم من بعيد وينصرف فأدناه أمري املؤمنني واستجلسه مث

يظن أن الغداء عند أمري املؤمنني ال يصلح إال لسد أذن له يف الغداء، فقال له قد تغديت قول من .اخللة ومثل هذا ال يكون أدبه بالقول ولكن بالفعل

حدثنا املدايين عن غياث بن إبراهيم أن معن بن زائدة دخل على أيب جعفر أمري املؤمنني فقارب يف قال وأنك جللد خطوه، فقال له أبو جعفر كربت سنك يا معن، فقال يف طاعتك يا أمري املؤمنني

.قال على أعدائك، قال وإن فيك لبقية، قال هي لكحدثين أيب قال قال املأمون لعبد اهللا بن طاهر أميا أطيب جملسي أو : حدثنا أبو الفضل الربيع قال

قال ليس يل إىل هذا، إمنا ذهبت إىل املوافقة يف العيش . منزلك قال ما عدلت به يا أمري املؤمنني .قال ومل ذلك قال ألين فيه مالك وأنا ههنا مملوك. نزيل يا أمري املؤمننيواللذة، قال م

وذكر حممد بن عبد امللك اهلمداين أن أمحد بن طولون جلس يوما يف متنزه له يأكل فرأى سائال يف ثوب خلق فوضع يده يف رغيف ودجاجة وفرخ وقطع حلم وقطعة فالوذج، وأمر بعض الغلمان

جئين به فمثل به بني يديه : الم وذكر أنه ما هش له، فقال ابن طولون للغالممبناولته، فرجع الغفاستنطقه فأحسن اجلواب ومل يضطرب من هيبته، فقال له أحضرين الكتب اليت معك واصدقين عمن بعث بك فقد صح عندي أنك صاحب خرب، واستحضر السياط فاعترف له بذلك فقال

أمحد ما هو بسحر، ولكنه قياس صحيح رأيت سوء حال بعض من حضر هذا واهللا السحر، فقال هذا فوجهت إليه بطعام يسر إىل أكله الشبعان فما هش له وال مد يده فأحضره فتلقاين بقوة

ورأى ابن طولون يوما محاال . جأش، فلما رأيت رثائة حاله وقوة جنانه علمت أنه صاحب خرباالضطراب من ثقل احملمول لغاصت عنقه وأنا حيمل صندوقا وهو يضطرب حتته فقال لو كان هذا

أرى عنقه بارزة، وما هذا إال من خوف ما حيمل، فأمر حبط الصندوق فوجد فيه جارية قد قتلت وقطعت، فقال أصدقين عن حاهلا فقال أربعة نفر يف الدار الفالنية أعطوين هذه الدنانري وأمروين

وكان ابن طولون يبكر . بعصا، وأمر بقتل األربعةفضرب احلمال مائيت ضربة . حبمل هذه املقتولةوخيرج فيسمع قراءة األئمة يف احملاريب فدعا بعض أصحابه يوما وقال امض إىل املسجد الفالين،

قال فمضيت فجلست مع اإلمام وباسطته حىت شكا أن زوجته ضرهبا . وأعط أمامه هذه الدنانريلى فغلط مرارا يف القراءة فعدت إىل ابن طولون الطلق ومل يكن معه ما يصلح به شأهنا وأنه ص

.فأخربته، فقال صدق، لقد وقفت أمس فرأيته يغلط كثريا علمت شغل قبله

حدثنا سهل بن حممد السجستاين قال وفد علينا عامل من أهل الكوفة مل أرى يف عمال السلطان م بالبصرة أبرع منه، بالبصرة أبرع منه، فدخلت مسلما عليه، فقال يا سجستاين من أعلمك

فدخلت مسلما عليه، فقال يا سجستاين من أعلمكم بالبصرة قال الزيادي أعلمنا بعلم األصمعي واملازين أعلمنا بالنحو وهالل الرأي أفقهنا والشادكوين أعلمنا باحلديث وأنا رمحك اهللا أنسب إىل

ا كان غد فامجعهم إيل، قال علم القرآن وابن الكليب من أكتبنا للشروط، قال فقال لكاتبه إذ

فجمعنا قال أيكم املازين قال أبو عثمان ها أنذا يرمحك اهللا، قال هل جيزى يف الظهاري عتق عبد أعور، فقال املازين لست صاحب فقه، أنا صاحب عربية، فقال يا زيادي كيف تكتب بني بعل

ذا من علم هالل الرأي، وامرأة خالعها زوجها على الثلث من صداقها قال ليس هذا من علمي هقال يا هالل كم أسند ابن عون عن احلسن قال ليس هذا من علمي هذا من علم الشادكوين، قال يا شادكوين من قرأ أال أهنم يثنون صدورهم، قال ليس هذا من علمي هذا من علم أيب حامت فقال

لبصرة وما أصاهبم يف يا أبا حامت كيف تكتب كتابا إىل أمري املؤمنني تصف فيه خصاصة أهل االثمرة وتسأله هلم النظر بالبصرة قال لست رمحك اهللا صاحب بدعة وكتابة أنا صاحب قرآن قال

ما اقبح بالرجل يتعاطى بالعلم مخسني سنة ال يعرف إال فنا واحدا حىت إذا سئل من غريه مل جيل .فيه ومل مير لكن عاملنا بالكوفة الكسائي لو سئل عن هذا كله ألجاب

فقال كاتب احلبس . نظر بعض العمال يف ديوانه إىل رجل يصغي إىل سرة فأمر بضربه وحبسهكيف اكتب قصته قال اكتب استرق السمع فاتبعه شهاب ثابت ووجد أعمى مع عمياء فلم يدر

.الكاتب كيف يكتب قصتها فقال صاحب الربع أكتب ظلمات بعضها فوق بعضحيىي الواثقي قال كان جدي يتقلد شرطة بغداد للمكتفي باهللا قال احلسني بن احلسن بن أمحد بن

فعمل اللصوص يف أيامه عملة عظيمة فاجتمع التجار وتظلموا إىل املكتفي باهللا فألزمه بإحضار اللصوص أو غرامة املال فتحري حىت كان يركب وحده ويطوف بالليل والنهار إىل أن اجتاز يوما

اد فدخله فوجد منكرا ووجد فيه زقاقا ال ينفذ فدخله فرأى يف زقاق خال يف بعض أطراف بغدعلى بعض أبواب دور الزقاق شوك مسكة كبرية وعظم الصلب وتقدير ذاك أن تكون السمكة

فيها مائة وعشرون رطال، فقال لواحد من أصحاب املساخل وحيك ما ترى عظام هذه السمكة كم ق ال حتمل أحواهلم شراء مثل هذه السمكة ألنه زقاق تقدر مثنها قال دينار، فقال أهل هذا الزقا

بني االحتالل إىل جانب الصحراء ال ينزله من معه شيء خيافه أو له مال ينفق منه مثل هذه النفقة وما هي إال بلية جيب أن يكشف عنها فاستبعد الرجل هذا وقال هذا فكر بعيد، فقال اطلبوا امرأة

الباب الذي عليه الشوك واستسقى ماء فخرجت عجوز من الدرب أكلمها، فدق بابا غري ضعيفة، فما زال يطلب شربة بعد شربة وهي تسقيهم والواثقي يف خالل ذلك يسأل عن الدرب

وأهله وهي ختربه غري عارفة بعواقب ذلك إىل أن قال هلا فهذه الدار من يسكنها وأومأ إىل اليت قيقة من سكاهنا إال أن فيها مخسة شباب أعفار عليها عظام السمك فقالت واهللا ما ندري على احل

كأهنم جتار قد نزلوا منذ شهر ال نراهم خيرجون هنارا إال كل مدة طويلة، وأنا نرى الواحد منهم خيرج يف احلاجة ويعود سريعا وهم طول النهار جيتمعون فيأكلون ويشربون ويلعبون بالشطرنج

ويدعون الصيب يف . انصرفوا إىل دارهم هلم يف الكرخ والنرد وهلم صيب خيدمهم، وإذا كان الليل

قال فقطع الوايل . الدار حيفظها، فإذا كان سحرا بليل جاؤوا وحنن نيام ال نعقل هبم وقت جميئهمتوكلوا حبوايل الدار : استسقاء املاء ودخلت العجوز وقال للرجل هذه صفة لصوص أم ال فقال

ل واستدعى عشرة من الرجال وأدخلهم إىل سطوح اجلريان ودعوين على باهبا قال وأنفذ يف احلاودق هو الباب فجاء الصيب ففتح فدخل والرجال معه فما فاهتم من القوم أحد ومحلهم إىل جملس

الشرطة وقررهم فكانوا هم أصحاب اخليانة بعينها ودلوا على باقي أصحاهبم فتبعهم الواثقي .وكان يفتخر هبذه القصة

وبلغنا عن بعض والة مصر أنه كان يلعب باحلمام فتسابق هو وخادم له فسبقه قال مؤلف الكتاباخلادم فبعث األمري إىل وزيره ليعلم احلال فكره الوزير أن يكتب إليه أنك قد سبقت ومل يدر

.كيف يكىن عن ذلك، فكان مث كاتب فقال أن رأيت أن تكتب شعرا

بلكل جد قاهر غال... يا أيها امللك الذي جده أتى ويف خدمته حاجب... طائرك السابق لكنه

قال الشيخ حدثين أبو حممد عبد اهللا بن علي املقري . فاستحسن ذلك وأمر له جبائزة وكتب بهقال كان حاجب باب ابن النسوي ذكيا فسمع يف بعض ليايل الشتاء صوت برادة فأمر بكبس

قال يف الشتاء ال يربد املاء وإمنا هذه الدار فأخرجوا رجال وامرأة فقيل له من أين علمت هذاعالمة بني هذين، وبه حدثين أبو حكيم إبراهيم بن دينار الفقيه قال حدثين أيب قال جيء إىل ابن

النسوي برجلني قد اهتما بالسرقة فأقامهما بني يديه مث قال شربة ماء فجاء هبا فأخذ يشرب مث أحد الرجلني النكسارها وثبت اآلخر فقال ألقاها من يده عمدا فوقعت فانكسرت فانزعج

للمنزعج اذهب أنت وقال لآلخر رد ما أخذت فقيل له من أين علمت، فقال اللص قوي القلب ال ينزعج وهذا املنزعج بريء ألنه لو حتركت يف البيت فأرة ال زعجته ومنعته أن يسرق وبه ذكر

الناس دخل على ابن النسوي يف بعض مشاخينا أن رجال من جريان ابن النسوي كان يصلي بشفاعة وبني يديه صحن فيه قطايف فقال له ابن النسوي كل فامتنع فقال كأنين بك وأنت تقول من أين البن النسوي شيء حالل ولكن كل فما أكلت قط أحل من هذا فقال حبكم املداعبة من

ت منذ ليال يف مثل أين لك شيء ال يكون فيه شبهة فقال إن أخربتك تأكل، قال نعم فقال كنهذا الوقت فإذا الباب يدق فقالت اجلارية من؟ فقالت امرأة تستأذن فإذن هلا فدخلت فأكبت

على قدمي تقبلها فقلت ما حاجتك قالت يل زوج ويل منه ابنتان لواحدة اثنتا عشرة سنة جلهم ولألخرى أربع عشرة سنة وقد تزوج علي وما يقربين واألوالد يطلبونه فيضيق صدري أل

وأريد أن جيعل ليلة يل ولتلك ليلة، فقلت هلا ما صناعته؟ فقالت خباز قلت وأين دكانه قالت

بالكرخ ويعرف بفالن بن فالن فقلت وأنت بنت من؟ فقالت بنت فالن، قلت فما اسم بناتك، ابنتاي، قلت أنا أرده إليك إن شاء اهللا تعاىل فقالت هذه شقة قد غزلتها أنا و... قالت فالنة وفالنةفمضت فبعث إليه اثنني وقلت أحضراه وال . قلت خذي شقتك وانصريف. وأنت يف حل منها

فأحضراه وقد طار عقله فقلت ال بأس عليك إمنا استدعيتك ألعطيك كر طعام وعمالته . تزعجاهتقيمه خبزا للرحالة فسكن روعه وقال ما أريد له عمالة قلت بلى صديق خمسر عدو مبين أنت

يل كيف هي زوجتك فالنة تلك بنت عمي وكيف بناهتا فالنة وفالنة فقال بكل خري، قلت مين وإاهللا اهللا ال أحتاج أن أوصيك هبا ال تضيق صدرها فقبل يدي، فقلت امض إىل دكانك وأن كان

فلما كان يف هذه الليلة جاءت املرأة فدخلت وهذا . لك حاجة فاملوضع حبكمك فانصرفي باهللا أن ال أردها وقالت قد مجعت مشلي ومشل أوالدي وهذا واهللا من الصحن معها وأقسمت عل

مثن غزيل فباهللا ال ترده فقبلته فهل هو حالل؟ فقال واهللا ما يف الدنيا أحل من هذا قال فكل، .فأكل

كان ألمحد بن خصيب وكيل له يف ضياعه فرمى إليه خبيانة فعزم على القبض عليه واإلساءة إليه ليه أمحد يؤنسه وحيلف له على بطالن ما اتصل إليه ويأمره بالرجوع إىل عمله فهرب فكتب إ

:فكتب إليه وإين ملا هتوى إليك سريع... أنالك عبد سامع ومطيع

فما أشترى إال هبا وأبيع... ولكن يل كفا أعيش بفضلها خالصا هلا إين إذا لرقيع... أأجعلها حتت الرحائم أبتغي

ياد قال كان شاعر له ضويعة فهجا عاملها وبلغه ذلك فأمسك عنه فلما كان حدثنا أبو سهل بن زوقت الغلة ركب العامل إىل البيدر فقسمها وحلم غلة الشاعر أصال فجاء الشاعر إليه يشكو قال . فقال يا هذا ليس بيننا، هجوتنا بالشعر وحنن هنجوك بالشعري فقد استوت احلال بيننا وبينك

شبيب املشرف باحملرز أنه لقي اخلليفة املستنجد فقال له اخلليفة أين شتيت قال الشيخ وحدثين ابن وكان بعض . عندك يا أمري املؤمنني وأراد اخلليفة تصحيف ابن شبيب وأراد هو تصحيف عبدك

العمال واقفا على رأس أمري فأخذه البول فخرج فلما جاء قال أين كنت قال أصوب الرأي يعين حدثين بعض الشيوخ قال سرق من رجل مخسمائة دينار فحمل املتهومني إىل أنه ال رأى حلاقن

الوايل فقال الوايل أنا ما أضرب أحدا منكم بل عندي خيط ممدود يف بيت مظلم فأدخلوا فليمر كل منكم يده عليه من أول اخليط إىل آخره ويلف يده يف كمه وخيرج فإن اخليط يلف على يد

خليط بسخام فدخلوا فكلهم جريده على اخليط يف الظلمة إال واحد الذي سرق وكان قد سود ا .منهم فلما خرجوا نظر إىل أيديهم مسودة إال واحد فالزمه باملال فأقربه

الباب الثاين عشر

يف سياق املنقول من ذلك عن القضاة

أهل حدثنا الشعيب قال جاءت امرأة إىل عمر بن اخلطاب رضى اهللا عنه فقالت أشكو إليك خري الدنيا إال رجل سبقه بعمل أو عمل مثل عمله يقوم الليل حىت يصبح ويصوم النهار حىت ميسي مث أخذها احلياء فقالت أقلين يا أمري املؤمنني فقال جزاك اهللا خريا فقد أحسنت الثناء قد أقلتك فلما

كت قال ولت قال كعب بن سور يا أمري املؤمنني لقد أبلغت إليك يف الشكوى فقال ما اشتزوجها قال علي باملرأة وزوجها فجيء هبما فقال لكعب اقض بينهما قال أأقضي وأنت شاهد قال

أنك قد فطنت ما مل أفطن إليه قال فإن اهللا يقول فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثىن وثالث ا أعجب ورباع صم ثالثة أيام وأفطر عندها يوما وقم ثالث ليال وبت عندها ليلة فقال عمر هلذ

.إيل من األول مزحله بدابة وبعثه قاضيا ألهل البصرةأخربنا جمالد بن سعيد قال، قلت للشعيب يقال يف املثل أن شرحيا أدهى من الثعلب وأحيل فما هذا فقال يل يف ذلك أن شرحيا خرج أيام الطاعون إىل النجف وكان إذا قام يصلي جييء ثعلب فيقف

يديه فيشغله عن صالته فلما طال ذلك عليه نزع قميصه فجعله على جتاهه فيحاكيه وخييل بني قصبة وأخرج كميه وجعل قلنسوته وعمامته عليه فأقبل الثعلب فوقف على عادته فأتى شريح من

.خلفه فأخذه بغتة فلذلك يقال هو أدهى من الثعلب وأحيلال فأرسلت عينيها فبكت أخربنا جمالد عن العشيب قال شهدت شرحيا أو جاءته امرأة ختاصم رج

فقلت يا أبا أمية ما أظن هذه البائسة إال مظلومة فقال يا شعيب إن أخوة يوسف جاؤوا أباهم عشاء يبكون حدثنا شيخ من قريش قال عرض شريح ناقة يبيعها فقال له املشتري يا أبا أمية كيف

يف جناؤها قال إذا رأيتها لبنها قال أحلب يف أي إناء شئت قال كيف الوطء قال افرش ومن قال كيف اإلبل عرفت مكاهنا على سوطك فقال كيف قوهتا قال امحل على احلائط ما شئت فاشتراها فلم

ير شيئا مما وصف فرجع إليه فقال مل أر فيها شيئا مما وصفتها به قال ما كذبتك قال اقلين قال أشياخه قال إن شرحيا خرج من قال القرشي وحدثين أبو القاسم السلمي عن غري واحد من . نعم

عند زياد وهو مريض فأرسل إليه مسروق بن األجدع رسوال يسأله كيف وجدت األمري قال تركته يأمر وينهي قال يأمر بالوصية وينهي عن النياحة قال الشيخ وقد روينا أن عدي بن أرطاة

احلائط قال امسع مين قال أتى شرحيا وهو يف جملس القضاء فقال لشريح أين أنت قال بينك وبني هلذا جلست جملسي قال إين رجل من أهل الشام قال احلبيب القريب قال وتزوجت امرأة من

قومي قال بارك اهللا لك بالرفاء والبنني قال وشرطت ألهلها أن ال أخرجها قال الشرط أملك قال .وأريد اخلروج قال يف حفظ اهللا قال اقض بيننا قال قد فعلت

بن أمحد العجلي قال حدثين أيب قال دخل علي أياس بن معاوية ثالثة نسوة فقال أما حدثنا صاحلواحدة فمرضع واألخرى بكر والثالثة ثيب فقيل له بن علمت قال أما املرضع فإهنا ملا قعدت

أمسكت ثديها بيدها وأما البكر فلما دخلت مل تلتفت إىل أحد وأما الثيب فلما دخلت رمقت . ومشاالبعينها ميينا

أخربنا أبو احلسن القيسي قال استودع رجل رجال من أبناء الناس ماال وكان أمينا ال بأس به وخرج املستودع إىل مكة فلما رجع طلبه فجحده فأتى أياسا فأخربه فقال له إياس أعلم أنك

مرك مث عد إيل أتيتين قال ال قال فنازعته عند أحد قال ال مل يعلم أحد هبذا قال فانصرف واكتم أبعد يومني فمضى الرجل فدعا إياس أمينه ذلك فقال قد حضر مال كثري أريد أن أسلمه إليك

أفحصني منزلك قال نعم قال فأعده موضعا للمال وقوما حيملونه وعاد الرجل إىل إياس فقال له فأتى انطلق إىل صاحبك فاطلب املال فإن أعطاك فذاك وأن جحدك فقل له أين أخرب القاضي

الرجل صاحبه فقال مايل وإال أتيت القاضي وشكوت إليه وأخربته ما جرى فدفع إليه ماله فرجع الرجل إىل إياس فقال قد أعطاين املال وجاء األمني إىل أياس فزبره وانتهره وقال ال تقربين يا

روا فإذا وذكر اجلاحظ أن إياس بن معاوية نظر إىل صدع يف أرض فقال حتت هذا دابة فنظ. خائنحية فقيل له من أين علمت قال رأيت ما بني اآلجرتني نديا من بين مجيع تلك الرحبة فعلمت أن

قال اجلاحظ وحج إياس فسمع نباح كلب فقال هذا كلب مشدود مث مسع . حتتها شيئا يتنفسكان نباحه فقال قد أرسل فانتهزوا إىل املاء فسألوهم فكان كما قال فقيل له من أين علمت قال

بناحه وهو موثق يسمع من مكان واحد مث مسعته يقرب مرة ويبعد أخرى ومر إياس ليلة مباء فقال امسع صوت كلب غريب فقيل له كيف عرفته قال خبضوع صوته وشدة نباح اآلخرين فسألوا

.فإذا كلب غريب والكالب تنبحههللا بن احلسن العنربي وبين عمر حدثنا أبو سهل قال مل يشرك يف القضاء بني أحد قط إال بني عبد ا

بن عامر على قضاء البصرة وكانا جيتمعان مجيعا يف اجمللس وينظران مجيعا بني الناس قال فتقدم إليهما قوم يف جارية ال تثيب فقال فيها عمر بن عامر هذه ضئيلة وقال عبيد اهللا بن احلسن كل

.خالف ما عليه اخللقة فهو عيب

قال تقلد القضاء يف بواسط رجل ثقة كثري احلديث فجاء رجل فاستودع أخربنا يزيد بن هارونبعض الشهود كيسا خمتوما ذكر أن فيه ألف دينار فلما حصل الكيس عند الشاهد وطالة غيبة الرجل قدر أنه قد هلك فهم بإنفاق املال مث دبر وفتق الكيس من أسفله وأخذ الدنانري وجعل

كما كانت وقدر أن الرجل واىف وطلب الشاهد بوديعته فأعطاه مكاهنا دارهم وأعاد اخلياطةالكيس خبتمه فلما حصل يف منزله فض ختمه فصادف يف الكيس دراهم فرجع إىل الشاهد فقال

له عافاك اهللا أردد على مايل فإين استودعتك دنانري والذي وجدت دراهم مكاهنا فأنكره ذلك بإحضار الشاهد مع خصمه فلما حضرا سأل احلاكم واستعدي عليه القاضي املقدم ذكره فأمر

منذ كم أودعته هذا الكيس قال منذ مخس عشرة سنة فأخذ القاضي الدراهم وقرأ سككها فإذا هي دراهم إليها ما قد ضرب منذ سنتني وثالث وحنوها فأمره أن يدفع الدنانري إليه فدفعها إليه

فالن بن فالن القاضي قد أسقط فالن بن فالن وأسقطه وقال له يا خائن ونادى مناديه إال أن الشاهد فاعلموا ذلك وال يغترن به أحد بعد اليوم فباع الشاهد أمالكه يف بواسط وخرج عنها

.هاربا فلم يعلم له خرب وال أحس منه أثرأخربنا أبو حممد القرشي قال استودع رجل رجال ماال مث طلبه فجحده فخاصمه إىل إياس بن

ال الطالب إين دفعت املال إليه قال ومن حضر قال دفعته يف مكان كذا وكذا ومل معاوية فقحيضرنا أحد قال فأي شيء يف ذلك املوضع قال شجرة قال فانطلق إىل ذلك املوضع وانظر الشجرة فلعل اهللا تعاىل يوضح لك هناك ما يتبني به حقك لعلك دفنت مالك عند الشجرة

ة فمضى الرجل قال إياس للمطلوب اجلس حىت يرجع خصمك ونسيت فتتذكر إذا رأيت الشجرفجلس واياس يقضي وينظر إليه ساعة مث قال له يا ذا أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة الذي ذكر قال ال قال يا عدو اهللا إنك خلائن قال أقلين أقالك اهللا فأمر من حيتفظ به حىت جاء الرجل

.فقال له إياس قد أقر لك حبقك فخذه

ا ابن السماك قال اختصم إىل قاضي القضاة الشامي يوما رجالن وهو جبامع املنصور فقال حدثنأحدمها أين أسلمت إىل هذا عشرة دنانري فقال لألخر ما تقول قال ما أسلم إىل شيئا فقال للطالب

فأين هل لك بينة قال ال قال وال سلمتها إليه بعني أحد قال ال مل يكن هناك إال اهللا عز وجل قالسلمتها إليه قال مبسجد بالكرخ فقال للمطلوب أحتلف قال نعم قال للطالب قم إىل ذلك املسجد

الذي سلمتها إليه فيه وائتين بورقة من مصحف ألحلفه هبا فمضى الرجل واعتقل القاضي الغرمي يه فكان فلما مضت ساعة التفت القاضي إليه فقال تظن أنه قد بلغ ذلك املسجد فقال ال ما بلغ إل

.هذا كاإلقرار فالزمه بالذهب فأقربه

حدثنا أبو العيناء قال ما رأيت يف الدنيا أقوم على أدب من ابن أيب داود ما خرجت من عنده يوما فقال يا غالم خذ بيده بل كان يقول يا غالم اخرج معه فكنت افتقد هذه الكلمة عليه فال خيل هبا

يسى بن حممد الطوماري أنه مسع أبا حازم القاضي مسعت أيب ذكر أبو علي ع. وال امسعها من غريهيقول ويل حيىي بن أكثم قضاء البصرة وسنة عشرون أو حنوها فقال له أحدهم كم سنو القاضي قال فعلم أنه قد استصغر فقال له أنا أكرب من عتاب بن أسيد الذي وجه به النيب صلى اهللا عليه

ح وأنا أكرب من معاذ بن جبل الذي وجه به النيب صلى اهللا وسلم قاضيا على أهل مكة يوم الفتعليه وسلم قاضيا على أهل اليمن وأنا أكرب من كعب بن سور الذي وجه به عمر بن اخلطاب

.قاضيا على أهل البصرةحدثنا ابن الليث قال باع رجل من أهل خراسان مجاال بثالثني ألف درهم من مرزبان اجملوسي

مطله بثمنها وحبسه فطال ذلك على الرجل فأتى بعض أصحاب حفص بن وكيل أم جعفر فغياث فشاوروه فقال اذهب إليه فقل له أعطين ألف درهم وأحيل عليك باملال الباقي واخرج إىل

خراسان فإذا فعل هذا فأنين حىت أشاور عليك ففعل الرجل فأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم فرجع يه فقل له إذا ركبت غدا فطريقك على القاضي فأحضر وأوكل إىل الرجل فأخربه فقال عد إل

رجال بقبض املال وأخرج فإذا جلس إىل القاضي فادع عليه مبا بقي لك من املال ففعل ذلك فحسبه القاضي فأخرجته أم جعفر وقالت هلارون قاضيك حبس وكيلي فمره ال ينظر يف احلكم

لرجل أحضر يل شهودا حىت أسجل لك على اجملوسي فأمر هلا بالكتاب وبلغ حفصا اخلرب فقال لقبل ورود كتاب أمري املؤمنني فحضر فقال للرجل مكانك فلما فرغ من السجل أخذ الكتاب

.فقرأه وقال للخادم اقرأ على أمري املؤمنني السالم وأخربه أن كتابه ورد وقد أنقذت احلكمى قضاء مكة وكان عند امرأة قد مات عندها حدثنا املدايين قال كان املطلب بن حممد احلنظيب عل

أربع أزواج فمرض مرض املوت فجلست عند رأسه تبكي وقالت إىل من توصي يب قال إىل قال املؤلف وبلغنا أن رجال جاء إىل أيب حازم فقال له أن الشيطان يأتيين فيقول . السادس الشقي

ل ال قال أمل تأتيين أمس فطلقتها إنك قد طلقت زوجتك فيشككين فقال له أوليس قد طلقتها قاعندي فقال واهللا ما جئتك إال اليوم وال طلقتها بوجه من الوجوه قال فاحلف للشيطان إذا جاءك

قال أبو حممد حيىي بن حممد بن سليمان بن فهد األزدي حدثين من . كما حلفت يل وأنت يف عافيةجارية فتقدم إىل النخاسني بذلك فحملوا أثق به أن قاضيا من القضاة سألته زوجته أن يبتاع هلا

إليه عدة جوار فاستحسن أحدهن فأشار على زوجته هبا قال ابتاعها لك من مايل فقالت مايل إليه حاجة ولكن خذ هذه الدنانري فابتعها يل هبا وأعطته مائة دينار فأخذها فعزهلا يف مكان وخرج

ا بامسه واعلم اجلارية بذلك سرا واستكتمها فاشتراها لنفسه وأعطى مثنها من ماله وكتب عهدهت

فكانت زوجته تستخدمها فإذا أصاب خلوة من زوجته وطئ على اجلارية فاتفق يوما أهنا صادفته فوقها فقالت له ما هذا يا شيخ سوءزان أما تتقي اهللا أما أنت من قضاة املسلمني فقال أما الشيخ

جلارية بامسه عرفها احليلة وأخرج دنانريها خبتمها فعرفت فنعم وأما الزنا فمعاذ اهللا وأخرج عهدة ا .صحة ذلك ومل تزل تداريه حىت باعها

أخربنا التنوخي عن أبيه قال مسعت قاضي القضاة بالسائب يقول كان ببلدنا مهدان رجل مستور فأحب القاضي قبول قوله فسأله عنه فزكى له سرا وجهرا فراسله يف حضور اجمللس ليقبل قوله

وأمر بأخذ خطه يف كتب ليحضر فيقيم الشهادة فيها وجلس القاضي وحضر الرجل مع الشهود فلما أراد إقامة الشهادة مل يقبله القاضي فسئل القاضي عن سبب ذلك فقال انكشف يل أنه مراء

فلم يسعين قبول قوله فقيل له وكيف، قال كان يدخل إيل يف كل يوم فاعد خطواته من حيث تقع ليه من داري إىل جملسي فلما دعوته اليوم للشهادة جاء فعددت خطاه من ذلك املكان فإذا عيين ع

.هي قد زادت خطوتني أو ثالثا فعلمت أنه متصنع فلم أقبلهقال أبو بكر الصويل حدثنا أبو العيناء قال كان األفشني حيسد أبا دلف ويبغضه للفروسية

خبيانة وقتل فأحضر السياف فبلغ ابن أيب داود والشجاعة فاحتال عليه حىت شهد عليه عندهفركب مع من حضر من عدوله فدخل على األفشني مث قال أين رسول أمري املؤمنني إليك وقد أمرك أن ال حتدث يف القاسم بن عيسى حدثا حىت حتمله إليه مسلما مث التفت إىل العدول فقال

يه فلم يقدم األفشني عليه وسار ابن أيب داود إىل اشهدوا أين قد أديت الرسالة عن أمري املؤمنني إلاملعتصم فقال يا أمري املؤمنني لقد أديت عنك رسالة مل تقلها يل ما أعتد بعمل خري خري منها وإين

ألرجو لك اجلنة هبا مث أخربه اخلرب فصوب به رأيه ووجه من أحضر القاسم فأطلقه ووهب له قتيبة شهد الفرزدق عند بعض القضاة فقال قد أجزنا قال ابن. وعنف األفشني فيما عزم عليه

تقدم رجالن إىل أيب . شهادة أيب فراس وزيدونا فقيل له حني انصرف واهللا ما أجاز شهادتكضمضم القاضي فادعى أحدمها على اآلخر طنبورا وأنكر املدعي عليه فقال املدعي يل بينة فجاء

ي سلهما عن صناعتها فقال أحدمها أنا نباذ وقال برجلني فشهدا فقال املدعي عليه أيها القاضاآلخر هو قواد فالتفت القاضي إىل املدعي عليه فقال له أتريد على طنبور أعدل من هذين قم

اختصهم رجالن يف شاة وكل واحد منهما قد أخذ بإذهنا فجاء رجل فقاال قد . فأعطه طنبوراا فخلياها فأخذ بأذهنا وساقها فجعال ينظران رضينا حبكمك يرجع فيما أحكم به فحلفا فقال خلياه

.إليه وال يقدران على كالمهقال املؤلف بلغنا عن أيب عمر القاضي أنه قلد بعض األعيان القضاء فذكر عنده بأشياء ال تليق

بالقضاء فأراد صرفه فعوتب على ذلك وقيل له أن صح عندك ما رمى به فاعزله فقال ما صح قيل ومل ذاك قال أليس قد احتمل عرضه أن يقال فيه مثل هذا وتشبهت عندي وال بد من صرفه

صورته بصورة من إذا رمى هبذا يغاران يشك فيه والقضاء أرق من هذا فصرفه دخل أمحد بن أيب داود على الواثق فقال له كان عندي الساعة حممد بن عبد امللك الزيات فذكرك بكل قبيح فقال

تقدم رجل . الذي أحوجه إىل الكذب عن قول الصدق على ورغبيت عنهاحلمد هللا يا أمري املؤمنني .إىل بعض القضاة ليشهد يف كتاب مبهر فقال له القاضي ما امسك قال املسيب فقال اليوم ال

الباب الثالث عشر

يف سياق املنقول من ذلك عن علماء هذه األمة وفقهائها

حلمام فرأى داود األزدي بال مئزر فغمض عينيه فمن املنقول عن الشعيب قال جماهد دخل الشعيب افقال داود مىت عميت يا أبا عمر وقال منذ هتك اهللا سترك ودخل الشعيب على عبد امللك بن

مروان قال منذ هتك اهللا سترك ودخل الشعيب على عبد امللك بن مروان املاء البارد مث قال كم حلن العراقي مث قال كم عطاؤك ألرد قويل عطاك فقلت ألفي درهم فجعل يسار أهل الشام ويقول

فيغلطين فقلت ألفا درهم فقال أمل تقل ألفي درهم فقلت حلنت يا أمري املؤمنني فلحنت ألين كرهت أن تكون راجال وأكون فارسا فقال صدقت واستحيا من املنقول عن ابراهيم النخعي قال

ة قال كان ابراهيم إذا طلبه إنسان ال حيب الشيخ حدثنا املبارم بن علي قال حدثنا جرير عن مغريأن يلقاه وخرجت اخلادم فقالت اطلبوه يف املسجد قال القرشي حدثين األعمش عن إبراهيم قال

أتاه رجل فقال إين ذكرت رجال بشيء فبلغه عين فكيف يل أن أعتذر إليه قال تقول واهللا أن واهللا ن هاشم عن رجل قد مساه قال كنا إذا خرجنا من قال إبراهيم ب. ليعلم ما قلت من ذلك من شيء

عند إبراهيم يقول إن سئلتم عين فقولوا ال ندري أين هو فإنكم إذا أخرجتم ال تدرون أين أكون ومن املنقول عن األعمش أخربنا جرير قال جئنا األعمش يوما فوجدناه قاعدا يف ناحية فجلسنا يف

طر فجاء رجل عليه سواد فلما بصر باألعمش وعليه ناحية أخرى ويف املوضع خليج من ماء املفروة حقرية قال قم عربين هذا اخلليج وجذب بيده فأقامه وركبه وقال سبحان الذي سخر لنا

هذا وما كنا له مقرنني فمضى به األعمش حىت توسط به اخلليج مث رمى به وقال وقل رب أنزلين .ك املسود يتخبط يف املاءمنزال مباركا وأنت خري املنزلني مث خرج وتر

حدثنا أبو بكر بن عياش قال كان األعمش إذا صلى الفجر جاءه القراء فقرؤوا عليه وكان أبو حصني أمامهم فقال األعمش يوما أن أبا حصني يتعلم القراءة منا ال يقوم من جملسه كل يوم حىت

يكثر أن يقرأ بالصافات يف صالة يفرغ ويتعلم بغري شكر مث قال لرجل ممن يقرأ عليه إن أبا حصني الفجر فإذا كان غدا فاقرأ على الصافات وامهز احلوت فلما كان من الغد قرأ عليه الصافات ومهز

احلوت ومل يأخذ عليه األعمش فلما كان بعد يومني أو ثالثة قرأ أبو حصني بالصافات يف الفجر إىل جملسه دخل عليه بعض إخوانه فلما بلغ احلوت مهز فلما فرغوا من صالهتم ورجع األعمش

فقال له األعمش يا أبا فالن لو صليت معنا الفجر لعلمت ما لفي احلوت من هذا احملراب فعلم أبو احلصني ما الذي فعل به فأمر باألعمش فسحب حىت أخرج من املسجد قال وكان أبو حصني

.عظيم القدر يف قومه من بين أسدجاء رجل إىل األعمش فقال يا أبا حممد اكتريت محارا بنصف درهم أخربنا أبو احلسن املدايين قال

فأتيتك ال سألك عن حديث كذا وكذا فقال أكثر بالنصف وارجع ومن املنقول عن أيب حنيفة رضى اهللا تعاىل عنه أخربنا ابن املبارك قال رأيت أبا حنيفة يف طريق مكة وشوى هلم فصيل مثني

دوا شيا يصبون فيه اخلل فتحريوا فرأيت أبا حنيفة وقد حفر يف فاشتهوا أن يأكلوه خبل فلم جيالرمل حفرة وبسط عليها السفرة وسكب اخلل على ذلك املوضع فأكلوا الشواء باخلل فقالوا له

.حتسن كل شيء فقال عليكم بالشرك فإن هذا شيء أهلمته لكم فضال من اهللا عليكمرجل فأخذوا متاعه واستحلفوه بالطالق ثالثا أن حدثنا حممد بن احلسن قال دخل اللصوص على

ال يعلم أحدا قال فاصبح الرجل وهو ال يرى اللصوص يبيعون متاعه وليس يقدر أن يتكلم من أجل ميينه فجاء الرجل يشاور أبا حنيفة فقال له أبو حنيفة أحضرين أمام حيك واملؤذن واملستورين

حتبون أن يرد اهللا على هذا متاعه قالوا نعم قال منهم فأحضره إياهم فقال هلم أبو حنيفة هلفامجعوا كل ذي فجر عندكم وكل متهم فأدخلوهم يف دار أو يف مسجد مث أخرجوا وأحدا واحدا فقولوا هذا لصك فإن كان ليس بلصه وإن كان لصه فليسكت فإذا سكت فاقبضوا عليه ففعلوا

.رق منهما أمرهم به أبو حنيفة فرد اهللا عليه مجيع ما س

حدثنا حسني األشقر قال كان بالكوفة رجل من الطالبني من خيارهم فمر بأيب حنيفة فقال له أين تريد قال أريد ابن أيب ليلى قال فإذا رجعت ناحب أن أراك وكانوا يتربكون بدعائه فمضى إىل

يفة ما جاء بك ابن أيب ليلى ثالثة أيام وإذ رجع مر بأيب حنيفة فدعاه وسلم عليه فقال له أبو حنثالثة أيام إىل ابن أيب ليلى فقال شيء كتمته الناس فأملت أن يكون يل عنده فرج فقال أبو حنيفة قل ما هو قال أين رجل موسر وليس يل من الدنيا إال ابن كلما زوجته امرأة طلقها وإن اشتريت

عندي حىت أخرجك من له جارية اعتقها قال فما يل ما عندي يف هذا شيء فقال أبو حنيفة اقعد ذلك فقرب إليه ما حضر عنده فتغدى عنده مث قال له ادخل أنت وابنك إىل السوق فأي جارية

أعجبته ونالت يدك مثنها فاشترها لنفسك ال تشترها له مث زوجها منه فإن طلقها رجعت إليك وإن ا قلت فمر الرجل اعتقها مل جيز عتقه وإن ولدت ثبت نسبه إليك قال وهذا جائز قال نعم هو كم

إىل ابن أيب ليلى فأخربه فقال هو كما قال لك، وعن أيب يوسف قال دعا املنصور أبا حنيفة، فقال الربيع حاجب املنصور وكان يعادي أبا حنيفة يا أمري املؤمنني هذا أبو حنيفة خيالف جدك كان عبد

و يومني جاز االستثناء وقال اهللا بن عباس يقول إذا حلف على اليمني مث استثىن بعد ذلك بيوم أأبو حنيفة ال جيوز االستثناء إال متصال باليمني فقال أبو حنيفة يا أمري املؤمنني إن الربيع يزعم أن ليس لك يف رقاب جندك بيعة قال وكيف قال حيلفون لك مث يرجعون إىل منازهلم فيتثنون فتبطل

نيفة فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع أمياهنم فضحك املنصور وقال يا ربيع ال تعرض أليب ح .أردت أن تشيط بدمي قال ال ولكنك أردت أن تشيط بدمي فخلصتك وخلصت نفسي

حدثنا عبد الواحد بن غياث قال كان أبو العباس الطوسي سيء الرأي يف أيب حنيفة وكان أبو لرجل منا فيأمره بضرب حنيفة يعرف ذلك فأقبل عليه فقال يا أبا حنيفة إن أمري املؤمنني يدعو ا

عنق الرجل ال يدري ما هو أيسعه أن يضرب عنقه فقال يا أبا العباس أمري املؤمنني يأمر باحلق أو الباطل قال باحلق قال انفذ احلق حيث كان وال تسأل عنه مث قال أبو حنيفة ملن قرب منه إن هذا

حنيفة وعنده حجام يأخذ من حدثنا علي بن عاصم قال دخلت على أيب. أراد أن يوثقين فربطتهشعره فقال للحجام تتبع مواضع البياض ال تزد قال ومل، قال ألنه يكثر فتتبع مواضع السواد لعله

.يكثرحدثنا حيىي بن جعفر قال مسعت أبا حنيفة يقول احتجت إىل ماء بالبادية فجاءين أعرايب ومعه قربة

ليه مخسة دراهم وقبضت القربة مث قلت يا أعرايب من ماء فأىب أن يبيعها إال خبمسة دراهم فدفعت إما رأيك يف السويق فقال هات فأعطيته سويقا ملتويا بالزيت فجعل يأكل حىت امتأل مث عطش

فقال شربة قلت خبمسة دراهم فلم أنقصه من مخسة دراهم على قدح من ماء فاسترددت اخلمسة .وبقي معي املاء

كر أبو حنيفة وفطنته فقال استودع رجل من احلجاج رجال حدثنا عبد احملسن ابن علي قال ذبالكوفة وديعة فحج مث رجع فطلب وديعته فأنكر املستودع وجعل حيلف له فانطلق الرجل إىل أيب حنيفة يشاوره فقال ال تعلم أحدا جبحوده قال وكان املستودع جيالس أبا حنيفة فخال به وقال له

رجل يصلح للقضاء فهل تنشط فتمانع الرجل قليال وأقبل أبو أن هؤالء قد بعثوا يستشريوين يفحنيفة يرغبه فانصرف على ذلك وهو طمع مث جاء صاحب الوديعة فقال له أبو حنيفة اذهب إليه

وقل له أحسبك نسيتين أودعتك يف وقت كذا والعالمة كذا قال فذهب الرجل فقال له فدفع إليه

و حنيفة أين نظرت يف أمرك فأردت أن أرفع قدرك وال امسيك الوديعة فلما رجع املستودع قال أب .حىت حيضر ما هو أجل من هذا

حدثنا ابن الوليد قال كان يف جوار أيب حنيفة فىت يعتين جملس أيب حنيفة ويكثر اجللوس عنده فقال يوما أليب حنيفة أين أريد التزويج إىل فالن من أهل الكوفة وقد خطبت إليهم وقد طلبوا مين

من املهر فوق وسعي وطاقيت وقد تعلقت نفسي بالتزويج فقال أبو حنيفة فاستخر اهللا تعاىل وأعطهم ما يطلبونه منك فأجاهبم إىل ما طلبوه فلما عقدوا النكاح بينهم وبينه جاء إىل أيب حنيفة

ال بعد فقال له أين قد سألتهم أن يأخذوا مين البعض وليس يف وسعي الكل وقد أبوا أن حيملوها إوفاء الدين كله فماذا ترى قال احتل وافترض حىت تدخل بأهلك فإن األمر يكون أسهل عليك من تشدد هؤالء القوم ففعل ذلك واقرضه أبو حنيفة فيمن اقرضه فلما دخل بأهله ومحلت إليه قال أبو حنيفة ما عليك أن تظهر أنك تريد اخلروج عن هذا البلد إىل موضع بعيد وأنك تريد أن

تسافر بأهلك معك فاكترى الرجل مجلني وجاء هبما وأظهر أنه يريد اخلروج إىل خراسان يف طلب املعاش وأنه يريد محل أهله معه فاشتد ذلك على أهل املرأة وجاؤوا إىل ابن حنيفة ليسألوه

ويستعينوه يف ذلك فقال هلم أبو حنيفة له أن خيرجها ليسألوه ويستعينوه يف ذلك فقال هلم أبوحنيفة له أن خيرجها إىل حيث شاء قالوا له ما ميكننا أن ندعها خترج فقال هلم أبو حنيفة فأرضوه

بأن تردوا عليه ما أخذمتوه منه فأجابوه إىل ذلك فقال أبو حنيفة للفىت أن القوم قد مسحوا أن آخر فوق يردوا عليك ما أخذوه منك من املهر ويربؤك منه فقال له الفىت وأنا أريد منهم شيئا

ذلك فقال أبو حنيفة أميا أحب إليك أن ترضى هبذا الذي بذلوه لك وإال أقرت املرأة لرجل يدين ال ميكنك أن حتملها وال تسافر هبا حىت تقضي ما عليها من الدين قال فقال الرجل اهللا اهللا ال

.يسمعوا هبذا فال آخذ منهم شيا فأجاب إىل اجللوس وأخذ ما بذلوه من املهرخربنا أمحد بن الدقاق قال بلغين أن رجال من أصحاب أيب حنيفة أراد أن يتزوج فقال أهل املرأة أ

نسأل عنه أبا حنيفة فأوصاه أبو حنيفة فقال إذا دخلت علي فضع يدك على ذكرك ففعل ذلك وبلغنا أن رجال جاء إىل أيب . فلما سألوه عنه قال قد رأيت يف يده ما قيمته عشرة آالف درهم

حنيفة فشكا له أنه دفن ماال يف موضع وال يذكر املوضع فقال أبو حنيفة ليس هذا فقها فاحتال إىل الغداة فإنك ستذكره إن شاء اهللا تعاىل ففعل الرجل ذلك لك فيه ولكن اذهب فصل الليلة

فلم ميض إال أقل من ربع الليل حىت ذكر املوضع فجاء إىل أيب حنيفة فأخربه فقال قد علمت أن الشيطان ال يدعك تصلي حىت تذكر فهال أمتمت ليلتك شكر اهللا عز وجل ومن املنقول عن ابن

ن مثىن أن ابن عون كان يف جيش فخرج رجل من املشركني عون قال أبو بكر القرشي حدثنا اب

فدعا للرباز فخرج إليه ابن عون وهو متلثم فقتله مل اندس فجهد الوايل أن يعرفه فمل يقدر عليه فنادى مناديه أعزم على من قتل هذا املشرك إال جاءين فجاءه ابن عون فقال وما على الرجل أن

د قال جاء شرطي يطلب رجال من جملس ابن عون فقال يا أبا وعن حيىي بن يزي. يقول أنا قتلتهعون فالنا رأيته قال ما يف كل األيام يأتينا فذهب وتركه ومن املنقول عن هشام بن الكليب أخربنا حممد بن أيب السرى قال قال يل هشام بن الكليب حفظت ما مل حيفظ أحد ونسيت ما مل ينسه أحد

القرآن فدخلت بيتا وحلفت أن ال أخرج منه حىت أحفظ القرآن كان يل عم يعاتبين على حفظفحفظته يف ثالثة أيام ونظرت يوما يف املرآة فقبضت على حلييت آلخذ ما دون القبضة فأخذت ما

فوق القبضة ومن املنقول عن عمارة بن محزة بلغنا عن عمارة بن محزة أنه دخل على املنصور قام رجل فقال مظلوم يا أمري املؤمنني فقال من ظلمك قال عمارة فجلس على مرتبته املرسومة له ف

غصبين ضيعيت فقال املنصور قم يا عمارة فاجلس مع خصمك قال ما هو يل خبصم قال وكيف وهو يتظلم منك قال إن كانت يل فقد تركتها له وال أقوم من جملس شرفين أمري املؤمنني بالرفعة

ن املنقول عن ابن املبارك رضى اهللا عنه قال ابن محيد قال فيه فاجلس يف أدناه بسبب ضيعة ومعطس رجل عند ابن املبارك فلم حيمد اهللا فقال له ابن املبارك أي شيء يقول العاطس إذا عطس

.قال احلمد هللا قال يرمحك اهللا

أيب ومن املنقول عن أيب يوسف رمحه اهللا تعاىل حدثنا علي بن احملسن التنوخي عن أبيه قال حدثين قال كان عند الرشيد جارية من جواريه وحبضرته عقد جوهر فأخذ يقلبه ففقده فاهتمها فسأله عن ذلك فأنكرت فحلف بالطالق والعتاق واحلج لتصدقته فأقامت على اإلنكار وهو متهم هلا وخاف

أن يكون قد حنث يف ميينه فاستدعى أبا يوسف وقص عليه القصة فقال أبو يوسف بتخليين مع ارية وخادم معنا حىت أخرجك من ميينك ففعل ذلك فقال هلا أبو يوسف إذا سألك أمري املؤمنني اجل

عن العقل فأنكريه فإذا أعاد عليك السؤال فقويل قد أخذته فإذا أعاد عليك الثالثة فأنكري وخرج فقال للخادم ال تقل ألمري املؤمنني ما جرى وقال للرشيد سلها يا أمري املؤمنني ثالث

فعات متواليات عن العقد فإهنا تصدقك فدخل الرشيد فسأهلا فأنكر أول مرة وسأهلا الثانية دفقالت تصدقك فدخل الرشيد فسأهلا فأنكرت أول مرة وسأهلا الثانية فقالت نعم قد أخذته فقال

أي شيء تقولني فقالت واهللا ما أخذته ولكن هكذا قال يل أبو يوسف فخرج إليه فقال ما هذا قال ا أمري املؤمنني قد خرجت من ميينك ألهنا أخربتك أهنا قد أخذته وأخربتك أهنا مل تأخذه فال خيلو ي

أن تكون صادقة يف أحد القولني وقد خرجت أنت من ميينك فسر ووصل أبا يوسف فلما كان نب بعد مدة وجد العقد وبلغنا أن الرشيد قال أليب يوسف ما تقول يف الفالوذج واللورينج أيها أطي

فقال يا أمري املؤمنني ال أقضي بني غائبني عين فأمر بإحضارمها فجعل أبو يوسف يأكل من هذا لقمة ومن ذاك أخرى حىت نصف جاميهما مث قال يا أمري املؤمنني ما رأيت خصمني أجدل منهما

.كلما أردت أن أسجل ألحدمها أدىل اآلخر حبجةحممد بن حيىي بن سعيد القطان قال قال يل يزيد بن ومن املنقول عن يزيد بن هارون قال أمحد بن

هارون أنت أثقل عندي من نصف رحى البزر قلت يا أبا خالد مل مل تقل من الرحى كله فقال أنه إذا كان صحيحا تدحرج وإذا كان نصفا مل يرفع إال جبهد ومن املنقول عن اإلمام الشافعي رضي

قال ملا أن قدم الشافعي إىل بغداد وأوفق عقد الرشيد اهللا تعاىل عنه حدثنا احلسن بن الصياح لألمني واملأمون على العهد قال فبكر الناس ليهنوا الرشيد فجلسوا يف دار العامة ينتظرون األذن فجعل الناس يقولون كيف ندعو هلما فإنا إذا فعلنا ذلك كان دعاء على اخلليفة وإن مل ندعو هلما

ي فجلس فقيل له يف ذلك اهللا املوفق فلما إذن دخل الناس فكان كان تقصريا قال فدخل الشافع :أول متكلم فقال

حىت يطول على يديك طوهلا... ال قصرا عنها وال بلغنها قال عبد العزيز بن أيب رجاء مسعت الربيع يقول مرض الشافعي فدخلت عليه فقلت يا أبا عبد اهللا

وى اهللا ضعفي على قويت أهلكين قلت يا أبا عبد اهللا ما قوى اهللا ضعفك فقال يا أبا حممد واهللا لو قأردت إال اخلري لو دعوت اهللا ما أردت إال اخلري فقال لو دعوت اهللا على لعلمت أنك مل ترد إال اخلري قال املؤلف من فقه الشافعي رضى اهللا عنه أنه أخذ بظاهر اللفظ فعلم أنه إذا نوى الضعف

يح عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه علم رجال دعاء فقال حصل األذى وقد جاءين حديث صحقل اللهم قويف رضاك ضعفي إال أن معناه قوما ضعف ويف هذا نوع جتوز والربيع جتوز والشافعي

