-
ملسمى: كتاب لفقه ا األصول: أصول ا لفصول يف الرازي اجلصاص: املؤلف
علي ا أمحد بن م اإلما
بِْسمِ اهللاِ الرَّْحَمنِ الرَّحِيمِ أَمَّا َبْعدَ َحْمِد اِهللا
، وَالصَّلَاِة وَالسَّلَامِ َعلَى َرُسولِ اِهللا صَلَّى اللَُّه
َعلَْيِه َوَسلََّم
.اٌب ِفي أُُصولِ الِْفقِْه فُُصولٌ وَأَْبَو" فََهِذِه َما
َتَتَصرَُّف َعلَْيِه أَْنَحاُء كَلَامِ َتْشَملُ َعلَى َمْعرِفَِة
طُُرقِ اْسِتْنبَاِط َمَعانِي الْقُْرآِن ، َواسِْتخَْراجِ
َدلَاِئِلِه ، َوأَْحكَامِ أَلْفَاِظِه ، َو
الشَّْرِعيَّةُ ، وَاَللََّه َنسْأَلُ التَّْوِفيَق ِلَما
ُيقَرُِّبَنا إلَْيِه ، َويُْزِلفَُنا لََدْيِه ، إنَُّه وَِليُّ
ذَِلَك الْعََربِ ، َوالْأَْسَماُء اللَُّغوِيَّةُ ، َوالِْعَباَراُت
.َوالْقَاِدُر َعلَْيِه َباُب الَْعامِّ
:َوِفيِه فُُصولٌ فَْصلٌ ِفي الظََّواِهرِ الَِّتي َيجُِب
اعِْتَباُرهَا
سُِئلَ َعْن الَْماِء : أَنَّ النَّبِيَّ َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه
َوَسلََّم { َما رُوَِي ِفي َخَبرِ اْبنِ ُعَمَر : لَِّتي َيجُِب
اْعتَِباُرَها ِمْن الظََّواِهرِ ا َيكُونُ ِفي الْفَلَاِة ِمْن
، فَُسِئلَ َعْن ُحكْمِ } ُء قُلََّتْينِ لَْم َيْحِملْ َخَبثًا
إذَا كَانَ الَْما: الْأَْرضِ ، َوَما َيُنوُبُه ِمْن الدَّوَابِّ
وَالسَِّباعِ ، فَقَالَ لَا ذَِلَك لََبيََّنُه َعلَْيِه
النَّجَاَساِت ، فَأََجاَب َعْن الدَّوَابِّ َوالسِّبَاعِ بِجََوابٍ
ُمطْلَقٍ ، فََدلَّ َعلَى َنَجاَسِة سُْؤرِ السِّبَاعِ ، لَْو
.لَْجوَابِ السَّلَاُم ، َوفَصَّلَ ُحكَْمُه ِفي ا .فََهذَا ،
َوَما جََرى َمجَْراُه ، ُهَو ِمْن الظََّواِهرِ الَِّتي َيجِبُ
اْعِتبَاُرَها ِفي إجيَابِ الْأَْحكَامِ بَِها
ِتْعَمالُُه ِفي نَفِْسِه إذَا أُفْرِدَ أَنْ َيرَِد لَفْظُ
ُعُمومٍ َمْعطُوٌف َعلَْيِه َوَمَع ذَِلَك فَُيْمِكُن اْس: َوِمْن
الظََّواِهرِ الَِّتي َيجُِب اْعتَِباُرَها .َعمَّا قَْبلَُه
. َدلَالَةُ النَِّظريِ بَِما ُعِطَف َعلَْيِه فَالْجََواُب ِفيَما
إذَا كَانَ َهذَا َسبِيلَُه اْعتَِباُرهُ بَِنفِْسِه ِمْن غَْيرِ
َتْضِمنيٍ بَِما قَْبلَُه إلَّا أَنْ َتقُوَم إلَى قَْولِِه}
وَاَللَّاِئي يَِئْسَن ِمْن الَْمحِيضِ { : َنْحُو قَْوله
تََعالَى
َوإِنْ كَانَ َمْعطُوفًا َعلَى غَْيرِِه فَإِنَُّه ُيْمِكُن
إْجَراُء ُحكِْمِه َعلَى َما أَْوَجَبُه ظَاِهُر لَفِْظِه ِمْن }
َوأُولَاُت الْأَْحَمالِ أََجلُُهنَّ { .اٍن ِفيِه نَّهُ لَْو َوَرَد
ُمْنفَرًِدا َعمَّا َتقَدََّمُه لَزَِمُه الُْحكُْم بَِما َتَضمََّنُه
ِمْن غَْيرِ افِْتقَارٍ إلَى ُوُروِد َبَيغَْيرِ َتْضِمنيٍ لَُه َما
تَقَدََّمُه ؛ ِلأَ
أَنَّ َما َتقَدََّمُه ِمْن ِذكْرِ الِْعَدِد َوارٌِد َولَْيسَ
ِلأََحٍد أَنْ يَقُْصَر َهذَا الُْحكَْم َعلَى الُْمطَلَّقَِة ِمْن
الُْمَتَوفَّى َعْنَها َزْوُجَها ِمْن أَْجلِوَذَِلَك أَنَّ كُلَّ
لَفْظٍ } وَاَللَّاِئي يَِئْسَن ِمْن الَْمحِيضِ { ِفي َبَياِن
الُْمطَلَّقَِة ُدونَ الُْمَتَوفَّى َعْنَها زَْوُجَها َوُهَو قَْوله
تََعالَى
.رِِه مََتى َحَملَْناُه َعلَى غَْيرِِه َوقَصَْرَنا ُحكَْمُه
َعلَْيِه فَقَْد َخصَّْصَناُهقَاِئٌم بِنَفِْسِه غَْيرِ ُمفَْتِقرٍ
إلَى غَْي .ا قَْبلَُه َوالتَّْخِصيصُ لَا َيُجوُز إلَّا بِدَلَالٍَة
، فََوَجَب ِمْن أَْجلِ ذَِلَك حَْملُ اللَّفِْظ َعلَى ُمقَْتضَاُه
ُمْنفَرًِدا َعمَّ
غَْيُر ُمكَْتٍف بِنَفِْسِه ِفي إفَاَدِة الُْحكْمِ } َوأُولَاُت
الْأَْحمَالِ أََجلُُهنَّ أَنْ َيَضْعَن َحْملَُهنَّ { : ْوله
َتعَالَى وقَ: فَإِنْ قَالَ قَاِئلٌ .ِلأَنَّ َمْعَناُه غَْيُر
َمفُْهومٍ ِمْن ظَاِهرِِه إذْ لَْيسَ الْأََجلُ ُمخَْتصا بِالِْعَدِد
ُدونَ غَْيرَِها
َتِقرِيَن ِعْنَد َسَماعَِها َهذَا الَْمعَْنى الَِّذي ذَكَْرَناُه
كَانَ َمْعقُولًا ِمْن ظَاِهرِ الْآَيِة عِْنَد الُْمَخاطَبِنيَ بَِها
وَلَْم َيكُونُوا ُمفْ :ِقيلَ لَُه بِْنَت َماِلٍك لَمَّا أََتْت
النَّبِيَّ َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه أَنَّ فَُرْيَعةَ{ ِفي َمْعرِفَِة
ُحكِْمَها إلَى َبَياٍن يَرُِد ِمْن غَْيرَِها ، َوالدَّلِيلُ
َعلَْيِه
-
لَا : قَالَ لََها َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه َوَسلََّم -َوكَانَ
قَْد قُِتلَ َعْنَها -َوَسلََّم َتْسأَلُُه َعْن الِاْنِتقَالِ َعْن
َبْيِت َزْوجَِها ِفي ِعدَِّتَها .} َجلَُه َحتَّى َيْبلُغَ
الِْكتَاُب أَ
مِ ، َولَْو لَْم َيكُْن َهذَا اللَّفْظُ فَلَْم َتحَْتْج َهِذهِ
الْمَْرأَةُ َمَع َسمَاعِ َهذَا اللَّفِْظ إلَى َبَياٍن ِمْن غَْيرِِه
َمَع كَْونَِها َجاِهلَةً بِالُْحكْةً لََما اقَْتَصَر النَّبِيُّ
صَلَّى اللَُّه َعلَْيِه َوَسلََّم لََها َعلَْيِه حَتَّى ُمكَْتِفًيا
ِفي إلَْزاِمَها السُّكُونَ ِفي َبْيتِ َزْوجَِها َما َداَمْت
ُمعَْتدَّ
.ُحكَْم َها َجاَءْت ُمْسَتفِْتَيةً لَُه َجاِهلَةً الَْيُردَُّه
ِتْبَيانٌ َيُزولُ َمَعُه الْإِْشكَالُ لَا ِسيََّما َوقَْد َعِلَم
النَّبِيُّ َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه َوَسلََّم أَنََّوأُولَاُت
الْأَْحَمالِ { َمْن َشاَء َباَهلُْتُه أَنَّ قَْوله َتعَالَى (
َوَيُدلُّ َعلَى ِصحَِّة َما ذَكَْرَنا أَنَّ َعْبَد اِهللا ْبَن
َمْسُعوٍد كَانَ َيقُولُ
)} ُهرٍ َوَعْشًرا أَْرَبَعةَ أَْش{ َنَزلَ َبْعَد قَْوله تََعالَى
} أََجلُُهنَّ أَنْ َيَضْعَن َحْملَُهنَّ
.َجلَْينِ احَْتجَّ بِذَِلَك َعلَى َمْن َخالَفَُه بِِعدَِّة
الُْمَتوَفَّى َعْنَها زَْوُجَها إذَا كَاَنْت َحاِملًا أَنََّها
أَْبَعدُ الْأَ .اِت فَكَانَ ِعْنَدُه أَنَّ ُعُموَم َهذَا اللَّفِْظ
كَاٍف ِفي اْعِتبَارِ الَْحْملِ ِلسَاِئرِ الُْمْعَتدَّ
وٌف َعلَْيِه َمَتى اكْتَفَى فََبانَ بِذَِلَك ِصحَّةُ َما
ذَكَْرَنا ِمْن ُوُجوبِ اعِْتَبارِ ُحكْمِ اللَّفِْظ بِنَفِْسِه ُدونَ
َتْضِمينِِه بَِما ُهَو َمْعطُ .بَِنفِْسِه ِفي إفَاَدِة
الُْحكْمِ
فََمْن َتاَب ِمْن { إلَى قَْوِلِه } َوالسَّارِقَةُ فَاقْطَُعوا
أَْيِدَيُهَما جََزاًء بَِما كََسَبا َوالسَّارُِق{ َوِمْن َنظَاِئرِ
ذَِلَك قَْولُ اِهللا َتعَالَى السَّرِقَةِ اِنكَلَاٌم ُمكَْتٍف
بَِنفِْسِه لَْو اُبُْتِدَئ الْخِطَاُب بِهِ َصحَّ َمْعَناُه ، َولَا
َيجُوُز أَنْ َيْجَعلَُه ُمَضمًَّنا ِلَبَي} َبْعِد ظُلِْمِه
َوأَصْلََح
. إلَّا الَِّذيَن تَاُبوا ِمْن قَْبلِ أَنْ { : فََنْسَتِدلُّ
بِِه َعلَى ُسقُوِط الْقَطْعِ بِالتَّْوَبِة ، َولَْيَس َهذَا
كَقَْوِلِه َتعَالَى ِفي َشأِْن الُْمَحارِبَِني
ْينِ ِلأَنَّ ِفيِه ِكنَاَيةً لَا ُبدَّ أَنْ َيكُونَ لَُه
َمظَْهٌر َيْرجِعُ إلَْيِه َوُهْم َمنْ ، ِلأَنَّ قَْوله َتعَالَى
رَاجٌِع إلَى الَْمذْكُوَر} َتقِْدُروا َعلَْيهِمْ .َتقَدََّم
ِذكْرُُهْم ، َوِلأَنَّهُ اسِْتثَْناٌء غَْيُر ُمكَْتٍف بَِنفِْسِه
إلَّا بَِتْضِمينِِه بَِما قَْبلَُه
تَِقلُّ بِنَفِْسِه إلَّا بَِتْضمِينِِه بَِما قَْبلَُه َوَجَب
رَدُُّه إلَيِْهَوكُلُّ لَفٍْظ َمْعطُوٍف َعلَى غَْيرِِه لَا َيْس
، َهذَا ِخطَاٌب لَْو اُبُْتِدَئ لَمْ ُيِفْد َمعًْنى ، فََصحَّ
أَنَّهُ } فَوَاِحَدةً أَْو َما َملَكَْت أَْيمَاُنكُْم { :
َوَتْضِميُنُه بِِه ، َنْحُو قَْوله َتَعالَى فَاْنِكُحوا َما طَاَب
لَكُْم ِمْن { َما َتقَدََّمُه ، َوأَنَّ النِّكَاَح الَْمْبُدوَء
