ﺔﻴﻤﻨﺘﻟا تﺎﺳﺎﻴﺳو تﺎﻴﺠﻴﺗاﺮﺘﺳإ … · يأر لﺎﻗ ﻻإ ﻪﻣﻮﻳ ﻲﻓ ﺎﺑﺎﺘآ ﺎﻧﺎﺴﻧإ ﺐﺘﻜﻳﻻ ﻪﻧأ

1

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية العلمي التعليم العايل والبحثوزارة

جامعة منتوري ـ قسنطينة كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيري

إستراتيجيات وسياسات التنمية الصناعية ]‚×fÖ]<íÖûíée…^Ç¹]<á< <

íÖæ‚Ö]<å]…çjÒ<î×Â<Ùç’v×Ö<kÚ‚Î<íuæ†_< <

íè^’jÎ÷]<Ýç×ÃÖ]<»< <

:تحت إشراف : إعداد الطالب عبدالعزیز شرابي .د. أ مختار بن هنية

:أعضاء لجنة المناقشة رئيسا منتوري ـ قسنطينة جامعة أستاذ التعليم العالي دخموش العربي : لدآتور ا

افرمش منتوري ـ قسنطينة جامعة أستاذ التعليم العالي عبدالعزیز شرابي: لدآتور ا.أ

عضوا منتوري ـ قسنطينة جامعة أستاذ التعليم العالي شمام عبد الوهاب : الدآتور

عضوا قالمة جامعة أستاذ التعليم العالي معطى اهللا خير الدین: الدآتور

عضوا باتنة جامعة أستاذ التعليم العالي هارون الطاهر: الدآتور

عضوا باتنة جامعة أستاذ التعليم العالي رحال علي : الدآتور

2008/2007: السنة الجامعية

@ @

شكر وتقديرا ريم مهم ارئ الك دي الق ين ي الشك أن هذا العمل المتواضع الموجود ب

ى ل، ساعد عل د شاق وطوي رة جه آان ليس وليد اليوم وحده ، وإنما هو ثم

وم ي العل ين ف اس والمختص ن الن ر م دد آبي ر ع ر مباش كل غي وره بش ظه

تاذ نطينة األس وري قس ة منت ي جامع ذآر ف نهم بال ص م ادية، أخ االقتص

ا أخص ة، آم داه من مالحظات قيم الدآتور عبدالحميد بن الشيخ على ما أب

ذي رافقني في إنجازه بصبر دالعزيز شرابي ال دآتور عب تاذ ال بالذآر األس

ه ومثابرة منذ أن ا هو علي ى م آان هذا البحث مجرد فكرة، حتى أصبح عل

وره من قريب أو ى ظه ة أخرى آل من ساعد عل اآلن، آما اشكر من جه

جيعهم ى تش ي عل دي ولطف دة ومه ائلتي زبي راد ع نهم أف ص م د وأخ بعي

اك ان هن ذي أتحمل المسؤولية إن آ م أنني وحدي ال ي مع العل المتواصل ل

أمل أن أتدارآه أو يتدارآه غيري من الباحثين تقصير قد يبدو للبعض، على

.في المستقبل

مختار بن هنية) محمود(

رأي

ال ه إال ق ا في يوم انا آتاب ه اليكتب إنس إني رأيت أنده ي غ و غ ،ف د يل و زي ن، ول ان أحس ذا لك ذا ر ه ان ه لك

ان ذا لك دم ه و ق ن، ول ليستحس ان أجم ذا لك رك ه و ت ، ولذافضلأ ن أ عظ ، وه تيالء م ى إس ل عل و دلي م الصبر وه

.النقص على جملة البشر

)1(أبو الفرج األصفهاني 967 -ـ ـ897

.مكتبة كلية العلوم االقتصادية، جامعة حلب، سورية: أنظر لودي كردي ـ )1(

التصنيع والتنمية االقتصادية في العالم: ول األ الفصل

4

þa@Ý–ÐÛaÞë@ @bÈÛa@¿@òí…b–nÓüa@òîàänÛaë@Éîä–nÛa@ @

1@@@@òîàänÛaë@Éîä–nÛa@åÇ@òî±‰bm@ñˆjã@ @

سـوف " واحلاضرمؤشـرملآله ستقبلملاملاضي مرآة ا" القائلة ةفكرلإنطالقا من ا من املفاهيم والقضايا املرتبطة بالتطور الفكري واملادي ملفهوم انتناول يف هذا البحث عدد

يوم، كالتنميـة والنمـو عرب التاريخ البشري وحىت ال تنمية وعالفتهما بالتصنيعالتقدم والاإلقتصادي، والصناعة والتصنيع، أمهية الصناعة عرب التاريخ بصفتها تلبية حلاجة ضرورية إنسانية، ووسيلة هامة حلسم الصراع الدائم لإلنسان مع العوامل الطبيعية، ومع نفسـه

يف اآلثـار امللموسـة هذااالخريالدي جنده عربالعصورممثالدم، ومع العناصر املضادة للتقللحضارات القدمية مادية وفكرية، حىت ظهور الصناعة كرمز فعال للتقدم البشري سواء

العـامل أسـاس اليت شكلتتعلق األمر بالثورة الصناعية أو القوى اإلقتصادية اجلديدة ، بلدان املتخلفـة للبلدان املتقدمة وامتخض عنه يف نفس الوقت مايعرف با احلديث الدي

بالنظام اإلقتصادي العاملي الراهن وعالقتـه بالصـناعة وصـوال إىل األمهيـة اوانتهاء .اإلستراتيجية للتصنيع كمقوم أساسي للتنمية والنمو اإلقتصادي

1@@@1@@@ð…b–nÓüa@ìàäÛaë@òîàänÛa@ @

مل عرفت بكوا تدرج طويل التنمية االقتصادية مبفهومها التارخيي اإلنساين الشااألمد يعرب عن شكل التطور املادي للمجتمعات البشرية عرب العصور، وقد جتلى ذلك يف

املظهر األول كمي متعلق باملتغريات االقتصادية االجتماعية املرتبطة : مظهرين أساسيني إلجتماعيـة واملظهر الثاين نوعي يتمثل يف املؤسسـات ا . بالتحوالت البنيوية أو اهليكلية

واألفكار والتصورات، واملفاهيم، وأمناط املعيشة اليت تظهر يف سعي اتمـع لتحقيـق تطور ببطء شـديد مـن جهـة لتدرج والوقد إتسمت حركة هذا ا. )1(حاجاته املادية

آلته من جهـة ضسبب بواختالف يف درجته بني جمتمع وآخر، وأحيانا اليكاد يالحظ .أخرى

.املظهر األول يف البلدان املتقدمةـ بذلك تكون التنمية االقتصادية أعم وأمشل من مفهوم النمو اإلقتصادي اليت يرتبط ب )1(


5

طور البشري منذ فجر التاريخ بأمهية أدوات وسائل اإلنتاج وقد إرتبطت أمهية التبالتطور والتنمية اليت صنعها، وبالتايل فإن الصناعة مبفهومها البسيط ترتبط إرتباطا وثيقا

اإلقتصادية، وهي بذلك تنقل اتمع من اجلمود والبطء والتخلف، إىل التقدم ، أي من ع، وبدون هذا األخري الميكن احلديث عن أيـة مرحلة ما قبل التصنيع إىل مرحلة التصني

تنمية أو أي تطور إقتصادي كان، وال أدل على ذلك أكثر من أن كل البلدان املتخلفـة .اليوم هي بلدان غري صناعية، يف حني جند أن كل البلدان الصناعية هي بلدان متقدمة

ñ1@@@2@@@Êbä–Ûa@âìèÐß@åß@Ýcë@áÇc@Éîä–nÛa@âìèÐß@ @

قيام بتحويل املواد األوليـة الهي فروع النشاط اإلقتصادي اليت تتوىل " فالصناعة لطبيعية من شكلها اخلام أو البسـيط إىل االزراعية واخلامات املعدنية وغريها من املوارد

". منتجات أرقى قابلة للتداول، تليب حاجات اإلنسان يف اإلنتاج واإلستهالك واإلستثمارمع احمليط املادي لإلنسان لتجعله أكثر منفعة له، وتشـبع عل بوعي تامتتفاوعليه فهي

للوصـول إىل )1(لديه احلاجات الضرورية، وأكثر من ذلك أا قادرة على إجياد منافـذ كافة النشاطات لك تضماملستهلك، سواء بصفتها مواد أولية وسيطة أو ائية، وهي بذ

.اإلقتصادية املنتجةتعبـأ فيـه عملية التطور اإلقتصادي للبلد " أنه ب )2(هذا يف حني يعرف التصنيع

حصة متزايدة من املوارد الوطنية بغية تطوير اهليكل اإلقتصادي الداخلي مبختلف فروعه، وجتهيز هذه الفروع بتقنية حديثة وتكنولوجيا معاصرة، يلعب فيها قطـاع الصـناعات

ك، مع ضمان معدالت منو التحويلية دورا فعاال، إلنتاج وسائل اإلنتاج، وسلع االستهال". حتقيق التقدم االقتصـادي واالجتمـاعي تؤدي اىل منتظمة ومرتفعة لإلقتصاد الوطين

وبالتايل الدخل الوطين املوجه لإلدخار ،وعليه فالتصنيع يتطلب تراكما متزايدا من الناتج .مث اإلستثمار

.37، ص 1981التنمية اإلقتصادية وحتويل التكنولوجيا وتطويعها ، ش و ن ت ، اجلزائر، : عدنان كركور . دـ )1( )UNIDOيونيدو ( حيث مت إقرار هذا التعريف من قبل املنظمة العاملية للتنمية الصناعية . 29ـ نفس املرجع، ص )2(


6

صـناعة التحويليـة إنطالقا من إجياد وتطوير البنية االساسية لإلقتصاد إىل قيام البشكل خاص، بإنتاج السلع الرأمسالية واإلستهالكية، ورفع معدل النمو وحتقيق التقـدم

.)1(االقتصادي، من هنا تربز أمهية الصناعة مبفهومها البسيط واملتطور واملعقد 1@@@3@@@ðŠ’jÛa@ð…b–nÓüa@‰ìİnÛa@†îÈ•@óÜÇ@Éîä–nÛa@òîàçc@ @

عيد التطور البشري قد بررت من نواحي عديدة املالحظ أن أمهية التصنيع على صأمهها يف نظرنا احلاجة اإلنسانية، الصراع الدائم لإلنسان مع حميطه املادي، واآلثار املادية

.املتوارثة@c@@@µëþa@òîybäÛa@@Zð…b–nÓüa@â†ÔnÜÛ@ÉÏa†×@òîãbã⁄a@òub§a@ @

مـع الـزمن املتنامية فحاجات اإلنسان " احلاجة أم اإلختراع " إن لقد قيل حبق تدفعه أيضا وباستمرار للتفكري والعمل على إشباعها، إنطالقا من اإلمكانيـات املاديـة

ه من التحـرر راملتاحة، وخاصة بعد متكنه من حتقيق فائض إقتصادي زراعي مكنه بدووتنويع نشاطه اإلقتصادي فكريا وماديا، فالتجه ألعمال أخرى ساعدته وبشكل متزايـد

يان بأفكار جديدة وأدوات إنتاج ومنتوجات مل تكن موجودة من قبل، مما أدى على اإلتوعلى مراحل إىل حتسني مستوى املعيشة للغالبية العظمى من أفراد اتمع البشري مـع

ومعلـوم أن أمهيـة . وآخر جمتمعإختالف بسيط يف درجات التطور اإلقتصادي بني ناسب طردا مع مسـتوى التطـور اإلقتصـادي فرد أو مجاعة ما تت ااحلاجة اليت يشعر

اإلجتماعي الذي بلغه، لذلك فإن اإلكتشافات وأدوات اإلنتاج املبكرة علـى صـعيد تطور البشري، التقل أمهية عن املخترعات ووسائل اإلنتاج احلديثة، باعتبارهـا تعـد ال

.قدم البشري تحجر األساس الذي بين عليه صرح الl@@@òîãbrÛa@òîybäÛa@ZÛa‰ìİnÛaë@õbÔjÛa@Ýuc@åß@æbãfiÛ@áöa†Ûa@ÊaŠ–@ @

ـ سواء كان هذا الصراع مع العوامل الطبيعية احمليطة بـه ربودة ـكـاحلرارة والمن العوامل اليت حفزتـه عاصري، واجلفاف، والزالزل والرباكني، وغريهااألوالفياضات و

.التصنيع مبفهومه الشامل املذكور أعاله: واملعقد . الصناعة: واملتطور. الصناعة التقليدية: بالبسيط ـ نقصد )1(


7

ـ كن واللبـاس باستمرار للقيام بعمل ما ملواجهتها، وكان أمهها اإلستقرار وحتسن السوالتغذية، وعموما صناعة أدوات مكنته وباستمرار من السيطرة عليها، كما جتلى ذلـك

ـ ىالصراع املرير بني اإلنسان واإلنسان نفسه عل ذه شكل حروب طاحنة قامت بني هاموعة أو تلك من أجل السيطرة على املوارد اإلقتصادية، وكانت الغلبة دائما لألقوى

ـ الذي ميلك أدوات ة ـووسائل إنتاج صناعية قادرة على التحكم والسيطرة علـى البيئ الدائم مع العناصر املضادة للتقدم كاحليوانـات كما أن الصراع ،املادية واتمع البشري

ـ واجلماعات املتوحشوبعض األفراد اج ـة كان أيضا دافعا قويا لتحسني وسـائل اإلنتم مـأي شحد اهل ،لذي تسببه تلك العناصرالنامجة عن التلف واهلدم ا لتعويض اخلسائر

عن طريق حتسـني وسـائل اإلنتـاج ،الدائم ملواجهة اخلطر احملدق من أجل اإلستعداد .والدفاع عن الذات@@òrÛbrÛa@òîybäÛaZ هجنـد ،التطور اإلقتصاد البشري يفاليت ميكن تلمس أمهية التصنيع

، فاألثار املادية الـيت تركهـا ةملموس يف اإلثار املادية للحضارات القدمي ضحوا كلشباإلنسان على تنوعها تدلنا بال شك على مستوى التطور الذي بلغه منذ فجـر التـاريخ

إىل العصـر ،، بالعصر احلجري الذي متيز بصناعة أدوات إنتاج حجريةاوحىت اليوم بدءدنية زي واكتشاف النار واستخدامها لتطويع املعادن وصناعة أدوات معناحلديدي والربو

وحتسني نوعية الغذاء بطهيه بعد إكتشاف النار مث اإلستقرار والزراعة وحتقيق الفـائض ة من أفراد اتمع لتقدمي خدمات وأدوات ووسائل إنتـاج دزايتداد مأعالزراعي وحترير

فكار واملصـنوعات أفضل مكنت بشكل متواصل من حتسني مستوى املعيشة بفضل األاألثار املادية للحضارات القدمية يف تنـوع أمنـاط اإلنتـاج ت أمهية لة، كما جتددياجل

خاصة األثار اخلاصة بصـناعة البنـاء .واإلستهالك وحتسني مستوى املعيشة بشكل عامالتطور اإلقتصادي واإلجتماعي الذي بلغته اتمعات مري اليت تعرب حبق عن درجات والتع

أعطى للتصنيع مكانة خاصة كرمز البشرية يف خمتلف األماكن واألزمنة بشكل مضطرد، .للتقدم البشري

1@@@4@@@ðŠ’jÛa@â†ÔnÜÛ@ŒßŠ×@Éîä–nÛa@‰ìèÃ@ @


8

كما سـبق أن ـلقد ظهر التصنيع كرمز بارز للتقدم البشري منذ أقدم العصور :ميكن أن جنمل أمهها فيما يلي ـذكرنا يف مظاهر عديدة

. ديثاحلالثورة الصناعية ، القوى اجلديدة ، أصول العامل 1@@@4@@@1@@@òîÇbä–Ûa@ñ‰ìrÛa@ @

ونقصد ذه الثورة تلك املرحلة احلامسة من التطور اإلقتصادي البشري املتمثلـة على وجه اخلصوص يف التحول البارز للقوى املنتجة الذي ظهر ألول مرة يف إجنلتـرا يف

أوربا كمرحلة معظم أحناء بعد ذلك، مث إمتدت لتعم ")1( 1776اية القرن الثامن عشر نسـان اإليت كان من أهم مميزاا ظهور وانتشار اإلنتاج اآليل املوسع، وسيطرة لأوىل، وا

نسان مـن اإلعلى الطبيعة، وحماولة إستكناه قوانينها، كما متيزت بانطالق الفكر وحترير اجلمود، واتساع قاعدة التعليم وسرب أغوار النفس البشرية، واستخالص قوانني تطـور

.)2(ون واحلياة واتمعالكالذي اإلنتاج غاحلافز حنو النمو اإلقتصادي وبنو فالثورة الصناعية هي اليت أثارت

. يتني الكمية والنوعيةحمن النا)3(مستوى مل يشهد التاريخ له مثيال بلغنوعية متميزة لإلنسانية، فإا كانت يف نفس الوقـت ةإذا كانت حبق متثل قفزو

جلزء كبري من اجلنس البشري، بسبب النهب املنظم غتراب ومعاناة جديدةبداية ملرحلة إالذي تعرضت له كثري من بلدان العامل من قبل الدول الصناعية آنـذاك فيمـا يعـرف

ومع ذلك فعلى الصعيد اإلنساين ميكن اعتبار القرن ،لفةباالستعمار األورويب للبلدان املتخعلى الصعيد األرويب فقط وإمنا على املسـتوى الثامن عشر عصرا للتحول والتقدم ليس

وذلك بفضل ما حتقق يف جمال التصنيع ولو أن مثـاره مل تـنعكس ،‘)4(املشاإلنساين المنـذ اإلنطالقـة ،اليت قطعت أشواطا بعيدة يف هذا اال بشكل مباشر إال على البلدان

ة واألمرييكية واآلسيوية والبلدان األوىل للثورة الصناعية يف اجنلترا والبلدان الصناعية الغربي

.190، ص 1980ـ جمموعة من اإلقتصاديني، املوسوعة اإلقتصادية، دار إبن خلدون ، بريوت، )1( .5، ص 1982، الكويت، العامل بعد مائيت عام ، الس الوطين للثقافة : هريمان كان وآخرونـ )2( .55ذكره، ص نفس الرجع السابقـ )3( .113، ص 1981إكتشاف التقدم األورويب، دار الطليعة، بريوت، خالدزيادةـ )4(


9

األمر الذي أصبح معه حبق التصنيع مرادفا للتقدم، مما يعـين أن . الصناعية اجلديدة تباعاوهذا يعين من جهة أخرى أن ،بلوغ هذا األخري وحتقيق التنمية اإلقتصادية ال مير إال عربه

.على التصنيع أصول العامل احلديث قد قامت بالدرجة األوىل1@@@4@@@2@@@sí†§a@bÈÛa@Þì•c@ @

اليت قام عليها العامل احلديث ترجع إىل عهد بعيد بـالنظر علوم أن األسسمن املوالـيت ،إىل اإلجنازات اليت متت على صعيد احلضارة اإلنسانية قدميها وحديثها نسـبيا

ليت مـرت وا ،ات الفكرية عموماريار والتصورات واخلاانطلقت يف بداية األمر من األفكر ا معظم األحيـان همكلفة أصحاا عند اجل ،ا احلضارة اإلنسانية يف كافة ااالت

، والتقدم البشرية حلركة اإلبداع كرد فعل سليب من قبل بعض الفئات املناوئ. )1(حيامالذي يعاين منه السواد األعظم من من اجلمود والتخلف ظاهرياة األوىل ديفاملستها فتبصمستوى املعيشـة هوردكت" مصائب قوم عند قوم فوائد"ما يقال كيف جمتمعام الناس

أما العامل الثاين الذي شكل حجر ،اهر الطبيعية القاسيةووعدم القدرة على مواجهة الظباكتشاف اخلصوص يف االكتشافات العلمية، بدءساس العامل احلديث فكان يتمثل على اأ

استقرار وحتقيق الفائض االقتصادي الزراعي، الـذي أدى وما تبعهما من النار والزراعة حبق إىل حترير اتمعات البشرية من السعي اجلماعي الدائم وراء حتقيق االكتفاء الـذايت

مكنته من حتسني مسـتوى املعيشـة، ويف ،من الغذاء والكإل والتفرغ ملهام أخرى أرقىهام من القـوانني االقتصـادية مرحلة متقدمة جدا من تاريخ البشرية مت اكتشاف عدد

مر شت مرةأنه وألول واالجتماعية والطبيعية قبل قيام الثورة الصناعية، واألهم من ذلككـوين (والتجارية اليت أطلق عليها االقتصادي األب واعد اجلد الطبقة الصناعيةسعن

Quesnay(ـ الطبقة العقيمة بتفضيله للن اسم وحيدكمصـدر واعتبـاره اط الزراعـي شاالختراعات املخربيـة الكميائيـة والفيزيائيـة بدعم ومساندة بدأت هذه الطبقة.للثروة

ا وثت أن حتولت إىل مؤسسات تفوق حبجمها وقبصناعات بسيطة ما ل"وتطبيقها على وجاءت تلك االختراعات واالكتشافات كتلبيـة ،نفسها يف بعض األحياناملالية الدولة

النطالق الثورة الصناعية يف بريطانيا كاملشـاغل اليدويـة ملتطلبات املرحلة اليت مهدت113.ص.1981.خالد زيادة اكتشاف التقدم األورويب دارالطليعة بريوتـ )1(


10

مت اختراع واستخدام اآلالت ،التقلدية الواسعة االنتشاراخلاصة بالنسيج، وبعض احلرف متعاظما يف زيادة وتطوير االنتاج الصناعي، وحتقيق قفزه كمية االبخارية اليت لعبت دور

لسكك احلديدية لنقل خدام القاطرات عرب اونوعية يف حركة النقل البحري والربي، واستاملواد األولية والسلع واألشخاص، مما أدى إىل ختفيض تكاليف اإلنتاج كنتيجة لتخفيض تكاليف النقل، وفك العزلة االقتصادية على بعض املناطق وتقريب املسافة بني خمتلـف

إىل تعزيـز ريقص االكتشافات العلمية واملخترعات يف وقت ذهوقد أدت ه ،مناطق العاملإلنسان على التحكم يف بيئته وحميطة املادي وتسخريه ملصلحته بشكل أكثر اورفع قدرة

خاصة بعد اكتشاف واستخدام الطاقات البديلة اجلديدة على نطاق واسـع يف ،عقالنية .ن التصنيعيمياد

1@@@4@@@3@@@òí…b–nÓüa@bènîàçcë@ñ†í†¦a@pbÓbİÛa@ @

ة متيز ا القـرن العشـرين هـي تعـدد االكتشـافات من املعلوم أن أهم صفاريـة بخة واملائية الالطاقات اجلديدة بعد استخدام الطاقة اهلوائي واالختراعات واستخدام

مث جـاء دور ،م احلجري خالل القرن التاسـع عشـر فحة عن احتراق الخاصة املتولداللذين أصـبحا ينظـر الطاقات اجلديدة وخاصة تلك املتولدة عن النفط والغاز الطبيعي

إليهما بقلق من قبل بعض الدول املستهلكة هلما على نطاق واسع، إما بسـبب قـرب نفاذمها، وإما بسبب وجود اإلحتياطي األكرب هلا خارج أراضيها، مما جعلها تفكر جبـد يف بدائل جديدة أو تطوير مصادر الطاقة األخرى املتجددة، كالرياح ومسـاقط امليـاه

وقف اإلمدادات من هذه املادة والذي فرضته احلرب اخلاطفة يف الشـرق وخاصة بعد ت . على كافة ااالت مبا فيها الصناعة طاعوقدأثرذلك االنق. 1973األوسط عام

عن الفحم احلجري والنفط ومشتقاته تعد مبثابة احملرك وإذا كانت الطاقة املتولدة عشرين، فإن بدائلها تتميز بكوا لالقرن اثورة الصناعية وازدهار حضارة لاألساسي لقيام ا

القدرة على لضمان قتضي ختفيظهاتطاقات متجددة، ويف نفس الوقت ذات تكلفة عالية التحكم يف اال الصناعي، الذي الميكنه اإلستغناء عنها، سواء إلكمال املرحلة األوىل،

ـ ية املعقدة اعاللتصنيع أو الصناعة ذات التقنيات الأو ولوج مرحلة ما بعد ا يت يصـعب لالدخول فيها، هذه الطاقات املتجددة منها ما كان يعترب تقليديا، كالطاقة املتولدة عـن


11

صناعي، والطاقـة اإلنشـطارية لالرياح ومساقط املياه، ومنها ما تعترب حديثا، كالوقود ا والكحول وبعض النباتـات والطاقـة ةالنووية، والطاقة املستخرجة من الرمال الشستي

:اليت تشكل املصدر الرئيسي ألمناط عديدة من الطاقة منها )1(الشمسية1@@@@@@ اليت حيصل عليها من الرياح عن طريق إستخدام جمموعات :الطاقة الكهربائية

.كبرية من طواحني اهلواء احلديثة الضخمة واليت سبق اإلشارة إليها 2@@@@@@ة بتحويل املواد العضوية، الذي ميكن من احلصول على الطاق: التحول احليوي

.وخاصة الفضالت إىل وقود أو قوى كهربائية حمركة3@@@@@وتوليد الطاقة واسـتخدامها يف التسـخني اإلستخدام املباشر ألشعة الشمس

.خاليا عديدةوالتربيد طبقا لنظام معني بواسطة لوحات زجاجية ذات 4@@@@@@@ وء الشمس عرب خاليـا اليت تتولد عن طريق حتويل ض: الطاقة الكهروضوئية

.مشسية تولد تيارا كهربائيا مباشرا5@@@@@@والـيت تولـد طاقـة كهربائيـة : الطاقة احلرارية املستخرجة من احمليطات

.مستخرجة من سطح مياه احمليطات الدافئة6@@@@@@اليت تتولد عن طريق حتويل األشـعة مباشـرة إىل : الطاقة احلرارية الشمسية .)2(يف صورة خبار لدفع وحتريك مولدات الطاقة الكهربائية طاقةمنها تتولد حرارة

إىل جانب ذلك هناك طاقة احلرارة األرضية، حيث حيتوي بـاطن األرض علـى ما يزيد عن مليون سعر كيلوواط، مـع العلـم أن منها حرارة هائلة، ميكن إستخالص

كما توجـد األرض تولد بصفة مستمرة حرارة هائلة بفعل عمليات التناقص اإلشعاعي، : )3(أنواع أخرى عديدة للطاقة ميكن إجيازها إىل جانب ما ذكر يف اجلدول التايل

.133ـ أنظر العامل بعد مائيت عام، مرجع سبق ذكره، ص )1( . 39 – 25، ص 1981، جملة اإلقتصاد، دمشق، " مؤمتر الطاقة والتنمية" نتائج : هولوبوطو ـ أنظر )2( .152ص مرجع سبق دكرهالعامل بعد مائيت عام ، : هريمان كان وآخرون ـ )3(


12

موجز موارد الطاقة العالمية: ) 1 ( جدول رقم

المشاآل المحتملة تطبيق تجاري لاو إمكانية مدة االستغالل المصدر آهرباء هيدروليكية بترول وغاز طبيعي

رمال قار وطفل بترولي حم وليجنيتف

) البلدان الرأسمالية( 235يو ب ) تمفاعل التحام د ( 6لي

) مفاعل التحام د د (ديوتريوم )من طاقة الضخ %1(إشعاع الشمس المجال المحيطي المجال العضوي

) الماجما( األرضيةالحرارة الساخنةالصخور الجافة

السائل بخار جاف

ك سنة/س. ر1 سنة 30 س 2000 – 30

س 200 ك/س 15

س 320 بليون س 1

سنة/ س 30 سنة/ س ك 20 سنة/ س 1.2

بليون س 1 ك/س 100.000

س ك 1000 ك/س 1

جاري جاري 1جاري جاري جاري1995 2020 – 2050 1980 – 2000 2000 1975 – 1990

؟1990 – 1995 1980 – 1985 جاري

ت ب

ت ب ب

ت ب ت ب

ت ب ك ت ب ت ب ت

ت ب ك ت ب ك ت ب

-

152عالم بعد مائتي عام ، مرجع سبق ذآره، ص لا: هرمان آان وآخرون: المصدرموارد العالم المذآورة اعاله وحسب تقديرات الخبراء فان.نظيراللثيوم :لي. تكنولوجيا:ك ةبيئ:تكلفة ب:ت

.ستتضاعف عشرة امثال في المستقبل القريب

عب يف احلاضر واملستقبل الـتحكم هذه الطاقات مبافيها البديلة واملتجددة من الصفيها واإلستفادة منها دون إمتالك قاعدة صناعية متطورة، مما يعين أن التصنيع يعد شرطا

ة إلجياد مكان مرموق يف النظـام اإلقتصـادي ولأساسيا ألي تقدم إقتصادي، أو أية حما .العاملي اجلديد


13

2@@@†í†¦a@ïÛë†Ûa@@âbÄäÛa@¿@…b–nÓüa@òãbØß@ @

ا الشك فيه أن اإلقتصاد بشكل عام والتصنيع بشكل خاص قد لعبا دورا هاما مميف تشكل وتطور الدول واحلضارات واألنظمة العاملية القدمية منها واجلديدة على السواء، وقد أصبح من املسلم به لدى كافة املفكرين، أنه الميكن ألي جمتمع بشري ضمان مكانة

مسامهة ملموسة يف إرساء ودعم اسسه على، إال من خالل نظام أو ذاكالحمترمة يف هذا أو املسعى مل يعد متاحا أمـام رخمتلف املستويات احمللية واإلقليمية والدولية، وهذه الدو

العاملية اموعاتاموعات البشرية املبعثرة، أو الدول الصغرية ازأة واملعزولة عن بؤر ربا الغربية بعد احلرب العاملية الثانيـة علـى وجـه الكربى، األمر الذي أدركته دول أو

اخلصوص، وعكفت على وضع دعائمه بكل حزم وثبات منذ ذلك التاريخ وحىت اليوم، يف حني كنا والنزال نرى دوال وأنظمة تتفكك مث تضمحل وتزول، من خارطة العـامل

أكثر إنسجاما، السياسية، لتفسح اال واسعا أمام ظهور دول وأنظمة أخرى أكثر قوة ومع املعطيات العاملية اجلديدة، وهذا ما سنتطرق إليه من خالل البحث يف املوضـوعات

وكذلك نشـأة خصـائص وغريها، ظهور فكرة العامل واألنظمة العاملية القدمية :التالية النظام العاملي القدمي، ومفهوم النظام العاملي اجلديد، مث ظهور وتطـور النظـام العـاملي

العاملي اجلديد من حيث نشأته وتطـوره ومبادئـه االقتصديد، مث نتطرق للنظام اجلدي .وعالقته بالتصنيع

2@@@1@@@a@ñŠØÏ@ñd’ãò¹†ÔÛa@òî½bÈÛa@òàÄãþaë@bÈÛ@ @

2@@@1@@@1@@bÈÛa@ñŠØÏ@ñd’ã@ @


14

مىت وكيف ظهرت فكرة العامل أي مىت وكيف استشـعرت : ميكن بداية التساؤلا مترابطة يف عامل واحد واقعى ال أسطغالبية أو بعض اـ تمعات البشرية أ ورى ـــ

ـ أي مىت أصب" العامل"يؤثر على حياا اليومية، وعلى مستقبلها، يطلق عليه إسم ح ـــ هذا اتمع البشري أو ذاك يشعر أنه جزء اليتجرأ من حيز جغرايف يتعـدى جم ال ــ

ا جيعل هـذا بكافة مكوناته اخلاصة، مم احلضاري الوطن واألمة، وعالقة اجلوار واإلنتماءاال أوسع وأمشل، وأكثر أمهية، وأكرب تأثريا على تبدل أوضـاع البشـرية وتطورهـا

.وتقدمهاذا املفهوم الواسع للعامل وكما نفهمه اليوم مل يكن هناك وجود واقعي فعال ملا

ارخييا فكريا، يرمـز إىل ، وإمنا كان هناك مفهوم للعامل ت"World" "بالعامل"يعرف اليوم اكتشافه وتدوينه، يف كتب الرحالت اجلغرافيا، وكتب أخرى متإدراك شامل موع ما

لكنها حبكم الظروف اليت أتـت ،مبا أتت به من أفكار شاملة عن العامل جتاوزت زماا، نظر ـا إىل العـامل يوكانت األمهية اليت يدرك و ،فيها ظلت حمدودة االنتشار إىل حني

)1(أمهيـة احلضـارات البشـرية عوالنظام العاملي تتناسب طردا مع التقدم البشري، وم .املختلفة2@@@1@@@2@@@ï½bÈÛa@âbÄäÛa@ñŠØÏ@ñd’ã@ @

إن التطور الفكري واملادي الذي ظهر على مر التاريخ يف أحناء خمتلفة من العامل، نعكس علـى إستوى العاملي، أدى إىل منو حركة املبادالت وخاصة منها التجارية على امل

تطور العالقات الدولية وعمل على حتقيق االستقرار والسعي من أجل إقامة نظام عـاملي النظام العاملي القائم جاء تتوجيا لتطور تارخيي طويل منـذ "مما يعىن أيضا أن . إىل حد ما

الدوليـة هو نظام معني حيكم العالقـات System" بالنظام"واملقصود . )2(أقدم العصورويؤثر بعضـها علـى مترابط العناصر ـ أي النظام ـالشاملة اليت تقوم بني الدول وهو

حلضارات الصينية والفنيقيـة، واهلنديـة، احلضارة املصرية وحضارة ما بني النهرين البابلية واالكادية واآلشوري، واـ )1( واليونانية، والرومانية، والعربية اإلسالمية، وانتهاءا باحلضارة الغربية ، فأمهية هذه احلضارات تأيت من عوامل عديدة،

.أا ختطت جماهلا احمللي وفق نظام معني إىل حني: أمهها .39والثقافة، الكويت، ص تغري العامل، وزارة اإلعالم: عبداملالكمرتاض ـ )2(


15

فهو بتعبري آخر يعد مبثابـة . )1(يعىن أنه متطابق ومنسجم بشكل تامبعض، لكن هذا العراف اليت تبنتها مجيـع أو تلفة، قائم على عدد من القيم واألنظام عالقات يف ميادين خم

وهذا يعىن كذلك أن األخذ بـه أو . بة للوفاق والسالم والتقدم العامليمعظم الدول احملتبعا ملا حيقق مصلحته شريطة أن ،يه على هذا احلد أو ذاك خيتلف من جمتمع إىل آخرنتب

يف النظام الدويل، اليت تسعى إىل فرض ىل اختالل يف توازن القوى الفاعلةاليؤدي ذلك إا، حبجة حتقيق مصلحة النظام العاملي، وقد يؤدي ذلك إىل هيمنتها بطرق خمتلفة متاحة هل

ظهور عوامل جديدة، تؤدي إىل تنافر واصطدام بني أطرافه أو توافق وانسجام إىل حنيفالنظام العاملي يظهر ويستقر إىل حد ما وعليه .ليحل حمله نظام آخر تقويضه واضمحالله

ة إليه، وشعورها بواجباا وحقوقهـا شعور خمتلف اتمعات أو احلضارات باحلاجلتبعا اجتاه اآلخرين، انطالقا من درجة وعيها بالذات، وإدراكا ألمهيتـها ومكانتـها علـى

وهذا يعىن أن النظام العاملي مهما كانت درجة قوته ووضوح . الصعيدين احمللي والعامليومـع . وم الييتتطور حيكما أنه ال يزال . خصائصه هو وليد للتطور البشري احلضاري

ذلك فإن مسار هذا النظام ال يتجه دائما حنو األفضل، مما جيربه على ترك مكانه ملا هـو وهذا بالذات ما حصـل للنظـام ،أكثر قدرة على االستجابة للتطورات العاملية اجلديدة

الذي جاء تتوجيا ألنظمة عاملية سابقة له، نشأ وتطور بعد احلرب العاملية : العاملي القدمياحملـور : ، وكان قائما على أساس حمـورين 1990 -1945ية وساد يف الفترة ما بني الثان

االشـتراكي بقيـادة االحتـاد األول بقيادة الواليات املتحدة األمريكية، واحملور الثاين .نذكر منها معينة )2(، وكان هذا النظام يتميز خبصائصالسوقيايت2@@@2@@@—öb–@½bÈÛa@âbÄäÛaï@áí†ÔÛa@ @

bä•îÞëþa@òZ التسلح الذي استحود على نسبة عالية من الـدخل من اجل السباقوخاصة املعسكر اإلشتراكي الذي تدهورت فيه األوضـاع ،أثرت على احملورين الوطين

.اإلقتصادية

.17، ص 1991، سنة 143جملة املستقبل العريب، رقم : ..انظر........ـ )1( •

عـدد بريوت، ات الوحدة العربية،س، املستقبل العريب، مركز دراالنظام الدويل اجلديد: أنظر محد زكرياء إمساعيل ـ )2( .4ص 1991، سنة 143


16

•bäîòîãbrÛa@òZ دف حتقيق توازن القوى واإلقتناع تكديس أسلحة الدمار الشامل .بعملية السالم العاملي

ä@•bî@òrÛbrÛa@òZ البلدان املختلفة كمجال تنـافس بـني ةاعتربت خالل هذه الفتر .التها من أجل اإلستفادة من مواردها املادية و البشريةمالست ،املعسكرين•bäîòÈiaŠÛa@òZ ة األمم املتحدةقروأ دة بني طريف هذا النظام إىلارتداد احلرب البإم،

ذه املنظمة وبالتايل هلأدى إىل شلل شبه كامل استعمل على نطاق واسع حق النقض مماوكما حصل يف احتاد املغرب العريب بسبب قضية استقالل الصحراء .شلل هذا النظام نفسه

.عن اسبانيا الغربية وكان من أهم األسباب اليت عجلت باياره السياسات اإلصالحية اجلديدة الـيت

الداخل واخلارج، وتفكـك حلـف يفميخاييل غورباتشيف فيايت وسم اليأنتهجها الزع بق، وزوال احلرب الباردة بني قطيب النظام العاملي الساايتبفوسك االحتاد الك، وتفوارسو

مما فتح اال أمام استبداله بنظام ،دارة يف قيادة العاملصوانفراد الواليات املتحدة مبركز الفالشيء الثابـت "ا قيل حبق ذا التغري، وكمهلعاملي جديد بعد توفر الشروط املوضوعية

.وتلك سنة احلياة )1("الوحيد هو التغري2@@@3@@@@†í†¦a@ï½bÈÛa@âbÄäÛa@âìèÐß@@ @

مع فهذا النظام الخيتلف يف جوهره كثريا عن األنظمة السابقة له بقدر، ما ينسجمكر أو املعطيات السياسية واالقتصادية العاملية اجلديدة وإذا كان هناك من الباحثني من يف

فإن الغالبية منهم تؤكد على أن هذا النظام ما زال يف طور التكـوين )2(يؤكد وجوده انظـر بسيطهومه بسيط ومعقد يف نفس الوقت ،مفف ،والتبلور وأن معامله مل تنضج بعد

ومعقد نظرا . اتيألننا نعيش ونالحظ تفاعالته وتطوراته عن كثب منذ منتصف الثمانينملفكرين والدول، فاملفهوم األمريكي مثال ليس هو نفسه املفهوم الختالف مفهومه بني ا

.75، ص 1988، 3ة الكورية هيونداي، جملة اجلليل، بريوت ، عدد ـ شعار وضع على باب الشرحي )1( .72، ص 168ـ أنظر جملة املستقبل العريب، رقم )2(


17

وذلك نظرا الختالف األسس املعلنة . األخرى خلفةتأو الدول املتقدمة وامل )1(الصيين له ة، والعمـل يفض الرتاعات بالطرق السـلم و. هلذا النظام مثل سيادة املبادئ الدميقراطية

وبسط السيطرة ،السالح والرقابة على التسلح ونزع،اجلماعي يف إطار الشرعية الدولية واهليمنة األمريكية على العامل، وحماربة القيم والتقاليد واملبادئ الوطنيـة، والتـدخل يف

مفهوم إىل هذا االختالف يف النظر . الدولية الشؤون الداخلية للدول حتت غطاء الشرعيةقليدية نفسها بني أروبا الغربية واليابـان تد حىت بني البلدان الرأمسالية التشالنظام العاملي ي

األخرية مل تعد ختشى العمالق الشيوعي بعد ايـار فإذا كانت هذه ،والواليات املتحدةسيوي بقيادة اليابان آلا االقتصادي القمفإا أصبحت ختشى بروز الع، فيايتوساالحتاد ال

من جهة أخرى فـإن وهة والعمالق األورويب بعد حتقيق الوحدة األوروبية، هذا من جمفهوم هذا النظـام لـدى الصـني يأخـذ حبقيقـة عالقـات اإلعتمـاد املتبـادل

)Interindependence Relationship( يف إطار الثورة الثقافية املعاصرة ملاليت يعيشها العا يف جمال االتصاالت واملواصالت ومركز ومكانة الصني يف العامل الثالث، كما أن مكانه

فهومها للنظام العاملي اجلديد ال تزال مميزة إىل حد بعيـد تبعـا لالمكانيـات روسيا وم .االقتصادية واالهداف اليت ختدم املصاحل االستراتيجية هلذا البلد

أما مفهوم البلدان النامية للنظام العاملي فيختلف عن مفهوم األطراف الفاعلـة يف وضع النظام العاملي القدمي بعـد نأبا فالعديد من هذه البلدان كان مستعمرا ،هذا النظام

لـذلك فـإن يف وضع أسس النظام اجلديد، اكما مل يكن طرف ،احلرب العاملية الثانيةمطالبنه بوضع نظام عاملي جديد جاءت يف سياق حركة التحرر العاملي اليت اجتاحـت

ات يالسـبعين مث تبلورت يف ،العامل الثالث يف اخلمسينيات والستينيات من القرن العشريناجلديدبالنسبة هلا يطار ما يعرف باحلوار بني الشمال واجلنوب وبالتايل فالنظام العاملإيف

، 1982أحباث إقتصادية، عرض وحتليل وجهة نظر حول النظام اإلقتصادي العـاملي اجلديـد، : أنظر خمتار بن هنية ـ )1( .3، ص 1980ة، مؤسسة االهايل اجلامعية، جامعة حلب، سوري


18

واملتمثلة ،هو النظام الذي سيأخذ بعني االعتبار مصاحلها السياسية واالقتصادية يف آن معا :)1( املبادئ التاليةعلى اخلصوص يفواملساواة وحق تقرير املصري، وعـدم التأكيد على مبادئ السيادة : املبدأ األول

اللجوء إىل القوة يف حل اخلالفات املتعلقة باحلدود وغريها، وعدم التدخل يف الشـؤون .الداخلية

علـى قـدم الدويل اجلديدالتعاون الكامل بني مجيع أطراف النظام : املبدأ الثاين .دف حتقيق مصلحة كافة دول العاملاملساواة

اجلديد يف تبين النظام االقتصـادي كافة أطراف النظام الدويل حق: املبدأ الثالثوأن اليكون ذلك جماال للتميز بـني ،واالجتماعي املناسب خلطط التنمية يف هذه البلدان

.الدولحق كافة الدول يف السيادة الكاملة علـى مواردهـا اإلقتصـادية : املبدأ الرابع

.هاواستخدامها فيما تراه مناسبا لتحقيق مصاحلالتنظيم واإلشراف على نشاطات الشركات املتعـددة اجلنسـية : املبدأ اخلامس

.لضمان عدم تدخلها يف الشؤون الداخلية لتلك الدولمبا يكفل تدفق رؤوس األموال الالزمة إصالح نظام النقد الدويل: املبدأ السادس

.البلدان ذهه ية يفنملعملية التمعاملة خاصة يف كل جماالت التعاون االقتصادي إعطاء األولوية و: املبدأ السابع

قبل الدول املتقدمة، وتشجيع صادرات دول ن مبا يف ذلك رفع القيود التجارية املطبقة م .اجلنوب بكافة السبل

ضـرورة علـى ومن الواضح أن هذا املفهوم للنظام العاملي والذي ركز بوضوح يبدو أنه مل يتبلور على هذا ،لبلدان الناميةاألخد باالعتبار احلقوق االقتصادية والسياسية ل

ميثاق احلقـوق : " حتت عنوان 29ـ لقد جاءت هذه املبادئ يف وثيقة أصدرا اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف دورا )1( ، أنظر رئاسة اجلمهورية اجلزائرية، جهود السنوات العشـرة ، الطباعـة الشـعبية " والواجبات اإلقتصادية للدول

.63، ص 1975للجيش، اجلزائر


19

نشأة وتطـور مندبل على العكس من ذلك ظهرت إىل حيز الوجود ،الشكل حىت اآلن النظام العاملي اجلديد اجراءات وممارسات معاكسة ملا كانت تسعى البـدان الناميـة إىل

ـ قدض يعتعمما جعل الب ،حتقيقه ام االقتصـادي حبق أن هناك حماولة أخرى لتمرير النظاألمـر )1(بتعميق اهلوة أكثر بني دول الشمال املتقدمة واجلنوب املتخلفة ،القدمي الدويل

الذي يؤكد أكثر فأكثر أن املعركة بني الطرفني هي ذات بد اقتصادي بالدرجة األوىلع لنا ذلك من خالل استخالص احلقـائق يتأكدوهو معروف سلفا و ،صر فيها لألقوىالنو

:)2(التالية األربعةهي أن دول الشمال تسعى لتعميق إدماج اجلنـوب يف السـوق : احلقيقة األوىل :العاملية إدماجا تبعيا

ـ ، مرتبط مبراكز الرأمسالية العاملية عرب وظائف )عامل ثالث(جنوم مصنعة أ ـ رب غ استهالكيةتصنيعية معينة

ة العاملية عن طريق مرتبط مبراكز الرأمسالي )عامل رابع(وأطراف غري مصنعة ب ـ للمود األوليـة وسـوق إسـتهالكي للسـلع ردصمكالتقليدي تقسيم العمل الدويل

.املستوردةل يف كون القرن الواحد والعشرين قد انتهى مع انقـالب ثمتوت: احلقيقة الثانية

عن طريق عودة وتعميق الفجوة بني الشمال واجلنوب وتدهور موقـع ،بدايته إىل ايته .قتصاد العاملي الذي ينمو على حسابهإل يف اريهذا األخ

تمثل يف االستمرار يف تغذية بؤر التوتر يف نقاط خمتلفة يف بلدان ت: احلقيقة الثالثةهنـاك توجد حيث. )3(العامل الثالث والرابع بشكل خاص لضمان أسواق لبيع األسلحة

.منافسة شديدة بني الدول الصناعية يف هذا اال

.3، ص 1995 جديد، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر يلقتصادي دوإحنو تنظيم : عبدالقادر كاسرـ )1( .125، ص 1997 ، جامعة الدول العربية، القاهرة،91، عدد )جملة شؤون عربية ( معامل النظام العاملي اجلديد ـ )2(، كمـا %40املدنية األمريكية مرتبطة بالصناعات العسكرية بنسبة ذا الصدد تشري بعض املراجع إىل أن الصناعاتـ )3(

.92من صادرات الدول الصناعية تتجه حنو دول اخلليج ، أنظر نفس املرجع السابق، ص %60تشري إىل أن


20

العامل الرابع عامـة ا اقتصاديات تمثل يف الكيفية اليت ستدارتو :بعةاحلقيقة الرابعـد . ربية املغاربية خاصة باعتبارها جزءا من املناطق املهمشة عامليـا عواالقتصاديات ال

متاما للشركات املتعددة اجلنسـية، وقيامهـا وإخضاعها. ها الصناعية القائمةتحتطيم بنيكافـة لل الدويل يف شكله التقليـدي اجلديد للعمم يقستال ا، على صعيدهلبالدور احملدد بعيدة عن املمارسات التدمريية لتوجهات التصنيع اليت قامت ا بفليست . مناطق العامل

الـيت وخاصة يف أمريكا الالتينيـة ،يف الكثري من البلدان النامية االجنبية تلك الشركاتإـم . شـركة 16000غزو الصيق ىوتعمل اآلن عل،ألف شركة 170حوايل توجدا

.قواعد النظام العاملي اجلديد إرساءاجلنود اجلدد العاملني على 2@@@4@@@@†í†¦a@ï½bÈÛa@âbÄäÛa@ñŠØÏ@‰ìİm

نبثق هذا النظام عن وضع حد للحرب الباردة بني قطيب النظام العاملي السابق إلقد تشوف علـى باغور السوفيايتيس رية اليت ادخلها الرئذاجل ثر اإلصالحاتإوذلك على

واليت تضمنت على اخلصوص ختفيض التزامات بالده حنو العامل اخلارجي ،سياسات بالدهوهذا يعىن فسح اال أمـام الواليـات املتحـدة ،واالجتاه إلصالح األوضاع الداخلية

ـ )1(يقول أحدهمكماالساحة الدولية، وعلى األمريكية للعب دور القطب الوحيدة ذات املتحدة مبركز الدولة العظمى ياييت معناه تفرد الوالسوفأن أفول جنم اإلحتاد ال: الصددمـع ،يف حني ستكون أوروبا يف أحسن األحوال قوة اقتصادية ،ؤوليات العامليةسذات امل

أما اليابـان ،العلم أن توسعها حنو شرق أروبا سيؤخر اندماجها وتوحيدها بعض الشيء، وهكـذا تبقـى مدة ليست بالقصـرية قوة عسكرية سياسية إال بعد فلن تتحول إىل

الواليات املتحدة القوة العاملية األوىل دون منازع، وهذا الدور يؤكده الرئيس األمريكي نفسه عندما أعلن ألول مرة عن قيام هذا النظام يف مناسبة عربية هي حرب اخلليج قائال

ومنذ )2("اما دوليا جديدا سيظهر بعد ذلك إن ساعة حترير الكويت قد بدأت وأن نظ" ذلك الوقت أخذت معامل هذا النظام تظهر تباعا، وتتوطد احلقائق املرة املذكورة آنفـا

بني البلدان املتقدمة إلرضـاء الذي كان قائماويزول عامل املنافسة ،على الصعيد الدويليكي االسبق يف عهد الرئيس االمر)أ .م.و(ل.برجينسكي مستشار األمن القومياملفكر االستراتيجريبيغنيو ـ هو )1(

.جيمي كارتر ...............1990ـ جاء ذلك يف خطاب متلفز للرئيس جورج بوش يف النصف الثاين من شهر جانفي )2(


21

انت تقدمها إليها للظفر من عن طريق املساعدة االقتصادية اليت ك،ب البلدان النامية ذوجـ هذه املرة ـجهة بالسيطرة على مواردها االقتصادية بطريقة كارية غري تنافسـية تحإ ـ

يقول الرئيس األمريكي ،تشكل وتوطد أركان هذا النظاملعلى األقل يف املراحل األوىل )1("ي اجلديدتشكل املستقبل وإقامة النظام العاملأن حنن األمة اليت تستطيع : "ذا الصدد

وهذا يعىن من حتصيل حاصل أن مبادئ هذا النظام ستقوم على خدمة مصاحل األقويـاء مما يتطلب من البلدان املهمشة األخرى البحث عـن طـرق جديـدة ،بالدرجة األوىل

عليهـا من أجل املسامهة بشكل إجيايب يف وضع القواعد اليت يقـوم ،للتعاون فيما بينهافهذه الثقة غـري ،يكون سهال على اإلطالق لن لم أن ذلكمع الع ،اهنالنظام العاملي الر

على التحكم يف األوضـاع الداخليـة - ةالواليات املتحد-البلد ايف قدرة هذ املتناهية الكثري، هانيادة يف العامل قيل عرواخلارجية والتأقلم مع التطورات العاملية، وتبوئه مكان ال

ـ يةام القوة االقتصـاد زمامتالك :هي ةوميكن أن جنملها يف عبار والقـوة ةاالجتماعيا ال ميكن ألية دولة أن تأخذ مكان الصدارة وحتافظ عليهـا مفبدو ،السياسية العسكرية

1990فقد كان للواليات املتحدة األمريكية عـام ،يف أي نظام عاملي سياسي واقتصاديوكنتيجـة لقـدرا ،العامل آالف رجل وإمرأة من اجلنود املنتشرين يف 510ما يقارب

رة فإن أمريكا مل جتد صعوبة يف حتمل أعباء الدفع وتزويد هـذه القـوات اإلنتاجية املعزواآللة وهذا يعين أن الفضل يف ذلك يعود إىل قدرة االقتصاد. )2(باألسلحة األكثر تطورا

ياسي االنتاجية بشكل خاص، ومتاسك اتمع، يضاف إىل ذلك ما ينجم عن الدور السعلى الصعيدين احمللي والعاملي، من خالل عملتها الـيت قوم به الدولةتاالقتصادي الذي

وال تزال جتنبـها الشـركات تعترب عملة العمالت، وكذلك األرباح الطائلة اليت كانتاألمريكية من خارج البالد يف ظل األسس اليت قام عليها النظام السياسي واالقتصـادي

حبق فإنه بقدر ما يؤدي هذا النظـام إىل قيـام وكما قيل . جلديد معاالعاملي القدمي واالتعاون االقتصادي وحفظ األمن والسالم والعدالة يف حل املعضالت اليت تواجه العـامل

.بقدر ما يكون جديرا باإلحترام والتأييد

.120، ص 1994، عام 1ـ أنظر جملة العلوم اإلجتماعية، جامعة باتنة، رقم )1( .114ـ نفس املرجع السابق، ص )2(


22

عالقة ذلك بالتصـنيع ا تطور وم كيفاجلديد و يهو النظام االقتصادي العاملما ف :هي املواضع اليت سنتطرق إليها فيما يلي تلك

2@@@4@@@1@@†í†¦a@ï½bÈÛa@ð…b–nÓüa@âbÄäÛa ملي اجلديد ونشـأته سوف نتطرق البحث يف هذا املوضوع إىل مفهوم النظام العا

وتطوريه، مث املبادئ األساسية هلذا النظام، مث النظام اإلقتصـادي العـاملي اجلديـد، مث .التصنيع2@@@4@@@1@@1@@⁄a@âbÄäÛa@âìèÐßð…b–nÓ@ @

يعترب النظام االقتصادي العاملي جزءا أساسيا ومكمال للنظام العاملي الذي سـبق إىل الفـارق يشـري بوضـوح وأن كان هناك من الباحثني من ال ،ابهسإوتطرقنا إليه ب

لنظام فإذا كان ا )1(بينهما، عند احلديث عن النظام العاملي اجلديد، أو النظام االقتصاديوما يشمل جمموع العالقـات واملؤسسـات الرمسيـة رالعاملي كما جاء يف تقرير نادي

مبعىن أن هذه العالقـة قـد ،دول خمتلفةيف واألهلية اليت تقوم بني األفراد الذين يعيشون فإن جمال النظام االقتصـادي العـايل .تكون قانونية اقتصادية واجتماعية أو سياسية اخل

يقتصر على جمموعة القواعد اليت حتدد السلوكات يف اال االقتصادي ل يضيق عن ذلك إال بالقدر الذي حيفظ ذلك النظـام بينهمافق واالنسجام التام االدويل دون افتراض التو

ـ أي السلوكات ـفهي رب مبثابة تية اليت تعلحمصورة يف اال االقتصادي للعالقات الدو ـوعليه ميكن القول أن الـنظم االقتصـادية ،ت األخرىاألساس الذي تقوم عليه العالقا

.العاملية وجدت هي األخرى وتطورت منذ القدم كالنظم العاملية املتعاقبة2@@@4@@@1@@2@@ï½bÈÛa@ð…b–nÓüa@âbÄäÛa@‰ìİmë@ñd’ã

بأنه تشكيلة عضوية ملختلف البىن الواقعة على مستويات خمتلفة، وعليـه فهـو عام قتصادي بشكلاإليعرف النظام ـ )1( هي املادة وتتعلق باجلانب التقين للنظام وأسلوب اإلنتاج، ،يتضمن ثالثة عناصر رئيسية تتداخل وتشكل بطرق خمتلفة

. الذي يسعى النظام إىل حتقيقـه والشكل ويعين به العالقة القانونية واإلجتماعية، والروح وتتعلق باهلدف اإلقتصاديإنسجامه ودوامه النسيب، حيث يتغري النظام عندما اليستطيع البىن التوافق فثيما : ويتميز النظام خباصيتني أساسيتني مها

هذا ونشري إىل أن أورنر سومبارد هو أول من إستخدم مفهوم اإلنظمـة . بينها مما يؤدي إىل اإلنتقال إىل نظام آخر .ةاإلقتصادي


23

ترجع نشأة النظام االقتصادي العاملي إىل فترة ما بعد احلـرب العامليـة الثانيـة، حيث بدأ النظام اإلستعاري العاملي بالزوال وبـدأت حركـات ،1945م وبالتحديد عا

كما بدأت خارطـة ،التحرر تظهر إىل الوجود بعد أن كانت تعمل معظمها يف اخلفاء هر وتتوطد مع بروز قطبني جديدين على رأس النظـام العـاملي ظيو سياسية جديدة تج

الدوام هي احملـرك األساسـي قتصادية على الوقد كانت األهداف واإلطماع ا ،آنذاكويف هذا الوقت بالذات أخذت أسس ومعامل ،لكافة القوى الفاعلة على الساحة الدولية

مع أهداف ومصاحل القـوى مبا يتناسب،النظام االقتصادي العاملي آنذاك تظهر وتترسخ الـيت يف حني مل يكن هناك أي دور فيها للبلدان املتخلفة ،األساسية لذلك النظام العاملي

حتت نريان اإلستعمار واليت وجدت نفسها بعد االستقالل جمربه على خرزيكان معظمها هـذا قـي وقد ل ،السري وفق النهج احملدد هلا مسبقا يف إطار تقسيم جديد للعمل الدويل

النظام معارضة شديدة من قبل العديد من بلدان العامل على اعتبار أنـه شـكل جديـد موارد اإلقتصادية وخاصة فيها الطبيعية االسـتحراجية الزراعيـة للسيطرة واالستغالل لل

وقـد إشـتدت ،يف ظل شروط تبادل غري متكافئة ويف معظم األحيان جمحفة ،والباطنيةبعد ،ات من هذا القرنيات والسبعينيأكثر هذه املعارضة بعد اخلمسينات يف فترة الستين

كانت مستعمرة ذا الشكل أو ذاك يف كل اإلستقالل السياسي لكافة البلدان تقريبا اليت .من إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية

للنظام اإلقتصادي القائم، الواقع اإلقتصادي واإلجتماعي اإلجتاه املعارض وقد عززاملزري الذي كان يعيشه أكثر من ثلثي سكان العامل، أمام أنظار البلدان املتقدمة، دون أن

كان أول هدف من الدعوة للنظام " س لتلك البلدان، لذلك تعمل على تقدمي شئ ملمواإلقتصادي العاملي اجلديد هو تصحيح منط العالقات اإلقتصادية الدولية غري املتكافئة بني

وقد خطت البلدان املتخلفة خطوات مهمة يف هـذا ، )1("بلدان املركز وبلدان األطرافوات العديد من املفكرين يف العـامل اإلجتاه سواء على الصعيد الفكري، حيث تعالت أص

بنظام آخـر ،بلدان املعنية بشكل خاص، مطالبة بتغري النظام اإلقتصادي الدويل القائم الوحيقق الرفاهية والتقدم اإلقتصادي واإلجتماعي جلميع شعوب العامل، وذلك من خـالل

.44، ص 1982الفكر اإلقتصادي العريب ، مركز دراسات الوحدة ، بريوت، : حممود عبدالفضيل. دـ )1(


24

كة التحـرر يف اليت تزامنت مع صعود جنم حرفكرية لالكتابات أوالتداوالت وامللتقيات االعامل، كما طالبت البلدان املتخلفة بشكل رمسي عرب املنظمات الدولية املختلفة، بـتغري

دئ العالقات اإلستغاللية اليت يقوم عليها النظام اإلقتصادي الـدويل القـدمي، وقـد امبإستطاعت بالفعل إمساع صوا للمجتمع الدويل عرب اجلمعية العامة لألمم املتحدة بعـد

نها من السيطرة عليها إىل حني، كما وضعت املبادئ األساسية للنظام اإلقتصـادي متك .ومتت املصادقة عليها )1(الدويل اجلديد

2@@@4@@@1@@3@@†í†¦a@ï½bÈÛa@ð…b–nÓüa@âbÄäÜÛ@òîbþa@ù…bj½a@ @

السيادة الكاملة لكل الدول يف التصرف يف مواردها الطبيعية اليت حتتويهـا : أوال .راضيهاأ

ة مع الطالبة بتعويض اخلسائر النامجة يالتنميف اختياراسلوب السيادة الكاملة : ثانيا .االستعمار عن

التطهري القانوين الضروري للشركات املتعددة اجلنسية عن طريق إنتـهاج : ثالثا .قانون للسلوك

ء نظام، سـوا لوقد كان للجزائر مسامهة هامة يف وضع وبلورة فكر وأسس هذا ااإلعـالن " مثل هباشرة يف وضع قواعدملكاملسامهة ا يأو العمل )2(صعيد الفكريلعلى االذي أكد علـى 05/09/1973بتاريخ حنيازاإلاخلاص حبركة عدم " قتصادي للجزائر اإل

قتصادية، كذلك خطـاب اإلبلدان، على مواردها لضرورة حتقيق السيادة الكاملة لكافة االذي إقترح أسلوب جديد للـرد .)3(تحدةملمعية العامة لألمم ارئيس اجلزائري أمام اجللا

على الظاهرة اإلستعمارية، اإلستيطانية كاإلسترجاع املتواصل للثروات الوطنية، وإعادة قتصـادية اإلتوزيع السلطة اإلقتصادية وعدم إخضاع أية دولة للضغوط السياسـية أو

نظـام لوقـد أعلـن ا . عنة لل التنازق الذي اليقبحلحتول دون ممارسة هذا اقدوغريها، مث احلقوق والواجبات 01/05/1974قتصادي الدويل اجلديد يف اجلمعية العامة بتاريخ اإل

.100، ص 1986، اجلزائر، 4ـ للمزيد أنظر الة اجلزائرية للعالقات الدولية، ديوان املطبوعات اجلامعية، رقم )1( .1975اليونيسكو باريس .من أجل نظام إقتصادي دويل جديد: حممد جباويـ )2( .61، ص 1975ـ تقرير جهود السنوات العشر ، رئاسة اجلمهورية الطباعة الشعبية للجيش، اجلزائر، )3(


25

تحدة للتنمية ملمم ااألكما أكدت على ذلك منظمة ،12/4/1974قتصادية للدول بتاريخ اإلدائمة على مجيع اليت نصت على احلق يف ممارسة السيادة والرقابة ال) UNIDO(صناعية لا

يت تسهل عمليـة إسـتغالهلا لقتصادية ااإلشاطات لناملوارد الربية والبحرية، وعلى مجيع ا .)1(طبقا للقوانني الداخلية للدولةيف املنظمات الدولية التابعة لألمـم املتحـدة، بـدءا طاقاتللقد جندت كافة ا

عيد النظـري، موضـع ، من أجل وضع املكاسب اليت حتققها على الصةباجلمعية العامففي الوقت الـذي قد أجهضت يف اية املطاف، كل آلمال أو اجلهود التنفيذ، لكن

كانت فيه البلدان نظام اإلقتصادي العاملي اجلديد، كانت لاملتخلفة منهمكة يف بلورة وتطوير مبادئ انظام اإلقتصـادي برمته، مبا يف ذلك ال )2(البلدان الصناعية تعد العدة لقلب النظام العاملي

املزمع إقامته من قبل البلدان املتخلفة خاصة وبلدان العامل عامة، على أساس أنه صادر عن األمر لكن الوقع كان غريذلك على االقـل يف يف ظاهرمؤسسة دولية هي األمم املتحدة

حيث ،البلـدان املتخلفـة نظرالبلدان التقدمةاليت مل تستطع اخفاء انزعاجها من مطالبإلنتقادات الذعة من قبل البلدان الصناعية، اليت طالبـت عامةللتجارةضت االتفاقية التعر

وعـدم " التنظري " بإدخال التعديالت يف مناهج عملها، اليت كانت تراها متيل أكثر إىل وكل ذلك بغرض ميش هذه املنظمة اليت أصبحت " النظام املوجه " و .الفعالية والتحيز

املتخلفة الداعيةاىل اعادة هيكلـة العالقـات ثر فأكثر مطالب البلدان يف نظرها تتقبل أكومسألة ارجيةمن جانبهاالتارخيي التنمويخاصة فيما يتعلق بالديون اخل،االقتصادية الدولية

والثرات املعريف العلمـي تبادل غري املتكافئ، ومسألة نقل التكنولوجيا لسواق وااألمحاية .ملتغريات الدولية اجلديدةاإلنساين املشترك، يف ظل ا

سـوداء، مـن التـاريخ لقبة احللقد كان الليرباليون احملافظون ينظرون إىل تلك اثالـث، تريـد يف لعامل الحيث كانت بعض بلدان ا ـبالنسبة هلم ـقتصادي املعاصر اإلوالصني أن تعيد تركيب العـامل، وتعيـد توزيـع سوفيايت يهم بالتواطؤ مع اإلحتاد اأر

.39، ص 1995حنو تنظيم إقتصادي دويل جديد، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، : عبدالقادر كاشريـ )1( .102، مرجع سبق ذكره، ص 4ة، عددـ الة اجلزائرية للعالقات الدولي )2(


26

مـم األات على النحو الذي أسلفنا ذكره، أي من خالل تكرار قرارات منظمـة الثرو" القوى "اليت كانت تفرض على الدول املتقدمة، من قبل تابعة هلا،لتحدة واملؤسسات املا

على النظام الدويل، فكان البد مـن مل الشـمل " الطارئة "العاملية اجلديدة هذه القوى بادرة من قبل القوى التقليدية العاملية، واإلسـراع بوضـع وعمل شئ ما، وأخذ زمام امل

، وهـو مـا مت رجة االوىلحيدم مصاحلها بالد الترتيبات الالزمة إلقامة نظام عاملي جديدحىت وصل إىل الشكل 1990بالفعل بشكل سريع مل يسبق له مثيل بعد حرب اخلليج عام

قطة الصفر بالنسبة ملساعي البلـدان الىوبذلك يكون الوضع قدعاد اليومالذي نراه عليه .يف حني متيل الكفة بقوة ملصلحة البلدان الصناعية املتقدمة. املتخلفة2@@@4@@@1@@4@@Éîä–nÛaë@†í†¦a@ï½bÈÛa@ð…b–nÓüa@âbÄäÛa@ @

حيث مل تعد تكاد توجد اليوم منطقـة ،صناعيةلالية اللرأمسإنه اإلنتصار الواضح ـ ائل اإلنتـاج، ويف وجـه رؤوس األمـوال، إن مل نقـل مغلقة، يف وجه السلع ووس

كذلك، مما يعين يف الظاهر أن التنمية اإلقتصادية كمـا عرفتـها الثـورة " االشخاص"الصناعية يف إجنلترا خاصة وأوربا والعامل عامة تنتصر بال ريب على حنو مدهش، ولكنها

للرأمسالية دون أزمات مسار منسجم يف نفس الوقت تفشل أحيانا فشال ذريعا يف تأمني دورية متعاقبة، فحىت النجاحات اليت عرفتها البلدان الصناعية اجلديدة يف كل من الشرق األقصى بآسيا وبعض دول أمريكا الالتينية، مل تسلم هي األخرى من أزمة مالية حـادة

أن فهل األمر يعترب جمرد حادث التلبث أن تزول آثاره دون .)1(1988عصفت ا يف اية ختلف أضرارا معتربة على اإلقتصاد واتمع يف تلك البلدان، وهو يف األرجح ما سيكون عليه األمر، وذلك بفضل طبيعة اإلقتصاد املصنع الذي يتميز بالقدرة الفائقة على مواجهة األزمات املختلفة بأسلوب فعال الجمال فيه للتهاون واخلطأ الذي سيكلف غالبا يف حالة

.حدوثهيت حققت إجنازات إقتصادية صـناعية معتـربة لبلدان املتخلفة خاصة تلك الاأما

يت عملت على تطبيق سياسات إقتصـادية إصـالحية، لخالل العقود الثالثة األخرية، واقتصادية اإلالتهافإن ح هي األخرى خالل الثمانينات والتسعينات زمةاأليت عصفت ا لوا

.10، ص 1994دار الطليعة، بريوت، ج قرم الفوضى االقتصاديةجورـ أنظر )1(


27

مل مـع األ، وهذا يعين أن )1(الة مبحنة ال أكثرحلاليست مأساوية الغري، وال تعترب هذه تخطيط لاملعضلة، وال من دون ا هده ذلك يبقى، ولكن ليس من دون وعي وإدراك حلل

كامنة، ليف ظل إستراتيجية عامة حللها يف أقرب اآلجال، معتمدة على طاقاا املتاحة، وا" خيرج عن نطاق ما يعـرف مر الاألأزق إذا عرفت بأن مللتخرج بأقل اخلسائر من هذا ا

الغلبة فيها لألقوى، هذه العالقة اليت أعطت للدول " Raport des Forcesبعالقة القوى وقادته وفق منظورها نفسا جديدا، ودفعتها لوضع نظام عاملي جديد )2ىالصناعية الكرب

فـإذا .له، على ضوء املعطيات العاملية اجلديدة اليت إستطاعت التحكم فيها إىل حد بعيدكانت العالقات بني القوى العظمى املذكوة آنفا، تعكس نظريا تعددية قطبية غري متوافقة وغري منسجمة، فإن هناك من بني هذه القوى ما يبدو القطب األقوى بينها، مع ضـعف يف اإليديولوجيا والرتعة الوطنية، مع الرغبة الشديدة يف السعي والعمل من أجـل بنـاء

ديث، والتحكم يف ثقافة املعلومات والقدرة علـى قلـب األنظمـة إقتصاد رأمسايل حاليت مضى على تأسيسها أكثر من أربعـة احلكومية والوطنية والعاملية، مبا يف ذلك تلك

بدءا بالدعوة إىل تضييق دور الدولة الوطنية، كمؤشر لقبول تعددية اتمعـات، عقود، وإذا كان هذا . عوملة على أي إعتبار آخرواإلعتراف بضرورة أسبقية اإلقتصاد ومفهوم ال

الواقع الدويل اجلديد، يبدو ألول وهلة معقدا، مبا ينطوي عليه من تأويالت وتفسـريات اليت يقوم عليهـا )3(عديدة، فإنه كذلك يشري بوضوح إىل أهم عوامل النمو اإلقتصادي

قيام كافة األنظمة أي نظام عاملي، ولكننا على األقل نالحظ أن القوى اليت كانت وراء عن اليت عرفتها البشرية، كانت هي األقوى من الناحية اإلقتصادية، وكان املعرب األساسي

ذلك هو اإلنتاج الصناعي مبفهوم العصر معربا عن حجم املسامهة املادية والفكرية لكـل تمع الـذي يتميـز إقتصـاده بالطـابع الريعـي ،فاأمة من األمم يف التقدم البشري

حمالة جمتمع غري صناعي، حىت وإن كان جمتمع يقـوم علـى الستهالكي الطفيلي هو اإلإستخدام أدوات إنتاج متطورة نسبيا، يبقى إنتاجه اليفي باحلاجة سواء علـى صـعيد

. 67ـ نفس املرجع السابق، ص )1( ـ يقصد بذلك الدول الرأمسالية الصناعية الكربى يف العامل ، وهي الواليات املتحدة األمريكية، وكندا واليابان واملانيـا )2(

%50برمبويل بفرنسا ، تقوم بإنتاج 1975سا وبريطانيا وإيطاليا، واليت ألتقت ألول مرة وبشكل رمسي علين عام وفرن .من اإلنتاج الصناعي العاملي ، وثالثة أرباع من إنتاج البلدان الصناعية

. 68ـ الفوضى اإلقتصادية ، مرجع سبق ذكره ، ص )3(


28

أو اإلقتصاد الدويل، وعليه فهو فهو إقتصاد غري منتج، وهو بالضـرورة وطين لقتصاد ااإلمن إنتاج اآلخرين لتلبية طلباته املتزايـدة، وبالتـايل سيدفع املزيد مقابل ما حيصل عليه

سيجد نفسه يف وقت من األوقات حباجة ماسة إىل طلب يد املساعدة، اليت ستقدم له إن وفق شروط التتفق مع أهدافه ومصاحله العليا، كما حصل لكثري مـن بلـدان . وجدت

ادي اإلجتماعي بشكل عام العامل والبلدان اإلشتراكية سابقا، بعد تدهور الوضع اإلقتصوتدهور اإلنتاج الصناعي بشكل خاص، والذي تزامن مع إعالن النظام العاملي اجلديـد، وختلي هذه البلدان عن النظام اإلجتماعي اإلقتصادي السابق، وأخذها تدرجييا باقتصـاد

:السوق، كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايل صناعي في بعض البلدان االشتراآية التي طبقت تدهور اإلنتاج ال: ) 2 ( جدول رقم

إصالحات

1990/1995اقتصادیة في الفترة ما بين

100= 1989سنة األساس

السنة

1995 1994 1993 1992 1991 1990 البلد

بلغاريا بولندة روسيا رومانيا هنغاريا أوآرانيا

- 17.2 - 23.2 - 0.1

- - 5.0 -

- 22.2 - 08.0 - 8.0 - 2..8 - 18.6 - 4.8

- 15.9 +2.8

- 18.0 - 21.8 - 9.7 - 6.5

- 6.9 +6.4

- 14.1 +1.3 +4.0

7.9

2.2 12.1

- 20.9 3.3 9.2 27.7

03.0 09.4

- 03.0 9.4 5.8 11.5

ECONOMIC PAPERS N° 9 WARSZAWA 1997, P 121: المصدر

نتاج الصناعي يف لإلالنسيب أن التدهور) 2(حيث يتضح لنا من خالل اجلدول رقم بعض الدول اليت كانت تشكل أحد األطراف الرئيسية يف النظام الدويل القدمي، والـذي

، حيث ساهم هـذا الوضـع يف 1990جاء تتوجيا إلنتقادات مستمرة يف هذا امليدان منذ حيـث تراجـع 1995 – 1990اإلسراع بايار العاملي السابق، وخاصة يف الفترة ما بني

وعليه فإن أهم ما ميـز . 1989صناعي يف هذه البلدان مقارنة مع سنة األساس اإلنتاج ال


29

عرف قبل ذلك وحـىت الوضع اإلقتصادي واإلجتماعي يف هذه البلدان والبلدان الناميةاليوم هو أا فقدت جزءا كبريا من إستقالهلا اإلقتصادي وحىت السياسي، حبكم تدهور

تفاقم حجم املديونية اخلارجية، اليت جلأت إليها لسد اإلنتاج الصناعي والزراعي لديها، والنقص احلاصل يف تلبية احلاجات املعيشية املادية واإلجتماعية لسكان الـبالد، الـذين إعتادوا على منط إنتاجي واستهالكي معني، مما جعلها ختضع طواعية للنظـام العـاملي

.والنظام اإلقتصادي العاملي اجلديدينلك فإن القوى الفاعلة يف األنظمة الدولية املختلفـة كانـت وعلى العكس من ذ

متينة، جيد فيها العمل والتزال على الدوام قائمة على أساس قاعدة إجتماعية واقتصادية، وهـي لقـوى الفكري اخلالق وتطبيقاته امليدانية مكانا مرموقا بني إهتمامات تلـك ا

إليه، قادرة على مواجهة املشكالت جمتمعات صناعية متقدمة مبقياس العصر الذي تنتمي يف كافـة نسـانية اإلتجربة واملعرفة احمللية ولاملعقدة املختلفة بأسلوب يوظف فيه مجاع ا

ااالت، مما يعطي للنتائج املتوصل إليها صفة أكثر إجيابية على حاضر ومستقبل تلـك .اتمعات

لطريقة املثلى للمـزج وعليه فإن أهم جمال تظهر من خالله عبقرية الشعوب هو ابني اإلنتاج الفكري واملادي، الصناعي خاصة باعتباره معربا عن األول بشكل ملمـوس

ويف هـذا اـال . ميكن إدراكه وتقدير قيمته اإلستعمالية والتبادلية على نطاق واسـع نالحظ أن التكنولوجيا كاستثمار عقالين للفكر اخلالق واملوارد املادية والبشـرية، قـد

بت دورا مهما يف إعادة هيكلة اتمع الدويل من حيث مكانة الدول يف سلم القـوى لعالعاملية، كما أا أبرزت ظاهر إنفصال القوى اإلقتصادية عن القوة العسكرية، كما هـو

فيما يتعلق بالوضع العسكري، وروسـيا فيمـا يتعلـق بالوضـع احلال بالنسبة لليابانلفارق القوة بني الدول الصناعية والدول غري الصـناعية إىل جانب تعميقها اإلقتصادي

هذا يربز الـدور املباشـر . يف بعض احلالالت )1(ألف سنة ـحيث قدر هذا الفارق بلتكنولوجيا يف تعزيز وابراز معامل النظام العاملي يف كوا مثرة جمهـود فكـري عـاملي ل

ة والتقنية وتوفر طرق خمتلفـة يف نقل املعلومات النظري السرعة الفائقة فبحكم ،ملموس .72، ص 1986، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، 4جلزائرية للعالقات الدولية ، رقمالة ا: وليد عبداحليـ أنظر )1(


30

أصبح من املمكن االشتراك يف منتوج ائي من قبـل . للحصول على إنتاج واحد معنيأكثر من طرف واحد، سواء كان هذا الطرف جمموعة دول أو شـركات، أو أفـراد

اردة فحسب، بل لكونـه ا يكسبه صفة العاملية، ليس ألمهيتهينتمون إىل عدة دول ممود مجاعي، إشترك يف إعداده أكثر من منتج واحد على الصعيد العاملي ونفـس هإنتاج جم

الشيء ميكن أن يقال عن التبادل التجاري واالستهالك اخلاص ذا املنتوج، وبالتايل فإن ا خيدم مصاحل أطراف النظام العـاملي مبهذا الوضع اجلديد يستدعى تنظيما عامليا حمكما،

.اسياسيا واقتصاديا واجتماعي وعليه فإن األسس والدوافع اليت أدت إىل إيار النظام العاملي القـدمي وعملـت

بالدرجة األول ومنها السعي للمحافظة على هي أسس اقتصادية علىقيام النظام العاملياملصاحل االقتصادية وتقوية العوامل املؤدية إىل ذلك بشكل مباشر وغري مباشر، ولـيس

قات الدولية اليت سادت يف ظلها أنظمة عاملية معينة إىل حني من هذا جبديد يف تاريخ العالحلت لتترك اال لغريها، حيث كانت وال تزال العوامـل االقتصـادية إضمالدهر، مث

على الـدوام الذاتية من أهم األسس اليت قامت عليها خمتلف األنظمة حيث لعبت الدولةواإلبداع الفكري واملـادي، الـذي الشروط املوضوعية للخلق دوراهاماعن طريق ئة

ستوى معيشة األفراد ويدفعهم للمزيد من العطاء على صعيد التقدم، على م هثارآعكس يواألخذ بزمام املبادرة على خمتلف األصعدة احمللية والدولية، فالدولة الصـناعية األوىل يف

مصـاحلها بالدرجـة ه بالشكل الذي خيدمتهي اليت أعلنت قيام النظام العاملي وتبن العامل، ا هي دول صـناعية كـربى ريكا رئيسيا هلا وأيداألوىل كما أن الدول اليت كانت ش

سعت هذه حيث ،وأكثر تأثريا على األوضاع اإلقتصادية واالجتماعية والسياسية الدولية الدول إىل التخلى عن املبادئ االقتصادية اليت دعت إليها أغلبية بلدان العامل عرب املنـابر

واملنظمات الدولية اليت متت مببادرة من بعض البلدان النامية، غري أا استبدلت مببـادئ أخرى مبجرد قيام النظام العاملي اجلديد، وسيادة املبادئ اليت تقوم عليها سياسية العوملـة اليت تتفق مع فلسفة وأهداف هذا النظام ومنطق أولوية االقتصاد الذي أثر تأثريا بالغا يف

اإلقتصاديني وغريهم إىل جانب الطبقـة كما يفهمها اجليل اجلديد من القات الدولية العالسياسية اليت وجدت نفسها مدفوعة أكثر فأكثر يف هذا اإلجتاه يف أجزاء واسـعة مـن


31

يف وقت مل تعـد 1973 -1945وهو أمر مل يكن يف احلسبان يف الفترة ما بني . )1(العامل وجه انتقال السلع ورؤوس األموال الدولية، وهذا يعـىن أن هناك منطقة اليوم مغلقة يف

1776 التقنية اإلقتصادية على الطريقة اليت حفزا الثورة الصناعية يف اجنلترا عـام ، تنتصر يف الظاهر بال ريب على حنو مدهش، كما أا يف نفس الوقت تفشـل فشـال

النظر لألزمات االقتصادية اليت تعيشها من ب ، )2(لرأمساليةلم سجمنريعا يف تأمني مسار ذآلخر حىت يف تلك البلدان اليت اعتقد البعض أا فلتت من أثار األزمة اإلقتصـادية حني

ية حادة يف البلدان الصناعية اجلديدة أزمة عامل من، ةما حصل يف املدة األخريكالعاملية، ا من هذه األزمـة سـيكون خروجه لكن،يف شرق آسيا وبعض بلدان أمريكا الالتينية

.قل اخلسائر املمكنة، كما حصل يف البلدان الصناعية األخرىأوب عأسريادة العاملية من رن طبيعة التصنيع الذي وضع جمموعة قليلة من البلدان يف موقع الإ

هـوم فحسب، بل كمفدون األغلبية الساحقة من بلدان العامل، ليس كمظهر حضاري هذه الدول علـى ةدر قوة اقتصادية، ودافع فعال لفرض هيمنلتقدم اعترب كمصل يأساس

.منها خاصة االجتماعية والسياسية كافة جماالت احلياة الدولية االقتصاديةوذلك بالتطبيق احلقيقي للعقالنية االقتصادية االجتماعية الدميقراطية الفاعلة علـى

خذ بأسلوب البحـث العلـي الصعيد احمللي عن طريق االبتعاد عن العمل االرجتايل، واألللقضايا املختلفة املطروحة على كافة املستويات، ووضع احللول املناسبة هلا من قبل أهل

بشكل فعال باعتبارهـا اإلختصاص يف كافة ااالت، وتنفيذ النتائج اليت يتوصلون إليها ربة احملليـة أهداف اتمع، وبالتايل االستفادة القصوى من التجاحلل املنطقي الذي حيقق

لنا مـن ضحتيوالعاملية يف اال االقتصادي خاصة وااالت األخرى عامة وذلك ما س .خالل البحث يف موقع االقتصاد والتصنيع يف النظام العاملي اجلديد

3@@@@Éîä–nÛaë@…b–nÓüaïi‰bÌ½c@†í†¦a@ï½bÈÛa@âbÄäÛaë@ @

.112ـ أنظر تغيري العامل ، مرجع سبق ذكره، ص )1( .10الفوضى اإلقتصادية، مرجع سبق ذكره، ص : جورج قرمـ أنظر )2(


32

لذي يشـمل كافـة دول العـامل إنطالقا من طبيعة وجمال النظام العاملي اجلديد االيت ال ميكن اإلستغناء عنها من أجل تقوية أركانه وتقـومي املعاصر، وخاصة تلك الدول

قة املغـرب طمساره، يف كافة ااالت العاملية السياسية واإلقتصادية واالجتماعية، كمنتعترب من صميم وذلك بالنظر إىل األمهية اليت تنطوى عليها يف تلك ااالت اليت ،العريب

ق ألوانـه بوإذا كان من السا. االهتمامات واألهداف اليت يسعى هذا النظام إىل حتقيقهابني عدد القائم نظرا للصراع احملموم ،تبلور فيه هذا النظاميتصور الشكل النهائي الذي س

فإنه على العكس من ذلك ،فيه يادةلتبوء مركز الر عيةالدولية السا من القوى واألقطابواخلاسر يف ذلك، إذا كان األمـر يتعلـق أليس من الصعب التكهن مبن سيكون الرابح

وعطاء من جهـة، خداحييون يف قلب احلضارة اإلنسانية بكافة أبعادها أبأوالئك الذين نعقون ويتفرجون على األقوياء وهم يديرون عجلة التاريخ باجتاه األفاق وأوالئك الذين ي

.جم مع تطلعام من جهة أخرىالواعدة للمستقبل املنسعموما واملغاربيـة ومن هذا املنطلق كذلك يبدو لنا أن املنطقة العربية واإلسالمية

شكل خاص حبكم قرا من حلبة الصراع العاملي من أجل البقاء وضمان مكانة أفضل با ع ا يف مجيع اـاالت خاصـة منـه تمة اليت تتمايف هذا العامل، وحبكم اخلصائص اهل

االقتصادية والسياسية التارخيية والراهنة مدعوة باحلاج للقيام بدورها، تتوقف أمهيته على مدى إدراكها لقواها الذاتية وما ميكن إن تقدمه على الصعيدين اإلقليمي والعاملي كمـا

فكرة أكثر سوف نتناول ذلك الولتوضيح هذه . )1(سبق أن قامت ذا الدور أحسن قياميف أمهية ومكانة االقتصاد املغاريب على الصـعيد العـاملي وكـذلك من خالل البحث

.سنبحث يف دور االقتصاد والصناعة املغاربية يف النظام االقتصادي العاملي اجلديد3@@@1@@@ïi‰bÌ½a@…b–nÓüa@òîàçc@ï½bÈÛa@ÖbİäÛa@óÜÇ ة ـــاملنطقا هذه تتميزاليت اهلامةتنبع هذه األمهية من اخلصائص االقتصادية

ـ ة، ـعلى الصعيدين األقليمي والعاملي بإعتبارها منطقة تقع يف مركز التبـادالت العامليوباعتبارها كذلك أحد ،ومصدر اقتصادي هام للمواد األولية الباطنية والزراعية والبحرية

.6، ص 1993راس للنشر، تونس ، الدولة والتنمية يف املغرب العريب، س: عبداللطيف اهلرماسيـ )1(


33

وباعتبارها كأحد أهم مراكز التحرر اإلقتصادي ،أهم مراكز التجمعات البشرية العاملية .امليالع

اخلاصـية ههـذ ،مركز املبادالت العاملية باعتبارها منطقة تشكل وتقع يف: أوالتعطيها دورا بارزا يف املبادالت التجارية والتكنولوجية العاملية والتعاون االقتصادي الدويل وهي نامجة عن عوامل أخرى أمهها املوقع اإلستراتيجي اهلام الذي تتمع به، نظرا ملوقعها

كما تتوسط حبرين هامني مها البحر األمحر والبحـر األبـيض )1(أربع قاراتاملتوسط مما يعطيها ميـزة ،املتوسط، كما تقع على أحد أهم احمليطات العاملية هو احمليط األطلسي

إنشغاالت النظـام أحد أهم هامة كمركز عبور للتجارة واملبادالت العاملية اليت تشكل .االقتصاد العاملي اجلديد

باعتبارها كأحد أهم مصادر املواد األولية اإلستخراجية والزراعية يف العامل : ياثان الوقت الراهن أو املستقبل القريب والبعيد، حيث حتتوى هذه املنطقـة علـى سواء يفكالنفط والغـاز ،م العاملي اجلديدارة وللنظااطنية تعترب مورد الغىن عنه للحضثروات ب

والطاقة الشمسية واليورانيوم وغريمها يف يف الوقت الراهن الطبيعي واحلديد والفوسفاتكذلك األمر بالنسبة للموارد الزراعية سواء منها مـا يتعلـق ،املستقبل القريب والبعيد

ضر كاخل )2(مواد أوليةباملواد الغذائية املباشرة أو تلك اليت تدخل يف إنتاج سلع آخرى كاألخشـاب والنباتـات الصـحرواية ضر والفواكه واحلبوب واللحوم واألمساك أو كاخل .والطبية

رب هذه املنطقة أحد أهم مراكز التجمعـات البشـرية واجلغرافيـة تكما تع: ثالثاعليها النظام االقتصادي العاملي ممثلة يف اإلنسان واألرض حيث يقطن اليت يقوم : العاملية

مسـاحة مليون نسمة يعيشون على 83حوايل 2000هذه املنطقة حسب تقديرات عام :عة حسب اجلدول التايل موز ²مليون كلم 5.766 ـتقدر ب

ـ هم قارة أوربا وآسيا وإفريقيا وأمريكا، مما يتيح هلا بذلك أن تكون قلب العامل النابض بالنشاط اإلنسـاين اخلـالق، )1( .المركز صراع بني القوى املتنازعة من أجل السيطرة على املنطقة أو على األقل كسب ودها

)2( - DOMINIQUE ET FREMY : Le Quis Editions Robert La font , Paris 1997. P 1058

املغرب العريب يف مفترق الطرق، فرال دراسات بتصرف، الوحدة العربية، بـريوت، : عبداحلميد براهيميذلك وك .126، ص 1996


34

مدى أهمية المنطقة المغاربية من ناحية السكان واألرض: ) 3 ( جدول رقم

البيان

البلد

الكثافة عام 2المساحة بالكلم عدد السكان بالمليون

2000

المسافة التي

2025عام 2000عام تفصلها عن أوربا تونس ئرالجزا

المغرب موريطانيا

ليبيا

10.0 33.0 31.0 03.0 06.5

13.5 47.7 39.5 04.4 14.4

000 155 000 381 2

000 446 000 025 1 000 759 1

60.5 13.8 70.2 02.6 03.7

اتصال بحري " " " " " " " " " " " "

12.6 5 000766 119.5 83.5 المجموع

مراجع مختلفة: المصدر

نسبيا، فالعربة ليست دائما يف العدد، بل العربة يف الفحىت لو كان هذا العدد قليدور الكامل على الصعيدين احمللي والـدويل أثنـاء لالفعالية، حيث قام هؤالء السكان با

اجلزائر يف ثله يفمم مثال كانت املنطقة. ن ناحية تارخييةفماألزمات والرخاء يف آن معا، ملا كانت تقدمه مـن حماصـيل زراعيـة هلـذه )1(ى مبخزن روماماال الزراعي تس

من ت جنوب أوربا من جماعات حمققة ألكثرذنقأكما أن اجلزائر تارخييا ،طورية ااالمربضـة صـناعية ذرتتوفر على بـوا مرة، وكانت فوق ذلك كغريها من مناطق املغرب

ري إىل شفرنسي، وكذلك ودون اخلوض يف تفاصيل تارخيية أكثر نوجتارية قبل االحتالل اليف نشأة وبلورة وقيام النظام العاملي القدمي الذي ظهر بعـد ان هذه املنطقةكس مسامهة

زوال املعسكر اإلشتراكي بقيـادة ب هيارإاحلرب العاملية الثانية واستمر ذلك الدور حىت ا املنطقة منهستغالل اليت كانت تعاين الحتالل وارغم ظروف اال ،سابقا فيايتوسحتاد الالا

ـــه ذ للنظام العريب خاصة يف صراعقاملن كما أا كانت على الدوام احلارس ،آنذاكـ يف الفترة ما ب العربية ت تونس اجلامعةضحتإة حيث يسطينلية الفضمن أجل الق ني ــ

وخروج اجلامعة منـها، القدس احملتلة بعد زيارة رئيس دولة عربية حمورية 1990 -1979

الرتاع العراقي ـ وقد برز هذا الدور بشكل ملموس على الصعيد اإلقليمي عن طريق قيام اجلزائر بدور الوسيط يف حل )1( اإليراين، وتوسيط اجلزائر يف قضية الرهائن األمريكيني بإيران، وتزعم اجلزائر للجمعية العامة لألمـم املتحـدة عـام

1974.


35

الـذي خحدوث الشرإىل تسباب اليت أداأليف ةيالدول املغارب ةوكذلك عدم مشاركوما ترتب عنه من انقسام حاد وخطـري ،ق للكويتارعأصاب النظام العريب بعد غزو ال

وعموما وال شك أن هلذه القضـايا وغريهـا أنعكاسـاا ،يف الصف العريب اإلسالميى النظام العاملي والنظام اإلقتصادي العاملي اجلديدين من الناحتني اإلجيابيـة اإلقتصادية عل

.والسلبية ويف كال اإلجتاهنيفقد كان تحرر االقتصادي والسياسي العاملي، باعتبارها أحد أهم مراكز ال: رابعا

الوضع االقتصادي املرموق هلذه املنطقة سببا لصراع حمموم يف بداية األمر بـني القـوى ا بارزا على الصعيدين االقليمي والعاملي، ثحتالهلا حداالستعمارية من أجل الظفر ا، وا

كذلك كان حترر هذه املنطقة سببا هاما يف التعجيل بتحرر واستقالل الكثري من بلـدان العامل باعتبار حركة التحرر احمللية مبا حققته من انتصارات هامة يف االيني االقتصـادي

الـيت )1(قد كانت مثاال جيدا لالقتداء به من قبل حركات التحرر العامليةوالسياسي، فلقيت دعما هاما مكنها من حتقيق أهدافها يف التحرر واإلنعتاق مـن كافـة أشـكال االستعمار القدمي واحلديث حيث اعتربت بعض البلدان املغاربية واجب النضال من أجل

.)2(اخلارجية اليتجرأ من سياستها التحرر العاملي جزءا 3@@@2@@@@†í†¦a@Þë†Ûa@âbÄäÛa@¿@òîi‰bÌ½a@òÇbä–Ûaë@…b–nÓüa@‰ë…@ @

ث عنه يف غياب استراجتية ددور هذا الذي نتح بداية هل ميكن التساؤول عن أياع التجربة احملليـة واإلنسـانية وكافـة املـتغريات مجمغاربية شاملة تأخذ يف اإلعتبار

ية متمعنة الجتماالت املستقبل القريبة فيها واملتوسطة قاستشراواملعطيات الراهنة مع نظرة وككيان ذوفعالية وقوة اقتصاديةوالبعيدة، وفق هذا املنظور فإن املغرب العريب حىت اآلن

هلـا هو عدد معني من الدول بل املوجود ،)3(سياسية ال وجود له كما يرى البعض حبقبهذا اخلصوص على اجلزائر عاصمة حركات التحرر يف العامل، كما كانت اجلزائر من أوىل البلدان الـيت بوقد أطلق ـ )1(

. .كما سبق أن الحظنا تصادي عاملي جديدنادت بقيام نظام إق .1979 باريس من أجل نظام دويل جديد، اليونسكو: حممد جباوي كتاب : أنظر

برئاسة وزير اخلارجية اجلزائري آنذاك ألول مرة ميثاق احلقـوق 29ـ كما تبنت اجلمعية العامة لألمم املتحدة دورا )2( .الذي حدد املبادئ اليت جيب أن تنظم العالقات الدوليةوالواجبات اإلقتصادية للدول،

.61، ص 1975جهود السنوات العشر، الكفاح إلقامة نظام إقتصادي دويل جديد، اجلزائر ، : أنظر .124، ص 168ـ أنظر املغرب العريب والنظام الدويل اجلديد، جملة املستقبل العريب، بريوت، رقم )3(


36

نظرا لكـون ،بالفعل هذه االستراتيجيات تدجأن ووسياساا واستراتيجياا مصاحلهاعزل تام عن بعضها البعض باسـتثناء بعـض مبقوم تالبىن السياسية واالقتصادية قامت و

أو التنسـيق يف ،كالتنسيق بني اجلزائر وتونس يف جمال تنمية املناطق احلدودية ،احلاالت روبية عرب األراضي املغاربيةجمال الطاقة الكهربائية ونقل الغاز اجلزائري إىل األسواق األو

يق بني هـذه الـدول يف إطـار جانب التنسىل إ ،التونسية واملغربية انطالقا من اجلزائر ية اليت تدعو وتلح فيها الدول األوربيةطوالشراكة األورومتوس الشراكة العربية األوروبية

،بشـكل خـاص يف الظاهر على ضرورة التنسيق والتكامل بني الدول العربية واملغاربية افلة القول أن ما تريده الدول املغاربية من دور حيوى فعال يف النظـام العـاملي نومن

ا األطراف الفاعلـة يف هلوالنظام االقتصادي اجلديد ليس نفسه ذلك الدور الذي تريده حيث يصبح باإلمكـان يف ،اليت تسعى لتحقيق مصاحلها بالدرجة األوىل ،وهذا النظام

يصبح بامكان القوى اخلارجية- ،موحدة سياسات واستراتيجة مغاربيةغياب مبادرات ومبا يتفق فقط مع أهداف هذا النظـام يف اع املغاربية وضع وتسيري األوض -للنظام العاملي

لعمـل لإطار سياسة توزيع األدوار اليت تقتضيها سياسة واستراتيجية التقسيم اجلديـد أن )1(وعلى ضوء ذلك هناك من يتوقـع ،ين السياسي واالقتصادديالدويل على الصعي

مع توسع السوق األوروبية املشتركة وحتقيـق اتشهد اإلقتصاديات املغاربية وضعا صعبكقيام كتلة اقتصادية قوية يف مواجهـة دول علـى ،النقدية وما ينجم عن ذلك الوحدةهتمام بالشرق إ لدول املغاربية إىللباجلنوب املتوسطي موحتول االهتمام من اهتما. انفراد

حىت وإن كان هناك سياسات معينة وأمهية خاصة لكال الطرفني بالنسبة ألروبا ،األورويبي ككل، كما أن فقدان األسواق التقليدية لكل من اجلزائر وليبيا قتصادي العاملإلوالنظام ا

أسواق جديدة يف البلـدان الرأمساليـة يف عن لبحث ا علىمهاجربيف املعسكر الشرقي أروف اقتصادية تنافسية صعبة، كذلك األمر يف جمال البحث عن الشريك اجلديـد يف ظ

ولو كان ال خيلو من إختراق أمين اقتصـادي وسياسـي مار بأي مثن حىتثجمال االستوهي شراكة كما ،تفرضه متطلبات الشراكة األجنبية يف ظل شروط تبادل غري متكافئ

ضـرورة على ينصلى الربملان للمصادفة عليه ندوب األرويب املعروض عامليراها تقرير

.123سابق ، ص لاملرجع انفس ـ )1(


37

وأكثر من ذلك فهو يصنف املغـرب )1(ها على حدةمنكل ةيالتعامل مع الدول املغاربللتعامـل يف إطـار نياوتونس يف درجة معينة من األهلية للتعاون، كما يصنف موريطا

ا يريد يف حقيقة ويضع ليبيا ورمبا اجلزائر خارج دائرته االقتصادية، هكذ" لومي"معاهدة . عليهـا حواذالقوى لالست منهكة أةزاألمر الشركاء التقليديون اجلدد املنطقة املغاربية جم

،عـن حميطهـا العـريب خراج أو فصل الدول املغاربيةإويدخل يف هذا السياق حماولة كاإلسراع باخراج اجلامعة العربية من تونس ودعوة الدول العربية إىل الدخول يف أنظمة

إىل دول مواجهة هاوتقسيم ،يف إطار نظام شرق أوسطى جديد ،تصادية وامنية اقليميةاقحتقيقا من قبل أشخاص" ينيةثاال"ية قوحماولة تفجري املسألة العر ، ودول بعيدة غري منظمة

،يق مكاسب ضيقة على الصعيد الشخصـي قمن أجل حت االستدماري" فرق تسد"ملدا واإلبقاء على التخلـف السياسـي ،لتدخل اخلارجيل الفتح ا واستراتيجة على صعيد

.ومحاية النخب السياسية التقليدية ضد تيار الدميقراطية والتغري الفعلىذلك تدخل الضغوط األمنية املمارسة على الـدول املغاربيـة كويف هذا السياق

جلزائـر، يف ا يوونوالضجة اليت حاول البعض اقامتها حول الربنامج ال" كريبكأزمة لو"واهلدف كما قيل هو يئة الظروف للتدخل اخلارجي، وديد هذه البلدان إلدخاهلـا يف

اجلديد، والكف عن دورها التحرري على مستوى بلدان العامل لنظام الدويلابيت طاعة .الثالث

وكما كان األمر بالنسبة ألوروبا فإن االهتمام األمريكي مبنطقة املغرب العـريب واألرض متكنها بسهولة من الدخول إىل إفريقيا ومراقبة تبار أن هذه املنطقة ري على اعجي

مـع العلـم أن الواليـات ،وكذلك املنافسة اليابانية ،املنافسة األروبية يف الوقت نفسه ما تتواجد هذه املنطقـة ف ك ،ودة وتتواجد بقوة على الدوام ذه املنطقةجاملتحدة موذلك عرب العالقات السياسية واالقتصادية اليت تـربط و، ةيات املتحدوالال صلب اهتمام

وهي عالقة فرضتها ومتليها املصاحل االستراتيجية لكافـة ،بينهما منذ القدمي وحىت اليوماألطراف املعنية ا اليت يسعى كل منها للمحافظة عليها، والسعي من أجل حتقيق املزيد

العقالنية واألمهية اليت يتحلى ويتميز ا كل طرف منها تبعا ملدى اجلدية واإلرادة البناءة و .123ص ، 168أنظر املستقبل العريب ، مرجع سبق ذكره، رقم ـ )1(


38

يف التعامل مع األطراف األخرى، فالبلدان املغاربية اليت تدرك أمهيتها أو أمهية األرضـية اليت تقف عليها يف التعامل مع النظام االقتصادي والنظام العاملي اجلديد، جعلت األطراف

ـ ،يةدرك أيضا هذه األمهتالفاعلة يف هذا النظام دفيما يتعلق باجلزائر مـثال يقـول أحأن ،عن السياسة االقتصادية يف الواليات املتحـدة األمريكيـة اإلقتصاديني املسؤوليني

خمتلفة ، فضال عن جمـال الطاقـة، وهـي اجلزائر تتوفر على قدرات حقيقة يف جماالت ة والصـناع االعمـال املواصالت السـلكية والالسـلكية والنقـل اجلـوي و جماالت .)1(دالنيةيالص

هذه الدولة، يف يف تصورهذا فضال عن ااالت األخرى اليت تأيت يف املرتبة الثانية حني تبقى ذات أمهية قصوى للجزائر اليت تسعى لتوسيع جماالت التعاون االقتصادي مبـا

قدمة وبلدان العامل مبا فيها البلدان املت ،حيقق مصلحتها ومصلحة البلدان املغاربية من جهةاملغـاريب ) U.S.M(هدف التعاون األمريكي يفإذا كان ،والبلدان النامية من جهة أخرى

مصاحل الطرفني فـإن األمـريكني ةهدف يف الظاهر إىل خدمياجلزائري بشكل خاص مفاده ،خر معروف يف الواقع أشارت إليه كثري من املصادر املتخصصةآيستهدفون أمرا

. للسيطرة على انتاج النفط والغاز يف اجلنوب اجلزائـري أن الشركات األمريكية تسعى وهذا إىل حد بعيد مـا دفـع . وخاصة الغاز كونه املصدر األول للطاقة يف القرن املقبل

يف أنبوب ستثمار يف اجلزائر دف التحكمسراع باإلإلبالواليات املتحدة األمريكية إىل اس، وذلك من أ جل قطع الطريق أمـام الغاز املتوجه إىل أوروبا عن طريق املغرب وتون

التكتل األورويب والياباين اآلسيوي والضغط على أروربا بالسيطرة على أحد أهم مصادر .ربية منها يف العاملقالطاقة ال

ستثمار والتجارة اخلارجية ترى بـأن لإل األمريكية اجلزائرية فإن اجلمعية لههلذا كاء خـرب بضمانات مدروسـة مـن قبـل مريكيةألستثمار متاحة للشركات افرص اإل

تطورا ملحوظا يف حتسـني آليـات تمتخصصني دوليني، على أساس أن اجلزائر عرفورمبا كان هذا من ).2(اقتصاد السوق وتأقلمها مع الشروط املتكيفة مع اإلقتصاد العاملي

اجلزائـر ، تـاريخ " الصـحافة " ، وزير الدولة املكلف بالشؤون اإلقتصادية، أنظر جريدة إستوارت إيزنستاتـ هو )1( .4، ص 10/06/1999

.7، ص 17/7/1999شعب، اجلزائر لـ جريدة ا )2(


39

ظـام بشكله احلايل يف الن ،قتصاد املغاريب بشكل عاملالالعوامل اليت تعطى أمهية خاصة الدويل اجلديد، ومبا خيدم هذا النظام بالدرجة األوىل قبل أن خيدم البلدان املغاربية، وذلك على أساس أن اقتصادياا تعد يف جمملها تقريبا نيوكولونيانية، وهذا يعىن أا تسـتجيب

ال )1(االقتصاد الدوىل ية مما جيعلها مهيأة متاما لتبعيةبشكل أساسي لطلبات السوق الدولملصاحل االقتصادية، حسب املفهوم التقليدي التحـرري اعلى أساس التبادل املتكافئ بني

يات املتحدة والبلدان املتقدمة للبلدان الناميـة الللتعاون واملساعدات املقدمة من قبل الوقول بعض املصادر املطلعة فيما يتعلق بالتعـاون تواملغاربية بشكل خاص، وذا الصدد

ريب أن املساعدة اليت تقدمها الواليات املتحدة األمريكية لـبعض البلـدان األمريكي املغتقدم بدون اعتبار وحساب حالة اقتصادها وبنيتها االقتصـادية، فالشـراء ،كمراكش

السنوى للحبوب وغريها من املواد الغذائية من الواليات املتحدة األمريكية قـد أدى إىل لقد حتولت البالد إىل ...اإلقتصاد الزراعي املغريب القضاء على بعض الفروع التقليدية يف

وتضيف الدراسة بأن هذا كله ، )2(مورد صغري حمدود ملادة الفوسفاط يف السوق العامليةطي بالسوق الرأمسايل خاصة األمريكي وحيـرم سيشدد ويضاعف من تبعيه االقتصاد الو

لمساعدة األمريكيـة هـو ل يكما أن اهلدف احلقيق .املغرب من االستقالل االقتصاديواالبقاء على )اجلديد( اندفاع الواليات املتحدة للمحافظة على النظام االقتصادي احلايل

، وعليه بدأ يؤخذ هـذا بعـني )3(ذ لدور التابع لإلقتصاد األمريكيقالبلدان النامية كمنملي االعتبار يف التعاون القائم بني خمتلف األطراف يف ظـل النظـام االقتصـادي العـا

،املشروع األمريكي اجلديد للتعاون معززا بروح املنافسة اإلقتصادية به الذي يأيت،اجلديد. اليت بدوا يتحول اقتصاد السوق إىل غابة يأكل فيها القوى الضعيف كما هو معروف

إن برنامج الشراكة بني الواليـات . ))4ذا الصدد مسؤول اقتصادي أمريكي لقد صرحغرب العريب دف إىل جتسيد شراكة وثيقة بني الواليات املتحدة ودول املتحدة ودول امل

رب العريب جمتمعة، كما يهدف إىل إنشاء منطقة حرة للتبادل احلر يف الفترة ما بـني غامل .4، ص 1982اإلقتصاد العريب واموعة الدولية، دار احلداثة، بريوت، : فتح اهللا ولعلوـ )1(

.1977املغرب ، أوت " ليرباسيون " ـ جاء ذلك يف دوريات نشرت يف صحيفة )2(ثقافـة، دمشـق التوسع اإلقتصادي للواليات املتحدة األمريكية يف األقطار العربية، دار ال: أيب سيبوفـ أنظر كذلك )3(

..274، ص 1982 .2، ص 4/5/1999، وكذلك اليوم ، اجلزائر 24، ص 19/9/1999الشعب ) و أ ج (ـ )4(


40

، وهذا يعىن أن هذه الدولة العظمى قد أدرجت يف اسـتراتيجيتها هـذف 2010و 2002شريطة حتسن العالقات بـني الـدول . لعامليإدماج منطقة املغرب العريب يف االقتصاد ا

واليت ستقوم بني الدول املتقدمة ،املغاربية، اليت جيب عليها أن تستفيد من املنافسة القائمة لقد صرح املسؤل االقتصادي األمريكي ،على أفضل النتائج االقتصادية من اجل احلصول

لك بأن التجارة بني أوروبا ذا الصدد قائال بأن املشروع األمريكي اجلديد سيكشف ذاقتصاديا من طـرف (حمتكرة ) املغرب العريب(و واشنطن لن تقبل بأن تظل هذه املنطقة

.)1(األوروبية املصاحلهذه املنافسة املعلن عنها يف الظاهر وبشكل واضح يفترض فيها أن تعمل علـى

بني األمـم علـى حتقيق مصلحة كافة األطراف املتعاملة على أساس أن انعدام التكافؤ لذلك يتخوف . )2(يقبله اجلميع الصعيد اإلقتصادي ال يعمل على تيسري بروز نظام دويل

ري العالقات بـني الشـمال يني إىل ضرورة تغصفني املنيويدعو حىت بعض املفكرين الغربجوهرية، ليس فقط أمور، وذلك على اعتبار أن املعطيات ستتغري وستحدث )3(واجلنوب

قات بني الشمال واجلنوب، ويف العالقـات بـني االحتـاد البل أيضا يف العيف اجلزائر، فمثال على الرغم . )4(األورويب واملغرب العريب، وبني العامل الثالث وبلدان الرأمسالية املالية

لية للبحر املتوسط امن األمهية اإلقتصادية الصناعية خاصة اليت يتميز ا دول الضفة الشممرة اإلنتاج الداخلي اخلام للدول املغاربية حيث، 45ا الداخلي اخلام واليت يفوق إنتاجه

، 1998مليار دوالر عام 109.6أن هذه األخرية مل تسجل جمتمعه من هذا اإلنتاج سوى كما أن نسبة حجم املبادالت من جانب الصادرات األوروبية يف املبادالت الدولية قـد

ـ امل نيف حني مل ترد هذه النسبة م %29بلغت ة ـصادرات املغاربية يف املبادالت الدوليهتمام لدى من اجلنوب الغريب للمتوسط تثري اإل نطقةمل ا ، ومع ذلك تبقى هذه% 1على

.2، مرجع سبق ذكره، ص ايزنستاتـ )1( ، 21/09/1999عامة لألمم املتحدة، جريدة الشعب، اجلزائـر، أمام اجلمعية ال أنظر خطاب رئيس اجلمهورية اجلزائريةـ )2(

.12ص اإلجتماع السويسري يف تصريح له عند زيارته للجزائر، أنظر جريدة الشعب، اجلزائـر بتـاريخ عامل، جون زيقلرـ )3(

.17، ص 20/08/1999حيث يرى هذا املفكر أن البلدان املتقدمـة تعكـس . 99، التبعية التكنولوجية، دار الطليعة، بريوت ، ص بيار جاليةـ )4(

.إذا أصيبت املتقدمة بالزكام أصيبت إقتصاديات البلدان املتخلفة بداء الرئة" ى البلدان املتخلفةبأزماا بشكل حاد عل


41

واألورويب بشكل خاص، بل هناك من البـاحثني مـن ميكافة بلدان العامل املتقدم والنارى أن منطقة األوروعمالق يربط قوة أوروبا مبدى تواجدها يف البلدان املغاربية، حيث ي

اقتصادي يف طور البناء لكنه من غري املستبعد أن يتحول إىل قزم يبكي أن هي جتاهلـت ، وهذا التخوف يتـزامن مـع )1(طبيعيا هلا ومعينادول جنوب املتوسط اليت تعد شريكا

مريكيـة اإلهتمام اجلدى للواليات املتحدة األمريكية مبنطقة املغرب العريب عرب املبادرة األدفة إىل إرساء شراكة اقتصادية أمريكية مغاربية كما اواهل ،1998 اناليت أعلن عنها يف جو

املغـرب (هذا الواقع اإلقتصادي اجلديد يف املنطقة اجلنوبية للبحر املتوسط ،سبق ورأينادفعه ويدعمه شكل وجوهر العالقات اإلقتصادية غري املتكافئة اليت سادت ) العريب حتديدا

خاصة فيمـا يتعلـق ،املنطقة بني الضفتني الشمالية واجلنوبية ملصلحة األوىل دائما هذهحيث كانت وال زالت )2(بفرنسا اليت كان واليزال هلا عالقات متميزة مع هذه املنطقة

مبا فيها ،ةمختلقى أدىن االهتمام من الدول املتا املنتجة املساعدات املوجهة لإلستثمارات .املغرب العريبفرنسا إجتاه دول

دون اإلهتمام بالقطاعات املنتجة وقيام ضـة صـناعية بمما سبق يتضح لنا بأنه خر ا املنطقة املغاربية يف خمتلـف زحقيقية تراعي فيها االمكانيات املتاحة واحملتملة اليت ت

ت املسـتقبل احملليـة الها كذلك املعطيات واحتمافيوتراعى . ااالت املادية والبشريةتكون سوى ميدان للصراع لن واالقليمية والدولية، وبدون ذلك فإن هذه املنطقة سوف

. ينبني خمتلف املصاحل األجنبية الفاعلة يف النظام الدويل والنظام اإلقتصادي العاملي اجلديدن تقوم إال بأخـذها ل وأن مكانتها املرموقة يف الوليمة الكربى اليت يقيمها النظام املذكور

.خاصة اإلحتاد األورويب الناجحة من التشكيالت االقتصادية والسياسية الدوليةالعربة من أجل ذلك سوف نتطرق يف الفصل القـادم بالبحـث يف أهـم نظريـات

.واسترتيجيات وسياسيات التصنيع يف العامل

اجلزائـر، ) الصـحافة ( الـواردة يف جريـدة . 1الشراكة أوربا ـ املغرب العريب، العدد رقم " ـ أنظر الة الشهرية )1( .4، ص 10/6/1999

قدم يف ملتقـى عبداحلميد بن الشيخ. دقدمه فيليب هيكو، ترمجة، ) عامل الثالث فرنسا وال( ـ أنظر ذا الصدد حبث )2( .19/04/1983إىل 16التصنيع والتعاون يف حوض البحر األبيض املتوسط، مبعهد العلوم اإلقتصادية يف الفترة ما بني

نظريات واستراتيجيات التنمية الصناعية في الفكر االقتصادي: ثاني ال الفصل

41

Ý–ÐÛa@ïãbrÛa@@ @@ŠØÐÛa@¿@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@pbîvîmaaë@pbíŠÄã…b–nÓüað@ @ @

)1(على اختالف مذاهبها تعترب نظريات واستراتيجيات التنمية الصناعية اإلقتصاديةواجتاهاا الفكرية مبثابة األساس الذي تنطلق منه أية سياسة أو عملية اقتصادية تنمويـة

يـل لة والتطبيقية، لذلك ستتناول هذا املوضوع بالبحث والتحمعتربة من الناحتني الفكريـ األول ونتطرق فيه إلستعراض أهم نظريات التنمية والتصنيع أمـا اجلا : من جانبني ب ن

.الثاين سنبحث فيه استراتيجيات وسياسات التنمية الصناعيةüëcZ@Éîä–nÛaë@òí…b–nÓ⁄a@òîàänÛa@pbíŠÄã@ @

يارات الفكرية يف علم االقتصاد كذلك جند هنـاك تبعا لتعدد وتنوع املذاهب والتالتنمية ختتلف يف إدراكها وتصورها حللول قضايا،اقتصادية تنموية عديدة اأفكارا ونظريات

ني املكانية والزمانية، ت، منها ما لقى صدى وقبوال على نطاق واسع من الناح)2(والتصنيعيها، ومنها ما بقى حبيس اـال بناء على مدى موضوعية األسس الفكرية اليت قامت عل

ميزة قد تكون سـاعدت تحمدود اإلنتشار رغم أمهيتها وجرأا وسبقها يف طرح أفكار م ال، يف خمتلف املراحل اليت مرذا الشكل أو ذاك على إغناء الفكر االقتصادي يف هذا ا

:يليا، خاصة فيما يتعلق باهتمامه بالتنمية الصناعية كما يتضح لنا فيما µëþa@òÜyŠ½a@ZòîàÜÈÛa@ÝjÓ@bß@ÐÛa@¿@Éîä–nÛaë@òí…b–nÓüa@pbíŠÄäÛaë@‰bØÏþa)3(

ومتثل هذه املرحلة الفترة األوىل اليت بدأت فيها األفكار االقتصـادية بـالظهور بشكل مشتت غري منظم حول هذه الظاهرة اإلقتصادية أو تلك وبالتايل اعتربت جمـرد

ة أو تلك، لكنها مل تبلغ درجة العلمية، بالنظر إىل الشروط الـيت أراء صائبة ذه الدرجإىل الفرق بني املذاهب والنظريات، فاألوىل هي اآلراء اليت تقوم بتفسري وحتليل الواقع واحلكم عليه ـ جتدر اإلشارة هنا )1(

أما النظريات فهي الفكر الذي يقتصر علـى . على أساس أنه جيد جيب احملافظة عليه أو بأنه سيئ جيب اإلبتعاد عنهإصدار حكم على هذا الواقع، لذلك فالعالقة بينهما والكيفية اليت يعمل مبقتضاها دون ،وصف الواقع وتفسري آلياته

.كل نظرية يف الغالب تنتهي مبذهب ان وطيدة حىت قبل .10، ص 1973تيارات رئيسية يف علم اإلقتصاد، ترمجة فاضل عباس مهدين دار الطليعة، بريوت، : أحناسي ساكسـ )2(، الكويت، 261، سلسلة عامل املعرفة، رقم أمحد فؤاد بليغة تاريخ الفكر اإلقتصادي، ترمج: جون كنيت حالربايتـ )3(

.23، ص 2000


42

جيب أن يتوفر عليها الفكر العلمي عموما والعلوم االجتماعية والعلوم اإلقتصادية خاصة :اليت ميكن أن نقسمها إىل ثالث جمموعات رئيسية

ة مـن وتتضمن األفكار االقتصادية والتصنيع يف العصور القدمي: اموعة األوىل .جهة، والعصور الوسطى من جهة أخرى

@@cò¹†ÔÛa@‰ì–ÈÛa@¿@Éîä–nÛaë@ð…b–nÓüa@ŠØÐÛa@ @

قتصادي غري العلمي إىل عهد اليونان إلحيث ترجع البواذر األوىل لظهور الفكر ا .إليه يف الفكر االقتصادي ةوالرومان، باعتبار ما ظهر فيها أبرز ما ميكن اإلشار

حـول احليـاة اهم أول من طرح أفكـارا وآراء تسفففي اليونان كان بعض فالل حبق أن الفكر االقتصادي ولد يف اليونان، ولكن مل تظهر احليـاة يلذلك ق،اإلقتصادية

زدهـرت احليـاة إمن أوجه احلياة يف املدينة، خاصة عندما هكوج الإاإلقتصادية لديهم غنائم احلرب وعمـل العبيـد، االقتصادية اإلجتماعية يف القرن العاشر قبل امليالد بفعل

و ـوظهور بعض املستثمرات اهلامة بالنسبة لذلك الزمن، ومن أهم املفكرين الذين حتدثـ رب اإلنتاج احلريف والتجارة مهتعإن إيف هذا اال جتد فالطون وأرسطو فاألول و ان م

ـ لمن اختصاص الطبقة الدنيا ا" الصناعي"الزدهار املدينة، فقد اعترب هذا النشاط يت ـــ أما أرسطو فقد أ. جيب أن تعمل على توفري احلاجات املادية للطبقة العليا يف الدولة ر ق

بأمهية العمل اليدوي عموما وخاصة العمل الزراعي من أجل تأمني احلاجـات املاديـة للمدينة، لكنه يبقى أقل أمهية من العمل الفكري، كما يبقى العمـل اليـدوي احلـريف

كثر ضررا لإلنسان من الناحيتني الفكرية واجلسمية مقارنة مع العمل يف رأيه أ) الصناعي( .الزراعي

وهكذا يبدو لنا أن آراء أرسطو يف جمال الصناعة أكثر أمهية مـن آراء فالطـون .اصة بالنسبة لذلك الوقتخل اوتبقى هلا أمهيتها

ناه عند يأأما يف عهد الرومان فلم يظهر أي تقدم للفكر االقتصادي مقارنة مع ما رقتصر الفكر االقتصادي يف هذا العهد عند الرومان علـى إبعض الفالسفة اليونان، حيث

نب احلقوقي الذي شكل اإلطار القانوين للنظام االقتصادي الرأمسايل حني تعمـق يف ااجل


43

حتليل ودراسة العقد كوسيلة للمبادلة وأساس قانوين للسوق، كذلك امللكية الفردية اليت ختضع ،الذي يتحول فيها كل شيء إىل سلعة )1(هم خصائص اقتصاد السوقتعترب أحد أ

الذي حتول فيه حىت اإلنسـان إىل ،لشروط معينة يفرضها واقع السوق يف شكله البدائيوإذا مل يكن هناك حديث مباشر عن الصناعة فقـد متـت ،يف سوق الرقيق ةسلعة راحب .يصب يف ازدهار ورقي املدن آنذاك إليها بصفتها نتاج للعمل اليدوي الذي ةاإلشار

@@lóİìÛa@æ‰ìÔÛa@¿@Éîä–nÛaë@ð…b–nÓüa@ŠØÐÛa)2( لقد أشار الفكر اإلقتصادي يف القرون الوسطى إىل الصناعة بطريقة غري مباشرة يف سياق سعيه لوضع احللول العامة للمسائل االقتصادية واالجتماعية اليت واجهت اتمـع

لإلنسان علـى زحني أقر بضرورة وأمهية امللكية اخلاصة كمحفوذلك ،األرويب آنذاك كما أقر بضـرورة ،دور الدولة على التنظيم واإلشراف رمع اقتصا ،النشاط اإلقتصادي

على اعتبار أن العمل اليدوي أو احلريف الذي يـؤدي إىل ،وأمهية العمل واألجر العادلهم وبالتايل جيب اإلقبال عليه، يف حـني انتاج السلع اليت تصلح إلستعماهلا مباشرة هو امل

يف املرتبـة ) اخلدمات(تأيت األعمال األخرى اليت دف إىل التجارة واملعامالت النقدية ألن هذه األخرية دف إىل حتقيق الربح يف حد ذاته حسـب ،الثانية من حيث األمهية

ت يف هذه الفتـرة إىل رب فكرة إعادة االعتبار للعمل احلريف من أهم اإلشاراترأيهم، وتعوباعتبار العمل أحد أهم عوامل اإلنتاج الصناعي ،بصفتها نتاج مباشر للعمل) الصناعة(

وهذا الفضل للعمل يرجع إىل امكانية زيادة اإلنتاجية وحتقيق فائض اقتصـادي ،احلريفن معترب، ومن هنا فقد اعترب مفكري هذه الفترة أن النقد عقيم حىت وإن أنتج مثـارا، أل

بفائدة لديهم ضومن هنا جاء حترمي اإلقترا. الفضل يف ذلك يعود للعمل الذي استثمرها ،تراض بغرض االستثمار واالنتاجإلقتراض بغرض االستهالك واقحيث مل يفرقوا بني اال

ويبقى كذلك الدور املتعاظم لنمو املدن وازدهارها يف هذه الفترة من أهـم اإلشـارات موضع التنفيذ، حىت وإن يف جمال النشاط املادي للعمل اليدوي لوضع الفكر االقتصادي

.ـ يعترب شيشرون وسينيك من أهم املفكرين الرومان الذين عاجلوا هذه املسائل )1( يف تاريخ الفكر اإلقتصادي الغريب الفترة ما بني القرن الرابع وحىت منتصـف القـرن ـ يغطي إقتصاد القرون الوسطى )2(

االوىل مرحلة اإلقتصاد املغلق مث مرحلة اإلنفتاح وظهور اإلقتصاد : خلامس عشر، وقد عرف هذا اإلقتصاد مرحلتني ا .احلر يف املدن منذ القرن العاشر


44

مل يكن ذا أمهية كربى بالنسبة للمراحل الالحقة، حيث أنه مل يرق إىل مستوى النظريات أفضـل لـدى بعـض األمر الذي سيكون له شأن .أو املذاهب أو التحليل االقتصادي

بحـت كما سيضح لنـا يف امل Les Mercantilistes املركانتيليني املفكرين اإلقتصادين .التايل

x@@@üa@ŠØÐÛaÓÉîä–nÛaë@ïÜîmb×Š½a@ð…b–n@ @

بالصـناعة يف سـياق حركـة االنبعـاث )1(لقد جاء اهتمام الفكر املركاتيليRenaissance ،اإلصالح الـديين باليت بدأت بالظهور يف إيطاليا منذ القرن الرابع عشر

إىل جانب سعي الدولة احلثيث لزيادة ثروا، اليت ،قيودوحترر التاجر الرأمسايل من كافة الالثمينة اليت متلكها، كما كان احلال يف إسبانيا اليت وجد تمثل يف النقود أو املعادنتكانت

قائال أن خري سياسة اقتصـادية )2(فيها من املفكرين املركاتيلني من عارض هذا االعتقادلة اليت لديها زراعة وصناعة مزدهرتان تسـتطيع هي تنمية الزراعة والصناعة، وأن الدو .بسهولة احلصول على الذهب والفضة

أما يف فرنسا فقد اهتم املذهب املركاتيلي بالصناعة بشكل خاص واعتربها أحسن ليست وفرة الذهب والفضـة "مع ثروة الدولة، من خالل فكرة رئيسية مفادها جلوسيلة

ة بوفرة الوسائل الضـرورية وفاه، وإمنا تكون الثرهي اليت جتعل الدول تعيش يف ثراء وردعى إىل تنميـة ومن مث فقد،واملقصود بذلك احلاجات األساسية للمجتع ، )3(للحياة

اج سياسة مجركية حلماية االنتاج الوطين، وكان أنصـار هـذا هنتالزراعة والصناعة، وامن السلع الـيت ميكـن املذهب يعتقدون أن الدولة اليت تلجأ إىل اخلارج لسد حاجتها

إنتاجها حمليا، هذه الدولة ستفقد ثروا واستقالهلا، والحظو حبق أن الثـروة تتمثـل يف العمل، وعلى الدولة أن تتدخل لتوفري الظروف املناسبة لتنشيط العمل واالنتاج ومحايـة

واملسـاعدة علـى تقوية االقتصاد الوطين، من خالل دعم الصناعة هذا األخري، وبالتايلواالعفاءات الضريبية وحتسني النوعية، صناعية، بتقدمي التسهيالت املاليةإقامة املشاريع ال

تعين التجاريون، وهم مجاعة من املفكرين يعكس ما كان سـائدا قبلـهم MARCANTILISMEـ هي كلمة فرنسية )1( بارها كمصدر للثروة وأساس النشاط اإلقتصاديركزوا على التجارة باعت

.58، تاريخ الفكر اإلقتصادي ، مرجع سبق ذكره، ص قسيسطوان ن، ا) سريا ( ـ هو اإليطايل )2( .61ـ نفس املرجع السابق ، ص )3(


45

ودعم القدرة على املنافسة وتشجيع الصادرات، ومعلوم أن املبادئ العامة هلذه السياسـة ، رغم االقتصادسة ال تزال قائمة يهذا الشكل أو ذاك حىت اليوم، يف كثري من بلدان العامل

.،خاصة يف السنوات االخريةظهور وانتشار فكرة العوملةأما يف بريطانيا اليت ازدهر فيها الوضع االقتصادي ابتداء من النصف الثـاين مـن القرن السابع عشر نتيجة لتطور التجارة والصناعة فيها، ونتيجة للتقدم العلمي للفكـر

مقارنة مع غريهم يف البلدان األخـرى، )1(االجنليز االقتصادي املركانتيلي عند املفكرينباعتبارها كوسيلة ومنفذ ،حيث ركز هذا املذهب على التجارة كمصدر الربح والثروة

األمر ،فعال لتصريف املواد األولية واملنتوجالت الصناعية على الصعيدين احمللي واخلارجيلى املسـتوى العـاملي الذي يتناسب مع املوقع اجلغرايف الذي كانت تتمتع به بريطانيا ع

ومن هنا فالصناعة كان ينظر إليها من خالل هذا املذهب على أا جمرد وسـيلة . آنذاكمن وسائل تغذية التجارة باملنتوجات احملولة، وهو نفس املنحـى الـذي سـار عليـه

رورة القيـام بالنشـاط ضعلى أكثر من صعيد إىل الذي أشار ،املركانتيلي عموماالفكرملنتج واملتمثل يف النشاط الزراعي والصناعي، باعتبارمها املصـدر احلقيقـي االقتصادي ا

روة أو الرفاهية االقتصادية اليت كانت يف هذا الفكر من املهام الرئيسية املنوطة بالدولة، ثلللكنه مع الوقت أخذ يتخلى عن مبدأ تدخل الدولة، ودعـى إىل احلريـة االقتصـادية،

ة األفراد، بدال من زيادة ثروة الدولة وبالتايل التعمـق يف والبحث عن وسائل تنمية ثرو. دراسة الظواهر االقتصادية وحتليلها على أساس أن املنفعة هي اليت تسري النشاط البشري

سق ويشرف على هذا النشاط من أجـل نولكن هنا من املفيد أن نتساءل عمن ينظم وي .يف نفس الوقت ةمحتقيق املصلحة اخلاصة اليت ال مل املصلحة العا

…@@@üa@ŠØÐÛab–nÓæë†Ü@åia@pbibn×@¿@Éîä–nÛaë@ð…@ @

لقد قيل حبق أن ابن خلدون يعترب من رواد فلسفة التـاريخ وعلـم االجتمـاع ناعة يف سياق حديثة عن العمران صالقتصاد السياسي، ويتناول ابن خلدون موضوع الاو

سـتيورات ومجـس William Tempel وليام تيمبل Josias child ، وتشايلد جوزياThomas manـ مثل توماس مان )1( James Stewart.