.قصد احلقيقةحدثنا الربيع قال رأيت الشافعي وقد جاءه رجل يسأله عن مسألة فقال من أهل صنعاء أنت قال

حدثنا حرملة بن حيىي قال مسعت الشافعي وقد سأله رجل فقال . قال نعم نعم قال فلعلك حداد .حلفت بالطالق أن أكلت هذه الثمرة أو رميت هبا قال تأكل نصفها وترمي نصفها

قال املؤلف وهذا املنقول عن الشافعي هو قول أمحد بن حنبل يف إحدى الروايتني عنه وقد ذكر ال يكاد يتنبه له يف الفتوى إال الفطن فتذكر منه ههنا مسائل أصحابنا من جنس هذه املسألة كثريا

ألن ذكر مثل هذا ينبه الفطن فمنها إذا قال لزوجته وهي يف ماء أن أقمت يف هذا املاء فأنت طالق وأن خرجت منه فأنت طالق فإننا ننظر فإن كان املاء جاريا وال نية له مل تطلق سواء خرجت أو

فاحليلة أن حتمل يف احلال مكرهة فإن كانت على سلم فقال هلا إن صعدت أقامت وإن كان راكدا

فيه أو نزلت أو أقمت أو رميت نفسك أو حطك أحد فأنت طالق فإهنا تنتقل إىل سلم آخر فإن أكل رطبا كثريا قم قال أنت طالق إن مل ختربيين بعدد ما أكلت فخالصها أن تعد من واحد إىل

د دخل فيه فإن أكل رطبا فقال هلا أنت طالق إن مل متيزي نوى ما أكلت عدد يتحقق إن ما أكله قمن نوى ما أكلت وقد اختلط فإهنا تفرد كل نواة على حدة فإن قال هلا أنت طالق أن مل تصدقيين هل سرقت مين أم ال فإهنا إذا قالت سرقت ما سرقت مل تطلق فإن كان له ثالث زوجات فاشترى

ليهما قال أننت طوالق إن مل ختتمر كل واحدة منكن عشرين يوما يف هذا هلن مخارين فاختصمن عالشهر فالوجه أن ختتمر الكربى والوسطى باخلمارين عشرة أيام مث تدفع الكربى اخلمار إىل

الصغرى ويبقى مخار الوسطى إىل متام عشرين يوما مث تأخذ الكربى مخار الوسطى إىل متام الشهر سوة سفرا قدره ثالثة فراسخ ومعه بغالن فاختصمن على الركوب فحلف مسألة إذا سافر بالن

بالطالق لتركنب كل واحدة منكن فرسخني فتركب الكربى والوسطى فرسخا مث تنزل الوسطى وتركب الكربى مكاهنا وتركب الصغرى مكان الوسطى إىل متام املسافة وتركب الوسطى مكان

مسألة إذا محل إىل بيته ثالثني قارورة عشرة مألى وعشرة الكربى عند متام الفرسخني واهللا أعلميف كل واحدة نصفها وعشرة فرغ مث قال اننت طوالق إن مل أقسمها بينكن بالسوية من غري أن

استعني على القسمة مبيزان وال مكيال فإنه ميأل مخسا من املنصفات باخلمس اآلخر مث يدفع إىل كل فإن رأى مع زوجته إناء فيه ماء فقال اسقنيه فامتنعت فحلف واحدة مخسة مملوءة ومخسة فرغا

بالطالق ال شربت هذا املاء وال أرقيته وال تركتيه يف اإلناء وال فعل غري ذلك فاحليلة أن تطرح يف اإلناء ثوبا يشرب املاء مث جيفف يف الشمس فإن حلف رجل إن امرأته بعثت إليه قد حرمت عليك

عليك أن تبعث باململوك يف جتارة فمات األب فإن البنت ترثه وينفسخ وتزوجت بغريك وأوجبت .نكاح العبد وتقضي العدة وتتزوج برجل فتبعث إليه أنفذ يل املال الذي معك فهو يل

فإن كان له زوجتان أحدمها يف الغرفة واألخرى يف الدار فصعد يف الدرجة فقالت كل واحدة إيل ك وال أقمت مكاين ساعيت هذه فإن اليت يف الدار تصعد فحلف ال صعدت إليك وال نزلت إلي

واليت يف الغرفة تنزل وله أن يصعد أو ينزل إىل أيتهما شاء، فإن حلف على زوجته ال أدخل بيتك بارية وال وطئتك إال على بارية فوطئها يف البيت ومل حينث فوجهه أن حيمل إىل بيته قصبا وينسج

أها عليه فإن حلف ال بد أن يطأ زوجته هنار يوم وال يغتسل فيه من له الصانع بارية يف البيت ويطجنابة مع قدرته على استعمال املاء وال تفوته الصالة يف اجلماعة مع اإلمام فإنه يصلي مع اإلمام الفجر والظهر والعصر ومن يطأ بعد العصر فإذا غربت الشمس اغتسل وصلى مع اإلمام فإن

أمام بنفسني وهو صائم فالتفت عن ميينه فنظر إىل قوم يتحدثون حلف إين رأيت رجال يصلي فحرمت عليه امرأته وبطل صومه ووجب جلد املأمومني ونقض اجلامع فهذا رجل تزوج بامرأة قد

غاب زوجها وشهد املأمومان بوفاته وأنه وصى بداره أن جتعل مسجدا وكان مقيما صائما فالتفت اس يقولون خرج يوم الصوم وجاء يوم العيد وهو مل يعلم بأن هالل فرأى زوج املرأة قد قدم والن

شوال قد رؤى إىل جانبه ماء وعلى ثوبه جناسة فإن املرأة حترم عليه بقدوم زوجها وصومه يبطل بكون اليوم عيدا وصالته تبطل برؤية املاء وجيلد الرجالن لكوهنما شاهدي زور وجيد نقض

دار ملالكها، فإن كان عنده متر وتني وزبيب ووزن اجلميع املسجد ألن الوصية ما صحت والعشرين رطال فحلف أنه باع التمر كل رطل بنصف درهم والتني كل رطل بدرمهني والزبيب كل

رطل بثالثة دراهم فجاء مثن اجلميع عشرين درمها فإنه قد كان الثمر أربع عشرة رطال والتني .مخسة أرطال والزبيب رطل واحد

ليزيدي قال حممد بن حيىي الندمي حدثنا املربد قال سأل ومن امل نقول عن أيب حممد حيىي بن املبارك ااملأمون حيىي بن املبارك عن شيء فقال ال وجعلين اهللا فداك يا أمري املؤمنني فقال هللا درك ما

وضعت واوقط موضعا أحسن منها يف هذا املوضع ووصله ومجله ومن املنقول عن أيب العيناء أخربنا حممد بن حيىي قال حدثنا أبو العيناء قال، قال املتوكل قد أردتك جملالسيت فقلت ال أطيق

ذلك وال أقول هذا جهال مبايل يف هذا اجمللس من الشرف ولكنين حمجوب واحملجوب ختتلف إشارته وخيفى عليه اإلمياء وجيوز أن يتكلم بكالم غضبان ووجهك راض وبكالم راض ووجهك

ومىت مل أميز هذين هلكت قال صدقت ولكن تلزمنا فقلت لزوم الفرض الواجب فوصلين غضبان .بعشرة آالف درهم

قال وروى أن املتوكل قال أشتهي أن أنادم أبا العيناء لوال أنه ضرير فقال أبو العيناء أن عفاين نه شكا تأخر رزقه إىل أمري املؤمنني من رؤية اهلالل ونقش اخلوامت فإن أصلح وبلغنا عن أيب العيناء أ

عبد اهللا بن سليمان فقال أمل يكن كتبنا لك إىل فالن فما فعل يف رأيك قال جرين على شوك املطل قال أنت اخترته قال وما علي وقد اختار موسى قومه سبعني رجال فما كان فيهم رشيد فأخذهتم

فلحق بالكفار مرتدا واختار الرجفة واختار رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ابن أيب سرح كاتبا .على أبا موسى فحكم عليه

شكا بعض الوزراء كثرة األشغال فقال أبو العيناء ال رآين اهللا يوم فراغك وقيل أليب العيناء بقي من يلقى قال نعم يف البئر وسأل أبو العيناء عن محاد بن زيد بن درهم وعن عماد بن سلمة ابن

ما بني أبواهبما يف الصرف ومن املنقول عن أيب جعفر حممد بن جرير دينار فقال بينهما يف القدر الطربي حدثنا غالم البن املرزوق البغدادي قال كان موالي مكرما يل فاشترى جارية وزوجنيها

فأحببتها حبا شديدا وأبغضتين بغضا شديدا عظيما وكانت تنافرين دائما واحتملها إىل أن

ا أنت طالق ثالثا أن خاطبتيين بشيء إال خاطبتك مبثله فقد أفسدك أضجرتين يوما فقلت هلاحتمايل لك فقالت يل يف احلال أنت طالق ثالثا بتاتا قال فأبلست ومل أدر ما أجيبها به خوفا أن أقول هلا مثل ما قالت فتصري بذلك طالقا مين فأرشدت إىل أيب جعفر الطربي فأخربته مبا جرى

د أن تقول هلا أنت طالق ثالثا أن أنا طلقتك فتكون قد خاطبتك به فوفيت فقال أقم معها بعومن املنقول عن علي بن عيسى الربيع أنه كان ميشي على . بيمينك ومل تطلقها وال تعاود اإلميان

دجلة فرأى الرضى واملرتضى يف سفينة ومعهما عثمان بن جىن فقال من أجب أحوال الشريفني .بينهما وعلي ميشي على الشط بعيدا عنهما أن يكون عثمان جالسا

ومن املنقول عن أيب الوفاء بن عقيل رضي اهللا عنه حدثين أزهر بن عبد الوهاب قال جاء رجل إىل ابن عقيل فقال إين كلما انغمس يف النهر غمستني وثالثا ال أتيقن أنه قد غمسين املاء وال أين قد

له كيف قلت هذا قال ألن النيب صلى اهللا عليه وسلم تطهرت فكيف أصنع قال له ال تصل فقيلقال رفع القلم عن ثالث عن الصيب حىت يبلغ وعن النائم حىت ينتبه وعن اجملنون حىت يفيق ومن

.ينغمس يف النهر مرة أو مرتني أو ثالثا ويظن أنه ما اغتسل فهو جمنونغين أن السلطان حممد بن علي عزم قال حدثين أبو حكيم ابراهيم بن دينار عن ابن عقيل قال بل

على القدوم إىل بغداد فخرجت متطيلسا فجلست على تل يف طريقه فلما وصل سأل عين فقيل هذا ابن عقيل فاحنرف فنزل وجلس معي وقال كنت أحب أن ألقاك وسألين عن مسائل يف

لست مبحتاج الطهارة مث قال خلادمه أي شيء معك فأخرج مخسني دينار فقال تقبل هذه فقلت فإن أمري املؤمنني ال حيوجين إىل أحد وال أقبلها فلما انصرفت إىل املنزل إذا خادم قد جاءين مبال من عند اخلليفة وشكر فعلى قال وأنا علمت إن مث من هو عني للخليفة خيربه مبا جرى، وبلغين

إمنا عىن صناديق بيته عن ابن عقيل أنه تعوق يوما فاستوحشوا له فقال أنا صليت عند املنارة وومنارة بيته ومن املنقول عن بعض الفقهاء إن رجال قال له إذا نزعت ثيايب ودخلت النهر اغتسل

.أتوجه إىل القبلة أم إىل غريها قال توجه إىل ثيابك اليت نزعتها

الباب الرابع عشر

يف سياق املنقول من ذلك عن العباد والزهاد

مسعت السري يقول اعتللت بطرسوس علة الذرب : اجلنيد يقولحدثنا جعفر اخللدي قال مسعت فدخل على هؤالء القراء يعودوين فجلسوا فأطالوا فآذاين جلوسهم مث قالوا إن رأيت أن تدعو اهللا

فمددت يدي فقلت اللهم علمنا أدب العيادة حدثنا أبو احلسني حممد بن عبد اهللا بن جعفر

ول قيل يل إن ذا النون يعرف اسم اهللا األعظم فدخلت الرازي قال مسعت يوسف بن احلسني يقمصر وخدمته سنة مث قلت يا أستاذي أين قد خدمتك وقد وجب حقي عليك وقيل يل أنك تعرف اسم اهللا األعظم وقد عرفتين وال جتد له موضعا مثلي فأحب أن تعلمين إياه قال فسكت عين ذو

قال، فتركين بعد ذلك ستة أشهر مث أخرج يل من بيته النون ومل جيبين وكأنه أومأ إيل أنه خيربين طبقا ومكبة مشدودا يف منديل وكان ذو النون يسكن اجليزة فقال تعرف فالنا صديقنا من

الفسطاط قلت نعم قال فأحب أن تؤدي هذا إليه قال فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشي فالن هبدية ترى أي شيء هي فلم أصرب إىل طول الطريق وأنا متفكر فيه مثل ذي النون يوجه إىل

أن بلغت اجلسر فحللت املنديل ورفعت املكبة فإذا فارة قفزت من الطبق ومرت قال فاغتظت غيظا شديدا وقلت ذو النون يسخر يب ويوجه مع مثلي فارة فرجعت على ذلك الغيظ فلما أن

لى فارة فخنتين أفأئتمنك على اسم رآين عرف ما يف وجهي فقال يا أمحق إمنا جربناك ائتمنتك ع .اهللا األعظم مر عين فال أراك

الباب اخلامس عشر

يف سياق املنقول من ذلك عن العرب

وعلماء العربية

حدثنا علي بن املغرية قال ملا حضرت نزار بن معد الوفاة قسم ماله بني بنيه وهم أربعة مضر ماء وهي من آدم وما أشبهها من املال ملضر فسمي وربيعة وإياد وأمنار فقال يا بين هذه القبة احلر

مضر احلمراء وهذا اخلباء األسود وما أشبه من املال لربيعة فأخذ خيالدمها فسمى ربيعة الفرس وهذه اخلادم وما أشبه من املال لربيعة فأخذ خيالدمها فسمى ربيعة الفرس وهذه اخلادم وما

فأخذ إياد البلق وهذه البدرة واجمللس ألمنار جيلس فيه أشبهها من املال ألياد وكانت اخلادم مشطاءفأخذ أمنار ما صار له وقال هلم إن أشكل األمر عليكم يف ذلك واختلفتم يف القسمة فعليكم

باألفعى اجلرمهي فاختلفوا فتوجهوا إىل األفعى فبينما هم يسريون إذ رأى مضر كالء قد رعى إياد م يسريوا إال قليال حىت لقيهم رجل توضع به راحلته فسأهلم وهو ابتر وقال أمنار وهو شرود فل

عن البعري فقال مضر هو أعور قال نعم قال ربيعة هو أزور قال نعم قال إياد هو ابتر قال نعم قال أمنار هو شرود قال نعم هذه واهللا صفة بعريي دلوين عليه فحلفوا له أهنم ما رأوه فلزمهم وقال

بعريي بصفته فساروا حىت قدموا على جنران فنزلوا باألفعى اجلرمهي كيف أصدقكم وأنتم تصفونفنادى صاحب البعري أصحاب بعريي وصفوا يل صفته مث قالوا مل نره فقال اجلرمهي كيف

وصفتموه ومل تروه فقال مضر رأيته يرعى جانبا ويدع جانبا فعرفت أنه أعور وقال ربيعة رأيت فاسدة األثر فعرفت أنه أفسدها بشدة وطئته ال زوراره وقال إياد إحدى يديه ثابتة األثر واألخرى

عرفت بتره باجتماع بعره ولو كان ذياال ملصع بعره به وقال أمنار عرفت أنه شرود أنه كان يرعى يف املكان امللتف نبته مث جيوز إىل مكان آخر أرق منه وأخبث فقال الشيخ ليسوا بأصحاب بعريك

هم فأخربوه فرحب هبم وقال حتتاجون إيل وأنتم كما أرى فدعا فلهم بطعام فاطلبه مث سأهلم من فأكل وأكلوا وشرب وشربوا فقال مضر مل أر كاليوم مخرا أجود لو ال أهنا على قرب وقال ربيعة مل أر كاليوم مضر مل أر كاليوم مخرا أجود لوال أهنا على قرب وقال ربيعة مل أر كاليوم حلما أطيب لوال

ريب بلنب كلبة وقال إياد مل أر كاليوم رجال سريا لوال أنه ليس ألبيه الذي يدعي له وقال أمنار أنهمل أر كاليوم كالما أنفع من حاجتنا فلما مسع صاحبهم كالمهم فقال ما هؤالء إال شياطني فسأل

ال نزل أمه فأخربته أهنا كانت حتت ملك وال يولد له ولد فكرهت أن يذهب امللك فأسكنت رجهبم من نفسها فوطئها وقال للقهرمان للخمر اليت شربناها ما أمرها قال من حبة غرستها على قرب

أبيك وسأل الراعي عن اللحم ما أمره فقال شاة أرضعناها من لنب كلبة ومل يكن ولد يف الغنم فهم شيء غريها فأتاهم فقال قصوا قصتكم فقصوا عليه ما وصى به أبوهم وما كان من اختال

فقال ما أشبه القبة احلرماء من مال فهو ملضر فصارت له الدنانري والغبل وهن محر فسميت مضر احلمراء وما أشبه اخلباء األسود من دابة ومال فهو لربيعة فصارت له اخليل ويه دعم فسمي ربيعة

البلق من الفرس وما أشبه اخلادم وكانت مشطاء من مال فيه بلق فهو إلياد فصارت له املاشية اخليل والبقر وقضى ألمنار بالدراهم واألرض فساروا من عنده على ذلك قال مؤلف الكتاب

واعلم أن العرب تضرب املثل للذكي بالدهاء فيقولون ادعى من قيس بن زهري وهو سيد عبس وكان شديد الذكاء ومن كالمه أربعة ال يطاقون عبد ملك ونذل شبع وأمة ورثت وقبيحة

.تزوجتالشعيب قال خرج عمرو بن معد يكرب يوما حىت انتهت إىل حي فإذا بفرس مشدودة ورمح عن

مركوز وإذا صاحبه يف وهدة يقضي حاجته فقلت له خذ حذرك فإن قاتلك قال ومن أنت قلت عمرو بن معد يكرب قال يا أبا ثور ما أنصفتين أنت على ظهر فرسك وأنا يف بئر فأعطين عهدا

أركب فرسي وآخذ حذري فأعطيته عهدا أن ال أقتله حىت يركب فرسه إنك ال تقتلين حىتويأخذ حذره فخرج من املواضع الذي كان فيه حىت أحتيب بسيفه وجلس فقلت له ما هذا قال ما أنا براكب فرسي وال مقاتلك فإن كنت نكثت عهدا فأنت أعلم فتركته ومضيت فهذا أحيل من

.رأيت

حدثنا شيخ من بين العنربة قال أسرت بين شيبان رجال من بين العنرب عن أيب حامت األصمعي قال فقال هلم أرسل إىل أهلي ليفدوين قالوا وال تكلم الرسول إال بني أيدينا فجاؤوه برسول فقال له

ائت قومي فقل هلم أن الشجر قد أورق وأنا لنساء قد اشتكت مث قال له أتعقل قال نعم اعقل قال ده فقال هذا الليل قال أراك تعقل انطلق فقل ألهلي عروا مجلي األصهب فما هذا وأشار بي

واركبوا ناقيت احلمراء وسلوا حراثة عن أمري فأتاهم الرسول فأرسلوا إىل حارثة فقص عليهم الرسول القصة فلما خال معهم قال أما قوله أن الشجر قد أورق فإنه يريد أن القوم قد تسلحوا

تكت فإنه يريد أهنا قد اختذت الشكا للغزور وهي األسقية وقوله هذا الليل وقوله أن النساء قد اشيريد يأتوكم مثل الليل أو يف الليل وقوله عروا مجلي األصهب يريد ارحتلوا عن الصمان وقوله اركبوا ناقيت يريد اركبوا الدهناء فلما قال هلم ذلك حتملوا من مكاهنم فأتاهم القوم فلم جيدوا

.منهم أحدال مؤلف الكتاب وبلغين عن أيب األعرايب قال أسرت طيء رجال شابا من العرب فقدم عليه أبوه ق

وعمه ليفدياه فاشتطوا عليهما يف الفداء فأعطيا به عطية مل يرضوها فقال أبوه ال والذي جعل د الفرقدين يصبحان وميسيان على جبل طيئ ال أزيدكم على ما أعطيتكم مث انصرفا فقال األب لق

ألقيت إىل ابين كلمة لئن كان فيه خري لينجون فما لبث أن جاء وطرد قطعة من أبلهم فذهب هبا .كأنه قال له الزم الفرقدين على جبل طيئ فإهنما طالعان عليه وال يغيبان عنه

حدثنا ابن األعرايب عن بعض مشاخيه أن رجال من بين متيم كانت له ابنة مجيلة وكان غيورا فابتىن يف داره صومعة وجعلها فيها وزوجها من أكفائه من بين عمها وأن فىت من كنانة مر بالصومعة هلا

فنظر إليها ونظرت إليه فاشتد وجد كل واحد منهما بصاحبه ومل ميكنه الوصول إليها وأنه افتعل ب بيتا من الشعر ودعا غالما من احلي فعلمه البيت وقال له ادخل هذه الدار وانشد كأنك الع

وال ترفع رأسك وال تصوبه وال تومئ يف ذلك إىل أحد ففعل الغالم ما أمر به وكان زوج اجلارية :قد أزمع على سفر يوم أو يومني فأنشد الغالم يقول

ومن مينع النفس اللجوج هواها... حلى اهللا من يلحي على احلب أهله :قال فسمعت اجلارية ففهمت فقالت

وتعطى هوس العاشقني مناها... إال إمنا بني التفرق ليلة :قال فسمعت األم ففهمت فأنشأت تقول

فمن كان ذا نوق لديه رعاها... إال إمنا تعنون ناقة رحلكم :قال فسمع األبد فأنشأ يقول

ونطرد عنها الوحش حني أتاها... فأنا سنرعاها ونوثق قيدها

:فسمع الزوج ففهم فأنشأ يقول فتاتكم مهجورة لبالها... ق مسعت الذي قلتم فها أنا مطل

.قال فطلقها الزوج وخطبها ذلك الفىت وأرغبهم يف املهر فتزوجهاحدثنا العتيب قال اشتد احلر عندنا بالبصرة ليلة وركدت الريح فقيل إلعرايب كيف هواؤكم

حدثنا الربيع قال مسعت الشافعي يقول وقف إعرايب على قوم . البارحة قال امسك كأنه يستمعرمحكم اهللا أين من أبناء سبيل وأفضاء سفر فرحم اهللا امرأ أعطى من سعة وواسى من كفاف فقال

فأعطاه رجل درمها فقال له آجرك اهللا من غري أن يبتليك عن ابن األعرايب قال، قال رجل من األعراب ألخيه أتشرب اخلازر من اللنب وال تتنحنح فقال نعم فتجاعال جعال فلما شربه أذاه فقال

.كبش أملح ونبت أقبح وأنا فيه أسجح فقال أخوه قد تنحنحت فقال من تنحنح فال أفلح

حدثنا إبراهيم بن املنذر احلزامي قال قدم إعرايب من أهل البادية على رجل من أهل البادية على رجل من أهل احلضر قال فأنزله وكان عنده دجاج كثري وله امرأة وابنان وابنتان منهما قال

مرأيت اشوي يل دجاجة وقدميها لنا نتغدى هبا فلما حضر الغداء جلسنا مجيعا أنا وامرأيت فقلت الوابناي وابنتاي واألعرايب قال فدفعنا إليه الدجاجة فقلنا اقسمها بيننا نريد بذلك أن نضحك منه قال ال أحسن القسمة فإن رضيتم بقسميت قسمت بينكم قلنا فإنا نرضى قال فأخذ رأس الدجاجة

فقطعه مث ناولنيه وقال الرأس للرئيس مث قطع اجلناحني قال واجلناحان لالبنني مث قطع الساقني فقال والساقان لالبنتني مث قطع الزمكي وقال العجز للعجوز مث قال الزور للزائر فأخذ الدجاجة بأسرها

م بيننا قال فلما كان من الغد قلت المرأيت أشوي لنا مخس دجاجات فلما حر الغداء قلنا اقسأظنكم وجدمت من قسميت أمس قلنا ال مل جند فاقسم بيننا فقال شفعا أو وترا قلنا وترا قال نعم أنت وامرأتك ودجاجة ثالثة ورمى بدجاجة مث قال وابناك ودجاجة ثالثة ورمى الثانية مث قال

بنتاك ودجاجة ثالثة مث وابنتاك ودجاجة ثالثة مث قال وأبناك ودجاجة ثالثة ورمى الثانية مث قال واقال وأنا ودجاجتان ثالثة فأخذ الدجاجتني فرآنا وحنن ننظر إىل دجاجتيه قال ما تنظرون لعلكم كرهتم قسميت الوتر ما جتيء إال هكذا قلنا فاقسمها شفعا قال فقبضهن إليه مث قال أنت وابناك

ورمى إليهن بدجاجة مث قال ودجاجة أربعة ورمى إليه بدجاجة والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة وأنا وثالث دجاجات أربعة وضم إليه ثالث دجاجات مث رفع رأسه إىل السماء وقال احلمد هللا

.أنت فهمتها يل .قال قيل ألعرايب كيف أصبحت قال أصبحت وأرى كل شيء مين يف إدبار وإدباري يف إقبال

الرجل طبق تني فلما أبصر اإلعرايب حدثين مهدي بن سابق قال اقبل أعرايب يريد رجال وبني يدي

غطى التني بكسائه واإلعرايب يالحظه فجلس بني يديه فقال له الرجل هل حتسن من القرآن شيئا .قال نعم فاقرأ فقرأ والزيتون وطور سينني قال الرجل فأين التني قال التني حتت كسائك

ال ما تقولون يف عيسى بن مرمي حدثنا عيسى بن عمر قال ويل إعرايب البحرين فجمع يهودها وققالوا حنن قتلناه وصلبناه قال فقال اإلعرايب ال جرم فهل أديتم ديته فقالوا ال فقال واهللا ال خترجون

.من عندي حىت تؤدوا إيل ديته فما خرجوا حىت دفعوها لهامسك حدثنا ابن قتيبة قال كان أبو العاج على حوايل البصرة فأتى برجل من النصارى فقال ما

فقال بندار شهر بندار فقال أنتم ثالثة وحزية واحدة ال واهللا العظيم فأخذ منه ثالث حىت حزى قال ووىل تبالة فصعد املنرب فما محد اهللا وال أثىن عليه حىت قال أن األمري واليت بلدكم وأين واهللا ما

ضربا فكانوا يتعاطون أعرف من احلق موضع صويت هذا ولن أويت بظامل وال مظلوم إال أوجعتهما .احلق بينهم وال يرتفعون إليه

قال روى أن أعرابيا جاء إىل عمرو بن عبيد فقال له أن ناقيت سرقت فادع اهللا أن يردها علي فقال اللهم أن ناقة هذا الفقري سرقت ومل ترد سرقتها اللهم أرددها عليه فقال األعرايب يا شيخ

وكيف قال ألنه إذا أراد أن ال تسرق فسرقت مل آمن أن يريد اآلن ذهبت ناقيت ويئست منها قال .رجوعها فال ترجع وهنض من عنده منصرفا

استأذن حاجب بن زرارة على كسرى فقال له احلاجب من أنت قال أنا رجل من العرب فإذن له فلما وقف بني يديه قال له من أنت قال سيد العرب قال أمل تقل للحاجب أنا رجل منهم فلما

وصلت إىل امللك سدهتمم فقال كسرى زه احشوافاه درا، قال اجلاحظ قال رجل ألعرايب أهتمز إسرائيل قال أين أذن لرجل سوء قال جتر فلسطني، قال أين إذن لقوي، قال كتب أبو صاعد

:الشاعر إىل الغنوى رقعة فيها ويل نصيف ويف كفي دنانري... رأيت يف النوم إين مالك فرسا

رأيت خريا ولألحالم تفسري... م هلم علم ومعرفة فقال قو حتقيق ذاك وللفال التباشري... أقصص منامك يف دار األمري جتد

.فلما قرأها كتب يف ظهرها أضغاث أحالم وما حنن بتأويل األحالم بعاملنيج هذا قال أنشد رجل أبا عثمان املازين شعرا له قال كيف تراه، قال أراك قد عملت عمال بإخرا

.من جوفك ألنك لو تركته ألورثك الشك

قيل نزل إعرايب يف سفينة فاحتاج إىل الرباز فصاح الصالة الصالة فقربوا إىل الشط فخرج فقضى وقف أعرايب على قوم فسأهلم عن أمسائهم فقال . حاجته مث رجع قال ادفعوا فعليكم بعد وقت

ي ثابت وقال اآلخر أمسي شديد فقال أحدهم امسي وثيق وقال اآلخر منيع وقال اآلخر امس .األعرايب ما أظن األقفال عملت إال من أمسائكم

قال هشام بن عبد امللك يوما ألصحابه من يسبين وال يفحش وهذا املطرف له وكان فيهم أعرايب فقال القه يا أحول فقال خذه قاتلك اهللا، وقف أبو العيناء على باب صاعد فقيل له هو يصلي

.عاد فقيل له يف الصالة فقال لكل جديد لذةفانصرف وسئل احلسن ألي شيء استحب صوم أيام البيض فقال ال أدري فقال أعرايب يف حلقته لكين أدري

قال وما هو قال ألن القمر ال ينكسف إال فيهن فأحب اهللا عز وجل أن ال حيدث يف السماء أمر .أال حدثت له يف األرض عبادة

يمان بن عبد امللك فجعل ميد يديه فقال له احلاجب كل مما بني يديك فقال حضر إعرايب مائدة سلودخل إعرايب آخر فمد يديه فقال . من أجدب انتجع فشق ذلك على سليمان وقال ال يعد إلينا

.له احلاجب كل مما يليك فقال من أخصب ختري فأعجب ذلك سليمان وقضى حوائجهى بن جعفر بن املنصور والفضل بن الربيع يف طريق حدث ابن املدبر قال انفرد الرشيد وعيس

الصيد فلقوا إعرابيا فصيحا فولع به عيسى إىل أن قال له يا ابن الزانية فقال له بئسما قلت قد وجب عليك ردها أو العوض فارض هبذين املليحني حبكمان بيننا قال عيسى قد رضيت فقاال

ل هذا احلكم قال نعم قال فهذا درهم خذوه وأمكم لألعرايب خذ منه دانقني عوضا من شتمك فقامجيعا زانية وقد أرجحت لكم بدل ما وجب يل عليكم فغلب عليهم الضحك وما كان هلم سرور

مسع إعرايب رجال يروي عن ابن . يف ذاك النهار إال حديث األعرايب وضمه الرشيد إىل خاصتهه فقال األعرايب ما وقع العام كراء أرخص عباس أنه قال من نوى حجة وعاقه عنها عائق كتبت ل

.من هذاودعا إعرايب على . نظر إعرايب إىل البدر يف رمضان فقال مسنت فأهزلتين أراين اهللا فيك السلوقال إعرايب اللهم من . عامل فقال صب اهللا عليك الصادات يعين الصفع والصرف والصلب

ومن ظلمين ثالث مرات فاجزين وال جتزه ظلمين مرة فاجزه ومن ظلمين مرتني فأحزين وأجزه وقف املهدي على . وقال إعرايب المرأته أين بلغت قدركم قالت قد قام خطيبها تعىن الغليان

عجوز من العرب فقال هلا ممن أنت فقالت من طيئ فقال ما منع طيا أن يكون فيهم آخر مثل من سرعة جواهبا وأمر هلا حامت فقالت مسرعة الذي منع امللوك أن يكون فيهم مثلك فعجب

وقال األصمعي سألت إعرابية عن ولدها كنت أعرفه مات واهللا قد آمنين اهللا بفقده . بصلة :املصائب مث قالت

فلما توىل مات خويف من الدهر... وكنت أخاف الدهر ما كان باقيا .بني ساكننيمسع ابن اإلعرايب رجال يقول أتوسل إليكم بعلي ومعاوية فقال فقال له مجعت

حدثنا حممد بن سعد قال كان اهلرمزان من أهل فارس فلما انقضى أمر جلوال خرج يزد جرد من حلوان إىل أصبهان مث أتى اصطخر ووجهه اهلرمزان إىل بلدة تستر فضبطها وحتصن يف القلعة شر وحاصرهم أبو موسى مث أهل القلعة على حكم عمر فبعث أبو موسى باهلرمزان وعنه اثنا ع

أسريا من العجم عليهم الديباج ومناطق الذهب وأسورة الذهب فقدم هبم املدينة يف زيهم ذلك فجعل الناس يعجبون فأتوا هبم منزل عمر فلم يصادفوه فجعلوا يطلبونه فقال اهلرمزان بالفارسية

ان إن قد ضل ملككم فقيل هلم هو يف املسجد فدخلوا فوجدوه نائما متوسدا رداءه فقال اهلرمزهذا ملككم قالوا هذا اخلليفة قال أماله حاجب وال حارس قالوا اهللا حارسه حىت يأيت عليه أجله

فقال اهلرمزان هذا امللك اهلين فقال عمر احلمد هللا الذي أذله هذا وشيعته باإلسالم فاستسقى ر اشرب ال اهلرمزان فقال عمر ال جيمع عليك القتل والعطش فدعا له مباء فأمسك بيده فقال عم

بأس عليك أين غري قاتلك حىت تشربه فرمى باإلناء من يده فأمر عمر بقتله فقال أومل تؤمين قال وكيف قال قلت يل ال بأس عليك فقال الزبري وأنس وأبو سعيد صدق فقال عمر قاتله اهللا أخذ

رية بن شعبة عن عيد امللك بن عمري قال مسعت املغ. أمانا وال أشعر مث أسلم بعد ذلك اهلرمزانيقول ما خدعين قط غري غالم من بين احلرث بن كعب فإين ذكرت امرأة منهم وعندي شاب من بين احلرث فقال أيها األمري أنه ال خري لك فيها فقلت ومل قال رأيت رجال يقبلها فأقمت أياما مث

قال بلى رأيت أباها بلغين أن الفىت تزوج هبا فأرسلت إليه فقلت أمل تعلمين انك رأيت رجال يقبلها .يقبلها فإذا ذكرت الفىت وما صنع غمين ذلك

قال اهليثم وأخربنا الفرات بن األخنف بن مرح العبدي عن أبيه أن رجال خكب إىل قوم فقالوا ما تعاجل قال أبيع الدواب فزوجوه صم سألوا عنه فإذا هو يبيع السنانري فخاصموه إىل شريح فقال

أخربنا األصمعي أن حممد بن احلنيفة أراد أن يقدم الكوفة أيام . زوجيهالسنانري دواب وأنقذ تاملختار فقال املختار حني بلغه ذلك أن يف املهدي عالمة يضربه رجل يف السوق بالسيف فال يظهر

.فلما بلغ ذلك حممد أقام ومل يقدم الكوفة

بن عثمان أن واله أخربنا داود بن الرشيد قال قلت للهيثم بن عدي بأي شيء استحق سعيداملهدي القضاء وأنزله منه تلك املنزلة الرفيعة قال أن خربه يف اتصاله باملهدي ظريف فإن أحببت

شرحته لك قال قلت واهللا قد أحببت ذلك قال أعلم أنه واىف الربيع احلاجب حني أفضت اخلالفة وما حاجتك قال أنا رجل قد إىل املهدي فقال استأذن على أمري املؤمنني فقال له الربيع من أنت

رأيت ألمري املؤمنني رؤيا صاحلة وقد أحببت أن تذكروين له فقال له الربيع يا هذا أن القوم ال يصدقون ما يرونه ألنفسهم فيكف ما يراه هلم غريهم، فاحتل حبيلة هي أرد عليك من هذه فقال

ك األذن عليه فلم تفعل فدخل الربيع له إن مل ختربه مبكاين سألت من يوصلين إليه فأخربته أين سألتعلى املهدي فقال له يا أمري املؤمنني أنكم قد أطعمتم الناس يف أنفسكم على املهدي فقال له يا

أمري املؤمنني أنكم قد أطمعتم الناس يف أنفسكم فقد احتالوا لكم بكل ضرب قال له هكذا صنع مري املؤمنني رؤيا حسنة وقد أحب أن امللوك فما ذاك، قال رجل بالباب يزعم أنه قد رأى أل

يقصها عليه فقال له املهدي وحيك يا ربيع أين واهللا أرى الرؤيا لنفسي فال تصح يل فيكف إذا ادعاها من لعلة قد افتعلها قال واهللا قلت له مثل هذا فلم يقبل قال هات الرجل فأدخل إليه سعيد

وحلية عظيمة ولسان فقال له املهدي هات بن عبد الرمحن وكان له رؤية ومجال ومروءة ظاهرةبارك اهللا عليك ماذا رأيت قال رأيت يا أمري املؤمنني آتيا أتاين يف منامي فقال يل أخرب أمري املؤمنني

املهدي أنه يعيش ثالثني سنة يف اخلالفة وآية ذلك أنه يرى يف ليلته هذه يف منامه كأنه يقلب وتة كأهنا قد وهبت له فقال املهدي ما أحسن ما رأيت وحنن يواقيت مث يعدها فيجدها ثالثني ياق

منتحن رؤياك يف ليلتنا املقبلة على ما أخربتنا به فإن كان األمر على ما ذكرته أعطيناك ما تريد وإن كان األمر خبالف ذلك لعلمنا أن الرؤيا رمبا صدقت ورمبا اختلفت قال له سعيد يا أمري املؤمنني

ة إذا صرت إىل منزيل وعيايل فأخربهتم إين كنت عند أمري املؤمنني ما أحب فما أنا أصنع الساعوأحلف له بالطالق أين قد صدقت فأمر له بعشرة آالف درهم وأمر أن يؤخذ منه كفيل ليحضره من غد ذلك اليوم فقبض املال وقيل من يكفل بك فمد عينيه إىل خادم فرآه حسن الوجه والزي

له املهدي أتكفل به فامحر وخجل وقال نعم وكفله وانصرف فلما كان فقال هذا يكفل يب فقال يف تلك الليلة رأى املهدي ما ذكره له سعيد حرفا حرفا وأصبح سعيد يف الباب واستأذن فأذن له فلما وقعت عني املهدي عليه قال أين مصداق ما قلت لنا قال له سعيد وما رأى أمري املؤمنني شيئا

قال سعيد امرأيت طالق إن مل تكن رأيت شيئا قال له املهدي وحيك ما أجرأك فضجع يف جوابه فعلى احللف بالطالق قال ألنين أحلف على صدق قال له املهدي فقد واهللا رأيت مبينا فقال له سعيد اهللا أكرب فأجنز يا أمري املؤمنني ما وعدتين قال له حبا وكرامة مث أمر له بثالثة آالف دينار

وت ثياب من كل صنف وثالثة مراكب من أنفس دوابه حمالة فأخذ ذلك وانصرف وعشرة ختفلحق به اخلادم الذيكان كفل به وقال له سألتك باهللا هل كان هلذه الرؤيا اليت ذكرهتا من أصل قال له سعيد ال واهللا قال اخلادم كيف وقد رأى أمري املؤمنني ما ذكرته له قال هذه من املخاريق

ال يأبه هلا أمثالكم وذلك أين ملا ألقيت إليه هذا الكالم خطر بباله وحدث به نفسه الكبار اليتوأسر به قلبه وشغل به فكره فساعة نام خيل له ما حل يف قلبه وما كان شغل به فكره يف املنام

قال له اخلادم فقد حلفت بالطالق قال طلقت واحدة وبقيت معي على اثنتني فأرد يف مهر عشرة وأختلص وأحصل على عشرة آالف درهم وثالثة آالف دينار وعشرة ختوت من أصناف دراهم

الثياب وثالثة مراكب قال فبهت اخلادم يف وجهه وتعجب من ذلك فقال له سعيد قد صدقتك وجعلت صدقي لك مكافآتك على كفالتك يب فاستر على ذلك ففعل ذلك فطلبه املهدي ملنادمته

قضاء على عسكر املهدي فلم يزل كذلك حىت مات املهدي قال فنادمه وحظي عنده وقلده ال .مؤلف الكتاب هكذا رويت لنا هذه احلكاية

عن عاصم األحول قال حدثنا مسري أن رجال خطب امرأة وحتته أخرى فقالوا ال نزوجك حىت م تطلق قال اشهدوا أين قد طلقت ثالثا فزوجوه وأقام على امرأته وادعى القوم الطالق فقال هلكيف قلت قالوا قلنا ال نزوجك حىت تطلق ثالثا فقلت اشهدوا أين قد طلقت ثالثا فقال أما

تعلمونه أنه كان حتيت فالنة بنت فالن فطلقتها قالوا بلى قال فقد طلقت ثالثا قالوا ما هذا أردنا .لها نيةفلما وفد شقيق بن ثور إىل عثمان وقدم علينا شقيق أخرب أنه سأل عثمان عن ذلك فجع

عن عوف بن مسلم النحوي عن أبيه قال خرج عمر بن حممد صاحب السند وأصحابه يسريون يف بالد الشرك فرأوا شيخا ومعه غالم وقد كان العدو ندر هبم فهربوا فقال عمر يا شيخ دلنا

على قومك وأنت آمن من قال أخاف أن دللتك أن يسعى يب هذا الغالم إىل امللك فيقتلين وكلن قتل هذا الغالم حىت أدلك فضرب عنق الغالم فقال الشيخ إمنا كرهت أن مل أخربك أنا أن خيربك أ

.الغالم فاآلن قد أمنت واهللا لو كانوا حتت قدمي ما رفعتها فضرب عنقهحدثنا احلسن بن عمارة قال أتيت الزهري بعد أن ترك احلديث فقلت أما أن حتدثين وأما أن

حدثين احلكم بن عتبة عن حيىي بن اجلزار قال مسعت عليا عليه السالم أحدثك فقال حدثين فقلت يقول ما أخذ اهللا عز وجل على أهل اجلهل أين تنظموا حىت أخذ على أهل العلم أن يعلموا قال

حدثنا احلميدي قال كنا عن سفيان بن عيينة فحدثنا حبديث زمزم أنه ملا . فحدثين أربعني حديثااجمللس مث عاد فقال له أبا حممد أليس احلديث بصحيح الذي حدثنا به يف شرب له فقام رجل من

زمزم أنه ملا شرب له فقال سفيان نعم فقال أين قد شربت اآلن دلوا من زمزم على أن حتدثين مبائة .حديث فقال سفيان أقعد فحدثه مبائة حديث

بين هاشم على موضع عال حدثنا ابن أيب ذر قال كان احلاج إذا ورد جلس سفيان عيينة بباب لريى الناس فجاء رجل من أصحاب احلديث فقعد بني يديه فقال يا أبا حممد حدثين فحدثه أحاديث فقال زدين فزاده فقال زدين فزاده فدفعه يف صدره فوقع إىل الوادي فتفاشى ذلك

فنزل إىل فاجتمع احلاج وقال سفيان بن عيينة قتل رجال من احلاج فلما كثر ذلك أشفق سفيان

الرجل فترك رأسه يف حجره وقال مالك أي شيء أصابك فلم يزل يركض رجليه ويزيد من فيه قال وكثر الضجيج سفيان بن عيينة قتل رجال فقال له قم ويلك أما ترى الناس يقولون فقال له

.الوهو خيفي صوته ال واهللا أقوم حىت حتدثين مائة حديث عن الزهري وعمرو بن دينار ففعل فققال احملسن بن علي التنوخي عن أبيه قال حججت يف موسم اثنني وأربعني فرأيت ماال عظيما

وثيابا كثرية تفرق يف املسجد احلرام فقلت ما هذا فقالوا خبراسان رجل صاحل عظيم النعمة واملال رب قريشا فمن وجده يقال له على الزراد انفذ عام أول ماال وثيابا إىل ههنا مع ثقة له وأمره أن يعت

منها حافظا للقرآن دفع إليه كذا وكذا ثومبا قال فحضر الرجل عام أول فلم جيد يف قريش البتة أحدا حيفظ القرآن إال رجال واحدا من بني هاشم فأعطاه قسطه وحتدث الناس باحلديث ورد باقي

د خلقا عظيما من مجيع بطون املال إىل صاحبه فلما كان يف هذه السنة عاد باملال والثياب فوجقريش قد حفظوا القرآن وتسابقوا إىل تالوته حبضرته وأخذوا الثياب والدراهم فقد فنيت وبقي منهم من مل يأخذ وهم يطالبونه قال فقلت لقد توصل هذا الرجل إىل رد فضائل قريش عليها مبا

.يشكره اهللا سبحانه لهبيت عميت وهلا بنون فسألت عنهم فقالوا قد مضوا إىل حدثنا إبراهيم بن عبد اهللا قال كنت يف

عبد اهللا بن داود فابطؤا مث جاؤوا يذمونه وقالوا طلبناه يف منزله فلم جنده وقالوا هو يف بستينة له فقصدناه وسلمنا عليه وسألناه أن حيدثنا فقال متعت بكم أنا يف شغل عن هذا هذه البستينة يل

وليس لنا من يسقيها فقلنا حنن ندير الدوالب ونسقيها فقال إن فيها معاش وحتتاج أن تسقى حضرتكم نية فافعلوا فأدرنا الدوالب حىت سقينا البستان مث قلنا له حدثنا اآلن فقال متعت بكم

.ليس يل نية يف أن أحدثكم وأنت كانت لكم نية تؤجرون عليهاغداد أنه كان هبا يف طرف اجلسر أخربنا علي بن احلسن عن أبيه قال أخربين مجاعة من شيوخ ب

سائالن أعميان أحدمها يتوسل بأمري املؤمنني علي واآلخر مبعاوية ويتعصب هلما الناس وجيمعان .القطع فإذا انصرفا فيقتسمان القطع وكانا حيتاالن بذلك على الناس

صر الدولة أبا حدثنا عبد الواحد بن حممد املوصلي قاال حدثنا بعض فتيان املوصلي قال ملا قتل نابكر بن رايق املوصلي هنب الناس داره باملوصل فدخلت ألهنب فوجدت كيسا فيه أكثر من ألف

دينار فأخذته وخفت أن أخرج وهو معي كذلك فيبصرين بعض اجلند فيأخذه مين فطفت الدار فوقعت على ملطبخ فمدت إىل قدرة كبرية فيها سكباج فطرحت الكيس فيها ومحلتها على يدي .فكل من استقبلين نظر أين ضعيف قد محلين اجلوع على أخذ تلك القدرة اليت سلمت إىل منزيل

وحدثين أبو احلسن بن عباس القاضي قال رأيت صديقا على بعض زوارق اجلسر ببغداد جالسا يف

يوم شديد الريح وهو يكتب رقعة فقلت وحيك يف هذا املوضع وهذا الوقت قال أريد أن أزور ل مرتعش ويدي ال تساعدين فتعمدت اجللوس ههنا لتحرك الزورق باملوج يف هذه الريح على رج

.فجيء خطى مرتعشا فيشبه خطه

قال احملسن وحدثين أبو الطيب بن عبد املؤمن قال خرج بعض خذاق املكيدين من بغداد إىل محص ساعديين فقالت شانك ومعه امرأته فلما حصل هبا قال أن هذا بلد محاقة وأريد أن أعمل حيلة فت

قال كوين مبوضعك وال جتتازي يب البتة فإذا كان كل يوم فخذي يل ثلثي رطل زبيب وثلثي رطل لوز أنيا فاجنيه واجعليه وقت اهلاجرة على آجرة جديدة نظيفة ال عرفها يف امليضاة الفالنية

لت افعل وجاء هو وكانت قريبة من اجلامع وال تزيدين على هذا شيئا وال متري بناحييت فقافاخرج جبة صوف كانت معه فلبسها وسراويل صوف ومئزرا وجعله على رأسه ولزم اسطوانة

مير الناس عليها فصلى هناره أمجع وليلته أمجع ال يستريح إال يف األوقات احملظور فيها الصالة فإذا ليه فإذا هو ال جلس فيها سبح ومل ينطق بلفظه فتنبه على مكانه وروعى مدة ووضعت العيون ع

يقطع الصالة وال يذوق الطعام فتحري أهل البلد يف أمره وكان ال خيرج من اجلامع إال يف وقت اهلاجرة يف كل يوم دفعة إىل تلك امليضا فيبول فيها ويعد إىل اآلجرة وقد عرفها وعليها ذاك

ائط فيأكله املعجبون وقد صار منحال وصرته صورة الغائط فمن يدخل وخيرج ال يشك أنه غفيقيم أوده ويرجع فإذا كان وقت صالة العتمة أو يف الليل شرب من املاء قدر كفايته وأهل محص يظنون أنه ال يطعم الطعام وال يذوق املاء فعظم شأنه عندهم فقصدوه وكلموه فلم جيبهم وأحاطوا

وا يتمسحون به فلم يلتفت واجتهدوا يف خطابه فلزم الصمت فزاد جملة عندهم حىت أهنم كانمبكانه ويأخذون التراب من موضعه وحيملون إليه املرضى والصبيان فيمسح بيده عليهم فلما رأى

منزلته وقد بلغت إىل ذلك وكان قد مضى على هذا السمت سنة اجتمع مع امرأته يف امليضاة و اهللا يا قوال إذا كان يوم اجلمعة حني يصلي الناس فتعايل فاعلق يب والطمي وجهي وقويل يا عد

فاسق قتلت ابين ببغداد وهربت إىل ههنا تتعبد وعبادتك مضروب هبا وجهك وال تفارقيين واظهري أنك تريدين قتلي بابنك فإن الناس سيجتمعون إليك وأمنهم أنا من أذيتك واعترف باين

ومحلي قتلته وتبت وجئت إىل ههنا للعبادة والتوبة والندم على ما كان مين فاطليب قودي بإقراريإىل السلطان فيعرضون عليك الدية فال تقبليها حىت يبذلوا لك عشر ديات أو ما استوى لك حبسب ما ترين من زيادهتم وحرصهم فإذا تناهت أعطيتهم يف افتدائي إىل حد يقع لك أهنم ال يزيدون بعده شيئا فاقبلي الفداء منهم وامجعي املال وخذيه واخرجي من يومك إىل بغداد وال

تقيمي بالبلد فإين سأهرب وأتبعك فلما كان من الغد جاءت املرأة فتعلقت به وفعلت به ما قال

فقام أهل البلد ليقتلوها وقالوا يا عدوة اهللا هذا من األبدال هذا قوم العامل هذا قطب الوقت فأومأ طويال مث إليهم أن اصربوا وال تناولوها بشر فصربوا وأوجز يف صالته مث سلم ومترغ يف األرض

قال أيها الناس هل مسعتم يل كلمة منذ أقمت عندكم تائبا مما ذكرته وقد كنت رجال يف دفع وخسارة فقتلت ابن هذه املرأة وتبت وجئت إىل ههنا للعبادة وكنت حمدثا نفسي بالرجوع هلا

ا مين إىل أن لتقتلين خوفا من أن تكون توبيت ما صحت وما زلت أدعو اهللا أن يقبل توبيت وميكنهأجيبت دعويت باجتماعي هبا ومتكينها من قودي فدعوها تقتلين واستودعكم اهللا قال فارتفعت

الضجة والبكاء وهو مار إىل وإىل البلد ليقتله بابنها فقال الشيوخ يا قوم لقد ضللتم عن مداواة ل الدية جنمعها من أموالنا هذه احملنة وحراسة بلدكم هبذا العبد الصاحل فارفقوا باملرأة واسألوها قبو

فطافوا هبا وسألوها فقالت ال أفعل فقالوا خذي ديتني فقالت شرة من ابين بألف دية فما زالوا حىت بلغوا عشر ديات فقالت امجعوا املال فإذا رأيته وطاب قليب بقبوله فعلت وإال قتلت القاتل

قاتل ابين يف نفسي أثر فاقبل الناس فجمعوا مائة ألف درهم وقالوا خذيها فقالت ال أريد إال قتليرمون ثياهبم وأرديتهم وخواتيمهم والنساء حليهن فأخذت ذلك وأبرأته من الدم وانصرفت وأقام

الرجل بعد ذلك يف اجلامع أياما يسرية حىت علم أهنا قد بعدت مث هرب يف بعض الليايل وطلب .بعد مدة طويلة فلم يوجد وال عرف له خرب حىت انكشف هلم أنه كان حيلة

قال كان بالكوفة امرأة قد ضاق بزوجها املعاش فقالت له لو خرجت فضربت يف البالد وطلبت من فضل اهللا تعاىل فخرج إىل الشام فكسب ثالمثائة درهم فاشترى هبا ناقة فارهة وكانت زعرة