بِِذكْرِِه ُمْضَمٌر ِفيِه ، فَصَاَر َتقِْديُر الْآَيِة َمْعطُوٌف
َعلَى
النِّكَاَح الَْمْبُدوَء بِِذكْرِِه َوُهوَ وَاْنِكحُوا َما
َملَكَْت أَْيمَاُنكُْم ، وََيكُونُ النِّكَاُح الُْمْضَمُر ِفي
ِملِْك الَْيِمنيِ ُهَو } النَِّساِء .الْعَقُْد ِلاقِْتَضاِء
اللَّفِْظ إْضَماَرُه بَِعْينِِه
. ذْكُوٌر ِفيِه َوَهذَا لَا َيُجوُزَوَمْن َحَملَُه َعلَى
الَْوطِْء فَإِنََّما أَْضَمَر ِفيِه َمْعًنى لَْم َيْجرِ لَُه ذِكٌْر
ِفي الِْخطَابِ َوَتَرَك َما ُهَو َم
]مََتى َتَناَولَ اللَّفْظُ َمْعَنَيْينِ فَالْوَاجُِب َحْملُُه
َعلَى الَْحِقيقَِة:[فَْصلٌ ا َحِقيقَِة ، َولََومََتى َتَناَولَ
اللَّفْظُ َمْعنََيْينِ ُهَو ِفي أََحِدِهَما َمَجاٌز َوِفي الْآَخرِ
َحِقيقَةٌ فَالَْواجِبُ َحْملُُه َعلَى الْ: قَالَ أَُبو َبكْرٍ
لٌ ِفي مَْوِضِعِه ، َولَا ُيعْقَلُ ِمْنُه ُيصَْرُف إلَى
الَْمجَازِ إلَّا بَِدلَالٍَة ِلأَنَّ الْأَظَْهَر ِمْن الْأَْسَماِء
أَنَّ كُلَّ َشْيٍء ِمْنَها فَُهَو ُمْسَتْعَم .الُْعُدولُ بِِه َعْن
َمْوِضِعِه إلَّا بَِدلَالٍَة
.ْسَتْعَملُ ِفي مَْوِضِعِه الْمَْوضُوعِ لَُه ِفي اللَُّغِة
َوالَْحِقيقَةُ ِهَي اللَّفْظُ الُْمَغِة َولَا َيجُوُز أَنْ يُْعَدلَ
بِهِ َوالَْمَجاُز ُهَو الَْمْعدُولُ بِِه َعْن َحِقيقَِتِه
َوالُْمْسَتْعَملُ ِفي غَْيرِ مَْوِضِعِه الْمَْوضُوعِ لَُه ِفي
أَْصلِ اللُّ
.ا بَِدلَالٍَة َعْن جَِهِتِه َوَمْوِضِعِه إلَّلَا َيُجوزُ
اْسِتْعمَالُُه ِللَْمْعَنَيْينِ َجِميًعا ِفي َحالٍ وَاِحٍد ِلأَنَّ
َهذَا ُيوجُِب كَْونَ : َوكَانَ َشْيُخَنا أَُبو الَْحَسنِ
الْكَْرِخيُّ َيقُولُ
-
حَِقيقَةُ َما اُْسُتْعِملَ ِفي َمْوِضِعِه َوالَْمَجاُز َما
اُْسُتعِْملَ ِفي اللَّفِْظ َحِقيقَةً َمَجاًزا ِفي حَالٍ َواِحَدٍة ،
َوَهذَا ُمَحالٌ أَْو كَاَنْت الْ .غَْيرِ َمْوِضِعِه
.َوُمَحالٌ أَنْ َيكُونَ لَفْظٌ َواِحٌد ُمْسَتْعَملًا ِفي
َمْوِضِعِه َومَْعُدولًا بِِه َعْن َمْوِضِعِه ِفي َحالٍ
وَاِحَدٍة
يقَةٌ ِفي الَْحْيضِ َمَجاٌز ِفي الطُّْهرِ فَالْوَاجُِب َحْملُُه
َعلَى الَْحِقيقَِة َحتَّى َتقُوَم َدلَالَةُ الَْمَجازِ َولَا
َوذَِلَك َنْحُو الْقُْرِء إنَُّه َحِق .َيجُوُز أَنْ يَُراَد
الَْمْعَنَيانِ َجِميًعا ِفي حَالٍ َواِحَدٍة
.وَاْسُم النِّكَاحِ حَِقيقَةٌ ِللَْوطِْء َمجَاٌز ِللَْعقِْد }
َنكََح آَباُؤكُمْ َولَا تَْنِكُحوا َما{ : َوِمْن َنظَاِئرِ ذَِلَك
قَْوله َتعَالَى .فَالَْواجُِب إذَا َوَرَد ُمطْلَقًا َحْملُُه َعلَى
الَْوطِْء حَتَّى َتقُوَم الدَّلَالَةُ َعلَى غَْيرِِه
.ا َولَا َيُجوُز أَنْ َيْنَتِظَمُهَما ِفي حَالٍ وَاِحَدةٍ ِلَما
َوَصفَْنهُ لَا َيُجوزُ أَنْ ُيرَاَد َوكَذَِلَك كَانَ َيقُولُ ِفي
اللَّفِْظ إذَا َتَناَولَ َمْعَنَيْينِ َوُهَو صَرِيٌح ِفي
أََحِدِهَما ِكَناَيةٌ َعْن الْآَخرِ إنَّ
.ِفي حَالٍ وَاِحَدٍة وََهذَاُمحَالٌ الَْمْعَنَيانِ َجِميًعا
بِلَفٍْظ وَاِحٍد ِلأَنَّ َهذَا يُوجُِب كَْونَ اللَّفِْظ َصرًِحيا
ِكنَاَيةً .ْن الْآَخرِ َوأَْيًضا فَإِنَُّه َمَتى أََراَد
أََحَدُهَما فَكَأَنَُّه قَْد َنصَّ َعلَْيِه بَِعْينِِه فَاْنَتفَى
أَنْ َيكُونَ ِعبَاَرةً َع
ى َتقُوَم الدَّلَالَةُ َعلَى أَنَّ الُْمَرادَ الِْكنَاَيةُ ،
َوذَِلكَ َنْحوُ َوَمَتى َوَرَد ُمطْلَقًا َوَجبَ َحْملُُه َعلَى
الصَّرِيحِ ُدونَ الِْكنَاَيِة حَتَّ .} أَْو لَاَمسُْتْم النَِّساءَ
{ : قَْوله َتَعالَى
فَاللَّْمُس َحِقيقَةٌ بِالَْيِد وََنْحوَِها فَُهَو ِكَناَيةٌ
َعْن الْجِمَاعِ فََغْيُر َجاِئزٍ أَنْ َيكُونَ الْمَُراُد بِِه
.َمْعَنَيْينِ َجِميًعا ِفي حَالٍ َواِحَدٍة الْكُلَّ َمْن
أَثَْبَت الُْمَرادَ أََحَد َوَيُدلُّ َعلَى اْنِتفَاِء إرَاَدِة
الَْمْعَنَيْينِ َجِميًعا أَنَّ الصََّحاَبةَ لَمَّا اْخَتلَفَْت ِفي
مَُراِد الْآَيِة أَنَّ
َيكُونَ مَُراًدا ، وَذَِلَك أَنَّ أَِمَري الُْمْؤِمنَِني َعِليا
َواْبَن َعبَّاسٍ َرِضَي اللَُّه َعْنُهَما قَالَا
الْمَُراُدالَْمْعَنَيْينِ نَفَى الَْمْعَنى الْآَخَر أَنْ الْجَِماُع
، َوكَانَ عِْنَدُهَما أَنَّ اللَّْمَس بِالَْيِد
اِهللا َعلَْيهَِما الْمَُراُد اللَّْمُس بِالَْيِد ُدونَ
الْجَِماعِ ، فَكَاَنا ِمْن أَْجلِ غَْيُر ُمَراٍد ، َوقَالَ ُعَمُر
َوَعْبُد اِهللا ْبُن َمْسُعوٍد َرْحَمةُ ْم فٍْظ َواِحٍد َوَهذَا
َيُدلُّ َعلَى أَنَُّهذَِلَك لَا يََرَياِن لِلُْجُنبِ أَنْ
َيَتَيمََّم فََحَصلَ ِمْن اتِّفَاِقهِمْ اْنتِفَاُء إَراَدِة
الَْمْعَنَيْينِ َجِميًعا بِلَ
.كَاُنوا لَا ُيجِيُزونَ إرَاَدةَ الَْمْعَنَيْينِ بِلَفٍْظ
َواِحٍد َعلَى الَْحدِّ الَِّذي بَيَّنَّاُه ]ِمْن الظََّواِهرِ َما
يَقِْضي َعلَْيِه َدلَالَةُ الَْحالِ:[فَْصلٌ
َينْقُلُ ُحكَْمُه إلَى ِضدِّ ُموَجبِ لَفِْظِه ِفي َحِقيقَةِ
اللَُّغِة َنْحُو َوِمْن الظََّواِهرِ َما يَقِْضي َعلَْيِه َدلَالَةُ
الْحَالِ فَ: قَالَ أَُبو َبكْرٍ }اْعَملُوا َما شِئُْتْم { : قَْوله
َتَعالَى
َمْن َشاَء فَلَْيكْفُْر { }فََمْن َشاَء فَلُْيْؤِمْن َو
}َواْسَتفْزِْز َمْن اْسَتطَْعَت ِمنُْهْم {
.َوَنْحُو ذَِلَك َو ِفي َهِذِه الَْحالِ ذَا الِْخطَاُب
ُمبَْتِدئًا َعارِيا َعْن َدلَالَِة الْحَالِ لَكَانَ ظَاِهُرهُ
َيقَْتِضي إَباَحةَ َجمِيعِ الْأَفَْعالِ ، َوُهفَلَْو َوَرَد َه
.َوِعيٌد َوَزْجٌر بِِخلَاِف َما َيقَْتِضيِه ُحكُْم اللَّفِْظ
الُْمطْلَقِ الْعَارِي َعْن َدلَالَةِ الْحَالِ
-
:َوِمْن َنظَاِئرِ ذَِلَك قَْولُ النََّجاِشيِّ فََعاَدى َبنِي
الَْعْجلَاِن َرْهطَ اْبنِ ُمقْبِلِ***إذَا اللَُّه َعاَدى أَْهلَ
لُْؤمٍ َورِقٍَّة
َولَا َيظِْلُمونَ النَّاَس َحبَّةَ َخرَْدلِ***قَبِيلَةٌ لَا
َيْغِدُرونَ بِِذمٍَّة ْخَرجَ َمدَُّحونَ بِنَفْيِ الَْغْدرِ
َوالظُّلْمِ َعْن أَنْفُسِهِْم َوُهَو ِفي َهذَا الَْمْوِضعِ ذَمٌّ
َوِهَجاٌء فَخََرَج اللَّفْظُ َمَوَمْعلُوٌم أَنَّ النَّاَس َيَت
أَنْ َيظِْلُموا أََحًدا فَكَاَنْت َدلَالَةُ أَنَُّهْم أَقَلُّ
ِمْن أَنْ يُوثََق لَُهْم بِِذمٍَّة يَْغِدُرونَ بَِها ، َوأَْعَجُز
ِمْن : الْهَِجاِء ، فَكَانَ َمْعَناُه .الَْحالِ َناِقلَةً ِلُحكْمِ
اللَّفِْظ إلَى ِضدِّ ُمقَْتَضاُه َوُموَجبِهِ لَْو كَانَ ُوُروُدُه
ُمطْلَقًا
إنْ خََرْجِت فَأَْنتِ : رَأَُتُه لَِتخُْرَج فَقَالَ لََها َمْن
قَاَمْت اْم: َوِممَّا اْعَتَبَر أَْصَحابَُنا ِفي َهذَا الَْمْعَنى
ِمْن َمسَاِئلِ الِْفقِْه قَْولُُهْم .طَاِلٌق أَنََّها إنْ قََعَدْت
ثُمَّ َخَرَجْت َبْعَد ذَِلَك لَْم َيْحَنثْ
ذَِلَك الَْغَداِء بَِعْينِِه ، فَإِنْ إنْ تََغدَّْيت فََعْبِدي
ُحرٌّ ، أَنَّ َهذَا َعلَى: تََغدَّ ِعْنِدي الَْيْوَم ، فَقَالَ :
َوكَذَِلَك لَْو قَالَ الرَُّجلُ .َتَغدَّى ِعْنَدُه َبْعَد ذَِلكَ
لَْم َيحَْنثْ
.فََصاَرْت الَْيِمُني َعلَى الَْيْومِ ِلَدلَالَِة الْحَالِ
َعلَْيَها ) وَاَللَِّه إنْ َتَغدَّْيت الَْيْوَم فََعْبِدي ُحرٌّ : (
َوكَذَِلَك لَْو قَالَ اْحِتَجاجُُهْم ِفي َزْعِمهِْم: َوِممَّا
َيجُِب ُمَراعَاُتُه ِمْن ُمَغالَطَاِت الُْخُصومِ ِفي َهذَا الْبَابِ
: قَالَ أَُبو َبكْرٍ
جَاجِ ا َشْيٌء َنْحُو احِْتبُِعُمومِ أَلْفَاٍظ ِمْن الِْكتَابِ
وَالسُّنَِّة مََتى َحَصلَْت َعلَيْهِْم َوكُِشَف َعْن َحِقيقَِتَها
لَْم يََتَحصَّلْ ِمنَْه }َولَا َتَيمَُّموا الَْخبِيثَ ِمْنُه
