This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
ةة الشعبي ة الديمقراطي ة الجزائري الجمهوري
عليم العالي والبحث العلمي وزارة الت
– وهران –انية الس جامعة
وآدابها قسم اللغة العربية لية اآلداب، اللغات والفنون ك
:مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الصوتيات موسومة بـ
.كتورة سـعاد بسناسـيعلم األصوات السمعي، تاريخ وتطور، الد مشروع
: ةإعداد الطالب :كتورةالد إشراف
تسنيم نور الهدى دحماني بسناسـي ادـسع
مناقشةـلجنة ال
رئــيسا جامعة وهران مكي درار: األستاذ الدكتور مشرفة، ومقررة جامعة وهران سعاد بسناسي: ورةـالدكت
مــناقشة جامعة وهران سعـد اهللا ـرةزه: الدكتـورة مــناقشة جامعة وهران الدكتورة سعاد آمنة بوعناني
واالنتقال من شكل تعبريي إىل ؛ التنويع فيهأي" 4)"آخرأسلوب الكالم إىل أسلوب
. أشكال أخرى، مما ينتج عنه أشكال تعبريية متنوعة
آياته خلق من و ﴿: ذا املعىن، يف قوله تعاىلون يف القرآن الكرميووردت صيغة الل
كل ( :وجاء يف تفسري اآلية الكرمية" 5"﴾كموألوان اختالف ألسنتكمالسموات واألرض و
و توافق مجاعة يف صفة من مجال وجه منهم أسلوب بذاته، وهيئة ال تشبه أخرى، ول
فإن تشات مجاعة من الناس "6")من فارق بني كل واحد منهم وبني األخر قبح ال بد أو
.بينهااحلدود يضع و يفصل، من الفوارق الذيون فالل يف صفة من مجال أو قبح،
.13 سورة الطارق، آية - 1
، 5ة العلوم واحلكم، املدينة املنورة، طسري لكالم العلي الكبري، أبو بكر اجلزائري، مكتباأيسر التف - 2 .1463، ص1424-2000
، 4، ج2009- 1430، 2دار اإلمام مالك، اجلزائر، ط) عماد الدين أيب الفداء إمساعيل(تفسري ابن كثري، -3746.
ين ة ومتعلميها، تأليف وإعداد مجاعة من كبار اللغو اطقني بالعربي للن ) الروس(املعجم العريب األساسي - 4، من مسات اجلمال يف وينظر تعريف اللون .1110قافة والعلوم، صة والث ة للرتبي العرب بتكليف املنظمة العربي
، 5القرآن الكرمي األلوان ودالالا منوذجا، عفاف عبد الغفور محيد، الة األردنية يف الدراسات اإلسالمية، ما .وما بعدها 2، ص 2009ــ 1431، 4العدد
.21سورة الروم، آية - 5
، دار الكتب العلمية، بريوت، 1تفسري القرآن العظيم، ابن كثري، منشورات حممد علي بيضون، طينظر، - 6 .400ص ،3، م2004- 1424لبنان،
�� �����ي
4
ون يف خنلص إىل أن الل ة، صوص اللغوي ، وما ورد يف الن األدلة من خالل هذه
يت الضروب واألنواع، واألصناف، وهو الفصل بني األشياء ال : مفهومه العام هو
كلف؛ الت : (ومن معانيها) تفعل(صيغة تلون على وزن و .يؤدي إىل إظهارها وإبانتها
يف طلب الفعل، وال يكون ذلك إال يف الصفات احلميدة، حنو وهو االجتهاد
ة من الصفات اجلمالي عد وهذا ما نلفيه يف مصطلح التلوين، الذي ي "1)"تشجع
السمع مفهوم ووظيفة معيعرال اللغوي، ف السةب يف ااألذن اليت تلتقط وتدرك األصوات، من أنه حاس
يبدو أن و " 3)"االسم: املصدر، والسمع: ، وقيل السمعحس األذن: السمع: (ذلك
اجلهاز ؤول عنه وهو حاسة األذن، كوا تعرفه بالعضو املس ،ة للسمعغوي املفاهيم الل
.إلدراكهااملسؤول عن التقاط الذبذبات الصوتية وحتويلها وحتليلها
اإلصغاء دراك حباسة األذن، والسمع هو اإل(: رف السمع كذلك أنهوع
ختتلف وجند أن هذا النص اللغوي خيلط بني مفهوم ثالثة مصطلحات، "4)"واإلنصات
السمع هو استقبال (، واإلنصات؛ وذلك أن واإلصغاءالسمع، : عن بعضها وهي
.ة ابن زيدوننوني يف بتتبعها وحتليلها ة يف حبثنا، وهي ما سنقف عندهاني لوينات هي املعهذه الت - 1
.نويع والتغيري، واالنتقال من حال إىل أخرىاللة على الت لوين يف الد تشرتك هذه املصطلحات مع مفهوم الت - 2. ، وما بعدها56ص ) بدل( صيغةو . 224 – 223ص ) حتول( صيغة،البن منظور ينظر هذا يف لسان العرب
.، ومابعدها47ص ) غري ( صيغةو
.193لسان العرب البن منظور، تح عامر أمحد حيدر، عبد املنعم خليل إبراهيم، ص -3 .699، ص2001، 2ة املعاصرة، صبحي محوي، دار املشرق، بريوت، طاملنجد يف اللغة العربي -4
�� �����ي
6
السكوت من أجل حسن ن االستقبال، واإلنصات هو فما كاالصوت حباسة األذن كي
االستماع؛ أي التفرغ الكامل واالستعداد التام لالستقبال الصويت، وأما اإلصغاء فهو
2- الت ث عنسنتحد لوينات الس يف ة وتي من خالل بعض القياسات الص يف نونية ابن زيدون وائتمعية للص .فصول البحث الحقا
،1991ــ 1411، 1السعود أمحد، مطبعة األمانة، مصر، ط ، أبولصفااالبحث اللغوي عند إخوان - 3 .وما بعدها ،14األصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، مطبعة ضة مصر، ص، تفصيل ذلك ينظرو .103ص
�� �����ي
7
التاوجم مفهوماللة الد ، واجلمع بفتح الدال وكسرها، مص: (االلة أ يف املفهوم اللغوي للد جاء در دل
على اللةص مفهوم الد يقصر هذا الن و "1)"دالالت، ما يفهم من اللفظ عند إطالقه
اللة مفهوم يشمل مجيع ة، غري أن الد يغة اإلفرادي اللة بالص اللفظ؛ أي أنه يربط الد
، القاهرة، 1986، 1بو زيد، منشورات عويدات، بريوت، باريس، طأنطوان أ، اللة، بيار غريو، ترعلم الد - 2قافة ة، صاحل سليم عبد القادر الفاخري، مؤسسة الث ة يف اللغة العربي وتي الص اللة الد ،وينظر .179، ص2001 التحرير (به وينظر، أثر الدالالت اللغوية يف التفسري عند الطاهر بن عاشور يف كتا .25ص، 2007ة، اجلامعيمشرف بن أمحد مجعان الزهراين، إشراف أمني حممد عطية أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه، إعداد ) والتنوير
.وما بعدها 45، ص1427ـ 1426باشه، جامعة أم القرى، اململكة العربية السعودية،
إبداعام الفنية ونتاجام األدبية، حىت لقب بعض ممن ذاع صيتهم الفين واألديب
، 1شر، طالرتمجة والن مر الدقاق، دار طوالس للدراسات و ينظر مواكب األدب العريب عرب العصور، ع - 1 .141ص ،1988
وائف، وتاريخ األندلس بعامة، ينظر الدولة حول عصر ملوك الط وملعلومات .143-142ص ، نفسه - 2- 1431، 1اإلسالمية يف األندلس من امليالد إىل السقوط، عبد القادر قاليت، دار األصالة، اجلزائر، ط
2010.
�� �����ي
15
وبقي "1")ببحرتي املغرب(ن ابن زيدو بيف األندلس بألقاب املشارقة، وقد لق
على أواصر األصالة العربية، إىل أن بدأ النتاج ميتزج حيافظ األدب األندلسي
حلداثة يتعايشان ومع ذلك ظل تيار التقليد وتيار ا( ةبالبيئة اجلديد تأثراباجلديد
ر هذا الث اهلجري، ومن بني مظاهالقرن الث احلداثة يف أواخر معا، وعرف تيار
كما " 2")هو شقارا بدال من مسرا(جلمال لدى الفتاة أثر أنه أصبح منوذج االت
الذين كشعراء عصرهف الشعراء األندلسيون بوصف الطبيعة، وكان ابن زيدون ر ع
.تأثروا جبمال البيئة األندلسية؛ فمزج يف شعره بني مجال املرأة، وحماسن الطبيعة
ة شكال ومضموناوصف النوني ذاعت شهرا، اليت "4"بنت املستكفيدة ال نونيته يف و " 3"ظم ابن زيدونن
، إن أمجل ما يلفت النظر إىل هذه القصيدة. ونالت حظها يف الغزل العفيف والوفاء
.144، ص ينظر مواكب األدب العريب عرب العصور، عمر الدقاق - 1
.153-150ص ،نفسه - 2
هو أبو الوليد بن عبد اهللا بن أمحد بن غالب بن زيدون املخزومي األندلسي القرطيب : زيدون ترمجة ابن - 3يت دة بنت املستكفي ال ال ولد بقرطبة وتويف باألندلس، وهو وزير وشاعر أشهر شعره يف و ) 1070 – 1004(
بن أيبك الصفدي، تح حممد ينظر، متام املتون يف شرح رسالة ابن زيدون، اخلليل . نافسه يف حبها ابن عبدوسوينظر املنجد يف األعالم، دار . 6، ص1969 – 1389أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العريب، مط املدين،
وتاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان، تقدمي إبراهيم .8ص ،2003، 26املشرق، بريوت، لبنان، ط. وسف أسعد داغر، الطبعة األلفية، مكتبة لبنان، ناشرونيراسة األدبية، ومصادر الد . 92، ص3صحراوي، ج
طعات شىت، دروس ومنتخبات، فؤاد افرام البستاين، دار املشرق، تلتان ومقاالرس –ابن زيدون –والروائع .1984، 6بريوت، ط
عرات العرب من اجلاهلية حىت القرن العشرين، عبد اينظر، موسوعة ش تفصيلية أخرىملعلومات . وأھ� ا دب
�� �����ي
16
والقصيدة من البحر البسيط اب، ذ الرنانة ذات النغم املوسيقي اجل عذوبة أصواا
وعدد أبياا واحد ومخسون بيتا، تتنوع . االبساطة تركيبها، وسهولة أداء أصو
اعرالش نم عن قدرةي مما بني حدثية، وامسية، ووصفية، وأداتية؛ وتراكيبهامفرداا،
لتاه ااعر كان لغويا وأديبا كاتبا، وتعد رساألدبية وحتكمه يف اللغة، واألسلوب؛ فالش
.ه التعبريية، ومجالية أسلوبهخري دليل على براعت) اهلزلية واجلدية(
دون، اهتماما من قبل الباحثني، فحظيت ولقد لقيت أعمال وإنتاجات ابن زي
لتاه وترمجت إىل لغات أخرى، ومجعت أشعاره ا، وشرحت رس"1"املؤلفاتبكثري من
انتظمت ."2")يوسف فرحات(يف عدة دواوين، منها الديوان الذي اعتمدناه وهو لـ
ة يف نونية ابن زيدون، وفق كميتني صوتيتني امتداديتني، تتمثل الكمية األوىل يف القافي
وهو صوت املد السابق للروي "3"صائت الياء الذي يعرف عند العروضيني بالردف
انية تتمثل يف األلف الناتج عن إشباع حركة املتمثل يف النون، والكمية الصوتية الث
وشاعرات األندلس واملغرب، فوزي . وما بعدها 676، ص2احلكيم الوائلي، دار أسامة، األردن، عمان، ج .وما بعدها 95ص ،2008عيسى، دار املعرفة اجلامعية، سوتري، االسكندرية،
1- راسة األدبية، يوسف ملعلومات حول املؤلفات اليت صدرت حول ابن زيدون وإنتاجاته، ينظر، مصادر الدومن املصادر اليت ذكرها ، 2004وينظر، مصادر دراسة ابن زيدون، عدنان حممد غزال، الكويت، .أسعد داغرابن زيدون شاعر العشق .، وليم اخلازن، دار مكتبة احلياةوأدبهابن زيدون أثر والدة يف حياته : هذا اآلخري
ة ابن زيدون ة يف نوني بة اإلنساني جر ، الت 1993، 1واحلنني، عبد ايد احلر، دار الكتب العلمية، بريوت، ط .1404ــ 1984دلسي، سعيد حسن منصور، مكتبة املتنيب، الدوحة ـــ قطر، اعر األنة الش وشخصي
ومن .1994 – 1415، 2عراؤنا، ديوان ابن زيدون، يوسف فرحات، دار الكتاب العريب، بريوت، طش - 2ديوان . وزيع، بريوت، لبنانشر والت الدواوين أيضا، ديوان ابن زيدون، عمر فاروق الطباع، دار القلم للطباعة والن
:متهيـــــــــــــــــــدالصوامت ، وتعد ائتامت بالص ة أساسا على اقرتان الص يقوم البناء اللغوي يف العربي
سباب الرئيسة يف وأما الصوائت فهي األ ؛شكل عناصر هذا البناءاليت ت األساسية ةاملاد
حيث تقوم وظيفة ؛وتوجيه خمتلف دالالا، اكيب اللغويةنطق املباين اإلفرادية، والرت
ة، فهي فاحلركات هلا داللة صوتي ( الالتوائت أساسا على حتديد املعاين، وتنويع الد الص
فالصائت "1")ة أقرب إىل وظيفة احلروف يف تغيري معاين الكلماتذات وظيفة فونيمي
وهو على نوعني . وغريه من خالله يتميز الفعل عن الفاعل واملفعوليعد فونيما متييزيا،
ائت ــ وصوت طويل وهو صوت قصري وهو ما عرف باحلركة ـــ أي الص : (يتهحسب كم
ويل فالصائت الط "2)"وع يف تكوين جسد الكلمة، ويدخل هذا الن ما عرف حبرف املد
. ةالكلمة العربية؛ حيث يندرج ضمن سلسلتها البنائي يساهم يف بناء
تلوينات ،ويلة على نونية ابن زيدونوالط القصرية وقد أضفى شيوع الصوائت بنوعيها
وسامع، يستشعره كل قارئ ا عذباا مجالي منح القصيدة وقعكما ،ة وداللية متنوعةعي مس
ألنه يعطيه املعىن املراد، ومن خالل مد رة،مؤث مينحه حركة (عر الش يف وائتفوجود الص
ا خيتلج وجييش يف صدره من عواطف عم اعر أن يعرب يستطيع الش " 3"صوت اللني
اتحولي مقال مبجلة ة عند ابن جين من خالل كتابه اخلصائص، بوزيد ساسي هادف، وتي اللة الص الد -1
.114 ص، 09/2009اث، عالرت
ويت، زيد خليل القرالة، عامل الكتب احلديث، إربد، شكيل الص احلركات يف اللغة العربية، دراسة يف الت - 2
.10ص ،2004ـــــ 1325، 1األردن، ط
بني حروف املد فرقيوجد هوهو خلط؛ ألن ) صوت اللني(يطلق صاحب النص على أصوات املد، مصطلح - 3اللني؛ فصوت املد ليس هو صوت اللني؛ وأصوات املد يف اال الصويت تسمى الصوائت الطويلة، الثالثة وحريف
ديةاملفتوح ما قبلها، والياء امل ديةاأللف امل: ة ثالثةيف العربي وهي أصوات مسبوقة حبركة من جنسها، وهي
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
20
الشعر حركة وحيوية، كما تساهم يف التعبري عن داللة فالصوائت متنح" 1)"وأحاسيس
ما سنعاجله يف موضوع هوو . وسهولة أدائها تها وتبليغها، وهذا يرجع إىل طواعي املعاين
القصرية ئتاو ة للص اللي ة والد معي لوينات الس خمتلف الت عندحبثنا من خالل وقوفنا
ق إىل هذه طر وقبل الت يات صوتية أخرىة ابن زيدون، باإلضافة إىل كم يف نوني ويلةوالط
الواو : فهو صفة فارقة متييزية لصوتني مهاة ني يف العربي أما الل ؛املضموم ما قبلها ديةاملكسور ما قبلها، والواو املونشري يف مدرج هذا احلديث، أن مصطلح الصائت يف الدرس العريب كثرت . املفتوح ما قبلهما كنتانا والياء الس
ائت، استعمال الص )دينالنور عصام( وتعددت تسمياته، وهو ما يؤدي إىل اللبس واخللط، وقد فضل بس معىن احلركة، واستحسن التخلي عن باقي التسميات؛ الجتناب الل اللة على كوما كافيني يف الد ؛صوتأوامل
،1992، 1كر اللبناين، بريوت، لبنان، طلفدار ا عصام نور الدين،) الفونيتيكا(والتداخل، ينظر، علم األصوات عبد القادر عبد اجلليل، األصوات اللغوية،: ينظر) عبد القادر عبد اجلليل(، وقد ذكر هذه التسميات 253ص
وينظر، هندسة املقاطع الصوتية .197ص ،1418ــ 1998، 1شر والتوزيع، عمان، األردن، طدار صفاء للن األردن، وموسيقى الشعر العريب ـــ رؤية لسانية حديثة ـــ عبد القادر عبد اجلليل، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان،
على مكونات اجلدول تعليقمقارنة بباقي الكميات ة ابن زيدون،لقد تصدر صائت الفتحة الرتبة األوىل يف نوني
هشيوع ولعل ــ كما يوضحها جدول شيوع الكميات الصوتية القصرية السابق ــــ الصوتية
خذ تت ( يت منحته سهولة األداء؛ حيثال طق بهة أثناء الن ته الفيزيولوجي يرجع إىل وضعي
ا يف قاع الفم، مع ارتفاع خفيف يف سان يكون مستوي الل . فتان وضع االنبساطالش
اخللف كما أو فهو صائت يتسم بسهولة نطقه؛ فال يرجع اللسان إىل األمام "4)"وسطه
وقد منح شيوع ،وتكون الشفتان منفتحتني يف وضعية متوازية .والضمة الكسرة يف صائيت
يف مثل قول ابن دالالت خمتلفة ا عذبا، وعكسالفتحة القصرية القصيدة تلوينا مسعي
:زيدون
لبدر شاكر السياب، ) رحل النهار(تطبيقاا من قصيدة –الالت وائت الستنباط الد ة استبطان الص نظري -1 .32، ص2005العدد األول، جامعة سيدي بلعباس، ة،ة واللغوي قد والدراسات األدبي سعاد بسناسي، جملة الن
.303 – 298صشعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ينظر، - 2
.138ص حممد قدور،سانيات، أمحد مبادئ الل -3 .48شر، صة أداء ونطقا وإمالء وكتابة، فخري حممد صاحل، الوفاء للطباعة والن اللغة العربي -4
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
24
اــــــينــــغن ـــا م ان ـــــنــا الشمول، وغ ــــــــفين ،ة ــــــــــنأسى عليك إذا حثت مشعشعــــــــــ "1"اـــيف موقف احلشر نـلقاكم وتـلقون م ــــاء بكــــــإن كان قد عز يف الدنيا اللق
ة ة وداللي ات مسعي ي خلف عكست فتحة، وقد )30(بلغ جمموع الفتحات يف البيتني ا رة؛مؤثاعر، الذي يعيشه الش فسي واألمل الداخليعبري عن األسى الن سامهت يف الت كو
كما والدةه فراق س ن يـ مل إال أن ذلك ؛مول، وعذوبة أصوات املغننيرغم لذة شراب الش ف يوماعر بلقاء احملبوبة يف تصوير أمل الش كيب هذا الرت من خاللسامهت الفتحات
ة مصطلح وتية خباص راسات اللسانية بعامة، والص يف الد ويقابل مفهوم الفتح .احلشر .النصب
صبوالن الفتح بنيففي جمال ؛الوظيفي الاحبسب يكمن إن الفرق بني مصطلحي الفتح والنصب صب ة، ويقابلها الفتحة يف املعربات، والن الفتح إحدى عالمات البناء األصلي ( حو يعدالن
اإلعراب باملفهوم البصري، أما الكوفيون فيستخدمونه لإلعراب والبناء أحد ألقاب فأشار إىل ؛الفتح، والفتحة، والنصب :وهي ثالثةيفرق النص بني مصطلحات "2")معا
الفرق هذا فيما خيص أن الفتح عالمة بناء، والفتحة عالمة للنصب املختص باإلعراب، .حوياال الن بينهما يف
ة مفهومان استمدا من اهليئة الفيزيولوجي صبيبدو أن الفتحة والن ويت، اال الص ويف صب من ني يف وضعية متوازية، والن طق ما؛ فكان الفتح من انفتاح الشفتأثناء الن
. بني احلنكني األعلى والسفلي متوسطة وتكون وضعيته قاع الفم يفانتصاب اللسان
.300، صيوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحاتشعراؤنا، د -1ر حممد حو العريب، جورج مرتي عبد املسيح، هاين جوج تابري، تصديصطلحات الن مينظر، اخلليل، معجم -2
وينظر، األشباه والنظائر، جالل الدين السيوطي، املح غريد الشيخ، .453ص مهدي عالم، مكتبة لبنان، .169، ص 1، ج1م
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
25
مصاحبافرقة بني معاين الكلمات، فمنها ما يلفظ مهمتها الت (العربية وائت يف الص و بتغري وظيفتها وت، وتكون عندئذ حركة بنية، ومنها ما يلحق آخر الكلمة، وتتغري للص ،ةوائت يف العربي لص وظائف ا ن إايل ميكن القول وبالت "1)"حوية، ويكون عندئذ إعراباالن