يدخل فأضجرته واغتاظ منها ومن زوجته حيث أمرته باخلروج فحلف بالطالق ليبيعها يوم الكوفة بدرهم مث ندم وأخرب زوجته فعمدت إىل سنور فعلقتها يف عنق الناقة وقالت أدخلها السوق

وناد عليها من يشتري هذا السنور بثالمثائة درهم والناقة بدرهم وال فرق بينهما ففعل فجاء بلغنا و. إعرايب يدور حول الناقة ويقول ما أحسنك ما أفرهك لوال هذا السنور الذي يف عنقك

عن أيب دالمة أنه دخل على املهدي فأنشده قصيدة فقال له سلين حاجتك فقال يا أمري املؤمنني هتب يل كلبا فغضب وقال أقول لك سلين حاجتك فتقول هتب يل كلبا فقال يا أمري املؤمنني ا احلاجة يل أم لك قال ال بل لك قال فإين أسألك أن هتب يل كلب صيد فأمر له بكلب فقال ي

أمري املؤمنني هبين خرجت إىل الصيد أعدو على رجلي فأمر له بدابة فقال يا أمري املؤمنني فمن يقوم عليها فأمر له بغالم فقال يا أمري املؤمنني فهبين قصدت صيدا وأتيت به املنزل فمن يطبخه

مري املؤمنني قد صريت فأمر له جبارية فقال يا أمري املؤمنني هؤالء أين يبيتون فأمر هلم بدار فقال يا أيف عنقي كفا أي مجعا من عيال فمن أين ما يتقوت به هؤالء قال فإن أمري املؤمنني قد أقطعك ألف

جريب عامر وألف جريب غامرا قال أما العامر فقد عرفته فما الغامر قال اخلراب الذي ال شيء ملال فقال املهدي حولوا املال فيه قال من ألقي جريب واحدا عامرا قال من أين قال من بيت ا

.وأعطوه جريبا فقال يا أمري املؤمنني إذا حولوا منه املال صار غامر فضحك منه وأرضاهكان نصراين خيتلف إىل الضحاك بن مزاحم فقال له يوما مل ال تسلم قال ألين أحب اخلمر وال

ت اآلن فإن شربت حد اصرب عنها قال فأسلم واشرهبا فاسلم فقال له الضحاك إنك قد أسلم .دناك وأن رجعت عن اإلسالم قتلناك

وروى ضمرة عن شودب قال كان لرجل جارية فوطئها سرا مث قال ألهله أن مرمي كانت تغتسل يف هذه الليلة فاغتسلوا فاغتسل هو واغتسل أهله قال اجلاحظ كان رجل يرقى الضرس يسخر

ه إياك أن خيطر على قلبك الليلة ذكر القرد فيبيت بالناس ليأخذ منهم شيئا وكان يقول للذي يرقي .وجعا فيبكر إليه فيقول لعلك ذكرت القرد فيقول نعم فيقول من مث مل تنفع الرقية

وبلغنا عن عقبة األزدي أنه أتى جبارية قد جنت يف الليلة اليت أراد أهلها أن يدخلوها إىل زوجها لو يب فقال هلا اصدقيين عن نفسك وعلى فعزم عليها فإذا هي قد سقطت فقال ألهلها أخ

خالصك فقالت أنه قد كان يل صديق وأنا يف بيت أهلي وأهنم أرادوا أن يدخلوا يب على زوجي ولست ببكر فخفت الفضيحة فهل عند حيلة يف أمري فقال نعم مث خرج إىل أهلها فقال إن اجلين

أخرجه من أعضائها واعلموا أن قد أجابين إىل اخلروج منها فاختاروا من أي عضو حتبون أنالعضو الذي خيرج منه اجلين ال بد أن يهلك ويفسد فإن خرج من عينها عميت وإن خرج من

رجلها عرجت وإن خرج من فرجها ذهبت عذرهتا فقال أهلها ما جند شيئا أهون من ذهاب .عذرهتا فأخرج الشيطان من فرجها فأوهم أنه قد فعل ودخلت املرأة على زوجها

لطم رجل األحنف بن قيس فقال له مل لطمتين قال جعل يل جعل أن لطم سيد بيين متيم قال ما صنعت شيئا عليك حبارثة بن قدامة فإنه سيد بين متيم فانطلق فلطمه فقطع يده وذلك ما أراده

قال الشيخ حكى لنا أبو حممد اخلشاب النحوي قال حاز بعض احلاكة على طبيب . األحنفهلذا النقوع وهلذا التمر هندي فقال من ال حيسن مثل هذا فرجع إىل زوجته فقال فرآها يصف

اجعلي عماميت كبرية فقالت وحيك أي شيء قد طرأ لك قال أريد أن أكون طبيبا قالت ال تفعل فإنك تقتل الناس فيقتلوك قال ال بد فخرج أول يوم فقعد يصف للناس فحصل قراريط فجا فقال

عمل كل يوم حببة فانظري إيش حيصل فقالت ال تفعل قال ال بد كان يف اليوم لزوجته أنا كنت أالثاين اجتازت جارية فرأته فقالت لسيدهتا وكانت شديدة املرض اشتهيت هذا الطبيب اجلديد

يداويك قالت ابعثي إليه فجاء وكانت املريضة قد انتهى مرضها ومعها ضعف فقال علي بدجاجة

فقويت مث استقامت فبلغ هذا إىل السلطان فجاء به فشكا إليه مرضا مطبوخة فجيء هبا فأكلتيشتكيه فاتفق أنه وصف له شيئا أصلح به فاجتمع إىل السلطان هذا قد صلحت على يديه

وصلحت اجلارية على يديه وصلحت اجلارية على يديه فال أقبل قولكم قالوا فنجربه مبسائل قال عنا فقال أن أجبتكم عن هذه املسائل مل تعلموا جواهبا ألن افعلوا فوضعوا له مسائل وسألوه

اجلواب هلذه املسائل ال يعرفه إال طبيب ولكن أليس عندكم مارستان قالوا بلى قال أليس فيه مرضى هلم مدة قالوا بلى قال فأنا أداويهم حىت ينهض الكل قال أليس فيه مرضى هلم مدة قالوا

الكل يف عافية يف ساعة واحدة فهل يكون دليل على علمي بلى قال فأنا أداويهم حىت ينهض أقوى من ذلك قالوا ال فجاء إىل باب املارستان وقال اقعدوا ال يدخل معي أحد مث دخل وحده

وليس معه إىل قيم املارستان فقال للقيم أنك واهللا إن حتدثت مبا أعمل صلبتك وإن سكت أغنيتك قال عندك يف هذا املارستان زيت قال نعم قال هاته فجاء منه قال ما انطق قال فأحلفه بالطالق مث

بشيء كثري فصبه يف قدر كبري مث أوقد حتته فلما اشتد غليانه صاح جبماعة املرضى فقال ألحدهم أنه ال يصلح ملرضك إال أن تنزل إىل هذا القدر فتقعد يف هذا الزيت فقال املريض اهللا اهللا يف أمري

شفيت وإمنا كان يب قليل من صداع قال ايش يقعدك يف املارستان وأنت قال ال بد قال أنا قدمعاىف قال ال شيء قال فاخرج وأخربهم فخرج يعدو ويقول شفيت بإقبال هذا احلكيم مث جاء إىل آخر فقال ال يصلح ملرضك إال أن تقعد يف هذا الزيت فقال اهللا اهللا أنا يف عافية قال ال بد قال ال

اس بأنك يف عافية فخرج يعدو ويقول شفيت بربكة احلكيم وما زال على هذا تفعل وأخرب الن .الوصف حىت أخرج الكل شاكرين له واهللا املوفق

بلغنا أن امرأة كان هلا عشيق فحلف عليها أن مل حتتايل حىت أطأك مبحضر من زوجك مل أكلمك لت لزوجها أشتهي أصعد هذه فوعدته أو تفعل ذلك فواعدها يوما وكان يف دارهم خنلة طويلة فقا

النخلة فاجتين من رطبها بيدي فقال افعلي فلما صارت يف رأس النخلة أشرفت على زوجها يا فاعل من هذه املرأة اليت معك ويلك أما تستحي جتامعها حبضريت وأخذت تشتمه وتصيح وهو

إال وحده مث قال حيلف أنه وحده وما معه أحد فنزلت فجعلت ختاصمه وحيلف بطالقها أنه ما كانهلا اقعدي حىت أصعد أنا فلما صار يف رأس النخلة استدعت صاحبها فوطئها فأطلع الزوج فرأى ذلك فقال هلا جعلت فداك ال يكون يف نفسك شيء مما رميتيين به فإن كل من يصعد هذه النخلة

.يرى مثل ما رأيتيه ثوب وشي فتعرض هلا فقالت وذكر أبو عبيدة معمر بن املثىن أن الفرزدق مر بامرأة وعل

جاريتها ما أحسن هذا الربد فقال هل لك أن أقبل موالتك وأهب هلا هذا الربد فقالت اجلارية ملوالهتا ماذا يضرك من هذا اإلعرايب الذي ال يعرفه الناس فأذنت له فقبلها وأعطاها الربد مث قال

ا وضعته يف يده ألقاه من يده فانكسر للجارية اسقين ماء فجاءته اجلارية مباء يف قدح زجاج وملفقعد الفرزدق مكانه إىل أن جاء صاحب الدار فقال يا أبا فراس ألك حاجة قال ال ولكين

استسقيت من هذه الدار ماء فأتيت بقدح من زجاج فوقع اإلناء من يدي فانكسر فأخذوا بردي .رهنا فدخل الرجل فشتم أهله وقال ردوا على الفرزدق برده

اب السابع عشرالب

يف ذكر من احتال فانعكس عليه مقصوده

حدثنا ابراهيم قال ما أسن معاوية اعتراه أرق وكان إذا هو نام أيقظته النواقيس فلما أصبح ذات يوم ودخل الناس عليه قال يا معشر العرب هل فيكم من يفعل ما أمره به وأعطيه ثالث ديات

غسان فقال أنا يا أمري املؤمنني قال تذهب بكتايب إىل ملك أعجلها له وديتني إذا رجع فقام فىت منالروم فإذا صرت على بساطه أذنت قال مث ماذا قال فقط قال لقد كلفت صغريا وأعطيت كثريا

فلما خرج وصار على بساط قيصر أذن فحارت البطارقة واخترطوا سيوفهم فسبق إليه ملك قه عليهم حىت كفوا مث ذهب به إىل سريره حىت الروم فجثى عليه وجعل يسأهلم حبق عيسى وحب

صعد به مث جعله بني رجليه فقال يا معشر البطارقة إن معاوية قد أسن ومن أسن أرق وقد آذنته النواقيس فأراد أن يقتل هذا على اآلذان فيقتل من ببالده على ضرب النواقيس وباهللا لريجعن إليه

ىل معاوية قال له أوقد جئتين ساملا قال أما من قبلك على خالف ما ظن فكساه ومجله فلما رجع إويقال ما وىل املسلمني أحدا وملك الروم مثله أن حازما وأن عاجزا وكان الذي ملكه على . فال

عهد عمر بن اخلطاب هو الذي دون هلم الدواوين ودوخ هلم العدو وكان الذي على عهد معاوية .يشبه معاوية يف حزمه وعمله

رجل من اجلند قال خرجت من بعض بلدان الشام أريد قرية من قراها فلما صرت يف حدثنا الطريق وقد سرت عدة فراسخ تعبت وكنت على دابة وعليها خرجي ورحلي وقد قرب املساء

فإذا حبصن عظيم وفيه راهب يف صومعة فنزل إيل واستقبلين وسألين املبيت عنده وأن يضيفين أجد فيه غريي فأخذ بدابيت وجعل رحلي يف بيت وطرح للدابة ففعلت فلما دخلت الدير مل

الشعري وجاءين مباء حار وكان الزمان شديد الربد والثلج يسقط وأوقد بني يدي نار عظيمة وجاء بطعام طيب فأكلت ومضت قطعة من الليل فأردت النوم فسألته عن طريق النوم مث سألته عن

يف غرفة فمشيت فلما صرت على باب املستراح إذا طريق املستراح فدلين على طريقه وكانبارية عظيمة فلما صارت رجالي عليها نزلت فإذا أنا الليلة يسقط سقوطا عظيما فصحت فما

كلمين فقمت وقد جترح بدين إال أين سامل فجئت فاستظللت بطاق عند باب احلصن من الثلج فإذا أعدو وأصيح فشتمين فعلمت أن ذلك من حجارة لو جاءتين ومتكنت من دماغي طحنته فخرجت

جانبه وطمع يف رحلي فلما خرجت وقع الثلج على وبل ثيايب ونظرت فإذا أنا تالف بالربد والثلج فولد يل الفكر أن طلبت حجرا فيه حنو ثالثني رطال فوضعته على عاتقي وأقلت أعدو يف

حت احلجر وجلست استريح الصحراء شوطا طويال حىت أتعب فإذا تعبت ومحيت وعرقت طرفإذا سكنت وأخذين الربد تناولت احلجر وسعيت كذلك إىل الغداة فلما كان قبل طلوع الشمس

وأنا خلف احلصن إذ مسعت صوت باب الدير قد فتح وإذا أنا بالراهب وأنا خلف احلصن إذ سقطت مسعت صوت باب الدير قد فتح وإذا أنا بالراهب قد خرج وجاء إىل املوضع الذي قد

منه فلما مل يرين قال يا قوم ما فعل وأنا أمسعه وأظنه املشوم قد رأى بقربه قرية فقام ميشي إليها كيف أعمل قال وأقبل ميشي فخالفته أنا إىل الباب ودخلت احلصن وقد مشى هو من ذاك املكان

راهب يطلبين حوايل احلصن فحصلت أنا خلف احلصن وقد كان يف وسطي سكني مل يعلم هبا الفوقفت خلف الباب فطاف الراهب فلما مل يقف يل على أثر عاد ودخل وأغلق الباب فحني خفت

أن يراين ثرت إليه وجاءته بالسكني فصرعته وذحبته وأغلقت باب احلصن وصعدت إىل الغرفة واصطليت بنار كانت موقودة هناك وطرحت علي من تلك الثياب وفتحت خرجي ولبست منه

ساء الراهب فنمت فيه فما أفقت إال قريب العصر مث انتبهت فطفت احلصن حىت ثيابا وأخذت كوقعت على طعام فأكلت وسكنت نفسي ووقعت مبفاتيح بيوت احلصن وأقبلت أفتح بيتا بيتا وإذا

بأموال عظيمة من عني وورق وأمتعة وثياب وآالت ورحال قوم وإخراجهم ومحوالهتم وإذا ل مع كل من جيتازه وحيدا ويتمكن منه فلم ادر كيف أعمل يف ثقل الراهب من عادته تلك احلا

املال فلبست من ثياب الراهب شيئا ووقفت يف صومعته أياما أترآى ملن جيتاز يب يف املوضع من بعيد لئال يشكوا يف أين أنا هو فإذا قربوا مل أبرز هلم وجهي إىل أن خفي خربي مث نزعت تلك

ا كان يف الدير من تلك األمتعة ومالهتما ماال وجعلتهما على الدابة الثياب وأخذت جوالقني مموسقتها إىل أقرب قربة كانت واكتريت فيها منزال ومل أزل أنقل منه الصامت حىت محلته كله عدة

أمحال ومحري ورجالة وجئت هبم دفعة واحدة ومحلت كل ما قدرت عليه أمحال ومحري ورجالة لمت كل ما قدرت عليه وسرت يف قافلة عظيمة لنفسي بغنيمة هائلة وجئت هبم دفعة واحدة وح

حىت قدمت بلدي وقد حصل يل عشرة آالف درهم ودنانري كثرية مع فيمة ال متعة وغصت يف .األرض فما عرف خربي

عن علي بن احلسن عن أبيه حدثنا مجاعة عن أهل جند نيسابور فيهم كتاب وجتار وغري ذلك أنه ة نيف وأربعني وثالمثائة شاب من كتاب النصارى وهو ابن أيب الطيب كان عندهم يف سن

القالنسي فخرج إىل بعض شأنه يف الرستاق فأخذته األكراد وعذبوه وطالبوه أن يشتري نفسه منهم فلم يفعل وكتب إىل أهله أنفذوا يل أربعة دراهم أفيون واعلموا أين أشرهبا فتحلقين سكتة

قدمت فيحملوين إليكم وسوكوين باأليارج فأين أفيق وكان الفىت متخلقا فال تشك إىل األكراد أين وقد مسع أنه من شرب أفيونا اسكت فإذا دخل احلمام وضرب وسوك بااليارج برئ فلم يعلم

مقدار الشربة من ذلك فشرب أربعة دراهم فلم يشك األكراد يف موته فلفوه يف شيء وأنفذوه وه احلمام وضربوه وسوكوه فما حترك وأقام يف احلمام أيا ورآه إىل أهله فلما حصل عندهم أدخل

أهل الطب فقالوا قد تلف كم شرب أفيوا قالوا وزن أربعة دراهم فقالوا هلم هذا الوشوى يف جهنم ما عاش إمنا جيوز أن يفعل هذا مبن شرب أربعة دوانيق أفيونا أو وزن درهم أو حواليه فأما

ه ذلك فتركوه يف احلمام حىت أراح وتغري فدفنوه وانعكست احليلة هذا فقد مات فلم يقبل أهل .على نفسه

قال احملسن وقد روى قدميا مثل هذا أن بالل بن أيب بردة بن أيب موسى األشعري كان يف حبس احلجاج وكان يعذبه وكان كل من مات من احلبس رفع خربه إىل احلجاج فيأمر بإخراجه

ل للسجان خذ مين عشرة آالف درهم واخرج امسي إىل احلجاج يف وتسليمه إىل أهله فقال بالاملوتى فإذا أمرك بتسليمي إىل أهلي هربت يف األرض فلم يعرف احلجاج خربي وإن شئت أن

هترب معي فافعل وعلى غناك أبدا فأخذ السجان املال ورفع امسه يف املوتى فقال احلجاج مثل هذا ه هاته فعاد إىل بالل فقال اعهد قال وما اخلرب قال أن احلجاج ال جيوز أن خيرج إىل أهله حىت رآ

قال كيت وكيت فإن مل أحضرك إليه ميتا قتلين وعلم أين أردت احليلة عليه وال بد أن أقتلك خنقا فبكى بالل وسأله أن ال يفعل فلم يكن إىل ذلك طريق فأوصى وصلى فأخذه السجان وخنقه

يتا وقال سلمه إىل أهله فأخذوه وقد اشترى القتل لنفسه بعشرة وأخرجه إىل احلجاج فلما رآه م .آالف درهم ورجعت احليلة عليه

وذكر ابن حرير وغريه أن املنصور دفع عبد اهللا بن علي إىل عيسى بن موسى سرا بالليل قال يا ك عيسى أن هذا أراد أن يزيل نعميت ونعمتك وأنت ويل عهدي بعد املهدي واخلالفة صائرة إلي

فخذه فاضرب عنقه وإياك أن ختور أو تضعف مث كتب إليه ما فعلت فيما أمرتك به فكتب إليه قد أنفذت ما أمرتين به فلم يشك يف أنه قتله وكان عيسى قد أخرب كاتبه باحلال فقال إمنا أرد قتلك

ه يف منزلك ألنه أرمك أن تقتله سرا مث يدعيه عليك عالنية فيقيدك به قال فما الرأي قال أن تسترفإن طلبه منك عالنية أظهرته عالنية مث إن املنصور دس على عمومته مين حركهم على مسألة عن

عبد اهللا بن علي ويطمعهم يف أنه سيفعل وكلموه ورافعوه فقال علي بعيسى بن موسى فأتاه فقال يا أمري يا عيسى قد علمت أين دفعت إليك عبد اهللا بن علي وقد كلموين فيه فأتين به فقال

املؤمنني مل تأمرين بقتله مث قال فادفعه إلينا تقيده قال شأنكم به فخرجوه إىل الراحبة واجتمع الناس فشهر أحدهم سيفه وتقدم إىل عيسى ليضربه فقال له عيسى أقاتلي أنت قال أي واهللا قال ردوين

.سوى فأتاه بهإىل أمري املؤمنني فردوه فقال إمنا أردت بقتله أن تقتلين هذا عمك حي

حدثنا احلارثي قال اجتزت ببغداد يف أيام املقتدر وأنا حدث مع مجاعة من جمان أصحاب احلديث وإذا خبادم خصي جالس على دكه يف الطريق وبني يديه أدوية ومكاحل ومباضع وعلى رأسه مظلة

ويأخذ خرق كما يكون الطبيب فقلت ألصحابنا ما هذا فقالوا خادم طبيب يصف للناس ويعاجلالدراهم وهذا من عجائب بغداد فقلت أنا أحب أن أخاطبه ألنظر كيف فهمه فقال واحد منهم

فهمه ال أدري ولكن حنب أن تعبث به فتقدم إليه وتغاشى ومتاوت ومتارض وقال يا أستاذ يا أستاذ دفعات فضجر اخلادم وقال قويل ألشفاك اهللا ايش أصابك أي طاعون ضربك قال فقال له يا أستاذ أجد ظلمة يف أحشائي ومغصا يف أطراف شعري وما آكله اليوم خيرج غدا مثل اجليفة

فصف يل صفة ملا أنا فيه قال وكان اخلادم قد اعد اجلواب فقال أما ما جتدين من مغص يف أطراف شعرك فاحلقي رأسك وحليتك حىت يذهب مغصك وأما ظلمة يف أحشائك فعلقي على باب

يء مثل الساباط وأما ما تأكليه اليوم خيرج غداء مثل اجليفة فكلي خراك حجرك قنديال يضوارحبي النفقة قال فعطعط بنا العامة القيام وضحكوا بنا وانقلب الطنز الذي أردنا باخلادم وصار

.طنزا بنا فصار أقصى أرادتنا اهلرب فهربناكر الباقالين يف رسالة إىل ملك حدثنا احلسني بن عثمان وغريه أن عضد الدولة بعث القاضي أبا ب

الروم فلما ورد مدينته عرف امللك خربه وبني له حمله من العلم فأفكر امللك يف أمره ولعم أنه ال يفكر له إذا دخل عليه كما جرى رسم الرعية أن يقبل األرض بني يدي امللك فنتجت له الفكرة

حد أن يدخل منه إال راكعا ليدخل أن يضع سريره الذي جيلس عليه وراء باب لطيف ال ميكن أالقاضي منه على تلك احلال عوضا من تفكريه بني يديه فلما وصل القاضي إىل نكان فطن بالقصة فأراد ظهره وحىن رأسه ودخل من الباب وهو ميشي إىل خلفه وقد استقبل امللك بدبره حىت صار

.فعلم امللك من فطنته وهابه بني يديه رفع رأسه ونصب وجهه وأدار وجهه حينئذ إىل امللكوقد روينا أن مزينة أسرت ثابتا أبا حسان األنصاري وقالوا ال نأخذ فداءه إال تيسا فغضب قومه

وقالوا ال تفعل هذا فأرسل إليهم أعطوهم ما طلبوا فلما جاؤوا بالتيس قال أعطوهم أخاهم مهيار الشاعر احلي واملطرز الشاعر وخذوا أخاكم فسموا مزينة التيس فصار هلم لعبا وعبثا، كان

:كوسجا فمر أبا يب احلسن اجلهرمي فقال وزدمها أن غضبا سلحا... اضرط على الكوسج واألحلى

وأراد أن يتهما فاق هللا املطرز فيكف وقع لك أن تذكر علي بن أيب علي حاجب القادر باهللا أحلى واحلسن كوسجا فانزعج واحلسن بن أمحد صاحب القادر بعد عي بن أيب علي وكان علي

:اجلهرمي وخاف أن يبلغه ذلك فيقابل عليه فكتب إىل مهيار الديلمي يستعطفه ومثلك من أعفى من العدو وعفا... أبا السحن أصفح أن مثلي من جىن

ومحلت مسعي من عتابك ما حفا... أئن طوحت يب هفوة قلت جفوة ه يف غاية الرداءة فكان الفكهاء من عيبهم إياه حدثين أبو بكر اخلطاط قال كان رجل فقيه خط

فمر يوما مبجلد يباغ فيه خط أردأ من خطه فبالغ يف مثنه فاشتراه بدينار وقرياط وجاء به ليحتج عليهم إذا قرؤوه فلما حضر معهم أخذوا يذكرون قبح خطه فقال هلم قد وجدت أقبح من خطي

فتصفحوه وإذا يف آخره امسه وأنه كتبه يف شبابه وبالغت يف مثنه حىت أختلص من عيبكم فأخرجه قال كان بالبصرة مغنية حذرها مخس دنانري وكانت مفرط يف حسن الصورة . فخجل من ذلك

. والغناء إال أهنا بدوية تقلب القاف كافا فدعيت لبعض أمراء البصرة فغنت ومايل ال أبكي وأندبمخسة دنانري فإذا كنت تندبيننا فما نريد أن تقيمي فجاء يف كالمه وأندب ناكيت فقال األمري وزنا

.عندنا فصرفها وقد خجلت واهللا أعلم

الباب الثامن عشر

يف ذكر من وقع يف آفة فتخلص منها باحليلة

:ذكر أن عمر بن اخلطاب رضى اهللا عنه استعمل رجال من قريش على عمل فبلغه أنه قال ها ابن هشامواسق باهللا مثل... استين شربة ألذ عليها

فأشخصه إليه وذكر أنه إمنا أشخصه من أجل البيت فضم إليه آخر فلما قدم عليه قال الست :القائل

واسق باهللا مثلها ابن هشام... اسقين شربة ألذ عليها قال نعم يا أمري املؤمنني

أنين ال أحب شرب املدام... لعله عسال باردا مباء سحاب . جع إىل عملكقال اهللا قال اهللا قال ار

قال حدثين عبيد رواية األعشى قال خرج النعمان إىل ظهر احلرية وكان معشبا وكانت العرب تسميه خد العذراء فيه نبت الشيخ والقيصوم واخلزامي والزعفران وشقائق النعمان واألقحوان

لنعمان قال فمر بالشقائق فأعجبته فقال من نزع من هذا شيئا فانزعوا كفه قال فسميت شقائق افإنه ليسري فيها فانتهى إىل وهدة يف طرف النجف وإذا شيخ خيصف نعال فوقف عليه وقد سبق أصحابه فقال ممن أنت يا شيخ قال من بكر بن وائل فقال يا شيخ مالك ههنا قال طرد النعمان

سمن فقال الرعاة فأخذوا ميينا ومشاال ووجدت وهدة خالية فنتجت اإلبل وولدت الغنم وسالت الأو ما ختاف النعمان قال وما أخاف منه واهللا لرمبا ملست بيدي هذه ما بني سرة أمه وعانتها كأنه

أرنب جاءم قال أنت أيها الشيخ قال نعم قال فهاج وجهه غضبا وطلعت أوائل خيله فقالوا قلت حييت أبيت اللعن قال وحسر عن رأسه فإذا خرزات ملكه فقال النعمان أيها الشيخ كيف

قال أبيت اللعن ال يهولنك ذاك واهللا لقد علمت العرب أنه ليس بني ألبتيها أكذب مين فضحك قال طلب احلجاج احلكم بن أيوب بن جرب بن حبيب فخشي أن جييء به فيعاقبه فقال . مث مضى

.تركته يتحرك رأسه يصب يف حلقه املاء واهللا لئن محل على سرير لتكونن عورة فقيل له انصرف

دثنا حممد بن قتيبة يف حديث عبد اهللا بن مسعود أنه ذكر بين إسرائيل وحتريفهم وتغيريهم وذكر حعاملا كان فيهم عرضوا عليه كتابا اختلقوه على اهللا عز وجل فأخذوا ورقة فيها كتاب اهللا عز

مأ بيده إىل وجل مث جعلها يف قرن مث علقه يف عنقه مث لبس عليه الثياب فقالوا أتؤمن هبذا قال فأوصدره وقال آمنت هبذا الكتاب يعىن الكتاب الذي يف القرن فلما حضره املوت نبشوه فوجدوا

وعن األصمعي عن أبيه قال أتى عبد امللك بن مروان برجل . القرن والكتاب فقالوا إمنا عىن هذاائي منك كان مع بعض من خرج عليه فقال اضربوا عنقه فقال يا أمري املؤمنني ما كان هذا جز

قال وما جزاؤك قال واهللا ما خرجت مع فالن إال بالنظر لك وذلك أين رجل مشؤوم ما كنت مع رجل قط إال غلب وهزم وقد بان لك صحة ما ادعيت وكنت لك خريا من مائة ألف معك

فضحك وخلى سبيله، قال اسحق بن إبراهيم املوصلي قال شبيب بن شبة دخل خالد بن صفوان أيب العباس وليس عنده أحد فقال يا أمري املؤمنني إين واهللا ما زلت منذ قلدك اهللا التميمي على

خالفته اطلب أن أصري إىل مثل هذا املوقف يف هذه اخللوة فإن رأى أمري املؤمنني أن يأمر إىل مثل أمر هذا املوقف يف هذه اخللوة فإن رأى أمري املؤمنني أن يأمر بإمساك الباب حىت إفراغ فعل قال ف

احلاجب بذلك قال يا أمري املؤمنني إين فكرت يف أمرك وأجلت الفكر فيك فلم أر أحدا له مثل قدرك اتساعا يف االستمتاع بالنساء منك وال بأضيق فيهن عيشا إنك ملكت نفسك امرأة من

نساء العاملني واقتصرت عليها فإن مرضت وإن غابت غبت وإن عركت وحرمت يا أمري املؤمنني

سك من التلذذ بأطراف اجلواري ومعرفة اختالف أحواهلم والتلذذ مبا يشتهى منهن أن منهن يا نفأمري املؤمنني الطويلة اليت تشتهي جلسمها والبيضاء اليت حتب لروعتها والسمراء اللعساء

والصفراء العجزاء ومولدات املدينة والطائفة واليمامة ذوات األلسن العذبة واجلواب احلاضر ت سائر امللوك وما يشتهى من نظافتهن وختلل خالد بلسانه فاطنب يف صفات ضروب وبنا

اجلواري وشوقه إليهن فمال فرغ قال وحيك واهللا ما سلك مسامعي كالم أحسن من هذا فأعد على كالمك فقد وقع مين موقعا فأعاد عليه خالد كالمه بأحسن مما ابتدأه مث انصرف وبقي أبو

ت عليه أم سلمة وكان قد حلف أن ال يتخذ عليها ووىف فلما رأته مفكرا العباس مفكرا فدخلقالت أين ألذكرك يا أمري املؤمنني فهل حدث شيء نكرهه وأتاك خرب أرتعت له قال ال فلم نزل

تستخربه حىت أخربها مبقالة خالد قالت فما قلت البن الفاعلة فقال هلا ينصحين وتشتميه فخرجت م بضرب خالد فخرجت من الدار مسرورا مبا ألقيت إىل أمري املؤمنني ومل اشك إىل مواليها فأمرهت

يف الصلة فبينما أنا واقف أقبلوا يسألون عين فحققت اجلائزة فقلت هلم ها أنا ذا فاستبق إىل أحدهم خبشبة فغمزت برذوين وحلقني فضرب كفه وركضت ففتهم واستخفيت يف منزيل أياما

ت من قبل أم سلمة فما أشعر إال بقوم قد هجموا علي وقالوا أجب أمري ووقع يف قليب أين أتياملؤمنني فسبق إىل قليب أنه املوت فقلت إنا هللا وإن إليه راجعون مل أردم شيخ أضيع من دمي

فركبت إىل دار املؤمنني فلقيته خاليا فنظرت يف اجمللس بينا عليه ستور رقاق ومسعت حسا خلف فت ألمري املؤمنني صفة فأعدها فقلت نعم يا أمري املؤمنني أعلمتك أن لنساء الستر فقال وحيك وص

أكثر من واحدة األضر وتنغص فقال له أبو العباس مل يكن هذا العرب إمنا اشتقت اسم الضرتني من الضرر وإن أحد مل يكن عنده من يف احلديث قال بلى يا أمري املؤمنني وأخربتك أن الثالث من

يف القدر يغلي عليهن قال برئت من قرابيت من رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إن النساء كأهننكنت مسعت هذا منك وألمر يف حديثك قال وأخربتك أن األربع من النساء شر جمموع لصاحبه

بشيبه وهبر منه قال ال واهللا ما مسعت هذا منك قلت بلى واهللا قال أفتكذبين قلت أفتقتلين نعم املؤمنني إن أبكار اإلماء رجال إال أنه ليست هلن خصي قال خالد فسمعت ضحكا من واهللا يا أمري

خلف الستر مث قلت نعم واهللا وأخربتك أن عندك رحيانة قريش وأنت تطمح بعينك إىل النساء واجلواري قال فقيل من وراء الستر صدقت واهللا يا عماه هبذا حدثته ولكنه غري حديثك ونطق من

بو العباس مالك قاتلك اهللا قال وانسللت فبعثت إىل أم سلمة بعشرة آالف درهم لسانك فقال أوبرذون وختت ثياب قال حدثين رجل من بين نوفل بن عبد مناف قال ملا أصاب نصيب من املال

ما أصاب وكان

عنده أم حمجن وكانت سوداء اشتاق إىل البياض فتزوج امرأة سرية بيضاء فغضبت أم حمجن فقال هلا واهللا يا أم حمجن ما مثلي يغار عليه أين شيخ كبري وما مثلك يغار أنك وغارت عليه

لعجوز كبرية وما أحد أكرم علي منك وال أوجب حقا فجوزي هذا األمر وال تكدريه على فرضيت وقرت مث قال هلا بعد ذلك هل لك أن أمجع إليك زوجيت اجلديدة فهو أصلح لذات البني

لشماتة فقالت نعم أفعل وأعطاها دينار وقال هلا أين أكره أن ترى بك وأمل لألشعث وأبعد لخصاصة أن تفضل عليك فاعملي هلا إذا أصبحت عندك غدا هبذا الدينار مث أتى زوجته اجلديدة فقال هلا إين أردت أن أمجعك إىل أم حمجن غدا وهي مكرمتك وأكره أن تفضل عليك أم حمجن

به إذا أصبحت عندها غدا لئال ترى بك خصاصة وال تذكري هلا فخذي هذا الدينار فاعدي هلاالدينار مث أتى صاحبا له يستنصحه فقال إين أريد أن أمجع زوجيت اجلديدة إىل أم حمجن غدا فأتين مسلما فإين سأستجلسك للغداء فإذا تغذيت فسلين عن أحبهما إيل فإين سانفروا أعظم ذلك فإذا

فاحلف علي فمال كان الغد زارت زوجته اجلديدة ألم حمجن ومر به أبيت عليك أن ال أخربكصديقه فاستجلسه فلما تغذيا أقبل الرجل عليه فقال يا أبا حمجن أحب أن ختربين عن أحب

زوجتيك إليك فقال سبحان اهللا أتسألين عن هذا ومها يسمعان ما سأل عن مثل هذا أحد قال فإين رتك وال أقيل إال ذاك قال أما إذا فعلت فأحبهما إىل صاحبة أقسم عليك لتخربين فواهللا ال عذ

الدينار واهللا ال أريد على هذا شيئا فأعرضت كل واحدة منهما تضحك ونفسها مسرورة وهي نده أم حمجن وكانت سوداء اشتاق إىل البياض فتزوج امرأة سرية .تظن أنه عناها بذلك القول

هلا واهللا يا أم حمجن ما مثلي يغار عليه أين شيخ كبري بيضاء فغضبت أم حمجن وغارت عليه فقال وما مثلك يغار أنك لعجوز كبرية وما أحد أكرم علي منك وال أوجب حقا فجوزي هذا األمر

وال تكدريه على فرضيت وقرت مث قال هلا بعد ذلك هل لك أن أمجع إليك زوجيت اجلديدة فهو فقالت نعم أفعل وأعطاها دينار وقال هلا أين أكره أصلح لذات البني وأمل لألشعث وأبعد للشماتة

أن ترى بك خصاصة أن تفضل عليك فاعملي هلا إذا أصبحت عندك غدا هبذا الدينار مث أتى زوجته اجلديدة فقال هلا إين أردت أن أمجعك إىل أم حمجن غدا وهي مكرمتك وأكره أن تفضل

ا أصبحت عندها غدا لئال ترى بك خصاصة عليك أم حمجن فخذي هذا الدينار فاعدي هلا به إذوال تذكري هلا الدينار مث أتى صاحبا له يستنصحه فقال إين أريد أن أمجع زوجيت اجلديدة إىل أم

حمجن غدا فأتين مسلما فإين سأستجلسك للغداء فإذا تغذيت فسلين عن أحبهما إيل فإين سانفروا علي فمال كان الغد زارت زوجته اجلديدة ألم أعظم ذلك فإذا أبيت عليك أن ال أخربك فاحلف

حمجن ومر به صديقه فاستجلسه فلما تغذيا أقبل الرجل عليه فقال يا أبا حمجن أحب أن ختربين عن أحب زوجتيك إليك فقال سبحان اهللا أتسألين عن هذا ومها يسمعان ما سأل عن مثل هذا أحد

أقيل إال ذاك قال أما إذا فعلت فأحبهما إىل قال فإين أقسم عليك لتخربين فواهللا ال عذرتك والصاحبة الدينار واهللا ال أريد على هذا شيئا فأعرضت كل واحدة منهما تضحك ونفسها مسرورة

.وهي تظن أنه عناها بذلك القول

قال حدثين القاضي أبو احلسني بن عتبة قال كانت يل ابنة عم موسرة وتزوجتها فلم أوترها لشيء كين كنت استعني مباهلا وأتزوج سرا فإذا فطنت بذلك هجرتين وطرحتين وضيقت من اجلمال ول

علي إىل أن أطلق من تزوجتها مث تعود إيل فطال ذلك علي وتزوجت صبية حسناء موافقة لطباعي مساعدة على اختياري فمكثت معي مدة يسرية وسعي هبا إىل ابنة عمي فأخذت يف املناكدة

لي فراق تلك الصبية فقلت هلا استعريي من كل جارة قطعة من أفخر والتضييق علي فلم يسهل عثياهبا حىت يتكامل لك خلقة تامة اجلمال وتبخري بالعنرب واذهيب إىل ابنة عمي فابكي بني يديها واكثري من الدعاء هلا والتضرع إليه إىل أن تضجريها فإذا سألتك عن حالك فقويل هلا أن ابن

قت يتزوج على واحدة ينفق مايل عليها وأريد أن تسأيل القاضي عمي قد تزوجين ويف كل ومعونيت وإنصايف منه فإين أقدمه إليه، فإهنا سترفعك إيل ففعلت فلما دخلت عليها واتصل بكاؤها

رمحتها وقالت هلا فالقاضي شر من زوجك وهكذا يفعل يب وقامت فدخلت علي وأنا يف جملس يل قالت هذه املؤمة حاهلا مثل حايل فامسع مقاهلا واعتمد إنصافها وهي غضىب ويد الصبية يف يدها ف

فقلت ادخال فدخلتا مجيعا فقلت هلا ما شأنك قالت فذكرت ما وافقها عليه فقلت هلا هل اعترف ابن عمك بأنه قد تزوج عليك فقالت ال واهللا وكيف يعترف مبا يعلم أين ال أقاره عليه قلت

لى مكاهنا وصورهتا فقالت ال واهللا فقلت يا هذه اتقي اهللا وال فشاهدت أنت هذه املرأة وقفت عتقبلي شيئا مسعته فإن احلساد كثري والطالب إلفساد النساء كثري واحليل والتكذيب فهذه زوجيت

قد ذكر هلا أن تزوجت عليها ولك زوجة يل وراء هذا الباب طالق ثالثا، فأما ابنة عمي فقبلت . مكذوب عليك أيها القاضي ومل يلزمين حنث الجتماعهما حبضريترأسي وقالت قد علمت أنه

حدثنا األصمعي قال أتى املنصور برجل ليعاقبه على شيء بلغه عنه فقال له يا أمري املؤمنني االنتقام عدل والتجاوز فضل وحنن نعيذ أمري املؤمنني باهللا أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبني دون أن يبلغ

.ا عنهأرفع الدرجتني فعفحدثنا أبو احلسن املدايين أن أمحد بن مسيط أسر مخسمائة فأتى هبم املختار فقتل مائتني وأربعني

وحبس بعضا ومن على بعض فكان ممن حبس من األسرى سراقة بن مرداس البارقي مث أمر بقتله ار الصادقة فقال ال واهللا ال تقتلين حىت أنقض معك داري حجرا حجرا قال وما يدريك قال األخب

اليت جاءت هبا الكتب الناطقة فاقبل املختار على عبد اهللا بن كامل وعلى أيب عمرة فقال من يظهر

أسرارنا فأمر بتخليته فقال سراقة أنا قد أسرنا قوم ال نراهم قال هم هؤالء وهم شرط اهللا قال ال واألرض قال هذه املالئكة واهللا لقد أسرنا قوم عليهم عمائم محر على خيل بلق تطري بني املساء

.فاعلم الناس ذلك يا سراقة قال فصعدت منارة وأعلمت الناس وحلفت هلم فحلى سبيليحدثنا ابن عياض قال استؤمن لعباس بن سهل بن سعد الساعدي من مسلم بن عقبة يوم احلرة

جفنة أبيك كان فأىب أن يؤمنه فأتوه به ودعا بالغداء فقال عباس أصلح اهللا األمري واهللا لكأهنماخيرج عليه مطرف حرة حىت جيلس بفنائها مث يضع حفنته بني يدي من حضر قال صدقت كان

كذلك أن آمن فقيل للعباس كان أبوه كما قلت قال ال واهللا لقد رأيته يف عناء حبرة ما خناف على .ركابنا ومتاعنا أن يسرقه غريه

ه قال بعث إيل الرشيد فدخلت فإذا صبية حدثنا دريد عن عبد الرمحن بن أخي األصمعي عن عمفقال من هذه الصبية فقلت ال أدري قال هذه مواسة بنت أمري املؤمنني فدعوت هلا وله وقال نعم

فقبل رأسها فوضعت كمي على رأسه وقبلت كمي فقال واهللا يا أصمعي لو أخطأهتا لقتلتك .أعطوه عشرة آالف درهم

اصل بن عطاء خرج يريد سفرا يف رهط فاعترضهم جيش من حدثنا ابن البهلول أن أبا حذيفة واخلوارج فقال واصل ال ينطقن أحد ودعوين معهم فقصدهم واصل فلما قربوا بدأ اخلوارج

ليوقعوا فقال كيف تستحلون هذا ما تدرون من حنن وال ألي شيء جئنا فقالوا نعم فما أنتم، قال ل فكفوا عنهم وبدأ رجل منهم يقرأ عليهم القرآن قوم من املشركني جئناكم لنسمع كالم اهللا قا

فلما امسك قال واصل قد مسعنا كالم اهللا فأبلغنا مأمنا حىت ننظر فيه وكيف ندخل يف الدين فقال هذا واجب سريوا فسرنا واخلوارج واهللا معنا حيمونا فراسخ حىت قربنا إىل بلد ال سلطان هلم عليه

صرف احلجاج قال لغالم له تعال نتنكر وننظر ما لنا عند فانصرفوا قال أبو اسحق اجلمهي ملاالناس فتنكروا وخرجا فمرا على املطلب غالم أيب هلب فقاال يا هذا أي شيء غري احلجاج قال على احلجاج لعنة اهللا قاال فمىت خيرج قال اخرج اهللا روحه من بني جنبيه ما يدريين قال اتعرفين

قال املطلب أتعرفني أنت قاال قال أنا املطلب غالم أيب هلب قال ال قال أنا احلجاج بن يوسف .معروف أصرع يف كل شهر ثالثة أيام أوهلا اليوم فتركه ومضى

وحكى أبو احلسن بن هالل الصايب أن احلجاج انفرد يوما من عسكره فمر ببستاين يسقي ضيعته عجل اهللا االنتقام منه فقال له فقال كيف حالكم مع احلجاج فقال لعنه اهللا املبيد الرب احلقود

أتعرفين قال ال قال أنا احلجاج فرأى أن دمه قد طاح فرفع عصا كانت معه فقال أتعرفين قال ال قال أنا أبو ثور اجملنون وهذا يوم صرعي وأزبد وأرغى وهاج وأراد أن يضرب رأسه بالعصى

.فضحك منه وانصرفي أعرابيا فقال يا وجه العرب كيف احلجاج قال وبلغنا أن احلجاج انفرد يوما عن عسكره فلق

ظلم غاشم قال فهال شكوته إىل عبد امللك فقال لعنه اهللا أظلم منه وأغشم فأحاط به العسكر فلقال اركبوا البدوي فاركبوه فسأل عنه فقالوا هو احلجاج فركض من الفرس خلف وقال يا

ليه أحد فضحك وخاله ولقي احلجاج حجاج قال مالك قال السر الذي بيين وبينك ال يطلع عأعرابيا بفالة فسأل عن نفسه وعن عماله وسعاته فأخرب بكل ما يكره فقال له أنا احلجاج قتلين اهللا إن مل أقتلك قال فأين حق االسترسال قال أوىل لك ما أحسن ما ختلصت وخلى سبيله قال

وكان ال حيسن من العلوم شيئا غال ما كان أبو احلسني بن السماك يتكلم على الناس جبامع املدينةشاء اهللا وكان مطبوعا يتكلم على مذهب الصوفية فكتبت إليه ما يقول السادة الفقهاء يف رجل مات وخلف كذا وكذا ففتحها فتأملها فقرأ ما تقول السادة الفقهاء يف رجل مات فلما رآها يف

م إذا ماتوا مل خيلفوا شيئا فعجب الفرائض رماها من يده وقال أنا أتكلم على مذاهب قو .احلاضرون من حدة خاطره

وحيكى أن مزيدا كان يدخل على بعض والة املدينة فأبطأ عليه ذات يوم مث جاء فقال ما أبطأك عين قال جارة يل كنت أهواها منذ حني فظفرت هبا ليليت ومتكنت منها فغضب الوايل وقال واهللا

منه قال فامسع متام حديثي قال وما هو قال فلما أصبحت خرجت آلخذنك بإقرار فلما رأى اجلد أطلب مفسرا يفسر يل رؤياي فلم أقدر عليه إىل الساعة قال ذلك يف املنام رأيت قال نعم فسكن

غضبه وقد روينا عن أيب الفضل الربيع عن أبيه قال، قال املأمون يوما وهو مغضب أليب دلف أنت :الذي يقول فيك الشاعر

بني بادية وحمتضره... الدنيا أبو دلف إنا ولت الدنيا على أثره... فإذا وىل أبو دلف

فقال يا أمري املؤمنني شهادة زور وقول عزور وملق معتاف وطلب عرف واصدق منه ابن أخت :يل حيث يقول

فال الكرخ الدنيا وال الناس قاسم... دعيين أجوب األرض يف طلب الغىن غضبه وروى أن عزة وبثينة اجتمعتا فتحدثتا فاقبل كثري فقالت بثينة فضحك املأمون وسكن

أحتبني أن أبني لك أن كثري غري صادق يف حمبتك قالت نعم قالت ادخلي اخلباء فدخلت فدنا كثري فوقف على بثينة فسلم عليها فقالت له ما تركت عزة فيك مستمعا ألحد فقال كثري واهللا لو أن

.قالت إن كنت صادقا فقل يف هذا شعرا فأنشأ يقولعزة أمة لوهبتها لك ف توىل شبايب وارجحن شباهبا... رمتين على عمد بثينة بعدما

لنؤ الثريا الستهل سحاهبا... بعينني جنالوين لو رقرقتهما فبادرت عزة وكشفت احلجاب وقالت له يا فاسق قد مسعت البيتني فقال هلال فامسعي الثالث

قالت وما هو قال

لعزة منها صفوها ولباهبا... ولكنما ترمني نفسا سقيمة .فاستحسنت عذره

وذكر أبو هالل العسكري أن رجال كانت له صديقة هلا زوج غائب وكان يأتيها على طمأنينة فقدم زوجها فدخل فرأى الرجل نائما فظنه املرأة فأخذ برجليه فوثب إىل السيف وكان يف جريانه

دى يا معاوية هل وفيت فتوهم الزوج أنه جعل له على ما فعل وعلم معاوية أنه معاوية بن ستار فنامكروب فقال نعم وتعليت فخاله الزوج وحكى أبو احلسن بن الصايب أن مغنية غنت بني يدي

املهدي أهنم يسفهون إذ غضبوا... ما نقموا من بين أمية إال

.ه مبا مسعتمفقيل هلا غلطت فقالت غلطي يذكرين هذا البيت فأصلحت

الباب التاسع عشر

يف ذكر من استعمل بذكائه املعاريض

أخربنا سعيد بن املسيب أن عائشة رضي اهللا عنها سئلت هل كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ميزح قالت هنم كان عندي عجوز فدخل ورسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقالت ادع اهللا أن

اجلنة ال تدخلها العجائز ومسع النداء فخرج ودخل وهي تبكي فقال جيعلين من أهل اجلنة قال إنقال . ماهلا قالوا إنك حدثتها أن اجلنة ال يدخلها العجائز قال إن اهللا حيوهلن أبكارا عربا أترابا

وحدثنا احلرث بن نوفل أن العباس بن عبد املطلب قال يا رسول اهللا ما ترجو أليب طالب قال كل .ريبخري أرجو من

وحدثنا القرشي قال دخلت امرأة على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقال من زوجك فسمته له فقال الذي يف عينيه بياض فرجعت فجعلت تنظر إىل زوجها قال ما لك قالت قال رسول اهللا

صلى اهللا عليه وسلم زوجك فالن قلت نعم قال الذي يف عينيه بياض قال أوليس البياض يف عيين .ثر من السوادأك

حدثنا أنس بن مالك قال جاء رحل إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم ليستحمله قال أنا حاملك على .ولد ناقة قال يا رسول اهللا وما أصنع بولد ناقة قال وهل تلد اإلبل إال النوق

ر حدثنا حممد بن سلمى عن حممد بن إسحاق أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ملا سار إىل بدنزل قريبا منها مث ركب هو ورجل من أصحابه قال ابن إسحاق حدثين حممد بن حيىي بن حبان أنه

وقف على شيخ فسأله عن قريش وعن حممد وأصحابه وما بلغه عنهم فقال الشيخ ال أخربكما مث حىت خترباين من أنتما فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا أخربتنا أخربناك قال وذاك بذاك قال الشيخ أنه بلغين أن حممدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان صدقين الذي أخربين فهم اليوم مبكان كذا وكذا باملكان الذي فيه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وبلغنا أن قريشا به خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان صدقين الذي أخربين فهم اليوم مبكان كذا وكذا باملكان الذي

قريش فلما فرغ من خربه قال فمن أنتم قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حنن من ماء العراق قال أمحد بن علي أومهه النيب صلى اهللا عليه وسلم بأنه من العراق فكان العراق يسمى ماء وإمنا

قال كان عند أراد النيب صلى اهللا عليه وسلم من العراق أنه خلق من نطفة ماء عن ابن أيب الزنادأمساء بنت أيب بكر قميص رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فلما قتل عبد اهللا بن الزبري ذهب

القميص فيما ذهب وفيما انتهت فقالت أمساء للقميص أشد على من قتل عبد اهللا فوجد القميص ر لقاتل عبد عند رجل من أهل الشام فقال ال أرده أو تستغفر يل أمساء فقيل هلا قالت كيف أستغف

اهللا قالوا أفليس يرد القميص قالت قولوا له فليجيء فجاء بالقميص ومعه عبد اهللا بن عروة فقالت ادفع القميص إىل عبد اهللا فدفعه قالت قبضت يا عبد اهللا قال نعم قالت غفر اهللا لك يا عبد اهللا

عنه كيف بك إذا وإمنا عنت عبد اهللا بن عروة عن حجر املدري قال، قال يل علي رضي اهللاأمرت أن تلعنين قلت أو كائن ذلك قال نعم قلت كيف أصنع قال الغين وال تتربأ مين قال فقام حممد بن يوسف إىل جنب املنرب يوم اجلمعة فقال له العن عليا فقال إن األمري أمرين أن ألعن عليا

. إال رجل واحدحممد بن يوسف العنوه لعنه اهللا فلقد تفرق أهل املسجد وما فهمها

قال قامت اخلطباء إىل املغرية بن شعبة بالكوفة فقام صعصعة بن سرحان فتكلم فقال املغرية أرجوه فأقيموه على املصطبة فليلعن عليا فقال لعن اهللا من لعن اهللا ولعن علي بن أيب طالب فأخربه بذلك