46

ل يف العبارة التالية حـول مفهومـه كما يتضح لنا على سبيل املثا )1(يف أكثر من مقامأعلم أنه ملا كانت حقيقة التاريخ أنه خرب عن االجتماع االنسـاين "للتاريخ حيث يقول

شتـوح ل ا من األحوال، مثـل نطبيعة ذلك العمرالالذي هو عمران العامل وما يعرض من والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على البعض وما ينشأ عن ذلك

ه البشر بأعماهلم ومساعيهم من الكسـب واملعـاش حلامللك والدول، ومراتبها، وما ينتوقد لوحظ ، )2(والعلوم والصنائع وسائر ما حيدث يف ذلك العمران بطبيعته من األحوال

اليت ،زمن طويل يف املادية التارخيية دحبق اقتراب هذه العبارات من العرض الذي جاء بعتاج احلياة املادية للناس حيـدد حيـام االجتماعيـة والسياسـة نإأن أسلوب " تقول

ويشري ابن خلدون بوضوح إىل أمهية العامل ومستوى التعليم واملعلمـني يف .)3(والفكريةعلـى قـدر " على ما يعرف بالتكنولوجيا وامتالك زمام التصنيع حيث يقول ةالسيطر

وهـذا )4("الصناعة وحصول ملكتـه ق املتعلم يف دجودة التعليم وملكة املعلم يكون حلذلك البد من ،وكما قيل ففاقد الشيء اليعطيه ،مهية التعلبم والتكوينألإشارة واضحة

توفري الشروط الضرورية البشرية واملادية لولوج ميدان التصنيع، وقد أشار كـذلك إىل ،اتالبسيط هو الذي خيـتص بالضـروري فاع الصنائع منها البسيط ومنها املركب، ونأ

متالك زمام القـوة إكما يشري بوضوح إىل أن .)5(واملركب هو الذي يكون للكمالياتارة والتقـدم، ضعة والعمران رمز للحاوالتصنيع التأيت دفعة واحدة، كما أنه يعترب الصن

وتضيق كلما ،تسع اال العمراينإكلما اتعقيدا وتطور ـ ةـأي الصناع ـ حيث تزدادعترب يالطلب على املنتجات الصناعية، حيث نظرا إلمكانية ازدياد وهذا أمر طبيعي. ضاق

إىل احيث يقول مشـري ،د أهم العوامل اليت يقوم عليها التصنيعـــحجم السوق أحديوان املبتدأ أو اخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكـرب، دار : عبدلرمحن ابن خلدونـ )1(

.449 – 378، ص 2004الفكر، بريوت، . 88شـق، ص من مقدمة ابن خلدون السياسية واالقتصـادية، وزارة الثقافـة، دم : سهيل عثمان، حممد درويشـ )2(

.47، مرجع سبق ذكره، ص عبدالرمحن بن خلدونكذلك الكتاب األول من مقدمة الفكر : حممود عبدالفضيلوانظر كذلك، . 72تاريخ الفكر اإلقتصادي ، مرجع سبق ذكره ، ص : انطوان قسيسـ )3(

األول للفكر اإلقتصادي العـريب يف اإلقتصادي العريب، مركز دراسات الوحدة العربية، حيث اعترب ابن خلدون املثل .16، ص 1982القرن الرابع عشر امليالدي، بريوت،

.350من مقدمة ابن خلدون السياسية واالقتصادية، مرجع سبق ذكره، ص : سهيل عثمان، حممد درويشـ )4( .355ـ نفس املرجع السابق، ص )5(


47

ر خيرج أصنافها ومركباا من القوة إىل الفعل باإلستنباط شيئا ـاليزال الفك" الصناعة دفعة واحدة وإمنا حيصـل يف ذلك وال حيصل حىت تكتمل، درجـــفشيئا على التار الصغرية صا يف األمور الصناعية، وهلذا جند الصنائع يف األمـالسيم... أزمان وأجيال

فالصنائع عند ابن خلدون إمنا تكمل بكمال )1("ا إال البسيطـــناقصة وال يوجد فيهـ ،رتهثالعمران احلضري وك توى وهنا يشري ابن خلدون بوضوح إىل أمهية العلـم ومس

: "...التعليم يف السيطرة على معضلة التكنولوجيا وامتالك زمام التصنيع حيث يقـول وعلى قدر جودة التعليم وملكة املعلم يكون حـدق املـتعلم يف الصـناعة وحصـول

وعليه فال بد من االهتمام بتحسني مستوى أداء املكـونني علـى خمتلـف .)2("ملكتهري كـذلك ابـن شالتصنيع بكافة أنواعه اليت ياملستويات كشرط أساسي لولوج ميدان

أن الصنائع منها البسيط ومنـها "حيث يرى يلةقثوال منها اخلفيفةخلدون إليها، وخاصة . )3("املركب والبسيط هو الذي خيتص الضروريات واملركب هو الذي يكون للكماليات

.كماسبق وأشرنالتصنيع ال يأيت دفعة واحدة، يرى كذلك حبق أن امتالك زمام التقدم أو القوة واو

وأن الصناعة رمز للحضارة، والعمران انتاج هلا، حيث تزداد تطورا كلما اتسع اـال الطلـب علـى املنتجـات العمراين، وتضيق كلما ضاق، وهو أمر طبيعي نظرا الزدياد

ه الصناعية، حيث تعترب السوق أحد أهم العوامل، اليت يقوم عليها التصنيع، إىل جانب أنيد عاملة جديدة تستقطبها املدن من األرياف، وبالتايل أكلما اتسع جمال التصنيع، تطلب

اليـزال الفكـر "... يؤدي التصنيع إىل النمو العمراين، حيث يقول مشريا إىل الصنائع ل باإلستنباط شيئا فشيئا على التدريج حـىت خيرج أصنافها ومركباا من القوة إىل الفع

ذلك ذفعة واحدة، وإمنا حيصل يف أزمان وأجيال، ال سيما يف األمور تكتمل، وال حيصل. )4("ار الصغرية ناقصة وال يوجد منها إال البسـيط صالصناعية وهلذا جند الصنائع يف األم

حة منه ضوعليه فالصنائع عند ابن خلدون ال تكتمل إال باكتمال العمران وهذه اشارة واقوم عليها صرح التصنيع، كما يشـري إىل أمهيـة حجـم إىل أمهية البنية األساسية اليت ي

.350خلدون السياسية واالقتصادية، مرجع سبق ذكره، ص من مقدمة ابن : سهيل عثمان، حممد درويشـ )1( .351ـ نفس املرجع السابق، ص )2( .352ـ نفس املرجع السابق، ص )3( .449أنظر كذلك كتاب املبتدأ واخلرب ، مرجع سبق ذكره، ص . 351ـ نفس املرجع السابق، ص )4(


48

ـ هار االقتصادي من كمال العمران والنمو احلدالسوق، ولذلك فهو يرى أن اإلز ري، ضذلك التقـدم، لوما يرتبط بذلك من حتول احلاجات الكمالية إىل حاجات ضرورية، تبعا

فت بالضروري وزادت إذا متدنت املدينة، وتزايدت فيها األعمال وو" فهو يرى حبق أنه ويرى أنه على قدر عمران البلد . "صرف الزائد حينئذ إىل الكماليات من املعاش ،عليه

من جهة ومتاشيا مع جـو واق املستهلكنيذاشيا مع أمتوذلك )1("تكون جودة البضائع يف مثل هذا الوضع اإلقتصادي االجتماعي، كما أشار إىل أن تـدهور املنافسة السائدة

ار إذا قاربـت صن األمإ ": حيث يقول . ول جنمهافع يف املدن دليل على قرب أالتصنيأصـحاب رؤوس األمـوال هروبب وذلك نتيجة، )2("اخلراب انتقصت منها الصنائع

. عن جو استثماري وعمل يوفر األرباح واملستوى املعيشي األفضل اوالعمال حبثن املفكرين اإلقتصـادين إىل ومما سبق يتضح لنا أن ابن خلدون قد سبق كثريا م

معتربا إياها من أهم النشاطات املاديـة إىل جانـب ،طرح مسائل هامة تتعلق بالصنائعالنشاط الزراعي وكذلك الفكري وقد اعتربها كنتـاج للتطـور البشـري الفكـري

.واحلضاريوهكذا يبدو أن األفكار االقتصادية البن خلدون حول الصناعة كانت مبنية على

غريه من املفكرين االقتصاديني يف اإلشـارة إىل اقدممت ،ملالحظة وصحة االستنتاجدقة ابعض خصائص ومتطلبات الصناعة بالنظر إىل ذلك الزمن، وإن كانت أفكاره مل جتد من

قتصادية على الصعيدين المن يرقى ا إىل مستوى النظرية ا )3(املفكرين العرب واملسلمنيصوره العامل االقتصادية واالجتماعية تد ذلك يف حينه لتغريالنظري والتطبيقي، ولو وج

قويـة يف صـرح ةلقد كانت حبق تلك األفكار لبن، والسياسية باعتبارها كل متكامل املعرفة اإلنسانية يف جمال الفكر االقتصادي والتصنيع يف مرحلة تكون علم االقتصاد كما

:أكثر فيما يلي لنا يتصح

.352لدون السياسية واالقتصادية، مرجع سبق ذكره، ص من مقدمة ابن خ: سهيل عثمان، حممد درويشـ )1( .421أنظر كذلك كتاب املبتدأ واخلرب ، مرجع سبق ذكره، ص . 353ـ نفس املرجع السابق، ص )2(بلبنان والذي ولـد زـ ميكن اإلشارة هنا إىل بعض املفكرين ومنهم أبو العباس ابن علي املقريزي نسبة إىل حملة مقري )3(

م ، وكان له الكثري من الكتابات بعضها إقتصادية، خاصة إهتمامـه 1442 – 1364ش يف مصر يف الفترة ما بني وعاللمزيـد . األزمات اإلقتصادية، ويعترب أحد تالمذة ابن خلدونوالفساد االقتصادي و بالظواهر النقدية والدوران

.1971ملصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة ، حول هذا املوضوع ، أنظر دراسات عن املقريزي، اهليئة ا


49

òîãbrÛa@òÜyŠ½a@ZÐÛa…b–nÓüa@áÜÇ@æìØm@òÜyŠß@¿@òÇbä–Ûaë@ð…b–nÓüa@ŠØ ون ــظم الباحثون يف تاريخ الفكر االقتصادي على أن بداية مرحلة تكعيتفق م

،)1(يـالفريوقراط علم اإلقتصاد تعود بشكل أساسي إىل مسامهات الفكر االقتصادي :ومسامهات آدم مسيت كما يتضح لنا فيما يلي

üëc@ZŠØÐÛa@…b–nÓüaòÇbä–Ûaë@ïaŠÓìíŒÐÛa@ð@ @

التحديد ابتداءا من النصف الثاين من القرن الثامن عشر، ظهـر بيف هذه املرحلة والفكر اإلقتصادي كعلم متكامل قائم على مشـاهدة الظـواهر االقتصـادية وحتليلـها

وهذا ،وتفسريها علميا، ومن مث الوصول إىل معرفة القوانني اليت ختضع هلا تلك الظواهراليت تقول بأن الظـواهر ،بظهور فكرة القانون املوضوعي تن املرحلة العلمية بدأيعىن أ

االقتصادية ختضع إىل حكم الضرورة دون أن يكون إلرادة الناس دخل فيها، هذه الفكرة زيوقراطيني الذين كان هلم الفضل يف وضع أسس النظام الفكري فعند ال بدورهاظهرت

لظواهر اإلقتصادية يف كيان متجانس املتعلقة با اتهم للتفسريوضعوذلك ب ،االقتصادي . هعلى فكرة النظام الطبيعي الذي ال دخل لإلنسان يف وجود والكنهم ركز ،متكامل

كرد فعل عن الفكـر التجـاري إمجاال لقد جاء الفكر االقتصادي الفزيوقراطيـ يف حني أمه ،الذي اعترب النقد والصناعة كمصدر أساسي للثروة د بعيـد دور ل إىل ح

ن الوسـيلة أ" النشاط الزراعي، لذلك انطلق الفزيوقراطيون من فكرة أساسية مفادهـا النشـاط هن النشاط الزراعي هو وحـد أالوحيدة للحصول على الثروة هي اإلنتاجية، و

،أن أساس النظام الطبيعي هو امللكية اخلاصة واحلريـة االقتصـادية وواعترب، )2("املنتجوتـوفري ،نحصر يف التعرف على هذا النظام وتعريف النـاس بقوانينـه ومهمة الدولة ت

الظروف املناسبة لعمل هذه القوانني وهم يرون أن الثروة ال تتمثل يف النقد والصناعة بل أن الثروة تتمثل "يقول أحدهم ذا الصدد ،تتمثل يف األموال املادية الصاحلة لإلستهالك

وتعين الطبيعيون، وهم جمموعة من املفكرين اإلقتصاديني ظهروا يف النصف الثاين من القرن Physiocrateـ الفيزوقراطي )1( كتـاب 1758الذي نشر عـام F.Quesnayالثامن عشر، وشكلوا مدرسة بقيادة الطبيب الفرنسي فرانسوا كه نيه

الذي اعتـرب األرض هـي اعترب كحجر األساس هلذا الفكر، Tableau Economoqueاللوحة اإلقتصادية : عنوان ب .املصدر األساسي للثروة، كما جاء بفكرة القانون الطبيعي املوضوعي، وكانوا هم مؤسسوا علم اإلقتصاد السياسي

. 91ص تاريخ الفكر اإلقتصادي مرجع سبق ذكره ، : انطوان قسيسـ )2(


50

دون أن يؤثر هذا إلستهالك على املصدر ،سب الرغباتيف القيم اليت ميكن استهالكها حوخاصـة )1("وأن مصدر كل ثروة هو منتجات األرض ،الذي حيدد إنتاجها باستمرار

الصانع يف مليف حني يقتصر ع ،ظهر إال يف الزراعة دون غريهاياملنتوج الصايف الذي الليه فاإلنتـاج الصـناعي ، وع"العمل الصناعي على حتويل أو مزج أو مجع املواد األولية

أن الزيـادة والينطوى على خلق ثروة جديدة وال يؤدي إىل أي زيادة فيها، كما اعتقدـ خيط النسيج ـيف قيمة املادة األولية مثال بعد صنعها ال يشكل زيـادة يف الثـروة ـ

احلقيقية، وإمنا يشكل زيادة يف النقد فقط، حيث تؤدي هذه العملية إىل إضـافة كميـة ضافها العمـل أية إىل كمية نقدية سابقة واعتبار أن هذه الكمية النقدية اجلديدة اليت نقد

للثروة يف عملية اإلنتاج ـ من استهالك ـ هذا العمل ـالصناعي متثل قيمة ما حيتاج إليه ـ الصناعي، واعتربوا أن هذا اإلستهالك للثروة يقتصر يف الصناعة على املـواد ـ خطأ ـ

ة ومل ينظروا إىل القيمة املضافة من الناحية اإلستعمالية والتبادلية معا، كما األولية الزراعيمل ينظروا إىل االنعكاسات االجيابية إلنتاج العمل الصناعي على انتاجية وحتسني مستوى

عتبارها جمـرد حتويـل باوهذا يتضح لنا من نظرم إىل الصناعة ،االنتاج الزراعي نفسه لفائدة هذا التحويل واملـزج ، لكنهم مل يدركوا األمهية الكربىللمواد األولية ومزجها .على االنتاجية الزراعية

aìi‡Ûa@ð…b–nÓüa@ŠØÐÛa@¿@†í†u@êb£a@‰ÐìíŒòÇbä–Ûa@Þìy@ïaŠÓ@@ @

لقد ظهر حتول جديد حول دور الصناعة يف خلق الثروة لدى عدد من املفكـرين بـأن الثـروة " الذي أعلن ) Galiani ) 1728-1787ني أمثال األب غالياين يزيوقراطفال

كذلك جند هـذا )2("التتمثل يف األرض وحدها، وإمنا تتمثل يف حرية الصناعة والتجارةالذي رفض يف نفس الوقت وصف الصناعة بالنشاط العقيم، Turgotاالجتاه عند تريغو

ـ لأنه ال جمال ) Condillac )1715- 1780كما يرى آخر ي علـى تفضيل اإلنتاج الزراعاالنتاج الصناعي ألن االنتاج ال يكون يف زيادة كمية األشياء وإمنا يكون يف خلق أشياء جديدة قابلة للنفع، وهكذا فكل عمل يكون منتج سواء كان يف الزراعة أو الصـناعة أو أنظر كذلك جون كنيت جالربايت، تاريخ الفكر . 92تاريخ الفكر اإلقتصادي نفس املرجع ، ص : انطوان قسيسـ )1(

. 91، ص 2000اإلقتصادي، عامل املعرفة، الكويت ، . 110، ص نفس املرجع السابقـ )2(


51

. ، أصبحت من املسلمات يف علـم االقتصـاد يدةوهذه نظرة موضوعية ج )1("التجارة ن الفزيوقراطني حىت وإن خالفهم البعض منهم يف اإلشارة إىل أمهيـة ويبدو لنا مما سبق أ

يمة، وحىت وإن كـانوا أول مـن قا بالعهلالصناعة والتجارة ورفض نظرم أو وصفهم وكانوا املؤسس احلقيقي . استخدم طرق البحث العلمي اليت أعطت لإلقتصاد صفة العلم

كنوا من التخلص من الرتعـة م أم مل يتم اإلقتصاد السياسي، فإنه ميكن القول إمجاالعللعندهم باملصدر الوحيـد الثـروة واعتبـارهم هاالحنيازية التامة للنشاط الزراعي بوصف

االقتصادية األخرى ومنها الصناعة بالعقيمة، وهذا ما ال يقبله علم االقتصـاد للنشاطاتكاملة حـول التنميـة يف املراحل الالحقة على اإلطالق، وعليه فهم مل يأتوا بنظرية مت

ما جاءوا بأفكار علمية أغنت االقتصاد كعلم، ورفعتـه ألول مـرة إىل قدروالتصنيع، بوهو األمر الذي أدى إىل استفادة الصـناعة ،والعلوم األخرى. مرتبة العلوم االجتماعية

بطريقة غري مباشرة من مسامهتهم اليت لقيت االهتمام والتأييد إىل حد بعيد من املفكـر .القتصادي آدم مسيت فيما بعد كما سنرىا

bîãbq@Zoî@â…e@†äÇ@òÇbä–Ûaë@ð…b–nÓüa@ŠØÐÛa@ @

لقد انطلق آدم مسيت يف دراسته لعلم اإلقتصاد من اإلجابة على السـؤال الـذي لسبيل إىل الثروة؟ إىل جانـب ا ما: الذي يقول 1450 عام طرحه الفكر املركانتيلي منذلقد اعترب مسيت الثروة تتمثـل يف ،الذي تركه الطبيعيون استفادته من الرصيد الفكري

ومن مث اعتـرب مصـدر ) Utilities (ال عن املنافع ال املادية اليت ختتلف بطبيعة احلاألمووعليه فهو ،وة هو العمل، الذي حيافظ على تقسيمه إىل عمل منتج وعمل غري منتجثرال

عمل الزراعي علـى العمـل الصـناعي أولوية لل يعطتمل يتخلص متاما من النظرة اليت أن العمل الزراعي ال يترتب عليه فقط إعادة تكوين رأس املـال "والتجاري، حيث يرى

ذا مت يقول . "وحتقيق ربح وإمنا يترتب عليه أيضا ظهور ربع يذهب للمالك املستخدم ومـرد أن متة فارقا جوهريا بني الزراعة من جهة والصناعة من جهة أخرى، : " الصدد

ذلك يعود إىل أن قوة الطبيعة تساعد اإلنسان يف العمل الزراعي يف حني أا ال تتدخل يف

. 118نفس املرجع ، ص : انطوان قسيسـ )1(


52

واملالحظ أن )1(" العمل الصناعي والتجاري، والطبيعة التفعل شيئا يف األشغال اليدويةوذلك ألسباب خمتلفة أمههـا ،رات هذه التفرقة مل تعد مقبولة من الناحية االقتصادية ربم

فضال عن أن تلك ،العمل الزراعي نفسه مل يعد خيضع لقوى الطبيعة بشكل كامل هو أن ،القوى باملفهوم املتحدث عنها قد تعمل يف اإلجتاه املعـاكس إلرادة ورغبـة اإلنسـان

كذلك األمر فيما يتعلق بالنشاط اإلقتصادي الصناعي واخلدمي بشكل عـام، ويـرى يستدعى توظيـف أن سري األمور "ي ـكذلك مسيت يف معرض تفضيلة للعمل الزراع

وهـو يفضـل ،"رؤوس األموال باألفضلية يف الزراعة مث الصناعة، مث التجارة اخلارجيةاألجور املرتفعة رمبا ألا تعمل على توفري الطلب الفعال الذي ينعكس بالفائـدة علـى

لحة الفرديـة عني وأرباب العمل، وتبعا لذلك فالذي يوجه املصرازتراكم الثروة لدى امل )2("ليس العقل وإمنا نوع من الغريزة الطبيعية اليت تدفعه لتحسـني وضـعه "عند مسيت

).اليد اخلفية(وهذه الغريزة يسميها أن العمل يف كل أمة : "ويف إشارة خاصة ألمهية العمل والتجارة اخلارجية يقولتستهلكها كـل سـنة، هو الذي يزودها جبميع األشياء الالزمة، والنافعة للحياة واليت

وحصيلة مبادلة األمة نتاج عملـها أوتكون هذه األشياء إما انتاجا مباشرا لعمل األمة، عيني يف بعـض األفكـار ي، وإذا كان مسيت يتفق مع الطب)3("بنتاج عمل األمم األخرى

عن العمـل حول أمهية وأفضلية العمل الزراعي الذي اعتربه ليس منتجا فقط وإمنا ميتازفقط بل ينطوى أيضـا علـى ينطوى على احملافظة على القيمة اعي من حيث أنه الالصنويضيف قيمة جديدة أكرب تبعا ،مع العلم أن العمل الصناعي أيضا حيتفظ يقيمته ،زيادا

وهو من جهة أخرى خيالف الطبيعيني يف نظرم للزراعة كمصدر ،لنوعية اإلنتاج املنجزأن " ض وصف العمل الصناعي والتجاري بالعقم ويرى كما يعار،أساسي وحيد للثورة

العمل املنتج ال يتمثل فقط يف العمل الزراعي وإمنا يتمثل أيضا يف العمل الصناعي الـذي رغم أنه ال يؤدي إىل زيادة هذه ،حيول املواد ويعطيها نفعا إضافيا مع احملافظة على قيمتها

. 120ص السابقنفس املرجع نفسـ )1( . 121تاريخ الفكر اإلقتصادي مرجع سبق ذكره ، ص : انطوان قسيسـ )2( . 128نفس املرجع ، ص ـ )3(


53

وأمهية التقسيم االجتماعي للعمل يف ، كما أشار مسيت بوضوح إىل مفهوم)1("الكمياتالقتصاد يف الوقت الناجم عـن اية النامجة عن املهارة اليت يكسبها العامل وجزيادة االنتا

مع امكانية تطوير هذه العملية من خالل اختراع أخرى ىل إعملية من عدم انتقال العامل ضـعاف القـدرة اكما أشار إىل مساوئ وحماذير هذا التقسيم ك... طرق جديدة اخل

وضيق السـوق وقلـة ،العقلية للعامل نتيجة لتكراره العملية واحدة طوال حياته املهنيةرؤوس األموال اليت جيب أن توظف حسب أولويات يف الزراعـة مث يف الصـناعة مث يف

: فضليات عند مسيث إىل معيارين السلم لأل اند هذتارة املفرق، ويسجتارة اجلملة مث يف جت .هو كمية العمل املنتج اليت يشغلها رأس املال: األول املعيار

هو جمموعة القيم القابلة للمقايضة اليت تزيدها كل واحدة من هذه : املعيار الثاين .الفعاليات إىل الدخل الوطين

واملالحظ هو أن املعيار األول كيفي، ويكون من الصعب اإلتفاق علـى حتديـد ح هذا لوجب القول بـأن ص لتجارة أو النقل مثال، ولوحجمه أو كميته يف الصناعة أو ا

هـي أكثـر الصناعات اليت يقل فيها استخدام اآلالت ويزيد فيها استخدام اليد العاملةالصناعات فائدة، يف حني نرى اليوم على العكس من ذلك يف البلدان الصناعية فضال عن

تزيد فيها كثافة رأس املال وما اإلجتاه الواضع إىل الصناعة اليت ،الفترة موضوع الدراسةعلـى ضـرورة تـوفري احلريـة ثويركز مسي ،ترتب على ذلك من زيادة يف اإلنتاجية

وى من فاط االقتصادي، ويرى أن املؤسسات االقتصادية تولد بشكل عشاالقتصادية للنيعملـون ن مث وم ،لى إجيادها سعيا لتحقيق مصاحلهم اخلاصةعقبل الناس الذين يعملون

ى حتقيق املصلحة العامة بشكل غري مباشر، وكل تدخل للحد من هذه احلريـة الـيت علبالنشاط االقتصـادي، وكـل )القيام حرية (تعمل يف إطار القوانني اليت تكفل للجمبع

تدخل للحد من هذه احلرية سيكون تدخال خمالفا لطبيعة سري األمور، ويعترب الدولة غري ألن مـوظفى ،صادية ألا يف رأيه ميالة إىل تبذير األموال مؤهلة للقيام بالوظائف اإلقت

وقد يكون ذلك صحيحا إىل حـد ."اإلدارة ليست هلم مصلحة مباشرة يف هذه اإلدارة. مثل هذه السلوكات يف الوقت املناسب بعيد إذا مل تؤخذ االحتياطات الالزمة ملواجهة

. 129ـ نفس املرجع ، ص )1(


54

د حمدد من املهام اليت يعجـز ولذلك يرى مسيت أن دور الدولة جيب أن يقتصر على عدكالقضاء والدفاع وبعض األشغال واملؤسسات العامة، كما يوسع ،األفراد على ممارستها

ةتحديد سعر الفائدك ،هذا التدخل إىل بعض ااالت األخرى وفق ما تقتضيه الضرورةرة كما يدعو مسيت إىل حريـة التجـا ،وتعميم التعليم اإلبتدائي واإلشراف على الربيد

ألا يف حالة وجودهـا حسـب رأيـه ،اخلارجية، ومن مث إىل إلغاء احلواجز اجلمركيةجتاه املعاكس لسريها العفوى الطبيعي الذي خيـدم إلستؤدي إىل سري رؤوس األموال يف ا

بأنه من احلماقة أن تنـتج ": ويعلل ذلك يقوله ،املصلحة اخلاصة ومن مث املصلحة العامةقـل أمن التكاليف ما تستطيع احلصول عليه من البالد األخـرى ب دولة بنفسها ومبزيد

ا رأيه يف الضرر الذي يلحق الدولة من جراء احلماية اجلمركية دويضيق مؤك ."التكاليف ،أقـل ةشيئا ما يستطيع شراءه بكلف يف داره يصنعأي رب عائلة حريص ال أن : "قائالوعموما ميكن اعتبار الفكـر ". أيضاهو النهج الذي جيب على الدولة أن تنتهجه وهذا

االقتصادي عند آدم مسيت مرحلة أوصلت هذا الفكر إىل النظام الفكـري الكالسـكي ونظرا ملا أسداه من أفكار هامة حول التنمية الصناعية يف أوروبا عموما ،وليس جزءا منه

ـ ناعية مـع وبريطانيا على وجه اخلصوص فقد اعترب مبثابة املعرب الرئيسي عن الثورة الص )ثـروة األمـم (خاصة كتابة املعروف حتت عنوان ،بداية ظهورها فصاعدا يف كتاباته

Wealth of Nations. وهكذا يبدوا لنا ما سبق أن مسيت حىت وإن كانت أفكاره لبنة قويـة يف صـرح

فإنه مع ذلك ميكن القول أنه مل تتبلور عنده نظرية متكاملة أو ،نشأة وبناء علم اإلقتصادحول التنمية والتصنيع، وإمنا تناول هذا املوصوع يف سياق معاجلته ملسألة الثروة ةضحوا

،ومصادر احلصول عليها، إنطالقا من اعتباره للعمل كما فعل ابن خلدون قبله بكـثري وهو بذلك . النشاط الصناعي، مث النشاط التجاري مصدر للقيمة يف النشاط الزراعي مثك

زيوقراطي، لكنه مـع فقتصادي السابق له خاصة منه الال الفكر امل يتخلص متاما من تأثريذلك عمل على تطويرها، مع إضافة أفكار جديدة إليها، األمر الذي جعله األفضل بـني

مما أتاح الفرصة أمام املفكـرين يف مرحلـة ،اإلقتصاديني مجيع من سبقوه من املفكرينقيل عنه حبق أنه من العلوم القليلة الـيت نة لعلم اإلقتصاد، الذييالحقة لوضع األسس املت . ا بدقةدميكن حتديد تاريخ وال


55

وعموما ميكن القول أن األفكار اإلقتصادية الكالسيكية اليت أتى ا أدم مسيـت للفكر االقتصـادي ـ حىت وإن كان نقديا ـاردو وغريمها شكلت املرجع املباشر ريكو

، 1929ية بكافة اجتاهاا اليت كانت سائدة قبل النظرية اإلقتصاد هالذي قامت على أساسكما شـكلت أسـاس )1(واملتمثلة يف املدرسة اإلقتصادية التارخيية واملاركسية واحلدية

.األفكار والنظريات االقتصادية احلديثة بشكل عام، وهو ما سنتطرق إليه الحقاòrÛbrÛa@òÜyŠ½aZ@@@@@Éîä–nÛaë@òí…b–nÓüa@pbíŠÄäÛaë@‰bØÏþa@òÜyŠß@@@@òíŠØÐÛa@áÄäÛa@¿

ôØÛa@òí…b–nÓüa@ @

من أثر فعال علـى هيعترب البحث يف هذا املوضوع من األمهية مبكان، وذلك ملا لتوجيه مسارات خمتلف أمناط التنمية اإلقتصادية يف كافة بلدان العامل، غري أن تطرقنا إليه

اعية املغاربية، بصفتها سيقتصر على ما تقتضيه معاجلتنا إلشكالية التنمية اإلقتصادية الصناألول : وذلك من خالل حبثني ،جزء من الرصيد الفكري والتجربة االقتصادية اإلنسانية

ونتناول فيه التنمية الصناعية يف الفكر االقتصادي الكالسكي والنيوكالسيكي، والثـاين .نتناول فيه التنمية الصناعية يف الفكر االقتصادي احلديث

½aÞëþa@szj@ @òîàänÛa@–Ûaä@ïØîýØÛa@ð…b–nÓ⁄a@ŠØÐÛa@¿@òîÇb@ @

ïØîý×ìîäÛa@ð…b–nÓüa@ŠØÐÛaë@ @

األوىل التصور العـام :ونتناول هذا البحث من خالل أربعة فقرات رئيسية هيوالثانية أمهيـة دراسـة النظريـة ،للتنمية والتصنيع يف النظرية االقتصادية الكالسيكية

االستثمار يف النشاط الصـناعي لـدى النظريـة اإلقتصادية الكالسيكية والثالثة أمهية ةالنيوكالسيكي والتصنيع، حيث نتناول يف هذه الفقرة حج الكالسيكية، وأخريا املدرسة

التصور العام للتنميـة كذ لكو ،املدرسة النيوكالسيكية الختيار التصنيع كنشاط رائد :الصناعية لدى املدرسة النيوكالسيكية كما سيتضح لنا فيما يلي

، 1979، تيارات رئيسية يف علم اإلقتصاد، دار الطليعة، بـريوت، ضال عباس مهدين: ترمجة : اجناسي ساكسـ )1( . 12ص


56

µëþa@ñŠÔÐÛa@ZïØîýØÛa@ð…b–nÓüa@ŠØÐÛa@¿@òÇbä–Ûaë@òîàänÜÛ@âbÈÛa@‰ì–nÛa@ @

كما سبق وذكرنا آنفا فقد جاء عدد من املفكرين اإلقتصاديني بعد آدم مسيـث بينهم نسقا فكريا متكامال عرف باسم املدرسـة امفي ، شكلو)1(وغريه) 1723-1790(

املدرسة بأمانة األفكار االقتصادية الـيت هل هذلقد تلقت بالفع. الكالسيكية يف االقتصادتها وادخلـت لتركها االقتصاديون السابقون، وخاصة منهم آدم مسيت، وحسنتها وصف

علـى نطـاق ةون املساس جبوهرها، حبيث بقيت هذه األفكار سائددعليها تعديالت، واسع، من حيث الزمـان واملكـان، حـىت اليـوم يف شـكلها احلـايل املعـروف

اليت قامت يف األساس على مبادئ ثالث هي مبدأ املصلحة الشخصية )2(يوكالسيكيةبالنومبدأ احلرية االقتصادية، ومبدأ املنافسة، وكان الفكر االقتصادي الكالسيكي يعد مرحلة متقدمة يف النظرية االقتصادية ككل وشكل أرضية صلبة النطالق أحبـاث ونظريـات

حيز التطبيق يف كثري من بلدان العـامل، حيـث طريقها إىل تاقتصادية جديدة، وحدقدمت تصورا عاما لنظرية اقتصادية شاملة، يف ظل نظام معني، هو النظام الرأمسايل، وقد

خالفا ملا . ية االقتصادية والصناعيةمكان هلذا الفكر موقفا واضحا وحمددا من مسألة التنى األقطـاب األوائـل هلـذه ل عام لدككان عليه الوضع يف السابق وهذا ما جتده بش

أن الطبيعة تعمل مع اإلنسان ليس "حيث يقول جان باتيست ساين ذا الصدد . النظريةوذلك كرد واضح على )3("كالصناعة والتجارة فقط يف الزراعة بل يف امليادين األخرى

وتكملة وتصحيحا لتصور آدم مسيت لدور النشاط الصناعي يف ) الفزيوقراط(الطبيعيون لتنمية االقتصادية، ومتاشيا مع النتائج االقتصادية الكربى اليت بدأت تظهر مع قيام الثورة ا

-1806(هذا التصور جنده أكثر تفصيال لدى جون ستيوارت ميل . الصناعية يف بريطانياأن التقدم االقتصادي يف جمتمـع ينقسـم إىل مـالك عقـاريني "الذي يرى )4()1873

). تقليدية Classicكباشسك ( و ) جديدة New( لنيوكالسيكي كلمة إجنليزية مركبة ـ ا )1( ، ودافيد ريكـــاردو ) 1834 – 1766( ، وتوماس روبريت مالتوس ) 1832 – 1767( ـ امثال جان باتيست ساي )2(

)1772 – 1823 .( . 191، ص 1974، بريوت، تاريخ الفكر اإلقتصادي، دار النهضة: عادل أمحد حشيشـ )3(

. 159تاريخ الفكر اإلقتصادي مرجع سبق ذكره ، ص : انطوان قسيسأنظر كذلك ، من تيار اإلقتصاديني الكالسيكيني اإلصالحيني الذين إنتقدوا وظيفة النظام الرأمسايل، خاصة فيما يتعلق j.S.Millـ يعترب )4(

التنمية الرأمسالية احلرة، معتربا حل ذلك ممكنا من جهة يف تعاون العمال وأصـحاب باملسائل اإلجتماعية اليت ترافق :، وكذلك 222رؤوس األموال، ومن جهة أخرى يف تنمية التعاونيات اإلنتاجية، أنظر نفس املرجع السابق، ص


57

إىل ارتفـاع كلفـة ودراطإىل زيادة ثروة املالك العقاريني باض عورأمساليني، وعمال، يرتمعيشة العمال، وإىل اخنفاض أرباح الرأمساليني وهذا الواقع سيؤدي إىل تنمية اقتصـادية غري مرضية، نظر للمسار اخلاطئ الذي ستأخذه الريوع العقارية لدى املالك الـزراعيني،

فض تكـاليف خادي يف اتمع يؤدي إىل هذا التصور أن التقدم االقتص يفآخر رىوياملنتجات الزراعيـة، ألن املنتجـات على اكبري ااملنتجات الصناعية دون أن يؤثر تأثري

فاإلنتاج الصناعي يعتمد على املواد األوليـة الـيت : ختضع لتأثريين متعارضني الصناعيةوهـذا يـؤدي إىل ،اسب تعطيها الزراعة واملناجم، واليت ختضع لقانون املردود غري املتن

ارتفاع تكاليف املنتجات الصناعية من جهة ومن جهة أخرى فإن اإلنتاج الصناعي يتأثر باألساليب التقنية لإلنتاج، أي بالتقدم التقين، الذي جيعل املردود متزايدا، وهذا يغلـب

اال ىل ختفيض تكاليف املنتجات الصناعية، أما يف إعلى األثر السليب األول، مما يؤدي ممـا يـؤدي إىل ،الزراعي فإن األثر اإلجيايب للتقدم التقين متتصه الزيادة يف عدد السكان

ـ ،زيادة أسعار املنتجات الزراعية واملواد األولية روهذا االرتفاع يف تكاليف االنتاج تنج : على الشكل التايل اعنه سلسلة من اآلثار السلبية ميكن تبسيطه

اآلثار السلبية التي تتعرض لها الصناعة واالقتصاد الوطنييبين : ) 1 ( رقم شكل والتي تنجر عن ارتفاع تكاليف اإلنتاج الزراعي

.223مقتبس من آتاب أنطوان قسيس، تاريخ الفكر االقتصادي، مرجع سبق ذآره، ص : المصدر

- J.BREMOND : Dictionnaire des Theories et Mecanismes economiques, Hatier , Paris, 1984, P 10.

إرتفاع تكاليف اإلنتاج الزراعي

فتح المجال أمام النشاط البشري لإلتجاه إلى ميادين أخرى، خاصة الفكرية

توقف زيادة عدد السكان توقف استثمار األرض الجديد

أجور العمال رتفاع ا الصناعية

تخفيض أرباح أسماليةالر

توقف عملية النمو االقتصادي

1

234

5 6

±c<ëöi


58

تكاليف اإلنتاج الزراعي واملنجمي الناجم عن حيث يتضح من الشكل أن ارتفاع ارتفاع عدد السكان، يؤدي إىل ارتفاع أجور العمال من أجل تلبية حاجتهم املتزايـدة

من للمنتجات الزراعية، هذا االرتفاع يتم على حساب أرباح أصحاب رؤوس األموال ـ اتراكم رؤوس األموال املوجهة لإلستثم مما حيد من قدرة،أرباب العمل ول ر وهم املع

عليهم يف عملية التنمية حسب النظرية الكالسيكية، فإن هذا الوضع يؤدي إىل أحجام أو وبالتايل يؤدي هذا إىل توقف عملية التنمية ولكن ،عدم قدرة الرأمساليني على االستثمار

ألن ،هذا الوضع احلايل من جهة أخرى سيؤدي إىل توقف عدد السكان عـن النمـو جمال العمل ينقص فيقل انتاجهم كما أن االستثمار يف األراضي اجلديدة الطلب عليهم يف

وهذا الوضع يؤدي من جديد إىل فتح اال أمـام ،يقل بسبب قانون املردود املتناقصوخاصة باإلجتاه إىل القيام بنشاطات اقتصادية أخرى خاصة منها النشاط ،عملية التنمية

كانة مهذا املفهوم تعطى للنشاط الفكري اإلنساين ومن ،الفكري، فالنظرية الكالسيكيةكما كـان األمـر يف ،مرموقة خاصة، أكثر من تلك اليت توليها للنشاط البشري املادي

هـذا ،العصور القدمية وبالتحديد لدى الفالسفة اليونان خاصة منهم فالطون وأرسطو :يليوتنطوى دراسة هذه النظرية على أمهية خاصة كما يتضح لنا فيما

òîãbrÛa@ñŠÔÐÛa@ZòîØîýØÛa@òí…b–nÓüa@òíŠÄäÛa@òa‰…@òîàçc@ @

تعترب دراسة األفكار االقتصادية للمدرسة الكالسيكية حول التنمية والصناعة من :األمهية مبكان، ألسباب عديدة أمهها

اليت كانت )1(وجود تشابه إىل حد ما بني األوضاع اإلقتصادية والسياسية: أوالالبلدان الغربية اليت ظهرت ونشأت وتطورت فيها املدرسة الكالسـيكية مـن سائدة يف

على األقل من ،جهة، وبني ظروف البلدان السائرة يف طريق النمو اليوم من جهة أخرى .ناحية ندرة رأس املال واملستوى النسيب للتطور اإلقتصادي

والدميقراطية يف بعض ) احلكم الراشد(احلكم السياسي زنظامـ من ناحية مستوى التطور اإلقتصادي والصناعي خاصة )1( جوانبها ، مع العلم كذلك أن هناك فرص أفضل لإلستفادة من التجربة اإلقتصادية والسياسية مـن قبـل البلـدان

. املستوردة


59

حبثه للظـواهر إن الفكر اإلقتصادي الكالسيكي يتميز بتكامله وعمقه يف: ثانيااإلقتصادية وعالقتها بالواقع اإلجتماعي، والتغريات اليت تطرأ علـى املعـارف العلميـة

.والتقنيةإن الفكر اإلقتصادي للنظرية الكالسيكية يف شكله إىل حد بعيد، وجوهره : ثالثا

ة يف يف واقع األمر، هو الذي يسود بلدان العامل اليوم، سواء يف جمال التنمية اإلقتصـادي معظم بلدان العامل، أو يف جمال العالقات اإلقتصادية الدولية يف إطار ما يعرف بالنظـام اإلقتصادي العاملي، واقتصاد السوق أو العوملة، وهو ما يعرب عنه كذلك بعـودة أفكـار النظرية الكالسيكية إىل الواجهة بقوة، على املستوى الدويل يف أيامنا هذه يف ظل أوضاع

.عاملية معروفة يف السنوات األخرية إقتصادية @òrÛbrÛa@ñŠÔÐÛa@ZòîØîýØÛa@ò‰†½a@ô†Û@ïÇbä–Ûa@Âb’äÛa@¿@‰bàrn⁄a@òîàçc@ @

اإلقتصادي الكالسيكي أمهية خاصـة لإلسـتثمار يف النشـاط لقد أوىل الفكر الصناعي، باعتباره نشاطا رائدا، مث يأيت بعده يف األمهية النشاط الزراعـي فالتجـاري،

هكذا يبدوا لنا أن حتيز مفكري املدرسة الكالسيكية للصـناعة كـان حتيـزا واعيـا وموضوعيا، مؤسسا على حتليل علمي دقيق يعكس الظروف الواقعية، كتلك اليت كانـت سائدة إبان قيام الثورة الصناعية يف بريطانيا، وبعض بلدان أوربا الغربية، تلك الظـروف

بني إختبار الصناعة كقطاع رائد يف الفكر اإلقتصادي اليت لفتت اإلنتباه وحتمت الربطالكالسيكي، كما كان األمر على صعيد الواقع خالل القرنني الثامن عشر والتاسع عشر،

ثري من املفكرين اإلقتصاديني، وكثري من البلـدان حـىت كبل واستمر هذا اإلجتاه لدى لـذي ميكـن أن يـدفع بـالنمو اليوم، مع األخذ يف اإلعتبار أن فكرة النشاط الرائد ا

اإلقتصادية األخـرى اإلقتصادي إىل األمام، ويعمل على يئة الظروف لنمو النشاطات ليست هي فكرة الصناعة بالضرورة، لكن هذا اليقلل من أمهيـة الصـناعة يف الفكـر

حيـث يعتمـد التحليـل اإلقتصـادي . اإلقتصادي الكالسيكي، اليت الميكن إنكارها :يتني أساسيتني ضالقتصادية على فراناعة كنشاط رائد يف التنمية الكالسيكي الص

وهي أن النمو اإلقتصادي يعتمد على النشاط الرائد، وهو مـا : الفرضية األوىل .يعرب عليه اليوم بقطب أو أقطاب النمو


60

وهي أن الصناعة هي النشاط الرائد، ألن الزراعة تقـع حتـت : الفرضية الثانيةها عن املسامهة يف التنمية، وهي ظروف تتعلق على اخلصوص بطريقة ظروف معينة تعوق

تسيري الريوع اليت حيصل عليها املزارعون، حيث تستهلك بطرق غـري إقتصـادية فـال يستثمر إال جبزء قليل منها، إن إستثمرت على اإلطـالق، يف حـني تـرى النظريـة

ستثمر جزء أكـرب مـن الكالسيكية يف تنمية القطاع الصناعي على العكس من ذلك ي .مداخيله يف جمال التنمية، وبذلك تكون مسامهته يف التنمية اإلقتصادية أكثر فعالية

هذا وتضع النظرية اإلقتصادية الكالسيكية أربعة شروط رئيسية لتحقيق التنميـة :اإلقتصادية وهي

ضرورة حتقيق معدل مرتفع لتكـوين رأس املـال يف النشـاط : الشرط األول .ي، نظرا ملا يتطلبه من كثافة كبرية يف رأس املالالصناع

حتقيق تقدم مضطرد يف الفنون اإلنتاجية تؤدي إىل حتسني مستمر : الشرط الثاينيف نوعية اإلنتاج، ومتكن من إمتالك القدرة على املنافسة، ويف نفس الوقت تدعو غـري

.القادرين على املنافسة إىل اخلروج من السوقويتمثل يف اإلتساع املستمر يف األسواق، حيث يعتـرب ضـيق : الشرط الثالث

السوق حائال أمام منو الصناعات، ولذلك تدعو هذه النظرية إىل ضرورة إزالة العوائـق .)1(أمام التجارة الدولية

توفري مناخ إقتصادي إجتمـاعي مالئـم للقـائمني بالنشـاط : الشرط الرابع .ةاإلقتصادي الرائد واملتمثل يف الصناع

والواقع أن هذه الشروط قد أصبحت من املسلمات يف نظرية التنمية اإلقتصادية، سواء تعلق األمر باجليل الثاين من املدرسة الكالسيكية أو غريهـم مـن اإلقتصـاديني

.احملدثني

أمهية كبرية للتجارة اخلارجية، ودعى إىل توفري احلرية اإلقتصادية واملنافسة التامة على إعتبار اردودافيد ريكـ لقد أوىل )1(نطاق الدويل، وميكن لكل بلد من املتاجرة نتيجة إلسـتخدام الأن ذلك يساعد على التخصص وتقسيم العمل على

أنظـر مسـامهة التحليـل ( ي مبعدالت أكـرب موارده بكفاءة أكرب من زيادة إنتاجية العمل وحتقيق النمو اإلقتصاد .13، مرجع سبق ذكره ، ص ) الكالسيكي والتحليل احلديث للتنمية


61

@òÈiaŠÛa@ñŠÔÐÛa@ZÉîä–nÛaë@òîØîý×ìîäÛa@ò‰†½a@ @

ل التصور العام للتصـنيع سنتناول هذا املوضوع من جوانب عديدة، اجلانب األو .ة النيوكالسيكيةسلدى املدر

من اإلقتصاديني الذين إعتنقوا األفكـار األساسـية ميثل هذه املدرسة اجليل الثاين دافعوا عنها وأضافوا إليهـا الشـئ الكـثري وطوروهـا تبعـا وللمدرسة الكالسيكية

جاءت هذه املسـامهة وقد، للمستجدات الفكرية اإلقتصادية يف اية القرن التاسع عشرللقيمة يف بداية األمـر، حيـث عـارض )1(خاصة كرد فعل على التحليل املاركسي

املفكرون النيوكالسيك أو احملدثون نظرية قيمة العمل واإلستغالل اليت نادى ا كـارل ماركس يف حينه، وبالتحديد يف سنوات السبعينيات من القرن التاسـع عشـر، فقـد

نظريـة وضعو أسس )2(مبدأ املنفعة احلدية من قبل ثالثة إقتصادينيإستخدم هلذا الغرض . املنفعة احلدية، وخاصة منهم فالراس، الذي إستخدم نظرية التوازن العام

وقد كان للتحليل الفالراسي أثرا بالغا يف دفـع التيـار الفكـري اإلقتصـادي ولذلك قيل عن هذا الفكـر النيوكالسيكي إىل األمام باعتماده على مبدأ املنفعة احلدية،

أنه جمموع الفكر الذي يتقاسم مقاربة اإلقتصاد اجلزئي يف حدود املنفعة احلدية، موضحا على اخلصوص بأن التوزيع األمثل للموارد اإلقتصادية اليتحقق إال يف حالة املنافسة التامة

ن بـني والصرفة، ففي مثل هذا الوضع جند أن حرية األسعار يف السوق تضمن التـواز العرض والطلب، سواء تعلق األمر بسوق وسائل التمويل أو سوق عوامـل اإلنتـاج،

.والسوق النقديوهكذا يتضح أن أفكار آدم مسيث وريكارد اليت تأخذ باملنافسة وحرية املبادالت

مما جاء يف التصور العام للمدرسـة . جلان باتيست ساي وغريها ذوالتحليل وقانون املنافحول النشاط اإلقتصادي كلـها التـزال عناصـر أساسـية يف التحليـل الكالسيكية

. 408تاريخ الفكر اإلقتصادي مرجع سبق ذكره ، ص : انطوان قسيسـ )1( أنظر ـذا ، Leon Warles 1910 - 1834و Karl Manger 1921 – 1840و Stanley Devons 1035 - 1882: هم ـ )2(

:اخلصوص - J.BREMOND, A. GELEDAN : Dictionnaire des Theories et Mecanismes economiques, Hatier , Paris, 1984,

P 13.


62

، كما يتضح لنا مـن )1(يرتالنيوكالسيكي الراهن مع إمتداد ذلك التأثري إىل الفكر الك :نشأ والوظيفة اليت يؤديها كل من العرض والطلب الذي يبني املخالل الشكل التايل

ض والطلبيمثل منشأ ووظيفة آل من العر: ) 2 ( رقم شكل

.J.BREMOND : Dictionnaire des Theories et Mecanismes economiques, Op Cit , P 10 -: المصدر

يتضح لنا أن الرأمسايل الذي يسعى لتحقيق أقصى ربح ) 2(من خالل الشكل رقم ممكن، يعمل على مجيع عوامل اإلنتاج بشكل حيقق له أقصى منفعـة ممكنـة، وهـذا

خدام للعوامل املذكورة يوظف يف ااالت اإلقتصادية، اليت تعود بالوفرة يف جمـال اإلستاإلنتاج، وهذا اليتأتى إال يف اال الصناعي كنشاط رائـد متفـق عليـه يف النظريـة الكالسيكية، من جهة أخرى فإن املداخيل اليت حيصل عليها املستهلكون تسـمح هلـم

ية النافعة هلم، وبذلك يكون العرض كمحرك أساسي باحلصول على املنتجات اإلستهالك .لقانون املنافذ جلان باتيست ساي للطلب، وفقا

سعار اليت يقبـل ـا ألفالتوازن بني العرض والطلب يتحقق عن طريق وساطة االطرفني، املنتجون من جهة واملستهلكون من جهة أخرى، وهذه األسعار تتوقف عليها

ات املطلوبة، حىت حيدث التوازن بينهما، شريطة حتقيق ذلـك الكميات املعروضة والكمييف إطار من املنافسة التامة، اليت تتحقق مبوجبها اإلنتاجية احلدية، وهذا الوضـع يكـون

ومها من اإلقتصاديني النيوكالسيك البارزين الذين قاما بدراسة النظرية FRIDMANوفردمان HAYEKـ يرى هايك )1( ض طروحاا خاصة فيما يتعلق بدعم الطلب، حيث أن دعم الطلب آلية ممكنة خالل فترة النمو، الكرتية، وعارضا بع

:للمزيد أنظر . ولكن على املدى الطويل، بل تعترب سلبية غري ممكنة - J.BREMOND : Dictionnaire des Theories et Mecanismes economiques, Op Cit , P 10.

وظيفة الطلب

المستهلكين يزيدون وظيفتهم تحت تأثير الدخل المنفعة

سلم التفضيل الضروري للمستهلك

وظيفة العرض

تعظيم الربح يتوقف على الموارد االقتصادية العاملة، رأس المالاألسعار، اليد


63

مقبوال بل أساسيا كذلك للمبادالت على املستوى الـدويل لـدى بعـض املفكـرين Samو سام ولسـون Bert Ohlinو أوهلن Hichsherهيكشر : أمثال النيوكالسيكيني

Wilson ومن بعدهم جرار ليفي ،Gerard Levy . إن التخصص على املستوى الدويل له أمهية إقتصادية خاصة وفقا للمزايا النسـبية املقارنة بني خمتلف اإلقتصاديات العاملية تكون أفضل جبميع الدول اليت تتعامل وفق هـذا

حىت يومنا هذا ، حيث إزدادت الدعوة للعمل املبدأ، وهو أسلوب اليزال العمل به قائما .)1(به على نطاق واسع يف ظل ما يعرف باإلقتصاد احلديث

لكن وكما هو معروف فإن نظرية النسب املقارنة يؤخذ عليها عدد من النقائص، جند أن التقسيم الدوي للعمل الذي اليزال قائما حىت اليوم قد أدى إىل إجيـاد فمن جهة

:بلدان أو اإلقتصاديات منوذجني من ال .بلدان تقع يف املركز تتميز بإنتاج صناعي وتكنولوجي متقدمة: النموذج األولبلدان تقع يف احمليط تسود فيها املنتجات من املواد األولية اخلام، : النموذج الثاين

مع ما ينجر عن ذلك من نتائج إقتصادية سلبية، ترتبط بطبيعة وسري املبادالت التجاريـة بني الطرفني، حيث تكون دائما يف مصلحة الطرف األول األكثر تقدما، ومـن جهـة

:)2(أخرى فإن هذه النظرية مل تراع عددا من النقاطüa@áçcòîÇbä–Ûa@òîàänÛa@¿@òîØîý×ìîäÛa@òíŠÄäÜÛ@òèuì½a@pa…bÔnã@ @

أا مل تأخذ باحلسبان مكانة بعض البلدان اليت هي نفسها تتمتـع مبيـزة ـ 1ية خاصة فيما يتعلق بنوعية العوامل اليت تعترب مساعدة لرأس املال لـدى نسب

.هذه البلدان

)1( – FABIE NNE DANDELOT : Une Croissance en Debat Probleme Economiques , 1 C.D F. N° 2682, Paris,

10/2000, P 1. )2( – AM DHMANI : L'engineering Dans La Maitrise Indusriel et Technologique , O P U , Alger, 1985, P 27.


64

كذلك مل تراع مستوى التنمية املطلوبـة، كالطاقـة واملـواد األوليـة ـ 2واملبادالت وخلق املنافع وتدوير رؤوس األموال، إىل غـري ذلـك، وهـذا

.التجاهل اليسمح بتحقيق تنمية إقتصادية منسجمةا هلذه النظرية فإن اإلستثمار يف اال التكنولوجي يبقى حمتكرا مـن وفق ـ 3

.قبل البلدان املتقدمة، وفقا لعامل املزايا النسبية املقارنةإن املبدأ الذي قامت على أساسه نظرية املزايا النسبية املقارنة مل يشارك يف ـ 4

.صياغة كافة األطراف اليت يهمها األمر يف تنفيذهفإن الوضع اإلقتصادي اإلجتماعي والسياسي علـى الصـعيدين وضع حقا فإن ال

احمللي والعاملي خيتلف اليوم عما كان عليه يف املاضي، حيث الدعوى والعمل قائمان على قدم وساق من أجل فتح اال أمام انسياب أسرع للسلع ورؤوس األموال واألشخاص

حا هو لصاحل من يف واقـع األمـر على النطاق العاملي، لكن التساؤل الذي يبقى مطروجتري هذه املبادالت، على األقل يف املراحل األوىل ورمبا ملدة طويلة من الزمن، وميكن أن

:)1(نالحظ يف هذا اال ما يلي

@òîàänÛa@Þb©@¿@òîØîý×ìîäÛa@òíŠÄäÛa@Õîjİm@âbßc@ÑÔm@Ûa@pbÔîÈ½a@áçcòîÇbä–Ûa@ @

يل هي وملدة طويلة جتري بشكل خـاص إن املبادالت على املستوى الدو ـ 1يف اإلنتاج الصناعي، وجند يف هذا اال أن هناك بعض البلدان فقط خمتصة يف إطار نظرية املزايا النسبية املقارنة، وهي بلدان متقدمة بدون إستثناء وهذا يعود إىل األمهية اليت ينطوي عليها القطـاع الصـناعي يف جمـال التقـدم

.اإلقتصاديإنتشار التقدم اإلقتصادي كبح ويف نفس الوقت منع باسـم احلمايـة إن ـ 2

وحقوق اإلكتشاف واإلختراع، وانتهى إىل اإلحتفاظ باملزايا النسبية املقارنة )1( – AM DHMANI : L'engineering Dans La Maitrise Indusriel et Technologique , Op Cit, P 28.


65

اليت يتم احلصول عليها باحليازة، األمر الذي اليكون متاحا أمام عدد كـبري .من البلدان اليت اليزال فيها التصنيع يف مراحله األوىل

ن الشركات متعددة اجلنسية هلا تأثري كبري على التجارة الدولية، كما هلـا إ 3تأثري كذلك على حرية املنافسة، واإلجتاه أكثر حنو السـيطرة واإلحتكـار، خاصة يف جمال فروع الصناعات اإلستراتيجية احلديثة على املستوى العاملي،

ذلـك البلـدان الصـناعية مما اليترك جماال واسعا أمام البلدان النامية مبا يف اجلديدة، واليت التستطيع الصمود أمام أدىن اهلزات اإلقتصادية، مقارنة مـع

وبالتايل فهي تشكل عقبة أمام عملية التنميـة . )1(البلدان الصناعية املتقدمةاإلقتصادية يف إطارها الراهن للمبادالت الدولية، اليت تقوم على أساس نظرية

قتصادي النيوكالسيكي بقوة، وإذا االيدعمها الفكر ارنة،ا ملقنسبية الاملزايا صناعية الراهنـة الـيت الكان األمر على هذا احلال، فأي جمال يترك للتنمية

.تدعو هذه النظرية نفسها لألخذ ا

a@wvy½a@‰bîn⁄@ñ†í†¦a@òîØîýØÛa@ò‰†Û@òîàänÛa@¿@†öa‰@Âb’ä×@òÇbä–òí…b–nÓ⁄a@ @

يف النشاط الصناعي يؤدي إىل زيادة مستوى الناتج الـوطين إذا كان الإستثمار عند أي حجم من العمالة يف أي فترة زمنية لدى املفكـرين الكالسـيكني، بعكـس

توقعة مـن قبـل ملرباح ااألاإلستثمار يف اال الزراعي، حيث يتوقف اإلستثمار على ط معينة سبق ذكرها، ألرباح يتوقف على مدى توفر شروامساليني، وأن مستوى هذه أالر

زيادة اإلنتاجية وختفيض التكاليف، اىل اإلنتاج اليت تؤديخاصة فيما يتعلق بتقدم فنون ،أن املدخرات لدى هؤالء املفكرين تعترب املصدر األساسي لتموين اإلسـتثمار حيثوإعتربوا أن اإلدخار يساوي اإلستثمار يف اال الصناعي ، لذلك إهتمـوا ببحـث فقد

.1997ـ كاألزمة اإلقتصادية اليت ضربت دول شرق آسيا عام )1(


66

قة العكسية بني األرباح واألجور، أكثر من إهتمامهم ببحث العالقة بني اإلدخـار العالوالفائدة، حيث إعتربوا بقاء األجور عند حد الكفاف شرطا أساسـيا لنمـو األربـاح واملدخرات، مما يؤدي إىل منو اإلستثمار يف الصناعة باعتبارها نشاطا رائـدا، يعكـس

حسب نظريـة لكن هذه الصناعة .)1(صادية األخرىإزدهاره على كافة القطاعات اإلقتالنسب املقارنة واإلختصاص وتقسيم العمل الدويل ليست يف متناول اجلميع، بالنظر إىل مستوى التطور اإلقتصادي الذي بلغته كافة بلدان العامل، ومن مثة فإن البلدان املتخلفـة

عمل اإلقتصادي يف اإلطار التقليدي الجمال هلا يف ميدان التصنيع، وإمنا عليها أن تواصل الللعالقات اإلقتصادية الدولية، وهو أن تبقى على إختصاصها يف إنتاج املـواد األوليـة واأليدي العاملة الرخيصة، حىت تستطيع اإلندماج يف أقرب وقـت ممكـن يف النظـام

يد مـن غري أن هذا الواقع يلقى معارضة شديدة من قبل العد. اإلقتصادي العاملي اجلديدبلدان العامل، حىت وإن أذعنت إليها إىل حني، ذلك أن التصـنيع يعـرب لـدى كافـة

قدم اإلقتصادي، بل أنـه سـبب رئيسـي التاإلقتصاديني تقريبا عن مرحلة متقدمة من يف كافة اتمعات البشرية، لذلك إزدادت الدعوة )2(للوصول إىل تلك املرحلة املتقدمة

ة إىل األخذ بالتصـنيع كأولويـة ـبعد احلرب العاملية الثانييف السنوات األخرية خاصة ضرورية، من أولويات التنمية اإلقتصادية يف البلدان املتحررة مـن مظـاهر الختلـف اإلقتصادي، واليت تسعى للخروج منه يف أقرب وقت ممكن وبأقل تكـاليف إقتصـادية

نظريـات اإلقتصـادية إجتماعية ممكنة، وهذه الدعوة متثلت يف عدد من األفكـار وال .سنتعرض لبعضها يف املبحث القادرم حتت عنوان التصنيع يف الفكر اإلقتصادي احلديث

½aÛa@szjÉiaŠ@ @sí†§a@ð…b–nÓüa@ŠØÐÛa@¿@Éîä–nÛa@ @

لقد أصبح التصنيع يف نظريات التنمية اإلقتصادية احلديثة من األمهية مبكان، وذلك مهية التارخيية للتصنيع يف البناء احلضاري لإلنسان إلعتبارات عديدة منها ما يعود على األ

، 1974مسامهة الفكر الكالسيكي يف التحليل احلديث للتنمية، دار األحد، بـــريوت، : عبدالرمحن يسري أمحدـ )1( .21ص

تطور البشري ، لدى كل من آدم مسيث وفريديريك ليسـت ـ هذه املرحلة املتقدمة جندها على اخلصوص يف مراحل ال )2( .وكارل ماركس وروسو


67

على الصعيد العاملي، ومنها ما يعود إىل الدور األساسي اليت لعبته الثورة الصناعية بـدءا بربيطانيا وانتهاءا بالبلدان الصناعية املتقدمة اليوم، خاصة تلك اليت واجهت صـعوبات

– 1939( والثانيـة ) 1918 – 1914( وأزمات إقتصادية حادة خالل احلربني العـامليتني ، سواء بسبب العيوب اليت كان ينطوي عليهـا النظـام اإلقتصـادي السـائد ) 1945، أو بسبب التدمري الشامل الذي أحلقته احلرب باقتصاديات تلك الدول، لكـن )1(آنذاك

نـها ، واملتمثل يف التصنيع مكاإلقتصادياتصالبة األساس الذي كانت قائمة عليه تلك من اخلروج من األزمة إىل حد بعيد، واستعادة النمو اإلقتصادي بوتائر عاملية، ويف فتـرة

، هذه األمهية بـرزت )2(قصرية نسبيا ، ولو أا إعتمدت على مساعدة خارجية حمدودةمرة أخرى إىل الوجود مع حترر عدد كبري من البلدان اليت كانت خاضـعة لإلسـتعمار

إقتصادياا يف وضع متخلف إىل درجة ثانية، حيث وجدت لعاملية ااألوريب بعد احلرب الكبرية، مقارنة مع البلدان الصناعية املتقدمة آنذاك، فكان البد من القيام بعملية التنميـة اإلقتصادية اإلجتماعية الشاملة إعتمادا على التصنيع كنشاط رائد، على غرار النهج الذي

وقد انربى للتفكري والعمل من أجل حتقيـق هـذا . االسلكته البلدان املتقدمة يف هذا اإلجتاه عدد من املفكرين اإلقتصاديني وغريهم، بعد احلرب العاملية الثانية علـى وجـه اخلصوص، لذلك سوف نتناول هذا املوضوع يف ثالثـة مطالـب، األول وخنصصـه

صصه إلسـتعراض إلستعراض احلجج اجلديدة الداعية إىل التصنيع بشكل عام، والثاين خنوحتليل بعض النظريات اإلقتصادية احلديثة يف جمال التنمية اإلقتصـادية والتصـنيع مـع التركيز على مكانة الوطن العريب واملغرب العريب يف هذا اال، أمـا املبحـث الثالـث فنخصصه لسياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية يف البلدان املتخلفة املغاربية بشـكل

.خاص½aÞëþa@kÜİ@ @

Éîä–nÛa@µg@òîÇa†Ûa@ñ†í†¦a@wv§a@ @

. 1932 – 1929ـ خاصة ما متخضت عنه األزمة اإلقتصادية الكربى عام )1( بعد احلرب العاملية الثانية نسـبة ) مليار دوالر 12.4( األمريكي كمساعدة إلعادة اعمار أوربا ) مشروع مارشال ( ـ )2(

). 1959 – 1880( الدولة األمريكي آنذاك جورج مارشال إىل كاتب


68

املالحظ أن احلجج اجلديدة الداعية إىل التصنيع تتشابه إىل حد بعيد مـع تلـك احلجج اليت أوردها املفكرون الكالسيكيون وغريهم، واليت مبوجبها كما سـبق ورأينـا

منذ أكثـر مـن خرىفضلوا الصناعة على الزراعة وغريها من النشاطات اإلقتصادية األثانية، عقب حترر معظم البلدان لرب العاملية احلوهذه احلجج اجلديدة ظهرت بعد ا. قرنني

اليت املستعمرة وأخذها بزمام تنمية إقتصادياا، وكذلك األمر فيما يتعلق بالبلدان املتقدمةجلديـدة ومن أهم احلجج ا. بسبب احلربني العامليتني األوىل والثانية تضررت إقتصادياا

: )1(تنمية اإلقتصادية نذكر ما يليلإلعطار األولوية للتصنيع يف عملية اتتمثل إىل حد بعيد يف إستمرار سريان مفعـول قـانون الغلـة : احلجة األوىل

املتناقصة يف الزراعة، مع إستفحال املشكلة السكانية على املستوى العاملي وخاصـة يف .البلدان النامية

وتتمثل يف التراخي من قبل املزارعني، وعزوفهم عـن إسـتخدام : احلجة الثانيةمدخرام يف إستثمارات منتجة وتوجيه إستخدام أراضيهم لنشاطات غري زراعية، تـدر عليهم مداخيل ريعية كبرية، وهذا الواقع عرفته معظم البلدان املتخلفة، حيـث غـزت

يط باملدن اليت قامت على غابات من اإلمسنت املسلح مساحات زراعية خصبة واسعة حت .أساسها، وهذا ما تعاين منه البلدان املتخلفة عامة والبلدان املغاربية خاصة

وتتمثل يف كون الصناعة تسمح بإمكانية زيادة التخصص وتقسيم : احلجة الثالثةالعمل على خمتلف املستويات اإلنتاجية الصناعية احمللية والدولية، كما تسمح باسـتخدام

االت ــوالتكنولوجيات احلديثة ورؤوس األموال على نطاق واسع، وتفتح جم اآلالتعديدة لإلستفادة من التقنيات واألفكار العلمية اليت تؤدي إىل زيادة اإلنتاجيـة بشـكل

.مضطردومتثل يف كون نسبة كربى من أرباح الصناعة يعاد إستثمارها يف : احلجة الرابعة

ار عملية التنمية، إىل جانب ذلك هناك امليزة اليت تتمتـع إستمرمشاريع جديدة، مما يعين ا الصناعة فيما يتعلق بالوفرات اخلارجية اليت تنمو مع املشروعات الصناعية، كما تظهر

هذه احلجج مستمدة من الواقع املعاش يف الوقت الراهن يف كل من البلدان املتقدمة واملتخلفة، يف الدور الذي لعبتـه ـ )1( .وتلعبه الصناعة على صعيد التطور اإلقتصادي واإلجتماعي والسياسي يف كافة امعات البشرية


69

أمهية التصنيع من خالل تدهور شروط التبادل بني املواد األولية واملنتجـات الصـناعية، نظرا لآلثار اإلجيابية اليت يعكسـها علـى ومن مث تصبح احلاجة إىل التصنيع ضرورية،

سياق أنه باإلمكـان لالقطاعات األخرى، خاصة القطاع الزراعي، حيث ظهر يف هذا ااإلستفادة من : احلد من قانون الغلة املتناقصة يف الزراعة، إذا توفرت شروط معينة، أمهها

ي، واحلد من التوسـع صناعي وتطوير تقنيات اإلنتاج الزراعلالتقدم احلاصل يف القطاع افالحية، إىل غري ذلـك مـن اإلجـراءات لالعمراين الذي يتم على حساب األراضي ا

الضرورية، وعندها يتحقق التكامل بني القطاعات اإلقتصادية الثالثة، الصناعية والزراعية هذا وقد تبلورت هذه احلجج وغريها من األفكار اإلقتصادية . تجارةلواخلدمات مبا فيها ا

.مشكل نظريات التنمية اإلقتصادية سنتناوهلا يف املطلب القاد على½aïãbrÛa@kÜİ@ @

Éîä–nÛaë@òrí†§a@òí…b–nÓ⁄a@òîàänÛa@pbíŠÄã@œÈi@ @

عدد كبري من املفكرين اإلقتصاديني الـذين تنـاولو هـذا من املعلوم أن هناك جة املاسة إىل على وجه اخلصوص، بعد ظهور احلا )1(املوضوع بعد احلرب العاملية الثانية

التنمية اإلقتصادية يف عدد من البلدان املتحررة من اإلستعمار القدمي، أو البلـدان الـيت تضررت إقتصادياا جراء احلربني العامليتني األوىل والثانية، وكذلك األزمة اإلقتصـادية

وغريها وظهور النظام اإلشتراكي، كل هذه األمور . العاملية يف الثالثينيات من هذا القرن .عجلت باإلهتمام بعملية التنمية اإلقتصادية اإلجتماعية

ونظرا لصعوبة التعرض لكافة النظريات اليت ظهرت خالل هذه الفترة اجلديـدة سوف نستعرض وحنلل عددا منها بقصد اإلملام بأهم األفكار الـواردة يف هـذا اـال

ةـاملتخلف ية على صعيد البلدان كتمهيد ملعرفة دراسة جتربة واستراتيجية التنمية الصناع .املغاربية خاصة

الفكر اإلقتصاديالعريب وقضايا التحرر والتنمية والوحدة، مركز دراسات الوحـدة، بـريوت، : د عبدالفضيلوحممـ )1( .54، ص 1982


70

عد اإلهتمام اخلاص الذي وجه إلعادة أعمار وبناء إقتصاديات أوربا الغربية بعد باحلرب العاملية الثانية، مل يكن هناك إهتمام من قبل عدد كبري من اإلقتصاديني باملسـائل

ن البلدان الواقعة حتت اإلشراف املباشر النظرية املتعلقة بالتنمية، إذ كان اإلعتقاد السائد أللدول الرأمسالية تبقى إىل األبد ريفا زراعيا خاضعا هلذه األخرية وللمواد األولية واليـد

، لذلك إقتصرت أعمال املفكرين اإلقتصـاديني يف )1("العاملة، وأسواقا مالئمة لسلعهاقتصاديات الـدول املتقدمـة اليت م إ القضايا اإلقتصادية هذه البلدان على تناول بعض

بالدرجة األوىل، لكن املستجدات السياسية واالقتصادية اليت ظهرت أثناء وبعد احلـرب ، وبروز تغري حـاد ايتيفوسالعاملية األوىل والثانية، كظهور النظام اإلشتراكي يف اإلحتاد ال

يف عالقات القوى بني اإلستعمار وحركة التحـرر العـاملي، وبـدء سـقوط النظـام اإلستعماري، وانطالق حركة التحرر السياسي لعدد كبري من البلدان اليت كانت ترزخ حتت نري اإلستعمار، كل ذلك أدى إىل اإلهتمام بالواقع اإلقتصادي اإلجتماعي املتـردي

وجتلى ذلك اإلهتمام يف دراسات ووصفات . يف مناطق واسعة من خريطة العامل دالسائ حتولت فيما بعد إىل أفكار ونظريات إقتصادية للخروج من من قبل عدد من اإلقتصادينيمـن اآلن : " ذا الصـدد ) سليغمان ( يقول . ذلك التخلف اإلقتصادي

فصاعدا يستحيل الطلب من هذه البلدان أن تبقى إىل األبد موردة للخامات إىل الغرب، رق أخرى للنمو اإلقتصـادي يف بل كان لزاما على اإلقتصاديني الغربيني البحث عن ط

وقد اتفق معظم اإلقتصاديني آنذاك على ضـرورة خلـق قطـاع )2("البلدان املتخلفة والتخطيط، وهذا أمر طبيعـي تصنيع لحكومي وتنويع اإلقتصاد على أساس يقوم على ا

آنذاك يعود إىل كون شروط التنمية الرأمسالية غري متوفرة لدى كافة البلـدان احملـررة با، كضعف التنمية اإلقتصادية األساسية أو تشوهها أو إنعدامها، كما كـان عليـه تقري

األمر يف منطقة املغرب العريب والبلدان العربية عموما، وضعف القطاع اخلاص، مع العلم أن ماكان قائما منه اليتمتع باملصداقية الالزمة اليت جتعله قابال لإلنسجام مع األوضـاع

)1( – HOCINE BEN ISSED : Strategies et Experiences de Developpement , O P U, Alger, P 03.

.64، ص 1971للتنمية، دار احلقيقة، بريوت، أنظر كذلك ذا اخلصوص بول باران، اإلقتصاد السياسي م م انسيتف ، نظريات النمو اإلقتصـادي يف البلـدان : حول رفض التصنيع من قبل بعض إقتصادي البلدان املتقدمة، أنظر

.130املتخلفة، مرجع سبق ذكره، ص .506، ص 1968موسكو ، التيارات األساسية للفكر اإلقتصادي املعاصر، دار التقدم، : سليغمان. بـ )2(


71

ة اجلديدة، كونه مرتبطا يف األساس باإلقتصاد األجـنيب كفـروع السياسية واإلقتصاديين هلذه البلدان، سواء فيما يتعلق باإلنتاج الزراعي ــضعيفة التليب حاجة اإلقتصاد الوط

زء األكرب من األيدي العاملة ومع ذلك اليليب حاجة البالد ـالذي كان يستحوذ على اجللية، كما أن ملكية وسائل اإلنتاج مل تكن تتماشى أو اإلنتاج الصناعي أو السلع الرأمسا.

غري متكاملة، بطيئة احلركة إىل درجـة انت ضعيفة وجمزأةكمع الواقع اجلديد ، حيث اجلمود يف معظم األحيان، مما تطلب التدخل السريع من قبل اجلهات املعنية إلنقاذ مـا

بالقطاع الصناعي والزراعي ميكن إنقاذه من القطاعات اإلقتصادية، خاصة منها ما يتعلق .لتلبية احلاجات املادية املتزايدة هلذه اتمعات

على شكل إقتراحات حتولت فيما بعـد إىل ـالتدخل ـلقد عوجل هذا املوضوع :مها ونتناوهلا بالبحث يف جمموعتني من النظريات سنظريات عديدة سنق

كمرحلة هامة من أجـل بعض النظريات اليت اعتربت التصنيع: اموعة األوىلالتصنيع كمرحلة تارخيية متقدمة هناك نظريات عديدة اعتربت ، إذ أن التقدم اإلقتصادي

ملختلف اتمعات، وبرز يف هذا السـياق التطور اإلقتصادي اإلجتماعي )1(من مراحلعدد من املفكرين، إنطالقا من فكرة أساسية وهي أن التاريخ اإلقتصادي يعيد نفسه على

لصعيد العاملي، لكن هذا اليعين أا ال حمالة ستمر من تلك املراحل دون أن تسـتطيع ا( و ) Frederic Listفريـديريك ليسـت ( نذكر جتاوز بعضها، ومن هؤالء املفكرين

وكارل بوشـر، ) Rostow W.Wروستو والتمان ( و )Karl Marx ( )2كارل ماركس .رنا إليه باإلضافة إىل آدم مسيث الذي سبق وأش

ـ 1 املفكـرين ويعترب ليست أحد: مكانة الصناعة يف نظرية فريديريك ليست ـاإلقتصاديني األملانيني الذين دافعوا عن اإلقتصاد القومي وضـرورة محايتـه، وإعـداده ـ إن فكر مرور التطور اإلقتصادي البشري عرب مراحل، تنطوي يف الظاهر على إصرار أصحاب هذا التقسـيم علـى )1( إخضاع مرور كافة اتمعات البشرية بنفس املراحل، يف حني جند هناك إختالف بني مرحلة وأخـرى بـني هـذه

ض منهم يقر بإمكانية خرق املراحل، والقفز فوقهـا، وذلـك نظـرا اتمعات، وهذا هو السبب الذي جعل البعإلختالف مستويات التقدم بني هذه اتمعات واختالف الظروف اإلقتصادية احمليطة ا، فالوضع يف أيامنا هذه أفضل

.مما كان عليه يف املاضي مثالمية بامسه دون منازع، اعترب أن اتمعات البشرية متـر ، وتقترن اإلشتراكية العل 1883وتويف 1818ـ ولد بأملانيا عام )2(

.تارخييا خبمسة مراحل


72

ملواجهة املنافسة اخلارجة خاصة فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، وبالنسبة إليه متـر كافـة مرحلة العبودية، مث مرحلة الشناط الرعوي، مث مرحلـة : احل هي اتمعات خبمسة مر

النشاط الزراعي، مث مرحلة الصناعة اليدوية، مث مرحلة النشاط التجاري، فالتجارة هنـا تعترب ضرورية لتصريف اإلنتاج الصناعي، وبالتايل تطوير اإلنتاج احلريف، ويرى يف هـذا

ة الناشئة من املنافسة اخلارجية، وهذا كرد فعل اال ضرورة تدخل الدولة حلماية الصناع، واليت مل تكن متكافئة بني الدول، للظروف اإلقتصادية اليت كانت سائدة آنذاك يف أوربا

.خاصة يف اال الصناعيأما كارل ماركس فقد قسم تطور اتمعات إىل مخسة مراحل أيضا، ولكـن ـ 2

ية اإلقتصادية ومن ناحيـة عمـق التحليـل بطريقة ختتلف عن سابقيه، خاصة من الناحواهلدف، سواء تعلق األمر بطبيعة ملكية وسائل اإلنتاج أو طريقة مجع واستخدام عوامل

).الرأمسايل ( اإلنتاج من قبل املستحدث مرحلة املشاعية البدائية، مث مرحلة اإلقتصادي العبـودي، مث : وهذه املراحل هي

مرحلة اإلقتصاد الرأمسايل اليت تتميز باإلنتـاج الصـناعي مرحلة اإلقتصاد اإلقطاعي، مث الوفري مما يتيح للرأمساليني حتقيق أرباح كبرية على حساب القوى العاملة اليت الحتصـل

العملية اإلنتاجيـة، وبالتـايل فـالتطور يف اجلهد الذي تبذلهعلى حقها كاملة مقابل بقدر مـا يكـون يف مصـلحة اإلقتصادي الصناعي خاصة اليكون يف مصلحة العمال

الرأمسايل، ويرى بأن هذا اإلنسجام يف املصاحل اليتحقق إال يف مرحلة قيـام اإلقتصـاد ويرى بأنه من . اإلشتراكي إىل حد ما مث يف مرحلة قيام اإلقتصاد الشيوعي إىل حد بعيد

نيع، هنا يتعلق مبرحلة التص االمراملمكن خرق بعض املراحل للوصول إىل مرحلة أعلى، ومتر اقتصاديات اتمعات املستبعدة أو التابعـة إىل املرحلـة الرأمساليـة ان حيث ميكن

بقدر مـا ،قيام إقتصاد صناعيلوهكذا اليكفي هنا ،الصناعية أو اإلشتراكية الصناعيةام مداخيله بني أصحاب عوامل اإلنتاج وهو تعبري عـن أن سيهتم بكيفية إستغالل أو إقت

ث يف كل مرحلة تتمخض عنه والدة املرحلة الـيت تليهـا، وهكـذا الصراع الذي حيدصاحل والذي تقوم عليه ملفالصراع بني الطبقات ال مناص منه، نظرا للطابع املتناقض بني ا

نسجمة اليت تتميز بأسـلوب إنتـاج متطـور ملهذه املراحل، وعليه فالتنمية اإلقتصادية ا


73

واسـتبداهلابامللكية نتـاج اإلوسائل لاخلاصة كيةاملوبالتايل صناعة متطورة تتطلب إزالة .العامة

ر على نفس النهج الذي اتبعه سابقوه مـن افقد س )Rostow.w)1أما روستو ـ 3املفكرين يف تقسيم التطور اإلقتصادي للمجتمعات إىل مراحل قبل بلوغ مرحلة الصناعة

لتقليـدي، مث مرحلـة حيث قسم هذا التطور إىل مخسة مراحل مرحلة اتمع ا. احلديثةالتهيؤ لإلنطالق مث مرحلة اإلنطالق الفعلي، مث مرحلة التسيري حنو النضـج، مث مرحلـة اإلستهالك اجلماعي الواسع، وقد وضع هذا التقسيم كرد فعل على املفهوم الكالسيكي للتطور اإلقتصادي للمجتمعات البشرية، فاملرحلة اإلستهالكية هي بتعبري آخر مرحلـة

اد التجاري لدي ليست أو املرحلة الرأمسالية لإلنتاج الصـناعي الـوفري لـدى اإلقتصماركس، حيث أن هذا اإلقتصاد اإلستهالكي اليتأتى إىل من خالل إنتاج صناعي وفري

وبالتايل فهو هدف أمسى تسعى إىل حتقيقـه عمليـة حيقق الرفاهية اإلقتصادية للمجتمع ى أنه البد من حتديد وتوفري وسائل معينة لتحقيـق ير" التنمية اإلقتصادية ألي جمتمع و

حاول روستو أن يـربط 1971صناعة، ففي عام لعملية التنميةاإلقتصادية إعتمادا على اطـاف ملتحـدد برأيـه يف ايـة ا تنظريته مع حتليل السياسة اإلقتصادية املنتهجة اليت

هذه السياسة التنطلق من وهذا أمر طبيعي كون )2("كنولوجي لتطور اتمع التباملستوىمستوى التكنولوجي لل حتديدها ليقوضوعية املمد على الدراسة تالفراغ، بل جيب أن تع

متهيدا إلنطالقة جديدة يف هذا ،واإلقتصادي، الذي يتحدد بدوره بدرجة الصنيع القائميتحدد مستقبل مستوى املعيشة والتقدم اإلقتصـادي ألي جمتمـع ى أساسهااال، وعل

.شكل عامبفقد إستخدم هو اآلخر فكـرة مراحـل )Karle Bucher)3أما كارل بوشر ـ 4

النمو، ولكن بطريقة خمتلفة، حيث قسم مراحل النمو اإلقتصادي اليت متر ا، اتمعات : البشرية إىل ثالثة مراحل

)1( – W. ROSTOW : The Stages of Economic Groth anon Communist Manifesto Cambridge, 1963. .125، ص 1981قضايا التخلف والتنمية يف العامل الثالث، دار الطليعة، بريوت، : طالل البابا. دـ )2(فهو يعترب الصـناعة هـدف أساسـي للنمـو " النمو اإلقتصادي " ـ هو إقتصادي املاين، ذكر هذا التقسيم يف كتابه )3(

. 124، ص 1981دار الطليعة ، بريوت، : قضايا التخلف والتنمية : طالل الباباأنظر ذا اخلصوص . اإلقتصادي


74

لى اإلقتصاد الريفي الذي يتميز بقلة اإلنتاج الذي يقوم أساسا ع: املرحلة األوىل .الزراعة، اليت دف إىل حتقيق اإلكتفاء الذايت

ين حيث يرتكز النشاط اإلقتصادي يف املدن، يمرحلة اإلقتصاد املد: املرحلة الثانيةفتنمو التجارة وتزدهر املدن، واملستهلكني، دمات بني املنتجنيخلويتناول تبادل السلع وا

.وذلك بفضل منو القطاع الصناعي علق األمر هنا باإلقتصاد القائم على تاإلقتصاد القومي املكتمل وي: املرحلة الثالثة

اإلنسجام والتعاون بني خمتلف القوى السياسية اإلقتصادية الوطنية الداعية إىل التعـاون ، الذي يتجسد يف الفائض الرأمسايل يف الصناعة والتجارة، فالصـناعة لـدى )1(الدويل

د إىل النطـاق الـدويل، تستوى الوطين، ولكنها متالتقتصر أمهيتها فقط على امل" بوشر" .لتساهم يف حتسني العالقات اإلقتصادية والسياسة الدوليةـ يكذلك جند هذا لتقسيم إىل مراحل لدى كل من و Wilhelmم روشـر ليهل

Roscher وهذا التقسيم ملراحل النمـو حـىت وإن إختلـف يف . وهيلد براند وغريهمنطالقـا مـن كـون إنه يتفق يف اجلوهر واملضمون ، إل يف بعض األحيان، فــالشكمبراحل أوهلا بدائية فزراعية، وآخرهـا قتصادياامتر ات البشرية عادةــاتمع

صناعية منتقدمة، لذلك يرى معظم اإلقتصاديني ضرورة العمل يف هذا اإلجتاه لدى القيام من البلدان اليت ختطـت بعملية التنمية واإلصالح اإلقتصادي، لكن مع ذلك جند هناك

هذه العقبة على صعيد الواقع، واجتهت مباشرة إىل إختيار أسلوب التنميـة اإلقتصـادية ال، كما يتضح لنا من خالل الفقرة الثانية إعتمادا على الصناعة كنشاط رائد يف هذا ا

.من هذا املطلب الصناعة كمصـدر بعض األفكار والنظريات احلديثة اليت تعترب: اموعة الثانية

كنظرية النمو املتوازن، ونظرية النمـو . للتراكم الرأمسايل والتنمية اإلقتصادية بشكل عام .غري املتوازن، ونظرية الدفعة الكبرية، ونظرية الدفعة اخلارجية

.اإلقتصاد الوطين الضيق املعتمد على اإلمكانيات احمللية فقطـ أي الدعوة إىل قيام إقتصاد دويل يتجاوز )1(


75

@µëþa@òíŠÄäÛa@Zæ‹aìn½a@ìàäÛa@òíŠÄã)1( اما واسعا من قبل املفكرين تعترب من بني نظريات التنمية اإلقتصادية اليت تلقى إهتم

والقائمني على األوضاع اإلقتصادية يف البلدان النامية، وترى هذه النظريـة اإلقتصاديني ةمـن فكـر " غـارنريكس نرا" اليت إستمدت فكرا األساسية، كما يقول واضـعها

إن كل زيادة : الذي يقول) 1873 – 1806(جون ستيوارت ميل " لإلقتصادي اإلجنليزي على اإلنتاج ويتم توزيعها على مجيع فروع الصناعة بالنسب اليت يراها املسـتثمر تطرأ

ريكس صـحيحة، وميكـن ن هاهذه الفكرة يعترب". الفردي سوف ختلق الطلب عليها حيث تنص نظرية النمو املتـوازن .تطبيقها على الواقع اإلقتصادي الراهن للبلدان النامية

اد، متبوعة بنمو متوازن لكافة القطاعات اإلقتصادية على ضرورة حتقيق دفعة قوية لإلقتصخاصة منها املنتجة، ويرى أن التنمية اإلقتصادية ليست حباجة إىل التدرج لدى حتقيقها، بل حباجة إىل جمموعة من الدفعات يف مجيع ميادين اإلقتصاد الوطين ، لينتج عنها دفعـة

يف البلدان النامية، وبتعبري آخر يرى واحدة قوية، للتغلب على الركود اإلقتصادي القائممن أجل ختليص اإلقتصاد من الضعف غري املتوازن، من الضروري حتقيق الدفعـة : " أنه

األوىل القوية، أي توظيف رؤوس األموال يف وقت واحد يف عدد كـبري مـن ميـادين أس املـال لعملية تضمن النمو املتوازن، واحلـاق ر ، وهذه ا)2("الصناعة يف البلد النامي

بالدائرة الواسعة مليادين الصناعة ذات العالقة املبادلة، ويف نفس الوقت فإن منو اإلنتـاج . املشار إليها سابقا) ميل(يستدعي زيادة الطلب واتساع السوق الداخلي حسب نظرية

ة وهذا يعين أن اال الرئيسي هلذه النظرية والتنمية اإلقتصادية هو الصناعة، فالدفعة القويتركز على القطاعات املنتجة خاصة منها الصناعة اليت جيب أن يوسع نطاقها وال تقتصر أستاذ اإلقتصاد يف جامعة كولومبيا، ويعترب من بـني ) راغنار فريكس ( ـ لقد وضعت من قبل اإلقتصادي األمريكي )1(

عامة، ونظرية التنميـة اإلقتصادييني املرموقني الذين حاولوا ربط قضايا النمو والتنمية بالتحليل النظري لعلم اإلقتصاد :أنظر ذا الصدد . اإلقتصادية خاصة، وتطبيقها على األوضاع اإلقتصادية يف البلدان النامية

NURKSE : Proplem of Formation in Uncer Defloped Countries ox FORD, 1953, P 11. Ragnar

. 81، ص 1997ية ، دار هومة، اجلزائر ، تنملمقدمة يف إقتصاد ا: إمساعيل شعبان: أنظر كذلك .63، ص 1971نامية، دار الفرايب ، لنظريات النمو للبلدان ا: فسينف . م م : وانظر كذلك

ـ بالنسبة للبلدان املتخلفة إذا ما قورن الوضع مع املراحل األوىل للواقع اإلقتصادي للبلدان املتقدمة اليـوم، فـالفرص .قل بكثري مما هي عليه اليوماملتاحة كانت أ

.141، ص 1981قضايا التخلف والتنمية يف العامل الثالث، دار الطليعة بيريوت، : طالل البابا ـ )2(


76

إذا إفترضنا وجـود مصـنع : " على صناعة أو فرع معني، حيث يقول يف املثال التايل لألحذية يف إحدى الدول املتخلفة، وأن هذا املصنع أخذ يزيد من إنتاجه بشكل مستمر،

إقتصادية يف هذه الدولة، بالطبع ال، فاحلاجـات اإلنسـانية فهل يعين ذلك وجود تنميةخمتلفة واإلنسان كما حيتاج إىل األحذية ، حيتاج أيضا إىل غريها من احلاجات كالطعـام

ومن هنا وعلى أساس تعدد حاجات ورغبات . )1("والشراب والسكن واملالبس وغريها دون التركيز على سـلعة واحـدة اإلنسان ينبغي إنتاج خمتلف السلع واخلدمات الالزمة

بالذات، األمر هنا يتعلق بإقامة فروع إنتاجية ملختلف الصـناعات اإلنتاجيـة املرتبطـة حباجات التنمية الوطنية دون ترك فراغ قد يؤدي إىل إختالل فيها، وحيد من هذف حتقيق

ة هـو أن رغوب حسب هذه النظرية، إال أن أهم مأخذ على هذه النظريالنمو املتوازن املضعف اإلمكانيات اإلقتصادية يف البلدان النامية عامة واملغاربية خاصة جيعل تطبيق فكرة

ستحيلة يف ظـل حتقيـق هذه النظرية من الصعوبة مبكان، لكنها يف نفس الوقت غري مشروط معينة، وإال فإن هناك بديل يناقض هذه النظرية يتمثل يف نظرية النمو غري املتوازن

.؟òíŠÄäÛa@@òîãbrÛa@ZòÇbä–Ûaë@æ‹aìn½a@Ë@ìàäÛa@òíŠÄã

بعـض املشـاريع تقاممن فكرة أساسية مفاتدها أنه عندما تنطلق هذه النظرية اإلستثمارية يف البلدان املتخلفة، تؤدي بدورها إىل ضرورة إقامة مشـاريع إسـتثمارية

املشاريع صناعية أخرى، وهذا بدوره يؤدي إىل دفع عملية التنمية، ويف واقع األمر هذهرها نشاطا إقتصاديا رائدا علـى غـرار مـا جـاء يف النظريـة ابالدرجة األوىل باعتب

الكالسيكية، ولكن هذه املرة ملرحلة ويف ظل شروط أخرى تتعلق بالبلدان املتخلفة، حىت ، على الفكرة األساسية للمدرسة الكالسيكية حول )2(وإن إعتمد أصحاب هذه النظرية

ذلك إعتماده على الواقع التارخيي للتطور اإلقتصادي الذي عاشته أوربـا الصناعة، وكحيث أن النمو اإلقتصادي فيها قـام مبسـاعدة . )3(الغربية منذ بداية تطورها الرأمسايل

.141، ص نفس املرجع السابق )1( )2( – A. HIRSHMAN : The strategy of Economic Development , New. Haven , 1958. P 66.

.هريمشان أحد املؤسسني األساسيني هلذه النظرية ويعترب .144قضايا التخلف والتنمية يف العامل الثالث، مرجع سبق ذكره ، ص : طالل البابا ـ )3(


77

اإلستثمارات الفردية املختلفة اليت كانت يف أغلب األحيان حتدد بنمو الطلب على سلع يف اإلقتصاد الوطين، حبيث إجتهت اإلستثمارات إىل معينة، مما خلق ثغرات وعدم توازن

قطاعات معينة وأمهلت قطاعات أخرى، وهذا الواقع إقتضى توجيه اإلستثمارات مـرة أخرى إىل القطاعات املهملة من أجل تلبية الطلب املتزايد وغري املستويف، وعندئذ تظهر

ريقة األزمة تلد اهلمـة، على ط. ثغرات جديدة يف قطاعات أخرى، وهكذا إىل ما الايةجيب أن تعمل على خلـق إن برامج التنمية اإلقتصادية : " الصدد ويقول هريمشان ذا

وإذا كـان . احليوية يف اإلقتصاد التنافسي النامي، دون أن تؤدي إىل إزالة اإلختالالت بهافظة على على اإلقتصاد الوطين أن يسري قدما إىل األمام، فإن مهمة سياسة النمو، هي احمل

إن الكابوس الذي يقلق بال اإلقتصـاديني التقليـديني . القلق اإلقتصادي وعدم التوازنالذين ينادون بالتوازن هو بعينه الذي ينبغي أن ننظر إليه حنن على أنه خري مسـاعد يف

وواضح أن التحكم يف الوضع اإلقتصادي على هذا الشكل الميكن . )1("عمليات التنمية ترابط والتكامل بني فروعه فضـال عـن ليتميزبا الذي اال الصناعي يف ه خاصةحتقيق

، حيث يقـول مـا ملثال التايل، وذا الصدد كذلك يورد هريمشان االقطاعات االخرىوسع يف مصانع العصـري، وإىل تلرتقال يؤدي إىل الإن زيادة الطلب على عصري ا: معناه

غري أن إقامة مصانع عصـري ... وهذا الشك فيه إقامة املزيد من املصانع يف هذا اال رتقال سيؤدي إىل نقص واضح يف صناعة الزجاحات، وعندئذ يهرع الرأمسـاليون إىل لا

ملء هذه الفجوة باستثمار رؤوس أموال جديدة يف إقامة مصانع الزجاج تلبيـة لعـدم كميـات يفوما أن تبدأ هذه العملية حىت يظهر أختالل آخـر ... التوازن الذي طرأ

ـ زارعون إىل زيادة املصري، فيهرع اعلرتقال املزروعة الالزمة لصنع الا احة املزروعـة ملستكامل العفوي القائم بـني كافـة لوهنا إشارة واضحة إىل الترابط وا". برتقاال وهكذا

الزراعية والصناعية واخلدمية، وكما يشري إىل الديناميكية احلركية نشاطات اإلقتصادية لاوقـف املثـايل مليظهر ا" لقها القطاع الصناعي يف عملية التنمية اإلقتصادية حيث اليت خي

بالنسبة للتنمية عندما يؤدي إختالال ما إىل حركة إمنائية، يف هذا اإلجتاه، واليت بـدورها فإذا متت هذه املسألة ... ركة اإلمنائية، وهكذا حلتؤدي إىل إختالل آخر، يقتضي نفس ا

توازن، فليس على واضعي الربامج اإلقتصادية إال أن يراقبوا هذه العملية نمو غري امللمن ا )1( – A. HIRSHMAN : The strategy of Economic Development , Op Cit , P 66.


78

وهذا يعين من جهة أخرى أن البلدان املتخلفة تعترب جماال رحبا بل ومغريا . )1("من بعيد للمستثمرين على إختالف أوطام، نظرا ملا تتوفر عليه هذه البلدان من إختالالت عديدة

دية تسمح بالتدخل املباشر، خاصة يف اال الصناعي ـدف قتصااإليف كافة القطاعات ،سبق لسد ثغرة أو نقص يف إنتـاج معـني لمر عن ااألحتقيق أقصى ربح ناجم يف بداية

غاربية ملبلدان الهذه الظاهرة عرفتها ا. يؤدي إىل ظهور نقص آخر يف سلعة أخرى وهكذايف منتوج معني غالبا ما جيري صل نقص احلالسنوات األخرية، لكن الواجلزائر خاصة يف ا

سده باسترياده من اخلارج، ويستمر هذا الوضع ملدة طويلة، األمر الذي يؤثر سلبا علـى عينـة، يها أن توجه مواردها حنو جمـاالت م عملية التنمية، فالدولة وفقا هلذه النظرية عل

ليت يكون فيهـا يف اإلقتصاد، إن تلك ااالت ا" األمكنة الضيقة " دف القضاء على لكن األمر على مايبدو ليس من السهولة . الوضع مضطربا ويعرقل وجودها بقية الفروع

مبكان، ففي ظل إقتصاد السوق يكون تدخل الدولة حمدودا، وإمكانيات إغراء أو جلب حمدود أيضا، مما جيعل عـزوف رؤوس األمـوال " الفروع املضطربة "اإلستثمارات إىل ار فيها هو الغالب، نظرا لعامل اازفة الذي يشعر به أصحاا، وهم اخلاصة عن اإلستثم

يطلبون دائما املزيد من الضمانات اليت تعجز الدولة غالبا عن حتقيقها، مما جيعل حتقيـق مر ببعض جماالت األأهداف التنمية حمدودا للغاية، وتظهر خطورة هذا املوقف حني يتعلق

إقامتـها وفقـا صناعات اإلستراتيجية اليت ميكـن لين أو االبنية األساسية لإلقتصاد الوطلإلمكانيات املادية والبشرية املتاحة، ولكن اإلقدام على اإلستثمار فيها يكون حمـدودا، نظرا لسعي اجلميع إىل حتقيق أقصى األرباح يف أقل وقت ممكن يف نشاطات إقتصادية غري

سية واجتماعية معينة، تعيش فيهـا منتجة، وهو شئ متاح يف ظل أوضاع إقتصادية وسياري يف التوازنات القائمة يف هذه البلدان يتوقف إىل حد بعيد علـى يإن التغ. تلك البلدان، وهذا األخري على إجنازات وتغـريات مهمـة يف البنيـة األساسـية )2(عملية التصنيع

امل والتنسـيق اإلقتصادية، وزيادة وتنويع جماالت النشاط اإلقتصادي املنتج، وحتقيق التكبني خمتلف ااالت املذكورة، وتوجيه املوارد اإلقتصادية إليها مبختلف الطرق والوسائل،

إن هذه القدرة التـأيت مـن . حىت تصبح قادرة على املنافسة يف السوق احمللية والدولية )1( –, Op Cit , P 71.

.147تخلف والتنمية يف العامل الثالث، مرجع سبق ذكره ، ص قضايا ال: طالل البابا ـ )2(


79

الفراغ بل من جمهودات ملموسة تبدهلا املؤسسة اإلقتصادية يف العملية اإلنتاجيـة، مـن .لناحيتني الكمية والنوعية، وإال كان مصريها الزوال وفقا لقوانني إقتصاد السوقا

ألن لة التنمية يف البلدان املتخلفة ضواملالحظ أن هذه النظرية التستطيع أن حتل معفمـن الناحيـة . حتقيقها يف احلياة اإلقتصادية غري ممكن من الناحيتني التقنية واإلقتصادية

يا املتقدمة واإلطارات الفنيـة، جولضخمة، كالتكنو وسائل ة التصنيعالتقنية تتطلب عمليأما من . فهذا يعين أنه غري متخلف بالشكل املطوب على توفريها اوإذا كان بلد ما قادر

الناحية اإلقتصادية اإلجتماعية، فاملوارد املالية املتاحة حمدودة وأن التغلـب علـى هـذا خلارج وهذا من شأنه أن يزيد من الضغوط اإلقتصادية اجلانب اليتم إال باإلعتماد على ا

اإلجتماعية اليت قد تطول بشكل اليصبح اتمع قادرا على حتملها، هذا من جهة ، ومن فإن احملافظة على العالقـات والتناسـبات " بونكني " جهة أخرى، كما يقول األستاذ

لرحبية قوته، باعتباره احملـرك الضرورية بني القطاعات وااالت اإلقتصادية يفقد دافع االذي يدفع اإلستثمارات الرأمسالية يف هذه القطاعات فإن هذا الوضع سـيدخل عمليـة

فليس هناك رأمساليا ما أخذ يستثمر أمواله إنطالقا . )1(عميق تنتاج الرأمسايل يف سبااإلـ معينة حتقق له رحبا أقل مننمو املتوازن يف مؤسسات أو مشاريع لمن ضرورة ا ، اغريه

مسامهة الشركات اإلحتكارية الكـربى فان ومن أجل حتقيق فكرة التنمية فقط، وبالتايلإال للمشاريع اليت حتقق مصـلحتها بالدرجـة اليتميف اإلستثمارات يف البلدان املختلفة

إن " أمريكا الالتينية يف هـذا اـال جتربةويقول أحد اإلقتصاديني الذين عاشو. األوىل، فإنتاجية العمل مرتفعة اصبحت واقعا معتادا الت عدم التناسب إستمرت، بلمعظم حا

نسبيا يف بعض القطاعات الصناعية العصرية، اليت تسيطر عليها اموعات األجنبية، كما ، ورمبا يعود ذلـك )2(بقيت اإلنتاجية الزراعية منخفظة رغم أمهيتها يف اإلقتصاد الوطين

تغاليل الذي تعمل به يف غياب الرقابة احمللية، مما جعل التنمية اإلختالل إىل األسلوب اإلس، كذلك يف جمـال )3(اإلقتصادية املعتمدة عليها غري ممكنة، كما يقول بعض اإلقتصاديني

.70نظريات النمو للبلدان النامية، مرجع سبق ذكره ، ص : افسنيف. أـ )1( )2( – MARTIN , M : Le Monde Diplomatique , Paris , Disembre 1971, P 12. )3( – Dictionqir des Théories et Mecqnismes Economiques , J. Brimonde et A.Geldan Hatier , Paris 1984, P

118.


80

%90إىل 75الصناعة احلرفية والصناعة احمللية واخلدمات وجتارة املدن الكبرية، علمـا أن .ذات اإلنتاجية املنخفضة من السكان يشتغلون يف هذه القطاعات

يف دفع عملية التنمية االقتصـادية اهام ار الذي يعطى للصناعة دورهذا ويف اإلطا :فيما يليجند نظرية الدفعة الكبرية، وهو ما سنتطرق إليه

@òrÛbrÛa@òíŠÄäÛa@Z@ñjØÛa@òÈÏ†Ûa@òíŠÄã@IBIG PUSHH)1(@@òÇbä–Ûaë@ @

@ @@ @األساسية لنظرية النمو املتـوازن وبعـض حتاول هذه النظرية اجلمع بني املبادئ

وهي تعين HAROD-DOMMARوهارود ودومار ROSTOWمبادئ نظريات روستو عملية دفع قوى للوضع االقتصادي يف كافة القطاعات وعلى كافة املستويات االقتصادية

:احمللية والوطنية وهذا يعين حتقيق عملية التصنيع دفعة واحدة ، بشرط حتقيق مايلي تأمني الوفرات الداخلية واخلارجية استنادا على العالقات القائمـة بـني : أوال

، " دفعة كـبرية "القطاعات واملؤسسات االقتصادية حيث تسمح هذه الوفرات بإعطاء .وتأمني النمو املستمر لالنتاج ونقل البالد مباشرة من وضع التخلف إىل مستوى متقدم

ثالثة توازنات على أساس احملافظةتأمني تنمية قائمة على :ثانيا وازن توازن أفقي تكرر الصيغة السابقة للنمو املتوازن، كتأمني الت: التوازن األول

وهذا التـوازن يتحـدد تبعـا . ستهالكيةتلف مؤسسات وقطاعات الصناعة االبني خمملعدالت منو الطلب على السلع االستهالكية الذي يـؤثر علـى تطـور القطاعـات

.ت االقتصادية الصناعية واملؤسسايتعلق بضرورة حتقيق التطور املتوازن للقطاع الصناعي والبنيـة : التوازن الثاين االقتصادية األساسية ويتعلق بتحقيق النمو املتوازن للقطاعات الـيت تنـتج أدوات : التوازن الثالث

صنوعة أو الوسـيطة، االنتاج الرأمسايل خاصة، مبا يف ذلك املواد األولية، واملواد نصف امل : وجاء عرضها يف P. Rosenstein Rodan: ـ صاحب هذه النظرية هو )1( Notes on The Theory of The % Big Push % in Economic Development in Latin America London 1957.


81

آنفا يؤمن وفرا داخـل واملواد االستهالكية، وحسب هذه النظرية فإن التوازن املذكور ، ووفرا خارجه، يتحول من مؤسسات أو قطاعات معينة إىل أخـرى بآليـة كل قطاعإنتاجيـة مؤسسة ما تنتج األقمشـة ترفـع : وهو توازن عمودي مثال ذلك . األسعار ، حتول هـذه ) مما يعين حتقيق وفر داخلي (فيض نفقات االنتاج ، على حساب ختعملها

أسعار منتوجاا إىل مؤسسـة املؤسسة الصناعية جزءا من هذا الوفر عن طريق ختفيض ولتكن هذه املؤسسة اجلديدة مصـنع للخياطـة . أخرى وهذا يعين حتقيق وفر خارجي

. حتقق وفرا داخليا أيضـا حيث تستعمل هذه األقمشة كمواد أولية ، ويف الوقت نفسه وهكذا أصبح هناك مؤسستان متلكان أدوات موفرة اقتصادية ، ميكـن اسـتخدامها يف

هذه النظرية ) اين رودان شتروزا ن( وكما هو معلوم فقد ترك .عمليات التطوير املقبلة . هـ( اء ـــمث ج. كمايتضح من خالل بعض االنتقادات اليها يف وضع غري مرض

، زن الثالثة مبفهوم اجلهد اهلامشيال التواكليكمل خمطط أش) H- Leibensteinليبينشتاينومواجهة القوى اليت تعمل بالعكس على كـبح . إعطاء دفعة لنمو االنتاج القادر على

توجهات النمو االقتصادي ، كما تعمل على ختفيض نتائج االستثمارات الرأمساليـة إىل لقوى اليت تعمل يف االجتاه اإلجيايب حسب ليبينشـتاين أما ا. حدها األدىن غري املرغوب

كافية من القـوى العاملـة اجلهد اهلامشي ، املراس أو التجربة واإلبداع ، كمية: هيقلم السـريع مـع التطـورات ، مستوى معني من التعليم، يسمح بالفهم والتـأ املؤهلة

.املستجدة Bigالدفعة الكـبرية (نظرية وهكذا يتضح لنا أن احملور اليت تدور حوله هذه ال

Push ( وقد وجهت إليها انتقادات كثرية من قبل بعض االقتصاديني . هو الصناعة. ½a@pa…bÔnãüa@áçc@òíŠÄäÛ@òèuì@IñjØÛa@òÈÏ†Ûa@H@ @

من قبل عدد من االقتصاديني نذكر منهم لقد وجهت انتقادات كثرية هلذه النظرية الذي يرى أن هذه النظريـة A.MIRDALمريدال .االقتصادي السويدي أ •

كك يف صحة الفكـرة ش تتسم بالغموض إىل درجة كبرية ، كما أنهي فإن التطور سيتم بشكل شاليت تقول أنه إذا مت جتاوز مستوى اجلهد اهلام

كما يـرى . آيل ودون أي ختطيط للمستقبل أو جهد من طرف احلكومة


82

H.MYINT)1( يهها حنو طـرق أن عيب النظرية االساسي يكمن يف توجلقيادة االقتصاد ويعترب ذلك غري ممكن بسبب ضـعف اجلهـاز التخطيط

أن عيب هذه النظرية )G.MEIR)2كما يرى . احلكومي يف البلدان الناميةكغريها من بعض مناذج التنمية األخرى يكمن يف كوا تبىن على عدد من

، يف حـني فـة قط من البلـدان املتخل اخلصائص اليت يتميز ا منط معني فمـع اخـتالف . ستثناءإحياولون تطبيقها على مجيع البلدان املتخلفة دون

يف االمكانيات املتاحة لدى الدول املتخلفة، مع احتمال كبري لعـدم شديداستجابة االستثمارات اخلاصة لتنفيذها، كما أن االستثمارات قد التتم إذا

االرباح اليت حيققهـا مل تتخذ اإلجراءات الضرورية لتحقيق التناسب بنيحـىت ال . )3(شاريع الصناعية ذات النفع العاماملستثمرون حبسب أمهية امل

صحاب النشاطات الطفيليـة غـري ألحيدث عكس ذلك فتذهب االرباح يف حني يتأزم الوضع االقتصادي يف قطاع النشاطات االقتصادية . املنتجة

ـ يو. االقتصادي برمته احليوية، مما يؤدي يف النهاية إىل تدهور للوضع ح بصاللجوء إىل املساعدة اخلارجية أمرا ال مفر منه وهو مـا تعاجلـه نظريـة

:اخلارجية فيما يلي ةالدفع@òÈiaŠÛa@òíŠÄäÛaZ@u‰bä@òÈÏ†Ûa@òíŠÄã@òÇbä–Ûaë@òí…b–nÓüa@òîàänÜÛ@òî@ @

من أهم نظريـات التنميـة " النبضة اخلارجية"أو " الدفعة اخلارجية"تعرب نظرية املؤسسات االقتصادية االقتصادية اليت تلقا رواجا واسعا ودعما قويا من قبل احلكومات و

وصندوق النقد الدويل والبنـك ) W.T.O(املالية الدولية كاملنظمة الدولية للتجارة احلرة وهي عبارة صرحية للدعوة إلقامة تنمية اقتصادية مبنيـة . اخل ..العاملي للتنمية والتعمري

اعتمادا على القطاع الصناعي . اإلعتماد على العالقات االقتصادية اخلارجية على أساسالذي تقوم به الشركات متعددة اجلنسية، أو تشرف عليه يف إطار شراكة مع القطـاع

)1( – H . MYINT : The Economics of Devloping Countries, London, 1964 , P 21. )2( – G. MEIR : Leadineg Issues in Economic Development, ox FORD , University , Paris, 1971, P 89.