حوي، ففي اال الن .، وحبسب جمال عملهاةيغة اإلفرادي من الص حبسب موقعيتهاد تتحد ة األخرية من الكلمات، ويف اال ائت املوقعي وفيها يصاحب الص ة،ختتص بوظيفة إعرابي
يغ وحركة العني أهم ما يف الوزن خباصة يف الص يغة،ص بتحديد ميزان الص ريف ختت الص صيغ هم يف بناء الاة؛ أي أا تسة داللي غوي هلا وظيفة بنائي الل ويت ويف اال الص .احلدثية
ة وينشأ عن تضعيف الكمية الزمني .يباكداخل الرت ، وتلوين وتنويع داللتهااإلفرادية .طويلةالقصرية، صوت املد املسمى ألفا أو فتحة للفتحة
ويلةالفتحة الط ومن ) ف ل أ (ة مشتقة لغة من ماد واأللف صيغة ،هي ألف املد ويلةإن الفتحة الط
فت ق، وأل فت بينهم إذا مجعت بينهم بعد تفر ل ألفت فالنا إذا أنست به، وأ : (معانيها تعين الوصل واجلمع، يف املفهوم العام ) فل أ (فمادة " 2")يء وصلت بعضه ببعضالش
طق به يف حالة وصلالذي يكون اهلواء أثناء الن ) األلف( وهو معىن نلفيه يف صائتة والواو، والياء األلف اللين ( :يف قوله ةاها اخلليل هوائي وتآلف؛ وألجل هذا مس واستمرار،
وقول اخلليل األلف ،اهلواء معها بطالقة مير اا أصواتكو "3")ة أي أا يف اهلواءهوائي ة، فرقا بني مهزة القطع ومهزة الوصل، فسموا وليست اصطالحي متييزية( ة تسمي يينة هالل
.177ص ، صاحل سليم عبد القادر الفاخري،ةة يف اللغة العربي وتي لص اللة االد -1 .916لسان العرب، ابن منظور، ص -2، دار 1با على حروف املعجم، اخلليل بن أمحد الفراهيدي، تر وتح عبد احلميد هنداوي، مكتاب العني مرت -3
.41، ص2003 -1424، 1الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
26
طق ا سهولة الن ل هي إشارة ني،بالل األلف بوصف اخلليل فاملقصود "1")طق االن .اوليونته
تألف احلروف: (يت ألفا؛ ألاوقيل مس . يءاالستئناس بالش ) ألف(ومن معاين لذا كثر استعماله و ؛ة وقعه على اآلذانيتسم بسهولة األداء، وخف اكوا صوت" 2")مجيعا
، كما نونية ابن زيدونويلة يف وقد شاع استعمال الفتحة الط . ته وليونتهاستئناسا به خلف :وايليوضحه اجلدول امل
.303حو العريب، جورج مرتي عبد املسيح، هاين جوج تابري، ص اخلليل، معجم مصطلحات الن -2
.303 – 298صشعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ينظر، - 3
، 4، ج1982-1402، 2لكتاب، سيبويه، تح عبد السالم هارون، الناشر مكتبة اخلاجني، القاهرة، طا -4 .136ص
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
27
فأكثر "1")قبل احلنك تضم شفتيك يف الواو وترفع يف الياء لسانك الياء والواو، ألنك قدويلة خفة أدائها؛ حيث جيري اهلواء معها طليقا ال يعرتضه ما مييز صائت الفتحة الط
ومكنها من تصوير خمتلف ،تستسيغه اآلذان ا عذبالوينا مسعي وهذا ما أكسبها ت عارض، .الالتالد ومتانة الرفع قوة ( ألن ة؛ ة داللي منحتها طواعي من حيث نطقها فطواعية الفتحة
ويبقى الفتح . له من تنزل وضعف وعدم ثباتوثبات، ويكون يف مقابله اخلفض وما ميثة يف احلياد، وسيطا شاهدا على ما جيري من فوقه ومن حتته، وذلك مبا يساير نفسي
على اللةبات، والكسرة للد علم القوة والث فإذا كانت الضمة "2")اإلنسان ومياشيها نيمجعت الفتحة ب(وملا "3"ةبوظيفة حيادي اختصت الفتحةفوالتغري، ةبعي والت الضعف
4")اخلفة يف األداء واحلياد يف الوظيفة، كانت عونا لكل ناطق، وسندا لكل معرب" من ذلك صيغة الالت واملعاين، عبري عن خمتلف الد ا من الت نهمك ة وظيفة الفتحة حيادي و ويلة، الذي ميتد معه اهلواء زمنا اشتملت على صائت الفتحة الط اليت "5")التنائي(
عن معىن ينما ا وداللي لفتحة القصرية، وهو ما عكس تلوينا مسعي مضاعفا لزمن نطق ا .طول زمن فراق األحبة، مما جعل الشاعر يعيش أملا وضيقاو باعد،الت
.136 -135ص ب، سيبويه، تح عبد السالم هارون،لكتاا -1
.298صشعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ينظر، - 5
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
28
طبيعة (و اللغوي يف البناء ألمهيتها وائت يكثر استعماهلا يف الرتكيبورغم أن الص ة اإلحصاء، تبني إال أنه من خالل عملي "1")طق املفتوحز بالن إنتاجاها، وصفتها اليت تتمي
وائت، وهذا ما ة الص مقارنة ببقي ،أن صائيت الفتحة قد تصدرا الرتبة األوىل يف القصيدةاتفقت عليه الدراسات قدميا وحديثا؛ حيث أشارت إىل أن صائيت الفتحة واأللف أكثر
.92، ص1998عبد القادر عبد اجلليل، -morpho-phonology . - ويترف الص علم الص -1-1429 ،3ة، بريوت، لبنان، طاخلصائص البن جين، تح عبد احلميد هنداوي، دار الكتب العلمي ،ينظر -2
.272وعلم األصوات اللغوية الفونيتيكا، عصام نور دين، ص. 101، ص 1م ،2008 .436، ص4لكتاب، سيبويه، تح عبد السالم هارون، جا -3
.526، ص8لسان العرب، ابن منظور، م -4إشراف مكي ة، بسناسي سعاد،ة حتليلي د بن إبراهيم، دراسة وصفي اق حملم ة يف حكاية العش رفي يغ الص الص - 5
.16ية، صنا، جامعة وهران، الس 2002ـــ 2001رسالة ماجستري، مكي درار،سالة، بريوت، سة الر رف العريب، عبد الصبور شاهني، مؤس ة رؤية جديدة يف الص العربي ةويت للبني املنهج الص - 6
اسـتعماهلا شـاع و صـيغة، )192( ة، حيث بلغ جمموعهاة بعد األداتي تبة الثاني جاءت يف الر فيغ ة، الص يغ احلدثي مث يلي الص صيغة، )138(اليت بلغ جمموعها ةمقارنة بالوحدات احلدثي
.303 – 298صشعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ينظر، - 2
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
30
ةيغ احلدثي الص مع يف كل شيء : (ةة، وشكل، ووزن، وداللة؛ فاملاد ة من ماد ن كل صيغة حدثي تتكو
وامت ة يف الص يغة احلدثي ل مادة الص وتتمث "1")ومن كل شيء هي عناصر تكوينهنات بنيتها مبا حتتوي عليه من مكو (هو ةيغة احلدثي وشكل الص .لة هلاوائت املشك والص
ا هو مالحظة تغري صائت وسط الص ثابتة ومتغريفميزان "2")التهيغة وتبد ة، وميزال يف املعاين اليت يعكسها فتتمث وأما داللتها ده حركة عني الفعل؛ة حتد احلدثي يغة الص
أي بنسبة )138(مبجموع يغ احلدثيةوردت الص و .اتساق صوامتها وصوائتها :قول ابن زيدونيف مثل ويلة،اقرتن أغلبها بصائيت الفتحة القصرية والط و )%23.31( اــانا جتافينــــــــــــــــونــــــاب عن طيب لقي ـا يال من تدانينـــــــــــأضحى التـنائي بد اــــــــــــانت بكم بيضا ليلين ــــــــــــسودا، وك دتــــــــامنا، فـغ ــــــــــــــلفقدكم أي الت ـــــح "3"اـــــــــــــــــــان موصوال بأيدينـــــــوانـبت ما ك ــــــــــــــافاحنل ما كان معقودا بأنـفسنــــــ
داللة صائيت الفتحة يف الصيغ احلدثيةاحنل، ، انبت ناب، أضحى،: (من الصيغ احلدثية الواردة يف األبيات السابقة
الفتحة تلوينات مسعية وداللية؛ فالتلوين السمعي يتمثل نتج عن صائيتوقد ...)كانت،مزة من أقصى هلكااملشكلة من صامت حلقي وصائت الفتحة؛ يف الكميات الصوتية
والغني من أدناه كصيغة ) حالت(واحلاء من وسطه كصيغة ) أضحى(احللق يف صيغة ، واليت حتافظ على احلركة ، وكذلك الصيغ اليت وردت مفتوحة العني والالم)غدت(
وحافظت الصيغتان )يضحى أضحى ( )احنل ينحل(: نفسها يف املضارع، مثلألن عينه حرف حلق وإن كانت عينه أو المه حرف حلق يفتح على الفتحة يف املضارع
فإذا كانت ( صائت ينسجم مع أصوات احللق وذلك أن الفتحة ؛يف املاضي واملضارع
.، وما بعدها298ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 3
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
31
عني الفعل أو المه حرفا حلقيا كانت حركة عني املضارع فتحة يف الغالب، وميكن تفسري وهذا اجلرس الصويت "1" )الظاهرة بالعالقة بني جرس الفتحة وخمرج حروف احللق هذهوالفتحة خفيفة فيؤتى ا لتحقيق االنسجام واالقتصاد يف ،أن أصوات احللق ثقيلة مرده
.النطقا أل أكثر يف نطقها مقارنة باألصوات األخرى،إىل جهد أصوات احللق وحتتاج
أكثر، نستطيع جمموعة من احلروف تتطلب جهدا عضليا حرف أو(وكل بعيدة املخرج، حترك الصوامت احللقية بصائيت الفتحة، غري أن "2")أن نعدها حروفا رديئة املوسيقى
.السمع يتقبلها استساغةمنحها ، و سهل نطقهايرجع إىل سبب صويت عضوي؛ ،ناسب بني الفتحة وأصوات احللقفاالنسجام والت الفتحة، الصوامت احللقية ثقيلة، وخمرجها قريب من الصوائت، وأخف الصوائت( ألن
؛"3")فامتزاج الفتحة مع أصوات احللق حقق مطليب اخلفة، واالقتصاد يف اجلهد العضليواللغة يف أصلها دف إىل حتقيق االنسجام كلف أعضاء النطق جهدا كبريا،حيث ال ت
. الصويت، واالقتصاد يف اجلهد أثناء النطق مع الصيغ املاضية
، مما أكسبها املوقعية األخرية من الصيغ احلدثيةب النونية يفغالبا صائت الفتحة اقرتن ؛ حيث بلغ جمموع الذي كثر استعماله مقارنة باألزمنة األخرى من املاضيز على الداللة
ص ولعل الن " 2)"وانقضى، فحكمه ضعف فألزموه أضعف احلركات، وأضعفها النصبةالفتحة عدم ثقل نطقها؛ غري أن املاضي ال حيكم عليه بالضعف يقصد بضعف صائت
به رغم مرور الزمن وطول األيام، يف كل أحواله، فقد يكون تأثريه قويا يف نفس صاحأن فاء الفعل مفتوحة دائما؛ مما يدل على ميل ،الصيغ املاضية ونالحظ من خالل
.يف القناة الصوتية وحتركه يتميز بسهولة انطالقه املتكلم إىل اخلفة؛ ألن الفتحة صائتاحنل (كصيغيت )األلف والنون( واشتملت بعض الصيغ املاضية على أصوات الزيادة
ومعىن املطاوعة يف" 3")ملعىن واحد وهو املطاوعة(ويأيت ) انـفعل (وهي على وزن ) وانبت بة وإعراض والدة أدى إىل احنالل عالقتهما يتمثل يف أن بعد الشاعر عن قرطالصيغتني
رسالة مقدمة لنيل شهادة ) اللغوية(ينظر تعريف املشتقات، تناسل الدالالت االشتقاقية للمادة االشتقاقية - 1، 2006ـ 2005دكتوراه الدولة، إعداد هين سنية، إشراف بكري عبد الكرمي، جامعة السانية، وهران،
.146ص .109ص عبد صبور شاهني، - رف العريبجديدة يف الص رؤية –ة ويت للبنية العربي املنهج الص - 2
.300 - 298شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 3
ينظر، ) والوقوف عليها كمية صوتية حتتوي على حركة واحدة، وميكن االبتداء ا: (يعرف املقطع على أنه - 5، ص 1999ـ 1420، 6بية، رمضان عبد التواب، الناشر مكتبة اخلاجني بالقاهرة، طفصول يف فقه اللغة العر
تتضمن أكثر من قمة كالمية، نبضة صدرية، أو وحدة منفردة حترك الرئتني، وال ( أنه ويعرف أيضا. 194، 1دار احلصاد للنشر والتوزيع، ط أسرار احلروف، أمحد زرقة،العربية، أصول اللغة) فخة من هواء الصدرنأو
دار وينظر، الداللة الصوتية والصرفية يف هلجة اإلقليم الشمايل، عبد القادر عبد اجلليل،. 25ص ،1993 .71، ص1997ـ 1417صفاء، عمان، األردن،
.)صاف من تصافينا(ومع ما بعدها كـ ) طلق من تألفنا(رف نوعان والظ "3"ة عشرةوني ن اليف جمموعهابلغ و ومن الصيغ الوصفية الظروف،
األزمنة واألمكنة ظروفا يتومس . ما كان وعاء لشيء: (زماين، ومكاين، وهو يف األصلعلى زمان احلدث (ل تد وذلك أا "4")فيها، فصارت كاألوعية هلا ألن األفعال حتصل
ف، من حيث املبىن جامد ال يتصر (رف والظ أي أن احلدث حيصل فيها، "5")أو مكانهالظروف اليت ومن .وغريه) اعةالس و يل، الل و اليوم، (: مثل "6")وليست له صيغة خاصة
:اعرمن هذا قول الش )الزمان، والدهر: (ذكرت يف القصيدةهر يـقضينا مســــــــــــــــاعفة م ا تـقاضينــــــــــــاـــفــــــــــــهل أرى الدنه، وإن مل يكن غب
.299ص شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، - 1
، دار اآلفاق العربية، القاهرة، 1ة األفعال، شرح بدر الدين بن مالك، فتح اهللا أمحد سليمان، طالمي - 2 .101، ص2008ــ 1428
.وما بعدها 298 ، صيوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحاتشعراؤنا، د ينظر، - 3
.440، ص2007- 1428ة، مصطفى الغالييين، املكتبة العصرية، صيدا، بريوت، جامع الدروس العربي - 4
ة يف القرآن الكرمي ــ حمسن حممد قطب معايل، مؤسسة دراسة تطبيقي غة العربية ــ ات وداللتها يف الل املشتق - 5 .45، ص2009 دروس الدولية،
.221مبادئ اللسانيات، أمحد حممد قدور، ص - 6
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
37
"1"اــأنســــــــــــــــا بقرم، قد عاد يـبكينـــــــــــــــ يضحكنــــــــــــا إن الزمـــــــان الذي ما زال
" 2")مان غري معني على قدر من الز (املبهمة؛ لداللتهما روفالظ ومها يندرجان ضمن
وقد اشتمل " 4)"فسكونفـعل بفتح ( اين على وزن والث " 3)"فـعال(األول منهما على وزن
ينات الداللية اليت صورها و ومن التلويلة، والط ائيت الفتحة القصريةن على صارفاشتمل الظ
وانتقال زمن الرغد الظرفان، تغري حياة الشاعر إىل آالم وحزن دائم ال يبلى مع الدهر،
قرطبة إىل زمن جفاء وعناء بعد خروجه منها مكرها إىل موطنه والعيش الذي قضاه يف
.300-298شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 1
وينظر تعريف اسم الزمان واملكان، كتاب شذا . 440ص جامع الدروس العربية، مصطفى الغالييين، - 2، وينظر، النحو الكايف، تأليف أمين أمني عبد الغين، مر 83 – 82العرف يف فن الصرف، أمحد احلمالوي، ص
رمضان عبد التواب، رشدي طعيمة إبراهيم اإلدكاوي، مجال عبد العزيز أمحد، منشورات علي بيضون، دار وينظر، االشتقاق اللغوي عند . وما بعدها 273، ص 2000 – 1421، 1لبنان، ط الكتب العلمية، بريوت،
ابن دريد وابن جين، رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف علوم اللغة، إعداد سنية هين، إشراف عبد الكرمي .151، ص1993ــ 1992بكري، جامعة وهران،
يف، عمر بن أيب حفص املعروف بالشيخ عمر بو حفص عر صريف على البسط والت طيف يف الت فتح الل - 3 .149، ص1991- 1411ة، اجلزائر، ، ديوان املطبوعات اجلامعي 1الزموري، ط
.58ص نفسه، - 4
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
38
اتيةالفتحة والصيغ الذ ي كاإلنسان املاد : كل موجود يف الوجود، منهامفهوم يطلق على (أا بات تعرف الذ
ويطلق عليهـا أيضـا "1")ما تدركه احلواس ي من كل واحليوان والنبات واجلماد، ومنها احلس : ونيةة يف الن اتي يغ الذ من الص و "2")اسم العني؛ أي ما دل على شيء حمسوس قائم بذاته(
:قول ابن زيدون أه مسكا، وقدر إن شاء الورى طيناــــــــــــأنش ربيب ملك، كأن اهللا
ة اخللد أبدلنا بسدروما وغسلينـــــــا ا ــــــــــــــــــيا جن3"والكوثر العذب، زق" ها فيتوالت و ) ، جنةالكوثرالورى، ( من الصيغ الذاتية املذكورة يف هذه األبيات
وعذوبة طقيخبفة أدائهما الن ومها صائتان يتميزان ويلة،والط القصرية يتيهاالفتحتان بكموهو ) الكوثر(وكشفت هذه الصيغ عن اخللفية الدينية عند ابن زيدون، كصيغة ،وقعهما
اعر جبمال الش ولععن ، الذاتية الصيغ صائتا الفتحة يف أعربو اسم ذات لنهر يف اجلنة؛ة يغ اإلفرادي وبقي من الص .واملسرات ة أمتعته بضروب اللذاتله جن متثل والدة، فكانت
وهي ما يطلق عليها الروابط، ونقف عند خمتلف تلويناا السمعية ) ةيغ األداتي الص ( .ويلة ا يف العنصر املوايلالقصرية والط ة من خالل اقرتان الفتحةاللي والد
ةألداتي يغ االفتحة والص وتنوعت بني أدوات )%37.88(بنسبة ،)224(ة يف القصيدة يغ األداتي بلغ جمموع الص
:اعر، يف مثل قول الش )ا، وال م (افية توكيد، وعطف، ونفي، وغريها، ومن األدوات الن
اجلانيبو الذلقي املخرج ألا تتشكل من الصامت )ثا1.23(كميتها الزمنية النطقية يفيته األدائية فك، رور اهلواء من إحدى حافيت اللسانمبصدر الذي ي) الالم( الصفة وهو
الذي يتميز الطويلة جتعل اهلواء ميتد من إحدى حافتيه، واقرتن به صائت الفتحةالدعاء وعكست هذه األداة تلوينا دالليا يتمثل يف "2)"بكميته الصوتية املتسعة اخلفيفة(
.298، ص شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات - 1
فكشف "2)"من ملزيد من االنتباهفسحة من الز (الصويت السامع اوأعطى امتدادهفتحتني أدركه فراق ملوت، بعد أن اعر االش متين هوو شكيل الصويت لألداة عن عمق شعوري الت
) قد(املقرتنة باألداة ) الواو(أداة العطف : ابقومن األدوات الواردة يف البيت الس .والدة .ويت اآليتاللية بعد قياسهما الص والد ة ونورد تلويناما السمعي
)الواو، والفاء(لألداتني القياس الصويت
)5كل الش ( )4كل الش (
وضيحتحتليل و وهي )ثا0.34(استغرق زمن نطقها اليت ) و (ويت لألداة القياس الص ) 4كل الش (ميثل
وائت وهو الص فتني، وحركها أخف تصدر من الش ا؛ كومسعامستساغة ءداأسهلة فيمثل القياس )5كل الش (وأما .ل يف العطفة تتمث الفتحة القصرية، وأدت وظيفة داللي
وجاء بعدها صيغة حدثية ماضية، )ثا0.44( زمن نطقها قاليت استغر )قد(لألداة الصويتيؤكد وقوع الفراق ألا تفيد أن ابن زيدون يف البيت السابق ومن إحياءاا الداللية
دوات اليت اقرتن ا ومن األ .هتقبليو هو يسلم بذلك ويستسلم هلذا الواقع و التحقيق، :اعركقول الش )يا(داء أداة الن صائت الفتحة
-122ص ،1998ة ومعانيها، حسن عباس، منشورات احتاد الكتاب العرب، خصائص احلروف العربي - 1123.