أيب طالب فالعنوه ولعنه اهللا فقال فقال أقسم باهللا لتقيدنه فخرج فقال إن هذا يا أيب إال علي بن قال كلم رجل عيسى بن موسى يف شيء وعنده عبد اهللا بن . املغرية أخرجوه أخرج اهللا نفسه

شربمة القاضي فقال عيسى للرجل من يعرفك قال ابن شربمة قال أتعرفه قال إين ال أعلم أن له لم أن له أذنني مشقوقتني وأن له شرفا وبيتا وقدما فلما خرج ابن شربمة سئل عن ذلك فقال اع

.بيتا يأوي إليه وأن له قدما يطأ هباقال ضرب احلجاج عبد الرمحن بن أيب ليلى وأقامه للناس ومعه رجل حيثه ويقول العن عليا فيقول

.اللهم العن الكذابني مث يسكت ويقول آه علي بن أيب طالب مث يسكت مث يقول املختار بن الزبريرك قال بينما احلجاج جالس إذ أقبل رجل مقارب اخللق أفجع ذو غدربني فلما رآه حدثنا املبا

احلجاج قال مرحبا بأيب غادية فلم يرحب به حىت أجلسه على سريره مث قال له أنت قاتل ابن مسنة قال نعم قال كيف قال صنعت كذا وفعلت كذا حىت قتلته قال احلجاج ألهل الشام من سره أن

عظيم الباع يوم القيامة فلينظر إىل هذا الذي قتل ابن مسنة مث ساره أبو غادية فسأله ينظر إىل رجل شيئا فأىب عليه فقال أبو غادية نعطي هلم الدنيا مث نسأهلم منها شيئا فال يعطونا وتزعم أنه عظيم الباع يوم لقيمة قال أجل واهللا إن من كان ضرسه مثل أحد وفخذه مثل وقان وساقه البيضاء

وجملسه ما بني املدينة إىل الزبيد لعظيم الباع يوم القيامة واهللا لو أن عمار بن مسنة قتله أهل األرض قال القرشي قال كان مطرف بن عبد اهللا خرج مع ابن األشعث فأتى به إىل . لدخلوا كلهم النار

ا احلق احلجاج بعد ذلك فقال له احلجاج يا مطرف أكفرت قال ال ولكن كانت حرية ولو نصرن .وأهله كان خري لنا

قال القرشي وحدثنا أبو جعفر املديين فال خرج فوم من اخلوارج بالبصرة فلقوا شيخا أبيض الرأس واللحية فقالوا له من أنت قال أعهد إليكم من اليهود بشيء أو بدا لكم يف قتل أهل الدية

.قالوا اذهب عنا إىل النارقال كان حيىي بن أكثم حيسد حسدا شديدا وكان مفننا فكان أخربنا أبو العباس أمحد بن يعقوب

إذا نظر إىل رجل حيفظ الفقه سأله عن احلديث وإذا رآه حيفظ احلديث سأله عن النحو وإذا رآه يعلم النحو سأله عن الكالم ليخجله ويقطعه فدخل إليه رجل من أهل خراسان ذكي حافظ

ديث قال نعم قال فما حتفظ من األصول قال احفظ فناظره فرآه مفننا فقال له نظرت يف احلقال، قال . حديث شريك عن أيب إسحاق عن احلرث أن عليا رجم لوطيا فامسك فلم يكلمه

رجل هلشام بن عمرو القوطي كم تعد قال من واحد إىل ألف ألف وأكثر قال مل أرد هذا قال فما ر من أعلى وستة عشر من أسفل قال مل أردت قال كم تعد من السن قال اثنني وثالثني سنة عش

أرد هذا قال فما رأيت قال كم لك من السنني قال ما يل منها شيء كلها هللا عز وجل قال فما سنك قال عظم قال فابن كم أنت قال ابن اثنني أب وأم قال فكم أتى عليك قال لو أتى علي

ن على بعض امللوك يف وثب رجال. شيء لقتلين قال فكيف أقول قال قل كم مضى من عمركومن اإلسكندر فقال اإلسكندر أن من قتل هذا عظيم الفعال ولو ظهر لنا جازيناه مبا يستحق

ورفعناه على الناس فلما بلغهما ذلك ظهرا فقال اإلسكندر أنا جنازيكما مبا تستحقان فما يستحق إين سأصلبكما على أطول من قتل سيده ورافع قدره فغدر به إال القتل وأما رفعكما على الناس ف

روى أن رجلني من آل فرعون سعيا برجل مؤمن إىل فرعون فأحضره فرعون . خشب ميكنين

وأحضرمها وقال للساعيني من ربكما قاال أنت فقال للمؤمن من ربك قال ريب رهبما فقال فرعون ما مكروا وحاق سعيتما برجل على ديين ألقتله فقتلهما قالوا فذلك قوله تعاىل فوقاه اهللا سيئات

.بآل فرعون سوء العذاب

حدثنا إسحاق بن هانئ قال كنا عند أيب عبد اهللا أمحد بن حنبل رضي اهللا عنه يف منزله ومعنا املروزي ومهىن بن حيىي الشامي فدق داق الباب وقال املروزي ههنا فكان املروزي كره أن يعلم

س املروزي ههنا فضحك أمحد ومل ينكر موضعه فوضع مهين بن حيىي إصبعيه يف راحته وقال ليبلغين عن أيب بكر اخلالل قال أبو بكر املروزي جاء مهىن بن حيىي الشامي إىل أيب عبد . عليه ذلك

اهللا ومعه أحاديث فقال يا أبا عبد اهللا معي هذه األحاديث وأريد أن أخرج فحدثين هبا فقال مىت فلما كان من الغد أو بعد جاء إىل أيب عبد اهللا تريد أن خترج قال الساعة اخرج فحدثه هبا وخرج

فقال له أبو عبد اهللا أليس قلت يل اخرج الساعة قال، قلت لك إين أخرج الساعة من بغداد إمنا قلت اخرج من زقاقك عن مصعب الزبريي قال أتى العريان بشاب سكران فقال له من أنت فقال

.شعرا فمنهم قيام حوهلا وقعود... ترى الناس أفواجا إىل ضوء ناره

فقال لبعض شرطه سل عن هذا فسأل عنه فقال هو ابن صاحب باقال قلت ويف رواية أخرى .زيادة

فمنهم قيام حوهلا وقعود... ترى الناس أفواجا إىل ضوء ناره أتى احلرث بن مسكني أيام احملنة وابن داود . فظنه كبري القدر فخلى به فإذا هو ابن باقالوى

الناس خبلق القرآن فقال للحارث أشهد أن القرآن خملوق فقال أشهد أن هذه األربعة ميتحن خملوقة وبسط أصابعه األربع فقال التوراة واإلجنيل والزبور والفرقان فعرض وكىن وختلص من

قال شيخنا عبد الوهاب األمناطي كان أمحد بن عبد احملسن الوكيل إذا محل إليه حمضر . القتلصدره فيكتب فيه فقيل له كيف تكتب خالف األول فقال أنا أكتب ما ذكر كتب فيه حيل

.صحيح ومقصودي نفي الصحة

الباب العشرون

يف ذكر من فلج على خصمه يف املناظرة

باجلواب املسكت

حدثنا خبيب عن عبد الرمحن بن خبيب عن أبيه عن جده خبيب بن يسار قال أتيت رسول اهللا يريد غزوا أنا ورجل من قومي ومل نسلم فقلنا إنا لنستحي أن يشهد صلى اهللا عليه وسلم وهو

قومنا مشهدا ال نشهده معهم قال وأسلمتما قلنا ال قال فإنا ال نستعني باملشركني على املشركني قال فأسلمنا وشهدنا معه فقتلت رجال وضربين ضربة فتزوجت ابنته لعد ذلك فكانت تقول ال

عن إبراهيم بن . وشاح فأقول هلا ال عدمت رجال عجل أباك إىل النارعدمت رجال وشحك هذا الجعفر بن حممود األشهلي عن أبيه قال كان حويطب بن عبد العزى قد بلغ مائة وعشرين سنة

ستني يف اجلاهلية وستني يف اإلسالم فلما ويل مروان بن احلكم املدينة دخل عليه حويطب فقال له ل له تأخر إسالمك أيها الشيخ حىت سبقك األحداث فقال واهللا لقد مروان ما نيتك فأخربه فقا

مهمت باإلسالم غري مرة وكل ذلك يعوقين عنه أبوك وينهاين ويقول تدع دين آبائك لدين حممد فأسكت مروان وندم على ما كان قال مروان حلبيش بن دجلة أظنك أمحق، فقال أمحق ما يكون

. الشيخ إذا عمل بظنه

بن زكريا قال حضرت جملسا فيه عبيد اهللا بن حممد بن عائشة التميمي وفيه جعفر بن حدثنا حممدالقاسم اهلامشي فقال البن عائشة ههنا آية نزلت يف بيت هاشم خصوصا قال وما هي قال قوله

تعاىل وإنه لذكر لك ولقومك فقال ابن عائشة قومه قريش وهي لنا معكم قال بل هي لنا خصوصا قال املصنف غفر . عها وكذب به قومك وهو احلق قال فسكت جعفر فلم جيد جواباقال فخذ م

اهللا له وروينا أن معاوية قال لعبد اهللا ابن عامر أن يل عندك حاجة تقضيها قال نعم ويل إليك حاجة أتقضيها قال نعم قال سل حاجتك قال أريد أن هتب يل دورك وضياعك بالطائف قد فعلت

وافتخر قوم من اليمن عند هشام بن عبد امللك . تردها علي قال قد فعلت فسل حاجتك قال أنفقال خلالد بن صفوان أجبهم فقال هم بني حائك برد ودابغ جلد وسايس قرد وملكتهم امرأة

قال، قال غيالن لعبد الرمحن أنشدك اهللا أترى اهللا حبي أن . ودلت عليهم هدهد وغرفتهم فارةأنشدك اهللا أترى اهللا . رى اهللا يعصى قسرا فكان ربيعة لقم غيالن حجرايعصى ربيعة أنشدك اهللا أت

قال وقف رجل بني يدي املأمون قد جنا جناية فقال . يعصى قسرا فكان ربيعة ألقم عيالن حجراله واهللا ألقتلنك فقال الرجل يا أمري املؤمنني تان علي فإن الرفق نصف العفو قال وكيف أن تلقاه

قال املنصور ويل حيىي بن أكثم قضاء البصرة وهو ابن إحدى وعشرين . فخلى سبيلهقاتال قال سنة قال فاستزرى بن الناس واستضعفوه فامتحنوه فقالوا كم سن القاضي قال سن عتاب بن

كان النظام ال يكتم سرا فأسر إليه يونس . أسيد حيث واله رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مكةه فالمه فقال النظام للناس سلوه هل أذعت سرا مرة أو مرتني أو ثالثا أو أربعا التمار سرا فأذاع

.فلمن الذنب اآلن فلم يرضى أن يشاركه يف الذنب حىت سار الذنب كله لصاحب السرقال كان أصحاب املربد إذا اجتمعوا واستأذنوا خيرج اإلذن فيقول إن كان فيكم أبو العباس

ضروا مرة ومل يكن الزجاج فيهم فقال هلم ذلك فانصرفوا وثبت رجل الزجاج وإال انصرفوا فحمنهم فقال عثمان لآلذن قل أليب العباس انصرف القوم كلهم إال عثمان فإنه ال ينصرف فعاد قال . اآلذن إليه وأخربه فقال له إن عثمان إذا كان نكرة انصرف وحنن ال نعرفك فانصرف راشدا

من أهل العلم خرج من عندنا قال نعم إال أنه مل يرجع إليكم قال قال رجل من أهل احلجاز لرجلتكلم شاب يوما عند الشعيب فقال الشعيب ما مسعنا هبذا فقال الشاب كل العلم مسعت قال ال قال فشطره قال ال قال فاجعل هذا يف الشطر الذي مل تسمعه فأقحم الشعيب وقال عبد اهللا بن سليمان

قول كان هارون األعور يهوديا فأسلم وحسن إسالمه وحفظ القرآن بن األشعث مسعت أيب يوضبطه وحفظ النحو فناظره إنسان يوما يف مسألة فغلبه هارون فلم يدر املغلوب ما صنع فقال له

.أنت كنت يهوديا فأسلمت فقال له هارون أفبئس ما صنعت أيضا واهللا املوفقمان جراية من بيت املال فسئل عن مسألة يف جملس قبال مالك بن سليمان كان إلبراهيم بن طه

اخلليفة فقال ال أدري فقالوا له تأخذ يف كل شهر كذا وكذا وال حتسن مسألة فقال إمنا آخذ على ما أحسن ولو أخذت على ما ال أحسن لفيت بيت املال وال يفىت ما ال أحسن فأعجب اخلليفة

قال أبو العباس املربد ضاف رجل قوما فكرهوه فقال جوابه وأمر له جبائزة فاخرة وزاد يف جرايته الرجل المرأته كيف لنا أن نعلم مقدار مقامه فقالت ألق بيننا شرا حىت نتحاكم إليه ففعال فقالت

للضيف بالذي يبارك لك يف غدوك غدا أينا أظلم فقال الضيف والذي يبارك يل يف مقامي عندكم .شهرا ما أعلم

بعض أصحابنا قال بلغين أن الرشيد خرج يوما متنزها وانفرد عن عسكره قال ابن خلف حدثينوالفضل بن الربيع خلفه فإذا هو بشيخ قد ركب محارا له ويف يده جلام كأنه مبعر حمشو فنظر إليه

فإذا هو رطب العينني فغمز الفضل عليه فقال له الفضل أين تريد قال حائطا يل قال هل لك أن تداوي به عينيك فتذهب هذه الرطوبة قال ما أحوجين إىل ذلك قال له خذ أدلك على شيء

عيدان اهلواء وغبار املاء وورق الكماة فصريه يف قشر جوزة واكتحل به فإنه يذهب عنك ما جتد قال فاتكأ على قربوسة فضرط ضرطة طويلة مث قال تأخذ هذه أجرة لوصفتك فإن نفعتنا زدناك

كاد أن يسقط عن ظهر دابته قال اجلاحظ قال املهدي لشريك قال فاستضحك الرشيد حىتالقاضي وعيسى بن موسى عنده لو شهد عندك عيسى كنت تقبله وأراد لن يضرب بينهما فقال

قال أبو . شريك من سألت عنه ال يسأل عن عيسى غري أمري املؤمنني فإن زكيته قبلته فقلبها عليه

ال له رجل منهم وقد حسدوه على شعره ما أدري ما بكر بن حممد كان يل أخ جييد الشعر فقمعىن أعجمي يقول الشعر فقال له رجل دب إىل أمه عريب فقال له وكذلك يلزم يف قياس قولك إذا مل يقل العريب شعرا فقد دب إىل أمه أعجمي غضب رجل على رجل فقال له ما أغضبك قال

قال أبو احلسن بن املأمون قال، قال املأمون . شيء تنقله إىل الثقة عنك فقال له لو كان ثقة ما مت :ليحىي بن أكثم من الذي يقول وهو يعرض به

يرى على من يلوط من باس... قاض برى احلد يف الزناء وال :يقوله الفاجر أمحد بن أيب نسيم الذي يقول. قال أو ما يعرف أمري املؤمنني من قاله، قال ال، قال

يلوط والرأس شر ما رأس ...حاكمنا يرتشي وقاضينا السالمة وآل من آل عباس... ال أحسب اجلور ينقضي وعلى

قال حدثنا . قال فأقحم املأمون وسكت خجال وقال ينبغي أن بنفي أمحد بن أيب نعيم إىل السندإبراهيم بن حممد بن شهاب العطار قال روى يعقوب الشحام قال، قال يل أبو اهلذيل بلغين أن

ا قدم البصرة وقد قطع وغلب عامة متكليميهم فقلت لعين امضي إىل هذا اليهودي رجال يهوديكلمه فقال يا بين قد غلب مجاعة متكلمي البصرة فقلت ال بد فأخذ بيدي فدخلنا على اليهودي

فوجدته يقرر الناس الذين يكلمونه نبوة موسى عليه السالم مث جيحد نبوة نبينا صلى اهللا عليه ن على ما اتفقنا عليه من نبوة موسى إىل أن نتفق على غريه فنقربه فدخلت إليه وسلم فيقول حن

فقلت له أسألك أو تسألين فقال يا بين أو ما ترى ما أفعله مبشاخيك فقلت دع عنك هذا واختر قال بل أسألك أخربين أليس موسى نبيا من أنبياء اهللا قد صحت نبوته وثبت دليله تقر هبذا أو

لف صاحبك فقلت له أن الذي سألتين عنه من أمر موسى عندي على أمرين أحدمها جتحده فتخاأين أقر بنبوة موسى الذي أخرب بصحة نبوة نبينا حممد صلى اهللا عليه وسلم وأمرنا باتباعه وبشر نبوته فإن كان عن هذا تسألين فأنا مقر بنبوته وإن كان الذي سألتين عنه ال يقر بنبوة نبينا حممد

هللا عليه وسلم ومل يأمر باتباعه وال بشر به فلست أعرفه وال أقر بنبوته وهو عندي شيطان صلى اخمزي فتحري مما قلت له فقال يل فما تقول يف التوراة فقلت أمر التوراة أيضا عندي على وجهني

إن كانت التوراة اليت أنزلت على موسى الذي أقر بنبوة نبينا حممد صلى اهللا عليه وسلم فهي التوراة احلق وإن كانت الذي تدعيه فباطل وأنا غري مصدق هبا فقال احتاج أن أقول لك شيئا

بيين وبينك فظنت أنه يقول شيئا من اخلري فتقدمت إليه فسارين وقال أمك كذا وكذا وأم الذي علمك ال يكين وقد رأى أين أثب به فيقول وثبوا علي فأقبلت على من كان يف اجمللس فقلت

م اهللا أليس قد أجبته قالوا نعم فقلت أليس عليه أن يرد جوايب فقالوا نعم فقلبت إنه ملا أعزكسارين شتمين بالشتم الذي يوجب احلد وشتم من علمين وأنه ظن أين أثب به فيدعي أنا أثبناه وقد

ه عرفتكم شأنه فأخذته األيدي بالنعال فخرج هاربا من البصرة وقد كان له هبا دين كثري فترك .وخرج هاربا ملا حلقه من االنقطاع

قال ملا دخل اجلماز على املتوكل قال له إين أريد أن أستربيك فقال اجلماز حبيضة أو حبيضتني فضحك اجلماعة منه فقال له الفتح قد كلمت أمري املؤمنني فيك حىت والك جزيرة القرود فقال له

الفتح وأسكت فأمر له املتوكل بعشرة اجلماز أفلست يف السمع والطاعة أصلحك اهللا فحصر قال العتيب دخل الوليد بن زيد على هشام بن عبد . آالف درهم فأخذها واحندر فمات فرحا هبا

امللك وعلى الوليد عمامة وشيء فقال له الوليد بكم أخذت عمامتك قال بألف درهم فقال هشام ا أمري املؤمنني وقد اشتريت جارية عمامة بألف يستكثر ذلك فقال الوليد إهنا ألكرم أطرايف ي

.بعشرة آالف درهم ألخس أطرافككان معن بن زائدة يذكر عنه قلة دين فبعث إىل ابن عياش بألف دينار وكتب إليه بعثت إليك بألف دينار هبا دينك فاقبض الثمن واكتب بالتسليم فكتب إليه قد قبضت وبعتك ديين ما خال

.التوحيد لعلمي بزهدك فيهنا ميون بن املزرع قال كان أيب واجلماز ميشيان وأنا خلفهما بالعشى فممرنا بإمام وهو ينتظر حدث

من مير عليه فيصلي معه فلما رآنا أقام الصالة مبادرا فقال له اجلماز دع عنك هذا فإن رسول اهللا اجتزت يف أخربنا ابن األعرايب عن األصمعي قال . صلى اهللا عليه وسلم قد هنى أن يتلقى اجللب

:بعض سكك الكوفة فإذا برجل قد خرج من حبس على كتفه جرة وهو ينشد ويقول وحقك مل تكرم على أحد بعدي... وأكرم نفسي أنين أن أهنتها

فقلت له تكرمت مبثل هذا فقال نعم واستغين عن سفلة مثلك إذا ساملته يقول صنع اهللا لك فقلت :لتفت إليه فقالتراه عرفين فأسرعت فصاح يب يا أصمعي فا

أحب إيل من منن الرجال... لنقل الصخر من قلل اجلبال وكل العار يف ذل السؤال... يقول الناس كسب فيه عار

حدثنا أبو الطيب بن هرمثة قال كنت جمتازا ببغداد وخمنث ميشي فرأته امرأة وكان حسن البدن فشتمته فقال هلا كيف صار تأخذين فقالت ليت علي شحم هذا املخنث فقال هلا املخنث مع بغاي

ودخل رجل إىل احلمام فرأى خمنثا بني يدي حطمي فقال الرجل أعطين منه . اجليد وتدعني الرديءقليال فأىب فقال الرجل كل قفيز بدرهم فقال املخنث كل أربعة أقفزة بدرهم احسب حسابك كم

.يصيبك بال شيءأظنه قال يف جملس املرتضي فقال اليهودي إيش أقول قال طراد بن حممد أن يهوديا ناظر مسلما

أقول يف قوم مساهم اهللا مدبرين يعين النيب صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه يوم حنني فقال املسلم فإذا كان موسى أدبر منهم قال له كيف قال ألن اهللا تعاىل قال وىل مدبرا ومل يعقب وهؤالء ما

صر بن سيار قلت ألعرايب هل أختمت قط فقال أما من طعامك قال ن. قال فيهم ومل يعقبوا فسكت .وطعام أبيك فال فيقال أن نصر أحم من هذا اجلواب أياما

قال رجل من اليهود لعلي بن أيب طالب ما دفنتم نبيكم حىت قالت األنصار منا أمري ومنكم أمري لتم اجعل لنا إهلا كما هلم فقال له علي عليه السالم أنتم ما جفت أقدامكم من ماء البحر حىت ق

.آهلةحبلت امرأة يزيد فقالت له وكان قبيح الصورة الويل لك أن كان يشبهك فقال هلا والويل لك

رأى رجل من األعاجم رجال أعور فقال قد حان خروج الدجال فقال إنه خيرج من . إن مل يشبهينن الرفض فقالت له امرأة يا سيدي جاز أبو بكر بن قانع بالكرخ يف زم. بالد األعاجم ال العرب

أبا بكر فقال هلا لبيك يا عائشة فقالت كان امسي عائشة قال فيقتلوين وحدي أريد أن يضربون .رقابنا مجيعا

ظفر رجل خبصمه يف حرب فقال له ما تراين اصنع بك فقال مهال فما أمكنك اهللا مين إال لشأن فقال نعم من ذاك اجلانب كان أبو احلسن املتيم قيل أليب األسود اشهد معاوية بدرا . حلمك

الصويف يسكن الرصافة وكان مطبوعا مضاحكا وكان يتولع برجل شاهد فيه غفلة يعرف بأيب عبد اهللا اليكا قال ابن املتيم فلقيته يوما فسلمت عليه وصحت به اشهد علي فاجتمع الناس علينا

ه إال هو وأن حممد عبده ورسوله وأن اجلنة حق والنار فقال مب أشهد فقلت بأن اهللا إله واحد ال إلحق والساعة آتية ال ريب فيها وأن اهللا يبعث من يف القبور فقال ابشر يا أبا احلسن سقط عنك

.اجلزية وصرت أخا من إخواننا فضحك الناس وانقلب الولع يب

هاه بعض العوام وقال قال الشيخ مسعت بعض أصدقائي حيكي أن رجال كان يشرب ليلة اجلمعة فنله هذه ليلة عظيمة فقال له الرجل يف مثل هذه الليلة يرفع القلم فقال العامي ولكن يكتب بصوفة

وقفت امرأة قبيحة على عطار ماجن فلما نظر . قال فاتعظ الرجل ومل يرجع بعد إىل شرب اخلمرجر رجل غالما استأ. إليها قال وإذا الوحوش حشرت فقالت وضرب لنا مثال ونسي خلقه

.ليخدمه فقال له كم أجرتك قال شبع بطين فقال له ساحمين فقال أصوم االثنني واخلميسشكا مجاعة من الصاحلني ضرر األتراك إىل أمري املؤمنني فقال هلم أنتم تعتقدون أن هذا بقضاء اهللا

بعضهم ببعض فكيف أدفع قضاء اهللا فقال له أحدهم صاحب القضاء قال ولوال دفع اهللا الناس .لفسدت األرض فأفحم أمري املؤمنني

الباب احلادي والعشرون

يف ذكر من غلب من العوام بذكائه كبار الرؤساء

حدثين رجل من أهل الرقة عن عبد امللك بن عمري قال أخذ زياد رجال من اخلوارج فأفلت منه تاب من أمري املؤمنني فأخذ خاله فقال إن جئت بأخيك وإال ضربت عنقك قال أرأيت إن جئت بك

ختلي سبيلي قال نعم قال فأنا آتيك بكتاب من العزيز الرحيم وأقيم عليه شاهدين إبراهيم وموسى عليهما السالم أم مل ينبأ مبا يف صحف موسى وإبراهيم الذي وىف أن ال تزر وازرة وزر أخرى قال

ا اجلاحظ ما غلبين أحد قط إال قال ميوت بن املزرع قال لن. زياد خلوا سبيله هذا رجل لقن حجتهرجل وامرأة فأما الرجل فإين كنت جمتازا يف بعض الطرق فإذا أنا برجل قصري بطني كبري اهلامة

طويل اللحية منزر مبئزر وبيده مشط يسقي به شقه وميشطها به فقلت يف نفسي رجل قصري بطني :قل، فقلت: شط من يده وقالاحلي فاستزريته فقلت أيها الشيخ قد قلت فيك شعرا فترك امل

أصاب احلش طش بعد رش... كأنك صعوة يف أصل حش :فقال يل امسع جواب ما قلت فقلت هات فقال

يدلدل هكذا والكبش ميشي... كأنك كندر يف ذنب كبش وأما املرأة فكنت جمتازا ببعض الطرقات فإذا أنا بامرأتني وكنت راكبا على محارة فضرطت

إحدامها لألخرى وهي محارة الشيخ تضرط فغاظين قوهلا فاحندت مث قلت هلا إنه ما احلمارة فقالت محلتين أنثى قط إال وضرطت فضربت بيدها على كتف األخرى وقالت كانت أم هذا منه تسعة

.أشهر على جهد جهيدلقي بعض األكاسرة يف موكبه رجال أعور فحبسه فلما نزل خاله وقال تطريت منك قال أنت

مين ألنك خرجت من منزلك ولقيتين فما رأيت إال خريا وخرجت من منزيل فلقيتك أشامعن األصمعي قال، قال الوليد بن عبد امللك لبديح خذ بنا يف املىن . فحبستين فلم يعد بعدها يتطري

فواهللا ألغلبنك قال ال تغلبين قال بلى ألفعلن وقال فستعلم قال الوليد فإين أريد أمتىن ضعف ما مىن أنت فهات قال فإين أمتىن سبعني كفال من العذاب ويلعنين اهللا لعنا كثريا فقال غلبتين قبحك تت

اهللا قال مرض موىل لسعيد بن العاص ومل يكن له من خيدمه ويقوم بأمره فبعث إىل سعيد بن العاص فخذها فقال فلما أتاه قال له ليس يل وارث غريك وههنا ثالثون ألف درهم مدفونة فإذا أنا مت

سعيد حني خرج من عنده ما أرانا إال قد أسأنا إىل موالنا وقصرنا يف تعاهده فتعاهده كل التعاهد ووكل به من خيدمه فلما مات اشترى له كفنا بثالمثائة درهم وشهد جنازته فلما رجع إىل البيت

د مهمت أن أنبش حفر البيت كله فلم جيد شيئا وجاء صاحب الكفن يطالب بثمن الكفن فقال لق

أتى احلجاج برجل ليقتله وبيده لقمة فقال واهللا ال أكلتها حىت أقتلك قال أو . عليه وأسلبه كفنهخري من ذلك تطعمينها وال تقتلين فتكون قد بررت يف ميينك ومننت علي فقال ادن مين فأطعمه

ما قال ما تريد وأتى احلجاج برجل من اخلوارج فأمر بضرب عنقه فاستنظره يو. إياها وخاله .بذلك قال أؤمل عفو األمري مع ما جتري به املقادير فاستحسن قوله وخاله

وبلغنا عن عمرو بن العاص أنه منع أصحابه ما كان يصل إليهم فقام إليه رجل فقال أيها األمري ن اختذ جندا من حجارة ال تأكل وال تشرب فقال له عمرو أخسا أيها الكلب فقال له الرجل أنا م

. جندك فإذا كنت كلبا فأنت أمري الكالب وقائدها

قال املتوكل يوما جللسائه أتدرون ما الذي نقم املسلمون من عثمان قالوا ال قال أشاء منها أنه قام أبو بكر دون مقام الرسول مبرقاة مث ومقام عمر دون مقام أيب بكر مبرقاة فصعد عثمان ذروة املنرب

منه عليك يا أمري املؤمنني من عثمان قال وكيف ويلك قال ألنه صعد فقال عباد ما أحد أعظم ذروة املنرب فلو أنه كلما قام خليفة نزل عمن تقدمه منت أنت ختطبنا من بئر جلوال فضحك

املتوكل ومن حوله قال رجل لغالمه يا فاجر فقال الغالم أتوىل القوم منهم قال الربيع كنت قائما تى خبارجي قد هزم له جيوشا فأقامه ليضرب عنقه مث قال له يا ابن الفاعلة على رأس املنصور إذ أ

مثلك يهزم اجليوش فقال له اخلارجي ويلك وسوءة لك بيين وبينك أمس القتل والسيف، واليوم القذف والسب وما كان يؤمنك أن أرد عليك وقد يئست من احلياة فال تستقبلها أبدا فاستحى

.املنصور وأطلقهالصاحب بن عباد ما أخجلين غري ثالثة منهم أبو احلسني البهديين فإنه كان يف نفر من وقال

جلسائي فقلت له وقد أكثر من أكل املشمش ال تأكله فإنه يلطخ املعدة فقال ما يعجبين ما يطب الناس على مائدته وأخر قال يل وقد جئت من دار السلطان وأنا ضجر من أمر عرض يل من أين

لت من لعنة اهللا فقال رد اهللا غربتك فأحسن علي إساءة األدب وصيب مستحسن داعبته أقبلت فقفقلت لبيك حتيت فقال مع ثالثة أخر يعين يف رفع جنازيت فأخجلين قال رجل شربت البارحة

.فاحتجت إىل القيام إلراقة املاء كأنين جدي فقال له عامي مل تصغر نفسك يا سيدنا

الباب الثاين والعشرون

يف ذكر أقوال وأفعال صدرت من أواسط الناس

وعوامهم تدل على قوة الذكاء

حدثنا حيىي املرزوي قال كنت آكل مع الرشيد يوما فرفع رأسه إىل خادم فكلمه بالفارسية فقلت له يا أمري املؤمنني إن كنت تريد أن تسر إليه شيئا فإين أفهم بالفارسية فاستحسن الرشيد ذلك مين

قال عاد أبو عمر الضرير رجال من أصحابه فأخذت أمة بيده فصعدت به . نطوي سراوقال ليس فلما أراد أن ينزل جاءت فأخذت بيده فقال رديين إىل موالك فردنه فقال إن جاريتك أخذت بيدي حني صعدت وهي بكر مث أخذت بيدي الساعة وهي ثيب فسأل عن ذلك فأخرب أن ابنا

بن عبد اهللا قال مالك بن أنس صلى بعض الشطار خلف رجل فلما قال مصعب . للرجل افترشهاقرأ ارتج عليه فلم يدر ما يقول فجعل يقول أعوذ باهللا من الشيطان الرجيم وجعل يردد ذلك

.مرارا فقال الشاطر من خلفه ما للشيطان ذنب إال أنك ما حتسن تقرأالعصر فلم يطعمه شيئا فاشتد جوعه قال حممد بن عبد الرمحن دعا مغن مرة أخا له فأقعده إىل

فأخذه مثل اجلنون فأخذه صاحب البيت العود وقال له حبيايت أي صوت تشتهي أن أمسعك قال صوت املقلي أخربنا اجلماز قال مسعت واحد يقول ال آخر قد رمد بأي شيء تداوي عينيك قال

بو احلسن علي بن هشام بن عبيد بالقرآن ودعاء الوالدة فقال اجعل معهما شيئا من أنزروت قال أاهللا الكعب املعروف أبوه بأيب قرياط قال مسعت حامد بن العباس يقول رمبا انتفع اإلنسان يف نكبته بالرجل الصغري أكثر من منفعته بالرجل الكبري فمن ذلك أن إمساعيل بن بلبل ملا حبسين جعلين يف

وبررته وكان ذلك البواب يدخل يل جملس يد بواب كان خيدمه فكان رجال حرا فأحسنت إليه اخلاصة وال ينكر عليه لسابق خدمته فجاءين يف بعض الليايل وقال قد حرر الوزير علي ابن

الفرات وقال ما يكسر املال على حامد غريك وال بد من اجلد يف مطالبته بباق مصادرته وسيدعو ه هل عندك من رأي فقال اكتب بك الوزير غدا إىل حضرته ويهددك فشغل ذلك قليب فقلت ل

رقعة إىل رجل من معامليك تعرف شحه والتمس منه لعاليك ألف درهم يقرضك إياها واسأله أن جييبك على ظهر الرقعة لترجع إليك لتخرجها فإنه لشحه يردك بعذر احتفظ بالرقعة فإذا طالبك

طئة فلعل ذلك ينفعك أخرجتها إليه وقلت له قد أفضت حايل إىل هذا فأخرجتها على غري مواففعلت ما قال وجاءين اجلواب بالرد كما حسبنا فلما كان من الغد أخرجين الوزير وطالبين

. فأخرجت الرقعة فقرأها فالن واستحى وكان ذلك سبب خفة أمري وزوال حمنيت

قال عيسى بن حممد الطوماري مسعت أبا عمرو حممد بن يوسف القاضي يقول اعتل أيب علة انتبه ذات ليلة فدعا يب وبأخويت وقال لنا رأيت يف النوم كأن قائال يقول كل ال واشرب شهورا ف

وكان بباب الشام رجل يعرف بأيب علي اخلياط حسن املعرفة بعبارة . ال فإنك تربأ فلم ندر تفسريهالرؤية فجئنا به فقص عليه املنام فقال ما أعرف تفسريه ولكين أقرأ كل ليلة نصف القرآن

لوين الليلة حىت أقرأ رمسي وأتفكر فلما كان من الغد جاءنا فقال مررت على هذه اآلية ال فأخوهي تردد فيها اسقوه زيتا وأطعموه زيتا، ففعلنا وكانت سبب . شرقية وال غربية فنظرت إىل ال

.عافيتهكوز، فعد قال حدثنا األصمعي قال رأيت رجال قاعدا على قصر أوس يف الطاعون، يعد املوتى يف

أول يوم عشرين ومائة ألف، فلما كان يف اليوم الثاين عد مخسني ومائة ألف، فمر قوم مبيتهم وهو حكى جعفر الربين قال . يعد فلما رجعوا، إذا عند الكوز غريه فسألوه عنه فقالوا هلم هو يف الكوز

ا هذا مل نصبت قال مررت بسائل على اجلسر وهو يقول مسكينا ضريرا فدفعت إليه قطعة وقلت يحدثنا أبو عثمان اخلالدي قال علمت قصيدة أمدح سيف الدولة أبا . فديتك بإضمار ارمحوا

احلسن أبن محدان وعرضتها على مجاعة أتعرف ما عندهم فيها، إذ حضر خمنث وأنا أقرؤها فلما :انتهيت إىل قويل

فعاد يسخطها ما كان يرضيها... وأنكرت شيبة يف الرأس واحدة قال هذا غلط، قلت ما هو، قال تقول لألمري يف الرأس واحدة أال قلت يف الرأس طالعة أو الئحة

روى سعيد بن حيىي األموي عن أبيه قال كان فتيان من قريش . فعجبت من فطنته وجودة خاطرهيرمون فرمى منهم من ولد أيب بكر وطلحة فقرطس فقال أنا بن القرنني فرمى آخر من ولد عثمان

رطس فقال أنا ابن الشهيد ورمى رجل من املوايل فقرطس فقال أنا ابن من سجدت له املالئكة فققال املربد قدم بعض البصريني من أصحاب أيب هذيل بغداد قال . فقالوا له من هو فقال آدم

فلقيت خمنثني هلما أيد منزال وكان هذا الرجل يف هناية القبح فقال أحدمها باهللا من أين أنت قلت من البصرة فأقبل على اآلخر وقال ال إله إال اهللا يا أخىن كل شيء من الدنيا حىت هذا كانت

.القرود جتيء من اليمن صارت جتيء من البصرةبلغنا عن أيب احلرث أنه كان يهوى جارية يتعرس بطيفها، فشكا حاله إىل حممد بن منصور

فبكر إليه فقال كيف كانت ليلتك قال شر فاشتراها له وأنفذها إليه فلم يساعده ما معه عليها :ليلة صار ما عندي قرشيا من بين أمية قال كيف ذاك قال صار كما قال األخطل

وأعظم الناس أحالما إذ قدروا... مشس العداوة حىت تستفاد هلم . فضحك حممد بن منصور مضى إىل الفضل وجعفر فأخربمها وكان خربه حديثهم عامة يومهم

هشام إىل أسلم بن األحنف احتباس أرزاقهم فدخل على هشام فقال يا أمري املؤمنني شكا أصحاب . لو أن مناديا نادى يا مفلس ما بقي أحد من أصحابك إال التفت فضحك وأمر بصلة أرزاقهم

عربد هامشي على قوم فشكوه إىل عمه فأراد عمه أن يتناوله باألدب فقال إين أسأت وليس معي قال قدم وفد من العراق على سليمان بن عبد . يل ومعك عقلك فصفح عنهعقلي فال نسيء إ

امللك فقام رجل منهم فقال يا أمري املؤمنني ما أتيناك رغبة وال رهبة قال فلم جئتم قال حنن وفد الشكر، أما الرغبة فقد وصلت إلينا يف رحالنا وأما الرهبة فقد أمناها بعدلك ولقد حببت إلينا

لينا احلياة فلما انتشر من عدلك وأما هتوينك علينا املوت احلياة وهونت ع لينا املوت فأما حتبيبك إ .فلما نثق منك فيمن ختلف من أعقابنا عليك، فوصله وأحسن جائزته وجوائز أصحابه

حدثنا أبو احلسن املدايين قال بعض العلماء كان لنا صديق من أهل البصرة وكان ظريفا أديبا مىت هذا الوعد إن كنتم صادقني فوعدنا أن يدعونا إىل منزله فكان مير بنا فكلما رأيناه قلنا

. فيسكت إىل أن اجتمع ما يريده فمر بنا فأعدنا عليه القول فقال انطلقوا إىل ما كنتم به تكذبونذكر هالل بن احملسن أن رجال كان يقال له أبو العجب مل ير مثله فيما كان يعمل من الشعبذة

إىل دار املقتدر باهللا فرأى خادما من خواصه يبكي على بلبل مات له فقال له ما عليك دخل يوماأيها األستاذ إن أحييته فقال ما تريد فأخذ البلبل امليت فأدخله كمه وأدخل رأسه وأخرج بعد

ساعة بلبال حيا فماجت الدار وعجب احلاضرون فاستدعاه علي بن عيسى وقال واهللا إن مل ن حقيقة األمر ألضربن عنقك، فقال إين شاهدت اخلادم يبكي على بلبله فطمعت مبا تصدقين ع

آخذه منه فمضيت يف احلال إىل السوق وابتعت بلبال وخبأته يف كمي وعدت إىل اخلادم فقلت ما قلته وأخذت البلبل امليت وأدخلت رأسه يف كمي وأكلته وأخرجت احلي فلم يشك أنه بلبله

.وهذا رأس امليتأحضر رجل بني يدي املأمون قد أذنب فقال له أنت الذي فعلت كذا وكذا قال نعم أنا ذاك يا

قال بعض األدباء لصديق له . أمري املؤمنني الذي أسرف على نفسه واتكل على عفوك فعفا عنه .أنت واهللا بستان الدنيا فقال اآلخر أنت النهر الذي يشرب منه ذلك البستان

عاملها إىل املأمون فقال ما علمت يف عمايل أعدل منه فقال رجل من القوم تظلم أهل الكوفة من يا أمري املؤمنني فقد لزمك أن جتعل لسائر البلدان نصيبا من عدله حىت تكون قد ساويت بني رعاياك يف حسن النظر، فأما حنن فال ختصنا منه بأكثر من ثالث سنني فضحك املأمون وأمر

قوما فجاؤوا ومعهم طفيلي ففطن الرجل به وأراد أن يعلمهم أنه قد دعا بعض الظرفاء. بصرفه .فطن فقال ما أدري ملن أشكر لكم أن دعوتكم فجئتم أو هلذا الذي جتشم من غري أن دعوته

قال ميوت بن املزرع قال يل سهل بن صدقة يوما وكانت بيننا مداعبة ضربك اهللا بامسك فقلت له .أبيك مسرعا أحوجك اهللا إىل اسم

مر رجل من األذكياء برجل قائم يف الطريق قال ما وقوفك قال انتظر إنسانا فقال يطول قيامك تقدم رجل سيئ األدب إىل حجام فقال له تقدم يا ابن الفاعلة وأصلح شاريب فقال له إن . إذن

حضر خياط عند بعض األتراك ليفصل له قباء . كان خطابك للناس كذا فعن قليل تسترح منهفأخذ يفصل والتركي ينظر إليه فلم يتهيأ له أن يسرق منه شيا فضرط فضحك التركي حىت

استلقى فأخرج اخلياط من الثوب ما أراد فجلس التركي وقال يا خياط ضرطة أخرى فقال ال قال رجل لرجل بكم ابتعت هذه الشاة فقال أخذهتا بستة وهي خري من سبعة . جيوز يضيق القباءتزوج أعمى امرأة فقالت له لو . مثانية فإن كانت من حاجتك بتسعة فزن عشرةوقد أعطيت هبا

.رأيت حسين وبياضي لعجبت فقال لو كنت كما تقولني ما تركك يل البصراءقال رجل لبعض املياسري وعدتين وعدا فأجنزه يل فقال ما أذكر هذا الوعد فقال صدقت أنت ال

نسى ألن من أسأله مبثلك قليل فقال أحسنت وقضى تذكره ألن من تعد مثلي كثري وأنا ال أكان رجل يف دار بأجرة وكان خشب السقف يتفرقع كثريا فلما جاء رب الدار يطالبه . حاجته

باألجرة قال له اصلح هذا السقف فإنه يتفرقع قال ال بأس عليك فإنه يسبح اهللا قال أخشى أن .تدركه الرأفة فيسجد

قدرا فأخذ أحدهم قطعة حلم فأكلها وقال يا مزيد حتتاج القدر إىل وقف قوم على مزيد وهو يطبخاخلل وأخذ آخر قطعة حلم فأكلها وقال حتتاج القدر إىل إبزار وأخذ آخر قطعة حلم وقال حيتاج

قال . القدر إىل ملح فأخذ الطباخ قطعة حلم وقال حتتاج القدر إىل حلم فتضاحكوا منه وانصرفوافقال فرأت بن البحرين الفياض قال فما كنيتك قال أبو الغيث قال بأيب رجل ألعرايب ما امسك

قال سعيد بن مسلم لبعض جلسائه يف بستانه ما . أنت ينبغي أن نلقي فيك زورقا وإال غرقنا .أحسن هذا البستان قال أنت أحسن منه ألنه يؤتى أكله كل عام مرة وأنت تؤيت أكلك كل يوم

له مل قمت قال ال قعد فواله دخل خمنث على العريان بن اهليثم قام رجل على رأس ملك فقال وهو أمري املؤمنني بالكوفة فقال يا عدو اهللا أتتخنث وأنت شيخ فقال مكذوب علي كما كذب

على األمري أعزه اهللا فاستوى جالسا وقال وما قيل يف، قال يسمونك العريان وأنت صاحب صفورا فأخطأه فقال له رجل أحسنت فغضب عشرين جبة فضحك وخلى سبيله رمى رجل ع .وقال أهتزأ يب قال ال ولكن أحست إىل العصفور

قال جعفر بن حيىي الربمكي لبعض ندمائه اشتهي واهللا أن أرى إنسانا تليق به النعمة فقال له الرجل أنا أريك ذاك عيانا فقال هات فأخذ املرآة فقرهبا من وجهه قص قاص فقال إذا مات العبد

وهو سكران دفن وهو سكران وحشر وهو سكران فقال رجل يف طرف احللقة هذا واهللا نبيذ جيد يساوي الكوز منه عشرين درمها نظر األصبهاين إىل أيب هفان يسار رجال فقال فيم تكذبان قال يف مدحك كان رجل من الظرف مع الرشيد يف سفره إىل خراسان فلما عال عقبة ماسدان

مد هللا الذي أخرجنا من الدنيا ساملني اجتاز بالناشيء البغدادي قصاب يبيع حلم قال الرشيد احلبقر هزيل وهو يقول أين من حلف ال يغنب فقال له الناشىء حىت حتنثه قال تاب خمنث فلقيه خمنث آخر فقال من أين تأكل قال من بقية ذاك الكسب فقال حلم اخلنزير طريا أطيب منه قديدا وقال

دة املخنث ثغر دابة فمط ذنبها وقال هذه متشي على استحياء أطعم رجل من جدي أربعة رأى عباأيام فقال له هذا اجلدي موته أطول عمرا منه يف حياته اجتمع قوم يف دعوة وفيهم رجل له حمبوب

يف اجلماعة فلما ناموا قام احملب فأطفأ السراج وأخذ بيده حىت أن رآه أحد وضع املخدة حتت وقام فلما بلغ إىل املكان خرجت جارية بشمعة فالصق املخدة باحلائط واتكأ عليها يغط، رأسه

.فقالت اجلارية وحيك تنام وتغط قائما فقال هلا إيش عليك مين كيفما أردت أن أنام منتدخل رجل ذكي إىل املسجد يصلي فسرقوا نعله فتركوها يف كنيسة جبوار املسجد فجعل يفتش

الكنيسة فقال وحيك ملا أسلمت أنا هتودت أنت، قال بعض األذكياء إذا رأيت عليها فرآها يفرجال من صالة الغداة على باب داره وهو يقول وما عند اهللا خري وأبقى فاعلم أن يف جواره وليمة مل يدع إليها وإذا رأيت قوما خيرجون من جملس القاضي وهو يقولون وما شهدنا إال مبا

هادهتم مل تقبل وإذا تزوج الرجل فسئل عن حاله فإن قال ما رغبنا إال يف علمنا فاعلم أن شالصالح فاعلم أن زوجته قبيحة، قال الشيخ حكي لنا أن بعض الناس ضاف رجال فانتبه صاحب

الدار بالليل فسمع ضحك الرجل من الغرفة فصاح به فالن قال لبيك قال أنت كنت يف الدار قال تدحرجت قال الناس يتدحرجون من فوق إىل أسفل فكيف فما الذي رقاك إىل الغرفة

.تدحرجت أنت قال فمن هذا أضحكقال رجل لرجل إن لطمتك لطمة ألبلغن بك املدينة فقال له فأحب إن تردفها بأخرى لعل اهللا

تعاىل أن يرزقين احلج على يديك، قال صيب ليهودي يا عم قف حىت أصفعك قال أنا مستعجل رجل لبعض املغنني ما تعرف الثقيل األول وال الثقيل الثاين فقال وكيف ال اصفع أخي قال

أعرفهما وأنا أعرفك وأعرف أباك، نظر أبو الفضل اهلمداين إىل رجل طويل بارد فقال قد أقبل ليل الشتاء، رؤي فقري يف قرية فقيل له ما تصنع فقال ما صنع موسى واخلضر عليهما السالم يعين

وسئل بعض السوقة عن سوقهم فقال مثل سوق اجلنة يعين أنه ال بيع فيه وال استطعما أهلها قال شتم رجال من العوام فقال له إيش قلت لك فأومهه أنه يسأل أي شيء قلته لك حىت . شراء

تشتمين وإمنا أراد أي شيء قلته فهو لك وهذا من عجيب الفطنة، جاءت جارية رجل إليه وهو يف رهه فقالت له يا سيدي غمض عينيك وخذه فقال كذا افعل بشرى يل أين املوت بشيء يشربه فك

.أموت

قال رجل لرجل بأي وجه تلقاين وقد فعلت كذا وكذا قال بالوجه الذي ألقى به ريب عز وجل وذنويب إليه أكثر من ذنويب إليك، تكلم بعض القصائص قال يف السماء ملك يقول كل يوم لدوا

بعض األذكياء اسم ذلك امللك أبو العتاهية، قال استدعي رجل للموت وابنو للخراب فقالمغنيني فلما مها بالغناء قال أحدمها لآلخر اتبعين قال ال بل أنت اتبعين قال ال بل أنت اتبعين فلما

قال قدم طباخ إىل بعض األذكياء طبقا وعليه . طال هذا بينهما قال صاحب البيت اتبعاين مجيعاإيش تشتهي أجيئك به فقال خبزا، وحكى أيضا إن بعض احملتسبني جاز يوما رغيفان مث قال له

على رجل ينادي على اخلبيص رطلني حببة فقال له وحيك الدبس يباع رطل حببة والشريج رطل بقرياط فكيف تبيع أنت اخلبيص رطلني حببة فقال يا سيدنا ما يف اخلبيص شيء من اللذين ذكرت

.واهللا املوفق قال فبع اآلن كيف شئت

الباب الثالث والعشرون

يف احترازات األذكياء

قال الشيخ رضي اهللا عنه روينا عن العباس بن عبد املطلب أنه سئل أميا أكرب أنت أو رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أكرب وأنا ولدت قبله، وروينا عن

أنه قال لبعض أهل املدينة أنا أسن أن أنت فقال له ال أذكر ليلة عثمان بن عفان رضي اهللا عنه قال ابن عرابة . زفت أمك املباركة على أبيك الطيب وهذا االحتراز مليح ألنه مل يقل أمك الطيبة

املؤدب حكي يل حممد بن عمر الصيب أنه حفظ ابن املعتز وهو يؤدبه والنازعات وقال له إذا يف أي شيء أنت فقل له يف السورة اليت تلي عبس وال تقل أنا يف سألك أمري املؤمنني أبوك

النازعات قال فسأله أبوه يف أي شيء أنت قال يف السورة اليت تلي عبس فقال من علمك هذا قال عبد الواحد بن نصر املخزومي قال أخربين من . قال مؤديب قال فأمر له بعشرة آلف درهم

افرا ميشي وعليه مرقعة وهو يف مجاعة حنو الثالثني رجال كلهم أثق به أنه خرج يف طريق الشام مسعلى هذه الصفة فصحبنا يف بعض الطريق رجل شيخ حسن اهليئة معه محار فأره يركبه ومعه بغالن

عليهما رجل وقماش ومتاع فاخر فقلنا له يا هذا إنك ال تفكر يف خروج األعراب علينا فإنه ال ح لك صحبتنا مع ما معك فقال يكفينا اهللا مث سار ومل يقبل منا شيء معنا يؤخذ وأنت ال تصل

وكان إذا نزل يأكل استدعي أكثرنا فأطعمه وسقاه وإذا عيي الواحد منا أركبه على أحد بغليه وكانت مجاعة ختدمه وتكرمه وتتدبر برأيه إىل أن بلغنا موضعا فخرج علينا حنو ثالثني فارسا من

وما نعناهم فقال الشيخ ال تفعلوا فتركناهم ونزل فجلس وبني يديه األعراب فتفرقنا عليهم

سفرته ففرشها وجلس يأكل وأظلتنا اخليل فلما رأوا الطعام دعاهم إليه فجلسوا يأكلون مث حل رحله وأخرج منه حلوى كثرية وتركها بني يدي األعراب فلما أكلوا وشبعوا مجدت أيديهم

نا أن احللو مبنج أعددته ملثل هذا وقد متكن منهم ومتت وخدرت أرجلهم ومل يتحركوا فقال لاحليلة ولكن ال يفك البنج إال أن تصفعوهم فافعلوا فإهنم ال يقدرون لكم على ضرر وسري ففعلوا