ُتْنِفقُونَ { : َبْعضِهِْم ِفي أَنَّ َرقََبةَ الظِّهَارِ شَْرطَُها
أَنْ َتكُونَ ُمْؤِمَنةً بِقَْوِلِه َتعَالَى
ْن الْإِْنفَاقِ لَْم َيكُْن ِفي لَفِْظ الْآَيِة َدلَالَةٌ َعلَى
َما َوالْكَاِفُر َخبِيثٌ َولَا َيجُوُز َزْعٌم بِالظَّاِهرِ ،
َوَنْحُن مََتى َسلَّْمَنا أَنَّ الِْعْتَق ِم .ِمْن أَْجِلَها
قَالُوا ، َوذَِلَك ِلأَنَّ الَْخبِيثَ ُهَو كُفُْر الْكَاِفرِ لَا
َعْيُن ِفْعلِ اِهللا َتَعالَى ، َوغَْيُر جَاِئزٍ أَنْ ُيذَمَّ
لَْيَس ُهَو الْكُفَْر َوإِنََّما ُهَو الِْعْتُق ، َوالِْعْتُق
لَْيسَ بَِخبِيٍث َوكَْيَف َيكُونُ خَبِيثًا َوُهَو قُْرَبةٌ إلَى
َواَلَِّذي أَْنفَقَهُ الُْمْعِتُق بِِعْتِقِه .اِهللا تََعالَى ،
فَلَْم َيْحُصلْ ِلَهِذِه الْآَيةِ َتَعلٌُّق بَِهِذِه
الَْمسْأَلَِة
ْم بُِسقُوِط َحقِّ الْإَِمامِ ِفي أَْخذِ َصَدقَِة السَّاِئَمِة ،
إذَاَوَنِظُريُه احِْتَجاُج َمْن اْحَتجَّ مِْنُه
إنْ ُتْبدُوا الصََّدقَاِت فَنِِعمَّا ِهَي َوإِنْ ُتْخفُوَها
َوُتْؤُتوَها الْفُقََراَء فَُهَو َخْيرٌ { : أَْعطَاَها َربُّ
الْمَالِ الَْمَساِكَني بِقَْوِلِه َتَعالَى .} لَكُْم
.َعلَى ُسقُوطِ َحقِّ الْإَِمامِ ِفي أَْخذَِها َمَتى أَخَْرَجَها
َربُّ الْمَالِ } فَُهَو خَْيٌر لَكُْم { بِظَاِهرِ قَْوله َتَعالَى
فََيْسَتِدلُّأَْعطَاَها الْفُقََراَء َوأَخْفَاَها فَُهَو َخْيٌر
لَهُ َوَهذَا َنِظُري َما ذَكَْرَناُه ِفي الْفَْصلِ الَِّذي قَْبلَُه
ِلأَنَّ َهِذِه الْآَيةَ إنََّما َتُدلُّ َعلَى أَنَُّه إذَا
.َولَا َدلَالَةَ ِفيِه َعلَى أَنَّ الْإَِماَم لَا يَأُْخذَُها
ِمْنهُ ثَانًِيا َها ، فَإِذَنْ لَا دَلَالَةَ ِفي الْآَيِة َعلَى
إْخفَاُؤَها َخْيٌر لَُه ، َوِللْإَِمامِ َمَع ذَِلكَ أَْخذُ:
َوَمْوِضُع َدلَالَِة الْآَيِة لَا َيَتَنافَى ِلأَنَّا َنقُولُ
ُهَو َخْيٌر لَُه ِلأَنَّ الْإَِماَم َيأُْخذُ َمْوِضعِ الِْخلَاِف
، َبلْ َدلَالَُتَها َعلَى ِصحَِّة قَْولَِنا أَظَْهُر ِمْنَها َعلَى
قَْولِ الُْمخَاِلِف ، ِلأَنَّا َنقُولُ َدقَةُ َمرََّتْينِ فََيكُونُ
َخيًْرا لَُه ِمْن َهذَا الَْوجِْهَمرَّةً أُخَْرى فََيْحُصلُ لَُه
الصَّ
فََهذَا : قَالُوا } النَّبِيِّ َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه َوَسلََّم
أَنَُّه َمَسَح رَأَْسُه ثَلَاثًا ِفي الُْوُضوِء { َوِمْن َنظَاِئرِ
احِْتَجاجِهِْم بَِما ُروَِي َعْن ِلأَنَّهُ زَاِئٌد َعلَْيِه
َوَخَبُر الزَّاِئِد أَوْلَى َوَمَتى َحَملْت َعلَْيهِْم َمْعَنى
َهذَا " الَْمْسَح َمرَّةً وَاِحَدةً " َرَوى أَوْلَى ِمْن رَِواَيِة
َمْن
اثًا َوإِنََّما الِْخلَاُف َبْيَنَنا وََبْيَنُه ِفي الَْخَبرِ
َوقَاَبلْته بَِمْوِضعِ الِْخلَاِف لَْم ُيْعتََرْض َعلَْيِه لِأَنَّا
لَمْ َنْخَتِلْف ِفيِه أَنَُّه َيْمَسُح ثَلَ .ُمَغالَطَِة َتْجدِيِد
الَْماِء ِلكُلِّ َمْسَحٍة ، َولَْيسَ ِلَهذَا الَْمْعَنى ِذكٌْر ِفي
الَْخَبرِ ، وَالِاحِْتَجاجُ بِِه ضَْرٌب ِمْن الْ
.} ُحتِّيِه ثُمَّ اُقُْرِصيِه ثُمَّ اغِْسِليِه بِالَْماِء { ْيِه
َوَسلََّم ِفي َدمِ الَْحْيضِ َوَنحُْوُه الِاسِْتْدلَال بِقَْولِ
النَّبِيِّ َصلَّى اللَُّه َعلَ
-
نَّ الَِّذي َتْضَمنَُّه الْخََبُر َعلَى أَنَّ غَْسلَ
النََّجاسَاِت لَا َيجُوُز إلَّا بِالَْماِء َوَهذَا غَلَطٌ ،
َولَْيَس ِفيِه بََيانُ َمْوِضعِ الِْخلَاِف ِلأَُه لَفْظُ الَْخَبرِ
، فَإِذَنْ لَا َتَعلُّقَ لْأَْمرُ بَِغْسلِ َدمِ الْحَْيضِ
بِالَْماِء ، َوَمَتى أُزِيلَ الدَُّم بَِخلٍّ أَوْ َنحْوِِه لَْم
َيْبَق ُهَناَك َدٌم َتَناَولَا
.ِلَهذَا الْخََبرِ بَِمسْأَلَِة الِْخلَاِف َوالْآَيةُ }
ُحرَِّمْت َعلَْيكُْم الَْمْيَتةُ { : بِقَْوِلِه َتعَالَى )
الذُّبَابِ ِفيِه ( لَى َنَجاَسةِ الَْماِء بَِمْوِت َوِمثْلُُه
اْسِتْدلَالُ َمْن اسَْتَدلَّ َع
مِ لَفٍْظ لَْم َيَتَناَولْ الَْماَء ُعُموإنََّما أَْوَجَبْت
َتْحرِميَ الَْمْيَتِة ، َوالَْماُء الَِّذي ِفيِه َمْيَتةٌ لَا
ُيَسمَّى مَْيَتةً فَكَْيَف َيُجوزُ اْعِتبَاُر .بِحَالٍ
َعلَى الَْيِد َما { ُه َعلَْيِه َوَسلََّم َوَنِظُريُه
اْسِتْدلَالُ َمْن َيْسَتِدلَّ َعلَى َضَماِن الْعَارِيَِّة
وَالسَّرِقَِة ِعْندَ الَْهلَاِك بِقَْوِلهِ َصلَّى اللَّ .} أََخذَْت
حَتَّى تَُردَُّه
ا ِفي الَْخَبرِ فَاْعِتَبارُ نََّما أَْوَجَب َردَّ الْمَأُْخوِذ
بِعَْينِِه ، َوالِْقيَمةُ الَِّتي يُرِيُد الُْمَخاِلُف َتْضِمينََها
إيَّاُه لَا ِذكْرَ لََهَوالَْخَبُر إ .الُْعُمومِ ِفيِه َساِقطٌ
ظِرِيَن َحِديثُ الْقَاِسمِ ْبنِ ُمَحمٍَّد عَْنَوِممَّا َيكْثُُر
اْسِتْعمَالُُه ِمْن أَلْفَاِظ الُْعُمومِ َبْيَن الْمَُنا
َمْن أَْدَخلَ { : َوُيْرَوى } َمْن أَْدَخلَ ِفي أَمْرَِنا َما
لَْيَس ِفيِه فَُهَو َردٌّ { : َعاِئَشةَ َعْن النَّبِيِّ صَلَّى
اللَُّه َعلَْيِه َوَسلََّم أَنَُّه قَالَ اِلاْحِتَجاُج بِِه َعلَى
ُمَخالَفٍَة ِفي فَسَاِد الُْعقُوِد َو ) لِأََحٍد ( َوَهذَا
اللَّفْظُ ِممَّا لَا َيِصحُّ } ِفي ِدينَِنا َما لَْيَس ِمنَّا
فَُهَو َردٌّ
نَّ الشَّْيَء إذَا َحَصلَ ُر َما ِفيِه أَالْقَُربِ ، َوذَِلَك
لِأَنَُّه َيْحتَاُج ِفي إثَْباِت َما َراَم إثَْباِتِه إلَى
َدلَالَِة غَْيرِ اللَّفِْظ ، إذَا كَانَ أَكْثَ .َمْنهِيا َعْنُه
كَانَ َمْرُدوًدا
.َنِظُري ذَِلَك اْخِتلَافُُهْم ِفي الصَّلَاِة ِفي الدَّارِ
الْمَْغُصوَبِة إذَا احَْتجَّ ُمْبِطلُوَها بَِهذَا الَْخَبرِ
لَالَةُ َعلَى أَنَّ جََوازَ الصَّلَاِة ِفي َهذَا الْحَالِ لَْيَس
ِمْن أَْمرِِه ، إذْ لَْيسَ قَْد َعِلْمَنا أَنَُّه َمْنهِيٌّ َعْن
ذَِلَك ، فََما الدَّ: ِقيلَ لَُهْم بَِها ِمْن أَمْرِِه ، َوَهذَا
ُيْمَنُع أَنْ َيكُونَ إَباَحةُ الصَّلَاِة ِفي َهِذِه الدَّارِ
لَْيَس ِمْن أَْمرِِه ، َوَيكُونُ جََوازَُها َوُسقُوطُ الْفَْرضِ
ِمْن أَمْرِِه فََيْسقُطُ ِخلَاٍف ، فََيْحتَاُج الُْمحَْتجُّ
بِالَْخَبرِ إلَى أَنْ ُيقِيَم َدلَالَةً ِمْن غَْيرِ الَْخَبرِ َعلَى
أَنَّ جََواَزَها لَْيَس َمْوِضُعنََّما ذَكَْرَنا ِمْنُه طََرفًا
ِلُنَنبِّهَ بِِه َعلَى َنظَائِرِِه الِاْسِتْدلَال بِِه َوَهذَا
الضَّْرُب ِمْن احِْتَجاجِ الُْمَخاِلِفنيَ أَكْثَُر ِمْن أَنْ
ُيْحَصى ، َوإِ
فَإِنَّ أَكْثََر احِْتَجاَجاتِهِْم َتْجرِي ، َوِلئَلَّا َيْحُسَن
الظَّنَّ بِِه ِفيَما َيدَِّعيِه ظَاهًِرا حَتَّى ُيَواِفَق َعلَى
َتْصحِيحِ َوْجهِ الدَّلَالَِة ِمْنُه ، .َمَتى طُوِلبَ بَِتْحِقيِقِه
اْضَمَحلَّ َهذَا الَْمْجَرى ، فَ
الْبَاُب الثَّانِْي ِفي ِصفَِة النَّصِّ
)فارغة(
َباٌب ِفي ِصفَِة النَّصِّ :قَالَ أَُبو َبكْرٍ
َما يََتَناَولُُه الُْعُموُم فَُهَو َنصٌّ َما يََتَناَولُ
َعْيًنا َمْخصُوَصةً بُِحكْمٍ ظَاِهرِ الَْمعَْنى َبيِّنِ الُْمَراِد
فَُهَو َنصٌّ َو) كُلُّ : ( النَّصُّ . َما يََتَناَولُُه الُْعُموُم
أَْيًضا َوذَِلَك لِأَنَُّه لَا فَْرَق َبْيَن الشَّْخصِ الُْمَعيَّنِ
إذَا أُِشريَ إلَْيهِ بَِعْينِِه وََبْيَن ُحكِْمِه َوَبْيَن
.اْنطََوى َتْحَتُه إذْ كَانَ الُْعُموُم اْسًما ِلَجِميعِ َما
َتَناَولَُه َو
-
.َوالْمَْنُصوُص َعلَْيِه َما ُنصَّ َعلَْيِه بِاْسِمِه لَى قَْد
َنصَّ َعلَى َتْحرِميِ الْأُمِّ بِقَْولِهِ َوِمْن الدَِّليلِ َعلَى