.نفسه - 2
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
42
نا ذيـله حينـــــــــــــــــــا ،ويا نعيـــــــــما خطرنا من غضـــــــــــــارته "1"يف وشي نـعمى، سحبـة هلـا تلوينهـا السـمعي صـوتي ةوهي تشكيليف القصيدة سبع مرات، ) يا(داء وردت أداة الن
ة ل املاد تمث فوامت أما الص ؛الالتالد توجيهو املعاين ائت هي حتديدإن وظيفة الص يه من إحياءات داللي اخلام اليت تتكون منها الصة، يستشفها كل يغ، باإلضافة إىل ما تؤد
د وائت ال تتحد كما أن هيئة الص ،أمل يف صدى أصوااوالت ذوق، من يقف عندها بالت ة ال تعكس صوتا مستقال عالمات صوتي ( كوا ؛وامتإال من خالل امتزاجها بالص
ائيت الفتحة بص وامتوقد امتزجت هذه الص "2")امتبذاته، ألا دائما تقرتن بالص ة متنوعة، نقف عندها من خالل إيراد ة وداللي تلوينات مسعي ومحلتويلة، والط القصرية
نا بزهرـــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــا مىن ضروبـــــــــا، ولــــــــــذات أفانينــــــــــــــــــاويــــــــــــــــــــــــا حياة متليـنــا ذيـل "3"اه حين ويــــــــــــــــــــــــــــــــــا نعيما خطرنا من غضــارته يف وشي نـعمى، سحبـ
عناصر اإلبداع الفين يف شعر ابن زيدون، فوزي خضر، أشرف على طباعة هذا الكتاب وراجعه ينظر، - 1 .138، ص 2004الباحث مبؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطني لإلبداع الشعري، الكويت،
.79ص ،1993، 2دار املعرفة اجلامعية، االسكندرية، ط ة، حلمي خليل،ة معجمي الكلمة دراسة لغوي - 2
.300شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 3
.يف العنصر اآليت صائيت الفتحة به داللتهون و صوت الن شيوع
ن وامت الغناء، اليت تتكو الص (من عد ي و )%5.62(نسبة ب )مرة14( ونالن صوت تكرر ن اهلواء الفم ولكن خيفض احلنك اللني فيتمك بأن حيبس اهلواء حبسا تاما يف موضع من
جويف األنفي، منحه ون عن طريق الت الن صوت وصدور "3")فاذ عن طريق األنفمن الن ة غري عوري األصوات الش (ف ضمن ويصن . ز بوقعه الرنان ومجال موسيقاهغنة جعلته يتمي
.94و 50، ص خصائص احلروف العربية ومعانيها، حسن عباس - 1
. 50ــــ 42، ينظر املرجع نفسه، صةوالشعوري ة احلسي اإحياءا على صواتاأل هذه تصنيفيعتمد - 2
.168علم اللغة مقدمة للقارئ العريب، حممود السعران، دار النهضة العربية، بريوت، ص - 3
؛ دلسيةهو ما يصور بيئة الطبيعة األنو متتع ناظريها وتثري مشاعرهم، اليت ،ةضر املزهرة املخلوين وامت يف الت وتؤثر صفات الص .حيث مزج ابن زيدون مجال الطبيعة جبمال والدة
فات ، بدءا بالص املوالية وينالعناوائت، وهو ما سنتطرق إليه يف اليل للص السمعي والد .األساسية املتمثلة يف اجلهر واهلمس
هوراتالفتحة واوامت العربية، وكل صامت إما أن يكون اجلهر واهلمس صفتان أساسيتان للص إن
قول ونية،يف الن رة و وامت اهالص األبيات اليت شاعت فيها ، ومنامهموس أوجمهورا :اعرالش هل نال حظا من العتىب أعادينـــــــــــــــــا ومل نعتب أعاديكم ،يا ليت شعري
"4"كأنـنا مل نبت والوصل ثالثـنــــــــــــــــا والسعد قد غض من أجفان واشينــــــا ، اقرتن منها بالفتحة القصرية )صامتا 55( البيتنيوامت اهورة يف لغ جمموع الص ب
أشبع االعتماد يف موضعه حرف( :؛ واجلهر كما يعرفه سيبويه)صامتا 27(ويلة والط وسبب "5")وتومنع النفس أن جيري معه حىت ينقضي االعتماد عليه وجيري الص
وتيني، حىت يتجمع اهلواء عند موضع امتناع جريان النفس، هو التقاء الوترين الص . حىت يصل إىل السمعااللتقاء ويتقوى ليتغلب على العائق، ويواصل الصوت جريانه
.301 ــــ 298، ص زيدون، شرح يوسف فرحاتشعراؤنا، ديوان ابن - 4
.434، ص4تح عبد السالم حممد هارون، ج) أيب بشر عمر بن عثمان بن قنرب(الكتاب، سيبويه - 5
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
46
وتيني، مما حيدث عن انقباض فتحة املزمار اقرتاب الوترين الص (؛ حيث وضعية الوترين "1)"وت اهورايل اهتزازمها، وهو ما ينتج عنه الص وبالت يؤدي إىل ضغط اهلواء،
وقد أدى ز بتلوين مسعي قوي وواضح،ها تتمي جعل ،اهتزاز الوترين مع اهوراتو ق سنتطر وهذا ما وداللية خمتلفة، ويلة ا تلوينات مسعيةوالط اقرتان الفتحة القصرية
جاءت بالفتحتنياليت "2"وتية لبعض املقاطع اهورةالقياسات الص إليه انطالقا من .ونوضح هذه القياسات يف اجلدول اآليت ويلة،والط القصرية لقياسات املقاطع اهورة توضيحي جدول
شيناوا جفانأ ديناعاأ املقاطع القياس 0.18 0.14 0.22 الزمن ثا
hz 2666 2792 2540 الدرجة db 59.14 61.89 81.77 الشدة
املفتوحة اللية للمجهوراتلوينات السمعية والد الت استغرق زمن نطقها اليت ) أعادينا(من صيغة ) العني(املفتوحة ملقاطع اهورةمن ا
والواو )ثا0.14( ااستغرق زمن نطقه اليت) أجفان( ةمن صيغ مزةوكذلك اهل )ثا 0.22( ).ثا0.18(وكان زمن نطقها ) واشينا(يف صيغة
اعر وداللية، تتمثل يف جهر الش ، تلوينات مسعيةاملفتوحةاهورات وعكست فهو يوجه رسالة إىل والدة يذكرها أنه أمدها بالوفاء والود والتقدير، ومعاناته؛ بآالمهولكن بعد ما حل بعالقتهما من انقطاع وجفاء نال األعداء قط األعداء؛ ض ر فلم يـ
ومها الفتحة ،العربيةوائت الص املقرتنة بأخف اهورات شاعتو .حظهم من الرضااألحزان ثقل بسبب ،خفيف؛ ألن نفسه تبحث عن الراحة والت القصرية والطويلة
.21ينظر،األصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، ص - 1
.299ص ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ابقة منينظر األبيات الس - 2
�� ا������� � ا���� ا�ول ا������ت ا���� � وا����
47
لوينات السمعيةإىل احلديث عن الت يف العنصر املوايل ننتقلمنه و .وكثرة اهلموم .اللية لصائيت الفتحة املقرتنني باملهموساتوالد
الفتحة واملهموساتجمموعها ويقل "1"سبعة صوامتابقة املفتوحة من األبيات الس املهموسات تبلغ
ومنه جند أن القدماء ويقل تذبذما بسهولةا يتيح للهواء املرور مم متباعدين حني نطقه؛ .ضعف ضغط اهلواء ربطوا صفيت اجلهر واهلمس، بقوة أو
فالصوت املهموس هو : (اهلمس بسكون الوترين الصوتينيوصف ثني من دومن احمل ولكن يف " 3)"طق بهالذي ال يهتز معه الوتران الصوتيان، وال يسمع له رنني حني الن
اجلانب قيتحق ول لتكون مسموعة، الوترين؛أن يصحبها اهتزاز األصوات ال بد ،الواقعغري أن درجة هذا االهتزاز ختتلف حبسب األصوات املنتجة؛ حيث يكون الفيزيائي منها،
فإذا زاد ( االهتزاز قويا يف حالة اجلهر، لتقارب الوترين، وضعيفا يف حالة اهلمس لتباعدمهاانية يسمى الصوت الذي يتولد ذه القوة جمهورا، وقد ة يف الث ز ه 10.000االهتزاز عن
ويسمى الصوت الذي يتولد ذه القوة انيةة يف الث هز 10.000من ز الوتران أقل يهت وقد أدى "5")سكت فحثه شخص( عبارةواألصوات املهموسة جمموعة يف "4")مهموسا
نا األسى لوال تأسين جيكم ضمائرنا اكاد حني تـن ن اـــــيـقضي عليـ اـــــــــــسودا، وكانت بكم بيضا ليالين حالت لفقدكم أيامنا فـغدت نا منه ما شين وإذ هصرنا فـنون الوصل دانية "1"اـــــــــــــــقطافـها، فجنـيـ، وما اقرتن منها مع )صامتا 26(ديدة يف هذه األبيات بلغ جمموع الصوامت الش
هو الذي (ديد والش )%42.30(أي بنسبة )صامتا 11(الفتحة، بلغ جمموعه صائيتطق يف التقاء عضوين من أعضاء الن وهذا من خالل "2)"وت أن جيري فيهمينع الص
واألصوات وت إىل السمع،حىت إذا افرتق العضوان جرى الص وت،موضع صدور الص أجرينا قياسات صوتية لبعض وقد ".3)"أجدك قطبت( عبارة يف ديدة جمموعةالش
خوةر للألصوات االلية والد السمعيةلوينات الت ، والرخوة املفتوحة بلغ )صامتا20(بلغ جمموع الصوامت الرخوة يف البيتني السابقني
اليت بلغت مدة نطقها ) سالم(يف صيغة ) السني( صوت ، منهاجمموعها تسعة صوامتمن صيغة ) الصاد(صوت وكذلك ) 64.46db(، وشدا )2407hz(ودرجتها )ثا0.14(ودرجتها )ثا0.13(وهي من الصوامت املستعلية املطبقة، بلغت كميتها الزمنية ) صبابة()2197hz ( اوشد)65.27 db ( صوت و)اليت بلغ زمن ) خنفيها(يف صيغة ) اهلاء
والدة يف نظر أناقةومن التلوينات الداللية اليت عكستها األصوات الرخوة املفتوحة، عاء هلا بالسالم ، والد وجههانضارا واء مقابل الشاعر، وأن طلوع البدر ال يستهويه
:متهيـــــــــــــــــــدوتنويع ،املعاين ويلة من الصوائت العربية اليت هلا دور يف حتديدوالط إن الكسرة القصرية يف هذا الفصل من إليهتطرق ، وهو ما سنيبيةكواملباين الرت الالت يف الصيغ اإلفراديةالد
ه نونية ابن زيدون، ونستهل اللية يف والد تلويناا السمعية خمتلف خالل الوقوف على .مفهوم صائيت الكسرةبتوضيح
يف مفهوم الكسرة القصريةة كما احي يء والن ة معان، منها اجلزء من الش يطلق مفهوم الكسر يف اللغة على عد
"1)"شيء ناحيتاه الكسر والكسر، اجلزء من العضو، وكسر كل (: جاء يف التعريف اآليتف صائت ويعر . يءاملفهوم اللغوي للكسر، أنه يطلق على اجلزء من الش من خالل يتبني
، منغلق، ليس فيه استدارة صائت قصري، أمامي : (الكسرة يف اال االصطالحي بأنهيرتفع سان الذي الل مقدم نسبة إىل ،صائت أمامي اص الكسرة بأ يصف الن "2)"فموي .حنو الغار قليال
وت الذي ينتج من خالل اللة على الص ويت للد مفهوم أطلق يف اال الص والكسرة سان حنو احلنك ئتني حنو الفم دون عارض، وارتفاع خفيف ملقدم الل انطالق اهلواء من الر اللية؛ فتني إىل الوراء، ويؤثر أداؤها الفيزيولوجي على وظيفتها الد األعلى، وتراجع الش
حلقه من فراق بسبب ماالشاعر النونية تدل على انكسار نفسية حيث ألفيناها يف ويقابل مفهوم .من خالل حتليل األمثلة يف العناصر اآلتية يتضحووحدة، وهو ما س .واخلفض ر الكسرة، مفهومي اجل
.141- 140، 5لسان العرب البن منظور، تح عامر أمحد حيدر، عبد املنعم خليل إبراهيم، م - 1
.138سانيات، أمحد حممد قدور، صمبادئ الل - 2
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
56
بني املفاهيمويف مقاييس اللغة " 1)"اجلذب، أجرين أغاين إذا تابعها( يف املفهوم اللغوي يقصد باجلر اجلذبعلى يدل لغة فاجلر "2")يء وسحبهالش اجليم والراء أصل واحد، وهو مد (
باع شيء ات تتابع أو أيضا هوو ، واجلاذب احبللس ة بوجود تبعي وهو ما يوحي حب،والس فمن "3")ضد الرفع، وقد خفضت وخفض صوا الن وسهل( وأما اخلفض فهو. لغريه
.هولةيونة، والس االخنفاض، و الل ) اخلفض(معاين وظيفته ف أما اجلر "4")يةإحدى عالمات البناء األصل : (الكسر حوي يعد ويف اال الن
وظيفة و "6"اجلرتعد الكسرة عالمة للخفض أو و "5")الكوفينياخلفض عند (يقابله و إعرابيةيغة داخل ة األخرية من الص تتحدد من خالل اقرتاا باملوقعي ،حويالن وائت يف اال الص ة الكلمة بدليل تغريها بتغري مواقع ال تكون أصال يف بني (ايل ، وبالت كيب اللغويالرت
.410، ص1عامر أمحد حيدر، عبد املنعم خليل إبراهيم، ج لسان العرب البن منظور، تح - 1، تح عبد السالم حممد هارون، دار )أيب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا(معجم مقاييس اللغة البن فارس - 2
.410، ص1الفكر، ج
.410، ص7نفسه، م - 3ـــ 1413، 1، ط2ة، بريوت، لبنان، جالعلمي حو العريب، عزيزة فوال بابيت، دار الكتب ل يف الن املعجم املفص - 4
.827ــ 826، ص 1992
.98ة، مكي درار، ص وائت العربي ة للص اللي وتية، والد الوظائف الص - 5
ينظر، معاين حروف اجلر بني الوصف النحوي القدمي واالستعمال اللغوي املعاصر، مارينا جنار، رسالة رفعت - 6إىل دائرة اللغة العربية ولغات الشرق األدىن يف اجلامعة األمريكية يف بريوت الستكمال املتطلبات لنيل درجة
.1986املاجستري يف اآلداب، حريزان
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
57
وائت ذت الص خت اوقد "1")ةفهي حركات طارئة متغري كيب اللغوي، الكلمات داخل الرت وا نصل إىل الغرض وملا افتقرنا إىل عالمات تدل وأخف ألا أقل (عالمات لإلعراب
على املعاين وتفرق بينها وكانت الكلمة من احلروف وجب أن تكون العالمات غري اللغوي كيبرت وائت يف الفالص " 2)"وبراز يف الث احلروف، ألن العالمة غري املعلم كالط
.ه خمتلف املعاينوج ل عالمات، تقود وت متث العريبدة انطالقا من عالمات صوتية حمد تعد ويتواخلفض، يف اال الص واجلر ةالكسر و
يعين اخنفاض احلنك األسفل : (حثني من يرى أن الكسر واخلفضمن الباطقي، و أدائها الن ونرى أن الكسر" 3)"املكسور، وميله إىل أحد اجلانبني وت ارور أوطق بالص الن عند فمن معاين الكسر فتني اللتني تكونان يف هيئة انكسار إىل الوراء،ة الش بوضعي يرتبط
فتان تنكسران؛ أي ترتاجعان للوراء، والذي يرجع معهما هو اجع، والش االنكسار والرت ( عن احلنك األعلى الذي ينخفض سانالل فنسبة لوضعية واخلفض، اجلروأما "4")وتالص
ة وقد تكون وضعي . الفم حنواهلواء طليقا حبيث مير طق بالصوت املكسور؛أثناء الن آخر ااشئ صوتويكون الن ،ضعيفا اب احتكاكقة؛ فتسب سان واحلنك ضي االخنفاض بني الل
للمتنيب، " واملوت اضطرار" دراسة وظيفية تطبيقية يف قصيدة ،وأثرها يف بناء الشعر ويتم الص ة االنسجانظري - 1 ، 2010ـــ 2009إشراف حممد بوعمامة، ،حبري نوارةإعداد دراسة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه يف اللغة العربية،
وتلت صائت الفتحة ) %15.87(ونسبة شيوعها يف القصيدة )1820(وتية الذي بلغ الص ة وداللية متنوعة، مسعي ات ة ابن زيدون خلفي يوع، ومنح شيوعها نوني يف االستعمال والش
.ويلةنتطرق إليها بعد تعريفنا للكسرة الط
ويلةط مفهوم الكسرة ال يفجتاه احلنك األعلى إىل أقصى اسان قة، ومعها يرتفع الل حركة ضي (توصف الكسرة بأا اهلواء نتج من خالل مرور ي ويلةفصائت الكسرة الط "2)"فتنيممكن، مع انفراج الش حد
سان، انكسار م الل ارتفاع مقد ويلةالكسرة الط ة مضاعفةية زمني فتني، كم الش
%24,10 101 جمهور
تعليق وتعقيبي يف مقابل اموع الكل )%24.10(، بنسبة صائتا )101(الياء املدية بلغ جمموع
انية بعد األلف،رت الرتبة الث وتصد .)صوتا 419(ة الذي بلغ فة املضاعوتي يات الص للكم من الواو أخف (فالياء أرجعوا كثرة استعماهلا إىل خفتها، "2"وبعض احملدثني وجند القدماء
وإذا ( راسات احلديثة أثبتت خالف ذلكغري أن الد "3)"عندهم، وهي أشبه باأللفا، من بني الصوائت العربية، كانت أشدها وأقواها، فهي اليت الكسرة وقو قدرنا قيمة
ولذلك كانت . طقي معها ثقالل اجلهاز الن يقوى اهتزاز الوترين الصوتيني معها، ويتحم ، على أساس مراعاة مبدأ االقتصاد املخفوضات يف العربية أقل من املرفوعات واملنصوبات
يتها الفيزيولوجية ويرجع ثقل الكسرة إىل وضع "4")طق واألداءن يف اجلهد العضلي عند الضيقا، فيفها تقرتب ة أشد وذلك لكوا هيئة نطقية حتيل الشفتني إىل وضعي ( أثناء أدائها،
.303ـــ 298 شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص ينظر، - 1
رسالة علمية مقدمة لنيل ،علي القرينعلي عبد اهللا دراسة يف الصوت والبنية، يف اللغة العربية، أثر احلركات - 2وينظر، القيم املتنوعة للحرف والكلمة يف اللغة العربية، ربيع عبد .350 ص ، 2004 – 1425درجة الدكتوراه،
.338، ص4تح عبد السالم حممد هارون، ج) أيب بشر عمر بن عثمان بن قنرب(الكتاب، سيبويه - 3
.112ــ 110ة، مكي درار، ص وائت العربي ة للص اللي وتية، والد الوظائف الص ينظر، - 4
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
60
فالكسرة رقيقة "1")ة للحنك األعلىسان يف أبعد نقطة له مع الواجهة األمامي ة الل أسليف ويلةالكسرة القصرية والط وكان لشيوع، الصوتية نطقها يف القناة ذلك لضيقة، و حاد
نتطرق إليها يف العناصر كيبية، تلوينات مسعية وداللية متنوعة يف املباين اإلفرادية والرت ونيةالن .املوالية، بدءا بتلويناا داخل الصيغ احلدثية
" 3)"باالرتياح(عور ة الش اللي وهو مهموس رخو، ومن بني إحياءاته الد ) احلاء( احللقي انية يغة احلدثية الث ويف الص . قاءوالل اعر أيام الود الش عن ارتياح وعربت الصيغة يف البيت
جاءت و الذي يصدر بالقرب من اللهاة، ويلة بالكافاقرتن صائت الكسرة الط ) يبكينا(ة حقق خفة من ناحي مكسوريت العني يف املضارع، مما )نا، ويبكيناضحكي(الصيغتان
إشراف مكي درار، فيزياء احلركات العربية بني تقديرات القدامى وقياسات احملدثني، إبراهيمي بو داود، - 1 .35ـــ 34ــ ص انية، جامعة وهران ـــ الس 2012ـــ 2011خمطوط دكتوراه،
.299ـــــ 298ان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص شعراؤنا، ديو ينظر، - 2
.21، 1معاين األحرف العربية، إياد احلصين، ردمك، ج - 3
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
61
وقد منح التشكيل تصدر من التجويف احللقي وما يقاربه من اللهاة، واحلاء والكاف ــعن تاوكشف ابعدا شعوري عكستاو وقعا موسيقيا يطرب السامع، البيت ويت للصيغتنيالص
عور إىل حزن هذا الش ة، وكيف آلقرب األحب اعر هلو ومتعة الش ، صور عمق وجداين ، عود عليه، والت قبول احلاضر املؤملوحماولة ر للماضي ، فهو بني تذك وبكاء لفراقهم وبعدهم
فتنوعت "1)"يستعني به لبناء أمل مفقود يراوده ويسعى حنوه(فكان يلجأ إىل املستقبل غلبت الصيغ املاضية؛ ألا كانت وإن الصيغ احلدثية يف النونية بني املاضي واملستقبل،
فع الر ما ضمريصل ـوات والثاين مزدوج االنفتاح،املقطع األول منها مغلق ) بنا(ويف صيغة وفاؤه مفتوحة )العني(ل هو معت ف) بان(وأصل الصيغتني من الفعل م، للمخاطب واملتكل
وإن كانت فتحة أبدلت ضمة فيما عينه واو، وكسرة فيما عينه ياء، ونقلت إىل الفاء (
د السيد أمحد الدسوقي، العلم حمم ) ص األديبة الن دراسة يف لساني (اللة لد وإعادة إنتاج ا لقيات الت مجالي - 1 .74 ، ص2011، 1وزيع، طشر والت واإلميان للن
.299شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 2
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
62
،الياء )بان( أصل األلف يف صيغةألن فكسرت فاء الصيغتني؛ "1)"تنبيها على احملذوفوموقعية الكسرة جاء يف بداية .الكسرةصائت يناسبها ) الياء(و )بني (من الفعل
وهو ما ، لصدورها مما بني الشفتني املخرج املرققة القريبةبالباء وقد اقرتنت الصيغتني،شفت أن والدة كو ، ادا عرب عن معىن االبتعا خفيف الوقع، وداللي ي ا تلوينا مسعممنحه
، ورغم ابتعاد ابن زيدون عنها بسبب فراقه لقرطبة واجلفاء لنأيب ابن زيدون باقابلت ح يف اونشري أن لصائت الكسرة دور .إرغاما ال اختيارا، إال أن شوقه هلا كان يراوده دائما
.للمجهول بينإىل امل املبين للمعلوم تغيري داللة الصيغ احلدثية من
"2"فـقال الدهر آمينا ص نغ غيظ العدا من تساقينا اهلوى فدعوا بأن وحرك املقطع األول صائت /صع/ صعع/ورمزمها /ظ /غيـ/ يتكون من مقطعني الذي
الذي يضم أوله، ويكسر ما قبل يغة هيئة البناء للمجهولويلة، مما أكسب الص الكسرة الط فاستثقلت الكسرة على حرف علة يلي ضمة ) (غيظ (ة األوىل وتي لص اآخره، فتشكيلتها
ق يلتحقهذا و ل لتناسب الياء بعدها، حيث نقلت الكسرة إىل فاء الفع" 3)"قلف بالن فخف، ونقلها ةيغ اإلفرادي وائت يف تغيري تشكيالت ومعاين الص دور الص ومنه يتبني ،األداء خفة
دور يف تشكيل هيئة املبين للمجهول، إذ يشكل عن (؛ حيث هلا من ثقل األداء إىل خفتهة على سالمة هذا األسلوب، يف ة للحركات، وقد حافظت العربي اخلي عديالت الد طريق الت
.33، صأمحد سليمان فتح اهللا األفعال، شرح بدر الدين بن مالك، ةالمي - 1 .298شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 2
.49ص ،أمحد سليمان فتح اهللا األفعال، شرح بدر الدين بن مالك، ةالمي - 3
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
63
واقرتان صائت الكسرة " 1)"امياتة من الس عامله يف غري العربي الوقت الذي اضطربت مبسبب مبادلة اعر، ا يعرب عن اغتياظ أعداء الش تلوينا داللي أكسبها )غيظ(يغة بالص
، مما يدل على مسو ، وبينت عدم ذكر ابن زيدون ألعدائهمع والدة احلب و املودة الشاعراللية لوينات السمعية والد ومن احلديث عن الت .تصرفام ها عن سفاسفةشخصيته وترفع
.ا يف الصيغ الذاتيةمننتقل إىل احلديث عن تلوينالكسرة يف الصيغ احلدثية، صائيت ال
يتميز (املخرج بالنون، وهو صامت ذلقي) جوانح(واقرتن صائت الكسرة يف صيغة أثاء النطق وتعود غنته املوسيقية إىل مرور اهلواء "3")بقوته اإلمساعية العالية، وغنته املوسيقية
من األنف، والغنة من الصفات الفارقة التمييزية، وهي صوت مستحسن يف قراءة القرآن بهتصوير وفاء يف) جوانح(الذاتية وسامهت الصيغة "4"واألشعار، شرط عدم املبالغة يف الغنة
صائت الكسرة اشتملت على ) مآقي(وصيغة .ابن زيدون رغم نأي والدة وإعراضها منحها، واقرتان الكسرة املضاعفة به ته،الذي يتسم جبهره وشد ) القاف(ويلة، املقرتنة بـ الط
ة، فض لوهو اسم ذات ل) ورق(صيغة من الصيغ الذاتية الواردة يف األبيات السابقةو ورمزها /ق/ر /و/ وهو يتكون من ثالثة مقاطع قصرية" 1)"فعل، بفتح فكسر(على وزن
اين صائت الكسرة القصرية، وقد اقرتنت بالراء، اليت نواة املقطع الث /صع/ صع/ صع/سان بتكرار ضربات الل (تصدر ألا اتج عن طبيعة أدائها الفزيولوجيز بتكرارها الن تتمي
صوت جمهور، واقرتن فهي" 2)"طق بهة عند الن ر اللثة، وتتذبذب األوتار الصوتي على مؤخ يغة وضوحا مما ساهم يف منح الص ،وجهرها تها وخفتهاالكسرة القصرية، اليت تتسم برق به
ن من حيث خفيفا يغة بفتح يليه كسر، ومها صائتان متقاربانهذه الص بدء كما أن ا،مسعي ، وأكدت ا يوحي بصفاء ونقاء احملبوبةا خفيف الوقع، وداللي ، أكسبها تلوينا مسعي أداؤمها .)ورقا(املذكورة بعد صيغة ) حمضا(اللة صفة لد هذه ا
ومن الص واقرتن يف صائيت الكسرة، بن ايغتالص بدأت) سدرة، وغسلينا(ة اتي يغ الذق مستفل، وهذا صوت مرق كذلكالكسرة و ، الذي يتسم باالستفالني يغة األوىل بالس الص
نوع من وامتفلكل نوع من الص ( ا صوتي ق انسجاماائت حق امت والص االمتزاج بني الص
بو حفص عمر بن أيب حفص املعروف بالشيخ عمر ،يف التصريف على البسط والتعريف طيففتح الل - 1 .58 الزموري، ص
وذكر .346 - 345ص ،2000 دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة،علم األصوات، كمال بشر، - 2وذلك بسبب الرتمجة من اللغات األجنبية اليت ال تفرق بني املثىن ) األوتار(النص الوترين الصوتيني بصيغة اجلمع
.واجلمع
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
65
وهو ما منحها " 1)"احلركات يناسبها، فاألصوات املرققة الصفريية، واألسنانية تؤثر الكسرة .ا مستساغاعي تلوينا مس
، جمهور، يلقحاقرتنت الكسرة القصرية بالغني، وهو صامت أدىن ) غسلينا(ويف صيغة يوضع طرف اللسان (اليت تنتج عندما ويلة بالالمواقرتنت الكسرة الط .، ومستعلرخوو
على اللثة؛ حبيث تنشأ عقبة يف وسط الفم، مع ترك منفذ للهواء عند إحدى حافيت يصفونه بسمة " 3"ة هذه جعلت احملدثنيطقي وطريقته الن "2)"تيهعند حاف اللسان، أو
االمتداد؛ المتداد جمرى اهلواء من حافيت اللسان، فامتداد اهلواء مع الالم، ومع الكسرة مستحبا متثل يف خفة األداء وسهولة يغة تشكيال صوتيا املضاعفة املقرتنة به، منح الص
ين الذي خلفية داللية تكشف عن البعد الدي )سدرة، وغسلينا(صيغتا وعكست ،النطقولته من والده، مث مبادئ الدين وتعاليمه وعلومه يف طف ألنه تلقى ؛حيمله الشاعر يف نفسه
ة ــــ بنعومة احلياة أيام وهي اسم لسدرة املنتهى يف اجلن ) سدرة(أوحت صيغة و جده ألمهن حديثنا وم. فراق والدةعربت عن مرارة العيش بعد فقد ) غسلينا(الوصال، وأما صيغة
ة، ننتقل إىل احلديث عن اتي يغ الذ اللية لصائيت الكسرة يف الص ة والد لوينات السمعي عن الت .ةيغ الوصفي تلويناما يف الص
– 1425فوزي حسن الشايب، عامل الكتب احلديث، األردن، ة يف بناء الكلمة، وتي الص أثر القوانني - 1 .258ص، 2004
صالح حسنني، دار الكتاب ) ملقارنارخيي واعلم األصوات املعاصر الت (املدخل إىل علم اللغة املعاصر - 2 .42، ص 2008 -1428احلديث،
.نفسه - 3
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
66
ةيغ الوصفي الكسرة والص :من قول ابن زيدون )كاشحا(، اسم الفاعل ةوني ن الة الواردة يف يغ الوصفي من الص
"1"روا كاشحا فينانا، وال أن تس ب حقنا أن تقروا عني ذي حسد مامزدوج األول املقطع /صصع/صع/صعع/ من ثالثة مقاطع )كاشحا(تتشكل صيغة
واملقطع الثالث منغلق التصاله بالنون الساكنة نطقا ال ،االنفتاح؛ لتحركه بالفتحة الطويلةبصامت ة، املقرتنواملقطع الوسط بينهما قصري مفتوح؛ لتحركه بالكسرة القصرية خطا،
انتشار اهلواء (وهي ؛فشيز بصفة الت ، مهموس، رخو، يتمي ني، وهو صامت شجري الش فهو صامت يتميز بسهولة أدائه، واقرتن " 2)"نيطق بصوت الش سان عند الن من جانيب الل
وقد دون عائق يعرتضه ملرور اهلواء معه طليقا خبفتهو باستفاله زبه صائت الكسرة املتمي ، عي املخرج، وهو ما أكسب الصوعذوبة أدائيةيغة خفة وقع بني صائتني خفيفني متس ،
طق ا، وهلذا الن فيفة، ليخف ة من حركات خأوصاف الكلمة أن تكون مبني (، فمن مسعيةقيلة فإنه إذا تواىل حركتان خفيفتان يف كلمة واحدة مل تستثقل، وخبالف ذلك احلركات الث
هلا دور ،ايل فاحلركات اخلفيفةوبالت " 3)"إذا تواىل منها حركتان يف كلمة واحدة استثقلت ا تلوينا داللي ) كاشحا(صيغة ة خفة وسهولة يف األداء، ومحلت يغ اللغوي يف إعطاء الص
.اليت يتصف ا أعداء الشاعر واحلسد واحلقد يوحي بصفة البغض
.299ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 1
.95، أمحد زرقة، أسرار احلروفأصول اللغة العربية، - 2، قدمه وعلق عليه أمحد احلويف، بدوي )ضياء الدين(ابن األثري ،يف أدب الكاتب والشاعر املثل السائر - 3
.206ص ، دار ضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، القسم األول، طبانه
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
67
تألفنا، تصافينا، : (مثل الكسرة، املصادر اا صائت ليت اقرتنيغ الوصفية االص ومن :من قول الشاعر )إجالال، تكرمة
ومربع اللهو صاف من تصافينـــا ،جانب العيش طلق من تألفنا إذ "1"عن ذاك يـغنينــــاـــــة وقدرك املعتلي لسنا نسميك إجالال وتكرمــــــ
الكسرة باقرتن ) تصافينا( صرية، ويفالكسرة القبالفاء اقرتن صامت ) فناتأل (ة ففي صيغصيغة نطق ن ألمنهما؛ يغتني، سنجد اختالفا يف أداء كل الص بطق ويلة، وعند الن الط منهما يعود إىل واختالف أداء كل ) تألفنا(وقعا من صيغة أسهل أداء، وأخف ) يناتصاف (
سبق املقطع املقرتن بالكسرة ) تصافينا(ففي صيغة ؛يغتنيطبيعة احلركات املتوالية يف الص ويلة املتسمة خبفتها وطالقتها، وقرب خمرجها من الكسرةالفتحة الط ب حمركويلة، مبقطع الط من صيغة القصرية الكسرةبك بق املقطع املتحر بينما س ."2)"فال يوجد افرتاق كبري بينهما( حوميكن أن نوض ،سمة بثقلها، وبعد خمرجها عن الكسرةاملت مبقطع حركته الضمة) تألفنا(
."3"سم اآليتباعد بالر قارب والت من حيث الت العالقة التجاورية بني الصوائت العالقة التجاورية بني الصوائت العربية
الضمة الكسرة الفتحة
.301، وص 299ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 1
حتليل وتوضيح يف ةجاوري أن الصوائت العربية ختتلف من حيث العالقة الت ،سممن خالل الر نالحظ
فالضمة والفتحة متجاورتان متباعدتان، والفتحة والكسرة متجاورتان ( طقيةن القناة ال
توايل احلركات له ومنه جند أن "1)"ن غري متجاورتنياة والكسرة متباعدتمتقاربتان، والضم
من بعضها وذلك حسب قرب أو بعد خمارجها ،ثقلها دور يف حتديد خفة الكلمات أوأوحى بتصايف اتلوينا داللي )تصافينا، تألفنا( نايغت، وعكست الص داخل القناة الصوتية
آلف بني احملبوبنيالوصال والت. اليت اقرتنت "2")إجالال(ومن املصادر اليت اشتملت على صائت الكسرة، صيغة طق وت يعلو عند الن حرف جرس ألن الص ( :، وتوصف بأاحلقيةاألقصى ) باهلمزة(
واقرتان صائت الكسرة باهلمزة أدى إىل وجود انسجام صويت يف املقطع؛ حيث أن " "(3امث ف اهلواء لفرتةفيتوق " 4")وتية متاما مث أطلقتالص أغلقت األوتار(اهلمزة تصدر إذا وتر حبد أقصى من االستمرار واإلمساع، وحبد أدىن من الت فتنتج (وائت ينطلق، وأما الص
احتكاك، ض لتوتر أووائت تصدر بطالقة من احللق دون أن تتعر فالص " 5)"واالحتكاكوقد مسح هلا عدم االحتكاك ( الحتكاك جعلها تتميز بقوة إمساعوعدم تعرض الصوائت ل
.301ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 2
الكرمي، تأليف حممود خليل احلصري، ضبط حممد طلحة بالل منيار، املكتبة املكية، دار القرآن قراءة أحكام - 3 .109ص ،1999، 4البشائر، ط
، 1998ــ 1419، 8أسس علم اللغة، تأليف ماريو باي، تر وتع أمحد خمتار عمر، عامل الكتب، ط - 4 .77ص
.78، صنفسه - 5
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
69
اليت تفقد كثريا من طاقتها يف أثناء طاقة أعلى بكثري مما حتمل الصوامت بأن حتمل شكيلة الت وهذه وهي من أعمق األصوات خمرجا، "1")آلة الصوت مناالحتكاك مبواضع
ها بعدا تا خفيف الوقع على اآلذان، ومنحتلوينا مسعي أكسبتها) إجالال(وتية لصيغة الص .اعردة يف نفس الش قدر وال مسو و عمق املشاعر يكشفا داللي ر، اء املكر بصامت الر ،اهورة الكسرة القصرية فيها قرتنتا اليت )تكرمة(وكذلك صيغة
ا يغة تلوينا مسعي هو مقطع منح الص ف "2)"اكنة يف السمعأوضح األصوات الس (وهو ويكشف ، رالذي يوحي به صوت الراء املكر املستمر الشاعر يفسر حب ا، وداللي واضحا
.تكرمة هلا يف قصائده حيث امتنع عن ذكر امسها عن تقدير الشاعر حملبوبته؛
يغ األداتيةالص الكسرة يفموقعية لفظ (، واألداة صائيت الكسرة على ةوتي ها الص تتركيب ونية أدوات اشتملتيف الن تورد
، ومن األدوات قول داللة الرتاكيبوهي اليت حتدد "3")ةحوي دال على معىن من املعاين الن اعرالش:
"4"فـقال الدهر آمينــــــا ص قينا اهلوى فدعوا بأن نـغ اغيظ العدا من تس
مفهوم القوة والضعف يف أصوات العربية، حممد حيىي سامل اجلبوري، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، - 1 .96، ص 2006ــ 1427، 1ط .103ص ،أحكام قراءة القرآن الكرمي، تأليف حممود خليل احلصري، ضبط حممد طلحة بالل منيار - 2
.79، ص3، ج3العريب، بريوت، طرفها، حممد األنطاكي، دار الشرق ة وحنوها وصاحمليط يف أصوات العربي - 3وينظر، دور احلرف يف أداء معىن اجلملة، الصادق خليفة راشد، منشورات جامعة قار يونس، دار الكتب
.42ـــ 41الوطنية، بنغازي، ص
.298ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 4
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
70
الن من الكسرة ويتشك ومها من أدوات اجلر، )الباءمن، و (ن يف البيت األداتا تورداللية والد اما السمعيةونشري إىل تلوين). امليم، والباء(فويني امتني الش القصرية املقرتنة بالص
ونصاميت امليم والن فهي أداة مشكلة من) 63.63db(ا وشد ) 2887hz(ودرجتها القياس الصويت ألداة اجلر ) 2كلالش (وميثل "1")األصوات الواضحة(ان من ن يعد ياللذ
وهي ) 62.5db(ا وشد ) 2662hz(ودرجتها ) ثا0.28(واستغرق زمن نطقها ) الباء(وائت وترقيق الص "2")طق اق فتحتها أو ضمتها أو كسرا عند الن احلروف اليت ترق من (
شكيلوامت املستفلة، واشتمال الت ن الص إىل طبيعة نطقها؛ فهي م يعود الباءاملقرتنة بامع مسعيا يستحسنه الس منحها وضوحا ومجاال على الكسرة) الباء( ويت ألداة اجلر الص
.القارئ هلا أواملستقبل
1 - لمن اإلعجاز اللغوي يف سورة الفاحتة، أمحد فليح، ا العدد 5ة، مراسات اإلسالمي ة األردنية يف الد ، .9، ص2009ـــ 1430) ب/2(
شر، اململكة سليمان فياض، دار املريخ للن ) اا، كتابي ا، حنوي ا، صوتي معجمي (استخدامات احلروف العربية - 2 .27، ص1998ــــ 1418ة السعودية، العربي
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
71
أن نطلق عليها اسم (وميكن "1")بعيض، ويصلح موضعها بعضالت ) (من(وتفيد ن اأفادت األداتو "3")ةالسببي ) (الباء( جلر ومن معاين أداة ا "2")جزئة، أي جزء منالت ادس املشاعر، فدعا ح تساقي احملبوبني بعض تلوينات داللية تعرب عن )من، والباء(
وقد يكون التلوين الداليل ألداة اجلر .اعر بتنغيص هذا التساقي العذب املستساغالش ببية؛ فيكون املعىن أن أعداء الشاعر أصاب نفوسهم الس هو الداللة على يف البيت) من(
ومن األدوات .بغض وحسد بسبب تساقي ابن زيدون ووالدة مشاعر احلب والود :ابن زيدوناملشتملة على الكسرة قول
"4"نــــــــــــايإذ جانب العيش طلق من تألفنــــــــا ومربع اللهو صاف من تصافا اسهبعد قي السمعي، والداليل تلوينهاونتحدث عن )إذ(من األدوات الواردة يف البيت
.ويت اآليتالص )ذ إ (لألداة ويتالقياس الص
)3كلالش (
قراءة يف الرسم الطيفييتها الز ) إذ(ويت لألداة القياس الص )3كل الش (ميثل ثا 0.32(منية اليت بلغت كم (
احتلت موقعية الصدارة يف البيت مما نراها و )61.04db(ا وشد ) hz 2962(ودرجتها
وينظر، موسوعة معاين .13صة، إبراهيم بن حممد بن إبراهيم السفاقسي، ة مبعاين حروف العربي التحفة الوفي - 1 .212، ص2003احلروف العربية، علي جاسم سلمان، دار أسامة للنشر التوزيع، األردن، عمان،
.62حروف املعاين بني األصالة واحلداثة، حسن عباس، ص - 2 .54نفسه، ص - 3 .299ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 4
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
72
أدت يف و "1")ياقعليل يف الس مقام أداة الت (أا تقوم ومن معانيها ،ا قوياتؤدي وقعجعلها اللهو الذي حظي به ابن زيدون زمن العيش وسعة رغد أن ا كشفالبيت تلوينا داللي
ومن . كان سببه صدق التآلف، وتصايف احملبة والعالقة بينه وبني والدة إقامته يف قرطبة :اعرقول الش اليت أفادت التعليل واليت اشتملت يف تركيبها الصويت على الكسرة، األدوات
"2"أيامنا فـغدت سودا وكانت بكم بيضا ليالينــــــــــــاحالت لفقدكم .اآليتيفي سم الط ويت، الذي ميثله الر اليل بعد قياسها الص ونشري إىل تلوينها الد
)الالم(ألداة مع القياس الصويت
)7كلالش (
تعليقا وشد ) 3131hz(ودرجتها ) ثا 0.30) (مالال ( طقي ألداة اجلر بلغ األداء الن )67.29db ( ا الدة اللي ومن تلوينا) أيام حتول سببلت يف البيت، وقد عل "3")عليلالت
ومن األدوات .والدة، لبعده عن أرضه، وفقده إىل سواد اليت يقضيها يف إشبيلية اعرالش :أيضا، قول ابن زيدون
اشر مكتبة فاضل مصطفى الساقي، تقدمي متام حسان، الن كل والوظيفة،م العريب من حيث الش أقسام الكال - 1وينظر، موسوعة معاين احلروف العربية، علي جاسم سلمان، .322، ص 1977ــ 1397اخلاجني، القاهرة،
. 21ص .299ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 2
قاسم املرادي، تح فخر الدين قباوه، حممد ندمي فاضل، دار أم اجلىن الداين يف حروف املعاين، احلسن بن - 3 .28، ص1992ـــــ 1413، 1الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
73
"1"ما ضر إن مل نكن أكفاءه شرفــــــــا ويف املودة كاف من تكافينــــــــــــــا ونورد تلويناما السمعية والداللية، بعد القياس ) إن، يف: (ورد يف البيت أدوات، منها
زيدون والدة أن شرف ابن عبدوس الذي نافسه يف حبه البيت السابق؛ حيث يذكر ابنقلت كميتها ) يف(ونشري إىل أن األداة . ال يسبب له ضررا، إذا قورن مبودما الصافية هلا
.301ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 1كتب األزهية يف علم احلروف، علي بن حممد النحوي اهلروي، تح عبد املعني امللوحي، مطبوعات جممع - 2
. 45، ص1993ــ 1413اللغة العربية بدمشق، وينظر، موسوعة معاين احلروف العربية، علي .75حسن عباس، صحروف املعاين بني األصالة واحلداثة، 3-
.136جاسم سلمان، ص
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
74
)يف املودة(قياس الرتكيب الصويت
تعليق وتعقيب
) املودة(احملركة بالكسرة املضاعفة عندما وليها مهزة الوصل من صيغة ) يف(بلغ نطق يتها أثناء نطقها مفردة ـــ وبلغت ) ثا 0.18( ـــ مبني يف القياس الصويت السابق كما هو كميتها ) ثا 0.39( ية الصوائت الطويلة، حبيث تقل كم ر يف كمومنه يتبني أن مهزة الوصل تؤث
ألا وصلة (أطلق عليها مهزة وصل و باشرة مع مقاطع مبدوءة مزة وصلعند نطقها متها وهناك من يؤثر تسمي" 1)"تلفظ بهإىل النطق باحلرف الساكن وسبيل إىل التمكن من ال
ولعل تأثري مهزة الوصل يف كمية الصوائت املضاعفة يرجع إىل أا " 2)"بصائت اإليصال(كما جاء يف قول ابن ) إال (ومن األدوات املشتملة على الكسرة "3)"صويت قصري (
.وقد أجرينا قياسها الصويت، كما يوضحه الرسم الطيفي اآليت
وينظر أثر . 309أحكام قراءة القرآن ، حممود خليل احلصري، ضبط نصه وعلق عليه حممد طلحة بالل، ص - 1، 1987ــ 1408، 1حو العريب، أبو عمرو بن العالء، تأليف عبد الصبور شاهني، طالقرآت يف األصوات والن
صريف، املقاسم بن حممد بن سعيد املؤدب، تح أمحد ناجي القيسي، حامت صاحل وينظر، دقائق الت . 409ص .99الضامن، حسني تورال، ص
.75ص عبد القادر عبد اجلليل، -morpho-phonology -رف الصويتعلم الص - 2 .79نفسه، ص - 3 .299ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 4
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
75
)إال (القياس الصويت لألداة
) 6كل الش (
قراءة يف الرسم الطيفي) ثا 0.46(ة اليت بلغت كميتها األدائي ) إال (القياس الصويت لألداة ) 6كلالش (ميثل
وأوحت يف البيت " 1)"االستثناء(ومن معانيها )73.86db(ا وشد ) 3411hz(ودرجتها مل تنصرف أمانيه إىل سواها، وكان الوفاء لوالدة فخصها حببه، و بوفاء الشاعر حملبوبته؛
يف ، ننتقل إلفراديةومن احلديث عن الصيغ ا .الشاعر يف حياته رغم فراقه هلااعتقادا لزمه ويلة داخل ا الكسرة القصرية والط ه تـ د اللية، اليت أ لوينات السمعية والد الت العنصر املوايل إىل
املقرتنة اوامت لوينات على إحياءات الص كيبية، معتمدين يف حتليل هذه الت املباين الرت .باختالف صفاا، ونبدأ بصفيت اجلهر واهلمس
مع اهورات املكسورةونية، تلوينات مسعية وامت اهورة يف الن ويلة بالص أدى اقرتان الكسرة القصرية والط
:اعرة متنوعة، كقول الش وداللي لى و يـبلين ــح م ــــــــــــــنا بانتزاحه ــــــــــــيمن مبلغ امللبس اـــزنا مع الدهر ال يبـ
نـيا اللقاء بكم يف موقف احلشر نـلقاكم وتـلقونــــــا كان قدإن يف الد عز
.390ص كل والوظيفة، فاضل مصطفى الساقي، تقدمي متام حسان،أقسام الكالم العريب من حيث الش - 1 ، دار إقرأ1وينظر، كفاية املعاين يف حروف املعاين، عبد اهللا الكردي البيتوشي، شر و تح شفيع برهاين، ط
وينظر، كتاب حروف املعاين، الزجاجي . 180، ص 2005ـــ 1426للطباعة والنشر والتوزيع، سورية ـــ دمشق، حققه وقدم له علي توفيق احلمد، مؤسسة الرسالة، بريوت، دار األمل، ) أبو القاسم عبد الرمحن بن إسحاق(
.7، القسم الثاين، ص 1986ـــــ 1406، 2األردن، ط
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
76
"1"حىت يكاد لسان الصبح يـفشينــــــا ران يف خاطر الظلماء يكتمنا، ـــــــس ، وقد منحتها خلفيات مسعية صوتا )16(بلغ جمموع اهورات املكسورة من األبيات
رط خا ـناليــيبـــ ــــغلــمبــــ املقطع 0.11 0.20 0.12 الزمن ثا hz 2684 2461 3237 الدرجة
db 68.56 58.77 50.44 الشدة
وقفة مع مكونات اجلدول
) مبلغ، يبلينا(م من صيغيت الال ويلة، املقرتنة بالكسرة القصرية والط من املقاطع اهورة القرتاا بالكسرة القصرية، وبلغ زمن ) ثا 0.12( يغة األوىل وقد بلغ زمن نطقها من الص
) خاطر(والطاء يف صيغة ويلة،القرتاا بالكسرة الط ) ثا 0.20(انية نطقها يف الصيغة الث ).ثا 0.11(وكان زمن أدائها
ة، الكسرة جمهورة، مرقق (رة، وذلك أن ة مؤث تلوينات داللي وعكست اهورات املكسورة وتألمه ملا آل إليه من فصال بعد وصال، عاطفة الشاعر ةت عن رق فعرب "2")ةحاد
ومنه ننتقل إىل .كشفت أن فراق ابن زيدون لقرطبة جعل لقاء والدة أمرا صعب املنالو .اللية للمهموسات املكسورةالتلوينات السمعية والد
مع املهموسات املكسورةوقد سامهت صوتا) 11( "3"ابقةاملهموسات املكسورة من األبيات الس بلغ جمموع
.وضيحي لقياساا الصوتيةة عميقة، نوردها بعد اجلدول الت ات داللي باإلعراب عن خلفي
.وما بعدها، 298شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، صينظر، - 1
.110ة، مكي درار، ص وائت العربي ة للص اللي وتية، والد الوظائف الص - 2
.299 ـــ 298ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 3
ويف الصيغة الثانية استغرق ) ثا 0.14(يغة األوىل وبلغت مدا النطقية يف الص )ويسقينااليت ) الود (من صيغة ) الدال(الطويلة، وكذلك الكسرة بسبب) ثا 0.21(زمن نطقها
وامت لص االكسرة اصائت منحو القرتاا بالكسرة القصرية،) ثا 0.12(استغرق زمن نطقها على جتميع (وائت هلا قدرة لص ا وواضحا، فاا قوي تلوينا مسعي السابقة األبياتيف ديدةالش ومن وتدل الكسرة على التغري وانتقال األحوال، "2")وامت، وإعطائها قوة يف األمساعالص
،إىل قصرها الربكة، وانتقال اعر حملبوبته باخلريعكستها دعاء الش اللية اليت تلويناا الد صفاء بمجاهلا ونورها ووصف شبهاعر بوالدة؛ حيث ة إعجاب الش وأعربت عن شد
ومن حديثنا عن .وجت بالذهب اخلالص زيادة يف احلسن واجلمال، وكأا تـ الفضة
.، وما بعدها300ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 1يف األصوات اللغوية ــ دراسة يف أصوات املد العربية ــ غالب فاضل املطليب، منشورات وزارة الثقافة واإلعالم، - 2
وينظر، أثر احلركات يف اللغة العربية، دراسة يف . 73، ص1984، اجلمهورية العراقية، )364(سلسلة دراسات .350ص لبنية، علي عبد اهللا علي القرين،الصوت وا
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
79
ديدة، ننتقل إىل وامت الش بالص نياللية لصائيت الكسرة، املقرتنلوينات السمعية والد الت .ملتوسطةوامت االلية من خالل اقرتاما بالص ما السمعية والد احلديث عن تلوينا
، وبعدها، ينسيه أمل فراقها خليال بديال عن والدة يتخذالفراق والنأي إال أن الشاعر مل فاحلزن واألسى ( ا كان حيمله ابن زيدون من معاناة وصرب وأسىوهو ما يكشف عم
اليت حتملها الصوائت يف واخلوف واالغرتاب والشوق واملوت والتحسر هي أهم الدالالتونالحظ يف البيتني شيوع كمية .تساعومتيزها باال وهذا لقوة هذه األصوات "2")امتدادها
.صوتية وهي السكون، ونتطرق إىل تلوينها الداليل يف العنصر املوايل السكون مفهوم وداللة
السني والكاف والنون : (ومعناه اللغوي) سكن( إن مفهوم السكون مشتق من الفعل من خالل النص يتبني لنا أن "3")أصل واحد مطرد، يدل على خالف االضطراب واحلركة
ويستعمل ذا .االضطراب واحلركةعكس السكون يف املفهوم اللغوي ليس حركة؛ فهو طق السكون عبارة عن خلو العضو من احلركات عند الن : (املعىن يف املفهوم االصطالحي
.طق عن احلركةفهو من الناحية الفيزيولوجية توقف أعضاء الن "4")باحلرف " 5")بناء يف مثل النسوة يكتنب، واكتب الدرسعالمة (السكون ويف اال النحوي يعد
مل المات، حنو املة المثل األفعال املضارعة الس ( ويكون السكون عالمة لإلعراب أيضا
الصوتية وداللتها يف شعر عبد الناصر صاحل، دراسة تارخيية وصفية حتليلية، رسالة ماجستري، إعداد البنية - 2، 2003ــ 2002إبراهيم مصطفى إبراهيم رجب، إشراف فوزي إبراهيم أبو فياض، اجلامعة اإلسالمية، غزة،
.25ص .88، ص3ج معجم مقاييس اللغة البن فارس، تح حممد عبد السالم هارون، - 3وينظر، كيف نتعلم اإلعراب، طريقة ملونة .183، ص1ج جالل الدين السيوطي، األشباه والنظائر، - 4
.263، ص2012ــ 1433، 9مبتكرة، توفيق بلطهاجي، دار الوعي للنشر والتوزيع، اجلزائر، ط .16ص سليمان فياض، ،معجميا، صوتيا، حنويا، كتابيا استخدمات احلروف العربية - 5
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
81
ولعل ما ذهبوا "2"ويذهب بعض الدارسني إىل أن السكون ليس كمية صوتية "1")يضرب لكن من " 3")على أساس مبدأ الضدية واملقابلة بني مفاهيم الصوائت ال وظائفها(يقوم إليه
نطقا ال شيئ، ولكن كونكون حركة، إن الس ميكن أن حنسب الس (حيث القيمة والوظيفة ، إنه حركة سالبة نطقا، إجابية له وظائفه اخلاصة به اليت تعدل وظائف احلركات املعهودة
مع احلركات، له دور يف بناء الصيغ، وله دور إنه يتبادل املواقع والوظائف قيمة ووظيفة،فالتجربة الصوتية (ن السكون حيظى بكمية صوتية إميكننا القول و "4")مهم يف اإلعراب
، ومن مثة بات اكن أمكن تصويتا من الصامت املتحركمت الس اعند النطق أثبتت أن الص وعليه فإن ذهاب بعض الدارسني إىل أن "5")ت أمرا حمتوماصو كصوت م إدراج السكون
، وذلك أن للسكون كمية صوتية قد يكون نظر إعادة السكون ليس كمية صوتية فيه .حتصل عليها من املقطع الصويت السابق له
ووظيفة حنوية، فهو اصوتي اومبا أن للسكون وجود .من نفس ابن زيدون اهلادئة املتزنةاللغوي العريب، فالسكون كذلك كمية صوتية تصور البعد الداليل الذي حيمله الرتكيب
شخصية عن شيوعه يف القصيدة وكشف "6")والسكينة والراحةباالستقرار والصرب، (يوحي
.94، ص1ج جالل الدين السيوطي، األشباه والنظائر، - 1طقي، دراسات وصفية تطبيقية، هادي ر، عامل الكتب احلديث، األردن، عمان، ينظر، علم األصوات الن - 2 .219، 2011ــ 1432، 1ط، 1التحوالت الصوتية والداللية يف املباين الرتكيبية، سعاد بسناسي، عامل الكتب احلديث، إربد، األردن، ط - 3
.153، ص2012
.456األصوات ، كمال بشر، صعلم - 4 .66امل يف املباحث الصوتية من اآلثار العربية، مكي درار، ص - 5، 2010، 14جماالت السكون ووظائفه الصوتية يف املباين الرتكيبية، سعاد بسناسي، جملة القلم، العدد - 6
. 5ص
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
82
اتزاا وحكمتها؛ فقد كان مكلفا باألمور السياسية وما يرتبط و شخصية ابن زيدون الثابتة الذين سعوا بكل احليل لتنغيص ورغم ما حلقه من أعدائه وحساده ا من شؤون الرعية،
وبقي ثابتا يستسلمإال أنه مل ، وإبعاده عن أرضه، وتفكيك عالقة املودة بأحبائه، حياته .أحالم وآمال املستقبلو املاضي، ذكريات ب يستأنس، وقويا
الكسرة والرخاوةالسمعية والداللية لألصوات الرخوة نقف يف هذا العنصر عند التلوينات
:املكسورة، ونورد هلذا بعض األمثلة كقول الشاعر اـــــــــــــــــــايينـــــــكانت له الشمس ظئرا يف أكلتـــــــــــــــــــــــه بل ما جتلـــى هلـــــــــــــــا إال أحـــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــاضر إن مل نكن أكفــــــــــاءه شرفــــــــــــــــــا ويف املودةكـــــــــــاف من تكــــافينــما "1"من لو على البـعد حيا كان حييينــــــــــــــــــــا ويا نسيم الصبـــــــــــــا بـلغ حتيتـنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
واملقرتنة منها بصائيت صامتا، )19(يف هذه األبيات خوة وامت الر بلغ جمموع الص قياساا ، ونتطرق إىل تلويناا السمعية والداللية بعد صوامت الكسرة بلغ جمموعه ستة
).ثا 0.14(طقية بلغت كميتها الن اليت ) ظئرا(والظاء من صيغة سامهت األصوات الرخوة املكسورة يف منح األبيات خفة يف األداء، واستساغة يف و
واألصوات الرخوة يزان مبرور اهلواء معهما طليقا، ة يتمالسمع؛ وذلك أن صائيت الكسر وعكست يف األبيات السابقة بعدا دالليا صور " 1)"تستخدم يف التعبري عن أمور لينة(
ة ،كما عربت عن رق نابعا من نور الشمس الشاعر جعلهحسن والدة ومجاهلا؛ الذي طرق يف العنصر املوايل إىل ونت. الم والتحية إىل حمبوبتهاملشاعر وصدقها وإبالغ الس
هي الياء و ) ويلةصائت الكسرة الط (املدية لياء ختتلف عن ا احلديث عن ظاهرة صوتية .نةاللي
مع الياء اللينةأو صوت لني؛ فاألوىل صائتا أو إما أن يكون صامتاإن صوت الياء يف اللغة العربية
والكسرة )يؤيت(: والضمة يف مثل )بايع(: ، الفتحة مثلالثأن تقبل احلركات الث عالمتها ليت يكون ا حلركة، ونقصد ا الياء املديةانية هي عدم قبوهلا اوعالمة الث )حيي (: يف مثل
: حنو) ريةلكسرة القصلصائت اويلة املضاعف صائت الكسرة الط (مكسورا ما قبلها .)بـيع(: ما قبلها دائما، مثل اوأما الياء اللينة فعالمتها أن تكون ساكنة مفتوح )مسيع(نة عن وختتلف الياء اللي "2")وت بال عنت وال كلفة هينا مرسالإجراء الص (ومعىن اللني
ية الز ة يف الكيفية الن ي املد سان تقريبا يف ل يكون ال(نة فعند نطق الياء اللي ؛منيةطقية والكمسان يكون قريبا من احلنك الصلب، إال أن من الل األمامي اجلزءنطق الكسرة أي أن
.145صة، صاحل سليم عبد القادر الفاخري، وتية يف اللغة العربي الداللة الص - 1
طق امت تكون أضيق منها يف حال الن طق بنصف الص الن حني سان واحلنكالفجوة بني الل جيعلها أقرب إىل األصوات االحتكاكية، للياء، احتكاك ضعيفائت، فيسمع بالص
ة اليت تكون امت يكمن كذلك يف املد ائت ونصف الص باإلضافة إىل أن الفارق بني الص : كصيغيت شتملة على الياء اللينةم ت يف النونية صيغوورد "1")أطول لدى إنتاج الصائت
:من قول الشاعر )الطيف، و متلينا(نـــــــــــــا بزهرــــــــــــا، مىن ضروبــــــــــــــ ات أفانينـــــاويــــــــــــا حيـــــــــــــاة متليـ ـــا، ولذ
"2"اـــــــيـقنعنا، والذكر يكفين فالطيف ةــــــــــــــــــــــأويل وفاء وإن مل تـبذيل صل طع الياء اللينة، نوردها يف اجلدول اآليت، مث نتحدث وأجرينا قياسات صوتية لبعض مقا
.اللية يف نونية ابن زيدونبعده عن تلويناا السمعية والد نةالياء الليقياس جدول
ـفطيـالـ ناليـــمت املقطع 0.34 0.33 ثا الزمن hz 2702 2955 الدرجة
db 65.12 69.8 الشدة
تعليقنة، لمقاطع املشتملة على الياء الليل طقييظهر من خالل اجلدول اختالف األداء الن
امت ة، ولعل مرد هذا االختالف يرجع إىل طبيعة الص رجة والشد من والد من حيث الز وسبقت الياء الساكنة يف )ثا 0.33(بلغ زمن نطقها ) متلينا(قبلها؛ ففي صيغة املفتوح الياء الساكنة سبقت) الطيف(يف صيغة و )ـل + لـ (لصيغة بكمية صوتية مشددة هذه ا
وينظر، األصوات اللغوية، رؤية . بتصرف 41ـــ 40أصول اللغة العربية، أسرار احلروف، أمحد زرقة، ص - 1. 163، ص 2003، 1شر، عمان، األردن، طللن عضوية ونطقية وفيزيائية، مسري شريف إستيتية، دار وائل
.202ــ 166وينظر، علم األصوات، كمال بشر، ص
.301 - 298ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 2
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
85
ومن .)ثا 0.34(، واستغرق زمن نطقها ومفخم هو صامت جمهور شديد مستعلاء و بالط إىل وصله؛ من والدة الوفاء له وإن مل تسعابن زيدون التماس ، يف البيتني الليةتلويناا الد
نشري ائيت الكسرة ما يعرف باإلمالة، و واهر الصوتية لصومن الظ .ألنه يستأنس بذكراها .إليها يف العنصر املوايل
تلوينها السمعيموقعياا و اإلمالةحيث تؤثر تسمى اإلمالة؛ ظاهرة صوتيةسرة ينتج عن تعاقب صائيت الفتحة والك
، فيميل نطقها حنو الكسرة، تليهاأو حني تسبقهاالكسرة يف األداء الصويت للفتحة ية صوتية بيني منا هو صائت بني الفتحة إو ة؛ أي ليس صائتا خالصا، وتكون حينئذ كم
.والكسرةة، ومتيل األلف حنو الياء، ومعىن اإلمالة أن متيل الفتحة حنو الكسر : (واإلمالة عند القراء
يف األلف أن تنحو ا حنو الياء، وال تقدر على ذلك حىت تنحو بالفتحة اليت قبلها حنو خفيفا، كأنه اإلمالة أن تنتحي بالفتحة حنو الكسرة انتحاء : (كذلكعرف وت "1")الكسرة
"2")وت مكاا وال يتباينالغرض ا أن يتشابه الص واسطة بني الفتحة والكسرة، و ة الصوتية يف الصوت املمال، وتغيري للمدة الزمنية اليت يتغيري للكم : (واإلمالة عند اللغويني
الرعاية لتجويد القراءة وحتقيق لفظ التالوة بعلم مراتب احلروف وخمارجها وصفاا وألقاا وتفسري معانيها - 1وتعليلها وبيان احلركات اليت تلزمها، أيب حممد دكي بن أيب طالب القيسي، تح أمحد حسن فرحات، دار عمار،
مفتاح العلوم، السكاكي، حققه وينظر، . ف، بتصر 130ــ 129، ص1996ــ 1417، 3عمان، األردن، ط .100، ص 2000ــ 1420، 1وقدم له وفهرسه عبد احلميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط
قبل األلف، وهو السهو الذي وقع فيه القدماء؛ حيث ويف النص املذكور، يظهر أن صاحبه قدر وجود فتحةاأللف، والياء، والواو املدية، والواقع أن هذه األصوات ال تسبق حبركات، وإمنا هي تومهوا وجود حركات قبل
.احلركات نفسها، بكميات مضاعفة فقط كتاب اإلقناع يف القراءات السبع، تأليف أيب جعفر أمحد بن علي بن أمحد بن خلف األنصاري ابن الباذش، - 2
.268، ص1، ج1403، 1دمشق، طتح وقدم له عبد ايد قطاش، دار الفكر،
��� وا���� ����� ا���ة ا��� ا�� � ا������ت� ا�
86
من فهي تغيري يصيب الصوت " 1")طق به غري ممالكان يستغرقها ذلك الصوت عند النيته الزمنية، كيفيته األدائية حيث خر مكسور أحدمها مفتوح واآلذا تواىل صوتان فإ وكم
تغيري لكميتها الصوتية اليت كانت هلا ( الصوت املكسور، فيحدث مييل الصوت املفتوح إىلفيقرتب "2")من قبل، وهو التقليل من اتساعها ـــ أي الفتحة ـــ والتوجه ا حنو التضييق
منه حتقيق املناسبة يف ؛ الغرضيت صو وتلوين اإلمالة أداءوبالتايل نطقها من نطق الكسرة وال شك أن تقريب الفتح من الكسر فيه من تيسري عملية النطق ( طقفة يف الن اخلاألداء و
كسرة تكون قبل : (ولإلمالة أسباب منها "3")ما جيعل املتكلم يبذل أقل جمهود عضلييغ الواردة يف نونية ابن زيدون، ومن الص " 4")األلف أوبعدها، وياء، وألف منقلبة عن الياء
من )، كاشحا، رياحينا، ورقاهواكالعدا، : (قت فيها بعضا من أسباب اإلمالةاليت حتق :قوله
هل اـــــــشربا وإن كان يـروينا فـيظمين ه ــــــــــــــــــأما هواك، فـلم نعدل مبنـ بنا، وال أن تسروا كاشحا فينا تقروا عني ذي حسد ما حقنا أن
.122امل يف املباحث الصوتية من اآلثار العربية، مكي درار، ص - 1 .نفسه - 2سانيات الدرس الصويت العريب املماثلة واملخالفة مصطلحات املماثلة واملخالفة وظواهرمها يف ل حبوث يف ال - 3
.85، ص 2006، 1بن يشو، دار الكتاب احلديث، القاهرة، ط العربية الفصحى، جياليلكتاب اإلقناع يف القراءات السبع، تأليف أيب جعفر أمحد بن علي بن أمحد بن خلف األنصاري ابن - 4
.269الباذش،تح وقدم له عبد ايد قطاش، ص
، وما بعدها299ينظر، شعراؤنا، ديوان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، ص - 5
وتعقيب تعليقهي امليل من الفتحة إىل الكسرة، واإلمالة غرى اإلمالة الص و كربىو اإلمالة نوعان صغرى
ومن أمثلتها يف القصيدة ـــ كما يوضحه اجلدول ــ "1"الكربى هي امليل من األلف حنو الياء )ثا0.25(وبلغ زمن أدائها ) رياحينا(وصيغة )ثا 0.21(زمن نطقها كان و ) كاشحا(صيغة
.)ثا0.18(وكان زمن نطقها ) هواك(وصيغة اء؛ ألن الفعل من الفتحة حنو األلف اليت أصلها ي) هواك(اإلمالة يف صيغة وكانت قت اإلمالة هنا تناسبا أعقب هذه األلف كاف املخاطبة املكسورة؛ فحق و )هوى ــــ هويت (
مع ما له من أمهية يف تلوين الصوت باخلفة واالنسجام (، فصوت اإلمالة وسهولة يف األداءأكثر منها داللية، وذلك لسببني أوهلما غياب رمز بصري حيدد لإلمالة يبقى ظاهرة مسعية
يظهر و "2")، وتنويعها إال قليالموقعا وكمية، وثانيهما عجزها عن حتويل الداللة األصليةية الص ا ) اإلمالة(وتية البينية من خالل األداء الصويت للكمسهولة يف و خفةق حتق أ
أن نلتمسها يف األبيات اليت ميكن ومن دالالا. ا مستساغاتلوينا مسعي طق، وتعكسالن رغبة الشاعر يف إخفاء آالمه وأحزانه حىت ال يدخل السرور يف نفوس أعدائه، السابقة
.وكشفت عن إعجاب ابن زيدون جبمال والدة
.38ــ 36أسرار احلروف، أمحد زرقة، ص أصول اللغة العربية، ينظر تعريف اإلمالة الصغرى والكربى، - 1 .113ــ 112ص مفهوم القوة والضعف يف أصوات العربية، حممد حيىي سامل اجلبوري، -وينظر،
والرتكيبية يف ضوء الدراسات الصوتية، إعداد سعاد بسناسي، إشراف مكي ينظر، التحوالت املورفولوجية - 2، جامعة وهران، السانية، ص 2006ــ 2005درار، رسالة مقدمة لنيل درجة دكتوراه يف اللغة، السنة اجلامعية
303.
الفصل الثالث
ضمةالتـلوينات السمعية والداللية لصائتي ال
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
89
:دــــــــــــمتهيالثة من حيث يف الرتبة الث اللذين وردا صائيت الضمة، املبحث إىلسنتطرق يف هذا
السمعية تلويناانتحدث عن ، و ة بعد الفتحة والكسرةيف النوني الشيوع واالستعمال .مفهوم صائيت الضمةعناصر هذا الفصل، ونبدأ بتوضيح يف موضعها من والداللية
مع املفاهيمضمك : (وجاء يف مفهومها اللغوي) ضمم (الضمة مشتق من مادة صطلحإن م
أن هذا يبدو من خالل النص "1")الشيئ الشيء إىل الشيء، وقيل قبض الشيء إىل ه إليهمفهوم الضف صائت الضمة . م يعين اجلمع؛ أي مجع الشيء إىل الشيء وضمويعر
ني مع تكتل يصوت طليق حيدث من اهتزاز الوترين الصوت: (أنه قصرية يف اال الصويت المؤخر اللسان وارتفاعه إىل أقصى درجة ممكنة حنو مؤخر احلنك األعلى، من غري أن
ضمة وضع دث هذا االرتفاع انسدادا للنفس أو تعويقا له، ووضع الشفتني مع الحي فرجة بينهما تسمح مبرور اهلواء مرورا حرا طليقا ال يؤدي إىل ع بقاءاستدارة كاملة، م
ويعد اللسان من التعريف أن الضمة صوت جمهور،يظهر "2")احتكاك بالشفتنيبه من حيث وضعه العمودي يف عتد فاللسان ي ( ان يف تشكيلهاهم م والشفتان عضوان
بدور مهم وكبري يف النطق باحلركات، (ان تقومان يضا الشفتوأ "3")االرتفاع واالخنفاض
ويف فهما يف حال انفراج عند النطق بالكسرة، ويف حال استدارة عند النطق بالضمة،
.357، ص 12ملسان العرب البن منظور، - 1 .36، ص1ج، حممد األنطاكي ،وحنوها وصرفها ةاحمليط يف أصوات العربي - 2
.47ص ،2008دار الكتب املصرية، القاهرة، خالد إمساعيل حسان، املعاصرة، العربية تايف اللساني - 3
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
90
فالشفتان تتغري وضعيتهما حبسب الصائت وبالتايل "1")حال حياد عند النطق بالفتحةيف اللغة العربية ترجع إىل حركات (وائت فإن تسمية الص وعليه ،لصادر من قناة النطقا
للسان والشفتني، فإذا استعلى اللسان حنو مؤخر الفم وقع رفع، عضوية، وصوتية هوائية .ونوضح شيوع الضمة القصرية يف اجلدول اآليت "2")وضمت الشفتان تلك هي الضمة
تعليق على مكونات اجلدول؛ أي أن نســـبة اســـتعماهلا يف صـــائتا )181(جبمـــوع قـــدر الضـــمة القصـــرية لقـــد شـــاعت
ــة بلــغ .والكســرة قليلــة مقارنــة بصــائيت الفتحــة هلاومنــه فــإن نســبة اســتعما )%9.94(النوني .ويوجد إىل جانب مفهوم الضمة مفهوم آخر وهو الرفع
بني الضمة والرفع الرفع ضد : (اللغوي وجاء يف مفهومه )رفع(الرفع مشتق من الصيغة احلدثية الثالثية
ورد يف مقاييس وذا املعىن "5")الوضع، رفعته فارتفع فهو نقيض اخلفض يف كل شيء
.47ص خالد إمساعيل حسان، املعاصرة، العربية تايف اللساني - 1 . 60، ص2006، 2شر، اجلزائر، طقصبة للن مبادئ يف اللسانيات، خولة طالب اإلبراهيمي، دار ال - 2
.وما بعدها، 298 ان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، صشعراؤنا، ديو ينظر، - 3مبادئ اللسانيات، وينظر،. 177الفاخري، ص صاحل سليم عبد القادر ،الصوتية يف اللغة العربية اللةالد - 4
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
91
عت الشيء فر : الراء والفاء والعني أصل واحد، يدل على خالف الوضع، تقول: (اللغةفالنصان فسرا الرفع بنقيضه وهو الوضع واخلفض، وبالتايل "1")رفعا؛ وهو خالف اخلفض
.فالرفع مفهوم يوحي باالستعالء واالرتفاعته األدائية، وهي ارتفاع مؤخر يه إشارة إىل كيفي ف مصطلح الرفع ،ويف اال الصويت
إذا كان الرفع يف اللغة معناه العلو، فقد يكون هلذا ( اللسان يف اجتاه احلنك األعلى؛ ألن اللسان عندما ينطق بالصوت املضموم يرتاجع املصطلح داللة عضوية فيزيولوجية
اه أقصى ره للوراء، ويرتفع يف اجتيلحق مصطلح إعرايب (والرفع "2")احلنك األعلىمؤخمشتق من ضم الشفتني عند احلركة (فهو وأما الضم "3")أواخر املفردات عند الرتكيب
لثالث اليت بالصوت، ويكون عالمة إعراب أو عالمة بناء؛ والضمة هي إحدى احلركات اي ؤد ي مفهوم صويت حنوي مالضف "4")األفعال بناء يف األمساء، أوتكون عالمة إعراب أو
.وعالمته الضمة بنائية، وظيفة إعرابية أومصطلح يومئ بوضعية الشفتني اللتني تنضمان يف شكل استدارة أثناء الضمةو
واتفقوا على أن موقع الضمة الشفتان والرفعة منها، وهي مرتفعة مستعلية يف ( نطقهامن الضمة إىل غريها يسري يف اجتاه تنازيل، بينما االنتقال إليها مؤخر اللسان، واالنطالق
.423، ص 2ج ،البن فارس مقاييس اللغة - 1
2 - ا الصوتية يف كتاب سيبويهاحلروف العربية وتبدإشراف خليل مكي درار، رسالة ماجستري، إعداد ،ال .60، ص 1 ج .1986ــ 1985جامعة وهران، إبراهيم العطية،
.34ص ،2007جملة القلم، العدد السادس، اسي سعاد،الصوائت العربية بني األصل والفرع، بسن - 3 الكتب احلديث، إربد، األردن، عامل سعاد بسناسي، ة،يف املباين اإلفرادي ليةوالدال التحوالت الصوتية - 4 .38ص ،2012، 1ط
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
92
ما يشري إىل املوقع املرتفع لصائت الضمة داخل القناة وهو "1")من غريها عكس ذلكحيث اللية يف الرتكيب اللغوي، على وظيفتها الد أداؤها الفيزيولوجيوانعكس الصوتية،
.العناصر الالحقةاللية يف النونية يف ند تلويناا الد توحي بالقوة والفخامة، وسنقف ع عالمةونستخلص مما سبق من حديث عن مفهومي الضمة والرفع؛ أن الضمة
ستعمل يف اإلعراب والبناء، وأما الرفع فاختص باإلعراب حسب، كما أن الضمة والرفع تللشفتني واللسان، فكانت الضمة من انضمام جيةو لو مفهومان يرتبطان بالوضعية الفيزي
اجتاه احلنك األعلى، مع ترك فراغ ملرور اهلواء يفوالرفع من ارتفاع مؤخر اللسان الشفتني، وبعد حديثنا عن مفهوم الضمة القصرية، ننتقل يف العنصر املوايل إىل مفهوم .طليقا
.الضمة الطويلة
مع الضمة الطويلةإال يف تضعيف ئت الضمة الطويلة ال خيتلف عن صائت الضمة القصرية إن صا
هو (الصائت الطويل و كميتها الزمنية؛ وذلك أن االختالف بني الصائت القصري يف الكمية؛ أي يف مقدار الزمن الذي يستغرقه إنتاج كل من النوعني، وأنه مىت اختالف
الضمة الطويلة ف "2") طولت احلركة صارت حرف مدقصر حرف املد صار حركة، ومىتشرط أن تكون ساكنة مسبوقة حبركة من جنسها، وحيدث صوت "3"من أصوات املد
.289صسعاد بسناسي، ،الستنباط الدالالت نظرية استبطان الصوائت - 1
ـ 1428، 2وتية عند علماء التجويد، غامن قدوري احلمد، دار عمار، عمان، األردن، طالدراسات الص - 2 .297ــ 296، ص 2008
ومما بني (من األصوات الشفوية ) الواو(وجعل بعضهم املدية من األصوات اهورة،ليس الشفتني كما ظن القدماء؛ بل خمرج الواو(إال أن "2")الشفتني خمرج الباء وامليم والواو
الشفتني حني هو يف احلقيقة من أقصى اللسان حني يلتقي بأقصى احلنك؛ غري أن النطق ا يستديران، ولعل وضوح استدارة الشفتني مع الواو هو الذي جعل القدماء
صوت الواو، حتقيقوهذا ال ينفي دور الشفتني يف "3")ينسبون خمرج الواو إىل الشفتني .ونوضح شيوعها يف اجلدول املوايل
ية الصوتية القصرية، تساوي أا حمددة صوتيا، كميتها وال إسكانا، كالواو التقبل حتريكا(وحروفه ضعف الكمة طق ومن ناحي ة الن واأللف يف حنو مها، وهي هنا حركات خالصة من ناحي يف حنو أدعو، والياء يف حنو أرمي،
ومسيت هذه األحرف أصوات مد . 37أسرار احلروف، أمحد زرقة، ص أصول اللغة العربية، ينظر،) الوظيفةوضعها، إال أن املد الذي يف األلف أكثر من املد الذي يف الياء ميتد ا بعد إخراجها من مألن الصوت (ينظر، التحديد يف اإلتقان والتجويد، تأليف أيب عمرو عثمان بن سعيد الداين األندلسي، دراسة وتح ) الواوو
. 107، ص2000ــ 1421، 1غامن قدوري احلمد، دار عمار، عمان، األردن، ط، أصول اللغة ، وينظر75ص ،2003دار الوليد، طرابلس، قماطي،حممد منصف الاألصوات ووظائفها، - 1
.85زرقة، ص أسرار احلروف، أمحد العربية،تح مصطفى السقا، حممد الزفزاف، إبراهيم مصطفى، عبد اهللا أمني، صناعة اإلعراب، ابن جين، سر - 2
.1954، 1374، 1لبايب احلليب وأوالده مبصر، طإدارة إحياء الرتاث القدمي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى اوينظر، كتاب اإلبدال، أيب الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي احلليب، تح وشر ونشر حواشيه . 48، ص1ج
، 1961ـ 1380األصلية وأكمل نواقصه، عز الدين التنوخي، مطبوعات جممع اللغة العربية بدمشق، دمشق، .84، ص1ج .45للغوية، إبراهيم أنيس، صاألصوات ا - 3
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
شيوع الضمة القصرية، نالحظ أن له الذي وضحنا من خالله ل السابقاجلدول، واجلدو ومن الباحثني من أرجع مقارنة باستعمال صائيت الفتحة والكسرة، ا كان أقل ماستعماهل
ألنه ؛وذلك ألا صوت طويل وحلقي(صائيت الضمة إىل ثقلهما األدائي قلة استعمال ب أن الواو مدورة ألنه البد من ، إىل جانمن اللسانيعتمد يف نطقه على اجلزء اخللفي
فأرجع هؤالء ثقل نطق صائيت الضمة إىل اخلاصية " 2")استدارة الشفتني أثناء نطقهاأي اخللفية يف مستوى احللق وهذه اخلاصية املزدوجة بالنسبة للضمة(املزدوجة هلما
ن نطق احلركتني األخريني والسيما واالستدارة يف مستوى الشفتني جتعل نطقها أثقل مفعمل عضوين من أعضاء النطق وهو ارتفاع اللسان واستدارة " 3)"أخفها الفتحة اليت هي
.الشفتني، فيه ثقل أثناء نطق الضمة القصرية والطويلة
.وما بعدها، 298 ان ابن زيدون، شرح يوسف فرحات، صشعراؤنا، ديو ينظر، - 1
.50ريب من خالل علم األصوات احلديث، الطيب البكوش، صعالتصريف ال - 3
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
95
دليلهمأن الكسرة أثقل الصوائت العربية، و أثبتت املعاصرة غري أن الدراسات الصوتية ليس من املسلمات املنطقية أن تكون احلركة األكثر توظيفا (نه فيما ذهبوا إليه، أ
الوزن ختصقل واخلفة مقادير لألعضاء هي األعسر نطقا واألثقل أداء، ألن الثهؤالء نظروا للصائت فيما نرى، من جانب شكله الظاهر منه، (ن إوكذلك " 1")والقوة
لكامنة فيه، فالضمة خشنة مفخمة، ميتلئ بصوا الفم عند النطق ا، ال من جهة قوته ام يف عني ويرتفع معها اللسان ويرتاجع للوراء، وتنضم هلا الشفتان وتستديران، فتعظ
غري أننا ال جنزم خبفة "2)"الناظر، ولكنها ال تنفذ إىل العمق نفاذ الكسرة الرقيقة الدقيقةبني الضمة والكسرة من القرب والتناسب ما ليس بينهما (ذلك أن و صائيت الضمة، أداء
ل ثقال مقارنة أق ،لصائيت الضمة داء الصويتاألن إ القولميكننا ولكن "3")وبني الفتحة . صائيت الكسرةبأداء
أكثر قيمة(فهي متثل وشاعت الصوائت القصرية يف النونية مقارنة بالصوائت الطويلة، لغوية وبنائية من احلركات الطويلة، ألنه يكثر استعماهلا يف بناء الكلمات والصيغ يف
كل من احلركة القصرية والطويلة تؤدي وظيفة مستقلة، (ونشري إىل أن "4")اللغة العربية "5")ودورا دالليا داخل البىن اللغوية؛ ومعىن هذا أن كل واحدة فيها متثل فونيما مستقال
.90ـ 89لعربية بني تقديرات القدامى وقياسات احملدثني، إبراهيمي بوداود، ص فيزياء احلركات ا - 1 .112ص ة، مكي درار،وائت العربي ة للص اللي وتية، والد الوظائف الص - 2
.54، ص1صناعة اإلعراب، ابن جين، ج سر - 3 .48صخلف، والكلمة يف اللغة العربية، ربيع عبد السالم املتنوعة للحرف القيم - 4 .40عبد القادر عبد اجلليل، ص العريب ـ رؤية لسانية حديثة ـ املقاطع الصوتية وموسيقى الشعرهندسة - 5
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
96
لصائيت خمتلف التلوينات السمعية والداللية عن من خالل حديثنا لناوهذا ما يتبني .الصيغ احلدثيةببالصيغ اإلفرادية، ونستهلها بدءا الضمة يف النونية
الصيغ احلدثيةالضمة يف قول ك: صرية والطويلةالصيغ احلدثية يف بنائها الصويت على الضمة الق اشتملت بعض
:ابن زيدون ان يف خاطر الظبح يـفشينا لماء يكتمنا،سرحىت يكاد لسان الص
ـامل جنــــف أفــــــق مجال أنت كوكبـــه سالــــــني عنه، ومل نـهجره قــــالينـــــــ ضاحا وتـبيينايفحسبـنا الوصف إ ذ انـفردت وما شوركت يف صفة، إ هل ــــــــــأما هواك، فـلم ن اــــــــــــن يـروينا فـيظمين ـــاشربا وإن ك هـــــــــــــــــعدل مبنـ
"1"اــــــــفاحلر من دان إنصافا كما دين ،، ما دمنا، حمافظة العهد مي على و د ) نـهجره جنــــف، يكتمنا،: (نذكرمن الصيغ احلدثية اليت وردت يف هذه األبيات
)ى، هجركتم، جف (: اضي الفتحةوأصلها يف املوجاءت هذه الصيغ مضمومة العني، كما ابتدأت بعض الصيغ . غ احلدثية على الزمن املستقبليدلت الضمة يف وسط الص ف
يعرب عن ،ومنحتها تلوينا دالليا )...نسميك، يغنينا، يروينا،(: مثل مبقاطع مضمومة .الذي كشف عما حيمله الشاعر يف نفسه من أمل وتفاؤل املستقبلالزمن
.وما بعدها 301، ص ان ابن زيدون، شرح يوسف فرحاتشعراؤنا، ديو - 1
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
97
للمجهول، كالصيغة احلدثية داللة املبينضمة بعض الصيغ احلدثية أكسب صائت الو اللة على األمر كما يف مومة املقطع األول، وكذلك الد ضاليت جاءت م) شوركت(
ائم منها، الد اليت عكست التماس الشاعر من والدة الوفاء) دومي(الصيغة احلدثية .واحملافظة على عهدمها السالف
يظمينا/ يروينا (يغتان التقابليتان والص( ابن زيدون االمتناهي الذي كلما رتا حب صووقد منحتهما تركيبتهما الصوتية لونا بالغيا ذا تأثري عميق يف ،ل منه زاده ظمأ وشوقا
هذا التأثري وسر (نفس السامع املتلقي؛ ألن من أهم أغراض الشعر التأثري يف العاطفة "1")أن يكون عن طريق اجلمال يف املعىن، أو عن طريق اإليقاع والنغم يف اللفظ ميكن
وننتقل يف العنصر . ونغمها العذب ألفاظها معاين النونية، وإيقاع أثر ووقعوال خيفى .ديث عن الصيغ الوصفيةاملوايل إىل احل
مع الصيغ الوصفيةيتيها القصرية والطويلة، مثلاشتملت بعض الصيغ الوصفية على الضمة لقيانا، : (بكم
:من قول الشاعر...) مبلغ، حزنا، معقودا، موصوال، عهدكم، عهد السرور، لى ويـبلين من مبلغ امللبسينا بانتزاحهم، اــــــحزنا مع الدهر ال يـبـ
اــــــــــــال بأيدين و وانبت ما كان موص ا بأنـفسنا،فاحنل ما كان معقود "2"اــــــــــــــــــــا إال رياحين ـــكنتم ألرواحن ليسق عهدكم عهد السرور فما
.154داللة األلفاظ، إبراهيم أنيس، مكتبة األجنلو املصرية، القاهرة، ص - 1 .وما بعدها 298، صان ابن زيدون، شرح يوسف فرحاتا، ديو شعراؤن - 2
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
تعقيب على اجلدول املقطع األول: تشكل من ثالثة مقاطعت) مبلغ(صيغة من خالل اجلدول يظهر أن
ورمزه /لـ /واملقطع الثاين قصري مفتوح بالكسرة / صعص/ورمزه /مب /متوسط مغلق شتق من الفعل الرباعي وهو م / صع/ورمزه /ـغ /والثالث قصري مفتوح بالضمة / صع/ اسم الفاعل الذي صور تا علىواشتملت الصيغة على ضمتني قصريتني، ودل )أبلغ(
من خالل واشتملت تركيبتهما الصوتية على الضمة الطويلة، ودلتا "1")من الثالثي مطلقااحنالل الوصال بني الشاعر ووالدة، وجد واحلزن، بسبب شدة ال على سياق األبيات
والقرب وانقطاع ما كان معقودا من الود. تني ان من الصيغتني احلدثياملشتق) عهد السرور(صدران ومن الصيغ الوصفية امل اء يف وقد اشتمال على ضمتني قصريتني وضمة طويلة مقرتنة بالر )عهد، وسر (الثيتني الث
عريف، عمر بن أيب حفص املعروف بالشيخ عمر بو حفص صريف على البسط والت طيف يف الت فتح الل - 1 .409ص الزموري،
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
99
والواو "1"امسعي والراء صوت يتصف بالتكرير الذي يزيدها قوة ووضوحا ) السرور(صيغة فقد اعتمد قوة اإلمساع العالية يف أصوات املد(من أصوات املد اليت تتميز بقوة إمساعها
فأكسب الصيغة "2")على إعطاء الصوامت اليت تكتنفها يف الكالم قدرة على اإلمساعيف موطنه قرطبة، هالذي قضا الشاعر العهد فيه وصفا وقعا مسعيا واضحا، وتلوينا داللي
غ الذاتيةالضمة يف الصيالدنيا، : (، مثلالضمة صائيت الصويت على الصيغ الذاتية يف بنائها اشتملت بعض
: من قول ابن زيدون) جىالد وبدر نـيا اللقاء بكم يف موقف احلشر نلقاكم وتـلقونـــــــــــــــــ يف الد ــاإن كان قد عز
"3"ـــــــاولو صبا حنونا، من علو مطلعــــــــــــــــــــــــه، بدر الدجى مل يكن حاشاك يصبينــاسم ذات يطلق على احلياة الفانية، هيو بالضمة القصرية، )الدنيا(صيغة ابتدأت
أن وصال والدة على ةيغص الودلت ،للحياة الباقيةوهي اسم ذات ) اآلخرة(اليت يقابلها وصيغة .لقائها يف احلياة اآلخرة التحقق، وبقي للشاعر أمل بعيديف هذه احلياة بات أمرا
ووقعت الضمة يف املوقعية طلق على القمر بعد اكتماله وامتالئهاليت ت ) الدجى بدر (حديثنا ومن . ومجاهلاا يكشف اء والدة داللي ومحلت تلوينا )بدر (األخرية من صيغة
.73صفوزي حسن الشايب، ة يف بناء الكلمة، وتي أثر القوانني الص ينظر، - 1
.45ص دراسة يف أصوات املد العربية ــ غالب فاضل املطليب، يف األصوات اللغوية ــ - 2
.وما بعدها 301ص ، ان ابن زيدون، شرح يوسف فرحاتشعراؤنا، ديو - 3
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
100
التلوينات السمعية والداللية حتليلة إىل عن الصيغ اإلفرادية، ننتقل يف العناصر املوالي .لنونيةة يف اكيب اللغوي ا لصائيت الضمة داخل الرت
واهوراتالضمة هورة املقرتنة بالضمة القصرية اليت شاع فيها استعمال األصوات امن األبيات
:قول ابن زيدون والطويلة اــــــــفاليـوم حنن، وما يـرجى تالقين ا ـــــــــــــــــــــــــــــوقد نكون، وما خيشى تـفرقـن
اــــدين احظا من العتىب أع هل نال م ـــــــيا ليت شعري، ومل نـعتب أعاديك ـــــــــــاليسق عهدكم عهد السرور فمـــــــــــــــــــــا كنتم ألرواحنا إال رياحينــــــــــــــــــــــ
"1"اـــــــــــــــــــقد يئسنا فما لليأس يـغرين و ه ـــــــــــــــــــــــــــــــى اليأس تسلينا عوارض ر كنا نـ ، منها بصائيت الضمة )15(واقرتن صوتا، )79(بلغ عدد اهورات يف هذه األبيات
أصوات ألا؛ قوا ووضوحها اهورات املضمومة تلوينات مسعية تتمثل يفومحلت اع، فكلما زاد علو الصوت كان قوي اإلمس( اقرتنت بصائيت الضمة اهورينجمهورة
وأدت تلوينات "1")يف اللغة العربية ا، منبورا وخري مثال على ذلك الصوائتر طويال، جمهو وكشفت عن عدم رضا احلساد على ما كان ادقة،مشاعر ابن زيدون الص داللية صورت
بني الشاعر ووالدة من وصال ووفاء، ولكن بعد فراق ابن زيدون ألرضه، وانفصال كما كشفت ،، نال األعداء حظهم من الرضى ملا حل بالشاعرعالقته مبحبوبته
إال اهورات املضمومة أن اليأس مل ينتاب يوما شخصية الشاعر لقوته وذكاءه وفطنته، .بعد فراق والدة ينفذ إىل نفسهاستطاع أن أن شعور اليأس
لبحراوي، اهليئة املصرية العامة للكتاب، العروض وإيقاع الشعر العريب ــ حماولة إلنتاج معرفة علمية ــ سيد ا - 1 .111، ص 1993
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
102
داللة املهموسات املضمومةهر، واألصوات املهموسة تتميز بقلة وضوحها السمعي؛ إن صائيت الضمة يتسمان باجل
وبالتايل فإن اقرتان الصوائت ا يكسبها مسة الوضوح السمعي، وقد بلغت األصوات صوتا، وما اقرتن منها بصائيت الضمة بلغ جمموعه )33(املهموسة يف األبيات السابقة
.الذي يوضحه اجلدول اآليت ويتالص هاقياسأصوات، ونورد تلويناا بعد ةنيمثا
ثا 0.16 ثا 0.08 ثا 0.11 ثا 0.17 الزمن 3171hz 2179hz 2919hz 2305 hz الدرجة
55.57db 57.63db 55.51db 52.68 db الشدة
ل وتعقيبحتليوقد كانت كميتها ) نكون، وأعاديكم(يف صيغيت ) الكاف(من املهموسات املضمومة
القرتاا بالضمة الطويلة، وبلغت يف الصيغة الثانية ) ثا 0.17(األدائية يف الصيغة األوىل من اليت بلغ ز ) تسلينا(يف صيغة ) التاء(ولتحركها بصائت الضمة القصري، ) ثا 0.11(
وبلغ ) السرور(يف صيغة ) السني(، وكذلك الصوت األسلي املهموس )ثا 0.08(أدائها ).ثا 0.16(زمن نطقها
نكون، (مثل املضمومة الكافك، بعض املقاطع املهموسة يف األبيات السابقة شاعت فقد "1")ليةاعاحلرارة والقوة والف(لداللية ومن إحياءاته ا...) أعاديكم، كنا، عهدكم،
املهموسات يف ب املقرتننيصائتا الضمة وساهم ،شدة الشوقعن ساهم يف الكشف
.70خصائص احلروف العربية ومعانيها ـ دراسة ـ حسن عباس، ص - 1
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
103
الدة أيام إقامته بقرطبة، أما بعد فراقه ملوطنه بسب ما بو تصوير ثقة الشاعر بدوام عالقته ،ياسةوإبعاده عن مقاليد احلكم والس ،من أرضه هجره له أعداؤه من دسائس إلخراج
.بوصاهلا له لفإنه ال أمملضمومة عن صدق عاطفة ابن زيدون اليت جعلت نونيته تتميز كشفت املهموسات او
فاللفظة جبرسها املتوافق مع (برتكيب صويت ذي جرس موسيقي، له أثره يف نفس املتلقي انفعاالت الشاعر وعواطفه، تومئ إىل املشاعر فتجليها، وحتسن التعبري عن أدق
من خصائص ودالالت (باإلضافة إىل ما متنحه الصوائت "1")اهااخللجات وأخففتعطي املتلقي إدراكات ومرونتها،عديدة، وذلك بفضل سعة إمكانيات الصوائت
مجاال موسيقيا، وجرسا صوتيا عذبا، كما تضفي على البناء اللغوي "2")ودالالت أعمقوقد وفق ابن زيدون يف ترمجة "3")امعنفذه إىل قلب الس فاملعاين ضروب ولكل آلته اليت ت (
وأثر يف نفس وجدانه، ونظم القصيدة وفق بناء صويت طرق السمع، وأصاب املعىن،فطن يف معاين الغزل وما يدل على شدة (حيث نيته من روائع الغزلفكانت نو املتلقي؛
.79ص ،1989، 1اإليقاع يف الشعر العريب، عبد الرمحن الرجي، دار احلصاد، دمشق، ط ينظر، - 1سة صوتية وصفية حتليلية، إعداد عادل عبد الرمحان النظام املقطعي وداللته يف سورة البقرة، دراينظر، - 2
عبد الرمحان عبد اهللا إبراهيم، إشراف فوزي إبراهيم موسى أبو فياض، قدمت هذه الرسالة استكماال ملتطلبات ، 2006ــ 1427احلصول على درجة املاجستري من قسم اللغة العربية، كلية اآلداب يف اجلامعة اإلسالمية، غزة،
. 127صرسالة ،هـ481هـ إىل عبد القاهر اجلرجاين 386عند علماء اإلعجاز من الرماين منهاج التحليل البالغي - 3
مقدمة لنيل درجة الدكتوراه يف البالغة والنقد، إعداد عبد الله عبد الرمحان أمحد بانقيب، إشراف حممود توفيق .132ص ، 2008ــ 2007، 1429ــ 1428لسعودية، حممد سعد، جامعة أم القرى، اململكة العربية ا
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
104
ديث عن التلوينات وننتقل يف العناصر املوالية إىل احل "1")الوجد، وفرط احلب واهليمان . الثانوية باعتبار صفاااألصوات معالسمعية والداللية لصائيت الضمة
الشديدة صواتاألو داللة الضمة على كيفية (رخاوة أو توسط وأ بصفة ثانوية إما شدة يعتمد وصف الصوت اللغوي
حبسا كامال مث أطلق بعد رج مرور اهلواء يف خمرج الصوت، فإذا حبس النفس يف املخضغطه حلظة كان الصوت شديدا، ويسميه كثري من احملدثني انفجاريا، وإذا حصل تضييق رى النفس يف املخرج من غري أن حيتبس فيه كان الصوت رخوا، ويسميه كثري من احملدثني احتكاكيا، وحيصل يف أثناء نطق بعض األصوات اعرتاض رى النفس يف
خرج، ولكن ال حيصل حبس تام، ألن النفس جيد له منفذا يتسرب منه، ويسمى املبإحدى صفاته الصوت اللغويية اتصاف فالنص يصف كيف "2")الصوت حينئذ متوسطا
ديدة املضمومة ما ورد من قول ومن األصوات الش خاوة،التوسط أو الر أو ةالشد الثانوية : ابن زيدون
نيا اللقاء بكإن ك يف الد يف موقف احلشر نـلقاكم وتـلقونا م ــــان قد عز اـــــــــــــين توم العقود، وأدمته البـرى ل ة، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهي ــــــــه، رف ـــــــــأود آدت ـــــإذ ت
حتليل وتعقيب صيغة يف) القاف( صوت دة املضمومة يف األبيات السابقةمن بني املقاطع الشدي ) db 62.92(وشدا ) 3045hz(ودرجتها ) ثا 0.32(اليت بلغت كميتها الزمنية ) تلقونا(وىل وقد بلغت كميتها الزمنية يف الصيغة األ) تلهينا، وتوم(من صيغيت ) التاء(صوت و كانت ) توم(ويف الصيغة الثانية ) db 21.56(وشدا ) hz 2594(ودرجتها ) ثا 0.11(
القرتاا بالضمة الطويلة؛ فكان )تلهينا(كميتها الزمنية مضاعفة عن زمن أدئها يف صيغة ).db 60.75(وشدا ) hz 2756(ودرجتها ) ثا 0.21(زمن أدائها
يدة املضمومة يف هذه األبيات أناقة والدة، ومشيتها املتمايلة دوصورت األصوات الش ت عن صدق عاطفة اليت تعكس رفاهيتها ودالهلا، كما محلت تلوينات داللية مؤثرة، عرب
ومل تنسه فراق والدة، ومل تلهه األوتار الشجية عن اخلمر كؤوسه ح الشاعر، فلم تر ومن " 1")أا تدل على احلزن واألسىللضمة هي املعنويةالدالالت (، ومن ذكراها
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
106
فكشفت الضمة بكميتيها عن آالم الشاعر، وقوة "1")القوة والفخامة(دالالا أيضا عن ننتقل يف العنصر املوايل إىل احلديثو .بعد الفراق واجلفاء العميق همشاعره، وحزن
.األصوات املتوسطة داللة صائيت الضمة يف
صوات املتوسطةاأل مع :من األبيات اليت شاع فيها استعمال األصوات املتوسطة املضمومة قول ابن زيدون
اـــــــــــــــــــــن يحىت يكاد لسان الصبح يفش ا ـــــسران يف خاطر الظلماء يكتمن اـــــــوالسعد قد غض من أجفان واشين ا، ــــــــــــــــلثـن ال ث ــــــكأنـنا مل نبت، والوص
"2"، والذكر يكفينــــــــــــــــــــــــــــافالطيف يـقنعنا ة ــــــــــــــــــــــأويل وفاء، وإن مل تـبذيل صل اواملضمومة منها جمموعه صوتا )44(ة يف هذه األبيات بلغ جمموع األصوات املتوسط
تعليقمن خالل اجلدول التوضيحي للقياسات الصوتية لبعض املقاطع املتوسطة املضمومة،
وذلك أن لكل صوت خمرجه اخلاص به، فالياء يف صيغة ؛نلحظ تفاوتا يف قياساا
.112ص ة، مكي درار،وائت العربي ة للص اللي وتية، والد الوظائف الص - 1
.وما بعدها 300ص يدون، يوسف فرحات،ديوان ابن ز شعراؤنا، - 2
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
107
صوت و ). db 66(وشدا ) hz 2937(تها ودرج) ثا 0.14(بلغ زمن نطقها ) يفشينا(وشدا ) 2828hz(ودرجتها ) ثا 0.9(بلغ زمن نطقها ) الوصل(يف صيغة ) الالم()70.24 db .( صوت و)ثا 0.12(اليت كان زمن نطقها ) الذكر(يف صيغة ) الراء (
. )db 69.47(وشدا ) hz 2883(ودرجتها ، تذكر الشاعر أيام الوصل ملتوسطة املضمومةاللية لألصوات اومن التلوينات الد
، السالفة، ما مل جتمعهما من قبل عالقة حبغ والدة أن فراقهما جعلهما وكأكما ويبلوهو ما يعكس صدق عاطفة ابن زيدون ودوام يلتمس من والدة الوفاء وإن مل تصله، أنه
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
109
كنتني ا الس واختصت صفة اللني بالواو والياء "1")بشرط أن يكون احلرف ساكنا بعد فتح املصوتات أي احلركات، يف ألما أوسع الصوامت خمرجا وأقرا إىل( املفتوح ما قبلهما
وحيدث هذا الصوت بسبب ارتفاع قليل "2")خمرجها ليونة؛ أي ال حبس وال ضغطفال فرق بينها وبني (احلنك، وهو الفارق بينها وبني الضمة الطويلة مؤخرللسان حنو
واو بني أقصى اللسان وأقصى احلنك يف حالة النطق بال الفراغ أن إال يف )u(الضمة ؛ فيسمع للواو نوع ضعيف من احلفيف جعلها )u(أضيق منه يف حالة النطق بالضمة
مؤخر اللسان من مؤخر احلنك األعلى سبب فقرب "3")أشبه باألصوات الساكنة :ألن خالص ائتص مت والصابليست مية صوتية بينيةاحتكاكا ضعيفا، جعل الواو ك
موما جمهورة؛ أي أن إصدارها حيتوي على اهتزاز يف الصوائت وأنصاف الصوائت ع(هي وال فرق يف ذلك بني الواو اليت (فالواو من األصوات اهورة "4")األوتار الصوتية
هي ضمة طويلة يف والواو الصائتة اليت )وعد(، كما يف حنوضمن األصوات الصامتةنصف حركة، أو نصف ماء اللغةوالواو اليت يعدها عل )يقول(كما يف حنو احلقيقة : قول الشاعرونذكر من أمثلتها يف النونية . "5")كما يف حنو يـومصامت،
. 39 ـــ 38ص اللغة العربية أداء ونطقا وإمالء وكتابة، فخري حممد صاحل، - 1اآلثار يف املباحث الصوتية من وينظر امل .58ص طالب اإلبراهيمي، يف اللسانيات، خولةمبادئ - 2
.53ص العربية، مكي درار،
يف وينظر، األصوات اللغوية وظواهرها عند اجلاربردي .45ــ 44صصوات اللغوية، إبراهيم أنيس، األ - 3مصطفى عبد كاظم احلسناوي، تصدير صباح عباس السامل، دار صفاء ،شرحه على شفاية ابن احلاجب
.107ص ،2012ــ 1433، 1للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ط .36ت، جان بريو، تر احلواس مسعودي، مفتاح بن عروس، دار األفقان، ص االلساني - 4 .16ص ، 1997ــ 1418عبد الراضي، أمحد حممد الواو يف العربية بني الصوت والداللة، - 5
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
110
اــــــــــــــــوانبت ما كان موصوال بأيدين ا،ــــــــــــــــــــودا بأنـفسن ــــــــــــان معق ـــــــــــــفاحنل ما ك اـدي من مشائلنـــــــــــــــــا سيما ارتياح، وال األوتار تـلهينـــــــــــــــــراح تـب ـــــــــــــال أكؤس ال "1"اـــــــــــــوالكوثر العذب زقوما وغسلين اـــــــــــــــــــــــــــــــا بسلسله ـــــــــنـ لد أبدل ــــــنة اخل ـــــــــــيا ج
موصوال، األوتار، ( :مثل على الواو اللينةاألبيات هذه اشتملت بعض الصيغ يف .ه اجلدول اآليتحوقد أجرينا قياساا الصوتية كما يوض )الكوثر
نةاللي واولالصويت لقياس ال الكوثر األوتار موصوال املقطع القياس 0.108 0.094 0.173 ثا الزمن
hz 2468 2468 2660 الدرجة
db 69.42 62.16 59.61 الشدة
حتليل وتعقيبمن خالل القياسات الصوتية لبعض املقاطع املشتملة على الواو اللينة، نلحظ تفاوتا
ودرجتها )ثا 0.173(/ مو / بلغ نطق مقطع ) موصوال(ة يف زمن نطقها؛ ففي صيغ)2468hz( اوشد)69.42db( ويف صيغة)على بلغ زمن نطق املقطع املشتمل ) األوتار
تلوينات داللية أعربت وقد أدت الصيغ املشتملة على الواو اللينة ) 59.61db(وشدا د ومل تنسه اخلمور أحزانه، ومل جت عن أسى الشاعر ومعاناته لما حل به من فراق وغربة،
بدل لبه، وكانت والدة له جنة أ ىل قإإمتاعه وإدخال السرور جمالس اللهو والغناء نفعا يف
.، وما بعدها298ديوان ابن زيدون، يوسف فرحات، ص شعراؤنا، - 1
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
111
صوائت العربية التلوينات السمعية والداللية لل ينتهي حديثوذا .بنعيمها مرارة العيشحديث الكميات الصوتية اليت كان هلا دورها يف التلوين السمعي هاقي منبيف النونية، و
.نوين، ونشري إليهما فيما هو آتالتشديد والت ونقصد بذلك والداليل يف النونية،
مع الكمية الصوتية املشددةيطلق مصطلح التشديد أو التضعيف على التفاعل الصويت الذي حيدث بني صوتني
متوافقني يف املخرج والصفة، فينطق الصوتان املتماثالن صوتا واحدا بكمية زمنية نطق باحلرف والعودة إليه ثانية، هلذا حاولوا أن ألنه يثقل على املتكلم ال(مضاعفة؛
يدغموا احلرفني، فيضعوا اللسان على خمرج احلرف املكرر وضعه مرة واحدة، ويرفعوها يعرب من ناحية (شديد فالت "1")باحلرفني رفعة واحدة، لئال ينطقوا باحلرف مث يعودوا إليه
طق فيعين تفيد تكراره، أما من ناحية الن الكتابة عن العالمة اليت توضع فوق احلرف لمصطلح التشديد أو التضعيف أن الصوت املعين يستغرق حنو ضعف الزمن الذي
" 2")يستغرقه الصوت دون تشديد، وكأن الصوت املشدد يعرب عن صوتني متتاليني
ق واإلجياز وجتنب التخفيف والسهولة يف النط( والغرض الصويت من عملية التشديد هووبلغ وره الداليل يف البناء اللغوي،والتشديد أداء صويت له تلوينه السمعي، ود" 3")الثقل
1424 يف اللغة العربية وآداا بكلية الدراسات العليا يف جامعة النجاح الوطنية يف نابلس، فلسطني، املاجستري .115وينظر، ظاهرة التخفيف يف النحو العريب، أمحد عفيفي، ص. 113، ص2003ــ
.وما بعدها، 300ص ديوان ابن زيدون، يوسف فرحات، شعراؤنا، - 1
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
113
وهو ما يربهن أن ) ــ + كـ ( فحسب كاف زائد ضمة الصويت أكرب من املقطع املكون منوالصوت املشدد أداء صويت يوفر خفة يف النطق، ومينح . السكون حيظى بكمية صوتية
يناسب الناطق واملستمع مجيعا، فيخفف على أوهلما (املتلقي تلوينا مسعيا مستساغا، فهو "1")طرب له جهاز استقبالهاإلخراجي، وجيعل التلقي على ثانيهما عذبا ي مؤونة اجلهد
.وأوحى يف النونية بعمق املشاعر، وقوا وصدقها
مع التنوينية ينون ساكنة تلحق الص (التنوين هو من الكم غة نطقا وتفارقها كتابة، فالتنوين يغري
ويتمثل تغيري الشكل يف تكرار عالمة "2") من شكلهاالصوتية للصيغة، كما يغريالكمية الصوتية يف أن التنوين زيادة يف زمن وطاقة النطق، ، ويتمثل تغيري الصائت
).متاع، ومتاع (ونوضح هذا من خالل القياس الصويت لصيغيت
)متاع(جدول توضيحي لقياس املقطع األخري من صيغة )db(الشدة )Hz(الدرجة )ثا(الزمن الصيغة القياس
61.66 2305 0.19 متاع
65.11 2558 0.36 متاع
تعليق وتعقيب وشدته ) 2305hz(ودرجته )ثا0.19) (متاع ( بلغ زمن نطق املقطع األخري يف صيغة
)61.66db ( ويف صيغة) ودرجته )ثا 0.36( بلغ زمن نطق املقطع األخري) متاع
لفة يف الدراسات الفونولوجية واملورفولوجية، داللة املصطلح، أمحد طييب، جملة القلم، العدد املماثلة واملخا - 1 .11، ص2011، 18
وينات السمعية والداللية لصائيت الضمةالتل الفصل الثالث
114
)hz2558( وشدته )65.11db .(نطق وطاقة زمن خالل القياس الصويت أن يظهر منوعليه )متاع (نطقه يف صيغة وطاقة من زمنكرب أ تكان) متاع (املقطع األخري يف صيغة
النطقية للصيغة من حيث الزمن والكمية يف الكيفية فإن التنوين عملية صوتية تؤثر .والطاقة
ألخرية من الصيغ يات الصوتية يف اختصاصه باملوقعية االكم باقي وهو خيتلف عن والتنوين عملية . ، بينما تأيت الكميات األخرى على مستوى املوقعيات كلهااإلفرادية
صوتية ال ترتبط بالصوائت، إال من ناحية التنبيه على وجوده؛ حيث إن تكرار عالمة : السابقة ئت يف آخر الصيغة يدل على وجود تنوين ا، ومن أمثلة هذا يف األبياتالصا
وهي تعين أن الصيغة مشعشعة؛ فالفتحة الثانية عالمة لنون ساكنة يف آخر الصيغة، توجب أن ننطق الصيغة ) ب ث ك (والكسرة الثانية يف صيغة . مشعشعنت : تنطق هكذا
تومئ إىل نون ساكنة يف آخر الصيغة، )اع ت م (يف صيغة الثانية والضمة .كثنب : هكذا .متاعن : ي تكرارها أن ننطقهاويستدع
فالتنوين عبارة عن صامت النون الساكنة، احملققة من الناحية النطقية السمعية، وخمفاة تطرب وهو يصدر من اخليشوم، وعليه فإنه حيمل صفة الغنة اليت . من الناحية اخلطية