فما قدروا على االمتناع فعلمنا صدق قوله وأخذنا أسلحتهم وركبنا دواهبم وسرنا حواليه يف علينا فما جنتاز بقوم أال يظنونا من أهل البادية فيطلبون موكب ورماحهم على أكتافنا وسالحهم

.النجاة منا حىت بلغنا ما منناحدثنا أبو حممد عبد اهللا ابن علي املقري قال دفن رجل ماال يف مكان وترك عليه طابقا وترابا

ا احتاج إىل كثريا مث ترك فوق ذلك خرقة فيها عشرون دينارا وترك عليها أترابا كثريا ومضى فلمالذهب كشف عن العشرين فلم جيدها فكشف عن الباقي فوجده فحمد اهللا على سالمة ماله وإمنا فعل ذلك خوفا أن يكون قد رآه أحد وكذلك كان فأنه ملا جاءه الذي رآه وجد العشرين فأخذها

ج إىل دخول ومل يعتقد أن شيئا آخر، حدثين بعض املشايخ أن رجال يهوديا كان معه مال فاحتااحلمام وخاف أن ينكسر سبته إن محله معه فدخل إىل خزانة احلمام فحفر ودفنه مث دخل إىل

احلمام وخرج فبحث عنه فلم جيده فسكت ومل خيرب أحدا ال زوجته وال ولدا وال صديقا فجاءه علمت بعد أيام رجل فقال كيف أنت من شغل قلبك فلزمه وقال رد مايل يل فقالوا له من أين

قال رآين ملا دفنته خملوق وال حدثت به خملوقا قال إن هذا أخذه ما قال كيف أنت من شغل . قلبك

ISLAMICBOOK.WS لجميع | ٢٠١٠ متاحة الحقوق جميع

المسلمين

األذكياء: كتاب بن اجلوزي : املؤلف ا

وقال بعضهم خرجت يف الليل حلاجة فإذا أعمى على عاتقه جرة ويف يده سراج فلم يزل ميشي حىت أتى النهر ومأل جرته وانصرف راجعا فقلت يا هذا أنت أعمى والليل والنهار عندك سواء فقال يا فضويل محلتها

روى أبو احلسن . ال يعثر يب يف الظلمة فيقع علي فيكسر جريتمعي ألعمى القلب مثلك يستضيء هبا فاألصفهاين أن إبراهيم املوصلي دخل على الرشيد وبني يديه جارية كأهنا خوط بان فقال هلا الرشيد غين

:فغنت وفيه مكان الوهم من نظري أثر... تومهه قليب فأصبح خده

حه الفكرومل أر جسما قط جير... ومر بومهي خاطرا فجرحته قال إبراهيم فذهبت واهللا بعقلي حىت كدت أفتضح فقلت من هذه يا أمري املؤمنني قال هذه اليت يقول فيها

:الشاعر فنحن كذاك يف جسدين وروح... هلا قليب الغداة وقلبها يل

:مث قال غين يا إبراهيم فغنيت متشي محيا الكأس يف جسم شارب... تشرب قليب حبها ومشى هبا

كما دب يف امللسوع سم العقارب... هواها يف عظامي فشفها ودب قال ففطن بتعريضي وكانت غلطة مين فأمرين باالنصراف ومل يدعين شهرا مث دس إيل خادما ومعه رقعة فيها

:مكتوب ومل يدر من هويت حبايل... قد ختوفت أن أموت من الوجد

يا كتايب ال أمسى وقل له... يا كتايب اقرأ السالم على من يف شقاء مواصل وعذاب... إن كفا إليك قد كتبتين

فأتاين اخلادم بالرقعة فقلت له ما هذا قال رقعة من فالنة اجلارية اليت غنتك بني يدي أمري املؤمنني فأحسست بالقصة فشمت اخلادم وقمت إليه فضربته ضربا شفيت منه نفسي وركبت إىل الرشيد من فوري فأخربته

عطيته الرقعة فضحك حىت كاد أن يستلقي وقال علي عمد فعلت ذاك المتحنك وأعرف مذهبك بالقصة وأوطريقتك مث دعا يل اخلادم فخرج فلما رآين قال قطع اهللا يديك ورجليك ويلك قتلتين فقلت القتل بعض

مر يل حفك ملا وردت به علي ولكين أبقيت عليك وأخربت أمري املؤمنني ليأيت يف عقوبتك ما تستحقه فأوقعت على ابن املهلب حية فلم يدفعها . الرشيد بصلة سنية واهللا يعلم أين ما فعلت ما فعلته عفافا بل خوفا

.عن نفسه فقال له أبوه يا بين ضيعت العقل من حيث حفظت الشجاعة

الباب الرابع والعشرون

يف ذكر طرف من أحوال الشعراء واملداحني

يأكل على مائدة بني يدي جعفر بن القاسم وجعفر يأكل على مائدة قال ميوت بن املزرع جلس اجلمازأخرى وكانت الصفحة ترفع من بني يدي جعفر فتوضع بني يدي اجلماز فرمبا كان عليها قليل ورمبا مل يكن شيء فقال اجلماز أصلح اهللا األمري ما حنن اليوم إال عصبة فرمبا فضل لنا بعض املال ورمبا أخذه أهل السهام

:قال أبو احلسن السالمي الشاعر مدح اخلالديان سيف الدولة بن محدان بقصيدة أوهلا. ال يبقى لنا شيءو وتوعده وال تعد... تصدو دارها صدد

فال عقل وال أقود... وقد قتلته ظاملة وقاال فيها يف مدحه

وسائر جسمه أسد... فوجه كله قمر حسن هذا البيت منها وجعل يردد إنشاده فدخل عليه فلما أنشده إياها عجب هبا سيف الدولة واست

الشيميطي الشاعر فقال له امسع هذا البيت وأنشده إياه فقال له الشيميطي أمحد ربك فقد جعلك من قال املصنف اخلالديان رجالن ومها أبو بكر حممد وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم كانا أخوين . عجائب البحر

الشعر وكثرة األدب وكانا يشتركان يف الشعر وينفردان فقال فيهما أبو اسحق واتفقا يف حسني الطبع ورقة :الصايب

قصائد يفىن الدهر وهي ختلد... أرى الشاعرين اخلالدين سريا ومر جدال بينهم يتردد... تنازع قوم فيهما وتناقضوا وطائفة قالت هلم بل حممد... فطائفة قالت سعيد مقدم وما قلت إال بأنين هي أرشد... ت بينهم وصاروا إىل حكمي فأصلح

ومعناها من حيث ثنيت مفرد... مها يف اجتماع الفضل روح مؤلف خرج طاهر بن احلسن لقتال عيسى بن هامان فخرج ويف كمه دراهم يفرقها على الفقراء مث سها وأسبل

:كمه فتبددت فتطري فقال له شاعر يف ذلك منا ذهاب اهلم وذهابه... هذا تفرق مجعهم ال غريه

ال خري يف إمساكه يف الكم ... شيء يكون اهلم نصف حروفه

:أحضر عبد امللك رجال يرى رأى اخلوارج فأمر بقتله فقال الست القائل ومنا أمري املؤمنني شبيب... ومنا سويد والبطني وقعنب

عن نفسه إذ صرف األعراب عن فقال إمنا قلت ومنا أمري املؤمنني أردت يا أمري املؤمنني فحقن دمه ودرأ :هجا بعض الشعراء أبا عثمان املازين فقال. اخلرب إىل اخلطاب

أمه معرفة وأبوه نكرة... وفىت من مازن ساد أهل البصرة ودخل عبد امللك بن صاحل دار الرشيد فلقيه إمساعيل بن صبيح احلاجب فقال اعلم أنه ولد ألمري املؤمنني

اآلخر فيجب أن ختاطبه حبسب ما عرفتك فلما صار بني يديه قال سرك اهللا يا ابنان فعاش أحدمها ومات أمري املؤمنني فيما ساءك وال ساءك فيما سرك وجعلها واحدة بواحدة تستوجب من اهللا زيادة الشاكرين

قال دخل جعفر الضيب على الفضل بن سهل فقال أيها األمري أسكتين عن أوصافك . وجزاء الصابرينالك يف السؤدد وحريين فيها كثرة عددها فليس إىل ذكر مجيعها سبيل فإن أردت وصف واحدة تساوى أفع

.اعترضت أختها فلم تكن األوىل أحق بالذكر فلست أصفها إال بإظهار العجز عن وصفهاقال دخل أبو دالمة على املنصور فأنشده قصيدة فقال يا أبا دالمة إن أمري املؤمنني قد أمر لك بكذا وكذا

من صله وكساك ومجلك وأقطعك أربعمائة جريب مائتان عامر ومائتان غامر فقال أما ما ذكر أمري املؤمنني من الصلة فقد عرفته وعرفت العامر فما العامر قال الذي ال نبات فيه وال شجر فقد أقطعت أمري املؤمنني

.ك منه وسوغها إياه عامرةأربعة آالف جريب غامر قال وحيك أين قال ليما بني احلرية والكوفة فضحقال املدايين دخل نصيب على عبد امللك بن مروان فتغدي معه مث قال له هل لك فيما يتنادم عليه فقال لوين حائل وشعري مفلفل وخلقي مشوه ومل أبلغ ما بلغت من إكرامك إياي بشرف أب وال أم وإمنا بلغته بعقلي

قال املدايين جلس . ول بيين وبني ما بلغت به هذه املنزلة فأعفاهولساين فأنشدك اهللا يا أمري املؤمنني أن حت. نساء ظراف إىل بشار بن برد فتحدث وحتدثن مث قلنا له لوددنا أنك أبونا قال على أين على دين كسرى

قال خالد الكاتب ارتج علي وعلى دعبل وواحد من الشعراء قد مساه ومل أحفظ امسه نصف بيت قلنا مجيعا احلسن مث قلنا ليس لنا إال جعيفران املوسوس فجئناه فقال ما تبغوين فقال خالد جئناك يف حاجة فقال يا بديع

ال تؤذوين فإين جائع فبعثنا فاشترينا له طعاما فلما شبع قال حاجتكم قلنا اختلفنا يف نصف بيت فقال ما هو :يا بديع احلسن فما تلعثم واهللا إن قال

لك من هجر بديع... يا بديع احلسن حاشا :فقال له دعبل زدين بيتا فقال

تك من سوء الصنيع... وحبسن الوجه عوذ .فقال له الذي معنا ويل بيت فقال نعم وعزازة وكرامة

يل ذل اخلضوع... ومن النخوة يستعفيك :فقلت استودعك اهللا فقال انتظروا أزدكم بيتا آخر فقال

اجلميعكن مجيال يف ... ال يعب بعضك بعضا :ومن الفطنة الكالم املوجه الذي حيتمل املدح والذم ومنه قول املتنيب عدوك مذموم بكل لسان فإنه حيتمل املدح وحيتمل الذم ووجه الذم

.أن يكون املذكور دنيا وال يعادي الدين إال مثله وكذلك قولهشاعر فأراد أن يكثر عليه فقال واهللا سر يف عالك حيتمل املدح أي سر ال يطلع عليه يف تقدمي مثلك قال

:ألهل البلد فقرنتم األنعام بالشعراء... وتشاهبت سور القرآن عليكمو

:ومدح رجل رجال يقال له وفضل يسري يف البالد يسري... يسري فقال يف مدحه

عين أنه فقيل له أنك قد مدحته وأنه ال يعطيك شيئا فقال إن مل يعطين شيئا قلت بيدي هكذا وضم أصابعه ي

:وبلغين من هذا اجلنس قول رجل يف رجل. قليل مجادى وما ضمت عليه احملرم... حتلى بأمساء الشهور فكفه

وقال شاعر آخر من اليت قد ضمها خدرها... وقائل يل ما الذي تشتهي

أم شعرها األسود أم ثغرها... أوجهها حني بدا مقبال رمان أم صدرهاأم منبت ال... أم طرفها األدعج أم كشحها

ونصف حران وثلثي زها... قلت له أعشق ذا كله

وقدمت إىل أيب يعقوب اخلزميي . سئل جحظة عن دعوة حضرها فقال كل شيء كان منها بارد إال املاءسكباجه كبرية العظام فقال هذه شطرجنية واتبعت بفالوذجة قليلة احلالوة فقيل قد علمت هذه قبل أن

قال دخل . قال شاعر لشاعر أنا أقول البيت وخاه وأنت تقول البيت وابن عمه. يوحي ربك إىل النحلبعض شعراء اهلند على أمري فمدحه فقال له األمري تقدم يا زوج القحبة فقال ما زوج القحبة فقال هذه بلغة

أكرب العرب كناية عمن له قدر جليل وحمل كبري ومال ودواب وغلمان ومنزلة قال فأنت واهللا أيها األمريدخل بعض األدباء على املأمون يسأله حاجة . زوجة قحبة يف الدنيا فخجل وعلم أن مزاجه جر عليه شتمه

:فلم يقضها فقال يا أمري املؤمنني إن يل شكر قال ومن حيتاج إىل شكرك فأنشأ يقول لكثرة مال أو علو مكان... فلو كان يستغين عن الشكر مالك

وقال اشكروين أيها الثقالن... ملا ندب اهللا العباد لشكره .فقال أحسنت وقضى حاجته

:قال ابن اهلبارية أخي السماح أيب املظفر... قد قلت للشيخ الرئيس

قال املؤنث ال يذكر... ذكر معني امللك يب روى أبو جعفر حممد بن موسى املوسوي قال دخلت على أيب نصر بن أيب زيد وعنده علوي مربم فتأذى

وكثرة كالمه فلما هنض قال يل أبو نصر بن عمك هذا خفيف على القلب فقلت نعم فقال ما بطول جلوسهأظنك فهمت ففكرت فعلمت أنه أراد خفيفا مقلوبا وهو الثقيل وهذا املعىن الذي أراده أبو سعيد بن

:دوست يقلب يف أجفان عيين ويف قليب... وأثقل مين زائري وكأمنا أراك على قليب خفيفا على القلب... فقلت له ملا برمت بقربه

:وصف لشاعر طيب خراسان فلما سافر إليها مل تعجبه فقال فلن نعط املىن والصرب عنها... متينا خراسانا زمانا

وجدناها حبذف النصف منها... فلما أن أتيناها سراعا رجل من املشركني يقال له حدثنا زياد بن جبري رضي اهللا عنه قال أتى عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه ب

اهلرمزان فأسلم فقال فإين مستشريك يف مغازي هذه فأشر علي فقال نعم يا أمري املؤمنني األرض مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو املسلمني مثل طائر له رأس وجناحان وله رجالن فإن انكسر أحد اجلناحني

اآلخر هنضت الرجالن والرأس فإن انشدح الرأس هنضت الرجالن جبناح وبالرأس وإن انكسر اجلناح ذهبت الرجالن واجلناحان فالرأس كسرى واجلناح قيصر واجلناح اآلخر فارس فمر املسلمني فلينفروا إىل

.كسرىوخرج . وقد روينا أن اإلسكندر رأى يف عسكره مسيا له ال يزال ينهزم فقال له أما أن تغري امسك أو فعلك

صف أصحابه وأمر مناديا فنادى يا معشر الفرس قد علمتم ما كتبنا لكم من األمانات يوما يف احلرب من فمن كان على الوفاء فليعتزل عن العسكر وله منا الوفاء مبا ضمناه فاهتمت الفرس بعضها بعضا وكان أول

.اضطراب حدث فيهمما حنن فقد فعلنا ما اتفقنا عليه فكونوا دارا أمر مناديا يف عسكر دارا أيها الناس أ ٣ويف رواية أنه ملا صاف

من وراء ما ضمنتم فاستشعر دارا أن عسكره قد عزموا على تسليمه إىل اإلسكندر وكان ذلك بسبب واملا شخص عن فارس إىل اهلند تلقاه ملكها يف مجع عظيم ومعه ألف فيل عليها السالح والرجال . هزميته

هلا دواب اإلسكندر فهزم وعاد إىل مأمنه فأمر باختاذ فيلة من ويف خراطيمها السيوف واألغمدة فلم تقف حناس جموفة وربط خيله بني تلك التماثيل حىت ألفتها مث أمر فملئت نفطا وكربيتا وألبسها الدروع وجرت على العجل إىل املعركة وبني متثالني منها مجاعة من أصحابه فلما نشبت احلرب أمر بإشعال النار يف جوف

ثيل فلما محيت انكشف أصحابه عنها وغشيتها الفيلة فضربتها خبراطيمها فتشيطت وولت مدبرة راجعة التماقال ونزل مرة على مدينة حصينة فتحصن أهلها منه فأخرب . على أصحاهبا وصارت الدائرة على ملك اهلند

عنها وأمدهم مبال أن عندهم من املرية قدر كفايتهم فدس جتارا متنكرين وأمرهم بدخول املدينة ورحلومتاع فباعوا ما معهم وابتاعوا املرية فلما اكنزوا كتب أن أحرقوا ما عندكم من املرية واهربوا ففعلوا،

فزحف إىل املدينة فحاصرها أياما يسرية فأخذها وكان إذا أراد حماصرة بلد شرد من حوهلا من القرى فهربوا .فيفتحها إليها فيسرعون يف أكل املرية فتقل فيحاصرهم

وحكى عن كسرى بن هرمز أنه كان بعث األصهد إىل الروم يف جيش عظيم فأعطى من الظفر ما مل يعطه أحد قبله وأخذ األصهد خزائن الروم ووجهها على هيئتها إىل كسرى ففطن كسرى أن مال األصهد من

عوث عاقال فلما رأى األصهد الظفر وأن هذا يغريه عليه ويوجب له كربا فبعث إليه رجال ليقتله وكان املبوتدبريه وعقله قال له ما يصلح قتل هذا بغري جرم مث أخربه بالذي جاء له فأرسل األصهد إىل قيصر أين أريد أن ألقاك قال إذ شئت فتلتقيا فقال هلم إن هذا اخلبيث قد هم بقتلي ووجه إيل رجال بذلك وإين أريد هالكه

عل يل من نفسك ما اطمئن إليه وأعطيك من بيوت أمواله مثل الذي كالذي أراد مين والبادي أظلم فاجأصبت منك ومثل الذي أنت منفقه يف مسريك هذا فأعطاه من املواثيق ما اطمأن إليه وسار قيصر يف أربعني ألفا فنزل بكسرى فعلم كسرى كيف جرى األمر فاحتال لفض جنود قيصر فدعا متنصر يف دينه فقال إين

با لطيفا يف حريرة لتبلغه األصهد فال تطلعن على ذلك أحدا وأعطاه ألف دينار وقد علم كاتب معك كتا

كسرى أن القس يوصل كتابه إىل قيصر ألنه حتته هالك الروم وكان يف الكتاب إىل األصهد أين كتبت إليك فرقت عليهم وأنا وقد دنا مين قيصر فقد أحسن اهللا إلينا وأمكن منهم بتدبريك ال عدمت صواب الرأي وقد

ممهله حىت يقرب من املدائن مث أغافله يف يوم كذا فعره على من قتلك إياي فإين استأصلهم فخرج القس بالكتاب فأوصله إىل قيصر فقال قيصر هذا احلق وما أراد إال هالكنا فتوىل منصرفا واتبعه كسرى إياس بن

.قبيصة الطائي فقتل أصحابه وجنا قيصر يف شرذمة قليلةقال هشام بن حممد الكليب عن أبيه قال كان جذمية بن مالك ملكا على احلرية وما حوهلا من السواد ملك

ستني سنة وكان به وضح وكان شديد السلطان خيافه القريب ويهابه البعيد فنهيت العرب أن يقولوا بني الروم والفرس وهو األبرص فقالوا األبرش فغزا مليح بن الربء وكان ملكا على احلضر وهو احلاجز

:الذي ذكره عدي بن زيد يف قصيدة منها هذا البيت دجلة جتىب إليه واخلابور... وأخو احلضر إذ بناه وإذ

فقتله جذمية وطرد الزباء إىل الشام فلحقت بالروم وكانت عربية اللسان حسنة البيان شديدة السلطان ا أمجل منها وكان امسها فارغة وكان هلا شعر إذا مشت كبرية اهلمة قال ابن الكليب مل يكن يف نساء عصره

سحبته وراءها وإذا نشرته جللها فسميت الزباء قال الكليب وبعث عيسى بن مرمي عليه السالم بعد قتل أبيها فبلغت هبا مهتها أن مجعت الرجال وبذلت األموال وعادت إىل ديار أبيها وملكتها فأزالت جذمية

ى الفرات مدينتني متقابلتني من شرقي الفرات ومن غربيه وجعلت بينهما نفقا حتت األبرش عنها وابتنت علالفرات وكان إذا راهقها األعداء آوت إليه وحتصنت به وكانت قد اعتزلت الرجال فهي عذراء وكان بينها

بد وبني جذمية بعد احلرب مهادنة فحدث جذمية نفسه خبطبتها فجمع خاصته فشاورهم يف ذلك وكان له عيقال له قصري بن سعد وكان عاقال لبيبا وكان خازنه وصاحب أمره وعميد دولته فسكت القوم وتكلم

قصري فقال أبيت اللعن أيها امللك أن الزباء امرأة قد حرمت الرجال فهي عذراء ال ترغب يف مال وال مجال دفني يف سويداء القلب له كمون وهلا عندك ثار والدم ال ينام وإمنا هي تاركتك رهبة وحذار دولة، احلقد

ككمون النار يف احلجران اقتدحته أورى وإن تركته توارى وللملك يف بنات امللوك األكفاء متسع وهلن فيه منتفع وقد رفع اهللا قدرك عن الطمع فيمن دونك وعظم شأنك فما أحد فوقك فقال جذمية يا قصري الرأي

قة إىل ما حتب وهتوى ولكا امرئ قدر ال مر له منه وال وزر فوجه ما رأيت واحلزم فيما قلته ولكن النفس تواإليها خاطبا وقال ائت الزباء فاذكر هلا ما يرغبها فيه وتصبو إليه فجاءهتا خطبته فلما مسعت كالمه وعرفت مراده قالت له انعم بك عينا ومبا جئت به وله وأظهرت له السرور به والرغبة فيه وأكرمت مقدمة ورفعت

وضعه، وقالت قد كنت أضربت عن هذا األمر خوفا أن ال أجد كفؤا وامللك فوق قدري وأنا دون قدره موقد أجبت إىل ما سأل ورغبت فيما قال، ولوال أن السعي يف مثل هذا األمر بالرجال أمجل لسرت إليه

ل واإلبل والغنم ونزلت عليه وأهدت إليه هدية سنية ساقت العبيد واإلماء والكراع والسالح واألمواومحلت من الثياب والعني والورق فلما رجع إليه خطيبه أعجبه ما مسع من اجلواب وأهبجه ما رأى من

اللطف وظن أن ذلك حلصول رغبة فأعجبته نفسه وسار من فوره فيمن يثق به من خاصته وأهل مملكته

وهو أول ملوك احلرية من خلم وفيهم قصري خازنه واستحلف على مملكته ابن أخته عمرو بن عدي اللخميوكان ملكه عشرين ومائة سنة وهو الذي اختطفته اجلن وهو صيب وردته وقد شب ونرب فقالت أمه ألبسوه الطوق فقال خاله جذمية شب عمرو عن الطوق فصارت مثال فاستخلفه وسار إىل الزباء فلما صار ببقة نزل

صحابه فسكت القوم وافتتح الكالم قصري بن سعد قال وتصيد وأكل وشرب واستعاد املشورة والرأي من أوال تعتقد . أيها امللك كل عزم ال يؤيد حبزم قال يل أف ما يكون كونه فال تثق بزخرف قول ال حصول له

الرأي باهلوى فيفسد وال احلزم باملىن فيبعد والرأي عندي للملك أن يعتقب أمره بالتثبت ويأخذ حذره ر جتري باملقدور لعزمت على امللك عزما بتا أن ال يفعل فأقبل جذمية على اجلماعة بالتيقظ ولوال أن األمو

. فقال ما عندكم أنتم يف هذا األمر، فتكلموا حبسب ما عرفوا من رغبته يف ذلك وصوبوا رأيه وقووا عزمهلقصري أمر فقال قصري أرى القدر يسابق احلذر وال يطاع . فقال جذمية الرأي للجماعة والصواب ما رأيتم

وسار جذمية فلما قرب من ديار الزباء نزل وأرسل إليها يعلمها مبجيئه فرحبت وقربت . فأرسلها مثالوأظهرت السرور به والرغبة فيه وأمرت أن حيمل إليه اإلنزال والعلوفات وقالت جلندها وخاصة أهل

رسول إليه باجلواب مبا رأى ومسع وعاد ال. مملكتها وعامة أهل دولتها ورعيتها تلقوا سيدكم وملك دولتكمفلما أراد جذمية أن يسري دعا قصريا فقال أنت على رأيك قال نعم قد زادت بصرييت فيه أفأنت على

فال قصري ليس لألمور بصاحب، من مل ينظر يف العواقب وقد . عزمك، قال نعم وقد زادت رغبيت فيهمسلط على استدراك الصواب فإن وثقت بأنك ذو ملك يستدرك األمر قبل فواته ويف يد امللك بغية هو هبا

وعشرية ومكان فإنك قد نزعت يدك من سلطانك وفارقت عشريتك ومكانك وألقيتها يف يدي من لست آمن عليك مكره وغدره فإن كنت وال بد فاعال هلواك تابعا فإن القوم أن تلقوك غدا فرقا وساروا أمامك

يف يدك والرأي فيه إليك وأن وجاء قوم وذهب قوم فاألمر بعده

تلقوك رزدقا واحدا وأقاموا لك صفني حىت إذا توسطتهم انقضوا عليك من كل جانب فأحدقوا بك فقد ملكوك وصرت يف قبضتهم وهذه العصا ال يشق غبارها، وكانت جلذمية فرس تسبق الطري وجتاري الرايح

ة بك أن ملكت ناصيتها، فسمع جذمية ومل يرد يقال هلا العصا فإذا كان كذلك فتملك ظهرها فهي ناحيجوابا وسار وكانت الزباء ملا رجع رسول جذمية من عندها قالت جلندها إذا أقبل جذمية غدا فتلقوه بأمجعكم وقوموا له صفني عن ميينه ومشاله فإذا توسط مجعكم فتعرضوا عليه من كل جانب حىت حتدقوا به وإياكم أن

صري عن ميينه فلما لقيه القوم رزدقا واحدا أقاموا له صفني فلما توسطهم انقضوا يفوتكم وسار جذمية وقوكان قصري يسايره . عليه من كل جانب انقضاض األحدل على فريسته فأحدقوا به وعلم أهنم قد ملكوه

فأرسله مثال. فأقبل عليه وقال صدقت يا قصري فقال قصري أيها امللك أبطأت باجلواب حىت فات الصواب. فقال كيف الرأي اآلن قال هذه العصا فدونكنها لعلك تنجو هبا فأنف جذمية من ذلك وسارت به اجليوش

فلما رأى قصري أن جذمية قد استسلم لألسر وأيقن بالقتل مجع نفسه فصار على ظهر العصا وأعطاها عناهنا الزباء من قصرها فقالت ما وزجرها فذهبت هتوي به هوى الريح فنظر إليه جذمية وهي تطاول به وأشرفت

أحسنك من عروس جتلي علي وتزف إيل حىت دخلوا به إىل الزباء ومل يكن معها يف قصرها إال جوار أبكار

وكانت جالسة على سريرها وحوهلا ألف وصيفة كل واحدة ال تشبه صاحبتها يف خلق وال زي . أتراباإلنطاع فبسطت، وقالت لوصائفها خذوا بيد وهي بينهن كأهنا قمر قد حفت به النجوم تزهو فأمرت ب

سيدكن وبعل موالتكن فأخذن بيده فأجلسته على االلطالع حبيث يراها وتراه وتسمع كالمه ويسمع كالمها، مث أمرت اجلواري فقطعن رواهشه ووضعت الطشت حتت يده فجعلت تشخب يف الطشت

ك فقال جذمية ال حيزنك دم أراقه أهله، فلما فقطرت قطرة على النطع فقالت جلواريها أال تضيعوا دم امللمات قالت واهللا ما وهى دمك وال شفى قتلك ولكنه غيض من فيض مث أمرت به فدفن وكان جذمية قد استخلف على مملكته ابن أخته عمرو بن عدي وكان خيرج كل يوم إىل ظهر احلرية يطلب اخلرب ويقتفي

س قد أقبل يهوي به فرسه هوى الريح فقال أما الفرس ففرس األثر عن خاله فخرج ذات يوم فنظر إىل فارجذمية وأما الراكب فكاهليمة ألمر ما جاءت العصا فأشرف عليهم قصري فقالوا ما وراءك قال سعى املقدر بامللك إىل حتفه على الرغم من انفي وأنفه فاطلب بثأرك من الزباء فقال عمرو وأي ثأر يطلب من الزباء

اب اجلو فقال قصري قد علمت نصحي كان خلالك وكان األجل رائده واهللا ال أنا عن وهي أمنع من عقالطلب بدمه ما الح جنم وطلعت مشس أو أدرك يه ثأرا أو ختترم نفسي فاعذر، مث إنه عمد إىل أنفه فجدعه

نه مث حلق بالزباء على صورة كأنه هارب من عمرو بن عدي فيل هلا هذا قصري بن سعد عم جذمية وخازوصاحب أمره قد جاءك فأذنت له فقالت ما الذي جاءك إلينا يا قصري وبيننا وبينك دم عظيم اخلطر فقال يا

ابنة امللوك العظام لقد أتيت فيما يؤيت مثلك يف مثله ولقد كان دم امللك يطلبه حىت أدركه وقد جئتك سري إليك فجدع أنفي وأخذ مايل مستجريا بك من عمرو بن عدي فإنه اهتمين خباله ومبشوريت عليه بامل

وحال بيين وبني عيايل وهتددين بالقتل وإين خشيت على نفسي فهربت منه إليك، أنا مستجري بك ومستند إىل كهف عزك فقالت أهال وسهال، لك حق اجلوار وذمة املستجري وأمرت به فأنزل وأجرت له اإلنزال

دة ال يكلمها وال تكلمه وهو يطلب احليلة عليها ووصلته وكسته وأخدمته وزادت يف إكرامه وأقام موموضع الفرصة منها وكانت ممتنعة بقصر مشيد على باب النفق تعتصم به فال يقدر أحد عليها فقال هلا

قصري يوما إن يل بالعراق ماال كثريا وذخائر نفيسة مما يصلح للملوك وإن أذنت يل يف اخلروج إىل العراق ل به يف التجارة وأجعله سببا للوصول إىل مايل أتيتك مبا قدرت عليه من ذلك، فأذنت له وأعطيتين شيئا أتعل

وأعطته ماال فقدم العراق وبالد كسرى فأطرفها من طرائفه وزادها ماال إىل ماهلا كثريا وقدم عليها فأعجبها طرفا من اجلواهر والبز ذلك وسرها وترتب له عندها منزلة وعاد إىل العراق ثانية فقدم بأكثر من ذلك

واخلز والديباج فازداد مكانه منها وازدادت منزلته عندها ورغبتها فيه، ومل يزل قصري يتلطف حىت عرف موضع النفق الذي حتت الفرات والطريق إليه مث خرج ثالثة فقدم بأكثر من األولتني ظرائف

يف مهماهتا وملماهتا واسترسلت إليه ولطائف فبلغ مكانه منها وموضعه عندها إىل أن كانت تستعني بهوعولت يف أمورها عليه وكان قصري رجال حسن العقل والوجه حصينا لبيبا أديبا فقالت له يوما أريد أغزو البلد الفالين من أرض الشام فاخرج إىل العراق فاتين بكذا وكذا من السالح والكراع والعبيد والثياب،

بن عدي ألف بعري وخزانة من السالح والكراع والعبيد والثياب وفيها كذا فقال قصري ويل يف بالد عمرو

وكذا وما يعلم عمرو هبا ولو علمها ألخذها واستعان هبا على حربك وكنت أتربص به املنون وأنا أخرج متنكرا من حيث ال يعلم فآتيك هبا مع الذي سألت فأعطته من املال ما أراد وقالت يا قصري امللك حيسن

ئف فبلغ مكانه منها وموضعه عندها إىل أن كانت تستعني به يف مهماهتا .ثلك وعلى يد مثلك يصلح أمرهملوملماهتا واسترسلت إليه وعولت يف أمورها عليه وكان قصري رجال حسن العقل والوجه حصينا لبيبا أديبا

راق فاتين بكذا وكذا من السالح فقالت له يوما أريد أغزو البلد الفالين من أرض الشام فاخرج إىل العوالكراع والعبيد والثياب، فقال قصري ويل يف بالد عمرو بن عدي ألف بعري وخزانة من السالح والكراع

والعبيد والثياب وفيها كذا وكذا وما يعلم عمرو هبا ولو علمها ألخذها واستعان هبا على حربك وكنت ال يعلم فآتيك هبا مع الذي سألت فأعطته من املال ما أراد أتربص به املنون وأنا أخرج متنكرا من حيث

.وقالت يا قصري امللك حيسن ملثلك وعلى يد مثلك يصلح أمرهولقد بلغين أن أمر جذمية كان إيراده وإصداره إليكم وما تقصر يدك عن شيء تناله وال يقعد بك حال

ائر قد حتفز للوثبة وملا رأى قصري مكانه ينهض يب ومسع هبا رجل من خاصة قومها فقال أسد خادر وليث ثمنها ومتكنه من قلبها قال اآلن طاب املصاع وخرج من عندها فأتى عمر بن عدي فقال قد أصبت الفرصة

من الزباء فاهنض فعجل الوثبة، فقال له عمر وقل أمسع ومر أفعل فأنت طبيب هذه القرحة فقال الرجال فعمد إىل ألفي رجل من فتيان قومه وصناديد أهل مملكته فحملهم واألموال قال حكمك فيما عندنا مسلط

على ألف بعري يف الغرائز السود وألبسهم السالح والسيوف واحلجف وأنزهلم يف الغرائز وجعل رؤوس املسوح من أسفاهلا مربوطة من داخل وكان عمرو فيهم وساق اخليل والعبيد والكراع والسالح واإلبل

فقال قد جاء قصري وملا قرب من املدينة محل الرجال يف الغرائز متسلحني بالسيوف حمملة فجاءها البشريفلما قربت العري من . واحلجف وقال إذا توسطت اإلبل مدينة فاإلمارة بيننا كذا وكذا فاخترطوا الربط

ذرت منه مدينة الزباء يف قصرها فرأت اإلبل تتهادى بأمحاهلا فارتابت هبا وقد كان شيء بقصري إليها وحفقالت للواشي به إليه أن قصريا اليوم منا وهو ربيب هذه النعمة وصنيعة هذه الدولة وإمنا يبعثكم على ذلك احلسد ليس فيكم مثله فقدح ما رأت من كثرة اإلبل وعظم أمحاهلا يف نفسها مع ما عندها من قول الواشي

:به إليها فقالت لن أو حديداأجند ال حيم... ما للجمال مشيها وئيدا أم الرجال يف املسوح سودا... أم صرفانا باردا شديدا

مث أقبلت على جواريها فقالت أرى املوت األمحر يف الغرائز السود فذهبت مثال حىت إذا توسطت اإلبل ب املدينة وتكاملت ألقوا إليهم اإلمارة فاخترطوا رؤوس الغرائز فسقط إىل األرض ألفا ذراع بألفي باتر طالثأر القتيل غدرا وخرجت الزباء متصع تريد النفق فسبقها إليه قصري فحال بينهما وبينه فلما رأت أن فد

أحيط هبا وملكت التقمت خامتا يف يدها حتت فصه سم ساعة وقالت بيدي ال بيدك يا عمرو فأدركها عمرو ط قصري على جذمية قربا وقصري فضرباها بالسيف حىت هلكت وملكا مملكتها واحتويا على نعمتها وخ

:وكتب على قربه هذه األبيات يقول

واملشرفية عزه ما يوصف... ملك متتع بالعساكر والقنا وهو املتوج واحلسام املرهف... فسعت منيته إىل أعدائه

وقد روينا أن ملكا كان يقال له مشر ذو اجلناح سار إىل مسر قند فحاصرها فلم يظفر منها بشيء فطاف باحلرس فأخذ رجال من أهلها فاستمال قلبه وسأله عن املدينة فقال أما ملكها فأمحق الناس ليس له هم حوهلا

إال الشراب واألكل واجلماع ولكن له بنت هي اليت تقضي أمر الناس فبعث منه هدية وقال أخربها أين مل عها إليها وأمضى إىل الصني فإن أجيء اللتماس املال فإن معي من املال أربعة آالف تابوت ذهبا وفضة داف

كانت يل األرض كانت امرأيت وإن هلكت كان املال هلا فلما بلغتها رسالته قالت قد أجبته فليبعث باملال فأرسل إليها أربعة آالف تابوت يف كل تابوت وجعل مشر العالمة بينه وبينهم أن يضرب باجللجل فلما

ذوا األبواب وهنض مشر يف الناس فدخل املدينة فقتل أهلها صاروا يف املدينة ضرب باجللجل فخرجوا فأخوقد كان كسرى من الذكاء على غاية فروينا عنه أنه مت غليه رجل . وحوى ما فيها مث سار إىل الصني

.بصديق له فكتب كسرى للنام قد اخترنا نصحك وذممنا صاحبك لسوء اختباره اإلخوانن يقتلين فأمر بسم فخلط يف أدوية مث كتب عليه دواء اجلماع قال منجمو كسرى إنك تقتل فقال ألقتلن م

جمرب من أخذ منه وزن كذا جامع كذا وكذا مرة فلما قتله ابنه شريويه وفتش خزائنه مربه فقال يف نفسه روتاية أن شريويه ملا أراد قتل أبيه . هذا الدواء الذي كان يقوي به على السراري فأخذ منه فقتله وهو ميت

ه من يقتله فلما دخل عليه قال إين أدلك على شيء لوجوب حقك يكون فيه غناك قال وما هو قال بعث إليالصندوق والفالين فذهب الرجل إىل شريويه فأخربه اخلرب فأخرج الصندوق وفيه حق فيه حب ومث مكتوب

أخذ منه من اخذ منه واحدة افتض عشرة أبكار فطمع شريويه يف صحة ذلك فأخذه وعوض الرجل منه مث .حبة فكان هالكه وكان كسرى أول ميت أخذ بثأره من حي

هزم بعض امللوك فنثر طالبيه زجاجا ملونا شبيها باجلوهر األمحر واألخضر ودنانري صفرا مطلية بالذهب فتشاغل طالبوه بلقطها فنجا علم بعض امللوك بسكر يطلبه فأخذ شعريا فطبخه باملاء مع قضبان الدفلى مث

مث جربه يف دابة قلما أكلته نفقت من يومها فخرج هو وعسكره ناحية ونثر الشعري واملرية فلما سار جففه .القوم إليه ترك ما يف معسكره وتنحى فجاؤوا فأطلقوا دواهبم يف الشعري فهلكت كلها

مسعت حارب قوم ومعهم فيلة فقهروا عدوهم فأشار على العدو رجل أن حيملوا خنزيرا وأن يضربوه فلماجاء رجل معه هر حتت حضنه ومشى بسيفه إىل الفيل فلما دنا منه رمى باهلر يف وجهه . الفيلة صوته هربت

قيل ألسلم بن زراعة أن . فأدبر الفيل هاربا وتساقط من كان فوقه فكرب املسلمون وكان سبب اهلزميةقال يغضب علي وأنا حي أحب اهنزمت من أصحاب مرداس بن أدية يغضب عليك األمري عبيد اهللا بن زياد

خرج أمري ومعه رجل فيه ذكاء فبينما هم على الغداء قال لألمري اركب فقد . من أن يرضى عين وأنا ميتحلقنا القدو قال كيف وما يرى أحد قال اركب عاجال فإن األمر أسرع مما حتسب فركب وركب الناس

قال كيف علمت قال أما رأيت الوحش مقبلة فالحت الغربة وطلع عليهم سرعان اخليل فعجب األمري و .علينا ومن شأن الوحوش اهلرب منا فعلمت أهنا مل تدع عاداهتا إال ألمر قد دمهها واهللا املوفق

الباب السادس والعشرون

يف ذكر طرف من فطن املتطببني

قه يف طريقه أنه كان قال حممد بن علي األمني حدثنا بعض األطباء الثقات أن غالما من بغداد قدم الري فلحينفث الدم فاستدعى أبا بكر الرازي الطبيب املشهور باحلذق فأراه ما ينفث ووصف له ما جيد فنظر إىل

نبضه وقارورته واستوصف حاله فلم يقم له دليل على سل وال قرحة ومل يعرف العلة فاستنظر العليل لينظر ن احلياة حلذق املتطبب وجهله بالعلة فزاد أمله ففكر يف حاله فاشتد األمر على املريض وقال هذا بأي يل م

الرازي مث عاد إليه فسأله عن املياه اليت شرب فقال من صهاريج ومسقفات فثبت يف نفس الرازي حبدة خاطره وجودة ذكائه أن علقة كانت يف املاء وقد حصلت يف معدته وذلك الدم من فعلها فقال إذا كان يف

تأمر غلمانك أن يطيعوين فيك مبا آمرهم قال نعم فانصرف الرازي فجمع غد عاجلتك ولكن بشرط أنمركنني كبريين من طحلب فأحضرمها يف غد معه فأراه إيامها قال ابلع مجيع ما يف هذين املركنني فبلع شيئا

يسريا مث وقف قال ابلع قال ال أستطيع فقال للغلمان خذوه فأقيموه ففعلوا به ذلك وطرحوه على قفاهوفتحوا فاه فأقبل الرازي يدس الطحلب يف حلقه ويكبسه كبسا شديدا يطالبه ببلعه ويتهدده بأن يضرب إىل أن بلعه كارها أحد املركنني بأسرع والرجل يستغيث ويقول الساعة قذف فزاد الرازي فيما يكسبه يف حلقه

وصل إليها الطحلب قربت إليه بالطبع فذرعه القيء فتأمل الرازي ما قذف فإذا كانت فيه علقة وإذا هي ملا .وتركت موضعها فالتفت على الطحلب وهنض العليل معاىف

حدثنا علي بن احلسن الصيدالين قال كان عندنا غالم حدث من أوالد النبا فلحقه وجع يف معدته شديد بال حنل جسمه فحمل سبب يعرفه فكانت تضرب عليه أكثر األوقات ضربا عظيما حىت يكاد يتلف وقل أكله و

إىل األهواز فعوجل بكل شيء فلم ينجع فيه ورد إىل بيته وقد يئس منه فجاز بعض األطباء فعرف حاله فقال للعليل اشرح يل حالك من زمن الصحة فشرح إىل أن قال دخلت بستانا فكان يف بيت البقر رمان كثري

الرمانة بفمي وأرمي به وأكسرها قطعا للبيع فأكلت منه كثريا قال كيف كنت تأكله قال كنت أعض رأسوآكل فقال الطبيب غدا أعاجلك بإذن اهللا تعاىل فلما كان الغد جاء بقدر اسفيداج قد طبخها من حلم جرو مسني فقال للعليل كل هذا قال العليل ما هو قال إذا أكلت عرفتك فأكل العليل فقال له امتلئ منه فامتأل مث

ت قال ال قال حلم كلب فاندفع يقذف فتأمل القذف إىل أن طرح العلي شيئا قال له أتدري أي شيء أكلأسود كالنواة فأخذه الطبيب وقال ارفع رأسك فقد برأت فرفع رأسه فسقاه شيئا يقطع الغثيان وصب على وجهه ماء ورد مث أراه الذي وقع فإذا هو قردا فقال أن املوضع الذي كان فيه الرمان كان فيه قردان من

البقر وأنه حصلت منهم واحدة يف رأس إحدى الرمانات اليت اقتلعت رؤوسها بفيك فنزل القرد إىل حلقك وعلق مبعدتك ميتصها وعلمت أن القراد هتش إىل حلم الكلب فإن مل يصح الظن مل يضرك ما أكلت فصح

.فال تدخل فمك شيئا ال تدري ما فيه واهللا املوفق

ال مسعت حممد بن إدريس الشافعي رضي اهللا تعاىل عنه يقول ما أفلح مسني قط حدثنا أبو إدريس اخلوالين قإال أن يكون حممد بن احلسن وقيل له قال ال تغدو العاقل إحدى خصلتني إما أن يهتم آلخرته ومعاده أو

قال كان الدنيا ومعاشه والشحم مع اهلم ال ينعقد فإذا خال من املعنيني صار يف حد البهائم فانعقد الشحم مثملك يف الزمان األول وكان مثقال كثريا الشحم ال ينتفع بنفسه فجمع املتطببني وقال احتالوا إيل حبيلة خيف

عين حلمي هذا قليال قال فما قدروا له على شيء قال فبعث له رجل عاقل أديب متطبب فأراه فبعث إليه ك أنا متطبب منجم دعين حىت أنظر الليلة يف طالعك وأشخصه فقال له عاجلين ولك الغىن قال أصلح اهللا املل

أي دواء يوافق طالعك فأسقيك قال فغدا عليه فقال أيها امللك األمان قال لك األمان قال رأيت طالعك يدل على أن الباقي من عمرك شهر فإن أحببت عاجلتك وإن أدرت بيان ذلك فاحسبين عندك فإن كان

ص مين قال فحبسه قال مث رفع امللك املالهي واحتجب عن الناس وخال لقويل حقيقة فخل عين وإال فاستقوحده مهتما كلما انسلخ يوم ازداد غما حىت هزل وخف حلمه ومضى لذلك مثان وعشرون يوما فبعث إليه وأخرجه فقال ما ترى قال أعز اهللا امللك أنا أهون على عز وجل من أن أعلم الغيب واهللا ما أعرف عمري

أعرف عمرك إنه مل يكن عندي دواء إال الغم فلم أقدر أن أجلب إليك الغم إال هبذه العلة فأذاب فكيف حدثنا أبو احلسن بن احلسن بن حممد الصاحلي الكاتب قال رأيت مبصر . شحم الكلي فأجازه وأحسن إليه

يات جيريها عليه طبيبا كان هبا مشهورا يعرف بالقطيعي وقال أنه يكسب يف كل شهر ألف دينار من جراقوم من رؤساء العسكر ومن السلطان ومما يأخذه من العامة قال وكان له دار قد جعله شبه املرستان من

مجلة داره يأوي إليها الضعفاء واملرضى فيداويهم ويقوم بأغذيتهم وأدويتهم وخدمتهم وينفق أكثر كسبه يف إليه أهل الطب وفيهم القطيعي فامجعوا على ذلك فاتفق أن بعض فتيان الرؤساء مبصر أسكت قال فجعل

موته إال القطيعي وعمل أهله على غسله ودفنه فقال القطيعي أعاجله وليس يلحقه أكثر من املوت الذي قد أمجع هؤالء عليه فخاله أهله معه فقال هات غالما جلدا ومقارع فأتى بذلك فأمر به فمد وضربه عشر

ضربه عشرا أخر مث جس كجسه مث ضربه عشر آخر مث جس كجسه مقارع أشد الضرب قم مس جسده مثوقال أيكون للميت نبض قالوا ال قال فجسوا نبض هذا فجسوه فأمجعوا أنه نبض متحرك فضربه عشر مقارع أخر مث جسوه فجسوه فقالوا قد زاد نبضه فضربه عشرا أخر فتقلب فضربه عشرا فتأوه فضربه

فجلس العليل يتأوه فقال له ما جتد قال أنا جائع فقال أطعموه فجاؤوا مبا عشرا فصاح فقطع عنه الضرب أكله فرجعت قوته وقمنا وقد برأ فقال له األطباء من أين لك هذا كنت مسافرا يف قافلة فيها أعراب

خيفرونا فسقط منهم فارس عن فرسه فأسكت فقالوا قد مات فعمد شيخ منهم فضربه ضربا شديدا عظيما رفع الضرب عنه حىت أفاق فعلمت أن الضرب جلب إليه احلرارة أزالت سكتته فقست عليه أمر هذا وما .العليل

قال أبو منصور بن مارية وكان من رؤساء البصرة قال أخربين شيوخنا قال كان بعض أهلنا قد استقى وا أنه قد تناوهلا فلم تنفع وأيسوا من حياته فحمل إىل بغداد وشاورا األطباء فيه فوصفوا له أدوية كبار فعف

فأيسوا من حياته وقالوا ال حيلة لنا يف برئه فسمع العليل فقال دعوين اآلن أتزود من الدنيا وآكل ما أشتهي

وال تقتلوين باحلمية فقالوا كل ما تريد فكان جيلس بباب الدار فمهما اجتاز به اشتراه وأكله فمر به رجل عشرة أرطال فأكلها بأسرها فاحنل طبعه فقام يف ثالثة أيام أكثر من ثالمثائة يبيع جرادا مطبوخا فاشترى منه

جملس وكاد يتلف ثن انقطع القيام وقد زال كل ما كان يف جوفه وثابت قوته فربأ خرج يتصرف يف حوائجه فرآه بعض األطباء فعجب من أمره وسأله عن اخلرب فعرفه فقال ليس من شأن اجلراد أن يفعل هذا

ل وال بد أن يكون يف اجلراد الذي فعل هذا خاصية فأحب أن تدلين على صاحب هذا اجلراد الذي باعه الفعلك فما زاال يف طلبه حىت علما به، فرآه الطبيب فقال له ممن اشتريت هذا اجلراد فقال ما اشتريته أنا أصيده

كانا على فراسخ يسرية من بغداد وأمجع منه شيئا كثريا وأطبخه وأبيعه قال فمن أين تصطاده فذكر له مفقال له الطبيب أعطيك دينارا أو جتيء معي إىل املوضع الذي اصطدت منه اجلراد قال نعم فخرجا وعاد

الطبيب من الغد ومعه من اجلراد سيئ ومعه حشيشه فقالوا له ما هذا قال صادفت اجلراد الذي يصيده هذا يقال هلا مازريون وهي من دواء االستسقاء فإذا دفع إىل العليل الرجل يرعى يف صحراء مجيع نباهتا حشيشة

منها وزن درهم أسهله إسهاال عظيما ال يؤمن أن ينضبط والعالج هبا خطر ولذلك ما يكاد يصفها األطباء فلما وقع اجلراد على هذه احلشيشة ونضجت يف معدته مث طبخ اجلراد ضعف فعلها بطبختني فاعتدلت

.ت هذامبقدار ما أبرأ

قال أبو بكر اجلفاين دخلت يوما على القاضي حسني بن أيب عمر وهو مهموم حزين فقلت ال يغم اهللا قاضي القضاة أبدا ومن يزيد املائي حىت إذا مات يغتم عليه قاضي القضاة هذا الغم كله فقال وحيك مثلك يقول

وهل فخر البلد إال أن يكون رؤساء هذا يف رجل أوحد يف صناعته قد مات وال خلف له يقاربه يف حدقهالصاع وحذاق أهل العلوم فيه فإذا مضى رجل ال مثل له يف صناعة ال بد للناس منها فهال يدل هذا األمر على نقصان العلم واحنطاط البلدان مث أخذ يعدد فضائله واألشياء الظريفة اليت عاجل هبا والعلل الصعبة اليت

ياء كثرية ومنها أنه قال لقد أخربين من مدة طويلة رجل من جلة هذا البلد زالت بتدبريه فذكر من ذلك أشأنه كان حدث بابنة له علة ظريفة فكتمتها عنه، أطلع عليها فكتماه هو مدة مث انتهى أمرها إىل املوت قال يما فقلت ال يسعين كتم هذا أكثر من هذا قال وكانت العلة أن فرج الصبية كان يضرب عليها ضربانا عظ

ال تكاد تنام منه الليل وال هتدأ بالنهار وتصرخ من ذلك أعظم صراخ وجيري يف خالل ذلك منه دم يسري كماء اللحم وليس هناك جرح يظهر وال ورم كثري فلما خفت املأمت مث أحضرت يزيد فشاورته فقال تأذن يل

دون أن أشاهد املوضع وأفشه يف الكالم وتبسط عذري فيه فقلت نعم فقال أنه ال ميكنين أن أصف شيئابيدي واسأل املرأة عن أسباب لعلها كانت اجلالبة للعلة قال فلعظم الصورة وبلوغها حد التلف أمكنه من

ذلك فأطال مساءلتها وحديثها مبا ليس من جنس العلة بعد أن حبس املوضع حىت عرف بقمة األمل حىت ستراه فصربت على مضض إىل أن قال تأمر من كدت أن أثب به مث تصربت ورجعت إىل ما أعرفه من

ميسكها ففعلت ثن أدخل يده يف املوضع دخوال شديدا فصاحت الصبية وأغمي عليها وانبعث الدم فأخرج يف يده حيوانا أقل من اخلنفساء فرمى به فجلست االبنة يف احلال واستترت وقالت يا أبت استرين فقد