ذَِلَك أَنَّ أََحًدا ِمْن الُْمْسِلِمَني لَا َيمَْتنُِع ِمْن
إطْلَاقِ الْقَْولِ بِأَنَّ اللََّه َتعَا
} َوالسَّارُِق َوالسَّارِقَةُ { : َوأَنَّ قَطَْع السَّارِقِ
مَْنُصوٌص َعلَْيِه بِقَْوِلِه َتعَالَى } ُحرَِّمْت َعلَْيكُْم
أُمََّهاُتكُمْ { : لَى َتَعا َوكَذَِلَك َجلُْد الزَّانِي ،
َوإَِجيابُ الِْقَصاصِ َعلَى قَاِتلِ الَْعْمِد
بُِعُمومِ لَفٍْظ َيْنَتِظُم َما َشَملَُه اِلاْسُم ِمْن غَْيرِ
إشَاَرٍة إلَى َعْينٍ َمْخُصوَصٍة ، َولَْيسَ َجوَاُز َوكُلٌّ إنََّما
َنصَّ َعلَى ُحكِْمِه .يصِ الَةُ التَّْخِصُدُخولِ الِاْسِتثَْناِء
َعلَى لَفِْظ الُْعُمومِ َوَجوَاُز َتْخِصيِصِه بِمَانِعٍ ِمْن أَنْ
َيكُونَ َنصا إذَا لَْم تَقُْم َدلَاْسِتثَْناِء َعلَْيَها ،
َوِلأَنَّ كََما أَنَّ الَْعَدَد الَِّذي َيَتَناَولُُه اْسُم
الَْعَشَرِة مَْنُصوٌص َعلَْيِه بِِذكْرِ الَْعَشَرِة َمَع جََوازِ
ُدُخولِ اِل
أُْخَرى ، وَلَْم َيْمَنْع ذَِلَك أَنْ َيكُونَ َنصا إذَا َعرَِي
ِمْن الُْمشَاَر إلَْيِه بِعَْينِِه َيُجوُز إْدخَالُ الشَّْرِط
َعلَْيِه َوَتْعِليقُُه بِحَالٍ .َشْرٍط أَْو ِذكْرِ َحالٍ
.ُهَو الُْمَبالََغةُ ِفي إظْهَارِ الشَّْيِء وَإِبَاَنِتِه :
َوالنَّصُّ ِفي اللَُّغِة .أَظَهَْرُت أَْصلَُه َنَصْصت الَْحدِيثَ
إلَى فُلَاٍن ، بَِمْعَنى أَنِّي : فَِمْنُه قَْولُُهْم
.َوَمخَْرَجُه :قَالَ الشَّاِعُر
فَإِنَّ الْأََماَنةَ ِفي َنصِِّه*** أَُنصُّ الَْحِديثَ إلَى
أَْهِلِه .َوِمْنُه َنَصْصت الدَّابَّةُ ِفي السَّْيرِ إذَا أَظَْهْرت
أَقَْصى َما ِعْنَدَها
:قَالَ الشَّاِعر َتقْطَُع الْخَْرَق بَِسْيرِ َنصٍّ
ِللَْحاِضَرْينِ ، َوكَانَ أَُبو الَْحَسنِ ) لَِيكُونَ ظَاهًِرا (
َوِمْنُه الِْمَنصَّةُ ، َوُهَو الْفَْرُش الَِّذي ُيْرفَُع
ِلَيقُْعَد َعلَْيِه الَْعرُوُس .الْكَْرِخيُّ َرِحَمُه اللَُّه
َيقُولُ ِفي َمعَْنى النَّصِّ َنحًْوا ِممَّا ذَكَْرَنا
) ُهَو ( التَّأْوِيلِ أَنَّ َما قَاَمْت لَُه الدَّلَالَةُ َعلَى
بَْعضِ الَْمَعانِي أَنَُّه ) ِمْن ( لُ أَْيًضا ِفي اللَّفِْظ
الُْمْحتَِملِ ِلُضُروبٍ َوكَانَ َيقُوَعْن َرُسولِ اهللاِ َصلَّى
اللَُّه َعلَْيِه َهذَا َنصٌّ عِْنِدي ، َوكَذَِلَك إذَا رََوى ذَِلَك
التَّأْوِيلَ) إنَّ ( الْمَُراُد جَاَز لَُه أَنْ َيقُولَ
.اهللاِ َتَعالَى ِفيِه َوَسلََّم فَجَاِئٌز أَنْ يُقَالَ إنَّ
ذَِلَك َنصُّ الْكَِتابِ ِلَبَياِن النَّبِيِّ َصلَّى اللَُّه
َعلَْيِه َوَسلََّم ُمَرادَ .َيْحَتِملُ السُّلْطَانُ الَْمَعانَِي
الُْمْخَتِلفَةَ } ُسلْطَاًنا فَقَْد َجَعلَْنا ِلَوِليِِّه{ :
َوذَِلَك َنْحُو قَْوله تََعالَى
الْقََودُ َجازَ أَنْ َيقُولَ قَْد َنصَّْت َهِذِه الْآَيةُ َعلَى
إَجيابِ الْقََوِد لَِوِليِّ ) بِِه ( فَإِذَا قَاَمْت الدَّلَالَةُ
ِعْنَدَنا َعلَى أَنَّ الُْمَراَد الَْمقْتُولِ ظُلًْما
ِفي َمعَْنى الُْمْجَملِ: بَاُب الثَّاِلثُالْ :َوِفْيِه ثَلَاثَةُ
فُُصْولٍ أَْوُجُه َو أَقَْساُم الُْمْجَملِ: الْفَْصلُ الْأَوَّلُ
الِاحِْتجَاُج بُِعُمْومِ اللَّفِْظ الُْمْجَملِ: الْفَْصلُ
الثَّانِْي الْأَْسَماُء الُْمْشَتَركَةُ:الْفَْصلُ الثَّاِلثُ
-
.َمعَْنى الُْمْجَملِ َباٌب ِفي لَا ُبدَّ ِمْن أَنْ ) ِلأَنَّ
الُْعُموَم ( ُيقَارُِب َمْعَناُه َمعَْنى الُْعُمومِ : أََحُدُهَما :
الُْمْجَملُ َعلَى َوجَْهْينِ : قَالَ أَُبو َبكْرٍ : فَْصلٌ
.لُّ َجْمعٍ فَُهَو ُجْملَةٌ َيْشتَِملَ َعلَى ُجْملٍَة إذَا كَانَ
َيقَْتِضي َجْمًعا ِمْن الْأَْسَماِء َوكُ .فََمْعَنى الَْعامِّ
وَالُْمجَْملِ لَا َيْخَتِلفَاِن ِفي َهذَا الَْوْجِه
ُمْجَملًا ، ِفي َموَاِضَع فََسمَّاُه فََجاِئزٌ أَنْ ُيَعبَّرَ
بِالُْمْجَملِ َعْن الَْعامِّ َوقَْد ذَكََر أَُبو ُموَسى ِعيَسى ْبُن
أََبانَ َرِحَمُه اللَُّه الَْعامَّ .َوَهذَا كَلَاٌم ِفي
الْعَِباَرِة لَا َيقَُع ِفي ِمثِْلِه ُمضَاَيقَةٌ
{ الَى أَنْ َيكُونَ الْإِْجَمالُ ِفي لَفٍْظ َواِحٍد َمْجُهولٍ
فََهذَا لَا َيكُونُ ُعُموًما َولَا ِعَباَرةَ َعْنُه َنْحُو قَْوله
تََع: َوالَْوْجُه الْآَخُر َوُهَو َما أَُبيُِّنُه لَك َبْعَد َهذَا
، فََهذَا ) َحقَُّه ( الْقَاِئلِ أَْعِط زَْيًدا ) َوَنْحُو قَْولِ (
، } َحقٌّ لِلسَّاِئلِ وَالَْمْحُرومِ َوِفي أَْموَاِلهِْم
.ُمْجَملٌ لَْيَس ِفيِه َمْعَنى الُْعُمومِ اللَّفْظُ
الُْمْشَتِملُ َعلَى ُمَسمَّيَاٍت قَْد ُعلَِّق أَنَُّه:
فَالَْمْعقُولُ ِعْنَدُهْم ِمْن إطْلَاقِ لَفِْظ الُْعُمومِ
.بِِه ُحكٌْم ُيْمِكُن اْسِتْعَمالُُه َعلَى ظَاِهرِِه َوَما
َتَناَولَُه لَفْظُُه غَْيُر ُمفَْتِقرٍ إلَى َبَياٍن ِمْن غَْيرِِه
.ْن أَلْفَاِظ الَْجْمعِ الُْمطْلَقِ َوَما أَشَْبَهُه ِم}
فَاقُْتلُوا الُْمْشرِِكنيَ { َنْحُو قَْوله تََعالَى
ُهَو َعلَى فَُهَو اللَّفْظُ الَِّذي ُيْمِكُن اْسِتْعمَالُ
ُحكِْمِه ِعْنَد ُوُروِدِه ، وََيكُونُ َمْوقُوفًا َعلَى َبَياٍن ِمْن
غَْيرِِه َو: َوأَمَّا الُْمْجَملُ .ِقْسَمْينِ .اللَّفِْظ بِأَنْ
َيكُونَ اللَّفْظُ ِفي نَفِْسِه ُمْبَهًما غَْيَر َمْعلُومٍ
الُْمرَاُد ِعْنَد الُْمَخاطَبَِني َما َيكُونُ إْجَمالُُه ِفي
نَفْسِ: أََحُدُهَما
ِفي َمْعَنى الُْمجَْملِ بَِما أَنْ َيكُونَ اللَّفْظُ ِممَّا
ُيْمِكُن اْسِتْعمَالُُه لَْو َخلَّْيَنا َوَما َيقَْتِضيِه ظَاِهُرُه
إلَّا أَنَُّه َيِصُري : َوالِْقْسُم الْآَخُر .َيقَْترِنُ إلَْيِه
ِممَّا ُيوجُِب إْجمَالَُه ِمْن لَفٍْظ أَْو َدلَالٍَة
ُيْعطُوا حَتَّى { َو } َوآتُوا َحقَُّه َيْوَم َحَصاِدهِ } { قُلْ
اللَُّه ُيفِْتيكُْم ِفي الْكَلَالَةِ { فََنْحُو قَْوله َتعَالَى :
فَأَمَّا الِْقْسُم الْأَوَّلُ َوقَْولُ النَّبِيِّ َصلَّى اللَُّه
َعلَْيِه َوَسلََّم} فَقَْد َجَعلَْنا ِلَوِليِّهِ ُسلْطَاًنا } {
الْجِْزَيةَ َعْن َيٍد َوُهْم َصاِغُرونَ
.} نِّي ِدَماءَُهْم َوأَْموَالَُهْم إلَّا بِحَقَِّها أُمِْرُت
أَنْ أُقَاِتلَ النَّاَس حَتَّى َيقُولُوا لَا إلَهَ إلَّا اللَُّه ،
فَإِذَا قَالُوَها َعَصمُوا ِم{ يلَ يَأِْتي َعلَى النَّاسِ َزَمانٌ
يُْؤَتَمُن ِفيِه الَْخاِئُن وَُيَخوَّنُ ِفيِه الْأَِمُني
َويََتكَلَُّم ِفيِه الرَُّويْبَِضةُ ِق{ َوقَْوِلِه َصلَّى اللَُّه
َعلَْيِه َوَسلََّم
َوقَْد كَانَ السَّاِمُعونَ لَُه ِمْن أَْهلِ اللَُّغِة َولَمْ }
َسِفيُه الْقَْومِ يََتكَلَُّم ِفي أَْمرِ الَْعامَِّة :
لرُّوَْيبَِضةُ ؟ قَالَ َيا َرسُولَ اِهللا َوَما ا .َيْعرِفُوا
َمْعَناهُ َحتَّى َبيََّنُه لَُهْم بَْعَد ُسؤَالِهِْم إيَّاُه
فََهذَا ُهَو الُْمْجَملُ الَِّذي إْجمَالُُه ِفي َنفْسِ اللَّفِْظ
َولَا َسبِيلَ إلَى اْسِتْعَمالِ ُحكِْمِه إلَّا " ُهأَْعِط َزْيًدا
َحقَّ: َوكَقَْولِ الْقَاِئلِ .بَِبَياٍن ِمْن غَْيرِِه
َغِة ،َوِمْن َهذَا الضَّْربِ أَْسَماُء الشَّْرعِ الَْمْوُضوَعِة
ِفيِه ِلَمَعاٍن لَْم َتكُْن َمْوُضوَعةً لََها ِفي اللُّ
أَْرَبى فُلَانٌ َعلَى فُلَاٍن ِفي الْقَْولِ َوالْفِْعلِ ،
وَالرَّابَِيةُ ِهيَ الْأَْرُض الْمُْرَتِفَعةُ الزَّاِئَدةُ َعلَى :
َنْحُو الرَِّبا ِفي اللَُّغِة الزَِّياَدةُ ُيقَالُ .َما
َيِليَها
.انَ اْسًما لَُه ِفي اللَُّغِة َوُهَو ِفي الشَّْرعِ اْسمٌ
لََمَعاٍن أَُخَر غَْيَر َما كَإنَّ ِمْن الرَِّبا أَبَْواًبا لَا
َتْخفَى " َوقَالَ ُعَمُر َرِضَي اللَُّه َعْنُه } إنََّما الرَِّبا