.73نظريات النمو للبلدان النامية، مرجع سبق ذكره ، ص : افسينيف. أ: أنظر ذا الصددـ )3(


83

اليت الجتـدي نفعـا دون اخلاص يف البلدان املتخلفة وذلك كبديل للمساعدات اخلارجية .خارجي اشراف

م عن طريق تتنمية االقتصادية يف البلدان املتخلفة جيب أن توترى هذه النظرية أن الأو ،من البلدان املتقدمة، سواء عن طريق تنمية معجلة لتجـارة التصـدير دفعة خارجية الدفعـة "إىل جانب تنظيم التنمية االقتصادية يف إطار ،لرأس املال األجنيبلتدخل فعال لي وانسحاب الدولة مـن القطـاع كالعمل على تشجيع القطاع اخلاص احمل" اخلارجية

ذب رؤوس األموار اخلارجية إىل غري ذلك مـن جلاالقتصادي ووضع اآلليات الضرورية يقدمه أنصار نظرية احللقـات املفرغـة )1(أفسينيف(وهذا احلل كما يقول ،اءاتاإلجر

. تقريبا لـذلك لكسر هذه احللقات من خالل الدفعة اخلارجية، ويعتربونه كحل وحيدكما تستخدم هذه النظرية من قبل أنصار فكره .)2(يقدمون أمثلة تارخيية يف هذا االوواإلنتاجية ويعتربوا كمخرج ملشكلة نقص " عوامل اإلنتاج"و" إلنتاج املقارنةانفقات "

ونقص الطلب، وضيق السوق الداخلية وحل كذلك ملشكلة العمالة، )3(رؤوس األموالوبتعبري آخر يرى أصحاب هذه النظرية أن البلدان املتخلفـة . وتنشيط القطاع التقليدي

) عوامل اإلنتاج(تعاين من نقص حاد يف رؤوس األموال والعمل املنتج، واملوارد الطبيعية ، كنتيجة النتاجية ملوارد األرض ملوارد العمل، واستخداما غري كامل ال، مما يسبب اختالعملون على تلبيـة مى للعاملني يف اال االنتاجي يالغالبية العظحيث أن ،العمل الضعيفة

للسكان خاصة املواد الغذائية، وضمن هذا الواقـع فـإن الفـائض احلاجات األساسيةقتصادي الذي كان باالمكان توجيهه ملضاعفة االستهالك واالستثمار يصبح منعـدما اإل

دخار لن يكون ممكنا على وهذا يعين أن امكانية التوجه حنو مصادر التراكم واال. تقريبا تأيت مـن "دفعة خارجية"وعليه البد من مساعدة خارجية على شكل . الصعيد احمللي

.83ص قنفس املرجع السابـ )1( الذي لعبته شركة اهلند الشرقية يف متويل الثورة الصناعية يف بريطانيا، وكذلك مشروع مارشال الذي مـول ركالدوـ )2(

التراكم على الصعيد العـاملي، : مسري أمنيأنظر ذا الصدد . إخل ... التنمية يف أوربا الغربية بعد احلرب العاملية الثانية .150، ص 1978، دار ابن خلدون، بريوت

، أن نقص رأس املال اليسمح للبلدان ضعيفة التطور باستخدام التقنية احلديثة وحتقيق العمالة سوكولينسكي.زيرى ـ )3( . الكاملة

.103، ص 1986دار الطليعة، بريوت، : عارف دليلة: نظريات التراكم، ترمجة : زاف سوكولينسكي: أنظر


84

إىل خدمات معينة ومواد أولية طبيعية زراعية ، حيث حتتاج هذه األخرية البلدان املتقدمةل ، وهذا يعين الدعوة لزيادة االنتاج يف هـذا اـا . واستخراجية من البلدان املتخلفة

وتصدير الفائض االقتصادي، وبالتايل زيادة املداخيل من العملة الصعبة مما يفتح اـال وهذا األخري يؤدي إىل حتريك النشاط االقتصادي . أمام االستثمارات يف قطاع التصدير

يف كافة ااالت، كزيادة معدل التشغيل وترشيد استخدام مـوارد العمـل ، وزيـادة وزيـادة الطلـب علـى السـلع العامة، وحتقيق التراكم الرأمسايل، اصة وخلاملداخيل اوهذا يؤدي إىل . وزيادة االستثمار ) الطلب الفعال(، وتوسيع السوق الداخلي واخلدمات

يف النهايـة إىل مما يـؤدي . ، اليت تؤدي بدورها إىل زيادة املداخيل انتاجية العملزيادة أن اإليرادات من : ة انتقادات عديدة أمهها وقد وجهت هذه النظري. وض اقتصادي عام

العملة الصعبة عرب الدفعة اخلارجية مل ولن تكون كافية، ومل تـؤد إىل رفـع مسـتوى املعيشة، ومل حتقق األهداف املرجوة منها، والتجربة اليت طبقت يف السنوات األخـرية يف

رجية ظهرت فيها فروق يف بعض البلدان املتخلفة اليت استفادت يف إطار نظرية الدفعة اخلامستويات الدخل، واملعيشية، كظهور فئات قليلة مميزة مبداخيل عالية إىل جانب فئـات وأيضا مبداخيل ومستوى معيشي متدين، حيث أا مل تستفد من اآلثار اإلجيابية للدفعـة

من الناحية ذابة ن رؤوس األموال اخلارجية الضخمة رغم أا تبدو جا"ة ـــاخلارجيلدى بعض االقتصاديني وتدل بعـض املعطيـات )1(" فإا تثري شكوكا كبرية. ردة ا

ن افريقيـا الغربيـة والشـرقية من سكان أكثر بلدا %7اإلحصائية يف هذا اال إىل أن ـ من جمموع الدخول يف ال %40، حصلو على أكثر من تطورا ات مـن القـرن يبعينس

على ،من الدخول %60افريقيا حصلو على من سكان بلدان مشال %15العشرين، وأن معظمها كذلك ممـا يفـيض عـن أن هذه املداخيل ال تستثمر يف ااالت املنتجة وأن

تسـتفيد الصـناعة الأويهرب اىل اخلـارج ويف احلـالتني ، إما يكترت للمضاربةاحلاجةتتخـذ فاالعتماديف التصنيع عليه حمفـوف باملخـاطراذامل والاالقتصادالوطين وبالتايل

اإلجراءات الضرورية للحد من اآلثار السلبية هلذا االجتاه، الذي يبدو كاختيار وحيد أمام بعض البلدان النامية، اليت تعاين نقصا حادا يف رؤوس األموال الالزمة لعمليـة التنميـة

:؛خاصة إذا علمنا أن. االقتصادية الصناعية خاصة واالقتصادية االجتماعية الشاملة عامة .94نظريات النمو اإلقتصادي ، مرجع سبق ذكره ، ص : يفافسين. أـ )1(


85

معينة يعتنقهـا أفكار أن رؤوس األموال األجنبية ال تأيت مبعزل من قيم و : أوال ولن يقبلو بديال عنها . أصحاا سوف لن يصمد كثريا ) . جبان(أن رأس املال حساس جدا أو كما يقال : ثانيا

أمام أية عراقيل مهما كان نوعها يف حالة حدوثها ، وهو ما ال ميكن التحكم فيه متاما يف .ل األوضاع االقتصادية االجتماعية والسياسية اليت تعيشها البلدان املتخلفةظ

لكن وكما هو معروف هناك واقعا قائما إن مل يكن مفروضا على معظم البلدان وبالتايل فهـي ،املتخلفة اليت تعاين نقصا حادا يف رؤوس األموال ذات املصادر اخلارجية

ا للسياق احملدد يف نظرية الدفعة اخلارجية ، ممـا قوية، ووفقحباجة ماسة لدفعة خارجية يتطلب من البلدان املعنية يئة الظروف االقتصادية واالجتماعية املناسـبة مـن خـالل وضعها الستراتيجيات وتطبيقها لسياسات إقتصادية رشيدة متكنها من االستفادة إىل أبعد

ليت تشـكل أحـد العناصـر اة احلدود من التعاون االقتصادي اخلارجي، يف إطار العوملاألساسية للنظام االقتصادي العاملي اجلديد، مع العمل بشكل متكاثف من أجل جعل هذا النظام أكثر عدال ويف مصلحة مجيع أطرافه املكونـة لـه مهمـا كانـت السياسـات

.واالسترتتيجيات املتبعة كما يتضح لنا يف الفصول القادمة

تجارب وسياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية الحديثة: ثالث ال الفصل

85

sÛbrÛa@Ý–ÐÛa@ @òrí†§a@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@pbîvîmaaë@pbbîë@l‰b£

يف مفهوم وأمهية سياسات واستراتيجيات التنميـة بالبحث سنتناول هذا الفصلالصناعية على املستوى العاملي، مث نتعرض إىل سياسات واستراتيجيات التنمية الصـناعية

أهم النتائج والعرب اليت ميكن األخذ ـا يف بعض البلدان املتقدمة سعيا منا للوصول إىلحالة البلدان املغاربية اليت نعتربها مثاال لتجـارب وأمنـاط ،على صعيد البلدان املتخلفة

وصوال إىل دراسة أكثر تفصيال فيما يتعلق ،وسياسات التنمية الصناعية يف البلدان الناميةحاصل ما يتربط ا من سياسـة وكتحصيل ،الصناعية يف االقتصاد املغاريب بالسياسات

.للبحث العلمي والتكنولوجي يف البلدان املغاربية :جتارب وسياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية احلديثة

½a@Þëþa@szj@ @@@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@pbîvîmaaë@pbbî@òîàçcë@âìèÐß@ @

الصناعية خاصـة تعترب سياسات واستراتيجيات التنمية االقتصادية عامة، والتنمية كل متكامل خيدم أحدمها اآلخر، بشكل مباشر أو غري مباشر، مع فارق واضح هـو أن التنمية االقتصادية ذات مفعول ومدلول شاملني لكافة القطاعات االقتصادية وكافة أحناء البالد، كما يفترض فيها أن تتميز باملوضوعية اليت تكسبها املصداقية يف جمال التنفيـذ،

ركة الفعالة لكافة العاملني مع التأثري املباشر والغري املباشر ، ـذا القـدر أو ذاك واملشالتدخل الدولة، من أجل ضمان التوزيع العادل لنتائج التنمية، بشكل يتناسب مع املسامهة

وهي تتعلق بالزيادة املسـتقرة املنتظمـة للـتغريات . الفعلية ألصحاب عوامل اإلنتاج على يف ذلك شأن النمو االقتصادي الذي يظهر يف بعض البلدان النامية االقتصادية، شأا

، يقتصر تأثريه ومظهره يف معظم األحيان على اجلانـب شكل منو اقتصادي بدون تنميةالكمي للواقع االقتصادي االجتماعي على نطاق ضيق جدا، يف حـني يتعـدى جمـال

نب النوعي املتعلق باملتغريات اهليكلية ، ومفعول التنمية االقتصادية اجلانب الكمي إىل اجلاالبنيانية، واألفكار والتصورات واملفاهيم السائدة يف جمتمع ما، ويسعى لتحقيـق قفـزة


86

و على األقل تضعه يف الطريق الصحيح لبلوغ مصاف اتمعات املتطورة،أنوعية تضعه يف ائم لالستغالل العقـالين يف حني تعرب التنمية الصناعية عن سعي اتمع الد. ذلك اهلدف

، أرقى حتقق أقصى قيمة مضافة ممكنةللموارد االقتصادية، عن طريق حتويلها إىل منتجات وهي بذلك تعترب من جهة أخـرى مبثابـة احملـرك . بأقل تكاليف اقتصادية اجتماعية حد كما أا كانت وال زالت على الدوام تعترب إىل . األساسي للتنمية االقتصادية الشاملة

بعيد كنشاط اقتصادي رائد ومتميز، سواء تعلق األمر بأساليب اإلنتاج املختلفة، أو طرق بعد ذلـك الـذي حتقـق يف . التنظيم، أو القيمة املضافة، أو الفائض االقتصادي الكبري

لتحقـت بالقطـاع أ، الـيت تحرير جزء كبري من القوى العاملةالقطاع الزراعي ومسح ب، كانـت القة اقتصادية يف التاريخ البشريول قفزة نوعية عمالصناعي وبذلك حتققت أ

مث ظهر ذلك بشكل جلي مع تعميمها . الثورة الصناعية يف بريطانية املعرب األساسي عنها والزالت . حىت ظهور اتمعات الصناعية احلديثة اليت متكنت من حتقيق التقدم والرفاهية

كافة ااالت الصـناعية خاصـة وفـق تعمل باستمرار من أجل مزيد من التطور يفسياسات واستراتيجيات خمتلفة، لكنها كانت تتفق يف كون مرجعيتها النظرية املعرفيـة واحدة، تتعلق بالنظريات واألفكار االقتصادية، وبـالواقع االقتصـادية واالجتمـاعي،

"السياسـة "لعب وهنا ت وانسجامها مع طبيعة املوارد االقتصادية املادية والبشرية املتاحة،فن وتقنية وممارسة ال تؤثر يف الواقـع "هما يف هذا اال باعتبارها ممبفهومها ارد دورا

وهذا الواقـع يتمثـل يف اـال . )1("إال إذا استندت إىل هذا الواقع املوضوعي نفسهكانيـات يف املوارد االقتصادية املادية والبشرية املتاحة، كذلك تتمثل يف اإلم ،االقتصادي

احملتمل اكتشافها واحلصول عليها، بناء على اخلصائص املميزة لالقتصـاد واتمـع يف وتقوم بوضع وتنفيذ هذه السياسـة يف شـكلها العـام، . املاضي واحلاضر واملستقبل

، بشكل يقتصر فيه تدخلها عـرب اإلشـراف أو )2(املؤسسات املتخصصة التابعة للدولةتركيز على احلوافز املادية واملعنوية كما هو احلـال يف اقتصـاد التوجيه غري املباشر، بال

حيث تقتصر سياسة الدولة يف اال االقتصادي الصناعي على اختاذ إجراءات . السوق : أنظر كذلك . 278ـ جمموعة من اإلقتصاديني، املوسوعة اإلقتصادية ، مرجع سبق ذكره، ص )1(

.75، ص 1970د، القاهرة، السياسة والتنمية اإلقتصادية يف إفريقيا، دار الكتاب اجلدي: بطرس بطرس غايلـ دور الدولة يف التحويالت اإلجتماعية واإلقتصادية للبلدان النامية، دار التقـدم، موسـكو، : ستانس وخروفوشنيـ )2(

.11، ص 1980


87

ملموسة تطبق على األمد القصري واملتوسط والطويل، خاصة يف جمال الضرائب والرسوم الستقرار االقتصادي بشكل عام يف إطار املختلفة، والقروض، واألسعار، واحملافظة على ا

استراتيجية اقتصادية صناعية بعيدة املدى، تأخذ يف االعتبار منجزات املاضي ومعطيـات احلاضر واحتماالت املستقبل يف خمتلف ااالت االقتصادية الصناعية خاصـة، وعلـى

قتصادية الصـناعية وإذا كانت السياسة اال. خمتلف املستويات احمللية واإلقليمية والدولية اختالف األفراد واحلكومات املعنية ا ، فـإن بختضع ملقتضيات احلال وتتبدل أو ختتلف

االستراتيجية االقتصادية، تكون أكثر عقالنية ورسوخا وإدراكا لتطور االقتصاد واتمع، ستهدف مـن فاالستراتيجية االقتصادية واحلالة هذه ي ،مبا حيقق أهدافه الراهنة واملستقبلية

ورائها إثبات الوجود الدائم، الفاعل واملتفاعل، وحتقيق القدرة على املنافسة ، وقد تكون يف اال االقتصادي، قطاعية يف اال الصناعي مثال أو شاملة لكافة القطاعات، وهي يف كل ذلك ترتبط بالعمل الضروري لتحقيق األهداف البعيدة املدى على مراحل وحسب

ت، وهي تستخدم يف ذلك السياسة االقتصادية كوسيلة لبلوغ األهداف، مـع األولويااألخذ يف االعتبار أن األطراف األخرى هلا استراتيجيتها اخلاصة أيضـا، وهنـا تلعـب

، )1(السياسة االقتصادية دورها الفعال يف جمال املنافسة وحتقيق مصلحة االقتصاد الوطينقواعد اللعبة لكسب ود تلك األطراف أو على ويف نفس الوقت التعمق يف الكشف عن

األقل إقناعها عمليا بالفائدة املشتركة اليت ميكن حتقيقها يف جمال التعاون املشـترك ، إن ، إذ ال ميكن االنطالق )2(النجاح يف هذا اال ينطلق من الواقع احمللي إىل املستوى العاملي

ليل ضعف أو قـوة أي طـرف مـن أو اإلقالع من أرضية هشة، هي يف واقع األمر داألطراف املتنافسة، من أجل كسب رهان احلاضر واملستقبل، وبقدر ما تكـون مهيـأة

يف ،)3(ملواجهة كافة االحتماالت بقدر ما تكون النتائج احملققة يف املسـتوى املطلـوب ولـذلك . سياق األهداف االستراتيجية املتواصلة لضمان االستمرارية املسايرة للعصرنة

فهي مل تكن ولن تكون من وضع فرد أو مجاعة حمدودة، بل هي عادة ما تكون من صنع خرية ما ميلكه اتمع من األدمغة أو العقول املتخصصة، يف خمتلف جمـاالت املعرفـة،

.28، ص 1980اإلقتصاد السياسي للتخلف، دار الطليعة ، بريوت، : بول باران وايف التوسطـ )1( .7، ص 1971لفكر السياسي األفضل لإلمناء يف العامل الثالث، منشورات عويدات ، بريوت ـ خنبة من رجال ا )2( .114، ص 1981الواقعة السياسية، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، : ملحم قوبان. دـ )3(


88

. والتكنولوجيا، والتجربة اإلنسانية مما جيعل احتمال اخلطأ ضئيال جدا يف حالة وقوعـه الستراتيجيات االقتصادية، الصناعية خاصة، جنـده يف نطـاق هذا املفهوم للسياسات وا

واسع يف جتارب التصنيع اليت مرت ا وال تزال قائمة يف كافة بلدان العامل املتقدمة منها ة يف بريطانيا، وحىت ظهور الـدعوة إىل ـواملتخلفة على السواء منذ قيام الثورة الصناعي) السياسات واالستراتيجيات(، لكنها ةرـيخقيام اقتصادي عاملي جديد يف السنوات األ

ونظرا ألمهية دراستها وتنوعها سـوف . ختتلف من حيث املوضوعية والصرامة يف التنفيذيقتصر حبثنا هلا على بعض النماذج األكثر بروزا على الصعيد العاملي يف كل من البلـدان

.البلدان املغاربية هااملتقدمة والبلدان املتخلفة، خاصة منa½ïãbrÛa@szj@ @

@Ûa@òîàänÛa@pbîvîmaaë@pbbî@òîÇbä–@ @@òß†Ôn½a@æa†ÜjÛa@œÈi@¿@ @

إذا كانت الصناعة تعد بدون منازع نتيجة طبيعية للتقدم العلمي علـى الصـعيد مما جيعله مبثابة احملرك األساسي الفعال ألي تطور أو ضة بشرية علـى مـر ،اإلنساين

لنشوء وتطور العامل احلديث يدرك ال حمال أنه كان على العصور وحىت اليوم، فإن املتتبعأوروبا الغربية والبلدان املتقدمة األخرى االنتظار زمنا طويال لتأخذ زمـام املبـادرة يف

الثامن عشر حىت تنتشر فيها الروح العلمية، واملبادرة اخلاصة ألملع العقول القرن منتصف تراع اآلالت، واكتشاف قـوانني الطبيعـة يف جمال البحث العلمي، والتكنولوجي، واخ

مل احلر احلـديث، أمثـال غـاليلو، اواحلياة، واالستفادة منها على نطاق واسع يف العمـن )1(دافينشي، وليبنتز، ونيوتن، وباكون، وديكارت، وباسكال، وغريهم واليوناردو

لبنات األوىل العلماء والباحثني املخترعني، الذين سامهوا بقسط وافر يف وضع األسس وال احلديث ، الذي تقع يف طليعته البلدان املتقدمة، بريطانيا والواليـات ملاليت قام عليها العا

:املتحدة األمريكية وروسيا واليابان كما سيتضح لنا فيما يلي

.9 النمو اإلقتصادي ، دار املنشورات العربية، بريوت، ص : بيار ماييهـ )1(


89

@Þëþa@x‡ìàäÛa@@Z@@òbîbîãbİíŠi@¿@Éîä–nÛa@òîvîmaaë@ @

انيا بالريادة يف هذا اال، مقارنة مع تتميز وسياسة واستراتيجية التصنيع يف بريطيف ROSTOW THEOREM)1(البلدان املتقدمة األخرى، حيث أقلعت حسب نظريـة

م مث تبعتها يف القرن التاسع عشر فرنسا وأملانيـا والواليـات 1800-1700الفترة ما بني ينة، مل تتح املتحدة األمريكية، وتعود أسبقية بريطانيا كما هو معروف إىل توفر شروط مع

لغريها استندت إليها سياستها واستراتيجيتها يف هذا اال آنذاك، مثـل تـوفر حمـيط اجتماعي واقتصادي مناسب من الناحيتني الكمية والنوعية، خاصة توفر تراكم رأمسـايل

وتوفر اليد العاملة، وكـذلك )2(اإلنتاج الزراعي رزدهاإمتاح للمستثمرين لتوظيفه مع )3(رايف والطرق واملوانئ اجليدة، واستخدام الفحم واحلديد على نطاق واسـع املوقع اجلغ

اجتماعيـة حيـاة واتساع السوق احمللي إىل السوق العاملي، وقد حتقق ذلك يف ظـل ، وكانت عملية التحول الصناعي بطيئة نسبيا مقارنة مع مـا عرفتـه البلـدان )4(عنيفة

لبت التنمية الصناعية خاصة حىت اكتملـت املتقدمة األخرى يف مرحلة الحقة، حيث تطوكان تطبيق سياسات التصنيع ميسورا يف بريطانيا . إىل حد ما أكثر من قرن من الزمن

يف املرحلة األوىل لقيام الثورة الصناعية، بسبب توفر الشروط املذكورة أنفا، إىل جانـب وكان دور احلكومة يف اتساع جمال التجارة اخلارجية، وفتح جمال االستثمار يف اخلارج،

التنمية االقتصادية الصناعية حمدودا مقارنة مع غريها من الدول األخرى،مع يئة املنـاخ لظهور طبقة من احملدثني، واملستثمرين يف القطاع اخلاص تولوا مهمـة حتقيـق التنميـة

ام معارضة الصناعية، والتجارية اليت اتصفت باالستغالل واألنانية املفرطة، مما أدى إىل قي .)5(واسعة النطاق لدى الطبقات االجتماعية

، وضع نظرية مراحل 1916إقتصادي أمريكي ولد بنيويورك عام : ROSTOW WALTMANرستو ولتمان هوـ )1( .، تلك املراحل اليت تقود اإلقتصاد إىل مرحلة التصنيع1960النمو اإلقتصادي عام

قول الثالثة لزراعة الربيع واخلريف، كما تطورت اإلنتاجية الزراعية بإبدال نظام احل %3 ـ مل يكن معدل الفائدة يتجاوز )2(بنظام تعاقب إنتاج احلبوب مث البقوليات، مما أدى إىل زيادة اإلنتاج وحتول الفائض مـن العمـال . وإزاحة األرض

.الزراعيني إىل الصناعة .20، ص 1987زيادة ثروة الشعوب، دار احلقيقة العربية، بريوت ، : الربت لوترباخـ )3(

)4( – ROSER, N SOLTAN : on Outline of European Economic Development, Longman, London, 1935, P 206.

ـ وذلك بسبب الرتعة املفرطة لتحقيق األرباح الطائلة من قبل أصحاب رؤوس األموال املنظمني مقابل سعيهم لتخفيض )5(مع وجود شروط وظروف قاسية للعمل ، للمزيد %0.07على أجور القوى العاملة إىل أبعد احلدود ومل يزد إرتفاعها

: أنظر - Outline of European Economic, Op Cit , P 213.


90

أن االقتصادي يف بريطانيا حىت مطلـع القـرن شوقد استمر ابتعاد الدولة عن الالعشرين، حيث بدأت بعض البلدان باللحاق مبضمار الصناعة الربيطانية، وإذا كانـت

إـا كـذلك قـد هذه األخرية قد تفطنت ألمهية الصناعة وجنت مثارها قبل غريها، ف، )1(حافظت على جمال التقدم االقتصادي، وحققت سبقا آخر يف مرحلة ما بعد التصنيع

متثل يف سرعة اخنفاض حصة القطاع الصناعي يف الناتج الوطين مقارنـة مـع البلـدان ـ . الصناعية األخرى اص يف ـوتفسر هذه السرعة يف جزء منها بظاهرة تطور االختص

بريطانيا قد عملت على تطبيق نظرية النسب املقارنة خـالل كل بلد، إىل جانب كون اجلزء األكرب من القرن التاسع عشر حبكم أوضاعها االقتصادية اخلاصة، حيث عملـت

1950ضعف يف الوسائل األخرى، مـن بدايـة مععلى زيادة وسائل اإلنتاج الصناعي ناعي مع حتسينه من مكانةالريادة يف اااللص ، حيث انعكست بشكل كامل1980وحىت

. )2(النحيتني الكميةوالنوعيةوجود سرعة استثنائية يف االجتاه ملرحلة ما بعد التصنيع يف بريطانيا حبقلوحظ فقد

د إىل وذلك يعـو . ا أعالهـوهي نفس الفترة املشار إليه ،1980 وحىت 1955خاصة منذ والتكيف مع األوضـاع ،التحوالت اهليكلية لإلنتاج، واكتشاف البترول يف حبر الشمال

االقتصادية اجلديدة، ومل تعد بريطانيا حباجة إىل الزيادة يف اإلنتاج الصناعي على الطريقة بل أخذت تتجه بقوة حنو مرحلة ما بعد التصنيع، حيث يالحـظ أن حصـة ،التقليدية

ـ تاج الربيطاين بقي مستقرا تقريبااملنتجات الصناعية يف جمموع اإلن نيـ، يف الفترة ما بـ 1913ـ 1870 مث 1955ـ 1920ني ـمث أخذت هذه احلصة يف االخنفاض يف الفترة ما ب

الثمانينيات، كما لوحظ هذا االخنفاض ) 1980(أخذ هذا االخنفاض يزداد خالل سنوات ويف . كذلك يف بعض الدول الصناعية األخرى كفرنسا والواليات املتحدة األمريكيـة

حوالت يف امليول ملرحلة ما بعد التصنيع تبني أن الوقائع هذا الصدد يالحظ أن بعض التـ نعين مبرحلة ما بعد التصنيع الثورة الصناعية الثالثة والثانية، وهي تلك املرحلة من النمو اإلقتصادي الذي أصبح فيـه )1(

ويعرب عن ذلك كذلك ) الزراعة واخلدمات ( ، مقارنة مع القطاعني الثالث واألول املسامهة النسبية للصناعة متراجعة :أنظر . بالثورة الصناعية الثالثة

، 1982ق، ـبرمد، وزارة الثقافة، دمش صالح الديناحلضارة التقنية اخلاسرة ، ترمجة : وريوجيارين وهنري بوبريجيهـ . 35ص

)2( – KAHIERS JUSSIEU (4) : Conqissqnce Dutiers – Monde Université de Paris 7 , P102.


91

جاءت مطابقة للتحوالت اليت طرأت على األنظمة السياسية وتطورها على املدى البعيد ، كما يالحظ أن املستوى الذي بلغته مرحلة ما بعـد )1(كتلك اليت ميثلها قانون بيمول

ول وتشمل التحول اهليكلي على املـدى األ: التصنيع يتحدد بعمليتني تارخييتني خمتلفتني الطويل كنتيجة إلدراك أمهية التصنيع والعمل على حتقيقه ، كما هو مطلوب من البلدان

تأيت انطالقا من كون االعتبـارات االقتصـادية والسياسـية : املتخلفة والعملية الثانية للقطاع الصناعي يف واالجتماعية جتعل البلدان الصناعية تتجه حنو ختفيض احلصة النسبية

القطاعني الزراعي واخلدمي ، كما حصل ىتاالقتصاد، وبتعبري آخر تتجه حنو زيادة حصهذا الواقع اجلديد ال يعـين . يف بريطانيا وغريها من الدول الصناعية األخرى فيما بعد

ن أمهية التصنيع على الصعيدين االقتصادي واالجتماعي بل هو يعرب عن تطـور ـاحلد م يف جمال التصنيع جعله يف مستوى الكفاية االقتصادية علـى الصـعيدين احمللـي ريـكب

وعلى الرغم من . واخلارجي، على أساس أن أي زيادة يف هذا اال تصبح غري اقتصادية، واليت فرضت 1970 ة االقتصادية املستمرة اليت عرفتها دول االحتاد األورويب منذـاألزم

صناعي والتحول الشامل يف إطار الثورة الصناعية الثالثـة أي سياسة احلد من اإلنتاج ال فقد حافظت بريطانيا بقـوة علـى مكاـا ،التكنولوجيات اجلديدة لإلعالم واالتصال

. كدولة صناعية كربىمن الصادرات %22من الناتج الداخلي اخلام، و %22ل ثوالصناعة مت 1990فمنذ

سلع النهائية ، لكن املالحظ كذلك هـو أن اخلاصة مبنتجات السلع النصف مصنعة والمليون عامل 4.4إىل 1986 مليون عامل عام 5.2العمالة يف هذا القطاع قد اخنفضت من

وذلك بسبب التحول وإعادة اهليكلية الذي جنم عنه غلق بعـض املؤسسـات 1997عامبلغ التطور كذلك. الصناعية التقليدية حلساب التكنولوجيات اجلديدة وأرباح اإلنتاجية

االقتصادي الصناعي أعلى مراحله يف جمال الصناعات األساسية، كالصناعة الصـيدالنية كما تنـتج . اخل ..والصناعة اإللكترونية وصناعة اال اجلوي ، وعتاد استخراج النفط

من أجهزة حواسب املكاتب األوروبية كما أا تعد املنـتج الرئيسـي %40بريطانيا يعترب أنه بسبب املرونة القوية للطلب إجتاه الدخل، فإن الطلـب علـى Loi de Baumolـ هو قانون نسبة إىل بيمول )1(

وهذا يعـين . عدخل اجليد الذي حيققه التصنيالاملنتجات الصناعية واخلدمات يف البلدان الصناعية يكون كربا بفضل .ختفيض األمهية النسبية للقطاع الزراعي مقارنة مع القطاعني الصناعي واخلدمي


92

كما متلك صناعة متطورة جدا يف جمال احلديد والصلب بلغ إنتاجها . ال ألجهزة االتصـ 1.3مليون طن، وصناعة سيارات بلغت 15.1حوايل 1950عام ا ـمليون سيارة، كم

262متلك صناعة نسيج متطورة ومميزة إىل حد كبري كما أنتجت خالل تلـك السـنة إىل غـري )1(ن طن من الطاقـة مليو 3733مليون طن من األلياف االصطناعية ، وحوايل

ذلك من الصناعات االستراتيجية اليت تلقى الدعم الكامل من اجلهات املعنيـة ، وفـق اسـتغلت رصـيد الفكـر االقتصـادي . ة اقتصادية واستراتيجية بعيدة املدى ـسياس

الكالسيكي واملعرفة والتجربة احمللية والعاملية، وبذلك تكون حبق قـدوة لبلـوغ هـذا ن التطور االقتصادي الصناعي أمام البلدان النامية والبلدان املغاربيـة علـى ـم املستوى

وص لكن هذا اليعين بالضرورة أن متر بنفس التجربة املرحلية لبلوغ أهدافها ـوجه اخلصمـا فعلـت البلـدان الصـناعية ك. وذلك للظروف املواتية اجلديدة أمام هذه البلدان

ى اللحاق بربيطانيا يف هذا اال، بل وجتاوزا يف عندما عقدت العزم عل. رىــاألخجماالت كثرية كما هو احلال يف الواليات املتحدة األمريكية وروسيا واليابان وغريهـم،

:كما سيتضح لنا فيما يليïãbrÛa@x‡ìàäÛa@Z@òîØíŠßþa@ñ†zn½a@pbíüìÛa@¿@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@òîvîmaaë@òbî

@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @@ @

مما ال شك فيه وبغض النظر عن األسباب األخرى كاتساع مسـاحتها وغناهـا اليت منحت القوة والريـادة للواليـات املتحـدة . باملوارد الطبيعية وفعالية سكاا اخل

األمريكية يف كافة ااالت وخاصة منها االقتصادية والعسكرية على الصعيدين احمللـي عود إىل السياسة واالستراتيجية العامة من جهة واخلاصة والعاملي ، فإن السبب الرئيسي ي

)1( – ROXAMENI : Encyclopedie Microsoft (R) Encarta , 99 /c/ 1998.


93

باال االقتصادي، من جهة أخرى ، املتميزة بالتبصر والعقالنية واالبتعاد عن االرجتـال وحىت يومنا هذا مما جعلها الوريث القوى لإلمرباطورية )1(واازفة، منذ قيام هذه الدولةلكن هـذه املكانـة . االقتصادي بشكل خاص يف اال )2(اليت ال تغيب عنها الشمس

املرموقة لالقتصاد األمريكي مل تنطلق من الفراغ فقد محلت اهلجرة إليها سـكانا مـن التقنيـة ورؤوس أوروبا الغربية، فيهم من رواد املشاريع املنظمني من استطاع بفضـل

ناعي ، هـذا خاصة يف اال الص. )3(، أن يرسى قاعدة تطور ضخماألموال األوروبيةوقد متيزت التنمية االقتصادية يف هذه البالد منذ بدايتها بثالثة عوامل هامة أوهلا أن الدولة بدأت حياا يف وقت كان اإلقطاع يف طريقه إىل الزوال من أوروبا مما يعـين إفـالت

م يف وثانيها أن نوع املهاجرين وميلهم لالبتكار وسعيه. أمريكا من آثاره الظاملة القاسية يني إىل التحسن االقتصادي طلب الفرص اجلديدة كان له األثر الكبري يف توجيه األمريك

لغـرب والثالث ويتمثل يف اال اجلغرايف الذي يتميز بوجود أراضي شاسعة يف ا. الدائم، مسحت للمهاجرين بامتالك أراضي زراعية جديدة ، مما كان له أثرا دائمـا األمريكي

ريكي ، حىت قرب القرن التاسع عشر حيث بدلت اجلبهـة اجلغرافيـة األم االبداععلى واستبدل البحث عن أراضي جديدة بالبحـث ،االقتصادية جببهة اقتصادية وتكنولوجية

كاره قيمة أساسية يف هذه الـبالد تعن منتجات وأسواق جديدة، وظل ذكاء الفرد وإباألسرة إىل صناعة قومية عاملية وتطور فيها القطاع الصناعي من مصنع . حىت يومنا هذا

وذلك يف ظل منافسة شرسـة خـالل السـنوات . )4(عمالقة مل تشهد البالد هلا مثيالأدت إىل تدخل اجلهات الرمسية لوضـع نظـام ،الثالثني األخرية من القرن التاسع عشر

بدأ إنشاء اخلطوط احلديدية 1840واعتبارا من عام . للحد من ذلك الصراع االقتصادي وإقامة معامل صناعية يف شرق البالد ، بينما ظل اجلنوب والغرب جماال صرفا للنشـاط

لكن حرب االنفصال أدت على توقف جمرى االزدهـار االقتصـادي مـدة . الزراعي لكن شساعة البالد جعلت آثار . باستثناء اجلنوب الذي خرج من احلرب مدمرا ،حمدودة

.1776جويلية عام 4ـ منذ إعالن الكوجنرس قيام الواليات املتحدة يف )1( ا خالل جزء من القرن الثامن عشر ، وهي مدة سيطرا اإلستعمارية املباشرة على جـزء ـ لقد كان يطلق على بريطاني )2(

.كبري من العامل، يطلق عليها اإلمرباطورية اليت التغيب عنها الشمس . 50، ص 1970اإلقتصاد السياسي للتخلف، دار الطليعة، بريوت، : بودياران إيف الكوستـ )3( . 24دة ثروة الشعوب، دار اليقظة العربية، بريوت، ص زيا: الربت لوترباحـ )4(


94

األمريكي الصناعي بشكل خاص من النهوض بقوة هذا الدمار حمدودة، ومتكن االقتصاد، وذلك بفضل مساعدة مالية هامة من اجنلترا، خصصت لتمويل إقامـة 1880منذ علم

وقد استمر منو وتطور االقتصاد . )1(خاصة إنشاء شبكة اخلطوط احلديدة البنية األساسيةة للصناعة األوروبية والصناعة يف الواليات املتحدة األمريكية بشكل مطرد حماكاة وموازا

لكن رغـم هـذا . ربيطانية حىت حلقت ا وجتاوزا يف جماالت عديدة يف عصرنا هذاالفإن االقتصاد والصناعة األمريكية ينطويان على مزيج من احلـرية مـن ،التقدم امللحوظ

من ناحية القوة تكمن أمهيته وثقله وتأثريه امللمـوس علـى . عوامل القوة والضعف معاديات العامل ، سواء تعلق األمر بالصناعة والتكنولوجيا، أو التجارة أو املواد األولية اقتصا

، ديةأو حركة رؤوس األموال واالستثمارات على الصعيد العاملي، أو األسواق املالية والنق، كما يعترب من االقتصادات األغىن يف العامل )2(باعتباره االقتصاد الصناعي األول يف العامل

فقط على العوملة ولكن أيضا على التكنولوجيا املتقدمة اليت خصص هلا عـام التقوم اليت2.5حوايل 1994 % 20وميثل اإلنتاج الصناعي يف هذه البالد . من الناتج الداخلي اخلام %

30ميثل 1960من اإلنتاج الصناعي العاملي مع العلم أنه كان عام % وتكمن قوة هـذا ، وتكنولوجيته املتقدمة حيث مسحت هلـا بـاحتالل اته اخلالقةقتصاد يف تنوعه وطاقاال

ومن إجيابيات هذا االقتصاد أنه حقق أطول فتـرة ،املقدمة يف عدد من الفروع الصناعيةفقد مت منذ بداية الثمانينات إجياد عدد كبري من ،توسع يف زمن السلم يف القرن العشرين

، واخنفاض يف معدالت التضخم ت البطالةع اخنفاض مستمر ملستوياالوظائف اجلديدة، مكما حدث تطور كبري يف الصادرات أدت إىل حتريك عملية اإلنتاج حـىت أصـبحت

ورغم التراجع النسيب منذ اية الستينات فقد بقيت . املصانع األمريكية بطاقة شبه كاملةعة الصناعة كقطاع هام يف االقتصاد األمريكي ، عدا صناعة احلديد والصـلب وصـنا

وشيئا فشيئا تطورت الصناعة حنو االختصـاص يف . بتحول التصنيع االنسيج اللذين تأثرتواجـه )3(واملالحظ أن الشركات األمريكية الكـربى . النشاطات التكنولوجية العالية

. 16النمو اإلقتصادي، املنشورات العربية، ص : بريماييهـ )1( .، وبذلك ميثل هذا الرقم ربع اإلنتاج العاملي1995مليار عام 7246ـ حيث بلغ الناتج الداخلي اخلام )2(ـ السيارات جن. Exxon, Mobil, Texaco, Chevron, Anjogo: ـ يف جمال البترول جند شركة )3( ,Chrysler : دـــ

Ford Motors, Genera . ــد ــة جن ــة اجلوي ــاءات املالح ,Textron, Modonnel Doglas, BoeingوبنUnitedtechnologie, Lockheed Martin واإللكترونيك جند :General Elictric . وكذلك يف املواد اإلسـتهالكية


95

منافسة دولية حادة وبشكل خاص من اليابان يف جمال السلع اإللكترونيـة والـدراجات ومـن . وروبا يف جمال األسلحة واملالحة اجلوية والكيميـاء ومن أ ،النارية والسيارات

البلدان الصناعية اجلديدة خاصة كوريا اجلنوبية والصني وتايوان وهونغ كونـغ اللعـب لذلك جند ميزان املدفوعات وامليزان التجـاري األمريكـي . البالستيكيات والنسيج اخل

، كما خسـرت 1988والر عام مليار د 120يعانيان عجزا كبريا حيث فاق هذا العجز فضـال ،صناعة السيارات والفوالذ يف الوقت الذي كانت فيه تسيطر على جتارة العامل

واملالحظ اآلن هو االختفاء شـبه الكلـي للسـلع . على سيطرا على السوق احمللية األمريكية من السوق االستهالكي لإللكترونيات بل هناك مؤثرات مقلقة أخرى تـدل

صناعة األمريكية ال تنتج كما جيب أو باألسلوب الذي وصل إليه الصـناعات على أن الفمنذ بداية السبعينات كان معدل منو اإلنتاجية، . األخرى

باملائة فقط يف العام بعكس 1يف االنتاج الصناعي يزيدبقليل عنوهومؤشررئيسي إىل الشـركات كما أنه أصبح ينظـر ،ماكانيجري يف البلدان املتقدمةاالخرى كاليابان

دات أداء سيئ مقارنة مع بعـض البلـدان املتقدمـة أااألمريكية بشكل متزايد على وذلك يف جوانب رئيسية مثل كلفة ونوعية املنتجـات . كاليابان وأملانيا مثال )1(األخرى

السبب الرئيسي ال يعود إىل وجود خلل يف ان ويرى البعض. وسرعة وصوهلا إىل السوقوان العجز يف امليزان التجاري من وجهة النظر هذه الينبع مـن ،كية ذااالصناعة األمري

وإمنا يعود إىل عوامل االقتصاد الكلي كالفروق الطبيعية ،تصور ذايت يف الكفاءة الصناعيةيف نسب النمو االقتصادي بني خمتلف البلدان، وتقلبات أسعار السوق النقدي والعجـز

حىت وإن كان البعض يرى أن صعود وهبوط مؤشـر أداء )2(اهلائل يف امليزان التجاريعلى أساس أن الكساد يف جمال صناعي ما ،الصناعات جزء طبيعي من التطور االقتصادي

يقابله ازدهار يف صناعة أخرى، ويبقى مع ذلك أن اخللل األكرب الذي كانت تعاين منـه دى إىل جتميد األجور منذ بداية مما أ ،الصناعة األمريكية يكمن يف النمو البطيء لإلنتاجية

أدى إىل ختفيض مستوى املعيشة، وضعف يف احليوية االقتصادية، األمر وهذا السبعينات

Appel , Microsoft, Digital, Compaq, Hemlett Packard, IBM: الصيدالنية واإلعالم اآليل، مثـل والكيميائية و .إخل...

. 254، ص 1975القضايا اإلقتصادية السياسية للرأمسالية، دار الفرايب ، بريوت، : قارفا. يـ )1( .15ـ جمموعة من الباحثني، جملة أمريكية، مرجع سبق ذكره، ص )2(


96

الذي ال يتناسب مع القوة السياسية والعسكرية للواليات املتحدة األمريكيـة، مـع أن قيق جتميد األجور يعين من جهة أخرى إعطاء فرص أفضل أمام االستثمارات من أجل حت

األرباح اليت تعترب سببا وهدفا أمسى هلا، خاصة يف اال الصناعي ، كما يتضح لنا مـن : خالل اجلدول التايل

مختلفة عشریاتنتاجية الساعية للعمل واالستثمار خالل اال أرباح: ) 4 ( جدول رقم

(%): النسبة

العشرية

1990 1980 1970 1960 أرباح إنتاجية القطاعات

ط معدل النمو السنوي لإلنتاجيةمتوس القطاع الصناعي

القطاع غير الفالحي حصة اإلنتاجية في إستثمارات التكنولوجيات الجديدة

ـ2.8 3.1 2.6

ـ2.7 1.7 5.7

ـ2.9 1.2 15.7

ـ3.9 1.7 29.3

Industrielle , HELENE BAUDCHON : Problemes Economique Une Troisieme Revolution: المصدر La Documention Francaise, Paris, N° 2642, 12/1999, P15.

ويالحظ أن إنتاجية ساعة العمل يف القطاع الصناعي يف تزايد مسـتمر حيـث بعكس إنتاجية العمل غري الفالحـي الـيت 1990عام 3.9إىل 1960عام 2.8انتقلت من

كـذلك االرتفـاع جندات يف حني يالتسعينيف 1.7ات إىل ييف الستين 3.1تراجعت من .)NTIC(املتزايد حبصة اإلنتاجية يف جمال التكنولوجيات اجلديدة إلعالم واالتصال

، بل يعتقد أن هـذه واملالحظ أن املعدالت احملققة يف القطاع الثالث ليست ائيةلقطاع سوف ترتفعـان مـع نتاجية يف هذا ا، وأن االستثمارات وأرباح اإلاملكانة مؤقتةمع االستعمال التدرجيي للحواسيب يف القطاع الصناعي والقطـاع غـري . مرور الزمن

:الفالحي كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايل یبين أرباح إنتاجية العمل في الوالیات المتحدة في القطاعات المستعملة: ) 5 ( جدول رقم


97

تعملة ) ق م ( للحاسوب ر المس ة ) ق غ م ( وغي رات زمني ي فت ف

مختلفة

(%) :النمو السنوي متوسط معدل(

السنوات 1990/1996 1979/1990 1973/1979 1973/1960 القطاعات

ق غ م ق م ق غ م ق م ق غ م ق م ق غ م ق م

2.6 5.7 1.6 3.2 1.6 1.1 3.1 2.8 القطاع الصناعي

0.8 0.9 0.3 0.7 0.3 0.9 3.8 2.6 القطاع غير الصناعي

.14نفس المرجع السابق ، ص : المصدر

وهكذا يتضح لنا أن االستثمارات يف التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصـال األمر ه يف األمهية مع مرور الزمن خاصة يف القطاع الصناعي املستعمل هلا ، وكذلكذآخ

من القيمة املضافة يف القطاع اخلـاص 2/3وقد بلغت حصته . يف القطاع غري الصناعييف كل جمـال كاملصـايف والسـيارات ، كما أن استعماالته ممكنة1991ماألمريكي عا

ة مشاكل املنافسة ملـدة لقد قاومت الصناعة األمريكي. والصيدلة والبناء وجتارة املصرفرير حتت عنوان صنع يف أمريكا إىل تراجع االسـتراتيجيات لقد أشار تق. عشر سنوات

خاصة فيما يتعلق بفقدام لزمـام ،األمريكية يف األجل القصري على مستوى املستثمريناملبادرة ، لذلك انصبت جهود الشركات األمريكية الكربى على مواجهة املنافسة الدولية

ومـن جهـة ) الدراجات، السيارات املرناة، أجهزة الفيديو والتصوير،(خاصة اليابان ومن البلدان الصناعية اجلديدة آلسـيا، ) ) األسلحة، واملالحة اجلوية والكيمياء( أوروبا

األلعاب (الشرق األقصى خاصة كوريا اجلنوبية والصني وتايوان وهونغ كونغ يف جمال ديد والصلب كما يعرب كذلك تراجع إنتاج احل) . والصناعات البالستيكية والنسيج اخل

يف الواليات املتحدة األمريكية عن املنافسة احلادة اليت يواجهها، مما جعلها تتراجع علـى ـ 1991مليون طن عام 91الصعيد الدويل إىل املرتبة الثالثة بـ رت ـ، وهو تـدهور ظه

%11إىل 1945عام %60معامله قبل ذلك حيث تراجعت حصتها يف السوق الدويل من قد كان هذا الوضع االقتصادي مثار اهتمام عدد كبري مـن املختصـني ل. )1(1987عام

)1( – ETATS – UNIS D'amerique Encyclopedie Microsoft , ENCARTA, 1999.


98

يف أمريكـا القـوة )1(أحد االقتصاديني املرموقني يطلق عليهم الذينو ،واملعنيني باألمرني ـاملتكونة من التقني،)باحليادية (املسرية للصناعة احلديثة الكربى املتطورة واليت يصفها

،علمـي لالتقدم ا نسلطتها م واليت تستمدت يف املاضي اليت حلت حمل القوى اليت هيمنـ ال الدولة وال املسامهني أو البنوك ـفهي وحدها ـ تعرف سـر التقني هي اليت ـ ة ــ

ومن هذا املنطلق وردا . يف اإلنتاج واالستهالك احلديثة وطرق تطويرها ووسائل تأثريها د شكلت جلنـة متخصصـة على التراجع الذي عرفه االقتصاد والصناعة األمريكية فق

ووضع جمموعة من التوصيات حيث قامت بتقيـيم )2(لتقصي وضع اإلنتاجية الصناعيةـ : الشركات األمريكية يف كل صناعة على أساس األداء اإلنتاجي ة ـكفاءـا ونوعي

وسرعتها يف إدخال منتجات جديدة إىل . إنتاجها وإبداعها وسهولة تكيفها مع الظروفوإجـراء . موقع إنتاج 150وشركة 200البحث امليداين ألكثر من السوق اعتمادا على

وأت إىل نتيجة وهي أن الصـناعة ،مقابلة يف الواليات املتحدة وأوروبا واليابان 550كان يقف حائال دون قابلية كثري مـن ،األمريكية تنطوي يف الواقع على ضعف منهجي خاصة ستة مناذج من هذا أبرزتو ،تغريةالشركات للتالؤم مع أجواء العمل الدولية امل

: )3(الضعفكوا من جهة تركز على اإلنتاج : يتمثل يف وجود استراتيجيات بالية : األول

وعلى سياسات اقتصادية متحجرة مـن الكمي للبضائع االستهالكية العادية، ومن جهة . جهة أخرى

ة ملعاملة العمال كمصدر حيث اجتهت اإلدار: إمهال القدرات البشرية : الثانية حىت أصـبح . للتكلفة جيب السيطرة عليه وليس كثروة جيب تطويرها كاجتاه استراتيجي

.هذا اإلمهال جزءا من مشكلة اإلنتاجية يف الواليات املتحدة األمريكيةكاإلخفاق يف االنتشار والتعاون داخل الشركات : اإلخفاق يف التعاون: الثالثة

، بسبب ضعف قنوات االتصال والتنسيق بني دوائر الشركة املختلفة، نفسها وفيما بينها .594، ص 1972الدولة الصناعية احلديثة، وزارة الثقافة، دمشق، : أنظر جون كينيت غالربيثـ )1(

سـات أو ـ شكلت هذه اللجنة لتقصي موضوع اإلنتاجية الصناعية ملعرفة نقاط الضعف العامـة املوجـودة يف السيا )2( .1986عام ) Hewlett(و ) Sloan(املمارسات الصناعية يف معهد ماستشوسنت للثقافة بتمويل من مؤسسيت

.8ـ أنظر جملة العلوم ، الكويت ، مرجع سبق ذكره، ص )3(


99

وفيما بينها وبني الشركات األخرى خوفا من تسرب معلوماا اخلاصة إىل منافسيها، مما .أدى إىل نقص حاد يف املشاريع املشتركة

لقد لوحظ هذا الواقع يف جمال تصـميم : ضعف تقين يف التطور واإلنتاج: ربعاأن عدد األعطال )1(ملنتجات ذات املصداقية والنوعية اجليدة، حيث بني البحثوتصنيع ا

على سبيل املثال اليت مت اإلبالغ عنها املتعلقة بالسيارات املصنعة يف مصـانع الواليـات الـيت مت ثة أشهر األوىل من استعماهلا، هي ضعف األعطالالخالل الثاملتحدة األمريكية

كذلك األمـر . يف اليابان خالل نفس الفترة بالسيارات املصنعة غ عنها فيما يتعلقالاإلب فيما يتعلق بطول متوسط مدة اجناز التصاميم اجلديدة البالغة مخس سنوات يف الواليات

. )2(املتحدة األمريكية يف حني تنفض هذه املدة إىل ثالث سنوات يف اليابانحيث لـوحظ وجـود :عمل احلكومة والصناعة يف اجتاهات خمتلفة : خامسا

، إىل درجـة اعتبـار عمال واحلكومة مقارنة مع اليابانضعف يف التعاون بني رجال األبعض القوانني كتلك اخلاصة مبنع االحتكار وسالمة البيئة وغريها من األمور الـيت أدت

. إىل تدهور الصناعة األمريكية األمريكيـة حيث لوحظ أن الصناعة: العمل ضمن آفاق قصرية املدى : سادسا

تقوم على أساس استراتيجية قصرية املدى واحلصول على أرباح سريعة ، وقد أدى ـا أن )3(هذا الوضع إىل خسارة حصصها يف األسواق أمام املنافسة األجنبية، ويرى البعض

السبب يف ذلك يعود بشكل خاص إىل سيطرة أفراد عن املناصب اإلداريـة التنفيذيـة، ل عن منتجات وأسواق شركام، وينصب تركيـزهم علـى زيـادة اليعرفون إال القلي

.األرباح بدال من االعتماد على دعم اإلبداع التقينهذا وقد استنتجت جلنة اخلرباء ثالثة توجهات رئيسية عامة بعيدة املدى سـيتولد

:عنها انعكاسات واسعة على األداء اإلنتاجي للشركات األمريكية يف املستقبل وهي

.ـ وهو مسح جرى يف معهد ماستشوستس للثقافة ضمن برنامج حمرك السيارات العاملي )1(من جممل أعمال البحث والتطوير يف الواليـات املتحـدة األمريكيـة، لكنـها %46احلكومة متول ـ يف احلقيقة فإن )2(

.أنظر جملة العلوم، مرجع سبق ذكره، ص . إستثمارات غالبا ما تكون يف الدفاع والقضاء .William jثي ابرنـا .ج.و/ و، Robert. H. Hayesهيـز . هـ.ر: ـ هو تقرير حول الصناعة األمريكية من إعداد )3(

Abernathy من كلية إدارة األعمال من جامعة هارفارد .


100

استمرار النشاط االقتصادي يف التحول إىل نشاط أكثر تدويال كمـا أن : أوالكية واملكان والقوى العاملة وأعمال املشتريات واملبيعات للشركات ستتعدى حـدود لامل

وستملك الكثري من الدول املقدرة على إنتـاج ،الدولة اليت أنشئت فيها هذه الشركاتيف الواليات املتحـدة نهاأفضل للمنافسة م افضلوتصدير السلع واخلدمات املعقدة يف

.األمريكيةوالوسيطة إىل أسواق أكثر تعقيـدا ستحول أسواق املنتجات االستهالكية : ثانيا

وزيادة الدخل يف العامل ،إىل حد بعيد INTERNATIONALIZATION التدويلبسبب ث اليقبل اجلميع وختصصا، حيكما أن األسواق ستصبح تدرجييا أكثر جتزئة . إىل حدها

.نفس التصميم واملواصفات ملنتج ما سيكون هناك تطور سريع يف سريها إىل األمام ) التكنولوجيا(ستتابع الثقافة : ثالثا

واليت بدأت ،املتوقعةوملواجهة هذه التطورات ثقافة املعلومات وعلم املواد والعلوم احليويةتقترح اللجنة خاصة يف دعـم وتقويـة بسرعة وقوة كبريتنيتظهر إىل الوجود نتائجها

: هي) حتمية(الصناعة األمريكية إتباع استراتيجية للتنمية الصناعية تقوم على أسس جيب على الواليات املتحدة أن تزيد من استثماراا املستقبلية ليس يف إقامة : أوال

تصاد الكلـي خاصة يف رأس املال البشري ويف االق،املصانع فقط بل يف األحباث كذلك مع إعطاء األولوية لتحقيق توازن يف امليزانية، كما جيب أن تركز السياسة االقتصـادية

إىل تلـك األمريكية على إعطاء األولوية لالستثمارات يف القطاعات املنتجة باإلضـافة العائدة لالستهالك الشخصي، مع تطبيق سياسة نقدية أكثر توسعا، وسياسة ضريبية أكثر

ى االستهالك وأقل تأثريا على املدخرات أو االستثمارات، مما يؤدي إىل تـدفق تركيزا علومما يساعد على ذلك سن تشريعات ضريبية وأخرى . رأي املال حنو االستثمارات املنتجة

مجع األموال بقصد متلك الشـركات أو مبكانلتقدمي القروض حبيث يصبح من الصعوبة القطاع الصناعي واجلهاز األكادميي للتأكد من أن وجيب أن تعمل احلكومة مع . شرائها

بل تتوسع حنو ثقافـات التصـنيع . االستثمارات ال تقتصر على األحباث األساسية فقطاإلنتاجي أيضا، إىل جانب إنتاج أنواع جديدة من البنية التحتية بدءا بتطور بنية حتتيـة

تعادل أمهيتـها ألعمـال للمعلومات الوطنية دف الوصول إىل شبكة اتصاالت سريعة كذلك تالحظ اللجنة أنه اليفيـد . املستقبل أمهية الطرق السريعة احلالية حلركة البضائع


101

س أي إبداع ثقايف أو رفع يف مستوى املعيشة ما مل يتم إجراء حتسينات جوهرية يف املدار .االبتدائية والثانوية

ـ كاالس،تطوير مواطن اقتصادية يف مكان العمل : ثانيا للثقافـات ؤتخدام الكفاحلديثة اليت تتطلب تطوير قدرات العاملني يف جمال التخطيط واحلكم علـى األمـور، والتعاون وحتليل النظم املعقدة، وجييب إعطاء أمهية خاصة هلذا األمر يف برامج التعلـيم، الستيعاب أفضل لثقافات اإلنتاج اجلديد، واندماج ومشـاركة يف املسـؤولية أوسـع

ة لي، خايف آلة كبريةوأن تكف الشركات عن معاملة موظفيها كمسننات يف ،فنيللموظ .من اإلحساس على الواليات املتحدة أن تقدم إلزاما رئيسيا باجتـاه اسـتيعاب األسـس : ثالثا

إضافة إىل التخطيط والتسـويق ،اجلديدة للتصنيع الذي نعين به تصميم وتطوير املنتجات ملواجهة املنافسة العاملية واألسواق املتغرية ، والتقنيات احلديثة وذلك. والبيع واخلدمات

علـى املـديرين الغـوص يف . اليت تقوم بتحويل كل مرحلة من مراحل اإلنتاج تقريبا .تفاصيل اإلنتاج ملواجهة منافسة أوالئك الذين يعرفون خصوصية أعماهلم

يع واملوثوقيـة وأن تقوم املنتجات يف تصميمها على أسس من سـهولة التصـن كذلك جيب اإلبداع يف تطوير عملية اإلنتـاج بـنفس الكفـاءة . واخنفاض األسعار

وجيب أن تعمل اإلدارات العليا واملؤسسات . واإلبداع املطبقني حاليا يف تطوير اإلنتاج وير املالية معا لتطوير مؤشرات تعكس بشكل أفضل أداء الشركات الفعلي يف عمليات تط

.إخل... ق منتجاا وإنتاج وتسويجيب على األمريكيني أن يناضلوا للجمـع بـني التعـاون والفردانيـة : رابعا

)INDIVIDUALISM ( أن ثقافة األمة ركزت على الفردانيـة علـى والحظت اللجنةمع العلم أنه نتج عن التضامن اجلماعي يف الشـركات . حساب التعاون يف أحيان كثرية

عي ، واالعتراف باالنضباط املشترك ميزات اقتصادية هامـة، األمريكية ، والشعور اجلماتقدم حوافز من أجل ) مرونة(وعليه جيب استبدال اهلياكل اإلدارية القاسية ياكل أكثر

االتصال والتعاون بني خمتلف إدارات املؤسسة، مع احلد من التعاقدات القانونية املسـببة قات عمل مبنية علـى الثقـة املتبادلـة للخصومة يف كثري من األحيان، مع تطوير عال

واألهداف املشتركة ذات نظرة بعيدة، وأن تقبل اإلدارة العمـال وممثلـيهم كشـركاء


102

ها كما أن ن اجلهود الفردية واجلماعية وتكافؤأصليني يف عملية اإلبداع، وتعترف بكل من يأخـذ أك. التعاون بني املؤسسات االقتصادية سيؤدي إىل التغلب على عيوب السوق

.هذا التعاون شكل جمموعات أحباث ومشاريع مشتركةجيب أن يوسع األمريكيني نظرم خارج حدودهم من أجل التنـافس : خامسا

. وجيب أن حيصلوا على املعرفة باللغات والثقافات األخرى. بنجاح على املستوى الدويل طوروا جمموعة جديدة منوان ي. وعادات السوق واألذواق والنظم والتعليمات القانونية

اعتبارات الكلفة فيما إذا كان مـن األفضـل املشاعر يف تعاملهم مع العامل، وستتحكمعليه فمعرفة األوضاع االقتصادية العاملية و. احلصول على احلاجات حمليا أو من اخلارج

جيب أن ال تنحصر يف قسم التسويق، بل جيب أن تعم لتشمل وكالء املشتريات ومديري وجيب أن يتجاوز التسوق يف األسواق العاملية شراء املواد األولية واملـواد . إلنتاج أيضا ا

كذلك جيب أن يفهم . اجلاهزة، ليشمل تبين املمارسات الفعالة والثقافات أينما وجدت األمريكيون أن العامل الذي يعيشون يف قد تغري، وذهب التفوق االقتصادي الذي كـانوا

أن تـتعلم وأن على الواليات املتحدة هد بعد احلرب العاملية الثانية،جيتمتعون به دون إن ما جيب على األمريكيني عمله جيب أن اليتحدد برغبام فقط . الكثري من بقية العامل

مث يالحظ التقرير يف األخري بأنه ليس من السـهل . وإمنا باملمارسات األفضل لآلخرينتتطلب يف كثري من احلاالت تغـيريات أساسـية يف تطبيق هذه احلتميات اخلمسة، اليت

ذت الصناعة واحلكومة والنظام التعليمي يف أحأنه إذا ما التصرف ، كما يالحظ التقرير متابعة ثابتة هلذه احلتميات األساسية، فإن اجليل القادم من األمريكيني سيعيش يف دولـة

ن جعالها تقود العامل منذ جيل تدخل القرن احلادي والعشرين بنفس النشاط والقوة اللذيوكما يبدو من السياسات والنتائج احملققة يف الواليات املتحدة واخلارج، أنـه مت . مضى

وذلك باعتبارهـا يف . )1(األخذ ذه احلتميات على نطاق واسع خالل العشرية املاضيةد يالواقع كاستراتيجية بعيدة املدى للمحافظة على مكانة هـذه الدولـة علـى الصـع

ـ . يتعلق بالثورة الصناعية الثالثة كما سبق أن رأينا فيما. )2(العاملي مـر علـق األ واء تس، 29الصناعات األمريكية واليابانية واألملانية يف مواجهة الركود اإلقتصادي، جملة الصناعة واإلقتصـاد، رقـم . ـ غ م )1(

.144ـ 140، بريوت ، ص 1995ديسمرب للعب دور ريادي على الصعيد العاملي ملصـلحة املستضـعفني، ةهذه الدولـ هذه املكانة كانت والزالت تصبو اليها )2(

بأنه يسعى لتوفري القوة الباعثـة مـع احليـاة " 1949عام ) ترومان(ويقول أحد رؤساء الواليات املتحدة األمريكية اجلـوع : لتحريك شعوب العامل حنو عمر مظفر، الضد قاهريها من البشر فحسب، بل أيضا ضد أعدائها القدامى


103

باالستخدام الواسع للحاسوب على الصعيدين الشخصي واالقتصادي والصناعي وكافة ااالت واالرتفاع املستمر لتأثريه على رفع أرباح اإلنتاجية وحتسني الوضع التنافسـي

ة، سواء منها ذات الطابع اخلدمي والتجاري أو الصناعي وكـل للمؤسسات االقتصادي. ذلك يف إطار ما يعرف االستخدام الواسع للتكنولوجيات اجلديدة لإلعالم واالتصـال

ومنها تصبح دراسة جتربة سياسات واستراتيجية التصنيع يف الواليات املتحدة األمريكيـة مواجهة متطلبات الغد القريب والبعيـد من األمهية مبكان للبلدان املغاربية، على صعيد

معا، لكن هذا ال يغنينا كذلك عن إلقاء نظرة سريعة على جتربة رائدة يف هذا اال هي .سياسات واستراتيجية التصنيع يف اليابان

sÛbrÛa@x‡ìàäÛa@@Z@æbibîÛa@¿@Éîä–nÛa@òîvîmaaë@òbî@ @

لتنمية الصـناعية خاصـة يف ة واتعترب سياسة واستراتيجية التنمية االقتصادية عام، من األمهية مبكان وتستحق البحث والتحليـل لالسـتفادة منـها يف البلـدان اليابان

:ذلك العتبارات عديدة نذكر منها و والبلدان املغاربية خاصةاملتخلفة، . ةبيا مقارنة مع التجربة الربيطانيحداثتها نس: أوال كوا متت بشكل إرادي ويف ظروف عزلة شبه تامة عن التـأثري السـليب : ثانيا

. املباشر للرأمسالية االحتكارية ذات املنشأ االستعماري . االفتقار الشديد يف هذا البلد لبعض املواد األولية اهلامة كالطاقة : ثالثا .تقدم احلديثالبعد الكبري هلذا البلد عن أوروبا الغربية مهد العامل امل: رابعا

وأخريا التقدم الكبري الذي أحرز عليه اليابان يف اال االقتصادي عامة والصناعي ومن مت املكانة املرموقة اليت تبوأها على الصعيد العاملي يف هذا اـال، وذلـك . خاصة

، ومن )1(بنقل مثارهبفضل جناحه الباهر يف نقل بذور التطور الصناعي بدال من االكتفاء ا يتضح لنا أن اليابان قد مرت بتجربة جد خمتلفة عن التجربـة األوروبيـة وجتربـة هن

فحىت منتصف القرن التاسع عشر كانت التـزال اليابـان . الواليات املتحدة األمريكية

لكن ذلك مل يتحقق على صعيد الواقع، خاصة فيما يتعلق باإلحنياز التام لظروف دون أخرى، كما " والبؤس واليأس :أنظر . هو احلال يف فلسطني احملتلة

.282، ص 1971اإلقتصاد السياسي للتخلف، دار احلقيقة، بريوت، : نبول باراـ . 39التنمية، دار املعار، لبنان، ص أضواء على: جون كنيت جابرايتـ )1(


104

مـن ،يف ظل نظام شبه إقطاعي طبقي موغل يف القدم ينحدر من أعلى سـلطة تعيش ، حيث كانـت املـدن )1("لداميوس والسامورايبا"مرورا ... اإلمرباطور إىل الفالحني

ويقتصر املوجود منها على الصناعة احلرفية التقليدية ، مـع قليلة، والصناعة شبه معدومةيف ظروف يسودها العنـف نطالقة لقد حصلت اال. وجود نوع من الرأمسالية التجارية

ي على اليابان الكومودور بريفرض 1854الوطين، حتت تأثري صدمة خارجية، ففي عام أن توقع معاهدة جتارية مع الواليات املتحدة األمريكية وكان يف ذلك إجحاف وطين حبق

ومل يدم هذا الوضـع . سن التصرف من أسس الفضائل حاليابان ، الذي يعترب اللباقة ومسجال حتـوال جـذريا، 1868طويال حىت جاء اإلمرباطور موتسو هيتو إىل احلكم عام

ماعيا وذلك مبساعدة صغار التجار واجليش واألشراف كما قام بتـوفري اقتصاديا، اجتالظروف املناسبة جلذب اخلربات األجنبية إىل اليابان ويف الوقت نفسه أرسل العديد مـن الشباب الياباين إىل اخلارج ، لتلقي املعارف العلمية احلديثـة ، واسـتوردت السـكك

من أوروبا والواليات املتحـدة األمريكيـة ، احلديدية واملراكب والتجهيزات الصناعيةواملالحظ أن االستعانة باخلارج وقفت عند هذا احلد لتستعني بعد ذلـك باإلمكانيـات

، أي أن التنمية الصناعية هنا اعتمدت على املوارد املاليـة املتـوفرة ، دون املادية احمللية مل ختضع ألية ،مية شبه مستقلةاللجوء إىل االقتراض اخلارجي فقامت بذلك يف اليابان تن

ضغوط خارجية حيث كانت تقايض مستورداا بصادرات إىل البلدان املتقدمة آنذاك ، خاصة الشاي، احلرير وكان متوين توظيفاا يتم عن طريق التراكم الرأمسايل اخلاص على

ـ . من موارد اخلزينة )2(%80شكل ضرائب عقارية ، كانت متثل ل وهذا يعين أن الفضيف متويل التنمية الصناعية يف هذا البلد يعود إىل الدور اهلام الذي لعبه القطاع الفالحي يف

واملتمثـل يف إنشـاء مصـانع ) اإلمرباطور(ويف دور الدولة الفعال . التراكم الرأمسايل، مع استخدام )3(ومؤسسات جديدة مث بيعها إىل رجال املشاريع عندما تصبح ذات ربح

عضو يف طبقة احملاربني يف النظـام Samouraiو الساموراي . إسم السيد احمللي يف اليابان القدمية Daimoisـ الدامييوس )1( .1868الطبقي قبل

.19، ص 1979النمو اإلقتصادي ، املنشورات العربية، بريوت، : جان كميدـ )2(من املبالغ اليت تكلفتها احلكومة مع دفع مثن الشراء على دفعات %30، %15صانع مقابل نسب تتراوح بني ـ بيعت امل )3(

:أنظر . عاما 30إىل 20لفترات طويلة بلغت أحيانا .231اإلقتصاد السياسي للتنمية، مرجع سبق ذكره ، ص : باران بولـ


105

حتصل عليها يف إنشاء مؤسسات صناعية أخرى، وهكذا يبدو أننا أمام جتربة األموال اليت فريدة من نوعها مقارنة مع ما كان جيري يف هذا اال يف كل من بريطانيا والواليـات

وهناك مظهر آخر ميز االقتصاد والصناعة . املتحدة األمريكية وغريها من الدول الصناعيةاإلجيايب الذي لعبته بعض العائالت الكبرية اليت كانت متلك اليابانية متثل كذلك يف الدور

وهـي ". الزايباتو" نوعا من الشركات املسامهة يف شركات عديدة أخرى تعرف باسمتشغل عددا من ملتزمي األعمال الصغرية، األمر الذي أعطى بفضـلهم أمهيـة خاصـة

يدا الستمرار األسلوب للمؤسسات الصغرية يف جمال اإلنتاج، هذا الواقع أعطى نفسا جداإلقطاعي الصارم يف اال الصناعي، كما يالحظ كذلك أن الصـناعة اليابانيـة قـد اعتمدت وملدة طويلة على طرق تقنية تقليدية، باستخدامها لآلالت القدمية اليت تسـتغين

مبا كان ذلك الخنفاض تكلفتها ر، وعنها الصناعة األوروبية دف إبداهلا بآالت جديدةـ . الظاهر مع سهولة استخدامها يف ن ألكن األمر على ما يبدو أعمق من ذلك بكثري ك

يكون هذا البلد قد اختار بذور التصنيع بدال من جين مثارها مباشرة، فيما يعرف اليـوم إىل . بنقل التكنولوجيا دون فهم حمتواها وتبعاا على الصعيدين االقتصادي واالجتماعي

منها مثال قرا مـن ،ملية التنمية الصناعية خاصة يف اليابانجانب ذلك هناك ما مييز عالصني جعل اليابان تتمتع بأمهية استراتيجية خاصة لدى الدول اليت أرغمتها على توقيـع

حيث كانت ترقب بعضها البعض خوفا من حصول بعضها على )1(معاهدة غري متكافئةري السليب على التنمية يف اليابان بعد احلربني مزايا التقارب مع اليابان وهذا يعين ابتعاد التأث

العاملينت، كما أن إفالا من الغزو الغريب املباشر أنقذها من مشاعر الكراهية لألجانـب، عكس ما حصل يف البلدان اآلسيوية األخرى، وغريها من بلدان العامل، حيث كان تقبل

م مصـلحتهم يف حـدود القـيم ختـد اليابانيني للمعرفة الغربية دون حدود، طاملا أا وعليه فإن التنمية هنا جاءت كحد وكرد فعل . واألهداف السامية اليت سيعون لتحقيقهاوقد ظهـر هـذا التهديـد يف أواخـر أيـام . هذا التهديد بالتغلغل الغريب يف اليابان

دولة، خسرت مبوجبها بعض األراضـي سـخلني وجـزر 48مع 1951ـ هي معاهدة سالم سان فرانسيسكو عام )1( رب مرهقة مستسلمة، لكنها من جهة أخرى حلا، حيث خرجت من من احللفاءأخرى إىل جانب ضغوط . الكوريل

عادت إىل اموعة الدولية، وبدأ بإعادة بناء ما حطمته احلرب وختلت عن السياسات اإلقتصادية اإلقطاعية السابقة، إصالح إقتصادي شامل مبساعدة الواليات املتحدة األمريكية ودول أخرى، متكنت من لعب دور مهم يف وذلك عرب

.اإلقتصاد الدويل، رغم العراقيل األخرى اليت واجهتها نتيجة للمعاهدات غري املتكافئة اليت وقعتها


106

على شكل ديد عسكري هام، األمر الذي دفع احلكام اإلقطاعيون إىل )1("طوكوجاوا"جهود كبرية إلقامة صناعة استراتيجية، مثل صناعة احلديد واألسـلحة وبنـاء إىل بذل

جعلـها السفن وغريها، وقامت بذلك صناعة حديثة ضمن حميط اجتماعي إقطاعي، مماا إىل جانب اقتصاد مير مبرحلة ما قيل الرأمساليـة، هـذا د تبقى كأجسام غريبة اليعت

ويا لالقتصاد الياباين ألخذ زمـام املبـادرة الوضع استمر وكان يف نفس الوقت دافعا قاليت جنمت عن توقيع معاهدة غري وكرد على الظروف الصعبة. وكسب رهان املستقبل

متكافئة مع األجانب يف بداية اخلمسينات من القرن املاضي، واليت أصـبحت اليابـان يـة االقتصـادية مبوجبها سوقا مفتوحة أمام البضائع األجنبية، مما عمل على ديد التنم

الرأمسالية يف هذا البلد، فقد اتبعت سياسة اقتصادية ضمن استراتيجية شـاملة ملواجهـة الوضع خاصة بعد إعادة النظر يف جوهر تلك االلتزامات حبيث أصبحت تضمن مصلحة

حيث عملت الدولة على بناء بعض املصانع اخلاصة ،1960كافة األطراف إىل حد ما عام ا على نطاق واسع كما يعين العمل على إقامة اقتصاد صناعي متكامل، باألسلحة وغريه

قادر على املنافسة الشرسة اليت يوجلهها من اخلارج على الصعيدين األمين واالقتصـادي معتربا أن ذلك الميكن حتقيقه إال من خالل إقامة صناعة استراتيجية، وقد حقق يف هـذا

:من خالل اجلدول التايل كما يتضح لنا. ناعيائج هامة خاصة يف اال الصاال نت األرقام القياسية لإلنتاج الصناعي الياباني واألمریكي: ) 6 ( جدول رقم

1953/1962

البلد اليابان السنة

الواليات المتحدة األمريكية

1953 1947 1937 1962

100 29 80 345

100 75 46 129

. 254، ص 1975، بيروت ، يالفارابقتصاية السياسية الرأسمالية، دار القضايا اال: فارغا . ي: المصدر

طـور علـيهم إسـم آخر القادة الذين أطلق االمربا: TOKUGAWAKEIKI YOSHINOBUطوكوجاوكي ـ )1(

SHOGUN ينتمون إىل عهد االبدوADO بداية عهد املسيحي 1868 – 1603الذي إمتد ما بني. DOMINIQUE et MICHEL FREMY : quidmonde Rubert, Paris 1997 , P 1277.


107

التطور السـريع حلجـم اإلنتـاج ) 4( يتضح لنا من خالل هذا اجلدول رقمسنة األساس 1953الصناعي يف اليابان حيث تضاعفت أكثر من ثالث مرات بني عامي

اال يف الواليات املتحدة ، يف حني نالحظ التطور احلاصل يف نفس الفترة و1962وعام فقط وقد أمكن لليابان مبساعدة التكنولوجيـا الغربيـة أن %29األمريكية مل يزد على

تصبح شريكا قويا يف االقتصاد الدويل بشكل متزايد وبعيـد عـن التـأثري الرأمسـايل عكس ما حدث . غري تابعة مما ضمن هلا تنمية قومية مستقلة "االحتكاري االستعماري،

يف البلدان املتخلفة التابعة، اليت كان يسودها االستغالل الذي جنم عنه شكا وعداءا للدور مواجهة سياسية يف ثرياليت عانت الك )1("اجلديد للبلدان الغربية يف تنمية البلدان املتخلفة

وذلك من أجل احملافظة على االمتيازات االقتصادية ،بعد االستقالل السياسي" فرق تسد"النعـرات العرقيـة واجلهويـة وتأجيج يةتغذك(ستغاللية سواء على الصعيد الداخلي اال

أو الصعيد اخلارجي املتمثل يف أساليب التدخل يف الشؤون الداخلية اقتصـاديا ) الضيقةوعسكريا ، كل ذلك فرض حبق أو بغري حق على البلدان املتخلفة ختصيص جزء ا هاما

هذا األمر أعفى منه اليابان ألكثر من ثالثة . الدفاعية من مواردها االقتصادية للجوانب عقود ركز فيها على النهضة االقتصادية استعاد فيها بالكامل ما خربته احلرب، يف جـو من االستقرار وحسن النية ورضى ومسامهة من طرف أعدائها التقليديني الذين ساعدوا

ال جتري الرياح مبا ال تشـتهي لكن وكما يق. كذلك على عودا إىل اموعة الدوليةالداخلية )2(ات عدد من املشاكليالسفن اليابانية فقد واجهت اليابان يف منتصف الستين

واخلارجية على صعيد تلبية احلاجات املستجدة للسكان الذين أخذوا يطالبون بتحسـني مطالبة مستوى املعيشة وحتركت املدارس واجلامعات يف هذا اال، مؤيدة برجل الشارع

باحلد من التفاوت االجتماعي، ومعاجلة مشكلة التلوث إىل غري ذلك من القضايا الـيت رفعت حركة النمو االقتصادي اليت فاقت التقدم احلاصل يف الدول املتقدمة األخرى اليت تعترب كشريك أساسي هلا، وعلى رأسها الواليات املتحدة األمريكية اليت وصل عجزهـا

وذلك بسبب السياسة االقتصادية اليت 1986مليار دوالر علم 50يابان إىلالتجاري اجتاه العلى املنتجات اليابانية نظـرا اتبعتها اليابان خاصة يف السوق األمريكية اليت أقبلت بقوة

.236االقتصاد السايسي للتخلف، مرجع سبق ذكره، ص :بول بارن ـ )1( .2001، م و ث والفنون، الكويت، 268سلسلة عامل املعرفة رقم :سعد زهرات ترمجةباطريك مسيث ، ـ )2(


108

وهكـذا فـإن . لتكييفها مبا يتالءم مع الذوق والقدرة الشرائية للمستهلك األمريكـي من أجهزة الفيديو ومخـس %60من الدرجات النارية و %90النسب املئوية تشري إىل أن

من جهة كانت األسواق اليابانية شبه مغلقة يف وجـه . ، كلها تأيت من اليابانالسياراتالسلع األجنبية مبا يف ذلك األمريكية بفرضها لرسوم مجركية عالية، مع إتباعها لسياسـة

ية إىل إقرار عقوبات مجركية على لذلك جلأت الواليات املتحدة األمريك. جتارية نوعية وهكذا أخذت الضغوط االقتصادية اخلارجية تؤثر علـى . الواردات اليابانية واألوروبية

ات اليت عرفت وضعا اقتصاديا صـعبا علـى ياالقتصاد الياباين خاصة يف سنوات السبعينالتزمـت الصعيد الدويل، مما أثر بشكل مباشر على مستوى ومنط املعيشة يف اليابان ، و

تنظم التجارة اليت) GATT(بالنشاط كعضو مهم يف االتفاقية العامة للتعريفات والتجارة بعد 1975منذ : ، وقد أصبح لليابان دور فاعل يف السياسة واالقتصاد الدوليني )1(الدولية

، لقد تبوأت هذه املكانة االقتصادية الدولية جبدارة )2(بعد انضمامها ملنتدى السبع الكبار : )3(تحقاق كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايلواس

بين المكانة التي تتبوأها الشرآات اليابانيةیمقارن : ) 7 ( جدول رقم

1995بين شرآات البلدان الثالثة األولى في العالم عام

البلد

البلدعدد

الشرآات

رقم األعمال

والرمليار د

األرباح

مليار دوالر

حصتها بالنسبة المئوية

في رقم األعمال اإلجمالي

في األرباح اإلجمالية

اليابان االمريكية. الواليات م

62 53

3196 1998

46.0 98.0

40.7 25.4

18.3 39.2

بعـد W.TOأو O M .Cأصبحت تعرف باسم املنظمة العاملية للتجارة 1995بعد التعديالت اليت ادخلت عليها عام ـ )1( .مثان سنوات من املفاوضات

.تحدة األمريكية واليابان وكندا واملانيا وفرنسا وايطاليا وروسياالسبع الكبار ويضم الدول الصناعية، كالواليات املـ )2(- Le Monde Diplommatique, Paris, 16/04/1997, P 16.

شركة األوىل يف العامل، واليت تعود بالترتيب 200مع العلم أن النسبة املئوية املذكورة يف العمودين األخريين تتعلق بـ ـ )3(تحدة االمريكية واملانيا ، بريطانيا، سويسرا، كوريا اجلنوبية، إيطاليـا، اململكـة املتحـدة ، امل اىل اليابان، الواليات

األراضي املنخفضة، فرتويال، السويد، بلجيكا، املكسيك، الصني، الربازيل، كندا، ونسبة رقم أعماهلا إىل جمموع رقم ، 0.3، 0.3، 1.5، 2.0، 2.2، 2.3، 3.1، 3.5، 7.3، 10، 25.4، 40.7: أعمال الشركات املائتني هو على التـوايل

.وتنتمي اىل كل القارات عدا افريقيا .100%= ، 0.2، 0.2، 0.3، 0.3 .وهذه الشركات حبق متثل أمهية مكانة ودور وفعالية الدول املنتمية اليها يف النظام الإقتصادي العاملي اجلديد


109

9.8 10.0 24.5 786 23 المانيا .ذآره مجلة الصناعة واالقتصاد مرجع سبق: المصدر

أن األوىل يف العامل بالنسبة لتعـدد ) 5( حيث يتضح لنا من خالل اجلدول رقمشركة للواليات املتحدة األمريكيـة 23و 53شركة مقابل 62الشركات األهم يف العامل

مليـا دوالر لليابـان تتبعهـا 3196وأملانيا على التوايل ، أو بالنسبة لرقم أعماهلا البالغ مليـار دوالر 786مليار دوالر لـألوىل و 1998 يكية وأملانيا بـالواليات املتحدة األمر

وتبعا لذلك كما هو واضح من اجلدول فإن حصة رقـم األعمـال اإلمجـايل . للثانيةة ــــتليها األمريكي %40املائتني األخرى هو للشركات اليابانية بالنسبة للشركات

الدرجة الثانية يف نفس اال فيما ، لكن اليابان ترتل %10 تليها األملانية بـ %25.4 بـيتعلق حبصة شركاا يف نسبة إمجايل األرباح حيث تـأيت يف املرتبـة األوىل شـركات

مث األملانيـة بنسـبة %18.3مث اليابانية بنسبة %39.2الواليات املتحدة األمريكية بنسبة مريكية رغم قلـة وتعود هذه املفارقة األخرية الرتفاع نسبة أرباح الشركات األ. 9.8%

حجم رقم أعماهلا بالنسبة لليابان تعود إىل ارتفاع أرباح اإلنتاجية النامجة عن زيادا يف علـى كما ويعود ذلك إىل قدرة األمريكيني . لوجيات اجلديدة لإلعالم واالتصالالتكنو

جمال املرونة والتنظيم إذا ما واجهوا حتديا مباشرا، وهم يبدأون بقوة وإمكانيات كبرية الوإذا كان بعض االقتصاديني يرون حبق أن الثالثيـة املتكونـة مـن . ستهم يف ذلكملناف

ستكون منتوجا ،املعلوماتية والوسائل السمعية البصرية، واالتصاالت السلكية والالسلكيةوغريها يف القرن الواحـد اليقل أمهية استراتيجية عن مادة الطاقة النفطية منها والنووية

، ومن األدلة على ذلك أن اإلنتاج السينمائي والتلفزيوين األمريكي حيتل املرتبة والعشريناألوىل يف قطاع اخلدمات، واملرتبة الثالثة يف الصادرات األمريكية، بعد صناعة الطائرات

فإن الواليات املتحدة األمريكية حتتل املرتبة األوىل يف الصناعة . )1(والصناعات الكيميائيةمليار دوالر 11مليار دوالر لليابان و 30مقابل 1985مليار دوالر عام 86بـية اإلعالميائ

، حيث يالحظ كذلك أنه من بـني )2(مليار دوالر لبقية بلدان العامل 4ألوروبا جمتمعة و

.34، ص 1996، وزارة الثقافة، 74سيارة لإلعالم باحلياة الثقافية، عدد الطرق ال: عبداهللا عبدالوهابـ )1( .34، ص 1996االقتصاد الصناعي واال، وزراة الثقافة، تونس، : دالمة احلبيبـ )2(


110

أي يب م (شـركة 11الشركات العاملية العشرين األوىل املنتجة للصناعة اإلعالميائية جند IBM (من جمموع األرباح العاملية %50السوق العاملي وأكثر من من %45على تسيطر

من جمموع التـدفق العـاملي %65ها دهلذه الصناعات، كما توفر الواليات املتحدة وحوهذا يعين أن هناك منافسة قوية بني الواليات املتحدة األمريكية واليابان ، )1(للمعلومات

جيا اإلعالم واالتصال اليت يبقى السبق يف خمتلف جماالت االقتصاد احلديث خاصة تكنولوفيها حلد اآلن للواليات املتحدة األمريكية، وذلك بفضل عوامل عديدة أمهها اإلمكانيات

والذي يقوم على استراتيجية بعيدة املدى خاصة يف جمـال ،الضخمة لالقتصاد األمريكي فإنـه . عالم واالتصال التصنيع القائم على االستخدام املتزايد للتكنولوجيات اجلديدة لإل

يف املقابل واجه االقتصاد والصناعة اليابانية على وجه اخلصوص مشـاكل عديـدة يف .السنوات األخرية

ïãbibîÛa@…b–nÓüa@Ý×b’ß انعكست على القطاع الصناعي )2(لقد عاىن االقتصاد الياباين من مشاكل عديدة

:بشكل سليب نذكر منها ما يلي إىل 1995عـام %0.5إىل يف الثمانينات %4االقتصادي من اخنفاض معدل النمو .1

. 1998عام 2.8%بسـبب %60واألسـهم %50اخنفاض أسعار املوجودات خاصة األراضي بنسبة .2

اخنفاض الطلب عليها، الناجم عن قلة األرباح املتوقعة وبالتـايل اإلحجـام عـن .االستثمار أو هروب رؤوس األموال إىل اخلارج

)1( – MATTELRT ARMANT : Les Nouveux scénarios de la Communication Lemonde Diplomatique , Aout , Paris, 1955, P 24.

، الشـركة 29الصناعات األمريكية واليابانية واألملانية يف مواجهة الركود االقتصادي، جملة الصناعة واالقتصاد، رقم ـ )2( . 140، ص 1995بريوت، ) أ ت أ ( املتحدة


111

الني الياباين أدى إىل زيادة االسترياد واحلد من التصدير بسبب ضعف ارتفاع سعر .3هذه اخلاصية اليت كانت . قدرة اإلنتاج الياباين على املنافسة يف األسواق اخلارجية

.على الدوام مصدر قوته

مليـار دوالر 588حـوايل 1995لديون املعدومة حيث بلغت عام ا حجمارتفاع .4سعار األسهم واملوجودات مما أدى إىل تراجع عام ألسعار أمريكي كنتيجة لتراجع أ

التجزئة وزيادة قيمة بني الشركات الصناعية اخلاصة، وتراجع قيمـة الضـمانات املقدمة للقروض وأصبحت املنتوجات الصناعية األساسية غري قادرة على املنافسـة

ينا 125إىل ينا للدوالر األمريكي 180حيث انتقل من )1(بسبب ارتفاع سعر النيمما أدى إىل ارتفاع أسعار املنتوجات اليابانية مع بقاء قطاع 1995و1993بني عامي

اخلدمات شبه جامد بسبب خضوعه لكثري من األنظمة والقوانني غري املناسبة، إىل واعتماد كثري من الشركات اليابانية على منو اقتصـادي جانب ضعف البىن املالية

بطء يف التكيف مع التطورات املستجدة، واليت جتري يف ظل قائم على التصدير مع )2(كله رغم كافة التدابري االقتصادية ملوجهة هـذا الوضـع وذلك. منافسة حادة

حيث متكن االقتصاد الياباين من جتنب االيار لكنه مل خيرج من حالة الركود وبقي مـو يف البلـدان من ناحية منو اإلنتاج الصناعي دون مسـتوى الن 2000حىت عام

:التايل الصناعية كما هو واضح يف اجلدول

معدل نمو اإلنتاج الصناعي في بعض البلدان الصناعية: ) 8 ( جدول رقم

100= 1995سنة األساس

السنوات

البلدان

مؤشـــــــــر اإلنتـــــــــــــاج

1995 1998 1999

110.2 108.5 100 المانيا

اـ )1( مليار 57500ام الركود حىت بلغ ، وزيادة االنفاق العام، خالل أعو %1مثل ختفيض سعر الفائدة مثاين مرات حىت بلغ ـ )2(

او تعديل وإلغاء بعض القوانني بغية خفض تكاليف االنتاج وحتسني القدرة التنافسية للشركات الصـناعية، ) Yين ( .إخل... والتركيز على الصناعات التحويلية الكيميائية وااللكترونية واستخدام الذرة

.8، ص 7/1987دية، املؤسسة الوطنية لنشر االت املتخصصة ، اجلزائر ، جملة احداث اقتصا: حممد مطصفىـ


112

فرنسا إيطاليا

المملكة المتحدة )1(15مجموع

الواليات المتحدة االمريكية اليابان

100 100 100 100 100 100

105.5 102.9 102.6 108.0 115.7 99.0

111.3 102.9 103.1 109.6 119.8 99.4

PROBLEMES ECONOMIQUES N°2699 Paris, 2/2001, P 20 : المصدر ركود اإلنتاج الصناعي يف اليابـان ) 6( حيث يتضح لنا من خالل اجلدول رقم

بسبب السياسة االقتصادية اليت انتهجتها يف اـال . مقارنة مع البلدان الصناعية األخرىالصناعي واليت تعطي األولوية لإلنتاج التصديري، دون مراعاة إمكانية قيام منافسة قوية

وهو ما نالحظـه مـن . مرين املتوسط والبعيد من قبل الدول الصناعية األخرىعلى األ 1995لنسبة لسنة األساس الذي يشري إىل اخنفاض معدل النمو با) 6( خالل اجلدول رقم

يف حني جند منو اإلنتاج الصناعي قـد . 1998/1999على التوايل عامي 99.4 مث 99.0إىل اصة يف الواليات املتحدة األمريكية ، حيث انتقل حتسن يف الدول الصناعية األخرى وخ

. علـى التـوايل 1999، 1998عـام 119.8إىل 115.7من 1995بالنسبة لسنة األساس وكذلك األمر بالنسبة للبلدان الصناعية األخرى اليت حققت تقدما ملحوظا يف السنوات

هها هذا البلد واليت كان األخرية، مقارنة مع اليابان ، وذلك يعود إىل الصعوبات اليت واجهلا باملرصاد من أجل التخفيف من حدا، عن طريق إتباع سياسات اقتصادية منسجمة مع التطورات املستجدة ضمن استراتيجية بعيدة املدى بضمان مصاحلها ومكانتها علـى

مزيـد مـن التجديـد "الصعيد الدويل يف اال االقتصادي عامة والصناعي خاصة عرب خاصـة إذا . على املنافسني الرئيسيني هلـا )2("ضاعفة خطوط أوفر لالنتصاروالبحث مل

علمنا بأنه أكرب البلدان إنتاجا لإلنسان اآليل واألول من ناحية اسـتخدامه يف اـاالت :ومما سبق ميكن اخلروج باملالحظات والعرب التالية . املختلفة وخاصة منها الصناعية

نمسـا، بلجيكـا، لاملانيا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، إسـبانيا، اليونـان، ا : بلدان االحتاد االوريب اخلمسة عشر يهـ )1( .الدامنراك، فلندا، إرلندا، االكسمبورغ، االراضي املنخفضى، الربتغال، السويد

:للمزيد من التفاصيل أنظر - ROBERT LAFFONT : Quidmonde , editions Robert , Paris, 1996, P 1036.

)2( – GERARD SIMON COHEN : De la Guerre Industrielle Dundo, Paris, 1991, P 129 et 910.


113

ؤخذ يف االعتبار من قبل البلدان املغاربية مـن جتربـة أهم العرب اليت ميكن أن ت ـتنطوي استراتيجية وسياسات التنمية والتطور الصـناعي يف البلـدان ،البلدان املتقدمة

املتقدمة على عدد من اخلصائص والعرب اليت ميكن االستفادة منها يف البلدان املغاربية ع على املستوى اإلقليمـي أن الصراع على ضمان مكانة على هرم التصني : أوال

والدويل ينصب اآلن على السبق املسجل يف جمال التكنولوجيات اجلديدة املعقدة مبـا يف ، واليت يعترب التعامل فيها من األسرار التقنية للتصنيع اليت جيـب ذلك اإلعالم واالتصال

.التعمق فيها تفظ ا عادة داخـل أن الصناعة اليت تعتمد على التكنولوجيات اجلديدة حي : ثانيا

البلدان املتقدمة نفسها يف حني تصدر األمناط التقليديـة للتكنولوجيـا البسـيطة ذات قيام منافسة قوية بني البلدان املتقدمة يف هـذا حيث لوحظ . اإلنتاجية واألرباح احملدودة

، وهو ما يشري إليـه اخلارجية واالقتراب من املستهلك اال ، من أجل كسب األسواق 12.2إىل 1984مليار دوالر عام 10.2من . رتفاع حجم االستثمارات اليابانية يف اخلارجا

، اعتربت أعلى زيادة يف معدل 1987مليار دوالر عام 22.3مث إىل 1985مليار دوالر عام ، وإذا )1(1996خالل هذه السنة مقارنة مع عـام %69االستثمارات اليابانية اخلارجية

املتوصلة تسعى لتخفيض تكاليف اإلنتاج الصناعي ودعـم القـدرة كانت هذه الزيادةاليابانية على املستوى العاملي فإا يف اية املطاف دف إىل حتقيق أعلى معدل التنافسية

: لألرباح بالنسبة موع مبيعاا كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايل ت اليابانية في الخارج آنسبة من المبيعاتمعدل الربح على االستثمارا: ) 9 ( جدول رقم

1984/1985 خالل الفترة

اإلستثمارات آل المشروعات المنطقة

الصناعات التجارة التحويلية

آل المناطق شمال أمريكا

آسيا

0.8 0.6 2.1

1.9 0.9 4.7

0.5 0.5 0.4

.377، ص 1997باب اجلامعة، اإلسكندرية، إقتصاديات الصناعة والتصنيع، مؤسسة ش: حممد حمروس إمساعيلـ )1(


114

وسط وجنوب أمريكا غرب أوربا

0.6 0.6

1.2ـ 2.8

0.5 0.4

INDO et INDUSTRY and Development Global Report 1988/1989: المصدرVienaa , 1988, T18, P51

، وهي حيث يتضح لنا أن معدل الربح على االستثمارات يف آسيا أخذ أعلى نسبة )1(4.7مقارنة من كافة املناطق األخرى، كذلك األمر فيها يتعلق بالصناعة التحويلية 2.1

. من قيمة املبيعات 0.4اقتصر الربح يف منطقة آسيا على نسبة من نسبة املبيعات يف حنيوجغرافية، مقارنة مع معظم املناطق األخرى، وهذا االختالف يعود العتبارات اقتصادية

ولذلك . اخل ...وكلفة عوامل اإلنتاج . كحجم األسواق وفعالية الطلب الذي تتمتع بهاخل بالصناعة ذات التكنولوجية املعقـدة، وكما يف الدول املتقدمة األخرى حتتفظ يف الد

اليت تقوم على املعرفة املكثفة اليت يصعب الدخول إليها، كما تسمح بدرجة أكرب مـن وحجم أكرب من األرباح كما كان األمر بالنسبة للشركات األمريكية ومع ذلك املنافسة

ادية الـواردة مثل ضغوط التكتالت االقتص جديدة مصاعب فقد عرفت الصناعة اليابانيةالسـريع للتكنولوجيـات وكذلك التطور . من مشال القارة األمريكية وأوروبا الغربية

واملنافسة احلادة احملتملة ، النامجة عن االجتاه اجلاد والسريع لتحرير التجـارة ، وانتقـال . األشخاص ورؤوس األموال سيظفر القوى اقتصاديا بطبيعة احلال على أفضل النتـائج

ميكن أخذها سبق يف هذا البحث ل ما ذكر فهل من نتائج ميكن استخالصها مما وبعد كتعرب لالستفادة منها يف حتديد استراتيجية التنمية الصناعية املغاربية ذلك ما سنطرق إليـه

:فيما يلي@@@@æa†ÜjÛa@¿@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@pbîvîmaaë@pbbî@åß@ò–Ü‚n½a@wöbnäÛa@áçc

@òß†Ôn½a@ @

مـن دراسـتنا السـابقة السـتراتيجيات العامة الص بعض النتائجميكن استخ : وسياسات التنمية الصناعية يف بعض البلدان املتقدمة فيما يلي

املالحظ أن الوجود االقتصادي الياباين يف البلدان الصناعية اجلديدة يف آسيا بشكل أقوى ، أدى إىل التأثري املباشر هلذه ـ )1( .االقتصاديات لألخذ بالنموذج الياباين يف التصنيع


115

أن كسب رهان املستقبل بالنسبة ألي دولة يف الوليمة الكربى اليت يقيمها النظام التكنولوجية املتاحة تتوقف بالدرجة األوىل على امتالك القدرة ،االقتصادي العاملي اجلديد

وكسب ود وثقة اآلخرين ، أو على . مبعطيات احلاضر ، والتبصر يف احتماالت املستقبلاألقل قبوهلم بعدم تطبيق استراتيجيات مضادة، لسبب بسيط وهو أن سالم ورخاء العامل

من حيث الشمولية وتداخل املصاحل االقتصادية على املسـتوى . قد أصبح كل ال يتجزأ ي ، وبتعبري آخر على اقتصاديات البلدان املتقدمة، وأصحاب رؤوس األموال بشكل العامل

تكون ال وأن ،خاص زرع احلد األدىن من بذور التقدم والتكنولوجيا يف البلدان املتخلفةوأن تعمـل علـى دعـم املهـارات "املشروعات املقامة فيها موجهة للتصدير أساسا،

ال أن تكون عامل منافس وجذب هلا يف ظل ، )1(تسويقيةوالقدرات البشرية وإلنتاجية والشروط تبادل غري متكافئة، كما تعد الصناعة حبق من خالل البلـدان املتميـزة علـى

ومع ذلك فإن مظـاهر . الصعيدين احلضاري القدمي والتطور احلديث رمزا بارزا للتقدمذا يعين من جهة أخرى التقدم احلضاري التقتصر فقط على الصناعة مبفهومها اجلديد، وه

أن االنطالقة اليت حتدد اختيار النشاط االقتصادي الرائد تفرضها عوامل موضوعية بالنسبة إىل جانب ذلك فإن احملافظـة . علىاالقل يف املرحالالوىل منتطوره االقتصادي ألي بلد

ـ ل على مكانة متقدمة يف اال الصناعي تقتضي مسايرة التطورات التكنولوجية، والعمعلى حتقيق الريادة يف هذا اال ، كما نالحظ أن التعاون على كافة املستويات ملواجهة املنافسة احلادة لبعض الدول والتكتالت االقتصادية اإلقليمية والدولية، أصبح يهدد جبـد االقتصاديات املعزولة مهما كانت عوامل القوة اليت تستند إليهـا، لـدعم مكانتـها يف

ية، لتحقيق أقصى األرباح، عن طريق زيادة اإلنتاجية، اليت تعترب من أهـم األسواق الدولالعوامل املؤدية إىل تعظيم تلك األرباح ، كمـا نالحـظ مـن خـالل السياسـات واالستراتيجيات الصناعية املذكورة، أن االكتفاء بنقل املنتوجات التكنولوجية دون فهم

لالقتصاد واتمع لن يكـون حلقيقية اجات ادقيق حملتواها وتطويرها، مبا ينسجم مع احلفاليابان مثال قد ختلي منذ البداية عن نقل املظاهر التكنولوجيـة، واجتهـت إىل . جمديا

أدركت أن الدولة مهمـا ألا . جلب بذورها وزرعها يف البالد بدعم قوي من الدولة التربة املناسبة جللـب كانت قوية يف اال الصناعي تقع عليها مسؤولية كربى يف يئة

.380تصنيع، مرجع سبق ذكره ، ص إقتصاديات الصناعة وال: حممد حمروس إمساعيلـ )1(


116

وتوطني بذور التقدم والتكنولوجيا، ومن مت ضمان مكانتـها الصـناعية علـى كافـة كما أن املنافسة من أجل كسب األسواق للمنتجات الصناعية للتكنولوجيـا . املستويات

، تتطلب اختيار احللفاء املستلهمني عرب التـاريخ )1(املتقدمة قد تتحول إىل حرب صناعيةادي السياسي التكنولوجي، على أساس أن العداوات دائمة، بل مصاحل دائمـة، االقتص

مبفهوم اقتصاد السوق، إذا كان البد من األخذ به، واالستفادة من إجيابياته واالبتعاد عن سلبياته، وعليه فإن التعاون على مستوى التجمعات اإلقليمية أصبح من الضرورة مبكان،

من خالل الربجمة أو التخطيط االستراتيجي، أمر ال مفر منـه وبالتايل فإن تدخل الدولة ملواجهة حتديات احلاضر واحتماالت املستقبل، والشيء املهم يف كل ذلك هو أن هـذه االستراتيجيات والسياسات املتبعة لتنفيذها، قد أفضت إىل ما هو عليه الوضع االقتصادي

لك ؟ لو اتبعت أساليب أخـرى غـري املعاش يف هذه البلدان، مث أمل يكن الوضع غري ذويف هذا اإلطار هناك فرصة مثينة أمام البلدان ،منسجمة مع الواقع االقتصادي االجتماعي

كما ميكن التساؤل يف هذا . جتربة البلدان اليت سبقتها يف هذا االمن املتخلفة لالستفادة دي بشكل عام من قبل املقام عن مدى وجود توجه جاد لتحقيق التقدم الصناعي االقتصا

دول منطقة املغرب العريب، وقبول واع ألخذ مكانتها على خمتلف املستويات اإلقليميـة والدولية، مث كيف يتحقق ذلك ؟ وما هي االستراتيجية والسياسة اليت أخذت ا يف ظل املعطيات اليت أفرزا األوضاع االقتصادية والسياسية اجلديدة اليت رافقت خمـاض والدة

ذلك ما حناول اإلجابة عليه يف الفصـول القادمـة مـن هـذه . النظام العاملي اجلديد .األطروحة

من ظهور أول قمر صناعي، حىت الطريان يف مدار حـول األرض للرائـد 1961و 1957لقد شهدت السنوات بني ـ )1( ، شهدت قفزة تكنولوجية فضائية سوفياتية اليت بدت للرأي العام االمريكي باندهاش، وكأا حتد موجـع "غاغارين"

للواليات املتحدة االمريكية، أو كتهديد لقوا العسكرية، ولقدرا االقتصادية اليت اسـتعادا للمعرفة العلميةوالتقنية .يف السنوات األخرية

السيطرة على املستقبل ، مذكرة الثقافـة، دمشـق، : كمال خوري، ترمجة فرانسوا هيتمان: ـ أنظر ذا الصدد .70، ص 1981

:خلصوص ـ أنظر كذلك ذا ا - GERARD SIMON DELAGUERRE : Industrielle dunod, Paris 1991,P 35.

.يف اال االقتصادي الصناعي خاصة.... والذي يعلن أا حتولت فعال إىل حرب تنافسية جا

)حالة البلدان المغاربية ( أنماط واستراتيجيات التنمية الصناعية في البلدان النامية : رابع ال الفصل

117

ÉiaŠÛa@Ý–ÐÛa@ @@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@pbîvîmaaë@Âb¸c@ @

a@†ÜjÛa@¿òîßbäÛIòîi‰bÌ½a@æa†ÜjÛa@òÛbyH@ @

ختتلف استراتيجيات وأمناط التنمية الصناعية يف البلدان النامية اختالفا بينا ، وذلك اختالف وتباين فلسـفتها وإيـديولوجياا وسياسـاا : ألسباب عديدة، نذكر منها

فيها الذي يتوقف ، ومستوى التقدم االقتصادي))1ا االقتصادية االجتماعيةواستراتيجياعلى مدى قدرا على امتالك شروط التقدم وعوامل اإلنتاج مـن النـاحيتني الكميـة

، خاصة منها ما يتعلق بعدم قدرا على توفري مصادر دائمة لتمويل املشـاريع والنوعية توفرها على املوارد البشرية املؤهلة القادرة على التنموية الصناعية خاصة، وكذلك مدى

التحكم يف العملية اإلنتاجية، وكافة مراحل الدورة االقتصادية اعتمادا على قدراا احمللية الذاتية بالدرجة األوىل، ومبا تضمن هلا حرية اختاذ القرارات االقتصـادية واالجتماعيـة

ا االستراتيجية والتزاماا احمللية واإلقليميـة والسياسية اليت حتقق مصلحتها وفقا ألهدافهوالدولية دعما للدور االقتصادي املنوط ا على كافة أصعدة النشاط االقتصادي يف إطار التقسيم الدويل للعمل، والذي يرعى اإلمكانيات احلقيقية لكل بلد، مبا حيقق له فرصـا

املسامهة كذلك يف تطور االقتصـاد أكرب للمسامهة يف حتقيق احلاجات املادية اتمعة، والذاتية واملزايا النسبية لالقتصاد احمللي العاملي من موقع قوة، مستمدة ذلك من اخلصائص

سواء تعلق األمر باملوقع اجلغرايف ومـدى أمهيتـه االسـتراتيجية يف القيـام بالنشـاط أو اخلصـائص االقتصادي، وكذلك الطبيعة اجليولوجية للمنطقة املعنية بذلك النشـاط،

إىل جانب القـدرة . الدميوغرافية ومدى أمهيتها وفعاليتها على صعيد العمل املنتج اخلالقـ ة على التكيف مع الواقع االقتصادي احلضاري املعاش أخذا وعطا، ومبا يتالءم مع طبيع

، سـواء )2(ومستوى التطور االقتصادي عامة، وأمناط وأشكال النشاط الصناعي خاصة .6اختيار االستثمارات وتقييم املشاريع، دار األمان، اجلزائر، ص : ميلودي ابو بكرـ )1(

على اعتبار أن استراتيجية التنمية بشكل عام هي جمموعة القرارات األساسية اليت ترسم اخلطوط العريضـة لبلـوغ هداف احملددة، لكن يف نفس الوقت ذات أبعاد هلا تأثري بعيد املدى يف املستقبل االقتصادي واالجتماعي للبلـدان اال

.النامية، يف حني يتعلق األمر يف اال الصناعي بالقرارات اليت حتدد جماله يف اآلفاق املتوسطة والبعيدة نسبيا . 124، ص 1973تصنيع يف البلدان النامية، دار التقدم العريب، دمشق، ال: مفيد حلمي : مارتان برمتان، ترمجة ـ )2(

.77نظريات النمو االقتصادي، مرجع سبق ذكره، ص : أفسينيف . م م: ـ أنظر كذلك


118

واالستراتيجيات املعتمدة يف هذا اال، كمسألة االختيار بني الصناعة أ حجمه جانب منتطلبه من إمكانيات مادية وبشرية كبرية واليت تندرج يف إطار نظريـة إقامـة تالثقيلة مبا

اقطاب للنمو، اليت تدعو إىل إقامة مشاريع اقتصادية صناعية رائدة يف البلدان السائرة يف يف هذا اإلطار كذلك استراتيجية التركيـز علـى الصـناعة طريق النمو، كما تندرج

والصناعة ذات الكثافة يف رأس . أو الصناعة التحويلية )1(الرأمسالية أو الصناعة التصنيعيةومن جهة أخرى جند استراتيجية التصنيع قد تنصب يف هذا اال على الصناعات . املال

و اإلنتاجية أو الصناعة ذات الكثافة يف العمل املتوسطة احلجم أو اخلفيفة أو االستهالكية أاليت تتميز بنقص حـاد يف ،ملسايرة العرض الكبري للقوى العاملة يف سوق عوامل اإلنتاج

املغاربية، اليت سنتناول املالمح الرئيسـية و رؤوس األموال يف العديد من البلدان الناميةائر فليبيا فتونس فاملغرب فموريطانيا، بدءا من اجلز. لتجارب سياساا التنموية الصناعية

فإن التقـدم الصـناعي "فبالرغم من احملاوالت املبكرة األوىل للصناعة الثقيلة يف بعضها وخاصة يف اجلزائر حيث . )2("يف الصناعة اخلفيفة ظل هو الغالب فيها والقيمة املضافة

تيجية للتصنيع من ناحيـة أخذت منذ البداية بنموذج الصناعة التصنيعية باعتباره كاسترااختيار حجمه األكرب على أساس أنه سيعكس نتائجه علـى األنـواع األخـرى مـن

يف بعض البلدان املغاربية الصناعات وكل القطاعات االقتصادية، وهذا بعكس ما جرى وذلك تبعا لإلمكانيات االقتصـادية لولوجها ميدان التصنيع،األخرى يف املراحل األوىل

هذا اال، وعلى هذا األساس كانت الدعوة منذ البداية يف اجلزائر من قبـل املتاحة يفختطي جمال التركيز على الصـناعات االسـتهالكية "إىل ضرورة )3(بعض االقتصاديني

كون هلا فائدة اقتصادية اسـتراتيجية ت ناخلفيفة، على اعتبار أن الصناعات االستهالكية ل، فإذا مل تقام هـذه الصـناعة )4(ناعات الوطنية الثقيلةإال بقدر ما توفره من أسواق للص

.21، ص 1974الصناعة ودورها يف اإلقتصاد اجلزائري، جامعة حلب ، : خمتار بن هنية ـ )1( )2( – SALAH MOUHOUBI : Sous Developpement et extraverssion Financiere du Monde Arabe , OPU, Alger,

P 31. )3( ـ من بني هؤالء االقتصاديني ) الذي دعى اىل اقامة الصناعات املصنعة) دوبرنيس. .22ـ أنظر ذا اخلصوص، الصناعة ودورها يف االقتصاد اجلزائري، مرجع سبق ذكره، ص

.166طرق، مرجع سبق ذكره، ص الاملغرب العريب يف مفترق : عبداحلميد براهيميـ )4( :ـ أنظر كذلك

- G. DESTANNE DE BERNIS : Industries industrialisationtes. Et Contenu Dune Politique, D'integration Aeoronale, Economie Appliques, Tom 19, 1966.


119

الوطنية، أي يف البالد اليت توجـد فيهـا هاظهرت آثار الصناعة اخلفيفة خارج حدودتنتج وتبيع األدوات اإلنتاجية، الـيت اليت وهي عادة تلك الصناعات ،الصناعات الثقيلة

أن االستثمارات " عض ذا الصدد حتتاج إليها الصناعات االستهالكية الوطنية، ويرى البتنميـة فيالواقع هوكون تأثريهايالثقيلة اليت جيب أن توجه قبل كل شيء حنو الصناعات

ويعود األساس النظري هلذا االجتاه يف جمال التصنيع يف اجلزائـر " إنتاجية باقي القطاعاتحملركـة ، خاصة اقطاب النمو والصـناعات ا ) F.PEROUX فرانسوا بريو (إىل أعمال

حول الصناعات املصنعة ، وقد ساعد على األخذ ذا االجتاه ) DEBERNIS وبرنيسدوتوفر اجلزائر على مصادر متويلية معتربة بفضل مداخيل صادرات الطاقة من نفط وغـاز

اليت أخذت باجتاه التصنيع الثقيـل قليال ما تتوفر للدول املغاربية األخرى، باستثناء ليبيا نا فيما بعد ، غري أن هذا االختيار املبكر ألسلوب التصنيع الثقيل وجد من كما سيتضح ل

جتاهل التبعية التامة ألي بلد نـام اختـار ) " أسلوب(يعارضه فيما بعد على اعتبار أنه الصناعة الثقيلة لكنه بقي يف عالقة وطيدة غري متكافئة مع البلدان اليت متوله باإلمكانيات

صانع اجلاهزة واآلالت وقطع الغيار، وكذلك فيما يتعلق باجلانـب املادية كاملالضرورية خصوصا ،البشري املؤهل والتكنولوجيا وفنون اإلنتاج احلديثة ذات الكثافة يف رأس املال

إذا علمنا أن البلدان النامية تفتقر يف معظمها إىل رأس املال واليد العاملة املؤهلة واخلربات ، وتكون تبعية أي بلد نام للخارج أخطر يف لعاملة املتوفرة بكثرةالتقنية وال تستعمل اليد ا

ـ ضخمة ـجمال الصناعات التقنية املوضوعة يف شكل مركبات صناعية صعبة التحكم ـيف تسيريها وتشكل جماال واسعا للتبذير بكافة أنواعه ، مقارنة بالتبعية يف حالة الصناعات

التحكم فيها وتستخدم التقنيات ذات ة يف شكل وحدات يسهلـــاخلفيفة املوضوعالكثافة يف العمل واملواد األولية احمللية ، وتنتج سلعا موجهة لتغطية احلاجات األساسـية

ومن هنا جاء احلكم على إنشاء امعات الصـناعية )1("ة األوىل ــللسكان بالدرجرونيك اخل بأا الكربى يف قطاعات احلديد والصلب، والبتروكيمات وامليكانيك وااللكت

ملقاييس تقنية واقتصـادية عقالنيـة يف اجلزائر وليبيا ـ حسب هذا الرأي ـالتستجيب للحصول على أكرب قدر من الفوائض الصناعية، بقدر ما كانت يف الغالـب موجهـة )1( – ABDELHAMID BRAHIMI : Stratégies de Developpément Pour L'algerie, Défis et Enjeux, Paris,

Economica 1991, P 136.


120

أكرب جممع يف إفريقيا وأكرب جممع يف الوطن العريب --( ة،ـللدعاية واملزايدات السياسيكان حيلو القول لبعض املسؤولني الصناعيني اجلزائريني يف السبعينات، وقـد مثلما ،اخلافق احلجم اهلائل هلذه امعات يف ليبيا واجلزائر استثمارات ضخمة تستخدم تقنيـات ر

. الصعبة العملةمتطورة ذات تكاليف كبرية مستهلكة مصادر مالية معتربة معظمها من اجممعات صناعية كبرية حمكوم عليهـا بعـدم بلـوغ وهلذا وجدت اجلزائر نفسها أمام

مردوديتها الكاملة ألا أكرب من الالزم وال تنشط العالقـات الصـناعية التكامليـة يف . )2(مع إمهاهلا للصناعة احمللية الصغرية واملتوسطة اليت تعترب صـناعة تكامليـة ،)1(الوطن

نتيجة مفادها أن هذا األسلوب وخيلص هذا الرأي املعارض للتصنيع الثقيل يف اجلزائر إىلمن التصنيع أدى إىل تبعية شديدة يف العالقات االقتصادية التقنية واإلنسانية واملالية مـع اخلارج إىل جانب تدفق إنتاج غري كاف وباهظ الثمن على السوق احمللية، وهذا كلـه

اللحاق بركب الدول إرادة اىل على أساس مربر يستند يف األولوية املعطاة للصناعة الثقيلةيف القطـاع املتقدمة يف أقرب اآلجال ، بتسريع عجلة النمو عن طريق تطبيق سياسـة

الصناعي يف اجلزائر وليبيا تتبىن األولويات نفسها اليت عرفتها الرأمسالية الصناعية خـالل ما بني بيت يف فترةفوسالقرن التاسع عشر يف البلدان املتقدمة أو تلك اليت شجعها اإلحتاد ال

احلربني العامليتني، مث يستدل هذا الرأي على عدم صالحية استراتيجية التصـنيع الثقيـل الذي يظهر ببداهة وبوضوح بأنه جيب التخلي عن هذا النموذج ،بيتفولسبايار اإلحتاد ا

كما أن نقل النموذج الصناعي األورويب اخلاص بالقرن املاضي . االشتراكي يف التصنيع ائر وليبيا املعاصرتني، ومقارنة الرأمسالية الصناعية يف أوروبا برأمسالية الدولـة يف إىل اجلز

وذلـك يعـود . )3(املغرب حيتويان على نقائص سواء على املستوى النظري أو العلميألسباب عديدة نذكر منها أن التراكم اإلنتاجي يف أوروبا استفاد من ظـروف دوليـة

كما يتميز احمليط الدويل الراهن للبلدان املغاربية وبلدان ،امناسبة ألوروبا عرب مستعمراالعامل الثالث عامة باملنافسة الشديدة وغري املتكافئة بني هذه البلدان من جهة والبلـدان

ـ رمبا عاد هذا الشرخ غري املنسجم مع الواقع يف اال الصناعي إىل إسامرار هيمنة األفكار املستخدمة مـن خمطـط )1( . قسنطينة، ومن املنشأ اإلستدماري

. 167املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد براهيميـ )2(

. 167الرجع نفسه، ص : عبداحلميد براهيميـ )3(


121

املتقدمة من جهة أخرى ، كما أن وجود سق داخلية وخارجية متناميـة يف أوروبـا يف ت يف صناعة سلع التجهيز اليت سامهت بدورها القرن التاسع عشر أدى إىل منو االستثمارا

منو الطلب الفعال، مما أدى إىل تنشيط االستثمارات يف السلع االستهالكية يف يف ارتفاع حني عرفت البلدان املغاربية خاصة اجلزائر وليبيا خالل السبعينات من هذا القرن مرورا

وال كبرية مع مناصب عمـل بالثمانينات استثمارات يف الصناعة الثقيلة ذات رؤوس أممـن ـ مل يتمكن ـ أقل نسبيا، دون أن تتمكن احلركة االقتصادية وفق هذا األسلوب

احتواء األيدي العاملة املتوفرة ، كما مل يتمكن من اقتصاص البطالة املنتشرة على نطاق كما يوجد كذلك هناك فرق بـني . واسع بني أوساط السكان النشطني املزايدين باطراد

مستويات النمو االقتصادي يف أوربا آنذاك حيث كان يتوفر علـى إمكانيـات مـاديو . وبشرية هامة مقارنة مع اقتصاد ضعيف يف البلدان املغاربية وبلدان العامل الثالث عموما

طبيعـة اهلياكـل خاضع يف معظمه لسيطرة البلدان املتقدمة، إىل جانب االخـتالف يف كان هذا االعتراض الستراتيجية أولويـة التصـنيع الثقيـل وإذا . )1(والنظم االقتصادية

وال كبرية وتوفر أيد صحيح يف بعض جوانبه خاصة فيما يتعلق بضرورة توفر رؤوس أم، وقدرة فائقة يف استيعاب واستخدام التكنولوجيـا احلديثـة يف العمليـة عاملة مؤهلة

بة لكافة البلدان النامية وبعض اإلنتاجية، فإنه غري صحيح من جانبه التعميمي املطلق بالنسعـن هو ناشئ البلدان املغاربية اليت تتوفر على إمكانيات ماديو وبشرية مغرية، منها ما

عوامل طبيعية وجيولوجية وجغرافية وتارخيية يف عالقاا مع بلدان أوروبا الغربية الـيت ر إمكانيات تشكلت ومنت وتطورت فيها أصول العامل الصناعي احلديث، إىل جانب توف

وسائل اإلعـالم هائلة يف جمال نقل العلم والتكنولوجيا بني خمتلف البلدان بفضل تطورواالتصال، مع عدم إمكانية حجب احلقائق العلمية والتكنولوجية إىل ماال ايـة عـن

ولكن )2(المتالكها الرغبة واإلرادة يف السعي احلثيثاآلخرين ، الذين ميلكون القدرة وعين أن دخول عامل التصنيع الثقيل ميسورا لكافة بلدان العامل غري املصنع بل البد هذا ال ي

من توفر إمكانيات مادية وبشرية معينة تعترب كأساس ضروري ، لكنه غري كاف للجمع

. 168املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد براهيميـ )1(

ديدة يف كل من آسيا وأمريكا الالتينية، حيث إستطاعت الـتحكم يف ـ كما هو احلال فيما يتعلق بالبلدان الصناعية اجل )2( .إمتالك زمام التكنولوجيا والعمل على زراعتها وقطف مثارها ودخول األسواق الدولية من باا الواسع يف هذا اال


122

إشراف وتوجيه خارجي بني عوامل اإلنتاج وإخضاعها من قبل مستحدثني أكفاء حتت ة يف احلياة االقتصادية بشـكل بريوقراطـي إداري للدولة ، أي دون تدخل مباشر للدول

معرقل للنشاط االقتصادي ، بل هناك وسائل وطرق عديدة ميكن من خالهلا توجيه هذا النشاط مبا خيدم استراتيجية التنمية االقتصادية االجتماعية بشكل عام واستراتيجية التنمية

ل اإلمكانيات املتاحـة علـى ، عن طريق استغالالصناعية، والصناعة الثقيلة بوجه خاصجديدة إىل هذا الطرح الصـناعي ةكافة املستويات احمللية واإلقليمية والدولية، بإضافة لبن

الذي الغىن عنه ألي تطور اقتصادي فعال، يسمح بضمان مكانة مرموقة بـني الـدول وهذا بعد الذي حتقق من إجنازات صناعية شـكلت اقطابـا مهمـة للتنميـة . املتقدمة

، وليس العمل على تفكيكها والعودة إىل نقطة البداية يف هذا اال يف كل من قتصاديةاال، على اعتبار أن الصناعات املختلفة األحجام الصغري واملتوسط والثقيلـة )1(اجلزائر وليبيا

هي صناعات متكاملة تدعم بعضها البعض متاما كما حيدث بني القطاعات االقتصـادية وتفاعل فيما بينها، وفيما بني فروعها املختلفة وإذا كانت الكفـة يف الرئيسية من تكامل

هذين البلدين مائلة منذ البداية إىل الصناعة الثقيلة فال يعين هذا أمـا أمهـال األمنـاط وغريها حيث أن مكانة الصناعة الثقيلة يف هذين البلدين األخرى من الصناعات اخلفيفة مها من بعض البلدان النامية يعود إىل الرغبـة الشـديدة يف املغاربيني ليبيا واجلزائر وغري

اخلروج يف واقع التخلف االقتصادي، وامتالك زمام القوة واللحاق بالبلدان املصـنعة يف أقصر وقت ممكن وبأقل التكاليف االقتصادية االجتماعية النامجة عن خرق املراحل الـيت

هذا إىل جانب وفرات احلجم الـيت توفرهـا اقتضتها عملية التصنيع يف البلدان املتقدمة،على الصعيدين الداخلي واخلارجي، فاألول يرتبط حبجم )2(الصناعة ذات احلجم الكبري

السوق الذي يؤدي إىل زيادة اإلنتاج واإلنتاجية وحتسني دخل ومهارة العامل، مع القدرة جربـة أن زيـادة على استخدام اآلالت والتكنولوجية احلديثة، حيث ثبت من خالل الت

احلجم الكلي لإلنتاج سفر عن حدوث وفرات داخلية وخارجية، ينتج عنها زيادة الغلة ) آلن ينـغ ( ومن بعده ) الفرد مارشال( على املستوى الكلي لالقتصاد، فقد استخلص

اإلجنـازات اهلامـة الـيت ـ لقد شرعت اجلزائر يف السنوات األخرية بإعادة هيكلة القطاع الصناعي دون احملافظة على )1(

.حتققت يف هذا اال خالل عقدي السبعينيات والثمانينيات

.78، ص 1972تكتالت اإلقتصادية، جامعة حلب ، ال: هشام خواصطية . دـ )2(


123

ـ أي حجم السوق ـوجود عالقة وطيدة بني حجم السوق والنمو االقتصادي، فاألول احلجم اإلنتاج، وثبت أنه باإلمكان الوصول إىل مستوى أعلـى مـن يرتبط بالثاين أي

، كما توجد هناك وفـرات داخليـة علـى )1(اجية الصناعية يف سوق أوسع نطاقااإلنت :)2(امنهمستوى الوحدة اإلنتاجية الصناعية نذكر

تياطي اخلـاص باألمـان إىل أنه كلما كان اإلنتاج كبريا قلت فيه نسبة االح ـأ .وكذلك األمر فيما يتعلق باالحتفاظ بأرصدة نقدية ألغراض السيولة ،اإلنتاج

أن اإلنتاج الكبري ضروري ملختلف أنواع املعدات اليت التقبل التجزئة مـع ـب .وجود إمكانية أكرب الستخدام التكنولوجيا احلديثة

ـ ج ـ ـ ا كما أنه يف ظل اإلنتاج الكبري يصبح التوفري أو التراكم الرأمسـايل ممكن .وكذلك االقتصاد وترسيد استخدام املعدات الرأمسالية

كذلك يسمح احلجم الكبري باستخدام الوسائل واأليدي العاملـة املؤهلـة ـد واخلرباء حسب ختصصهم يف كافة النشاطات الصناعية على مستوى الوحدات الصناعية

.)3(يف جمال االستثمار واإلنتاجلوية للتصنيع الثقيل يف بعض البلدان املغاربية فلهذه األسباب وغريها أعطيت األو

املذكورة وبلدان نامية أخرى، توفرت على بعض شروط قيام هذه الصناعة كاإلصـرار على مواصلة التحدي للخروج من واقع التخلف االقتصادي، مع قدرا على التمويـل

اخلربة األجنبية الوافدة الذايت ونقل اخلربة واملعارف التكنولوجية ، مع االستعانة املباشرة بية هامة إىل حد ما ومنـها وقد حققت تلك البلدان إجنازات صناع. رغم تكاليفها العالية

يف هذا اال بالعمل على حتقيق هـدفني رئيسـيني يف بدايـة ، حيث انطلقت اجلزائر االستجابة للطلب الداخلي املتزايد على املنتجات الصناعية واحلد مـن : االنطالقة ومها

وقد مت العمل على حتقيق ذلك . )4(التبعية االقتصادية للخارج يف جمال الصناعات الثقيلة

.79املرجع السابق ، ص : هشام خواصطية . دـ )1(

.84املرجع نفسه، ص : هشام خواصطية . دـ )2(

.102، ص 1986حماضرات يف التخطيط اإلقتصادي، الدار اجلامعية، بريوت، : حممود يونس ـ )3()4( – ABDELHAMID BRAHIMI : L'economie Algerienne, O.P.U, Alger, P 41.


124

بإقامة نواة ملركبات صناعية 1967/1969منذ بداية تنفيذ املخطط الوطين األول يف اجلزائر كربى كمركب احلديد والصلب باحلجار مشال شرق اجلزائر ، ومركـب السـيارات

ب اجلزائر العاصمة، واملركب اإللكتروين بسيدي بلعباس الواقـع الصناعية يف الرويبة قربالغرب اجلزائري إىل جانب مركبات صناعية أخرى أدت إىل تلبية جزء هام من الطلب الداخلي مع املنتجات الصناعية، كما مسحت بامتالك اخلربة التقنية يف خمتلف اـاالت

وى النمو االقتصادي بني خمتلف أحناء كما أدت إىل تقليص التفاوت يف مست. الصناعية وقد مدت الصناعة الثقيلة مبنتجاـا . البالد وبالتايل حتقيق التوازن االقتصادي فيما بينها

مبدأ التكامل االقتصادي بني فـروع كافة القطاعات االقتصادية األخرى يف إطار حتقيق رى من جهة ثانية، فقد القطاع الصناعي من جهة وبينه وبني القطاعات االقتصادية األخ

مدت القطاع الزراعي منذ انطالقها باآلالت الزراعية واألنابيب والبيوت البالسـتيكية واملستودعات واملخازن اخلاصة باإلنتاج الزراعي وكذلك األمسدة واملبيدات احلشـرية،

واألسالك الفوالذية واملولـدات واحملركـات كما قدمت للري أنابيب احلفر ونقل املياه قطاع النقل بالسيارات الصناعية ) الصناعي(كما مد هذا القطاع هذا . اخل ... الكهربائية

وعتاد السكك احلديدية ، كما مونت قطاع األشغال العمومية والبناء مبنتجات احلديـد والصلب وعتاد األشغال العمومية وعتاد اإلنارة، كما حد قطاع الربيـد واملواصـالت

جهزة اهلاتفية، كما ومدت هذه الصـناعة القطـاع العـائلي باألسالك واألشرطة واألباألجهزة املرتلية املختلفة اإللكترونية والكهرومرتلية والدراجات العادية والنارية اخل وقد متيزت هذه املنتجات باألسعار املناسبة واجلودة، إال أن ارتفاع تكاليف اإلنتاج يف مرحلة

ثاين وارتفاع حجم املديونيـة اخلارجيـة أدى إىل الحقة خالل فترة املخطط اخلماسي الوانعكاسها بسرعة على القطاع الصناعي، خاصة فيمـا )1(ظهور آثار األزمة االقتصادية

يتعلق بنقص وسائل الدفع اخلارجي املوجهة لقطع الغيار ونقل التكنولوجيا وغريها مـن قتصادي اجلديد فرض على وهذا الوضع اال. ااالت اليت تتطلب التمويل بالعملة الصعبة

بعـد أو 1990و 1986بني عـامي %20ـ حيث إخنفضت عشرات املصانع التابعة للقطاعني العام واخلاص إىل حد )1( :أنظر . 1995يف وقت الحق عام %80توقفت بنسبة

.244املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ – ABDELHAMID BRAHIMI : L'economie Algerienne, O.P.U, Alger, 1991, P 443.


125

على مصادر التمويل الداخلي مـع اجلزائر األخذ بسياسة تقشفية تعتمد بالدرجة األوىل االستمرار يف دعم الصناعة الثقيلة كما ورد يف املخططات الوطنيـة خاصـة املخطـط

: )1(اخلماسي الثاين، وذلك حتقيقا ألهداف استراتيجية ثالثا هيالنشاطات املؤدية إىل التكامل داخل القطاع الواحد وبني توسيع : اهلدف األول

خمتلف القطاعات، وحتديد مشاريع االستثمار مع إعطاء األولوية للقطاعات اليت تـدعم خاصة فيما يتعلق بإجناز كل املشاريع اهلادفـة إىل . التسيري وتطوير القطاعات األخرى

.قيام ودعم صناعة مواد التجهيز واحلجم الكبريمسامهة القطاع الصناعي يف تراكم وسائل الدفع اخلارجي حيث : هلدف الثاينا

أنه جيب عند وضع املشاريع الصناعية أن ال تراعي فقط حاجة السوق الداخلية، بل جيب .العمل على استغالل كل الفرص املمكنة لدخول األسواق اخلارجية

عتباره هدفا رئيسيا للقطاع جيب تلبية حاج االستهالك احمللي وا : اهلدف الثالثالصناعي والتنمية االقتصادية االجتماعية بشكل عام، وذلك يف كافة الفروع الصـناعية الرئيسية، كاملناجم واحلديد والصلب، والتعدين والصناعات امليكانيكيـة واإللكترونيـة

.والكهرومرتلية اخلجلزائر وغريها من البلدان هذا االجتاه االستراتيجي للسياسة التنموية الصناعية يف ا

اليت اختارت السري يف طريق التحرر االقتصادي كليبيا، يعين أا مل ترض بالقليـل بـل حاولت أن تتخطى معضلة التخلف االقتصادي، الذي يرتبط عادة باإلنتـاج الزراعـي

غري املنتج بشكل عـام، بـل ريعيوالصناعي التقليدي البسيط، والنشاط االقتصادي العلى التقسيم الدويل للعمل واإلنتاج واالستهالك والتخصص يف نشاطات إنتاجية متردت

التنسجم مع األساليب احلديثة املعمول ا لدى كافة البلدان يف هذا ريعيةغري اقتصادية وهي بذلك وبدال من الرضوخ والقبول باألمر الواقع عملت على إعـادة بنـاء . اال

ائم على املواتية لألخذ بالتقنيات احلديثة لإلنتاج الكبري القكل الظروف اقتصادها مستغلة يف نفس الوقت ومبا تسمح به اإلمكانيات املتاحـة للمـوارد التصنيع الثقيل واملتوسط

.79، ص 1989 ـ الدليل اإلقتصادي واإلجتماعي، املؤسسة الوطنية للنشر ، اجلزائر، )1(


126

، إال أن املمارسات السلبية على املستويني )1(االقتصادية املادية والبشرية احمللية واخلارجيةة خاصة فيما يتعلق باملنافسة احلادة غـري املتكافئـة، املذكورين واالستراتيجيات املضاد

وعدم اإلدراك مبخاطر ذلك على مسار التنمية االقتصادية الصناعية بشكل خاص يف هذه البلدان الساعية للتحرر االقتصادي، مبا يف ذلك البلدان املغاربية اليت عانت بشكل أكـرب

املستوى املغـاريب، إىل جانـب طري والتجزئة على قجمال التصنيع من ضيق السوق الالسياسات االقتصادية االرجتالية اآلنية، يف غياب كلي الستراتيجية تنمويـة وصـناعية مغاربية موحدة تستجيب ملعطيات احلاضر واحتماالت املستقبل على صعيد التكـتالت

غـري مما فتح اال أمام إجهاض أو تعطيل حركة التنمية والتصنيع إىل أجل . االقتصادية يف هذه املنطقة احليوية ليس فقط لالقتصاد املغاريب بل على املسـتوى العـاملي ،قريبحيث ظهرت وانتشرت أزمة اقتصادية عاملية عمت آثارهـا السـلبية كافـة . كذلك

يف اقتصاديات العامل املتقدم واملتخلف على السواء، إال أن األول متكن من التغلب عليها من قدرة على معرفة أسباب األزمات ى حساب الثانية، مبا لهوقت قصري، ويف الغالب عل

االقتصادية ومن مث قدرته على إجياد احللول املناسبة هلا، إىل جانب ما يتمتـع بـه قـوة الذي كـان ،تفاوضية مكنه من حتويل املفهوم السابق للنظام االقتصادي العاملي اجلديد

حيث كان يهـدف )2( ن العشرين،على وشك التشكل خالل فترة السبعينات من القر، أال أن ق االقتصادية لكافة بلدان العاملإىل وضع نظام اقتصادي عاملي جديد حيفظ احلقو

، ت وظروف اقتصـادية وسياسـية مواتيـة بعض الدول املتقدمة ومبا متلكه من إمكانيانظام اقتصـادي عـاملي وفرض حتول دون ذلك وتدعو بدال عنه إىل قيام ناستطاعت أ

وحيرم ثلثي البشرية من االستفادة من احلد األدىن "ديد خيدم مصاحلها بالدرجة األوىل جلوسائل العيش، ويسمح للمجتمعات الغنية مبشاهدة مأساة الشـعوب الـيت تعـيش يف

، 1988ندوة حول إجراءات اإلصالح اإلقتصادي يف اجلزائر، مركز البحوث العربية، دنان، دمشــق، : أمحد هين ـ )1(

.79ص

ـ لقد كاد أن يتحقق شئ من هذا القبيل بعد إلقاء الرئيس اجلزائري خلطاب أمام اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف أفريل )2(سس اجلديدة اليت كان جيب أن تقوم عليها التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية يف السياق الدويل، كمـا تضمن األ 1974

برئاسة وزير خارجية اجلزائر ألول مرى ميثاق احلقـوق 29وضعت أثر ذلك اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف دورا .قتصادية الدوليةوالواجبات اإلقتصادية للدول اخلاصة بالتنظيم اجلديد للعالقات اإل

.62، ص 1976ـ أنظر ذا الصدد كتاب جهود السنوات العشر، املطبعة الشعبية للجيش اجلزائري،


127

وقد بدأ هذا النظام البديل يتشكل )1("جمتمعات يسودها البؤس، باستخفاف بل وبتشفي ،ليكرس منط االستعمار القدمي يف شكله اجلديدج الثانية، بعد حرب اخللي 1991فعال منذ

الدولية وهيمنة الشركات املتعددة اوتصبح بعد ذلك العوملة واقتصاد السوق ومؤسساسابقا ويف وتسعى كل الدول مبا يف ذلك االشتراكية . اجلنسية من مسلمات هذا العصر

النظر عـن النتـائج االقتصـادية بغض ،لالنطواء حتت لواء النظام اجلديد مموسباق حمومـن هنـا . تلك الدول سواء كانت إجيابية أو سلبية ميكن أن جتنيها ىتلاواالجتماعية

اعتربت استراتيجية التنمية االقتصادية الوطنية الشاملة اليت كانت دف إىل إقامة صناعة ألمثـل للمـوارد متنوعة أساسها التصنيع الثقيل، وحتقيق االكتفاء الذايت واالسـتغالل ا

نفتاح على العـامل لالومحاية اإلنتاج الوطين، أصبحت مدعوة بدال عن ذلك االقتصادية وبالتايل التخلي ولو ،القتصاد السوقساسية وفق املبادئ األاخلارجي والعمل االقتصادي

واملتوسـطة ةمرحليا عن استراتيجية التصنيع الثقيل والتوجه حنو إقامة الصناعات الصغري .)2(ى نطاق واسع كما هو احلال يف اجلزائرعل

ìn½aë@ñÌ–Ûa@pbû½a@bc@óÜÇ@áöbÔÛa@Éîä–nÛa@òîvîmaaòí…b–nÓüa@pbyý•⁄a@‰bg@¿@òİ@ @

مع بداية التحرير اجلزئي لالقتصـاد ،1980يعود األخذ ذه االستراتيجية إىل عام ،1980/1984ط اخلماسي األول الذي صادف انطالق تنفيذ املخط من القرارات االدارية،

الذي كان دف دعم وتقوية القطاع العام ،وإعادة هيكلة املؤسسات االقتصادية العامة وقـد . يتميز بأمهية خاصة يف حتقيق استراتيجية التنمية االقتصادية االجتماعية الشـاملة

322لتصبح بعد تقسـيمها ،مؤسسة وطنية كربى 70مست هذه اهليكلة اجلديدة حوايل بعد تعرضـها هذاو ،وذلك دف حتسني أدائها االقتصادي. )3(مؤسسة متوسطة احلجم

، املطبوعـات 4، ف 4حنو نظام إقتصادي دويل جديد، الة اجلزائرية للعالقات الدولية، عدد : رومياندو جروميدـ )1( .99، ص 1986اجلامعية ، اجلزائر،

.464املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )2(

مؤسسة بعـد 480إىل أكثر من 1980مؤسسة عام 150ـ تشري بعض املراجع إىل أن هذه املؤسسات إنتقل عددها من )3(وىل، مث بدأت املرحلة الثانية كمرحلة أ 1982/1983مؤسسة صغرية ومتوسطة بني عامي 2079تقسيمها، مث أصبحت

أنظـر . إخل... اليت ركزت على النظم وبناء املقرات والسكن 1984إلعادة اهليكلة حتت إشراف جلنة وطنية يف ماي : ذا اخلصوص

– ABDELHAMID BRAHIMI : L'economie Algerienne, Op Cit, P 391.


128

أو اإلنتاجية أو القـدرة ،ملصاعب اقتصادية كثرية سواء فيما يتعلق بالتمويل واالستثمارها، مما أضعف النتائج املنتظرة من مزايا وفرات يعلى التسيري والتحكم فيها من قبل مسري

سياسة إعادة اهليكلة املذكورة للمالءمة بني ت وقد جاء. ذه األوضاع يف مثل ه ،احلجمكيفية تسيري املؤسسات والبيئة االقتصادية اجلديدة، وإجياد سياسات أكثر جناعة يف تسيري املوارد اإلنتاجية ووسائل اإلنتاج ، مع استغالل اإلمكانيات املتاحة من خالل التجربـة

مع رفع إنتاجية العامل اليت عرفـت ،سنة يف اال الصناعيالوطنية اليت تفوق الثالثني اخنفاضا كبريا خالل املرحلة السابقة مقارنة ببعض البلدان املغاربية، وكذلك العمل على

يف إطار املنافسة اليت يفرضها اقتصاد السوق بعد ،تلبية حاجة السوق الوطنية واخلارجية ،وىل يف اإلطار العام لإلصالح االقتصادي الشاملالتحرير اجلزئي لالقتصاد يف املرحلة األ

جبعل االقتصاد الوطين أكثر فعالية وأكثر إنتاجية، حيث كان من أهـم مظـاهر هـذا اإلصالح ما عرف باستقاللية املؤسسة اليت تعين ابتعاد الدولة عـن الشـأن الـداخلي

،ة لتلك املؤسسـات والفعالية االقتصادي االقتصادية، وإعطاء مزيد من احلريةللمؤسسة ،وفتح اال أمامها للعمل وفق معطيات الواقع االقتصادي الـداخلي هلـا واخلـارجي

على أن يقتصـر دور ،تتحمل بذلك نتائج سياستها االقتصادية اإلجيابية منها والسلبيةل، وتعمل وفق القواعد االقتصادية بعيدا عـن أي من اخلارج الدولة على اإلشراف عليها

وليس من الوصاية فقط، كاألوامر . اقتصادي يأتيها من األجهزة املختلفة للدولةتأثري غريتتحمـل خزينـة ،اإلدارية اليت غالبا ما تغض الطرف عما يترتب عنها من نتائج سلبية

الدولة أعباءها، لإلبقاء على تلك املؤسسات قائمة، رغم عدم جـدواها مـن الناحيـة الواقع من خالل السياسة االقتصادية اجلديدة، بـدءا وقد مت وضع حد هلذا . االقتصادية

والتطهري املايل هلا إىل استقالليتها، إال أن تفاقم األزمـة )1(بإعادة هيكلة تلك املؤسساتداخلية كسوء التسيري وارتفـاع تكـاليف التنميـة ،االقتصادية نتيجة ألسباب عديدة

إلقتصادية، ومنها اإلستقاللية اإلقتصادية يف التسيري بدءا مبرسوم إعـادة لقد بدأت اجلزائر بإعادة هيكلة املؤسسات اـ )1( ، إىل 1987، يف حني مت التطبيق الفعلي لإلستقاللية يف الثالثي األول من عام 1980بتاريخ أكتوبر 80/242اهليكلة رقم

قتصادي لتلـك بشـكل جانب ما تالها من إصالحات مت على مراحل وتدعو كلها إىل خروج الدولة من الشأن اإل :إرادي نابع من ضرورة التغري مبا ينسجم مع األوضاع والتطورات اإلقتصادية احمللية والدولية، أنظر ذا اخلصوص

– Minister de L'industrie et de la Restruturation Colloque Portant Sur La Restructuration Industrielle, 2 et 3 Mars

1999.


129

وأسـباب .اخللى االقتصاد املنـتج ة االقتصاد الريعي عبوتدهور الطاقة اإلنتاجية، وغلمع ارتفاع حجم األعباء ،خارجية عديدة ومنها تدهور أسعار الطاقة واخنفاض مداخيلها

اخلارجية النامجة عن العالقات االقتصادية مع العامل اخلارجي ، اليت سادها نـوع مـن ية اخلارجية كما التبادل غري املتكافئ يف كافة ااالت، مما أدى إىل ارتفاع حجم املديون

وخاصة من البلدان املغاربية اليت تطورت فيها املديونيـة ،حصل يف كافة البلدان املتخلفةاملتكونـة يف ،إىل درجة كبرية جتاوزت يف كثري منها مداخيلها اخلارجية من صـادراا

كما يتضح لنا من خالل . معظمها من املواد األولية االستخراجية والزراعية إىل حد ما :اجلدول التايل

تطور المديونية الخارجية للبلدان المغاربية: ) 10( جدول رقم

1970/1994 خالل الفترة

ة مليون دوالرلوحدا

تونس موریطانيا المغرب الجزائرالبلدان

ــة ــــــــسنال

ة المديوني

الخارجيـــــــــــــة

.م. خ

اتج ن الن

ماإلجمالــــــــــــــي

ت الديون خدما

تإلى صــــــادرا

ال

ة المديوني


.م. خ

اتج ن الن


ت الديون إلى خدما

تصــــــادرا

ال

ة المديوني


.م. خ

اتج ن الن




ال

ة المديوني


.م. خ

اتج ن الن




ال

%% % %% % %% % %% %

1970 937 19.30 3.80 711 18.00 8.70 27.00 14.00 3.30 541 28.60 19.70

1980 19.339 47.00 27.40 97.10 53.00 32.70 844 125.70 17.30 3526 62 14.80

1984 12.052 24.20 33.60 10.169 83.00 24.80** 1171 171.20 21.60 2707 46.10 24.20**

1991 28.633 87.6 73.70 21.219 76.73 27.80 2299 214.70 16.80 8296 71.55 22.70

19.80 59 9400 ـ ـ ـ ـ 69.40 21.900 39.30 88.75 27.120 1994

ـ ـ 9.938 ـ ـ 2.767 31.2 83.10 22.147 ـ ـ 34.32 1995

17.7 ـ 14.034 ـ ـ ـ 27.3 77.50 ـ 30.90 8.90 33.651 1996

17.6 ـ 13.904 ـ ـ ـ 25.2 75.60 ـ 47.50 11.10 30.800 1998

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 39.05 3.40 28.315 ∗1999

.324، 21المغرب العربي في مفترق الطرق، مرجع سبق ذآره، ص : عبدالحميد اإلبراهيمي ـ: ر المصد النتائج األولية لبرامج التصحيح الهيكلي في البلدان المغاربية، مجلة حوليات : ـ عبدالعزیز شرابي

.Liberte Economique , N° 64, Alger, P7: لبنك اجلزائري عن اـ )∗(أجل الدفع املسـببق ن فاوضات م مل يفودخقررت اليالحظ ان اجلزائر قد.املديونية اخلارجية : ، م د 1988سنة ـ )∗∗(

.لنفطيةمستغلة يف ذلك ارتفاع حجم املداخيل ا.2007قبل ايةسنة اخلارجية ديوال


130

.82، 70، ص 1988جامعة قسنطينة ، - NEWAFRICA COM : Moroco Economy Development And Indicators, 25/6/1999.

ة ـــاملذكور أعاله أن حجم املديوني) 8( خالل اجلدول حيث يتضح لنا منمث بدأت بـالتراجع 1970/1995مرة يف الفترة ما بني 30أكثر من يف اجلزائر قد ضاعف

كمـا يالحـظ أن . ونفس الوضع عرفته البلدان املغاربية األخرى عدا ليبيا 1998عام مليون 2216تفع يف الفترة املذكورة من احلجم اإلمجايل للمديونية اخلارجية املغاربية قد ار

مليون دوالر وهذا يعـين أنـه تضـاعفت ثالثـني مـرة تقريبـا 60.719دوالر إىل .)1(1970/1994ا بني ـــــــم

هذه الوضعية املالية جعلت كثريا من البلدان تعجز عن دفع مستحقات املديونيـة املتواصـل تدهورال وعها بسببمهما كان ن ،اليت فاقت مداخيلها اخلارجية من صادراا

ومن بينها اجلزائر اليت توقفت عن دفـع ديوـا وجلـأت ،شروط التبادل مع اخلارجلودخلت نتيجة لذلك يف إصالحات هيكلية بإشراف تلـك ،الدولية للمؤسسات املالية

على غرار ما جرى يف كثري من البلدان النامية اليت تعرضـت إىل أزمـات ،املؤسسات وهذه اإلصالحات اليت انطلقت يف بدايـة . واستعانت باملؤسسات املذكورة ،اقتصاديةتعترب امتـدادا لإلصـالحات األوىل يف ،ن يف اجلزائرــات من القرن العشرييالتسعين

الثمانينات اليت كانت دف إىل منح املزيد من االستقاللية للمؤسسات االقتصادية دف ، إال أن الفرق بني هذه )2(يف قواعد تسيريها لــحتسني فعاليتها والتحكم بشكل أفض

وفقـا ن اإلرادة الوطنية يف التغيري والتطور ـابعة من كانتوتلك يكمن يف كون األولى، يف حني جاءت إصالحات التسعينات عصر االقتصادية احمللية والدوليــةملقتضيات ال

ممثلة يف ،ية الدوليةوبإيعاز وحتت إشراف املنظمات املال،ملحة ويف ظروف مالية أصعب : وبشروط ميكن حصرها فيما يلي )FMI(صندوق النقد الدويل

ـ وكما هو واضح فإن أزمة املديونية املغاربية عميقة عرفت تطورا مقلقا كنسبة يف الناتج اإلمجايل هلذا البلدان، حيـث )1( يف املغرب يف نفس الفتـرة %80إىل %53يف موريطانيا، ومن 1996عام %215إىل 1980عام %125إنتقلت من

يف اجلزائر خالل نفس الفترة، عدا ليبيا اليت مل تعرف %70إىل %47من يف تونس، و %66إىل %41املذكورة ، ومن .املديونية بسبب مداخيلها النفطية اهلامة

. 21املغرب العريب يف مفترق الطرق ، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيمي: ـ انظر .، الباب الثالث الفصل األول 1996ـ انظر امليثاق الوطين )2(


131

.التخلي عن التخطيط املركزي واألخذ بآليات السوق .1 .التوقف عن دعم أسعار املواد األساسية مع الزيادة يف أسعار اخلدمات .2 .ختفيض اإلنفاق احلكومي والتخلي عن برنامج املساعدة االجتماعية .3مؤسسات مالية ونقدية كأسواق االسم والسندات واألسـواق النقديـة إجياد .4

.وحترير أسواق الفائدة لتتحدد وفق قانون العرض والطلبختفيض حجم القطاع العام متهيدا خلروج الدولة من املمارسة املباشرة للنشاط .5

.االقتصادي وفتح اال واسعا أمام القطاع اخلاص الوطين واألجنيب .ارة اخلارجيةحترير التج .6

وقد سبق العمل وفق هذا االجتاه بدءا بسياسة إعادة اهليكلة ومـنح االسـتقاللية اليت اعتربت كحجر األساس للتوسع يف خلق ودعم املؤسسات ،للمؤسسات االقتصادية

وهي فترة املخططـني اخلماسـي . 1989وحىت عام 1980الصغرية واملتوسطة منذ عام مل ترق أساليب مواجهتها ،اقتصادية خانقةأزمة فت فيها البالد عرحيث ،األول والثاين

إىل املستوى املطلوب، نظرا لتدهور مداخيل الريوع النفطية بسبب اخنفاض أسعارها يف من مداخيل اخلزينة العامة من العملة %98األسواق الدولية اليت كانت تشكل أكثر من

زامات الداخلية واخلارجيـة لوفاء بااللتل،اليت كان يعتمد عليها بشكل أساسي ،الصعبة، فيما يتعلق باسترياد السلع االستهالكية والرأمسالية ونقل التكنولوجيا واحلصـول للدولة

حيث كانت اجلهود منصبة علـى تسـيري ،على اخلدمات الضرورية من العامل اخلارجيتاريخ انطالق 1991وحىت عام 1988األزمة أكثر من العمل على حلها ، خاصة منذ عام

اليت مت خالهلا إصدار قانون جديد لالستثمار يفتح اـال ،اإلصالحات االقتصادية الثانيةل حوافز جديدة ميكن احلصول عليها، للعمل يف ظ ،أمام القطاع اخلاص الوطين واألجنيب

كما حصلت اجلزائر على قروض من صندوق النقد الدويل يف ،مل تكن ميسورة من قبل كما مت . للتخفيف من عبء املديونية وخدمة الدين،حقوق السحب اخلاصة إطار نظام

مع الصندوق املـذكور يف بدايـة ) STAND-BY(ستاندباي ) النية(التوقيع على اتفاقية 15ملدة سنة، مث من خالهلا إعادة جدولة ديوا وفق رزنامة تسديد متتد على 1994أفريل

ات، كانت كلها تسعى لدفع االقتصـاد ية التسعينسنة، تلتها اتفاقيات أخرى خالل فتراجلزائري للعمل وفق قوانني اقتصاد السوق، خاصة تشجيع القطاع اخلـاص إىل أبعـد


132

الذي يقـوم ،احلدود والقيام بالنشاط االقتصادي وفقا ملا يقتضيه التقسيم الدويل للعمليجية يتم من خالهلا خلق بالدرجة األوىل يف البلدان النامية على أساس العمل وفق استرات

حتل حمل ،مؤسسات اقتصادية صغرية ومتوسطة قادرة على إنتاج سلع وخدمات تنافسيةخاصة من النوع الذي تعزف علـى . الشركات أو املؤسسات احلكومية الكربى نسبيا

اليت يتجه اهتمامها إىل إنتاج ،إنتاجية الشركات الكربى يف اقتصاديات البلدان املتقدمة كبرية، كما تستخدم يف ذلـك تكنولوجيـا وارباحخدمات ذات كثافة رأمسالية سلع و

يف حني تتميز الصناعات الصغرية واملتوسـطة ،معقدة من الصعب تقليدها أو منافستهايغلب عليه الكثافة يف بالعدد الكبري من املؤسسات املتنافسة يف جمال إنتاج متنوع وبسيط

يطة ميكن تقليدها بسهولة، أو إنتاجه برخص خاصة مع استخدام تكنولوجيا بس ،العملات التجارية أو براءات االختراع، وفق نظام معني يفرضـه ممن أصحابه أو مالكي العال

شروط االنضمام إىل املنظمة العاملية للتجارة وغريها من مؤسسـات العوملـة والنظـام وع أو منط إنتاجي معـني اجلديد، كما ميكن االنتقال بسهولة من ن العاملي االقتصادي

يؤثر ذلك على جمريات اإلنتاج واالستهالك والتجـارة احملليـة نإىل نوع آخر، دون أوالعاملية، كما تتميز هذه املؤسسات بقدرة أكرب على التكيف واملناورة والتـأقلم مـع

اليت ال تتجاوز يف ،السياسات االقتصادية كيفما كانت سلبية أو إجيابية من حيث نتائجهامعظم األحيان مؤسسة اقتصادية أو عدد حمدود من املؤسسات، دون أن ينعكس ذلـك

بعكس ما حيصل على مسـتوى الشـركات أو ،الوطينعلى املستوى الكلي لالقتصاد اليت تتطلب استعدادات وشروط خاصة يف كافة مراحل دورـا . )1(املؤسسات الكربى

وهذا غري ،اإلنتاج أو التواحد يف األسواقسواء من حيث نوعية اإلدارة أو ،االقتصاديةأو على األقل تعجز عـن الـتحكم يف ،يف طريق النموميسور يف معظم البلدان السائرة

وفقا ملا تقتضيه قواعد ونظم اإلدارة املثلـى ،األوضاع االقتصادية يف املؤسسات الكربىباب الـيت أدت إىل كان هذا من أهم األسورمبا . وقوانني السوق واالقتصاد بشكل عام

ـ لقد إستطاعت الدول الصناعية اجلديدة خاصة يف جنوب شرق آسيا أن تتكيف مع الوضع اإلقتصادي نظـرا لقـوة )1( ومرونة اجلهاز اإلنتاجي التنافسي الذي يعتمد على املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليت وقفت صامدة أمام الشركات

.بأقل اخلسائر 1997احلادة عام التجارية العاملية، كما متكنت من اخلروج من أزمتها .92، ص 1997مقدمة يف إقتصاد التنمية، دار هومة للطباعة والنشر، اجلزائر، : إمساعيل شعباينـ أنظر ذا الصدد ،


133

اليت عملـت علـى . هذه املؤسسات يف كثري من البلدان ومنها اجلزائر )1(إعادة هيكلةإدخال إصالحات اقتصادية جذرية كانت دف إىل إجراء تعديالت هيكلية يف اقتصادها

وكان من بني أهداف وأسباب ومظاهر هذا . متاشيا مع توجهها لألخذ باقتصاد السوقيف إقامة املؤسسـات االقتصـادية ،ل على دعم وتشجيع القطاع اخلاصاالقتصاد العم

بدءا "،مع وضع األسس واألنظمة والقوانني اليت تعمل يف هذا االجتاه الصغرية واملتوسطة، بعمليات إعادة اهليكلة وانتهاء بالشروع يف عمليات دعم القطـاع اخلـاص يف جمـال

األعمال املوجهة لفائدة املؤسسات الصغرية االستثمار، وانطالق سلسلة كبرية وهامة من باعتمـاد ،باعتبار هذه األخرية مبثابة قاطرة إلجراء عملية النمو االقتصادي ،"واملتوسطة

مع تدعيمها بنصوص قوانني تنظيميـة . )2(املؤسسة كقاعدة أساسية للتنمية االقتصاديةمع إنشاء هيئات مدعمـة ،حمفزة الستقطاب االستثمار األجنيب وترقية االستثمار الوطين

مع خلق فضاءات للتشاور واحلوار بني خمتلف ،متعددة للمساعدة ويئة الظروف املناسبةوينصب دور الدولة هنا على بدل املزيد من اجلهود . الشركاء االقتصاديني واالجتماعيني

ـ زال لتحسني احمليط الذي تنشط فيه املؤسسات والعمل على تذليل الصعوبات اليت ال ت ،إلقامـة املشـروع خاصة يف جمال التمويل، واحلصول على العقار الـالزم . تعاين منها

:ولتحقيق ذلك وضعت اجلزائر خمططا ميكن اعتباره استراتيجيا يقوم على ما يلي تكريس احلوار والتشاور بني السلطات العامة والشـركاء االقتصـاديني : أوال

.واالجتماعيني .ج الفعال للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يف السوق الدوليةضمان االندما : ثانياسن تشريع مرن ومالئم يتماشى مع التغريات احمللية والدولية ويسـتجيب : ثالثا

.لتطلعات وطموحات عامل األعمال عن طريق تقسيمها إىل مؤسسـات 1980/1984ـ لقد أعيدت هيكلة املؤسسات اإلقتصادية يف اجلزائر يف الفترة ما بني )1(

حجما، كما مت حتريرها من الضغوط اإلدارية البريوقراطية من الوصاية، وغريها من مؤسسات الدولة اليت كانت أقل .سببا مهما من األسباب اليت أدت إىل إفالس الكثري منها مع إنقاذ البعض منها على حساب خزينة الدولة

.58، ص 1989شر واإلشهار، اجلزائر ـ أنظر الدليل اإلقتصادي واإلجتماعي، الشركة الوطنية للن

، وزير املؤسسات الصغرية واملتوسطة والصناعة التقليدية مبناسبة إفتتـاح اجللسـات مصطفى بن بادةـ انظر مداخلة )2( .الوطنية للمؤسسات الصغرية واملتوسطة

http://www.Pmeart-dz.org: املصدر


134

.ترسيخ ثقافة االستحداث وغرس روح املبادرة يف اتمع : رابعات الصغرية واملتوسطة القادرة علـى استثمار الذكاء يف إنشاء املؤسسا : خامسا

.)1(التحكم يف التكنولوجيا احلديثةمع إقامة مراكز لدعم وتسهيل ،بالفعل بإنشاء صندوق ضمان القرض ئوقد بد

إجراءات النشاط االقتصادي يف هذا اال، خاصة فيما يتعلق بإنشاء جملس وطين لترقية تورة الواردات وتنمية قائمة الصادرات ، وتقليص فا)2(املقاولة، وجملس استثماري وطين

وذلك كله ضمن استراتيجية متكاملة ومنسجمة لـدعم املؤسسـات . خارج احملروقاتلتجسيدها بـدءا ،والبشرية املالءمةالصغرية واملتوسطة وتعبئة كل الوسائل املادية املالية

رقيتها مـع األخـذ يف بتهيئة الظروف املناسبة لعمل املؤسسة إىل اختاذ التدابري الالزمة لتوذلك كله يف إطار قانوين منظم حيث صدر يف هذا ،لتنميتها )3(االعتبار آفاق املستقبل

الذي حيدد مبقتضاه اإلطار القانوين 12/12/2001 الصادر بتاريخ 01-18الشأن قانون رقم اهلادف إىل إجياد مكانة معتربة للمؤسسات الصـغرية ،يؤسس للنشاط االقتصادي الذياملتوسطة على املستويني احمللي والدويل، وذلك وفق استراتيجية حمددة ملسار هذا القطاع و

االقتصادي، حبيث تشمل كافة أطرافه من شركاء اقتصاديني ومنظمات وأرباب عمـل ومجعيات مهنية وهيئات وطنية معنية بوضع تلك االستراتيجية وتنفيذها، بشكل جيعلـها

باعتبار هؤالء الشركاء أمرا . )4(املتوسط والطويل األجل منسجمة ومتكاملة يف األمدينيف رسم األهداف املستقبلية كترقية التشغيل واالستثمار ودعم التوازن عنه، الغىنواقعا

مـع ،من خالل تنفيذ الربنامج الوطين لتأهيل املؤسسات الصغرية واملتوسـطة ،اجلهوي واملالحظ هـو أن هـذه . مية املستدامةضمانا للتنإدخال أساليب جديدة للتسيري البيئي

حيـث ارتفـع عـدد ،املؤسسات قد أخذت تلعب دورا حيويا يف االقتصاد الـوطين ألف مؤسسة 56إىل حوايل 2003املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليت مت إنشاؤها حىت عام

http://www.Pmeart-dz.org . ات الصغرية واملتوسطة، مرجع سبق ذكرهـ خطاب وزير املؤسس )1( .ـ مع العمل على إقامة شباك وحيد للتنسيق وتوجيه املستثمرين اجلزائريني واألجانب )2(

.16/7/200قسنطينة بتاريخ 10070ـ أنظر ندوة حول اإلستثمار، جريدة النصر، عدد http://www.Pmeart-dz.org . لصغرية واملتوسطة، مرجع سبق ذكرهـ خطاب وزير املؤسسات ا )3( ،اجلزائـر 14/1/2004، املوافق لـ 373ـ انظر حوار مع وزير املؤسسات الصغرية واملتوسطة، الشروق اليومي، العدد )4(

.5ص


135

، كما مت يف هذا اإلطار %75مصغرة سامهت يف الدخل الوطين خارج احملروقات بنسبة دمج قطاع الصناعات التقليدية مع قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة، خاصة فيمـا يتعلق باالستفادة من برنامج اإلنعاش االقتصادي، وذلك دف تفعيل خلق الثروة علـى

،وفق خمطط عمل لتحقيق تنمية مستدامة للصناعات التقليديـة ،املستوى احمللي والوطينومن هنـا .)1(2004مليار دج يغطي الفترة حىت عام 6حيث رصد لذلك مبلغ يقدر بـ

، )2(واملتوسطةيتضح لنا أن اجلزائر قد أصبحت تويل اهتماما خاصا بالصناعات الصغرية قبـل ،بدال من توجيه االهتمام إىل الصناعات الثقيلة كما كان األمر يف املرحلة السابقة

1980ملؤسسات االقتصادية عـام بدءا بإعادة هيكلة ا،تطبيقها لإلصالحات االقتصادية حيث اختارت البالد التوجه حنو اقتصـاد السـوق نظريـا ،فصاعدا وحىت يومنا هذا

وممارسة، والذي جيد فيه القطاع اخلاص جماال واسعا ومفتوحـا لنشـاطه االقتصـادي ومشجعا من طرف الدولة، ومدفوعا بشكل طبيعي للعمل على حتقيق مصلحته ومـن مث

بفضل األرباح االحتكارية اليت حيققها يف بداية األمر وكـذلك بفضـل مصلحة اتمعاملزايا واالمتيازات اليت حيصل عليها يف سياق سياسة تشـجيع االسـتثمارات اخلاصـة الوطنية، وكذلك الشراكة األجنبية من خالل إقامة املؤسسـات االقتصـادية الصـغرية

عطيات وجمريـات السـوق الـوطين واملتوسطة ذات القدرة الكبرية على التكيف مع م لذلك وغريها مـن األسـباب ،والوضع والتطورات االقتصادية بشكل عام )3(والدويل

اعتربت كأداة مهمة وشكل فعال لتنفيذ اإلصالحات االقتصادية يف كثري من بلدان العامل

.5، ص حوار مع وزير املؤسسات الصغرية واملتوسطة ، مرجع سبق ذكرهـ )1( لصعيد النظري والعملي بدءا بالبحث وامللتقيات والندوات حتت إشراف الوزارة املختصة إىل إقامة املؤسسـات ـ على ا )2(

مليار دج، ويصـل 30الضرورية املدعمة هلا اإلستشارية واملالية خاصة حيث خصص هلا صندوق ضمان اإلستثمار يف حالة التوسـع %60 مة مشروع جديد ومن رأس املال يف حالة إقا %80ألف دج، ويغطي 500حجم الفترة إىل

. PME MAGAZINE , N° 17 , Alger, Mars 2004, P 6 – 8 - :للمزيد أنظر لتنسيق مع بتمويل إيطاليا با UNIDOـ ويف هذا اال تدخل مسامهة األمم املتحدة من خالل منظمتها للتنمية الصناعية )3(

مؤسسـة صـغرية ومتوسـطة يف 12وزارة الصناعة واملؤسسات الصغرية واملتوسطة يف وضع برنامج إلعادة تأهيل 600وتدهورا مستمرا يف قدرا اإلنتاجية والتنافسية من بني %20.5الصناعات الغذائية، اليت عرفت تراجعا وصل إىل

.مؤسسة سنويا 200مؤسسة ملدة ثالث سنوات مبعدل .4، ص 29/7/2004ـ أنظر الشروق اليومي بتاريخ


136

خاصة يف واملغاربية اليت اتبعت سياسات اقتصادية تنموية خمتلفة )1(ومنها البلدان العربيةوذلك مبعزل عما جيري . تبعا لإلمكانيات املادية والبشرية املتاحة لكل منها ،جمال التصنيع

يف كل منها، أي دون تنسيق وتكامل ومن مث دون استراتيجية مشتركة ملواجهة ضغوط خارجية قد تفرضها التحوالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية العاملية يف إطار النظام

)2(ادي العاملي اجلديد بكافة سلبياته وإجيابياته اليت تصاحب تطبيقه يف كافة البلداناالقتصواملالحظ مما سبق أن هناك فرقا جوهريا بني الصناعات الثقيلة واخلفيفـة مـن جهـة واملؤسسات الكربى واملتوسطة والصغرية من جهة أخرى، حيـث ينظـر يف األوىل إىل

للثانية من حجم اص يكل وحدة منتجة يف حني ينظر طبيعة اإلنتاج من حيث احلجم اخلرأس املال والوسائل املستخدمة اليت تتميز بالعدد الصغري واملتوسط اخلاص بكل وحـدة

وقد أعطى املشرع املايل اجلزائري أمهية خاصة للمؤسسات الصغرية من حيث . )3(إنتاجدج 6000لها يقل عـن رأمساهلا املستخدم فيها حيث أعفاها من الضرائب إذا كان دخ

للـدخل %40مث %30مث %20مث %10سنويا مث تبدأ نسبة الضريبة يف االرتفاع بدءا بـووضع دج مما يعين تشييع مايل ملؤسسات ذات الدخل املنخفض 3240000الذي يفوق

حاجز ضرييب أمام املؤسسات الكربى ذات الدخل املرتفع كما يتضح لنا مـن خـالل :اجلدول التايل الضريبة التصاعدية على الدخل اإلجمالي في الجزائر : )11( دول رقمج

هدفه املسامهة يف تطوير مؤسسات األعمال 1998ـ ففي األردن أقيم معهد خاص باملؤسسات الصغرية واملتوسطة عام )1( تقـدمي الصغرية واملتوسطة بطريقة تؤدي إىل زيادة كفاية وفعالية هذه املؤسسات من خالل األحباث والدراسات و

.اإلستشارات يف ااالت اإلدارية والتقنية، وكل املعلومات والربامج التدريبيةإىل جانب إنشاء وزارات وهيئات رمسية خاصة، كما هو احلال يف اجلزائر والسعودية، حيث تشـري نتـائج بعـض

.الدراسات إىل أننا نعيش فعليا عصر املؤسسات الصغرية واملتوسطة www.VTC.60v.jo/smeia.htm: للمزيد أنظر

ـ نذكر من بني إجيابياته على الصعيد اإلقتصادي حرية اإلختيار بالنسبة للمستهلكني، حتسني نوعية السلع واخلـدمات )2(أوسع لتنقـل وختفيض األسعار يف حالة توفر مناخ تنافسي متكافئ بني املنتجني والعارضني واملستهلكني مع حركية

.إخل ... األشخاص والسلع ورؤوس األموال لدخول جمال العوملة وغياب املنافسـة أما السلبيات اإلقتصادية قعديدة كذلك خاصة يف حالة عدم اإلستداد الكامل

.إخل... املتكافئة وسط اإلحتكارات الكربى على معظم النشاطات اإلقتصادية .PME MAGAZINE , N° 17, Alger, 2004, P 27 : ـ انظر )3(


137

2004 اللــــــخ

ة دينار جزائريلوحدا

لـــــــــــــــات الدخــــــــــــــــفئالنسبة المئویة

للضریبة 60.000أقل من

180.000إلى 60.001من 360.000إلى 180.001من 1.080.000إلى 360.001من 3.240.000إلى 1.080.000من

3.240.000أآثر من

0% 10% 20% 30% 35% 40%

. PME MAGAZINE , N° 17 , Alger, Mars 2004, P 17 -: المصدر

تعلق هنا بالدخل اإلمجايل الفردي فإن الـدخل املقصـود حىت ولو كان األمر يفكلما كـان . بالنسبة ملوضوع حبثنا هو احلجم اإلمجايل الرأمسايل املؤسسات االقتصادية

ويف . كس صـحيح حجم دخلها السنوي كبريا كان رأمساهلا وحجمها كبريا أيضا والعلكـربى لـدى القطـاع نفس الوقت احلد من امليل إىل االحتكار من قبل املؤسسات ا

مع كثافة حجم القطاع اخلاص الـذي ،اليت قد يمن على نشاط اقتصادها )1(اخلاصيسعى بطبيعته إىل حتقيق أعلى األرباح واملداخيل املمكنة اليت تعترب مثل هـذه السياسـة

.الضريبية متعارضة معهاديدة فضـال وبالتايل فهي تعد سياسة غري مشجعة على االستثمار يف املشاريع اجل

عن التوسع يف املشاريع القائمة، كما أا من جهة أخرى من املمكن أن تدفع بالكثري من أصحاب املشاريع االقتصادية إىل ابتكار أساليب خمتلفة للتهرب الضرييب، كما هو واقع يف كثري من البلدان النامية والبلدان املغاربية ومنها اجلزائر، حيث بينت دراسـة حـول

ألف تاجر ينشط يف األسواق املوازيـة 850مثال أن هناك )2(اد املوازي يف اجلزائراالقتص

ـ وقد لوحظ ذلك فيما يتعلق باجلزائر من الس اإلقتصادي واإلجتماعي الذي أشـار يف تقريـره حـول النشـاط )1( .اإلقتصادي للقطاع اخلاص معتربا اخلوصصة اطماعا إحتكارية

.3، ص 2004، اجلزائر 1099أنظر الشروق اليومي، العدد .2004ـ الس اإلقتصادي واإلجتماعي، تقرير حول اإلقتصاد الموازي، اجلزائر )2(

.3، ص 10/06/2004انظر كذلك اخلرب اليومي


138

سوق موازي أسبوعي، كما أظهرت هذه الدراسة وجـود 1500اليت يصل عددها إىل ، كما أشارت نتائج دراسة قامت ا مفتشية )1(ألف تاجر للتبغ يف السوق املوازية 100

%45بينت أن ما يقل عن 1997/2002رة ما بني منصب عمل يف الفت 6320العمل مشلت من العمال املشمولني يف الدراسة غري مصرح م لدى مصاحل الضمان االجتماعي ، كما

مؤسسـة 7500أظهرت دراسة قام ا مركز البحث االقتصادي والتنمية ، أنه من بني من رقـم %30من العمال اليتمتعون بالضمان االجتماعي كما أن %41متوسطة هناك

األعمال يفلت من الضرائب ويرى الس االقتصادي واالجتماعي يف التقرير املذكور أن فخالل " الربح السريع"القطاع املوازي ال حتكمه أية اعتبارات، سوى أنه يسعى لتحقيق

ا من دفع الضـرائب بنسـبة ربو مستورد حمتكر باسترياد 40وجد أن هناك 2002سنة سـوق 700ألف تاجر و 200مجايل ملستوردام كما أحصى وجود من احلجم اإل 96%

مما ،غري مراقبة تعمل يف اخلفاء وبالتايل التدفع مستحقاا من الضرائب إىل خزينة الدولةيعين خسارة قادمة هلذه األخرية، ويف نفس الوقت تسيء بشكل صريح إىل مسعة نشـاط

ها إن مل تكن كلها من قبل القطاع مؤسسات اقتصادية صغرية ومتوسطة تدار يف معظمهذه املؤسسات أو النشاطات اليت تتحول مع الزمن ومـع غيـاب الضـوابط ،اخلاص

إىل مؤسسات احتكارية كربى متارس تأثريها اسليب ـ تتحول ـاالقتصادية اليت حتكمها مستخدمة يف ذلك كل الوسائل واألساليب امللتوية اليت تعـودت ،على االقتصاد الوطين

عليها من أجل حتقيق أعلى األرباح، مستغلة يف ذلك ضعف وتواطؤ بعـض اجلهـات هذا ومن املمكن أن تسري يف هذا االجتاه . )2(اإلدارية املعنية باألوضاع االقتصادية للبالد

نتائج اإلجراءات املختلفة اليت اختذت يف املدة األخرية يف إطار دعم وتشجيع املؤسسات وكذلك من خالل ) ENSEI(كالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب الصغرية من خالل الو

خاصة إذا ذهبت تلك املساعدات إىل غري حتقيها )3(الصندوق الوطين للتأمني ضد البطالة .ـ مع العلم أن التبغ يعترب مصدرا مهما للخزينة العامة من ناحية الرسوم الضريبية )1(

هرة الرشوة والفساد اإلقتصادي بشكل عام يف كثري من بلدان العامل، وخاصة يف ـ يدل على ذلك بروز واستفحال ظا )2( .البلدان السائرة يف طريق النمو

سـنة يصـل 50و 35ـ حيث اختذ قرار حكم يف تقدمي قروض بدون فوائد للمواطنني الذين تتراوح أعمارهم بـني )3( .ألف دج 500حجمها حىت

. PME MAGAZINE , N° 17, Alger, 2004, P 7 , 8 : أنظر


139

االقتصادي ومما سبق يتضح لنا أن العمل. )1(على غرار ما جرى يف املستثمرات الفالحيةحبسب مقضـى عزلة عن بعضه البعضعلى املستويني الكلي والقطاعي كان يتم بشبه

ه تـام للتنسـيق وبـدون يف ظل غياب شب اعية،احلال وكأن األمر يتعلق مبحميات اقطواالجنازات الوطنية يف جمال يف النهاية اىل هدرفادح للطاقات مما أدى. استراتيجية شاملةالصـناعية الصناعية خاصة ،وهذا ماحاولت االسـتراتيجية االقتصادية التنمية الوطنية

: يمايليفضح لنا تاجلديدة تالفيه كما ي

üa@@òî£aÛ@ñ†í†¦a@ŠöaŒ¦a@¿@òîÇbä–Ûa@òîàänÜ@ @

مـن ميكن استعراض وحتليل هذه االستراتيجية اليت وضعت يف اآلونة األخـرية اىل جانب ،مع شروطها األساسية جوانب عديدة، نذكر منها دواعي واسباب األخذ ا

عرض ألهم االنتقادات املوجهة هلـا، وأخـريا مث نت عها موضع التنفيذ،حتديد كيفية وض .بعض النتائج املستخلصة من هذا التحليل

üëa@@@Z@@ïÇaë…@lbjcëˆþa@@bi@bä–Ûa@òîàänÛa@òvîma@@@@@@@@@@@@@@@@@@ŠöaŒ¦a@¿@@òîÇ@ @

ص، على دية الصناعية على وجه اخلصواالتطورات االقتص اجلزائر ملواكبةسعيا من هـا ثيقالتحقيق األهداف االقتصادية الـواردة يف مو ومواصلة املستويني احمللي والعاملي

،دفعها لوضع استراتيجية للتنمية الصناعية اصةأمهية خ هذه املرة ،فقد أولت االيديولوجية :للسري يف هذا االجتاه اعتبارات عديدة ميكن أن نذكر البعض منها فيما يلي

اقتصادية شاملة مبا يف استراجنيةالنتائج السلبية النامجة عن عياب :ار األولباألعتهـو ما ينقص الدول العربية و اجلزائـر احـدها " : ان ذلك القطاع الصناعي حيث

)1( – ABDELHAMID BRAHIMI : L'economie Algerienne, O.P.U, Alger, P 439. http://www.news.maktoub.com .FORUM/NEWS 5502 UNIDO ملنظمة التنمية الصناعية)

املدير العام )2(


140

لتنميـة لباعتبار ان التنمية الصناعية تعد العمـود الفقـري ,استراجتيات حمددة املعامل ياب الفادح الستراتيجية العمل االقتصـادي غال وبالفعل فهذا. )1("قتصادية الشاملة اإلبني كافة البلدان املتخلفـة، يف جمال التنمية الصناعية هو صفة تكاد تكون مشتركة اجلاد

يف ظل هـذا يث عن تنمية اقتصادية شاملةدومن مث الميكن احل مبا فيها البلدان املغاربية،يـز االدارة ، ومتفافة للعقاروعدم سوق ش ،وق مالية متكاملةعدم وجود سك )2(الوضع

لعمليـة النتائج السلبيةوهذا ما أدى إىل بالربوقراطية واجلمود، وضعف التنمية البشرية، . التنمية

االقتصادية العاملية الـيت رافقـت مواجهة التطورات والتغريات : االعتبار الثايناالخـرية ؛ كارتفـاع اسـعار بطت بقيام النظام االقتصادي اجلديد يف السنوات توار

سعار املعادن وخاصة الـذهب أ، واخنفاض سعر الدوالر االمريكي، وارتفاع )3(الطاقةت العوملـة ، باالضافة اىل افرازاوالفضة، وارتفاع اسعار املواد الغذائية والسلع االنتاجية

الذي يصبح فيه كل شئ عبارة عن سلعة ختضع لقانون العرض والطلب .واقتصاد السوقمسار النشاط االقتصادي، كتحديد نوعية وكمية االنتاج املطلوب، الذي يتحدد مبوجبه

وملن مىت وأين ينتج، ذف حتقيق اقصى ربح بعيدا عن االشراف املباشرللدولة عن الشأن واملبادرة اخلاصـة أل ضرورة فسح اال أمام حرية النشاط االقتصادياالقتصادي عمال ب

صحاب عوامل االنتاج ، على افتراض أن يتم ذلك يف جو من الشفافية واملنافسة فيمـا مع العلم أن ذ لك لن يتحقق .بينهم،يف انتظارأن حتقق أهدافهم ومث تتحقق املصلحة العامة

.ات معينة من طرف الدولةاءيف البلدان املتخلفة دون اختاد اجرضرورة القيام بتنمية اقتصادية مستدامة وليسـت ضـرفية او : ار الثالثباألعت

عرضة لتقلبات واالزمات االقتصادية اليت عملت على ااك االقتصاد الوطين حبيث يكون وميكـن , االخرىعات االقطاع الصناعي يف هذه االستراجتية اجلدجية رائدا وحمفزا للقط

http://www.hews.maktowb.com/eorun/news.5502.unidoـ املدير العام ملنظمة التنمية الصناعية )1( وكذلك كتاب فؤد مرسي ازمة التنمية العربية 1978التنمية صفر وزارة الثقافة دمشق : سلفا اوليفرـ للمزيد أنظر )2(

.1979مطبعة االديب بعداد مث تراجع بشكل طفيف مع 2008ول مرة عتبة املائة دوالر يف منتصف ألسعر الربميل الواحد من النفط حيث جتاوزـ )3(

.مريكية ألا بالواليات املتحدة اءاستفحال ازمة النظام املايل العاملي بد


141

وذلك من ،لق ثروة مضافة معتربةخوقادرة على ،د من احتالل مركز تنافسي فعالالبال )1(فضل للمحيطأئة يهيل املوارد البشرية مع أخالل تعديل النظام االقتصادي القائم وت

وبذلك تتحول البالد من وضعية املصدر البسـيط ،مبا يتفق مع املفهوم احلديث للتنمية بقيمة مضافة اكرب ةاىل دولة منتجة و مصدرة ملواد مصنع ،ة الريعيةيعبيالط للمواد االولية

بل وجد امامـه مل ينطلق من الفراغ فهذا االجتاه .)2(التصدي للمنافسة الدولية وبالتايلا وتطويرها الدائم للعمـل املنـتج ضل مثابرفملا آلت اليه البلدان املتقدمة بامثلة واقعية امكان االستقرار السياسي والجتماعي وحدمها ان يؤمنـا بينت انه ليس ب(اجلاد، حيث

من دون تطبيق مشروع اقتصادي واقعي وجرئ،ومن دون النجـاح يف التنمية املستدامةومن هنا جاء سبب وضع هذه االستراتيجية والعمل حبزم من اجـل وضـعها ،)تطبيقه

.،كشرط لتحقيق التنمية االقتصادية الشاملةموضع التنفيذ موضوعي عن احلرية االقتصادية، هذه االسترتيجية تعد تعبري ان: الرابع االعتبار

حيث تسمح باختاد القرارات االقتصادية اليت تتفق مع مصلحة الـبالد، انطالقـا مـن ا ت املتاحة املادية منها والبشرية وحاجات اتمع املختلفة وهي بذلك تعد تعبري االمكاني

مبلـئ سسية واالقتصادية باختاد الدولة ملا تراه مناسـبا عن وجه من أوجه السيادة السياـ وهـي . ارادا ويتفق مع مصلحتها االقتصادية بالدرجة االوىل ـ السـراتيجية اأي ـ

واحلالة هذه تعد استغالل أفضل لالمكانيات املادية اليت أتاحتها املداخيل النفطية الطارئة حيث ميكن استثمارها بشـكل العاملي،قة على املستوى االيت رافقت ارتفاع أسعار الط

ومن مث فهي تعد كـذلك والشاملة املستدامة االقتصادية عقالين من أجل حتقيق التنمية ، ثابة صمام أمان للتحكم االقتصادي يف مسارها املرسوم يف نطاق االستراتيجية الشاملةمبلذي يتحدد ارة عن سلعة ختضع لقانون العرض والطلب، ابالذي يصبح فيه كل شيء عوه مسار النشاط االقتصادي كتحديد نوعية وكمية االنتاج املطلوب وملن ومىت وأين بجومب

ح ممكن بعيدا عن االشراف املباشر للدولـة عـن الشـأن بينتج، دف حتقيق أقصى راالقتصادي، عمال بضرورة فسح اال أمام املبادرة اخلاصة الصحا عوامل االنتاج، على

www .elaph.come/elaphweb/economcs.2008./3 مراجعة استراجتيية التنمية الصناعية يف اجلزئر خرباء يدعون اىلـ )1( .س اجلمهورية امام املشاركني يف اجللسات الوطنية حول االستراجتية الصناعيةيالنص الكامل لكلمة رئـ )2(

WWW : EL mouradia . dz/ arab/discoursara/2007


142

لك كله يف جو من الشفافية واملنافسة فيما بينهم، يف انتظار أن تتحقق افتراض أن يتم ذى األقل يف مع العلم أن ذلك لن يتحقق يف البلدان املتخلفة عل. يف النهاية املصلحة العامة

فرص بني اجلميع نظـرا سباب عديدة ميكن اختصارها يف عدم تكافؤ الاالجل القريب أل، مما حيتم الدخول يف شراكة صناعية أجنبية يف إطار مـن لقلة الوعي واالمكانيات احمللية

العالقات التكاملية والروابط اهليكلية تعظيم االفادة املشتركة من املزايا االقتصادية الـيت اضحة تعرب عن وة رادن اوكما أريد هلا أن تك، ف من أطراف الشراكةريتمتع ا كل ط

مـن )1(مشزلية التادالت على املستوى العامليإرادة البالد يف مسايرة اقتصادها ملتطلبات .موقع قوة بعد توقري الشروط الضرورية لذلك

نظرا للنتـائج :فشل التجارب والسياسات االقتصادية السابقة: االعتبار اخلامسالسلبية اليت اسفرت عن جتارب التنمة السابقة يف اللدان النامية عموما منـذ السـتينات

لتنمية والتصنيع بشكل ل ااا يتعلق بالتجرة اجلزائرية يف جممر فيموحىت اليوم، وكذلك االن مبثابة وأن تكلذلك كان يرجى من االستراتيجية الصناعية اجلديدة . خاص إىل حد ما

رؤية متوسطة األمد كما ستكون على قطيعة مع ما مت فعلـه يف املاضـي يف القطـاع ال يف املرحلة الساقة على تطبيق هـذه على الرغم مما مت حتقيقه يف هذا ا )2("الصناعي

فقد صارت الباد متتلك حضرية صناعية واسعة تتشـكل أساسـا مـن . االستراتيجية، بكن معظمهـا )3("مؤسسات صغرية و متوسطة سامهت يف خلق مناصب عمل كثرية

عجز عن املنافسة احلادة اليت رافقت عملية االنتاج االقتصادي على اخلارج، مما تطلـب الدولة من أجل التغلب على العراقيل اليت وقفت أمامها خاصـة منـها ظـاهرة تدخل

.البريوقراطية وفوضى العقار الصناعي ونقص وسوء تسيري رؤوس األموالن العمل يف الشفافية من خالل وضع استراتيجة صناعية من ا: االعتبار السادس

رى مع البالد اليت يفترض فيها األخشأنه جلب االحترام و التقدير من األطراف املتعاملة www .walgalem. makteublog.com 54133ـ للمزيد حول رأي املسؤولني عن هذه االستراتيجية أنظر )1(

ـ كما جاء يف تصريح لوزير الصناعة وترقية االستثمار يف سياق إجتماع احلكومـة اجلزائريـة لدراسـة مشـروع )2( : ، أنظر 1/2/2007االستراتيجية الصناعية اجلديدة يف اجلزائر يف

http // : www .maghrebia .com/co coon/awi/htlm1/ar. .نفس املرجع السابق ـ )3(


143

احترام قواعد اللعبة على الصعيد االقتصادي وخيا لتادل املصاحل بشكل ال لبس فيـه، يف و تبادل املصاحل من خالل عالقات إقتصادية تراعى فيها قواعد " املعاملة املثل"إطار مبدأ

ومع ذلك ينبغي . دانالقانون الدويل الذي حيدد الواجبات واحلقوق االقتصادية لكافة البلا حتقيق املصلحة الوطنية من خالل أي عالقة مرهون مبدى القدرة التفاوضية اليت يتمتع

طرف حيث ال يقتصر األمر هنا على اجلانب املادي بقدر ما يتوقف كذلك علـى لك .اجلانب البشري ومدى إدراكه ألمهية دوره

اتيجي حيظى بأولوية يف قيـادة إن أمهية الصناعة كقطاع استر: األعتبار السابعحيث متكنـت كافـة . التنمية االقتصادية املستدامة تتطلب وضع استراتيجية حمكمة هلا

ـ لدان شرق آسيا، باليت أولتها أمهية خاصة من التطور والتقدم بثبات ك لدان الناميةبال ل بالتـاريخ أكثر من ذلك فقد أصبحت الصناعة مرادفة للتقدم، وقد ثبتت أمهيتها على مر

:)1(لق باجلزائرععة فيما يتبمن نواح عديدة نذكر منها أرـ ـ 1 طين وأن الصناعة من حيث القوة هي القطاع الذي يقود اجلهاز االنتاجي ال

.ويهيكلهأن الصناعة هي جمال فعال للتطبيق التكنولوجي للمعارف من حيث قـدرا ـ 2

.ع االقتصادي كاملهعلى انتاج املستجدات التقنية وتعميمها على الوضأن الصناعة هي افضل ضمان للنمو املسقر الدائم بعيدا عن التقلبات املفاجئـة ـ 3

.اليت يعرفها انتاج احملروقات وأيعارهاـ 4 أن الصناعة متكن اقتصادنا من ربح الرهان يف االسواق العاملية يف املفاوضات ـ

اجلزائر باسـتراتيجية هلذه االسباب وغريها أخذت. حول نقل القيمة املضافةفهي جمال حيوي لعمل ادولة ملواجهة التحديات والرهانات . التنمية الصناعية

.واخلارجيية على السواءالداخلية

.س اجلمهورية امام املشاركني يف اجللسات الوطنية حول االستراجتية الصناعيةيرئ ـ خطاب )1( http://www.elmouradia.dz.arabe discour sara 2007.


144

bîãbq@Zîmaüa@æìàšß@ë@âìèÐß@†í†¤ŠöaŒ¦a@¿@ñ†í†¦a@òîÇbä–Ûa@òîv@ @

زارة شري إىل هذا املفهوم واملضمون يف املشروع األساسي الـذي أعدتـه و ألقد كما استعرض خطوطهـا )1(الصناعة وترقية االستثمارات حتت إشراف املسؤول األول

. )2(العريضة رئيس الدولة يف كلمته االفتتاحية للجلسات الوطنية لالستراتيجة الصـناعية حيث اعتربت كشرط النعاش االقتصاد وتطوير الصناعة يف إطار االستراتيجية االقتصادية

للحرية االقتصـادية، وإقتصـاد ا قة جديدة تعطي جماال رئيسيا أوسعالشاملة للبالد بطرياسـتراتيجية إنعـاش الصـناعة تندرج" ة البنيان االجتماعي وبالتحديد ياملعرفة وتقو

نا دقتصـا إللسـريورة اوتطويرها ضمن استراتيجيتنا االقتصادية الشاملة، اليت تقوم على تطوير منظزمة التضـامن شيد االقتصاد و ادرة وعلى تربوتركز على حرية امل. وجمتمعنا

وهذا يعين أن مضموا يتجاوز القطاع الصـناعي ليشـمل .)3("والتكافل االجتماعياالقتصاد واتمع يف الوقت نفسه إىل جانب تشجيع املبادرة اخلاصة واحلرية االقتصادية

ولة االطار العام الفردية اليت تقوم على التعاون والتكافل االجتماعي كما حدد رؤوس الد :)4(الذي تقوم هذه االسترايتيجة على أساسه يف الشروط التالية

ينبغي أن تندرج هذه االسترايتيجة ضمن فضاء أرحب يتعـدى حـدود الـوطن ـ 1 .متجاوزا إطار السوق الوطنية

ينبغي أن تندرج هذه االتسراتيجية الشاملة تعطي لبالدنا مركزا تنافسيا فعاال، مدرا ـ 2قيمة املضافة من خالل حتويل املنظومة االقتصادية والتطـور املعتـرب للـهياكل لل

.القاعدية واملوارد الشرية

.ـ عبداحلميد متار وزير الصناعة وترقية االستثمار )1( ملشاركني يف اجللسة االفتتاحية حول االستراتيجية الصـناعية ـ القيت كلمة رئيس اجلمهورية عبدالعزيز بوتفليقة أمام ا )2(

. 2007فيفري 27بقصر االمم يف اجلزائر العاصمة يوم الثالثاء .1ـ أنظر النص الكامل لكلمة رئيس اجلمهورية، ص )3(

http://www.elmouradia.dz.arabe discour sara 2007/02. . 6رئيس اجلمهورية ، ص ـ نفس املرجع السابق ، خطاب )4(


145

طبيعية بأسلوب حديث يقـوم علـى لى ما يتوفر للبالد من مزايا عينغي أن تعتمد ـ 3والتقدم التقين وتطوير املوارد البشرية الكفوؤة اليت من ) واالبتكار(تعميم التحديد

ا استقطاب االستثمار املاشر األجين، وأن دور الدولة يف االنعاش االقتصـادي شأيفترض عليها اختيار ما ينبغي ترقيته من الفروع االقتصادية على ان يبقـى كـل مستثمر حر يف إختيار النشاط الصناعي الذي يرغب فيه بالشروط اليت خيتارها مع

ملشجعة لالستثمار، وكذلك االسـتفادة االستفادة من املزايا اليت حتددها النصوص امن اتفاق الشراكة الذي جيمعنا الحتاد األورويب نظرا ملكانة أوروبـا يف ميزاننـا

.التجاريـ 4 ينبغي أن تتبوأ بالدنا من جديد مكانتها الرائـدة علـى املسـتوى اجلهـوي يف ـ

ب و البتروكيمياء و إنتاج األمسدة و أن تبعث احلياة جمـددا يف صـناعات الصـل الضـرورية لـذلك، إىل ) االستخراجيية(احلديد، حيث تتوفر على املوارد الطبيعية

.جانب تطةير هذه الفروع يف اية املطاف وتطوير الصناعات املشثقة عنها كذلككما ينبغي أن اليبقى النشاط الصناعي حمصورا يف أنشـطى توضـيب وتغليـف ـ 5

التحويل، بل جيب إعـادة نشـر هـذه املنتوجات، أو أنشطة املرحلة األخرية يفاألنشطة يف إجتاه أنساق إنتاجية حنو األعلى ودون قيمة مضافة أكـرب، ويف هـذه املدعات البد لصناعة األدوية اال االنتاجي الفعلي حسا ومعىن، مع إعادة نشـر صناعات أخرى، كصناعة السيارات حول نشاط التركيب واملقاولة من الباطن، أو

نولوجيات اإلعالم واالتصال اجلديدة، كذلك جيب إعادة نشر الصناعات صناعة تكالغذائية والكهربائية وااللكترونية، وسنعمل الصـناعات الغذائيـة والكهربائيـة وااللكترونية، وستعمل الدولة على إتباع سياسة فعلية للتشجيع والترقية يف هـذا

أو أجانب، مع العلم أن سياسة اال للمستثمرين واملقاولني سواء كانوا جزائرينيإستقطاب االستثمار املباشر األجنيب ينبغي أن التغض الطرف عن ضرورة املشاركة القوية للفاعلني الوطنيني وترقية التنمية الوطنية، ذلك أن إستقطاب اإلسـتثمارات املباشرة األجنبية واستمرارها مرهونا بقدرة إقتصادنا على حشد موارده الذاتيـة،


146

ذي يواجه بدوره عراقيل يبغي إزالتها، كاملمارسات البريوقراطية، وقلة وسـوء ال .تسيري العقار الصناعي وفوضى سوق الرسامنيصناعية اجلديدة مل تنطلق من الفـراغ، لوهكذا يتضح لنا أن هذه االستراتيجية ا

ص، صناعية بشكل خـا لفإىل جانب جتربة مريرى يف جمال التنمية االقتصادية عموما واعنيني باألمر بأمهية وأبعـاد وشـروط ملينبغي أن يكون هناك وعي وادراك عميق لدى ا

صناعي الرائد يف جمـال لالقتصادية، من خالل وضع إستراتيجية حمكمة للقطاع ااالنهضة شروط الكفيلـة بإجيـاد لرامية إىل توفري الفالدولة ستواصل سياستها ا" التنمية، وبالتايل

الجتماعيـة، االستثمار، كإجناز اهلياكل القاعدية االقتصـادية و اة وحميط موات للمقاولؤهلة واعتماد إطار مؤسسايت يشجع العمل االنتـاجي ملبشرية الوالتكفل بتكوين املوارد ا

نتاج صياغة تطور الصناعي لوتقدير اهود حق قدره، كما ينبغي أن تكون إستراتيجية االوطنيني حكومة ورجـال أعمـال ومسـريي وتنفيذ وتدخل وتعاون خمتلف الفاعلني

وبالتـايل فـاملطلوب يف هـذه )1(الجتماعينيابنوك والشركاء لاملؤسسات العمومية وااالستراتيجية أن تبتعد عن العمل البريوقراطي الفردي وأن تأخذ مببدأ العمل الـدميقراطي

حتت إشراف الدولة تصني وفاعلني إقتصاديني خمبالد من خرباء ولقوة احلية يف المبشاركة اعمل ليس لبعيدا عن االسلوب الدمياغوجي السياسي الضيق، وذلك ملا النعكاسات هذا ا

راهن فحسب بل على األجيال القادمة كذلك بل أكثر مـن لعلى االقتصادي واتمع استوى الدويل مبشـاركة ملالقتصادية على ااقدرة على املنافسة لفهذه االستراتيجية تربط ا

القتصادية االجتماعية الوطنية بكاملها جمندة حول إستراتيجية صناعية مرنـة ات اموعا . ومنسجمة

تكون مبثابة رؤية متوسطة األمد وعلـى " هذا ويرجى من هذه االستراتيجية أن قطيعة كاملة مع مامت يف املاضي يف القطاع الصناعي، فهل يعين هذا التضحية باملنجزات

ل الصناعي، أم يدخل هذا النقد الذايت لسلبيات التجربة املاضية اليت املاضية للبالد يف اامل تكن يف املستوى املطلوب واليت أدت إىل إعتبار الدولة باملستثمر الفاشل طاملـا أـا

.10ـ نفس املرجع السابق، خطاب رئيس اجلمهورية، ص )1( http // : www .maghrebia .com/co. coon/awi/htlm1/ar.


147

إىل جانب الطابع االرجتايل الذي . 1990أنفقت مخسة مليارات دوالر كل عام منذ عام ة املعنيني باألمر، لدى خوصصـة املؤسسـات، ميز نشاطها االقتصادي،كعدم إستشار

وغياب التخطيط االستراتيجي وغيار املعطيات الدقيقة، وبيع شركات حمليـة بالـدينار الرمزي مع غياب املراقبة واملتابعة والتقييم اجلاد، هلذه األسباب وغريها جرت املراجعـة

طالقـا مـن االعتبـارات والقطيعة شبه الكلية لتجربة التنمية يف املرحلة السـابقة، وان واملضمون األساسي الذي قامت عليه هذه االستراتيجية مت ترمجتها على الصعيد العملي إىل حماور رئيسية بعد وضعها من قبل الوصاية ودراستها خالل اجللسات الوطنية األوىل

:للصناعة على النحو التايل @brÛbq@ZˆîÐänÛa@É™ìß@òîvîmaüa@êˆç@É™ë@òîÐî× حددت تبعية وضع االستراتيجية اجلديدة للتنميـة الصـناعية يف املشـروع لقد

: )1(االساسي على النحو التايلـ 1 ضرورة إنتقال اجلزائر من وضعية جمرد مصدر للمواد األولية إىل مرحلة منتج ـ

ومصدر للمواد احملولة لتكنولوجية أكثر تقدما وقيمة مضاقة أكرب دف حتقيق القـدرة .افسة الدوليةعلى املنـ 2 الكيمياء، : ترتيب الفروع من خالل إعداد قاعة تتضمن مخس قطاعات هي ـ

البتروكيمياء ، الصناعات الكهربائية، صناعة احلديد والتعدين، الصـناعات الغذائيـة، التطوير املتسارع لصناعات جديدة، كصناعة السـيارات، والتكنولوجيـات اجلديـدة

.لإلعالم واالتصالشار مكاين يعتمد على رؤية مدجمة جديدة للتنمية الصناعية مـن خـالل إنت ـ 3

مقاطعات صناعية ونظام حملي لإلنتاج، وشبكات املؤسسات وجممعات صناعية، وذلك .من أجل إستقطاب االستثمارات األجنبية املباشرة

- abdwahab 2505. maktoublog.com .22930. )1(


148

ـ 4 ضرورة االعتماد على عالقة ثالثية بني التكنولوجيا والبحـث والتكـوين، ـ .ة واملؤسس

متت مراجعة ثالث أقطاب تكنولوجية، كمرحلة أوىل يف إطار هذه االستراتيجية .يف كل من سيدي عبداهللا يف اجلزائر العاصمة، وجباية وسيدي بلعباس

كما تقرر إنشاء مناطق نشاط متعددة امليادين أوال يف اجلزائر العاصمة ووهران ـ 5سي الرمـل، وعنابـة، والبليـدة، ومستغامن وسطيف، وبرج بوعريريج وغرداية، وحا

وبومرداس، وتيزي وزو، وأرزيو، وحاسي مسعود، وسكيكدة، حيث إقترحت كمناطق متخصصة، كما ستعلن قسنطينة وسكيكدة وتلمسان وعني تيموشنت منـاطق نشـاط متعددة امليادين يف مرحلة ثانية، يف حني سيتم إنشاء أقطاب تكنولوجية أخرة بكل مـن

.لمسان وقسنطينةباتنة والشلف وتـ 6 تسيري مناطق النشاط املدجمة اقترح إنشاء إطار مؤسسايت يتضمن مـديريات ـ

االقتصاد والتكنولوجيا والبيئة وتأهيل القطاع الصناعي، من خالل توحيـد الربنـاجمني برنامج املنافسة الصناعية باشراف وزارة الصناعة مبساعدة منظمة األمم املتحدة ( احلاليني الصناعية، وكذلك برنامج وزارة املؤسسات الصغرية واملتوسطة مبساعدة االحتاد للتنمية

األوريب وادماجها يف برنامج متكامل يف إطار االستراتيجية الصـناعية، كمـا اقتـرح .استدعاء النشاط العلمي والتقين واالقتصاد املقيم يف أوربا وأمريكا الشمالية

وجه حنو املهن اخلاصة وإنشاء جلنة دولة مـن إنشاء مراكز للتعليم والتمهني م ـ 7أجل العلم والتكنولوجيا، ووكالة لترقية التجديد الصناعي ووزارة منتدبة مكلفة بالعلوم والتكنولوجيا، مع وضع جهاز تشريعي ينظم ويثمن األفكار احملددة وتروجيها يف السوق،

مي مساعدات للمؤسسـات وجتنيد الوسائل العامة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة، وتقدمع تقدمي دعم مايل مباشر لكل مشروع تنموي منوذجي، من خالل إقامة عامة واخلاصة ال

.صندوق مستقل لتمويل النماذج إىل جانب إجراءات حتضريية أخرى


149

توضع سياسة الذكاء االقتصادي دف النشر ومجع املعلومة وحتليلها وتفسـريها .قبل إختاذ القراراتبئة االستثمارات املباشرة األجنبية اقترح حتسني بيئة األعمال مع إلغاء ومن أجل تع

تأشريات الدخول بالنسبة للمستثمرين األجانب وتبسيط اإلجراءات املتعلقـة بظـروف ة احلدود واجلمارك اخلاصة لإلستمارات األجنبيـة طقة وشبابيك لشروتهم وفتح أرمااق

ملستثمرين األجانـب، ووضـع أراضـي جمهـزة املباشرة، وحتديد مناطق إقامة لفائدة ابـأسعار منخفضة و يف بيئة ذات نوعية جيدة حتت تصـرف املسـتثمرين األجانـب . احلاملني ملشاريع جمددة إىل جانب وضع حمالت جاهزة ألغراض صناعية حتت تصرفهم

مع السماح لألجانب اقتناء سندات اخلزينة والرفع من نسبة تصدير العمـالت الصـعبة مؤسسات املصدرة، ومراجعة قانون اجلمارك وإدماج اإلجراءات املتعلقـة بالتجـارة لل

ائية واالجتماعية، وإلغاء الضـريبة علـى الفوائـد باإللكترونية وختفيض التكاليف اجلح وفقا لقيمة اإلستثمار وتقدم مسـاعدات مناملستخلصة من عمليات التصدير، وإعطاء

خمابر البحث والتنمية ويلمت تقيم شراكة مع اخلارج لللمؤسسات الصغرية واملتوسطة اليتوهذا يعين أن هذه اإلستراتيجية .وترقية تنقل الباحثني واملهندسني من ويف إجتاه املؤسسة

مل تكتف بالوعود واخلطوط العريضة النظرية بل تعدت ذلك إىل وضع النقـاط علـى حبيث مل تترك جماال للتردد . كايناحلروف وحددت كيفية إنتشارها وتنفيذها الزماين وامل

كما يتضح لنا عند البدء بتنفيذها، ومع ذلك ميكن مالحظة بعض النقائص اليت تضمنتها : يف الفقرة التالية

bÈia‰@ZänÛa@òîvîmag@Þìy@bèîÛg@ñ‰b‘⁄a@åØ¹@Ûa@pbÄyý½aë@pbubnänüa@áçc@ñ†í†¦a@òîÇbä–Ûa@òîàŠöaŒ¦a@¿@ @

مهما كان مصدره ونوعه وهدفه قد يستدعى بعـض اآلراء ال شك أن أي عمل طاملا أن من يناف أفكار اإلنسان حول القضايا االجتماعية، اليت . املخالفة أو املكملة له

كن اجلزم بكماهلا، كما هو معلوم، نظرا لدخول اإلنسان فيها، كما هو حال البحث ميالالقرارات املتوصل إليها من خالل ذلـك يف العلوم االجتماعية عامة اليت تظل النتائج أو

.البحث نسبية، من حيث الدقة وضمان جناحها على صعيد الواقع االقتصادي االجتماعي


150

الرأي سوق نتناول بالتحليـل بعـض اآلراء هذا ومن منطلق االختالف البناء يف :الواردة يف إستراتيجية التنمية الصناعية يف اجلزائر من خالل املالحظات التالية

بداية نالحظ أنه كان هناك تركيز على اإلستراتيجية الصـناعية : املالحظة األوىليف حني كان من املفروض أن تكون جزءا هاما فرعيا من إستراتيجية اقتصادية اجتماعية

اشعبهتشاملة للتنمية يف البالد، وذلك نظرا الرتباطها مبختلف مناحي احلياة الوطنية على هلا أو النظر إليها مبعزل عن بعضها البعض حبكم العالقات املتداخلـة واليت ال ميكن تناو

فيما بينها، حبيث يتطلب هذا العمل جماال واسعا من التفكري والتدبري من قبل عدد معترب من اجلزاء واملختصني يف خمتلف العلوم اإلنسانية والدقيقة، ولكن بالنظر للجهد الواضـح

يجية تعترب األفضل مما عرفته البالد يف املرحلـة السـابقة، املبذول يف إعداد هذه اإلستراتوكذلك ينبغي أن تكون خاضعة بقوة لشروط التخطيط اإلستراتيجي الناجح من حيث

.اإلعداد والتنفيذتأخر وضـعها إىل كما ميكن أن يؤخذ على هذه اإلستراتيجية: املالحظة الثانية

يف مسرية الشـعوب واألمـم ألستراتيجي على الرغم من أمهية التخطيط ا )1(يومنا هذااملتقدمة حىت ال تبقى عرضة للتردد والتقلبات والتأثريات الداخلية واخلارجية اليت جتعلها عرضة بشكل دائم للتقليد األعمى والتبعية، أو السري يف إجتاه ال ينسجم مع مصاحل البالد

نفسـها مسـتغلة اسـتغالال المع مثلها السامية، بقدر ما خيدم فئة طفيلية ضعيفة جتدومن جهات خارجية يف اية املطاف وكما يقول إبن خلدون فالضعيف مولـع )2(مركبا

.بتقليد القوىيالحظ أن هذه اإلستراتيجية مل تشر إىل أمهية املاضي يف العمل : املالحظة الثالثة

ي أو العاملي، اإلستراتيجي خاصة يف اال الصناعي التنموي عامة سواء على الصعيد احمللريع الذي منيت ذلكنها مع ذلك أشارت إىل القطيعة معها، وهذا يعود رمبا إىل الفشل ال

.ـ املسؤولية تقع على من كان بيده زمام األمر يف البالد )1( باالستغالل املركب هو االستغالل البشع خلربات البالد من قبل فئة المها سوى مصلحتها، ولكنها جتـد ـ املقصود )2(

نفسها مستغلة من طرف جهات خارجية، ويف النهاية تدفع مثن ذلك الفئات احملرومة، كأن يتم إسترياد سـلع غـري .صاحلة ويتم تسويقها يف داخل البالد


151

به عملية التنمية يف البالد خالل املرحلة السابقة، مع ذلك ينص أا كانت جتربة مريـرة .ميكن إستخالص الدروس والعرب منها على األقل

جية إىل التوجه اإلسـتراتيجي املغـاريب مل تشر هذه اإلستراتي: الرابعة املالحظةوأمهيته ومكانته يف أي عمل إستراتيجي إقتصادي مغاريب أو قطري، حيث يعد هنـاك جمال للوحدات الصغرى لتعمل بشكل منفرد ومبعزل عن حميطها الطبيعي اإلقليمي بـل

لسواء مع الت اإلقتصادية والسياسية اإلقليمية والدولية على اتأصبحنا نعيش يف عصر التكالضـيقة أمـام احلصوي املذالعلم أنه ال ميكن اإلستسالم للعراقيل اليت ميكن أن يضعها

العمل اإلستراتيجي املشترك بني الشعوب الذي من شأنه أن يعكس نتائجه على أوسـع .نطاق حمليا وإقليميا عاجال أو آجال

لوجي ضـيق مـن جيب إبعاد أي تأثري وتأثر ذايت ظريف إيديو: اخلامسة املالحظةالعمل اإلستراتيجي إال ما كان خاضعا للتجربة والنقاش البناء، والدراسات االقتصـادية

ارج فقد ال ميكـن االعتمـاد اخلداخل أو يف الرت حول االقتصاد الوطين سواء جاليت بشكل مطلق على فلسفة ومبادئ نظام اقتصادي معني بغض النظر عن سلبياته واعتباره

من األزمة أو التخلف االقتصادي، فاالحنياز األعمى هلـذا أو ذاك مـن املخرج الوحيد األنظمة االقتصادية من شأنه أن يدفع إىل مواصلة السري أو التحدي حىت ولو كان الثمن الذي تدفعه البالد باهضا يف ذلك االجتاه، كما هو حال كافة بلدان العـامل املتخلـف

.)1(يةمبجرد حدوث هزة أو أزمة اقتصادية خارج

السنوات األخرية نتيجة أزمة وايار النظام االقتصادي والسياسـي األورويب القـائم علـى ـ لقد ظهر ذلك جليا يف )1( اإلستغالل االستعماري بعد احلرب العاملية األوىل والثانية خاصة يف العشرينيات وما تالها من القرن املاضي من ظهور

عسكر ملي مث أزمة وايار االحتاد السوفيايت واتحرر العامللرأمسايل وظهور حركة الالنظام االشتراكي إىل جانب النظام االونة اعسكر الرأمسايل بالقيادة اجلديدة، مث ظهور أزمة هذا النظام يف ملشتراكي، وانفراد الواليات املتحدة وااالنظام لواذلـك النظـام عقاري، لتعم األزمة بعدلرهن الالخرية إنطالقا من األزمة العقارية وما تالها من إفالس أكرب لبنوك اا

املايل برمته وتنتقل بسرعة اىل بقية الدول الرأمسالية ودول العامل تباعا، خاصة تلك اليت قطعت شوطا بعيدا يف تطبيق .دول املتقدمة عامةلسوق، كدول اخلليج والسياسة االنفتاح االقتصادي واقتصاد ا


152

وبالتايل جيب االعتماد على إستراتيجية تكون نتاج جهد فكري وعملي مجـاعي )1(والتجارب الناجحةغري متفتحقة على األفكار جمرد من أي ميول أيديولوجية جامدة

مع ضرورة األخذ بتوصيات األيام الدراسية حول اإلستراتيجية مع األخذ يف االعتبـار .ضر واحتماالت املستقبل القريب واملتوسط والبعيدكذلك إمكانيات ومقتضيات احلا

أخريا وليس آخرا تبقى القدرة على اختيار القائمني على تنفيذ أي إستراتيجية أهم ى به من جناح على صعيد الواقع اليومي املعاش، وعندها ميكن أن نقول ضما ميكن أن حت

خيدم مصاحلها على مـر الـزمن، أننا بنينا ونبىن اقتصاد أو دولة ال تزول وال تتأثر مبا ال .وبالتايل ال تزول مع زوال الستات والرجال

òã‰bÔß@îë@l‰b£@íòîi‰bÌ½a@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@pbb@ @

قد ختلت عن استراتيجية الصناعة الثقيلة اليت ارتبطت بصـفة وإذا كانت اجلزائر فيفة واملتوسطة مـن خاصة بالنظام االشتراكي لفترة معتربة لتتجه بعد ذلك للصناعة اخل

خالل القطاع اخلاص يف ظل قوانني اقتصاد السوق حتت ضغوط اقتصادية حملية ودولية، فإن البلدان املغاربية األخرى عدا ليبيا، خاصة املغرب وتونس وموريطانيا إىل حد ما قد اختارت منذ بداية جتربتهما الصناعية، جمال الصناعة اخلفيفة من خالل اعتمادها علـى

ؤسسات الصغرية واملتوسطة، وذلك متاشيا مع سياستهما يف هذا اال وإمكانيتـهما امل إىل صناعةاالقتصادية، لكنهما اجتهتا خالل فترة الستينات والسبعينات من القرن املاضي

حالل الواردات، مع إعطاء أولوية شبه مطلقة للقطاع الزراعي عكس األولويـة الـيت إاجلزائر وليبيا، يف حني كان من املفروض حتقيق التكامل بني يفأعطيت للقطاع الصناعي

القطاعني الزراعي والصناعي، فالثاين ميد األول باملنتوجات الصـناعية الضـرورية لـه كاألمسدة واملبيدات احلشرية واملضخات واجلرارات ووسائل النقل وكافة أدوات اإلنتاج

لية الزراعية كاخلضـر والفواكـه اخلاصـة بينما ميد األول القطاع الصناعي باملواد األوبصناعة التعليب ، والقطن والصوف واجللود واألعشاب الطبية اخل، وبالتـايل إعطـاء

يت تبين اجلماعـة عليهـا صـرح لالوىل اا تعد حبق اللبنة ـ مع ذلك جيب عدم االستهانة باالفكار الفردية اخلالقة اليت )1( .نظمةملناقشة اجلادى املاالستراتيجية بعد اخضاعها للتحليل والنقد وا


153

، اعتمادا )1(املدن واألريافاألولوية يف القطاع الصناعي للصناعات الصغرية املتوسطة يف رحلة أوىل، حبيث تؤدي مكانيات املادية والبشرية املتاحة على الصعيد احمللي يف معلى اإل

إىل تلبية احلاجات الضرورية للمجتمع، بناءا على معطيات السوق الداخلية واخلارجيـة، وحتسني مسـتوى دف حتقيق العدالة يف توزيع الدخل ،من الناحيتني الكمية والنوعية

مـع للغالبية العظمى من السكان، وحتقيق العمالة الكاملة بطريقة تعود على اتاملعيشة واالقتصاد بأفضل النتائج، ولكن على العكس من ذلك ويف غياب اسـتراتيجية حمليـة حمكمة للتنمية االقتصادية واستراتيجية مشتركة للتعاون املغاريب يف كافة ااالت خاصة منها االقتصادية والصناعية فقد فشلت جهود التنمية املغاربية وعاىن كل بلد على حـدة

قتصادية واجتماعية وسياسية ازدادت تعقيدا مع الـزمن دون أن من صعوبات وأزمات اجتد احللول املوضوعية يف إطارها املغاريب الصحيح، ومل تكن السياسات املتبعة يف اـال الصناعي منسجمة ومتكاملة، بل خضعت على الدوام ومنذ انطالقة جتربتها تباعا بعـد

ل والتغري اخلاضع للمصاحل اآلنية الذاتية لألفراد احلرب العاملية الثانية إىل الفوضى واالرجتااليت مل تراع املصاحل العليا للمجتمع ة،ورمبا بعض اجلماعات ذات املصاحل املشتركة الضيق

احمللي واملغاريب معا باعتباره كعمل استراتيجي خيضع ألولويات حمددة بشكل مسـبق، والصناعية خاصـة يف العمـل وميكن إرجاع غياب التماسك يف السياسات االقتصادية

املشترك املغاريب إىل كون هذه البلدان قد قبلت توظيف التصنيع وكأنه مرادف للتنميـة ومن هنا اعتربت بأن التنميـة االقتصـادية ،واالستقالل االقتصادي والسياسي فحسب

بإقامة صناعات تقود القطاع الزراعي حنو العصرنة إىل جانب تأثريها الفعـال مشروطة . )2(ى جممل القطاع اخلدميعل

لقد تصورت هذه البلدان كغريها من كثري من بلدان العامل الثالث وعلـى فـرار سيضمن هلا اللحـاق أن التصنيع السريع ،التجربة الرأمسالية واالشتراكية يف وقت الحق

.166املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1( عا حديثا يف الصناعات التحويلية الصغرية واملتوسـطة والنقـل فقد عرفت موريطانيا بشكل حمتكر يف الستينيات قطا

.واخلدمات والتجارة، 1984التنمية الصناعية يف اجلمهوية املوريطانية اإلسالمية، املنظمة العربية للتنمية الصناعية، : رزق اهللا هيالنأنظر ،

.6ص .231املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )2(


154

بركب التقدم العاملي يف وقت قصري ودون استعدادات كافية على الصـعيدين البشـري ، وأن الدور الذي تقوم به الدولة يف هذا اال يعترب كافيا، عن طريق التـدخل واملادي

يف غياب استراتيجية واضحة املعامل ملا كان وما ،املباشر البريوقراطي يف احلياة االقتصاديةومن هنا يتضح لنا أن اإلشكالية اليت تواجـه ،سيكون عليه الوضع يف احلاصر واملستقبل

ها ثقيال فيالتصنيع القائم وكثري من بلدان العامل الثالث ال تكمن يف كون البلدان املغاربيةولكنها يف طريقة التعاطي مع هذه األمناط التصنيعية والـيت ،صغريا أو متوسطا ،أم خفيفا

أدت يف النهاية إىل تضارب وتناقض بني خمتلف أحجـام التصـنيع القائمـة يف هـذه رية لقيامها، يف حني من املفروض إقامة صـناعات دون توفري الشروط الضرو )1(البلدان

إىل جانب صناعات التجهيز والصـناعات اإلنتاجيـة ،استهالكية لتلبية حاجة السكانمن املواد األولية ووسائل ومد القطاع الزراعي واخلدمي باحتياجاا ،الوسيطة والنهائية

قيق التكامل واالنسجام بني وحتوأدوات اإلنتاج، مع األخذ يف االعتبار أولويات كل بلد إال أن عدم مراعاة ذلك يف السياسات . خمتلف الصناعات على املستويني احمللي واملغاريب

ختالالت اقتصادية واجتماعية وسياسية منتهية ببعضها القتصادية لتلك البلدان أدى إىل ااالوفـاء كعجز اجلهـاز اإلنتـاجي عـن ، )2(إىل أزمة معقدة األسباب والنتائج السلبية

وانسداد األفق االقتصادي " باحلاجات األساسية للسكان وارتفاع درجة التبعية للخارج،ا كما أدت يف اـال الصـناعي إىل القتصاديااألساسية واضطراب دائم يف التوازنات

ضعف يف مستوى التكامل االقتصادي على املستوى الوطين مع ضعف شديد يف استغالل اإلمكانيات املادية والبشرية املتاحة، وارتفاع املعامل اهلامشي لرأس املال، مـع انـدماج

حيث ،افئيف ظل ظروف تبادل غري متك ،متواصل هلذه االقتصاديات يف السوق العامليةتصدر العمالة واملواد األولية وبعض اخلدمات بأسعار منخفضة، وتستورد التكنولوجيات

لالقتصـاديات والسلع واخلدمات البسيطة بأسعار مرتفعة وهذه تشكل القاسم املشترك يف عالقاا مع اخلارج، على الرغم مما مت حتقيقه يف بعض فروع الصـناعات )3(املغاربية

)1( – ABDELHAMID BRAHIMI : Stratégies de Developpément Pour L'algerie, Paris, 1991, P 136. إلقتصادية كافة البلدان املغاربية تقريبا ذا الشكل أو ذاك من احلدة، فـاملغرب عـرف أزمـة ـ لقد سادت األزمة ا )2(

على الطريقة الليربالية وبطلب 1964إقتصادية مالية حادة خضعت البالد مبوجبها إىل إصالحات إقتصادية مبكرة عام .ام متفاقم للوضع اإلقتصاديوإشراف البنك الدويل، ورافق ذلك إرتفاع كبري يف حجم البطالة وتدهور ع

: أنظر ذا الصدد


155

)1(بلدان املغاربية عدا موريطانيا اليت تعترب التنمية الصناعية فيها حالة خاصةاخلفيفة يف الحيث اقتصر النشاط الصناعي فيها على القطاع املنجمـي ،متميزة عن البلدان األخرى

والسمكي وصناعة بعض مواد البناء كاإلمسنت، وبعض املواد الغذائية كالسكر، وتكرير و أنه على الرغم من تشابه خصائص الصناعية املغاربيـة واجلدير للمالحظة ه. )2(النفط

على الصناعة الثقيلة يف كـل يف البداية فإن استراتيجياا خمتلفة يف هذا اال كالتركيزخاصة أخذها منذ بداية انطالقتـها ،من اجلزائر وليبيا نظرا لالعتبارات املنوه عنها سابقا

يف حني ركزت املغرب وتـونس يف ،يع السريعالتنموية بالنموذج االشتراكي يف التصنمث أخذت املغـرب يف السـبعينات ،البداية على صناعة إحالل الواردات يف الستينات

وتونس يف الثمانينات وتطبيق سياسة استراتيجية تنمية الصناعات املوجهة للتصدير تطبيقا ة وحتقيقا ملبدأ حرية التجارة اللتزاماا اجتاه صندوق النقد الدويل واملنظمة العاملية للتجار

وذلك يف سياق تطبيق اإلصالحات االقتصادية حتت إشراف صـندوق النقـد ،العامليةواليت كان من أسباا تفاقم األزمة االقتصادية وما صاحبها من ارتفاع ،والبنك الدوليني

إىل كبري يف حجم املديونية اخلارجية يف كل من اجلزائر واملغرب وتـونس وموريطانيـا وارتفاع حجم البطالـة . )3(جانب تفاقم ظاهرة التبعية االقتصادية واالستقالل املركب

وتدهور القدرة الشرائية لألغلبية الساحقة من السكان، وتراجع دور الدولـة يف جمـال النفقات االجتماعية ، اليت كانت تستفيد منها فئة واسعة من السكان خاصة يف اـال

تهالكية األساسية وغريها من اخلدمات الضرورية كما كان احلال يف الصحي واملواد االس

- El malki Trente D'economie Marclaine 1960 Centere National de la Recherche Scientifique , 1980, P 218.

ارجية خضعت مبوجبها لربنـامج كما عرفت اجلزائر أزمة إقتصادية معقدة ألسباب أدت إىل إرتفاع حجم املديونية اخل .1/4/1994تصحيح اهليكلي وفقا لشروط البنك الدويل، دف اخلروج من تلك األزمة بدءا من

.26، ص 2001، اجلزائر، 459انظمام اجلزائر للمنظمة العاملية للتجارة، جملة اجليش، رقم : بوعالم ساميةأنظر ، .231املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )3( .230املرجع نفسه، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1( 20سوى ما قيمته 1979ـ حيث بينت دراسة للبنك الدويل مثال أن قطاع الصناعة التحويلية بكامله مل يكن ينتج عام )2(

.عامل 5000تشغل حنو 57طة، بلغ عددها مليون دوالر، وكان يتكون من منشآت صغرية ومتوس . 8، ص 04/06/1979أنظر ذا الصدد تقرير البنك الدويل عن موريطانيا بتاريخ

ألعلى على املستوى اخلارجي، \اعد إىل صـ املقصود باإلستغالل املركب، اإلستغالل الذي يبدأ على املستوى الوطين لي )3( ".عيف مولع بتقليد القوي ضال" ف بالقوي، حسب النظرية اخللدونية تطبيقا ملبدأ عالقة الضعي


156

اجلزائر، كما كان من نتائج اإلصالح االقتصادي خاصة يف املراحـل األوىل لتطبيقـه، تدهور القطاع الصناعي سواء منه ذلك الذي كان ينتج منتوجات موجهة لالسـتهالك

اتيجية تلك اإلصالحات، لقد عجز احمللي، أو منتوجات موجهة للتصدير متاشيا مع استرذلك اإلنتاج يف إجياد فرص أكثر للمنافسة على الصعيدية الداخلي واخلارجي وبالتـايل

، والصـناعات املوجهـة فشل استراتيجية التصنيع القائم على سياسة إحالل الوارداتا للتصدير يف ظل تطبيق مبادئ اقتصاد السوق، حيث ترتب عنها إغراق تلك البلدان كم

هو احلال يف اجلزائر بعدد كبري من السلع الرديئة واملغشوشة غري الصاحلة لالسـتهالك، سواء من حيث نوعيتها أو مدة صالحيتها، يف ظل رقابة صحية وتقنية واقتصادية ضعيفة لتلك املنتوجات ، وقد ساعد هذا الوضع بعض التجار اجلشعني علـى حتقيـق أقصـى

غري سبب اقتصادي مقبول قانونيا، مما ترتب عن ذلك نزيـف األرباح، وبالتايل اإلثراء باقتصادي حاد على املستوى الوطين، أدى بدوره إىل اتساع شـرحية الفقـر وتـدهور

االقتصادية واالجتماعية، وزيادة االعتماد على اخلارج من موقع ضعف يؤدي األوضاع ئـة يف سـياق طبيعـة بالضرورة إىل الدخول يف مبادالت جتارية واقتصادية غري متكاف

العالقات االقتصادية والسياسية القائمة بني اقتصاديات ضعيفة لبلدان اجلنوب من جهة، واقتصاديات قوية لبلدان الشمال من جهة أخرى، بدءا بفترة التوسع األورويب خـالل

مرورا بظهور الثورة الصناعية يف بريطانيا وانتشـارها )1(القرنني اخلامس والسادس عشروروبا والعامل اجلديد، إىل السيطرة املباشرة ممثلة يف االستثمار األورويب ملثري من بلدان يف أ

العامل ومنها بشكل خاص البلدان املغاربية، حيث كانت هذه األخرية ومن بني أسـباب ضحية لألطماع اخلارجية يف ثرواا الباطنية والزراعية والبشـرية، باعتبارهـا )2(أخرى

ملة املاهرة والرخيصة، ا نضب للمواد األولية املعدنية والزراعية واأليدي العموردا هاما الييف حني استغلت وال تزال تستغل يف جانب كبري منها لغري صاحل املنطقة املغاربية الـيت أصبحت شيئا فشيئا مكرسة كسوق استهالكي هام للخـدمات والسـلع املصـنوعة

يزان املدفوعات سلبيا ويف غري صـاحل البلـدان واملستوردة، مما جعل امليزان التجاري وم .219املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1(

ـ ميكن اإلشارة هنا إىل عجز النظام السياسي والدفاع الداخلي يف اإلرتقاء إىل مسوى التطور اإلقتصادي احلاصـل يف )2(ثري من البلدان املغاربية مما إستدعى ظهور األطماع اخلارجية يف املنطقة ممثلة يف اإلستعمار القدمي واجلديـد معـا، ك

.حيث اليزاالن يتعايشان معا فيها حىت اليوم


157

اليت عجزت عن الوقوف ندا للند يف وجه املنافسة الشرسة غري املتكافئة الـيت املذكورة،علـى الصـعيدين الـداخلي ،تقوم بني الواردات األجنبية والسلع واخلدمات احملليـة

لدان املغاربية علـى ومن هنا كانت استراتيجية التصنيع القائمة يف بعض الب ،واخلارجي) 1967/1989التخطـيط (إنتاج بدائل الواردات كما كان احلال يف اجلزائر يف مرحلـة

وموريطانيا اليت بدأت هذه االستراتيجية ات من القرن املذكور يوتونس خالل فترة الستينوجنحت إىل حد كبري يف إجناز عدد ال باس به مـن " ننتج ونستهلك وطنيا"حتت شعار

لت يف هذا االجتـاه صالصناعية يف هذا النطاق خالل سنوات السبعينات ، وتوااملنشآت جزءا من استراتيجية شـاملة "خالل فترة الثمانينات مع اخلطة اخلمسية الرابعة باعتبارها

" . جتنيد الشعب املوريطاين يف اجلهـد اإلمنـائي "دف بالدرجة األوىل إىل )1("للتنمية ادي، وحتقيق االندماج بني القطاعات االقتصـادية واملنـاطق وتأمني االستقالل االقتص

لتوجـه إىل اقتصـاد ذايت التركيـز ا، واالنتقال من اقتصاد خارجي من البالد املختلفةوالتوجه، واالستثمار يف القطاعات املنتجة ذات الكثافة يف العمل دف حتقيق االكتفـاء

وتقلـيص . ية وتربية احليوان وصيد األمساكعن طريق تنمية الزراعية املرو ،الذايت الغذائيمتجاوزا برنـامج التعـديل اهليكلـي ،الدين اخلارجي وختفيض حصة القطاع الثالث

خالل تقليص اإلنفاق العام وتنفيذ سياسـة جديـدة من،1978االقتصادي واملايل لعام ذلك من إعادة هيكلة الدين اخلارجي ،إىل غريوبالنسبة للمؤسسات العامة وما شاها،

االستفادة من املـوارد : اإلجراءات املؤدية إىل حتقيق األهداف االستراتيجية خاصة منهاالطبيعية، وإقامة صناعة بدائل الواردات، وتطوير الورشات احلرفية إىل صناعات صـغرية

من السلع ذات االستهالك الواسع على ،دف تلبية حاجة السوق الوطنية )2(ومتوسطةي، لكن ذلك مل يتحقق بل أدت أزمة الصادرات املوريطانية الـيت كانـت الصعيد احملل

من املنتوجـات االسـتخراجية أدت %30و %46تتكون من املنتوجات الزراعية بنسبة متمثلة يف تدهور مداخيلها باستمرار إىل تفاقم حجم املديونية اخلارجية حيـث بلغـت

ى هذا الوضع إىل ارتفاع حـاد يف ، كما أد1991من الناتج الداخلي اخلام عام 215%

.230التنمية الصناعية يف موريطانيا، مرجع سبق ذكره ، ص : رزق اهللا هيالن ـ )1( .204مية الصناعية يف موريطانيا، مرجع سبق ذكره ، ص التن: رزق اهللا هيالن ـ )2(


158

ممـا أدى إىل قيـام )1(1995أسعار املواد األولية الضرورية خاصة منها املستوردة عام مظاهرات شعبية واسعة النطاق يف موريطانيا اليت جاءت كرد فعل على فشـل تـوفري احلاجات االستهالكية الضرورية بالكميات واألسعار املناسبة وبالتـايل عـدم حتقيـق استراتيجية التصنيع القائم على أساس إنتاج بدائل الواردات على الرغم من أن هذا البلد قد متكن إىل حد ما من إقامة عدد معترب من املؤسسات الصناعية يف هذا اإلطار بدءا من

مركزا بشكل خاص على الصناعات الصغرية واملتوسطة اليت لقيت تشـجيعا 1981عام أعفيت من الضرائب ملدة تصل إىل جمال االستثمارات، حيث خاصا من طرف الدولة يف

عشرين سنة ، مع ضمان دخول وخروج رؤوس األموال واألرباح بكل حرية، وذلـك ضمن استراتيجية تصنيع عامة ترتكز على أقطاب صناعية معينة كاملنـاجم واإلمسنـت

وزيع موازاة مع وتكرير النفط والسكر ، إال أن ضيق السوق املوريطاين وضعف شبكة التوجود أرباح احتكارية تنافسية مرتفعة يف اال التجاري ، مقارنة مـع اخنفاضـها يف القطاع الصناعي، إىل جانب ضعف البنية األساسية، وارتفاع تكاليف اإلجناز ونقـص األيدي العاملة املؤهلة، وكذلك نقص رؤوس األموال ، واجتاه املستثمرون تبعا لـذلك

، كاالستثمار يف )2(ااالت اليت تدر عليهم أرباحا أكرب يف وت وجهد أقللالستثمار يف يف العقارات والتجارة بشكل عام كل ذلك وغري أدى إىل فشل اسـتراتيجية التصـنيع القائمة على إنتاج بدائل الواردات يف موريطانيا، لكنها مع ذلك حافظت على إجيابيـة

كما يتضح لنا من اجلـدول 1999وحىت 1992امليزان التجاري وميزان املدفوعات منذ :التايل

)3(بعض المؤشرات الرئيسية لالقتصاد الموريطاني في التسعينات: ) 12 ( جدول رقم

السنوات

2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 المؤشـــــرات

الناتج الوطني اإلجمالي مریكيأ. مليون دوالر

0.9 1.1 1.0 - 1.0 1.0 1.0 1.0

.330املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1( .145التنمية الصناعية يف موريطانيا، مرجع سبق ذكره ، ص : رزق اهللا هيالن ـ )2( .www. International and Panamerican Conventions Mauritania : ـ أنظر كذلك )3(


159

مؤشر أسعار االستهالك1995 =100

90.1 93.9 100 147.8 154.6 167.0 173.8 179.5

الميزان التجاري مریكيأ. مليون دوالر

2.6 47.4 183.8 133.9 107.2 40.0 - -

- - 77.2 47.8 91.3 22.1 69.9 174.0 ميزان المدفوعات

متوسط الناتج الفردي مریكيأ. دوالر

438 480 460 - 440 410 380 370

.ENCYCLOPEDIE CD Universalis L'atla des Pays, Mauritanie Economie, V.6. France 2004: المصدر

املذكور أعاله أنه على الرغم من إجيابيـة ) 10(حيث يتضح من خالل اجلدول بة امليزان التجاري وميزان املدفوعات إال أما متذبذبني غري مستقرين كإشارة لعدم صال

ا يعـين ارتفـاع يف مم الوضع االقتصادي، كما أن أسعار االستهالك يف ارتفاع مستمريف القدرة الشرائية للمستهلكني كما يتضح لنا تكاليف مستوى املعيشة وتدهور مستمر

من خالل مؤشر متوسط الدخل الفردي، الذي يعين من جهة أخرى فشل اسـتراتيجية ، حيـث )1(صادية وفقا لتوصيات املؤسسات الدوليةبدائل الواردات واإلصالحات االقت

أدت يف بداية تطبيقا يف كافة البلدان املغاربية إىل مضاعفة آثار األزمة االقتصادية الـيت .عرفتها يف مراحل خمتلفة من تطورها

أما يف املغرب، اليت جند جتربة التصنيع فيها أقرب إىل تونس منها إىل اجلزائر وليبيا كبري يف موريطانيا من ناحية االستراتيجية املتبعة يف التنمية الصناعية الـيت أبعد إىل حد

بعد االستقالل مباشرة اعتمادا على اإلمكانيات احمللية ،انطلقت يف منتصف اخلمسينات. لكل من القطاع العام واخلاص متبعة يف ذلك منط االقتصاد املختلط ذي توجه ليـبريي

داية التجربة الصناعية املغربية لقي صعوبات اقتصادية مالية لكن هذا التوجه املستقل يف بخانقة اضطرت البالد مبوجبها إىل التوجه املبكر لصندوق النقد الدويل لطلب املساعدة ،

وفقا للشروط التقليدية اليت يفرضها على كل الدول اليت تلجأ ملثل 1964اليت قدمها منذ لشأن االقتصادي ودعم القطـاع اخلـاص هذه املساعدة كضرورة خروج الدولة من ا

،وتقومي العملة الوطنية وحرية تنقل األشخاص والسلع ورؤوس األموال احمللية واألجنبية )1( – F.YACHIR : Politiques D'ajustement et Intergration Maghrebine ( C A P E ) Compte Rendu du

Seminaire , Tunis, 15 – 17 Octobre 1990.


160

،وغري ذلك من اإلجراءات اليت تكفل احلرية االقتصادية يف إطار مبادئ النظام الرأمسـايل الدعم الذي تلقاه ورفع مبا يف ذلك رفع القيود اليت كانت تفرضها على السلع املستوردة،

ورفع الدعم املوجه للمنتوجـات ،الصناعات الوطنية الناشئة منها على وجه اخلصوصاألساسية ذات االستهالك الواسع، وبالتايل التوجه أكثر حنو إقامة الصناعات الصـغرية

ـ ة واملتوسطة اليت تتفق مع استراتيجية التصنيع القائم على إنتاج بدائل الواردات يف بدايإال . األمر اليت أخذت ا املغرب منذ بداية جتربتها مع الصناعة يف منتصف اخلمسـينات

مل يؤد إىل نتيجة مرضية فاشتدت 1964/1979يف الفترة ما بني أن األخذ ذا األسلوب ومرة أخرى جلأت البالد إىل املؤسسـات ،آثار األزمة االقتصادية وارتفع حجم املديونية

ممثلة يف صندوق النقد الدويل يف بداية الثمانينـات واسـتمرت خـالل املالية الدوليةاضطرت البالد إىل األخذ بسياسة ليربالية أكثر تشددا مما عرفته يف ،التسعينات وما بعدها

الدوليـة املرحلة األوىل يف جمال االلتزام مببادئ اقتصاد السوق وفقا لتوصيات املؤسساتميش القطاع الصناعي العام منه واخلاص على السواء، ومل مما أدى إىل . املذكورة آنفا

على صعيد التنمية االقتصادية منذ مطلع الستينات وحـىت الكام هيتح له أن يلعب دورقد أمهلت فكرة 1995وحىت 1960ذلك أن كل املخططات اليت طبقت منذ . 1995عام

التركيـز علـى بعـض وعلى العكس من ذلك فقد مت، )1(إنشاء الصناعات األساسيةالجي والسياحي واهلياكل القاعدية، والصناعات اخلفيفة فالقطاعات األخرى كالقطاع الوقد استمر هذا الوضع حىت بداية السبعينات مـن القـرن ،خاصة منها بدائل الواردات

تحول االهتمام بعد ذلك إىل إنتاج السلع التصديرية، تطبيقا والتزاما بربنـامج ياملاضي لالذي يسعى إىل زيادة حجم ،الح اهليكلي املقترح من طرف صندوق النقد الدويل اإلص

خاصة منها املواد األولية اهلامة علـى صـعيد االقتصـاد ،الصادرات مهما كان نوعهاالعاملي، باعتبارها من املنتوجات الوحيدة تقريبا اليت تتمتع فيها البلدان املتخلفة ومنـها

يف حني يكون من الصعب إنتاج وتصـدير سـلع حمليـة إىل ،املغرب بالقدرة التنافسيةيف ظل عالقات اقتصادية ،األسواق العاملية قادرة على منافسة منتوجات البلدان املتقدمة

كما يتصح لنا من خالل فياملغربغري متكافئة أدت إىل تدهور عام لألوضاع االقتصادية :اجلدول التايل

.270رق، مرجع سبق ذكره، ص املغرب العريب يف مفترق الط: عبداحلميد اإلبراهيميـ )1(


161

االقتصادية الرئيسية لالقتصاد المغربيبعض المؤشرات : ) 13 ( جدول رقم

السنوات

2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 المؤشـــــرات

الناتج الوطني اإلجمالي مریكيأ. دوالر مليار

27.6 30.3 29.5 - 32.5 34.4 33.8 33.8


89.6 94.2 100 103.0 103.9 106.9 107.7 107.7

الميزان التجاري مریكيأ. دوالر مليار

3.23ـ 2.45ـ 2.32ـ 1.86ـ 2.19ـ 2.48ـ 2.11ـ 2.06ـ

ميزان المدفوعات مریكيأ. دوالرمليون

501ـ 171ـ 146ـ 169ـ 58ـ 1296ـ 723ـ 512ـ

متوسط الناتج الفردي مریكيأ. دوالر

1030 1150 1110 - 1270 1240 1200 1180

.ENCYCLOPEDIE CD Universalis L'atla des Pays, Maroc Economie, V.6. France 2004: مصدرال

حيث تشري املعطيات املذكورة يف اجلدول إىل حتسني طفيف يف النـاتج الـوطين ، ونفس الشيء ميكن أن يقال عن النـاتج 2000وحىت عام 1993اإلمجايل بدءا من عام

1180إىل 1993دوالر سنويا للفرد عام 1030حيث انتقل من الوطين اإلمجايل الفردي ، وتبعا لذلك فقد حتسن مؤشر أسعار االستهالك بنفس الوترية تقريبا من 2000دوالر عام

على اعتبار أن سنة األسـاس هـي عـام 2000عام 109.7ليصل إىل 1993عام 89.6ومن مت التدهور احلاصل يف ،غري أن املعرب األكرب عن سياسة بدائل الواردات 100=1995

حيـث ،العالقات االقتصادية املغربية الدولية جنده يف امليزان التجاري وميزان املدفوعات مما يعين بالضرورة اللجوء إىل العـامل 2000حىت عام 1993عرفا عجزا متواصال منذ عام

ـ ري مـن إذ انتقل فيما يتعلق بامليزان التجا ،اخلارجي لسد هذا العجز املتواصل 2.06 ــ إىل 1993مليار دوالر عام ، كما انتقل العجز يف ميـزان 2000مليار دوالر عام 3.23 ـ

مما يـدل ،2000مليون دوالر عام 501 ـإىل 1993مليون دوالر عام 512 ـ املدفوعاتهذا البلد منذ وذلك على الرغم من التزام ،على استمرار ذلك العجز بنفس احلجم تقريبا

ربته التنموية بقواعد اقتصاد السوق ، وفقا إلرادة املؤسسات املالية الرأمسالية اليت بداية جتلكن دون جدوى ذلك أن التجربة املغربية ،كان سباقا للتعامل معها ملواجهة أزماته املالية


162

قد كشفت عن حمدوديتها أو باألحرى فشلها، وقد ظهر أنـه "االقتصادية كما قيل حبق اء اقتصاد منوذجي رأمسايل يف جمتمع حطمت فيه مسرية النمو التارخيية من غري املمكن بن

اليت وضعت االقتصاديات املغاربية واقتصاد املغرب بشكل )1("األجنبية املمارساتبفعل ها منبشكل خاص يف إطار من التبعية االقتصادية إىل اخلارج، أصبح من الصعب االنعتاق

يسود فيها قانون األقوى علـى كافـة ،ة مركبةيف ظل سيادة عالقات اقتصادية استغاللياملستويات احمللية منها والدولية على السواء، ولذلك بقيت الصناعة املغربيـة املوجهـة

يف ظـل )2("تابعة للخارج يف التمويل والتزويد باملواد األولية والتجهيـزات "للتصدير دى إىل عدم جدوى األمهية غياب استراتيجية واضحة املعامل يهتدي ا هذا القطاع مما أ

يتمتع ا االقتصاد املغريب، والنتيجة كانت يف ارتفاع متزايد للمديونية كانالنسبية اليت رهنت مستقبل البالد لدى البلدان املدينة، وأدت إىل تفاقم األزمة االقتصادية اخلارجية،

لديه على األقل يف بعجز هذا البلد اخلروج منها يف ظل السياسات واإلمكانيات املتوفرة شأن بدون تعاون جاد مع كافة بلدان منطقة املغرب العريب شأنه يف ذلك ،الوقت الراهن

:كما يتضح لنا فيما يلي.)3(البلدان األخرى ومنها تونسلقد عرفت تونس يف تارخيها املعاصر أمناطا خمتلفة من التنمية االقتصادية الصناعية

صرامة حينا، واخلضوع لألمر الواقع أحيانا أخرى ، أدت خاصة ، اليت متيزت باجلدية والإىل نتائج مغايرة إىل حد ما لتلك اليت آلت إليها التجربة املغاربية ككل يف هـذا اـال

ات اليت مـرت ـا صوللكشف أكثر عن مضموا والسبل اليت سارت عليها واالرهاا استعراضا وحتليال مقارنـا سوف تتبعها عرب كافة املراحل واالستراتيجيات اليت مرت

ومن هذا املنطلق . على غرار ما سبق أن تطرقنا إليه من سياسات واستراتيجيات مغاربية .ميكن تقسيمها إىل عدد من املراحل التارخيية

.284املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1( : وانظر كذلك

– EL MALIKI : Trente ans D'economie Marocaine 1960 – 1990, P 90.

. ق، مرجع سبق ذكره، ص املغرب العريب يف مفترق الطر: عبداحلميد اإلبراهيميـ )2()3( – AFRIQUE RELANCE Dette Exteriere Etservice de Datte . Vol2. N° 1, Paris, 1986, P 25.


163

حيث يالحظ أنه حىت بداية املرحلـة 1955و 1930 ومتتد ما بني : املرحلة األوىلرا يف الصناعة املنجمية والغذائية باعتبار هذا البلد املذكورة كان النشاط الصناعي منحصوبالتايل كحلقة يف سلسلة السياسة االسـتثمارية . جمرد مصدر للمواد االقتصادية اخلامة

شهدا بلدان املركز وحرمت اليت حرمت كافة بلدان املنطقة من التطور الصناعي الذي حيث ازدهر النشاط الصناعي 1930 استمر هذا الوضع حىت عام. من األطراف التابعة هلا

يف جمال الصناعة الغذائية التحويلية ، كما أزهرت الصـناعات االسـتهالكية اخلفيفـة األخرى النسيجية منها واجللدية ولكن كل ذلك يف ظل تبعية نسبة مطلقـة لالقتصـاد

سـع الفرنسي باعتبارها فرعا مكمال لصناعة هذه األخرية ، واستمر هذا النشاط يف التو، وهذا خالفا ملا كان قد حصل يف اجلزائر )1(بداية استقالل تونس 1955حىت اية عام

والبلدان املغاربية األخرى اليت حرمت متاما خالل هذه الفترة من أي نشاط صناعي معترب استقالل تونس كان من املمكن أ، " بأنمما جعل البعض يف تونس وغريها يعتقد خطأ .

ية حتترم املصاحل واخلربات االسـتراتيجية واالقتصـادية والثقافيـة يتحقق يف إطار تسومن دعاة التبعية واالندماج الومهي الـذي وهذا كاعتراف صريح )2("للمعسكر الغريب

كانوا حيلمون به دون أن يتحقق وهو نفس ما حصل يف اجلزائر على شاكلتهم ، وهـم ح يف تونس يف املرحلة الثانيـة مـن لة منبودة من األكثرية على أية حال وهذا ما اتضق

.جتربتهالقد متيزت هذه املرحلة بوضع وتطبيق خطتني ثالثية : 1962/1968 املرحلة الثانية

حيث جاءتا تطبيقا ألهداف استراتيجية كالعمل على 1965/1968ورباعية 1962/1966ادية املادية والبشـرية التكاملي، اعتمادا على املوارد احمللية االقتصتنويع اإلنتاج الصناعي

االستغالل العقالين لتلك املوارد إىل جانب تلبية حتقيق من أجل خلق فرص عمل وبالتايلاحلاجات الوطنية والتوازن اجلهوي للنشاط الصناعي إلزالة الفروق االقتصادية بني خمتلف

ة اقتصادية وبالتايل فقد كان التصنيع خالل هذه الفترة يهدف إتباع سياس. أحناء البالد . لتقوية االستقالل االقتصادي بالتحرر من كافة أشكال التبعية االقتصادية إىل اخلـارج

وقد تطلب ذلك إعادة تنظيم وهيكلة االقتصاد التونسي ككل ، والعمل على حتريره من .20/03/1956ـ إستقالل تونس عن اإلستدمار الفرنسي كان يوم )1(

. 286ص املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، : عبداحلميد اإلبراهيميـ )2(


164

قيود التبعية إىل اخلارج، واألخذ مببدأ التصنيع واعتباره كسبيل وحيـد للخـروج مـن القتصادية االجتماعية وذلك بإنشاء قاعدة صناعية متكاملـة اندماجيـة االضطرابات ا

تستخدم املوارد االقتصادية احمللية وإنتاج سلع بدائل الواردات وهلذا العرض أقيم عدد من الصناعات املختلفة ميكن اعتبارها مبثابة أقطاب للنمو الصناعي، كصناعة احلديد وتصفية

فاء والورق والشمندر والسكر واإلمسنـت اخل، كمـا النفط وصناعات كيمياوية كاحلللقد متكنت تونس حىت . مشلت قطاع النسيج واجللود وبعض الصناعات الغذائية األخرى

اعتمادا على اإلمكانيات احمللية معززة "معترب من احلصول على جهاز اقتصادي 1969عام مـن جممـوع %84 كان للدولة فيـه دورا هامـا . )1("بذلك االستقالل االقتصادي

.%1.2للقطاع اخلاص فيها والقطاع األجنيب %14.8االستثمارات، ولكن هذا الوضع مي يدم طويال فقد تعارض مع ذوي املصاحل الضـيقة يف تـونس واالحتكارات األجنبية يف اخلارج مما أدى إىل التفكري مث تنفيذ استراتيجية جديدة يكـن

.اعتبارها كمرحلة ثالثة لقد عادت تونس مع بداية السبعينات إىل األخـذ : 1970/1987 ثالثةاملرحلة ال

بنظام اقتصاد السوق يف معاجلة األوضاع االقتصادية الصناعية خاصة، وفقا لتوصـيات البنك الدويل ، كاستراتيجية اإلنتاج من أجل التصدير والتخلي عـن أسـلوب محايـة

ملصلحة القـرارات االقتصـادية، إىل الصناعات الناشئة ، واحلد من القرارات اإلدارية جانب الدعوة خلروج الدولة من املمارسة املباشرة للنشاط االقتصادي، وتشجيع القطاع احمللي واألجنيب مما أتاح جماال واسعا أمام الرأمسالية الغربية ممثلة يف الشـركات املتعـددة

االسـتراتيجية هـذه اجلنسية، للعمل حبرية يف تونس اليت وضعت قوانني خاصة لـدعم حيث 1974، مث عام 1972كقانون تشيع القطاع اخلاص الذي وضع عام اجلديدة آنذاك

، الوكالة العقارية API كان تنمية االستثمار،: أنشئت وكاالت خاصة يف هذا السياق ، وصندوق التنمية الالمركزية الصناعية اخلاص بتمويل الصناعات الصغرية AFIالصناعية وتشجيع الصادرات، إال أن النتائج املترتبة عن هذه االستراتيجية االقتصادية مل واملتوسطة

تكن مرضية هي األخرى، حيث ازدادت الوحدات االقتصـادية خاصـة الصـناعات . 286 املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1(


165

التصديرية منها تبعية إىل اخلارج مع إمهال التكامل االقتصادي واإلجراءات الضـرورية ائج الكمية اليت حتققت مل تسـايرها كفايـة للتغلب ضيق السوق الوطين، كما أن النت

نوعية، إىل جانب االضطرابات القطاعية والفوارق اجلهوية واالختالالت املالية املتعاقبـة .مما تطلب االنتقال إىل مرحلة أخرى مغايرة متاما لسابقتها. اخل

لقد جاءت هذه املرحلة بسياسة جديدة غري ليرباليـة يراعـي : املرحلة الرابعةالدرجة األوىل حتقيق تنمية اقتصادية متوازية، تعطي األولوية فيها للصناعات املتكاملـة ب

إىل اخلارج النامجة عن املبالغة يف االعتمـاد علـى الصـناعات دف احلد من التبعية . التصديرية دون االهتمام بنفس اإلمكانيات واحلاجات احمللية لعوامل اإلنتاج واالستهالك

مام هنا كذلك إىل االستثمار يف املشـاريع ذات الكثافـة يف العمـل لذلك وجه االهتيف إطار تقوية الصناعة يف القطاع العام ،القتصاص البطالة خاصة يف املناطق النائية املرومةوفتح اال أمام االسـتثمارات العربيـة . ومنحه جماال أوسع يف اختاذ قراراته االقتصادية

مشاريع مشتركة البلدان املغاربية ومنها اجلزائر اليت دخلت اخلليجية خاصة وكذلك إقامة كانت بدايتها مصنع حمركات الديزل يف ساقية ،يف شراكة فعلية منها يف املناطق احلدودية

ومصـنع للـهياكل احلديديـة يف سيدي يوسف، ومصنع األمسنت األبيض يف فريانة، .اخل ...غاردمياو

يت مست االقتصاد العاملي واالقتصاديات املغاربيـة آثار األزمة االقتصادية ال نإال أاليت كان يعول عليها كثريا ،واجلزائرية النامجة عن تدهور مداخيل البلدان العربية النفطية

إىل جانـب حـرب ،واخلاصـة )1(كمصدر لتمويل مشاريع التنمية الصناعية املشتركةمن توتر حـاد يف العالقـات املنافسة احلادة بني األسعار يف تلك البلدان وما صاحبها

مهدت فيما بعد لغزو الكويت من قبل العراق وما أجنر عن ،السياسية واالقتصادية العربيةذلك من تصدع عام لتلك العالقات ، جعل هذا الوضع العريب اإلسالمي العاملي اجلديد

دية العاملية مما االقتصااقتصاديات البلدان املغاربية ومنها تونس تعاين أكثر من آثار األزمة تتطلب العودة مرة أخرى إىل االعتماد أكثر على اخلارج للخروج من تلـك األزمـة،

دوالر، مما جعل البعض يفكـر يف توقيـف 8ـ بلغت أسعار النفط تدهورا مل تعرفه من قبل، حيث بلغ سعر الربميل )1( .1986اإلنتاج ألن هذا اليكاد يغطي تكاليف اإلنتاج عام


166

خاصة باللجوء إىل املساعدة املالية لصندوق النقد الدويل، مما يعـين انتقـال اإلقتصـاد التونسي بشكل إجباري إىل مرحلة خامسة جديدة وقدمية يف نفس الوقـت بإجيابياـا

يث عرف االقتصاد التونسي األسباب تقريبا اليت أدت إىل التخلـي عـن وسلبياا، حاستراتيجية التنمية االقتصادية والصناعية السابقة، ذات املنحىن الوطين التحرري ينتقـل

خبصائصها املتميزة يف بعض جوانبها وكأنه بـذلك ميعـن يف ،بذلك إىل املرحلة الراهنة ،اليت أسفرت عن نتائج إجيابية إىل حـد مـا " طأالتجربة واخل"تكرار التنمية من خالل

:، كما يتضح لنا فيما يلي مقارنة مع التجارب املغاربية األخرىلقد جاءت هذه املرحلة يف ظل ظروف اقتصادية : 1987/1995 املرحلة اخلامسة

صعبة للغاية على الصعيدين احمللي والدويل ، فرغم كل احملاوالت اجلادة الـيت بـدلت باالقتصاد التونسي وصموده أمام كافة التحديات االقتصادية الـيت عصـفت للنهوض

، فإنه مع ذلك مل يتمكن من اإلفالت مـن بعـض )1(باالقتصاديات اإلقليمية والدوليةالظواهر السلبية املنوه عن بعضها سابقا منطلقا خالل هذه املرحلة يف ظل غيـاب شـبه

دال عن ذلك وراء سراب احللـول اخلارجيـة ومنساقا بكامل ألية استراتيجية صناعية، اجلاهزة املمضاة خاصة من قبل الصندوق النقد الدويل والبنك العاملي املعروفة من قبـل لدى تونس نفسها، كأخذ مببدأ احلرية االقتصادية وتطبيق برنامج للتعديل اهليكلي وفتح

ط الضـرورية لالنـدماج يف وتوفري الشرو ،اال أمام املبادرة اخلاصة احمللية واألجنبيةاالقتصاد العاملي االهتمام أكثر بالصناعات التصديرية إىل غري ذلك من اإلجراءات الـيت أخذت ا تونس كشرط أساسي ملساعدا للخروج من األزمة االقتصادية اليت واجهتها،

ارجيـة غريها من معظم البلدان املغاربية، خاصة فيما يتعلق بارتفاع حجم املديونية اخلكاليت كانت توجه يف معظمها لتمويل املشاريع الصناعية ذات الكثافـة يف رأس املـال، وبالتايل التكاليف العالية اليت وقفت حائال أمام القدرة التنافسية لإلنتـاج احمللـي أمـام

وبالتـايل ،تدهور أسعار الصرفاإلنتاج األجنيب يف السوقني احمللية والدولية إىل جانب البطالة املتفاقمة، مما أدى إىل فشل دريع الستراتيجية تنمية على مواجهة لقدرةاحلد من ا

الصادرات، رغم التحسني الواضح يف االستثمارات الصناعية ومنو اإلنتاج الصناعي، كما من جمموع اإلسـتثمارات، إال 1986عام %39.4إىل 1961عام %15ـ حيث إنتقل معدل اإلستثمارات الصناعية من )1(

.1987/1991بني %4أن معدل النمو الصناعي مل يكن يف نفس املستوى من التطور، حيث مل ينمو سوى بـ


167

أدت استراتيجية التصحيح اهليكلي املذكورة آنفا إىل تركيز توطن املشاريع الصـناعية يف لت على جذب االستثمارات احمللية واألجنبية علـى حسـاب اليت عم ،تونس العاصمة

رغم اإلجراءات التشجيعية اليت اختذت يف هـذا ،االستثمارات اخلاصة باملناطق الداخليةاال، ويعود هذا اإلخفاق يف التصنيع وكما كان احلال يف البلدان املغاربية األخرى إىل

عـدم تـوفر نها فيما يتعلق بـاألوىل ميكن أن نذكر م ،عوامل داخلية وخارجية كثريةالشروط الداخلية لقيام مثل هذا النشاط اهلام على صعيد التطور االقتصادي واالجتماعي ، أما فيما يتعلق بالثانية فيأيت يف مقدمتها املنافسة األجنبية احلادة وارتفاع تكاليف نقل أو

ت جهـودا معتـربة يف ومع ذلك ميكن القول أن تونس قد بذل. اكتساب التكنولوجيا قطاع الصناعي بإلمداد البالد 1980/1986وعامي 1962/1969اال الصناعي بني عامي

وحيقق مسـتوى ،)1(يستجيب لالحتياجات احمللية ويضمن التكامل االقتصادي التونسي :خالل اجلدول التايل كما يتضح لنا من . معيشي أفضل للغالبية العظمى من السكان

المؤشرات الرئيسية االقتصادية التونسية: ) 14 ( رقم جدول

السنوات

2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 المؤشـــــرات

. 300سبق ذكره، ص املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1( كذلك يف هذا اال، عبداللطيف اهلرماسي، الدولة والتنمية يف املغرب العريب، شراس للنشر، تـونس، للمزيد أنظر

.159، ص 1993


168

الناتج الوطني اإلجمالي مریكيأ. دوالر مليار

15.3 15.9 16.4 - 18.0 19.2 19.9 20.1 20.0


89.9 94.1 100 103.7 107.5 110.9 113.9 117.2 119.4

الميزان التجاري مریكيأ. دوالر مليار

ـ 2.39 ـ 2.25 ـ 2.14 ـ 2.15 ـ 1.95 ـ 1.76 ـ 1.99 ـ 1.57 ـ 2.05

ميزان المدفوعات مریكيأ. دوالرمليار

ـ 0.86 ـ 0.82 ـ 0.44 ـ 0.57 ـ 0.59 ـ 0.48 ـ 0.77 ـ 0.54 ـ 1.32

اإلجمالي متوسط الناتج الوطني لكل فرد مریكيأ. دوالر

1780 1740 1820 - 2110 2060 2100 2090 2700

نمو الناتج الداخلي اإلجمالي %التغير السنوي

2.2 3.2 2.3 7.1 5.4 4.7 6.1 4.7 4.8

.ENCYCLOPEDIE CD Universalis L'atla des Pays, Maroc Economie, V.6. France 2004: المصدر

املذكور أعاله التحسن املضطرد يف الناتج ) 12(ن خالل اجلدول حيث يالحظ ممليـار دوالر عـام 20إىل 1993مليار دوالر عام 15.3الوطين اإلمجايل الذي انتقل من

كما يعرب عن هذا التحسن التطور امللحوظ يف متوسط الناتج الوطين لكل فـرد ، 2001كما انعكس ذلك . 2001دوالر عام 2700إىل 1993دوالر عام 1780الذي انتقل من

لكن العجـز ،على استقرار مستوى املعيشة من خالل الثبات النسيب ألسعار االستهالككمـا هـو ،الذي حلق االقتصاد التونسي جاء يف سياق العالقات االقتصادية اخلارجية

أخرى مما يدل من جهة ،واضح من العجز املستمر مليزاين التجارة اخلارجية واملدفوعاتألسباب عديدة سبق ،على فشل استراتيجية التصنيع القائم على اإلنتاج من أجل التصدير

نظرا إلرتفـاع ،أن تعرضنا إليها خاصة فيما يتعلق بضعف القدرة التنافسية هلذا اإلنتاجهذا فضال عن األساليب التقليدية واحلديثة اليت اتبعت من قبل البلدان الصناعية ،تكاليفه

راقه من قبل بلدان تسواق احمللية والعاملية بشكل حمكم يصعب إخاليطرا على الضمان س .نموية الصناعية كالبلدان املغاربية تفتية بتجربتها ال

£@åß@ò–Ü‚n½a@wöbnäÛa@áçcòîi‰bÌ½a@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@òiŠ@ @


169

يـة ومما سبق يتضح لنا أن البلدان املذكورة حىت وإن سلكت طرقا خمتلفة يف التنمقتصادية االجتماعية والتنمية الصناعية خاصة فإا تكون قد أخفقت مجيعا إىل حد ما اال

وضعها يف مستوى واحد من درجة التطور االقتصـادي يف هذا امليدان، ولكن ال ميكن ، قد إن كان هناك أهداف ذا الوصف ،وحتقيق األهداف االستراتيجية يف جمال التصنيع

مما يعين كذلك أن هناك بالفعل حلقات مفقـودة يف . د الواقع بتطبيقها على صعي ئبديف إطارهـا جيب البحث عنـها ،اعية املنعزلةاالقتصادية االجتم ةربتها التنمويسلسلة جتالواعي بالتطورات ،ضمن البناء املغاريب املتفاعل واملتكامل على مجيع األصعدة ،الصحيح

.ت املستقبلاالقتصادية االجتماعية الراهنة واحتمااليف جمال التقدم االقتصادي واللحاق ،ومنها االستراتيجية الصناعية املغاربية الفاعلةمن موقع فوه ينسجم مع منطـق ،واالندماج التنافسي مع االقتصاديات العاملية الكربى

العصر، يف ظل املقومات والشروط املنوه عنها سابقا، مع العلم أن ذلك ال يكفي وحده خاصة تلك الـيت ،من األخذ يف االعتبار كافة التطورات االقتصادية والسياسيةإذ ال بد

وربطها مبسـبباا برزت بعد احلرب العاملية الثانية وحرب اخلليج األوىل والثانية كذلك، يف تسلسلها التارخيي واجليوسياسي واالقتصادي، وهذا يعـين بتعـبري آخـر أن هـذه

دى النطاق احمللي املغاريب إىل املستوى اإلقليمي فالعـاملي، االستراتيجية يف واقع األمر تتعإىل جانب أا تعين بعرب املاضي وحتديات احلاضر ورهنات املستقبل، ومن هنـا جـاء

ذلك أن املتأمل فيما حدث ويتبلور واستقر عليـه الوضـع االقتصـادي ،اهتمامنا اهو إال نتيجة منطقية لألحداث يتضح له أن كل ذلك ما ،والسياسي يف السنوات األخرية

املتوالية، اليت جاءت على شكل تراكمات كمية ، لتتحول فيمـا بعـد إىل تراكمـات أو ذاك مع حدث التغري املوضوعي يف هذا اتف، واتمع فعلت فعلها يف االقتصاد،نوعيةوتبصر مـع خملفا آثاره اإلجيابية أو السلبية، وذلك تبعا ملدى قدرته على التعامل بوعي ،

تلك األحداث بصفته فاعال ومتفاعال ومؤثر أو تابعا مستسلما ملا ميلي عليه من القـوى يسري يف خدمة أهـداف شاء أم أىب سيجد نفسه ،املسيطرة على جمريات تلك األحداث

خاصة إذا علمنا أنه أصبح من الصعب أن مل تراتيجية تصب يف مصلحة تلك القوى،اسعنها مـن يف هذا اتمع أو ذاك من أحداث مبا يترتبا جيري يكن من املستحيل عزل ماعيـة عـن بقيـة وخاصة منها االقتصادية والسياسية واالجتم ،نتائج يف كافة ااالت


170

،اء لألصـلح قق الغلبة لألقوى والبوهي فضال عن ذلك تسري مبنط .اتمعات األخرىعـرب ة امت عليها احلضارات اإلنسـاني ليت قية ااألمر العالقات املبدئ يف واقع حتكماليت

حسـب املقولـة "الضعيف دوما تابعا ومولعا بتقليد القـوى "إذ كان تارخيها الطويل،ومن هذا املنطلق سوف حتاول فيما يلي استعراض وحتليل أهم ما عرفـه .)1(اخللدونية

حبثنا، العامل من تطورات اقتصادية، نعتقد أا كانت وال تزال ذات صلة وثيقة مبوضوعإىل جانب توضيح ما قد حتمله من نتائج على مستقبل املنطقة املغاربية والعربية والعـامل

عسى ان تساهم اىل جانب ماذكر يف تو سيع الوعي باحتماالت ماقد يواجه .بشكل عام .مستقبل العمل االقتصادي املغاريب املشترك وغريه من ااالت األخرى

a@òí…b–nÓüa@pa‰ìİnÛa@áçc@ïi‰bÌ½a@…b–nÓüaë@òÇbä–Ûa@óÜÇ@bçqdm@ô†ßë@òî½bÈÛ@ @

هناك تطورات عديدة عرفها العامل خاصة منها تلك اليت ظهرت بعـد احلـرب العاملية األوىل والثانية وحىت اليوم ، واليت تبدو لنا متسارعة وتزداد أمهية مع الزمن مـن

.الناحيتني الكمية والنوعية على صعيد التقدم البشرياية فقد لوحظ تسارع كبري يف جمال التقدم االقتصادي والعلمي والتكنولـوجي بد

بوجه خاص، حيث اعتربت فترة ما بعد احلرب العاملية األوىل وهي اليوم من أخصـب وأكثر الفترات التارخيية ازدهارا وتطورا فاقت كل ما حققته البشرية منذ القدمي وحـىت

الظروف السياسية واالقتصادية لبعض بلـدان بفعل، اخلمسينات من القرن املاضي بدايةمن جهة علـى حسـاب ،العامل اليت احتكرت مثار ذلك التقدم الذي يف معظم األحيان

مت ذلك التقدم بفضل الثورة العلمية )2(البلدان اليت كانت خاضعة هلا، ومن جهة أخرىضارة العربية اإلسالمية مث دمشق وبغداد يف عهد احليف اليونان اليت وضعت لبنائها األوىل

تمةحنو البحث العلمي مهأملع العقول يه الذي اجتهت فإىل أن جاء عهد النهضة األوروبية نريبالطبيعة وباختراع اآلالت، فكان التقدم العلمي هو الوجه املسـت يف نفس الوقت يف

" .أن املغلوب مولع أبدا باإلقتداء بالغالب يف شعاره وزيه وحنلته وسائر أحواله وعوائده " ابن خلدونـ حيث يرى )1( .166، ص 1978من مقدمة إبن خلدون، وزارة الثقافة، دمشق ، : سهيل عثمان وحممد درويش : للمزيد أنظر

.314، ص 1971اإلقتصاد السياسي للتنمية، دار احلقيقة، بريوت، : بول بارنـ )2(


171

علىن ولقطيالبعض جعلت. )1(الذي بعث على والدة النهضة التقنية يف العامل احلديثعصرنا هذا أمساء عديدة يف وقت واحد كعصر الـذرة أو عصـر الفضـاء أو ثـورة

أو تكنولوجيا اإلعالم واالتصال، وغري ذلك من األمساء اليت تشري مجيعها )2(االتصاالتمع العلم أن هناك صلة وثيقة بـني تنميـة . إىل منجزات الثورة الصناعية بكافة مراحلها

ية وهذه األخرية، اليت تنمو وتزدهر مع تدفق املعارف وامليـل إىل الكفاءات العلمية واملهنالبحث العلمي من أجل خلق الثروات، حيث يعترب املصدر األساسي لتطوير الوسـائل

يف الفترة األوىل للتنميـة االقتصـادية )3(التقنية العلمية التكنولوجية للتنمية االقتصاديةبية للقطاع الزراعي لصاحل الصناعة، ويف الفتـرة الصناعية كتناقص تدرجييا األمهية النس

الثانية تفسح هذه األخرية اال لقطاع اخلدمات الذي ينعكس بالرفاهية علـى جممـل احلياة االقتصادية االجتماعية، ويتعلق األمر هنا بأرباح اإلنتاجية وتنويع الطلب وحتويـل

حدث يف السنوات األخرية يف عدد البنية االجتماعية، فارتفاعها يف القطاع الزراعي كما حيث أدى إىل االستغناء عن عدد كبري من العمال الزراعيني الـذين ،من البلدان املتقدمة

بالقطاع الصناعي الذي ترتفع فيه هو اآلخر حترروا من ظروف العمل الزراعي ويلتحقوا وحتقيـق فـائض العملية اإلنتاجية، لقيام ا قليال من العمال يكفي اإلنتاجية ليصبح عدد

بفضل التطور املضطرد لوائل اإلنتاج ذات الكثافة العالية يف رأس املـال ،اقتصادي معترب مقابل االخنفاض املتزايد يف الكثافة يف العمل، حيث يسمح هذا الوضع بدوره بتحريـر

اليت تتجه شيئا فشيئا حنو القطاع الثالـث ،املزيد من القوى العاملة ذات الياقات الزرقاءقدمي خدمات لالقتصاد واتمع تساهم مباشرة يف نشر الرفاهية واالزدهار االقتصادي لت

وإمنا مت بطرق عديـدة من فراغ تيأ ملاالجتماعي، وهذا التحول املوضوعي الطبيعي منها العقالنية اليت تعتمد مع املعارف اجلديدة والنظريات العلمية واملفاهيم االجتماعيـة

ـ األساليب التقنية اجلديدة ، وكذلك الطرق الغائية اليت السياسية املتطورة و تم وفـق تكما تسـتخدم األسـاليب ،األهداف واملهمات لتحقيقشروط تسمح بالتغيري اإلجيايب

وحتديد معدل النمو ،االستراتيجية اليت يتم مبوجبها حتديد االجتاه العام للنظام املعمول به .9، ص 1979النمو اإلقتصادي، املنشورات العربية، بريوت، : بيار ماييهـ )1(

.193، ص 1981السيطرة على املستقبل، وزارة الثقافة، دمشق، : فرانسوا هيتمانـ )2( .211ـ املرجع السابق ، ص )3(


172

طي واإلعالم اآليل ، كما قد تسـتخدم طـرق وأسلوب التغري عرب الربجمة والتنهج اخلوالتكاليف واملنفعة تكتيكية تتعلق بأساليب التشغيل والتحكم املخطط يف أساليب اإلنتاج

.واألساليب املمكنة للمراقبة ، مدى إمكانية تطبيقها على قضايا أخرى متشاةارد املاديـة كما يعترب ايار النظام االستدماري القدمي واستقالل وحتريـر املـو

والبشرية يف البلدان اليت كانت خاضعة له ومنها البلدان املغاربية والعربيـة مـن أهـم االقتصادية واالجتماعية، اليت عرفتها املنطقة والعامل يف السنوات األخرية مـن التطورات

القرن املاضي، واليت كان هلا عليه نتائج إجيابية على الصعيدين االقتصادي واالجتمـاعي السياسي، رغم كافة احملاوالت الرامية إىل عرقلتها واحلد من مسريا على صعيد التحرر و

من أجل إخضاعها لالستدمار اجلديد والتبعية املطلقة، حىت وإن لبست ثوب العصرنة اليت تقتضيه شروط االندماج يف النظام العاملي والنظام االقتصـادي اجلديـدين، كـالتفتح

اخلارجي يف ظل عالقات اقتصادية دولية غري متكافئة، تفرضـها االقتصادي على العاملبانعدام مقومات القدرة التفاوضية والتنافسية يف كافة ااالت، بني البلدان املتقدمة وجزء كبري من بلدان العامل، مما جيعل الكفة متيل لغري صاحل هذه األخرية ، وبالتايل تبقى سائرة

. ريقة اليت رمستها املنظمات الرئيسية للنظام العـاملي اجلديـد بالط. يف حميط بلدان املركز .بروز وظهور نظام عاملي ونظام اقتصادي عاملي جديدين

لقد ظهرت بوادر هذا النظام بعد احلرب العاملية الثانية مع تصاعد حركة التحرر العاملي حيث كان يهدف إىل وضع ميثاق دويل يضمن حقـوق اإلنسـان والشـعوب

اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف بداية األمـر، تهتبن )1(دية والسياسية على السواءاالقتصامث حتولت كفة هذا النظام لصاحل البلدان املتقدمة ذات السيطرة الفعلية على املؤسسـات

فكان علـى . املالية والسياسية واليت ميثلها جملس األمن الدويل بزعامة الواليات املتحدةاالنصياع ملبادئ وشروط االنضمام إليه باعتبار النظام املدعوم من قبـل الدول املتخلفة

، )2(القوى الدولية االقتصادية الفاعلة فيه، كونه على ما يبدو النظام الذي ال منافس لـه وتبنت أفكـاره ) حنو نظام إقتصادي عاملي جديد( يف كتابه حممد جباويـ لقد عرب عن ذلك بوضوح املفكر اجلزائري )1(

.ان النامية الداعية إلسترداد البلدان املختلفة حلقوقها من البلدان املتقدمةاجلزائر باعتبارها كانت يف طليعة البلدـ حاليا يبدو أنه بزعامة الواليات املتحدة األمريكية بعكس النظام السابق الذي كان يتزعمه قطـبني رئيسـيني هـي )2(

. الواليات املتحدة األمريكية واإلحتاد السوفيايت


173

كما كان احلال يف النظام السابق له، الذي كان قائما على أساس تنافسي بني نظـامني ا جعل باب املناورة أمام البلدان املتخلفة حمدودا للغايـة مم. رأمسايل واشتراكي يف آن معا

هذه املرة وبالتايل أصبح عليها العمل على تنفيذ قواعـده يف املعـامالت والعالقـات " . تكون أو ال تكون"االقتصادية والسياسية الدولية اجلديدة ، وفق مقولة أن

سباب عـدة، كصـعوبة لقد ساعد قيام هذا النظام ايار املعسكر االشتراكي ألاملعقدة اليت وقع فيها علـى الصـعيدين تطبيق هذا النظام بعد عجزه عن حل املشاكل

النظري والتطبيقي، وتركيز مفكري هذا النظام على كشف مساوئ النظـام الرأمسـايل بتوجيه االنتقادات الالذعة إليه، وإمهال البحث يف املسائل اخلاصة بالنظام االشتراكي، مما

وأخذ مكان الزعامـة يف )1(خدمة جليلة للنظام الرأمسايل، الذي متكن من الصمودقدم دون منازع وبالتايل سيادة نظام السوق والتخلي عـن أسـلوب ،النظام العاملي اجلديد

العظمى من البلدان اليت كانت تعمل به، لصـاحل اقتصـاد الغالبيةالتخطيط املركزي يف ومعلوم أن هذا األخري يتطلب استعدادا للنهج الرأمسايل، السوق واحلرية االقتصادية وفقا

كبريا قبل قرار الدخول يف منافسة هي بال شك حادة، وتعد حبق مبثابة الدخول يف حرب اقتصادية سالحها موارد بشرية ومادية ذات نوعية خاصة يصعب على اآلخرين اختراقها

قتصادية قوية خاصة يف جمال بدون تضحيات كبرية، ميكن تعويضها عن طريق قطاعات االتصنيع واإلنتاجية املتطورة ، اليت حتد من تكاليف اإلنتاج وترفع من نوعيتـه وبالتـايل

، يف ظل اقتصاد مفتوح على العامل اخلارجي قدرته على املنافسة يف السوق احمللية والعامليةـ . ن وهذا يعين من جهة أخرى ضرورة حصول تطور معترب لدى الطـرف اآلخـر م

املعادلة، من أجل اإلبقاء على ميالن الكفة لصاحل الطرف األقوى يف العالقات االقتصادية الدولية، وبالتايل تكيف أساليب التحكم االستدمارية االستغاللية القدمية لتظهر يف شكل جديد يتناسب مع متطلبات املرحلة اليت يسود فيها مقولة الغلبـة لألقـوى، وبالتـايل

خيدم بالدرجة األوىل مصلحة القوى االقتصادية والسياسية التقليديـة الـيت االنصياع ملا تتساهل مع دخول منافسني جدد، بدون مثن باهظ أقله االنصياع لقوانني السوق لكـي

.ا الصمود لن يدوم أمام األزمات الكربى اليت يواجهها هذا النظام من حني آلخرـ هناك من يعترب أن هذ )1( ، ص 2005جملة العريب، وزارة الثقافة، الكويت، : أنظر ذا الصدد


174

تفعل فعلها، يف جو من املنافسة الشرسة اليت ال تبقى على كل من يعترض من الضـعفاء .يع احلديثطريقها خاصة يف جمال التنولوجيا والتصن

@ñ…bí‹@òí…b–nÓüa@pýnØnÛa@‰ìèÃ@ñmë@ @

يف هذا اجلو من املنافسة احلادة بني خمتلف البلدان من أجل اكتسـاب األسـواق ومحاية مصاحلها االقتصادية والسياسية، أصبح من الصعب على البلدان الضعيفة وحـىت

ربى، بدون تكتل إقليمي القوية الوقوف مبفردها أمام القوى أو اموعات االقتصادية الكأو قاري حيفظ هلا مصاحلها ويزيدها قوة على خمتلف املستويات االقتصادية والسياسـية

واملالحظ يف طبيعة هذه التكتالت هو أا يف حقيقة األمر ختتلف مـن . داخليا وخارجياحيث قوا وأمهيتها من منطقة ألخرى ومن زمن آلخر، تبعا للدعم الذي تلقـاه مـن

بأمهيتها هلم على خمتلف األصـعدة احملليـة واإلقليميـة ئها، ومن مثة تبعا لوعيهم أعضاوالدولية، ويف هذا اال جند منها ما هو قائم على أسس موضوعية استراتيجية نابع من اقتناع األعضاء بضرورة التكتل، كما احلال يف التكتالت القائمة بـني بعـض الـدول

ومنها ما هو قائم رد احملاكاة، مسايرة ملا جيري على . مثال املتقدمة كاالحتاد األورويب الساحة الدولية، دون أن يرقى املستوى املطلوب لالستفادة احلقيقية مـن مزايـا تلـك التكتالت اليت تتعدد عضوية بعض الدول فيها ، مع العلم أن التكتل والتعاون من أجـل

دف تسعى إىل حتقيقه كافـة شـعوب ضمان مكانة مرموقة يف االقتصاد الدويل، هو هالكرة األرضية، بل كان على الدوام يشكل النواة األوىل لبدء ظهور اتمعات البشـرية عرب تارخيها الطويل وحىت اليوم ، لذلك اعترب قيام إحتاد املغرب العريب ضرورة ملحة تسري

ة ضيقة مل ولن يف هذا االجتاه، حىت وإن استغل ذلك من قبل البعض لتحقيق مكاسب آنيوكذلك األمر فيما يتعلق . تترق إىل اهلدف األمسى الذي تسعى إليه كافة شعوب املنطقة

الـذي جعـل املصـاحل األمر . بكافة التكتالت االقتصادية العديدة املنتشرة عرب العاملومن هنـا . تتضارب فيما بينها مما قد يضر بالتعاون االقتصادي اإلقليمي بشكل خاص

جة إىل أشكال أخرى معينة للتعاون ورأب الصدع بـني تلـك التكـتالت ظهرت احلاوالبلدان أو التكتالت االقتصادية األخرى اليت تستطيع الدخول إىل التكتالت االقتصادية القوية، كما حصل بني بلدان ضفيت البحر األبيض املتوسط، حيث ظهرت صيغة جديدة


175

وهو نوع من التعاون االقتصادي يسمح : )1(توسطيةمبينهما حتت اسم الشراكة األوروملختلف بلدان املنطقة الدخول فيه وبالتايل طمأنتها واحلد من خماوفها النامجة عن ظهور ومنو تكتل اقتصادي وسياسي قوي من الصعب الوقوف ندا لند له بالشكل الذي حيكم

يغة اجلديدة عالقة التعاون االقتصادي جنوب جنوب، فكان ال هلذه الدول أن تقبل بالصللتعاون جنوب مشال ولو بشكل انفرادي وما ينجر عنه من ضعف القوى التفاوضية، مع

ويبدو هذا حليا من شكل الصيغة عدم القدرة على املنافسة يف خمتلف امليادين االقتصادية،اليت جترى ا املفاوضات بني الطرف األورويب املكلف بالعالقات اخلارجيـة وسياسـة

ا يتعلق بالشراكة بني اجلزائر واالحتاد األورويب يف حني متثل اجلزائر نفسها يف احلوار فيمهذه املفاوضات، مما يعين بأن النتيجة متوقعة بشكل مسبق الختالل التوازن بني الطرفني، والذي ال يتحقق إال عرب مفاوضات يقودها على املستوى املغاريب االحتـاد املغـاريب أو

توسط بإشراف فعلي للجامعة العربية يف إطار فكرة احلوار العـريب املستوى اجلنويب للماألورويب اليت مل تلق الدعم الكايف من املعنيني باألمر، خاصة إذا علمنا أن جتسيد اتفـاق

بـني الشراكة يعين وضع قاعدة أساسية يتحدد من خالهلا أسلوب التعاون يف املستقبل ليص التدرجيي للحقوق اجلمركيـة والرسـوم حيث يسعى اتفاق الشراكة التق. الطرفني

من االحتاد األورويب، وكذلك احلقوق املطبقـة املتماثلة املطبقة على الواردات اجلزائرية على الواردات من املواد األولية حبيث ينتظر إلغاؤها بشكل كامل ومباشر بعد دخـول

كذلك فيما يتعلـق ، و2005االتفاق حيز التطبيق على اآلخر يف األول من شهر سبتمرب باحلقوق املطبقة على املواد النصف مصنعة والتجهيزات الصناعية والفالحية حيث تبدأ يف االخنفاض يف بداية السنة الثالثة من تاريخ دخول اتفاق الشراكة حيز التنفيذ وقد حددت

%40يف السنة الثانية، مث %30من احلق القاعدي مث %20 نسبة االخنفاض يف البداية بـيف السنة اخلامسة، حىت تصل اإللغـاء %80يف السنة الرابعة مث %60يف السنة الثالثة مث

الكامل بعد سبع سنوات من تاريخ التوقيع على االتفاق يف حني جيرى ختفيض سـنوي سـنة مث 11من احلق القاعدي خالل %5على املواد األخرى حىت تصل إىل %10قدره

ـ )1( االت ـ يدخل يف هذا النطاق كافة أشكال التقارب بني بلدان املنطقة بدءا بالعالقات التارخيية التعاقدية يف كافـة اوخاصة منها التجاري، إىل ما عرف مبسار برشلونة إىل برنامج ويدا بالشراكة األرومتوسطية، وهي مجيعا نصت يف

. إجتاه حتسني جماالت التعاون بدال من التنافر واخلالفات


176

سنة تلغى ائيا، وقد نص االتفاق على حـق اسـتفادة 12وبعد سنة أي بعد اكتمال املنتوجات اجلزائرية من نفس النظام مع إمكانية مراجعة هذه الرزنامة من طـرف جلنـة الشراكة يف حالة وجود عوائق أو صعوبات خطرية أمام منتوج معني كما ميكن للجزائر

شئة، أو بعـض القطاعـات ملدة حمددة يف جمال الصناعات الناإجراءات استثنائية تطبيق األخرى يف حني تقوم اجلزائر من جهتها بالتنازل عن احلق اإلضايف املؤقت على بعـض

وبـالنظر الخـتالف ،)1(كحد أقصى 2006الواردات الصناعية حبلول جانفي من عام مستويات التطور االقتصادي يف كافة القطاعات االقتصادية لدى طريف الشراكة فإنه من

صعوبات كبرية، وهذا األمر يتعلق تواجه الطرف األضعف األقل منوا اقتصاديا املتوقع أن، ومن هنا فعلـى )2(ميدابكافة بلدان جنوب البحر األبيض املتوسط إلعطاء يف برنامج

مثال ستواجه صعوبات يف اآلجال الضريبة واملتوسطة من الصعيد املغاريب جند أن اجلزائر ن أعقد يف املستقبل البعيد، مما يتطلب منها بذل معتـربة تطبيق اتفاق الشراكة وقد تكو

والتغلب على النتائج السلبية اليت قد تترتب االنفتاح صعيد التكيف مع األوضاع اجلديدة كما يتطلبه االنضمام إىل املنظمة العاملية للتجـارة االقتصادي الذي تتطلبه هذه الشراكة

مـع العلـم أن ،ان هلا مثار يف القريب املنظوروذلك قبل البدء جبين مثار الشراكة إذا كاالقتصاد اجلزائري يعيش يف الوقت الراهن انتعاشا قد يطول أو يقصر تبعـا السـتمرار ارتفاع املداخيل النفطية غري العادية اليت تسمح باستمرار سياسات الطاقة املضادة املطبقة

ذا اال يف حني تفتقر البلدان املنتجة يف البلدان املتقدمة اليت متلك استراتيجية حمكمة يف ه .تلك االستراتيجيات

ومما سبق يتضح لنا أن هذه الشراكة ما هي إال صور مكملة لشروط االنضمام إىل املنظمة العاملية وغريها من منظمات األمم املتحدة، باعتبارها مجيعا ختدم اهلدف األمسـى

مـا لفـت حكمة فيه، وعليه فإن من أبرز القتصاد السوق وبالتايل القوى األساسية املت، 2005، جـوان 1715الشروق اليومي، اإلحتاد األورويب يرجئ تنفيذ إتفاق الشراكة مع اجلزائر، عدد : حممد سليم ـ )1(

.3ص مليون مسـتهلك 700ـ تكمن أمهية تنفيذ هذا الربنامج يف كونه يهدف إىل تنمية إقتصاد سوق املنطقة تضم أكثر من )2(

تونس، اجلزائر، املغرب، مصر، فلسطني : بلدان تقع يف جنوب املتوسط هي 10تتكون من أعضاء اإلحتاد األورويب و ركاي، سوريا، حيث دخلت هذه البلدان يف مناسة مباشرة لبلدان وسـط وشــــرق بشقيها، األردن، لبنان، ت

.PECOأوربا .SAMIR SOBHI : des Defis a Relever Arabies, Paris, 2005, P 38 -: أنظر


177

االنتباه يف األمم املتحدة على الصعيد االقتصادي يف السنوات األخرية، هو ما قامت بـه مؤسساا االقتصادية من نشاط لدعم اقتصاد السوق، من خالل املساعدات املشـروطة

التحول مـن اليت قدمتها لكافة البلدان النامية، خاصة منها تلك اليت واجهت صعوباتاالقتصادي احلر ، ويف هذا اال جند مـا السري يف النهج االشتراكي إىل السري يف النهج

واملنظمة العاملية للتجـارة ) W.B( والبنك الدويل )N.M.F(قام به صندوق النقد الدويل )W.T.O ( وغريهم من املنظمات األخرى التابعة لألمم املتحدة كمنظمة األمم املتحـدةففي جو مـن الفوضـى . )1(وتلك التابعة للدول املتقدمة) UNIDO(مية الصناعية للتن

تدخلت املنظمات املذكورة االقتصادية متثلت يف غياب استراتيجية تنموية صناعية شاملة ة للبلدان اليت طلبت املساعدة للخروج مـن أزمتـها بشكل مباشر يف األوضاع الداخلي

ع سياسة اقتصادية تقشفية صارمة كشرط لتلقـي االقتصادية، حيث فرضت عليها إتبااملساعدات املالية وبالتايل اخلروج من أعناق الزجاجات، وحتقيق قفزة نوعية تكنولوجية وتصنيعية معتربة، تؤدي حسبها كما هو مأمول إىل حتديث وتطوير البنيـة االقتصـادية

ى أن يتم ذلك علـى عل األساسية لتلك البلدان وتصحيح العجز يف موازين املدفوعات،وفتح اال أمام املبادرة اخلاصة واحلريـة مرحلتني خروج الدولة من النشاط االقتصادي وإصـالح وتكيـف ) Transformition(االقتصادية، مـن خـالل إعـادة هيكلـة

عموما مبا ينسـجم مـع واالقتصاد الوطين للمؤسسات ) strutural adjustment(هيكليعين عدم حدوث تنمية حقيقية مستدامة بدون تطـوير وتنويـع مما ي. )2(اقتصاد السوق

اهلياكل اإلنتاجية لتصبح قادرة على املنافسة، وبالتايل استمرار واستفحال ظاهرة البطالة وهدر الطاقات الوطنية املادية والبشرية، وتزايد انتشار الفقر ويف النهايـة حتقيـق منـو

ورة أن تكون أهـداف بـرامج التثبيـت مما يتطلب ضر ،اقتصادي بدون تنمية حقيقيةوالتصحيح اهليكلي مرنة وغري حمددة بأرقام جامدة، قائمة على أساس تكامل اقتصـادي

وهو بالفعل ما كان يهدف إليه قيـام ،على كافة املستويات اإلقليمية العربية واملغاربيةطريق تفعيل احتاد املغرب العريب على املستوى االقتصاد الذي واجه صعوبات عديدة يف

ات حىت وإن كانت تابعة لألمم املتحـدة إال ـ لقد سبقت اإلشارة إىل ذلك بشكل مفعل، حيث لوحظ أن هذه املنظم )1( .أا ختضع بالدرجة األوىل للبلدان املمولة هلا فيما يتعلق بسياستها اإلقتصادية

اإلقتصاد العريب يف مواجهة التحديات، املنظمة العربية للتربيـة والثقافـة والعلـوم، : حممود عبدالفضيل وآخرونـ )2( .9، ص 1998القاهرة،


178

مـع اجلغرافية اليت ميكن أن تـزول )1(مؤسساته، خاصة منها ما يتعلق ببعض اخلالفاتقيامه على صعيد الواقع، حيث تتوفر املنطقة على موارد اقتصادية هامة ميكن أن تكـون

بدال من أن ،عامل وحدة وتالئم من أجل حتقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للجميعوبالتايل مدعاة لعودة االستعمار . ودولياع صراع بني كافة األطراف إقليميا تكون موضو

خاصة وأن املنطقة تتوفر على موارد استراتيجية تسعى . من جديد كما حصل يف العراقبعض القوى اخلارجية للسيطرة عليها ، لتلبية احلاجة لزيادة استهالك الطاقـة املرتبطـة

مع الكيان الصهيوين بدءا لتطبيعلال يتدخل أيضا مساعيالتطور االقتصادي، ويف هذا اباإىل مؤمتر الدار البيضاء لـدول الشـرق . الفلسطينية األردنية باتفاقية السالم اإلسرائلية. من أجل تدشني قيام النظـام الشـرق أوسـطي 1994يف عام األوسط ومشال إفريقيا

، وبقـاهرة 1995ت يف عمان عام بتخطيط اسرائيلي أمريكي، مسبقة سلسلة من املؤمترا .1997والدوحة عام 1996عام

.خلالف بني اجلزائر واملغرب حول إستقالل الصحراء الغربية وانضمامها إىل املغرب أو إحتاد املغرب العريبـ كا )1(

التعاون والتكامل االقتصادي الصناعي المغاربي: خامس ال الفصل

178

@ @@@@Ý–ÐÛaa¨ßb@ @ïi‰bÌ½a@ïÇbä–Ûa@ð…b–nÓüa@ÝßbØnÛaë@æëbÈnÛa

نظرا ألمهية وتشعب مفهوم التعاون والتكامل اإلقتصادي، سوف نتناولـه مـن خالل مبحثني رئيسيني، مفهوم التعاون والتكامل اإلقتصادي، مث التعـاون والتكامـل

.املغاريبمث نتطرق للتعاون والتكامل االقتصادي .اإلقتصادي العاملي@ @a½Þëþa@szj@ @

@ð…b–nÓüa@ÝßbØnÛaë@æëbÈnÛa@âìèÐß

إذا كان اإلنسان قد عرف املشكلة االقتصادية منذ ظهوره على وجه األرض، فإن سعيه احلثيث حللها ذه الدرجة أو تلك من اجلدية والفعالية، توقف يف املاضي واليزال

قتصادي واإلجتماعي، واملتمثل بوجه يتوقف يف املستقبل على عامل أساسي يف التطور اإلخاص يف التعاون اإلقتصادي اإلجتماعي من أجل حل تلك املشكلة، بأقـل تكـاليف

وذلك تبعا ملستويات التقدم اليت بلغها واليت تعكس حبق نضج ،إقتصادية إجتماعية ممكنةح لنا فيما وأمهية مردودية ذلك التعاون بكافة أشكاله التقليدية واحلديثة منها، كما يتض

:يلي @üëc@Z@æëbÈnÜÛ@òí†îÜÔnÛa@áîçbÐ½að…b–nÓüa@ @

إذا كان التعاون بني الناس يف سياق سعيهم لتحقيق حاجام املختلفة املادية منها ، فإا جتلت ألول مرة )1(واإلجتماعية، يشكل ظاهرة إجتماعية بارزة يف تارخيه الطويل

حلة النشاط اإلقتصادي البشري الـذي كـان يف أبسط صورها التقليدية البدائية يف مرواجتماعيـة طبيعية واقتصـادية بحث عن الغذاء يف ظروفليغلب عليه طابع الصيد وا

مما جيعل التعاون بني أفراد اتمع أمرا ضروريا سواء تعلق األمر باملخـاطر الـيت . قاسيةانات املفترسـة أو األمر باحليوأو تعلق . حتدق باألشخاص الذين يقومون بعملية الصيد

ظروف البيئة الطبيعية واملناخية، أو تعلق األمر بصد األعداء احملـتملني مـن مجاعـات اليت جيتمع فيها السكان للتعاون " بالتويزة " ـ لقد عرف اتمع املغاريب التعاون يف أبسط صوره منذ القدمي فيما يعرف )1(

اجب إجتماعي، يدخل يف إطار من أجل تقدمي مساعدة، أو دعم مادي أو عضلي لفرد أو مجاعة، مع إعتبار ذلك و .التعاون املتبادل بني كافة اجلماعة لتذليل الصعوبات املادية اليت واجهتهم


179

كما أنه مـن املمكـن إن . متوحشة أخرى، ترفض أن تتقامسها مجاعات أخرى صيدهاتستمر عملية الصيد وقتا طويال نسبيا، مما جيعل كذلك هـؤالء الصـيادين حباجـة إىل

هذه املسـاعدة ،ين يف اجلماعة حلماية ممتلكام اليت تركوها خلفهممساعدة أفراد آخراعة البدائية، عرفت تطورا وحتسنا أفضل يف مرحلة الرعي مالبسيطة املتبادلة بني أفراد اجل

اليت تتميز بتربية احليوانات األليفة ألغراض شىت أمهها الغذاء واللباس، مـع احلـد مـن ضية واسعة ، واالستقرار النسيب يف مكان معني طاملا توفر رحال واالنتشار على رقعة أرتال

والتعاون يف ظل هذه الشروط من شأنه أن يكون بسيطا، فقد يـتم بـني . املاء والكألشخصني، أو متعدد األطراف يشمل كافة أفراد اجلماعة، ويتميز كذلك بكونه تعـاون

يشعر به كل فرد اجتاه الذي ،عفوي، يف ظل تقاليد وأعراف تضفي عليه طابع الواجبوقد ازداد التعاون أمهية يف اتمع الزراعي الذي يعترب مرحلة . اآلخرين من أفراد جمتمعه

أرقى يف تطور اتمع البشري كنتيجة للراحة وزيادة اإلنتاجية واالسـتقرار يف مكـان عي بـدءا واحد ملدة طويلة نسبيا، مما أدى إىل توسيع دائرة التعاون، والترابط االجتمـا

باألسرة إىل القبيلة خاصة يف فترة إعداد األرض والبذر وجين احملصول، وبذلك يكـون التعاون بشكله البسيط أحد األسباب الرئيسية اليت تشكل النواة األوىل لقيام النجمـات البشرية الصغرية واملتوسطة والكربى، اليت ازدهر فيهـا التعـاون يف كافـة اـاالت

ولذلك كان االقتصاد السياسي أو علم االقتصـادي يف أساسـه . ناعيةاالقتصادية والصيف جو من التعاون الذي ،)1(اديةشؤون حياا املدراسة اجلماعة البشرية يف سياق ممارسة

ولكن طبيعة وأمهية هذا التعاون تتوقف . أو بدائية )2(ال ختلو منه أكثر اجلماعات بساطةفكل جمموعة بشـرية . اعي الذي بلغته أية مجاعةعلى درجة التطور االقتصادي االجتم

من ناحية تقسيم العمل بني أفـراد : ها بصورة تاليفية من نواح خمتلفةاقتصادية ميكن فهماجلماعة، أو من ناحية روح النشاط االقتصادي والقدرة على أدائه من الناحيتني الكمية

ائي أو الربح يف مرحلة متقدمة من والنوعية، سواء دف االستهالك الذايت يف اتمع البدوذلك كله وفق تنظيم اجتماعي معني، يكون لطريقـة التعـاون . )3(التطور أو مها معا

، عامل املعرفة، وزارة الثقافـة، الكويـت أمحد فؤاد بليغتاريخ الفكر اإلقتصادي، ترمجة : جون كنيت جالربايتـ )1( .80، ص 2000

.80، ص 1965منشورات عويدات، بريوت، اتمع الصناعي، : رميون آرونـ )2( .81ـ نفس املرجع السابق، ص )3(


180

سـتويات الـيت مل ا االقتصادي أمهية خاصة يف كل نوع من أنواعه ويف كل مستوى منـ لذ كافة اتمعات، و ىدبلغها تنظيم وتطور أسلوب اإلنتاج مل ه لك فالتعاون مبفهوم

للحصول علـى فوائـد ،البسيط هو استبدال لقوة العمل الفردية بقوة العمل اجلماعيةوهو يعتمد على وسائل بدائية، ويفترض مستوى بسيطا مـن . اقتصادية اجتماعية أكرب

القوى املنتجة ، وتتألف الوسائل املستعملة يف التعاون من األدوات اليت هي امتداد للعمل استعمال قـوة من ذلك يرتكز التعاون احلديث أو املعقد على وعلى العكس. )1(اليدويمتناسقة ذات مردودية أكرب مستخدمة اآلالت واملعارف التكنولوجيـة احلديثـة مجاعية

.كما يتضح لنا فيما يلي من دراسة املفهوم احلديث للتعاون. لبلوغ أهدافها½a@bîãbq@ð…b–nÓüa@æëbÈnÜÛ@sí†§a@âìèÐ@ @

حلديث للتعاون االقتصادي مبدى أمهية النتائج اإلجيابية اليت متخض يرتبط املفهوم اعنها لدى كافة التشكيالت االجتماعية، ويف كافة أمناط اإلنتاج اليت عرفتـها، مـرورا بالتعاون العفوي البسيط املشار إليه آنفا، إىل التعاون املعقد املتطور املنظم الـذي أخـذ

كان أمهها اال ،االت خمتلفة من حيث االختصاصالتنظيم وجمأشكاال عديدة من حيث االقتصادي والتعاون التكنولوجي وكبادل املعلومات واإلنتاج الصناعي، وكل ذلـك يف إطار ما يعرف بالتعاون املتبادل ، الذي يترتب عليه حقوقا وواجبـات بـني خمتلـف

الفائدة فيما بينها، وإبـرام األطراف املتعاونة، سعيا فيها لتحقيق املصاحل املتبادلة وتعميم عقود واتفاقيات لتنظيم ذلك التعاون مبا يضمن االستمرارية يف التعاون والتبادل املتكافئ يف كافة ااالت االقتصادية الصناعية على وجه اخلصوص، ملا هلا من أثر إجيـايب فعـال

ـ . على كافة األنشطة االقتصادية االجتماعية األخرى بري مـن هذا وقد أوىل عـدد كأمهية خاصة لفكرة التعاون االقتصادي منذ مدة طويلة نسبيا، وبالتحديد )2(االقتصاديني

.148، ص 1980ـ جمموعة من اإلقتصاديني، املوسوعة اإلقتصادية، دار ابن خلدون، بريوت، )1( يف New Harmon، حيث حاول تطبيق فكرته التعاونية يف مصنعه حتت إسم 1771ـ أمثال روبرت أوين الذي ولد عام )2(

وشارل فوريه الذي حاول تطبيق فكره التعاوين من خالل فندق يعيش فيه . 1825مدينة نيوال نارك باسكوتالندة عام ولوي بالن حيث وصف التعاون الـذي ). 1865 – 1796( شخص يف شكل تعاوين، وفيليب بوشيه 1500حوايل

بب الطابع املثايل الذي قدمه، وقد نادى بعض أتباع دعو اليه باإلشتراكية التعاونية اليت وجدت صعوبة يف التطبيق بسهذه احلركة ، أمثال فوريه، بالتعاون يف ميدان اإلستهالك واإلنتاج معا، يف حني دعى البعض منهم أمثال بوشـيه إىل

بعـد تركيز التعاون على اإلنتاج دون اإلستهالك، وقد عرفت فكرة التعاون أشكاال خمتلفة يف التنظيم والتطبيق فيما .على نطاق واسع ليس فقط على الصعيدين احمللي واإلقليمي بل وصل إىل املستوى العاملي


181

يف النصف األول من القرن السابع عشر من جوانب خمتلفة، لكنهم اتفقوا فيما بينـهم على أن التعاون احلر بني األفراد ودون تدخل من طرف الدولة، يستطيع حبد ذاته أن حيل

وقد جاءت فكرة التعاون كرد فعـل . فة املشاكل االقتصادية االجتماعيةبشكل فعال كاالقتصاد السوق الذي يقوم على املنافسة، هذه األخـرية يف األساس على الرتعة الفردية

قوى املبادرات الفردية وختنق احلرية، مـن تيرى أصحاب الفكر االقتصادي التعاوين أا القتصادية، هي يف اية األمـر عبـارة عـن خالل بروز قوى متحكمة يف األوضاع ا

وهلـذا . دف إىل حتقيق أكرب ربح ممكن لتحقيق املصلحة اخلاصـة ،احتكارات فردية اليت حاربت بقوة تكوين اجلمعيـات ،1789جاءت فكرة التعاون خمالفة للثورة الفرنسية

ة اليت عطلـت روح التعاونية على اعتبار أا إحياء لألنواع السابقة من التجمعات املهنيملنع التجمع املهين ، وفرض مبوجبـه 1791عام ) لوشابوليه(ومت وضع قانون ،)1(املنافسة

يف حني اعترب أنصار الفكرة التعاونية . شخصا 20منع قيام كل مجعية تتألف من أكثر من ل ظاهرة املنافسة خطرا يترتب عليه تزاحم املنتجني يف سبيل الربح وتزاحم العمال يف سبي

لذلك اعتـربوا . األجر، وتوقعوا أن يؤدي ذلك إىل ظهور االحتكارات الرأمسالية الكبريةإلزالة التنافس الضار، مع احلفاظ علـى أن التعاون احلر بني األفراد هو الوسيلة الوحيدة

ال "ولذلك يرى البعض أنه حىت يف ظل اقتصاد السـوق . )2(احلرية ومقتضيات اإلنتاجأمسايل أبدا كشكل خاص للتعاون ، ولكن على العكس يظهر التعـاون يظهر التعاون الر

على الرغم من أن النتيجة النهائية للتعاون هي )3("نفسه كشكل خاص لإلنتاج الرأمسايل الـزمن يف مرسواء تعلق األمر بقيمة مضافة تتجسد على ،قوة إنتاجية جديدة ومعتربة

قوة مجاعيـة وهي بذلك وبالضرورة. إلنتاجزيادة وسائل اإلنتاج وقوة العمل وزيادة ا اليدوي أو مستوى التعاون املعقد املتطـور يف يفاملشغل احلرمستوى بدءا بالتعاون على

وقد يتواجد االثنان معا يف زمان ومكان ما، كما هو احلـال اليـوم يف . ديثحلاملصنع اعلى شكل نظـام ولكن مع ذلك يبقى أن كل نشاط اجتماعي يتجلى . البلدان املتخلفة

. 8، ص 1972، التعاون اإلقتصادي، وزارة الثقافة، دمشق، إمساعيل العريب: نظر ـ ا

.صةـ ومن هنا يتضح لنا أن كال الطرفني يتهم اآلخر بتعطيل روح املنافسة واملبادرة اخلا )1( .243، ص 1980تاريخ الفكر اإلقتصادي، جامعة حلب، حلب، سورية، : انطوان قسيسـ )2(أنظر جمموعة من اإلقتصاديني، املوسوعة اإلقتصادية، دار ابن خلـدون، بـريوت، . ـ جاء ذلك على لسان ماركس )3(

.149، ص 1980


182

وبذلك فالتعاون مبفهومه احلديث يتجلـى يف ،)1(اجتماعيةهو يف الواقع خاضع ألوامر وبالتـايل ،التنظيم االجتماعي واإلداري للعمل املشترك من أجل حتقيق هدف مشـترك

حتقيق مصلحة اجلماعة ، تطبيقا ملخطط معد ومتفق عليه بشكل مسبق يعترب كواجـب وقد أصبح هذا املبدأ التعاوين سائدا لـدى كافـة . رادة اجلماعيةوملزم التنفيذ بقوة اإل

اتمعات املتقدمة منها واملتخلفة على السواء تعززه وتعمقه درجة الشـعور باالنتمـاء بدءا بالتعاون على وستوى الدول واجلماعات الصغرية على الصـعيد احمللـي إىل . ليهاإإىل الشعور باحلاجـة إىل االنتمـاء ،القليمي عور باالنتماء والتعاون على املستوى اشال

عن اتمع الدويل والنظام العـاملي يثوالتعاون على املستوى الدويل، وبذلك ميكن احلدباملفهوم الذي ،ىل النظام العاملي اجلديد وكذلك النظام االقتصادي العاملي اجلديداوصوال

طبيقه من طرف القـوى الفاعلـة أشرنا إليه يف الفصول السابقة، الذي ثبت أن نتائج تختتلف من حيث النوايا واألهداف املعلنة مما يتناىف مع روح التعاون خاصة حني يكـون

مل تكـن سياسـة التعـاون " فمثال،بني القوى املتقدمة وتلك السائرة يف طريق التقدم دين النسيب الفرنسية خالل عشرية السبعينات إال انعكاسا إلعادة هيكلة النظام املتأزم، فالت

والتمييـز واالسـتقطاب ،للمساعدة العامة وإعادة توزيع رؤوس األموال باجتاه السوقالبلدان األقل تقدما، ويف نفس الوقـت "ميش"املتناميني للمساعدة هي عوامل جتسد هي يف الواقع مسـاعدة . والتعاون والتنمية )2("تبقى على طوق النجاة املتثل يف املساعدة

باتباع سياسة اقتصادية تضمن بالدرجة األوىل حتقيق مصلحة األطراف يا مشروطة ضمناملاحنة واليت دف من ورائها إىل احملافظة على مواقعها ومكانتها االقتصادية والسياسـية اليت كانت تتمتع ا يف فترة االستعمار املباشر القدمي واملتمثلة على وجه اخلصـوص يف

، املؤهلة ذات التكوين واأليدي العاملة بكافة أنواعها. وليةضمان حصوهلا على املواد األالعايل واخلربة املعمقة يف كافة ااالت وباسعار وأجور منخفضة، وقد ساهم يف تكريس هذا الواقع السياسات االقتصادية واالجتماعية املتبعة يف اللدان النامية، اليت ساعدت على

، مما أدى إىل تعميـق األزمـة االقتصـادية أشكاهلازيادة وترية اهلجرة اخلارجية بكافة

.49، ص 1965وت، اتمع الصناعي، منشورات عويدات، بري: رميون آرونـ )1( ، منوذج للتعاون، ورقة مقدمة مللتقى التصـنيع عبداحلميد بن الشيخ: فرنسا والعامل الثالث، ترمجة : فيليب هيكوـ )2(

.11، ص 1983والتعاون يف حوض البحر األبيض املتوسط جبامعة قسنطينة ،


183

واالجتماعية كنتيجة لتحول تلك اتمعات إىل أسواق لتصريف املنتجـات الصـناعية ضعيفة وريوع ونشـاطات طفيليـة املستوردة من البلدان املتقدمة اعتمادا على مداخيل

ني البلدان املتقدمة لذلك فهناك من يرى حبق أن سياسة التعاون االقتصادي ب. استهالكيةإمنا تتجسد يف إطارها الطبيعي املتمثـل يف "من جهة والبلدان املتخلفة من جهة أخرى

، مبا حتمله يف ثناياها من تقنيات وأمناط استهالكية، باعتبارها ليس فقـط املساعدة الفنية جد األجنيب، وهي سياسة تستقطب عددا مـن اوسيطا للمساعدة التنموية بل وايضا للتو

عدات فنية ، اسثمارات، دعم اقتصادي، فتح م(لتعاون الربامج اليت تشمل أشكاال خمتلفة لمبا فيها من مشاريع إنتاجية وعمليات .) اخل....دورات تكوين وتدريب، مهمات اخلرباء

حمددة بذاا، وعليه فاملساعدة العامة ليست إال جمرد مظهر من مظاهر التعـاون الـذي . لشركات كنموذج للتعاون الصناعي واملنظمات غري احلكوميـة ينسحب اليوم على ا

وعلى ضوء املنطق السابق ميكـن . واملمارسني الفنيني الذين ميارسون مهامهم يف اخلارجفعالقات : تقييم السياسة الفرنسية كمثال يف ميدان التعاون من زاوية ذات أبعاد متعددة

جديد تستهدف الدفاع عن الفراكوفونية، فرنسا املندرجة ضمن إطار جغرايف استعماري منطقـة (التواجد العسكري، والبحث عن حتقيق انـدماج يف حمـيط نقـدي وتدعيم واحلفاظ على أمن فرنسا وتوفري مصادر امدادية للمواد األولية، إىل جانـب ) الفكرنك

جة وكل ذلك مع احملافظة على مصاحلها بالدر)1(لتنميةلأهداف للمساعدة والدعم املوجه وهل بعد هذا ميكن احلديث عن تنمية صناعية اعتمادا على التعـاون الـدويل . األوىل

الـذي اليقبـل إال بتقسـيم دويل ،باملفهوم السائد يف إطار النظام االقتصادي اجلديدويكون ،للمصاحل وتقسيم دويل للعمل على غرار التقسيم الدويل القدمي يف شكله اجلديد

لن لذلك التعاون هو املساعدة املوجهـة للتنميـة االقتصـادية عادة اهلدف االمسى املعاالجتماعية للبلدان النامية، واليت هي يف واقع األمر تعاون متبادل بني طرفني حتركه نوايا انسانية حسنة، كما حتركه املصاحل االقتصادية املتبادلة واليت متيل لكفة الطرف األقـوى

ان املاحنة من كسب مواقع اقتصادية متميزة يف البلدان على الدوام ، فاملساعدة متكن البلد

.4ص فرنسا والعامل الثالث، نفس املرجع السابق ، : فيليب هيكوـ )1( ومعلوم أن هذا اهلدف األخري املتمثل يف التنمية اخلارجية هو اهلدف األخري الذي اليلقى اإلهتمام إال بقدر ما خيـدم

.األهداف األخرى مبا يف ذلك األهداف غري املعلنة اخلاصة باإلبقاء على السيطرة اإلقتصادية


184

ورؤوس أمواهلا الباحثـة عـن سواء تعلق األمر بإجياد أسواق ملنتجاا املصنعة، ،املتلقيةأو تقدمي خدمات خمتلفة يف إطار املساعدة الفنيـة املتعـددة ،فرص استثمار أكثر رحبية

الرخيصة بكافة واأليدي العاملة . األوليةواألهم من ذلك ضمان متوينها باملواد . الوجوهاإلطار هذا ويف. للحافظة على مواقعها االقتصادية االستراتيجيةيف العامل درجات تأهيلها

، اليت )1(غاربية من البلدان املتقدمةتندرج املساعدة من أجل التنمية اليت بلقاها البلدان امل : لتايل خالل اجلدول ا من يف ظرف وجانب منها تظهر

المساعدة المقدمة للبلدان المغاربية من طرف البلدان المتقدمة ونسبتها : ) 15 ( جدول رقم

لعام) الوحدة مليون دوالر(إلى الناتج اإلجمالي الوطني المئویة

2000

ة مليون دوالرلوحدا

اإلستثمارات حجم المساعدة البلدان

إلى الناتج % الوطني اإلجمالي

الناتج الوطني اإلجمالي

موريطانيا المغرب تونس الجزائر

ليبيا

212 419 223 162 015

23.3 01.3 01.2 0.3 0.04

9098 3230 18583 54000 37500

151411 5.23 1031 المجموع

.ECONOMIA N° 19, PARIS , 2002, P 41 : المصدرأن كافة البلدان املغاربيـة قـد تلقـت ) 13(ويبدو هنا من خالل هذ اجلدول

يدرجان خمتلفة من حيث حجم تلك املساعدة، وتأيت املغرب يف مقدمة املساعدة ولكن مليون دوالر ولكن تأيت يف املرتبة الثانية بعد موريطانيا من حيـث 419البلدان املغاربية

مليون دوالر، لكنها 223تليها تونس بـ %1.3عدة إىل الناتج الوطين اإلمجايل نسبة املسا

وتشجيعها غلىاهلجرة ممايشكل استرتافا وهدراصارخا ابعض الكقاآتاحملليةغل الظروق الصعبة اليت تعش قيهسغالباماتـ و )1( االجنبية سقارات شركات بعثات عن طريق خمتلف قنوات االتصال الرمسية،ردالبشريةاحلية قي البلدان املتخلقةاللللمو

سم جهات خارجيـة با باهلا مرةأخرىأحياناقاخل، وذلك على مرآ ى منالسلطات الرمسية،اليت الجتد حرجا قي است .ختت غطاء التعاون مع اخلارج


185

حتتل املرتبة الثالثة بعد املغرب من حيث نسبة تلك املساعدة إىل الناتج الوطين اإلمجـايل مليون دوالر لكن هذه األخرية حتتل املرتبة األوىل مـن 212 تليها موريطانيا بـ 1.2%

وتأيت اجلزائر يف املرتبة . %23.3يت تلقتها إىل الناتج الوطين اإلمجايل حيث نسبة املساعدة ال، يف حني تتقلص نسبة املساعدة إىل الناتج الوطين إىل أقـل مليون دوالر 162 الرابعة بـ

، وحتتل ليبيا املرتبة األخرية من حيث حجم املسـاعدة %0.3من واحد باملائة وبالتحديد الناتج الـوطين من %0.04، وهي التشكل سوى والريون دمل 15اليت تلقتها من اخلارج

، والتساؤل املطروح ليس يف صغر حجم املساعدة اليت تلقتها دولتني بتـروليتني اإلمجايلذات مداخيل معتربة خاصة ليبيا مث اجلزائر كما هو واضح من اجلدول ولكن التسـاؤل

، للناتج الوطين االمجـايل ، رغم ضآلتها بالنسبةدور حول مصدر ووجهة تلك املساعدةيتج كما ميكن التساؤل حول االنعكاسات السلبية الرتفاع حجم ونسبة املساعدة إىل النا

، وبدرجة أقل بكثري يف كل من املغرب وتونس على التوايل الوطين اإلمجايل يف موريطانيان مليـو 1031كما أن احلجم اإلمجايل للمساعدة اليت تلقتها البلدان املغاربية والبالغـة

جيعل من الضروري . تقريبا من الناتج الوطين املغاريب %5.23، واليت تشكل حوايل دوالرسبل التعاون فيما بني هذه البلدان للحد من ظاهرة االعتماد املتزايد فالعمل على تكثي

على اخلارج، الذي يتم يف ظل شروط تعاون وتبادل غري متكافئ نسبيا مـع األطـراف ومن مت اخـتالف . را الختالف نوعية السلع والبضائع واخلدمات املتبادلةاخلارجية ، نظ

مردوديتها بالنسبة القتصاديات وجمتمعات تلك الدول، مما يتطلب بإحلاح من البلـدان ، بينها يف إطار االحتاد املغاريب مبنطق العصر وبشكل طوعي والتكتل فيما العملاملغاربية

من جتارب التعاون والتكامل بشكل جاد يب، واالستفادةبالتنسيق مع بلدان املشرق العر .)1(القائمة على كافة املستويات االقليمية والقارية والعاملية الناجحة

سواق وخدمات أخرى خمتلفة، أوفتح ةـ من جانب البلدان غري الصناعية تشكل تسهيالت للحصول على املواد األولي )1( ة دول 152يف حني بلغ عدد البلدان املتلقاة للمساعدة ) 53(التنمية كافة الدول اإلفريقية اجل وقد تلقت املساعدة من

دوالر، كافغنسـتان إىل 500على املستوى العاملي ومشلت البلدان الفقرية اليت يقل فيها متوسط الدخل الفردي عن دوالر، كجنوب إفريقيا، ومن أهم املاحنني للقارة اإلفريقيـة، 5000البلدان الغنية اليت يزيد الدخل الفردي فيها على

%7.6اليابان %10.9البنك العاملي ،%12.3لواليات املتحدة األمريكية ا %13مث فرنسا، %13.9جند اإلحتاد األورويب .%21.7، آخرون %2.9البنك الدويل للتنمية %3الدامنارك ،%3األراضي املنخفضة %5اململكة املتحدة %6.7املانيا

.SAMIR GHARBI : Economia, Paris, N° 19 . 2000, P 40 – 41: ـ أنظر


186

brÛbq@Z@ð…b–nÓüa@ÝßbØnÛaë@æëbÈnÜÛ@òrí†§a@pýnØnÛa@ @

يتميز العصر احلديث بتكتالت عديدة يف جمال التعاون والتكامل االقتصادي بـني وذلك ـدف . لى خمتلف املستويات احمللية واالقلمية أو القارية والدولية دول العامل، ع

دعم قوا االقتصادية على الصعيد احمللي، وتقوية مركزها على الساحة الدوليـة مـن جوانب عديدة سواء فيما يتعلق مبدى قدرا التفاوضية يف خمتلف اـاالت السياسـية

وقد ظهرت على . تنافسية هلا يف األسواق الدولية واالقتصادية، أو ضمان مكانة مرموقة )ANCONI(السوق اهلندية املشتركة :كتالت اقتصادية عديدة نذكر منهاهذا األساس ت

MARKET ANDEAN COMMON ،وتضم مخسة دول هي بوليفيا، كولومبيا، ابـريوــك ــة أبي ــيرتويال ، وجمموع APEC (ASIA- PACIFIC ECONOMIC(وف

COOPERATION دولة تنتمـي إىل 21الباسيفيك وتضم –عاون االقتصادي آلسيا التآسيا واحمليط اهلادي ، كاستراليا ونيوزيالندة وأندونيسيا وكوريـا والصـني وروسـيا

.اخل...وتايالندة وكندا والواليات املتحدة األمريكية وفيتنام 10ع دول جنوب شرق آسيا وتضم جتم) ASEANاآلسيان ( كما توجد جمموعة

بروسلي دار السالم، كولومبيا، أندونسيا، اجلمهورية الدميوقراطيـة لشـعب :يدول هة ــــوجمموع. نامتالالوس ، ماليزيا ، ميان مار، الفيليبني، سنغفورة، تايالندة، وفيا

. دولـة 13وتضـم السوق املشتركة موعة الكـاراييب ) CARICOM كاريكوم( 7االقتصادي واجلمركي لوسط إفريقيا ويضـم االحتاد ) CACEUكاسيو ( وجمموعة الكامريون، مجهورية وسط إفريقيا، وتشاد، والكونغو، وغينيـا االسـتوائية، :دول هيالسوق املشتركة لدول أمريكا الوسطى وتضم ) CACMالكاسم( وجمموعة .والغابون

ـ . دول كوستاريكا، السلفادور، غواتيماال، اهلنـدوراس، ونيكـاراغوا 5 ( ة وجمموع :دولة هـي 21السوق املشتركو لغرب وجنوب إفريقيا وتضم ) COMIESAالكوميسا

أنغوال، بوراندي، القمر، مجهورية الكونغو الدميوقراطية، جيبويت، مصر، أريتريا، اثيوبيا، كينيا، مدغشقر، ماالوي، مورتيوس، ناميبيا، رواندا، السيشل، السودان، سـوازيالند،

الكومونويلـت ) CIS(وجمموعة . نيا املتحدة ، زامبيا، زميبابوي اوعتدة، مجهورية طانزا


187

ريبيجـان، بـالروس، جورجيـا، ذارمينيـا، ا :دولة هـي 12للدول املستقلة وتضم اكيسـتان، جكازاخستان، كريجيستان، مجهورية مولـدافيا، روسـيا االحتاديـة، طا

اجلماعـة )ECOWASاالكـواس ( وجمموعـة . توكمانستان، أوكرانيا، أوزبيكستانبيني، بوركينافاسو، كـاب فـريد، :دولة هي 16االقتصادية لدول غرب إفريقيا وتضم

ساحل العاج، غامبيا، غانا، عينبابيساو، ليبرييا، مايل، موريطانيـا، النيجـر، نيجرييـا، للتجارة احلرةالتجمع األورويب) EFTAإيفاطا ( وجمموعة . السينيغال، سرياليون، طوغو

الاليـا ( وجمموعـة . بولندة، ليختشتاين، النرويج، وسويسـرا :يول هويضم أربعة دLAIA ( األرجنـتني، بوليفيـا، :دولة هي 11التجمع للتكامل األمريكي الالتيين ويضم

الربازيل، الشيلي، كولومبيا، االكوادور، املكسيك، الباراغواي، الـبريو، األورغـواي، التجارة احلرة لشمال أمريكا وتضـم ثالثـة اتفاقية) NAFTAالنافتا (جمموعة . فيرتويال( ومنظمة التعاون االقتصادي والتنميـة . كندا، املكسيك، الواليات املتحدة :دول هي

OECD ( دولة وتعترب من أهم املنظمات العاملية يف جمال التعاون والتنمية بعـد 29وتضم، وتـأيت UNIDOية منظمات األمم املتحدة خاصة منظمة االمم املتحدة للتنمية الصناع

من كوا تضم كافة البلدان الصناعية يف العامل تقريبا إلىجانب بعض OECDأمهيتها أي، ت وتكتالت اقتصادية وجتارية أخرىوهناك منظما. البلدان املتخلفة كتركيا واملكسيك

:دولـة هـي 11منظمة الدول املصدرة للنفط اليت تضم ) OPECأوبك ( مثل منظمة الكويت، ليبيا، نيجرييا، قطر، السعودية، االمارات العربيـة، دونيسيا، إيران، اجلزائر، ان

( كما توجد إىل جانبها منظمة الدول العربية املصـدرة للـنفط . 1996وفيرتويال حىت اجلزائـر، :وتضم عشرة دول عربيـة هـي 1968اليت أنشئت عام ) AOPECاألوابك

رات العربية املتحدة، قطـر، مصـر، سـوريا، السعودية، الكويت، ليبيا، العراق، االما) SACUالصاكيو( كما يوجد هناك االحتاد اجلمركي جلنوب افريقيا . البحرين، وتونس

إىل جانب . بوستوانا، ليسوتو، ناميبيا، جنوب افريقا، سوزيالندة: ويضم مخسة دول هيمن )BENELUX( )1البانلوكس ( وجود تكتالت اقتصادية أخرى ، ويعد تكتل كيان

مث تطور مع الـزمن ، 1921أهم التكتالت االقتصادية اليت ظهرت بشكل مبكر منذ عام وقد اعترب كأول ظاهرة حلركة التعاون والتكامل االقتصادي االقليمي الدويل نشأت بعد )1( – KESTENS PAUL : Benelux Universalis, V6, Paris, 2002, P 2.


188

احلرب العاملية األوىل وضعت قواعد لتسيري التجارة والنقد واالبتعاد عن الفوضى يف جمال ، وعلى خطى هذه النواة األوىل للتكتل االقتصادي األورويب املبكـر )1(وليةالتجارة الد

أقيم جتمع أوسع موعة بلدان أوروبا الغربية اليت أدركت بعمق أمهية التقـارب عـرب التعاون والتكامل االقتصادي فيما بينها، مستفيدة من املاضي مبتعدة عـن الصـراعات

املطروحـة أوىل مث التكتل يف مواجهة القضايا االساسية العرقية احمللية واالقليمية كمرحلةالداخل وتوحيد تصورها وموقفها إزاء التحديات اخلارجية، هذه اجلماعة الـيت عليها يف

) Robert Schmanروبريشومان ( بعد إعالن )2(1950استرعت االهتمام األول مرة عام ، وذلك 80-70يعها خالل سنوات رئيس اللجنة املؤسسة للجماعة األوروبية اليت مت توس

، إلة دخول األوراق والقطع النقدية جمال التطبيق، ممـا 1993إلقامة السوق الواحدة عام وفـتح 2002يف األول مـن جـانفي يعين حتقيق أحد أهم أهداف اجلماعة األوروبيـة

( دة والشرقية وهكذا فقد كان توقيع معاه)3(ركزيةمفاوضات االحتاد مع بلدان أوروبا املاالحتاد األورويب ابتداءا مـن حتوال نوعيا هاما يف تاريخ ) MAASTRICHTماستريتش

عمل لصاحل اموعة األوروبية، وحيمـل ال، حيث كرس االحتاد األورويب 1993جانفي أيضا سياسات جديدة وأشكاال أخرى للتعاون وكان يهدف على اخلصوص إىل حتقيـق

:ما يلي .ادي واجتماعي متوازن ومتنيحتقيق تقدم اقتص : أوال .حتديد تصور أورويب للوضع العاملي : ثانيا .) املوطنة األوروبية( دعم محاية حقوق املواطنني للدول األعضاء : ثالثا .تطوير التعاون يف جمال القضاء والشؤون الداخلية : رابعا

فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، اللوكسـمبورغ، : أعضاء مؤسسني هم 7عضوا منهم 15األوروبية من موعة وتتكون اـ )1(

الدامنارك، إسبانيا، فينلندا ، اليونان، إيرالندة، الربتغال، اململكـة النمسا،: األراضي املنخفضة، ومثانية مؤسسني هم .20/7/1987املتحدة، وهناك دوال أخرى قدمت طلبات لإلنظمام إليها، ومنها املغرب بتاريخ

.DOMINIQUE ET M.FERMY : Quidmonde, Paris, 1997, P 1038: ـ أنظر

ـ و )2()3( – www.http : // www.L'union Europeen ( Histoire ) . Com .

.2002وحىت 1946ميكن تتبع كافة مراحل تطور اإلحتاد األورويب منذ حيث


189

.)1(احملافظة على التكامل كمسب وتطويره بني أعضاء اجلماعة : خامساحبد ذاته يعد قوة هامة، ليس فقط بالنسبة للجماعة األوروبية، " االحتاد"فإذا كان

ولكن لكل اجلماعات البشرية، فإن مبدأ التعاون من أجل التقدم االقتصادي واالجتماعي اعترب مبدءا أساسيا إىل جانب تعميمه على كافة ااالت احليوية ذات االهتمام املشترك

خاصـة يف اـال -رب هذا االحتاد األورويب رمزا للتعاون والتكامـل ويعت. فيما بينهاالناجح الذي مت على مراحل خمططة منذ انطالقته وحىت اليوم، مما يعطـي -االقتصادي

الفرصة للبلدان املغاربية لالستفادة من هذه التجربة مبا خيدم مصاحلها العليا، باتباع سبل والتجاري تصادي االجتماعي، خاصة يف اال الصناعيعديدة منها، التعاون الفعال االق

وكل ما يرتبط ما، بشكل حيقق مصلحة كافة األطراف، وليس طرفا واحدا باستغالل وإذا كان التعاون املتكافئ بكافة أبعاده يتمثل يف االحتاد . خر آلمواطن ضعف الطرف ا

اون غري متكـافئ جنـده يف األورويب منذ انطالقته وحىت اآلن، فإن الشكل اآلخر للتعمن جهة القائمة بني الدول الصناعية من جهة والدول غري الصناعيةالعالقات االقتصادية

أخرى ïİìnßë‰ëþa@ð…b–nÓüa@æëbÈnÛa@ @

ويف هذا اال جند شكل التعاون القائم بني بلدان ضفيت البحر األبيض املتوسـط صوص يف أمن واسـتقرار ورفاهيـة حيث جتمع بينهما مصاحل مشتركة تتمثل على اخل

غرايف بعدا استراتيجيا هلذا التعاون يف ظاهر األمر، نظرا ألمهية املنطقة مما يعطي للعامل اجلاملسافة أو القرب يف العالقات االقتصادية الدولية، لذلك اقتنعت الدول ااورة للبحـر

دي لتقسيم العمل الدويل األبيض املتوسط بضرورة التعاون ليس على أساس اإلطار التقليقبل احلرب العاملية األوىل وما تالها بعد استقالل دول املغرب العريب، الذي كان سائدا

وهـي اتفاقيـات . )2(اليت وجدت صعوبة يف التعاون االقتصادي مع اموعة األوروبيةمث جددت 1969، وقعت مع املغرب وتونس عام )3(ختضع ملا يسمى بالنموذج املتوسطي

)1( – MAASTRICHT : Univesalis. Verson 6 , Paris, 2001.

.285 – 49، ص 1982اإلقتصاد العريب واموعة األوروبية، دار احلداثة، بريوت، : فتح اهللا ولعلوـ )2(ـ هو منوذج للتعاون بني اموعة األوروبية والبلدان املتوسطية األخرى، كاجلزائر، تونس، املغرب، مصـر، سـوريا، )3(

.إخل... وغسالفيا لبنان، األردن، تركيا، مالطا، قربص ، ي


190

وقعت اجلزائر اتفاقية شراكة أوىل مع اموعة 1976، ويف نفس السنة أي عام 1976ام ع :)1(األوروبية ويضم منوذج التعاون املتوسطي املذكور ثالث وجهات

اليت تتعلق بالصادرات الزراعية والصناعية املصدرة من طـرف : الواجهة التجارية - .هذه األقطار إىل اموعة األوروبية

.اليت حتدد االمدادات املالية للمجموعة األوروبية حنو هذه األقطار: هة املاليةالواج -املتعلقة بالعالقات التكنولوجية والعلمية واالقتصـادية : الواجهة التقنية االقتصادية -

إىل جانب الواجهة اخلاصة بالبلدان املغاربية واملتعلقة باليد العاملـة . بني اجلانبني .إىل أوروبااملغربية املهاجرة

ونظرا لعدم رضا األطراف الفاعلة يف هذا التعاون ، وحماولة جين األرباح بـدون استثمار فعلي لعوامل اإلنتاج ، ملصلحة كافة األطراف فإنه مل تتحقق النتائج املرجوة من قبل األقطار املغاربية، اليت تعاملت يف هذا اال بشكل انفرادي بدون تنسيق يذكر فيما

، بعكس بلدان اموعة األوروبية اليت كانت تتعامل يف إطار موحد اجتاه األطراف بينهالذلك كان البد من كسر الركود الذي عرفته سياسـة . اخلارجية ومنها البلدان املغاربية

التعاون االقتصادي بالشكل الذي سارت به منذ انطالقتها، وحىت جاءت الفرصة املناسبة املتوسطية اجلنوبية اجتاه جمموعة البلدان املتوسطية الشمالية يف ح انشغاالت اموعةلطر

بلد من جنـوب البحـر 12اليت مجعت 1995نوفمرب 28و 27اسبانيا يومي ـ برشلونةهنا منها ثالث بلدان مغاربية فقط، األمر الذي الينسجم مع وحدة )2(األبيض املتوسط

ان العربية اليت تشكل أغلبية بلدان الضفة هذه البلدان، كما أنه الينسجم مع وحدة البلداجلنوبية للمتوسط وذلك بإدخال اسرائيل ضمن هذه اموعة من قبل البلدان األوروبية رغم علمها مبا متثله هذه الدولة لدى البلدان العربية كرمز وواقع للعدوان واخلطر الدائم

.50اإلقتصاد العريب واموعة األوروبية، مرجع سبق ذكره ، ص : فتح اهللا ولعلوـ )1(اجلزائر ، تونس، مصر، األردن، سوريا، فلسطني احملتلة ممثلة يف تل أبيب، وغزة، لبنان، مالطـا، : ـ هذه البلدان هي )2(

ا إلعتبارات إقتصادية وسياسية، كما غابت موريطانيـا إلعتبـارات وغابت ليبيا عن هذا اللقاء رمب. قربص، تركيا .جغرافية


191

الرغم مـن حماولـة الطـرف على ،)1(الذي يهدد استقرار املنطقة اقتصاديا واجتماعيااهلادف إىل ) BEI(ورويب لالستثمار ألاألورويب إظهارها بعكس ذلك مبناسبة قيام البنك ا

ت ـوكان 2002ماي 16 ـ 15 تقوية التعاوت األرومتوسطي الذي تقرر يف برشلونة يف ، %17.3مصـر : مسامهة بلدان جنوب املتوسط يف البنك األورويب لالستثمار كالتـايل

، األردن %5.0، لبنـان %5.4، قـربص %16.4، اجلزائر %16.8املغرب ،%16.8ا تركيوهكذا يتضـح أن . %0.4، مالطا%0.5، اسرائيل %2.2غزة ،%2.4، سوريا 4.6%

حصة اسرائيل يف البنك األورويب لالستثمار من أقل املسامهات، حىت ال تتهم مبحاولـة معها بشكل مباشر، لذلك تسعى دول السيطرة على دول املنطقة، وتواجه برفض التعاون

االحتاد األورويب واملؤسسات الدولية التابعة ألمم املتحدة إىل إقامة عالقة غـري مباشـرة جتعل من اسرائيل طرفا يف العالقات االقتصادية املتبادلة بني دول املنطقة، لقد استثمر هذا

اإلثين عشر للضفة اجلنوبية مليار أورو يف اقتصاديات 1.5تقريبا 2001عام ) BEI(البنك ، وقد عمل هذا البنك منذ إنشائه على تقوية التعاون 1992مليون أورو عام 329مقابل

االقتصادي املتوسطي، وجاء استجابة لقرارات رؤساء الدول واحلكومات األوروبيـة يف ت يف برشلونة حيث دعو البنك إىل وضع آليا 2002مارس 16ـ 15اجتماعهم املنعقد يف

:، واليت من شأا العمل على طيدعم االستثمار األرومتوس .حتقيق أكثر سرعة لسياسات املساعدة املوجهة لبلدان الشراكة املتوسطية -مليار أورو 2مليار أورو إىل 1.5زيادة املساعدة املالية لبنك االستثمار األورويب من -

.باجتاه دول املنطقة

وحتقيقا لرائـد احلركـة الصـهيونية 1917نوفمرب 2طر ظل قائما منذ إقامة إسرائيل حتقيقا لوعد بلفور يف خلـ هذا ا )1(

كما أا تقف حجر عثرة أمام ". يهودية لدولة الا: " حتت عنوان 1896ري هرتزل الذي ألف كتابا عام الصحفي اخرى يف جنوب األادية مقارنة مع األطراف ملقتصادي األورومتوسطي بالنظر حلجمها الدميغرايف ومواردها ااإلتعاون لا

.املتوسط :ـ أنظر يف هذا اخلصوص

- Problemes Economique le Partenariat Euro – Mediterraneen ( df ) N° 2686, Nov, Paris, 2000, P 1.


192

، وحترير اقتصاديات الدول األعضاء مع األخذ يف طاع اخلاصقتقدمي الدعم لتنمية ال - .)1(2010االعتبار االحتاد اجلمركي الذي سيقام يف آفاق

خاصة مضـاعفة التمويـل (ات توسيع األدوات املتاحة للتنمية املوجهة للمؤسس -مليون أورو للفترة 100والبالغ حوايل ) en Capital - Risque) ( جمازف ـ برأمسال .2003-2001مابني

.مضاعفة الوسائل اخلاصة باملساعدة التقنية للمشاريع االقتصادية -تقوية التعاون بني البنك واللجنة لتحسني التعاون بني قروض البنك واملسـاعدات -

.) MEDAميدا (املالية املندرجة حتت عنوان برامج .نيوأخريا إنشاء جملس رقابة مشترك بني البلدان املتوسطية وشركائهم األوروبي -

غري أن هذه األهداف مل تتحقق كما كان منتظرا هلـا يف الوقـت املناسـب ، من وعود مل يـوف ـا " مل تتحقق الشراكة بشكل مرض ملا أعلن يف برشلونة "حيث

مليار أورو إىل دول أوروبا املركزيـة 40الطرف األورويب بل من املتوقع حتويل حوايل كبري حنو هذه الدول على حساب البلـدان والمما يشكل حت )2(2006والشرقية حىت عام

املتوسطية واملغاربية على وجه اخلصوص فعلى الرغم من أمهيتها االقتصـادية ألوروبـا أورو ، ومع ذلك مل حتصل بالفعل مليون 1494.4الغربية مل تتجاوز حصتها املوعودة ا

) La Zleem( إلقامة منطقة حرة للمبادالت األوروبيـة املتوسـطية يف برشلونة 1995ذي حد عام لوهو التاريخ اـ )1( 4.685خصص له Medaوضع هلذا الغرض برنامج أول حتت إسم وقد . ستقرار واألمناإلباعتبارها فضاءا للسالم و

الثاين Midaوينتظر أن يتضاعف املبلغ يف برنامج ميدا . مليار أورو 1.278غاربية مليار أورو، وكانت حصة البلدان امل، ويتعلق األمر باملاء، النقل، الطاقة، اإلعـالم اآليل، التربيـة، 2006 – 2000مليار أورو يف الفترة ما بني 5.350إىل

.ولكنه حلد اآلن ال املؤسسات وال الناس مستعدون لذلك ؟ ذا اخلصوص أنظر:

- GEAN CLAUDE GRENIER : La Cooperation Euromd Economia, N° 19, Paris, 2002, P 60 – 61.

.مليار أورو املذكورة أعاله 5.350ـ وهو مبلغ يفوق بكثري حصة البلدان املتوسطية لنفس الفترة، والبالغة )2( .GEAN CLAUDE GRENIER : Op Cit , P 60 - : ـ أنظر تقوية احلوار السياسي، : ، وهي 1995نوفمرب 28 – 27فقد وضع ثالثة أهداف تنفذ تباعا يف ندوة برشلونة بتاريخ

، لكنها يف الواقع بقيت جمرد وعود وتطوير التعاون اإلقتصادي واملايل، وأخريا الشراكة اإلجتماعية والثقافية واإلنسانية .دون تنفيذ


193

ي الفترة ما بني الذي يغط MEDAمليون أورو، وذلك ضمن برنامج ميدا 381إال على :كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايل 1995/2000

یبين ما وعد به االتحاد األوروبي وما وفى ) MEDA) (ميدا( برنامج: ) 16 ( جدول رقم

به

2000 -1995للفترة

ة مليون أورولوحدا

% المغرب % تونس % الجزائر عداتحجم المسا

التعهد الدفع الفعلي

194.2 30.4

100 15.6

503.6 183.9

100 36.5

796.6 166.8

100 20.9

.ECONOMIA N° 19/ MAI, PARIS , 2002, P 60 - 61 : المصدرحيث مل تتجاوز نسبة الدفع مما يعين أن هذا الربنامج مل ينفذ كما كان خمططا له

يعين اقتصـار هـذا كما،يف املغرب %20.9، ويف تونس %36.5يف اجلزائر، و 30.6%تنفذ إال مـن خـالل التعاون من طرف اجلانب األورويب يف الواقع على جمرد وعود ال

ا يدخل يف ، منها ما يعلن عنها كتحقيق النجاعة االقتصادية وحتقيق الدميقراطية ممشروط، ومنها ما ال يعلن عنها وهي أمور تتعلق كـذلك بالتـدخل يف السيادة الوطنيةنطاق

صدق وفعالية التعاون االقتصادي بـني كافـة الشؤون الداخلية لتلك الدول وحيد من األطراف يف منطقة البحر األبيض املتوسط، وذلك نظرا ملا يربطها فضـال عـن اـال

ن ادراكها من خالل حجم املبادالت التجارية اجلغرايف من عالقات اقتصادية وطيدة ميك :اليت ميثلها اجلدول التايل

الصادرات والواردات من الحصة النسبية لالتحاد األوروبي : ) 17 ( جدول رقم


194

)1(المغاربية

%: ة لوحدا

السنوات البلدان

الـــــــــــــــواردات الصـــــــــــادرات

1992 1995 2000 1992 1995 2000 الجزائر تونس المغرب ليبيا

مويطانيا

97.1 65.9 72.4

- -

81.3 59.4 66.9

- -

89.2 50.9 64.0

- -

66.5 36.4 45.6

- -

51.2 41.8 49.6

- -

54.5 38.9 47.4

- -

RAPPORT FEMISE PC – TAS INTERNATIONAL TRAD CENTER : المصدرUNCTAD / W.T.O – CALCUL DE LA MEDITERRANEE, 2000. P 109.

املذكور أعاله أن اجلزائـر تـأيت يف ) 15( وهكذا يتضح من خالل اجلدول رقماملرتبة األوىل من الناحية التجارية سواء تعلق األمر بالصادرات أو الواردات مقارنة مـع

ما تعترب ، وعموب يف املرتبة الثانية تليها تونسالبلدان املغاربية األخرى يف حني يأيت املغرهذه النسب اخلاصة بالعالقات التجارية عن مدى أمهيتها لكا مـن الطـرف األورويب واملغاريب على السواء، مما يقتضي العمل على حتقيق مصاحل كافة األطراف وصـوال إىل تعاون وتبادل متكافئ يف كافة ااالت االقتصادية األخرى، على أساس أن حتقيق ذلك

قي لتحقيق مصلحة منطقة البحر األبيض املتوسط ومصـلحة كافـة بعد مبثابة دافع حقيمما يعين ضرورة أخذ التزامات وارتباطات بلدان املنطقـة مـع . األطراف املرتبطة معها

شركائها األساسيني اآلخرين ، وعلى البلدان املغاربية أن تعمل علـى توحيـد قوـا واالقتصـادية واالجتماعيـة، إىل التفاوضية االقتصادية وأن تستمر خصائصها اجلغرافية

من أجل ضمان مكانة مرموقة بني بلـدان البحـر . املتعددة األطرافجانب انتماءاا على حتسني ألوضاعها االقتصادية واالجتماعية وأن تعمل يف هذا اإلطاراألبيض املتوسط

مـن . أمسىعلى اعتبار أن التعاون يف اال التكنولوجي والصناعي يعد هدفا استراتيجيا فقد كان مطلوبا . شأنه أن ينعكس بشكل إجيايب مع كافة القطاعات االقتصادية األخرى

)1( – SALAH MOUHOBI : Sous Develeppement et Travesions Financier du Monde Arabe, O.P.U, Alger, P

251.


195

من االحتاد األورويب تقدمي مسامهة معتربة على صعيد إعلدة اهليكلة الصناعية واسـتغالل الوسائل املمكنة من أجل حتقيق التعاون الصناعي يف إطار مبادئ عامـة تليهـا وضـع

اون الصناعي تكون هي األخرى يف إطار أمشـل التفاقيـات الشـراكة استراتيجية للتع .)1(ةياألورومتوسط

مكمال ملا جاء يف ندوة 21/5/1996وقدجاء إعالن الندوة الوزارية يف بروكسل يف معمقا ملظاهر الشراكة وحتقيق املنافسة والتحديث للنسيج الصناعي لبلدان 1995برشلونة

، وكان اهلدف األساسي هو املسامهة يف جتنيد املؤسسات جنوب البحر األبيض املتوسطمن أجل زيادة االستثمارات املباشرة وحتويل التكنولوجيا بني الضفتني الشريكتني ملصلحة

لقد أدت سلسلة من الندوات اليت تلت ندوة برشلونة اخلاصـة . تطوير القطاع الصناعي : )2(بتشجيع التعاون يف جماالت عديدة خاصة إىل مايلي

.املالءمة الصناعية للمبادالت الدولية، وبروز جمتمع االعالم -للتحديث وإعادة هيكلة املؤسسات القائمة خاصة العامة مبا وضع اإلطار واالعداد -

.فيها اخلوصصة فيما يتعلق بالشهادة العصـرنة الختبـارات استخدام املقاييس األوروبية والدولية -

.النوعية ومقاييس ) Conformite املطابقة (وقد اعترب حتقيق ذلك مبثابة خطوة أوىل تفضى يف النهاية إىل ادماج اقتصـاديات

اقتصادية تسمح حبركة انسيابية للسلع ورؤوس ملتوسطية واألوروبية، يف منظومة البلدان ااألموال واألشخاص باالنتقال بني هذه البلدان دون عوائق مباشرة بغض النظر عن طبيعة )1( – Ue. Document de Travail des Services de la Commission. La Politique de Cooperation Industrielle de

L'union Europeenne Avec Les Pays du Bassin Mediterraneen, 2002 , P. 1 – 33. 21 – 20توسطني يف بروكسال بتـاريخ ملشركاء الحتاد األورويب وااإلناعة لبلدان لصـ لقد جاء ذلك يف ندوة وزارة ا )2(

فراء دول الشراكة املتوسطيون لسلة من اإلجتماعات التحضريية، من بينها إجتماع سدعم ذلك بسكما . 1996ماي ، ولقاء بني اإلحتاديات الصـناعية 2/5/1996واملدراء العامون لوزارات الصناعة لتلك البلدان، الواقع يف تونس بتاريخ

، وكان اهلدف األساسي للنمدوة الوزارية الروع يف بناء نظام 1996ماي 14 – 13األورو متوسطية يف مالطا بتاريخ ت قادر على مواكبة العصرنة والنمية الناعية مع جتسيد أسلوب يسمح بإقامـة منطقـة للتنميـة متماسك لألولويا

.املشتركة


196

ركة لكافة األطراف املتعاونة أو املتبادلة وحتت أي شـروط، فـاألمر وجدوى هذه احليتوقف على مدى القدرة التنافسية والتفاوضية اليت تتمتع ا خمتلف الدول اليت تدخل يف

ة بالتوقيع عليها برشلونة، ومسحت ألربع دول متوسطيإطار الشراكة اليت مهد هلا مسار وأخريا املغرب وقد كانت تونس من بني لفلسطينية هي تونس مث اسرائيل، مث السلطة ا:

حتاد األورويب والتزمـا البلدان املغاربية واملتوسطية األوىل اليت وقعت اتفاق شراكة مع اال، وهو االلتزام نفسه الذي طبق يف مرحلة 2010معا بإنشاء منطقة للتجارة احلرة يف آفاق

أما ليبيـا فقـد . ني هذا األخري واجلزائر واالحتاد األورويب، مث ب )1(الحقة بني املغرببسبب سياستها التحررية . أبعدت من مسار برشلونة يف إطار احلصار االقتصادي عليها

حىت ولو اسـتخدمت دريعـة . للكيان الصهيوين يف املنطقة ، خاصة سياستها املناهضة أصدر يف وقـت لكن االحتاد األورويب. )2(كمربر لتلك املقاطعة" Lockerbieلوكرييب "

، مما يعين أن )3(إعالن يرحب فيه بانضمامها إىل مسار برشلونة 1999أفريل 1الحق يف التنسيق والتضامن بني البلدان املغاربية حول القضايا الدولية اليت تواجهها على صـعيد

بلدان االحتاد األورويب واموعات الدوليـة الواقع معدوما تقريبا، بعكس ما جيري بني خرى اليت تتعامل معه يف إطار تكتالت اقتصادية اقليمية أو مهنية مما حيد مـن أمهيـة األ

الفوائد اليت ميكن أن تتجنبها البلدان املغاربية من تعاوا االقتصادي مع االحتاد األورويب رغم أمهية العالقات االقتصادية التجارية خاصة، اليت تقوم بينهما كما يتضح لنـا مـن

: التايل خالل اجلدول

، أما املغـرب 1998وبدأ العمل ا يف مارس 1995ـ مت توقيع إتفاقية الشراكة بني اإلحتاد األورويب وتونس يف جويلية )1( ، أما اجلزائر فقد وقعت إتفاقية الشراكة مع اإلحتاد األورويب يف 2000فقد وقع اإلتفاقية مع اإلحتاد األورويب يف مارس

.2/4/2002فالنسيا بتاريخ The Eu External Relations Th eu's Relations With: انظر

قبل الواليات املتحدة األمريكية وبريطانيا مث األمم املتحدة على إثر إنفجار الطـائرة ـ لقد فرض حصار على ليبيا من )2( .21/12/1988بربيطانيا بتاريخ Ecosseفوق لوكريب مبنطقة ايكوس ) Pan amبان أم ( األمريكية التابعة لشركة

ة الوزارية، باشتوت جارد كضيف مالحـظ، ـ نظرا ألمهية ليبيا فقد اضطر االحتاد األورويب الستدعائها حلضور الندو )3(مث فتح اال أمام انضمام ليبيـا 2000مارس 26 – 25وبعد زيارة الثالثية األوروبية برئاسة فرنسا اىل طرابلس يومي

.اىل مسار برشلونة والشراكة األوروبية . http. www.the Eu's External Relations With Libia: أنظر


197

الصادرات والواردات المغاربية إلى ومن االتحاد األوروبي: ) 16 ( جدول رقم

%: ة لوحدا

لسنواتا البلدان

إلى اإلتحاد األوروبي الواردات من اإلتحاد األوروبي الصادرات

1990 % 1994 % 1995 % 1990 % 1994 % 1995 %

الجزائر تونس المغرب ليبيا

مويطانيا

6263

3754

4514

-

-

14.8

8.9

10.7

-

-

5491

4488

5205

-

-

10.5

8.6

10.0

-

-

6002

5398

5942

-

-

9.5

8.6

9.4

-

-

8784

2844

3854

-

-

26.1

8.5

11.5

-

-

6967

3613

4410

-

-

19.1

9.9

12.1

-

-

7592

4445

5308

-

-

17.5

10.3

12.3

-

-

البلدان المغاربية

- - - - 19242 27.5 - - - - 17345 40.1

The Europeanunion's Policy of Industrial Cooperation With Countries : المصدرOf Mediterranean ( Medea).be Eurstat ( 1906. Un World Investment Report 1995. The Economist Intelligence Unit, Country Report, 1996.

واالحتاد التجارية بني البلدان املغاربية مدى أمهية حجم املبادالت الذي يوضح لنا األورويب خاصة إذا نظرنا إليها على مستوى هذه البلدان جمتمعة، حيث بلغت الواردات

وهي متثـل بـذلك 1995وحدة نقدية أوروبية عام 1942املغاربية إىل االحتاد األورويب وحـدة 17345ادرات لنفس السنة فقد بلغت أما الص. من الصادرات املتوسطية 27.5%

من الصادرات املتوسطية إىل االحتاد األورويب، مما %40.1نقدية أوروبية وهذا املبلغ ميثل يدل على أمهية البلدان املغاربية يف تكتلها من جهة، وضعفها يف تفرقها من جهة أخرى

ة عالقة أو تعاون اقتصـادي وهو ما ينعكس إجيابيا أو سلبيا عليها يف حال دخوهلا يف أي. مع أطراف خارجية ، ذلك يتوقف على شكل دخوهلا يف التعاون منفردة أو جمتمعـة

ميكنها أن تستفيد حقيقة من التعاون األورومتوسـطي وحتقـق ويف هذه احلالة األخرية مبا . أهدافه مبا خيدم مصلحتها بالدرجة األوىل إىل جانب مصلحة كافة األطراف األخرى

ذلك خلق اإلطار القانوين واإلداري املستقر واالنسـجام مـع أهـداف الشـراكة يف اليت يعتربوا شرطا أساسيا للتحديث ، وإعادة اهليكلـة وخوصصـة : االورومتوسطية


198

وحتقيق االسـتخدام املعمـم . بعض الصناعات اليت تدعم االستثمارات يف هذه املنطقة لق بأنظمة املطابقة، وشهادة املنشأ ونوعية املنتجات واملقاييس الدولية واألوروبية اليت تتع

وكذلك حتسني ثقافة املؤسسة والتكوين املهين الصـناعي . ، مبا يف ذلك املقاييس البيئية )PTNI (وكذلك خلق وحتـديث املنـاطق . وحتسني هياكل اجلمعيات املمثلة للمقاولني

سسات دف حتقيـق حـافز الصناعية، وتنمية مراكز اخلدمات املتخصصة من أجل املؤغري أن ذلك يبقى جمرد وعود وأهداف قد التتحقق يف ظل تبعية وتركيـز . )1(صناعي

التعاون التجاري املغاريب على دول االحتاد األورويب اليت مل ترق مسـامهتها يف التنميـة وتقـع . )2(املغاربية إىل مستوى تلك العالقة القائمة لصاحل الطرف األقوى حلـد اآلن

سؤولية يف هذا اال على البلدان املغاربية اليت مل تستغل اخلصائص االستراتيجية املميزة املهلا يف عالقاا الدولية على غرار ما جيري بني البلدان األوروبية والعامل اخلارجي، حيث

ه كافة القضايا االقليمية والدولية اليت تواجههـا اال تألو جهدا يف التنسيق فيما بينها اجتاملغريب االسـباين اعائها أو يتعلق جبميع األعضاء كالرتسواء كان ذلك يتعلق بأحد أعض

أدت إىل احنياز ووقوف االحتاد األورويب إىل وما جره من تداعيات )3(ليلى حول جزيرةجانب اسبانيا ضد املغرب بشكل بارز ومفاجئ دون مراعاة مكانته يف جمـال التعـاون

قي يف معظم األحيان جمرد أهـداف مل تتحقـق بالشـكل الذي ب. )4(األورومتوسطي )1( – Ue. Document de Travail des Services , Op Cit , P. 3.

)2( – L. BLIN et P.PARISOT : Les Relation entre La Cee et Les Pays du Maghreb, Paris, 1990, P 64 – 71. - Human : Development Report ( FMI) Newyork 2001. - Un Report About World Investment New York, 1995.

ـ إا واحدة من اجلزر واملدن اليت بقيت حتت اإلحتالل واإلنتداب اإلسباين للمغرب واستقالل املغرب عن فرنسا منذ )3(، حيث وقف اإلحتاد األورويب 2002، اليت أنزلت املغرب ا بضعة جنود لتأكيد سيادا عليها يف شهر نوفمرب 1956

ووضع ملف التبادل التجاري الزراعي علـى الطاولـة " إنتهاك لسيادة إسبانيا " كله إىل جانب إسبانيا معتربا ذلك ريب بطريقة غري شرعية عرب البوابة الساحلية، كما إستثمرت اآالف الشباب املغ هججرة للضغط على املغرب، مستغلة

لم مبوجبه أراضي الصحراء الغربية مقابل إحتفاظ إسبانيا املـدن إسبانيا اإلتفاق الذي مت بينها وبني املغرب الذي إستاملغربية على ضفة البحر املتوسط مشاال، واليت من بينها سبة ومليلة وجزر أخرى صغرية تقع قبالة السواحل املغربية من

يصفوف وفق أولويـات بلدان املغاربية وخاصة املعنيني باالمر مباشرةدعم الهلذا كلهكان أحرى بال.بينها جزيرة ليلى .كافة احلدود اجلغرافية والسياسيةوالقتصادية الديتزول فيه بالفعل. املغاريب ا دموضوعية لبناء وتقوية االحت

).الصراع على جزيرة ليلى ( جملة العصر اإللكترونية، منتدى العصر : ـ انظر ذا الصدد http : // 152.160.23.131/Alasr 2002/7113, P 1 – 4.

)4( – File : // A : \ Association Union Europeenne – Maroc. Htm. Et Voire L'integralte de L'artticle Dans Le Site " Ecropa. Eu . int ".


199

) UNIDO(وعلى العكس من ذلك جند منظمة األمم املتحدة للتنمية الصناعية . املطلوب اليت جسدت امسها يف مشاريع ملموسة للتعاون يف جمال التنمية الصناعية يف بلدان عديدة

حوايل 1990/2000الفترة ما بني حيث بلغت يف اجلزائر يف ،من بينها بلدان املغرب العريبدوالر أمريكي، كما بلغت يف تونس يف نفـس 19212311مشروعا بقيمة تقدر بـ 64

دوالر يف حني بلغ عدد املشاريع يف 4171617مشروعا بقيمة امجالية تقدربـ 39الفترة 8دوالر ، وبلغت يف موريطانيـا 3347515مشروعا بقيمة امجالية تقدربـ 32املغرب

مشروعا بقيمـة امجاليـة 14دوالر أما ليبيا فبلغ عدد املشاريع 1465038مشاريع بقيمة )UNIDO) (اليونيد(ومن هنا يتضح لنا أن هذه املنظمة . )1(دوالر 38607846تقدربـ

قد لعبت دورا هاما ليس بينها وبني البلدان املغاربية فحسب بل على صـعيد التعـاون التنمية الصناعية أيضا آخذة بعني االعتبار املعيار االقتصـادي االقتصادي الدويل يف جمال

تقوم مبشاريع فضال على ذلك -ليونيدو –وهي . يف حتقيق هذا التعاون بالدرجة األوىل عديدة يف إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية تتعلق بتدريب منظمـي األعمـال الصـغرية

نتاج والتوسع يف نشاطهم التجاري اإل سنيواملتوسطة على كيفية إضافة قيمة لعملهم وحتوهي يف األساس تقوم بتشييع التنمية الصناعية املسـتدامة يف البلـدان . وتوليد األرباح

ركة للحكومات والقطاع اخلـاص النامية أو املارة مبرحلة انتقالية ، وتسخر القوى املشتصـناعية إقامة شركات على ع اإلنتاج الصناعي القادر على املنافسة ، كما تعمللتشجي

أما هدفها النهائي فيتمثل . دولية، وتشيع التنمية الصناعية املصنفة اجتماعيا والسليمة بيئياضل للناس بارساء قاعدة صناعية للرخاء والقوة االقتصادية على املـدى د حياة أفيف إجياالقتصادي جنـد ومن املنظمات االقليمية الناجحة يف جمال التعاون والتكامل ا. )2(الطويل

الذي يعد من خالل مسـريته )3(على الصعيد العريب جملس التعاون لدول اخلليج العربيةالقصرية منوذجا للتعاون االقليمي العريب الناجح ميكن أن يقتدي يه إىل جانب التجارب )1( – Udnido Reference Informtion . Comp1 Eted, Unido Projects.

Website : htt://www.Unido.org /فينـا النمســــا A – 1400الصناعية ـ انظر منظمة األمم املتحدة للتنمية )2( .2000األمم املتحدة قسم تكنولوجيا املعلومات، إدارة شؤون اإلعالم

، على إثر إجتماع قادة كل مـن دولـة 1981ماي 25ـ جملس التعاون لدول اخلليج العربية مت إقامته يف أبو ظيب يف )3(املتحدة ودولة البحرين، واململكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويـت، اإلمارات العربية

حيث وصلوا إىل صيغة تعاون تضم الدول الستة املذكورة


200

الناجحة األخرى من قبل احتاد املغرب العريب، حيث متكن هذا الس حلد اآلن من السري النهج الذي خطه، واهلادف على وجه اخلصوص إىل حتقيـق التنسـيق والتكامـل على

وقد نال التعاون يف اـال . وصوال إىل وحدا )1(والترابط بني دوله يف مجيع امليادينالصناعي اهتماما خاصا متثل على اخلصوص يف تنسـيق النشـاط الصـناعي ووضـع

ول الصناعي للدول األعضاء علـى أسـاس السياسات واقتراح الوسائل املؤدية إىل التحتكاملي، وذلك من خالل توحيد تشريعاا ونظمها الصناعية وتوزيع الصناعة على رقعة الدول األعضاء بتشجيع إقامة الصناعات املكملة للمجموعات األساسـية، موزعـة يف

ويف هذا السياق أقرت دول جملـس التعـاون . الدول األعضاء حسب املميزات النسبيةوذلك دف حتقيق تنمية صناعية على . استراتيجية موحدة للتنمية الصناعية لدول الس

ومنذ نشأة االحتـاد . أسس تكاملية وزيادة مسامهة القطاع الصناعي يف الدخل القوميـ أعفت ـ 1981أعفت االتفاقية االقتصادية املوحدة املوقعة عام املنتجات الصـناعية ـ

الدول األعضاء من الرسوم اجلمركية والرسوم ذات األثر املماثـل املنشأ الوطين يفذات جملس التعاون اخلليجي قد وبذلك تكون دول . )2(وفق شروط تأهيل املنشآت الصناعية

سس النظرية للتنسيق والتكامل يف جمال التنمية االقتصادية عامـة والتنميـة وضعت األوسط ، ولكن كذلك علـى املـدى الصناعية خاصة، ليس فقط يف املدى القصري واملت

وذلك من خالل إقرار دول الس الستراتيجية موحدة للتنمية الصناعية لتشمل . البعيدونذكر فيما يلي أهم األهـداف املوحـدة لتلـك . )3(كافة الدول األعضاء يف الس : االستراتيجية املتمثلة خاصة يف

تناسب مع املي ومتوازن مبا يدفع عجلة التصنيع يف كل دول الس على أساس تك .1 .امكانيات وظروف كل دولة

ااالمجايل إىل أقصى حد رفع نسبة إسهام قطاع الصناعات التحويلية يف الناتج احمللي .2 .ممكن

.285 – 277، ص 1996ـ األمانة العامة لس التعاون لدول اخلليج العربية، جملة التعاون، الرياض، )1(

.http : // www.ccasg.org : موقع جملس التعاون ـ أنظر كذلك .ـ جماالت التعاون الصناعي، املرجع السابق )2( .ـ األمانة العامة لدول جملس التعاون اإلستراتيجية املوحدة للتنمية الصناعية لدول جملس التعاون )3(


201

.زيادة أساهم العمالة الوطنية يف قطاع الصناعة .3 .تضييق التفاوت يف درجات النمو الصناعي بني دول الس .4 .الكتفاء الذايت يف إنتاج السلع املصنعإجياد درجة مقبولة من ا .5 .إجياد قاعدة أصيلة للبحوث والعلوم التطبيقية والتكنولوجية .6إجياد تكامل بني قطاع النفط والغاز والقطاعات االقتصادية األخرى خاصة القطاع .7

.الصناعيإجياد فرص مرحبة الستثمار الفوائض واملدخرات املالية لدول الس لتنمية قطـاع .8

.صناعة التحويليةالتطوير املوارد الطبيعية املتوفرة يف املنطقة وزيادة كفاءة استغالهلا صناعيا وتشجيع .9

.توطني الصناعات التحويلية يف املناطق الريفية واألقل منواكما مت إىل جانب حتديد األهداف املذكورة حتديد أولويات االستراتيجية املوحدة

تسد حاجة السوق احمللية اخلليجية مبا يف ذلك الصناعات كالتركيز على الصناعات اليت وكذلك التركيز على الصناعات اليت تقوم على اسـتغالل وتطـوير املـوارد . الغذائية

ـ ير الصـناعات والطبيعية احمللية مبا يف ذلك الصناعات املوجهة لألسواق اخلارجية وتطواليت يئ جمتمع دول الـس الصغرية واملتوسطة اليت حتقق سد حاجة السوق احمللية ،

طلبات محاية البيئة واحملافظـة علـى مع مراعاة متللتحول إىل جمتمع صناعي فنيا ونفسيا مصدر املياه مع إعطاء هذه املشروعات أفضلية الدراسة واملعاملة التمييزيـة يف التنفيـذ،

قائمة يف دول ومنح احلوافز والتسهيالت طبقا ألسس ومعايرة حمددة خاصة بالصناعات الوكذلك الصناعات اجلديدة اليت تساعد على زيادة فرص إجناح . الس يف الوقت الراهن

الصناعات القائمة حاليا يف دول الس خاصة الصناعات األساسية مثـل الصـناعات األساسية واخللفية املرتبطة باحلديد والصلب واأللومنيوم والنحـاس والصـناعات ذات

ذات الكثافة الرأمسالية العالية واالستفادة من استخدام الطاقـة املتـوفرة التقنية احلديثة،كذلك التركيز على الصناعات التصديرية ذات امليزات النسبية العالية، كـذلك . حاليا

وكـذلك . التركيز على صناعات السلع االستراتيجية والصناعات ذات األمهية األمنيـة


202

ت وفرات احلجم الكبري وارتفاع نسبة املسـتخدم االهتمام بصناعات بدائل الواردات ذاوكذلك الصناعات املشـتركة بـني . فيها من اخلامات املتوفرة خليجيا يف دول الس وكذلك الصناعات الرأمساليـة املوجهـة . حكومات أو مواطين دول الس أو كليهما

كما سواق العربيةوخاصة األ اخلليجية واألسواق اخلارجية) ااورة(لألسواق اخلليجية سياسات ومتطلبات تنفيذ االستراتيجية املوحـدة بـني دول مت حتديد

: وذلك بالتركيز على مبدأين أساسيني مها. الس يف جمال التنمية الصناعيةالعمل على تشجيع وتوجيه حكومات دول الس ملبادرات القطاع اخلاص ـ أ

اعية ادية وإقامة املشروعات الصناملشاركة الفعلية حلكومات دول الس يف إقامة املشروعات الصناعية ادية ـ ب

تكملة جلهود القطاع اخلاصومن هنا يتضح لنا أن مسرية التعاون والتكامل االقتصادي العريب اخلليجـي قـد

الرجتـايل وختلت عن العمل ا. االعتبار خصوصية املنطقة يف اال الصناعي أخذت بعنيواجتهت إىل العمل االقتصادي اجلدي، واألخذ بزمام املبادرة يف حتقيق اخلطـوات األوىل والثابتة للعمل االقتصادي العريب املشـترك متجـاوزة مسـاوئ اخلطـاب السياسـي االستهالكي الذي ساد لعقود عديدة جمال التعاون االقتصادي العريب املشترك، الذي بقي

، فجاء هذا الس ليثبت أنه ال يوجد مستحيل أمـام )1(تلك املدة طوال يتراوح مكانه قيام التعاون العريب االقتصادي الصناعي الفعال، وأنه ميكن جتاوز كل الصعاب لتحقيـق

لتكون بذلك منوذجا يستحق االهتمـام . األهداف االستراتيجية املشتركة لدول املنطقة، يضاف إىل التجربة األوروبية 1تصادي العريبوالتقدير على صعيد التعاون والتكامل االق

اليت سبق التطرق إليها واليت تعود نشأا إىل فترة ما بعد احلرب العاملية الثانية اليت متيزت ة ما بعد احلرب العاملية الثانية، وكذلك انطالقتها نشأا اليت تعود إىل فترمن خالل طبيعة

البـانلوكس ( على ثالثـة دول هـي دول غري املكتملة من خالل نواة أوىل اقتصرت

باستمرار على تطوير اساليب العمل املشترك للتعاون فيثي كافة ااالت مبا يف ذلك االقتصـادية يعمل هذا الس ـ و )1(

:انظـر .يف اطـار االسـتراتيجية املوحدلـدول جملـس التعـاون يف السنوات االخرية، والصناعية بوجه خاصhttp ;//WWW.Library.Gcc_Cg /Arabic.Pulish.


203

BENLUX( موعة لتضم تباعا الدول األوروبية وبطريقـة مدروسـةمث اتسعت هذه اواستراتيجية حمكمة على املدى البعيد استفاد منها اجلميع منذ البداية وصوال إىل االحتـاد

تقـال السـلع األورويب الذي كان من أبرز مظاهره الوحدة النقدية األوروبية وحرية انواألشخاص ورؤوس األموال كما أدت هذه التجربة إىل حتقيق هدف هام كان يرمي إىل وضع حد للتنافس االقليمي والصراع التارخيي اجلهوي بني دول القارة األوروبية الـذي

حنـو التعـاون ني دوهلا، إال أن االجتاه اجلديدوصل يف بعض األحيان إىل قيام حروب بة على أساس جغرايف اقليمي اقتصادي متجاوزا كافة الفوارق والعراقيل والتكامل والوحد

كل هذا للبلـدان دمث أال حيق بع. واخلالفات التارخيية واللغوية واالقليمية القومية الضيقةاملغاربية اليت متتلك كافة عوامل الوحدة التارخيية واجلغرافية واللغوية والثقافية واليت تعـد

اد للوطن العريب الكبري ميكن أن تشكل نواة أخرى يف اجلانب الغريب يف نفس الوقت امتدمنه كقطب اقتصادي وسياسي واجتماعي للقطب الشـرقي يف دول جملـس التعـاون

ية ومتتد بذلك جسور التعاون والتكامل االقتصادي ليشمل كافـة أحنـاء باخلليجية العرمكانة مرموقة بـني لضمان ساسيةالوطن العريب، على اعتبار أنه يعد أحد املتطلبات األ

ليتجاوز بذلك عقدة العمل العريب املشترك على مسـتوى اجلامعـة . دول العامل املعاصرالعربية، والذي بقي على الدوام دون املستوى املطلـوب إزاء التحـديات االقتصـادية

وحىت 1945م منذ قيام النظام االقليمي العريب عا"، )1(والسياسية واألمنية احمللية والدوليةاليوم، مستندا منذ بدايته إىل ميثاق جامعة الدول العربية مرورا بالصيغ واآلليات العديدة

1953واملختلفة اليت أخذها كاللجنة االقتصادية الدائمة والـس االقتصـادي العـريب مبوجب املادة الثامنة من معاهدة الدفاع العريب املشترك والتعاون االقتصادي، وتعـديل

ليصبح الس االقتصادي واالجتماعي، تسـانده يف أعمالـه 1977ملادة املذكورة عام اخمتلف املنظمات القطاعية املتخصصة اليت أنشأها كبيوت خربة ، إىل جانب عدد كـبري من االحتادات النوعية واملشروعات العربية املشتركة، كما ظهرت يف السنوات األخـرية

تتوىل أمانتها الفنية جامعة الدول العربية، ومن هذه اـالس االس الوزارية املتخصصة

رة العربية البينية، مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية، األهرام مؤسسـة األهـرام، حترير التجا: سليمان املنذرـ )1( .3 – 1، ص 2001القاهرة،

- http:// www.ahram.org, eg/acpss.


204

تكاملية عديدة كمـا يف جماالتجتارب جند الس االقتصادي الذي خاض منذ إنشائه ذ العديد مـن اقام بوضع اتفاقيات يف جمال التجارة واالستثمار والنقل واملواصالت وأخت

تنفيذها رهـن مصـادقة السـلطات القرارات واالجراءات والسياسات اليت كان أمر واملالحظ أن عدد وطبيعة ومضمون هذه القـرارات .القطرية عليهاالتشريعية والتنفيذية

كانت تعكس الظروف السياسية السائدة يف املنطقة العربية والعالقات السـائدة بـني ة أعضاء اجلامعة العربية، ولذلك ظلت نتائج العمل االقتصادي العريب املشترك متواضـع

مما يعين غياب استراتيجية موحدة للعمل العريب املشترك يف كافة ااالت . )1(حىت اليومد من اسـتقراء هـذه لذلك الب. والتكامل االقتصادي وخاصة منها ما يتعلق بالتعاون

بعادها االقليمية والعربية والدولية، من أجل بعـث وتطـوير التعـاون التجارب بكافة أي الصناعي املغاريب، واالستفادة إىل أقصى درجة ممكنة من التجربـة والتكامل االقتصاد

إىل أفضل النتائج يف أقل الوأخذا بإجيابياا وتالفيا بسلبياا، وص. االنسانية يف هذا االسواء تعلق األمر بالتجارب العامليـة يف . وقت وبأقل تكاليف اقتصادية اجتماعية ممكنة

قتصادي كمنظمة األمم املتحدة من خالل منظمة األمم املتحدة جمال التعاون والتكامل االللتنمية الصناعية أو املنظمات االقليمية أو القاريـة كاالحتـاد األورويب أو املنظمـات والتكتالت العربية على مستوى اجلامعة العربية منذ بدايتها وصوال إىل السوق العربيـة

.لتعاون لدول اخلليج العربية كما سبق ورأينا وكذلك التجربة الواعدة لس ا. املشتركة

ïãbrÛa@szj½a@ @ïi‰bÌ½a@ð…b–nÓüa@ÝßbØnÛaë@æëbÈnÛa@ @

85بل الس اإلقتصادي العريب بقرار رقم رغم من أن مشروع إتفاقية الوحدة اإلقتصادية العربية مت إقراره من قلـ على ا )1(

واليت إعتربت املدخل التباديل للتكامل اإلقتصادي من خالل حترير حركة السلع ورؤوس األموال 25/5/1957بتاريخ اخلـاص 1964لعـام 17واألشخاص وممارسة النشاط اإلقتصادي، خاصة بعد قرار جملس الوحدة اإلقتصادىي رقم

تمام الدول العربيةبتنفيذ استراتيجية التنميـة الصـناعية الـيت اقرـا ونظرالعدم اه.ية املشتركةبإنشاء السوق العربة التهديد الذي يستهدف فقد نبه عمر موسى االمني العامللجامعة اىل أا استراتيجية ملواجه 2005القمةالعربية عام

مؤسسـة اعيةصلوزاري للمنظمة الربية للتنمية النللمجلس ا19ميش االقتصاد العريب، أنظر نتائج امانة الدورة .2007اليمامة


205

سوف نتناول هذا املوضوع من جوانب عديدة بدءا بـإبراز أمهيتـه وجماالتـه العديدة، خاصة من خالل احتاد املغرب العريب، واملشاريع االقتصادية املشتركة والتجارة

.اءا مبعيقات التعاون والتكامل االقتصادي املغاريب وإمكانية التغلب عليهاالبينية وانتهüëc@@Z@@ïi‰bÌ½a@ð…b–nÓüa@ÝßbØnÛaë@æëbÈnÛa@òîàçc@ @

يعترب التعاون والتكامل االقتصادي بكافة مستوياته احمللية واالقليميـة والدوليـة وامل التطـور والتقـدم وجماالته العديدة االقتصادية الصناعية منها خاصة، أحد أهم ع

االقتصادي واالجتماعي يف كافة بلدان العامل كما سبق ورأينا، حيث قامـت والتـزال احلجم، اليت تنعكس تقوم ألجل ذلك التكتالت االقتصادية دف االستفادة من وفرات

سواق، ودعم القدرة التفاوضية والتنافسية يف العالقـات على عوامل اإلنتاج، واتساع األمما يؤدي إىل حتقيق أفضل النتائج يف هذا اال، إنه منطـق العصـر . صادية الدوليةاالقت

والشيء غري ذلك ، على األقل يف الوقت الراهن، حيث ال يعتـرف يف واقـع األمـر لة عن جمرى التطور السياسـي قتصادية الصغرية وازأة واملعزوبالكيانات السياسية واالث تسعى القوى السياسية واالقتصادية الكربى إىل السيطرة حي. )1(واالقتصادي والعامليوتسخريها خلدمة مصاحلها املادية والبشرية على املستوى العاملي على املوارد االقتصادية

وتفرض مفهومها للتعاون االقتصادي أمـا عـن طريـق وهي يف كل األحوال تكرس ددة اجلنسية التابعـة لتلـك املنظمات والتكتالت االقتصادية الكربى أو الشركات املتع

ومن هنا وبناءا على ماسبق ذكره حول التكتالت االقتصـادية احلديثـة . الدول نفسهابكافة مستوياا االقليمية والقارية والعاملية، جند أن أمهية التعاون والتكامل االقتصـادي

ـ حىت أن املغاالت يف السري يف هذا اإلجتاه دون ضوابط أخالقية أضرت يف النهاية باجلوانـب اإلقتصـادية يف جمـال )1( رباح إىل تعطيـل العالقات الدولية، حيث أدى افت التكتالت اإلقتصادية االحتكارية الدولية على حتقيق أقصى األ

أحد أهم األركان اليت يقوم عليها إقتصاد السوق وهي املنافسة، مما دعى كثريا من املنظمات واملؤسسات الدوليـة، ، ونادي بلدربريغ، وغرفة التجارة الدولية، وجملس األعمـال )Davosجمموعة دافوس ( واملنتدى اإلقتصادي العاملي

ات املتحدة لألعمال الدولية، واملائدة املستديرة األوروبية للصناعيني، وجلنة رؤساء العاملي لدعم التنمية، وجملس الواليالشركات متعددة اجلنسية الربيطانية وغريها من املؤسسات تعمل على احلد من املخاطر املترتبة عن التكتالت واإلحتاد

نيني باألمر من رؤساء املؤسسات اإلقتصـادية اإلقتصادية اإلحتكارية الدولية من خالل امللتقيات اليت جتريها بني املعالدولية والشخصيات االقتصادية والسياسية الدولية يف أماكن وأوقات خمتلفة دف حتسني أداء الشركات املتعـددة

.اجلنسية على املستوى العاملي ./http : //www.xs4all.al.ml/ Ceo: للمزيد من اإلطالع أنظر


206

ـ ذا مبثابـة املغاريب الصناعي خاصة تأيت من نواحي عديدة، ومنها أا تعترب يف عصرنا هاألساس املتني الذي يقوم عليه صرح الوحدة املغاربية االقتصادية والسياسـية يف ظـل املعطيات اليت أفرزا التطورات العاملية اجلديدة، مما يضاعف احلاجة إىل تفعيـل السـبل املؤدية إىل التكامل والتعاون االقتصادي والتواصل بني هذه البلـدان، لـدعم قـدرا

حيث مل يعد هناك جمال للشك يف . والتنافسية يف عالقاا االقتصادية اخلارجيةالتفاوضية مدى أمهية اال االقتصادي الصناعي والتجاري خاصة تشكيل الصورة االقتصادية اليت تعرف من خالهلا أمهية ومكانة خمتلف الدول على الصعيدين احمللي والعاملي، وقد تفطنت

م لتحقيق االحتاد املغاريب، ممـا يتطلـب من خالل سعيها الدائ ان املغاربيةإىل تلك البلدح إمكانية حتقيق حرية انتقال السلع واألفـراد افة سبل التعاون والتكامل مبا يتيتفعيل ك

ذلك إال عن قامة الوحدة السياسية، ولن يتأتىورؤوس األموال بني هذه االقطار متهيدا إلصناعي، على أن ال يكون هذا التعـاون جنـرد طريق التنسيق والتكامل االقتصادي وال

استجابة ملقتضى حال خارج عن اإلرادة الدانية هلذه البلدان، حبيـث يتجـه النشـاط جهـدا يف االقتصادي واحلالة هذه إىل ما خيدم االقتصادات العاملية األقوى اليت ال تـألو

قد جنحـت يف حتقيـق التعاون فيمابينها رغم امتالكها لكافة أسباب القوة االقتصادية وأهدافها إىل أبعد احلدود ، يف حني فشلت العديد من جتارب التعاون االقتصادي املعلنـة بني البلدان الضعيفة اقتصاديا يف االستفادة من تلك التجارب املزعومة اليت كانت دف

ـ . غري اقتصاديةيف واقع األمر إىل حتقيق أغراض أخرى ى بالنظر النعكاساا السلبية علتلك البلدان وقد تفطنت البلدان املغاربية ولكن بشكل متأخر إىل أمهية التعاون والتكامل االقتصادي من أجل حتقيق الرفاهية والتقدم االقتصادي وضمان مكانة مرموقة هلا بـني دول املنطقة والعامل، وعرفت بوعي وقناعة كيف ميكن حتقيـق الوحـدة االقتصـادية

، فحـىت أن تتخطى العقبات اليت تواجهها يف سبيل حتقيق ذلك والسياسية، كما ميكنها مستلهمة يف ذلك عرب التاريخ . مإن كانت هذه اخلطوات بطيئة فإا يف واقع األمر ثابتة

والتجارب املعاصرة خاصة جتربة االحتاد األورويب وجملس التعاون العريب اخلليجـي مـع والطبيعية املشتركة الـيت تعطـي للتعـاون تبار اخلصائص واملزايا البشريةعاألخذ يف اإل

األهداف الكربى للوحدة املغاربية والتكامل االقتصادي االجتماعي دفعا قويا باجتاه بلوغ .يف األمدين املتوسط والبعيد، يف إطارها اجلغرايف ودورها احلضاري والتارخيي


207

bîãbq@@@@Z@ïi‰bÌ½a@…b¤üa@ @

زا لالرادة السياسية املستجيبة لنداء تاريخ وحاضـر يعترب االحتاد املغاريب رمزا بارومستقبل الشعب املغاريب، عن طريق دعم وتفعيل التعاون والتكامل االقتصادي بشـكل

وسـنبحث يف هـذا . خاص والتعاون والتضامن يف كافة ااالت األخرى بشكل عامع املشتركة والتجـارة مرورا باملشارياملوضوع بدءا بنشأة وتطور مسرية االحتاد املغاريب،

.البيئية وانتهاءا بالبحث يف معيقات التعاون والتكامل االقتصادي املغاريب 1@@@ïi‰bÌ½a@…b¤üa@‰ìİmë@ñd’ã@ @

تعود نشأة فكرة التعاون والتضامن املغاريب إىل عهد بعيد ، منذ أن تشكلت هذه لتعاون الغريزي من اتمعات وتطورت مع تطورها ، حيث فرضها التواصل اجلغرايف وا

أجل البقاء ، وزادها صالبة وحدة اللغة والعادات والتقاليد واملصري املشترك ، وقد جتلى للوقوف يف مواجهة اآلثار السـلبية للعوامـل الطبيعيـة ذلك عمليا من خالل التضامن

ن األطماع اخلارجية احملتملة ماجليولوجية واملناخية، ومواجهة احليوانات املتوحشة وحد وقد جتلى ذلك يف كافة مستويات وأشكال التعاون والتضـامن . جمتمعات بشرية أخرى

.والوحدة اليت عرفتها اجلماعة املغاربية منذ ظهورها وحىت اليوم فكلما استفحل اخلطر احملدق ذه املنطقة من العامل ارتفعت درجة امليل للتضامن

لطويل، وبالعكس كلما سادت عوامـل والوحدة بني أبنائها عرب كافة مراحل تارخيها االفرقة والعزلة والفوضى والالمباالة، ازدادت فرص وقوع األخطار من أي جهة وكيف ما كانت، بدءا بالعصر احلجري أو ما قبل بدء التاريخ هلذه املنطقة، حيث كان التواصل

ع انتشار نفـس قساوة الطبيعة واحلياة شيئا طبيعيا، ماجلغرايف والتعاون الغريزي ملواجهة مظاهر هذا العصر عرب كافة أحناء املنطقة املغاربية، وهو ما يشري ماديا إىل وجود أمنـاط

أو اجلبلـي أو إنتاج ومعيشة مشتركة، وفقا ملا تقتضيه البيئة واحمليط الطبيعي السـاحلي الصحراوي، وهذا ما عزر امليل إىل التضامن والتعاون بني السكان واحترامهم للوافـدين


208

من الضيوف وعلى الرغم من بساطة احلياة والعالقات االقتصادية واالجتماعية والسياسية وفقا لقيم وتقاليد متعارف عليها وحمترمة من قبل فيما بينهم لكنها مع ذلك كانت جتري

اجلميع ، ومن هنا جاء التالقي والتعاون بني األمازيغ من السكان األصليني والفينيقـيني ق م اليت ازدهرت من الناحيتني 814نتيجته بناء قرطاجة عام ألمر، كانت الوافدين أول ا

السياسية واالقتصادية، لكن وجود الفينيقيني وانتشارهم اقتصر على املناطق الساحلية وما ) عنابـة (، وهييوجيـوس )سوسة(يف مدن كحضر موت . جاورها إلفريقيا الشمالية

، )اجلزائـر .م(، وايقوسيوم )دلس(ورو ، وروسيك)جباية(وصلداي) سكيكدة(وروسكاد، )اغـادير ( ، ونيكسوس يف املغرب ، وآصـيا )دلس( ، وكرطناي ) شرشال(وايول اخل وهكذا مل يتوغل الفينيقيون يف ) ميلة(، ودبالف )قسنطينة( ، وسريتا) تونس(وثنيس

زر الواقعة املناطق الداخلية بسبب مقاومة السكان لذلك اجتهو مشاال حىت بلغو صقلية واجلق م يف عهد هلبكار امللك الفينيقي الذي 221بينها وبني إيطاليا لكن روما اسعادا عام

خلفه إبنه حنبعل وعرب جبال الربانس مث ر الرون وجبال األلب وانتصر علـى القائـد املتواصلة واملقاومة الباسلة من طرف السكان وبعد عدد من احلروب " . فاروق"الروماين يني والفينيقيني من جهة والرومان من جهة أخرى سقطت قرطاجة يف يد الرومان األصل

الذين وسعوا نفوذهم يف نوميديا وقد استمرت الثورات واملقاومة ضد ذلك االحـتالل وما صاحبه من ظلم واستعباد وخاصة ثورة يوغرطة يف اية القرن الثاين عشر قبل امليالد

ستبدين مبختلف الوسائل املتاحة لدى السكان املغاربـة وتواصلت املقاومة ضد الغزاة املميالدية، بقيادة عبد اهللا بن سعد، وبعده عقبة بن نافع الذي 747حىت جاء االسالم عام

ميالدية، حيث واصل فتحه للبالد 670يف تأسيس مدينة القريوان عام لعب دورا رئيسيا االسالم مببادئه السمحة كوحدانية اهللا املغاربية ، حىت وصل املغرب األقصى ، رافعا لواء

والعدالة واملساواة ، كما جاءت يف القرآن الكرمي والسنة النبوية الشريفة، لذلك كانـت هنة مؤقتة انتهت بانتشار االسالم يف الفتح االسالمي بقيادة الكمقاومة السكان يف بداية

صليني وفتح اال أمامهم واسعا االعتبار لدور السكان األ الشمالية ، معيدا بذلكافريقيا فكانت الوحدة املغاربيـة . يف املسامهة يف بناء احلضارة االسالمية خاصة واالنسانية عامة

م مث 750ميالدية تقريبا حـىت عـام 650يف أبرز صورها يف عهد الدولة األموية من عام م يف 788جلزائر ويف ا م776وم يف ليبيا وتونس، 800م حىت 750الدولة العباسية من عام


209

ميالدية حـىت 800مث جاءت الدولة األغالية يف ليبيا وتونس من عام . املغرب وموريطانيام، والدولـة 900م حىت عام 776ميالدية، والدولة الرستمية يف اجلزائر من عام 900عام

مث جاء يف املرحلة الثانية . م958حىت عام م 788االدريسية يف املغرب وموريطانيا من عام يف ليبيـا 1171ميالدية يف كل من اجلزائر وليبيا وتونس حىت عـام 900الفاطميون منذ

يف كل من املغرب وموريطانيا ويف املرحلـة 985و م يف اجلزائر، 998م يف تونس و972وعـام م، وبنو زيري يف تونس مـن 1250م حىت عام 1174األيوبيون يف ليبيا من الثالثة

م يف اجلزائر، 1152م حىت عام 998م، وبنو محاد يف اجلزائر من عام 1158م حىت عام 972ويف املرحلـة . م1147م حىت عام 985والرببر واملرابطون يف املغرب وموريطانيا من عام

ميالدية وتونس من عام 1230م حىت عام 1160جاءت دولة املوحدين يف ليبيا عام الرابعة ، وموريطانيا واملغـرب 1237م حىت عام 1152م واجلزائر من عام 1230 م حىت عام1158

ويف املرحلة اخلامسة جاءت دولة احلفصيني يف ليبيـا . م 1269م حىت عام 1147من عام وبنو زيان يف اجلزائر م يف تونس،1547م يف ليبيا و1700م حىت عام 1230وتونس من عام

م حىت عام 1393نو مرين يف اجلزائر من عام بمث دولة . م 1393م حىت عام 1237من عام مث جـاءت املرحلـة . م 1465م حىت عـام 1269م واملغرب وموريطانيا من عام 1516

واجلزائر مـن عـام . م 1881م حىت عام 1574السادسة عهد األتراك يف تونس من عام م م حىت عا 1465وبنو وطاس يف املغرب وموريطانيا من عام . م 1830م حىت عام 1516ومن هذا التاريخ حكم األشراف املغرب حـىت م يف موريطانيا 1509املغرب ويف م 1549وأخريا االحتالل األورويب الـذي حـاول . م 1902ريطانيا حىت عام ووم. م1912عام

-1912القضاء على عوامل الوحدة املغاربية باحتالل ليبيا من قبل إيطاليا يف الفترة ما بني ،وتونس يف الفترة مـا 1962-1830سي للجزائر يف الفترة مابني ، واالحتالل الفرن1951 -1904يف الفتـرة مـا بـني ، واالحتالل الفرنسي واالسباين للمغرب1955-1881بني

قارب والتعاون اليت عرفتها املنطقة املغاربية تيتضح لنا أفضل فترة للومما سبق . )1(1960

ـ أنظر اخلريطة الزمنية لألوشاع السياسية للوطن العريب، معهد الدراسات العربية العليا، جامعة الدول العربيــــة، )1( .1982القاهرة،

.1982قرنا، وزارة الثقافة، الكويت، جانفي 14ـ أنظر كذلك جملة العريب، تاريخ الوطن العريب، خالل .60املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره ، : عبداحلميد اإلبراهيميلك ـ أنظر كذ


210

يب االسالمي بدءا بعهـد الدولـة األمويـة يف فترة ما بعد التاريخ جاءت يف العهد العروالعباسية إىل عهد الفاطميني، مث املوحدين، مث احلفصـيني، وبنـو مـرين واألتـراك واألشراف، حيث برزت إىل الوجود خالل هذه الفترة العوامل األساسية الصلبة لقيـام

، واللغـة، دين االسالميالوحدة املغاربية ، خاصة الوحدة والتواصل اجلغرايف، وحدة الاليت ،واملصري املشترك والتحرر واالنعتاق من السيطرة األجنبية األوروبية والتاريخ اآلمال

،عجلت بإحياء التعاون والتصامن يف الكفاح السياسي واملسلح من أجل نيل االستقاللعد وقد برزت الرغبة يف التنسيق والتعاون منذ االنطالقة األوىل للحركة الوطنية املغاربية ب

امج ومواثيق هذه احلركة اليت أدركت مبا ال يدع جماال راحلرب العاملية األوىل، خاصة يف بللشك األمهية اليت ينطوي عليها البعد املغاريب يف كفاحها من أجل االستقالل الشامل يف

الذي مجع ممثلي حزب الشـعب 15/02/1947مؤمتر املغرب العريب املنعقد يف القاهرة يف عـن املغـرب من اجلزائر، وحزب الدستور اجلديد من تونس ،ورابطة الدفاعاجلزائري حتت االحـتالل ب االستقالل باإلضافة إىل وفد ميثل األراضي املغربية الواقعة بقيادة حزوقد اختذ املؤمتر عدة لوائح ذات بعد احتادي مستقبلي مغاريب كاستقالل دول ،االسباين

ركات الوطنية املغاربية ، وتوحيد االستراتيجيات وتوحيد املغرب العريب، التنسيق بني احلعلى وتفعيل العمل الدبلوماسي ،املنظمات النقابية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية اخل

نشاء مكتب وجلنة حترير املغرب العريب اليت أعلنت يف جانفي وإ ،املستويني العريب والدويلالتحرر واالستقالل الشـامل لكـل البلـدان عن ميثاق تعاون وتضامن من أجل 1948

مع حث البلدان املغاربيـة " ومواصلة الكفاح من أجل حترير بقية بالد املغرب"املغاربية العـريب كما نص امليثاق على تأكيد االحتـاد على االحتاد على املستويني احمللي واملغاريب

لسياسية املغاربية آنذاك مثل للبلدان املغاربية، وقد صادق عليه أهم األحزاب ااالسالمي .حزب االستقالل املغريب وحزب الشعب اجلزائري، وحزب الدستور اجلديد التونسي

كما جتلت البوادر األوىل لرتعة التضامن والوحدة املغاربية يف هذه الفتـرة مـن ياديا خالل العمل النقايب العمايل املغاريب، وقد لعب االحتاد العام للعمال التونسيني دورا ر

أن مصري عمـال مشـال "جاء فيه 1947يف هذا اال ، الذي أصدر بيانا يف مارس عام افريقيا واحد، أم يعانون من نفس املصاعب، ويناضلون ضـد نفـس اخلصـوم، وال

وستعرف الطبقة العمالية الشمال افريقية كيف ....يستطعون النجاح إال ببناء وحدم


211

وقد أدت هذه الدعوة الصرحية لوحدة احلركـة النقابيـة )1("تقود شعوا حنو الوحدةاالحتاد العام للعمـال كما مت تأسيس . 1955إىل قيام االحتاد املغريب للشغل عام املغاربية

، وقد لعبت احلركة النقابية املغاربية دورا هاما من أجل حتقيق 1956اجلزائريني يف فيفري اال يدخل الدور املتميز الذي لعبتـه احلركـة ويف هذا. االستقالل والتضامن املغاريب

، 1927الطالبية املغاربية من خالل مجعية الطلبة املسلمني لشمال افريقيا اليت أنشئت عام االستعمار حتت لواء احلركة الوطنية املغاربية ، اليت يف إطار التعاون الطاليب املغاريب ضد

،الوحدة الوطنية بني دول مشـال افريقيـا دعت إىل استغالل اخلصائص املشتركة إلقامةبـأن يـتم " حيث طالب 1935كما جاء يف بيان مؤمتر اجلمعية املنعقد يف تلمسان عام

ية، الذي يسـتند اختاذ االجراءات الكفيلة بتنمية الشعور بالوحدة الوطنية الفريقيا الشمالـ )2("، وديانة ومشاعر مشتركة إىل عقلية موحدة دوي يعتـرب هامـا هذا املوقف الوح

باعتباره ردا على املمارسات االستعمارية املنسجمة مع مقولة فرق تسد املطبقـة علـى ردا حامسـا 1926ريس عام يام منظمة جنم مشال افريقيا يف باكافة املستويات كما جاء ق

على جتاوز بعـدها الـوطين 1928على هذه املقولة حيث أكدت هذه املنظمة منذ عام ال إىل انتمائها العريب االسالمي، مما أبعدها على احلزب الشيوعي الفرنسي املغاريب وصو

جنـم الشـمال "وظهور 1929الذي قامت مبساعدته أول األمر مما أدى إىل حلها عام باستقالل دول افريقيـا، ومت "LA NATION"الذي طالب من خالل جريدته " االفريقي

، 1940، وقبلهما ليبيا عام 1956ونس عام ، وت1955فعال هذا االستقالل يف املغرب عام إن حصول األقطار املغاربية على استقالهلا . 1962وأخريا اجلزائر عام 1960مث موريطانيا

واألطماع اإلقليمية االنفصالية ذات املصاحل الضيقة، مستجيبة عجل بظهور بعض امليولقة االستراتيجية اهلامة من االستعمارية، يف أحكام سيطرا على هذه املنطبذلك لألهداف

ولكن القراءة الواعية للتاريخ ومعطيـات احلاضـر . العامل القدمي واملعاصر على السواءواحتماالت املستقبل كانت املرشد املستنري الذي أهلم ويف نفس الوقـت حـتم علـى

)1( – TOUMI : La Maghreb Que Sais – je ? 2024, Presses Universitaires, Paris, 1982 , P 60.

69املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره ، : عبداحلميد اإلبراهيميـ أنظر كذلك .70املرجع نفسه ، : عبداحلميد اإلبراهيميـ )2(


212

نـا ة من جديد كما يتضح لاملسؤولني يف البلدان املغاربية بعث التقارب والوحدة املغاربي :فيما يلي 2@@@sí†§a@ïi‰bÌ½a@…b¤üa@ @

يعترب االحتاد املغاريب احلديث استجابة ملقتضيات العصر يف التكتل واالندماج على كافة املستويات الوطنية واالقليمية والعاملية حيث مل تعد هناك أمهية لالقتصاديات والدول

اإلطار مت إنشاء وإعالن قيام االحتـاد الصغرية املعزولة عن جمرى التطور العاملي ويف هذا تباعـا من قبل قادة الدول املغاربية بشكل رمسي ، وفقا للوقائع التالية . املغاريب احلديث

حتقيق وحـدة املغـرب تضبط وسائل 10/06/88حيث مت تكوين جلنة يف زرالدة بتاريخ مـن " عالن مراكشإ"كما مت . 13/07/1988العريب، اليت اجتمعت مبدينة اجلزائر بتاريخ

حيث مت توقيـع . 17/02/1989قبل القادة املقاربة تضمن قيام احتاد املغرب العريب بتاريخ .)1(معاهدة إنشاء احتاد املغرب العريب مبدينة مراكش من قبل الدول املغاربية اخلمسة

ïi‰bÌ½a@…b¤üa@Òa†çc@@c@ @

: املغاريب إىليهدف االحتاد . تربط الدول األعضاء وشعوا بعضها ببعض متتني أواصر األخوة اليت .1 .حتقيق رفاهية جمتمعاا والدفاع عن حقوقها .2 .املسامهة يف صيانة السالم القائم على العدل واإلنصاف .3 . ج سياسة مشتركة يف ختلف امليادين .4العمل تدرجييا على حتقيق حرية تنقـل األشـخاص والسـلع ورؤوس األمـوال .5

.واخلدمات فيما بينها

ـ اململكة املغربية، اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية، اجلمهورية التونسية، اجلماهريية العربيـة الليبيـة الشـعبية )1(

.اإلشتراكية العظمى، اجلمهورية اإلسالمية املوريطانية


213

كما وضعت أهداف خاصة باال الدويل، كتحقيق الوفاق بني الدول األعضاء، : ويف اال الدفاعي . وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق بينها يقوم على أساس حسن اجلوار

حتقيـق التنميـة : ويف اال اإلقتصادي . صيانة إستقالل كل دولة من الدول األعضاءاإلجتماعية للدول األعضاء واختاذ مايلزم إختـاذه مـن الصناعية والزراعية والتجارية و

وسائل هلذه الغاية، خصوصا بإنشاء مشروعات مشتركة وإعداد برامج عامة ونوعية يف إقامة تعاون يرمي إىل تنمية التعليم على كافة مستوياته، : ويف اال الثقايف . هذا الصدد

من تعاليم اإلسالم السـمحة، وصـيانة واحلفاظ على القيم الروحية واخللقية واملستمدة اهلوية القوميةالعربية واختاذ مايلزم إختاذه من وسائل لبلوغ هذه االهداف، خصوصا تبادل

وثقافيـة ومؤسسـات متخصصـة يف )1(األساتذة والطلبة، وإنشاء مؤسسات جامعيةاألعضاء النوعي للتعاون الثنائي إىل العمل اجلماعي للدولالبحث، وبذلك يتم اإلنتقال

على املستوى املغاريب @@lïi‰bÌ½a@…b¤üa@ñŒèuc@ @

يؤطر االحتاد املغاريب عدد من األجهزة الرمسية اليت متثل السلطات الرمسية العليا يف : ويأيت يف مقدمتها. الدول األعضاء

الذي يتكون من رؤساء الدول األعضاء يف االحتاد، وهـو أعلـى : جملس الرئاسة .1 .حتادجهاز يف اال

.األوليني للدول األعضاء جيتمع وقت الضرورة : الوزراءجملس .2للدول األعضاء واملكلفني بالشـؤون : س وزراء اخلارجية وأمني اللجنة الشعبيةجمل .3

.اخلارجية وتتكون من أعضاء يتم تعيينهم من قبل بلدام يف جملس الوزراء ملتابعة : جلنة املتابعة .4

.شؤون االحتاد

ملغرب العريب تتكون من وحدات جامعية موزعة على دول اإلحتاد دف إىل تكوين ـ يف هذا الصدد مت إنشاء جامعة ا )1(

.طلبة يف األسالك الثالث ومت إختيار طرابلس كمقر هلا


214

ويتكون من عشرين عضوا عن كل دولة عضو يف االحتـاد، يقـع : ىجملس الشور .5اختيارهم من اهليئات النيابية للدول األعضاء أو وفقا للنظم الداخلية لكل دولة، مع العلم أنه مت رفع عدد األعضاء يف هذا الس إىل ثالثني من قبل جملس الرئاسـة يف

.دورته العادية السادسةكون من قاضيني إثنني عن كل دولة يتم تعيينهم من قبلها ملـدة وتت: اهليئة القضائية .6

وينتخب رئيس هذه اللجنة مـن . ست سنوات وجتدد بالنصف كل ثالث سنواتقبل أعضائها ملدة سنة واحدة، ختتص بتفسري وتطبيق املعاهدات واالتفاقات املربمة يف

ألطـراف يف الـرتاع ، إطار االحتاد اليت حييلها إليها جملس الرئاسة أو إحدى دول ا .وتكون أحكامها ملزمة وائية، ويقع مقرها يف نواكشط

.ويتكون من وزراء الداخلية للدول األعضاء يف االحتاد : جملس وزراء الداخلية .7ون من أمني عام يعينه جملس الرئاسة ملدة ثالث سنوات قابلـة وتتك: العامةاألمانة .8

من املوظفني يعينهم األمني العام حسب إىل جانب عدد كاف . للتجديد مرة واحدة. احلاجة من بني مواطين أعضاء االحتاد، على أساس الكفاءة والوالء ألهداف االحتاد

. بني دول األعضاء، وفقا للوائح الداخلية لألمانة العامـة مع مراعاة التوزيع العادلجملـس الرئاسـة األمانة العامة مبهامها العديدة عن طريق االتصال املباشر مع وتقوم

ـ وجملس الوزراء وجلنة املتابعة، واللجان الوزارية املتخصصة ع البلـد بالتعـاون م .املضيف، وتوثيق هذه األعمال

وتتكون من أعضاء يتم تعيينهم من قبـل بلـدام يف : اللجان الوزارية املتخصصة .9جلـان جملس الوزراء ملتابعة شؤون االحتاد من خالل هذا الس وتتكون من أربعة

: رئيسية هي .جلنة األمن الغذائي .1 .جلنة االقتصاد واملالية .2 .جلنة البنية األساسية .3 .جلنة املوارد البشرية .4


215

هذه اللجان تعرض نتائج أعماهلا على جملس وزراء اخلارجية ، ومتارس نشـاطها .بالتنسيق مع جلنة املتابعة

:ل التايلهذا وميكن توضيح هيكل االحتاد املغاريب على الشك

هيكلة إتحاد المغرب العربي: ) 3 ( رقم شكل

.األمانة العامة إلتحاد المغرب العربي، تونس : المصدر

هامة أخـرى تابعـة لالحتـاد املغـاريب إىل جانب ذلك هناك مؤسسات رمسية تصني يف العلوم، وتشكل مغاربيني خماربية للعلوم اليت تتكون من باحثنيكاألكادميية املغ

مجلس الرئاسة

الوزراء األولمجلس

الشورىمجلس وزراء الخارجيةمجلس الهيئة القضائية

لجنة المتابعة األمانة العامةاللجان الوزاریة المتخصصة

اللجنة الوزارية المتخصصة

المكلفة باألمن الغذائي


المكلفة باالقتصاد والمالية


ألساسيةالمكلفة بالبيئة ا


المكلفة بالمواد البشرية

مجلس وزراء

الداخلية

فمكل الريوزا السجلالم

اتاطنشوال

حة سيابال

ال يةليدتق

ف مكل الريوزا السجلالم

احسيبال

ة

بافمكل الريوزا السجلالم

قةطال

دنمعاوال


بارةجالت


بالما

فطالن ويةل


با

ريدلب

التصاإلتوا

ف مكل الريوزا السجلالم با

انمرالع وانسكإل

ف مكل الريوزا السجلالمبا

يةومعم الالشغاأل ويزجهلت


باانسكل

وزا السجلالم

ف مكل الري

بافطالن ويةمالل


يةونقانوال

ية ضائ

القن ؤولش با


باضة

رياوال

ب شبال


المإلعوا

غة الل ب

ف مكل الريوزا السجلالم با

ن ؤولشوا

ل لنقوا

ن ويلتك

ية اعتمإلج ا


216

. األكادميية إطار للتعاون بني مؤسسات البحث العلمي والتكوين العايل لبلدان االحتـاد ى تطبيق سياسة حبث عايل وتكنولوجي مركز، مع العمل على توفري املنـاخ ويعملون عل

وقد اخـتريت طـرابلس . اخلارج املالئم للبحث، واحلد من هجرة األدمغة املغاربية إىل .كون مقرا هلالت

وتتكون من وحدات جامعية مغاربية موزعة على بلـدان : جامعة املغرب العريباالحتاد، ودف إىل تكوين طلبة األسالك الثالث يف ااالت ذات األولوية اليت يقرهـا

.جملس إدارة اجلامعة، ومقرها طرابلس كذلك ـ : املصرف املغاريب لالستثمار والتجارة اخلارجية ذا املصـرف علـى ويهدف ه

املسامهة يف إقامة اقتصاد مغاريب مترابط ومتكامل من خالل متويل وتنفيذ املشاريع ذات صب حية وغريها يف هذه البلدان كما يناملنفعة املشتركة يف كافة ااالت الصناعية والفال

عمله على تشجيع انسياب رؤوس األمـوال وتوظيفهـا يف املشـاريع ذات اجلـدوى واملردود املايل مع تنمية املبادالت التجارية ، واملدفوعات اجلاريـة املترتبـة . االقتصادية

.)1(وقد اختريت تونس لتكون مقرا هلذا املصرف. عنها فقـد وإذا كان هذا هو شأن التعاون املغاريب على املستوى املؤسسايت اجلماعي

ة وخنص بالذكر هنا التعاون سبقه أو تزامن معه تعاون اقتصادي ثنائي بني البلدان املغاربي، وما 1983اء والوفاق عام خيالقائم بني اجلزائر وتونس خاصة منذ التوقيع على معاهدة اإل

على عدد من االتفاقيات حول املناطق احلدوديـة، وإقامـة مشـاريع تالها من التوقيع وإقامـة مضـخ حملركـات ناطق كبناء اجلسور وفتح الطرقات،مشتركة لتنمية تلك امل

الديازل، كما أنشئت جلنة مشتركة تتوىل دراسة ومناقشة خمتلف االقتراحات واملشاريع وقد مشل التعاون الثنائي بـني . املربجمة لتجسيد التعاون والتكامل االقتصادي بني البلدين

البلدين جماالت عديدة كربط الشبكة الكهربائية واستغالل األراضي الزراعية احلدوديـة كما مت إقامـة . ميون دوالر 10ألف هكتار بتكلفة قدرت بـ 120حيث مت استصالح

مشروع مصنع االمسنت األبيض، إىل جانب قيام عشرين مؤسسة مشتركة يف جمـاالت النشاط االقتصادي واالجتماعي يف الواليات احلدودية، كما أقيمت مشـاريع سـكنية

ـ ة القطاعـات وصحية واتصاالت مشتركة، كما تعززت العالقات التجاريـة يف كاف

.24/10/2002إحتاد املغرب العريب ) العمل العريب املشترك ( ـ اجلزيرة نت )1(


217

االقتصادي الصناعية والزراعية واخلدمات مما يوحي باجتاه العالقات االقتصـادية بـني البلدين حنو االندماج والتعاون والتكامل، مما ميكن أن يقدم مثـاال منوذجيـا للتعـاون

يف تونس على " الفضاء املغاريب" وقد عملت مجعية. )1(االقتصادي على املستوى املغاريب، والذي كان موضوعه احلوار بني الفعاليـات 2002األول يف شهر أكتوبر تقاها إقامة مل

االقتصادية املغاربية وامكانية حتقيق التكامل والشراكة االقتصادية بني البلدان املغاربيـة وقـد . والتكامل اإلنتاجي يف االني الصناعي والتجـاري البينية، واالستثمار والتجارةاحمللية والدولية مدى ضرورة التعاون والتكامل االقتصادي املغاريب ، بينت كافة املعطيات

فحىت بعد فشل إقامة التنسيق بني البلدان املغاربية يف مفاوضاا املتعلقة بالشـراكة مـع بل وقعت تباعا كل منها أي تونس املغرب اجلزائر على موعة األوروبية اخلمسة عشر،ا

فإن املسؤولني يف اهليئات األوروبية بدأوا 2002، 1996، 1995عام انفراد مع هذه اموعة يكية املغاربية ريف املدة األخرية يستسعرون مطلب واشنطن فيما يتعلق مبسار الشراكة األم

اليت أكد فيها مع ضرورة توسيع دائـرة 1997ايزنستات لعام "خاصة من خالل مبادرة ، )2("ن املغاربية جمتمعة من جهة أخـرى الشراكة بني الطرف األمريكي من جهة والبلدا

.حىت تتمكن من االستفادة من املشاريع االستثمارية 2@@@sí†§a@ïiŠÈÛa@lŠÌ½a@…b¤a@ñß@áîîÔm

من األمهية القصوى لالحتاد املغاريب على صعيد التنسـيق والتعـاون على الرغم ألخـرى قتصـادية ا ، يف كافة ااالت االكامل االقتصادي الصناعي بشكل خاصوالت

سرية على اإلطالق ، بل مرت مبخاض عسري بشكل عام، فإن والدة هذا االحتاد مل تكن يتطلب نضال مستميت، وتضحيات جسام سواء كان ذلك علـى مسـتوى األفـراد

ت واالحتـادات الدوليـة شأنه يف ذلك شأن املنظما. أو احلكوماتأواملنظمات الشعبية ، اللـذين مـرا بأشـكال ة الدولية، واالحتاد األورويب مثالواالقليمية، كمنظمة التجار

كما أن االحتاد املغاريب مل يولد من . ل أن يستقرا على مامها عليه اآلنومراحل عديدة قبالعدم بل استفاد يف تكونه وتبلوره من ممارساته اخلاصة والتجارب اليت عرفتها شـعوب

ء يف هذا العصر الذي شهد قيام احتـادات املنطقة عرب تارخيها الطويل إىل جانب أنه جا

.45، ص 1987د األسبوعي، اجلزائر ـ تقييم نتائج التعاون اجلزائري التونسي، جملة ااه )1( .23/10/2000 ـ الفعاليات املغاربية تبحث عن التكامل املفقود، الشروق اليومي، )2(


218

كما أنه جاء يف ظـرف . ومنظمات وتكتالت اقتصادية وسياسية اقليمية وقارية ودولية إىل التعاون والتكتل من أجل ضمان مكانة مرموقة على الصـعيدين يقتضي فيه اللجوء

هلا أمهيـة بـني تكون والذي بدونه لن . احمللي والعاملي لكل البلدان األعضاء يف االحتادية مع األطراف األخرى، أو فيما ء تعلق األمر مبدى قدرا التفاوض، سواالدول األخرى

اون والتكامل كما ال جيب االنتظار طويال لتحقيق التع. يتعلق بتحقيق تبادل متكافئ معها، حىت يفرض عليها من اخلارج يف ظروف غري مواتية حتـت ضـغوط يف اإلطار املغاريب

وأمنية حيث تسعى عندها هذه الدول على إقامة شكل معني للتقارب ةاقتصاديسياسية وتسهيل حركة و، املصاحل اخلارجية بالدرجة األوىلبني األقطار املغاربية من شأنه خدمة

وانسياب األشخاص ورؤوس األموال والسلع بني البلدان املغاربية لتصب يف النهايـة يف عتـربا علـى االقتصـاديات تترك أثرا إجيابيا م، دون أن ةخلارجية املطلققنوات التبعية ا

ذلك الواليات املتحدة ، ويف هذا اإلطار تدخل دعوة بعض البلدان املتقدمة مبا يفاملغاربيةحتاد األورويب للبلدان املغاربية من أجل تفعيل االحتاد املغـاريب وحـل واال )1(األمريكية

.املشاكل العالقة اليت حتول دون قيامها وإذا كانت األهداف اليت وضعت لالحتاد املغاريب من قبل جملس رئاستة التقـل

القائمة بني بعض البلدان فإن هذه األهداف بقيـت أمهية عن أهداف االحتادات الناجحة ومن مث مل تكن يف املستوى املطلوب ملواجهة .جمرد آمال مرسومة على الورق دون حتقيق

يف كافة جماالت احلياة االقتصادية واالجتماعية والسياسـية التحديات اليت تواجه املنطقة .واألمنية

مثيالا يف االحتادات الدولية وإذا كانت األجهزة اهليكلية لالحتاد ال تقل أمهية عن وط ا على أكمل وجه ألسباب عديدة سنأيت نالناجحة من جهة، فإا مل تقم بالدور امل

األخرى املدعمة والتابعة لالحتاد املغاريب فعلى الرغم أما املؤسسات. على ذكرها الحقامن أمهيتها، فإا تعترب غري كافية من الناحيتني النوعية والعددية، إذ بقيت حبيسة املكان

دون أن ميتد أثرها إىل حتريك فعلي للمجاالت اليت تدخل يف نطاق اختصاصها ،والزمانالنظر غـري ةا اال املصاحل الضيقة القصريوغلبت يف هذ ،على مستوى االحتاد املغاريب

.30/1/2003دول مشال افريقيا، منوذج لإلعتدال يف املنطقة العربية، نادي هنبعل واشنطن . برنزـ )1( ASSISTANT SECRETARY Burns on Us Maghreb, Cooperation.


219

وضعها أمام عمل هذه ك يف مواصلة املدركة للعواقب اليت تنجر عن العراقيل اليت ال تنفاليت تعترب حبق أحد أقطاب التعاون والتكامل االقتصادي من الناحيتني البشرية املؤسسات

غرب العـريب، واملصـرف املغـاريب واملادية مثل األكادميية املغاربية للعلوم، وجامعة املوإذا كان هذا هو شأن التعاون املؤسسايت احلكومي على الصعيد املغاريب فإن .لالستثمار

، )1(هناك باملقابل تعاونا مغاربيا نشطا غري حكومي يضيق اال السـتعراض تفاصـيله اة سوف نقتصر يدور يف إطار اجلمعيات واهليئات والروابط املهنية، يف كافة جماالت احلي

على ذكر ما يتعلق باال االقتصادي

@brÛbqZ@üa@pbàÄä½aìØ§a@Ë@òîi‰bÌ½a@òí…b–nÓòîß@ @

توجد منظمات مغاربية عديدة غري حكومية ذات طابع شعيب يف معظمها ، تنتشر ي عرب كافة أحناء البالد املغاربية، تعترب مبثابة حافز ودعما قويا للتعاون والتكامل االجتماع

والسياسي واالقتصادي لالحتاد املغاريب، حيث ميكن تقسيمها إىل احتـادات ومجعيـات :سوف نقتصر على استعراض املنظمات ذات الطابع االقتصادي منها. وروابط مهنية

:يف جمال االحتادات نذكر مايلي ـ ال االحتاد النقايب لعمال املغرب العريب ومقره تونس، االحتاد النقايب املغاريب لعم

الطباعة واالعالم والثقافة مقره طرابلس، االحتاد املغاريب لنقابات الربيـد واالتصـاالت السلكية والالسلكية الذي يلعب دورا مهما خاصة يف جمال تكنولوجيا االتصال والربط

كذلك، االحتاد املغـاريب والتقريب بني البلدان املغاربية والعامل اخلارجي ومقره طرابلس ، االحتاد املغاريب للصناعات التقليدية الذي يعـد سيج واجللود ومقره تونسلصناعات الن

احتاد ، )2(جماال حيويا للقطاع السياحي، وصورة مشرقة مشتركة ملا يف املنطقة احلضارياألول مقره الـدار البيضـاء ةالغرف االقتصادية للمغرب العريب، احتاد املصارف املغاربي

ملغرب العريب للرياضة اإلنتاجية والشغل ومقـره طـرابلس، احتاد ا. والثاين مقره تونسومقره تونس، االحتاد املغاريب لشركات النقل البحري ومقـره االحتاد املغاريب للفالحني

ـ أنظر ذا الصدد ملحق املنظمات املغاربية غري احلكومية، ص )1( .32املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )2(


220

تونس، االحتاد املهين لعمال النسيج ومقره طرابلس، االحتاد املغاريب جلمعيات مـوظفي اد املغاريب لرجال األعمال واالقتصاد ومقره االحت. املالحة التجارية ومقره الدار البيضاء

احتاد املعارض املغاربيـة ومقـره ،احتاد املغرب العريب لالقتصاديني ومقره الرباط ،تونساحتاد املغـرب العـريب االقتصادية ومقره الدار البيضاء،تونس، احتاد مكاتب الدراسات

ات، هناك مجعيات مغاربية جانب االحتاد إىل. أخصائي املعلومات ومقره تونسجلمعيات اجلمعية املغاربية لتنمية دراسة املوارد البشرية ومقرها تـونس، : كثرية نذكر منها مايلي

غاربية لدراسة السـكان مقرهـا اجلمعية املغاربية خلرباء النقد ومقرها تونس، اجلمعية املديني املغاربة لدول مجعية التعاون والوحدة املغاربية ومقرها تونس، مجعية االقتصا اجلزائر

كما توجد هناك روابط وهيئات مغاربية كـثرية كـالس . االحتاد ومقرها الرباط اخلاألعلى املغاريب للحديد والصلب ومقره الرباط، واهليئة املغاربية للتنسيق بـني الغـرف

الفالحية بدول االحتاد املغاريب ومقرها الرباط، مركز البحوث املغاربية ومقـره تـونس تعترب هذه التنظيمات االقتصادية املغاربية غري احلكومية مبثابة األرضية الصلبة اليت يقف و

طبيعية شعبية من شـأا ونقاط تواصل . عليها االحتاد املغاريب بشكله الرمسي احلكومياد املغاريب، مبا متلكه تدليل الصعاب اليت توجه التعاون والتكامل االقتصادي بني دول االحت

ة وإرادة وجتربة يف ميدان اختصاصها مما يعطي لالحتاد دعما ودفعا قويا باجتـاه من قدراليت تعززت بإبرام اتفاقيات عديدة يف كافة ااالت، نذكر منها يف . حتقيق أهدافه املعلنة

: اال االقتصادي مايليïiŠÈÛa@lŠÌ½a@Þë…@í@æëbÈnÛa@pbîÓbÐma)1(

ات الفالحية بني دول احتاد املغرب العريب، واتفاقية املنتجاتفاقية خاصة بتبادل هي ، كذلك إبرام اتفاقية 1990ر عام هذه الدول ومت إبرامهما يف اجلزائضمان االستثمار بني

بني دول االحتاد املغاريب خاصة بالنقل الربي للمسافرين والبضائع والعبور يف اجلزائر عام لالسـتثمار اقية إنشاء املصـرف املغـاريب ، ومن االتفاقات اهلامة كذلك جند اتف1990

. والتجارة اخلارجية بني دول االحتاد املغاريب واتفاقية جتارية تعريفية بني هـذه الـدول ريع والطرود، والضمان االجتمـاعي سعاون يف اال البحري الربيد العادي والتية قواتفا

)1( – http : // www.Majliselouma. Dz/choura, P4. HTM.


221

ايـة البيئـة والتنميـة وامليثاق املغاريب حول مح. 1991عام رأس التوف كلها متت يفول االحتاد، واتفاقيـة دل برخص السياقة بني داملستدامة، واتفاقية خاصة باالعتراف املتبا

اخلاصـة 6تعليمه رقمالو .تنظيم الصفقات العمومية يف جمال التجهيز واألشغال العموميةها متت االحتاد وكلبشروط صناعية واسترياد وعرض األدوية البيطرية باجلملة داخل دول

وتوقيع اتفاق خاص بشهادة املنشأ بني دول االحتـاد، واتفـاق . 1992واكشط عام يف نبني دول االحتاد، واتفـاق خـاص %17.5خاص بتطبيق الرسم التعويضي املوحد بنسبة

املنوبني إدارات الربيـد بتبادلنشاء جلنة مغاربية للتأمني وإعادة التأمني، واتفاق خاص إب، واتفاق خاص بتبادل اخلرباء واملختصني بني إدارات الربيد ول االحتادواالتصاالت بني د

اد،ـواالتصاالت يف دول االحتاد، واتفاق خاص بقيام منطقة للتبادل احلر بني دول االحت . )1(1994وكلها اتفاقات متت يف تونس عام

عامليـة هذا وإذا كانت املنظمات والروابط واالحتادات املدنية غري الرمسية ظاهرةة للتعاون بني الدول حيث تشري إىل ق أمام اختاذ إجراءات حكومية رمسيإجيابية متهد الطري

مدى اإلرادة والرغبة امللحة للمجتمع املدين للسري يف التعاون يف اجتاه معني يتوافق مـع طبيعة االنتماء اجلغرايف والتاريخ والثقافة املشتركة بشكل عفوي، مما جيعل تدخل الدولة

السهولة مبكان يف هذا اال، وهو ماحصل متاما يف االحتاد لوضع اللمسات األخرية من املغاريب، الذي جاء ملبيا إلرادة قوية لشعوب املنطقة كما للحكومات فيهـا، ولكـن

ية قليلة جدا االتفاقيات املغارببدرجة أقل من اإلصرار والتحدي للعراقيل، لذلك جاءت من عدد املنظمات والروابط واالحتادات املغاربية يف خمتلـف قلوهي ذات طابع رمسي أ

جماالت احلياة االقتصادية والسياسية واالجتماعية كما أا مل تكن تليب اإلرادة احلقيقيـة لشعوب املغرب العريب للتعاون والتكامل والوحدة الشاملة اليت حتقق أهـداف االحتـاد

التعاون املغاريب اليت انطلقت حبمـاس وكثافـة أن اتفاقيات املغاريب بل األسوأ من ذلك مبراكش 1989بعد التوقيع على معاهدة قيام احتاد املغرب عام 1990كبرية نسبيا منذ عام

، حيث عادت إىل شكل التعاون الثنـائي الـذي 1994مث توقفت إىل درجة اجلمود بعد لرمسي املغاريب وهو اليزال هذا التباطؤ الذي عرفه التعاون ا .كان سائدا قبل قيام االحتاد

.359املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيمي ـ )1(


222

يف بداية الطريق مشل تقريبا كافة أوجه التعاون والتقارب خاصة يف اـال االقتصـادي والتجاري كما يتضح لنا من خالل استعراضنا لواقع التجارة البينية بني البلدان املغاربيـة

.يف السنوات األخرية@bÈia‰@@@Zòîi‰bÌ½a@òîäîjÛa@ñ‰bvnÛa@ @

عن مدى رب عات االقتصادية الرئيسية اليت تعع التجاري أحد أهم القطايعترب القطاقوة أي اقتصاد حديث على كافة املستويات احمللية واالقليمية والدولية، وبقدر ما تكون حصة القطاعني املنتجني الزراعي والصناعي خاصة أكرب دل ذلك على مـدى أمهيتـه

مة اليت تدخل يف عالقات اقتصادية جتارية مكثفة كما هو احلال يف البلدان املتقدوفعاليته، فيما بينها، خاصة منها تلك اليت تتم يف إطار تكتالت اقتصادية معينة سواء منها االقليمية أو الدولية، ومن هنا ميكن إدراك مدى أمهية االقتصاد املغاريب من خـالل استعراضـنا

تجات املتبادلة فيما بـني هـذه للعالقات التجارية سواء من حيث حجمها أو نوعية املنالبلدان من جهة وبينها وبني بلدان العامل من جهة أخرى كما يتضح لنا مـن خـالل

:اجلدول التايل تطور المبادالت التجاریة بين البلدان المغاربية وبلدان العالم: ) 19 ( جدول رقم

مالیين الدوالرات: ة لوحدا

واردات ـ :السنوات صادراتـ

ن المغاربيةالبلدا

1980 1986 1992

الصادرات نحو الواردات من الصادرات نحو الواردات من الصادرات نحو الواردات من

:الجزائر واردات من العالم

ليبيا" " " المغرب" " " موريطانيا" " " تونس" " "

:ليبيا واردات من العالم

رالجزائ" " " المغرب" " " موريطانيا" " " تونس" " "

:المغرب واردات من العالم

ليبيا" " "

10.525 11.69

- - -

14.18

1.8 - - -

4182 1.3

15.624

1.6 - - -

7175

- 5.7 -

88

3790 -

9.234

- -

24 102 - - - - -

7356

91

7830

- -

1.5 39

23365 - - - -

2403

-

8.648

2.3 97 -

124

1571 7.5 1.8 -

1.5

2427 -

11.137

2.7 137

- 78 - - - - -

3977

72


223

الجزائر" " " موريطانيا" " " تونس" " "

:موريطانيا واردات من العالم

الجزائر" " " ليبيا" " " ربالمغ" " " تونس" " "

:تونس واردات من العالم

الجزائر" " " ليبيا" " " المغرب" " " موريطانيا" " "

- 0.5 4.3

2.86 - - - -

9350 7.2

10.18.2007 14.6 0.5

73 -

0.9 234

- - - -

2897 80.5 2.1

17.0 -

102 -

51 472

- - - -

6432 152 51.3 74.4 -

7.8 2.3

13.3 194

- - - -

2234 4.9

18.1 1.8 0.1

41.5 -

13.4 374

- - - -

1759 89.6 4.8 7.3 -

131 -

49.5 515

- - - -

4039.9

97.8 176 46 -

.359المغرب العربي في مفترق الطرق، مرجع سبق ذآره، ص : عبدالحميد اإلبراهيمي : المصدرأن حجم التجارة بـني البلـدان ) 17(من خالل هذا اجلدول وهكذا يتضح لنا

هي قليلة جدا مقارنة مع 1992وحىت عام 1986مرورا بعام 1980املغاربية بدءا من عام جتارة هذه البلدان مع بقية بلدان العامل، سواء تعلق األمر منها بالواردات أو الصادرات ،

مليـون 10525قد بلغـت 1980مل عام حيث نالحظ مثال أن واردات اجلزائر من العامليـون 8648مليون دوالر واستمر هذا اهلبوط حىت وصل إىل 9234دوالر مث نزلت إىل

على ، يف حني كانت الواردات من البلدان املغاربية خالل هذه السنوات 1992دوالر عام نـت يف حـني كا . مليـون دوالر 344مليون دوالر، 126مليون دوالر، 1169التوايل

مليون دوالر مل تزد فيهـا 15624حوايل 1980صادرات اجلزائر حنو العامل اخلارجي عام ، مث نزلت الصادرات اىل ليبيا مليون دوالر خالل هذه السنة 1.6حصة البلدان املغاربية

املغاربية صادراتيف حني ازدادت حصة الت 1986مليون دوالر عام 7830إىل اخلارج إىل فقـد 1992مليون دوالر، أما الصادرات إىل العامل خالل عـام 40.5 بشكل طفيف إىل

مليون دوالر، وكانت حصة البلدان املغاربيـة يف 11137، وبلغت االرتفاع إىلعادت فقط منها وهو مبلغ ونسبة قليلة % 5.12مليون دوالر وميثل 217.7الصادرات اجلزائرية

فضال عن ضعفها مقارنة مع حجم جتارا مـع جدا بكافة املقاييس االقتصادية التجارية العامل اخلارجي غري املغاريب كذلك األمر فيما يتعلق بواردات وصادرات البلدان املغاربية األخرى داخل بلدان احتاد املغرب العريب مقارنة مع صادراا ووارداـا مـع العـامل


224

مع أنـه توجـد )17(اخلارجي، كما هو واضح من خالل املعطيات الواردة يف اجلدولباملبادالت االقتصادية التجارية بني هذه هناك صعوبة يف احلصول على املعلومات اخلاصة

البلدان، وذلك يعود ألسباب عديدة منها عدم االهتمام يف األساس باالحصائيات اخلاصة ا نظرا لقلتها، أو عدم توفرها من األساس، بسبب عدم مرور كـثري مـن املبـادالت

للتهريب والتحايل علـى القـانون ية بينها بالطرق الرمسية القانونية، بل اختاذها التجاروالتصريح الكاذب سبيال رئيسيا ملعامالا يف هذا اال، ومع ذلك تبقى هذه املعطيات . على قلتها ضرورية للباحث كنقطة انطالق متهيدا لتحسينها ريثما يأيت البديل مستقبال

ادالت التجارية إىل السنوات األوىل الستقالل هذه البلـدان عـن هلذا ويعود ضعف املب .%1.67حيث كانت متثل 1966االستعمار األورويب خاصة منذ عام

من جمموع الصادرات املغاربيـة %1.25فقط من املبادالت من جمموع الواردات تفع مث ار 1967مليون دوالر عام 26إىل 1964عام مليون دوالر 37حيث اخنفضت من

مث ارتفـع حجـم 1980مليون دوالر عام 47مث إىل 1970مليون عام 38هذا املبلغ إىل والـواردات 898.6حيث بلغ يف جمال الصادرات 1992املبادالت إىل أقصى مداها عام

مليون دوالر بني البلدان املغاربية ، يف حني كانت حصة الواردات والصـادرات 838.7وهذا ميثل . مليون دوالر 20361مليون دوالر و 21161التوايل حنو العامل اخلارجي على

نسبة كبرية جدا مقارنة مع حجم ونسبة التجارة البينية املغاربية، مما يقتضي العمل جبـد الطرق واالجراءات الكفيلة برفعها إىل مستوى مقبـول يتناسـب مـع من أجل إجياد

استثمر هذا الواقع التجاري حىت عـام وقد. اذ املغرب العريباألهداف االستراتيجية الحتورمبا ال يزال قائما إن مل يتدهور يف الوقت الراهن كما يتضح لنا مـن خـالل 1995

:اجلدول التايل حجم ونسبة التجارة البينية المغاربية : ) 20 ( جدول رقم

1995 خــــــــــالل

مليون دوالر: ة لوحدا

واردات ـ : حجمصادراتـ


الصادرات الواردات

)%(النسبة حجمها )%(النسبة حجمها


225

الجزائر ليبيا

المغرب تونس

موريطانيا

181 346 284 83 35

2 6 3 1 7

209 431 229 364 01

2 5 5 6 0

1234 939 المجموع المغاربي

النسبي الى الضعف حيث يشير الجدول المذآوراعالهةمستنسخ من مصادر مختلف : المصدر آمايشير التقرير العربي الموحدالصادرفيالقا ،مع زيادة طفيفة مع الزمن التكاد تذآرة،للتجارةالبينية المغاربي

.%7.1،وموريطانيا%7.3،وتونس%8.6،والمغرب%8.1،وليبيا%3على حيث لم تزد في الجزائر:2003.هرةعام

للتجارة البينيـة املستمر حيث يالحظ االخنفاض املطلق وكذلك التدهور النسيباملغاربية يف جانيب الواردات والصادرات، مع اختالف بسيط بني بلد مغـاريب وآخـر،

بلـدان لوميل عام للتراجع يف هذا اال حيث كانت نسبة الواردات اجلزائريـة مـن ا فقد كانت أفضل نسبيا ليبياأما فقط، % 2والصادرات ،%2حوايل 1995املغاربية عام

حصة يف حني كانت %5والصادرات % 6من حيث حصة وارداا من البلدان املغاربية ، أما تونس فكانـت حصـة %5وصادراا إليها %3 واردات املغرب من هذه األقطار

أمـا ، علـى التـوايل % 6و %1 الواردات والصادرات املغاربية يف جتارا اخلارجيـة من الصادرات فقط مـن بلـدان %1و ،من الواردات % 7حصتها موريطانيا فكانت مع العلم أن العالقات االقتصادية التجارية خاصة تعد املعرب الفعال عـن .االحتاد املغاريب

لثنائي على املستوى امدى التعاون والتكامل االقتصادي املنشود بني كافة البلدان ، سواء أو التكتالت السياسية االقتصادية اجلماعية، مما يدعو إىل التنسيق املفضـى إىل تنويـع

والواردات، مبا يتفق ع الصادراتوتنوع اإلنتاج معربا عنه بتنواقتصادياا وحتسني هيكل مع املقاييس االقتصادية للتخصص ، والفعالية االقتصادية لتحقيق تنمية متوازنة وملبيـة

ت االقتصاد املغاريب، حسب اإلمكانيات املتاحة واألولويات االقتصـادية، ومبـا حلاجايسمح بالتغلب على كافة العراقيل اليت ميكن أن تعترض مسرية التكتل واالحتاد املغـاريب

.)1(يف كافة ااالت وخاصة منها االقتصادية@bßb@Z@@ïi‰bÌ½a@ð…b–nÓüa@ÝßbØnÛaë@æëbÈnÛa@pbÔîÈß@ @

)1( – Cooperation enter Les Pays du Maghreb, Banque Islamique Jeddah 1985, P 87. - World Bank. Wold Tables New York 1993. - http : // www. Imf.org. http : // www.wto.org. انظر كذلك منظمة التجارة العاملية.


226

ع أو تكتل سياسي أو اقتصادي تواجهه يف بداية تشكله عوامل تنافسية ككل جتمتنافرية ، وعوامل انسجام واحتاد وتكون الغلبة يف اية املطاف ألحد االجتاهني املنافرين إما سلبيا أو إجيابيا ، تبعا لغلبة عوامل اجلذب ألحد الطرفني، كذلك األمر فيما يتعلـق

ي بني البلدان املغاربية، حيث جند هناك أطرافا تدعو للفرقـة بالتعاون والتكامل االقتصادواهلدم تسري بعكس التيار أمام عجلة التاريخ ومعطيات احلاضر ومتطلبـات املسـتقبل، وأطراف أخرى تدعو إىل الوحدة والتكتل وتسري باجتاه التيار حنو ذد أفضل على كافـة

مرشحة ال حمالـة لتكـون يف قلـب األصعدة احمللية واإلقليمية والدولية، وهي بذلك األحداث وحمركها الفعال، ومن هنا جاءت أمهية حصر هذه العراقيل والعمل جبد إلزاهلا أو القضاء عليها، من أجل إقامة احتاد متني بني البلدان املغاربية على غرار ما حـدث يف

نت من التغلب على ، والتجارب االحتادية الدولية الرائدة الراهنة، اليت متكماضيها العريقومن هذه العراقيل علـى الصـعيد . الصعوبات اليت واجهتها يف املراحل األوىل لقيامها

:املغاريب نذكر ما يلي تأيت يف مقدمة العراقيل اليت تواجه احتاد املغرب العريب اختالف األنظمـة : أوال

سياسية واالقتصادية السياسية مجهورية مجاهرية ملكية، مع اختالف املبادئ أو الفلسفة الالتقـارب االقتصـادي مـن إمكانيـة حيدلكن هذا ال . اليت قامت عليها يف األساساالحتـاد بـني اعضـاء وقد وجد هذا االختالف السياسي . واالجتماعي يف بداية األمر

.األورويب لكنه مل مينع من قيامهلى االحتاد اختالف مستويات التقدم االقتصادي حيث يشكل ذلك عبئا ع : ثانيا

املغاريب، ويتطلب منه العمل على حتقيق توازن اقتصادي بني كافة األقطار املغاربية، عن طريق تفعيل املوارد املادية والبشرية الفطرية بالدرجة األوىل، مبساعدة احتادية مغاربية من

شأا حتقيق دفعة قوية ملستويات التطور االقتصادي األدىن يف بعض األقطارغاربية لدى أصـحاب القـرار، اختالف يف الرؤية اخلاصة ببناء الدولة امل : ثالثا

والتضارب لدى البعض بني السعي لتحقيق املصاحل القطرية الضيقة من جهة ، واملصـاحل العليا لألمة على الصعيدين القطريوالغاريب، مبا يتيح االنسجام بـني كافـة مسـتويات

اليلبث أن يزول مع ارتفاع درجة الوعي السياسي لكن هذا األمر يبقى حمدودا. االنتماء


227

واالقتصادي واالجتماعي، املؤمن بالتضحية الظرفية بالسيادة القطرية ملصـاحل التجمـع .السياسي االقتصادي األكرب، الذي يعزز مكانة هذه الدول على كافة األصعدةخلالفـات كما تأيت العراقيل من اختالف الرؤى والتطلعات اليت تسعى لتحويل ا

الظرفية واملصاحل اخلاصة واألنانية إىل دافع قوي إلقامة االحتاد الذي مـن شـأنه إذابـة اخلالفات الشكلية وتطبيق مبدأ الضعيف يف االحتاد قوي حىت يرقى إىل مستوى العضـو القوي ليعمم التقدم والرفاهية واملساواة بني اجلميع يف إطار دميـوقراطي ال جمـال فيـه

رأي األحادي، والتمايز بشكل يتناىف مع األهـداف االسـتراتيجية لالحتـاد للهيمنة والاملغاريب كذلك فإن االختالف يف إدراك أمهية التطورات السياسية واالقتصادية العامليـة وانعكاساا على البلدان املغاربية ، ومتطلبات مواجهته مبا خيدم املصاحل العليـا لالحتـاد

لكن . م السائدة كالعوملة والشمولية والنظام العاملي واإلقليمي اخلاملغاريب يف إطار املفاهيمع ذلك ميكن الوصول إىل تصور موحد عام مع بقاء االختالف يف التفاصـيل حـول التجربة االحتادية املغاربية اليت بقيت حىت اآلن أسرية للسياسة املرتبطة باملواقف الظرفيـة

.تيجية هلذا االحتاددون مراعاة للمصاحل واألهداف االستراكبري يف النشاطات االقتصادية اليت ميكن أن تشـكل جمـاال هناك تشابه : رابعا

للتعاون االقتصادي فيما بني هذه البلدان من جهة ، وبينها وبني بلدان اخلارج من جهة مع انعدام سياسة للتكامل والتنسيق بني هذه النشاطات، مما جيعلها أكثر تنافسية . أخرى

كما احلال يف جمال الصادرات اليت تشكل املواد األولية . األسواق الداخلية واخلارجيةيف يف حني تتكون الواردات مـن املنتجـات . االستخراجية والزراعية القسم األكرب منها

خاصة تلك اليت ال تتوفر يف البلدان املغاربيـة )1(الصناعية الرأمسالية منها واالستهالكيةاملطلوبة من قبل املستوردين الذين يسعون لتحقيق أقصى األربـاح، يف بالكمية والنوعية

إطار الستغالل املركب للتبادل غري املتكافئ مع اخلارج بغض النظر عن النتائج السـلبية .اليت تعود على املستهلك واالقتصاد الوطين بشكل عام

.359املغرب العريب يف مفترق الطرق، مرجع سبق ذكره، ص : عبداحلميد اإلبراهيميـ )1(

ينصب على املـواد الغذائيـة، واملـواد األوليـة، كـالنفظ حيث يشري إىل أن اجلزء األكرب من املبادالت املغاربية .والفوسفاط، وبعض املبادالت الصناعية والنسيجية، وامليكانيكية واألغذية


228

قضـايا واقف غري واعية وغري مسؤولة حول ،مهناك عراقيل نامجة عن : خامسااليت تتناقض مع الوحدة اجلغرافية املغاربية ،ية تتعلق بالوحدة القطرية الترابية اجلغرافيةأمبد

حيث تدوب فيها احلدود القطرية املصطنعة لصاحل األهداف العليا االستراتيجية لالحتـاد يـة يف املغاريب، واليت من شأا يف حالة حتقيقها أن تؤدي إىل تقوية ودعم األقطار املغارب

كاخلالف غري . إطارها الشامل واملتكامل وتزيل كافة اخلالفات الشكلية بني هذه األقطارموضوعيا بني اجلزائر واملغرب حول طبيعة استقالل وشـكل حتريـر الصـحراء ةاملربر

سرية االحتاد املغاريب، مع العلم أن حل هذه املشكلة املصطنعة اليت ماملغاربية الذي عرقل رة يف طريقه، كان من املمكن وال يزال كذلك أن حتل عن طريق فسح وقفت حجر عث

دون اال أمام تقدم وتطور االحتاد املغاريب وبشكل آيل ملصلحة كافة األطراف املغاربية استثناء، وباختصار شديد ألن هناك خطرا خارجيا ال يزال يتربص ذه املنطقة وسينقض

أن كافـة هذا إىل جانـب . ا بقيت قواها مشتتةعليها بشكل مباشر أو غري مباشر طاملجتارب الوحدة والتكتالت االقتصادية العاملية قد برهنت على أا كانت عامال هاما حلل

قليمية والوطنية، وليس ببعيد مـا والظرفية حول احلدود والسيادة اإلالرتاعات التارخيية ول االحتـاد األورويب جرى بني بعض دول جملس التعاون العريب اخلليجي ، وبعـض د

كما أن احلصار اجلائر على ليبيا من قبل بعـض . وغريمها من التكتالت العاملية األخرىع لو مت تفعيل وتطـوير االحتـاد قما كان لي. البلدان املتقدمة مبساندة من األمم املتحدةلتحررية ، وكذلك األمر يف كافة القضايا ا)1(املغاريب وفقا لألهداف واآلجال املرسومة له

الذي يواجه بدوره ،االقتصادية والسياسية واالجتماعية اليت تواجهها خارج إطار االحتادعراقيل شكلية وجوهرية دانية وخارجية ، ال ميكن تالقيها يف غيـاب عمـل مشـترك

أخذ يف عني االعتبار جتـارب ييف بعده العريب اإلسالمي العاملي، )2(استراتيجي مغاريبوهو ماحناولت توضـيحه يف الفصـول .احلاضر واحتماالت املستقبل املاضي ومعطيات

.القادمة

.1/5/2001ـ اإلحتاد املغاريب فضاء إقتصادي أمام قوى مثقلة باملشاكل، جريدة البيان، ديب )1(

)2( – F.YACHIR : Politiques D'justement et Intégration Maghrébine Compte Rendu du Séminair;

15 – 17 Octobre, Tunis, 1990.

أسس التصنيع المغاربي: سادسال الفصل

229

@ @@@Ûa…bÛa@Ý–Ð@ @ïi‰bÌ½a@Éîä–nÛa@c

الشك أن أي نشاط اقتصادي حديث البد أن يقوم على أسس متينة جتعله حيقق أهدافه بفعالية مطلقة، مبقياس الزمان واملكان الذي قام أو يقام فيه، خاصة عندما يكون

أرقى قابـل نشاطا تصنيعيا، يتم مبوجبه حتويل املواد األولية من شكلها البسيط إىل شكل لالستعمال أو التبادل، بقيمة مضافة معتربة، ومن مت حتقيق مداخيل أكرب لعوائد عوامـل اإلنتاج من أجر وريع وفائدة وربح، مما يتيح الفرصة باستمرار للعمـل علـى حتسـني وتطوير أسلوب اإلنتاج واإلنتاجية، مبا يتناسب مع التطورات املادية والفكرية املتاحة أمام

ني، حبيث يؤدي ذلك إىل توفري سلع وخدمات تليب حاجة ضرورية لدى املستهلك، العاملمن الناحيتني الكمية والنوعية، وسواء كان )1(تظهر أمهيتها من خالل عرضها يف السوق

هذا السوق حمليا أو خارجيا، ضيقا أو واسعا فإن جتاهل مؤشراته السـلبية أو اإلجيابيـة وال شـك أن أفضـل . يدين االقتصادي واالجتماعيستكون نتائجه مكلفة على الصع

طريقة للحصول على احلاجات املادية هي إنتاجها بشكل مباشر، عن طريق اسـتخدام األساليب احلديثة يف التعامل مع عوامل اإلنتاج، اعتمادا على اإلمكانيات املادية والبشرية

. ناعي على وجه اخلصوصاملتاحة، باعتبارها األساس املتني لقيام أي نشاط اقتصادي صوبالنظر ملا جاء ذكره يف الفصول السابقة، خاصة يف جمال أسس وأساليب التصـنيع يف البلدان املتقدمة يبدو لنا أن منطقة املغرب العريب مهيأة من أوجه عديدة لالستفادة مـن تلك التجارب بالشكل الذي يتناسب مع إمكانياا وخصائصها املميزة، االسـتراتيجية

جلغرافية واحلضارية والتارخيية واالقتصادية الراهنة، مما ميكنها من لعـب دور حيـوي اسياسي واقتصادي واجتماعي ليس على الصعيد احمللي فحسب بل على املستوى العاملي

وأهم من ذلك كله هو ما تتوفر عليه اليوم من موارد اقتصادية بشرية وماديـة . كذلك، يكون للتصنيع فيهـا )2(ضروريا لقيام أية ضة اقتصاديةبكافة أبعادمها ، تعترب شرطا

السوق الذي يتحول فيه كل شئ تقريبا إىل سلع ميكن عرضها يف السوق ملعرفة باقتصادهذه الوضعية تتعلق خاصة ـ )1( أخرى مقابل التنازل عليها قيمتها احلقيقية، ومن مث معرفة مدى إمكانية صالحيتها للتبادل، واحلصول على حاجات

.أو على املزيد منها، فالسوق هي اليت حتدد ماذا وكيف ومىت وكم جيب أن ينتج ؟، دمشـق، 192املتطلبات الضرورية للتوجه حنو الوفاء باإلحتياجات األساسية، جملة اإلقتصاد، رقـم : جميد مسعودـ )2(

. 29، 1، ص 1980


230

. مكانة رائدة وحمفزا ومقويا ومتفاعال مع بقية النشاطات االقتصادية االجتماعية األخرى : بحثني التاليني ذلك ما سنتعرض إليه بالتفصيل يف امل

½aÞëþa@szj@ @òîi‰bÌ½a@òíŠ’jÛa@…‰aì½a@ @

:وم سوف نتناوله من خالل ثالثة عناصر هيمن أجل تبسيط وتوضيح هذا املفه وأخريا األمهية النوعيـة ،تنمية املوارد البشرية، مث األمهية الكمية للموارد البشرية املغاربية

.املغاربيةللموارد البشريةòîi‰bÌ½a@òíŠ’jÛa@…‰aì½a@òîàäm@@c@@ @

عليها عمليـة تعترب املوارد البشرية وتنميتها باستمرار من أهم األسس اليت تقوم أن اإلنسان "التنمية االقتصادية االجتماعية ، خاصة ما يتعلق منها باال الصناعي، ذلك

بقدراته الفكرية وإمكانياته املادية اليت يسخرها للحصول على حاجاته الالحمدودة يعتـرب ألساسي بصفته احملرك ا )1(من أهم عناصر اإلنتاج االستراتيجية احلديثة للتنمية االقتصادية

يعد اإلنسان واملتفاعل بوعي معها، وهي يف كل األحوال منه وإليه، لذلك قيل حبق. هلاملكاته وامتلك زمام أمره، واستخدم طاقاته بوعي فيما يعود عليه أمثن رأس مال، إذامنى

ولن يتأتى له ذلك إال إذا حتكم يف مفاتيح املعرفة العلمية . وعلى جمتمعه بالرقي والتطورال ختصصه أو عمله، واليت تسمح له بالتفكري وابتكار الوسائل واألدوات والطـرق يف جم

اليت يستخدمها يف حل املعضالت اليت تواجهه على كافة مراحل ومسـتويات العمليـة اإلنتاجية، وهو بذلك يتميز عن احليوان كونه يفكر ويصنع أدواته بنفسه وأكثر من ذلك

عرفة العلمية واخلربة يف التعامل الواعي اهلادف مع تلك أنه يطورها مع الزمن من خالل املومنحتهم املزايا . لذلك ازدادت أمهية العلماء والباحثني يف اتمعات احلديثة. االبتكارات

املادية الضخمة وأخذت تتنافس يف اجتذام وخاصة من البلدان النامية اليت مل تسـتطع مما شكل نزيفا مستمرا للرأس مال البشري لديها توفري الشروط املادية واالجتماعية هلم،

مما يؤدي كـذلك إىل فقـداا . )2(بعد أن تكون قد أنفقت الكثري على تعليمه وتدريبه

.4، ص 1974ملحق األهرام اإلقتصادي، مطابع القاهرة التجارية،القاهرة، مارس تنمية املوارد البشرية، ـ )1( . 4، ص 1973، إجتاهات القوة العاملة يف العامل، جامعة بريوت العربية: عبدالعزيز فهمي هيكلـ )2(


231

ألحد الوسائل اإلنسانية اهلامة املساعدة على حتقيق التقدم االقتصادي ومن هنا تأيت أمهية ي الذي يشغل بال املتـهمني بالتقـدم املوارد البشرية املتخصصة اليت تعترب احملور األساس

االقتصادي والتكنولوجي يف كافة بلدان العامل، ذلك ملا له من عالقة مباشـرة بالتقـدم الشامل الذي حتقق يف هذه البلدان، كما أن مستوى التطور الذي بلغه االهتمام بالتنمية

أصـبح يعكـس البشرية، ومن مت مردوديتها على صعيد الواقع االقتصادي االجتماعي، بل وأمكن قياس الفروق يف هذا . بوضوح مدى النجاح الذي حققه أي جمتمع حديث

:كما يتضح لنا من خالل الشكل التايل . اال إىل حد بعيد بني خمتلف بلدان العامل يمثل مستوى التنمية البشرية واختالفها بين منطقة وأخرى : ) 4 ( رقم شكل

العالم بلدا في 174لـ 2000عام

) O C D E( منظمة التعاون والتنمية اإلقتصادية دول

) بدون الصين (دول شرق آسيا أوربا الشرقية

أمريكا الالتينية والكارابي شرق آسيا

دول جنوب شرق آسيا

البلدان النامية )بما فيها المغاربية (البلدان العربية

دول آسيا الجنوبية

إفريقيا اإلستوائية

البلدان األآثر تخلفا

Problemes Economiques Dix ans Dindicateureurs du Developpement Humain N° 2681/ 27 Sep 2000, Paris, P 15 – 19 .

174واخلاص مبؤشر التنمية البشرية يف ) 2( حيث يتضح لنا من خالل الشكل رقمالذي وضع على شكل سلم متدرج يشري إىل أدىن مستوى للتنمية البشرية 2000بلدا عام

1.000

0.900

0.800

0.700

0.600

0.500

0.400


232

. ى املستوى العـاملي من الناحية النظرية للمقارنة عل) 1(وأعلى مستوى وهو ) 0(وهو 0.800بلدا مبستوى تنمية بشرية أعلى أو يسـاوي 46ولوحظ من خالل ذلك أن هناك

بلدا يعيشـون 35، و0.790و 0.500بلدا يتمتعون مبستوى متوسط يتراوح بني 93وأن أي دون املتوسط ويشمل هـذا املسـتوى البلـدان 0.500يف مستوى ضعيف أقل من وهذا اعتمادا علـى ). الفقرية(اء والبلدان األقل تقدما يف العامل اإلفريقية جنوب الصحر

مؤشرات كمية تتعلق خاصة مبستو اخلدمات الصحيحة ومتوسط البقاء على قيد احليـاة ، وشروط املعيشة املادية كمتوسط الدخل الفردي، وما يرتبط بـه 60وسن 40بعد سن

ركة أو التهميش الذي يظهـر من تغذية صحية بكل مستلزماا وكذلك مستوى املشاشهرا فأكثر بني القادرين عن العمل، كذلك األمر فيما يتعلق 12على شكل بطالة تفوق

ومعدل التمدرس بني الصغار، مع األخذ . مبستوى املعرفة كنسبة التعلم األمية بني الكباريف بعـض يف االعتبار الفوارق بني اإلناث والذكور، والفوارق اإليديولوجية والعرقيـة

هذا وميكن اإلشارة إىل العالقة املتبادلة بني اخلصائص اليت متيز خمتلف جمموعات . األحيانالبلدان النامية ومستوى التنمية البشرية، ومستوى متوسط الدخل الفـردي واألمـل يف احلياة ومستوى التعليم لدى الكبار والتمدرس لدى الصغار، وذلك من خالل الشـكل

: التايل )1(العالقة بين مستوى التنمية البشرية والدخل والصحة والتعليم: ) 5 ( مرق شكل

174لـ 1998عام في البلدان المتخلفة

.205، ص 1998/ 1، بريوت، 227انظر قسم التحرير، جملة املستقبل العريب، عدد ـ )1(

0.700

0.600

0.500

0.400

0.300

فيات تام

تونس

غينيا

موريطانيا

مؤشر التنمية البشرية

100

80

60

40

20

نسبة تعليم الكبار

70

60

50

40

متوسط العمر سنة

2000

1500

1000

500

0

متوسط دخل )دوالر(الفرد

Problemes Economiques N° 2681, C D F , Paris 200 :المصدر


233

الذي يوضح لنا أنه كلما كان الدخل مرتفعا زادت فرص البقاء على قيد احليـاة وارتفاع نسبة بعد من األربعني والستني، ويؤدي ذلك إىل اخنفاض نسبة األمية بني الكبار

املتعلمني منهم، فضال عن ارتفاع نسبة التمدرس بني الصغار بشكل متصاعد حىت يبلـغ دوالر سواء فيما يتعلق مبتوسط العمر أو نسبة التعليم ومؤشـر 2000مداه، ابتداءا من وإذا طبقنا هذا املقياس على البلدان املغاربية نالحظ أن متوسط الـدخل . التنمية البشرية

دوالر يف موريطانيا وهو احلد األدىن يف هذه البلدان 410بني 1998دي فيها يقع عام الفرمما . دوالر 2060دوالر للفرد مث تونس 1550 دوالر مث اجلزائر بـ 1240 يليها املغرب بـ

يعين كذلك أن نسبة التعليم ومتوسط العمر ستكون متفاوتة حسب هذا املقياس بني هذه ني ودون اخلمسني على التوايل يف موريطانيا وأكثر من الستني باملائـة البلدان دون األربع

وسن الستني يف املغرب على التوايل وكذلك الوضع تقريبا يف اجلزائر، يف حـني جنـد الوضع االقتصادي ومن مث نسبة التعليم ومتوسط العمر يف تونس أفضل من بقية األقطار

ع درجة التنمية البشرية اليت يشري إليهـا وهذا كله يعود كذلك من جهة أخرى إىل واقاملقياس املذكور أعاله حيث يتناسب طردا مع ارتفاع متوسط الدخل الفردي من األدىن

إىل 0.600، واجلزائر 0.550، مرورا باملغرب 0.400على املستوى املغاريب يف موريطانيا على سـلم التنميـة 0.760وليبيا 0.700الدخل األعلى يف تونس الذي يتوافق مع الرقم

ومن هنا يتضح لنا مالمح التنميـة . )1(بالنسبة لكافة البلدان 1إىل 0البشرية املتدرج من بصفتها نتاج وانعكاس ملستوى احلياة االقتصادية لسكان . وأمهيتها على املستوى املغاريب

مـوارد املنطقة ، وميكن إدراك ذلك بشكل أكثر وضوحا من خالل دراستنا املقارنـة لل البشرية ، من الناحيتني الكمية والنوعية واليت ال ميكن ألية سياسة أو استراتيجية اقتصادية

.االستغناء عنها، باعتبارها اهلدف األمسى آلية تنمية اقتصادية على كافة املستويات @@líŠ’jÛa@…‰aìàÜÛ@òîàØÛa@òîàçþa@Éîä–nÛbi@bènÓýÇë@òîi‰bÌ½a@ò@ @

ربية من الناحية الدميوغرافية الكمية من أهم البلـدان الواقعـة تعترب البلدان املغامما يتيح جماال هاما لقيام تنمية اقتصادية عصرية عمادها . جنوب البحر األبيض املتوسط

حي بلغ سكان هذه البلدان أكثر مـن . التصنيع، ودعائمها الزراعة والتجارة واخلدمات )1( – Pnud Rapport Mondial Sur le Developpement Humain, New York 2000.


234

: عني على أقطار اخلمسة كمـا يلـي موز 2000مليون نسمة حسب تقديرات عام 84مليون نسـمة ، 33مليون نسمة ، اجلزائر 32مليون نسمة ، املغرب 3ا ــموريطانيمليون نسمة هذا فضال عن أن الزيادة الدميوغرافية هلذه 6مليون نسمة ، ليبيا 10تونس

: البلدان تعترب عالية كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايل حجم المساحة والكثافة وتطور سكان األقطار المغاربية: ) 21 ( جدول رقم

2000 / 1981 في الفترة ما بين

المساحةوالسكان


المساحة

2بالكلم

الكثافة في 2الكلم

2000

1981 ن.مليون

1990 ن.مليون

1998 ن.مليون

2000 ن.نمليو

معدل الزیادة السنویة

سنة

األساس

موریطانيا المغرب الجزائر تونس ليبيا

1030700

710850

2381741

155566

1755500

02.9

45.0

13.9

64.3

03.5

1.7

21.8

19.3

06.6

03.1

1.971

24.177

25.334

08.099

03.821

2.491

27.873

30.679

09.351

04.963

03.00

32.00

33.00

10.00

06.00

2.94

2.06

2.50

1.44

2.80

1990 1994 1991 1994 1995

2.36 84.0 75.163 63.342 52.5 13.9 6034357 المجموع

، جمعية األطلس، جامعة القاضي، مراآش، 1موارد البشرية ودورها في بناء إتحاد المغرب العربي، جال : المصدر .)بتصرف(. 54، ص 1991المغرب،

فيما يتعلق باملساحة تباين حجمها ) 19(ح من خالل هذا اجلدول رقم حيث يتضبني دول املغرب ، إىل درجة كبرية بشكل غري مناسب من نواحي عديدة أمهها اجلانب

لكنه إىل جانب ذلـك . االقتصادي مبا له من انعكاسات خمتلفة على سكان هذه املنطقة ليون إىل مدى أمهيتها االقتصادية لـيس م 6034357يشري احلجم اإلمجايل هلذه املساحة

فقط ملوقعها وملا حتتوي عليه من ثروات مادية سطحية وباطنية ولكن بالدرجة األوىل إىل احلجم املناسب للسكان بالنسبة هلذه املساحة حيث يشري إىل هذه الوضع معدل الكثافة

ىن يف موريطانيا مث ليبيا حتد أد 2يف كلم 2.9السكانية ، الذي يتراوح يف حالة التجزئة بني ، 2شخص يف الكلـم 39.2، مث املغرب 2شخص يف الكلم 12.9، مث اجلزائر 2يف كلم 2.5

، يف حني تصبح هـذه الكثافـة يف املتوسـط 2شخص يف الكلم 60.1وأخريا تونس بـ، مما يتيح توزيعا واستخداما أفضل من الناحية االقتصادية 2شخص يف كلم 23.3املغاريب


235

ساحة، وذلك بالنظر إىل الكمي السريع لعدد السكان يف هذه املنطقة حيث انتقل هلذه املمث 1990مليون نسمة عام 63.342إىل 1981مليون نسمة عام 52.5عددهم اإلمجايل من

وبـذلك معـدل 2000مليون نسمة عام 84مث إىل 1998مليون نسمة عام 75.163إىل هو معدل مرتفع مقارنة مع املعدل العاملي البـالغ و %2.36الزيادة السنوي اإلمجايل هو

، ومع ذلك يبقى مقبوال يف حال اختاذ اإلجراءات االقتصادية االجتماعية الالزمة 1.1%ذلك يبقى هـذا احلجـم كو . لتفعيل نشاطهم االقتصادي عن طريق التعليم والتكوين

ذلك إذا نظرنا إىل هـذه مقبوال إذا نظرنا إليه على املستوى املغاريب، وعلى العكس من خاصة فيما يتعلق بالفئات العمرية كمـا . الكثافة والزيادة بالنسبة لكل دولة على حدة

:لنا من خالل اجلدول التايل يتضح التوزيع الهرمي للسكان المغاربيين بين عامي: ) 22 ( جدول رقم

1990 ـ 1970

سنة 64 -15 سنة 14 - 0 الفئة العمریة الفترة الزمنية المغرب العربي

1970 - 1990 % 44 %42

1970 - 1990 % 53 %51

. 40سابق، ص لجمعية األطلس، الموارد البشرية ودورها في بناء المغرب العربي، المرجع ا : المصدر ، جامعة الدول 1990 – 1970التقرير اإلقتصادي العربي بلموحد، لسنوات : انظر آذلك

.1991العربية، تونس ، وهكذا يتضح لنا من خالل هذا اجلدول أن نسبة الفئات العمرية قد بقيت ثابتـة

سنة والفئة الواقعة بـني 14 -0ا يتعلق بالفئات الواقعة بني فيم 1990 -1970تقريبا عامي سنة مما يعين أن هناك استقرارا يف التوزيع اهلرمي للسـكان ومـن مت إمكانيـة 64 -15

وحىت وإن كانت . التحكم على األقل يف حاجام األساسية على املدى املتوسط والبعيدفيمـا %20ان املتقدمة اليت ال تتعدى مقارنة مع البلد %44و %42نسبة اإلعالة كبرية سنة فإن ذلك وأن شكل عبئا على االقتصاد الوطين يف املرحلة 14-0يتعلق بالفئة العمرية

األوىل، فإنه يصبح إجيابيا املرحلة الالحقة عندما تصبح هذه الشرحية منتجة ويف نفـس ع املغاريب للقـوى الوقت مستهلكة كما يتضح لنا أمهية اجلانب الكمي من خالل التوزي

.العاملة على القطاعات االقتصادية الرئيسية


236

وزيع القوى العاملة على القطاعات االقتصاديةت: ) 23 ( جدول رقم

1990 عام

القطاعات الخدمات الصناعة الزراعة البلدان

المغرب الجزائر تونس ليبيا ياموریطان

المتوسط المغاربي

%46 %31 %35 %18 %69

%39.8

%25 %27 %36 %29 %09 %24

%29 %42 %29 %53 %22

%35

.42جمعية األطلس، الموارد البشرية ودورها في بناء المغرب العربي ، المرجع السابق، ص : المصدر مانة العامة لجامعة الدول العربية، المجموعة اإلحصائية األ: انظر تفاصيل أآثر

. 35، ص 1991، تونس ، لدول الوطن العربي أنه توزيعـا يعكـس الواقـع ) 21(حيث يبدو لنا من خالل هذا اجلدول رقم

ة، على الطريقـة السـائدة يف االقتصادي للدول املغاربية كل على حدة إىل درجة كبريالبلدان النامية، واملتمثلة يف غلبة النشاط االقتصادي الزراعي على النشاط الصناعي الذي يأيت يف املرتبة الثانية، وأخريا القطاع اخلدمي، وحىت وإن كانت بعض النسـب خمالفـة

ال، فإن ذلك لذلك كمل هو احلال بالنسبة للجزائر وليبيا فيما يتعلق بقطاع اخلدمات مثال يعود ألسباب اقتصادية فقط، بل يعود إىل أسباب أخرى كما هو احلال يف اجلزائـر

مع العلم أن . حيث يزداد سكان املدن باستمرار نتيجة للهجرة الريفية املستمرة حنو املدنتوزيع القوى العاملة على القطاعات االقتصادية املذكورة يشـري إىل مسـتوى التطـور

بدءا بغلبة النشاط االقتصادي الزراعي للسكان يف املرحلـة األوىل مـرورا االقتصادي وأخريا مرحلة غلبة النشاط اخلدمي، وهذا الواقع يشري إليه بوضـوح . بالنشاط الصناعي

املتوسط املغاريب لتوزيع القوى العاملة على النشاطات االقتصادية الزراعيـة والصـناعية . يف القطاع الثالث %35يف الثانية، و %24وىل، يف األو %39.8واخلدمية ، بنسبة

مما جيعل هذا التوزيع أفضل على املستوى املغاريب من الناحية االقتصادية الكميـة من نواحي عديدة أمهها توفري األيدي العاملة، وإتاحة توزيع أفضل هلا على القطاعـات

ر أن التنمية االقتصـادية االقتصادية، وجماال أوسع لتصريف اإلنتاج الصناعي، على اعتبا


237

حتتاج لسوق واسعة تربر قيام الصناعة، مما جيعل قيام التصنيع على املستوى القطري غري .، هذا إىل جانب األمهية النوعية للموارد البشرية)1(اىل حدما ممكن

x@@@ÜÛ@òîÇìäÛa@òîàçþaÉîä–nÛbi@bènÓýÇë@òi‰bÌ½a@æbØ@ @

ة إمجاال مبعيار التنمية البشرية من أفضل سـكان يعترب السكان يف البلدان املغاربيالبلدان النامية من الناحية النوعية، وذلك العتبارات عديدة، نذكر منها قرا من أوروبا، اليت تعد مهدا للحضارة الغربية احلديثة، إىل جانب املوقع اجلغرايف االستراتيجي، الـذي

هلؤالء السكان معينا ال ينضب من الوعي يتوسط أربعة قارات رئيسية يف العامل، مما أتاحالثقايف االقتصادي املرتبط بوسائل اإلعالم احلديثة، اليت عمت خدماا كافـة اـاالت

وهذه املزايا اخلارجية يضاف إليها اخلصائص الداخلية لسـكان . االقتصادية االجتماعية، ففيما يتعلق باملسـتوى هذه البلدان كاملستوى الثقايف والتعليمي والتأهيلي والصحي اخل

التعليمي ميكن معرفته من خالل معدالت األمية بني الكبـار واملسـجلون يف التعلـيم :من خالل اجلدول التايل االبتدائي يف هذه األقطار كما يتضح لنا

توزيع نسب األمية والمسجلين في التعليم االبتدائي والجامعي: ) 24 ( جدول رقم المؤشرات

قطار األ

)3(نسبة التعليم العالي )2( المسجلون في االبتدائي )1( نسبة األمية19601980 1965 1985 1960 1980

موریطانيا المغرب تونس الجزائر ليبيا

95 86 84 90 78

83 72 28 65 57

13 57 91 68 78

- 81 118 94 127

- 1 1 0 1

- 4 5 5 6

4.2 0.6 84 61.4 49.6 86.6 المتوسط .بالنسبة لعدد السكانـ )3( .بالنسبة لألطفال الذین هم في سن التمدرسـ )2( .سنوات 10بالنسبة للسكان أآثر من ـ )1(

.54 ص 1991جامعة القاضي الموارد البشرية ودورها في بناء المغرب العربي مراآش ـ : المصدر .19ص 1998العربي جامعة الدول العربية القاهرة المجموعة اإلحصائية لدول الوطنـ .20ص 1983وميض جمال عمر قضية التخلف والتقدم المؤسسة العربية للدراسات بيروت ـ

- ONS ASTATISTIQUES ALGER 1992 P 23.

.30، ص 1985قضية التخلف والتقدم، املؤسسة العربية للدراسات، بريوت، : وميض مجالـ )1(


238

فترتني زمنيـتني خمتلفـتني الذي يشري إىل نسبة األمية يف األقطار املغاربية خالل حيث انتقلت هذه النسبة على التوايل يف 1980و 1960 نفصل بينهما عشرون سنة مها

%86من السكان البالغني أكثر من عشر سنوات، واملغرب %83إىل %95موريطانيا من إىل %78، وليبيا مـن %65إىل %90واجلزائر من %28إىل %84وتونس من %72إىل ا يعين من جهة أن أكثر البلدان تضررا من األميـة يف الفتـرة األوىل هـي ، وهذ57%

، فاملغرب فتونس فليبيا ، لكنها مجيعا تعترب قريبة من %90تليها اجلزائر %95موريطانيا لكن الفـوارق %86.6متوسط نسبة األمية على املستوى املغاريب يف هذه الفترة والبالغ

، حيث حققت تونس أفضل النتائج 1980لة الالحقة عام الشاسعة بدأت تظهر يف املرحمث ليبيـا %33تليها اجلزائر بنسبة تقدم بلغـت %56كما هو واضح بنسبة تقدم بلغت

أما على املستوى املغاريب فقـد حتقـق ،%12، وأخريا موريطانيا %14، مث املغرب 21%ال تزال قائمة حـىت وإذا كانت هذه الفوارق. خالل هذه الفترة %37تقدم ملموس بلغ

اليوم تقريبا فإا تعود إىل أسباب عديدة أمهها العمق واالنتشار الواسع هلذه املشكلة منذ أمد بعيد، كما تعود إىل مدى اجلهود اليت بذلت يف هذا اال من طرف كل وحدة على

ة يف حدة، وكذلك تعود إىل مدى توفر اإلمكانيات املادية اليت سخرت للقضاء على األميكل دولة، كما ميكن احلد منها عرب التعاون واالندماج املغاريب كما يتضح لنا من خالل

عـام %86.6النظرة الشاملة لألمية على املستوى املغاريب، الذي انتقلت فيه نسبتها من ، كما متتد هذه الوضعية إىل نسب املسـجلني يف التعلـيم 1980عام %49.6إىل 1960

حظ كذلك هناك فوارق كبرية، ولنفس األسباب املذكورة آنفـا، االبتدائي، حيث يالكما تدل على مدى أمهية اجلهود اليت بذلت من قبل هذه البلدان وخاصة يف تونس وليبيا

، حيث مت علـى املسـتوى 1985-1965واجلزائر مث املغرب فموريطانيا يف الفترة ما بني يف ايتها، كذلك يتضـح % 84الفترة إىل يف بداية % 61.4املغاريب االنتقال خالهلا من

1960من خالل اجلدول املذكور اخنفاض نسبة التعليم العايل على املستوى املغاريب عـام من حجم السكان، ومـع %4.2إىل 1980من عدد السكان، مث ارتفاعها عام %0.6إىل

ة مع البلـدان ، ومتدهورة جدا مقارن)1(%5ذلك تبقى أقل من النسبة املتوسطة العربية ، واليابان %55 املتقدمة حيث تقل عن النسبة املسجلة يف الواليات املتحدة األمريكية بـ

.56، ص 1983االقتصاد العريب، دار الطليعة، بريوت، : يوسف صايعـ )1(


239

، وهذا الواقع تعرب عنه كذلك نسبة املتعلمني بكافة املراحل الدراسية إىل عـدد %30 بـيف تـونس، %19.52يف ليبيـا، و %29.44يف كل بلد حيث بلغت 1975السكان لعام

وهي نسـب إن . %3.41يف املغرب، وأخريا موريطانيا %10.55اجلزائر، و يف %17.63ومن عـدد السـكان يعـد %16.5كانت متفاوتة بني هذه األقطار فإن متوسطها البالغ

من عدد السكان يف البلدان العربية، فإذا علمنا )1(15.9متقاربا نسبيا مع املتوسط العريب ومـن مت حتسـني . ذا الفرد يف الوظيفة اإلنتاجيـة ما للتعليم من أثر فعال على حتسني إ

مستوى معيشته، كان البد من العمل على تطوير وحتديث أساليبه بشكل يتناسب مـع التحوالت واحلاجات املادية االجتماعية املستقبلية، من خالل بناء اقتصاديات صـناعية

من االنـدماج يف قادرة على خلق شروط أفضل لالنفتاح واملنافسة واالستفادة القصوى لـن "النظام االقتصادي العاملي اجلديد من موقع قوة، ذلك أن الفكرة السائدة اليوم، هي

تقوم صناعة يف بلد من البلدان ما مل تتوفر لديه القوى املتعلمة، وأن بناء الصناعة ممكـن ـ ل طاملا وجدت هذه القوى وعلى هذا فإن الرخاء يتم عن تعليم غري املتعلمني، مث حتمي

، بعد أن يصبحوا مؤهلني لذلك، وعندها يكـون )2("غري املتعلمني بناء اقتصاد صناعياالرتباط الوثيق بني التأهيل النظري والعلمي للعنصر البشري من جهة والتنمية الصناعية من جهة أخرى أمرا ضروريا لتحقيق اقتصاد حديث قادر على مواجهة حتديات املنافسة

غري أن جانب التعلـيم . )3( إطار النظام االقتصادي العاملي اجلديداليت تفرضها العوملة يفوالتأهيل غري كاف للداللة على األمهية النوعية والتنمية البشرية للسكان، إذ البد مـن البحث يف مؤشرات املستوى الصحي هلم، على اعتبار أن اإلنتاج الفكـري واملـادي

: ا يتضح لنا من خالل اجلدول التايلكم. الصناعي لن يتأىن إال من اجلسم السليم

.56م، مرجع سبق ذكره ، ص قضية التخلف والتقد: عمر وميض مجالـ )1( .30قضية التخلف والتقدم، مرجع سبق ذكره ، ص : وميض مجال عمر ـ )2(، 10/1980التعلم وأثره يف التنمية اإلقتصادية، جملة دراسات عربية، دار الطليعة، بريوت، عدد :أمحد خري النجار . دـ )3(

.71، 75ص إذا أردمت مشاريع سنوية فـازرعوا القمـح، وإذا : يف القرن الثالث قبل امليالد " تزو كيو" أحد القدامى الصيننييقول

أردمت مشاريع لعقد من الزمن، فاغرسو األشجار، وإذا كانت مشاريعكم للحياة بكاملها فثقفـوا وعلمـوا النشـئ .57واإلنسان، ص


240

المؤشرات الصحية في األقطار المغاربية: ) 25 ( جدول رقمالمؤشرات

األقطار

عدد السكان لكل

طبيب


ممرض


سریر

)1( وفيات األطفال

1000في آل

أمل الحياة عند الوالدة عام 1988

عام 1984

عام1992

عام 1984

عام 1992

عام 1988

عام 1988

موریطانيا المغرب تونس الجزائر ليبيا

المتوسط

12120 15580 2150 2340 0690 6576

- 29220104314640 8595 10577

1200 920 370 330 350 634

- 930 536 874 214 510

125 71 48 72 80

79.2

46.5 61 66 64 79

63.3

.55ص ،1991مراآش ،جامعة القاضي ،الموارد البشرية ودورها في بناء اتحاد المغرب العربي ،ة األطلسجمعي: المصدرالقدرة على التفكري واإلبداع تتطلب مستوى صحي معينا على مستوى الفرد إن

عنه من خالل معرفة عدد كما على مستوى اجلماعة ال ميكن جتاهله، الذي ميكن التعبريعلى مستوى كل بلد مغاريب على حدة ويف سنوات خمتلفة فمـثال لكل طبيبالسكان

فرد لكل طبيب يف حني مل يذكر عام 12120هو 1984جند هذا املعدل يف موريطانيا عام ، مث ارتفـع إىل 1984لكل فرد عام 15580أما يف املغرب فالوضع أسوأ حيث بلغ 1992ملعيار أفضل على التوايل يف كل من ، كما جند الوضع الصحي وفقا هلذا ا1992عام 2920

فرد لكل طبيب 4640و 2340، مث اجلزائر 1992عام 10431و 1984 عام 2150تونس كما يعرب عن هذا الوضـع . لكل طبيب 8595و 0690 ، مث ليبيا بـ1992و 1984عامي

فرد لكل ممرض، 1200حيث بلغ يف موريطانيا 1984عدد السكان لكل ممرض مثال عام ـ 370 فرد لكل ممرض، مث تونس بـ 920ها املغرب تلي 350 فرد لكل ممرض، فليبيا بـ

فرد لكل ممرض، وبذلك يكون 33 فرد لكل ممرض ، وأحسنهم يف هذا اال اجلزائر بـكذلك فيما للممرضني 634و 6576فيما يتعلق باألطباء هو 1984املتوسط املغاريب عام

:ملزيد حول املؤشرات الصحية يف اجلزائر انظر ـ )1( - LHAOCINE AOURAGH : L'economie Algerienne A L'epreure de La Demoghraphie, CFPD, Paris, 1996, P

144.


241

فرد، تليهـا 214 د أفضل البلدان املغاربية هي ليبيا بـيتعلق بعدد السكان لكل سرير جنفرد لكل سرير عام 930 ، فاملغرب بـ874 فرد لكل سرير، تليها اجلزائر بـ 536تونس فرد لكل سرير مما يؤدي إىل 510يف حني كان املتوسط على املستوى املغاريب هو 1992 .ني الوضع الصحي على هذا املستوىحتس

أن النتيجة املنطقية املتحصل عليها من خالل هـذه املعطيـات يف ويبدو لنا جلياطفل على الشكل التايل حيث كان أفضلها 1000لكل 1988مؤشر وفيات األطفال عام

80 طفل، مث ليبيا بـ 72 بـ )1(طفل لكل ألف مث اجلزائر 71، تليها املغرب 48يف تونس ياة عند الوالدة بني الكبار على حتسني كما يعرب أمل احل. 121طفل وأخريا موريطانيا بـ

نسيب يف املستوى الصحي املغاريب مقارنة بالبلدان املتخلفة بشكل عام حيث بلـغ هـذا سنة تليها املغرب 64 سنة، تليها اجلزائر بـ 66 سنة، تليها تونس بـ 79املتوسط يف ليبيا

لى املستوى املغاريب سنة وبذلك يكون املتوسط ع 47 سنة، وأخريا موريطانيا بـ 61 بـسنة، وهو 63طفل لكل ألف نسمة يف حني يكون متوسط العمر بني الكبار هو 79هو

سنة، 54سنة وأكثر من املتوسط اإلفريقي البالغ 66سن قريب من املتوسط العاملي البالغ يف 65لكنه أقل بكثري من املتوسط األورويب والبلدان املتقدمة األخرى الذي يتراوح بني

مع العلم اجلانب الصـحي . )2(سنة يف اليابان 79سنة يف أوروبا الشمالية و 76روسيا و .)3(يربط مبستوى املعيشة الذي حيدده متوسط الدخل الفردي

وهكذا يتضح لنا مما سبق أن املوارد البشرية املغاربية مؤهلة من الناحيتني الكمية ا أا تعرب أفضل يف حال ما إذا نظرنا كم. والنوعية إلقامة اقتصاد حديث قوامه التصنيع

مما يدعو منطقيا كل بلد علـى ،إليها على املستوى املغاريب منها على املستوى القطريحدة للعمل من أجل اإلسراع بإقامة االحتاد املغاريب ، الذي يسمح بإمكانية حتقيق حرية لقد عرف الوضع الصحي تدهورا ملحوظا يف السنوات األخرية بعد التراجع النسيب لدور الدولة يف الرعاية الصـحية ـ )1(

إىل تلقيح سبعة أطفال خطأ مبـادة سـامة أدت إىل اليت ضمنتها سنوات طويلة بعد اإلستقالل، حيث وصل اإلمهال ، كما أشارت إىل ذلك كافة وسائل اإلعالم الوطنيـة يف 22/12/2001وفام بوادي األبطال والية معسكر، بتاريخ

.حينه، وقد بدأت بوادر حتسن اخلدمات الصحية مع إرتفاع تكاليفها يف القطاع اخلاص)2( – DOMINIQUE ET MICHEL FREMY : Quid mende Robert Laffont, Paris, 1987, P 1060.

)3( – WASSILY LEONTIEF : The Future of th World Economy Report , New York United, N.D.E, AND

Socia Affairs 1976, Appedix6.


242

ا يؤدي إىل مسـايرة دعه يعمل دعه مير، مم :قحركة األشخاص حتقيقا ملبدأ اقتصاد السوالتطور االقتصادي العاملي، وحتسني مستوى املعيشة، كنتيجة لتحرير املبـادرة اخلاصـة للعامل املغاريب ، ومن مت العمل على رفع مستوى استخدام املوارد االقتصادية املادية إىل

.أقصى حد ممكن واليت تشكل األساس الثاين الذي تقوم عليها التنمية والتصنيع ½aòîi‰bÌ½a@òí…b½a@…‰aì@ @

تعترب الوارد االقتصادية املادية الطبيعية املعدنية منها والزراعية أحـد املقومـات فكلمـا كانـت إمكانيـة . األساسية للتنمية االقتصادية الصناعية على وجه اخلصوص

كانت هناك فرصا أكرب لقيام صناعة قادرة على املنافسة ، يف . احلصول عليها حمليا متاحةخمتلف األسواق احمللية والدولية، إذا أحسن استغالل مزايا القرب من مصدرها، ووفرات حجمها خمربة التعامل معها، وذلك من أجل ختفيض تكاليف إنتاجها، وحتويلها حمليـا، دون تصديرها بشكلها اخلام يف ظل شروط يبادل غري متكافئ قد تفضى بالبلد املنـتج

لى اقتصاد ريعي غري منتج، وتبعيـة اقتصـادية مطلقـة إىل واملصدر هلا إىل االعتماد عاخلارج، وعندها يصبح البلد الذي يفتقر إليها يف وضع اقتصادي أفضل، كما هو احلال

. يف بعض البلدان األوروبية وبذلك تعترب املواد األولية مصدرا مهما لألرباح واملداخيل، اليت تتطلبها عمليـة

ثمار الصناعي، ومتويل املشاريع التنموية بشكل عام ، كما أـا التراكم الرأمسايل واالستتعترب مبثابة صمام أمان ملواجهة األزمات املترتبة عن التقلبات االقتصـادية والرتاعـات

مما يعرض الوضع . الدولية املفاجئة اليت تكون سببا يف احلد من االمدادت من هذه املواردواملالحـظ أن املنطقـة . والتدهور إىل حد بعيد االقتصادي واالجتماعي إىل االختالل

املغاربية تعد مبنآى عن هذا التأثري السليب، وذلك مبا تتوفر عليه من موارد مادية، يشكل يف كثري منها خمزونا استراتيجيا ليس على املستوى احمللي فقط وإمنا ميتد ذلك إىل املستوى

لغزاة واالستعمار القـدمي طمعـا يف العاملي منذ زمن بعيد، حيث كانت مصبا ألطماع امما يدعو بإحلاح البلدان . ثرواا ، وال تزال حىت اليوم حمل اهتمام معظم البلدان املتقدمة

املغاربية أفضل األساليب التقنية والتنظيمية املتاحة، من أجل توظيف عائدات هذه املوارد لوية، جيري حتقيقها عن طريـق يف خدمة التنمية االقتصادية الشاملة، مع اعتبار ذلك أو


243

، )1(إقامة صناعة حتويلية ألكرب قدر ممكن من املوارد الطبيعية األولية الزراعية والباطنيـة املتوفرة يف هذه البلدان، والتخلي تدرجييا مث كليا عن األسلوب غري االقتصادي الـراهن

لها اخلـام، فمنـذ الذي يتم مبوجبه تصدير اجلزء األكرب من هذه املوارد الطبيعية بشكسنوات الثمانينات وحىت اليوم تقريبا كانت متثل هذه املـوارد يف صـادرات البلـدان

يف %99يف اجلزائـر، وكـذلك %99يف املغرب، و %76يف تونس، و %66 )2(املغاربيةفهذه النسب تشري كما هو واضح إىل الطبيعة الريعية غري اإلنتاجية لالقتصاديات . )3(ليبيا

ة وإىل درجة االعتماد على املوارد الطبيعية يف جمال الصادرات، كمـا تشـري إىل املغاربيالصفة األحادية هلا واليت تتناىف مع تنويع الصادرات، للحد من احتمال تعرض سوق أي منتوج طبيعي ألزمة سواء كانت عادية أو مصطنعة من قبل القوى املتحكمة يف أسـواق

حيان خارج حتكم املنتجني أو املصدرين هلا، حىت ولـو ، وهي يف معظم األ)4(هذه املواد : من خالل اجلدول التايلكانت متوفرة بكميات اقتصادية يف هذه البلدان كما يتضح

توزيع أهم الموارد الطبيعية في البلدان المغاربية: ) 26 ( جدول رقم

.281، ص 1976بريوت، التعاون اإلقتصادي، معهد الإلمناء العريب، : عبداهلادي ميوتـ )1( )2( – ETIENE BRUNO : Le Maghreb Encyclopedia Universalis. V.5. 12 ED. 2000.

ومع ذلك تبقى حصة الصادرات املغاربية من غري احملروقات واملواد الزراعية عموما من أقل النسب اإلفريقية، حيـث ـ )3(وبـذلك %53 وموريطانيا %11يف حني ترتفع يف املغرب إىل %0وليبيا %5وتونس %0.2المتثل يف اجلزائر سوى .فقط %13.8يكون املتوسط المغاريب

:للمزيد من التفاصيل أنظر - CHRISTIAN ALAYER : L'afrique Moins Dependante Economia, N° 17, Mars 2002, P 49 – 51.

ة الزراعية والباطنية بالشكل اخلام كوسائل دفع لتمويل التنمية اإلقتصادية، ومن الواضح أن اإلعتماد على املواد األوليـ )4(حىت ولو تعلق األمر بدولة متطورة نسبيا كما كان احلال يف الإحتاد السوبيت فإنه يعترب غري جمد، حيث جلأ هذا البلـد

باستمرار إىل تدهور أسـعار املـواد إىل زيادة صادراته من هذه املواد نظرا لعدم قدرة صناعته على املنافسة، مما أدى .األولية، ومن مث الصناعة والوضع اإلقتصادي بشكل عام

.113، ص 1986حنو طريق ثالث يف اإلقتصاد، املؤسسة اجلامعية، بريوت، : أوتاشيك: أنظر ذا الصدد


244

1998 امـــــع الموا د الطبيعية المغاربية 24جدول رقم الموارد

البلدان

الموارد الزراعية)1(

ستخراجيةالموارد اإل

ضي زراعية أرا)

00

0هـ

ضي مرویة )(أرا

00

0هـ

( غاب

ــــــــــــــــات

)0

00

هـ (

مياه مليارم( بحار طول الشواطئ )3

آم( (

إنتاجالنفط

احتياطي النفط

.مبرميل

احتياطي ا

لغازم( 3(

الفوسفـــــــــ

ات )

00

0ط

ن ( الحدی

ـــــــــــــــــد

)0

00

ط ن (

انياطموری المغرب

الجزائر تونس ليبيا

المجموع المتوسط المغاربي

195

8404

7511

4923

2127

23160

4632

12

786

338

241

234

1611

392

1500

5200

4384

557

650

12291

2458

-

30

17

03

21

50

10

600

3446

1200

1298

1820

8364

1672.8

-

-

8.8

1.8

21.3

31.9

6.4

-

-

3033

119

606

3758

751.6

-

21178

1200

5800

-

28178

5635.6

6000

115

1815

155

-

8095

1619

.55ص ،1991مراآش ،جامعة القاضي ،الموارد البشریة ودورها في بناء اتحاد المغرب العربي ،جمعية األطلس: المصدر .2001األمانة العامة التحاد المغرب العربي إحصائيات عامة تونس ـ

- DOMINIQUE ET FREMY : QUID MONDE. R, LAFFONT, PARIS, 1997, P 1070

املذكور أعاله يتضح لنا أن البلدان املغاربية تتوفر ) 24(وهكذا من خالل اجلدول ففيما يتعلق باملوارد . موارد طبيعية هامة من الناحيتني النوعية والكمية يف جمموعها على

الزراعية جند أا تشكل معينا الينضب للصناعات االستهالكية والغذائية والصـيدالنية هكتار، وإن كانت مليون 23.160فهي حتتوي على أراضي زراعية معتربة تفوق : وغريها

هو تفاوت يتناسب يف معظم األحيان مع حجـم تتفاوت يف حجمها بني بلد وآخر، والسكان يف كل بلد، ميكن أن تتالشى آثاره السلبية مع توزيع هذه املساحة علة املتوسط

مليون هكتار، والقابل للتوسع مع اسـتخدام األسـاليب احلديثـة 4.632املغاريب البالغ جنده يف موريطانيـا فأقل هذه األراضي. الستصالح األراضي الزراعية يف الوقت الراهن

ألف هكتار، وأراضي خصبة يقع معظمهـا يف 12.000هـ وأراضي مروية تقدر 195 .اجلنوب بالقرب من ر السينغال

بلة للزراعـة الصـحراوية، وخاصـة عنـد مليون هكتار، وهي قا 445.78تقدر األراضي الصحراوية املغاربية بـ ـ )1( .فضال عن الثروات الباطنية اليت تزخر ا. إستصالحها

.201، ص 1979، بريوت، 8هيكل السياسة النفطية العربية، قضايا عربية، عدد : حممد سعيد السماك ـ


245

ون هكتار يمل 2.127مليون هكتار من الغابات، مث تليها ليبيا بـ 1.500إىل جانب تخدام املصادر هكتار قابلة للتوسع بفضل التوسع يف اس 234.00وأراضي مروية، قدرها

املمتد يف األراضي الصحراوية ) االصطناعي العظيم( الطبيعية واالصطناعية، كمياه النهر ـ . 1991كلم املنجز عام 1500على مسافة 650 كما تتوفر على أراضي غابية تقدر بـ 241مليون هكتـار، و 4.923 تليها يف حجم األراضي الزراعية تونس بـ. ألف هكتار

7.511ألف غابات، مث تليها اجلزائر بأراضي زراعية قـدرها 557ية، وألف أراضي مروـ 338.0 مليون هكتار، وأراضي مروية تقدر بـ 4.384 ألف هكتار، وغابات تقدر بـ

مث أخريا جند املغرب الذي حيتوي أكرب مساحة من األراضـي الزراعيـة . مليون هكتارألف 786.00 وية أكرب كذلك تقدر بـمليون هكتار وأراضي مر 8.404املغاربية، املقدرة

مليون هكتار، وهذا التفـاوت يفسـر 5.200 هكتار، وغابات أكرب كذلك، تقدر بـ، مث 3مليار م 17، مث اجلزائر بـ3مليار م 30حجم املياه املتاحة لكل بلد املقدرة يف املغرب

.، مث موريطانيا ؟3مليار م 2.1، مث ليبيا بـ3مليار م 3 تونس بـيشري كذلك مدى اجلهود املبذولة يف جمال السدود حيث جنـد املغـرب والذي

كما يالحظ كـذلك أن البلـدان . أفضل البلدان املغاربية يف هذا اال، تليها اجلزائر ألف 8.364املغاربية تتوفر على شواطئ غنية بالثروات الطبيعية البحرية يزيد طوهلا على

كلم، مث 1820 كلم مث ليبيا بـ 4446 اء الغربية بـكلم يأيت يف مقدمتها املغرب والصحرأما فيما يتعلق بـاملوارد . كلم، وأخريا موريطانيا 1200 كلم، مث اجلزائر بـ1298تونس

االستخراجية النفطية واملعدنية، فإا تشكل مادة وخمزونا استراتيجيا هاما، لـيس علـى ن الناحيتني الكمية والنوعية، كما صعيد املنطقة فقط، بل على املستوى العاملي كذلك، م

ففي جمال احملروقات اليت تعترب املصدر األساسـي األوسـع ) 24(هو واضح يف اجلدول تنـتج . استخداما يف جمال توليد الطاقة يف كافة ااالت وخاصة منها القطاع الصناعي

آالف، 106س ألف برميل، وتـون 600املنطقة املغاربية ممثلة يف ثالثة بلدان هي اجلزائر وبذلك يكون جمموع ما تتوفر عليه هذه املنطقة إنتاجا مـن . مليون برميل 1000وليبيا

واحتياطي . )1(من اإلنتاج اإلفريقي %40مليون برميل يوميا وميثل 1.706هذه املادة هو

)1( – HASSAN ZIADI : L'Afrique Semuscle Economia, N° 16, Paris , 2002, P 8 – 10.


246

مليـار 8.8مث اجلزائـر 21.3يقع معظمه يف ليبيا . مليار برميل 31.9إمجايل مغاريب يبلغ مليار برميل، كما يقتصر وجود الغاز الطبيعي على هذه البلـدان 1.8ميل مث تونس بـبر

، 3مليار م 606 ، مث ليبيا بـ3مليار م 303300 املغاربية الثالثة، وتأيت اجلزائر يف املقدمة بـمليار 3758، وبذلك يكون جمموع احتياطي الغاز املغاريب هو 3مليار م 119وأخريا تونس

ملقابل جند كل من املغرب وموريطانيا يتوفران على كميات هامة من احلديـد وبا. )1(3ممليون طن مـن 21.178ألف طن من احلديد، و 115فاملغرب يتوفر على . والفوسفات

مليون طن من احلديـد حسـب 6.000الفوسفات، يف حني يتوفر يف موريطانيا حوايل مليون ومثامنائة ومخسـة 1.815ون أما اجلزائر فتحتوي على ملي. 1998إحصائيات عام

مليون طن من الفوسفات، كما تتوفر تونس علـى 1.200عشر ألف طن من احلديد، ومليـون 1.200ألف طن، وكميات هامة من الفوسفات 115كميات معتربة من احلديد

22.178وبذلك يكون جمموع ما تتوفر عليه البلدان املغاربية من هاتني املادتني هو . طن ـ مليون من احلديد، هذه الكميات تتيح 8.095يون من الفوسفات، ومل ىل جانـب إ ـ

إمكانية كبرية لقيام صناعة تعدينية وكيميائية قادرة على حتقيق ـاملوارد الباطنية األخرى جمرد عينة ملا تتوفر عليه هذه املنطقة ) 24(ويعترب هذا اجلدول . املنافسة احمللية واخلارجية

: عية، اليت تنصف خبصائص وفوائد عديدة نذكر منها ما يليمن موارد طبيأن توفر وتنوع املوارد الطبيعية املعدنية خاصة، وبكميات اقتصادية جتارية معتـربة .1

.يسمح هلذه البلدان بإقامة قاعدة صناعية قوية كما تسمح هذه املوارد على املستوى املغاريب بامتالك قوة تفاوضية يف إطار السعي .2

.يق حتسن يف شروط التبادل التجاري بينها وبني البلدان األجنبيةلتحق

ة ــمن املعلوم أن هذه املنتوجات تتوفر على أسواق تقليدية وحتتاج فقط إىل ترقي .3القيمة املضافة إليها، عن طريق تصنيعها بدال من تصديرها بشكلها اخلام، وذلـك يالحظ بأن هناك عدم إستقرار يف منو إنتاج هذه املواد، وذلك يعود إلعتبارات عديدة أمهها، التقلبات املفاجئة الـيت ـ )1(

مليون 2.364كان جمموع إنتاج النفط على املستوى املغاريب يقدر بـ 1997ففي عام . تتعرض هلا أسواق هذه املواد مليون 55.290، كذلك احلال بالنسبة لإلحتياطي املغاريب كان يقدر بـ 1998نتاج عام برميل وهو يقل عن جمموع إ

.1997برميل عام .95ـ أنظر األمانة العامة جلامعة الدول العربية، اموعة اإلحصائية، مرجع سبق ذكره، ص


247

الصـناعي خاصـة واـاالت من خالل التعاون بني البلدان املغاربية يف اـال .االقتصادية األخرى

كما تتميز هذه املوارد بارتفاع حجم الطلب عليها نظـرا لقرـا مـن أسـواق .4االستهالك الرئيسية يف العامل، وذلك تبعا للموقع اجلغرايف االستراتيجي اليت تتمتـع

ـ ى به، مهما كان شكل إنتاجها سلعة وسيطة أو استهالكية ائية ويسـاعدها علحتقيق منافسة أفضل كذلك اخنفاض تكاليف نقلها نظرا لقرـا مـن األسـواق

.اخلارجية كما أن مهارة األيدي العاملة املكتسبة عرب الزمن من خالل التعامل املباشر مع هذه .5

املوارد بكافة مراحل إنتاجها جتعل صناعتها تتميز خبصائص يصعب تقليدها يف حالة يت تتطلبها العملية اإلنتاجية توفر الشروط املوضوعية ال

وتشكل هذه املوارد كذلك مادة أولية للصناعة التقليدية اليت تتمتع بقدرة كـبرية .6على املنافسة نظرا خلصائصها املستمدة من منط املعيشة ومن اجلغرافيـة والتجربـة الطويلة، وهي بذلك تعترب عامال أساسيا يف دعم وتنشيط صناعة السـياحة علـى

.املغاريباملستوى كما يالحظ كذلك أن االستغالل االقتصادي األفضل هلذه املوارد يتحقق إىل درجة .7

ري، قطكبرية، إذا نظرنا إليها على املستوى املغاريب أكثر مما يتحقق على املستوى الخاصة فيما يتعلق بالشراكة االقتصادية املغاربية من جهـة، واخلارجيـة خاصـة

.األوروبية من جهة أخرىاال الزراعي تعترب هذه املوارد عامال أساسيا لضمان األمن الغذائي إىل جانب يف .8

واالستثمارات الصـناعية، الـيت . حتقيق فائض اقتصادي يستخدم لتمويل التنمية : ضح لنا فيما يليتكما ي. تنطوي على أمهية خاصة يف االقتصاد املغاريب

szj½a@ïãbrÛa@ @


248

îàçcë@òãbØßüa@¿@òÇbä–Ûa@òïi‰bÌ½a@…b–nÓ@@ @

ال جدال يف كون التصنيع على املستوى العاملي قد أصبح يعرب عـن مسـتوى أو بعد أن اعترب من قبل معظـم املفكـرين . مرحلة متقدمة من التطور االقتصادي البشري

املظهر البارز الذي مييز اإلنسان عن احليوان، كون األول يصنع أدواته بنفسهن وبتعـبري ر اتمعات البشرية تكمن يف أسلوب إنتاج هذه األدوات والوسائل، آخر فإن درجة تطو

ومن مت ومع مرور الزمن أصـبح التصـنيع . واستخدامها يف حتسني منط معيشتها املاديةمرادفا للتقدم االقتصادي الذي غدا بدوره مرتبطـا بالصـناعة، وذلـك بـالنظر إىل

ـا االنعكاسات اإلجيابية العديدة اليت تعود على ا تمع، عرب كافة املراحل الـيت متـر. اتمعات املتقدمة يف اال الصناعي، هذا إىل جانب كون البلدان املتقدمة كلها صناعية

هل نقوم بنشاط اقتصادي صناعي؟ بـل التسـاؤل : وعليه فلم يعد هناك جمال للتساؤلروط الواجـب املوضوعي يكون يف مثل هذه احلال حول ما هي الطريقة والسياسة والش

الذي مل يعد يف ظل هذه الظروف االقتصـادية الراهنـة . توفريها إلجناح عملية التصنيعموجها لتلبية حاجة السوق احمللية فقط، بل األخذ يف االعتبار كذلك إمكانيـة ولـوج األسواق العاملية، مع العلم أن ذلك ليس باألمر السهل يف مثل األوضـاع االقتصـادية

من بلدان العامل النامي، الذي تنتمي إليها البلدان املغاربية، اليت أولـت السائدة يف كثرياهتماما خاصا للتصنيع تبعا ألوضاعها وإمكانياا وأولوياا يف حتقيق احلاجات املاديـة

مـن . للمجتمع، وتصوراا ملستقبل العالقات االقتصادية، من أجل ضمان دور معترب هلايف جمال املبادالت، اليت تأيت يف مقدمتها املنتجات الصناعية، خالل ما ميكن أن تدخل به

هذا . من الناحيتني الكمية والنوعية، واملردودية االقتصادية، مقارنة مع املبادالت األخرىوميكن التعبري أو الكشف عن أمهية ومكانة التصنيع يف االقتصاديات املغاربية من نواحي

كحصة الصناعة يف الناتج الداخلي : طيات االقتصاديةعديدة سنقتصر فيها على بعض املعاخلام، ومكانة الصناعة بني القطاعات االقتصادية الرئيسية، ونسبة العاملني النشـطني يف

.القطاع الصناعي

âbä@ïÜa†Ûa@wmbäÛa@¿@òÇbä–Ûa@ò–y


249

ـ ناعة تشري حصة الصناعة يف الناتج الداخلي اخلام إىل مدى األمهية اليت متثلها الص :دول التايل يف الناتج الوطين كما يتضح لنا من خالل اجل

التوزيع النسبي للناتج الداخلي الخام اإلجمالي : ) 27 ( جدول رقم

على القطاعات االقتصادية المؤشر

الزراعة السنة البلدانالصناعة والمناجم

الصناعة الخدمات ةالتحویلي

الجزائر

1960 1970 1980 1992 1998

16 11 6

12 -

35 41 57 49 11

غ م15 12 9 -

49 48 37 31 -

1980 ليبيا1992 1998

2 4.5 -

72 49.7

-

4 11

10.7

26 32.6

-

المغرب

1960 1970 1980 1992 1998

23 20 18

14.4 -

27 27 32

32.6 -

غ م16

19.8 )1979( 18.8 17.3

50 53 50 53 -

موریطانيا

1960 1970 1980 1991 1998

59 29 26 22 -

24 38 33 31 -

غ م5

10.8 )1979( غ م

10.7

17 غ م41 52 -

تونس

1960 1970 1980 1993 1998

24 20

17.0 18.3

-

18 24 35

30.9 -

غ م10

14.2)1979( 19.4 20.9

58 56 58

29.9 -

.147ص، 1996، مرآز دراسات الوحدة بيروت ،المغرب العربي في مفترق الطرق : براهيمياالعبد الحميد : المصدر . 347و 132ص ،القاهرة ،المجموعة اإلحصائية للبلدان العربية ،األمانة العامةـ .135ص ، 1983 ،بيروت ،دار الطليعة ،االقتصاد العربي: یوسف صایغ ـ

أن الصناعة واملناجم موجودة يف كافـة ) 25( خالل اجلدول رقم حيث جند من، وهي يف تطور مستمر منذ ذلك التاريخ وحىت اليوم، حيـث 1960البلدان املغاربية منذ

تعززت مكانتها مع مرور الزمن، بعكس القطاع الزراعي الذي تراجعت أمهيته النسبة من


250

لتحويلية أفضل متثيل عن واقع الصناعة يف وتشكل الصناعة ا. تكوين الناتج الداخلي اخلامهذه البلدان، اليت مل خترج عن القاعدة االقتصادية، اليت يتم مبوجبها االنتقال من حيـث أمهية املسامهة يف الناتج الداخلي اخلام من الزراعة إىل القطاع الصناعي فقطاع اخلدمات،

مثال كانت نسبة الصناعة يف الناتج كما هو احلال يف كافة البلدان املتقدمة، ففي اجلزائر ، 1970على التوايل عـام %12، %6، %11مث نزلت إىل 1960عام %16الداخلي اخلام

،%41، %35يف حني كانت حصة الصناعة واملناجم يف تزايد مسـتمر . 1992، 1980واملالحـظ . 1992، 1980، 1970، 1960خالل نفس الفترات على التوايل 49% ،57%

خلصوص أن الصناعة التحويلية وهي املعرب احلقيقي عن وضعية القطاع الصناعي يف ذا اخالل نفس الفترات، %9إىل %12إىل %15االقتصاد الوطين هي يف تراجع مستمر من

يف حني كانت شبه معدومـة عـام 1992، 1980، 1970لكن هذه املرة ابتداء من عام ة النسبية ملسامهة القطاع الثالث يف الناتج ، كما يالحظ كذلك تراجع يف احلص)1(1960

يف نفس الفترة املـذكورة أعـاله %31إىل %37إىل %48إىل %49الداخلي اخلام، من هذا التذبذب يف حصص الصناعة التحويلية ، . 1992، 1980، 1970، 1960على التوايل

د اعتماده يف وقطاع اخلدمات يعكس طبيعة اهليكل االقتصادي السائد آنذاك، والذي زاتلبية احلاجات املادية االجتماعية على القطاع االستخراجي الطاقوي بشـكل خـاص

والذي كان يقع عليه تسديد فـاتورة التنميـة االقتصـادية الباهظـة . بشكل مستمر اليت ظهرت على . مما أدى مع الزمن إىل التعجيل بوقوع األزمة االقتصادية . )2(التكاليف

اعي، من خالل اخنفاض وتدهور الطاقة اإلنتاجية، وارتفاع تكاليف مستوى القطاع الصناإلنتاج، وما ترتب عن ذلك من مضاعفات، على الرغم من املكانة املتميزة اليت كـان حيضى ا بني القطاعات االقتصادية األخرى يف املراحل األوىل لنشأته، مع حتقيق نتـائج

من خالل املسامهة النسبية املتعاظمة هلذا القطاع معتربة يف هذا اال، وهذا ما يتضح لنا يف القيمة املضافة للناتج احمللي اإلمجايل مقارنة مع القطاعـات االقتصـادية الرئيسـية

، وكـان ذلـك )3(1973عام % 52.4إىل 1969عام %449حيث انتقلت من . األخرى .وهو تاريخ يدخل يف فترة اإلحتالل الفرنسي للبالدـ )1(

، 1996املغرب العريب يف مفترق الطرق، مركز دراسات الوحدة العربية، بــــريوت، : ميد اإلبراهيميعبداحلـ )2( .243، 167ص

.99، ص 1976بعض مالمح التجربة التخطيطية يف اجلزائر ، املعهد العريب للتخطيط، الكويت، : جميد مسعودـ )3(


251

رات املخططـة، بـدءا انعكاس لألمهية النسبية اليت ناهلا هذا القطاع يف جمال االسـتثما -1970، إىل املخطط الرباعي األول %4.70 واملقدرة بـ 1969 -1967باملخطط الثالثي

إىل 1977-1974، مث انتقلت هذه النسبة يف املخطط الرباعي الثاين %12.4والبالغة 1973من جمموع االستثمارات وبذلك تكون حصة الصناعة يف اسـتثمارات الفتـرة 47.86%

، مما يدل على املكانة الكربى الـيت حضـي ـا % 64حوايل 1977-1967بني املمتدة ورمبا كان ذلك ما حصل يف البلدان املغاربية األخرى، يف . القطاع الصناعي يف اجلزائر

منح هذه املكانة، ولكن بدرجات خمتلفة، كان أقرا إىل اجلزائر هي املكانة اليت أعطيت فقـد عـرف ) 25(ضح لنا من خالل اجلدول السابق رقم هلذا القطاع يف ليبيا كما يت

حيث بلغـت نسـبة الصـناعة 1980القطاع الصناعي تطور ملحوظا خاصة منذ عام ، ويعود ارتفاع 1992عام % 49.7مث تراجعت إىل % 72واملناجم يف الناتج الداخلي اخلام

ي يعتمد بالدرجة األوىل هذه النسبة واخنفاضها إىل طبيعة التمويل الذايت هلذا القطاع الذعلى املداخيل النفطية اليت متيز بعدم االستقرار كنتيجة لتقلبات سوق الطاقة على املستوى

كما تعرب احلصة النسبية للصناعة التحويل يف الناتج الداخلي اخلام أفضل تعـبري . العامليتخدام، حيث مل عن واقع الصناعة والتعدين ومدى الترابط بينهما يف جمال التمويل واالس

، 1980على التوايل عام 10.7مث اخنفضت إىل %11مث ارتفعت إىل %4تزد نسبتها على وعلى العكس من ذلك جند املغرب الذي أعطى أمهية خاصـة للقطـاع 1998، 1992

الزراعي وقطاع اخلدمات منذ انطالقة عملية التنمية إىل حد بعيد واستمر علـى ذلـك األساسي لتمويل التنمية االقتصادية به عموما والقطاع الصناعي النهج باعتبارها املصدر

خاصة، ومع ذلك فقد ساهم قطاع الصناعة واملناجم حبصة معتربة يف الناتج الـداخلي . 1998، 1980، 1970، 1960على التوايل عـام %32.6 ،%32، %27 ،%27اخلام بلغت

عن هذا الواقع حصة الصناعة وكما يالحظ فإن هذه النسبة يف زيادة مطردة، كما تعربمن الناتج الداخلي اخلام، %17.3، %18.8، %16التحويلية اليت عرفت تطورا نسبيا بلغ

كما جند تونس يف هذا اـال أقـرب إىل . 1998، 1980، 1970على التوايل للسنوات بلغـت املغرب من ناحية احلصة النسبية للصناعة واملناجم يف الناتج الداخلي اخلام حيث

كما . 1998، 1980، 1970، 1960على التوايل يف األعوام 30.9%، 35%، 24%، 18%


252

كانت احلصة النسبية للصناعة التحويلية يف تونس هي األفضل على املستوى املغـاريب، .1998، 1993، 1970على التوايل يف السنوات %20.9، %19.4، %10حيث بلغت

أما فيمـا . الزراعة والسياحة لصناعية علىامدت تونس يف متويل التنمية كما اعتيتعلق مبكانة الصناعة يف موريطانيا، فنجد أا تتميز بوضع خاص مقارنة مـع البلـدان املغاربية األخرى حيث اعتمدت يف التنمية االقتصادية ومتويل الصناعة علـى القطـاع

خلي اإلمجـايل قـد الزراعي واملناجم، فمسامهة هذه األخرية مع الصناعة يف الناتج الدا، 1980، 1970، 1960على التوايل عام %31مث إىل %33مث نزلت إىل %38، %24بلغت هذا التراجع يف مسامهة هذين املوردين اهلامني يرجع إىل اخلصـائص الـيت متيـز 1991

االقتصاديات اليت تعتمد بشكل كبري على املواد األولية اليت تواجه منافسـة حـادة يف . ارجية ، مما جيعل مداخيلها تتعرض لتقلبات تبعا الخنفاض وارتفاع أسعارهااألسواق اخل

ومن مت يكون اال أمام تطور االستثمارات الصناعية حمدودا، وبالتايل تكـون النتـائج فالصناعة التحويلية اليت تعرب عن أمهية التصنيع يف االقتصـاد . املنبثة عن ذلك هزيلة أيضاعلى التوايل عامي %10.5مث % 5ا يف الناتج الداخلي اخلام على الوطين اقتصرت مسامهته

سنة فهي ضـعيفة بـالنظر إىل 18وهي نسبة حىت وإن تضاعفت خالل . 1998، 1970حجم االقتصاد املوريطاين، وإىل بنيته القطاعية، وتعترب من أضـعف حلقـات التنميـة

.رم االقتصاد املغاريبالصناعية املغاربية من ناحية املكانة اليت حتتلها يف هوإىل جانب ما سبق ميكن إدراك أمهية املكانة اليت حتتلها الصناعة يف هذا االقتصاد من خالل مسامهة القيمة املضافة للصناعات التحويلية املغاربية يف القطاع الصناعي مقارنة

:ن خالل اجلدول التايل مع القطاعات االقتصادية األخرى م

القيمة المضافة بسعر المنتج للصناعات التحويلية المغاربية: ) 28 ( جدول رقم

الوحدة مليون دوالر


253

السنوات 1998 1997 1996 1995 1990 األقطار

تونس الجزائر المغرب موریطانيا ليبيا

3.349

4.084

5.585

11

2.670

4.688

3.081

5.260

10

2.776

5.077

3.225

5.218

11

2.992

5.587

3.724

5.055

12

2.061

6.066

3.986

3.553

13

10.112

. 259ص ،1999 ،تونس ، 4إحصائيات الصناعة العدد ،المنظمة العربية للصناعة والتعدين: المصدر

تعرب عن واقع ومردوديـة ) 26(واضح أن املعطيات الواردة يف هذا اجلدول رقم أمهيته من ناحية مسامهته يف القيمة املضافة القطاع الصناعي يف البلدان املغاريب وعن مدى

حيث حتتل تونس املقدمة يف هذا اال، تليها املغرب فاجلزائر اليت تعرضت فيها الصناعة ألزمة حادة خالل الفترة املشار إليها يف اجلدول، تليها ليبيا اليت متيزت بتحسن ملحـوظ

يطانيا اليت متيزت باستقرار وضعف يف يف القيمة املضافة للصناعة التحويلية، مث تليها مور .القيمة املضافة يف هذا اال

كما ميكن التعبري عن أمهية القطاع الصناعي من ناحية التوزيع النسـيب للقـوى : خالل اجلدول التايل العاملة على القطاعات االقتصادية كما يتضح لنا من

لة النشطة على القطاعاتالتوزيع النسبي للقوى العام: ) 29 ( جدول رقم


254

االقتصادية المغاربية

القطاعات السنوات

األقطار

من )1(النشطون %الخدمات %الصناعة %الفالحة %عدد السكان

19

60

19

84

19

90

19

60

19

80

19

90

19

60

19

80

19

90

19

60

19

80

19

90

الجزائر تونس ليبيا المغرب موریطانياالمتوسط المغاربي

49

56

52

52

53

48

23.6

29.8

23.7

30.8

33.4

28.26

67

56

53

62

91

56.8

25

34

19

52

85

43

17

22

18

46

69

34.4

12

18

12

17

3

12.4

25

33

28

25

5

22.4

16

16

29

25

9

19.0

21

26

30

24

6

21.4

50

33

53

27

10

34.6

67

62

53

29

22

46.6

.1990، 1970 ،تونس ،جامعة الدول العربية ،التقرير االقتصادي العربي الموحد ،األمانة العامةـ : المصدر .68ص ، 1991 ،المغرب ،مراآش ،جامعة القاضي ،الموارد البشرية ،جمعية األطلسـ

.128ص ، مرجع سبق ذآره ، المغرب العربي في مفترق الطرق: عبد الحميد براهيمي ـ

تتضح لنا املكانة اليت تتمتع ا الصناعة بني ) 27(من اجلدول املذكور أعاله رقم القطاعات االقتصادية األخرى، يف األقطار املغاربية، من جانب حصتها النسبية يف توزيع

أم يشكلون 1984الحظ يف هذا اال بالنسبة للسكان النشطني لعام القوى العاملة، واملعلـى %53، %52، %52، %56، %49تقريبا نصف السكان يف كافة األقطار املغاربية

وهي نسبة عاليـة لكوـا . التوايل يف كل من اجلزائر، تونس، ليبيا، املغرب، موريطانياسنة لكن الواقع فيما يتعلق بالنشـاط 64 -16تشمل كل السكان الذين يقع سبهم بني

خيتلف عن ذلك حيث ال تتجاوز نسبة القوى العاملة إىل عدد 1990االقتصادي يف عام على التوايل يف كل من اجلزائر %33.4، %30.8، %23.7، %29.8، %23.6السكان نسبة

عام %48 ـيف حني كان املتوسط املغاريب يقدر ب. وتونس، ليبيا، املغرب، وموريطانيا %33.4، وتعترب موريطانيا األفضل بني األقطار املغاربية بنسـبة 1990عام %28.3و 1984

، فتـونس بنسـبة %30.8من القوى العاملة بالنسبة لعدد السكان، تليها املغرب بنسبة نسبة 1990، يف حني ميثل عمود 1980سنة فيما يتعلق بسنة 64 – 15النشطون هم السكان الذين يقع سنهم ما بني ـ )1(

.اليد العاملة إىل العدد اإلمجايل للسكان بعد حذف غري القادرين على العمل من حيث السكان النشطني


255

وفضال عن كون هـذه . على التوايل %23.7، %23.6 ، وأخريا اجلزائر وليبيا بـ29.8% %53.07، %48.28، %50.33 املتقدمـة عام ضعيفة مقارنة مع البلدان النسب تعترب يشكل

، فإا يف البلـدان )1(يف كل من الواليات املتحدة األمريكية وأملانيا واليابان على التوايلاملتخلفة ومنها األقطار املغاربية التعرب عن الواقع السائد يف القطاع الصناعي بسبب مـا

دخال نشاطات غري صناعية ضمن هذا اال، وإتباع الطـرق يعرف بالبطالة املقنعة، وإدف امتصاص العمالة الزائدة على حسـاب ،الصناعية التقليدية ذات الكثافة يف العمل

ولذلك جند الكثافة يف رأس املال اليت ترتبط أساسا بإتباع األساليب التكنولوجية احلديثة،قوى العاملة يف القطاع الصناعي مرتفعـة ن احلصة النسبية للأ. من خالل اجلدول السابق، %16، %33، %18يف كل من تـونس 1990، 1980، 1960بشكل عام يف السنوات

، %10، %25، %12، مث اجلزائر %25، %21، %17، واملغرب %29، %28، %12وليبيا ، وبناء على هذه النسب )2(مقارنة مع البلدان املتقدمة. %9، %5 ،%3وأخريا موريطانيا

القوى العاملة يف القطاع الصناعي التعرب عن املكانة احلقيقية للصناعة، بقدر ما تشري منإىل فروق التطور االقتصادي يف هذه البلدان، حيث ترتفع يف البلدان األكثر تطورا مـن

وتنخفض يف البلدان اليت تعرضت حلده آلثار األزمـة االقتصـادية . الناحية االقتصادية لت كافة البلدان وخاصة البلدان النامية اليت ترتبط اقتصادياا إىل درجـة العاملية، اليت مش

ليت تواجه منافسة حـادة يف ،كبرية مع البلدان املتقدمة من خالل صادرات املواد األوليةاألسواق اخلارجية، تؤدي باستمرار إىل اخنفاض أسعارها، مع استرياد منتجات صـناعية

على القـدرة الـذي يـؤثر رف بالتبادل غـري املتكـافئ بأسعار مرتفعة يف إطار ما يع ةالتنافسيةللصاعة احملليـةعلى الصـعيدين احمللـي والـدويل ممـا حيـد مـن قـدر

ومن هنـا . هي يف أمس احلاجة إىل التوظيف علىاستيعاا لأليدي العاملة اليتالصناعةاالقتصـادي يصبح القطاع الزراعي بنسب العاملني فيه أفضل تعبري عن مستوى التطور

يف هذا اال يف كثري من على حتقيق االكتفاء حيث ترتفع نسبة العاملني فيه دون القدرة، على التوايل عام %34.40، %43، %56.8البلدان املغاربية، حيث يبلغ املتوسط املغاريب

)1( – DOMINIQUE et FRAMY : Quid mende, 1997, Robert Laffont, Paris, 1997, P 1627.

، ففي الواليات ملتحدة 1994ة على نسبة متوسطة يف الدول املتقدمة، مقارنة مع الزراعة واخلدمات عام حتصل الصناعـ )2(، ويف املانيا متثـل الصـناعة %77.1، واخلدمات %2.8، والزراعة %24األمريكية تشكل القوى العاملة يف الصناعة

.للخدمات %60.2للزراعة، و %5.8، و للصناعة %34، ويف اليابان %59.1، ، اخلدمات %3.3، الزراعة 37.6%


256

كما اليعرب ارتفاع حصة قطاع اخلدمات على التطور االقتصادي . 1990، 1980، 1960على املستوى املغاريب، نظـرا %46.6رغم ارتفاعه النسيب البالغ ،يف هذه البلداناحلقيقي

لغلبة النشاطات اخلدمية اهلامشية، مع اخنفاض مستوى خدماا مع عدم املساعدة علـى تطوير القطاعات األخرى، بقدر ما تعمل على عرقلتها، خاصة من خالل مـا يعـرف

ى النشاطات االقتصادية املنتجة، اليت تقوم علـى بالنشاطات غري املنظورة اليت تقضي علاخللق واإلبداع وحتويل املواد األولية من شكلها األدىن إىل شكل أرقى قابل لالسـتعمال

ولذلك أدركت كافة بلـدان . الذايت والتبادل املتكافئ يف األسواق الداخلية واخلارجيةت رمزا بارزا ملدى تقدمها وتطورها فكان. العامل أمهية الصناعة بكافة مستوياا وأنواعها

يف مجيع جماالت احلياة االقتصادية، وغين عن البيان أن ولوج هذا اال مل يأت ولن يتأتى إال من خالل العلم والتكنولوجيا عرب كافة املراحل التارخيية اليت مرت ا عملية التصنيع،

غاريب سنتطرق يف البحث التـايل ولذلك وملعرفة املزيد عن مكانة الصناعة يف االقتصاد امل .إىل سياسات البحث العلمي والتكنولوجية يف البلدان املغاربية

sÛbrÛa@szj½a@ @

zjÛa@pbbîòîi‰bÌ½a@òîuìÛìäØnÛaë@ïàÜÈÛa@s@ @

تعترب سياسات البحث العلمي وتطبيقاته التقنية يف كافة جماالت التنمية االقتصادية ت الرئيسية للمهتمني بقضية التقدم االقتصادي يف الصناعية بشكل خاص، أحد االنشغاال

معظم بلدان العامل، وحىت وإن اختلفت يف ذلك من ناحية الوسائل واإلمكانيات املتاحة، فإا تتفق فيما جيب أن يتوفر كحد أدىن من العوامل املساعدة على الـدخول يف هـذا

ملرتبطة به، إىل تقصي التجربـة امليدان بشكل اقتصادي، بدءا بالتحديد الدقيق للمفاهيم ااملعرفية التكنولوجية يف بعض البلدان الرائدة يف جمال البحـث العلمـي والتطبيقـات التكنولوجية، وذلك اختصارا للوقت واجلهد وختطيا للتكاليف الباهظة، الـيت ال طائـل منها، واليت تتناىف مع مفهوم البحث العلمي وأهدافه سـواء مت مـن قبـل األفـراد أو

.اموعات


257

@@@cïàÜÈÛa@szjÛa@òîàçcë@âìèÐß@ @

مبفهومه ارد تشري املعرفة العلمية املنظمة القائمة علـى " العلم"إذا كانت كلمة أسس وبراهني تستند بدورها على نظريات وقوانني تتعلق بـالظواهر الطبيعيـة املاديـة

الناس يف سـياق سـعيهم ، والعالقات االجتماعية االقتصادية اليت تقوم بني)1(واحليويةلتحقيق حاجام املادية واالجتماعية، املتعددة غري املتناهية بأقل وقت وأقـل تكـاليف اقتصادية اجتماعية ممكنة، من أجل رفع وحتسني مستوى معيشة اإلنسان وغين عن البيان أن ذلك لن يرقى به إىل مستوى األهداف السامية اليت يسعى لتحقيقها يف هذا العصـر، إال من خالل العلم القائم على التعليم بكافة مراحله والتدريب والتمهني يف كافة ااالت

ي يرتبط بنظرية تعترب كاطـار كمرحلة أوىل، وصوال إىل البحث العلمي املتخصص الذ، حبيث ميكـن )2(جمموعة احلقائق العلمية اليت تتبلور يف نسق فكري مترابط تفسر فكري

اإلشكالية بإتباع نفس املراحل يف البحث العلمـي مـع مراعـاة إعادة التجربة أو حللصفة األساسية للنظرية اجليدة هي أا توضـح "االظروف املستجدة أو احمليطة بذلك، ف

يف حني تكون . )3("عددا كبريا من الظواهر اليت تبدو كأا خمتلفة وغري مترابطة) تفسر(ووم البحث العلمي تبعا ملا سبق ذكـره وإذا كان يعرب عن مفه. عكس ذلك يف جوهرها

سعي وراء املعرفـة بإتبـاع "بعبارات خمتلفة من قبل الباحثني ، كأن يعرفه أحدهم بأنه ، أو أنه استقصاء دقيق يهدف إىل اكتشاف حقائق وقواعد عامة )4("أساليب علمية معينة

ستقصـاء دراسة للوصول إىل حل مشـكلة باال أوأنه وسيلة"ميكن التحقق منها مستقبالفـإن . الدقيق أو استخدام املنهج العلمي للوصول إىل حقائق ميكن التحقق من صحتها

: الصفة اجلوهرية اليت تشترك فيها هذه التعاريف وغريها تكمن فيما يليأن البحث العلمي يف جوهره جهد فكري يبذله الباحث حول إشكالية ما : أوال

.بالنسبة له أو اتمع

. 17، ص 1979أصول البحث العلمي ومناهجه، وكالة املطبوعات، الكويت، : أمحد بدرـ )1( .49، ص 1976القاهرة،، ................... أصول البحث اإلجتماعي، : عبدالباسط حممد حسنـ )2(، 1982العلمي اإلجتماعي، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائـــر، حماضرات يف منهجية البحث: خري اهللا عصارـ )3(

.30ص .23املرجع نفسه، ص : خري اهللا عصارـ )4(


258

احلقائق اليت ميكن الربهنة دف من وراء ذلك البحث هو الوصول إىل أن اهل :ثانيا .عليها

اليت موضوعية تتبلور يف املنهجيةدات صبغة وأخريا أن للجهود اليت يبذهلا الباحثالبحث العلمي اليت مير ا جمهوده العقلي املتهجي، الذي بتبعها الباحث يف كافة مراحل تحسن والتطور بإبقاء باب االجتهاد واخللـق واإلبـداع يبقى على الدوام حباجة إىل ال

وأن يقني املعرفة العلمية يعتمد "مفتوحا على مصراعيه للباحثني يف كافة ااالت العلمية، وكما . على نوع املنهجية وعلى دقتها يف القياس، ومن مت فال علم بدون منهجية علمية

قـني مـن منـهجنا ولـيس مـن حنن علـى ي : يقول فرانسيس بيكون يف هذا االعلى اعتبار أن املنهج هو الطريق املؤدي إىل الكشف عـن احلقيقـة يف . )1("موضوعنا

العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة اليت يمن على سري العقل وحتدد عملياته حـىت ، ذات صدى واسع وفائدة أعم تتعدى الفـرد أو اجلماعـة )2("يصل إىل نتيجة معلومة

على أساس أن املعرفة العلمية ،ية لتشمل كافة أحناء العامل املعاصر يف فترة زمنية قصريةاحمللاحلديثة التنحصر يف اتمع احمللي بطبيعتها أو يف اموعة العرقية السائدة أو يف الدولـة، فهي قادرة بالنظر إىل طبيعتها الشمولية على جتاوز كل هذه احلدود حيث ما كان بوسع

ويضيفوا إىل الرصيد املعريف العلمي اإلنساين مزيـدا مـن .)3("أن يفكروا حبريةالناس أن العلم احلـديث هـو نتـاج " على اعتبار . املعارف العلمية ذات األبعاد احلضارية

، ذلك أنه من الصعب حصر اإلجنازات )4("مسامهات ولقاءات كثرية ما بني احلضارات ، أو حضارة من احلضارات للعلم الذي ال طائفـة أو اليت قدمها أي جمتمع من اتمعات

انتماء له، كما أنه من الصعب معرفة مقدار املسامهات الفريدة اليت قدمتها، إال بالنظر إىل واليكفي أن نقول أن أوروبا هي الوحيدة اليت جنحت، وأن احلضـارة . الصورة الكربى

.24املرجع نفسه، ص : خري اهللا عصارـ )1( .5، ص 1963مناهج البحث العلمي، دار النهضة العربية، القاهرة، : عبدالوهاب بدويـ )2(

منـهج ـ 3 املنهج التجـرييب ـ 2ملنهج التارخيي الوثائقي اـ 1ملناهج املستخدمة يف البحث العلمي ومن أهم ا .املنهج اإلحصائي ـ 5منهج دراسة احلالة ـ 4 املسح

،2000 ،فجر العلم اجلديد، ترمجة حممد عصفور، الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت : هف. أ. تويبـ )3( .76ص

.78املرجع نفسه، ص : : هف. أ. تويبـ )4(


259

فـال حضـارة .لعلم احلديث الشاملالعربية اإلسالمية أو الصينية مل تسع للمسامهة يف اهذا النشاط هو نشاط حضاري " ، لذلك فإن ون علم، وال حبث علمي بدون حضارةبد

، ويرتبط مدى األمهية اليت يتبوؤها البحث يف خمتلف اتمعات مبدى )1(بالدرجة األوىليف البلدان ومبدى العالقة الوثيقة اليت تقوم بني البحث العلمي والتنمية . تقدمها وتطورها

:كما يتضح لنا من خالل اجلدول )2(املتقدمة البحث والتنمية في بعض البلدان المتقدمة: ) 30 ( جدول رقم

1991عـــــــــام

البلدان

وضعية البحث آندا لمانياا

الوالیات المتحدة األمریكية

فرنسا

العبریطانيا ظمى

اليابان إیطاليا

ضي األرا

ضةالمنخف

)مليار دوالر ( النفقات مخصصات البحث

40.70 8.86 180.40 30.16 23.95)2( 15.71 79.10 11.30

في الناتج )%(النسبة الداخلي الخام

2.58 1.46 2.78 2.42 2.22)2( 1.38 2.86 2.00

380.26 637.89 275.23 )2(417.06 512.93 713.83 327.29 )2(592.82 )فرد (بالدوالر لكل ساآن

)%(الصناعة : التمویل )%(الدولة )%(الخارج

63.3)2(

34.6)2(

2.1)2(

41.9

48.7

9.4

50.7

49.3

0.0

42.8

49.2

8.0

49.4)2(

39.1)2(

11.5)2(

44.7

52.1

3.2

77.4

22.5

0.1

53.5

43.5)2(

3

)1(4.1 )2(7.5 )2(3.2 )2(4.6 )2(5.1 )1(7.6 )1(4.6 )1(5.9 )%(لنشطينالسكان ا/الباحثون

1990= )2(. 1989= )1(: مالحظة SOURCE : - Qrincipaux Indicataurs de La Science et de la Technologie, ocde, 1992. - Dominique : Quid Monde Robert Laffont, Paris , 1997, P 1472.

الذي يوضح العالقة الوطيدة للبحث العلمي مع التقدم االقتصادي الذي بلغته أهم الدول املتقدمة بالنفقات اإلمجالية على البحث العلمي، جند الواليات املتحدة األمريكيـة

40.70 مليار دوالر مث أملانيا بـ 79.10 مليار دوالر تليها اليابان بـ 180 يف املقدمة بـمليار دوالر مث بربطانيا فإيطاليا فاألراضي املنخفضة وأخريا 30 مليار دوالر مث فرنسا بـ

( مليار دوالر، أما األمهية النسبية هلذه النفقات يف الناتج الداخلي اإلمجايل 8.86كندا بـPIB (ـ %2.86 فتأيت اليابان يف املقدمة بـ %2.78تليها الواليات املتحدة األمريكية بـ

.27املرجع نفسه، ص : : هف. أ. تويبـ )1( )2( – JEAN PIERR ANGELIER : Economie Industrielle , O.P.U, Alger, 1993, P 103.


260

وبذلك تكون البلـدان الثالثـة األوىل %2.42 تليها فرنسا بـ %2.58 ها أملانيا بـتليكذلك فيما يتعلـق . أمريكا واليابان وأملانيا قد حافظت على مكان الزيادة يف هذا اال

بتوزيع نفقات البحث العلمي على السكان فنجد حصة الفرد يف الواليات املتحدة هـي ـ 713.83ي حيث بلغت األعلى على املستوى العامل ـ دوالر لكل فرد تليهـا اليابـان ب

دوالر، مث بريطانيا بـ 512.93 دوالر، مث فرنسا بـ 592.82 دوالر، فأملانيا بـ 637.89أما بالنسبة ملسؤولية متويل قطاع البحث 327.29 دوالر للفرد، وأخريا كندا بـ 417.06

خلارج على الشكل التايل يف الواليات فتقع على فتتوزع نسبتها على الصناعة والدولة واللدولة والشيء للخارج يف حني جند هـذه %49.3للصناعة % 50.7املتحدة األمريكية

0.1للدولـة مث 22.5للصـناعة، % 77.4النسب يف اليابان تتوزع على الشكل التـايل للخارج مما يعين انعدام شبه كلي للتبعية اليابانية للخارج يف هذا اال كمـا رأينـا يف

%63.3الواليات املتحدة األمريكية، أما يف أملانيا فتتوزع هذه النسب على الشكل التايل أما بقية الدول الواردة يف اجلدول فهي ال ختتلـف . للخارج 2.1للدولة، 34.6للصناعة، ويل الصناعي مث دول الريادة، حيث أعطت أمهية كربى للبحث عن طريق التمكثريا عن

كما يعرب عن أمهية البحث العلمي يف البلدان املتقدمة من خالل النسبة . الدولة مث اخلارجيف الواليـات %7.6الكربى للباحثني مقارنة مع عدد السكان النشطني، حيـث تبلـغ

، مث بريطانيا وكندا بـ %5.1 ، مث أملانيا بـ %7.5سبة املتحدة األمريكية تليها اليابان بنمن الباحثني بالنسبة لعدد السكان النشطني %3.2 لكل منهما، وأخريا إيطاليا بـ 4.6%

وهكذا فإن املعطيات الواردة يف هذا اجلدول تؤكد لنا أنه بقدر األمهية الـيت . يف البالد لبلدان املتقدمة املذكورة على وجه اخلصوص، يتمتع ا البحث يف هذا البلد أو ذاك من ا

بقدر ما جعل بعضها يتفوق أو خيلف على البعض اآلخر يف درجة التقدم االقتصـادي أما فيما يتعلق باهليئات والقطاعات اليت . ومن مت احملافظة على مكان الريادة يف هذا اال

%64، حيث ساهم بنسبة يقع عليها عبء متويل البحث فيأيت القطاع الصحي يف املقدمةوهذا شيء طبيعي كون الصناعة هـي املسـتفيد . )1(بني البلدان املتقدمة الثالثة األوىل

األول من البحث العلمي، كما أن هذا األخري ال جيد نتائجه بشكل ملمـوس إال مـن خالل هذا القطاع يف اال التكنولوجي أو فيما يعرف بالبحث التطبيقي خالل كافـة .%77.4، اليابان %50.7، الواليات املتحدة األمريكية %63.3هي املانيا ـ )1( - JANINE BREMOND : Dictoinnaire des Theories et Mecanismes Economiqus, Hatier , Paris, 1984, P 342.


261

اليت مرت ا الثورة الصناعية اليت كانت نتيجة وسبب يف الوقت نفسه للتقـدم املراحلالتقين، الذي أدى إىل ختفيض تكاليف اإلنتاج، وإجيا منتجات جديدة، وحتسني نوعيـة

، وقد متيـزت تلـك )1(وحد من العراقيل اليت كانت تواجه العملية اإلنتاجية. اإلنتاجستخدمت على نطاق واسع يف احليـاة االقتصـادية املراحل مبجموعة من االكتشافات ا

وحىت يومنا هذا كما 1850واالجتماعية، واستمرت يف التطور والتحسن منذ بداية عام :يتضح لنا من خالل الشكل التايل

مراحل الثورة العلمية وتطبيقاتها التكنولوجية: ) 6 ( رقم شكل

ناعية منذ البداية على البحث األساسي، وقد اعتمد هذا التطور الكبري للثورة الصمدعما بالقوانني ولقيم األساسية والبحث التطبيقي، وما ترتب عن ذلـك مـن نتـائج تكنولوجية وتنموية مع إجياد مصانع رائدة وطرق إنتاج لآلالت التجارية، وسلع متطورة

املراحل الـيت جديدة، مما أدى إىل التقدم التقين واالقتصادي على نطاق واسع عرب كافة تفاعلـت و)تتكامل(حيث . 2002وحىت 1850مرت ا الثورة الصناعية التقنية، منذ

، الذي عرف تسارعا غـري معهـود يف 1950نتائج ذلك التطور كثريا وخاصة منذ عام

من الزيادة يف إنتاجية الفرد يف الواليات %90لقد بينت الدراسات أن التطور العلمي والتكنولوجي كان مسؤوال عن ـ )1( على زيادة 1966 – 1951ن مسؤوال يف الفترة ما بني املتحدة األمريكية، كما بينت دراسة أن التقدم التكنولوجي كا

.والباقي يرجع إىل زيادة إستخدام رأس املال واليد العاملة %88إنتاجية العامل الصناعي بنسبة – 30كما بينت دراسة أخرى أجريت على عدد من البلدان الصناعية أن أثر التقدم العلمي والتكنولوجي يتراوح بني

:أنظر ذا اخلصوص . معدل النمو اإلقتصاديمن 50% .221، ص 1997إقتصاديات الصناعة والتصنيع، مؤسسة شباب اجلامعة، اإلسكندرية، : حمروس إمساعيلـ

1850 1900 1930 1950 1980 2000 + + + + + +

1

2 3

.حم ، فوالذ ، نسيجـ ف

اآللة ، السيارة، الطائرة، ـ

.البترول، الكيمياء، الكهرباء

اإللكترونيك، الهاتف اآللي، ـ

التكنولوجيا الحيوية، الكتلة

.لحيوية، الذرةا

.التكنولوجيا الحديثة

1

2

3

SOURS : JANINE BREMOND : Dictoinnaire des Theories Op Cit, P 342.


262

االكتشافات واالختراعات للتطبيقات التكنولوجية، واسـتعماهلا يف الصـناعة واحليـاة حيث بلغت املرحلة األوىل أقصى مداها عام . ة على وجه العموماالقتصادية واالجتماعي

، لتبدأ املرحلة الثانية من التطبيقات التكنولوجية لتبلغ بدورها أقصى مداها عـام 1900، لتبدأ املرحلة الثالثة اليت ال تزال تتطور وتعكس نتائجها اإلجيابيـة علـى كافـة 1980

وكان السبق دائما للبلدان اليت متلك . سرعة فائقةجماالت احلياة االقتصادية واالجتماعية ب، وخاصة يف جمـال البحـث العلمـي )1(استراتيجية واضحة للتطور على املدى البعيد

كما يفسر لنا التخلف احلاصل يف هـذا اـال يف . )2(والتطبيقات التكنولوجية احلديثةلنا فيما يلي من هـذه البلدان النامية والبلدان املغاربية على وجه اخلصوص كما يتضح

.الدراسةñîi‰bÌ½a@æa†ÜjÛaë@òîßbäÛa@æa†ÜjÛa@¿@bîuìÛìäØnÛaë@ïàÜÈÛa@szjÛa@@lò@ @

إذا كانت البلدان املتقدمة قد أولت اهتماما خاصا للبحث العلمي والتطبيقـات التكنولوجية، فهي بال شك تدين بتقدمها االقتصادي إىل تفوقها املستمر يف هذا اـال،

فإن التخلف االقتصادي يف املقابل واحلاصل يف عدد كبري من بلدان العامل، يعود ومن متإىل إمهاهلا أو جتاهلها أو عدم القدرة على امتالكها لزمام البحث والتكنولوجيا حـديثها ورمبا قدميها أيضا، مع ما يف ذلك من ترابط وتكامل من الصعب فصل أحـدمها عـن

سلسلة متواصلة احللقات متشعبة األبعاد، شديدة التعقيـد، اآلخر، على اعتبار أن التقدميصعب تدارك ما فات منه، يف ظل سيادة قيم ومفـاهيم سـوقية رديئـة الترقـى إىل مقتضيات العصر، الذي مل يعد فيه هناك مكانا للفوضى واالرجتال يف مواجهـة وحـل

د بتوفري الظروف املالئمة القضايا املطروحة على اتمعات املتخلفة، بدون االهتمام اجلاللعاملني والعلماء والباحثني يف كافة جماالت املعرفة اإلنسانية يف هذه البلدان، من أجـل

سلسلة عـامل املعرفـة، وزارة الثقافـة، : شوقي جالل: العامل بعد مائيت عام، ترمجة : : هريمان كان وآخرونـ )1( .55، ص 1982 الكويت،

إىل بلوغ عدد من البلدان املتقدمة مرحلة ما بعد التصنيع، وتأيت يف مقدمتها الواليات املتحدة تشري بعض الدراسات ـ )2( :أنظر . سويدلاألمريكية واليابان، وكندا، وا

. 35مرجع سبق ذكره، ص : : هريمان كان وآخرونـ ، ص 1997، 2تطور التصنيع إىل املستوى العاملي، جملة التواصل، جامعة عنابة، عـدد : هطارق منصور الطرباقيـ

86.


263

مسامهة أفضل يف تقدمها، على غرار ما جيري يف البلدان املتقدمة يف هذا اـال، كمـا :يتضح لنا من خالل اجلدول التايل مية في العالمالبحث العلمي والتن: ) 31 ( جدول رقم

1990عـــــــام

المؤشرات

القارات والبلدان

النفقــــــــــــات العلميون والمهندوسن

العـــــــدد العدد من السكان

)مليون ( بمالیين الدوالرات

)%( من الناتج الوطني

اإلجمالي

إفریقيا ليةأمریكا الشما

أمریكا الجنوبية والكاریيب آسيا أوربا

روسيا والبلدان المستقلة األوقيانوسيا

البلدان المتقدمة البلدان المتخلفة

73081 930722 162930 1229512 1091003 1694430 41961

4463798 759816

117 3359 364 401 2206 5892 1610 3694 189

1139 193721 2860 91218 104956 55712 2984

434261 18325

0.25 3.16 0.40 2.05 2.21 5.66 1.38 2.92 0.64

2.55 452590 1000 5223614 مجموع العالمSOURCE : DOMINIQUE et FREMY : Quid mond , Robert Laffont, Paris , 1997, P 1472/a

مدى الضعف الذي مييز به العـدد ) 29(وهكذا يتضح لنا من خالل اجلدول رقم ايل لعلماء والباحثني يف القارات الثالث إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية مقارنة مـع اإلمج

وهذا الضعف والفارق . أوروبا وأمريكا الشمالية واألقيانوسيا وروسيا والبلدان املستقلةالشاسع لعدد العلميني واملهندسني يتضح أكثر من خالل مقارنة عددهم لكل مليون من

عامل وباحث لكل مليون من السكان تليها 117ريقيا هي األضعف السكان حيث جند إفعامل 401 عامل وباحث لكل مليون من السكان، تليها آسيا بـ 364 أمريكا الالتينية بـ

وباحث لكل مليون من السكان، يف حني جند هذا العدد يرتفـع يف روسـيا والبلـدان ، تليهـا الواليـات املتحـدة عامل وباحث لكل مليون من السكان 5892املستقلة إىل

عامل وباحث 2206عامل وباحث لكل مليون من السكان، تليها أوروبا 3359األمريكية عامل وباحث لكل مليون مـن 1610 بـلكل مليون من السكان، تليها قارة أوقيانوسيا


264

املتخلفة وميكن التعبري إمجاال عن هذا الفارق الكبري بني البلدان املتقدمة والبلدان . السكانعامل وباحث لكـل 3694 بـيف عدد العلماء والباحثني حيث يقدر عددهم يف األوىل

عامل 189 مليون من سكان تلك البالد، يف حني يقدر هذا العدد يف البلدان املتخلفة بـكما يشري إىل هذا الوضع الفارق القائم بـني حجـم . وباحث لكل مليون من السكان

العلمي ونبتها إىل الناتج الوطين اإلمجايل، حيث ال تتعـدى النفقات املتخصصة للبحثمن الناتج الوطين اإلمجايل، 0.40 إفريقيا، تليها أمريكا الالتينية بـ يف %0.25هذه احلصة

من الناتج الوطين اإلمجايل خمصصـة %3.16يف حني تبلغ هذه النسبة يف أمريكا الشمالية وإمجـاال . وهي أعلى نسبة %5.66دان املستقلة ، وروسيا والبل%2.21للبحث، وأوروبا

من ناجتها الوطين اإلمجايل للبحث، يف حني %2.92ختصص البلدان املتقدمة يف املتوسط فقط من ناجتها الـوطين اإلمجـايل %0.64ال ختصص البلدان النامية يف املتوسط سوى

دان املغاربية أسوأ بكثري، ويبدو أن الوضع يف املنطقة العربية ومنها البل. 1996للبحث عام إىل أن إمجايل اإلنفاق على البحث يف البلدان العربية أقل من )1(حيث تشري بعض املراجع

يف حني خصصت الواليات املتحدة وحدها يف نفس السنة 1980مليار دوالر عام واحدـ 36.1 1979ام مليار دوالر، فإذا علمنا أن جمموع إمجايل الناتج احمللي العريب قد بلغ ع

. %0.33مليار دوالر تكون احلصة النسبية ملسامهة إمجايل الناتج احمللي هـي 301حوايل وهي نسبة قليلة جدا ال تزيد عن نصف متوسط مسامهة الناتج احمللي اإلمجـايل البالغـة

ومع ذلك تتمتع املنطقة العربية بعدد معترب من العلماء والبـاحثني . )2(1990لعام 0.64% والعمال املهرة مقارنة مع بلدان العامل الثالث لكن هذه األعداد تظل أقل مـن والتقنيني

االحتياجات الفعلية، إىل جانب تعرضها لرتيف اهلجرة املسـتمر إىل خـارج املنطقـة ومع ذلك ويف حالة ما إذا أحسن التعامل مع هـذا الواقـع، ميكـن . وبأشكال خمتلفة

قل للعلم والتكنولوجيـا إىل البلـدان العربيـة اعتبارها كأحد أهم قنوات انسيات أو نواملغاربية، إىل جانب خلق املعرفة الناجم مباشرة عن تراكم رأس املال لـدى خمتلـف

.181، ص 1983اإلقتصاد العريب، دار الطليعة، بريوت، :يوسف صايغ ـ )1( .من الناتج احمللي اإلمجايل الذي بقي بعيدا عن التحقيق %3هو 1990لقد كان اهلدف لسنة ـ )2(

.183اإلقتصاد العريب ، مرجع سبق ذكره، ص : يوسف صايغنظر ـ أ ـ جامعة الدول العربية، اإلدارة العامة للشؤون اإلقتصادية، العمل العريب املشترك إلكتساب القدرة التكنولوجيـة،

.1980عمان، األردن،


265

املؤسسات االقتصادية، ذلك أن تراكم رأس املال لدى أية مؤسسة يؤدي إىل إمكانيـة من خالل التعلم عن حدوث عملية مجاعية خللق املعرفة التكنولوجية والتنظيمية اجلديدة،

طريق احملاكاة أو العلم والبحث التطبيقي، مما يؤدي إىل زيادة وحتسني إنتاجية رأس املال وجتدر اإلشارة يف هذا اال إىل أن . وحتقيق معدل مرتفع ومنتظم للنمو يف املدى الطويل

ود ألسباب النجاح االقتصادي الباهر الذي حققته البلدان الصناعية اجلديدة، إذا كان يععديدة فإن أمهها على اإلطالق هـو اسـتعدادها وقـدرا علـى اسـتيعاب وتـبين التكنولوجيات القدمية منها واحلديثة على وجه اخلصوص، وهي كلها بلـدانا عرفـت انفتاحا اقتصاديا مبكرا، على االقتصاديات الرأمساليـة املتطـورة ممـا جعـل بعـض

نتاجية يف البلدان النامية مبدى انفتاح اقتصـاديات يربطون بني زيادة اإل )1(االقتصادينيوذلك لن يتم . البلدان املتقدمة واملتخلفة على االستثمار األجنيب وعلى نشر التكنولوجيا

إال من خالل توسيع قاعدة التعليم بكافة أنواعه ومستوياته التقين منه خاصة من أجـل . يط االقتصادي الدويل، من موقع قـوة توفري الشروط الالزمة لالندماج والتفاعل مع احمل

مما دفع ببعضها إىل التعجيل . وهو ما كان معدوما تقريبا يف هذه البلدان غداة استقالهلا بتدارك هذا النقص الكبري يف القوى العاملة املؤهلة، والعلماء والباحثني يف كافة ااالت

ارج للدراسة يف بعض املعاهـد سواء عن طريق التكوين احمللي أو إرسال البعثات إىل اخل :األجنبية املتخصصة كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايل

تطور عدد طلبة بعض البلدان المغاربية المسجلين في المدرسة: ) 32 ( جدول رقم

المتعدد التقنيات في باريس


1921

1939

1944

1954

1955

1964

1965

1969

1970

1974

1975

1979

1980

1985

1986

1990

1991

1995

1996

2000

المجموع

الجزائر تونس ليبيا المغرب موریطانيا

1 1 0 - -

0 2 1 - -

3 9 8 - -

2 10 8 - -

2 3 9 - -

3 12 13 - -

7 33 30 - -

10 22 31 - -

7 33 43 - -

4 46 54 - -

39 171 197

- -

SOURCE : ERIC GOBE : Les Ingenieurs Maghrebins Dans le Systeme de Formation, I.R.M.C, Rabat, 2001, P 95.

.6، ص 2000، القاهرة، 2، عدد 7منتدى البحوث اإلقتصادية، الندوة، م ـ )1(


266

أن عدد الطلبـة يف الفتـرة ) 30(حيث يتضح لنا من خالل اجلدول السابق رقم املسجلني يف هذه املدرسة اهلامة على صعيد التقنيات اهلندسـية 1921/1954االستعمارية

املتعددة كان هذا العدد ضئيال جدا مل يتجاوز العشرة يف كل مـن األقطـار املغاربيـة بالنسـبة 2000وحىت عام 1954الثالث، مث استمرت تلك الزيادة يف التضاؤل نسبيا بعد

يف حني جند هذه . طالبا 39على 1921/2000نذ للجزائر اليت مل يزد العدد اإلمجايل فيها مطالبـا 171الزيادة يف العدد يف االرتفاع مستمر بالنسبة إىل تونس بلغت يف نفس الفترة

طالبا، وهذا الوضع يعود إىل اختالف سياسة التكوين املتبعة يف كل مـن 197واملغرب يف تكـوين اإلطـارات )1(األقطار املغاربية خاصة يف اجلزائر اليت اعتمدت على نفسها

العلمية إىل جانب جمانية التكوين، وتنويع اجلهات اليت تتعامل معها يف هذا اال يف إطار سياسة عامة للتكنولوجية اهلادفة يف مرحلة الحقة إىل إجياد احلوافز املساعدة على توليـد

ملعامل يف بعـض املعرفة العلمية والتكنولوجية الواجب تطبيقها بالنسبة ملشاكل واضحة ايف حني تتمثل السياسة العلمية يف نشر التعلـيم . )2(جماالت اإلنتاج والرعاية االجتماعية

بشكل عام واكتساب الفهم العلمي والتكنولوجي بشكل خاص الذي قد يفيد بشـكل وأن العمل املتواصل من قبل بعض . مباشر أو بشكل غري مباشر يف حتقيق أهداف اتمع

قدمة من أجل وضع احلواجز والقيود املختلفة أمام االنتقال الطبيعي للمعارف البلدان املتالعلمية والتكنولوجيا باجتاه البلدان املتخلفة حبجة أن هذه البلدان خاصة منها تلك الـيت

أـا "حققت إجنازات اقتصادية معتربة يف السنوات األخرية كدول جنوب شرق آسيا أن ذلك قول مـردود علـى " . ن أن تدفع تكاليفهااستفادت أساسا من التطورات دو

أساس كذلك أن هذه البلدان وغريها من البلدان املتخلفة األخرى قد دفعت الثمن مرتني وبشكل باهظ، املرة األوىل عندما سخرت إمكانياا املادية والبشرية خلدمة االقتصاديات

اخلربات واألدمغة وال تزال حـىت املتقدمة اليوم واملرة الثانية عندما استقطبت واسترتفتاليوم تسترتف لتصب يف مصلحة البلدان املتقدمة بشكل جماين وأكثر من ذلك انتقـائي،

شـهادة يف 93سوى جامعة واحدة، مل يزد عدد اخلرجيني منها علـى 1963ذلك أنه مل يكن غداة اإلستقالل عام ـ )1( خمتلف التخصصات، وكانت السياسة التعليمية منصبة على تكوين املعلمني يف السلكني اإلبتـدائي والثـانوي، ومل

.1970عام تؤسس وزارة البحث العلمي والتعليم العايل إالالسياسات التكنولوجية يف األقطار العربية، مركز دراسات الوحدة العربيـة، بـريوت، : أنظر جمموعة من الباحثني ـ )2(

:أنظر كذلك .174، ص 1985- Junta del Acuerdo de Cartagena Technology Policy And Economic Devlopment A Sammary Report on Stadies

Undertaken by The Board of The Cartagena Agrement For The Andean Pact Integration Process, 1976. P 7 – 8 .


267

كما يتضح لنا مـن . وذلك حتت ظروف قاهرة )1(وحىت إرادي من قبل البلدان املعنية .املدارس الفرنسيةخالل عينة للطلبة املغاربية يف إحدى

ية خريجي المدرسة الفرنسية المتعددة التقنيات حسب عودتهموضع: ) 33 ( جدول رقم

1985/1955: و بقائهم في الخارج بعد تخرجهم في الفترة


مجموع الطلبةالعائدون إلى بلدانهم

الباقون في فرنسا

الباقون في بلدان أخرى

) %(النسبة ونالعائد

الجزائر المغرب تونس

ليبيا موریطانيا

18 69 80 - -

6 30 46 - -

10 25 27 - -

2 8 7 - -

33.0% 43.0% 57.5% - -

%49.11 17 62 82 167 المجموع SOURCE : ERIC GOBE : Les Ingenieurs Maghrebins Dans le Systeme de Formation, Op Cit, 2001, P 95.

أن نصف اخلرجيني املغاربـة مـن ) 31(من خالل اجلدول رقم وهكذا يتضح لناتقريبـا، وأن % 51املدرسة املذكورة مل يعودوا إىل بلدام رغم احلاجة املاسة إلـيهم

، مث %43، مث تونس %33اجلزائر كانت اخلاسر األكرب يف هذا اال، مل يعد منهم سوى األدمغة البشرية كـبريا خاصـة إذا وهذا يعين أن حجم هذا الرتيف يف. %57.5املغرب

أخذنا يف االعتبار حجم اخلرجيني من مؤسسات أخرى يف خارج البلدان املغاربية، الذين فضلوا البقاء هناك، إىل جانب ارتفاع نسبة املهاجرين العرب بشكل عام، من أصحاب

فـة من جممـوع كا %2إىل 1977اليت وصلت عام )2(الكفاءات العلمية والتكنولوجيةمن اخلرجيني يف احلقـول العلميـة، %15من القوى االقتصادية و %8السكان، وبلغت

مع العلم أن عدد الكفاءات العلمية حمدود . )3(من املهندسني %25من األطباء، و %20ووحىت 1962ففي اجلزائر مثال فتحت اال أمام إرسال البعثات إىل اخلارج لتلقي العلم واملعرفة على نطاق واسع منذ ـ )1(

، لكنه إقتصر على الطلبة املتفوقني بدءا من اية املرحلة األوىل، البكالوريا أثناء الثورة، واستمر هذا التقليد حىت اليومواملرحلة اجلامعية، لكن اإلغراءات املقدمة هلؤالء يف اخلارج مقابل الصعوبات اليت قد يواجهوا يف بالدهم جتعلـهم

.يفضلون البقاء يف اخلارج، مركز دراسـات الوحـدة، بـريوت، 22ة، املستقبل العريب، عدد إسترتاف العقول العربي: واحكيةخحممد هشام ـ )2(

.35، ص 1980 .65، ص 1985عربية للدراسات والنشر، بريوت، لؤسسة املتخلف والتقدم، القضية ا: مجال عمر نظميـ )3(

.سؤولني عن التخطيطحول هذا املوضوع ندوة وزراء التربية العرب يف اإلمارات العربية املتحدة وامل أنظر كذلك Conference of Ministers of Education And Responsible For Economic Planing in the Arab States, New Prospectesin Educution For Development in Arab Countries, Uae 7 -16 – 1977, P 33.


268

فحىت عام ،جدا يف البلدان املتخلفة بشكل عام، والبلدان العربية واملغاربية بشكل خاصاء واملهندسني العاملني يف جمال البحوث واإلمناء التجرييب يتجاوز مل يكن عدد العلم 1970 :من خالل اجلدول التايل كما يتضح لنا 1253

عدد العلماء والمهندسين في مجال البحوث واإلنماء التجريبي: ) 34 ( جدول رقم

1970 العاملون الدائمون والمؤقتون عام


ةـــــــــــــــــــــميادین الدراس جميع الميادین إجتماعية. ع طبيعية. ع زراعة طبية. ع الهندسة المؤقتون المجموع

الجزائر تونس المغرب موریطانيا

ليبيا

587 318 253 18 77

339 14 26 -

57

05 18 20 -

05

150 41 22 - -

109 130 137 13 35

319 73 64 05 37

04 56 20 - -

80 498 424 213 48 436 1253 المجموع

العلم والسياسة العلمية في الوطن العربي، مرآز دراسات الوحدة العربية، بيروت: ـ انطوان زحالن : المصدر .100، ص 1981

ميـة سـواء ومن هذا اجلدول يتضح لنا مدى ندرة هذه الشرحية االجتماعية العلبالنسبة حلجم سكان هذه البلدان، أو بالنسبة للحاجة املاسة إليهم أو بالنسبة ملـا هـو

مع العلم أن هـذا 1970عاملا عام 1253فعددهم مل يتجاوز . موجود يف البلدان املتقدمةالعدد يف تناقص مستمر مقارنة مع الزيادة الكبرية يف عدد السكان وما يتطلبه ذلك مـن

وكذلك يتناقص نسبيا هذا العدد بأسـباب . احلاجيات االقتصادية االجتماعية زيادة يفوهذا الواقع ما هـو إال انعكـاس . )1(خمتلفة أمهها اهلجرة اخلارجية والتهميش الداخلي

بالواليات املتحـدة " ماساشوسيت للتكنولوجيا " اذ مبعهد ففي اجلزائر مثال، وكما يقول يوسف كمال التومي أستـ )1( يت ل، يقول أن اجلزائر التستثمر العقول الفذة ا2002امل يف عام وهو خمترع أسرع روبو يف الع) Mit.USA(مريكية األ

ىل بداع واإلبتكـار إ اإلمتلكها بالكيفية املتحضرة، عن طريق خلق أجواء وشروط علمية مساعدة ومشجعة هلا على أن : 12كما يقول كرمي جواين أستاذ الروبوتيك واالتصال جبامعة باريس . جانب ضعف اإلمكانات املادية واملعنوية

من الباحثني %60إىل %40اجلزاتئر متلك فعال كفاءات عليمة رفيعة املستوى ، وعلى سبيل املثال يقول ، أن من بني ني، واننا يف اجلزائر والعامل الثالث عموما رغم علمنا بـأن الباحـث جمال اإلعالم واالتصال يف فرنسا هم جزائرييف

الواحد يكلف ماليني الدينارات، إال أننا نقصر يف حتفيزه، ونقصر يف خلق احمليط العلمي املناسب ألداء عمله، ومن مث لقاء مع الباحثني على : أنظر ذا اخلصوص ، رشيد فياليل. الدول األجنبية " جمانا"حنفزه على اهلجرة، لتستفيد منه

، جريدة الشروق اليـومي ، 4/2002هامش ملتقى، التكنولوجيا اجلديدة لإلعالم واالتصال جامعة منتوري قسنطينة، === .24، ص 20/4/2002بتاريخ 444اجلزائر ، رقم


269

واضح لضعف العناية واالهتمام ذا القطاع احليوي كما يتضح لنا من خالل اجلـدول )1( : التايل

)بماليين الدوالرات( إلنفاق الوطني المغاربي على البحث والتطوير ا: ) 35 ( جدول رقم

وآذلك نسبتها المئوية إلى الناتج القومي واإلنفاق بالنسبة للفرد

ماليين الدوالرات: ة لوحدا


االنفاق الوطني على البحث والتطویر

للبحث )%(النسبة والتطویر في الناتج الوطني

وطني بالنسبة للفرد على لاالنفاق ا بحث العلميلا

1965 1976 1973 1976 1965 1973 1976 الجزائر تونس المغرب موریطانيا

ليبيا

4 – 6 2.6)1( - - -

2.6 21.6)2( 1.5 -

48.3

0.13 0.30

- - -

0.02 0.52 0.02

- 0.36

0.5)1( 0.6)1( - - -

0.6 1.10 20.2

- -

0.16 3.79)1(

2.37 -

21 27.32 3.18 1.1 0.92 0.43 73.6 8.6 المجموع

1977 تعني )2(. 1966 تعني )1(: مالحظة )بتصرف.(114العلم والسياسة العلمية في الوطن العربي، مرجع سبق ذآره، ص : ـ انطوان زحالن : المصدر

أن حصة اإلنفاق الوطين على البحـث ) 33(ل رقم ويتضح لنا من خالل اجلدو 2.6، مث تراجعـت إىل 1965مليون دوالر عـام 6العلمي والتطوير قد بلغت يف اجلزائر

مليـون دوالر ، مث انتقلـت إىل 2.6مليون دوالر يف حني كانت هذه احلصة يف تونس عد ليبيا الـيت بلغـت لتحتل بذلك املرتبة الثانية مغاربيا ب 1977مليون دوالر عام 21.2

كما تطورت هذه . مليون دوالر 48.3حصتها يف اإلنفاق على البحث العلمي والتطوير مليون 73.6مليون دوالر إىل 8.6من 1965/1976احلصة على املستوى املغاريب بني عام

وهو مبلغ ضئيل جدا بالنظر ملا جيري يف بلدان أخـرى وكـذلك . دوالر على التوايلمهية هذا اال يف التقدم االقتصادي، وهذا الوضع يعترب هو انعكاس للنسـبة بالنسبة أل

الضئيلة املخصصة من الناتج الوطين للبحث والتطوير، اليت تراوحت حىت بعـد ذلـك وهي كمـا %0.02و %0.13على التوايل يف اجلزائر بني 1976و 1973التاريخ أي عامي

يف لإلعالم اآليل جزائريون يقيمون يف كندا وحـدها، إىل مهندس 2500ري إىل وجود أكثر من وهناك تقديرات حديثة تش ==

بتـاريخ 172الصادرة يف باريس حتت رقم Arabiesأنظر ذا اخلصوص جملة . جانب عدة آالف يقيمون يف فرنسا .23، ص 4/2001


270

وتعترب مـن %0.52إىل %0.30يف تونس من يالحظ يف تدهور مستمر، يف حني انتقلت .%0.36أحسن البلدان املغاربية يف هذا اال، مث تليها ليبيا بنسبة

وبذلك تكون النسبة املخصصة من الناتج الـوطين للبحـث . من الناتج الوطينيف حني كانت حصة الفرد من . %0.92حوايل 1976العلمي على املستوى املغاريب عام

وهي األسوأ فيما ذكر، تليها املغـرب ، %0.16البحث والتطوير يف اجلزائر اإلنفاق علىـ 3.79 دوالر للفرد وأفضل منها تونس بـ 2.37 بـ دوالر للفرد وأحسن منها ليبيا بـدوالر للفرد وهي نسبة ضئيلة 27دوالر للفرد، يف حني كان جمموع اإلنفاق املغاريب 21

714دوالر للفرد، والواليات املتحـدة 638مثال اليابان جدا مقارنة مع البلدان املتقدمة، ويالحظ كذلك من خالل اجلدول املذكور أن وضع البحث والتطوير يف . دوالر للفرد

سواء تعلق األمر حبصة اإلنفاق الوطين . 1976وحىت 1965اجلزائر متدهور باستمرار منذ تطوير يف النـاتج الـوطين ، أو على البحث والتطوير أو النسبة املئوية حلصة البحث وال

ورمبا يعود هذا الواقع إىل األرضية اهلشة اليت قام عليهـا . اإلنفاق الوطين بالنسبة للفردمل يكن يف اجلزائر سـوى 1963البحث العلمي يف اجلزائر خاصة إذا علمنا أنه حىت عام

عايل والبحث شهادة جامعية ومل تؤسس وزارة التعليم ال 93جامعة واحدة مل متنح سوى وقد مر اال املؤسسايت التنظيمي للبحث العلمي مبراحل عديدة . 1970العلمي إال عام

وعرفت اهليئات املشرفة عليه أمساءا خمتلفة، لكنها تشترك مجيعـا يف ضـعف احلصـة املخصصة هلا من ميزانية الدولة ومن مت ضعف مردوديتها على صعيد الواقع االقتصـادي

:ن خالل اجلدول التايلكما يتضح لنا م تطور ميزانية البحث العلمي وعدد مشاريع البحث في الجزائر: ) 36 ( جدول رقم

بماليين الدوالرت: الوحدة السنوات

1996 1995 1994 1993 المؤشر

ميزانية البحث عدد مشاریع البحث

6.08

877

5.20

959

4.50

971

6.7

1500

وقائع وآفاق البحث العلمي في الجزائر من واقع يوم إعالمي حول : بلمير . آريم ، ب. س: المصدر . 39، 23، ص 4/1996البحث العلمي، جامعة قسنطينة،


271

6.08حيث يشري هذا اجلدول بوضوح إىل تذبذب وتراجع ميزانية البحث مـن ، يف حني ارتفع عدد مشـاريع 1996الر عام مليون دو 6.7، إىل 1993مليون دوالر عام

ويبدو أن هذا . مشروع 1996عام مشـروع 1500إىل 1993مشروع عام 877البحث من التناقض بني ضعف ميزانية البحث ومجودها إن مل نقل تآكلها من جهة، وتضاعفت عدد

يف مشاريع البحث من جهة أخرى ال يعرب عن االنسجام والتوافق بني أصحاب القـرار هذا اال وبني العاملني على إعداد وتنفيذ مشاريع البحث بالشكل الذي يتطلبه الوضع االقتصادي السائد، مبا يسمح بظهور النتائج امللموسة للبحث واالختراع، ويسـاهم يف التنمية االقتصادية خاصة منها الصناعية والتكنولوجية احلديثة اليت متتاز بإنتاجية عاليـة،

وى البلدان املغاربية يف هذا اال مقبوال مبسامهتها على املستوى العـاملي يف ويعترب مستعلى التوايل 58، 51االبتكار والتطبيقات التكنولوجية حيث حتتل تونس واجلزائر املرتبة

على املستوى العاملي حيث حتتل املرتبة األوىل فينلنـدة، والثانيـة الواليـات املتحـدة يف حني حتتل تونس واجلزائر املرتبة الثالثة والرابعة على التوايل . السويد األمريكية، والثالثة

:ا من خالل اجلدول التايل كما يتضح لن. على املستوى اإلفريقي البلدان األولى في المجال التكنولوجي وترتيب بعض البلدان المغاربية: ) 37 ( جدول رقم

الترتيب على

المستوى العالمي اندـــــــــالبل

ةلتكنولوجياتنمية لمؤشر ا 0األدنى 1األعلى

متوسط مدة التمدرس بالسنوات

)*(المعدل اإلجمالي )%(للتسجيل

1

2

3

51

58

فينلندا

الوالیات المتحدة األمریكية

السوید

تونس

الجزائر

0.744

0.733

0.703

0.255

0.221

10

12

11.4

5.0

5.4

27.4

13.9

15.3

3.8

6.0

.)سنة 24 – 19 (بالنسبة لعدد السكان الذين تقع أعمارهم بين ـ )*( الصادرة في باريس Economiaالوارد في مجلة PNUD، 2001تقرير برنامج األمم المتحدة للتنمية : المصدر

www.undp.org/hdr, 2001: أنظر آذلك . 4/2001

كن إدراك ذلك من خالل استعراض إنتاجية العامـل املغـاريب يف الصـناعة ميو .)35(التحويلية كما يتضح لنا من خالل اجلدول التايل رقم


272

إنتاجية العامل في الصناعة التحويلية المغاربية: ) 38 ( جدول رقم

دوالر باألسعار الجارية: الوحدة السنوات

1986 1985 1984 1983 1982 1981 البلدان

تونس

الجزائر

ليبيا

المغرب

موریطانيا

المتوسط المغاربي

1302

2931

3862

1645

1109

2170

1186

2981

4840

1471

956

2287

1170

3283

4681

1306

1067

2301

1115

3579

4863

1243

965

2353

1136

3953

4948

1193

959

2438

1353

4939

4773

1468

1163

2699

1987التقرير اإلقتصادي العربي الموحد، األمانة العامة لجامعة الدول العربية، القاهرة، : المصدر

.61ص أن إنتاجية العامل يف الصناعة التحويليـة ) 36(حيث يالحظ من خالل اجلدول

، ومنخفضـة 1981/1986بـني للبلدان املغاربية، متباينة فيما بينها خالل الفترة املمتدة عموما يف البلدان املغاربية الثالث تونس واملغرب وموريطانيا، حيث بلغـت يف تـونس

يف حني كانت يف املغرب . دوالر يف بداية الفترة املذكورة وايتها 1353دوالر و 1302إىل 1986دوالر للعامل، مث اخنفضـت عـام 1645حوايل 1981يف بداية الفترة أي عام

1981/1986دوالر للفرد، بينما حافظت على مستواها تقريبا يف موريطانيا عامي 1468يف حـني . دوالر للعامـل 1468دوالر للفرد العامـل و 1109حيث بلغت على التوايل

نالحظ ارتفاعها الكبري نسبيا يف كل من اجلزائر وليبيا وذلك يعود لكومـا دولـتني كنولوجيات احلديثة بفضل مداخيلها النفطية غري املنتجة بتروليتني متكنتا من استخدام الت

والتايل فإن ارتفاع إنتاجية العامل يف الصناعة التحويلية ناجم عن ارتفاع املداخيل النفطية على أساس أن هذا القطاع يستخدم يف معظمه للتقنيات احلديثة يف البحـث واإلنتـاج

مرتفعني نسبيا مقارنـة مـع اإلنتاجيـة يف والتوزيع مما جيعل إنتاجية رأس املال والعمل وقد يكون هذا االرتفاع ناجم عن عوامل أخـرى إىل حـد مـا . القطاعات األخرى

كالطريقة املعتمدة يف حساب اإلنتاجية يف كل بلد من هذه البلدان، كما قد يكون ناجم ـ ار عن تطور التقنيات الصناعية املعتمدة يف اإلنتاج بشـكل عـام واملدعومـة باالبتك


273

واالختراع على املستويني احمللي واخلارجي من أجل تطوير وحتسـني طـرق اإلنتـاج براءة اختراع يف اجلزائر، منها 1354مث تسجيل 1977/1997ففي الفترة ما بني . الصناعي

، وإذا %88براءة اختراع لغري املقيمني متثل 1187و %12براءة اختراع للمقيمني أي 167قـد بلغـت 1995ات االختراعات اليت مت إصدارها يف العامل عام علمنا أن جمموع براء

براءة اختراع فإـا 118، وأن حصة اجلزائر فيها مل يزد على )1(براءة اختراع 713168بـراءة اختـراع، 354يف حني جند املغرب قد أصدر يف نفس السنة %0.01بذلك متثل

تراع الصادرة على املستوى العاملي من جمموع براءات االخ %0.05وهذا العدد ميثل نسبة براءة اختراع، وهي متثل بـذلك نسـبة 141املذكورة أعاله، أما تونس فقد أصدرت

من براءات االختراع على املستوى العاملي، وبذلك يكون جمموع ما أصـدرته 0.02%تـراع من براءات االخ %0.086براءة اختراع ومتثل نسبة 613البلدان املغاربية الثالثة هو

وهي نسبة مغاربية أفضل من املعدالت القطرية املنفردة خاصة عند إضافة نسبة . يف العاملاألقطار األخرى، إال أا تبقى بعيدة جدا عند النسبة اليت حققتـها البلـدان الصـناعية

من براءات االختراع يف العامل، تليها الواليات %15.22الرئيسية، كاليابان اليت أصدرت . )2(%6.78، مث بريطانيا بنسـبة %7.80مث فرنسا بنسبة %14.22 األمريكية بـ املتحدة

وكما هو واضح فإن هذه النسب تعكس مدى األمهية اليت يتمتع ا البحث العلمـي، ومن مت االبتكار واالرجتال، بقدر ما يتطلبه بشكل مسبق وخمطط، من تكوين وحتصـيل

جوانب الظاهرة موضوع الدراسة، سـواء علمي، وتدريب ميداين، وحبث شامل لكافة تعلق األمر بالناحية املعرفية والتارخيية اإلنسانية، أو تعلق بالظروف املوضوعية اليت جترى فيها علمية البحث مع األخذ يف االعتبار احتماالت املستقبل، وتأثريها علـى النتـائج

حل مشكلة اقتصادية املتوصل إليها، من خالل ذلك البحث الذي يهدف يف األساس إىل .أو اجتماعية ما، مع استخدام الطرق واألساليب التكنولوجية احلديثة

.7، اجلزائر، ص 7/12/1997حول اليوم الوطين لتشجيع املخترعني، الشعب : عمر بوحنيكـ )1( وكذلك إحصاءات املنظمة العاملية للملكية الفكرية، . وثائق منشورات مكتب امللكية الصناعية، اجلزائر: أنظر كذلك

.1996إحصاءات . 2/2/2001بتاريخ " الشرق األوسط " ، جريدة 2015تقرير حول أحوال العامل عام ـ )2(


274

@@xkîÛbþa@Éîä–nÛaë@òrí†§a@pbîuìÛìäØnÛaë@ @

لقد كان هلا الفضل األكرب يف حترير الطاقات البشرية اخلالقة لتحقيق املزيد مـن ميزت الثورة الصناعية الثالثة أو ما اإلجنازات اهلامة من الناحيتني النوعية والكمية، واليت

تأثري ثورة املعلومات وتقنياا ليشـمل "يعرف مبجتمع ما بعد التصنيع، الذي تعاظم فيه جماالت أخرى من العلوم والتكنولوجيا، واليت كان هلا أثر كبري فاق يف بعـض جوانبـه

كما سبق ورأينا . )1(األثر الذي خلفته الثورة الصناعية خالل أواسط القرن الثامن عشرمدى تأثريه يف جمال اإلنتاجية يف البلدان املتقدمة، حيث لعب فيها اإلعـالم واالتصـال

بعض التطور يف هذا اـال، ففـي )2(احلديث دورا بارزا، وقد حققت األقطار املغاربيةاجلزائر مثال شكل إعادة تنظيم الربيد واالتصال أحد أهم التحوالت املؤسساتية اهلامـة

وحىت اليوم، خاصة ما يتعلق منه بإلغاء قانون اخلدمة املدنية، حيث قـدم 1976يها منذ فقطاع الربيد واالتصاالت رواتب تنافسية ساعدت على االحتفاظ وجذب اخلربة القيادية املؤهلة يف جمال التنظيم ومتكنت اجلزائر بذلك من احلصول على عدد معترب من العمـال

أصـبح قطـاع 1977/1986، ففي الفترة ما بني )3(ف السبعيناتالتقنيني بدءا من منتصمن العمال التقنيني يف حني كانت نسبة العمال % 66الربيد واالتصاالت يف اجلزائر ميلك

وبعـد تطبيـق األجـور . %41التقنيني يف املغرب قبل إلغاء قانون اخلدمة املدنية كان ، يف حني بقي قانون اخلدمة 1983/1986 يف الفترة ما بني %59التنافسية أصبحت النسبة تشـكل 1972/1987، وكانت نسبة العمالة التقنية بني 1995املدنية يف تونس حىت عام

1992ويف عـام %27هبطت النسبة إىل 1985/1990فقط، ويف الفترة ما بني %33نسبة عود وذلك ي. عمال تقنيون من جمموع العمال يف تونس %21واصلت اهلبوط حىت بلغت

إىل عدم تطبيق األجور التنافسية مع استمرار قانون اخلدمة املدنية املذكور أعاله، هـذا ونظرا للموقع االستراتيجي الذي تتمتع به البلدان املغاربية خاصة قرا من أوروبا فهـي حتضى خبدمات اتصال تربطها مع أوروبا بشكل مباشر بأسالك حتت البحر إىل جانـب

.، مرجع سبق ذكره1996ية للملكية الفكرية، إحصاءات املنظمة العاملـ )1( )2( – ANDREA , L. KAVANAUGH : Tlecommunication Inalgeria, Morocco Andtunisia.

http://www.maghreb.com. يعود تاريخ نشوء الربيد واإلتصال باملفهوم احلديث إىل عهد اإلستعمار الفرنسي حيث )3( – ANDREA , L. KAVANAUGH : Tlecommunication, Op Cit , ( 4.4.1) .


275

وكذلك ارتباطها بأنظمة القمر الصناعي . ما بني البلدان املغاربية نفسهاالربط املباشر فيالدولية واإلقليمية، بشكل مباشر مع أوروبا وبلدان العامل األخرى، فضال عن الربط بني

، INTELSATأنتـل سـات (األقطار املغاربية نفسها، من خالل شبكات االتصاالت وتعترب البلدان ) إىل حد ما ARABSATرب سات ع، INTERSPOTNIKأنترسبونيك

املغاربية الثالثة املغرب واجلزائر وتونس أعضـاء يف القمـر الصـناعي أنتـل سـات INTELSAT وميداراب تل ،MEDARABTEL ،وبانافتل PANAFTEL والشبكات ،

هذا الوضع اخلاص الذي تتمتع بـه . األرضية للبحر األبيض املتوسط، والبلدان اإلفريقيةاملغاربية خاصة، ومشال القارة اإلفريقية العربية عامة مكنها من الدخول من الباب املنطقة

الواسع يف عصر التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال، وعلى الرغم من الصـعوبات اليت واجهتها اهليئات التابعة للدولة واليت كانـت حتتكـر العمـل يف جمـال اهلـاتف

تأقلم مع الوضع اجلديد، الذي مسح بدخول منافسـني واالتصاالت، يف سياق سعيها للجدد، يتمتعون بتجربة وإمكانيات كبرية يف هذا اال، فقد استطاعت بعد فترة وجيزة استعادة زمام املبادرة والعمل جنبا إىل جنب مع الشركات الدولية من أجل تطوير هـذا

G.S.Mالشامل للهاتف النقال القطاع، سواء تعلق األمر باهلاتف اآليل الرقمي أو النظاماليت )1(ففي تونس مثال. INTERNETأو الشبكة الدولية لإلعالم واالتصال، االنترنيت

استفادت من جتربتها اخلاصة وموقعها اجلغرايف ومكانة القطاع السياحي يف اقتصـادها، ان األخـرى إىل جانب أمهية فعالية الطلب الذي تتمتع به السوق احمللية مقارنة مع البلد

دوالر أمريكي، استطاعت بفضـل 2700الناجم عن ارتفاع متوسط الدخل الفردي إىل سـيمنس (شركة كل ذلك جذب عدد من املستثمرين األجانب يف جمال االتصال أمثال

SIEMENS وأجلات ،ALGAT وفيفندى ،VIVEND ( ويقول وزيـر التكنولوجيـالعلم أن تونس قد هيأت شبكة هاتفية قائمـة االتصال مع ذلك أن العطاءات قليلة، مع ا

خط لكـل مائـة مـن 14 مع كثافة تقدر بـ 1999بكاملها على النظام الرقمي منذ ألف 400ألف خط ودف إىل أن تصبح 140السكان، وشبكة للهاتف النقال تقدر بـ

إستفادت سوق احلاسوب برعاية كربى مع إنطالق اإلصالحات اإلقتصادية املقترحة من قبل البنك الدويل 1987منذ ـ )1( )IMF (عن طريق ختفيض الرسوم اجلمركية وتبسيط اإلجراءات اإلدارية اليت حدث من تطوير الصناعة.

. ANDREA , L. KAVANAUGH : Tlecommunication, Op Cit ,P 3 . 1: أنظر ذا اخلصوص


276

97/2000مشترك يف اية السنة اجلارية، كما كانت حصة االتصاالت يف املخطط التاسع هذا وقد بلغ عدد املشتركني يف اهلاتف النقال يف تـونس . )1(مليار دوالر 2.22حوايل

مشترك، يف حني بلغ عدد 400000ألف مشترك، واالنترنيت 500حوايل 2001حىت عام .)2(حاسوب 64280أجهزة احلاسوب املباعة

وجياتـه أما اجلزائر فقد عرفت تطورا هاما يف جمال اإلعالم واالتصـال وتكنول فبعد أن كان عدد املشـتركني يف اهلـاتف ال يتجـاوز . وحىت اليوم 1962احلديثة منذ

مشترك، وكان اهلاتف الدويل اليربط البالد إال بفرنسا واملغرب وتـونس ومل 108000) الثابـت (مكتبا، أصبح عدد املشتركني يف اهلاتف السـلكي 1045يكن للربيد سوى

وأصبحت البالد مرتبطـة . ساكن 100لكل 2.78شكل ، وهذا ي)3(1990عام 673836بلـدا، 24بلدا، وارتباط يدوي مع 89بلدا، وشبه ارتباط آيل مع 66آليا ومباشرة مع

مكتبا بريديا مع وضع 2587حوايل 1988وتضاعفت عدد مكاتب الربيد يف اية سبتمرب مليون 1200ملعاجلة إىل ورفع عدد اإلرساليات الربيدية ا. مكتبا سنويا 130هدف لفتح حمطة أرضية تشكل شبكة اتصاالت تضع اجلزائر على املستوى الـدويل يف 25مراسلة، و

. بعد الواليات املتحدة األمريكية واالحتاد السوفييت وكنـدا )4(1988املرتبة الرابعة لعام وقد استعملت شبكة هذه احملطات على املستوى الوطين، أما على مسـتوى الشـبكة

اسـتندار ) 02(حمطات أرضية منـها ) 04(ولية لالتصاالت اهلاتفية فقد استخدمت الداتصـاالت ) 06(كما اسـتخدمت . عرب سات) 01(أنترسبونيك، و) 01(أطلنتيك،

اتصاالت بواسطة األسالك احملورية املشتركة مـع املغـرب ) 03(سلكية حتت البحر، وأما فيما يتعلق باهلـاتف . ة مع تونساتصال عرب الشبكات اهلرتزي) 01(وتونس وليبيا، و

100على نطاق واسع نسبيا بعدد قـدر 1998فقد عرفته اجلزائر منذ ) G.S.M( النقال ألف خط، حتت إشراف وزارة الربيد واملواصالت وكان عدد املشـتركني يف البدايـة

ـ 60حوايل 500ألف مشترك، مع وجود حجم للطلب على اهلاتف النقـال قـدر بـ )1( – S. HADID et I. KACMI et sOBH : Arabies , Paris, N° 127. H/2001, P 39.

)2( – M S Le Secteur Informatique en Tunisie , La Tunisie, Economique , N° 105, 1999, P 15. بلدية 1541، حبيث يتم تغطية كافة بلديات اجلزائر، البالغة 2000مليون مشترك سنة 3وقد وضع هدف الوصول إىل ـ )3(

.بواسطة اهلاتف الثابت اآليل .244، ص 1989الدليل اإلقتصادي واإلجتماعي، املؤسسة الوطنية للنشر واإلشهار، اجلزائر، ـ )4(


277

ومن الواضح عدم القدرة على تلبية الطلب علـى وسـيلة حديثـة يف جمـال . )1(ألفاالتصاالت اهلاتفية احلديثة رغم أن هذا احلجم يف الطلب وإن كـان يعكـس الوضـع االقتصادي للسكان يف اجلزائر، فإنه اليعكس اإلمكانيات االقتصادية احلقيقية اليت تتوفر

اجة ضرورية من حاجات العصر، واليت ال عليها، كما يدل على قصور صارخ يف تلبية حتقدم للقادرين على الدفع، وهم بطبيعة احلال فئة )2(تزال يف اجلزائر تعترب خدمة كمالية

قليلة غري منتجة يف معظم األحيان بالنظر إىل اعتبارات عديدة أمهها اخنفاض مستوى احلد العاملـة والطبقـة األدىن لألجر واخنفاض متوسط الدخل الفردي بشكل عام للقـوى

املتوسطة ذات الدخل احملدود، اليت تقع على عاتقها مسؤولية النهوض احلقيقي باالقتصاد ولذلك يبقى العمل من أجل تلبية هذا الطلب من قبل الدولة، يندرج يف سياق . واتمع

العمل على جتسيد مبادئ اقتصاد السوق ألول مـرة يف ميـدان تكنولوجيـا اإلعـالم أوراسـكوم (، بفتح اال للشراكة واالستثمار األجنيب من خالل شـركة )3(واالتصال

ORASCOM ( اليت أطلقت على فرعها يف اجلزائر اسم) جازيDJEZZY ( وتعهـدت 2002ألف خط هاتفي للعـام 500بتلبية طلب السوق الوطنية البالغ حجمه يف البداية

مليـون مشـترك حمتمـل 1.5اجة ألف خط شهريا متهيد تلبية ح 50مبعدل إجناز قدره مليـون 03وعندها يستفيد أكرب عدد ممكن من السكان، مث يف مرحلة الحقة العدد إىل

مما ينعكس على حتسني أداء االقتصاد الوطين ورفع وتـرية العمـل املنـتج . )4(مشترك( وحتسني اإلنتاجية، خاصة مع االستخدام املوسع للشبكة العاملية العنكبوتية للمعلومات

مركز البحث يف اإلعـالم العلمـي ( الذي يضطلع ا ) THE INTERNETاالنترنات يف اجلزائر، حيث كلف بإجناز نظام وطين إلعالم العلمي والـتقين، SERIST )والتقين

وتطوير الشبكة القطاعية وربط الشبكات اجلهوية والدولية، وجعل البحث واإلعالميـاء مية أم املغرب فقد خطـى خطـوات معتـربة يف جمـال والتوثيق العلمي يف خدمة التن

مليون نسمة، أو بالنسبة للتغطية اليت حققتها بلـدان 30.679ا احلجم يعترب قليال جدا بالنسبة لعدد السكان البالغ هذـ )1( .مغاربية، كاملغرب وتونس واليت تعود إىل مستوى الدخل الفردي الذي تدهور يف اجلزائر خالل السنوات األخرية

.مبتوسط الدخل الفرديوذلك متاشيا مع املفهوم االقتصادي املرتبط ـ )2(وخاصة فيما يتعلق بتحقيق أحد أهم تلك املبادئ، وهو املنافسة اليت أخذت بالظهور بقوة يف هذا اال بني الشركة ـ )3(

.اجلديدة أوراسكوم اجلزائر واتصاالت اجلزائر واليت بدأت بتخفيض األسعار وحتسني اخلدمات)4( – KHALED MENNA : Orascom Algerie, L'economist, N° 60. 30/2002, Alger, P 26 – 27.


278

تكنولوجيا اإلعالم واالتصال بكافة أنواعها، سواء تعلق األمر باهلاتف الثابت أو اهلاتف النقال أو االنترنيت، ولكن يف جو من املنافسة احلادة خيتلف إىل حد ما عن مـا كـان

ض وتراجع األرباح االحتكاريـة مما أدى على اخنفا. سائدا يف البلدان املغاربية األخرى ملصلحة األرباح التنافسية، اليت كانت من نصيب الشركات األفضل يف هذا اال سواء من ناحية األسعار أو مستوى نوعية اخلدمات املقدمـة يف جمـال اهلـاتف النقـال أو االنترنيت، مما أدى زيادة الطلب على التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال بشـكل

%40وحدها بنسبة 2001خاصة اهلاتف النقال الذي ارتفع الطلب عليه خالل سنة . عام MAROC املغـرب لالتصـاالت ( بعد كسر حالة االحتكار اليت كانت متثلها شركة

TELECOM ( بدخول منافسني مثل شركة) ميدي تلMEDITEL ( اليت بدأت مبنافسةنني واملمـولني األجانـب مثـل الشـراكة إىل جانب املمو )1(قوية مع الشراكة األوىل

ــاالت ( ــة لالتص ــبانية ) PORTUGAL TELECOMالربتغالي ــراكة اإلس ( والشTELEFONICA ( باالشتراك مع بنوك أخرى، وبذلك توسعت شرحية الزبائن، لتشمل ،

دوالر 150درهم شهريا، والذي يعـادل 1650ذوي احلد األدىن لألجر املضمون البالغ مليون مشترك، وهو رقم واعد وهـام يف سـوق 2.25عدد املشتركني أمريكي ويرتفع

، كما يدل على مدى األمهية اليت )2(التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال يف املغربيتمتع ا هذا القطاع لدى املعنيني باألمر إقامة حي للتكنولوجيات احلديثـة لإلعـالم

مليـون 200بتكلفة قدرها ²ألف م 30در بـواالتصال يف الدار البيضاء على مساحة تققبـل " احلكومة االلكترونيـة "، كما يوجد هناك مشروع استراتيجي يسمى )3(دوالرألف كما بلغـت أجهـزة 300أما املشتركني يف االنترنيت، فيقدر عددهم بـ. اإلجناز

(حاسوب وبلغ حجم االستثمارات يف 175320حوايل 2002احلاسوب املباعة حىت عام مليون أورو يف تونس، الـيت 210، مقابل )4(مليون أورو سنويا 100) NTICت ح أ أ

.تعترب رائدة يف هذا اال على املستوى املغاريب قبل املغرب واجلزائر وليبيا وموريطانيا )1( – HADID et CACIM et SOBH : Maghreb Telecommunicqtion Arabies, N° 172, Paris, 2001, P 34 – 40.

)2( – Econo;iqm , N°19, Paris, 2002, P 72 – 73 . )3( – Arabis, Op Cit, P 24 .

توسيع الشركة مع اخلارج وخاصة مع الدول الرائدة يف هذا اال، كاليابان اليت وقعت إتفاقيـة وتسعى املغرب إىل ـ )4( .2002جويلية 10معها يف تكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت الالسلكية بتاريخ

http : // www.arabis casanet.ma: للمزيد أنظر


279

أما ليبيا اليت تبدو أا دخلت عامل التكنولوجيات احلديثة اإلعالم واالتصال بشكل املقابل حتضر لثورة شاملة يف هذا اال حبيث نتمكن من اللحاق بالركب متأخر، فإا وب

وقد تعاونت منذ البداية يف هذا اال مـع الشـركات . التكنولوجي يف أقرب اآلجالاليت أقامت شبكة هاتفيـة خلويـة وتقـدم ARICSSONاألجنبية كالشراكة السويدية

وهـذه . ثل طرابلس والزاويـة وسـريت خدماا آلالف املشتركني يف املدن الرئيسية مأوربيت لالتصـال (الشبكة اليت تعد األوىل يف ليبيا سريت من قبل شركة املدار للهاتف

ORBIT TELECOM ( وهي فرع من الشركة العامة للربيد واهلاتف واالتصال)GPTC ليبية كما قررت السلطات العامة إلقامة شبكة ثانية للهاتف اخللوي، من قبل الشركة ال)

الفرع اآلخر للشركة العامة للربيـد واهلـاتف ) LTT(للهاتف واالتصال والتكنولوجيا شامل " واالتصال اليت أعلنت عن إقامة شبكة للهاتف النقال لتصبح يف املستقبل متعامل

GLOBAL " يف قطاع التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال اليت قامـت بتجهيـزرمزيا تعد واحدة من ثـالث أبـراج ملركـب ) االنترنيت(ت الشبكة الدولية لالتصاال

الشـراكة ( لقد قامـت . اليت تشرف على العاصمة طرابلس" ذات العماد"حديث بـ بدراسـات حـول 1999عند بداية انطالقتها عـام ) LTTالليبية للهاتف واالتصال قد اسـتدركت وبذلك تكون ليبيا . الذي اعترب جتاريا VISATاالنترنيت وربط الساطل

ألف خط هاتفي ثابـت أقـل 500تأخرها يف االتصاالت، حيث مل تكن متلك سوى لذلك قررت إقامة مليون . بثالث مرات من البلدان املغاربية األخرى كما سبق وذكرنا

وتسعى . خط هاتفي إضايف خالل السنوات القادمة، بإضافة شبكة ثانية للهاتف اخللوي إىل إقامة بنية أساسية حديثـة جـدا يف جمـال ) الشعبية حسب مقرارات اللجة(ليبيا

-2001(االتصاالت واهلاتف تغطي كافة املدن والواحات من خالل املخطط اخلماسـي مليار دوالر يف جمال االتصال وهي متثل 10الذي تقدر استثماراته مبا ال يقل عن ) 2002

مع ذلك تسعى السـلطات وموازاة . من االستثمارات اإلمجالية للمخطط املذكور 30%املعنية لتوفري الشروط املناسبة ملسايرة التطورات املستجدة علـى الصـعيدين اإلقليمـي

، ومن هنا فإن التأخر الـذي حصـل يف جمـال )1(والعاملي جللب املستثمرين األجانب، أن 2000حيث أشارت وقائع الندوة األوىل حول اإلستثمارات األجنبية اليت إنعقدت يف طرابلس يف شهر نـوفمرب ـ )1(

شركة أجنبية أبدت رغبة يف تعاوا يف هذا اال، وذلك نظرا لإلمكانيات اليت تتوفر عليها ليبيـا مـن 270هناك === .Arabies, N° 172, PARIS 2001, P 40 – 41. ظر ذا اخلصوص جملة الناحيتني املادية والبشرية، أن


280

التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال يف لبيبا خاصة يف ميدان االنترنيـت واهلـاتف ل ميكن تداركه بشكل أكثر وعي ملتطلبات وشروط جناح استخدامه علـى أوسـع النقا

.نطاق، مبا يعود على االقتصاد واتمع بأفضل النتائجاليت تعترب يف قطاع التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال أقل : أما موريطانيا

، فإا بطبيعة احلـال مل تطورا مقارنة مع املستوى الذي بلغه يف األقطار املغاربية األخرى) MAURITELمورتل ( تقف مكتوفة األيدي، بل عملت من خالل شركتها التقليدية

اليت عملت بقوة ملواكبة التطور احلاصل يف جمال االتصاالت، حيث تسعى الدولة يف إطار حتت إشراف البنك الدويل، الـذي 1992برنامج اإلصالح االقتصادي الذي انطلق لعام

مليون 10.8مليون دوالر لتمويل ثالثة عشر مشروعا، خصص منها 728 ب ضاقدم قردوالر لقطاع الربيد واالتصاالت واحلد من احتكار الدولة له، والـذي كانـت متثلـه

كبداية لفتح كل 2004نوفمرب 4وقد حدد تاريخ ) MAURITELمورتل (الشركة العامة نفس الوقت خلوصصة شركة االتصاالت مع التمهيد يف )1(قطاعات االتصاالت للمنافسة

اليت قدرت عوائدها على خزينة الدولة مع بيع رخصة اهلـاتف ) MAURITELمورتل (مليـون 28رت تونس ذه الرخصة مقابل قمليون دوالر، وقد ظ 75اخللوي مبا جمموعة

دوالر، يعد دخوهلا يف منافسة قوية مع شركات عاملية مثل فرانس تليكوم وتيليفونيكـا مقابل ) MAROC TELECOMاملغرب لالتصاالت ( اخل، وبعد ذلك حصلت شركة

من رأمسال املتعامل املوريطاين لالتصاالت، وقـد مت ذلـك % 54مليون دوالر على 48كمـا . وشارك فيها عشرون شركة تقريبـا 4/4/2000خالل ندوة نظمت بباريس يوم

وذه الشراكة ) MAURITELل مورت(من رأس مال % 3حصلت املغرب استثناءا على املغاربية املتميزة املتمثلة يف املغرب وتونس وموريطانيا، تكون هذه األخرية قد استدركت جزءا كبريا مما فاا يف هذا اال وخطت خطورة كبرية يف طريق حتقيق التعاون املغاريب

:وانظر كذلك www.Libyaonlne.com: وانظر كذلك === Mauritel Cominication de Comite Intermnisteriel Pour La Reforme des Secteurs des P.TT (Tetes)

. 1999جويلية 11املرسوم الوزاري الصادر بتاريخ خاصة الذي فتح اال للمنافسة يف قطاع اإلتصال واستثىن من ذلك اهلـاتف 4/11/2000بتاريخ 128 – 200املرسوم رقم ـ )1(

) .مورتل ( الثابت الذي بقي من إحتكار Maurtel. com .أنظر نفس املرجع السابق


281

ناحيـة سـرعة يف إطار االنفتاح على السوق الدولية بكل جدارة تنافسية، وسواء من تتمتـع ) TUNIS TELECOMتونس تيليكوم ( اإلجناز شبكة اهلاتف النقال، مما جعل

، اليت دف إىل تغطية كافة التراب الوطين خـالل مخـس )1(بتقدير كبري يف موريطانياعلى اجلائزة الثانية MAURITELلكن حصول . سنوات مع توسيع شبكة اهلاتف اخللوي

أو بتسهيالت غري اقتصادية أثرت إىل حد كـبري علـى القـدرة ) جمانا(للهاتف النقال ، مما جعلها تفكر يف التوجه حنو اخلارج وجيعل يف نفس ) MATTEL(التنافسية لشركة

الوقت الشركات األجنبية حتجم عن الدخول إىل السوق املوريطانية يف جمـال اإلعـالم بينها وبني الشـركة التارخييـة واالتصال يف مثل هذه الظروف االقتصادية غري املتكافئة

مورتل، اليت تبقى حتتكر هذا القطاع االستراتيجي إىل حني، تطبيـق مرسـوم اللجنـة الوزارية إلصالح قطاع الربيد واالتصاالت الذي ينص بشكل خاص على العمـل مـن إجياد مناخ مالئم للمستثمرين اخلواص يف قطاع االتصاالت وضمان حريـة املنافسـة

هذا وعموما ميكن . )2(اقتصادية، دخول خمتلف املتعاملني وعاقبة املخالفنيووضع شروط القول أن قطاع اإلعالم واالتصال وتكنولوجياته ال يزال على املستوى املغاريب ي مراحله األوىل، وهو خيتلف من حيث تطوره من بلد آلخر ذه الدرجة أو تلك، لكنـه يبقـى

الـيت بـدأت يف و البلدان املتقدمة يف هذا اـال بعيدا جدا عن املستوى الذي بلغته السنوات األخرية جتين فوائد اقتصادية هامة بتكثيف استخدام التكنولوجيـات احلديثـة

سواء فيما يتعلق بزيادة اإلنتاجية أو جين األرباح كما سبق ) NTIC(لإلعالم واالتصال ري كما يتضح لنا مـن خـالل ورأينا أو فيما يتعلق بتوسيع استخدامه يف اال التجا

:اجلدول التايل

.ـ جاء ذلك يف سياق تعليق جلريدة موريطانية )1( حيث مت إجناز شبكة للهاتف النقال األوىل . 38، ص 172الصادرة يف باريس رقم Arabiesأنظر ذا اخلصوص جملة

ونسـية ، حيث أنشئت هلذا الغرض شركة موريطانيـة ت 4/10/2000يف مدة تقل بشهر عن املوعد احملدد، مت بتاريخ لتونس تليكوم اليت إستفادت %51مليون دوالر، منها 5برأس مال قدره 31/7/2000بتاريخ ) Mattel( حتت إسم

.للجيش التونسي يف اإلجناز) Logistique( من الدعم االسنادي :أنظر ذا اخلصوص ـ )2(

www.Maurite.Com ( Textes ) 15/3/2001.


282

تطور استخدام االنترنيت في التجارة في بعض البلدان األوروبية: ) 39 ( جدول رقم

مليون أورو : الوحدة السنوات

التقدم 2005 2002 البلدان

فرنسا ألمانيا

المملكة المتحدة

4300 23300 11200

25500 75700 54500

%490 + %230 + %390 +

SOURCE : 01 Net, 11/4/2002 Gartner , G2.

حيث حتتل أملانيا املقدمةـ تليها فرنسا فاململكة املتحدة كما يالحـظ التطـور حيث تأيت فرنسا يف املقدمة نضـاعفت التجـارة عـرب 2005وعام 2002السريع بني

مث ) %39(يبـا مث اململكة املتحدة أربع مرات تقر) %49(مرات تقريبا 5ت ــاالنترنيمما يدعو من جهة أخرى البلدان املغاربية للعمل على تطوير ). %23(أملانيا مرتني وثلث

هذا القطاع مبا خيدم يف حقيقة األمر اقتصادياا وجمتمعاا، وذلـك مبواكبـة التطـور احلاصل يف هذا اال، وربط األقطار املغاربية فيما بينها من جهة، وربطها مع األقطـار

ومن هالعربية واألجنبية من جهة أخرى، مما يتيح جماال مناسبا أمام تدفق املعلومات ونقلامت استيعاب التكنولوجيا على نطاق واسع، يف سياق مبادئ العالقات االقتصادية الدولية اجلديدة، األمر الذي يتطلب العمل على تطوير طرق وأساليب التعاون يف كافة ااالت،

.صناعية منها خاصة، يف ظل استراتيجية تنموية شاملة على املستوى املغاريباالقتصادية ال

السابعالفصل

نحو إستراتيجية للتنمية الصناعية

المغاربية

283

Ûa@Ý–ÐÛaÉib@ @òîi‰bÌ½a@òîÇbä–Ûa@òîàänÜÛ@òîvîmag@ì−@ @

من الواضح أن موضوع هذا الفصل من خالل العنوان يتكون من عناصر أساسية تشري إىل قضايا ومفاهيم تطرقنا إىل دراسة البعض منها بشيء من التعميم يف الفصـول

تصادية اليت واجهت خمتلف السابقة، مما مسح لنا بتكوين تصور شامل ألبعاد املشكلة االقاالقتصاديات العاملية واملغاربية يف إطارها التارخيي، كما يف إطارها الراهن، بكافة جوانبها االقتصادية، االجتماعية، والصناعية خاصة، معتمدين يف ذلك على أسـلوب التحليـل

غاربية من جهة املقارن لتجربة البلدان املتقدمة وبعض البلدان النامية من جهة والبلدان املأخرى مع مراعاة خصوصية كل منها، خاصة فيما يتعلق منها مبـا قـد تفـرزه مـن انعكاسات اقتصادية اجيابية أو سلبية، على كافة األصعدة احمللية واالجتماعية والدوليـة، لذالك ونظرا ألمهية هذا املوضوع باعتباره كمحور وهدف أساسي لدراستنا منذ البداية،

ها جمرد لبنة يف صرح األعمال الفكرية اليت تصب يف جمـال خدمـة العمـل واليت نعترباملغاريب املشترك، ميكن إثراؤها وتطويرها مع الزمن، لذلك وحتقيقا هلذا الغرض سندخل يف حبث معمق إللقاء مزيد من األضواء عليه لتوضيح معامله بشكل يقربنا أكثر من مفهوم

متطلباا ومضموا املستخلص من هذه الدراسة، مبا اإلستراتيجية وأمهيتها، وشروطها ويف ذلك البدائل واحللول اإلستراتيجية للواقع الراهن بكافة مكوناته، ومبا يعزز فعال العمل

.املغاريب املشترك يف ااالت املختلفة خاصة منها االقتصادية والصناعية½aÞëþa@szj@ @

Çbä–Ûa@òîàänÛa@òîvîmag@òîàçc@ë@âìèÐßòîi‰bÌ½a@òî@ @

إىل أن االستخدام األول لكلمـة )1(تشري معظم الدراسات املتعلقة مبوضوع حبثناإستراتيجية يعود مبفهومه العلمي الصارم واجلاد إىل تطبيقه يف خطط العمليات وقيـادة

، كما يدخل يف هذا النطاق )2(املعركة العسكرية لتحقيق األهداف السياسية واالقتصادية ، ص1976مركز التنمية الصناعية العربية، مدخل لإلستراتيجية الصناعية، بغداد ـ )1(

ال كما حصل يف كثري ، بإستخدام القوة العسكرية الفرنسية، يدخل يف هذا ا1830جويلية عام 5إحتالل اجلزائر يف ـ )2( .من البلدان اليت تعرضت لإلستدمار دف إخضاعها كلية لإلستقالل املركب السياسي و االقتصادي

284

احلكومات علـى املسـتوى وإخضاع الشعوب وخدام تلك القوة إلرهاب التهديد باستمـدى إمكانيـة والدويل، وذلك تبعا ألمهية النتائج املتوخاة من حتقيق تلك األهداف،

السياسية، بغض النظر عن كافة العواقـب وحتقيقها حسب تقديرات القيادة العسكرية بـدأ الغلبـة لألقـوى عسـكريا األخرى الناجتة عن ذلك، اليت ون أمام استخدام م

يف ظل ضعف أو انعدام وازع الضمري اإلنساين لدى ( Rapport de force ))1(واقتصادياومن هذا يعد مفهوم اإلستراتيجية كمـا تطرحـه . بعض املعنيني باستخدام تلك القوة

ـ ى الدراسات العسكرية أمرا هاما، من الناحية النظرية و التطبيقية، له أثره امللمـوس علمفهوم حقيقة اإلستراتيجية بصفة عامة ليس فقط يف جمال استخدام القوة على الصـعيد ... العسكري، بل يتعداه إىل جماالت العلوم االجتماعية األخرى، اقتصادية واجتماعية اخل

وذلك باعتباره فن استخدام القوة للوصول إىل حتقيق أهداف سياسية يف جماالت معينة، وتقنيات وإمكانيات مادية وبشرية لتحقيق األهداف العامة واخلاصة، أو استخدام أدوات

ةمبا اليدع جماال لالرجتال والتردد أثناء عملية التنفيذ، و بالتايل مل يعد مفهوم اإلستراتيجييقتصر على املسائل العسكرية، و ما يتصل ا، بل تعداه ليشـمل كافـة النشـاطات

اهلامة، خاصة يف جمال العلوم االجتماعية، وبالتايل فإنـه اإلنسانية ذات األبعاد املستقبليةويعىن هنـا " )2(فن استخدام املوارد لتحقيق األهداف: "ميكن تعريفها بشكل عام بأا

باملوارد االقتصادية منها املادية و البشرية، يف حني تشري األهداف إىل العام منها الـذي مما يعين كذلك أن لإلستراتيجية وفـق هـذا يتصل باتمع، واخلاص املتعلق باألفراد،

املفهوم مستويات خمتلفة كاملستوى الدويل واإلقليمي القومي أو املغـاريب، أو الـوطين، حيث يقصد ا هنا استخدام حمصلة القوة الدولية أو القومية أو املغاربيـة أو الوطنيـة

و القضاء علـى البطالـة و لتحقيق أهداف خمتلفة كأهداف التنمية االقتصادية املستدمية الفقر وختفيف أو تضييق الفوارق االقتصادية االجتماعية مع األخذ يف االعتبـار كافـة

)1( - Gerard Simon De La Guerre Undustrielle dunod Paris, 1991 P :33.

ع اخلطط، و بإعتبارها علمـا أو فنـا اإلستراتيجية مبعان أخرى ميكن إعتبارها تقنية كنتاج للشخص البارع يف وضـ )2(موافق عليها بأكرب قدر من الفعالية، و هـي أداة يف يـد القيـادة عسكرية م قوات البلد يف تطبيق خطةاستخدال

العسكرية يف ختطيط و إدارة احلرب، أو هي خطة ناجتة عن إستراتيجية معدة لتحقيق هـذف معـني، و كـذلك اخلطط الذكية يف السياسة و اإلقتصاد و كافة جماالت النشاط البشري، للمزيـد بإعتبارها فن و قدرة على إستخدام

.8925 ، ص1998، جامعة قطر 10أنظر حممد سعيد احلضار، موسوعة البيئة العربية احمللية

285

االحتماالت اليت يواجهها اتمع أو األفراد خالل عملية التغيري أو التحـول الشـامل املادية و للظروف احمللية والدولية، حبيث تعين اإلستراتيجية هنا فن تعبئة و توجيه املوارد

البشرية و التنسيق بينهما، وجعلها تعمل بأقصى طاقة وفعالية لتحقيق أهـداف اتمـع حبيث يعمل كل يف جمال اختصاصـه .. السياسية واالقتصادية و االجتماعية واألمنية اخل

بالتنسيق الكامل مع بقية االختصاصات األخرى يف إطار يتحقق معه تنسـيق وتكامـل قتصادية اليت يقوم ا أفراد اتمع لتحقيق أهدافه، و يبدو هذا الوضـع كافة األدوار اال

جليا من خالل التعاون والتكامل االقتصادي، خاصة كما رأينا ذلك بني بلدان االحتـاد .األورويب وبلدان جملس التعاون العريب اخلليجي، وبلدان اإلحتاد املغاريب يف مراحله األوىل

ستويات السابقة يف جمال األهـداف اإلسـتراتيجية، وهنالك مستوى أدىن من املويتعلق األمر هنا بالتركيز على أحد جوانب احلياة االجتماعية االقتصادية أو العسـكرية األمنية الوطنية، يف إطار حتقيق أهداف معينة، فيما يتعلق باجلانـب االقتصـادي تعـين

وما ينتج عنها من منط إمنائي حمدد اإلستراتيجية منط و كيفية استخدام املوارد االقتصاديةالعسـكرية : لتحقيق األهداف الوطنية، كذلك األمر بالنسبة الستراتيجيات املختلفـة

وهي مجيعا تتم يف إطار اإلستراتيجية الوطنية أو غريها ... واألمنية، الصحية التربوية اخل جيات القطاعية األكثر يف إطارها، كاالستراتي يمن املستويات اليت يتم العمل اإلستراتيج

تفصيال ومنها إستراتيجية التنمية االقتصادية اليت يتم من خالل وضع تصور على شكل خمطط عام للتطور االقتصادي للمجتمع، مث يتفرع عن ذالك استراتيجيات قطاعيـة أدىن كإستراتيجية القطاع الزراعي والقطاع التجاري بفرعيه الداخلي واخلـارجي، وقطـاع

و عليه فهذه األخـرية . ، و كذلك إستراتيجية القطاع الصناعي بكافة فروعهاخلدماتتعترب جزءا أساسيا من إستراتيجية التنمية االقتصادية االجتماعية، ال ميكن عزل إحـداها عن األخرى بل يتم التنسيق و التكامل بينهما و يتم تنفيذمها يف سلسلة مترابطة متكاملة

ينبغي أن يتضمن إشباع احلاجـات )1(ديث للتنمية االقتصاديةعلى اعتبار أن املفهوم احلاألساسية لغالبية السكان، وحتويل البين االقتصادية و االجتماعية والسياسـية باعتبـاره

. حتقيقا ملشروع حضاري ينسجم مع إمكانيات وحاجات اتمع املاديـة و الروحيـة

.95: ، ص1995، املشاكل اهليكلية للتنمية، وزارة الثقافة، دمشق سيدي حممود ولد سيدي حممدـ )1(

286

ال العلم و التكنولوجيا ـدف ومتفتحا على منجزات احلضارة اإلنسانية خاصة يف جمحتقيق تنمية مستدمية منسجمة مع البيئة بكافة أبعادها، حيث يتم تنفيذها وفق إستراتيجية وخطة سياسية اقتصادية معينة وتقوم اخلطة ومن مث التخطيط بشكل عام حبصر املـوارد

إلنتاج وفق االقتصادية وتوجيهها خلدمة أهداف اتمع ومن مث األفراد أصحاب عوامل اأولويات حمدد مسبقا، بشكل يؤدي إىل حتقيق أفضل النتائج يف أقل وقت وبأقل تكاليف اقتصادية ممكنة، ويتوقف اجلانب االجتماعي للتخطيط على النمط اإليديولوجي للتنميـة

غري مركزي، أو ختطيطـا ااالقتصادية، حيث يكون ختطيطا مركزيا، أو ختطيطا تأشري يوعني السابقني، وهو بذلك ويف كل األحوال تفكري اقتصادي اجتماعي أو خمتلطا بني الن

، يـدخل يف سـياق )1(فردي مربمج بشكل مسبق للقيام بعمل منهجي يف املسـتقبل الدراسات االقتصادية االجتماعية املهتمة بالقضايا املستقبلية، و اليت تضم التفكري و العمل

أن الدراسات أو العلوم املستقبلية تقوم على رعلى اعتبا االستراتيجي كفرع أساسي هلا،واالستفادة القصوى مما توصـل )2(إتباع املناهج العلمية و األساليب اإلحصائية الدقيقة

إليه العلم يف موضوع البحث، لذلك فهناك عالقة تكامل وترابط وثيقة بـني السياسـة األخرى، حيـث تقـوم االقتصادية واإلستراتيجية واخلطة ال ميكن استغناء بعضها عن

السياسة بتحديد األهداف العامة وتأيت اخلطة لتترمجها إىل تفاصيل قابلـة للتطبيـق أو التنفيذ على مراحل حسب األولويات، يف حني تقوم اإلستراتيجية بعد اخلطة بتصور عام لالختيارات والبدائل معتمد يف ذلك على املعلومات والبيانات اليت يقـدمها املخطـط،

ه فال بد أن يكون املخطط على دراية باالجتاه العام للتغري االسـتراتيجي يف إطـار وعلياهلدف السياسي احملدد، وكذلك فالسياسي ال حيدد اهلدف القائم إىل على ضوء ما يقدمه االستراتيجي من دراسات وحتليالت ليبقى يف النهاية اختاذ القرار عمال سياسيا، وكلمـا

مراس علمي وميداين لذا األطراف الثالثة كلما كانـت نتـائج كان هنالك استقاللية والعمل املستقبلي أفضل وأقرب إىل الواقع يعيد عن أسلوب التجربة واخلطأ القـائم عـن

وهـو مـا تفعلـه . اجلهل كحقائق التاريخ ومعطيات احلاضر واحتماالت املسـتقبل ونظرة فلسفية للتطور، وهي أداة لتحقيق األهداف املوضوعة، : "، باعتبارهاةاإلستراتيجي

.177: ، ص1998اقتصاديات املواقع الصناعية و تقييم املشروعات، دار زهران، ن ت عمان : أزهر السماكحممد ـ )1( .33-30: ، ص2003:، سنة535: اخليال العلمي و علم املستقبل، جملة العريب، الكويت، العدد : أمحد أبوزيدـ )2(

287

و أن يؤخذ يف " بذلك تتضمن بالضرورة ترجيحا لتصور على تصور وترجيحا على آخر ، )1(" االعتبار العالقات املتداخلة يف حتديد صورة الواقع الذي يـتم االنطـالق منـه

وتساهم كذلك يف حتديد الوسائل اليت ميكن استخدامها، وهي أدوات ووسائل فضـال مها للجانب الفين أو التكتيكي تراعى كذلك املضامني االجتماعية والسياسية عن استخدا

لتكون مستمدة من الواقع تعمل على ترقيته مبا حيقق أهداف اتمـع أو األفـراد ذوي .الرؤية اإلستراتيجية بأقل التكاليف االقتصادية

ة منها ما أما عالقة اإلستراتيجية بالصناعة فمكن إدراكها من جوانب عديدة خاصيتعلق بأمهية ومكانة الصناعة يف التنمية االقتصـادية والتغـيري و التطـور االقتصـادية واالجتماعي بشكل عام، حيث بقيت الصناعة نشاطا اقتصاديا إنسانيا رائدا منذ أقـدم

، وال تزال كذلك حىت اليوم مهما كانت املراحل اليت بلغتها بـدءا بـالثورة )2(العصورىل فالثورة الصناعية الثانية وأخريا الثورة الصناعية اجلديدة، أو ما يعـرف الصناعية األو

، حيث أضحى التقدم االقتصادي واحلضاري يف عصرنا هـذا )3(بثورة ما بعد التصنيعمرادفا للتصنيع واتمع الصناعي القائم على إستراتيجية واضحة يف هذا اال، و هـذا

من جماالت التعاون والتكامل االقتصادي بني البلدان الواقع ينطبق كذلك يف جانب كبري .احلديثة ةاألعضاء يف التكتالت االقتصادي

أما يف البلدان املغاربية فحىت و إن مل خيصص هلا حيزا معتربا ضمن املواثيق الرمسية أو األهداف العامة للتنمية االقتصادية، فإا مل ختل من اإلشارة إليها يف هذا اال، ضمن

لالحتاد املغاريب، حيث أشري يف اـال االقتصـادي إىل ) اإلستراتيجية(االهداف الكربىالعمل على حتقيق التنمية االقتصادية الصناعية والزراعية والتجارية واالجتماعية للـدول األعضاء، غري أن هذه األهداف بقيت وستبقى جمرد متنيات بعيدة عن التحقيق، وبعيـدة

ي لإلستراتيجية الغائية متاما عن العمل املشترك يف كافة ااالت، مبا يف عن املفهوم احلقيقذلك اال االقتصادي، بل أعطيت الفرصة على صعيد الواقع يف السـنوات األخـرية

.1976: عربية، ندوة التنمية الصناعية الرابعة بغداد، سنةمنظمة األمم املتحدة للتنمية الصناعية، مركز الدول الـ )1( .لقد رأينا ذلك يف معرض دراستنا للصناعة يف الفكر االقتصادي الكالسيكيـ )2(حممود السمان، إقتصاد و ختطيط الصناعة، . لقد سبق أن تعرضنا بالدراسة هلذا املوضوع كذلك يف الفصول السابقةـ )3(

.9:، ص1982: سنةجامعة حلب سورية،

288

للقرارات االرجتالية الثنائية واخلاضعة مبقتضى احلال وللمتغريات االقتصادية والسياسـية املصلحة العامة، بقدر ما تعمل على تلبية حاجة فئة حمدودة الظرفية الطارئة واليت ال ختدم

من ذوي املصاحل الضيقة، لتعود يف اية املطاف على اجلميع بنتائج سلبية، خاصة مـع للعمل املغاريب املشترك، والـذي ) لإلستراجتية(التمادي يف السري يف هذا املفهوم اخلاطئ لدان األوروبية وحىت أمريكا الشمالية اللتني ما تعدى ضرره البلدان املغربية ليصل إىل الب

فتئتا تدعوان إىل قيام تعاون حقيقي مشترك بني البلدان املغاربية، قبل توسيع تعاوـا إىل البلدان األخرى، ولن يتم ذلك إال يف إطار إستراتيجية واضحة للعمل والتعاون املشترك

.واإلفريقية، ولكن بني كافة بلدان العاملليس فقط بني بلدان املنطقة املغاربية والعربية التنمية أهمية إستراتيجية

تنطوي اإلستراتيجية بشكل عام و إستراتيجية التعاون أو العمل املشترك يف جمال التنمية االقتصادية الصناعية بشكل خاص على أمهية كبرية وألسباب كثرية نذكر منها ما

:يليالوصول إليها سواء على صعيد التجارب الوطنيـة أو النتائج االجيابية اهلامة اليت مت .1

جتارب التعاون والتكامل االقتصادي بني خمتلف التكتالت االقتصادية اإلقليمية منها .والدولية، اليت تبنت استراتيجيات معينة يف خمتلف جماالت التعاون القائم فيما بينها

ائم علة أساس استراتيجي مـتني اجلدية و الصرامة اليت يتم ا العمل أو التعاون الق .2ميكن من تنفيذ األهداف احملدد بأقل التكاليف وفق تصور عام تشترك فيـه كافـة

.األطراف املعنية بكامل قناعاا. وهذا يعين وضوحا أكثر يف تصور ورؤية األهداف املشترك اليت ال تقبل التراجـع .3

ـ ترك خلـرية اخلـرباء باعتبار أن العمل االستراتيجي املشترك هو نتاج لعمل مش .املختصني يف خمتلف ااالت اليت يراد وضع خمطط عام تنفيذي هلا

نظرا للعالقة الوطيدة بني السياسة واخلطة واإلستراتيجية فإن جناح اإلسـتراتيجية .4 .يصبح رغبة و هدف كافة األطراف املعنية الفاعلة يف اتمع

289

شانه وضع حد لالرجتال و التردد يف أن العمل أو التعاون وفق إستراتيجية معينة من .5تنفيذ األهداف املسطرة ومن مث االطمئنان للمستقبل سواء يف جمال العمل الوطين أو

.التعاون اخلارجيإن العمل وفق إستراتيجية معينة وحمددة بشكل مسبق ومتفق عليها، من شأن ذلك .6

ألمـدين املتوسـط ضمان مصاحل خمتلف األطراف املعينة بتنفيذ اإلستراتيجية يف اوالبعيد مع وضع احللول لكافة القضايا العالقة و املشاكل احملتمل قيامها أثناء تنفيذ

.اإلستراتيجيةومن هنا ومما سبق يتضح أن التعاون والتكامل بـني األقطـار املغاربيـة وفـق

:إستراتيجية واضحة املعامل من شأنه أن يؤدي إىلماعية مبا يتناسب مع مصـاحل العـاملني علـى حتقيق التنمية االقتصادية االجت -

.تنفيذها، كما يعمل حتقيق ويتفق مع رغبات وتوجيهات األجيال القادمةاإلستراتيجية من شأنه ضمان توزيع مثـار التنميـة على إنه أي العمل القائم -

االقتصادية االجتماعية بشكل عادل يتناسب مع مسامهة كل األطـراف، بعـد إتاحـة ل وضوح وشفافية، مع دعم األطـراف كاجلهد والعطاء ب لمام كل منها ليبدالفرصة أ

.األخرى اليت جتد صعوبة يف العمل والتقدم وفق اإلستراتيجية احملددةإن العمل وفق إستراتيجية حمددة من شأنه إزالة أو إذابة اخلالفـات الثانويـة -

ذا الطرف أو ذاك إال مبا خيدم بدون احنياز هل،ووضع احللول الناجعة للخالفات األساسية اليت من خالهلا ميكـن أن تتحقـق ،العمل االستراتيجي املشترك خلدمة املصلحة العامة

.مصاحل كافة األطراف األخرىكما أنه يف إطار التصور االستراتيجي املشترك، من املمكن حتقيـق وضـمان -

ويل جهود التنمية الوطنيـة عـن الوحدة الوطنية مبا ال يقبل جماال للمناورة واملزايدة لتحمسارها العام خلدمة املصاحل الضيقة لبعض الفئات االجتماعية الطفيليـة، وإن العمـل االستراتيجي يف مثل هذه احلالة يعترب املصدر األساسي لقوة وأمن وازدهار بلدان االحتاد

.املغاريب

290

اسية العامليـة، كما أن هذه اإلستراتيجية ويف ظل التكتالت االقتصادية والسي -املنسجمة مع مقتضيات العوملة والنظام االقتصادي والنظام العاملي اجلديد، من شأا تعزيز مكانة ودور البلدان املغاربية ليس فقط على الصعيدين احمللي واإلقليمي العريب، ولكـن

.كذلك وبقوة على الصعيد العامليواملغاربية للعمل علـى بلورـا هذه اإلستراتيجية إن مل تسع البلدان العربية -

ووضعها موضع التنفيذ ستجد نفسها شاءت أم أبت يف وقت ما أمام مهام إسـتراتيجية البد أن تؤدي ملواجهة التكتالت االقتصادية االجتماعية والثقافيـة والسياسـية، الـيت

مع العلم أن هذه اإلستراتيجية وتلك التكتالت آخذة. )1("أصبحت مسة العصر احلديثمع الزمن يف التبلورلتصبح شيئا فشيئا يف جمموعها ذات طابع عاملي، من الصعب العمـل خارج هذا اإلطار و القبول بالعزلة االقتصادية والسياسية والثقافية، دون أن يؤدي ذلك إىل نتائج سلبية على البلد أو جمموعة البلدان اليت تسري يف هذا املنحىن، خارج اموعـة

.الدوليةس معىن ذلك املغامرة بالدخول يف هذا التيار اجلارف دون اسـتعداد كـاف ولي

ودون إستراتيجية معينة، بل جيب اختاذ إجراء فعالة ومدروسة، متوافقة مع االجتاه العـام إلستراتيجية التطور الشامل يف كافة ااالت االقتصادية الصناعية خاصة، ودون جتاهـل

دين اإلقليمـي ودويل، حبيـث تتحقـق األهـداف للواقع ومقتضى احلال على الصعياإلستراتيجية العامة حسب األولويات ومبا ينسجم مع احلاجات األساسـية فالثانويـة

.للمجتمع املغاريب يةأهم خصائص تحقيق األهداف اإلستراتيجية المغارب

جيب أن تتوفر شروط معينة كثرية يف األهداف الكربى اليت تضـعها البلـدان :ة، نذكر منها ما يلياملغاربي

مثالية قابلة للتطبيق وليست جمرد وعود و آمال أن تكون أهدافا واقعية غري: أوال .بعيدة التحقيق

.161: ، ص1981األمانة العامة جلامعة الدول العربية اإلستراتيجية و العامل العريب، جملة شؤون عربية، تونس، مارس ـ )1(

291

أن تعرب هذه األهداف عن إمكانيات ورغبات واحتياجات و اهتمامـات : ثانيا .احلكومات والشعوب املغاربية حىت تلقى الدعم واإلقبال الواسع على تنفيذها

وهذا يعىن أن هذه األهداف جيب أن تعرب بصدق وأمان عن إسـتراتيجية : اثالثبشكل عام والتنمية املتناسق واملتكامل العمل االقتصادي واالجتماعي والسياسي املشترك

.الصناعية بشكل خاص ةوعليه فال بد أن يؤخذ يف االعتبار لدى وضع األهـداف اإلسـتراتيجي : رابعا

واالجتماعية، واألخذ بأفضلها مردودية، وأقلها تكلفـة وأكثرهـا التكاليف االقتصادية .مصداقية

كما جيب أن يؤخذ يف االعتبار مدى إمكانيـة حصـول حتـوالت : خامسا، كذلك األمر فيما يتعلق باجلوانب السياسية واالجتماعية احملليـة )1(اقتصادية مستقبلية

تقبل، وهذا يعين أن العلوم اخلاصة والدولية، على ضوء معطيات احلاضر واحتماالت املستلعب هنا دورا كبريا، وليس جمرد االعتمـاد علـى جيب أنبدراسة األوضاع املستقبلية

غري أنه وكما سـبق . تكهنات قد تكون مبنية على أساس معطيات إحصائية غري واقعية وذكرنا لدى استعراضنا لألهداف الكربى لالحتاد املغاريب واملتمثلة بوجـه خـاص يف

لتحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية واالجتماعية "اجلانب االقتصادي، كالسعي ، إىل جانب األهداف األخرى اليت بقيت يف جمموعها جمرد آمـال دون "للدول األعضاء

حتقيق، ألا مل تتوفر على الشروط املوضوعية لدى إعدادها، بقدر ما كانـت صـدى هة أساسا لالستهالك احمللي، شأا شأن الشعارات اليت غالبا لقرارات سياسية فوقية موج

ما يروج هلا على نطاق واسع يف معظم البلدان املغربية، دون الوصـول إىل تطبيقهـا أو الوصول إىل نتائج اجيابية ملموسة، لدى سكاا عرب القنوات الشرعية لالتصال والتقارب

ادلة يف كافة ااالت، كما هو احلـال يف والتعاون الذي حيفظ مصلحة كافة أطراف املعمعظم التكتالت واالحتادات االقتصادية الناجحة، اإلقليمية منها والدوليـة، كاالحتـاد األورويب، وجملس التعاون العريب اخلليجي، وغريمها ممـا يعـىن أن وضـع األهـداف

.11: ، ص1982و السياسية، بريوت ةجت سليمان، التطورات االقتصاديـ )1( دور الدولـة يف التحـوالت : اخلصوص ستانيس و خروموشـني و للدولة دور مهم يف هذه التحوالت، أنظر ذا

.60: ، ص1988االجتماعية و االقتصادية للبلدان النامية، دار التقدم، موسكو

292

جة لرتوات فردية اإلستراتيجية، ومن مث العمل على حتقيقها مل ولن ينطلق من الفراغ كنتيعابرة، بل هو عمل مجاعي دميقراطي علمي مسئول اقتصاديا وسياسيا، يتم وفق شروط ومتطلبات أساسية ال بد من العمل وفقها، مبا يضمن جناح العمـل وفـق إسـتراتيجية

.مشتركة واضحة املعامل لكافة األطراف املعنية ا½aïãbrÛa@szj@ @

àänÛa@òîvîmag@pbjÜİnß@ë@ÂëŠ‘òîi‰bÌ½a@òîÇbä–Ûa@òî@ @

إذا كانت إستراتيجية التنمية االقتصادية عامة والتنمية الصناعية خاصة ال ميكن أن تقوم بدون قاعدة اقتصادية متينة يف جانبها املادي والبشري، فإن ذلك وإن كان أمـرا ضروريا فإنه مع ذلك غري كاف إال إذا توفرت شروط ومتطلبات أساسية عند أعـداد

، حىت ميكن احلصول على أفضل النتائج يف أسرع وقـت وبأقـل )1(ستراتيجيةهذه اإل :)2(تكاليف اقتصادية اجتماعية ممكنة ومن أهم شروطها و متطلباا نذكر ما يلي

c@üëZ@رة االطالع على التجارب السابقةضرو

حيث أنه البد أن يؤخذ يف االعتبار لدى البدء بوضع اإلستراتيجية بشكل عـام اتيجية التنمية الصناعية بوجه خاص، االطالع على جمموع التجربـة اإلنسـانية وإستر

والصناعية بكافة أنواعها وكافة مستوياا احمللية والدولية، وهو أمر ميسور يف يومنا هذا بفضل وسائل اإلعالم واالتصال احلديثة، وذلك باالعتمـاد علـى وسـائل التطـور

واالجتماعية، ومبا يتناسب مع ااالت االقتصـادية التكنولوجي ملختلف العلوم الدقيقةوالصناعية مع االعتماد بشكل خاص يف سياق تلك التطبيقات على العلوم االقتصـادية وتاريخ الوقائع االقتصادية والتطور االقتصادي والصناعي، ومبعىن آخر جيب أن تكـون

ل خلرية اخلرباء واملختصني هذه اإلستراتيجية منبثقة عن حوصلة هود فكري تطبيقي فعايف كافة االت، على أن يضعوا نتائج أحباثهم العلميـة حتـت تصـرف املخططـني

لقد سبق و أشرنا إىل الشروط اليت تتوفر يف األهداف اإلستراتيجية بشكل عام و يف هذه الفقرة نبحث يف الشـروط ـ )1( .تتوفر على الصعيد املغاريباإلستراتيجية اليت جيب أن

: صدوق بلعيد، شروط البناء املغاريب، الة اجلزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية، رقـم : أنظر كذلكـ )2( .501-493: ، ص3/1968

293

االستراتيجيني الذين يقومون بترتيبها وتنسيقها، مث ترمجتها إىل واقع ملموس على شكل خطة ذات أهداف إستراتيجية قابلة للتنفيذ املرحلي حبسب األولويات احملددة، اليت تلقي

القبول واالحترام من قبل كافة األطراف املعنية ا، ليس لكوا ذات طابع جاد رمسـي وضعت من قبل أعلى اهليئات املغاربية، ولكن لكوا تعبريا صادقا عن آمال وتطلعـات ومصاحل كافة اجلهات، من أدىن مستويات الدول إىل أعالها، خاصة عندما تطال نتاجها

.ظمى من السكاناالجيابية الغالبية العbîãbq@Z@الشمول و التوسع و االنتشار

نظرا للعالقة الوطيدة لالقتصاد والصناعة بكافة القطاعات األخرى، فإنـه البـد إلستراتيجية التنمية الصناعية أن تكون شاملة لكافة ااالت املرتبطة ا، حبيث تراعـي

تنتشر عموديا وأفقيا متاشيا مـع ضرورة التنسيق والتكامل والترابط فيما بينها وتتسع وتعقيد وتشعب النشاط االقتصادي الصناعي، فاالقتصاد واتمع كل متكامل ال ميكـن عزل أحدمها عن اآلخر، كما ال ميكن عزل قطاع اقتصادي عن القطاعات األخرى سواء

ار تعلق األمر باملدخالت واملخرجات أو بالعالقة القائمة بينهم فيما خيص تكامـل األدو على الصعيدين االقتصادي واالجتماعي، فمثال ال ميكن أن يكون هنالك صـناعة دون

ولكل منهما شروطه وحمدداته، إىل جانب أن هنالك عالقة تداخل واضح . جمتمع صناعيبني املدخالت واملخرجات يف اال االقتصادي والصناعي، كما يوجد كذلك تـداخل

أفراد اتمع الصناعي سواء كانوا منتجني أو مستهلكني وتكامل يف األدوار اليت يقوم ا أو وسطاء، أو كانوا يقومون بكافة األدوار يف الوقت نفسـه حبسـب املوقـع الـذي يتواجدون فيه من الدورة االقتصادية، إذ ال يوجد يف اتمع الصناعي من يقصـر دوره

أدى دوره على أحسن على نشاط واحد، فهو يأخذ ويعطي ذا الشكل أو ذاك، وكلما ما يرام من خالل وظيفته االقتصادية االجتماعية يف إطار اإلستراتيجية العامة للدولة حقق أهدافه اخلاصة ومن مث حقق األهداف اإلستراتيجية للمجتمع، وهذا لن يـأيت إال مـن

فمسألة الشمول هنـا تقتضـي . خالل إدراكه التام بأمهية دوره االقتصادي االجتماعيل املفهوم العام إلستراتيجية إىل أكرب شرحية ممكنة يف اتمع وخاصة منهم املنتجني إيصا

أو العاملني املباشرين على تنفيذ اإلستراتيجية، ليس فقط يف اال الصناعي، بل يف كافة

294

القطاعات االقتصادية واالجتماعية مما يتطلب ضرورة نشر الوعي االقتصادي االجتماعي .من أجل املعرفة احلقيقية لإلمكانيات الذاتية وخصوصياا على نطاق واسع،

brÛbq@المعرفة التامة باالمكانيات والخصائص المحلية@@@@@@@@@@@@@@@@@ ال شك أن وضع إستراتيجية للتنمية الصناعية يتطلب كـذلك معرفـة عميقـة

لطبيعية اجليولوجيـة باخلصائص احمللية االقتصادية واالجتماعية الطبيعية كاملوقع واملناخ واوطبيعة التربة واخلصائص الزراعية والفالحية بشكل عام إىل جانب معرفـة الثـروات الباطنية، على اعتبار أن املصدر األساسي للتنمية الصناعية يقوم على املواد األولية الباطنية

بكافـة والزراعية على املتوسط والبعيد، وهذا يعين أنه البد من تطوير القطاع الزراعي وكذلك األمر فيما يتعلق باملوارد الطبيعية ومعرفة دقيقة باالحتياطي املخزون من . فروعه

هذه املواد، والتعامل معها بشكل اقتصادي على الصعيدين احمللي واخلارجي، سواء فيما يتعلق بالتصدير أو االسترياد، أو االستغالل و التحويل الداخلي من أجل رفـع القيمـة

ا كلما أمكن ذلك و إىل أقصى درجة ممكنة، وذلك بدال من تصديرها خاما يف املضافة هلوضع تنافسي كبرية للبلدان املصدرة، ويف ظل تبادل غري متكافئ تنخفض فيه أسعار هذه

كمـا أن معرفـة . املواد، يف حني ترتفع أسعار املواد املصنعة املستوردة مـن اخلـارج االستهالك والطلب الفعال والقدرة على اإلنتـاج اخلصائص االجتماعية املتعلقة بأمناط

واخللق واإلبداع، كل ذلك من شأنه أن يساعد يف حتديد احلاجات احملليـة، وحتديـد القدرات اإلنتاجية ويفتح ويضمن الدخول من موقع تنافسي قوي يف األسواق العاملية، مما

عاملي اجلديـد، الـذي ال حيقق االنسجام مع طبيعة اقتصاد السوق والنظام االقتصادي المكانة مرموقة فيه لالقتصاديات الضعيفة، اليت ال تعطي أمهية ملقاييس اجلودة و الكفـاءة من الناحيتني النوعية والكمية، ولن يأيت ذلك إال من خالل االستغالل األمثل للخصائص

.االقتصادية احملليةbÈia‰@@Zية المحليةاالستغالل األمثل للخصائص االقتصادية االجتماع

إن اخلصائص احمللية أو الذاتية اليت تتمتع ا أي منطقة جغرافية يف العـامل مـن الناحيتني االقتصادية واالجتماعية بشكل جمرد تعطيها حبد ذاا خصائص طبيعية ماديـة

ميز ليس فقط على املستوى احمللي لبلد ما ولكن تمتكنها من لعب دور تنافسي م ،فريدة

295

تويني اإلقليمي والعاملي، هذا األمر ال بد أن يؤخذ بعني االعتبـار يف أي أيضا على املسإستراتيجية اقتصادية اجتماعية وصناعية بشكل خاص سواء من ناحية املوقع اجلغرايف، أو من ناحية نوعية املوارد االقتصادية وحجمها، اليت ال ميكن أن تتماثل أو تتشابه حىت على

ق يف البلد الواحد، حبيث يكاد ذلك أن يكفي إلعطاء ميـزة صعيد االختالف بني املناطمل، وغين عن البيان أن طبيعة العمل أو نوعية ااقتصادية تنافسية لكل منطقة من مناطق الع

اجلهد املبذول من أجل خلق قيمة مضافة لذالك هو الذي مينح امليزة االقتصادية التنافسية دخول األسواق احمللية والدولية من باا الواسـع، النسبية هلذا البلد أو ذاك، وميكنه من

وهذا الوضع ينطبق . خاصة يف حالة االنفتاح الطوعي أو اإلجباري على العامل اخلارجيعلى كل من املوارد البشرية واملادية، فعلى سبيل املثال تلعب خصائص القوى العاملـة

نظرا ملزاياها اخلاصة، كـذلك )1(ةربية دورا هاما يف أسواق العمل األوروبية والعربيااملغفيما يتعلق باملوارد الطبيعية واإلمكانيات السياحية والصناعات التقليدية وأمناط املعيشة، وهي خصائص ال ميكن منافستها فيها، مما يسمح هلا بتحقيق نتائج جد هامـة يف هـذا

بلـدان املنطقـة ويف اال، خاصة عندما يتم استغالهلا يف إطار إستراتيجية شاملة لكافة كافة ااالت مبا فيها الصناعية وما يرتبط ا من موارد اقتصادية لذلك فإن أي عمـل استراتيجي يف هذا اال، جيب أن يكون على وعي واطالع تام باخلصائص املـذكورة للمنطقة املغاربية لتم استثمارها على أحسن ما يرام، وملصلحة كافة أطراف إسـتراتيجية

مية االقتصادية االجتماعية والصناعية، وتأيت أمهية املوارد االقتصـادية كمـا سـبق التنوذكرها من دواع عديدة فيما يتعلق باملوارد البشرية تتميز باحليوية و الوعي االقتصادي والسياسي واالجتماعي، وذلك نظرا ملا تتمتع به من قيم وتقاليد عريقة إىل جانب كوا

ويا فاعال يف احلضارة العربية اإلسالمية يف كافة ااالت، يضـاف إىل امتدادا تارخييا حيرا من املواقع املركزية حلضارة العصر احلديث، واحتكاكها املباشر باتمعـات قذلك

الصناعية األوروبية واألمريكية وغريها حبكم موقع املنطقة االسـتراتيجي مـن الكـرة وحىت املستوى الثقايف والتعليمـي كتسبةاخلربة املمع ارتفاع مستوى التأهيل و ،األرضية

متلكها املنطقة بأمهيـة إسـتراتيجية حيويـة اليت كما تتميز املوارد الطبيعية. بشكل عامحلضارة العصر احلديث، الميكن االستغناء عنها، باعتبارها مصدرا هاما ال ينضب مثـل

.114: ، ص1982للمزيد أنظر فتح اهللا ولعلو، االقتصاد العريب و اموعة األوروبية، دار احلداثة، بريوت ـ )1(

296

ب النفط و الغـاز الطبيعـي، الطاقة الشمسية و غريها من الطاقات املتجددة، إىل جانواملوارد األخرى الطبيعية كاحلديد والفوسفات واليورانيوم وغريهم، وكذلك الثـروات الزراعية املميزة كالنباتات الطبية املختلفة اليت تعد مصدرا أساسيا للصناعة الصـيدالنية

واد الغذائية وغريها كاحللفاء اليت تعد مادة أولية لصناعة أفضل أنواع الورق، وكذلك املكاحلبوب والبقوليات والتمور واحلمضيات، وغين عن البيان بأن هذه املوارد ال غىن عنها

هذا إىل جانب قرا مـن . ألية صناعة حديثة تسعى لتلبية حاجة السوق احمللية والدوليةاألسواق االستهالكية واإلنتاجية الدولية اليت تتميز بالطلب الفعال على املنتجـات ذات

لنوعية الرفيعة مما يعطى هلذه املواد قدرة كبرية على املنافسة، سواء كانت مـواد أوليـة اخامة أو منتجات صناعية تليب احلاجات األساسية لالقتصاد الوطين، مبا تلقاه مـن رواج

.كبري على الصعيدين احمللي والدويل bßb@@Zالحاجات األساسية و الثانوية لالقتصاد الوطني@ @

هدف أي اقتصاد ال بد أن ينطلق يف األساس من العمل على حتقيـق ال شك أناحلاجات الضرورية لالقتصاد الوطين، معتمدا على خصائصه وإمكانياته الذاتية بالدرجة األوىل، من أجل حتقيق االكتفاء الذايت ما أمكن لتلك احلاجات، سواء كانت استهالكية

ص االقتصادية احمللية الطبيعية والزراعية والبشرية، أو إنتاجية أو رأمسالية، بناء على اخلصائهذا من جهة، ومن جهة أخرى العمل على حتقيق فائض اقتصادي، تنافسـي، ميكـن تصديره إىل اخلارج يف ظل شروط تبادل متكافئة تضمن حتقيق مصلحة كافة األطـراف

جة الطلب ومعلوم أن نوعية اإلنتاج وحجمه، ومدى قدرته على تلبية حا. دون إجحافالفعال للمستهلكني، سواء كان استهالكا آنيا أو استهالكا وسيطا أو استهالكا معمـرا وبالسعر املدروس اقتصاديا من شأنه أن يفتح منافذ لتصريفه حىت يف ظل منافسة قوية من أطراف أخرى باعتبار أن املستهلك املعين عقالين، ال يقبل إال على ما حيقق لـه أكـرب

بأقل األسعار، ومن مث فإن العالقات االقتصادية على الصـعيد اخلـارجي إشباع ممكن بشكل خاص تتطلب التعامل مع اقتصاديات قوية يكون فيها جمال املنافسة متكافئ بـني خمتلف أطرافها الذين حيققون مصاحلهم، ومن مث تتحقق مصاحل شركائهم يف كافة املواقع

العالقات االقتصادية بنشاط وفعاليـة مـن وبذلك تستمر تلك . وعلى كافة املستوياتومن هنا ومما سبق يكون من الضروري أن يكـون السـعي لتحقيـق . طرف اجلميع

297

احلاجات األساسية إلستراتيجية والثانوية للمجتمع املغاريب مـن املتطلبـات األساسـية .إلستراتيجية التنمية بشكل عام والتنمية الصناعية بشكل خاص

b…b :المتكاملة والمضادة راتيجيات االخرىمعرفة االست@ @

جيب كذلك أن يؤخذ يف االعتبار لدى وضع اإلستراتيجية الصناعية املغاربية، أن ، متاما كما أن لكل قطر مغاريب إستراتيجيته أو أهدافـه )1(لآلخرين استراتيجيام أيضا

عتبار، كذلك اخلاصة به قبل وضع اإلستراتيجية املشتركة واليت جيب أن تأخذ ذلك يف االكة االقتصادية األخرى، إذ بدون ذلك فإن حربـا اقتصـادية افيما يتعلق بأطراف الشروستكون فيها ال حمالة الغلبة لألقوى بكافة املقاييس االقتصادية، )2(صناعية تنافسية ستقع

اج سياسة اقتصادية لدعم التعاون االقتصادي بـني خمتلـف هولتاليف ذلك البد من إنتاالستراجتيات املتناقضة مع االبتعاد عن احللـول غـري املبنيـة للقواعـد أطراف تلك

االقتصادية، إذ ال جمال للحول الوسطى اليت تراعي مصاحل كافة األطراف، مع العلـم أن املبدأ الفعلي السائد يف العالقات االقتصادية هو البقاء لألقوى واألصلح واألكثر قـدرة

و التغلغل و السيطرة على األسواق الداخلية و اخلارجية، رومن مث االنتشا،على املنافسة بوسائل اقتصادية خمتلفة كسياسة التعومي وختفيض األسعار وحتسـني النوعيـة وتقـدمي

كما جيب بناء عالقة اقتصادية إستراتيجية قوية مع احللفاء ... تسهيالت للمستهلكني اخلمهمـا ،شدائد واألزمات املختلفـة الدائمني مع اعتبارهم كاحتياطي استراتيجي عند ال

كانت اخلالفات الثانوية اليت تقوم هلذا السبب أو ذاك فيما بينهم، أما فيما يتعلق بالبلدان اليت تدخل يف إطار عمل استراتيجي اقتصادي موحد فيجب أن حتل كافـة اخلالفـات

وهذا حبـد ذاتـه القائمة فيما بينها قبل وضع تلك اإلستراتيجية اليت ال تستقيم إال ا، ـ قدو. يشكل أحد أهم أهداف اإلستراتيجية املشتركة أو يقيل حبق أنه يف اال السياس

ألمـر بالنسـبة وعليه فا،صداقات أو تعاون دائم بل هناك مصاحل دائمة ال االقتصاديلألطراف والتكتالت اليت ترتبط فيما بينها بإستراتيجية واحدة خيتلف متاما، حيث تكون

فقد ميكن االستفادة من تلك اإلستراتيجيات من الناحية التقنية و املعرفية، و حىت يف حالة دعوة البلـدان املغاربيـة ـ )1( ، فإنه البد من احلـذر و منن قبل ببل بعض االطراف اخلارجة لألخذ بإستراتيجية معينة يف جمال العالقات االقتصادية

جتاه، ألنه ليس بالضرورة مفيدا هلا، فقد يكون االجتاه املعاكس أفضل هلا من السري يف اجتاه عدم االنسياق يف ذلك اال .حيقق رغبة و مصاحل اآلخرين

)2( - GERARD SIMON : La Guerre Industrielle Dumod, Paris 1991, P : 35.

298

، حيـث )1(العليا املشتركة اليت جتمعها من خالل اإلستراتيجية فوق كل اعتبار املصاحلتلـك وتشـكل ،يف مواجهة القضايا اخلارجية و الوعي تسود روح التكتل والتضامن

أهم العناصر اليت تقوم عليها تلك العالقات سواء يف الوقـت الـراهن أو االستراتيجية .املستقبلbbÈi@ :مل الجماعيأهمية اعتماد الع

ينطوي العمل اجلماعي يف إعداد إستراتيجية التنمية االقتصادية واالجتماعية عامة :والصناعية على أمهية كبرية وذلك ألسباب كثرية نذكر منها ما يلي

إن العمل و املشاركة اجلماعية يف إعـداد إسـتراتيجية التنميـة االقتصـادية -ة اخلرباء واملتخصصني يف كافة ااالت يعد من االجتماعية والصناعية خاصة من قبل خنب

الضرورة مبا كان، حيث يسمح هلم حبرية إبداء الرأي واملشاركة يف وضع التصـورات املستقبلية ملا سيكون عليه الوضع، بعيدا عن االرجتالية يف اختاذ القرارات املصريية بطـرق

باه، و جيعل الثمن الذي يدفعـه قد تؤدي إىل ما ال حيمد عق )2(استبدادية غري دميقراطيةا بعد فوات األوان، كما حصل يف اجلزائر ويف كثري مـن البلـدان يف ــاتمع باهظومن مثة فبهذا العمل اجلماعي ميكن اختيار األسـلوب األفضـل . ريةـالسنوات األخ

ذ بأمناط للتصنيع أكثر انسجاما مع متطلبـات األسـواق احملليـة ـللتنمية، ومع األخكما جيب أن يتصف . وبذلك تأخذ اإلستراتيجية مسارها الصحيح. قليمية والدوليةواإل

بالشفافية والوضوح يف اهليكل والروح أو املضمون ـ وهو بطبيعته كذلك ـ هذا العملكما سنرى، حبيث يؤدي كل فرد وإطار دوره بكل وعي ومحاس وأن يشعر بأمهيتـه يف

ل اجلماعي نادرا ما خيطئ وإذا أخطأ كان أقل ضررا الدورة االقتصادية االجتماعية، فالعمميكن تداركه وتصحيحه دون تداعيات خطرية على االقتصاد واتمع كما حصـل يف

وتغلبت عليها يف أقل وقت وبأقل ** بعض البلدان املتقدمة اليت واجهت أزمات اقتصادية )1( - JEAN PIERRE ANGELIER : L’economie Industrielle Opu, Alger 1993, p :85.

ونعين بالدميقراطية هنا احترام رأي اخلرباء من أهل البالد، و يف حالة احلاجة إىل األجانب جيب أنيتم اللجوء إليهم بعد ـ )2(و جيب االبتعاد عن االستبداد يف الرأي، حىت حني يتعلق األمر . أفضل ما ميلك البلد من اخلرباء يف ذاك اال ةاستشار

شكال فاشيا مناقضا للدميقراطية، و يعترب األمة و الوطن يتجسد يف "القرار يف الدولة اليت تتخذ بالرئيس أو أصحاب أماين عبد الرمحن صـاحل، : و تدعم ذلك بشكل مبالغ فيه أجهزة اإلعالم املضللة للرأي العام، أنظر" سلطة الزعيم

.120 ،85: ، ص1991أكتوبر 28الفكر االستراتيجي، معبد اإلخاء العريب، سنة

299

عة، يف حني بقيـت تكاليف اقتصادية اجتماعية ممكنة حيث وضعت هلا حلوال أكثر جنا بدال من حلها ـمعظم البلدان املتخلفة تعاين من آثار األزمات االقتصادية، اليت أصبحت

ولعل من أسباب جنـاح األوىل . أزمة معقدة طالت كافة النشاطات اإلنسانية األخرى ـوفشل الثانية هو االبتعاد عن التعصب والتحيز، وكذلك االبتعاد عن األسباب الذاتية يف

ل القضايا اإلستراتيجية منذ البداية من قبل اخلرباء والباحثني االستراتيجيني يف جمـال حولـذلك . التخطيط والقضايا املستقبلية بتوظيفهم آلخر ما توصل إليه العلم يف هذا اال

يكون العمل اجلماعي االستراتيجي أكثر إصرارا واستماتة من أجل الوصول إىل احلقيقة ذا اتمع املتوسطة والبعيدة املدى، دون كلل وال ارجتال على اعتبار أنه وحتقيق أهداف ه

األكثر وعيا مبختلف جوانب موضوع الدراسة أو البحث االستراتيجي، بعيد عن الغرور لقد أدركت كافة الشعوب أو اموعات البشـرية . واألنانية والتصرفات غري العقالنية

اجلماعية القائمة على أسس علمية للتجربـة احملليـة املنظمة بشكل مبكر أمهية املساعي ، لذلك لقي الدعم والتأييد والتمجيد منذ القدمي وحىت اليوم مـن كافـة )1(واإلنسانية

اتمعات حيث اتضح أنه عمل مهم لفائدة األفراد واتمع، حىت وإن بدأ فرديا فسينتهي النهاية يف خدمة اتمع الذي بل لن تكون له قيمة تذكر إذا مل يصب يف،عمال مجاعيا

.يدعمه ويتبناه يف احلاضر و املستقبلqbbäß@ :احتماالت المستقبل

نظرا ألمهية العمل االستراتيجي و تداخله البالغ التعقيد وتأثريه الشامل على كافة النشاطات اإلنسانية، وما قد حيدث من تطورات اقتصادية واجتماعية وسياسـية علـى

ن املغاربية، فإن املخطط االستراتيجي البد له أن يضع يف اعتبـاره كافـة مستوى البلدا، واإلنتـاج )2(االحتماالت املتعلقة باملتغريات االقتصادية كاملوارد االقتصادية كما ونوعا

كذلك ما يتعلق باملتغريات االجتماعية، كـالنمو السـكاين ... واالستهالك والدخل اخل

، يف دعوته لألخذ بالبعد املعريف اإلنساين من أجل الوصـول إىل )م 870 -796 (الكندي : يقول الفيلسوف العريبـ )1( ينبغي أن ال نستحيي من استحسان احلق و اقتناء احلق من أىن أتى، و إن أتى من األجناس القاضية عنـا، " احلقيقة،

: الشـروق اليـومي : إبـراهيم سـعدي : أنظـر ."أوىل بطالب احلق من احلق ، فإنه الشيء)لنا(واألمم املباينة .األخرية: ، اجلزائر، ص880، العدد 21/09/2003

.32: ، ص1980 ،حوار حول اإلستراتيجية و االمربيالية، دار املسرية، بريوت : علي حممود العمرـ )2(

300

الف االجتماعية، وكل ما يرتبط ا مـن قريـب أو بعيـد والبطاقة والغ) الدميوغرايف(كاهلجرة وحركة السكان الداخلية واخلارجية خاصة فيما يتعلق جرة األدمغة وتـأثريه على النشاط العلمي والتطور االقتصادي بشكل عام مبا يف ذلك احلركة اخلارجية لأليدي

ل الذي يعود عليها وعلى البالد بالنفع العاملة املؤهلة اليت تغلق أمام إبداعها جماالت العموالفائدة مهما كانت األساليب املختلفة اليت حتد من عطائها، واليت جيب أن يوضع حدا فوريا هلا باعتبار العامل البشري أمثن رأمسال ميلكه البلد، ال ميكن التفريط فيه أو تركـه

. تقريبا خلدمة اقتصادهايسترتف طاقاته ملصلحة بلدان أخرى عرفت كيف تستقطبه جمانا كذلك جيب أن تأخذ اإلستراتيجية يف اعتبارها ما قد حيدث مـن تغـري أو حتـول يف التكتالت والتحالفات غري اإلستراتيجية اليت تضع يف اعتبارها املصلحة فوق كل اعتبار، مما يعطي هنا أمهية قصوى للتكتالت والتضامن والتعاون القائم بني االحتـادات علـى

ى الدولة الواحدة أو على مستوى جمموعة من الدول قبل أن تصبح واحة كما هو مستواحلال بني جمموعة دول االحتاد األورويب والبلدان املغاربية مستقبال، حيث يكون التضامن

والشك أن األمهيـة . املطلق هو أساس احتادها يف مواجهة كافة القضايا الراهنة واحملتملةدى البلدان األخرى أو تكتل ما أمـام التكـتالت االقتصـادية اليت يكتسبها بلد ما ل

الدولية، تتوقف درجة تلك األمهية على ما قد ميلكه ذلك البلد أو التكتل من ةوالسياسيعوامل القوة املادية والبشرية، كما يهمش بقدر ما يفتقده من عوامل القوة ذاا، كما أن

انة املرموقة اليت يتمتع ا احتاد مـا كالبلـدان من مهام اإلستراتيجية أن حتافظ على املكاملغاربية، وبشكل ميكن املنطقة من التعامل مع أي حدث مفاجئ بأكرب فعالية ممكنة، بناء على املعطيات املستمدة من اخلربة احمللية والتجربة اإلنسانية، خاصة من خالل البحـث

الشك أن ذلك يعتمد على اإلمكانيات العلمي والدراسات املستقبلية اجلادة املنوه عنها، واملتاحة واحملتمل اكتشافها، إىل جانب االحتياطي االستراتيجي، الذي تلجأ إليها الدولـة بعد استنفاذ كافة اإلمكانيات املتاحة، والذي من شأنه أن يبقى الدولة ومن مث األجيـال

اجئـة كـاحلروب القادمة مبنأى عن األزمات املدمرة اليت عادت ما حتمـل طـابع املف والكوارث الطبيعية اليت قد تضع البلد يف وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي خـانق يف حالة عدم استعداده املسبق هلا، وهذا من شأنه كذلك أن يؤدي إىل رهـن مقـدرات وسيادة بلد ما لإلطراف اليت تقدم يد املساعدة املشروطة، مثال على شكل قروض قصري

301

أو أشكال أخرى ال ختتلف من حيث خطورا علـى االقتصـاد األجل وبفوائد عالية الوطين كاهلبات والسلع واخلدمات املرتفعة التكاليف، املنخفضة النوعية، إىل جانب فتح اال أمام التدخل يف الشؤون الداخلية ومن مث احلد من حرية االختيار واختاذ القـرارات

لذلك يعترب االستعداد ملثل . شعوب العامل مبا حيفظ مصلحة البالد، ويصون كرامتها أمامهذه األزمات مهما كان نوعها رمزا ملدى قوة االحتاد أو الدولة وتقدمها علـى كافـة األصعدة، ومن مث رمزا صدق العمل االستراتيجي لديها يف حتقيق األهـداف الكـربى ـ ا للمجتمع، وبقدر ما يكون أصحاب القرار السياسي واالقتصـادي متمكـنني علمي

وميدانيا، ملعرفة أبعاد القضايا املطروحة على جمتمعام بقدر ما حتل يف اقل وقت وبأقـل .تكاليف اقتصادية اجتماعية ممكنة وتتحقق األهداف اإلستراتيجية، بعدا ومضمونا

ا سـنتطرق فما هي أبعاد ومضمون إستراتيجية التنمية الصناعية املغاربية؟ ذلك م : إليه بالتفصيل فيما يلي

@sÛbrÛa@szj½a@ @òîi‰bÌ½a@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@òîvîmag@æìàšß@ë@…bÈic@ @

ألحباث السابقة لعدد من القضايا واملفاهيم املختلفة املرتبطـة ابعد أن تعرضنا يف بإستراتيجية التنمية الصناعية املغاربية خاصة منها مقوماا وشروطها ومتطلباا، البد من

:بشكل أكثر وضوحا وتفصيال على النحو التايلحتديد أبعادها ومضموا @üëc@Zòîi‰bÌ½a@òîÇbä–Ûa@òîàänÛa@òîvîmag@…bÈic@†í†¤@ @

نعين بتحديد أبعاد هذه اإلستراتيجية وضع اإلطار املالئم هلا، حىت يسهل التحكم .فيها بشكل أكثر دقة سواء تعلق األمر بالبعد التارخيي أو البعد اجلغرايف

@@±‰bnÛa@†ÈjÛaï@Z ،اخلاص باملاضي أو احلاضر أو املسـتقبل، إذ ال الزمين بشكل عامميكن جتاهل هذا البعد على اعتبار، أن العامل الزمين يفرز حبد ذاته قضايا ومفاهيم خمتلفة لنفس املوضوع، كما يتطلب حلوال ختتلف من حيث نتائجها االقتصادية واالجتماعية،

و توجد فيها، ومن مثة ميكن استخالص النتائج والعـرب تبعا للفترة الزمنية اليت وجدت أخاصة من ماضي التجربة التنموية والصناعية اليت تعرضنا بالبحث لـبعض جوانبـها يف

302

، )1(الفصول السابقة من الناحيتني النظرية والعملية مبا فيها تاريخ الوقـائع االقتصـادية ا كان عليه الوضـع يف املاضـي فالبعد التارخيي من شأنه أن يساعدنا على استحضار مل

للظاهرة موضوع الدراسة وكيف تطورت وما هي السلبيات واملضاعفات اليت أفرزا مث رافقتها، وكيف متت عملية املواجهة، ووضعت احللول املالئمة، وكيف أمكن احلصول

ته يف على النتائج االجيابية يف خمتلف الفترات التارخيية، وما هو دور العلم و مكانة رجاالحل القضايا املختلفة اليت واجهت اتمعات البشرية؛ إن فسح اال أمام العقول البشرية املفكرة ويئة املناخ املالئم لعملها كان له الفضل األكرب دون غريه، يف كسب الريـادة على صعيد التقدم االقتصادي واحلضاري، بشكل عام هلته األمة أو تلك من أمم العامل،

ن قوة أو ضعف املنطقة املغاربية يعود إىل مدى قدرا على االسـتغالل األفضـل كما ألطاقاا البشرية واملادية عرب تارخيها الطويل، وكلما تقاعست يف ذلك ضعفت واستدعى ذلك تدخل العامل اخلارجي سواء كان على شكل استعمار مباشـر أو غـري مباشـر،

ويعود ا إىل الوراء قرونا، يف حني كان هـو يسترتف طاقاا االقتصادية بغري حساب يتقدم بشكل مطرد مستدمي، مستغال كافة موارد وإمكانيات غريه كما حصل يف كافـة

: احلمالت والفترات االستعمارية اليت عرفتها املنطقة املغاربية بدءا باالسـتعمار القـدمي ث، الفرنسي للجزائر عام م إىل االستعمار احلدي.بـ 429م و الوندايل .ق33الروماين عام

، واالحتالل الفرنسي االسباين للمغرب 1904، وموريتانيا عام 1841، و تونس عام 1830، حيث ال يزال االستعمار املباشر حيتـل 1940، واالحتالل االيطايل لليبيا عام 1912عام

نـت لقـد كا . جزءا هاما من املغرب العريب يف كل من سبته ومليلة املنوه عنهما سابقااملنطقة املغاربية عموما وال تزال حمل اهتمام وأطماع القوى اخلارجية الكـربى علـى

لالنقضاض علـى مقـدرات صاملستويني اإلقليمي والعاملي، حيث كانت تتحني الفراملنطقة وتسخريها ملصلحتها، وكانت وال تزال أفضل فترات استغالهلا هي تلك الـيت مت

بعد جتزئتها وتفرقتها، تطبيقا للمبدأ االسـتعماري بينياألوروفيها اقتسامها بني احملتلني استخدمه االستعمار األورويب أسوأ اسـتخدام يف إثـارة اخلالفـات ذيال" فرق تسد"

رض اتصاال راسيا و أفقيا، و هو أي التاريخ يقيس على ما مضى على اعتبار أن التاريخ االقتصادي خاصة، يتصل باألـ )1( ددــــأنظر ذا الص. من مواقع االتفاق و الرضا، و يرى األسباب و ما تولد منها، و احلوادث و ما نشأ عنها

.64 -44: ، ص1958، دار الطليعة بريوت 8األرض و التاريخ، جملة دراسات عربية، العدد : غايل شكري:

303

والنعرات الطائفية واإلقليمية بني دول املنطقة، اليت هي يف واقع األمر منطقـة واحـدة .تارخييا وحضاريا وجغرافيا ومصريا

يزال موقع املنطقة اجلغرايف اإلستراتيجي وكذلك مواردها الطبيعيـة لقد كان وال اهلامة املعدنية الباطنية والزراعية والبحرية نقمة عليها بدال من أن تكون خصائصها نعمة

سـيء ملعليها مبا يف ذلك اخلصائص البشرية، والسبب يف ذلك يعود إىل االسـتخدام ا وكلما استخدمت على . على كافة املستويات رباألمملواردها االقتصادية من قبل املعنيني

أحسن وجه عرفت فترات ازدهار اقتصادي واجتماعي مميزة على املسـتوى اإلقليمـي اجلزائر مثال قبـل االحـتالل لقد حققت. املتوسطي خاصة يف االني الصناعي والزراعي

ا يف هذا اال صدر االكتفاء الذايت يف اإلنتاج الزراعي، كما حققت فائضا هام الفرنسيإىل اخلارج إما على شكل مساعدات غذائية إلنقاذ جنوب أوروبا من جماعات تعرض هلا

يف حني عرف القطاع الصناعي بكافة . يف فترات خمتلفة، أو على شكل صفقات جتارية، والعربـات ذات )1(أنواعه تطورا كبريا، ففي جمال الصناعة الثقيلة عرفت صناعة السفن

امات املتعددة واألسلحة وغريها، ازدهارا كبريا، وكذلك فيما يتعلق بالصناعات االستخداخلفيفة واالستهالكية، كالصناعات املرتلية وصناعة احللي، وأدوات اإلنتـاج الزراعـي

ةالصناعي املختلفة، وكانت يف معظمها مهيأة لكي تشكل نواة صلة لصـناعة متطـور بعد الثورة الصناعية يف بريطانيا والدول األوربية مبقاييس ذلك الزمان، كما حصل متاما

األخرى وخاصة يف ايطاليا اليت بدأت فيها بوادر النهضة األوروبية وتكونت فيها نظـرة أي اإلنسانية، كرد فعـل علـى الفلسـفة اإلقطاعيـة ) Humanisme(جديدة إىل العامل

مية البحتة الـيت تعتمـد علـى واالستبداد الكنسي، مع التركيز أكثر على املعرفة العلالتجارب ودراسة الطبيعة وفقا للمنهاج العلمي، وكان للحضارة العربية اإلسالمية تأثريا كبريا على نشوء و تطور احلضارة األوروبية احلديثة من خالل االحتكـاك والتقـارب

لقد أصبح األسطول البحري بفضل هذه الصناعة يف عهد الدولة املوحدية، الذين وحدوا الدولة املغاربية يف الفترة ما ـ )1( أهم أسطول يف حوض البحر األبيض املتوسط، مما جعل صالح الدين األيويب يطلب ـ أصبحـ م1230 -1147بني

أنظر جبهة التحرير الوطين، املسرية، مطبعـة رضـا : ينيمن أيب يعقوب أن يساعده بقطع طريق سورية على الصليب . 73، ص 1980حوحو، اجلزائر

304

أن ، عرب منطقة املغرب العريب ويكفي أن نشري ـذا الصـدد إىل )1(بينهما يف األندلس جملدألف 400كانت حتتوي على )م 961-891(ثامن أمراء أموي مكتبة عبد الرمحان الثالث

" ، كما أنه ونتيجة للعالقات االسبانية املغربيـة واصبحت قرطبة يف عهده منارة والعلماء، كما أن مؤلفـات بـن م1276عرفت صناعة الورق ألول مرة يف فابريانو بإيطاليا عام

لغزايل، ابن خلدون والفارايب وغريهم يف خمتلـف جمـاالت الفلسـفة سينا، ابن رشد، اقد وجـدت طريقهـا إىل الثقافـة واحلضـارة ... والعلوم، ونظرية املعرفة واجلغرافية

األوروبيتني وتدرس يف خمتلف اجلامعات مما ترك آثارا بارزة يف معامل النهضة األوروبيـة إلستراتيجية التنمية يتعلق بالبعد التارخي، هذا وإن دل ذلك على شيء فيما ي**"الشاملة

الصناعية املغاربية، فإمنا يدل، وبشكل مقتضب، على حتمية وإمكانية التواصل احلضاري بني ماضي املنطقة املغاربية وفضلها يف وضع أسس العامل احلديث بشكل مباشر ومعترف

املولود ) 1087-1020(قي به من قبل عدد كبري من الباحثني الغربيني أمثال قسطيين اإلفري" كامل الصـناعة "الدي ترجم بعض الكتب العربية اهلامة إىل اآلتينية مثل كتاب بقارجة

البن اجلزار، وكتبا هامة يف الطب للرازي كان هلا األثر " زاد املسافر"لعلي بن العباس، و ، ذلك أن )2(راألكرب يف الطب األورويب يف الفترة مابني القرنني الثالث عشر والسابع عش

هذه املنطقة هي امتداد طبيعي ال احلضارة العربيـة اإلسـالمية، بكافـة مقوماـا وخصائصها وقيمها وأجمادها ومسامهتها يف بناء احلضارة اإلنسانية منذ أمد طويـل، وال تزال حىت اليوم حتضى مبكانة إستراتيجية معتربة بني دول منطقة البحر األبيض املتوسـط

رغم تفككها يف الوقت الراهن إىل دويالت ذات مصاحل ضيقة وإجنازات مبعثرة والعامل،أو حمدودة يف كافة ااالت، كنتيجة للسياسة اجلهوية املعمول ا على صـعيد الواقـع املعاش لدول املنطقة، مع غياب شبه كامل للتنسيق فيما بينها، فيما يتعلـق بالقضـايا

، إىل درجة أن أضرت مبصاحل هذا األخري الذي أخـذ )3(املشتركة اجتاه العامل اخلارجيحول النظام اإلقطاعي يف العصور الوسطى األوروبية، الة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية : زهدي الداووديـ )1(

.638 ، ص3/1989: ددجامعة اجلزائر، الع -والسياسية، معهد احلقوق و العلوم االقتصاديةكتاب أجنريد زيغلر، مشس العرب تسطع على : ، أنظر كذلك كتبا غربية عديدة منها638: املرجع السابق، صنفس ـ )2(

. الغربكغياب التنسيق بني الدول املغاربية يف عالقاا مع االحتاد األورويب أو منظمة التجارة الدولية، أو يف السعي إلقامـة ـ )3(

. 09/09/2003جريدة الشروق اليومي : ت مع إسرائيل بشكل منفرد، بدءا مبوريتانيا إىل املغرب فتونس، أنظرعالقا

305

لدول املنطقة وذلك نظرا للفوائـد الـيت جينيهـا يف ييطالب بالتقارب اجلهوي اإلقليمالتعامل مع وحدات اقتصادية كربى غري جمزأة كما هو عليه احلال يف الوقت احلاضـر،

املغاربية يقتضي أخذه يف االعتبار وهكذا فإن البعد التارخيي إلستراتيجية التنمية الصناعية واالستناد عليه يف وضع إستراتيجية التنمية االقتصادية االجتماعية والصـناعية بشـكل خاص، خاصة يف األسس واملبادئ العامة اليت تقوم عليها العالقات االقتصادية والسياسية

ملتواصـل إىل التعـاون بني دول املنطقة والعامل اخلارجي، بدءا باخلوار الداخلي املغاريب ا. العريب واإلسالمي واإلفريقي، إىل احلوار العريب األورويب املتوسطي والدويل بشكل عام

كما أنه البد من االعتراف أن واقـع ومعطيـات احلاضـر االقتصـادي والسياسـي واالجتماعي املغاريب التبعث على االرتياح على الصعيدين القطري واملغاريب، األمر الذي

مح بوضع إستراتيجية مالئمة للتطور االقتصادي الصناعي خاصة، إال بعد يئـة ال يسالشروط والظروف املالئمة لذلك، وهي ممكنة يف حاالت توفر اإلرادة والتضحية لـدى

.كافة األطراف املعنيةكما أن البعد التارخيي إلستراتيجية التنمية يعين العمل الذي نقوم به يف الوقـت

داد لنشاط إنساين منظم ومتنام شاركت فيه كافة األجيال وليس جمـرد احلاضر هو امتنزوات أو أفكار أو أعمال فوقية، أملتها ظروف عابرة جاءت هكذا صدفة، دون ختطيط استراتيجي مسبق أو ليست نابعة من أصالة مستمدة يف مكوناا من فسيفساء تارخييـة

انتماء جغرايف حمدد تطبع كافة االجنازات حضارية متراكمة حملية وإقليمية وإنسانية ذات .)1(االقتصادية اليت حنن بصددها

¿aŠÌ¦a@†ÈjÛaZ االستراتيجي دورا هاما، كما يلعب البعد اجلغرايف يف حتديد العملوكما يدل على ذلك الواقع تدل على ذلك التجربة التارخيية املغاربية واإلنسانية عموما

تويات اجلغرافية احمللية اإلقليمية والدولية، فقد ساعد املوقع الراهن املعاش على كافة املساجلغرايف خاصة االستراتيجي خمتلف الدول على حتقيق التقدم االقتصادي ممتازة عززا مكانتها وموقعها بني دول العامل، حيث يفتح جماال واسعا للمداخيل املتنوعة املصادر

ذكر مصدره حني ـ يالحظ ـ يالحظ فيما نستهلك من إنتاج اآلخرين، الذي مل نقدم مقابله إنتاجا معتربا حضارياـ )1( إثبات الذات من جهة، و اكتساب السوق من جهة أخرى يكون من النوع اجليد مهما كان حجمه، إا إستراتيجية

، إا دعوة صرحية ملباراة اجلودة يف الصناعة على النطاق العاملي و اليت تقودها اليابان ..."صنع يف :"من خالل العبارة . اليوم

306

ال بالنسبة لكافة الدول الواقعة على البحر ، كما هو احل)1(سواء كانت مادية أو خدميةاألبيض املتوسط الذي يعد مركزا عامليا حيويا للمبادالت ومرور السلع واخلدمات عربه لكافة بلدان العامل، مما يعطي أمهية خاصة للدول الواقعة عليه من ناحية متتعها مبسافة

ال واألشخاص من املنطقة اقتصادية مرموقة، اليت متكنها من نقل السلع ورؤوس األموكما تأيت . ربيةاوإليها يف أقل وقت وبأقل تكاليف اقتصادية ممكن، ومن بينها البلدان املغ

أمهية البعد اجلغرايف يف تعزيز مكانة الدول من حيث التواصل الترايب واالمتداد مهما الت كانت املساحة اليت تتكون منها البالد، خاصة حني تتوفر شبكة حديثة للمواص

من مزايا اقتصادية وسياسية واجتماعية كسهولة التنقل ذلك واالتصاالت، وما يتيحهالتجارية وسيطرة الدولة على كافة نواحي البالد وضمان ةوانسياب احلركة االقتصادي

الوحدة الوطنية، مع إمكانية محاية احلدود والدفاع عنها بفعالية ضد االعتداءات لة، وهذا كله يعطي البالد قوة كربى من حيث التكامل واألطماع اخلارجية احملتم

والتماسك واالنسجام االقتصادي واالجتماعي، وتشابه أمناط املعيشة، يف جمال اإلنتاج كما ميكن اال اجلغرايف االستراتيجي الواسع من الصمود . واالستهالك واخلدمات

نها يف أقل وقت وبأقل والتغلب على األزمات االقتصادية واالجتماعية واخلروج ماخلسائر، خاصة منها املتعلقة مبختلف الكوارث الطبيعية، حيث تكون هناك إمكانية كبرية ملواجهتها وامتصاص آثارها املدمرة، بفضل التضامن والتكامل االقتصادي واالجتماعي، وحىت املساعدات اليت حتصلت عليها الدول يف مثل هذه احلالة، تتوقف

كما . جلغرافية االقتصادية اليت تتمتع ا على الصعيدين الداخلي واخلارجيعلى األمهية اأن أثر البعد اجلغرايف يف قيام الدول واستمرارها على مر التاريخ كان يستند بالدرجة األوىل على الوحدة الترابية املتواصلة واملتداخلة وإمكانياا املادية والبشرية، وكلما

والضعف إىل أطرافها بقوة كبرية، تؤدي إىل اقتطاعها ومن ضعف مركزها امتد الوهن مث اإلسراع بايارها، فالتفكك والتجزئة مسة أساسية الضمحالل الدول وتقوقعها فزواهلا، لذلك كان من الشعارات االستعمارية اليت ال تزال قائمة حىت اليوم يف إخضاع

سواء المتالكهـا لثـروة " ل، حيث يعزز املوقع اجلغرايف للدولة مكانتها اإلستراتيجية على املستوى اإلقليمي و الدوـ )1( قد " نادرة أو ملوقعها اجلغرايف، أو لغري ذلك من األسباب، حيث يسمح ذلك باحلصول على ربح من الدول األخرى

يستخدم لصاحل اتمع أو لصلح فئة متسلطة، حتول االقتصاد من اقتصاد منتج للثروة إىل اقتصاد استهالكي سـوقي : الطاقات الوطنية املادية و البشرية، أنظر ذا الصدد عارف دليلة، البطالة والفقر وأسباايؤدي يف النهاية إىل استنفاذ

http:// www.mafhom.com/syr/

307

، وجند هذا املبدأ جمسدا )1("فرق تسد"الدول واالستحواذ على مقدراا االقتصادية منها مفصول هذه يف تقسيم فلسطني ومنح جزء مفكك نابشكل واضح يف أيام

إىل الفلسطينيني كمحاولة إلمخاد شعلة وحدة املقاومة املتأجج، وهذا طناعيجبداراصيعاكس كل األعراف واملفاهيم ومعطيات التاريخ يف قيام الدول واإلمرباطوريات

الرومانية، واإلمرباطورية االستعمارية يف القرن العشرين اليت اارت حتت كاإلمرباطورية متجاهلة ،ضربات الشعوب اليت حاولت إخضاعها وضمها إىل تراا بشكل مصطنعإىل جانب ،أمهية البعد اجلغرايف أو الوحدة الترابية يف قيام الدول على مر التاريخ البشري

والعادات والتقاليد وأمناط املعيشة املشتركة، اليت تشكل العوامل األخرى كالثقافة والقيم . لتلك اتمعات ياحلصن املنيع للتماسك والتضامن واالنسجام االجتماعي واالقتصاد

كما تكمن أمهية اال اجلغرايف يف العالقات املختلفة خاصة منها االقتصادية االجتماعية ها تقريبا يف نفس الدرجة من التقدم أو اليت تقوم بني الدول حبكم اجلوار، الذي يضع

التخلف االقتصادي، إىل نفس التأثريات االجيابية أو السلبية النامجة عن املناخ أو العوامل كذلك فيما يتعلق ... الطبيعية الضارة كالزالزل والرباكني والفيضانات واألعاصري اخل

الوطين كاالستعمار بكافة أنواعه باألخطار اخلارجية اليت دد الوحدة الترابية واالستقالللالعتداء يف نفس لبلدان ااورة لبلدما لدى تعرضه، حيث يضع ا)2(القدمي منه واحلديث

ا البلد اجلار املعتدى عليه، حيث يعترب احتالل أو هلالدرجة من اخلطورة اليت تعرض ةاورضياع جزء من دول اجلوار بشكل مباشر قاعدة استعمارية أجنبية متقدمة جم

أكثرخطرا ليس فقط على البلد أو جزء من البلد احملتل، بل يشكل خطرا كذلك على البلدان ااورة لذلك تسعى كافة البلدان اليت تقع يف منطقة جغرافية ما، ذات خصائص

ةاىل التكامل االقتصادي واالجتماعي، بعد حل كافة اخلالفات كطبيعية اقتصادية مشتر اليت تقف يف طريق

ليس فقط بإثارة الفتنة و النعرات العرقية و الطائفية، و لكن أيضا لتجزئة األرض ووضع حواجز طبيعية بفصل خمتلف ـ )1( . مناطق البالد عن بعضها

كما يالحظ عندما حاول االستعمار الفرنسي طوال وجوده يف اجلزائر إثارة النعرات اجلهوية اليت استمر البعض منها ـ )2( .م1958، و قبل ذلك عام 1962حىت اليوم، كما حاول فصل الشمال عن اجلنوب من خالل اتفاقات إيفيان

308

وحدا، على أساس أن منطق العصريف العالقات الدولية االقتصادية خاصة يقتضي فهما عميقا ملاهية ومكونات األطراف الداخلة يف تلك العالقات الدولية، يدعو

السياسية واألمنية اإلقليمية والدولية االجتماعيةبإحلاح إىل ضرورة قيام التكتالت االقتصادية ين إلزالة الصراعات واحلروب بني الدول من أجل حتقيق مع اعتبار ذلك كحل عقال

من هذا املنطلق االستراتيجي اجلغرايف . االزدهار والرخاء االقتصادي والسالم العاملييكون احتاد املغرب العريب ضرورة أملتها وختمتها عرب التاريخ املغاريب ومعطيات احلاضر

ا فإن رياح التغيري آتية ال حمالة، لتشمل واحتماالت املستقبل املشترك شاء البعض أم أبواال القطري واإلقليمي والعاملي، لتجد املنطقة العربية عموما مشرقها ومغرا جماال خصبا لتحقيق املصاحل واألهداف اإلستراتيجية للقوى اخلارجية الفاعلة على الساحة

عية وسياسية مشتركة الدولية، وعندها ويف غياب إستراتيجية شاملة اقتصادية واجتماتسبق األحداث وتوجهها مبا خيدم القضايا واألهداف الكربى للمجتمع املغاريب والعريب

يف ظل املنافسة الدولية الشرسة للسيطرة على مصادر املوارد ،وكسب الرهاناحليوية واألسواق العاملية لعوامل اإلنتاج املادي الزراعي والصناعي خاصة، ةاالقتصاديره احملرك األساسي للحياة االقتصادية وقطاع استراتيجي رائد وحمرك لكافة باعتبا

اإلستراتيجية لن تكون سوى فبغياب تلك . القطاعات األخرى .جمال للنهب واالستغالل البشع لطاقاا

309

الخاتمة استراتيجية التنمية الصناعية مل العمل املغاريب املشترك وبالتايل أن يتضح لنا قمما سب

من التجارب واألفكار النرية هام نوعي كم إىلتستند نالبد أبل ،ولن تنطلق من الفراغكتجربة البلدان ،الوارد بعضها يف الفصول السابقة املستمدة من الواقع واملعطيات

الذي حتددمن خالقة عرب تارخيها الطويل ةأفكار اقتصادي اليه من املتقدمةمبا استندتوكذلك . واحلضاري بشكل عام خالهلا مسارها االتنموي االقتصادي واالجتماعي

فول أخاصة منها خريةألاالقتصادية اليت عرفها العامل يف السنوات ا السياسية التطوراتجنم النظام االشتراكي،وبروزالنظام الرأمسايل بقوة من جديد مشكال حمورا أساسياللنظام

للواليات املتحدة األمركية اىل مضطربةبقيادة ،ام االقتصادي اجلديدين العاملي والنظ إىل،اليت تتطلع جانب بعض الدول األخرى الرأمسالية االوروبية منها على وجه اخلصوص

مبا خيدم ،أمهية الدور الذي جيب على البلدان املغاربية ان تلعبه جمتمعةعلى الساحة الدولية النظام النظام االقتصادي العامليي اجلديد،يف حني يكون منمصلحة االطراف الفاعلة يف

مراعية ،هو أن تتحرك البلدان املغاربيةيف اطار استراتيجية خاصة ا لحاملاملطلوب و. ملتطلبات املرحلة مستفيدة من املقومات االساسية اليت تتوفر عليها املادية والبشرية

هاة و السياسية و االجتماعية بكافة أبعاداالقتصادي وكذلك مراعاة دورها وأمهيتها اإلقليميةعلى كافة املستويات احمللية و املغاربية و ،التارخيية و اجلغرافية اإلستراتيجيةاحملور األساسي الذي جيب اأو العاملية، على اعتبار ةاملتوسطيو اإلفريقيةالعربية و

خاصة منها االقتصادية ،، كافة ااالتاملشترك يف أملغاريبتدور حوله إستراتيجية العمل و الصناعية يف املرحلة األوىل احملددة متهيدا لتعميمها على كافة ااالت األخرى حسب

مبا حيقق ، يف مرحلة الحقة أمهيتها من سلم األولويات القطاعية و الزمنية و اجلغرافية

310

وهذا يعين من جهة . لذلك املعتمدة وفق نظام حمدد اإلستراتيجية طرافألأفضل النتاج د من اعتبار عملية التنمية الصناعية جزءا أساسيا يف مضمون التنمية بأخرى أنه ال

االقتصادية االجتماعية الشاملة اليت ال تكتمل بدوا، و هي بذلك تعترب جزءا من الكل، عملية و قد يكون هذا اجلزء هو األهم أو هو اخلطوة األوىل الصحيحة يف بداية انطالق

بقية القطاعات و ميش أأو جتاهل إمهالالتنمية الشاملة و التقدم االقتصادي، دون األخرى، لذلك جيب أن تكون راسخة اجلذور، واعية باحمليط التنافسي املفتوح الذي

سواء . ذات األولوية االقتصادية االجتماعية األساسيةاحلاجات إلشباعتعمل فيه، هادفة أو ،من مواد أولية و سلع رأمسالية و غريها اإلنتاجيةاد االستهالكية أو تعلق األمر باملو

تعمل وفق هذا أو ذاك و بأسلوب يضمن استمرار مد السوق الوطين باحلاجات اليت حتقق شروط املنافسة اليت ،الضرورية، وفق الشروط االقتصادية املتعارف عليها

كافة غاللو الدولية، مع است اإلقليميةية و يتطلبها اقتصاد السوق على كافة األصعدة احمللا يف ذلك القضاء مبرية شالطاقات االقتصادية املتاحة على أحسن وجه، املادية منها و الب

يما يتعلق برؤوس األموال امدة ، و كذلك فمعطلةرها طاقة بشرية تباعلى البطالة باعألمر فيما يتعلق بالطاقات وكذلك ا. عديدة و مل تدخل يف الدورة االقتصاديةباب ألس

من قبل ، و الطاقات احملتملة اليت ميكن اكتشافهاأو املهمشةاالقتصادية الكامنة غري املرئيةمن مجيع املغاريب يف تلك الدورة، مبا حيقق مصلحة اتمع إدخاهلاو املختصني احملدثني

كافة القطاعات عكس نتائجها علىنالنواحي، خاصة منها الناحية االقتصادية، اليت تاألخرى، كما جيب التأكيد على أن اإلطار العام إلستراتيجية التنمية االقتصادية االجتماعية الصناعية البد أن يعمل وفق النتائج االجيابية اليت متخضت عنها التجربة احمللية

يف جانبها النظري املعريف و املادي التكنولوجي يف املاضي و ،و الدولية 1اإلقليمية

8 – 7االقتصادي، اإلصالح راتيجيةإست، حلقة نقاش حول األوسطالمرآز القومي لدراسات الشرق )1 . 1991القاهرة 1990مارس

311

و كذلك . املستقبلاحلاضر، مع األخذ يف االعتبار التطورات اجلارية و احتماالت الطبيعية و البشرية، اجلغرافية االقتصادية و الدميوغرافية لإلمكانياتاالستغالل األفضل

الغنية يتنوع مصادرها و جتارا اليت عرفتها ،احلضارية جتراخبصائصها و ةالنوعية املتميز و حىت اليوم، حيث أخذت و استوعبت منها ما ينسجم مع قيمها و منذ القدمي

احتياجاا و تطلعاا حنو املستقبل بوعي و إدراك يف كافة ااالت اليت أخذت يف النهاية الزمان و املكان احملددين، و من عربمتميزا إىل أبعد احلدود إسالمياطابعا مغاربيا عربيا

باإلضافةصية املغاربية خبصائصها االقتصادية و االجتماعية، من خالهلما الشخ تتبلورمث إىل اخلصائص األخرى اليت جيب أخذها بعني االعتبار لدى وضع أية إستراتيجية مغاريية

التنمية الصناعية، على أن يتم ذلك بوعي تام مبا جيري على إستراتيجيةمبا يف ذلك مللتصنيع السائدة على مستوى بلدان العاا بأمناطالساحة الدولية يف هذا اال، بدءا

استراتيجيه باقتراح انتهاءو ،مرورا مبثيالا اليت عرفتها البلدان املغاربية. النامي خاصةاملغاربية الذاتك على أساس االعتماد على لوذ. بديلة للتنمية الصناعية يف هذه البلدان

أملغاريب تراتيجي سى حملتوى العمل االن حتديد احملاور الكربفا بالدرجة األوىل، وبالتايلللجهد اجلماعي خلرية مترةجيب أن تكون إىل جانب ما ذكر ووضعها موضع التنفيذ

متينة قواعد إرساءيف ،اوأمهية دورهمبضمون امااملغاربية الواعية مت خصصةتامل العقولاحلاضر ويضمن هلم وحيفظ هلم منجزات ،املشرق ألبنائه يأجماد املاض يعيد الحتاد مغاريب

.،ومكانة مرموقة بني األممزاهر حضاري مستقبلخول كافة املستخلصاسة والتحليل املعمق الشامل واالسنتاج رومجاع القول أنه بعد الد

دان عامة والبل استراتيجيات وسياسات التنمية الصناعية:األطروحةجوانب موضوع العالقة تداعليه من أحباث أيديناعت النامية املغاربية خاصة فقد وجدت من خالل ماوق

مل يكونوا كلهم يولون أمهية خاصة لضرورة أن االقتصادينيجل املفكرين أن،باملوضوع الصناعي هو القطاع :حمرك للنمو والتنمية االقتصادية الشاملة رائد اقتصاديوجود قطاع

312

يف عصر الناجحةلك هو أن كافة جتارب التنمية االقتصادية ذالدليل الواقعي على والصناعي، وكان مجيعها ميلك رت وتركزت على االوالتكتالت والعوملة قدمتح

كما هو احلال يف االحتاد .إستراتيجية جادة يف هدا امليدان حىت وان مل تكن معلنة، ومنظمة األمم ةاالقتصاديالتعاون والتنمية ة، ومنظمنسبيا األورويب عرب مسريته الطويلة

.ناعية، وجمموعة دول شرق آسيا اخلاملتحدة للتنمية الص ضالضيقة لبعاملصاحل نالدامغة أويف املقابل استنتجت من خالل هذه الدراسة وباحلجج

عمل على مسار ا ل خطري بشكل سليب أثرتالفئات الفاعلة على الساحة املغاربية ،ويف أشكاله،األمر الذي كرس حالة االنقسام والتبعية والتخلف بكافة املشترك اجلماعي

وتربير غريهذا اال جند كذلك تردد وارجتال ورمبا ختوف ودمياغوجية وتسويف مع روح العصر،مع غياب شبه تام ألي إطالقااليت التنسجم ،منطقي لتلك املمارسات

، يقوده قطاع رائد واليكن هو القطاع وي مغاريب جاد عمل استراتيجي اقتصادي وحداالقتصادية املادية والبشرية على اجلغرافية اإلستراتيجيةالصناعي،وبالنظر لألمهية

بارزين على وإقبال حضورونظرا ملا للتكتالت والتعاون من والعاملي، اإلقليميالصعيدين أملغاريبىن من هذا القبيل على املستوى مع وجود خد أد والزمنيةاملكانية تاملستوياكافة

بشكل عام يف االقتصاد املغاريب على املستوى تتمتع ا الصناعة لألمهية اليتونظرا ملا والتكنولوجيا اجلديدة القطري، وكذلك األمر فيما يتعلق بأمهية سياسات البحث العلمي

تيجي بشكل عام التنموي كذلك األمر بالنسبة ألمهية العمل االستراواالتصال، لإلعالممن قضايا إليه اإلشارةجانب ماسبق إىللذلك كان البد االقصاديي الصناعي خاصة،

يف من البحث -البد-عالقة بسياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية دانومفاهيم املغاربية،وكذلك فيما يتعلق بشروط ومتطلبات اإلستراتيجيةاألهداف حتقيقخصائص ، وكذلك البحث يف أبعاد التنمية الصناعية التارخيية التنمية الصناعية املغاربية جيةإستراتي

من إليهماتعرضنا أهم إىلاشرنا فيها ،وخامتة عامة أنتهي بعد ذلك خبالصة واجلغرافية، لن

313

واالستنتاج الذي يصب كله يف مفهوم اإلستراتيجية املغاربية يل قضايا بالبحث والتحللتنمية لعموما اجلاد املغاريبل ملك نكون قد وضعنا اللبنة األوىل للعوبذ .املنشودة

فأمر التطبيقيعلى الصعيد الفكري، أما على اجلانب االقتصادية الصناعية بوجه خاصاألهداف الفردي وذلك انسجاما مع طبيعة العمل زمجاعيا يتجاو وإعداداجهدا يقتضي

أرضيةوهذا يعين أننا حاولنا وضع .املغاريب السامية اليت يسعى لتحقيقها على الصعيد :ك من الناحيتني النظرية والتطبيقيةالعمل االقتصادي املغاريب املشتر إلستراتيجيةصلبة

حاولنا تتبع و رصد آراء بعض املفكرين االقتصاديني يف جمال ) النظرية(ففي احلالة األوىل ي انصب إهتمام بعض مفكريهم على التنمية و التصنيع منذ القدمي، عهد الرومان الذ

اال احلقوقي و العقود اليت تدخل يف توقري الظروف التنظيمية املالئمة للنشاط االقتصادي، أما يف عهد اليونان فقد كان للمجال االقتصادي حيزا واسعا، فقد اهتم بعض مفكريهم و خاصة منهم أرسطو و أفالطون الذين أشاروا إىل أمهية النشاط

اعي معتربين إياه من شيم فئة إجتماعية مهتمة بالقيام بالنشاط االقتصادي اليدوي الصندون الفكري، إال أن هذا الواقع مل يستمر حبكم تطور االنتاج و العمل و تعمق مع الزمن، كما رأينا كيف كان للفكر االقتصادي يف العصر الذهيب لالسالم من أمهية يف

هذا الفكر إىل درجة كبرية على يد بن خلدون، الذي دعم للنشاط االقتصادي و تطور عالقتها كذلك و ثقيلةفيفة واملتوسطة والاخلأمناطها أشار بوضوح إىل أمهية الصناعة بكل

، كما رأينا كيف أهتم املفكرون الطبيعيون الفزيوقراطييون باالنتاج .بتطور احلياة املدنيةنهم مع ذلك اعترب البعض منهم النشاط الطبيعي باعتباره املصدر احلقيق للثروة، لك

الصناعي مهما أيضا، أما املفكريني التجاريني فقد وجهوا االهتمام إىل النشاط التجاري كما . و لكنهم يف نفس الوقت اعتربوا الصناعة نشاطا مهما كمصدر لتغذية التجارة

اط االقتصادي بالنش) ثروة األمم( الحظنا كيف إهتم آدم مسيث من خالل كتابه املوسوملبنات الصلبة لعلم االقتصاد، و جاءت بعد ذلك لعامة و الصناعي خاصة، حيث وضع ا

314

املدرسة الكالسيكية و رسخت أفكاره و طورا خاصة يف اال الصناعي، و اعتربت النشاط الصناعي كمحور أساسي للنشاط االقتصادي و رائدا له، و أصبح هذا االهتمام

نظم االقتصادية الكربى بكافة تياراا الرأمسالية و االشتراكية، و قد الفكري سائدا يف الو Big Pushامتد اإلهتمام به إىل الفكر االقتصادي اجلديث كنظرية الدفعة الكربى

وستو، و نظرية النمو املتوازن و نظرية النمو غري رنظرية الدفعة اخلارجية، و نظرية د كيف ساير هذا االهتمام بالنشاط الصناعي كافة املتوازن، كما الحظنا على هذا الصعي

األنظمة االقتصادية منذ القدمي وصوال إىل النظام االقتصادي الدويل اجلديد، حيث إرتبط مفهومه الفكري باستراتيجية تطور األمم و بالتايل اعترب مفهوما مرادفا للتقدم الميكن

.كافة تفاصيله على الصعيد النظري، وهذا ما حاولنا حبثه ب.جتاهله، أو االستغناء عنهسواء على مستوى البلدان املتقدمة االنسانيةأما يف اجلانب العملي، فقد تطرقنا للتجربة

خاصة سياسات و استراتيجيات التنمية الصناعية كمثال يف كل من بريطانيا و الواليات غي نبكتجارب رائدة ياملتحدة األمريكية و اليابان، و أشرنا يف هذا اال إىل أمهيتها

االستفادة منها إىل أقصى احلدود على املستوى املغاريب، كما أشرنا كذلك إىل أمهية و مفهوم البحث العملي و التكنولوجيات احلديثة لإلعالم و االتصال يف جمال التقدم

.االقتصاديالتركيز على أما على مستوى البلدان النامية فقد أخذنا البلدان املغاربية كمثال عنها، ب

خصائصها التارخيية و اجلغرافية و امكانياا املادية و البشرية، و أمهية التعاون بشكل عام إىل ضرورة تقوية الروابط املتعددة فيما بينها او التعاون بني البلدان املغاربية خاصة وأشرن

يف التقدم و حتقيقا للتوافق واالنسجام، ليس متاشيا مع مصاحلها و تطلعاا املستقبليةاالزدهار االقتصادي فحسب و لكن مسايرة ملتطلبات العصر و معطيات التاريخ و اجلغرافية، و حاجنها امللحة لضمان مكانة الئقة ا بني األمم سواء على الصعيد االقليمي

.أو الصعيد العاملي

315

عموما و و يف هذا الصدد و هلذا الغرض حبثت يف مفهوم إستراتيجية التنمية الصناعيةإستراتيجية التنمية الصناعية املغاربية على وجه اخلصوص، ببعديها التارخيي و اجلغرايف، كما قمت بإبراز أهم خصائص و شروط حتقق إستراتيجية التنمية الصناعية املغاربية، و اليت تعترب شرطا ضروريا لتحقيق تقدم و ازدهار املنطقة املغاربية ،خاصة و أن كافة

ملادية و البشرية و معطيات املاضي و احلاضر و املستقبل الواعد توحي بإمكانية الشروط احتقيق دلك إذا توفرت اإلرادة السياسية الواعية بأمهية دورها يف حتريك مقومات البلدان

.شعوا ماملغاربية، لتحقيق أهدافها اإلستراتيجية من أجل تقدعينا له منذ انطالقة العمل يف هذا البحث و مجاع القول و حتقيقا للهدف السامي الذي س

:نوصي مبا يليضرورة االستفادة من التجارب املاضية، احمللية و االقليمية و الدولية، يف جمال : أوال

.التنمية و التطور احلضاري من الناحيتني النظرية و التطبيقيةكل فعال ببعديها االستغالل األفضل للمقومات املادية و البشرية املغاربية بش: ثانيا

.التارخيي و اجلغرايفضرورة مراعاة املزايا و اخلصائص احمللية، و مراعاة حتقيق أهداف و تطلعات : ثالثا

.الشعب املغاريب، يف حتقيق مصاحله العلياإن ذلك ال يتم إال من خالل وضع إستراتيجية شاملة للتعاون و التكامل يف مجيع : رابعا

ة يقودها يف جمال التنمية االقتصادية قطاع رائد هو القطاع ااالت وفق شروط معين .الصناعيهذه االستراتيجية املنشودة من شأا حتقيق املصاحل العليا للمنطقة املغاربية و : خامسا

ع قاطرة التنمية و ضو اخلالفات الشكلية و ت املفرغة اليت تدور فيها خترجها من احللقة

316

تعزل ذوي األنانية و النوايا و احلسابات الضيقة، و تفتح ها الصحيحة، و تكسالتقدم يف .اال أمام القوى الفعالة املغاربية لتقوم بدورها على أحسن ما يرام يف كافة ااالت

راتيجية ليس من شأا تعزيز البناء التنموي املغاريب من الداخل تإن هذه االس: سادسا .الئقة للمنطقة املغاربية بني شعوب العامل فحسب و لكنها كذلك تؤدي إىل إجياد مكانة

، "فرق تسد"ساس مبدأ أكما أا ستؤدي إىل غلق باب املزايدات السياسية القائمة على . اليت نعمل على أرتكاا بعض األطراف حتقيقا و ضمانا ملصاحلها يف املنطقة

بية الطالئعية يف كافة جيب إعطاء األمهية و األولوية القصوى للقوى البشرية املغار: سابعاااالت، و االستفادة من عطائها و ابتكاراا يف كافة ااالت، مع فتح اال أمام

. من جتربتها على الصعيد احمللي‘‘ الكفاءات األجنبية لالستفادة، و بالتايل .ويف هذا اال يدخل مفهوم التعاون الفعلي و التكنولوجي مع اخلارج: ثامنا

.املكانة االستراتيجية ملوقع املنطقة املغاربية إىل أبعد احلدوداستغالل جنوب، يتم التعاون كذالك مع الشمال املتقدم -فإىل جانب التعاون جنوب: تاسعا

بوعي وادراك، وبالتايل ال جيوز إمهال أو احلط من أمهية التعاون مع هذا الطرف أو ذاك، .ملغاربيةإال مبا تقتضيه املصاحل العليا للمنطقة ا

و دفعها لتحقيق إحيائهاعلى الصعيد احمللي جيب تفعيل كافة قنوات التعاون أو : عاشرامزيد من االجنازات يف حمال عملها، باعتبارها جتارب و مناذج حيتذى ا مجيعها يف حتقيق

.األهداف االستراتيجة املغاربيةبكافة مكوناا السياسية و و يف هذا اال تدخل كذلك جتربة احتاد املغرب العريب

و كذلك جتاوز كافة اخلطابات الدمياغوجية، اليت تعمل على ،االقتصادية و االجتماعيةتعطيل العمل املغاريب مهما كانت األسباب، على اعتبار أا تتعارض مع إستراتيجية

317

اء هذه حكماء وخرب هالتعاون املغاريب الشامل، و إذا اقتضى احلال اللجوء إىل ما يقرر .. األمة الذين يشهد هلم بالكفاءة والرتاهة من كافة األقطار املغاربية

Résumé Politiques et stratégies de développement industriel Le cas des pays du Maghreb La problématique abordée dans cette thèse (politiques et stratégies de

développement industriel dans les pays du Maghreb, tourne autour de l'idée centrale « l'industrie et l'industrialisation » certes, il est à souligner les difficultés pour réunir toutes les données du sujet, compte tenu de la complexité des domaines abordés.

D’abord, l’une des plus importantes qu'à travers la pensée économique, l'activité humaine repose au fil du temps sur l'innovation et la créativité, quand aux différents moyens et outils utilisés en matière de réalisations économiques. Ces dernières ont laissé des traces importantes quand à l'évolution matérielle de l'homme soit dans le passé lointain le présent ou le futur. Loin des perspectives pessimistes qu'ont adoptées certains pays sous développés par rapport aux autres pays en plein progrès, au motif que le monopole du progrès n'est plus toléré dans l'ère de la mondialisation et le rapprochement des civilisations .Malgré les progrès réalises nous continuons de vivre des inégalités entre les deux blocs « pays développés et pays sous développés ». Il n'y a pas de doute que le Maghreb est considéré comme entité sous-développé de tel ou tel degré d'intensité et l'urgence de la question est de savoir comment sortir de cette situation? Comment les pays développés ont progresses économiquement? Certes, il ne leur a pas été facile de s'en sortir, qu'au prix de certaines souffrances d'une part et d'autres parts par l'existence de conditions favorables totalement différentes et dont ne disposent pas aujourd'hui les pays sous développés.

Dans le premier cas, par exemple. II existe un grand potentiel de pouvoir bénéficier des fruits du progrès économique d'une façon générale comme étant patrimoine de l'humanité et du droit de l'homme (tous) d'en tirer parti, et dans le second cas, de nombreux obstacles ,et charges que ces pays ne peuvent pas faire face, et qui sont pour la plupart incapables de les supporter . Plus particulièrement la thèse du risque n'est plus admise donc quel est le moyen de sortir du sous développement ? Probablement, est ce la possibilité d'élaborer des stratégies et des politiques de développement global du secteur industriel comme facteur pilote, comme cela s'est produit dans toutes les expériences de développement, après la révolution industrielle en Grande-Bretagne en 1776, les conditions d'exploitations maximum tant au niveau interne et externe.

C'est précisément ce que j'ai tenté d'examiner dans quelle mesure peut-on appliquer ces stratégies aux pays du Maghreb en particulier, par un examen et une analyse comparative approfondie, et une conclusion objective.

Le premier chapitre: traite de l'industrialisation et du développement économique dans le monde, en commençant par un aperçu historique de l'industrialisation et du développement, où la recherche dans un certain nombre de concepts et de questions liées au développement intellectuel et physique de la notion de progrès et de développement et de leur relation avec l'industrialisation,

considérant que le développement est une échelle à long terme qui reflète l'évolution matérielle des sociétés humaines à travers les âges, et qui a été traduit par deux formes: la première forme quantitative variable hé aux variations économiques et sociales elles mêmes associées à des transformations structurelles, et la deuxième forme qualitative: qui reflètent les institutions sociales , les idées, les évolutions, les concepts et les modes de vie qui apparaissent dans le contexte de la communauté pour la réalisation des besoins physiques, par contre la croissance économique est liée à la première forme en premier lieu, varie suivant les variations économiques dans les pays développés qui ont atteint le développement économique au-delà des frontière, contrairement aux pays sous-développés. l'industrie étant étroitement liée au développement économique meut le mouvement de la société du sous développement au progrès. Ainsi l'étude du concept de l'industrialisation dans sa notion et plus large que le concept de l'industrie : l’industrie est le secteur des branches de l'activité économique qui transforment la matière première de sa forme bruts en produits fabriques et qui répondent à la consommation humaine, à l'investissement et à la production.

L'industrialisation : est le processus d'évolution économique dont dispose un pays d'une part croissante des ressources économiques nationales pour l'évolution de la structure économique au point interne des diverses branches, et l'équipement de ces branches de la technologie moderne .ou le secteur des industries joue un rôle efficace pour produire les moyens de production et les biens de consommation avec des garanties et des moyens de croissance qui conduisent à de nouveaux progrès économiques et social.

Quant à l'importance de l'industrialisation sur le plan e développement humain, et économique: est considéré comme un besoin humain et traîne le progrès économique, et une partie de conflit permanent pour la survie de l'homme et du développement et de sa relation avec l'environnement sont représentés dans les effets physiques, et ensuite se transformer en un symbole du progrès humain.

Ensuite, il a été traite de la révolution industrielle, qui a émergé en Grande-Bretagne en 1776 et s'est instauré petit à petit en Europe, au Nord du continent d'Amérique, du Japon et de pays nouvellement industrialisés, au motif que la révolution industrielle a été le catalyseur de la croissance économique et, en particulier, la production a atteint un niveau qui n'est pas considérée comme sans précédent dans l'histoire quantitativement et qualitativement.

Les bases du monde moderne ont principalement évolué avec l'industrie et l'industrialisation.

Puis la recherche s'est accentuée sur le volet le plus important qui sont les nouveaux types d'énergie et leur importance économique en particulier dans le domaine industriel.

En raison de l'importance du système mondial en général et du nouvel ordre économique international, nous avons analysé le concept de l'évolution du

monde. l'émergence de l'idée de l'ancien système est associé à l'émergence du monde, qui a commencé cette communauté ou qu'il est une partie intégrante de l'espace au-delà de la zone géographique du pays et la nation, et le voisinage et l'identité culturelle de tous ses composants, ce qui en fait une zone plus large et plus importante et influe sur le développement humain et son progrès, et cela est largement lié à la communauté industrielle.

Ensuite ,on a recherché les caractéristiques de l'ancien ordre mondial qui a prévalu entre 1945 et 1990, qui était fondée sur deux axes: États-Unis et soviétiques, et l'opposition des pays en voie de développement, d'où la compatible de leurs intérêts.

Toutefois, la réalité est complètement différente pour les raisons suivantes:

1 - Les pays nordiques cherchent à intégré les pays du Sud dans le marché mondial en général.

2 - le fait que le XXIe siècle a pris fin avec le renversement de son cycle sa fin s'est transformée en début, le retour des inégalités entre le nord et le sud, et la détérioration de la place des pays du Sud dans l'économie mondiale. Etc ...

3 - la poursuite de l'instabilité des régimes en différents points des pays du tiers monde, soutenu par certains pays développés, en application du principe: (diviser pour régner).

4- la méthode la plus utilisée, pour mener les économies en général du quatrième monde et du Maghreb arabe, en particulier sont considéré comme faisant partie des domaines stratégiques marginalisés l'analyse du nouveau système économique mondial et sa relation avec l'industrialisation.

La définition du nouveau système économique mondial par rapport à la notion de système mondial, est limitée à l'ensemble des règles qui régissent les relations économiques entre les pays, sans en assumer la pleine harmonie et le consensus entre eux. le système économique mondial, est apparu après la Seconde Guerre mondiale 1939- 1945, et les mouvements de libération national, et l'émergence de deux pôles les États-Unis et l'Union soviétique, dont le moteur est toujours les ambitions économiques, et de fait que les pays sous développés n'avait aucun rôle dans l'organisation de l'ancien système économique, mais ces pays se sont trouvés dans l'obligation de poursuivre son application à la lumière des échanges inégaux , parce que les forces actives étaient représentées par les pays industrialisés « capitaliste ou socialiste.

Ainsi, il y eut l'opposition à ce système par les pays libéraux, qui ont été en mesure de faire entendre leur voix par l'Assemblée des Nations Unies en 1974, où les principes de base du nouveau système économique mondial en conformité avec les intérêts de toutes les parties, a également annoncé que les droits et les devoirs de la souveraineté pleine et entière de tous les États aux ressources économiques. et toutes les organismes des Nations Unies ont adoptés ces résolutions qui ont été critiqué par les pays capitalistes industrialises et rejeté les demandes des pays en voie de développement, surtout en ce qui concerne

l'historique de la dette extérieure, la protection du marché et l'inégalité de l'échange et le transfert de la technologie et du patrimoine de la connaissance scientifique de l'humanité, etc ... croyant que la période noire est une complicité, de l'Union soviétique et la Chine, avec les pays sous-développés pour la demande de ces droits, pour cette raison et d'autres qui ont travaillé avec tous les en leur pouvoir après la guerre du Golfe en 1990 pour revenir au point zéro et déclaré un nouveau système politique et économique mondial compatible avec leurs intérêts, ce qui était considéré comme la victoire du capitalisme industriel, qui a ouvert les voies larges , mais il est rencontré en particulier les crises périodiques, et la crise de 1988 a entraîné le déclin de la production industrielle pour les pays socialistes, entre 1990-1995.

Et de l'industrialisation, qui est le concept de base du progrès est également une source de pouvoir économique et politique et que l'application réelle de l'exploitation rationnelle des acteurs économiques et sociaux de la démocratie.

Nous nous pencherons aussi sur l'étude de l'économie et l'industrialisation maghrébine et du nouvel ordre économique mondial, au motif que la force de ces pays et leur efficacité dans le nouvel ordre mondial se mesure par sa capacité à contrôler leurs ressources économiques. au cours du deuxième chapitre j'ai analysé les théories et les stratégies de recherche et de développement industriel dans la pensée économique, en particulier les théories de développement économique et l'industrialisation dans les temps anciens, le moyen-âge, matériellement et intellectuellement. Toutes fois durant l'époque des Romains la pensée économique n'a pas prévalue sur les droits de chacun qui a constitué un cadre juridique du système capitaliste dans son étude du marché comme un moyen d'échange entre particuliers et principe de base dans l'économie de marché.

Et puis est venu la recherche de la pensée économique et de l'industrialisation dans le Moyen-Âge, qui a insisté sur la nécessité et l'importance de la propriété privée de la personne qui a considéré que l'activité manufacturière un des principaux produit du travail industriel Ensuite, la recherche s'est axée sur la pensée économique mercantiliste et l'industrialisation, qui s'est appuyée sur le commerce et l'industrie pour réaliser le développement économique.

Puis, parlant de la pensée économique et de la fabrication, chez Ibn Khaldoun: qui est l'un des pionniers de la philosophie de l'histoire et la sociologie et l'économie politique, où il a utilise le concept « industrie » lors de son discours sur l'urbanisme.

Par conséquent, nous trouvons qu'ibn Khaldoun de son temps a dépassé les penseurs de l'époque en posant le problème de L'industrie manufacturière la considérant l'une des activités les plus importantes par rapport a l'activité agricole qui était considéré comme une pierre angulaire dans le domaine de la connaissance humaine au niveau de la pensée économique et sociale.

l'analyse de la pensée économique et industrielle à travers la naissance de son concept commençant par la pensée économique physiocratique et l'industrie lorsque celui-ci est venu comme une réaction à la pensée du commerce, de considérer que la productivité est le seul facteur de la richesse est que l'activité agricole est la seule activité de production. Et qui est à la base de l'ordre naturel de la propriété privée et la liberté économique et la mission de l'état est d'identifier le système et d'en informer les personnes de sa réglementation.

puis il est apparut de nouvelles directives dans la pensée physiocratique par certains physiocrates ex le Père Galliani 1728-1787 a déclaré que la richesse n'est pas uniquement dans la terre mais aussi dans la liberté du commerce et de l'industrie version contredite par d'autres penseurs qui ont dits que qu'il n'y a pas de préférence à valoir entre la production agricole et la production industrielle.

Toutefois, leurs idées scientifiques ont permis d'enrichir l'économie pour la première fois, et l'ont élevé au rang des sciences sociales.

Egalement l'analyse de la pensée économique et industrielle, chez Adam Smith qui estime qu'il existe une différence entre l'agriculture et l'industrie, et la rhétorique à cette pensée et que la force de la nature aide l'homme dans les travaux agricoles, alors que cette dernière ne s'ingère pas dans le tâches industrielles et commerciales.

l'on peut dire que les idées d'ADAM Smith sont des idées forces dans l'évolution de la science économique mais ces dernières n'ont pas été déployées dans la théorie intégré sur le développement et l'industrie, mais il a aborde cette théorie lors de ses études sur la richesse et ces ressources.

Ensuite j'ai procédé à l'analyse des pensées et les théories économiques et industrielles dans les grands systèmes économiques, par le biais de deux études, à savoir le développement industriel de la pensée économique classique et néo-classique.

L'importance d'étudier la théorie classique économique sous différents aspects révèle une vraisemblance entre les conditions politiques et économiques qui sévissaient dans les pays occidentaux d'une part et les pays en voie de développement d'autres parts.

L'analyse approfondie de la pensée économique classique se distingue par une analyse des phénomènes économiques et leur relation avec la réalité sociale de chaque.

Ainsi cette pensée prévaut actuellement et surtout dans le domaine du développement, c'est pour cette raison que nous avons axé la recherche sur l'importance de l'investissement dans la théorie classique qui est considéré comme un pionnier dans le développement économique. Construite sur la base de deux hypothèses: la première est que la croissance économique dépend de l'activité pilote, et est exprimé aujourd'hui en pôles de croissance, et la deuxième hypothèse : est que l'industrie est une activité leader, car l'agriculture dépend de certaines circonstances qui l'empêchent de contribuer au développement, et la gestion des rentes obtenues par les agriculteurs.

Comme j'ai passé en revue les plus importantes critiques formulées à l'encontre de la théorie néoclassique dans le développement industriel, ainsi que les plus importants obstacles qui se dressent devant leur application possible dans le domaine du développement industriel .Ensuite j'ai commenté les principales théories de l'école néoclassique pour aboutir à l'idée que l'industrie joue un rôle de premier plan dans le développement économique.

Ensuite, l'étude a porté sur l'industrialisation dans la nouvelle pensée économique, avec examen et analyse des arguments en faveur de l'industrie moderne, et de la recherche dans certaines théories modernes de développement et de l'industrialisation, où nous trouvons que certaines théories considèrent que l'industrialisation, comme une étape importante pour la croissance économique sous prétexte que l'histoire se répète parfois ; comme les théories de « Friedrich List, Karl Marx, Rostow , Karl Bûcher et d'Adam Smith » aussi j'ai penché la recherche sur les industries dans les théories des croissances équilibrées et non équilibrées ,et la théorie du Big Push. Puis l'industrie dans la théorie externe Push.

Dans Le troisième chapitre J'ai étudie les expériences politiques et stratégies de développement industriel moderne, à travers quelques pays développés d'où j'ai choisi trois modèles de développement Le modèle Britannique, Américain, et Japonais, qui peuvent faire profiter de leur expérience les stratégies de développement industriel Maghrébin.

le Chapitre IV, traite de la recherche de modèles et de stratégies de développement industriel dans les pays en voie de développement dans le cas des pays Maghrébin, notamment en ce qui concerne le modèle des industries lourdes et légères, ainsi qu'une stratégie d'industrialisation fondée sur les petites et moyennes entreprises, particulièrement en Algérie, ainsi que les réformes économiques et stratégiques du développement industriel en Algérie, et les raisons de leur mise en œuvre , et les critiques qui puissent être faites quand à l'application de ces stratégies , ainsi que la comparaison entre les différentes expériences de développement maghrébin à commencer par l'Algérie, la Tunisie le Maroc, la Libye, et la Mauritanie puis les résultats tirés de ces expériences , ainsi que les importantes évolutions économiques mondiales et leur impact sur l'industrie Maghrébine ; Ensuite j'ai étudié la notion de la recherche scientifique et technologique dans les pays en voie de développement et l'économie Maghrébine à l'ombre de l'apparition de blocs économiques mondiaux.

Dans le chapitre V: j'ai étudié et conclue de la nécessité de la coopération et l'intégration économique inter Maghrébine, Puis la recherche économique dans les bibs et sa relation avec l'industrie ,et la coopération économique euro-méditerranéenne ; puis j'ai étudié la naissance ,l'évolution de l'union Maghrébine jusqu'à l'émergence de l'Union du Maghreb arabe moderne, ses objectifs , ses structures, ses institutions et organisations non gouvernementales, ses accords de coopération, avec examen et analyse des échanges bilatéraux, et enfin, une

évaluation générale de l'Union du Maghreb avec prise en considération des observations, et obstacles et la façon de les aborder.

Dans le chapitre VI: j'ai étudié les bases de l'industrialisation dans les pays du Maghreb, des ressources humaines et de l'importance quantitativement et qualitativement, et leur relation avec l'industrialisation, puis j'ai aussi étudié les ressources matérielles, ainsi que leur importance dans l'industrie Maghrébine.

Ensuite, J'ai analysé les politiques de la recherche scientifique et technologiques dans les pays Maghrébins, avec un examen de la plus part des méthodes technologiques modernes.

Dans le chapitre VII: j'ai traité de la stratégie de développement industriel d'une façon générale, puis Maghrébin sujet proposé comme une solution radicale au problème du sous développement, et de l'improvisation. Selon des conditions précises. et ce pour une meilleure connaissances des expériences passées, la couverture d'expansion, compte tenu de l'imbrication et l'interdépendance entre les secteurs économiques, la connaissance des principaux besoins de bases et secondaires de l'économie Maghrébine, et la connaissance d'autres stratégies complémentaires et des contre stratégies, avec l'importance de l'adoption d'une action collective, et en tenant compte des perspectives d'avenir, J'ai aussi analysé les dimensions et le contenu de la stratégie de développement industriel Maghrébine vu l'éloignement historique, et géographique, et finalement j'ai résumé le contenu de la stratégie de développement industriel maghrébine avec la nécessité de sa mise en œuvre.

Abstract Policies and strategies for industrial development

The case of the Maghreb countries The problem addressed in this thesis (policies and strategies for industrial

development in the Maghreb countries, revolves around the central idea "of industry and industrialization" of course, is to emphasize the difficulties to collect all data about given the complexity of the areas covered. First, one of the most important thought that through economic, human activity is over time on innovation and creativity, when the different means and tools used in economic achievements. These have left important traces when the material evolution of man is the distant past, present or future. Far from the pessimistic outlook that have been adopted in some developed countries over other countries in full progress, because the monopoly of progress is no longer tolerated in the era of globalization and the reconciliation of civilizations. Despite progress we continue to experience inequality between the two blocks "developed countries and underdeveloped countries. There is no doubt that the Maghreb is considered underdeveloped entity of any degree of intensity and urgency of the issue is how to overcome this situation? How developed countries advance economically? While it has not been their easy escape, only with some pain on one side and other sides by the existence of conditions entirely different and not available to countries today underdeveloped.

In the first case, for example. There is great potential to benefit from the fruits of economic progress in general as heritage of humanity and human rights (all) to build, and in the latter case, many obstacles and burdens these countries can not cope, and are mostly unable to bear. More specifically the risk argument is no longer allowed so what is the way out of underdevelopment? Probably, this is the opportunity to develop strategies and policies for overall development of the industrial sector as a driver factor, as happened in all the experiences of development, after the industrial revolution in Britain in 1776, conditions Maximum operating both internally and externally.

Precisely what I tried to examine to what extent can we apply these strategies to the Maghreb countries in particular, an examination and a thorough analysis and an objective conclusion.

The first chapter deals with industrialization and economic development in the world, beginning with a historical overview of industrialization and development, where research in a number of concepts and issues related to intellectual development and physical the notion of progress and development and their relationship with industrialization, whereas development is a long time scale that reflects the material evolution of human societies through the ages, and that was reflected in two forms: first quantitative form variable hey to economic and social changes are themselves associated with structural changes, and the second qualitative form: that reflect social institutions, ideas, developments, concepts and lifestyles that appear in the context of community to

achieve the physical, by cons economic growth is linked to the first form in the first place, varies according to business fluctuations in developed countries that have achieved economic development beyond the border, contrary to underdeveloped countries . industry is closely linked to economic development drives the movement of society in development progress. Thus the study of the concept of industrialization in its concept and broader than the concept of industry: the industry sector branches of economic activity that transform the raw form of raw products and manufactures that respond to human consumption, investment and production.

The industrialization is the process of economic development available to a country with a growing share of national economic resources to the changing economic structure developed internally various branches, and equipment of these branches of modern technology. or industries play an effective role in producing the means of production and consumer goods with guarantees and means of growth that lead to new economic and social progress. As for the importance of industrialization in terms of e human development and economic is considered a human need and lagging economic progress, and part of the ongoing conflict for human survival and development and its relationship with the environment are represented in the physical, and then become a symbol of human progress.

Then he was dealing with the industrial revolution, which emerged in Britain in 1776 and has developed gradually in Europe, the continent of North America, Japan and newly industrialized countries, on the grounds that the industrial revolution was the catalyst for economic growth and, especially, the production reached a level not seen as unprecedented in the history quantitatively and qualitatively.

The foundations of the modern world has evolved primarily with industry and industrialization.

Then research has accentuated the largest component which are new types of energy and their economic importance especially in the industrial field. Because of the importance of the global system in general and the new international economic order, we have analyzed the concept of a changing world. the emergence of the idea of the old system is associated with the emergence of the world, which began this community or is an integral part of the space beyond the geographical area of the country and the nation and neighborhood and cultural identity of all its components, making it a wider area and more important and affects human development and progress, and this is largely related to the industrial community.

Next, we investigated the characteristics of the old world order that prevailed between 1945 and 1990, which was based on two pillars: the United States and Soviet, and opposition from developing, making it compatible their interests.

However, the reality is completely different for the following reasons:

1 - The Nordic countries seek to integrate developing countries into the global market in general.

2 - the fact that the twenty-first century ended with the overthrow of its cycle its end turned in early, the return of inequality between north and south, and the deterioration of the position of the South in the global economy. Etc ...

3 - the continuing instability of regimes in different parts of third world countries, supported by some developed countries, under the principle: (divide and conquer).

4 - the most widely used method for conducting economies in general the fourth world and the Arab Maghreb, in particular, are considered part of the marginalized areas of strategic analysis of new global economic system and its relationship with industrialization.

The definition of the new global economic system over the concept of world system, is limited to the set of rules governing economic relations between countries, without assuming the full harmony and consensus between them. the world economic system emerged after the Second World War 1939 - 1945, and the national liberation movements and the emergence of two poles of the United States and the Soviet Union, whose motor is always the economic ambitions, and fact that the underdeveloped countries had no role in the organization of the old economic system, but they found themselves compelled to pursue its application in light of the unequal exchange, because the forces were active represented by the industrialized capitalist or socialist. Thus, there was opposition to this system by the liberal countries, who were able to make their voices heard by the United Nations General Assembly in 1974, where the basic principles of the new global economic system in accordance with interests of all parties, also announced that the rights and duties of the full sovereignty of all States to economic resources. and all United Nations agencies have adopted these resolutions have been criticized by the industrialized capitalist countries and rejected the requests of countries in the developing world, especially regarding the history of foreign debt, market protection and the 'unequal exchange and transfer of technology and wealth of scientific knowledge of mankind, etc. ... believing that the dark period is an accomplice of the Soviet Union and China, with underdeveloped countries to demand these rights, for this reason and others who have worked with all their power after the war Gulf in 1990 to return to zero and said a new political and economic system compatible with global interests, which was considered the victory of industrial capitalism, which opened wide tracks, but it is encountered in particular the periodic crises and the crisis of 1988 caused the decline of industrial production for the socialist countries, between 1990-1995.

And industrialization, which is the basic concept of progress is also a source of economic and political power and the actual application of the rational exploitation of the economic and social democracy.

We also look at the study of economics and industrialization Maghreb and the new world economic order, because the strength of these countries and their effectiveness in the new world order is measured by its ability to control their economic resources . in the second chapter I discussed the theories and strategies of research and industrial development in economic thought, especially theories of economic development and industrialization in ancient times, the middle ages, physically and intellectually. All times in Roman times of economic thought has not exercised the rights of everyone who has established a legal framework of the capitalist system in its market study as a means of exchange between individuals and the basic principle in the market economy. And then came the pursuit of economic thinking and industrialization in the Middle Ages, which stressed the necessity and importance of the private property of the person who held that manufacturing a major product industrial work then, research has focused on the mercantilist economic thinking and industrialization, which relied on trade and industry to achieve economic development. Then, speaking of economic thinking and manufacturing, in Ibn Khaldoun is a pioneer of the philosophy of history and sociology and economics, where he uses the term "industry" during his discourse on urbanism.

Therefore, we find that Ibn Khaldun's time has exceeded the thinkers of the time by posing the problem of manufacturing industry considering one of the most important in relation to agricultural activity, which was considered a cornerstone in the field of human knowledge at the economic and social thought. analysis of economic thinking and industrial through the birth of his concept starting with the physio thought economic and industry when it came as a reaction to the thought of trade, consider that productivity is the only factor wealth is that farming is the only productive activity. And that is the basis of the natural order of private property and economic freedom and the mission statement is to identify the system and inform people of its regulations. then he appeared new directions in thought by some physio Physiocrats ex Fr 1728-1787 Galliani said that wealth is not only the earth but also the freedom of trade and industry version contradicted by d other thinkers who have said that there is no preference to be worth between agricultural production and industrial production.

However, their scientific ideas have enriched the economy for the first time, and were elevated to the social sciences.

Also the analysis of economic thinking and industrial, in Adam Smith's view that there is a difference between agriculture and industry, and rhetoric at the thought and the force of nature helps man in agricultural work, while the latter does not interfere in the commercial and industrial tasks. we can say that the ideas of Adam Smith's ideas are forces in the evolution of economic science, but these have not been deployed in the theory of integrated

development and industry, but he approaches this theory during his studies on wealth and resources.

Then I analyzed the thoughts and theories in economic and industrial large economic systems, through two studies, namely the industrial development of classical economic thought and neo-classical.

The importance of studying the classical economic theory from different angles reveals a probability between political and economic conditions that prevailed in Western countries on one hand and countries in developing other parts. The analysis of classical economic thought is distinguished by an analysis of economic phenomena and their relationship with the social reality of each. Thus the prevailing thought and especially in the field of development, that is why we have focused research on the importance of investment in the classical theory which is considered a pioneer in economic development. Built on the basis of two assumptions: first, that economic growth depends on the pilot work, and today is expressed in growth poles, and the second assumption is that the industry is a business leader, as the agriculture depends on certain circumstances that prevent the development, management and annuities received by farmers. As I reviewed the most important criticism against the neo-classical theory in industrial development, as well as the most important obstacles to their possible application in the field of industrial development. Then I commented the main theories of the neoclassical school, leading to the idea that industry plays a leading role in economic development.

Secondly, the study focused on industrialization in the new economic thinking, with review and analysis of arguments in favor of modern industry, and research in certain modern theories of development and industrialization, we find that some theories consider industrialization as an important step for economic growth on the grounds that history repeats itself sometimes, like the theories of Friedrich List, Karl Marx, Rostow, Karl Bucher and Adam Smith "as I examined research on industries in the theories of balanced growth and unbalanced, and the theory of the Big Push. Then the industry in the external push theory.

In the third chapter I study the political experiences and strategies of modern industrial development, through a few developed countries where I have selected three models of development model British, American and Japanese, who can benefit from their experience strategies for industrial development Maghrebi.

Chapter IV deals with the research models and strategies for industrial development in the countries where development in Maghreb countries, particularly as regards the model of heavy and light industries and a strategy of industrialization based on small and medium enterprises, particularly in Algeria, as well as economic reforms and strategic industrial development in Algeria, and the reasons for their implementation, and criticisms can be made while the

application of these strategies and the comparison between the different development experiences Maghreb starting with Algeria, Morocco, Tunisia, Libya and Mauritania and the results from these experiments, as well as major global economic developments and their impact on the industry Maghreb; Then I studied the concept of scientific research and technological development in the countries economic development and Maghreb in the shadow of the emergence of global economic blocs.

In Chapter V: I have studied and concluded the need for cooperation and economic integration inter Maghreb, then the economic research in the bibs and its relationship with industry, economic cooperation and Euro-Mediterranean and then j 'I studied the birth, evolution of the Maghreb Union until the emergence of the Arab Maghreb Union modern, objectives, structures, institutions and NGOs, its cooperation agreements with consideration and analysis of bilateral trade, and finally a general evaluation of the Maghreb Union, taking into consideration comments and obstacles and how to address them.

In Chapter VI: I studied the foundations of industrialization in the Maghreb countries, human resources and the importance of quantitatively and qualitatively, and their relationship with industrialization, then I have also studied the material resources and their importance in industry Maghreb. Then I analyzed the policies of scientific research and technology in the Maghreb countries, with a review of most of the modern technological methods. In Chapter VII: I have dealt with the industrial development strategy in general, and about Maghrebi proposed as a radical solution to the problem of underdevelopment, and improvisation. According to specific conditions. and for a better knowledge of past experience, coverage expansion, given the overlap and interdependence between economic sectors, knowledge of key needs of foundations and secondary Maghreb economy, and knowledge of other complementary strategies and cons of strategies, with the importance of the adoption of collective action, and taking into account the future, I also analyzed the size and content of the industrial development strategy Maghreb given the remoteness historical and geographical, and finally I have summarized the contents of the industrial development strategy Maghreb with the need for its implementation

قائمة المراجع

قائمـــــة المراجـــــــــــــــع

283

عـــة المراجــقائم

الكتب -أوال .1975تيارات رئيسية يف علم االقتصاد دار الطليعة بريوت : أجناسي ساكس .1 .1997مستقبل الوطن العريب يف ضوء املشروعات االقليمية املطروحة نقابة احملامني دمشق : فاتح أسبري .2 .1995أسس االقتصاد الصناعي معهد اإلمناء العريب بريوت : توفيق إمساعيل .3 .1965اتمع الصناعي منشورات عويدات بريوت : رميون آرون .4 .1980أزمة مفهوم االقتصاديات دار الفارايب بريوت : اليوشا إربادا .5 .1984معامل االشتراكية العربية من منظور إسالمي دار املسرية بريوت : حسني احلسن أبو .6 .1980بريوت خصوصية التطور يف العامل الثالث دار الفارايب: اكوففأ .7 .1980أمناط التنمية الصناعية يف الوطن العريب املعهد العريب للتخطيط الكويت : ناصر أمحد إبراهيم .8 .1983قصايا التخلف والتنمية يف العامل الثالث دار الطليعة بريوت : طالل ابالبا .9

.1981املغرب العريب احلديث دار احلداثة بريوت : مسري أمني .10 .1981الالمتكافئ دار الطليعة بريوت التطور : مسري أمني .11 .1980التراكم على الصعيد العاملي دار الطليعة بريوت : مسري أمني .12 .1991النظام الدويل اجلديد مركز دراسات الوحدة العربية بريوت : زكريا إمساعيل .13 .1978 للتخطيط الكويت آثار انضمام الدول العربية إىل املنظمة العاملية للتجارة مبعهد العريب: علي حممد إمساعيل .14 .1997اقتصاديات الصناعة والتصنيع مؤسسة شباب اجلامعة االسكندرية مصر : حمروس حممد إمساعيل .15 .1993ت عدنان شومان االنفجار االقتصادي الكبري حلب سورية : رايف باترا .16 .1996وت املغرب العريب يف مفترق الطرق مركز دراسات الوحدة العربية بري: احلميد عبد براهيمي .17 اجلزائر م اجلامعية.التجربة التخطيطية يف اجلزائر د: اللطيف عبد أشهو بن .18 .2001السياسة املعلوماتية واسترتيجية التصنيع دار غريب القاهرة : أمحد بدر .19 .1997أصول البحث العلمي ومناهجه وكالة املطبوعات الكويت : أمحد بدر .20 .1985م اجلامعية اجلزائر .جلزائر داإلصالحات االقتصادية يف ا: حسنيسعد ي بن .21 .1978النظرية االقتصادية والثورة الصناعية معهد اإلمناء العريب بريوت : كرمي بيطار .22 .1983التخطيط والتنمية دار املعارف مصر : شارل بتلهامي .23 .1999كيف نصنع املستقبل دار الشروق القاهرة : روجي جارودي .24 .2000مركز األهرام القاهرة ) كاظم ت مسري(ترويض النمور: رويرت جريمان .25 .1984ي الدويل دار احلداثة بريوت الصراع التكنولوج: آمنة املصري رمجةت سريجان ماجي .26 .1983أضواء جديدة على الفكر االقتصادي دار املعارف القاهرة : جون جالرايت .27 .1986ف القاهرة التجارة اخلارجية والتنمية يف البلدان النامية دار املعار: بوجنبار جوزيف .28 .1978دمشقالدولة الصناعية احلديثة وزارة الثقافة : جون جالرايت .29 .1978التبعية التكنولوجية دار البعث دمشق : بيار جالية .30 .1982التخطيط الصناعس دار الطليعة بريوت : سلمان حممد حسن .31 .1994اقتصاد املستقبل وزارة الثقافة دمشق : انطوان محصي .32 .1976ومنظمة التجارة العاملية دار الفكر القاهرة اجلات: نبيل حشاد .33


284

.2001مسرية االقتصاد العاملي يف القرن العشرين دار األهايل دمشق : منري احلميش .34 من النمو والتنمية إىل العوملة واجلات املؤسسة احلديثة للكتاب طرابلس لبنان: كميل حبيب .35 .1978دمشق اص الصناعي من وجهة التنمية معهد التخطيط التنسيق بني القطاع العام واخل: نزار حممد احلليب .36 .1989الصناعة والتكامل االقتصادي العريب دار طالس دمشق : يوسف حلباوي .37 .1986استراتيجية التنمية الويتية اجلديدة دار الفارايب بريوت : بسام خليل .38 .1998اية املعجزة اآلسيوية مؤسسة شومان عمان األردن : ابراهيم دبوب .39 .2001العرب وأسباب ثرائه دار الفكر العريب القاهرة : بطرس صليب. ت ترج روجي .40 .1997اقتصاديات الوطن العريب مكتبة احلياة بريوت :نواف الرومي .41 .1983طوكيو التنمية االقتصادية يف اليابان احلديثة وزارة اخلارجية : برنار يجور .42 .2000دار اهلدى دمشق ) تسقوط وصعود املعجزا(احملنة اآلسيوية : رمزي زكي .43 .1980اكتشاف التقدم األورويب دار الطليعة بريوت : وآخرين خالد زيادة .44 .1985اقتصاد وختطيط الصناعة جامعة حلب سورية : مروان حممد السمان .45 .1994قضايا التنمية العربية دار الفكر عمان األردن : علي رجب السفاري .46 .1990احنالل النظام العاملي دار املستقبل دمشق الربوسترويكا مظاهر : وآخرين نصر مسار .47 1998اقتصاديات للمواقع الصناعية دار زهران عمان : حممد السماك .48 .1982التطور االقتصادي يف العامل الثالث دار النهضة بريوت : جت سليمان .49 .1995املشاكل اهليكلية للتنمية وزارة الثقافة دمشق : حممد سيدي حممود سيدي .50 .1986االعتماد اجلماعي على النفس املعهد العريب للتخطيط الكويت : ابراهيم نالدي سعد .51 .1982م اجلامعية حلب سورية .ك.املشكالت االقتصادية املعاصرة م: إمساعيل شعبان .52 .1976معهد التخطيط للتنمية دمشق استراتيجية التصنيع : عدنان مشوط .53 .1990م العاملي دار املستقبل دمشق الربوسترويكا مظاهر احنالل النظا: : نصر شيماين .54 1997التكتالت االقتصادية املعاصرة جامعة تشرين الالذقية : عزيز شحود .55 .1985يف االيديولوجية العربية معهد اإلمناء بريوت استراتيجية التنمية : جت الدين شرف .56 .1999وداع العروبة دار الباقي القاهرة : حازم صاغية .57 .1983عريب دار الطليعة بريوت االقتصاد ال: يوسف صايغ .58 .1985اإلدارة االستراتيجية لربامج التنمية املنظمة العربية للعلوم اإلدارية عمان األردن : برهوم حممود ت ،بول صمويل .59 .1999دار الساقي القاهرة وداع العروبة : حازم طاغية .60 .1985االستراتيجية التطبيقية دار الطليعية بريوت : طرابشي جورج .61 .1983التنمية االقتصادية يف املغرب العريب ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر : ريب امساعيلالع .62 .1997دار الكرمل عمان مقدمة يف التنمية والتخطيط :عريقات موسى .63 .1999ما العوملة دار الفكر دمشق : العلم صادق جالل .64 .1999تطور الفكر االقتصادي دار الفكر العريب القاهرة : عمر حسني .65 .1984موسوعة الفكر االقتصادي دار الشروق القاهرة : عمر حسني .66 .1994سوء التنمية يف أمريكا الالتينية وزارة الثقافة دمشق : عصفور علي .67 .1998ع القاهرة .املنظمة العربية للتربية ثالتطورات االقتصادية : عبد الفضيل حممود .68 .1995ع القاهرة .تحديات املنظمة العربية للتربية ثاالقتصاد العريب يف مواجهة ال: عبد الفضيل حممود .69


285

1990من زلزال اخلليج إىل زوال السوفيات دار معاد الصياح الكويت : غايل شكري .70 .1990الربوسترويكا تفكري جديد دار الشروق القاهرة : غورباتشيف ميخائيل .71 .1985ة عمان استرتيجية التنمية جملس الوحدة االقتصادية العربي: غمشي سعود بن سامل .72 .1994الفوضى االقتصادية دار الطليعة بريوت : قرم جورج .73 .1985االستثمارات اخلارجية للدول العربية معهد اإلمناء العريب بريوت : قرم جورج .74 .1998نيويورك التنمية االقتصادية املستدامة األمم املتحدة : قرم جورج .75 .1987التنمية املفقودة دار الطليعة بريوت : قرم جورج .76 .1981التنمية الصناعية وحتويل التكنولوجيا دار الشعب اجلزائر : كركور عدنان .77 .1982القطاع العام يف االقتصاد اجلزائري وزارة الثقافة دمشق : كولوسوف .78 .1991ع تونس .ث.تتطوير الثقافة والعلوم يف الوطن العريب املنظمة العربية تيجية ااستر: كولو أديب .79 .1999الكذبات العشر للعوملة ت عدنان سليمان دار الرضا دمشق : كليمينتا يوكس برغر .80 .1988استراتيجية الغرب االستعمارية دار الفارايب بريوت : كودا تسينكو .81 .1986التنمية االقتصادية والتخطيط يف العراق دار الطليعة بريوت :مهدي عباس فاضل .82 1977النامية دار التقدم دمشق ترمجة منيفا حلمي التصنيع يف البلدان: مارتن بريستمان .83 .1998التنمية الصناعية يف الوطن العريب دار املدى للثقافة بريوت : جميد مسعود .84 .1982بعض مالمح التنمية والتخطيط يف اجلزائر املعهد العريب للتخطيط الكويت : جميد مسعود .85 .1980ختطيط االقتصاد الوطين دار التقدم موسكو : جمموعة من الباحثني الويت .86 .1980املوسوعة االقتصادية دار ابن خلدون بريوت : جمموعة من االقتصاديني .87 .1985استراتيجية وأهداف خطط التنمية القطرية جملس الوحدة االقتصادية العربية عمان األردن : مكاوي حممد احلسن .88 .1996يف ظل النظام العاملي اجلديد دار احلمراء بريوت مسالياتتناطح الرأ: ميشال ألبري .89 .1986التصنيع يف الدول النامية ت السيد احلسين دار الفيحاء الدوحة : مشجوي آالن .90 .1999الصني معجزة القرن الواحد والعشرين مركز األهرام للترمجة القاهرة : نافع ابراهيم .91 .1997ت أمحد صقر صقر تاريخ الفكر االقتصادي املكتبة األكادميية القاهرة : نااتر جورج .92 .1998التنمية االقتصادية العربية واملتغريات العاملية عمان األردن : سي حممد سعيدالنابل .93 .1984التنمية الصناعية يف موريطانيا املنظمة العربية للتنمية الصناعية بغداد : هيالن رزق اهللا .94 .1997انمع والدولة يف املغرب العريب مركز دراسات الوحدة بريوت : اهلرماسي حممود عبد الباقي .95 .1993املغرب العريب وما حدث من حتوالت يف العامل امع التونسي للعلوم تونس : اهلرماسي حممود عبد الباقي .96 .1988حول إجراءات األمة يف االقتصادي يف اجلزائر مركز البحوث العربية القاهرة : هين أمحد .97 .1988السيطرة على املستقبل وزارة الثقافة دمشق : مان فرانسواتهي .98 .1999خطط التنمية العربية جامعة تشرين سورية استراتيجية التصنيع من خالل : يالن أنونه .99

.1988اقتصاديات بلدان البحر املتوسط دار عويدات بريوت : هوبري ديرفيل .100 .1982العامل بعد مائيت عام الس األعلى للثقافة الكويت :وآخرين كان مانهري .101 .1991ت مصطفى موفق املفاهيم االقتصادية املعاصرة ديوان املطبوعات يف اجلزائر : سام بول ولسون .102 .1982االقتصاد العريب واموعة األوروبية دار احلداثة بريوت : اهللا فتح ولعلو .103 .2001تطور الفكر االقتصادي الدار اجلامعية االسكندرية :الرمحان عبد يسري .104 .1986القتصادي الدار اجلامعية بريوت حماضرات يف التخطيط ا: حممود يونس .105


286

ومراآز البحث الدوربات والمنظماتـ ثالثا

.1985، قتصادية العاملية جملة الطليعة دار الطليعة بريوتاإلاألزمة : مسري أمني .106 .1985املعهد العريب للتخطيط الكويت ) النفط والتنمية الصناعية( : العتيبة علي أمحد .107 .1983جملة العلوم االجتماعية الكويت ) استراتيجية التصنيع يف العامل العريب( : اهللا عبد صربي امساعيل .108 . 1994ألداء االقتصادي الدويل التحرير ا .109 .القاهرة جملة الوحدة) األداء االقتصادي الدويل(التحرير .110العايل العدد األول القـاهرة، ث التعليمالة العربية لبحو) التعليم العايل يف الوطن العريب وعالقته خبطط التنمية(تحرير لا .111

1984. .1994،الرباط) التنمية الصناعية العربية(املنظمة العربية للتنمية الصناعية .112 .عمان ) السياسات الصناعية يف الوطن العريب(الصناعية عقار عباس كاظم املنظمة العربية للتنمية .113 .عمان) صناعية للدول العربيةالإلحصاءات ال(املنظمة العربية للتنمية الصناعية .114 .املركز العريب للدراسات االسترتيجية دمشق ) سياسات التصنيع العربية(ابراهيم غسان حممود .115 .1984 ،)واقع وآفاق التنمية الصناعية العربية( املنظمة العربية للتنمية الصناعية .116 .2002األمم املتحدة نيويورك 21االعداد للقرن ) ياسيةاستعراض االستراتيجية الس(اللجنة االقتصادية الغريب آسيا نيويورك .117 .2000نيويورك ) مؤشرات التنمية يف العامل(البنك الدويل .118 . 2000تونس سلسلة ) التقرير االقتصادي العريب املوحد(الصندوق العريب لإلمناء االقتصادي .119 .1994الدار البيضاء املغرب ) اديةللتنمية االقتص(مؤمتر الدار البيضاء .120 .1995تونس ) قراءة استراتيجية اإلستشارة التونسية(املعهد التونسي للدراسات االستراتيجية .121 .1980جامعة قاريونس طرابلس ليبيا ) يف ليبياالتنمية والتحديات (معهد اإلمناء العريب .122الة العربية لبحوث التعليم العـايل ) التعليم العايل يف الوطن العريب وعالقته خبطط التنمية(املنظمة العربية للثقافة والعلوم .123

.1984العدد األول . 2/1987 جملة التمويل والتنمية نيويورك عدد رقم) التكيف والتنمية(البنك الدويل لإلنشاء والتعمر .124 .1980د القاهرة .ب.التكامل االقتصادي بني البلدان النامية مالدراسات البحوث ومعهد .125 )تقارير سنوية(عن التنمية يف العامل نيويورك البنك الدويل تقارير دولية .126 .1980جامعة الدول العربية حنو اقتصاد عريب مشترك جامعة الدول العربية تونس .127 .1995جامعة الدول العربية التطورات الدولية واالقليمية وأثرها على االقتصادات العربية القاهرة .128 .1983ة املشتركة األمانة العامة عمان األردن جملس الوحدة االقتصادية العربية املشروعات العربي .129 .1989ندوة طرابلس الربملانية حول التكامل االقتصادي بني الدول العربية ليبيا .130 .1981الطاقة والتنمية جملة االقتصاد دمشق نتائج مؤمتر .131 .1986طبوعات اجلزائر حول النظام الدويل اجلديد الة اجلزائرية للعالقات الدولية ديوان امل: وليد عبد احلي .132 .1997جامعة الدول العربية القاهرة 91التحرير معامل النظام الدويل اجلديد جملة شؤون عربية عدد .133 .1983شركة األورومغاربية باريس 1الة الشهرية العدد حول النظام الدويل اجلديد : هيكو فيليب .134الشركة املتحدة بريوت يف مواجهة الركود جملة الصناعة واالقتصاد الصناعات األمريكية واليابانية واألملانية : نصر غيث .135

1995.


287

.1984ص دمشق .ت.ع.املنظمة العربية للتنمية الصناعية واقع وافاق التنمية الصناعية العربية م .136 .2002األمم املتحدة نيويورك اللجنة االقتصادية االجتماعية استعراض االستراتيجيات والسياسات الصناعية .137 .1976ز التنمية الصناعية مدخل الستراتيجية التنمية الصناعية مركز التنمية الصناعية العربية بغداد مرك .138 .1985األمانة العامة استراتيجية التنمية االجتماعية الشاملة جامعة الدول العربية تونس .139 .1994نيويورك املستدامة يف الوطن العريب اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا تقرير حنو استراتيجية للتنمية البشرية .140 .1975رئاسة اجلمهورية جهود السنوات العشر املطبعة الشعبية للجيش اجلزائر .141 .1994جملة العلوم االجتماعية جامعة باتنة اجلزائر .142 .1997 تطور التصنيع إىل املستوى العاملي جامعة عنابة اجلزائر 2عدد) جملة التواصل(: طارق منصور الطربافية .143 .1991مؤسسة امللك عبد العزيز الدار البيضاء 2000مؤسسة امللك عبد العزيز املغرب عام .144 .1995املعهد التونسي للدراسات االستراتيجية قراءات استراتيجية االستشارة تونس .145

أبحاث أآادیمية -ثانيا

)سائل ومذآرات جامعيةر: ( أبحاث أآادیميةالعوامل اخلارجية للتخلف معهد العلوم االقتصادية جامعة منتـوري قسـنطينة : يورابو وحسني سبتالبو القادر عبد .146

)م خترج.(1981 )م خترج(.1978التنولوجيا والتنمية معهد العلوم االقتصادية جامعة منتوري قسنطينة : وخنلة علي ،حممد بوراس .147ية العلوم االقتصادية جامعة منتـوري قسـنطينة يف الدول النامية كلتيجية التصنيع ااستر : حبشي فتيحة ،العايب مليكة .148

)م خترج(.1978تطور الصناعة يف اجلزائر كلية العلوم االقتصادية جامعـة منتـوري قسـنطينة : مباركي اهلادي ،الطاهر حممد سعودي .149

)خترج. م(.1978 ) د دكتوراه.ا(.قسنطينة جامعة منتوري العريب االصناعي بينبلدان املغرب التكامل: مشام الوهاب عبد .150 . 1974قرين علي االمن الصناعي رسالة ماجيستري جامعة قسنطينة .151 )دراسات عليا.د(.1982اقتصادية جامعة حلب سورية أحباث : هنية بن خمتار .152 .1978الصناعة ودورها يف االقتصاد اجلزائري جامعة حلب : خمتار بن هنية .153 )احللقة الثالثة. د(.ن املتخلفة جامعة حلبالتخطيط ودوره يف تطوير البلدا: بن هنية خمتار .154امساعيل از عقبات التصنيع ونقل التكنولوجيا يف اطار التعاون بني البلدان الناميـة والبلـدان .155

. املصنعة رسالة ماجيستري جامعةقسنطينة


288

باللغة األجنبيةمراجع - ا

1 - Fondation Roi Abdelaziz Le Maghreb en 2000, Casablanca 1991. 2 - ABDELHAMID BRAHIMI : L'économie Algérienne, O.P.U, Alger, 1991. 3 - MOHAMMED BEDJAOUI : Pour Un Nouvel Ordre Economique International UNESCO, Paris 1975. 4 - SALAH MOUHOUBI : Sous – Développement et Extraversion Financière du Monde Arabe , O.P.U. Alger; 1983. 5 - SADOK BELAID : Les Perspectives de Construction D'un Grand Maghreb Uni , Revue Algérienne Des

Sciences Juridiques Economiques et Politiques, Vol 27, N° 3, Alger 1989. 6 - HOCINE BENISSAD : Stratégies et Expériences de Développement , O.P.U. Alger, 1985. 7 - JOSUE DE CASTRO : Géographie de la Faim éd Seuil, Paris, 1961. 8- JANINE BREMOND : Dictionnaire des Théories et Mécanismes Economiques , Hatier, Paris, 1984. 9 - HUBERT D'HEROUVILLE , Presses Universitaires, Paris, F, 1969. 10 - ABDERAHMAN HERSI : Les Mutations des Structures Agraires en Algérie , O.P.U. Alger, 1981. 11 - CHARLES . P KINDLEBERGER : Les Mouvements Internationaux de Capitaux Dunod, Paris, 1991. 12 - NACIB NAJEM : Industrialisation et System Educatif Algérien , O.P.U. Alger, 1986. 13 - S.G.M.A : Les Mécanismes de Mise en oeuvre des Etapes de la Stratégie Maghrébin Commune de

Développement , w.w.sg, u.m.a. 14 - GIRARD SIMON COHEN : de la Guerre Industrielle Dunod , Paris , 1991. 15- HAMID . M TAMMAR : Stratégie de Développement Indépendant , O.P.U. Alger, 1983. 16 - MOHCEN TOUMI : Le Maghreb Presses Universitaires Collection , Que Sais – je ? , Paris, 1988. 17- .ABDALLAH ALI TOUDERT le coût de la vie en Algérie OPU -Alger1982. 18.- MARC RAFINOT ET PIERRE J. le capitalisme d’état Algérien f. Maspero paris. f.1977. 19. - J.BEAUJEU.GARNIER l’économie de l’Amérique latine presses universitaires paris .f.1973 20. - CAHIERS JUSSIEU connaissance du tiers monde 10*18 université paris7. 21 - HENRI CHAMBRE l’économie planifiée presses universitaires paris 1978. 22 -.Finance et developpement la revue du fonds vol 4 n° 4 International Monétary Fund Washington1967. 23 -. le modèle Algérien de developpement et les grandes étapes de mise en œuvre .problèmes economiques N° 1727 paris.

ة الجداولفهرس

فهــرس الجــــــــداول

304

فهـرس الجـــداول الصفحة عنــــــــــــــــــوانال لرقما

01 02 03 04 05 06 07 08 09 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25

موجز موارد الطاقة العاملية - 1990/1995اإلنتاج الصناعي يف بعض البلدان االشتراكية دهورت - ية السكان واألرض مدى أمهية املنطقة املغاربية من ناح -األرباح واإلنتاجية الساعية للعمل واالستثمار خالل عشريات خمتلفة يف الواليات -

املتحدةأرباح وإنتاجية يف الواليات املتحدة األمريكية يف القطاعات املستعملة للحاسوب -

وغري املستعملة له يف فترات زمنية خمتلفة و األمريكياألرقام القياسية لإلنتاج الصناعي الياباين -مقارنة املكانة اليت تتبوأها الشركات اليابانية بني شركات البلدان الثالث األوىل -

يف العامل معدل منو اإلنتاج الصناعي يف بعض البلدان الصناعية -معدل الربح على االستثمارات اليابانية يف اخلارج كنسبه من املبيعات خالل الفترة -

1984- 1985 1970/1974اخلارجية للبلدان املغاربية خالل تطور املديونية - 2004الضريبة التصاعدية على الدخل اإلمجايل يف اجلزائر - بعض املؤشرات الرئيسية لالقتصاد املوريطاين يف التسعينيات - بعض املؤشرات االقتصادية الرئيسية لالقتصاد املغريب يف التسعينيات - التونسي يف التسعينيات بعض املؤشرات االقتصادية الرئيسية لالقتصاد - 2000لعام ) %( املساعدة املقدمة للبلدان املغاربية من طرف البلدان املتقدمة - 2000برنامج ميدا ما وعد به االحتاد االورويب وما وىف به لعام - احلصة النسبية لالحتاد األورويب من الصادرات والواردات املغاربية - 1990/1995االحتاد األورويب الصادرات والواردات املغاربية من وإىل - 1980/1992تطور املبادالت التجارية بني البلدان املغاربية والعامل - 1995حجم ونسبية التجارة النسبية املغاربية - املساحة والكثافة وتطور سكان البلدان املغاربية - 1970/1990التوزيع اهلرمي للسكان املغاربيني بني عام - 1990توزيع القوى العاملة على القطاعات االقتصادية - 1960/1980توزيع نسبة األمية واملسجلني يف التعليم االبتدائي واجلامعي بني عام - dاملؤثرات الصحية يف االقتصاد املغاريب -

12 27 33 96 96 106 108 111 113 129 136 158 160 167 184 193 193 197 222 224 234 235 236 237 240

فهــرس الجــــــــداول

305

.

الصفحة عنــــــــــــــــــوانال لرقما

26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39

توزيع أهم املواد الطبيعية املغاربية - التوزيع النسيب للناتج الداخلي اخلام مع القطاعات االقتصادية - ةالقيمة املضافة بسعر املنتج للصناعات التمويلية املغاربي - 1960/1990التوزيع النسيب للقوى العاملة النشطة يف البلدان املغاربية بني عام - البحث والتنمية يف بعض البلدان املتقدمة - البحث العلمي والتنمية يف العامل - تطور عدد الطلبة يف بعض البلدان املغاربية - وضعية خرجيي املدرسة الفرنسية متعددة التقنيات - مناء يف بعض البلدان يف جمال البحوث واإلء واملهندسنيعدد العلما - نفاق الوطين املعارض على التنميةاإل - 1993/1996تطوير ميزانية البحث العلمي وعدد مشاريع البحث يف اجلزائر - البلدان األوىل يف اال التكنولوجي وترتيب بعض البلدان املغاربية - إنتاجية العامل يف الصناعة التحويلية املغاربية - بعض البلدان األوربية يفستخدام االنترنيت يف التجارة ار تطو -

244 249 253 254 259 263 265 267 268 269 270 271 272 282

فهرسة األشكال

فهــرس األشكــــــــــــــال

306

شكـــــــالفهـرس األ الصفحة عنــــــــــــــــــوانال لرقما

01 02 03 04 05 06

اآلثار السلبية اليت تتعرض هلا الصناعة واالقتصاد الوطين يسبب ارتفاع تكاليف - العرض والطلب ةمنشأ وظيف-

هيكل احتاد املغرب العريب - بلدا 174لـ 2000مستوى التنمية البشرية يف العامل عام - العالقة بني مستوى التنمية البشرية والدخل والصحة والتعليم - مراحل الثورة العلمية وتطبيقاا التكنولوجية -

57 62 215 231 232 261

.

ة المحتوياتفهرس

فهــــــــرس الموضوعــــــــــــــــــات

307

اتــــالمحتويفهــرس الصفحة الموضــــــــــــوع

نيع والتنمية االقتصادية يف العاملالتص: الفصل األول

ـ نبذة تارخيية عن التصنيع والتنمية يف العامل ـ مكانة االقتصاد يف النظام الدويل اجلديد

) مفهومه ، نشأته، مبادؤه( ـ النظام االقتصادي العاملي اجلديد ـ النظام االقتصادي العاملي اجلديد والتصنيع

ـ االقتصاد والتصنيع املغاريب والنظام العاملي اجلديد

نظريات واستراتيجيات التنمية الصناعية يف الفكر: ثاين الفصل ال االقتصادي

تصنيع يف الفترة ما قبل العلميةاألفكار والنظريات االقتصادية وال: املرحلة األوىلـ

ـ الفكر االقتصادي والتصنيع يف العصور القدمية ـ الفكر االقتصادي والتصنيع يف القرون الوسطى

ـ الفكر االقتصادي املركانتيلي والتصنيع ـ الفكر االقتصادي يف كتابات ابن خلدون

علم االقتصاد الفكر االقتصادي والصناعة يف مرحلة تكوين: املرحلة الثانيةـ ـ الفكر االقتصادي الفزيوقراطي والصناعة

ـ الفكر االقتصادي والصناعة عند آدم مسيث الفكر االقتصادي والصناعة يف النظم الفكرية االقتصادية الكربى: املرحلة الثالثةـ

ـ التصور العام للتنمية والصناعة يف الفكر االقتصادي الكالسيكي الكالسيكية ـ أمهية دراسة النظرية

ـ أمهية االستثمار يف الصناعة لدى املدرسة الكالسيكية ـ املدرسة النيوكالسيكية والصناعية

ـ أهم االنتقادات املوجهة للمدرسة النيوكالسيكية يف التنمية الصناعية ـ حجج املدرسة الكالسيكية اجلديدة الختيار الصناعة كنشاط رائد

01 04 04 12 21 25 31 41 41 42 43 44 45 48 49 51 55 55 58 59 60 63 65

.


308

الصفحة الموضــــــــــــوع

ـ الصناعة يف الفكر االقتصادي احلديث ـ احلجج اجلديدة الداعية للتطبيع

ـ بعض نظريات التنمية االقتصادية احلديثة والتصنيع ـ عند فريدليك ليست

ـ كارل ماركس وتـ روس

ـ كارل بوشر توازنـ النمو امل

ـ النمو غري املتوازن

جتارب سياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية احلديثة: ثالث الفصل ال

ـ مفهوم وأمهية سياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية ـ سياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية يف بعض البلدان املتقدمة

ـ يف بريطانيا ةـ يف الواليات املتحدة األمريكي

ـ يف اليابان ـ أهم النتائج املستخلصة من سياسات واستراتيجيات التنمية الصناعية يف البلدان املتقدمة

أمناط واستراتيجيات التنمية الصناعية يف البلدان النامية: الفصل الرابع

حالة البلدان املغاربية

استراتيجية التصنيع القائم على أساس املؤسسات الصغرية واملتوسطةـ االستراتيجية الصناعية اجلديدة يف اجلزائر ـ

سياسات التنمية الصناعية املغاربيةجتارب و مقارنة بنيـ أهم النتائج املستخلصة من جتارب التنمية الصناعية املغاربيةـ أهم التطورات االقتصادية العاملية ومدى تأثريها على الصناعة واالقتصاد املغاريب ـ

)على الصعيد العاملي نطاق مظهرين( زيادة وترية ظهور التكتالت االقتصادية ـ

66 67 68 71 71 72 73 74 75 85 85 89 89 92

103 114 117 127 139 150 168 169 173


309

.

الصفحة الموضــــــــــــوع

التعاون والتكامل االقتصادي الصناعي املغاريب:الفصل اخلامس

فهوم التقليدي للتعاون والتكامل االقتصاديـ امل ـ املفهوم احلديث للتعاون والتكامل االقتصادي

ـ التكتالت االقتصادية احلديثة للتعاون االقتصادي ـ التعاون االقتصادي األورومتوسطي ـ التعاون والتكامل االقتصادي املغاريب

ـ أمهيته ـ االحتاد املغاريب نشأته وتطوره التارخيي

االحتاد املغاريب احلديث ـ ـ أهدافه اإلحتاد املغاريب ـ أجهزة اإلحتاد املغاريب ـ تقيم مسرية االحتاد املغاريب احلديث ـ املنظمات االقتصادية غري احلكومية

والتجارة البينية ـ اتفاقيات التعاون املغاربية التعاون والتكامل االقتصادي واملغاريب معيقاتـ

أسس التصنيع املغاريب :الفصل السادس

ـ املوارد البشرية املغاربية ـ األمهية الكمية للمواد البشرية ني وعالقتها بالتصنيع يـ األمهية النوعية للسكان املغارب

املوارد املادية املغاربيةـ )حصة الصناعة يف الناتج اخلام ( ـ مكانة وأمهية الصناعة االقتصاد املغاريب

لعلمي والتكنولوجي املغاربية ـ سياسات البحث ا أمهية البحث العلمي مفهوم وـ

ـ األساليب التكنولوجية احلديثة والتصنيع يف البلدان املغاربية

178 178 180 186 188 204 205 207 212 212 213

721219 220 225 229 230 232 237 242 247 256 257 274


310

الصفحة عالموضــــــــــــو

حنو إستراتيجية للتنمية الصناعية املغاربية: صل السابعالف

ـ مفهوم وأمهية إستراتيجية التنمية الصناعية املغاربية ـ أمهية إستراتيجية التنمية

ـ أهم خصائص حتقيق األهداف اإلستراتيجية ـ شروط ومتطلبات إستراتيجية الصناعة املغاربية ـ ضرورة اإلطالع على التجارب

والتوسع واالنتشار ـ الشمول ـ املعرفة التامة باالمكانيات واخلصائص احمللية

ـ االستغالل األمثل للخصائص االقتصادية االجتماعية احمللية ـ احلاجات األساسية والثانوية لالقتصاد الوطين

ـ معرفة االستراتيجيات األخرى املتكاملة واملضادة ـ أمهية اعتماد العمل اجلماعي

ملستقبلـ احتماالت ا إستراتيجية التنمية الصناعية املغاربيةومضمون ـ أبعاد

ـ البعد التارخيي ـ البعد اجلغرايف

اخلامتةـ .عربية، فرنسية ، اجنلزية: املخصات

قائمة املراحغ فهرس اجلداول

االشكالفهرس فهرس احملتنويات

283

283 288 290 292 291 293 294 294 296 297 298 299 301 301 205 309 318

- - - -

ﺔﻴﻤﻨﺘﻟا تﺎﺳﺎﻴﺳو تﺎﻴﺠﻴﺗاﺮﺘﺳإ … · يأر لﺎﻗ ﻻإ ﻪﻣﻮﻳ ﻲﻓ ﺎﺑﺎﺘآ ﺎﻧﺎﺴﻧإ ﺐﺘﻜﻳﻻ ﻪﻧأ

Documents