خرج من املوضع فلحقته وأجلسته وقلت أخربين ما هذا قال أن تلك عوفيت قال فأخذ احليوان يف يده و

املسألة اليت مل أشك أنك أنكرهتا إمنا كانت ألطلب شيئا أستدل به على العلة إىل أن قالت يل أن يوما من األيام جلست يف بيت دوالب البقر من بستان لكم مث حدثت العلة هبا من غري سبب تعرفه من بعد ذلك

تخايلت أنه قد دب إىل فرجها من القردان وكلما امتص من موضعه ولد الضربان وأنه إذا شبع نقط اليوم فمن الفرج الذي ميتص منه إىل خارج الفرج هذه النقطة اليسرية من الدم فقلت أدخل يدي وأفتش فأدخلت

الدم على طول يدي فوجدت القراد فأخرجته وهو هذا احليوان وقد كرب وتغريت صورته لكثرة ما ميص مناأليام قال فتأملت احليوان فإذا هو قراد قال برئت الصبية قال فقال يل أبو احلسن القاضي هل ببغداد اليوم

.من له صناعة مثل هذا ال أغتم مبن هذا بعض حذقهقال جربيل بن خيتيشوع كنت مع الرشيد بالرقة ومعه حممد واملأمون وكان رجال كثري األكل والشرب

وما أشياء خلط فيها ودخل املستراح فغشي عليه فأخرج وقوى األمر حىت مل يشكوا يف موته فأكل يفأحضرت وجسيت عرقه فوجدت نبضا خفيا وقد كان قبل ذلك بأيام يشكو امتالء وحركة الدم فقلت

حجموا رجال الصواب أن حيتجم الساعة فقال كوثر اخلادم ملا مل تقدر من أمر اخلليفة يا ابن الفاعلة تقول أميتا ال نقبل قولك وال كرامة فقال املأمون األمر قد وقع وليس يضر أن حتجمه فأحضر احلجام وتقدمت إىل مجاعة من الغلمان بإمساكه ومص احلجام احملاجم فامحر املكان ففرحت مث قلت اشرطه فشرطه فخرج الدم

ين أنا أنا جائع فغديناه وعويف فسأل فسجدت شكرا فكلما خرج الدم أسفر لونه إىل أن تكلم وقال أصاحب احلرس عن علته فعرفه أهنا ألف درهم يف كل سنة وسأل صاحبه فعرفه أهنا مخسمائة ألف فقال يا

جربيل كم عليك قلت مخسون ألفا قال ما أنصفناك إذ غالت هؤالء وهم حيرسوين كذلك وعلتك كما .ذكرت فأمر بإقطاعه ألف ألف درهم

سن املهدي القزويين قال كان عندنا طبيب يقال له ابن نوح فلحقتين سكتة فلم يشك أهلي يف حدثنا أبو احلمويت وغسلوين وكفنوين ومحلوين على اجلنازة عليه ونساء خلفي يصرخن فقال هلم إن صاحبكم حي فدعوين

خناف أن تصري أعاجله فصاحوا عليه فقال هلم الناس دعوه يعاجله فإن عاش وإال فال ضرر عليكم فقالوا فضيحة فقال علي أن ال تصري فضيحة فإن صرنا قال حكم السلطان يف أمري وإن برأ فأي شيء يل قالوا ما

شئت قال ديته قالوا ال منلك ذلك فرضي منهم مبال أجابه الورثة إليه ومحلين فأدخلين احلمام وعاجلين ائر ودفع إليه املال فقلت للطبيب بعد وافقت يف الساعة الرابعة والعشرين من ذلك الوقت ووقعت البش

ذلك من أين عرفت هذا فقال رأيت رجليك يف الكفن منتصبة وأرجل املوتى منبسطة وال جيوز انتصاهبا .فعلمت انك حي ومخنت أنك أسكت وجربت عليك فصحت جتربيت

ذكر ال يقدر أن قال أبو أمحد احلارثي كان طبيب نصراين يقال له موسى بن سنان قد أتى برجل منتفخ اليبول وهو يستغيث ويصيح فسأله عن علته فذكر أنه مل يبل منذ أيام ورأى ذكره منتفخا فنظر يف حاله فلم جيد شيئا يوجب عسر البول وال حصاة فتركه عنده يوما يسأله فقال له حدثين أدخلت ذكرك يف شيء مل

الطبيب يبسطه ويشرط له الكتمان إىل أن جتر عادة الناس به فلحقك هذا فسكت الرجل واستحى فلم يزلقال نكحت محارا ذكرا فقال الطبيب هاتوا مطرقة وغلمانا فجاؤوه فأمسكوا الرجل وجعل ذكره على

سندان حداد وطرقه باملطرقة مرة واحدة وجيعة فربزت شعرية وذاك أنه مخن أن شعرية من جاعرة احلمار قد .دخلت يف ثقب الذكر فلما طرقها خرجت

حدثنا أبو القاسم اجلهين أن خطية لبعض اخللفاء أظنه الرشيد قامت لتتمطى فلما متطت جاءت لترد يدها فلم تقدر وبقيتا حافتني فصاحت وآملها ذلك وبلغ اخلليفة فدخل وشاهد من أمرها ما أقلته وشاور األطباء

ما واخلليفة قلق هبا فجاءه أحد فكل قال شيئا واستعلمه فلم ينجح وبقيت اجلارية على تلك الصورة أيااألطباء فقال يا أمري املؤمنني ال دواء هلا إال أن يدخل إال أن يدخل إليها رجل غريب فيخلو هبا وميرخها

مروخا يعرفه فأجابه اخلليفة إىل ذلك طلبا لعافيتها فأحضر الطبيب رجال وأخرج من كمه دهنا وقال أريد عريتها حىت أمرح مجيع أعضائها هبذا الدهن فشق ذلك عليه مث أمر أن يفعل ذلك أن تأمر يا أمري املؤمنني يت

ووضع يف نفسه قتل الرجل وقال للخادم خذه فأدخله عليها بعد أن تعريها فعريت اجلارية وأقيمت فلما دخل الرجل وقرب منها سعى إليها وأومأ إىل فرجها ليمسه فغطت اجلارية فرجها بيدها ولشدة ما داخلهامن احلياء واجلزع محى بدهنا بانتشار احلرارة الغريزية فعاونتها على ما أرادت من تغطية فرجها واستعمال

بدهنا يف ذلك فلما غطت فرجها قال هلا الرجل قد برأت فال حتركي يديك فأخذه اخلادم وجاء به إىل الرشيد ب الطبيب بيده حلية الرجل فإذا هي وأخربه اخلرب فقال له الرشيد كيف تعمل مبن شاهد فرج حرمتنا فجذ

ملصقة فانفعلت فإذا الشخص جارية وقال يا أمري املؤمنني ما كنت ألبدي حرمتك للرجال ولكن خشيت أين أكشف لك اخلرب فيتصل باجلارية فتبطل احليلة ألين أردت أن أدخل إىل قلبها فزعا شديدا حبمى طبعها

وإعانة احلرارة الغريزية على ذلك فلم يقع يل غري هذا فأخربتك به ويقودها إىل احلمل على يديها وحتريكهاقال أبو القاسم وهلذا استعملت األطباء يف عالج اللقوة الضعيفة الصفعة . فأجزل اخلليفة جائزته وأصرفه

الشديدة على غفلة من ضد اجلانب امللقوا ليدخل قلب املصفوع ما محيه فيحول وجهه ضرورة بالطبع إىل .فع فترجع لقوتهحيث ص

روى الصلت بن حممد اجلحدري قال حدثنا بشر بن الفضل قال خرجنا حجاجا فمررنا مبياه من مياه العرب فوصف لنا فيه ثالثة أخوات باجلمال وقيل لنا إهنن يتطبنب ويعاجلن فأحببنا أن نراهن فعمدنا إىل صاحب لنا

ا وقلنا هذا سليم فهل من راق فخرجت أصغرهن فإذا فحككنا ساقه بعود حىت أدميناه مث رفعناه على أيدينجارية كالشمس الطالعة فجاءت حىت وقفت عليه فقالت ليس سليم قلنا وكيف قالت ألنه خدشه عود

. بالت عليه حية ذكر والدليل أنه إذا طلعت عليه الشمس مات فلما طلعت الشمس مات فعجبنا من ذلكذي أكلت قال أكلت رغيفا حمترقا فدعا الطبيب ليكحله بذور شكا رجل إىل طبيب وجع بطنه فقال ما ال

.فقال الرجل إمنا اشتكى وجع بطين ال عيين قال قد عرفت ولكن أكحلك لتبصر احملترق فال تأكله

الباب السابع والعشرون

يف ذكر طرف من فطن املتطفلني

طفل وهو إقبال الليل على النهار قال األصمعي الطفيلي الداخل على القوم من غري أن يدعى مأخوذ من القال وقوهلم طفيلي . بظلمته وأرادوا أن أمره يظلم على القوم فال يدرون من دعاه وال كيف دخل عليهم

منسوب إىل طفيل رجل بالكوفة من بين غطفان وكان يأيت الوالئم من غري أن يدعى إليها وكان يقال له تسمي الطفيلي الوارش والرائش والذي يدخل على القوم يف فيه نظر ألن العرب . طفيل األعراس والعرائس

قال أبو عبيده كان رجل من بين هالل يقال له طفل ابن زالل إذا مسع بقوم . شراهبم ومل يدع إليه الواغلروى ابن مسعود قال كان فينا رجل يقال . عندهم دعوة أتاهم فأكل طعامهم فسمى كل من فعل ذلك به

غالم حلام فقال لغالمه اجعل يل طعاما لعلي أدعو النيب صلى اهللا عليه وسلم فدعا له أبو شعيب وكان له النيب صلى اهللا عليه وسلم خامس مخسة فتبعه فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم للرجل أنك دعوتين خامس

.مخسة وأن هذا أتبعنا فإن أذنت وإال رجع قال بل ائذن لهر بنان بعروس فأراد الدخول فلم يقدر فذهب إىل بقال فوضع خامته حدثنا أمحد بن احلسن املقري قال م

عنده على عشرة أقداح عسال وجاء إىل باب العرس فقال يا بواب افتح يل فقال له البواب من أنت قال أراك ليس تعرفين أنا الذي بعثوين أشتري هلم األقداح ففتح له الباب فدخل فأكل وشرب مع القوم فلما

قداح فقال يا بواب افتح يل يريدون ناصحيه حىت أرد هذه فخرج فردها على البقال وأخذ فرغ أخذ األقال وجاء بنان إىل وليمة فأغلق الباب دونه فاكترى سلما ووضعه على حائط للرجل فأشرف على . خامته

علمت ما لنا يف عيال الرجل وبناته فقال له الرجل يا هذا أما ختاف اهللا رأيت أهلي وبنايت فقال يا شيخ لقد .بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد فضحك الرجل وقال له انزل فكل

قال حممد بن علي اجلالب جاء طفيلي إىل عرس فمنع من الدخول وكان يعلم أن أخا للعروس غائب فذهب فأخذ ورقة كاغد فطواها وختمها وليس يف بطنها شيء وجعل يف ظاهرها من األخ إىل العروس

ب معي كتاب من أخي العروس فأذن له فدخل ودفع إليهم الكتاب فقالوا ما رأينا مثل هذا وجاء فقلالعنوان ليس عليه اسم أحد فقال واعجب من هذا إنه ليس يف بطن الكتاب وال حرف واحد ألنه كان

.مستعجال فضحكوا منه وعرفوا أنه احتال لدخوله فقبلوهفيلي وكان من أحسن الناس منظرا وأعذهبم منطقا وأطيبهم قال منصور بن علي اجلهضمي كان يل جار ط

رائحة وأمجلهم ملبوسا وكان من شأنه أين إذا دعيت إىل دعوة تبعين فيكرمه الناس من أجلي ويظنون أنه صاحب يل فاتفق يوما أن جعفر بن القاسم اهلامشي أمري البصرة وأراد أن خينت بعض أوالده فقلت يف نفسي

وقد جاء وكأين هبذا الرجل قد تبعين واهللا لئن تبعين ألفضحنه فأنا على ذلك إذ جاء الرسول كأين برسولهيدعوين فما زدت على أن ليست ثيايب وخرجت فإذا أنا بالطفيلي واقف على باب داره قد سبقين بالتأهب

كل مجاعة على فتقدمت وتبعين فلما دخلنا دار األمري جلسنا ساعة ودعي بالطعام وحضرت املوائد وكانحدثنا درست ابن زياد عن أبان بن طارق عن نافع : مائدة والطفيلي معي فلما مد يده ليتناول الطعام قلت

عن ابن عمر قال، قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من دخل دار قوم بغري إذهنم فأكل طعامهم سارقا لكالء فإنه ما من أحد من اجلماعة إال وهو يظن وخرج مغريا فلما مسع قال أثبت لك عثرا واهللا من هذا ا

أنك تعرض به دون صاحبه أوال تستحي أن حتدث هبذا الكالم على مائدة سيد من أطعم الطعام وتبخل

بطعام غريك على من سواك مث ال تستحي أن حتدث عن درست بن زياد وهو ضعيف عن أبان بن طارق اهللا عليه وسلم واملسلمون على خالفه ألن حكم السارق وهو متروك حلديث حيكم برفعه إىل النيب صلى

حدثنا أبو عاصم النبيل عن ابن . القطع وحكم املغري أن يعزر على ما يراه اإلمام وأين أنت عن حديثجريح عن أيب الزبري عن جابر قال، قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم طعام الواحد يكفي االثنني وطعام

بعة وطعام األربعة يكفي الثمانية وهو إسناد صحيح قال منصور بن علي فأفحمين فلم االثنني يكفي األرحيضرين له جواب فلما خرجنا من املوضع لالنصراف فارقين من جانب الطريق إىل اجلانب اآلخر بعد أن

:كان ميشي ورائي ومسعته يقول بأن ال يصاب فقد ظن عجزا ... ومن ظن ممن يالقي احلروب

اهللا حممد بن عمران املرزباين قال كان طفيلي العرائس الذي ينسب إليه الطفيليون يوصي ابنه عبد عم عبيد احلميد بن طفيل يف علته اليت مات فيها فيقول له إذا دخلت عرسا فال تلتفت تلفت املريب وختري اجملالس

يف عيون أهل الرجل ليظن هؤالء فإن كان العرس كثري الزحام فأمر وانه وال تنظر يف عيون أهل املرأة وال أنك من هؤالء فإن كان البواب غليظا وقاحا فابدأ به ومره وانه من غري أن تعنف به وعليك بكالم بني

:النصيحة واألدالل مث انشد وقال وال من الرجل البعيد... ال جتزعن من الغريب بيديك مغرفة احلدي... وادخل كأنك طابخ تديل الباز الصيود.. .متدليا فوق الطعام

كلها لف الفهود... لتلف ما فوق املوائد وجه الطفيلي من حديد... واطرح حياءك إمنا

وال إىل غرف الثريد... ال تلتفت حنو البقول ضربت فيه كالشديد... حىت إذا جاءك الطعام فإهنا عني القصيد... وعليك بالفالوذجات

مزيد ودعوهتم هل من... هذا إذا حررهتم اللوزينج الرطب الفنيد... والعرس ال خيلو من حماسن اجلام اجلديد... فإذا أتيت به حموت

:قال مث أغىن عليه ذكر اللوزينج ساعة فلما أفاق رفع رأسه وقال ئد فعل شيطان مريد... وتنقلن على املوا

بالكعك اجملفف والقديد... وإذا انتقلت عبثت ا على رغم احلسودهذ... يا رب أنت رزقتين

لت نعمت يا عبد احلميد... واعلم أنك قب قال علي بن احملسن بن علي القاضي عن أبيه قال صحب طفيلي رجال يف سفر له الرجل امض فاشتر لنا

حلما قال ال واهللا ما أقدر فمضى هو اشترى مث قال له قم فاطبخ قال ال أحسن فطبخ الرجل مث قال له قم واهللا كسالن فثرد الرجل مث قال له قم واغرف قال أخشى أن ينقلب على ثيايب فغرف الرجل فاترد قال أنا

.مث قال له قم اآلن فكل قال الطفيلي قد وهللا استحييت من كثرة خاليف لك وتقدم فأكلكم وقال املربد قيل لطفيلي . قال اجلاحظ قلت أليب سعد الطفيلي كم أربعة يف أربعة قال رغيفني وقطعة حلم

وقال أبو هفان قيل . اثنني يف اثنني فقال أربعة أرغفة وقال مرة أخرى انتظرته مقدار ما يأكل اإلنسان رغيفاقال وتطفل رجل مرة على رجل فقال له صاحب املنزل من . لطفيلي كم أربعة يف أربعة قال ستة عشر رغيفا

فأخذ بعضهم لقمة وألقاها يف السمن اجتمع مجاعة على عصيدة. أنت قال أنا الذي مل أحوجك إىل رسولوقال فكبكبوا فيها هم والغاوون وجر السمن إليه وقال اآلخر إذا ألقوا فيها مسعوا هلا شهيقا وهي تفور

وجر السمن إليه وقال اآلخر وبئر معطلة وقصر مشيد وجر السمن إليه فقال اآلخر أخرقتها لتغرق أهلها يه فقال اآلخر إنا نسوق املاء إىل األرض اجلرز وجر السمن إليه فقال لقد جئت شيئا أمرا وجر السمن إل

اآلخر فيهما عينان جتريان وجر السمن إليه فقال اآلخر فيهما عينان نضاجتان وجر السمن إليه فقال اآلخر فالتقى املاء على أمر قدر وجر السمن إليه فقال اآلخر فسقناه إىل بلد ميت وجر السمن إليه فقال آخر

.وقيل يا أرض ابلعي ماءك ومساء أقلعي وخلط السمن مبا بقي من العصيدة فأخذه كله

جاء طفيلي إىل بيت رجل مع مجاعة فقال له من أنت فقال إذا كنت ال تدعونا وحنن ال نأيت صار يف هذا لم فوضع عرس طفيلي فأتاه طفيليان يف أول الناس فأدخلهما وجاء إىل غرفة له يرتقي إليها بس. نوع جفاء

السلم وقال اصعدا لتبعدا من األذى وأخصكما بفائق الطعام فصعدا فلما حصال يف الغرفة حنى السلم ووضع املائدة وأطعم أصدقاءه وجريانه ومها مطلعان عليه فلما فرغ وضع السلم وقال انزال فدفع يف

دخل طفيلي على قوم فبينما . ماإقفائهما وقال انصرفا راشدين ال أصفر اهللا ممشا كما قد قضيتما حق أخيكهو يأكل مسع صوت السدنة فأمسك يده عن الطعام فقيل له مل تأكل قال حىت تسكن هذه األراجيف اليت

وقيل لطفيلي مرة ما بالك أصفر اللون فقال من الفترة اليت بني العصارتني أخاف أن يكون الطعام . أمسعهاام إال أن تقول نعم فإهنا مضغة أوصى طفيلي غالمه فقال إذا وقال طفيلي إياك والكالم على الطع. قد فين

. ضاق بك املوضع فقل للذي إىل جانبك لعلى ضيقت عليك فإنه سيوسع لك املكان كموضع رجل آخروقال بنان التمكن على املائدة خري لك من . وقال بنان حفظت القرآن كله مث أنسيته إال حرفني اتنا غداءنا

وعطش رجل إىل جنب بنان يف دعوة فقال بنان ارفع نفسك إىل فوق وتنفس ثالثا فإنه .زيادة أربعة ألوان .ينزل ما أكلته من الطعام

الباب الثامن والعشرون

يف ذكر طرف من فطن املتلصلصني

أخربنا حممد بن ناصر قال أخربنا عبد اهللا احلميدي قال أخربنا أبو غالب حممد بن أمحد بن سهل بن بشران ربنا أبو احلسني بن دينار قال أنبأنا أبو طالب عبيد اهللا ابن أمحد األنباري قال حدثنا ميوت بن املزرع قال أخ

عن املربد قال حدثين أمحد بن املعدل البصري قال كنت جالسا عند عبد امللك بن عبد العزيز املاجشون ة فلما أن أصحرت وبعدت عن فجاءه بعض جلسائه فقال أعجوبة قال ما هي قال خرجت إىل حائطي بالغاب

البيوت بيوت املدينة تعرض يل رجل فقال اخلع ثيابك فقلت وما يدعوين إىل خلع ثيايب قال أنا أوىل هبا منك قلت ومن أين قال ألين أخوك وأنا عريان وأنت مكس قلت فاملواساة قال كال قد لبستها برهة وأنا أريد أن

عوريت قال ال بأس بذلك قد روينا عن مالك أنه قال ال بأس للرجل ألبسها كما لبستها قلت فتعريين وتبدي أن يغتسل عريانا قلت فيلقاين الناس فريون عوريت قال لو كان الناس يرونك يف هذه الطريق ما عرضت لك فيها فقلت أراك ظريفا فدعين حىت أمض إىل حائطي وانزع هذه الثياب فأوجه هبا إليك قال كال أردت أن

أربعة من عبيدك فيحملوين إىل السلطان فيحسبين وميزق جلدي ويطرح يف رجلي القيد قلت كال توجه إىلأحلف لك إميانا أين أويف لك مبا وعدتك وال أسوءك قال كال إنا روينا عن مالك أنه قال ال تلتزم األميان

ركبة على اللصوص قلت اليت حيلف هبا اللصوص قلت فأحلف أين ال أحتال يف أمياين هذه قال هذه ميني مفدع املناظرة بيننا فواهللا ألوجهن إليك هذه الثياب طيبة هبا نفسي فأطرق مث رفع رأسه وقال تدري فيم

فكرت قلت ال، قال تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل وقتنا هذا فلم ن على وزرها ووزر من عمل هبا بعدي إىل يوم أجد لصا أخذ تسئمة وأكره أن أبتدع يف اإلسالم بدعة يكو

. القيامة اخلع ثيابك قال فخلعتها فدفعتها إليه فأخذها وانصرف

أنبأنا حممد بن أيب طاهر قال أنبأنا علي بن احلسن التنوخي عن أبيه أن أبا القاسم عبيد اهللا بن حممد اخلفاف قفال يف الدور اللطاف اليت جلرياننا فإذا دخل حدثه أنه شاهد لصا قد أخذ وأشهد عليه أنه كان يفتش األ

حفر يف الدار لطيفة كأهنا بئر النرد وطرح فيها جوزات كان إنسانا يالعبه واخرج منديال فيه حنو مائيت جوزة فتركه إىل جانبها مث حار فكور كل ما يف الدار مما يطيق محله فإن مل يفطن به أحد خرج من الدار

ان جاء صاحب الدار ترك عليه قماشه وطلب املفالتة واخلروج وغن كان صاحب ومحل ذلك كله وإن كالدار جلدا فواثبه ومانعه وهم بأخذه وصاح اللصوص واجتمع اجلريان أقبل عليه وقال ما أبردك أنا أقامرك ن باجلوز منك شهور قد أفقرتين وأخذت مين كل ما أملكه وأهلكتين ألفضحك بني جريانك ملا قامرتك اآل

تصيح فما يشك أحد يف قوله وأنت تدعي علي باللصوصية بلعب بارد بيين وبينك دار القمار اليت تعارفنا فيها قد صنعت هذا حىت أخرج وأدع عليك قماشك وكلما قال الرجل هذا لص قال اجلريان إمنا يريد أن

صاحب الدار مقامر ال يفضح نفسه بالقمار فقد ادعى عليه اللصوصية وال يشكون يف أنه صادق وان فيلعنوه وحيولون بينه وبني اللص حىت ينصرف ويأخذ اجلوز ويفتح الباب وينصرف ويفتضح الرجل بني

.جريانهأنبأنا حممد قال أنبأنا علي بن احملسن قال حدثين حممد بن عمر املتكلم ويلقب جنيد قال حدثين رجل من

ن يتردد علي أن حلت السفتجة مث قتال يل ادعها باجل فكا ٣الدقاقني قال أورد علي رجل غريب سفتجة

عندك آخذها متفرقة فكان جييء كل يوم فيأخذ بقدر نفقته إىل أن نفذت فصارت بيننا معرفة وألف اجللوس عندي وكان يراين أخرج من صندوق يل فأعطيته منه فقال يل يوما أن قفل الرجل صاحبه يف سفره وأمينه يف

ماله والذي ينفي الظنة عن أهله وعياله وغن مل يكن وثيقا تطرقت احليل إليه حضره وخليفته على حفظ وارى قفلك هذا وثيقا فقل يل ممن ابتعته مثله لنفسي فقلت من فالن اإلقفايل قال فما شعرت يوما وقد جئت إىل دكاين فطلبت صندوقي ألخرج منه شيئا من الدراهم فحمل إيل ففتحه وإذا ليس فيه شيء من

الدراهم وقلت لغالمي وكان غري متهم عندي هل انكسر من الدراب شيء قال ال قلت ففتش هل ترى يف الدكان نقبا ففتش فقال ال فقلت فمن السقف حيلة قال ال قلت فاعلم أن درامهي قد ذهبت فقلق الغالم

لته يل عن القفل فسكته وأقمت من نومي ال أدري أي شيء أعمل وتأخر الرجل عين فاهتمته وتذكرت مسأفقلت للغالم أخربين كيف تفتح دكاين وتقفله قال امحل الدراب من املسجد دفعتني ثالثة فأقفلها مث هكذا

أفتحها قلت فعلى من ختلي الدكان إذا محلت الدراب قال خاليا قلت ههنا دهيت فذهبت إىل الصانع الذي منك مثل هذا القفل قال نعم ورجل من صفته ابتعت منه القفل فقلت له جاءك إنسان منذ أيام اشترى

كيت وكيت فأعطاين صفة صاحيب فعلمت أنه احتال على الغالم وقت املساء ملا انصرفت أنا وبقي الغالم حيمل الدراب فدخل هو إىل الدكان فاختبأ فيه ومعه مفتاح القفل الذي اشتراه يقع على قفلي وأنه أخذ

ب فلما جاء الغالم ففتح داربني ومحلها لريفعها خرج وإنه ما فعل الدراهم وجلس طول الليل خلف الدراذلك إال وقد خرج من بغداد، قال فخرجت ومعي قفلي ومفتاحه فقلت ابتدئ بطلب الرجل بواسط فلما

صعدت من السمريية طلبت خانا أنزله فصعدت فإذا يقفل مثل قفلي سواء على بيت فقلت لقيم اخلان هذا ل رجل قدم من البصرة أمس قلت ما صفته فوصف صفة صاحبه فلم أشك أنه هو وان البيت من ينزله قا

الدراهم يف بيته فاكتريت بيتا إىل جانبه ورصدت حىت انصرف قيم اخلان ففتحت القفل ودخلت فوجدت كيسي بعيد فأخذته وخرجت وأقفلت الباب ونزلت يف الوقت واحندرت إىل البصرة وما أقمت بواسط إال

.من النهار ورجعت إىل منزيل مبايل بعينهساعتني

أنبأنا حممد بن عبد الباقي قال أخربنا علي بن احلسن عن أبيه قال حدثين عبد اهللا بن حممد الصروي قال حدثين ابن الدنانري النمار قال حدثين غالم يل قال كنت ناقدا باألبلة لرجل تاجر فاقتضيت له من البصرة

ولففتهما يف فوطة وأمسيت عن املسري إىل األبلة فما زلت أطلب مالحا فال أجد حنو مخسمائة دينار وورقاأن رأيت مالحا جمتازا يف خيطية خفيفة فارغة فسألته أن حيملين فخفف علي األجرة وقال، أنا أرجع إىل قراءة منزيل باألبلة فانزل فنزلت وجعلت الفوطة بني يدي وصرنا فإذا رجل ضرير على الشط يقرأ أحسن

تكون فلما رآه املالح كرب فصاح هو باملالح، امحلين فقد جنين الليل وأخاف على نفسي فشتمه املالح، فقلت له امحله فدخل إىل الشط فحمله فرجع إىل قراءته فخلب عقلي بطيبها فلما قربنا من األبلة قطع

وصحت واستغاث املالح وقال القراءة وقام ليخرج يف بعض املشارع باألبلة فلم أر الفوطة فاضطربت الساعة تنقلب اخليطية وخاطبين خطاب من ال يعلم حايل، فقلت يا هذا أكانت بني يدي فوطة فيها مخسمائة

دينار فلما مسع املالح ذلك لطم وبكى وتعرى من ثيابه وقال مل أدخل الشط وال يل موضع أخبأ فيه شيئا

هللا يف أمري وفعل الضرير مثل ذلك وفتشت السمريية فلم أجد فتتهمين بسرقة ويل أطفال وأنا ضعيف فاهللا افيها شيئا، فرمحتهما وقلت هذه حمنة ال أدري كيف التخلص فعملت على اهلرب كل واحد منا طريقا وبت يف بيت ومل امض إىل صاحيب فلما أصبحت عملت على الرجوع إىل البصرة ألستخفي هبا أياما مث أخرج إىل

رت وخرجت يف مشرعة بالبصرة وأنا أمشي وأتعثر وأبكي قلقا على فراق أهلي وولدي بلد شاسع فاحندوذهاب معيشيت وجاهي، فاعترضين رجل فقال مالك أخربته فقال، أنا أرد عليك مالك فقلت يا هذا أنا يف

جيدا شغل عن ظنرك يب قال ما أقول إال حقا أمض إىل السجن ببين منري واشتر معك خبزا كثريا وشواءوحلوا وسل السجان أن يوصلك إىل رجل حمبوس هناك يقال له أبو بكر النقاش قل له أنا زائره فإنك ال

متنع فإن منعت فهب للسجان شيئا يسريا يدخلك إليه فإذا رأيته فسلم عليه وال ختاطبه حىت جتعل بني يديه فإنه سيدلك على من أخذ مالك ما معك فإذا أكل وغسل يديه فإنه يسألك عن حاجتك فأخربه خربك

ويرجتعه لك، ففعلت ذلك ووصلت إىل الرجل فإذا سيخ مكبل باحلديد فسلمت وطرحت ما معي بني يديه فدعا رفقاء له فأكلوا فلما غسل يديه قال ما أنت وما حاجتك فشرحت له قصيت، فقال امض الساعة إىل

إنك تشاهد بابا شعثا فافتحه وادخله بال استئذان بين هالل فادخل الدرب الفالين حىت تنتهي إىل آخره ففتجد دهليزا طويال يؤدي إىل بابني فادخل األمين منهما فسيدخلك إىل دار فيها بيت فيه أوتاد وبواري وكل

وتد إزار ومئزر فانزع ثيابك وألقها على الوتد واتزر باملئزر واتشح باإلزار واجلس فسيجيء قوم يفعلون يؤتون بطعام فكل معهم وتعمد موافقتهم يف سائر أفعاهلم فإذا أتى بالنبيذ فاشرب وخذ قدحا كما فعلت، مث

كبريا وامأله وقم قائما وقل هذا ساري خلايل أيب بكر النقاش فسيفرحون ويقولون أهو خالك فقل نعم حبيايت ردوا على ابن فسيقومون ويشربون يل فإذا جلسوا فقل هلم خايل يقرأ عليكم السالم ويقول يا فتيان

أخيت املئزر الذي أخذمتوه باألمس يف السفينة بنهر األبلة فإهنم يردونه عليك فخرجت من عنده ففعلت ما أمر فردت الفوطة بعينها وما حل شدها فلما حصلت يل قلت يا فتيان هذا الذي فعلتموه معي هو قضاء

كيف أخذمت الفوطة فامتنعوا ساعة فأقسمت حلق خايل ويل أنا حاجة ختصين قالوا مقضية قلت عرفوينعليهم حبياة أيب بكر النقاش فقال يل واحد منهم أتعرفين فتأملته جيدا فإذا هو الضرير الذي كان يقرأ وإمنا

كان متعاميا وأومأ إىل آخر فقال أتعرف هذا فتأملته فإذا هو املالح فقلت كيف فعلتما فقال املالح أنا أدور ل أوقات املساء وقد سبقت هبذا املتعامي فأجلسته حيث رأيت فإذا رأيت من معه شيء له املشارع يف أو

قدر ناديته وأرخصت له األجرة ومحلته فإذا بلغت إىل القاري وصاح يب شتمته حىت ال يشك الراكب يف جل كما براءة الساحة فإن محله الركب فذاك وإال رققته عليه حىت حيمله فإذا محله وجلس يقرأ ذهل الر

ذهلت، فإذا بلغنا املوضع الفالين فإن فيه رجال متوقعا لنا يسيح حىت يالصق السفينة وعلى رأسه فوصرة فال يفطن الراكب به فيسلب هذا املتعامي الشيء خبفية فيليه إىل الرجل الذي عليه القوصرة فيأخذه ويسيح

إىل

ا رأيت فال يتهمنا ونفترق فإذا كان من غدا الشط وإذا أراد الراكب الصعود وافتقد ما معه عملنا كمط وإذا أراد .اجتمعنا واقتسمناه فلما جئت برسالة استأذنا خالك سلمنا إليك الفوطة قال فأخذهتا ورجعت

الراكب الصعود وافتقد ما معه عملنا كما رأيت فال يتهمنا ونفترق فإذا كان من غدا اجتمعنا واقتسمناه .الك سلمنا إليك الفوطة قال فأخذهتا ورجعتفلما جئت برسالة استأذنا خ

أخربنا حممد بن ناصر قال أنبأنا املبارك بن عبد اجلبار قال أنبأنا اجلوهري وأخربنا ابن ناصر قال أخربنا عبد احملسن بن حممد قال أخربنا أبو القاسم التوخي قال أخربنا بن حيوية قال حدثنا حممد بن خلف قال حدثين

ت مدينة فجعلت أطلب شيئا أسرقه فوقعت عيين على صيفي موسر فما زلت أحتال لص تائب قال دخلحىت سرقت كيسا له وانسللت فما حزت غري بعيد إذا أنا بعجوز معها كلب قد وقعت يف صدري تبوسين

وتلزمين وتقول يا بين فديتك والكلب يبصبص ويلوذ يب ووقف الناس ينظرون إلينا وجعلت املرأة تقول باهللا انظروا إىل الكلب قد عرفه، فعجب الناس من ذلك وتشككت أنا يف نفسي وقلت لعلها أرضعتين وأنا ال

أعرفها وقالت معي إىل البيت أقم عندي اليوم، فلم تفارقين حىت مضيت نعها إىل بيتها وإذا عندها أحداث معهم، ورأيت هلم بزة يشربون وبني أيديهم من مجيع الفواكه والرياحني فرحبوا يب وقربوين وأجلسوين

حسنة فوضعت عيين عليها فجعلت أسقيهم وأرفق بنفسي إىل أن ناموا ونام كل من يف الدار فقمت وكورت ما عندهم وذهبت أخرج فوثب علي الكلب وثبة األسد وصاح وجعل يتراجع ويفج إىل أن انتبه

علت أيضا أنا هبم مثل ذلك كل نائم، فخجلت واستحييت فلما كان النهار رفعوا مثل فعلهم أمس وفوجعلت أوقع احليلة يف أمر الكلب إىل الليل فما أمكنين فيه حيلة فلما ناموا رمت الذي رمته فإذا الكلب

عارضين مبثل ما عارضين به فجعلت أحتال ثالث ليال فلما أيست طلبت اخلالص منهم بإذهنم، فقلت ز فاستأذهنا فقالت هات الذي أخذته من الصرييف وامض أتأذنون يل فإين على وفز فقالوا األمر إىل العجو

حيث شئت وال تقوم يف هذه املدينة فإنه ال يتهيأ ألحد فيها معي عمل فأخذت الكيس وأخرجتين ووجدت مناي أن أسلم من يدها وكان قصراي أن أطلب منها نفقة فدفعن إيل وخرجت معي حىت أخرجتين عن

دود املدينة ووقفت ومضيت والكلب يتبعين حىت بعدت مث تراجع ينظر املدينة والكلب معها حىت جزت ح .إيل ويلتفت وأنا أنظر إليه حىت غاب عين

أنبأنا حممد بن أيب منصور قال أنبأنا أبو غالب حممد بن احلسن الباقالوي قال أنبأنا القاضي أبو العالء نا علي بن حممد القاري قال حدثنا سهل الواسطي قال أنبأنا أبو الفح حممد بن احلسني األزدي قال حدث

اخلالطي قال بلغين أن حمتالني سرقا محارا ومضى أحدمها ليبيعه فلقيه رجل معه طبق فيه مسك فقال له تبيع هذا احلمار قال نعم أمسك هذا الطبق حىت أركبه وانظر إليه فدفع إليه الطبق فيه السمك فركبه ورجع مث

م يدر أين ذهب، قال فرجع احملتال فلقيه رفيقه فقال ما فعل احلمار قال بعناه مبا ركبه ودخل زقاقا ففر به فل .اشتريناه ورحبنا هذا الطبق من السمك

وقد روينا أن رجال سرق محارا فأتى السوق ليبيعه فسرق منه فعاد إىل منزله فقالت له امرأته بكم بعته قال أنا علي ابن احملسن عن أبيه قال حدثين عبد اهللا بن حممد أنبأنا حممد بن أيب طاهر قال أنب. برأس ماله

الصروي قال حدثنا بعض إخواننا أنه كان ببغداد رجل يطلب التلصص يف حداثته مث تاب فصار بزازا قال فانصرف ليلة من دكانه وقد غلقه فجاء لص حمتال متزي بزي صاحب الدكان يف كمه مشعة صغرية ومفاتيح

ه الشمعة يف الظلمة وقال أشعلها وجئين هبا فإن يل الليلة بدكاين شغال فمضى احلارس فصاح باحلارس فأعطايشعل الشمعة وركب اللص على األقفال ففتحها ودخل الدكان وجاء احلارس بالشمعة فأخذها من يده فجعلها بني يديه وفتح سفط احلساب وأخرج ما فيه وجعل ينظر الدفاتر ويرى بيده أنه حيسب واحلارس

يتردد ويطالعه وال يشك يف أنه صاحب الدكان إىل أن قارب السحر فاستدعى اللص احلارس، وكلمه من بعيد وقال اطلب يل محاال، فجاء حبمال فحمل عليه أربع رزم مثمنة وقفل الدكان وانصرف ومعه احلمال

احلار سيدعو له ويقول وأعطى احلارس درمهني فلما أصبح الناس جاء صاحب الدكان ليفتح دكانه فقام إليهفعل اهللا بك وصنع كما أعطيتين البارحة الدرمهني فأنكر الرجل ما مسعه وفتح دكانه فوجد سيالن الشمعة وحسابه مطروحا وفقد األربع رزم فاستدعى احلارس، وقال له من كان محل الرزم معي من دكاين قال ما

عسا وأريد احلمال فجئين به فمضى احلارس فجاء استدعيت مين محاال فجئتك به قال بلى ولكن كنت ناباحلمال وأغلق الرجل الدكان وأخذ احلمال معه ومضى فقال له إىل أين محلت الرزم معي البارحة فإين كنت

منقبذا قال إىل املشرعة الفالنية واستدعيت لك فالنا املالح فركبت معه فقصد الرجل املشرعة وسأل عن وقال أين رقيت أخي الذي كان معه األربع الرزم، قال إىل املشرعة الفالنية قال املالح فحضر وركب معه

اطرحين إليها فطرحه، قال من محلها معه قال فالن احلمال فدعا به فقال له امش بني يدي فمشى فأعطاه الشط قريب شيئا واستدله برفق إىل املوضع الذي محل إليه الرزم، فجاء به إىل باب غرفة يف موضع بعيد من

من الصحراء فوجد الباب مقفال فاستوقف احلمال وفش القفل ودخل فوجد الرزم حباهلا وإذا يف البيت بركان معلق على حبل فلف الرزم ودعا باحلمال فحملها عليه وقصد املشرعة فحني خرج من الغرفة

ا املالح ليعرب فطلب احلمال من استقبله اللص فرآه وما معه فابلس فاتبعه إىل الشط فجاء إىل املشرعة ودعحيط عنه فجاء اللص فحط الكساء كأنه جمتاز متطوع فأدخل الرزم إىل السفينة مع صاحبها وجعل الربكان

وقال انزل فال خوف . على كتفه وقال له يا أخي أستودعك اهللا قد ارجتعت رزمك فدع كسائي فضحك .يسئ إليهعليك فنزل معه واستتابه ووهب له شيئا وصرفه ومل

أنبأنا حممد بن أيب طاهر عن أيب القاسم التنوخي عن أبيه أن رجال من بين عقيل مضى ليسرق دابة قال فدخلت احلي فما زلت أتعرف مكان الدابة فاحتلت حىت دخلت البيت فجلس الرجل وامرأته يأكالن يف

ليها فقبضت على يد املرأة بيدي الظلمة فأهويت بيدي إىل القصعة وكنت جائعا فأنكر الرجل يدي وقبض عاألخرى فقالت املرأة مالك ويدي فظن أنه قابض على يد امرأته فخلى يدي فخليت ين املرأة وأكلنا مث

أنكرت املرأة يدي فقبضت عليها فقبضت على يد الرجل فقال هلا مالك ويدي ختليت عن يده مث نام وقمت خرى فأنبأنا حممد بن أيب طاهر قال أنبأنا التنوخي عن فأخذت الفرس وقد رويت هذه احلكاية على صفة أ

أبيه قال حدثنا أبو احلسن حممد بن أمحد الكاتب قال حدثين حممد بن يزمع العقيلي أحد قوادهم ووجوههم يف احلي وكان ورد إىل معز الدولة فأكرمه وأحسن إليه قال رأيت رجال من بين عقيل وظهره كله مشرطات

أكرب فسألته عن ذلك فقال إين كنت هويت ابنه عم يل فخطبتها فقالوا ال نزوجك إال أن احلجام إال أهنا جتعل يف الصداق الشبكة فرس سابقة كانت لبعض بين أيب بكر فتزوجتها على ذلك وخرجت يف أن أحتال

لهم إن أسا الفرس من صاحبه ال متكن من الدخول بابنه عمي فأتيت احلي الذي فيه الفرس وما زلت أداخفمرة أجيء إىل اخلباء الذي فيه الرجل كأين سائل يل إن عرفت بيت الفرس من اخلباء الذي فيه الرجل وأخبئت حىت دخلت من خلفه وحصلت خلف النضد حنت وكانوا تفشوه ليغزل فلما جاء الليل واىف

هلم وكنت صاحب البيت وقد زاولت له املرأة عشاء وجلسا يأكالن وقد استحكمت الظلمة وال مصباحجائعا فأخرجت يدي وأهويت إىل القصعة فأكلت معهما وأحس الرجل بيدي فأنكرها فقبض عليها على يد

املرأة فقالت له املرأة مالك ويدي فظن أنه قابض على يد امرأته فخلى يدي فخليت يد املرأة وأكلنا مث ويدي فخلت عن يدي فخليت أنكرت املرأة يدي فقبضت عليها فقبضت على يد الرجل فقال هلا مالك

عن يده وانقضى الطعام واستلقى الرجل نائما فلما استثقل وأنا مراصدهم والفرس مقيدة يف جانب البيت واملفتاح حتت رأس املرأة فواىف عبد له أسود فنبذ حصاة فانتبهت املرأة فقامت إليه وتركت املفتاح مكانه

د عالها فأخذت أنا املفتاح ففتحت القفل وكان معي جلام وخرجت من اخلباء إىل ظاهر البيت فإذا هو قشعر فأجزته الفرس وركبتها وخرجت عليها من اخلباء فقامت املرأة من حتت العبد، ودخلت اخلباء

وصاحت وذعر احلي فأحسوا يب وركبوا يف طليب وأنا أكد الفرس وخلف خبلق منهم فأصبحت وليس قد طلعت الشمس وأخذ يطعنين فهذه آثار طعناته يف جسدي ال ورائي إال فاؤرس واحد برمح فلحقين و

فرسه يلحقه يب حىت يتمكن من طعنته إياي وال فرسي ينجيين إىل حيث ال ميسين الرمح حىت وافينا إىل هنر عظيم فصحت بالفرس فوثبه وصاح الفارس باليت حتته فقصرت ومل تثب فلما رأيته عاجزا عن العبور وقف

ستريح فصاح يب فأقبلت عليه بوجهي فقال يا هذا أنا صاحب الفرس اليت حتتك وهذه ألريح الفرس وأابنتها وإذ قد ملكتها فال ختدعن فيها فإهنا تساوي عشر ديات وما طلبت عليها شيئا قط إال حلقته وال طلبين

يف صيدها فقلت له إذ عليها أحدا إال فته وإمنا مسيت الشبكة ألهنا مل ترد شيئا إال أدركته فكانت كالشبكةنصحتين فواهللا ألنصحنك كان من صوريت البارحة كيت وكيت فقصصت عليه قصة امرأته والعبد وحيليت

يف الفرس فأطرق مث رفع رأسه فقال مالك ال جزاك اهللا من طارق خري أطلقت زوجيت وأخذت فرسي .وقتلت عبدي

عن أيب أن رجال نام يف مسجد وحتت رأسه كيس فيه ألف أنبأنا حممد بن أيب طاهر أنبأنا أبو القاسم التنوخي ومخسمائة دينار قال فما شعرت إال بلسان قد جذبه من حتت رأسي فانتبهت فزعا فإذا شاب قد أخذ

. الكيس ومر يعدو فقمت ال عدو خلفه فإذا رجلي مشدودة خبيط قنب يف وتد مضروب يف آخر املسجدنا أبو القاسم التنوخي عن أبيه قال حدثين أبو احلسني عبد اهللا بن حممد أنبأنا حممد بن أيب طاهر قال أنبأ

البصري قال حدثين أيب قال كان بالبصرة رجل من اللصوص يلص بالليل فاره جدا مقدام يقال له عباس بن اخلياطة قد غلب األمراء وأشجى أهل البلد فلم يزالوا حيتالون عليه إىل أن وقع وكيل مبائة رطل حديد

وحبس فلما كان بعد سنة من حبسه أو أكثر دخل قوم باألبلة على رجل تاجر كان عنده جوهر بعشرات ألوف الدنانري وكان مستيقظا جلدا فجاء إىل البصرة يتظلم وأعانه خلق من التجار وقال لألمري أنت دست

ظروه فأنظرهم وطلبوا على جوهري وما خصمي سواك فورد عليه أمر عظيم وخال بالبوابني وتوعدهم فاستن

واجتهدوا فما عرفوا فاعل ذلك فعنفهم الرجل فاستجابوا مدة أخرى فجاء أحد البوابني إىل احلبس فتخادم البن اخلياطة ولزمه حنو شهر وتذلل له يف احلبس فقال له قد وجب حقك علي فما حاجتك قال جوهر فالن

اءنا مرهتنة به وحدثه احلديث فرفع ذيله وإذا سفط املأخوذ باألبلة ال بد أن يكون عندك منه خرب فإن دماجلوهر حتته فسلمه إليه وقال قد وهبته لك فاستعظم ذلك وجاء بالسفط إىل األمري فسأله عن القصة فأخربه

هبا فقال علي بعباس فجاؤوا به فأمر باإلفراج عنه وإزالة قيوده وإدخاله احلمام وخلع عليه وأجلسه يف دعى الطعام فواكله وبيته عنده فلما كان من الغد خال به وقال أنا أعلم أنك لو ضربت جملسه مكرما واست

مائة ألف سوط ما أقررت كيف كانت صورة أخذ اجلوهر وقد عاملتك باجلميل ليجب حقي عليك من طريق الفتوة وأريد أن تصدقين حديث هذا اجلوهر قال على أنين ومن عاونين عليه آمنون وإنك ال تطالبنا

بالذين أخذوه قال نعم فاستحلفه فقال له إن مجاعة اللصوص جاؤوين احلبس وذكروا حال هذا اجلوهر وإن دار هذا التاجر ال جيوز أن يتطرق عليها نقب وال تسليق وعليها باب حديد والرجل نتيقظ وقد راعوه سنة

لشطارة واألميان الغليظة أنه إن فما أمكنهم وسألوين فساعدهتم فدفعت إىل السجان مائة دينار وحلفت به باطلقين عدن إليه من غد وأنه إن مل يفعل ذلك اغتلته فقتلته يف احلبس فأطلقين فنزعنا احلديد وتركته

وخرجت املغرب فوصلنا إىل األبلة العتمة وخرجنا إىل دار الرجل فإذا هو يف املسجد وبابه مغلق ألحدهم ا قلت له أختفي ففعل ذلك مرات واجلارية خترج فإذا لن تر تصدق من الباب فتصدق فلما جاؤوا ليفتحو

أحدا عادت إىل أن خرجت من الباب ومشت خطوات تطلب السائل فتشاغلت بدفع الصدقة إليه فدخلت أنا إىل الدار فإذا يف الدهليز بيت فيه محار فدخلته ووقفت حتت احلمار وطرحت اجلل علي وعليه وجاء

ونام على سرير عال واجلوهر حتته فلما انتصف الليل قمت إىل شاة غب الدار الرجل فغلق األبواب وفتشفعركت أذهنا فصاحت فقال ويلك أقول لك افتقديها قالت قد فعلت قال كذبت وقام بنفسه ليطرح هلا علفا فجلست مكانه على السرير وفتحت اخلزانة وأخذت السفط وعدت إىل موضعي وعاد الرجل فنام

جد حيلة أن أنفب إىل دار بعض اجلريان فأخرج فما قدرت ألن مجيع الدار مؤزرة بالساج فاجتهدت أن أورمت صعود السطح فما قدرت ألن املمارق مقفلة بثالثة أقفال فعملت على ذبح الرجل مث استقبحت ذلك وقلت هذا بني يدي إن مل أجد حيلة غريه فلما كان السحر عدت إىل موضعي حتت احلمار وانتبه

رجل يريد اخلروج فقال للجارية افتحي األقفال من الباب ودعيه متربسا ففعلت وقربت من احلمار فرفس الفصاحت فخرجت أنا ففتحت املترس وخرجت أعدو حىت جئت إىل املشرعة فنزلت يف اخليطية ووقعت

اف أن يتنبه الصيحة يف دار الرجل فطالبين أصحايب أن أعطيهم شيئا منه فقلن ال هذه قصة عظيمة وأخعليها ولكن دعوه عندي فإن مضى على احلديث ثالثة أشهر وافتكم فصريوا إيل أعطيكم النصف وإن ظهر

خفت عليكم وعلى نفسي وجعلته حقنا لدمائكم فرضوا بذلك فأرسل اهللا هذا البواب بليه خيدمين ل عذاب فدخلتم فاستحييت منه وخفت أن يقتل هو وأصحابه وقد كنت وضعت يف نفسي الصرب على ك

علي من طريق أخرى مل أستحسن يف الفتوة معها إال الصدق فقال له األمري جزاء هذا الفعل إن أطلقك ولكن تتوب

ب وجعله األمري من بعض .فتاب وجعله األمري من بعض أصحابه وأسىن له الرزق فاستقامت طريقته .أصحابه وأسىن له الرزق فاستقامت طريقته

حدثين أيب عن طالوت بن عباد الصرييف قال كنت ليلة نائما بالبصرة يف فراشي وأحراسي قال أبو احلسني وحيرسوين وأبوايب مقفلة فإذا أنا بابن اخلياطة ينبهين من فراشي فانتبهت فزعا فقلت من أنت فقال ابن اخلياطة

فأخرجت مخسمائة دينار فتلفت فقال ال جتزع قد قمرت الساعة مخسمائة دينار أقرضين إياها ألردها عليك فدفعتها إليه فقال من وال تتبعين ألخرج من حيث جئت وإال قتلتك قال وأنا واهللا أمسع صوت حراسي وال أدري من حيث دخل وال من أين خرج وكتمت احلديث خوفا منه وزدت يف احلرس ومضت ليال فإذا أنا

ت بتلك الدنانري تأخذها مين فقلت أنت يف حل به قد أنبهين على تلك الصورة فقلت مرحبا ما تريد قال جئمنها فإن أردت شيئا آخر فخذ فقال ال أريد من نصح التجار شاركهم يف أمواهلم ولو كنت أردت أخذ

مالك باللصوصية فعلت ولكنك رئيس بلدك وال أريد أذيتك فإن ذلك خيرج عن الفتوة ولكن خذها فإن أن عودك ال يفزعين ولكن إذا أردت شيئا فتعال إيل هنارا أو احتجت إىل شيء بعد هذا أخذت منك فقلت

رسولك فقال افعل فأخذت الدنانري منه وانصرف وكان رسوله جييئين بعالمة بعد ذلك فيأخذ ما يريده بعد .مدة فما انكسر يل عنده شيء إىل أن قبض عليه