ِفي النَّسِيئَِة { قَالَ النَّبِيُّ َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه
َوَسلََّم
.يََواِن الَْح) ِفي ( َيعْنِي " ِمْنَها السَّلَُم ِفي
السِّنِّ
-
قَْبلِ أَنْ ) ِمْن ( إنَّ آَيةَ الرَِّبا ِمْن آَخرِ َما َنَزلَ
ِمْن الْقُْرآِن َوإِنَّ النَّبِيَّ َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه
َوَسلََّم ُتُوفَِّي " َوقَالَ ُعَمُر أَْيًضا " .ُيَبيَِّنُه لََنا
فََدُعوا الرَِّبا َوالرِّيَبةَ
طَرِيُق َمْعرِفَِة اسِْتْدَراِكِه اللَُّغةَ ، وَأَْخَبَر َمعَ )
كَانَ ( اللَِّساِن ، وَلَْم َيكُْن ُمْحتَاًجا إلَى الَْبيَاِن
ِفيَما َوكَانَ ُعَمُر ِمْن أَْهلِ .َتِظُمُه اِلاْسُم ِمْن طَرِيقِ
اللَُّغِة ذَِلَك أَنَّ لَفْظَ الرَِّبا كَانَ ُمفَْتقًِرا إلَى
الْبََياِن إذْ كَانَ لَفْظًا َشْرِعيا قَْد أُرِيُد بِِه َما لَا
َيْن
.َزكَا الزَّْرُع إذَا َنَما : َوالزَّكَاةُ ِهَي النََّماُء ،
ُيقَالُ .َيعْنِي َصْمًتا } إنِّي َنذَْرتُ ِللرَّْحَمنِ َصْوًما { :
الْإِْمَساُك وَالْكَفُّ َعْن الشَّْيِء قَالَ اللَُّه َتعَالَى :
َوالصَّْوُم :اْمُرُؤ الْقَْيسِ َوقَالَ
ذَمُولٍ إذَا َصاَم النََّهاَر وََهجَّرَا*** فََدْعَها َوَسلِّ
الَْهمَّ َعْنك بَِجْسَرٍة
:َوقَالَ النَّابَِغةُ َتْحَت الَْعجَاجِ َوخَْيلٌ َتْعلُكُ
اللُُّجمَا*** َخْيلٌ ِصَياٌم َوخَْيلٌ غَْيرُ َصاِئمٍَة
، َوقَْد أُرِيَد بَِهِذهِ } َيا أَيَُّها الَِّذيَن آَمُنوا
َصلُّوا َعلَْيِه َوَسلُِّموا َتْسِليًما { : َغِة ، َوقَالَ اللَُّه
َتَعالَى َوالصَّلَاةُ الدَُّعاُء ِفي اللُّفَاِظ ُمطْلَقًا َولَْم
َيكُْن الْمَُرادُ ِفي اللَُّغِة ، فََمَتى َوَردَ َشْيٌء ِمْن َهِذِه
الْأَلْ) لََها ( الْأَْسَماِء َمَعانِي لَْم َيكُْن الِاْسُم
مَْوُضوًعا
.بَِها إَشاَرةً إلَى َمْعُهوٍد فَُهَو ُمجَْملٌ ُمحَْتاٌج إلَى
الْبََياِن } طَُعوا أَْيدَِيُهَما َوالسَّارُِق وَالسَّارِقَةُ
فَاقْ{ : َوقَْد كَانَ َشْيُخَنا أَُبو الَْحَسنِ الْكَْرِخيُّ
َرِحَمُه اللَُّه َيقُولُ مَرَّةً ِفي قَْوله َتَعالَى
لَا َيِصحُّ اِلاْحِتجَاُج بُِعُموِمِه ِلَتَعلُّقِ الُْحكْمِ)
ِمْن الُْمْجَملِ ( إنَُّه
لزَّكَاِة وَالصَّْومِ ْسمِ الصَّلَاِة َواِفيِه بَِمَعاٍن لَا
َيْنَتِظُمَها الِاْسُم َولَْيَس ُهَو ِعبَاَرةً َعْنَها ، ِمْن
َنْحوِ الِْمقَْدارِ َوالْحِْرزِ فََصاَر كَا .َوَنْحوَِها
ِلَتَعلُّقِ الُْحكْمِ ِفيَها بَِمَعاٍن لَْم َيكُْن الِاْسُم
مَْوُضوًعا لََها ِفي اللَُّغِة
َر َهذَا قَْد َبيَّنَّاُه َوَهذَا ِعْنِدي ُيوجِبُ إْجمَالَُه
َوإِنْ كَانَ اللَّفْظُ قَدْ َصاَر ُمْجَملًا ِعْنِدي ِمْن َوْجٍه
آَخَر غَْي: قَالَ أَُبو َبكْرٍ ) .ُمْخَتَصرِ الطََّحاوِيِّ ( ِفي
َشْرحِ
. فَُهَو أَنْ َيرَِد لَفْظُ ُعُمومٍ ُيْمِكُن اْسِتْعمَالُُه
َعلَى ظَاِهرِِه ِفيَما اْنَتظََمُه َمْعَناُه لَْو اقَْتَصَر
َعلَْيِه: َوأَمَّا الِْقْسمُ الْآَخُر ِمْنُه وَأُِحلَّْت لَكُْم
الْأَْنَعاُم إلَّا َما ُيتْلَى { : ى ُيوجِبُ إْجمَالَُه َوُوقُوَعُه
َعلَى ُوُروِد الَْبَياِن ِفيِه َنْحُو قَْوله تََعالَى فََتَعلُّقُُه
بَِمْعًن
قَْد َحَصلَ َتحْرُِميُه الْآنَ وَأَُبيُِّنُه لَكُمْ ) ا ِممَّ( }
إلَّا َما ُيْتلَى َعلَْيكُْم { ُمْجَملًا إذَا أََراَد بِقَْوِلِه )
بِِه ( فَصَاَر اللَّفْظُ } َعلَْيكُْم .ِفي الثَّانِي
.إلَّا َما َيَتَبيَُّن لَكُْم ِممَّا قَْد َحَصلَ َتحْرُِميُه
الْآنَ } إلَّا َما ُيْتلَى َعلَْيكُمْ { يُرِيَد بِقَْوِلِه ) قَْد
َيجُوُز أَنْ ( َوذَِلَك ِلأَنَُّه .يَد إلَّا َما سَُنَحرُِّم
َعلَْيكُْم َوَيْحَتِملُ أَنْ ُيرِ
.إذَا كَانَ الُْمَرادُ الَْوْجَه الْأَوَّلَ ) َوإِنََّما َيِصُري
ُمْجَملًا ( َوإِذَا كَانَ الُْمرَاُد الَْوْجَه الثَّانَِي لَْم
َيِصْر لَفْظُ الْإَِباَحِة بِِه ُمْجَملًا ، فَلَْو َخلَّْيَنا
َوظَاِهَرُه َوَجبَ اْسِتْعمَالُُه َعلَى ُعُموِمِه } َما َوَراَء
ذَِلكُْم أَنْ َتْبَتغُوا بِأَْموَاِلكُْم َوأُِحلَّ لَكُْم{
َوِمثْلُُه قَْوله َتَعالَى
ِة الْأَفْعَالِ شَْرطًا اْحتََملَ أَنْ يُرِيدَ أَنْ َيْجَعلَ
كَْوَنُه َعلَى ِصفَ} ُمْحِصنَِني غَْيَر ُمَساِفِحَني { فَلَمَّا
قََرنَ إلَْيِه قَْوله َتَعالَى لنِّكَاحِ وَالْإِْحَصانُ لَفْظٌ
ُمْجَملٌ ِللْإِبَاَحِة ، فَإِنْ كَانَ كَذَِلَك فَاللَّفْظُ ُمْجَملٌ
ِلأَنَّ الْإِبَاَحةَ ُمَعلَّقَةٌ بَِشْرِط ُحصُولِ الْإِْحَصاِن
بِا
.فََصاَرْت الْإِبَاَحةُ ُمْجَملَةً ُمفَْتِقَرةً إلَى الْبََياِن
الْإِخَْباَر بُِحُصولِ الْإِْحَصاِن بِالنِّكَاحِ فََيِصَري
حِيَنِئٍذ َعقُْد النِّكَاحِ َشْرطًا } ُمْحِصنِنيَ { َوَيْحَتِملُ
أَنْ ُيرِيَد بِقَْوِلِه تََعالَى
-
فَإِذَا تَطَهَّْرنَ فَأُْتوُهنَّ ِمْن َحْيثُ { له َتعَالَى
َنْحوِ ذَِلَك قَْو) ِمْن ( ِلُحُصولِ الْإِْحَصاِن َولَا َيكُونُ
لَفْظُ الْإِبَاَحِة ُمْجَملًا ، َو .} أََمَركُْم اللَُّه
.فََهِذِه الْإِبَاَحةُ لَا َتقُوُم بَِنفْسَِها حَتَّى َيثُْبَت
أَنََّها ِممَّا أََمَر اللَُّه بِِه
َنى إلَّا أَنَّ ُمرَاَد الُْمَخاِطبِ ِفيِه الْبَْعُض ِمْنُه
غَْيَر ُمَعيَّنٍ ِفي اللَّفِْظ َوِممَّا ُيَضاِهي ذَِلكَ أَنْ
َيكُونَ َما َتْحَت الِاْسمِ َمْعلُوَم الَْمْع .إلَى الَْبَياِن
ُيْعلَُم ذَِلَك َمَع ُوُروِد اللَّفِْظ ِلاْسِتَحالَِة اْعتِقَاِد
الُْعُمومِ ِفيِه ، فََيِصُري اللَّفْظُ ُمْجَملًا ُمحَْتاًجا
}َوافَْعلُوا الَْخْيَر { : ه تََعالَى َوذَِلَك َنْحُو قَْول
.ِمْن أَنْ َيكُونَ الُْمرَاُد بِِه الُْوجُوَب أَْو النَّْدَب }
َوافَْعلُوا الَْخْيرَ { : لَْيسَ َيْخلُو قَْولُُه َمَع ُوُروِد
اللَّفِْظ اْمِتنَاُع اْسِتيعَابِ َجِميِعِه َعلَى الُْوُجوَب
اسَْتحَالَ اْعِتقَادُ الُْعُمومِ ِفيِه ِلأَنَُّه َمْعلُوٌم ) بِِه (
فَإِنْ كَانَ الُْمَراُد
ى َخيًْرا ِلأَنَّهُ لَا ُيِحيطُ بِِه َولَا َوْجِه الْإَِجيابِ
ِلأَنَُّه يُوجُِب أَنْ َيكُونَ كُلُّ َخْيرٍ وَاجًِبا ،
وََيسَْتحِيلُ أَْيًضا ِمْنُه ِفْعلُ كُلِّ َما ُيَسمَّ . َيَتأَتَّى
لَُه ِفْعلُُه
لَّفِْظ فَُحكُْمُه َمْوقُوٌف فََصاَر حِيَنِئٍذ كَقَْوِلِه
افَْعلُوا بَْعَض الْخَْيرِ َعلَى َوْجِه الُْوُجوبِ ، وَذَِلَك
الْبَْعُض غَْيُر َمْعلُومٍ ِمْن الَيكُونَ الُْمرَاُد الْإِْمسَاَك
َعْن كُلِّ َشْيٍء صَاَر َعلَى الدَّلِيلِ ، َوُهَو ِفي َهذَا
الَْوْجِه بِمَْنزِلَِة قَْوِلهِ ُصوُموا لَمَّا لَْم َيُجْز أَنْ
.بَِمْنزِلَِة قَْوِلِه اْمِسكُوا َعْن َبْعضِ الْأَْشَياِء
.فَاللَّفْظُ ُمْجَملٌ ُمفَْتِقٌر إلَى الَْبَياِن
.َهذَا إذَا كَانَ الُْمَرادُ بِاللَّفِْظ الْإِجيَاَب النَّْدَب
َصحَّ أَنْ َيكُونَ الُْمرَاُد بِِه الْجِْنَس كُلَُّه َعلَى َحَسبِ
َما َيْختَاُرُه ، } َوافَْعلُوا الْخَْيَر {فَإِنْ كَانَ الُْمَرادُ
بِقَْوِلِه
.فََيِصُري َتقِْديُرهُ افَْعلُوا ِمْن الَْخْيرِ َما شِئُْتْم
فَإِنَّكُْم مَْنُدوُبونَ إلَْيِه َوُمثَاُبونَ َعلَْيِه .ِفي إَجيابِ
َشْيٍء ِمْن الْأَْحكَامِ َساِقطٌ } َوافَْعلُوا الَْخْيرَ { ْت
الَْحالُ فَاِلاْحِتجَاُج بِقَْوِلِه َوكَْيفََما َتَصرَّفَ
.} لَا َيْسَتوِي أَْصَحابُ النَّارِ وَأَْصحَاُب الَْجنَّةِ { :
َوِمْن َنْحوِ ذَِلَك قَْوله َتعَالَى
َنفْيِ الُْمَساَواِة بَْيَنُهَما ِفي َشْيٍء ِمْن الْأَْحكَامِ
َمَتى اْخَتلَفَْنا ِفي ُمَساَواِة الْكَاِفرِ الُْمْسِلَم ِفي لَا
َيِصحُّ الِاحِْتَجاجُ بُِعُموِمِه ِفي ي كُلِّ َشْيٍء وَلَا َيِصحُّ
اْعِتقَاُد ُهَما ِفالِْقَصاصِ َوالشَّهَاَدِة وََنْحوِِهَما َوذَِلَك
لِأَنَُّه َمْعلُوٌم أَنَُّه لَمْ ُيرِْد بِذَِلَك نَفَْي
الُْمَساَواةِ َبْيَن
ِن َوُمْحدَثَاِن َوَسوَّى ذَِلَك ِفيهَِما ِلأَنَّ الُْمَساوَاةَ
قَْد َحَصلَْت قَْبلَ ذَِلكَ َبْيَنُهَما ِفي أُُمورٍ كَِثَريٍة ِمْن
حَْيثُ ُهَما جِْسَما َبْيَنُهَما ِفي َتكِْليِف الْإَِمياِن
َوالْفََراِئضِ
.ْحَصى ِمْن الْأَْشَياِء الَِّتي َتَساَوَيا ِفيَها َوَما لَا
ُيِمْن أَنْ ُيَحصِّلَ َمْعلُوًما ِعْنَد الُْمخَاطَبِنيَ ) الَْبْعُض
( فََصاَر تَقِْديرُ اللَّفِْظ لَا َيْستَوَِياِن ِفي بَْعضِ
الْأَْشَياِء ، ثُمَّ لَا َيْخلُو ذَِلَك
، ُحكُْمُه َمْوقُوفًا َعلَى الْبََياِن ، َوَدلَالَةُ الْحَالِ
الُْموجَِبِة ِلكَْوِن الَْمْعَنى َمْعلُوًما ظَاِهَرةٌ ِفي الْآَيِة
ِلَدلَالَِة الَْحالِ َعلَْيِه وََيكُونُ .} أَْصَحاُب الَْجنَِّة
ُهْم الْفَاِئُزونَ { َوُهَو قَْولُ اِهللا َتعَالَى
.َرِة فَإِنََّما َنفَى الُْمَساَواةَ َبْيَنُهْم ِفي
الْآِخَمْعلُوٌم أَنَُّه لَْم ُيرِدْ بِِه َنفَْي الُْمَساَواِة ِفي
كُلِّ َشْيٍء ، وَإِنََّما أََرادَ } َوَما َيْسَتوِي الْأَْعَمى
وَالَْبِصُري { : َوِمْنُه قَْوله َتَعالَى
فَلَا َيِصحُّ الِاحِْتجَاُج بِِه ِفي ) اِفرَ بِالْأَْعَمى
َوالُْمْؤِمَن بِالَْبِصريِ َوإِْدَراِك الْأَْشَياِء بِِه فََشبََّه
الْكَ( الُْمَساَواةَ ِفي َمعَْنى الَْبَصرِ َنفْيِ الُْمَساَواِة
بَْيَنُهَما ِفي الشَّهَاَدِة وَالَْبْيعِ َوالشَِّراِء وََنْحوِ
ذَِلَك
-
بَِهذَا وَأَْشَباِهِه ، إمَّا َجْهلًا ِمنُْهْم ) َيحَْتجُّونَ (
قُولُونَ َوكَِثٌري ِمْن الُْمخَاِلِفَني الَِّذيَن لَا يَْرجُِعونَ
إلَى َتْحِصيلٍ ِفيَما َي .بَِموَاِضعِ اِلاحِْتجَاجِ ، َوإِمَّا
ِقلَّةَ ِدينٍ
لَِّذي َتقَدََّم ِذكُْرُه آنِفًا لِأَنَّهُ ِمْن خََبرِ
الُْمْجَملِ ا} وَأََحلَّ اللَُّه الَْبْيَع َوَحرََّم الرَِّبا { :
َوِمْن النَّاسِ َمْن َيظُنُّ أَنَّ قَْوله َتَعالَى .َولَْيَس َهذَا
ِمْن ذَِلَك ِفي َشْيٍء ِعْنَدَنا } َوَحرََّم الرَِّبا { قََرنَ
إلَْيِه َما أَْوَجَب إْجَمالَُه بِقَْوِلِه
.َوذَِلَك ِلأَنَّ الرَِّبا لَا َيْخلُو ِمْن أَنْ َيكُونَ لَفْظًا
ُمْجَملًا أَْو ُعُموًما رًِبا كََما لَْو قَالَ أََحلَّ اللَُّه
الَْبْيعَ فَإِنْ كَانَ ُعُموًما فََغْيُر َجاِئزٍ أَنْ َيِصَري
لَفْظُ الَْبْيعِ ُمَتَعلِّقًا بُِعُموِمِه ِفي الَْبْيعِ الَِّذي
لَْيَس بِ
الْبَْيعِ فَإِنْ كَانَ لَفْظُ الرَِّبا ُمَجمِّلًا ُمفَْتقًِرا
إلَى الَْبَياِن فَإِنَّ َوَحرََّم َبْيَع َما لَْيَس ِعْنَدك لَمْ
ُيوجِْب َعلَْيك إْجَمالَ لَفِْظ إَباَحِة .الَِّذي َيقَُع
الْإِْجَمالُ ِفيِه ِمْن لَفِْظ الَْبْيعِ َما َشكَكَْنا ِفيِه
أَنَُّه رًِبا أَْو لَْيَس بِرًِبا
{ بِرًِبا فَاْعتَِباُر ُعُمومِ لَفِْظ الْبَْيعِ شَاِئٌع ِفي
إَباَحِتِه ، َولَْيَس ذَِلَك كَقَْوِلِه َتعَالَى لَْيسَ ) أَنَُّه (
فَأَمَّا الْبَْيُع الَِّذي قَْد ُعِلَم وا بِأَْموَاِلكُْم َوأُِحلَّ
لَكُْم َما َوَراَء ذَِلكُْم أَنْ َتْبَتُغ{ : َولَا مِثْلَ قَْوله
َتعَالَى } َوأُِحلَّْت لَكُْم الْأَْنَعاُم إلَّا َما ُيْتلَى
َعلَْيكُمْ
قَْد ُعلِّقَْت ِلأَنَّ َما ُيْتلَى َعلَْيَنا لَْيَس َيْخَتصُّ
بِنَْوعٍ ِمْن َهِذِه الُْجْملَِة ُدونَ َنْوعٍ ، َوالْإِْحَصانُ
لَفْظٌ ُمجَْملٌ} ُمْحِصنَِني .الْإَِباَحةُ بِِه فََبطَلَْت
َدلَالَةُ الْإِبَاَحِة َعلَى الْإِطْلَاقِ
]الحتجاج بعموم اللفظ اجململا:[فَْصلٌ قَاَمْت َوكُلُّ لَفٍْظ
ُمجَْملٍ قَاَمْت الدَّلَالَةُ َعلَى َمْعًنى قَْد أُرِيَد بِِه َصحَّ
الِاحِْتَجاُج بُِعُمومِ الَْمْعَنى الَِّذي: قَالَ أَُبو َبكْرٍ
.} َوالِهِْم َصَدقَةً ُخذْ ِمْن أَْم{ : الدَّلَالَةُ َعلَى
أَنَُّه مَُراٌد كَقَْوِلِه َتعَالَى الُْعْشُر أَْو زَكَاةُ الَْمالِ
َصحَّ الِاحِْتَجاجُ بُِعُموِمِه ِفي إَجيابِ الُْعْشرِ وَالزَّكَاِة
ِفي ) قَْد أُرِيَد ( إذَا قَاَمْت الدَّلَالَةُ َعلَى أَنَُّه
.َساِئرِ الْأَمَْوالِ إلَّا َما قَاَم َدِليلُُه .} فَقَْد
َجَعلَْنا ِلوَِليِِّه ُسلْطَاًنا { : ى َوَنحُْوُه قَْوله
َتَعالَ
.َعلَى كُلِّ قَاِتلٍ ظُلًْما ) إَجياب الْقََوِد ( ِفي ) بِِه (
فَقَْد اتَّفََق الَْجِميُع َعلَى أَنَّ الْقََوَد مَُراٌد فََيِصحُّ
اِلاْحِتَجاُج ًعا ِفي ُحكْمٍ وَاِحٍد ، فَلَا َيْمَنُع َما ِفيَها
ِمْن الْإِْجَمالِ الِاحِْتجَاُج بُِعُمومِ َما ُهَو َوقَْد
َيْنَتِظُم آَيةً َواِحَدةً الُْعُموُم َوالُْمْجَملُ َم
.َمَتى اْخَتلَفَْنا ِفي ُحكْمٍ قَْد َتَناَولَُه الُْعُموُم )
َعامٌّ ِفيَها ( .} ُخذْ ِمْن أَْمَواِلهِمْ َصَدقَةً { َوذَِلَك
َنْحُو قَْوله تََعالَى
.ُمْجَملٌ ِفي الصََّدقَِة ُعُموٌم ِفي الْأَْمَوالِ ُهَو .}
أَْنِفقُوا ِمْن طَيَِّباِت َما كَسَْبُتْم َوِممَّا أَْخَرْجَنا
لَكُْم ِمْن الْأَْرضِ { : كَقَْوِلِه َتَعالَى
ا كََسَب َوِفيَما أَْخَرَجْتُه الْأَْرُض ، ُمجَْملٌ ِفي
الْمِقْدَارِ الْ .َواجِبِ ُهَو ُعُموٌم ِفيَم .فََمَتى اْخَتلَفَْنا
ِفي الُْموجِبِ ِفيِه َصحَّ الِاحِْتجَاُج بِالُْعُمومِ
.َوَمَتى اْخَتلَفَْنا ِفي الْوَاجِبِ احَْتْجَنا إلَى َدلَالٍَة
ِمْن غَْيرِ الْآَيِة .} طَاًنا َوَمْن قُِتلَ َمظْلُوًما فَقَْد
َجَعلَْنا ِلوَِليِِّه ُسلْ{ َوَنْحُو قَْوله تََعالَى
َوَمْن قُِتلَ { ِفي ُدخُوِلِه ِفي الُْحكْمِ ِلأَنَّ قَْوله
َتَعالَى ) بِالْآَيِة ( َمَتى اْخَتلَفَْنا ِفي بَْعضِ
الَْمقْتُوِلَني ظُلًْما َصحَّ اِلاحِْتجَاُج . ُعُموٌم ِفي
الَْمقُْتوِلَني ظُلًْما فََدَخلَ ِفيِه الُْمْسِلُم وَالْكَاِفُر}
َمظْلُوًما
-
َحتَّى َيثُْبَت أَنَّ الُْحكَْم الَِّذي َراَم الَْخْصمُ }
ُسلْطَاًنا { َوَمَتى اْخَتلَفَْنا ِفي الْوَاجِبِ بِالْقَْتلِ لَْم
َيِصحَّ اِلاحِْتجَاُج بِقَْوِلِه .َعلَى َما َبيَّنَّاُه بُِعُموِمِه
ِفي الُْحكْمِ الَْواجِبِ )ِحينَِئٍذ اِلاْحِتَجاُج ( إثْبَاَتُه
ُمرَاٌد ، فََيِصحُّ
]الْأَْسَماُء الُْمْشَتَركَةُ:[فَْصلٌ .َوالْأَْسَماُء
الُْمْشَتَركَةُ َمَتى َوَرَدْت ُمطْلَقَةً فَهَِي ُمْجَملَةٌ لَا
َيِصحُّ اْعِتبَاُر الُْعُمومِ ِفيَها
الِاْسمِ ) َهذَا ( لْطَانُ اْسمٌ َيقَُع َعلَى َمَعاٍن
ُمْخَتِلفٍَة ُمْشتََركٍَة ِفي وَالسُّ} فَقَْد َجَعلَْنا لَِوِليِِّه
ُسلْطَاًنا { : ِمثْلُ قَْوله َتعَالَى .ِلأَنَّ الُْحجَّةَ ُتَسمَّى
ُسلْطَاًنا
.َوالسُّلْطَانُ الَِّذي َيْمِلُك الْأَْمَر وَالنَّْهَي َوغَْيَر
ذَِلَك .َدِة َوِهَي الَْغَضُب ، َوِمْن الَْمَحبَِّة ، َوِمْن
ُوْجَداِن الشَّْيِء َوَنحُْوُه قَْولُ الْقَاِئلِ َوَجْدت َيكُونُ
ِمْن الَْمْوجِ
.الرُّكَْبِة َوكَقَْوِلِه رَأَْيت َعْيًنا وَذَِلَك يَقَُع َعلَى
الدَّنَانِريِ ، َوَعلَى َعْينِ الَْحَيَواِن ، َوَعْينِ الَْماِء ،
َوَعْينِ
.} ُجورِ وَالَْبْحرِ الَْمْس{ ) َوِمثْلُ قَْوِلِه .ِقيلَ إنَّهُ
الْفَارِغُ َوقِيلَ إنَّهُ الَْملْآِن
ونُ َمْوقُوُف الَْمعَْنى َعلَى الَْبَيانِ فََمَتى َوَرَد
ِمثْلُُه ُمطْلَقًا لَْم َيُجْز أَنْ يُقَالَ إنَُّه ُعُموٌم
َيَتَناَولُ َجمِيَع َما َشَملَُه الِاْسُم َبلْ َيكُ.
َرِحَمُه اللَُّه ِفي َهذَا َوَيْحَتجُّ ِفيِه بِأَنَُّه َمَتى
أََراَد أََحَد الَْمْعَنَيْينِ ) الْكَْرِخيُّ ( لُ شَْيُخَنا أَُبو
الَْحَسنِ كَانَ َيقُو) كَذَا ( َو ُخوَِّة َوالْإِْنَساِن ِفي إنَُّه
َيجُوُز أَنْ يََتَناَولَ َوَسمَّاُه بَِعْينِِه فَلَا َيتََناَولُ
الَْمْعَنى الْآَخَر ، َولَْيَس َهذَا كَالْأُ) بِِه ( فَكَأَنَُّه
قَْد َصرََّح
ةٌ ُهَو َمعًْنى َواِحٌد ِمْن أَْجِلِه ُسمِّيَ الذَّكََر
َوالْأُنْثَى وَالْأََخ ِمْن الْأُمِّ َوالْأََخ ِمْن الْأَبِ ِلأَنَّ
الَْمْعَنى الَِّذي بِِه سُمَِّي الَْجِميعُ إْخَو .وَاِحدٍ إْنَساًنا
كُلُّ َواِحٍد أًَخا َوكُلُّ
.فَذَِلَك ُعُموٌم َيِصحُّ اْعِتبَاُرُه َتِلفٍَة فَلَْم َيُجزْ
أَنْ يَُراَد بِاللَّفِْظ َوأَمَّا سَاِئُر الْأَْسَماِء الَِّتي
قَدَّْمَنا َوَنظَاِئُرَها فَإِنََّها تََتَناَولُ الشَّْيَء
َوِضدَُّه َعلَى ُوُجوٍه ُمْخ
.ا يََتَناَولُهُ الِاْسُم الَْواِحِد َجِميُع َم .ِصيَّةَ
َباِطلَةٌ إذَا لَْم ُيَبيِّْن َوقَْد قَالَ أَْصحَاُبَنا ِفيَمْن
أَْوَصى بِثُلُِث مَاِلِه ِلَموَاِليِه َولَُه مَْولًى أَْعلَى
َوَموْلًى أَْسفَلُ ، إنَّ الَْو
أَنَّ اِلاْسَم َيَتَناَولُ كُلَّ َواِحٍد ِمْنُهَما َعلَى
َوجِْهَوكَانَ أَُبو الَْحَسنِ َرِحَمُه اللَُّه َيحَْتجُّ ِلذَِلَك
بِ
.، فَلَْم َيُجْز أَنْ ُيرَاَدا َجِميًعا بِاللَّفِْظ ) َعلَْيِه (
الَْحِقيقَِة وَأََحُدُهَما ُمنِْعٌم َوالْآَخُر ُمْنَعٌم بِلَفٍْظ
وَاِحٍد ، َوكَانَ َيذْكُرُ ) َجِميًعا ( اَولَ ِضدَّْينِ لَمْ َيُجْز
أَنْ يَُراَدا الِاْسَم الْوَاِحدَ إذَا َتَن) أَنَّ ( َوكَانَ
َيسَْتِدلُّ بِِه َعلَى
.اَدا َجِميًعا بِلَفٍْظ َواِحٍد أَْيًضا أَنَّ ِمْن َمذَْهبِ
الْإَِمامِ أَبِي حَنِيفَةَ َرِحَمُه اللَُّه أَنَّ الَْحِقيقَةَ
َوالَْمَجازَ لَا َيُجوزُ أَنْ يَُرإنْ اْسَتقَى بِكُوزٍ أَْو َدلُّ
َعلَْيِه بِقَْوِلِه ِفيَمْن قَالَ إنْ شَرِْبت ِمْن الْفُرَاِت
فََعْبِدي ُحرٌّ إنَّ َهذَا َعلَى الْكَْرعِ َولَا
َيْحَنثَُوُيسَْت
ْنَد الَْجمِيعِ فَاْنتَفَى الَْمجَاُز ، َوكَذَِلَك قَالَ ِفيَمْن
قَْد ثََبَت أَنََّها مَُراُدُه ، وَأَنَُّه َيْحَنثُ بَِها ِع)
الَْحِقيقَةَ ( غَْيرِِه فََشرَِب ِلأَنَّ نْ َيقِْضَمَها َولَا
َيْحَنثُ إنْ أَكَلََها َحلََف لَا َيأْكُلُ ِمْن َهِذِه الِْحْنطَةِ
َشْيئًا أَنَّ عِْنَد أَبِي حَنِيفَةَ َرِحَمُه اللَُّه َعلَى َعْينِ
الِْحْنطَةِ أَ
يقَةَ قَْدُخبًْزا ِلأَنَّ الْحَِق
-
.َتَناوَلََها الَْيِمُني فَلَا َيْدُخلُ ِفيَها الَْمجَاُز ُخْبَز
ِفي الَْمسْأَلَِة َوقَالَ أَُبو يُوُسَف َوُمحَمٌَّد إنْ كََرَع أَْو
شَرَِب بِكُوزٍ َحنِثَ ِفي الَْمْسأَلَةِ الْأُولَى َوَيْحَنثُ إنْ
أَكَلَ الْ
.ا اللَّفْظَةُ الْوَاِحَدةُ َيجُوُز أَنْ ُيَرادَ بَِها
الْحَِقيقَةُ َوالَْمجَاُز ِفي حَالٍ َواِحَدٍة الثَّانَِيِة فَقَدْ
َصاَر عِْنَدُهَم
)فارغة(
ِفْي َمَعانِي ُحُروفِ الَْعطِْف َوغَْيرِهَا:الْبَاُب
الرَّابُِع
)فارغة(
َباٌب َمعَانِي ُحُروِف الَْعطِْف َوغَْيرِهَا :قَالَ أَُبو
َبكْرٍ
َعلَْيِه الْأََدوَاُت لْبَاُب ِممَّا ُيْحَتاُج إلَى ذِكْرِِه ِفي
َتعْرِيِف ُحكْمِ الْأَلْفَاِظ الَْمْعطُوِف بَْعِضَها َعلَى َبْعضٍ ،
َوَما َتْدُخلَُهذَا ا .الَِّتي َتَتغَيَُّر فَاِئَدةُ الْكَلَامِ
بُِدُخولَِها َعلَْيِه
الَْواُو ِفي اللَُّغِة لِلَْجمْعِالَْواُو بَاُبَها الَْجْمُع
حَتَّى َتقُوَم َدلَالَةُ : َحِقيقَُتَها َوكَانَ أَُبو الَْحَسنِ
َرِحَمُه اللَُّه َيْحِكي َعْن ُمَحمٍَّد أَنَُّه قَالَ َوذَِلكَ
.الِاْسِتئَْناِف
.َوَعلَى َهذَا بََنى َمسَاِئلَ الَْجاِمعِ الْكَبِريِ ِفي
الْأَْيَماِن .} وَالرَّاِسُخونَ ِفي الْعِلْمِ { وَذَِلَك َنْحُو
قَْوله َتعَالَى : قَالَ أَُبو َبكْرٍ
فَُيِفيدُ أَنَّ الرَّاِسِخَني ِفي الِْعلْمِ َيْعلَُمونَ
َتأْوِيلَُه } وَالرَّاِسُخونَ ِفي الْعِلْمِ { َمْن َجَعلََها
ِللَْجْمعِ جََعلَ َتَماَم الْكَلَامِ ِعْنَد قَْوِلِه ) .َوَمْعَناُه
َوَيقُولُونَ آَمنَّا بِِه ( } َيقُولُونَ آَمنَّا بِِه { لَُهْم
َخبًَرا آَخَر فَقَالَ ، ثُمَّ اْستَأَْنَف
اِسُخونَ ِفي َوالرَّ{ : نِ آَخَر فَقَالَ َوَمْن َجَعلََها
ِلِلاْسِتثَْناِء ، َوَجَعلَ َتَماَم الْكَلَامِ ِعْنَد قَْوِلِه
إلَّا اللَُّه ثُمَّ اْستَأَْنَف ِللرَّاِسَخْيإنَّا أَْوَحيَْنا
إلَْيك كََما أَْوَحْيَنا { فََهِذِه الَْواُو َتْحتَِملُ الَْجْمَع
َوَتْحَتِملُ اِلاْسِتئْنَاَف وقَْوله َتَعالَى } الِْعلْمِ
َيقُولُونَ آَمنَّا بِهِ
.} إلَى ُنوحٍ وَالنَّبِيَِّني ِمْن َبْعِدِه .َها أَْدَخلَْت
الَْمْعطُوَف ِفي ُحكْمِ الَْمْعطُوِف َعلَْيِه الَْمْبُدوِء
بِِذكْرِِه َهِذِه الَْواُو لِلَْجْمعِ لِأَنَّ
.ولِ الَْواوِ َعلَْيَها َوَنِظُريُه قَْولُ الْقَاِئلِ َهِذِه
طَاِلٌق َوَهِذِه ، فََدَخلَْت الثَّانَِيةُ ِفي َخَبرِ الْأُولَى
َوُحكِْمَها ِلأَْجلِ ُدُخكَاَنْت الَْواُو ِللِاْسِتئَْنافِ ) أَْو
قَالَ َوَهِذِه طَاِلٌق ، َوَهِذِه طَاِلٌق إنْ َدَخلَْت الدَّاَر (
ِه طَاِلٌق َوَهِذِه طَاِلٌق ثَلَاثًا َولَْو قَالَ َهِذ
.َوَتطْلُُق الْأُولَى وَاِحَدةً ، َوالثَّانَِيةُ ثَلَاثًا أَْو
بِالشَّْرِط إذَا َعلَّقَُه بِِه ِفيَما َيْحِكيِه ِفي اللَُّغِة ،
قَْد احَْتجَّ بِِه قَْوٌم ِمْن أَِئمَِّة اللَُّغِة ، ِمْنُهْم(
الَْحَسنِ ُحجَّةٌ َوُمَحمَُّد ْبُن
.َوغَْيُرُه " غَرِيبِ الَْحِديِث " أَُبوُعبَْيٍد ِفي . ُمَحمَُّد
ْبُن الَْحَسنِ ُحجَّةٌ ِفي اللَُّغِة: َوَحكَى لََنا ثَْعلَبٌ
أَنَُّه قَالَ
: الْفَارِِسيُّ َعْن اْبنِ السَِّراجِ النَّْحوِيِّ أَنَّ
الُْمبَرََّد سُِئلَ َعْن الَْغزَالَِة َما ِهَي؟ فَقَالَ ) أَُبو
َعِليٍّ النَّحْوِيُّ ) ِلي ( َوَحكَى
-
.الشَّْمُس -َوكَانَ فَِصيحًا-قَالَ ُمَحمَُّد ْبُن الَْحَسنِ
لَكَْت غَزَالَةَُهلْ َد) اُْنظُْر : ( ِلُغلَاِمِه .لَْم أََر
غَزَالَةً : فََخَرَج َوَرَجَع فَقَالَ
:َوإِنََّما أََراَد ُمَحمٌَّد َهلْ زَالَْت الشَّْمُس ، ثُمَّ
أَْنَشَد الُْمَبرَُّد تََرشَّفَْن ذَُراَب الَْغَمامِ
الرَّكَاِئِك*** ُيوِضْحَن ِفي قَْرِن الْغََزالَةِ َبْعَدمَا
َرأَْيت زَْيًدا َوَعْمًرا لَْم ُيعْقَلْ ِمْن اللَّفِْظ ُرْؤَيةُ
: الَْواُو لِلَْجْمعِ َولَا دَلَالَةَ ِفيَها َعلَى التَّْرِتيبِ
ِلأَنَّك إذَا قُلْت : رَُّد َوقَالَ الُْمَب .أََحِدِهَما قَْبلَ
الْآَخرِ إذْ َجاَز أَنْ َيكُونَ َرآُهَما َمًعا أَوْ َرأَى َعْمًرا
قَْبلَ زَْيٍد
:قَالَ أَُبو َبكْرٍ .َعلَى التَّرِْتيبِ ) ِعْندَُهْم ِفيَها (
الَْواُو ِعْندَ الْعََربِ لِلَْجْمعِ َولَا دَلَالَةَ : َوقَالَ ِلي
أَُبو ُعَمَر غُلَاُم ثَْعلَبٍ
.َوأَْخطَأَ َمْن قَالَ إنََّها َتُدلُّ َعلَى التَّْرِتيبِ
:َوقَالَ أَُبو َبكْرٍ
لَا َتقُولُوا َما َشاَء اللَُّه َوَشاَء فُلَانٌ َولَِكْن قُولُوا
َما َشاَء اللَُّه ثُمَّ َشاَء فُلَانٌ { لَى ذَِلَك قَْولُهُ َصلَّى
اللَُّه َعلَْيِه َوَسلََّم َوَيُدلُّ َع {.
.كََما لَمْ ُيْمَنْع أَنْ َتقُولََها بِثُمَّ فَلَْو كَاَنْت
الَْواوُ ِللتَّرِْتيبِ لََما كَانَ َمْمُنوًعا ِمْن أَنْ َتقُولََها
بِالَْواوِ َوَيُدلُّ َعلَْيِه أَنَّ اللََّه َتَعالَى ذَكََر ُموَسى
َوَهاُرونُ ِفي مََواِضَع كَِثَريٍة ِمْن ِكَتابِِه فََبَدأَ ِفي
.َبْعضَِها بِهَاُرونَ َوكَذَِلَك الْجِنُّ وَالْإِْنُس ) َوِفي (
َبْعِضَها بُِموَسى .ِفيهَِما ) َمًعا ( كَاَنْت ِللتَّْرتِيبِ
لَاْمتََنَع ُوُجوُد التَّقِْدميِ َوالتَّأِْخريِ فَلَْو
.َيلَْزُمك ِفي الَْجْمعِ ِمثْلُُه ِلأَنَّ الَْجْمَع يُوجُِب
كَْوَنُهَما َمًعا : فَإِنْ ِقيلَ .، َوإِنََّما أَرَْدَنا أَنََّها
َتْجَمُع الِاْسَمْينِ ِفي ُحكْمٍ َواِحٍد لَمْ ُنرِْد بِقَْوِلَنا
ِهَي ِللَْجْمعِ ُوُجوَدُهَما َمًعا: ِقيلَ لَُه
اَرةً ، وَالْأَوَّلُ ُمقَدًَّما َعلَى َولَْيسَ َيْمَتنُِع أَنْ
َيكُوَنا َمْجُموَعْينِ ِفي الُْحكْمِ وََيكُونُ التَّاِلي ُمقَدًَّما
َعلَى الْأَوَّلِ ِفي اللَّفِْظ َت .أُْخَرى التَّاِلي َتاَرةً
.َوإِنََّما َمَنْعَنا أَنْ َيكُونَ ِفيَها َدلَالَةٌ َعلَى
َترِْتيبِ الُْحكْمِ .فَأَمَّا التَّْرِتيُب ِفي اللَّفِْظ
فََمْوُجوٌد ِفيَما ذَكَْرَنا َصحِيٌح لَا يَقَْدُح ِفيِه َما
ذَكَْرت
َرسُولَ اِهللا َصلَّى اللَُّه َعلَْيِه َوَسلََّم لَمَّا طَاَف
بِالَْبْيِت َوخََرَج ِمْن { َغِة أَنَّ َوَيُدلُّ َعلَى أَنََّها لَا
َتقَْتِضي التَّْرِتيَب ِفي اللُّ .} الَْمْسجِِد ، َصِعدَ الصَّفَا
َوقَالَ َنْبَدأُ بَِما َبَدأَ اللَُّه بِِه
ِلأَنَّ الْقَْوَم لَمْ َيكُْن ُيْشِكلُ َعلَْيهِْم َما } نَْبَدأُ
بَِما َبَدأَ اللَُّه بِِه { لَ فَلَْو كَانَ التَّْرتِيُب َمْعقُولًا
ِمْن اللَّفِْظ لََما اْحتَاَج أَنْ َيقُو .كَانَ طَرِيُق
َمْعرِفَِتِه اللَُّغةَ
ُحوا َما طَاَب لَكُْم ِمْن النَِّساِء فَاْنِك{ فََتكُونُ
لِأََحِد َما َتْدُخلُ َعلَْيِه َنْحُو قَْولِ اهللاِ َتَعالَى " أَْو
" َوقَْد َتجِيُء الَْواُو بَِمْعَنى .} أُوِلي أَجْنَِحٍة َمثَْنى
َوثُلَاثَ َوُربَاَع { فَالَْمْعَنى أَْو ثُلَاثَ أَوْ ُربَاَع ،
وقَْوله َتعَالَى } َمثَْنى َوثُلَاثَ َورَُباعَ
.ا بِالتَّاِلي َتقُولُ رَأَْيت َزْيًدا َبلْ َعْمًرا ، َوَهِذِه
طَاِلٌق َبلَى َهِذِه فَِلِلاسِْتْدَراِك وَإِثْبَاِت الُْحكْمِ
الَْمذْكُورِ َبدًْء" َبلْ " َوأَمَّا
-
.فَهَِي ُتَشاِكلُ الَْواَو ِفي َهذَا الَْوْجِه َترَاخٍ ،
ِلأَنَّك إذَا قُلْت رَأَْيت َزْيًدا فَإِنََّها لِلَْجْمعِ أَْيًضا
إلَّا أَنََّها تَقَْتِضي التَّعِْقيَب َمَع ذَِلَك بِلَا ُمْهلٍَة
َولَا" الْفَاُء " َوأَمَّا
.فََعْمًرا ُعِقلَ ِمْنُه ُرْؤَيةُ َعْمرٍو َبْعَد َزْيدٍ بِلَا
تََراخٍ .َوكَذَِلَك قَالَ أَْهلُ اللَُّغِة ِفيَها
أَنََّها َتَتَناَولُ أََحَد َما َتْدُخلُ َعلَْيِه لَا َجِميَعُه
، َوَهذَا فَإِنْ أَْهلَ اللَُّغِة قَالُوا ِهَي ِللشَّكِّ أَْو
ِللتَّْخيِريِ وَأَْصلَُها" أَْو " َوأَمَّا .َحِقيقَُتَها َوَباُبَها
ِت لَا َتتََناَولُ أََحدَ الَْمذْكُورَا} ِمْن ِصَيامٍ أَوْ َصَدقٍَة
أَْو ُنُسكٍ { َوقَْولُهُ } أَْو ِكسَْوتُُهْم أَْو َتحْرِيُر
َرقََبٍة { َنْحُو قَْوله تََعالَى
.َجِميَعَها .َوَهذَا ُحكُْمَها إذَا َدَخلَْت َعلَى الْإِثَْباِت
: قَالَ أَُبو َبكْرٍ
.َوإِذَا َدَخلَْت َعلَى النَّفْيِ تََناَولَْت كُلَّ َواِحٍد
ِممَّا َدَخلَْت َعلَْيِه َعلَى ِحَياِلِه .} فُوًرا َولَا ُتِطْع
ِمنُْهْم آِثًما أَْو كَ{ َنْحُو قَْوله تََعالَى
.} أَْو الَْحوَاَيا أَْو َما اْخَتلَطَ بَِعظْمٍ { : وقَْوله
َتَعالَى .قَْد َنفَى بَِها كُلَّ وَاِحٍد ِمْن الَْمذْكُوَراِت َعلَى
حَِياِلِه لَا َعلَى َمعَْنى الَْجْمعِ
.ْمت زَْيًدا أَْو َعْمًرا أَنَّهُ أَيَُّهَما كَلََّم َحنِثَ
َواَللَِّه لَا كَلَّ: ِفيَمْن قَالَ : َوِمْن أَْجلِ ذَِلَك قَالَ
أَْصحَاُبَنا اِحٍد ِممَّا َوَهذَا ِفي الَْمْعَنى غَْيُر ُمَخاِلٍف
ِلُحكِْمِه ِفي الْإِثْبَاِت لِأَنََّها ِحَني َدَخلَْت َعلَى
النَّفْيِ َنفَْت كُلَّ َو: قَالَ أَُبو َبكْرٍ
.َعلَى َوْجِه الَْجْمعِ َدَخلَ َعلَْيِه َعلَى ِحَدٍة ، لَالَ
َعلَى الِاْنفَِراِد كَانَ فَاِعلًا كََما أَنََّها إذَا َدَخلَْت
َعلَى الِاثَْنْينِ أَثَْبَتتْ أََحَدُهَما بَِغْيرِ َعْينِِه ،
َوكُلُّ َواِحٍد ِمْنُهَما إذَا فُِع
.َمْعَنى الَْجْمعِ ) َعلَى ( بُِموَجبِ ُحكْمِ الْآَيِة لَا .
" .الَْواوِ " بَِمْعَنى " أَْو " ْد َتجِيُء َوقَفَهَِي
كَالِْحَجاَرِة أَْو أََشدُّ { : َمْعَناُه وََيزِيُدونَ ، َوقَالَ
َتعَالَى } َوأَْرَسلَْناُه إلَى ِمائَِة أَلٍْف أَْو يَزِيُدونَ {
قَالَ اللَُّه َتعَالَى
.، َوَمْعَناُه وَأََشدُّ قَسَْوةً } قَْسَوةً :اْبنِ
الْأَعَْرابِيِّ ) ثَْعلَبٍ َعْن ( َشَدَنا أَُبو ُعَمَر غُلَاُم
ثَْعلَبٍ َعْن َوأَْن
الَْهامَا) ُخَويْرَِباِن ُيْنِفقَاِن ***( إنَّ بَِها أَكََتلَ
أَوْ رَِزاَما
:َوأَْنَشَدَنا أَْيًضا َعنَاقٍ َبكَْيت َعلَى زَِياٍد
أَْو***فَلَْو كَانَ الُْبكَاُء يَُردُّ َشْيئًا
ِلشَأْنِهَِما بُِحْزٍن َواحِْترَاقٍ*** َعلَى الَْمرْأَْينِ إذْ
َمضََيا َجِميعًا .َعلَى الَْمرْأَْينِ ، فََدلَّ أَنَُّه أََراَد
الَْجْمَع : فَقَالَ زِيَاٌد أَْو َعنَاقٍ ثُمَّ قَالَ
.أَنْ َيكُونَ الثَّانِي بَْعَد الْأَوَّلِ كَذَا ُحكُْمَها ِفي
اللَُّغِة فَهَِي ِللتَّرِْتيبِ وَالتََّراِخي ، َتقَْتِضي " ثُمَّ "
َوأَمَّا .} أَْو ِمْسِكيًنا ذَا مَْتَرَبٍة ثُمَّ كَانَ ِمْن
الَِّذيَن آَمُنوا { : َوقَْد َتجِيُء بَِمْعَنى الَْواوِ كَقَْوِلِه
َتعَالَى
.َمْعَناُه َوكَانَ ِمْن الَِّذيَن آَمُنوا
-
.، َيْعنِي َوآَتْيَنا ُموَسى الْكَِتاَب } ثُمَّ آَتيَْنا ُموَسى
الِْكتَاَب َتَماًما َعلَى الَِّذي أَْحَسَن { : الَى َوقَالَ
َتَعالُْمَتقَدِّمِ ، كَأَنَّ ) الْكَلَامِ ( أَنََّها َدَخلَْت َعلَى
ِخطَابِ الُْمَتكَلِّمِ ِصلَةً ِلكَلَاِمِه لَا َعلَى ُحكْمِ ) ِفيِه
( إنَّ الَْمعَْنى : َوقَْد ِقيلَ
) لَكُْم ( كَانَ ِمْن الَِّذيَن آَمُنوا َوبَْعَدَما ذَكَْرت )
ُهَو ِلَمْن ( َتقِْديَرُه ثُمَّ َبْعدََما َوَصفَْنا أَذْكُُر لَكُمْ
أَنَّ َهذَا الُْحكَْم إنََّما .أَْعلَْمُتكُْم أَنَّا آَتيَْنا
ُموَسى الِْكتَاَب
َوَمْعنَاُه} فَإِلَْيَنا َ