من خماطى قطعة صابون ومضى إىل حكى أبو حممد عبد اهللا بن علي بن اخلشاب النحوي أن رجال اشترى النهر لغسل ثيابه فلما وصل أخرجها فإذا هي قطعة آجر فصعب األمر عليه وقال هذا يبيع الناس آجرا

وصابونا فمضى إليه لريدها فلما وصل قال وحيك أتبيع الناس آجرا وصابونا قال كيف أبيع أجرا فأخرجها إىل النهر فأخرجها فإذا هي آجر فعاد إليه ووخبه وأخرجها من كمه فإذا هي قطعة صابون فاستحى ورجع

فإذا هي قطعة صابون مرة أخرى كذلك حىت ضجر فقال له املخاطر ال يضيق صدرك فإن لنا ولدا قد يف كمك أخرجناه نعلمه أن يبط وحيتال وإنك كلما مضيت فعل هذا فإذا رآك قد عدت لردها أعادها

دخل دار قوم فلم جيد ما يسرق غري دواة مكسورة فكتب على احلائط عز علي فقركم . وأنت ال تعلمدخل لص بيت رجل فأخذ متاعه وخرج فصاح الرجل ما أحنس هذه الليلة فقال اللص على كل . وغنايينار مث وزهنا له فلما تسلمها حدثين بعض اإلخوان أن رجال جاء إىل بزاز فاستعرض منه ثيابا بثالمثائة د. أحد

قال الرجل لقد غبنتين فعاد ومجع الدنانري وتركها يف خرقة وختمها ورمى هبا يف كم غالمه مث قال ما أنا إال متردد أفتأذن يل أن أرى الثياب من اشتريتها له فإن رضي وإال رددهتا قال نعم فأدخل يده يف كم غالمه

ز وأخذ الثياب ومضى ففتح البزاز اخلرقة فإذا هبا فلوس وقد جعل يف كم فأخرج اخلرقة فرمى هبا إىل البزا .غالمه خرقة مثلها وفيها وزن الثالمثائة

حدثين أبو الفتح البصري قال اجتمع مجاعة من اللصوص اجتاز عليهم شيخ صرييف معه كيسه فقال أحدهم ه إىل منزله فدخل الشيخ فرمى كيسه ما تقولون فيمن يأخذ كيس هذا قالوا كيف تفعل قال انظروا مث تبع

على الصفة وقال للجارية أنا حاقن فاحلقيين مباء يف الغرفة وصعد فدخل اللص فأخذ الكيس وجاء إىل أصحابه فحدثهم فقالوا ما عملت شيئا تركته يضرب اجلارية ويعذهبا وماذا مليح قال فكيف تريدون قالوا

نعم فمضى فطرق الباب فإذا به يضرب اجلارية فقال من قال ختلص اجلارية من الضرب وتأخذ الكيس قال

غالم جارك يف الدكان فخرج فقال ماذا تقول فقال سيدي يسلن عليك ويقول لك قد تغريت ترمي كيسك يف الدكان ومتضي ولوال أنا رأيناه كان قد أخذ وأخرج الكيس وقال أليس هذا هو قال بلى واهللا صدق مث

يه وادخل فاكتب يف رقعة قد تسلمت الكيس حىت أختلص أنا ويرجع إليك مالك أخذه فقال له بل أعطن .فناوله إياه ودخل ليكتب فأخذه ومضى

قال أبو جعفر حممد بن الفضل الضمريي كان يف بلدنا عجوز صاحلة كثرية الصيام والصالة وكان هلا ابن يعود إىل منزله فيخبأ كيسه عند صرييف منهمك على الشرب واللعب وكان يتشاغل بدكانه أكثر هناره مث

والدته، فدخل إىل الدار وهو ال يعلم فاختبأ فيها وسلم كيسه إىل أمه وخرج وبقيت هي وحدها يف الدار وكان هلا يف دارها بيت مؤزر بالساج عليه باب من حديد جتعل قماشها فيه والكيس فخبأت الكيس فيه

ص الساعة تقفله وتنام وأنزل وأقلع الباب وآخذ الكيس خلف الباب وجلست فأفطرت بني يديه فقال اللفلما أفطرت قامت تصلي ومدت الصالة ومضى نصف الليل وحتري اللص وخاف أن يدركه الصبح فطاف

يف الدار فوجد إزارا جديدا وخبور فاتزر باإلزار وأوقد البخور وأقبل ينزل على الدرجة ويصيح بصوت ففطنت أنه لص فقالت من هذا بارتعاد وفزع فقال أنا جربيل رسول غليظ ليفزع العجوز وكانت جلدة

رب العاملني أرسلين إىل ابنك هذا الفاسق ألعظه وأعامله مبا مينعه عن ارتكاب املعاصي فأظهرت أهنا قد غشي عليها من الفزع وأقبلت تقول يا جربيل سألتك إال رفقت به فإنه واحدي فقال اللص ما أرسلت

بم أرسلت قال آلخذ كيسه وأومل قلبه بذلك فإذا تاب رددته عليه فقالت يا جربيل شأنك وما لقتله قالت فأمرت به فقال تنحي عن باب البيت وفتح هو الباب ودخل ليأخذ الكيس والقماش واشتغل يف تكويره

ص إىل فمشت العجوز قليال قليال وجذبت الباب وجعلت احللقة يف الرزة وجاءت بقفل فقفلته فنظر اللاملوت ورام حيلة، نقب أو منقذ فلم جيد فقال افتحي ألخرج فقد أتعظ ابنك فقالت يا جربيل أخاف أن

أفتح الباب فتذهب عيين من مالحظة نورك فقال إين أطفئ نوري حىت ال يذهب بعينيك فقالت يا جربيل ما ا لتغوير بصري فأحس اللص يعوزك أن خترج من السقف أو خترق احلائط بريشة من جناحك وال تكلفين أن

أهنا جلدة فأخذ يرفق هبا ويداريها ويبذل التوبة فقالت دع عنك هذا ال سبيل إىل اخلروج إال بالنهار وقامت فصلت وهو يسأهلا حىت طلعت الشمس وجاء ابنها وعرف خربها وحدثته احلديث فأحضر صاحب الشرطة

.وفتح الباب وقبض على اللص

الباب التاسع والعشرون

يف ذكر طرف من أخبار فطن الصبيان

أنبأنا احلسني بن حممد بن عبد الوهاب النحوي قال أنبأنا أبو جعفر بن املسلمة قال أخربنا أبو طاهر املخلص قال أنبأنا أمحد بن سليمان بن داود الطوسي قال أخربنا الزبري بن بكار قال حدثين حممد بن الضحاك أن

اجلالوت أو البن رأس اجلالوت ما عندكم من الفراسة يف الصبيان قال ما عبد امللك بن مروان قال لرأس

عندنا فيهم شيء ألهنم خيلقون خلقا بعد خلق أغريانا نرمقهم فإن مسعنا منهم من يقول يف لعبه من يكون معي رأيناه ذامهة وحنو صدق فيه وإن مسعناه يقول مع من أكون كرهناها منه فكان أول ما علم من ابن

لزبري أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان وهو صيب فرم رجل فصاح عليهم ففررا ومشى ابن الزبري االقهقهري وقال يا صبيان اجعلوين أمريكم وشدوا بنا عليه ومر به عمر بن اخلطاب وهو صيب يلعب مع

أخاف ومل تكن الطريق الصبيان ففروا ووقف فقال له مالك مل تفر مع أصحابك قال يا أمري املؤمنني مل أجرم ف .ضيقة فأوسع لك

أنبأنا حممد بن عبد الباقي البزاز قال أنبأنا احلسن بن علي اجلوهري قال أخربنا ابن حيوية قال أخربنا أمحد بن معروف قال أنبأنا احلسني بن الفهم قال حدثنا حممد بن سعد قال أنبأنا حجاج بن نصر قال حدثنا قرة

قال حدثنا سنان بن مسلمة وكان أمريا على البحرين قال كنا أغيلمة باملدينة بن خالد عن هارون بن زيابيف أصول النخل نلتقط البلح الذي يسمونه اخلالل فخرج إلينا عمر بن اخلطاب فتفرق إلينا عمر بن أنظر اخلطاب فتفرق الغلمان وثبت مكاين فلما عشيين قلت يا أمري املؤمنني إمنا هذا ما ألقت الريح قال أرين

فإنه ال خيفي علي قال فنظر يف حجري فقال صدقت فقلت يا أمري املؤمنني ترى هؤالء الغلمان واهللا لئن . انطلقت ألغاروا علي فانتزعوا ما يف يدي قال فمشى معي حىت بلغين مأمين

هو داخل قال، قال أبو حممد الترمذي كنت أؤدب املأمون وهو يف حجر يعلمه اجلوهري قال فأتيته يوما وفوجهت إليه بعض خدامه يعلمه مبكاين فأبطأ علي مث وجهت آخر فأبطأ فقلت لسعيد أن هذا الفىت رمبا تشاغل بالبطالة وتأخر قال أجل ومع هذا إنه إذا فارقك تعزم على خدمه ولقوا منه أذى شديدا فقومه

ن البكاء إذ قيل جعفر بن حيىي قد باألدب فلما خرج أمرت حبمله فضربته سبع درر قال فإنه ليدلك عينيه مأقبل فأخذ منديال فمسح عينيه من البكاء ومجع ثيابه وقام إىل فرشه فقعد عليه متربعا مث قال ليدخل فقمت عن اجمللس وخفت أن يشكوين إليه فألقى منه ما أكره بوجهه وحدثه حىت أضحكه وضحك إليه فلما هم

يديه مث سأل عين فجئت فقال خذ على بقية حزين فقلت أيها األمري باحلركة بدابته ودعا غلمانه فسعوا بنيأطال اهللا بقاءك لقد خفت أن تشكوين إىل جعفر بن حيىي ولو فعلت ذلك لتنكر يل فقال تراين يا أبا حممد كنت اطلع على هذا فكيف جبعفر بن حيىي حىت أطلعه أنين أحتاج إىل أدب إذن يغفر اهللا لك بعد الظنك

قال احلسن . لبك خذ يف أمرك فقد خطر ببالك ما ال تراه أبدا لوعدت يف كل يوم مائة مرةووجيب قالقزويين مسعت أبا بكر النحوي يقول من ألطف رقعة كتبت يف االعتذار رقعة كتبها الراضي إىل أخيه أيب

فكتب إليه إسحاق املتقي وقد كان جرى بينهما كالم حبضرة املؤدب وكان األخ قد تعدى على الراضي الراضي بسم اهللا الرمحن الرحيم أنا معترف لك بالعبودية فرضا وأنت معترف إيل باألخوة فضال والعبد

:يذنب واملوىل يعفو وقد قال الشاعر أعتب فعتباك حبيب إيل... يا ذا الذي يغضب من غري شيء

أعز خلق اهللا طرا علي... أنت على أنك يل ظامل ق فأكب عليه فقام إليه الراضي فتعانقا واصطلحا واهللا أعلم حدثنا عبيد اهللا بن املأمون قال فجاءه أبو إسحا

قال غضب املأمون على أمي أم موسى فقصدين لذلك حىت كاد يتلفين فقلن له يوما يا أمري املؤمنني إن كنت عبيد اهللا إنك مين غضبان على ابنة عمك فعاقبها بغريي فإين منك قبلها ولك دوهنا قال صدقت واهللا يا

قبلها ويل دوهنا واحلمد هللا الذي أظهر يل هذا منك وبني يل هذا الفضل فيك ال ترى واهللا بعد يومك هذا .مين سوأ وال ترى إال ما حتب فكان ذلك سبب رضاه عن أمي

هو ينادي يا قال األصمعي بينا أنا يف بعض البوادي إذا أنا بصيب أو قال صبية معه قربة قد غلبته فيها ماء وأبت أدرك فاها غلبين فوها ال طاقة يل بفيها قال فواهللا لقد مجع العربية يف ثالث قال الصويل قال اجلاحظ قال مثامة دخلت إىل صديق يل أعوده وتركت محاري على الباب ومل يكن معي غالم مث خرجت وأنا فوقه

لك قلت لو ذهب كان أحب إيل من صيب فقلت أتركب محاري بغري إذين قال خفت أن يذهب فحفظته بقائه قال فإن كان هذا رأيك يف احلمار فاعمل على أنه قد ذهب وهبه يل واربح شكري فلم أر ما أقول قال رجل من أهل الشام قدمت املدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة فإذا بنية له صغرية تلعب بالطني

واد فما لنا به علم منذ مدة فقلت احنري لنا ناقة فأنا فقلت هلا ما فعل أبوك قالت وفد إىل بعض األجأضيافك قالت واهللا ما عندنا قلن فشاة قالت واهللا ما عندنا قلت فدجاجة قالت واهللا ما عندنا قلت فبيضة

:قالت واهللا ما عندنا قلت فباطل ما قال أبوك مبستهل الشؤبوب أو مجل... كم ناقة قد وجأت منحرها

من أيب هو الذي أصارنا إىل أن ليس عندنا شيء قال بشر بن احلرث أتيت باب املعاىف بن قالت فذاك الفعلعمران فدققت الباب فقيل يل من قلت بشر احلايف قالت يل بنية من داخل الدار لو اشتريت نعال بدانقني

ه املعتصم أميا ذهب عنك اسم احلايف وبلغنا أن املعتصم ركب إىل خاقان يعوده والفتح صيب يومئذ فقال لأحسن دار أمري املؤمنني أو دار أبيك قال إذا كان أمري املؤمنني يف دار أيب أحسن فأراه فصاىف يده فقال هل

قال أبو علي البصري تويف أيب وأنا صغري . رأيت يا فتح أحسن من هذا الفص فقال نعم اليد اليت هو فيهابلغت، قلت نعم، قال ومن يعلم بذاك، قلت من انعظ فمنعت مرياثي فقدمت منازعا إىل القاضي فقال يل

بلغنا أن إياس بن معاوية تقدم وهو صيب إىل قاضي دمشق ومعه شيخ فقال . عليه فتبسم وأمر بفك حجريأصلح اهللا القاضي هذا الشيخ ظلمين واعتدى علي وأخذ مايل فقال القاضي أرفق به وال تستقبل الشيخ

صلح اهللا القاضي أن احلق أكرب مين ومنه ومنك قال اسكت قال إن سكت مبثل هذا الكالم فقال إياس أفمن يقوم حبجيت قال تكلم خبري فقال ال إله إال اهللا وحده ال شريك له فرفع صاحب اخلرب هذا اخلرب فعزل

.القاضي ووىل إياس مكانهل به الفطنة وينبه من الغفلة نظر املأمون إىل ابن صغري له يف يده دفتر فقال ما هذا بيدك فقال بعض ما تسج

ويؤنس من الوحشة، فقال املأمون احلمد هللا الذي رزقين من ولدي من ينظر بعني عقله أكثر ما ينظر بعني قعد . قال الفرزدق لغالم حدث أيسرك إين أبوك، قال ال ولكن أمي ليصيب أيب من أطايبك. جسمه وسنه

.الطعام حار قالوا فدعه حىت يربد قال أنتم ال تدعونهصيب مع قوم يأكلون فبكى قالوا مالك تبكي قال قال األصمعي قلت لغالم حدث السن من أوالد العرب أيسرك أن يكون لك مائة ألف درهم وإنك أمحق

بلغنا أن صبيا لقي . فقال ال واهللا قلت ومل قال أخاف أن جيين على محقي جناية تذهب مايل ويبقى على محقيادخل على الرشيد صيب له أربع . ه إىل أين متضي فقال إىل املطبق قال أوسع خطوتكرجال عاقال فقال ل

.سنني فقال له ما حتب أن أهب لك قال حسن رأيك

الباب الثالثون

يف ذكر طرف من فطن عقالء اجملانني

ا حدثنا حممد بن إمساعيل قال كان عندنا رجل من جهينة يكىن أبا نصر قد ذهب عقله فقلت له يوما مقال الشبلي . السخاء قال جهد مقل قلت فما اخلل قال أف وحول وجهه، فقلت أجنيب قال قد أجبتك

رأيت يوم اجلمعة معتوها عند جامع الرصافة قائما عريان وهو يقول أنا جمنون اهللا أنا جمنون فقلت له مل ال :تدخل اجلامع وتتوارى وتصلي فأنشأ يقول

وقد أسقطت حايل حقوقهم عين... يقولون زرنا واقض واجب حقنا ومل يأنفوا منها أنفت هلم مين... إذا هم رأوا حايل ومل يأنفوا هلا

قال ابن القصاب الصويف دخلت املارستان فرأيت فيه فىت مصابا فولعت به وزدت يف الولع فأتبعته فصاح صناعة فقلت له من وقال انظروا إىل شعور مطرزة وأجساد معطرة قد جعلوا الولع بضاعة والسخف

السخي قال الذي رزق أمثالكم وأنتم ال تساوون قوت يوم قلت له من أقل الناس شكر فقال من عويف من بلغين عن . بلية مث رآها يف غريه فترك الشكر فانكسرت بذلك وقلت له ما الظرف قال خالف ما أنتم عليه

فجزت خبربة فإذا بشيخ قد خرج منها ومعه بعض أصحاب املربد أنه قال انصرفت من جملس املربد يوما حجر فهم أن يرميين به فتترست باحملربة والدفتر فقال مرحبا بالشيخ فقلت وبك قال من أين أقبلت قلت

من جملس املربد قال البارد مث قال ما الذي أنشدكم فكان من عادته أن خيتم جملسه ببيت أو بيتني من الشعر :فقلت له أنشدنا

إذا ما ماؤه تفدا... ث نائله أعار الغي أعار فؤاده األسدا... وإن أسد شكا جبنا

فقال أخطأ قائل هذا الشعر قلت كيف قال أال تعلم أنه إذا أعار الغيث نائله بقي بال نائل وإذا عار األسد :فؤاده بقي بال فؤاد قلت فكيف كان يقول فانشد

ألسدما وعاء علم البأس ا... علم الغيث الندى فإذا وإذا الليث مقر باجللد... فإذا الغيث مقر بالندى

قال فكتبت وانصرفت مث مررت يوما آخر بذلك املكان فإذا به قد خرج وبيده حجر فكان يرميين فتترست منه فضحك وقال مرحبا بالشيخ فقلت وبك قال من جملس املربد قلت نعم قال ما الذي أنشدكم قلت

: أنشدنا

قرب مير على الطريق الواضح... روءة والندى إن السماحة وامل كوم اجلياد وكل طرف سابح... فإذا مررت بقربه فأعقربه

فقال أخطأ قائل هذا الشعر فقلت كيف قال وحيك لو حنرت خبت خراسان ملا أبر يف حقه قلت كيف كان :يقول فأنشد

إىل جنب قربه فاعقراين... امحالين إن مل يكن لكما عقر دمي من نداه لو تعلمان... ن دمي عليه فقد كان وانضجا م

قال فلما عدت إىل املربد قصصت عليه القصة فقال أتعرفه قلت ال قال ذلك خالد الكاتب تأخذه السوداء قال علي بن احلسني الرازي مر هبلول بقوم يف أصل شجرة وكانوا عشرة فقال بعضهم لبعض . أيام الباذجنان

ا قالوا فجاءهم فقالوا يا هبلول تصعد لنا رأس هذه الشجرة وتأخذ عشرة دراهم قالوا حىت نسخر ببهلول مقال نعم فأعطوه عشرة دراهم فصريها يف كمه مث التفت فقال هاتوا سلما فقالوا مل يكن هذا يف الشرط فقال

.كان يف شرطي دون شرطكمهبلول فقال ما هذا احلزن أجزعت ولد لبعض أمراء الكوفة بنت، فساءه ذلك وامتنع عن الطعام فدخل عليه

وفر يوما هبلول من الصبيان فالتجأ . خبلق سوي وهبه رب العاملني أيسرك أن مكاهنا أبناء مثلي فسرى عنهإىل دار فوجد باهبا مفتوحا فدخلها وصاحب الدار قائم له ضفريتان فصاح ما أدخلك داري فقال يا ذا

ومحل عليه الصبيان يوما فدخل دارا فدعا الرجل بالطعام . رضالقرنني أن ياجوج وماجوج مفسدون يف األفجعل الصبيان يصيحون على الباب وهو يأكل ويقول فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرمحة وظاهره

.من قبله العذابللبنت وسئل هبلول عن رجل مات وخلف أبناء وبنتا وزوجة ومل يترك من املال شيئا فقال لالبن اليتيم و

الثكل وللزوجة خراب البيت وما بقي فللعصبة قال ودخل هبلول وعليان على موسى بن املهدي فقال ليليان إيش معىن عليان فقال عليان وإيش معىن موسى فقال حذوا برجل ابن الفاعلة فالتفت عليان إىل

من بين تيم اهللا فبعثوا به كان يف بين أسد جمنون فمر بقوم . هبلول وقال خذ إليك كنا اثنني صرنا ثالثةوعذبوه فقال يا بين تيم اهللا ما أمل يف الدنيا قوما خريا منكم قالوا وكيف قال بنو أسد ليس فيهم جمنون

ومر جمنون مبعتزيل يناظر فقال له اجملنون أنت . غريي وقد قيدوين وسلسلوين وكلكم جمانني ليس فيكم مقيدفعلت أحدمها دون اآلخر قال نعم فاخرء وال تبل، فعجب الناس من القائل أنك خمري بني فعلني إن شئت

قال أبو حممد بن عجيف مريب جمنون فقلت يا جمنون قال وأنت عاقل قلت نعم قال كال يا جمنون . قولهولكن جنوين مكشوف وجنونك مستور قلت فسر يل قلت قال أنا أخرق الثياب وارجم وأنت تعمر دار ال

ك وما حياتك بيدك وتعصي وليك وتطيع عدوك قال النظام قلت جملنون اجلس ها هنا بقاء هلا وتطيل أملادعى رجل النبوة وزعم أنه نوح فصلب . حىت أرجع فقال أما ترجع فال أضمن لك ولكين أجلس إىل الليل بعث هالل بن أيب بردة إىل أيب علقمة. فمر به جمنون فقال يا نوح مل حتصل من سفينتك إال على الدقل

اجملنون فلما أتى به قال تدري مل أحضرتك قال ال قال ال ضحك منك قال لقد ضحك أحد احلكمني من .صاحبه يعرض جبده أيب موسى

الباب احلادي والثالثون

يف ذكر طرف من أخبار النساء واملتفطنات

يه شجرا كل منها حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قلت يا رسول اهللا أرأيت لو نزلت واديا فووجدت شجرا مل يؤكل منها يف أيها كنت ترتع بعريك قال يف اليت مل يرتع منها نعين أن النيب صلى اهللا عليه

حدثنا القاسم بن حممد عن عائشة قالت كان النيب صلى اهللا عليه وسلم إذا . وسلم مل يتزوج بكرا غريهاعائشة وحفصة فخرجتا معه مجيعا فكان النيب صلى اهللا خرج يف سفر أقرع بني نسائه فطارت القرعة على

عليه وسلم إذا سار بالليل سار مع عائشة يتحدث معها فقالت حفصة لعائشة إال تركبني بعريي وأركب بعريك فتنظرين وانظر قالت بلى فركبت عائشة على بعري حفصة وركبت حفصة على بعري عائشة فجاء

ىل مجل عائشة وعليه حفصة فسلم مث صار معها حىت نزلوا ففقدت النيب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إصلى اهللا عليه وسلم فغارت فلما نزلت جعلت تدخل رجليها بني االذخر وتقول يا رب سلط علي عقربا

. يلدغين رسولك ال أستطيع أن أقول شيئا

ساء على أربعني أوقية وإن كانت عن عبد اهللا بن مصعب قال، قال عمر بن اخلطاب ال تزيدوا يف مهر النبنت ذي الغصة يعين يزيد بن احلصني الصحايب احلارثي فمن زاد ألقيت الزيادة يف بيت املال فقالت امرأة من صنف النساء طويلة يف أنفها فطس ما ذاك لك قال ومل قالت ألن اهللا عز وجل قال وآتيكم إحداهن

.تانا وإمثا مبينا قال عمر امرأة أصابت ورجل أخطأقنطارا فال تأخذوا منه شيئا أتأخذونه هبعن حممد بن معني الغفاري قال أتت امرأة عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه فقالت يا أمري املؤمنني إن زوجي

يصوم النهار ويقوم الليل وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة اهللا فقال هلا نعم الزوج زوجك فجعلت وهو يقرر عليها اجلواب فقال له كعب األسدي يا أمري املؤمنني هذه املرأة تشكو زوجها تكرر عليه القول

يف مباعدته إياها عن فراشه فقال له عمر كما فهمت كالمها فاقض بينهما فقال كعب علي بزوجها فأتى به :فقال أن امرأتك هذه تشكوك قال أيف طعام أو شرب قال ال فقالت املرأة

إهلي خليلي عن فراشي مسجده... احلكيم أرشده يا أيها القاضي هناره وليله ما يرقده... زهده يف مضجعي تعبده

ولست يف أمر النساء أمحده :فقال زوجها

إين امرؤ أذهلين ما قد نزل... زهدت يف فراشها ويف احلجل ويف كتاب اهللا ختويف جلل... يف سورة النمل ويف السبع الطول

:فقال كعب تصيبها يف أربع ملن عقل... قا عليك يا رجل إن هلا ح

فأعطها ذاك ودع عنك العلل

مث قال إن اهللا عز وجل قد أحل لك من النساء مثىن وثالث ورباع فذلك ثالثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك وهلا يوم وليلة فقال عمر واهللا ما أدري من أي أمريك أعجب أفمن فهمك أمرها أم من حكمك بينهما

عن عبد اهللا بن الزبري عن أمساء بنت أيب بكر رضي اهللا عنهم قالت ملا . ذهب فقد وليتك قضاء البصرةاتوجه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من مكة إىل املدينة ومعه أبو بكر محل أبو بكر معه مجيع ماله مخسة

ذا واهللا قد فجعكم بن له آالف أو ستة آالف درهم فأتاين جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال أرى همع نفسه فقلت كال يا أبت قد ترك لنا خريا كثريا فعمدت إىل أحجار جعلها يف كوة البيت كان أبو بكر

حيصل ماله وغطيت على األحجار بثوب مث جئت به فأخذت بيده ووضعتها على الثوب وقلت ترك لنا هذا ك لكم هذا فنعم وال واهللا ما ترك لنا قليال وال فجعل جيدمس احلجارة من وراء الثوب فقال أما إذا تر

.كثرياقال األصمعي أتت امرأة حامت بن عبد اهللا ابن أيب بكرة فقالت له أتيتك من بالد شاسعة ترفعين رافعة

وختفضين خافضة ملمات من األمور حللن يب فربين حلمي ووهن عظمي وتركتين واهلة كاحلريض قد ضاق يب الوالد وغاب الوافد وعدم الطارف والتالد فسألت يف حياء العرب عن املرجو سببه البلد العريض هلك

احملمود نائله الكرمي مشائله فدللت عليك وأنا امرأة من هوزان فافعل يب أحد ثالث إما أن تقيم أودي وإما .أن حتسن صفدي وإما أن تردين إىل بلدي فقال بل أمجعهن إليك وحبا وكرامة

مات ابن ألعرابية فما زالت تبكي حىت خدد الدمع خدها مث استرجعت فقالت اللهم إنك قد قال األصمعي علمت فرط حب الوالدين لولدها فلذلك مل تأمرمها بربه وعرفت قدر عقوق الولد لوالديه فمن أجل ذلك

ه مين حضضته على طاعتها اللهم إن ولدي كان من البار بوالديه على ما يكون الوالدان بولدمها فأجزبذلك صالة ورمحة ولقه سرورا ونضرة فقال هلا أعرايب نعم ما دعوت له لوال أنك شبته من اجلزع مبا ال جيدي فقالت إذا وقعت الضرورات مل جير عليها حكم املكتسبات وجزعي على ابين غري ممكن يف الطاقة

ضطر غري باغ وال عاد فال إمث صرفه وال يف القدرة منعه واهللا ويل عذري بفضله فقد قال عز وجل فمن ا .عليه إن اهللا غفور رحيم

قال أبو احلسن املدائين دخل عمران بن حطان يوما على امرأته وكان عمران قبيحا ذميما قصريا وقد تزينت وكانت امرأة حسناء فلما نظر إليها ازدادت يف عينه مجاال وحسنا فلم يتمالك أن يدمي النظر إليها فقالت ما

أنك قال لقد أصبحت واهللا مجيلة فقالت أبشر فإين وإياك يف اجلنة قال ومن أين علمت ذلك قالت ألنك شقال املصنف أدام اهللا . أعطيت مثلي فشكرت وابتليت سالمته مبثلك فصربت والصابر والشاكر يف اجلنة

لى قتله علي بن أيب سالمته كان عمران بن حطان أحد اخلوارج وهو القائل ميدح عبد الرمحن بن ملجم ع :طالب رضي اهللا عنه وأرضاه مبنه وكرمه

غال ليبلغ من ذي العرش رضوانا... يا ضربة من تقى ما أراد هبا أوىف الربية عند اهللا ميزانا... إين ألذكره يوما فأحسبه

مل خيلطوا دينهم بغيا وعدوانا... أكرم بقوم بطون األرض أقربهم

:ضي أبا الطيب الطربي فقال جميبا له على الفورفبلغت هذه األبيات القا على ابن ملجم امللعون هبتانا... إين ألبرأ مما أنت قائله دينا وألعن عمرانا وحطانا... إين ألذكره يوما فألعنه

لعائن اهللا أسرار وأعالنا... عليك مث عليه الدهر متصال يانا وبرهانانص الشريعة تب... فأنتم من كالب النار جاء به

أشار أبو الطيب إىل قول النيب صلى اهللا عليه وسلم اخلوارج كالب النار قال إسحاق بن إبراهيم املوصلي حدثين أبو املشيع قال خرج كثري يلتمس عزة ومعه شنينة فيها ماء فأخذه العطش فتناول الشنينة فإذا هي

قرهبا مظلة بفنائها عجوز فقالت من أنت قال أنا كثري عظم، ما فيها شيء من املاء فرفعت له نار فأمها فإذا ب :قالت قد كنت أمتىن مالقاتك فاحلمد هللا الذي أرانيك قال وما الذي تلتمسينه مين قالت ألست القائل

أبينا وقلنا احلاجبية أول... إذا ما أتينا خله كي نزيلها وحنن لتلك احلاجبية أوصل... سنوليك عرفا إن أردت وصالنا

:ال بلى قالت أفال قلت كما قال سيدك مجيلق باجلد ختلطه بقول اهلازل... يا رب عارضة علينا وصلها حيب بثينة عن وصالك شاغلي... فأجبتها يف القول بعد تأمل

فضال لغريك ما أتتك رسائلي... لو كان يف قليب كقدر قالمة ك أن العطش قد أضر يب قالت ثكلت بثينة إن قلت دعي هذا واسقيين قالت واهللا ال أسقيك شيئا قلت وحي

طعمت إن عندي قطرة ماء فكان جهده أن ركض راحلته ومضى يطلب املاء فما بلغه حىت أضحى النهار قال دخل ذو الرمة الكوفة فبينا هو يسري يف شوارعها على جنيب له إذ رأى جارية . وكاد يقتله العطش

قعت بقلبه فدنا إليها فقال يا جارية اسقين ماء فأخرجت إليه سوداء واقفة على باب دار فاستحسنها ووكوزا فشرب فأراد أن ميازحها ويستدعي كالمها فقال يا جارية ما أحر ماءك فقلت لو شئت ألقبلت على

:عيوب شعرك وتركت حر مائي وبرده فقال هلا وأي شعري له عيب ألست ذا الرمة قال بلى قالت هلا ذنب فوق استها أم سامل... زة فأنت الذي شبهت عنزا بقف

وطبسني مسودين مثل احملاجم... جعلت هلا قرنني فوق جبينها جبلدك يا غيالن مثل املآمث... وساقني إن يستمكنا منك يتركا

وبني النقا أأنت أم أم سامل... أيا ظبية الوعساء بني جالجل

هذا ونزل راحلته فدفعها إليها فذهب ليمضي قال نشدتك باهللا إال أخذت راحليت وما عليها ومل تظهريقال زهري بن حسن موىل الربيع بن يونس قد احلجاج . فدفعتها إليه وضمنت له أال تذكر ألحد ما جرى

على الوليد بن عبد امللك فصلى عنده ركعتني وركب الوليد فمشى احلجاج بني يديه فقال له الوليد اركب ني دعين أستكثر من اجلهاد فإن ابن الزبري وابن األشعث شغالين عن اجلهاد يا أبا حممد فقال يا أمري املؤمن

زمنا طويال فعزم عليه الوليد أن يركب ودخل فركب مع الوليد فبينا هو يتحدث ويقول ما فعلت بأهل

ال العراق وفعلت أقبلت جارية فنادت الوليد مث انصرفت فقال الوليد يا أبا حممد أتدري ما قالت اجلارية قال قال قالت أرسلتين إليك أم البنني بنت عبد العزيز بن مروان أن جمالستك هذا األعرايب وهو يف سالحه

وأنت يف غالله غرر فأرسلت إليها أنه احلجاج بن يوسف فراعها ذلك وقالت واهللا ألن خيلو بن ملك املوت ظلما وعدوانا فقال احلجاج يا أمري أحب إيل من أن خيلو بك احلجاج وقد قتل أحباء اهللا له وأهل طاعته

املؤمنني إمنا املرأة رحيانة وليست بقهرمانة ال تطلعهن على سرك وال تستعملهن بأكثر من وثبهن وال تكثرن جمالستهن صغارا وذالئم مث هنض فخرج ودخل الوليد على أم البنني فأخربها مبقالته فقالت إين أحب أن

بالذي يكون بيين وبينه فغدا احلجاج على الوليد فقال الوليد ائت أم البنني تأمره بالتسليم علي فسيبلغك فقال اعفين يا أمري املؤمنني قال فلتفعلن فأتاها فحجبته طويال مث أذنت له مث قالت له يا حجاج أنت تفتخر

قه عليه ما ابتالك على أمري املؤمنني بقتل ابن الزبري وابن األشعث أما واهللا لوال أن اهللا علم أنك أهون خلبقتل ابن ذات النطاقني ابن حواري رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وابن األشعث فلعمري لقد استعلى عليك حىت عجعجت وواىل عليك اهلرار حىت عويت فلوال أن أمري املؤمنني نادى يف أهل اليمن وأنت يف

أخذ الذي فيه عيناك وعلى هذا فإن أضيق من القرن فأظلتك رماحهم وعالك كفاحهم لكنت مأسورا قدنساء أمري املؤمنني قد نفضن العطر عن غدائرهن وبعنه يف أعطية أوليائه وإماما أشرت على أمري املؤمنني من

قطع لذاته وبلوغ أوطاره من نسائه فإن يكن إمنا ينفرجن عن مثل أمري املؤمنني فغري جميبك إىل ذلك وإن كن به أمك البظراء عنك من ضعف الغريزية وقبح املنظر يف اخللق واخللق يالكع ينفرجن عن مثل ما انفرجت

:فما أحقه أن يقتدي بقولك قاتل اهللا الذي يقول فتخاء تنفر من صفري الصافر... أسد علي ويف احلروب نعامة

أو قد كان قلبك يف جناحي طائر... هال برزت إىل غزالة يف الوغا فلما دخل على الوليد قال ما كنت فيه يا أبا حممد فقال واهللا يا أمري املؤمنني ما مث أمرت جارية هلا فأخرجته

قال ابن السكيت عزم حممد . سكتت حىت كان بطن األرض أحب إىل من ظهرها قال إهنا بنت عبد العزيزعبد بن عبد اهللا بن طاهر على احلج فخرجت إليه جارية شاعرة فبكت ملا رأت آلة السفر فقال حممد بن

:اهللا ب على اخلد األسيل... دمعة كاللؤلؤ الرط

ن من الطرف الكحيل... هطلت يف ساعة اليب :مث قال أجيزي فقالت هر باألفول... حني هم القمر البا

اق يف وقت الرحيل... إمنا يفتح العش ة شاعرة أديبة قد قال أيوب الوزان قال املفضل دخلت على الرشيد وبيد يديه طبق ورد وعنده جارية مليح

:أهديت إليه فقال يا مفضل قل يف هذا الورد شيئا تشبهها به فأنشأت أقول فم احلبيب وقد أبدى به خجال... كأنه خد مرقوق بقلبه

فقالت اجلارية

كف الرشيد ألمر يوجب الغسال... كأنه لون خدي حني يدفعين قال األصمعي ملا قدم الرشيد . مت وأرخيت الستورفقال يا مفضل قم فاخرج فإن هذه املاجنة قد هيجتنا فق

البصرة يريد اخلروج إىل مكة فخرجت معه فلما صرنا بضرية إذا أنا على شفري الوادي بصبية قدامها قصعة :هلا وإذا هي تقول

ورمتنا نوائب األيام... طحنتنا طواحن العوام لفضاالت زادكم والطعام... فأتينا كمو ملذ أكفا

أيها الزائرون بيت احلرام... األجر واملثوبة فينا فاطلبوا فارمحوا غربيت وذل مقامي... من رآين فقد رآين ورحلي

قال فرجعت إىل أمري املؤمنني فقلت صبية على شفري الوادي وأنشدته ما قالت فعجب فقلت يا أمري املؤمنني أمري املؤمنني فقلت هلا أنشديه ما كنت أفآتيك هبا قال ال بل حنن نذهب إليها قال األصمعي فوق فعليها

.تقولينه فأنشدته ومل هتيه فقال يا مسرور امأل قصعتها دنانري قال فمألها حىت فاضت ميينا ومشاالحدثنا ابن الشيظمي قال حججت يف سنة قحطة جدبة فبينا أنا أطوف بالكعبة إذ أبصرت جارية من أحسن

ة بأستار الكعبة تقول إهلي وسيدي ها أنا أمتك الغريبة وسائلتك الفقرية الناس قدا وقواما وخلقا وهي متعلقحيث ال خيفي عليك بكائي وال يستتر عنك سوء حايل قد هتكت احلاجة حجايب وكشفت الفاقة نقايب

فكشفت وجها رقيقا عند الذل وذليال عند املسألة طال وعزتك ما حجبه عنه ماء الغنا وصانه ماء احلياء قد دت عين كف املرزوقني وضاقت يب صدود املخلوقني فمن حرمين مل أمله ومن وصلين وكلته إىل مكافأتك مج

ورمحتك وأنت أرحم الرامحني قال فدنوت منها فربرهتا مث قلت هلا من أنت وممن أنت فقالت إليك عين من :قل ما له وذهب رجاله كيف يكون حاله مث أنشأت تقول

الدهر ملا قد ترى وأخرجها... بعض بنات الرجال أبرزها فابتزها ملكها وأحوجها... أبرزها من جليل نعمتها ما خرجت تستشف هودجها... وطاملا كانت العيون إذا هنا فطاملا سرها وأهبجها... إن كان قد ساءها وأحز

قد ضمن اهللا أن يفرجها... احلمد هللا رب معسرة بلغنا أن كثري عزة لقي . سني بن علي رضوان اهللا عليهم أمجعنيقال فسألت عنها فأخربت أهنا من ولد احل

مجيال فقال له مىت عهدك ببثينة قال ما يل هبا عهد منذ عام أول وهي تغسل ثوبا بوادي الدوم فقال له كثري قبيل حتب أن أعهدها لك الليلة قال نعم فأقبل راجعا إىل بثينة فقال له أبوها يا فالن ما ردك أما كنت عندنا

:قال بلى ولكن حضرتين أبيات قلتها يف عزة قال وما هي قلت على باب داري والرسول موكل... فقلت هلا يا عز أرسل صاحيب بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل... أما تذكرين العهد يوم لقيتكم

جلبل بالليل وأنصاف فقالت بثينة اخسأ فقال أبوها ما هاجك يا بثينة قالت كلب ال يزال يأتينا من وراء ا

قال . النهار قال فرجع إليه فقال قد وعدتك من وراء هذا اجلبل بالليل وأنصاف النهار فالقها إذا شئتمؤلف الكتاب قلت ومن هذا الفن حكي أن أعرابيا بعث غالما له إىل امرأة يواعدها موضعا يأتيها فيه

لغالم مبا بينهما فقالت واهللا لئن أخذتك ألعركن أذنك فذهب لغالم وأبلغها الرسالة فكرهت املرأة أن تقر لعركة تبكي منها وتستند إىل تلك الشجرة ويغشى عليك إىل وقت العتمة فلم يعرف الغالم معىن هذا

الكالم وانصرف إىل صاحبه وحكى له فعلم أهنا واعدته حتت الشجرة وقت العتمة قال الصويل مسعت املربد اءته أعرابية كانت تغشاه ويهب هلا فقالت أنعم اهللا صاحبك أبا عثمان هل بالرمال يقول كنا عند املازين فج

:أوشال فقال هلا جييء اهللا هبا فقالت لوال خيال طارق عند النوم... تعلمن أين والذي حج القوم

والشوق من ذكراك ما جئت اليوم .ال شيء جعلت اجمليء زيارة متن علينا هبا فقال املازين قاتلها اهللا ما أفطنها جاءتين مستمنحة فلما رأت أن

قال إمساعيل بن محادة بن أيب حنيفة ما ورد علي مثل امرأة تقدمت فقالت أيها القاضي ابن عمي زوجين من هذا ومل أعلم فلما علمت رددت فقلت هلا ومىت قالت وقت ما علمت قلت مىت علمت قالت وقت ما

بن القاسم القاضي قال مسعت أيب يقول كان موسى بن إسحاق ال رددت فما رأيت مثلها قال حدثنا علي ايرى متبسما قط فقالت له امرأة أيها القاضي ال حيل أن حتكم بني اثنني وأنت غضبان قال ومل قالت ألن

.النيب صلى اهللا عليه وسلم قال ال يقضي القاضي بني اثنني وهو غضبان فتبسممه قال سليمان بن عبد امللك يوما والشعراء عند قد قلت نصف عن عبد الرمحن ابن أخي األصمعي عن ع

.بيت فأجيزوهيروح إذا راحوا ويغدوا إذا غدوا، فلم يصنعوا شيئا، فدخل إىل جارية له فأخربها فقالت كيف قلت : قال

.وعما قليل ال يروح وال يغدو: فأنشدها فقالت

رجل ومعه جارية للبيع فتأملها الرشيد مث قال خذ قال األصمعي كنت عند أمري املؤمنني الرشيد إذ دخل جاريتك فلوال كلف يف وجهها وخنس يف أنفها الشتريتها فانطلق هبا فلما بلغت الستر قالت يا أمري املؤمنني

:ارددين إليك أنشدك بيتني حضراين فردها فأنشأت تقول كال وال البدر الذي يوصف... ما سلم الظيب على حسنه

والبدر فيه كلف يعرف... نس بني الظيب فيه خ .فأعجبته بالغتها فاشتراها وقرب منزهلا وكانت أحظى جواريه عنده

قال اجلاحظ رأيت بالعسكر امرأة طويلة القامة جدا وحنن على طعام فأردت أن أمازحها فقلت انزيل حىت مجيلة فقلت ما امسك قالت تأكلي معنا قالت وأنت فاصعد حىت ترى الدنيا قال اجلاحظ أيضا رأيت امرأة

مكة فقلت أتأذنني يل أن أقبل احلجر األسود منك قالت ال إال بالزاد والراحلة قال مؤلف الكتاب وقد رويت لنا هذه احلكاية على وجه آخر قال اجلاحظ رأيت جارية بسوق النخاسني ببغداد ينادي عليها وعلى

ك قالت مكة فقلت اهللا أكرب قرب احلج أتأذنني أقبل خدها خال فدعوت هبا وجعلت أقلبها فقلت هلا ما امس

.احلجر األسود قالت له إليك عين أمل تسمع قول اهللا تعاىل مل تكونوا بالغيه إال بشق األنفس :قال األصمعي أيت املنصور بسارق فأمر بقطع يده، فانشأ يقول

حبقويك من عار عليها يشينها... يدي يا أمري املؤمنني أعيذها إذا ما مشال فارقتها ميينها... خري يف الدنيا وال يف نعيمها فال

فقال يا غالم اقطع هذا حد من حدود اهللا وحق من حقوقه ال سبيل إىل تعطيله قالت أم الغالم واحدي وكادي وكاسيب قال بئس الواحد واحدك وبئس الكاد كادك وبئس الكاسب كاسبك يا غالم اقطع فقالت

ملؤمنني أما لك ذنوب تستغفر اهللا منها قال بلى قالت هبه يل واجعل هذا من ذنوبك اليت أم السارق يا أمري اوقد رويت لنا هذه احلكاية عن عبد امللك بن مروان فإنه أتى بسارق وثبتت عليه البينة . تستغفر اهللا منها

:رايبفانشد هذا الشعر وقالت أمه هذا الكالم فقال خلوا سبيله أنشدنا ثعلب عن ابن األع ليبلغ حسان بن زيد سؤاهلا... وسائلة عن ركب حسان كلهم

قال وهي حتب حسان فكرهت أن ختصه فسألت عن الركب مجيعا حىت صارت إليه قال هارون بن عبد امللك بن املأمون ملا عرضت اخليزران على املهدي قال هلا واهللا يا جارية إنك لعلى غاية املتمين ولكنك مخشة

لت يا أمري املؤمنني إنك أحوج ما يكون إليهما ال ترامها فقال اشتروها فحظيت عنده فأولدها الساقني فقاموسى وهارون وحكى أبو بكر الصويل أن املهدي اشترى جارية فاشتد شغفه هبا وكانت به أشغف وكانت

منع نفسي بعض تتجافاه كثري فدس إليها من عرف ما يف نفسها فقالت أخاف أن ميلين ويدعين فأموت فأنا أ :لذهتا منه ألعيش فقال املهدي

غادة مثل اهلالل... ظفرت بالقلب مين ي جاءت باعتالل... كلما صح هلا ود

والتنائي عن وصايل... ال حتب اهلجر مين حيب هلا خوف املالل... بل ملأمنها على

قالت ما امسك قلت وجهك قال أبو نواس استقبلتين امرأة فأسفرت عن وجهها فكانت على غاية احلسن فحدثنا رجل من تغلب قال كان فينا رجل له ابنة شابة وكان له ابن أخ يهواها . فقالت أنت احلسن إذن

وهتواه فمكثا كذلك دهرا مث إن اجلارية خطبها بعض األشراف فأرغب يف املهر فأنعم أبو اجلارية واجتمع ع أن يزوجين من ابن عمي قالت أمر كان مقضيا قالت واهللا القوم للخطبة فقالت اجلارية ألمها يا أماه ما مين

ما أحسن رباه صغريا مث تدعوه كبريا مث قالت هلا يا أماه إين واهللا حامل فاكتمي إن شئت أو نوحي فأرسلت األم إىل األب فأخربته اخلرب فقال اكتمي هذا األمر مث خرج إىل القوم فقال يا هؤالء إين كنت أجبتكم وأنه

حدث أمر رجوت أن يكون فيه األجر وأنا أشهدكم أين قد زوجت ابنيت فالنة من ابن أخي فالن فلما قدانقضى ذلك قال الشيخ أدخلوها عليه فقالت اجلارية هي بالرمحن كافرة إن دخل عليها من سنة أو تبني

.محلها قال فما دخل عليها إال بعد حول فعلم أبوها أهنا احتالت عليه

قال العتيب رأيت امرأة أعجبتين صورهتا فقلت ألك بعل قالت ال قلت أفترغبني يف التزويج قال الصويلقالت نعم ولكن يل خصلة أظنك ال ترضاها قلت وما هي قالت بياض برأسي قال فثنني عنان فرسي وسرت

فقلت واهللا قليال فنادتين أقسمت عليك لتقفن مث أتت موضع خال فكشفت عن شعر كأنه العناقيد السوناي :ما بلغت العشرين ولكنين عرفتك أنا نكره منك ما تكره منا قال فخجلت وسرت وأنا أقول

والشيب يغمزها بأن ال تفعلي... فجعلت أطلب وصلها بتملق حدثنا العتيب قال قال رجل من ولد علي عليه السالم المرأة أمرك بيدك مث ندم فقالت أما واهللا لقد كان

فأحسنت حفظه وصحبه فلن أضيعه إذا كان بيدي ساعة من هنار وقد رددته إليك بيدك عشرين سنة قال أراد شعيب أن يتزوج امرأة فقال هلا إين سيء اخللق فقالت أسوأ . فأعجب بذلك من قوهلا وأمسكها

منك خلقا من أحوجك أن تكون سيئا قال أنت امرأيت قال مسعت الفضل بن إبراهيم يقول مر شاعر بنسوة :عجبه شاهنن فجعل يقولفأ

نعوذ باهللا من شر الشياطني... إن النساء شياطني خلقن لنا :قال فأجابته واحدة منهن وجعلت تقول

وكلكم يشتهي شم الرياحني... إن النساء رياحني خلقن لكم نفسها قال أبو عبد اهللا حممد بن العباس اليزيدي كان لرجل من األعراب ابنة وكان له غالم فراودها عن

فوعدته الليل وأعدت له شفرة حدهتا فلما جاءها للميعاد فجبته فخرج يعوي فسمعه مواله فقال من فعل بك، قال ابنتك فدخل عليها ما صنعت هبذا الغالم فقالت يا أبت إن العبد من نوكه يشرب من سقاء مل

.يوكه ومن ورد غري مائه صدر مبثل دائه فقال هلا شلالطامي كان شن من دهاة العرب فقال واهللا ألطوفن حىت أجد امرأة مثلي فأتزوجها فسار قال الشرقي بن ف

حىت لقي رجال يريد قرية يريدها شن فصحبه فلما انطلقا قال له شن أحتملين أم أمحلك فقال الرجل يا جاهل أكل أم ال أترى هذا الزرع قد : كيف حيمل الراكب الراكب فسارا حىت رأيا زرعا قد استحصد فقال شن

فقال يا جاهل أما تراه قائما فمرا جبنازة فقال أترى صاحبها حيا أو ميتا فقال ما رأيت أجهل منك أتراهم محلوا إىل القبور حيا مث سار به الرجل إىل منزله وكانت له ابنة تسمى طبقة فقص عليها القصة فقالت أما

تقطع طريقنا وأما قوله أترى هذا الزرع قد أكل أم ال قوله أحتملين أم أمحلك فأراد حتدثين أم أحدثك حىتفأراد باعه أهله فأكلوا مثنه أم ال وأما قوله يف امليت فإنه أراد اترك عقبا حييا به ذكره أم ال فخرج الرجل

فحادثه مث أخربه بقول ابنته فخطبها إليه فزوجه إياها فحملها إىل أهله فلما عرفوا عقلها ودهاءها قالوا وافق .شن طبقة

قال حدثين أبو حممد بن داسته أن رجال اعترض جارية يف الطريق فقال هلا أبيدك صنعة قالت ال ولكن قال احملسن وحدثين أنه مسع امرأة ختاصمت مع زوجها فقالت له طلقين فقال هلا . برجلي تعين أهنا رقاصة

به قالت اقعده على باب اجلنة أنت حبلى حىت إذا ولدت طلقتك قالت ما عليك منه قال فإيش تعملنيفقاعي فقلت لعجوز كانت تتوسط بينهما إيش معىن هذا قالت تريد أهنا تشرب ماء السداب وتتحمل

.سدابا عليه أدوية لتسقط فيلحق الصيب باجلنة فيكون كالفقاعي

وأهل فسار إىل قال أبو بكر ابن األزهر حدثين بعض إخواين أن رجال كان باألهواز وكان له ثروة ونعمة البصرة مرة فتزوج هبا فكان يأيت تلك املرأة يف السنة مرة أو مرتني وكان للبصرية عم يكاتبه فوقع كتاب

منه يف يد األهوازية فعملت احلال فكتبت إليه من محية البصري بأن امرأتك قد ماتت فاحلق فقرأه مث أخذ يف معاذ اهللا : ل القلب وأظن أن لك بالبصرة امرأة، فقالإصالح أمره ليخرج فقالت األهوازية إين أراك مشغو

فقالت ال أقنع بقولك دون ميينك فتحلف بطالق كل امرأة لك غائبة أو حاضرة فحلف هلا ظنا أن تلك قد .ماتت فقالت له ال حاجة لك يف اخلروج فإن تلك بانت وهي يف احلياة

بكرا فقالت يا سيدي كثرت الفتوح يف زمان قال علي بن اجلهم اشتريت جارية فقلت هلا ما أحسبك إالالواثق وقلت هلا ليلة كم بيننا وبني الصبح قالت عناق مشتاق، ونظرت إىل الشمس كاسفة فقالت

احتشمت حماسين فانتقبت وقلت هلا ليلة جنعل جملسنا الليلة يف القمر فقالت ما أولئك باجلمع بني الضرائر عرض على املتوكل جارية فقال هلا أبكرا أنت . اسن كما تغطي القبائحوكانت تكره احللي وتقول تستر احمل

.أم إيش فقالت أم إيش يا أمري املؤمنني فضحك وابتاعهاوضع املعتضد رأسه يف حجر بعض جواريه فجعلت حتت رأسه خمدة وهنضت فلما انتبه قال مل فعلت ذاك

ام وال ينام حبضرة قاعد فاستحسن املعتضد ذلك وأكربه فقالت كذا علمنا أن ال يقعد قاعد حبضرة من ينبلغنا عن غريب وكان يقال إهنا ابنة جعفر بن حيىي الربمكي وكانت مغنية ذكية شاعرة . منها واستعقلها

اشتراها املعتصم مبائة ألف وأعتقها فكتبت إىل بعض الناس أردت ولوال ولعلي، فكتبت حتن أردت ليت و فمضت إليه قال أبو احلسن بن هالل الصايب حدثنا أبو حممد احلارثي قال وحتت لوال ماذا وحتت لعلي أرج

خليلي هيا نصطبح بسواد فقال : كان عندنا بواسط رجل موسر يقال له أبو حممد وكانت عنده مغنية تغين .خليلي هيا نصطبح بسهاد، فقالت له إذا عزمت فوجدك: هلا باهللا غين يل

ارت إىل كيس مطروح يف الطريق فتومهت أنه هلا فحملته إليها فقالت وقال أبو حنيفة خدعتين امرأة أشملا قتل كمري وزيره بزر مجهر أراد أن يتزوج ابنته فقالت للثقات لو كان . احتفظ به حىت جييء صاحبه

ملككم حازما ملا دخل بني شعاره ودثار مأثوره قال رجل جلارية أراد شراءها ال يريبك هذا الشيب الذي قال ابن املبارك بن أمحد خرج . فإن عندي قرة عني فقالت اجلارية أيسرك إن عندك عجوزا مغتلمةترينه

رجل على سبيل الفرجة فقعد على اجلسر فأقبلت امرأة من جانب الرصافة متوجهة إىل اجلانب الغريب العالء املعري وما وقفا فاستقبلها شاب فقال هلا رحم اهللا علي بن اجلهم فقالت املرأة يف احلال رحم اهللا أبا

ومرا مشرقة ومغربا فتبعت املرأة وقلت هلا إن مل تقويل ما قلتما وإال فضحتك وتعلقت بك فقالت قال يل :الشاب رحم اهللا علي ابن اجلهم أراد به قوله

جلنب اهلوى من حيث أدري وال أدري... عيون املها بني الرصافة واجلسر :ي قولهوأردت أنا بتر محي على املعر

قريب ولكن دون ذلك أهوال... فيا دارها باحلزن مزارها قال ابن الزبري المرأة من اخلوارج أخرجي املال من حتت استك، قال فالتفتت إىل من حبضرهتا وقالت

قال املتنيب قال . أنشدكم اهللا أهذا من كالم اخللفاء، قالوا ال قالت البن الزبري كيف ترى هذا اخللع اخلفي :جل من اهلامشيني كتبت إىل امرأيت وأنا يف السفر كتابا متثلت فيه ببيت لكيل ر

وال ندمي وال كأس وال سكن... بن التعلل ال أهل وال وطن :فكتبت إيل واهللا ما أنت كما ذكرته يف هذا البيت بل أنت كما قال الشاعر

مث استمر مريري وارعوى الوسن... سهرت بعد رحيلي ووحشة لكم لت من خط الشيخ أيب الوفاء بن عقيل قال كان بعض قضاة احلنيفة من مذهبه، أنه إذا ارتاب بالشهود ونق

فرقهم فشهد عنده رجل وامرأتان فيما يشهد فيه النساء فأراد أن يفرق بني املرأتني على عادته فقالت ىن الذي قصده الشرع إحدامها أخطأت ألن اهللا تعاىل قال فتذكر إحدامها األخرى فإذا فرقت زال املع

:ذكر أن رجال دعا املربد بالبصرة مع مجاعة فغنت جارية من وراء الستار وأنشأت تقول. فأمسك فقالت إال إعراضه أيسر اخلطب... وقالوا هلا هذا حبيبك معرضا

فتصطك رجاله ويسقط للجنب... فما هي إال نظرة بتبسم دعه يا : جمللس كنت أحق الناس بالطرب فقالت اجلاريةفطرب كل من حضر إال املربد فقال له صاحب ا

موالي فإنه مسعين أقول هذا حبيبك معرضا فظنين حلنت ومل يعلم أن ابن مسعود قرأ وهذا بعلي شيخا قال .فطرب املربد إىل أن شق ثوبه

تة قال بعضهم حضرت رفيقتني وكانت إحدامها تعبث بكل من تقدر عليه واألخرى ساكتة فقلت للساكغضب . رفيقتك هذه ما تستقر مع واحد فقالت نعم وهي تقول بالسنة واجلماعة وأنا أقول بإثبات القدر

املأمون يوما على عبد اهللا بن طاهر فأراد طاهر أن يقصده فورد عليه كتاب من صديق له مقصور على وكانت فطنة أراد يا موسى السالم ويف حاشيته يا موسى فجعل يتأمله وال يعلم معىن ذلك فقالت له جارية

.إن املأل يأمترون بك ليقتلوك فتيقظ عن قصد املأمونعرض على رجل جاريتان بكر وثيب فمال إىل البكر، فقالت الثيب مل رغبت فيها وما بيين وبينها إال يوم،

.فقالت البكر وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون فأعجبتاه فاشترامهاجها يف تضييقه عليها وعلى نفسه فقالت واهللا ما يقيم الفأر يف بيتك إال حلب الوطن قال خاصمت امرأة زو

قال اجلاحظ قلت جلارية ببغداد أبكر أنت نعوذ باهللا من الكساد يعين . وإال فهو يسترزق من بيوت اجلريانوجوه فإذا هو جاءت داللة إىل قوم فقالت عقدي زوج يكتب باحلديد وخيتم بالزجاج فرضوا به وز. الثيوبةقالت داللة لرجل عندي امرأة كأهنا طاقة نرجس فتزوجها فإذا هي عجوز قبيحة فقال كذبت علي . حجام

وغششتيين فقالت ال واهللا ما فعلت إمنا شبهتها بطاقة نرجس ألن شعرها أبيض ووجهها أصفر وساقها ا سيديت سقط الدرهم مين أعطت امرأة جاريتها درمها وقالت اشتري هريسة فرجعت فقالت ي. أخضر

فضاع فقالت يا فاعلة تكلميين بفمك كله وتقولني ذهب الدرهم فأمسكت اجلارية نصف فمها بيدها وقالت بالنصف اآلخر وانكسرت يا سيديت الزبدية كان رجل يقف حتت روشن امرأة وهي تكره وقوفه

سقاه نشا وحتته قميص رومي قالت قالت فجاء يف بعض األيام وعليه قميص ديبقي قد غسله عند املطري و

وكان للناس أترج سوسي يف األترجة ثالثون رطال فأخرجت بطيخة وأشارت إليه تعال خذ هذه فجاء فوقف حتت الروشن فقالت أمسك حجرك صلبا حىت ال يقع فتنكسر فلزم حجره فأخرجت البطيخة كأهنا

سوى األرض فجمعه وهرب مستحيا وما عاد ترمي هبا وأخذت أترجة فرصت هبا يف حجره فلم يردها شيء بكت عجوز على ميت فقيل هلا مباذا استحق هذا منك فقالت جاورنا وما فينا إال من جتب عليه . بعدهاكانت جارية لبعض األكابر وكانت عفيفة إال أهنا كانت تفحش يف جموهنا فقال هلا موالها اقصري . الزكاة

ت أفحش منه عندهم أخذك درامههم بسبيب وقال هلا بعض من هذا الفحش مبحضر من الرجال فقال :احلاضرين وكان شيخا مين علي بقبلة... يا أحسن الناس وجها

:فأجاب مسرعة وأسخن الناس مقله... يا أمسج الناس وجها

ته فأين بذله... إذا مسحت ملا رم مار واخلشف وصله... وكيف يوجد بني احل

ا يردنك مخلهفم... فال تطف بالغواين على الصبايا فأبله... وكل شيخ تصاىب

قال رجل جلارية أراد شراءها فسأهلا عن مثنها فقال يا جارية كم دفعوا فيك فقالت وما يعلم جنود ربك إال حدثين بعض األشراف بالكوفة أنه كان هبا رجل : هو قال حدثين أبو القاسم عبد اهللا بن حممد الكاتب قال

درع شديد القلب جدا قال وكان يف خرائب الكوفة شيء يظهر للمجتازين فيه نار يطول حسين يعرف باألتارة ويقصر أخرى يقولون هو غولة يفزع منه الناس فخرج األدرع ليلة راكبا يف بعض شأنه قال يل الدرع

غولة فاعترض يل السواد والنار فطال الشخص يف وجهي فأنكرته مث رجعت إىل نفسي فقلت أما شيطان وفهوس وليس إال إنسانا فذكرت اهللا تعاىل وصليت على نبيه صلى اهللا عليه وسلم ومجعت عنان الفرس

وقرعته باملقرعة وطرحته على الشخص فازداد طوله وعظم الضوء فيه فنفر الفرس، فقرعته فطرح نفسه ركت خلفه فانتهى إىل عليه فقصر الشخص حىت عاد على قدر قامة فلما كاد الفرس خيالطه وىل هاربا فح

خربة فدخلها فدخلت خلفه فإذا هو قد نزل سردابا فيها فنزلت عن فرسي وشددته ونزلت وسيفي جمرد فحني حصلت يف السرداب أحسست حبركة الشخص يريد الفرار مين فطرحت نفسي عليه فوقعت يدي

نت وإال قتلتك الساعة على بدن إنسان فقبضت عليه فأخرجته فإذا هي جارية سوداء فقلت أي شيء أقالت قبل كل شيء أنت إنسي أم جين فما رأيت أقوى قلبا منك قط فقلت أي شيء أنت قالت أمة آلل

فالن قوم بالكوفة أبقت منهم سنني فتغربت يف هذه اخلربة فولد يل الفكر أن أحتال هبذه احليلة وأوهم الناس حداث ورمبا رمى أحدهم منديال أو إزارا فآخذه فأبيعه أين غولة حىت ال يقرب املوضع أحد وأتعرض ليال لأل

هنارا وأقتات به أياما، قلت فما هذا الشخص الذي يطول ويقصر والنار اليت تظهر، قالت كساء معي طويل أسود فأخرجته من السرداب وقضبان مهندية أدخل بعضها يف بعض يف الكساء وارفعه فيطول فإذا أردت

نابيب واحدة واحدة فيقصر والنار فتيلة مشع معي يف يدي ال أخرج إال رأسها مقدار تقصريه رفعت من األما يضيء الكساء وأرتين الشمعة والكساء واألنابيب مث قالت قد جازت هذه احليلة نيفا وعشرين سنة

واعترضت فرسان الكوفة وشجعاهنا وكل واحد وكل أحد فما أقدم أحد علي غريك وال رأيت أشد قلبا نك فحملها األدرع إىل الكوفة فردها إىل مواليها فكانت حتدث هبذا احلديث ومل ير بعد ذلك أثر غولة م

.فعلم أن احلديث حققال أبو حامد اخلراساين القاضي بىن ابن عبد السالم اهلامشي بالبصرة دارا كبرية ومل يتم له تربيعها إال بسكن

فبذل هلا أضعاف مثنه فأقامت على االمتناع فشكا إيل ذلك لطيف كان لعجوز يف جواره امتنعت من بيعه فقلت هذا أيسر األمر أنا أوجب عليها بيعة فاضطرها إىل أن تسألك وزن الثمن مث استدعيتها فقلت يا هذه إن قيمة دارك دون ما دفع لك وقد ضاعفها أضعافا فإن مل تقبليه حجزن عليك ألن هذا تضييع منك فقالت

ال كان هذا احلجر منك على من يزن فيما يساوي درمها عشرة وتركت منزيل فما أختار جعلت فداك فهبيعه فانقطعت يف يدها قال نزل رجل من أهل احلجاز ملال فسأل أي ماء هذا فقيل له ملل وإذا بني يديه

:صبية سوداء تلفظ العجم تريد النوي فقال قاتل اهللا الذي يقول على ملل يا هلف قليب على ملل... ى أخذت على ما الشعرية واهلو

أي بأيب إنه واهللا كان له هبا شجن مل يكن لك فإن املربد كان يسار الكواعب عبد اإلناس من بين احلرث بن سعد بن قضاعة وكان راعيا يف أبلهم فبعث ببعض نسائهم وكان أسود فخدعته امرأة منهم وأرته إهنا قد

أصحابه من الرعاة فنهاه عنها وقال له يا يسار كل من حلم اجلوار قبلته وواعدته ليوم فعلم به بعضواشرب من لنب العشاء ودع عنك بنات األحرار فقال له يسار إين إذا جئتها زحكت أراد ضحكت

فأتاها يف اليوم الذي واعدته فيه فقالت مكانك حىت أطيبك فعمدت إليه فجدعت أنفه وأذنه . والعبتينكان هناه فأنكره فقال من أنت ويلك قال يسار قال فيسار كان ال أنف له وال أذنني فرجع إىل صاحبه الذي

قال أفما ترى وحيك وبيض العينني، فذهبت مثال ومسي يسار الكواعب ممن ذكره جرير حني تزوج الفرزدق :إحدى بين نساء شيبان وزاد يف مهرها فعريه جرير بذلك فقال

عليك الذي القى يسار الكواعب... وإين ألخشى إن خطبت اليهمو

قال ابن قتيبة جاءتين جارية هبدية فقلت هلا قد علم موالك إين ال أقبل اهلدية قالت ومل قلت أخشى أن يستمد مين علما ألجل هديته فقالت ما استمد الناس من رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أكثر وقد كان

.ينيقبل اهلدية فقبلتها فكانت اجلارية أفقه مقال وبلغنا أن رجال ابتلى مبحبة امرأة فأتى أبا حنيفة فأخربه أن ماله قليل وأهنم إن علموا بذلك مل يزوجوه فقال له أبو حنيفة أتبيعين أحيلك باثين عشر ألف درهم قال ال قال فأخرب القوم إين أعرفك فمضى فخطبها

قال ما أعرفه إال أنه حضر عندي يوما فسووم يف فقالوا من يعرفك فقال أبو حنيفة فسألوا أبا حنيفة عنه فسلعة له باثين عشر ألف درهم فلم يبع فقالوا هذا يدل على أنه ذو مال فزوجوه فلما تيقنت املرأة حاله

فتوى، فدخلت : قالت ال يضيق صدرك وهذا مايل حبكمك مث مضت إىل أيب حنيفة يف حليها وحللها فقالت

فقالت ما ميكن قد وقعت يف أمر ال خيلصين منه أال أنت أنا بنت هذا فأسفرت عن وجهها فقال تستريالبقال الذي على رأس الدرب وقد بلغت عمرا واحتجت إىل الزوج وهو ال يزوجين ويقول ملن خيطبين ابنيت

عوراء قرعاء شالء مث حسرت عن وجهها ورأسها ويديها ويقول بنيت زمنة وكشفت عن ساقيها وأريد أن قال ترضني أن تكوين يل زوجة فقبلت قدميه وقالت من يل بغالمك فقال امضي يف دعة اهللا تدبرين ف

فخرجت فأحضر البقال ودفع إليه مخسني دينارا وقال زوجين ابنتك فكتب كتابا مبائة دينار فقال البقال يا الء الزمنة فزوجه سيدي استر ما ستر اهللا أنا يل بنت أزوجك قال دع هذا عنك رضيت بابنتك القرعاء الش

على املائة واخلمسني ومضى فحدث زوجته فقالت واهللا ال كان إال يكون هذا إال على يد أيب حنيفة فلما كان عشية تلك الليلة أجلسها أبوها يف صن ومحلها بينه وبني غالمه فلما رآها أبو حنيفة قال ما هذا فقال

ل أبو حنيفة هي طالق ثالثا أعد على الكتاب وأنت البقال اشهد على طالق أمها إن كانت بنت غريها فقايف حل من اخلمسني وبقي أبو حنيفة متفكر أشهرا مث جاءت تلك املرأة إليه فقال ما محلك على ما فعلت

.فقالت وأنت ما محلك على أن غررتنا برجل فقريقال كنا جنتمع من بالد شىت قال أبو احلسن البييب مؤذن املسترشد باهللا قال حدثين بعض التجار املسافرين

يف جامع عمرو بن العاص نتحدث، فبينما حنن جلوس يوما نتحدث وإذا بامرأة بقربنا يف أصل سارية فقال هلا رجل من التجار من البغداديني ما شأنك فقالت أنا امرأة وحيدة غاب عين زوجي منذ عشر سنني ومل

ما ترك يل زوجي نفقة وأريد رجال غريبا يشهد يل هو أمسع له خربا فقصدت القاضي ليزوجين فامتنع ووأصحابه أن زوجي مات أو طلقين ألتزوج أو يقول أنا زوجها ويطلقين عند القاضي ألصرب مدة العدة

وأتزوج فقال هلا الرجل تعطيين دينارا حىت أصري معك إىل القاضي وأذكر له إين زوجك وأطلقك فبكت ه وأخرجت أربع رباعيات فأخذها منها ومضى معها إىل القاضي وأبطأ علينا وقالت واهللا ما أملك غري هذ

فلما كان من الغد لقيناه فقلنا ما أبطأك فقال دعوين فإين حصلت يف أمر ذكره فضيحة قلنا أخربنا قال حضرت معها إىل القاضي فادعت علي الزوجية والغيبة عشر سنني وسألت أن أخلي سبيلها فصدقتها على

قال هلا القاضي أتربئينه قالت ال واهللا يل عليه صداق ونفقة عشر سنني وأنا أحق بذلك فقال يل ذلك، فالقاضي أديها حقها ولك اخليار يف طالقها أو إمساكها فورد على ما بلسين ومل أجتاسر أن أحكي صوريت

انري أخذهتا مين معها فال أصدق فتقدم القاضي بتسليمي إىل صاحب الشرطة فاستقر األمر على عشرة دنوغرمت للوكالء وأعوان القاضي األربع رباعيات اليت أعطتين ومثلها من عندي فضحكنا منه فخجل

.وخرج من مصر فلم يعرف له خرب

قال ونقل من خط الشيخ أيب الوفاء بن عقيل قال حكي يل بعض األصدقاء أن امرأة جلست على باب ق الدكان تراءت له فقال هلا ما هذا املساء فقالت واهللا مايل دكان بزار أعزب إىل أن أمست فلما أراد غل

مكان أبيت فيه فقال هلا متضني معي إىل البيت فقالت نعم فمضى هبا إىل بيته وعرض عليها التزويج فأجابت فتزوجها وبقيت عنده أياما وإذا قد جاء يف اليوم الرابع رجل ومعه نسوة فطلبوها فأدخلهم وأكرمهم وقال

نتم منها فقالوا أقارهبا ابن عم وبنات عم وقد سررنا مبا مسعنا من الوصلة غري أنا نسألك أن تتركها من أ

تزورنا لعرس بعض أقاربنا فدخل إليها فقالت ال جتبهم إىل ذلك وأحلف بطالقي إنك ال خرجت من داري كنت غضىب وتزوجت شهر ليمضي زمن العرس فأنه أصلح يل ولك وإال أخذوين وأفسدوا قليب عليك فإين

إليك بغري مشاروهتم وال أدري من قد دهلم إليك فخرج فحلف كما ذكرت له فخرجوا مأيوسني وأغلق الباب وخرج إىل الدكان وقد علق قلبه باملرأة فخرجت ومل تستصحب من الدار شيئا فجاء فلم جيدها فقال

زوج طلقها ثالثا فليتخوف اإلنسان من قائل ترى ما الذي قصدت قال أبو الوفاء لعلها مستحلة به ألجل .مثل هذا وليطلع به على غوامض حيل الناس

الباب الثاين والثالثون

فيما ذكر عن احليوان البهيم مما يشبه كالم اآلدميني

أخربنا أبو سعيد عن أيب هريرة أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال إن يف أحد جناحي الذباب داء ويف وأنه ليتقي بالذي فيه الداء فإذا وقع يف إناء أحدكم فليغمسه كله مث لينزعه وعن أيب صاحل عن اآلخر شفاء

أيب هريرة عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أن رجال كان يبيع اخلمر يف سفينة وكان يشوبه باملاء وكان معه يف الكيس فجعل يلقي يف البحر السفينة قرد فأخذ القرد الكيس الذي فيه الدنانري فصعد ذروة الدقل ففتح

دينارا ويف السفينة دينارا حىت مل يبق فيه شيء قال حممد بن ناصر قدم رجل على بعض السالطني وكان معه عامل إرمينية منصرفا إىل منزله فمر يف طريقه مبقربة وإذا قرب عليه قبة مبنية مكتوب عليها هذا قرب الكلب

قرية كذا وكذا فإن فيها من خيربه فسأل الرجل عن القرية فدلوه عليها فمن أحب أن يعلم خربه فليمض إىلفقصدها وسأل أهلها فدلوه على شيخ قد جاوز املائة فسأله فقال كان يف هذه الناحية ملك عظيم الشأن

وكان مشتهرا بالنزهة والصيد والسفر وكان له كلب قد رباه ال يفارقه فخرج يوما إىل بعض منتزهاته وقال لبعض غلمانه قل للطباخ يصلح لنا ثردة لنب فقد اشتهيتها فأصلحوها ومضى منتزهه فوجه الطباخ فجاء

بلنب وصنع له ثردة عظيمة ونسي أن يغطيها بشيء واشتغل بطبخ أشياء آخر فخرج من بعض شقوق ن يف األفعى احليطان أفعى فكرع يف ذلك اللنب ومج يف الثردة من مسه والكلب رابض يرى ذلك كله ولو كا

حيلة لدفعها وكان هناك جارية طفلة خرساء زمنة قدرات ما صنع األفعى وواىف امللك من صيد يف آخر النهار فقال يا غلمان أول ما تقدمون إىل الثردة فلما وضعت بني يديه أومأت اخلرساء إليه فلم يفهم ما

مراده فأخذ ورمى إليه مبا كان يرمي يف تقول ونبح الكلب وصلح فلم يلتفت إليه وجل يف الصياح فلم يعلمكل يوم فلم يقربه وجل يف الصياح فقال للغلمان حنوه عنا فإن له قصة ومد يده إىل اللنب فلما رآه الكلب يريد أن يأكل ظفر إىل وسط املائدة وأدخل فمه الغضارة وكرع من اللنب فسقط ميتا وتناثر حلمه وبقي

أومأت اخلرساء إليهم ففهموا مرادها مبا صنع الكلب فقال امللك لندمائه امللك متعجبا منه ومن فعله فوحاشيته أن من فداين بنفسه حلقيق باملكافأة وما حيمله ويدفنه غريي فدفنه وبىن عليه قبة وكتب عليها ما

. قرأت

ه كلب كان قال أبو عثمان املدائين كان يف جوارنا ببغداد رجل يلعب بالكالب فاسحر يوما يف حاجة ومعخيتص به من كالبه فرده فلم يرجع فمشى حىت انتهى إىل قوم كان بينه وبينهم عداوة فصادفوه فقبضوا عليه

والكلب يراهم فخرج الكلب وقد حلقته جراحة فجاء إىل بيت صاحبه يعوي وافتقدت أم الرجل ابنها قامت عليه املأمت فطردت الكالب عن فأثبتت أن اجلراح اليت بالكلب من فعل من قتل ابنها وأنه قد تلف فأ

باهبا فلزم ذلك الكلب طلب القاتل فاجتاز القاتل وهو رابض فعرفه وهنشه وعلق به فاجتهد اجملتازون يف ختليصه منه فلم ميكنهم وارتفعت ضجة وجاء حارس الدرب فقال إنه مل يعلق هذا الكلب بالرجل إال وله

قتيل فرأت الكلب متعلقا بالرجل ومسعت كالم احلارس معه قضية ولعله الذي جرحه وخرجت أم الفذكرت بأن هذا الرجل مما كان يعادي ابنها فوقع يف نفسها أنه قاتله فتعلقت وادعت عليه القتل وارتفعا

إىل صاحب الشرطة فحبسه بعد أن ضرب ومل يقر ولزم الكلب باب احلبس فلما كان بعد أيام أطلق الرجل ب ففرق بينهما وما زال يسعى خلفه ويصيح إىل أن دخل بيته فدخل خلفه ومعه فلما خرج علق به الكل

صاحب الشرطة من حيث ال يعلم فكبس الدار فأقبل الكلب مبخاليبه موضع القتيل فنبش فوجد الرجل .فضرب املتهم فأقر على نفسه وعلى الباقني فقتل وصلبوا

كلب يقربه ويغطيه بديباج كان عليه فسألته عن وحدثنا حممد بن احلسني بن شداد قال رأيت رجال له السبب فقال كان يل رفيق يعاشرين فخرجنا يف سفر وكان يف وسطي مهيان فيه مجلة دنانري ومعي متاع كثري فنزلنا يف موضع فعمد إيل فأوثقين كتافا ورمى يب يف واد وأخذ ما كان معي ومضى وقعد هذا الكلب معي

بأسرع من أن وافاين ومعه رغيف فطرحه بني يدي فأكلته ومل أزل أحبو إىل مث تركين ومضى فما كان موضع فيه ماء فشربت منه ومل يزل الكلب معي باقي ليليت مث منت ففقدته فما كان بأسرع إن وافاين ومعه رغيف فأكلته فلما كان يف اليوم الثالث غاب عين فقلت ميضي وجييئين بالرغيف فجاء ومعه الرغيف فرمى

ه فلم أستتم أكله إال وابين يبكي على رأسي وقال ما تصنع ههنا وما قصتك ونزل وحل كتايف وأخرجين بفقلت له من أين علمت مبكاين ومن دلك علي فقال كان الكلب يأتينا يف كل يوم فنطرح له الرغيف على

ال يذوقه ويغدو امسه فال يأكله وقد كان معك فأنكرنا رجوعه ولست معه وكان حيمل الرغيف بفمه وقال كان للحرث بن صعصعة ندماء ال . فأنكرنا أمره فاتبعته حىت وقفت عليك فهذا خربي وخرب الكلب

يفارقهم فعبث أحدهم بزوجته وأرسلها وكان للحرث كلب قد رباه فخرج احلرث يف بعض منتزهاته عليهما فقتلهما فلما رجع وختلف عنه ذلك الرجل وجاء إىل زوجته فأقام عندها فلما جامعها وثب الكلب

:احلرث نظر إليهما فعرف القصة وترك من كان يعاشره واختذ كلبه ندميا فتحدث به العرب فأنشأ يقول وينكح عرسي بعد وقت رحيلي... فللكلب خري من خليل خيونين وأمنحه ودي وصفو خليلي... سأجعل كليب ما حييت منادمي

فاتبعه كلب فوثب بالرجل قوم فجرحوه ورموه يف بئر وحثوا عليه وقال ابن عبيدة خرج رجل من البصرةالتراب فلما انصرفوا أيت الكلب رأس البئر فبحث حىت ظهر رأس الرجل وفيه نفس يتردد فمر قوم

.فأخرجوه حيادخلت بستانا ومعي كلبان يل قد ربيتهما فنمت فإذا مها : قال ابن خلف وحدثين بعض أصدقائي قال

لم أر شيئا أنكره فعاودوا النبح فضربتهما ومنت فإذا هبما حيركاين بأيديهما وأرجلهما كما يوقظ فانتبهت ف .النائم فوثبت فإذا أسود ساحل قد قرب مين وثبت فقتلته فكانا سبب سالميت

كر قالت احلكماء ومن فطنة الكلب أنه إذا عاين الظباء قريبة كانت أو بعيدة عرف املعتل وغري املعتل والذمن األنثى فلم يقصد الصيد فيها إال الذكر وإن علم أنه أشد عدوا وأبعد وثبة ويدع األنثى على نقصان

عدوها وسبب ذلك أنه قد علم أن الذكر إذا عدا شوطا أو شوطني حقن ببوله وهكذا كل حيوان إذا اشتد يثقل حينئذ عدوه ويقصر مدى فزعه فإنه يدركه احلقن وإذا حقن الذكر مل يستطع البول مع شدة العدو ف

خطاه فيلحقه الكلب وإما األنثى فإهنا حتذف بوهلا لسعة السبيل وسهولة املخرج فتصري بذلك أدوم ومن فهم الكلب أنه إذا خرج اجلليد والثلج وقد تراكم على األرض والكالب ال تدري حينئذ أين كناس الظىب

على تلك اجلحرة وظنني معرفته أن أنفاس احليوانات وأين جحر األرنب فيفر الكلب وينظر إىل أن يقف وخبار أجوافها يذيب ما القى من فم اجلحر من الثلج اجلامد حىت يرق وذلك خفي غامض ال يقع عليه إال الكلب وأن الكلب إذا ظفر بشخص مل ينجه منه إال أن يقعد بني يديه ذليال فحينئذ ال ينجه ألنه يراه حتت

.ذلقدرته فيسمه مبيسم حدثنا أبو بكر بن احلضنة عن مؤدبه أيب طالب املعروف بابن الدلو وكان رجال صاحلا يسكن هنر طابق أنه

كان ليلة من الليايل قاعدا ينسخ قال وكنت ضيق اليد فخرجت فأرة كبرية فجعلت تعدو يف البيت مث خرى فجعلت تدور حول خرجت أخرى وجعال يلعبان بيد يدي طاسة فكفيتها على إحدامها فجاءت األ

الطاسة وأنا ساكت فدخلت السرب فخرجت ويف فيها دينار صحيح وتركته بني يدي فاشتغلت بالنسخ وقعدت ساعة تنتظر مث رجعت فجاءت بدينار آخر وقعدت ساعة إىل أن جاءت بأربعة أو مخسة وقعدت

ا فوق الدنانري فعرفت أنه ما زمانا أطول من كل نوبة ورجعت فأخرجت جلدة كانت فيها الدنانري وتركتهبقي شيء فرفعت الطاسة ففرتا فدخلتا البيت وأخذت أنا الدنانري قال حممد بن عجالن مولوي بن زياد قال دخل زياد جملسه ذات يوم فإذا هو هبر يف زاوية البيت فذهبت أزجره فقال دعه فأرى ما له مث صلى الظهر

جملسه كل ذلك يالحظ اهلر فلما كان قبل غروب الشمس خرج مث عاد إىل جملسه مث صلى العصر فعاد إىل .جرذ فوثب عليه اهلر فأخذه فقال زياد من كانت له حاجة فليواظب عليها مواظبة اهلر فإنه يظفر هبا

قال القاسم بن أيب طالب التنوخي كنت ماضيا إىل األنبار يف رفقة بازيانية للسلطان فأطلقوا بازا على دراج الدراج فانتهى الدراج إىل غيضة فدخلها فألقى نفسه بني شوك كان فيها وأخذ من ذلك الشوك فطار فلحق

أصلني كبريين يف رجليه ونام على قفاه ورفع رجليه فاستتر بذلك من البازي فلما قرب منه البازي طار من غراب واحذر فصاده البازي فقالوا ما رأينا دراجا قط احذر من هذا قال املصنف والعرب تقول احذر

كم عقعق واحذر من ذئب ويزعمون أن الذئب يبلغ من حذره أنه يزاوج بني عينيه إذا نام فيفتح إحدامها :لتكون حارسه قال محيد بن هالل يف الذئب

بأخرى األعادي فهو يقظان هاجع... ينام بإحدى مقلتيه ويتقي لف الكتاب أرادوا بذلك أن يغمض عينا عند قال العسكري هذا حمال ألن النوم يأخذه مجلة احلي قال مؤ

بداية النوم ويفتح عينا إىل أن يغلب عليه النوم فيكون الكالم صحيحا ويقولون احذر من ظليم وهو ذكر .النعام

روي عن ابن األعرايب عن هشام ابن سامل قال أكلت حية بيضة مكاء فجعل املكاء يشرشر على رأسها فاها تريده ومهت به ألقى يف فيها حسكة فأخذت حبلقها حىت ماتت وروينا أن ويدنو منها حىت إذا فتحت

اهلدهد قال لسليمان عليه السالم أريد أن تكون يف ضيافيت قال سليمان أنا وحدي قال ال بل العسكر كله يف جزيرة كذا يف يوم كذا فمضى سليمان إىل هناك فصعد اهلدهد إىل اجلو جرادة وخنقها ورمى هبا يف

لبحر وقال يا نيب اهللا إن كان اللحم قليال فاملرق كثري فكلوا من فاته اللحم ناله املرق فضحك سليمان ا .وجنوده من ذك حوال كامال

قلت من أحوال احليوان البهيم وأفعاله الدالة على الفطنة أن العصافري ال تقيم إال يف دار مسكونة فإن تألف الدار وإن رحل أهلها والكلب يرحل مع أهل الدار وال يلتفت هجرها الناس مل تقم، وأما اهلرة فإهنا

إىل الدار ومىت طرقت العصافري آفة استغاثت فأغاثها كل عصفور يسمع حىت أنه قد يقع فرخها فيستغيث فال يلقى عصفور يسمع إال جاء فيطريون حول الفرخ وحيركونه بأفعاهلم فيحدثون له بذلك قوة وحركة

قال بعض الصيادين رمبا رأيت العصفور على حائط فأومي بيدي إىل األرض كأنين أتناول حىت يطري معهم .شيئا فال يتحرك فإن مسست بيدي حصاة طار قبل أن تتمكن منها يدي

احلمام إذا علم الذكر أن األنثى قد محلت اشتغل هو وهي بعمل العش وأشخصا هلا حروفا حتفظ البيض مث عها وأحدثا هلا طبيعة أخرى مستخرجة من رائحة أبداهنا مث يقلبان البيض يف األيام سخناها ونفيا عنها طبا

فتأخذ البيضة نصيبها من احلضن وساعات احلضن أكثرها على األنثى كاملرأة اليت تكفل احلضانة فإذا صار للغذاء البيض فراخا كان أكثر الزق على الذكر ومىت انصدع البيض علما أن حواصل الفراخ ال تتسع

فينفخان الريح يف حلوقهما لتنتفخ احلوصلة وتتسع مث يعلمان أنه ال يصلح أن يزق الطعام فيزقان اللعاب املختلط بقوامها وقوى الطعام كاللبا مث يعلمان أن احلوصلة حتتاج إىل دبغ وتقوية فيأكالن من سورج

فإذا علما أنه قد اشتد زقاه احلب فإذا علما احليطان وهو شيء بني امللح اخلالص وبني التراب املاحل فيزقانه أمه قد أطلق أن يلقط منعاه بعض املنع ليحتاج إىل اللفظ فيعوده فإذا علما أنه قد قوي على ذلك ضرباه إذا

سأهلما الكفاية ومنعاه مث يبتدئان لغريه فيبتدئ الذكر بالدعاء وتبتدئ األنثى بالتأين واالستدعاء مث ترفق .ع فتحبب مث يتعاشقان ويتطاوعان وحيدث هلما من الغزل والتقبيل والرشفوتتشكل مث متتن

والتنني إذا هلكت زوجته مل يتزوج وكذلك هي والعنكبوت تنسج مبا هو يسكنها شبكة للذباب فإذا تعرقلت فيها صادها ويروى أن الليث وهو صنف من العناكب يلطا باألرض وجيمع نفسه ويرى الذباب أنه

والثعلب إذا أعوزه القوت متاوت ونفخ بطنه فيحبسه الطري ميتا فإذا . ب وثوب الفهد فيصيدهااله عنه وثوقع عليه وثب عليها، واخلفاش ضعيف البصر فال يطري إال عند الغروب ألنه وقت ال ضوء فيه يغلب

فن فتخرجه بصرع وال ظلمة والنملة والذرة تدخر يف الصيف للشتاء مث ختاف على املدخر من احلبوب العفتنشره ليضربه اهلواء ورمبا اختارت ذلك يف ليايل القمر ألهنا فيه أبصر فإن كان مكاهنا نديا وخافت أن

تنبت نقرت وسط احلبة كأهنا تعلم أهنا تنبت من ذلك املكان وفلقتها نصفني فإن كان كزبرة فلقتها أربع ما ليس لشيء ورمبا أكل اإلنسان أو ما ألن أنصاف الكزبرة تنبت من بني مجيع احلبوب فهي من الشم

أشبهه فتسقط من يده الواحدة أو بعضها وليس بقربه ذرة فال تلبث تقبل ذرة أو منلة قاصدة إىل تلم اجلرادة فتحاول نقلها إىل موضعها فتعجز فتكر راجعة إىل بيتها فال تلبث أن تقبل وخلفها كاخليط فتتعاون فتحملها

ال يشمه اإلنسان مث إىل نقد اهلمة إىل اجلرأة يف حماولة نقل شيء وزهنا مخسمائة مرة فانظر إىل صدق الشم ملاأو أكثر وأقل أن تلقى أخرى إال وقفت معها وحدثتها ويدل قوله تعاىل قالت منلة يا أيها النمل ادخلوا

جيء الطائر مساكنكم ومن احليات ما يغمس ذنبه يف الرمل وينتصب قائما نصف النهار يف شدة احلر فيفيكره الوقوع على الرمل حلره فيقع على رأس احلية على أهنا عود فتقبض عليه وزعم قوم أن احلية يف

ومن فهم . بالدهم تأيت البقرة فتنطوي على فخذها وتلتقم الثدي فال تستطيع البقرة أن تتزمزم فتمتص اللنبع عن السيل فيسلم من جماري املياه ومدق الريبوع ال يتخذ حجره إال يف كدوة وهو املوضع الصلب لريتف

احلافر فيحفر يف الصالبة ويعمق مث يتخذ يف زوايا بيته القاصعاء والنافقاء والرامقاء والرهطاء بيوت قد اختذها ورق أبواهبا فإذا أحس شرا دفع بعضها وخرج وملا علم من نفسه أنه كثري النسيان مل حيفر بيته إال

جرة ليكون إذا تباعد عن حجره لطلب طعمه أو خوف حسن اهتداؤه إليه، عند أكمة أو صخرة أو شوالظيب ال يدخل كناسه إال وهو مستدير يستقبل بعينيه ما خياف على نفسه وخشفه والضبة تبيض ستني بيضة مث تسد عليهن باب حجرها تدعهن أربعني صباحا مث حتفر عنهن وقد انشق البيض، والنسر كثري

أل من اجليف مل يستطع الطريان فيثب وثبات ويدور حول مسقطه مرات مث يرفع نفسه طبقة الشره فإذا امتوالسنور يرى الفأرة يف السقف فيحرك يده كاملشري هلا بالعود . طبقة يف اهلواء حىت يدخل الريح حتته فريفعه

واألسد رمبا . سقطفتعود مث يشري إليها بالرجوع فترجع وإمنا يطلب أن تنزلق فال يزال يفعل ذلك حىت تحبس العنز بيمينه وطعن مبخلب يساره يف لبته وقد أقفاه على مؤخرة فيتلقى دمه شاخبا يف فيه كأنه ينصب

والبق خيرج لطلب الرزق فيعرف أن الذي يعيشه الدم فإذا . من فوارة حىت إذا شربه واستفرغه شق بطنهخبرطومه وهو واثق بنفوذ سالحه والعقاب ال أبصر اجلاموس علم أن خلف جلده غذاءه فسقط عليه وطعن

تكاد تعاين الصيد بل تقف على موضع عال فإذا اصطاد بعض الطري شيئا انقضت عليه فإذا أبصره مل يكن وكذلك احلية ال حتفر موضعا تسكنه وال هتتم بذلك بل تأيت إىل . له مهة إال اهلرب وترك صيده يف يدها

نه فينفر عن ذلك واأليل يذهب قرنه يف كل عام فإذا علم أنه قد هلك املكان الذي حفره غريها فتسكسالحه مل يظهر من خمافة السبع فإذا قام يف موضعه مسن فيعلم أن حركته تبطئ فيزيد يف استخفائه فإذا ظهر قرنه تعرض للشمس والريح وأكثر احلركة والذهاب ليذهب شحمه وحلمه فإذا استقام قرنه عاد إىل عادته

وىل وهو يأكل احليات فيعتريه عطش شديد فيدور حول املاء وال حيجزه عن ذلك إال علمه بأن املاء ينفذ األوبيوت الزنابري مبنية من زبد املدود، والقنفذ وابن عرس إذا ناهشا األفعى واحليات . السموم فيسرع هالكه

ا األرنب والثعلب يف اهلواء وحطها الكبار تعاجلا بأكل الصعتر الربي، والعقاب إذا اشتكت كبدها من رفعهوإذا وضعت الفأرة والعقرب فسلمت من شرها . لذلك مرارا فإهنا ال تأكل إال من األكباد حىت يربأ وجعها

وإذا وضعت الدب األنثى ولدها كان حينئذ كقدرة حلم غري مفهوم اجلوارح . مث قتلتها كيف شاءت فخافت عليه الدر

والسمك إذا حصلت يف الشبكة ومل . حتوله من موضع إىل موضع إىل أن يشتدفرفعته يف اهلواء أياما وتستطع اخلروج علمت أنه ال ينجيها إال الوثوب فتتأخر قدر رمح مث تقبل واثبة حنو عشرة أذرع فتخرق

والفهد إذا مسن علم أنه مطلوب وأن حركته قد ثقلت فهو خيفي نفسه جبهده حىت ينقضي الزمان . الشبكةوالسمك إذا حصلت يف . ه يف اهلواء أياما وحتوله من موضع إىل موضع إىل أن يشتد.سمن فيه الفهودالذي ي

الشبكة ومل تستطع اخلروج علمت أنه ال ينجيها إال الوثوب فتتأخر قدر رمح مث تقبل واثبة حنو عشرة أذرع نفسه جبهده حىت ينقضي والفهد إذا مسن علم أنه مطلوب وأن حركته قد ثقلت فهو خيفي. فتخرق الشبكة

.الزمان الذي يسمن فيه الفهود

الباب الثالث والثالثون

يف ذكر ما ضربته العرب واحلكماء مثال

على ألسنة احليوان البهيم مما يدل على الذكاء

تقول العرب احذر من غراب، ويقولون قال الغراب البنه إذا رميت فتلوص أي تلوى يا أبت إين أتلوص مي قال الشعيب مرض األسد فعاده السباع ما خال الثعلب فقال الذئب أيها امللك مرضت فعادك قبل أن أر

السباع إال الثعلب قال فإذا حضر فأعلمين، فبلغ ذلك الثعلب فجاء فقال له األسد يا أبا احلصني مرضت فأي شيء أصبت : فعادين السباع كلهم ومل تعدين أنت قال بلغين مرض امللك فكنت يف طلب الدواء له قال

قال قالوا يل خرزة يف ساق الذئب ينبغي أن خترج فضرب األسد مبخاليبه ساق الذئب فانسل الثعلب وخرج فقعد على الطريق فمر به الذئب والدم يسيل عليه فقال له الثعلب يا صاحب اخلف األمحر إذا قعدت بعد

.هذا عند سلطان فانظر ما خيرج من رأسكن رجال صاد قنربة فلما صارت يف يده قالت ما تريد أن تصنع يب قال أذحبك وآكلك قال الشعيب أخربت أ

قالت ما أشفي من مرض وال أشبع من جوع، ولكن أعلمك ثالث خصال خري لك من أكلي إما واحدة أعلمك وأنا يف يدك والثانية على الشجرة والثالثة على اجلبل فقال هات الواحدة قالت ال تلهفن على ما

ك قال فلما صارت على الشجرة قال هلا هات الثانية قالت له ال تصدق مبا ال يكون أن يكون فلما فاتصارت على اجلبل قالت له يا شقي لو ذحبتين أخرجت من حوصليت ذرتني يف كل واحدة عشرون مثقاال

بالثالثة أمل قال فعض على شفتيه وتلهف مث قال هلا هات الثالثة قالت أنت قد نسيت اثنني فكيف أحدثكأقل لك ال تلهفن على ما فاتك وال تصدق مبا ال يكون أن يكون أنا وريشي وحلمي ال أكون عشرين مثقاال

.قال وطارت فذهبتحدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه قال نصب رجل من بين إسرائيل فخا من ناحية الطريق فجاء عصفور فسقط

متباعدا عن الطريق قال اعتزل شرور الناس قال فما يل أراك ناحل مث انطلق إىل الفخ فقال للفخ ما يل أراكاجلسم قال أحنلتين العبادة، قال فما هذا احلبل على عطفيك قال املسوح والشعر لبس الرهبان والزهاد قال فما هذه العصا يف يدك قال أتوكأ عليها قال فما هذه احلبة يف فيك قال رصدهتا البن السبيل أو حمتاج قال

فأنا ابن سبيل وحمتاج قال فدونك قال فوضع العصفور رأسه يف الفخ فأخذ بعنقه فقال العصفور سيق سيق .مث قال ألغرين بعدك قارئ مرائي مرة أخرى

قال مالك بن دينار مثل قراء هذا الزمان . قال جماهد هذا مثل ضربه عز وجل لقراءة مرائني يف آخر الزمانفيه برة فجاء عصفور فقال ما غيبك يف التراب قال التواضع قال ألي شيء كمثل رجل نصب فخا ونصب

احنلت قال من طول العبادة قال فما هذه الربة املنصوبة فيك قال أعددهتا للصائمني فقال نعم اخلرب أنت ئذ فلما كان عند املغرب دنا العصفور ليأخذها فخنقه الفخ فقال العصفور العبادة ختنق كخنقك فال خري حين

. يف العبادة بعد اليوم

قال حدثنا املعايف ابن زكريا قال زعموا أن أسدا وذئبا وثعلبا اصطحبوا فخرجوا يتصيدون فصادوا محارا وظبيا وأرنبا فقال األسد للذئب أقسم بيننا صيدنا قال األمر أيب من ذلك احلمار لك واألرنب أليب معاوية

رأسه مث أقبل على الثعلب وقال قاتله اهللا ما أجهله بالقسمة مث قال هات والظيب يل قال فخطبه األسد فاندرأنت قال الثعلب يا أبا احلارث األمر أوضح من ذلك احلمار لغذائك والظيب لعشائك وختلل باألرنب فيما

بني ذلك قال األسد وحيك ما أقضاك من علمك هذه القضية قال رأس الذئب النادر بني عيين، وذكر ء يف أمثاهلم قالوا قيل للذئب ما بالك تعدو أسرع من الكلب فقال ألين أعدو لنفسي والكلب يعدو احلكماوذكر أبو هالل العسكري قال قالت العرب وجدت الضبع مترة فاختلسها الذئب فلطمته . لصاحبه

ته يؤتى احلكم فتحاكما إىل الضب فقالت يا أبا اخلسيل قال مسيعا دعوت قالت جئناك حنتكم إليك قال يف بيقالت إين التقطت مترة قال حلوا جنيت قالت إن الثعلب أخذها قال حظ نفسه بغى قالت لطمته قال

.أشفيت والبادي أظلم قالت فلطمين قال حر انتصر لنفسه قالت اقض بيننا قال قضيتني كان ممن ال يفهم قالوا حدث املخاطب حديثني فإن مل يفهم فأربعة قال العسكري املعىن أن مل يفهم حديث

أربعة أقرب قال وقال بعض العلماء إمنا هو فأربع أي أمسك وذلك غلط، قالوا وصادت حدأة مسكة فهمت ببلعها فقالت ال تفعلي فإنك إن أكلتيين مل أشبعك ولكن استحلفيين مبا شئت إنين آتيك كل يوم بسمكة

.رأيت يف جميئي إليك خريا فأعودففتحت فاها لتحلفها فانسابت منها فقالت ارجعي فقالت ما قالوا وكان رجل يف صحراء فعرض له األسد فهرب منه فوقع يف بئر فوقع األسد خلفه فإذا يف البئر دب

فقال له األسد منذ كم أنت ههنا قال منذ أيام وقد قتلين اجلوع فقال األسد أنا وأنت نأكل هذا وقد شبعنا نع وغنما الرأي أن حنلف له إننا ال نؤذيه ليحتال خلالصنا وخالصه فقال الدب فإذا عاودنا اجلوع فما نص

فإنه أقدر على احليلة منا فحلفا له فأخذ يف التحيل، فالح له ضوء فنقب فخرج به إىل قضاء فتخلص

.وخلصهماا قال كان أبو أيوب املرزباين وهو وزير املنصور إذا دعاه يصفر ويرعد فإذا خرج من عنده عاج لونه فقالوله إنا نراك مع كثرة دخولك إىل أمري املؤمنني وأنسه بك تتغري إذا دخلت عليه فقال مثلي ومثلكم يف هذا

مثل بازي وديك تناظرا فقال البازي للديك ما أعرف أقل وفاء منك قال وكيف قال تؤخذ بيضة فيحضنك إال طرت ههنا وصحت أهلك وخترج على أيديهم فيطعمونك بأكفهم حىت إذا كربت صار ال يدنو منك

ههنا فإن علوت حائطا كنت فيها سنني طرت منها وتركتها وصرت إىل غريها وأنا أوخذ من اجلبال وقد كرب سين فأطعم الشيء اليسري وأوثق يوما أو يومني مث أطلق على الصيد فأطري وحدي فآخذه وأجيء به

ين يف سفود ما عدت إليهم أبدا وأنا كل لصاحيب فقال له الديك ذهبت عنك احلجة أما أنك لو رأيت بازوقت رأى السفافيد مملوءة ديوكا وأبيت معهم فأنا أوىف منك ولكن لو عرفتم من املنصور ما أعرف لكنتم

.أسوأ حاال مين عند طلبه إياكملت ما قالوا ورأت الضبع ظبية على محار فقالت أردفيين فأردفتها فقالت ما أفره محارك مث سارت يسريا فقا

.أفره محارك فقالت الظبية انزيل قبل أن تقويل ما أفره محاريقالوا وصادت الضبع ثعلبا فقال الثعلب مين على أم عامر فقالت خريتك خصلتني إما أن آكلك وإما أن أوكلك فقال الثعلب أما تذكرين أم عامر اليت نكحت يف دارها فقالت الضبع مىت ذا فانفتح فوها فأفلت

.الثعلبقالوا وأومل طائر وليمة فأرسل يدعو بعض إخوانه فغلط بعض رسله فجاء إىل الثعلب فقال أخوك يدعوك فقال السمع والطاعة فلما رجع أخرب الطائر فاضطربت الطيور وقالوا أهلكتنا وعرضتنا للحتف فقالت

ليمة يوم االثنني فأين القنربة أنا أصرفه عنكم حبيلة فمضت فقالت أخوك يقرأ عليك السالم ويقول لك الوحتب أن يكون جملسك مع الكالب السلوقية أو مع الكالب الكردية فتجرعها الثعلب وقال أبلغي أخي

السالم وقويل له أبو سرور يقرئك السالم ولكن قد تقدم يل نذر منذ دهر بصوم االثنني واخلميس قال أبو مثلك كنت ومثلي تكون، قال أبو سليم اخلطايب عمري الصوري مرتيس بزق ففر منه فقال له الزق تنفر مين

:من أمثلتهم قوهلم ال أريد ثوابك اكفين عذابك ومثله قول الشاعر فإما اخلري منك فقد كفاين... كفاين اهللا شرك يا خليلي

قال أبو سليمان نظرية قوهلم يدك عين وأنا يف عافية وأصل هذا فيما يتكلم به الناس على ألسنة البهائم أن فأرة سقطت من السقف فظفرت اهلرة حبملها تقول بسم اهللا عليك فقالت الفأرة يدك عين وأنا يف عافية

قال املصنف رمحه اهللا مسعت علي بن احلسني الواعظ حيكي أن عيسى بن مرمي عليه الصالة والسالم مرعلى ألضربنه ضربا أقطعه قطعا فمر حواء يطارد حية ليأخذها فقالت احلية يا روح اهللا قل له لئن مل يلتفت عين

عيسى عليه السالم مث عاد وإذا احلية يف سلته فقال هلا عيسى ألست القائل كذا وكذا فكيف صرت معه .فقالت يا روح اهللا إنه حلف يل فلئن غدرين فسم غدره أضر عليه من مسي واهللا املوفق للصواب

.مت الكتاب بعون امللك الوهاب

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي