This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
األداب واللغات األجنبيةكلية
الفنون التشكيليةقسم
فنونشعبة
دراسات في الفنون التشكيلية:تخصص
: الفنون التشكيلية فيمذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر
: شرافإتحت : من إعداد الطالب خواني زھرة :د
الشیخ بلھ محمد
:أعضاء لجنة المناقشة .رئیسا....... ..........سانجامعة تلم.........بلبشیر عبد القادر.-د
إھداءإلمتام هذا العمل ،احلمد هللا السميع العليم ، الذي أمدنا بالقوة والعزمية
.املتواضع ، فله احلمد و الشكر سبحانه
اهدي هذا العمل إلى الذي ارى فيه كل ذاتي إلى امسي وحاضري إلى مستقبلي تي
...،له في النفس خاطر قد حوى كل إحساس اال
. "اليـــــــــدي الغوال"....إلى اعز الناس
إلى من إذا خاب ظني في نفسي ،فظنها في� ال يغيب ،قد يغيب في النفس كل تي في دنياي ،إلى كل مناي شيء ي ــــــــــــــــــــــــــام "...،لكن شمس حبها ال يغيب ،إلى جن�
."الحبيبة
وامان رقيق...انتمائيونسائم عليالت من عبق ...إلى نجوم اضاءت سمائي . اعانوني في كل صغيرة وكبيرة بالقول والفعل إخوتي اعانهم هللا بعونهم لي
صدقائي الذين سارو خرهم اإلى كل ا
ولهم إلى ا
معي في درب الجامعة من ا
ني احبه في هللا ".الى اصدقائي معي في دربي"إلى كل من يحبني فا
صدق الرجاء.ال انسى اولئك الذين جادوا بخالص الدعاء كما زروني با
وكانوا ...وا
.إلى كل اولئك...عندما لـــــــــم يكن احد
." الشیخ بلھ محمد"
مقدمــــــــــــــة
ةـــقدمــم
أ
: تمهيد -
كما ، وخيططون على السطوح الرتابية والرملية منذ قدمي األزليعبث األطفال باملواد املختلفة ،
حىت أنوسطوح مغربة ، يشخبطون ويرمسون فوق كل ما تصل إليه أياديهم من حوائط وجدران وأوراق
كما يقبلون مبلء ، باألقالم واأللوانبعض األحيان من التخطيط عليها ، أجسادهم ذا�ا ال تسلم يف
يفطن واىل إال أن املربيني والعلماء ملخمتلفة ،منذ فجر التاريخ ، أراد�م على تشكيل الطني يف هيئات
ية التشكيلية واجلمالية سوى أم من الناحالناحية الرتبوية السيكولوجية ، سواء منقيمة هذه التعبريات ،
.يف الربع األخري من القرن التاسع عشر
وقد بدأ اهتمام العلماء باألمهية لتعبريات األطفال ورسومهم والبحث يف جوانبها السيكولوجية
،وعامل النفس كوككأبينزر "اجلمالية هلذه الرسوم من علماء يف خط مواز لالهتمام باملقومات والقيم
فرانز "كما بدا معلم الفن ة ،من حيث أمهيتها الرتبوية والسيكولوجي،" جيمس سويل"جنليزي اال
ماهية التعبير الفني عند األطفال مفهومي التعبري الفين عند األطفال: المبحث األول. نظريات التعبري الفين لدى األطفال: المبحث الثاني. أمهية دراسة التعبري الفين عند األطفال: المبحث الثالث.
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
16
تمهيد
منذ ميالد الطفل وىو حياول أن يعرب عن نفسو،وختتلف طرق تعبت الطفل عن نفسو تبعا . دلرحلة منوه اجلسمي والعقلي واالنفعايل
وباللغة يعرب الطفل عن مشاعره ورغباتو ،واألطفال يعكسون ما حوذلم دتاما فهم ادلرآة الصادقة لبيئتهم ،واألطفال عندما يعربون بالرسم يصبح الفن بالنسبة ذلم كاللغة يوصلون عن طريق ما
يدور يف خلدىم ،فاألطفال عندما يرمسون موضوعا ما فأنو يعلن من خاللو ما يؤرقو وما خيفيو ويسبب لو مشاكل يف حياتو أو ما يدور من حولو من أحداث ومشاىد فهو يعرب عن مكنونات نفو
. عن طريق الفن
: مفهوم الرسم -1
فرسوم األطفال كلغة تعبتية تعت نقل ادلعاين والصور اإليضاحية كما تعت القدرة على "االتصال باآلخرين ،فهي لقاء بت عامل الذات وعامل ادلوضوع فهو يعرب عن األنا ،وىي الوسيلة اليت
. 1"يهدف اإلنسان من خالذلا إىل حتقيق توازنو النفسي
تعترب رسوم الطفل وعاء تعبتيا دتكنو من الرد على الكبار من أسئلة واستفسارات جييب عليها ، وقد يقصد من رسومو أسئلة يتعمد طرحها ،فتمسها بدليل إن اللغة الفنية ىي اللغة اليت يعرب هبا
. الطفل عن واقعو االجتماعي واألسري ويفسر عن نفسو ىو أيضا
أن الرسم بالنسبة لصغار األطفال لغة وشكل من أشكال التعبت ادلعريف ،ىدفو األساسي ال "يرسم الطفل ما يعرفو ماال )" وذلام فيوال"ىو فت وال ىو رلرد إعادة لصور ادلرئية ،فالطفل كما يقول
الذي يعتمد فيو على رسم منزل وشجرة وشخص واختبار رسم " جون باك"كما أن اختبار "، (يراه العائلة واختبار رسم شخص حتت ادلطر ،تقوم كلها على افتاض أساسي وىو أن الرسم إسقاط
العالج بالفن وتنمية ادلهارات االجتماعية لدى األطفال ذوي اضطرابات التوحد ،رللة : دنيا مصطفى - 1
.03ص 2015 نيسان 4 العدد 4تربوية ، رللد
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
17
دلفهوم الذات وبذالك يساعد الرسم على التنبؤ بالصعوبات وادلتاعب اليت يعاين منها األطفال 1".وادلراىقون
فاإلبداع الفت يكون للطفل روح ادلبادرة يف وضع اخلطوط واأللوان يف مواضيعها ويعمل هبا . أعمال أبتكارية متنوعة
أن الرسم ىو استدعاء مقصود ،وزلاولة التعبت عن صور عقلية يستنبطها الطفل خالل "من وجدان الطفل ،والرسم احلر يستمد وجوده"طفل ودبة "نشاطو الذايت يف الفراغ ،فقد يرسم وردة
3" .ويتغذى على معلومات وحقائق ومدركات بصرية ،ومسعية لفظية يكتسبها الطفل من بيئتو
إن الطفل يرسم من الالشعور بكل مصداقية وعفوية ،من خالل نشاطاتو ولعبو يرسم ما خيطر رسوم األطفال ىي تلك التخطيطات احلرة اليت يعرب هبا األطفال . "على بالو وماال خيطر على بالو
على أي سطح كان ،منذ بداية عهدىم مبسك القلم ،أو ما يشاهبو أي يف السن اليت يبلغون عندىا 4".عشرة شهور تقريبا إىل مرحلة البلوغ
إن الطفل يرسم يف كل مرحلة من مراحل حياتو ،ويعتمد يف معظم رسوماتو على عضالتو وحركات ذراعو فال ينتبو الجتاه القلم وال يعطي حدود خلطوطو ،ومعظم خطوطو يف الورقة أو اللوحة
. تكون دائرية أكثر منها تكون مستقيمة
د انشراح الشال ،رسوم األطفال من منظور إعالمي دراسة حتليلية اجتماعية نفسية وفنية ،قسم اجتماع - 1
.12، ص 1994 فرنسا ،فرنسا ،دار الفكر العريب 02وعلم النفس ،جامعة بوردو التصميم عناصره ،وأسسو يف الفن التشكيلي ،مطبعة العربية لألوفست ،القاىرة – إمساعيل شوقي إمساعيل - 2 .03، ص 2007،
.15 ،ص 1999 مكتبة أصللو ادلصرية ، القاىرة ، 2 التعبت الفت عند األطفال ،ط: حسن مصطفى - 3رسوم األطفال وقيمتها النفسية والتبوية ،رللة علم النفس ،تصدر عن اذليئة ادلصرية : خضر عادل كامل - 4
.06، ص 2007العامة للكتاب ، القاىرة
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
18
رسوم األطفال ىي كل اإلنتاج التشكيلي الذي ينجزه األطفال على أي سطح كان ومل تعد كلمة رسم يف ىذا ادلصطلح تقتصر على الرسوم "،مستخدمت األقالم والصبغات واأللوان
اخلطية ذات البعدين ،وإمنا اتسع ليشمل كل تعبتات األطفال على ادلسطحات ،كالورق واجلدران 1" . واألرض ، بصرف النظر عن اخلامات ادلستخدمة
إن رسوم األطفال ىي التخطيطات احلرة اليت يعربون هبا على أي سطح كان من بداية عهدىم مبسك القلم أو ما شابو ،أي السن الذي يبلغون عنده عشرة أشهر تقريبا إىل أن يصل واىل
. مرحلة البلوغ
ىي انعكاسات إلنفعالهتم واحتياجاهتم فقد تستخدم كأسلوب إسقاطي وىي وسيلة الرسوم " 2" . الستكشاف ما بداخل الطفل من صراعات نفسية كما إهنا تعكس التكوين الداخلي ذلم
لذاك فاألطفال يستخدمون التعبت التشكيلي ليعربون عن إحساساهتم وسلاوفهم اجتاه قضية أو . رأي ، ذلذا ديسك القلم ليثبت وجهات نظره من خالل أعمالو
فرسوم األطفال جتسد رغباتو وتصححها وتنميها بالنسبة إىل عادلو ورلتمعو الذي يعيش فيو . وحياول التنفيس هبا عن مكنوناتو ،ويف جتسيدىا يعرب عن انفعاالتو الدفينة إىل من حولو
يستخدم األطفال الرسوم كوسائل لتكيف مع البيئة اليت يعيشون فيها ،فرسوم األطفال ىي لغة انفعاالت فيما حيبون أو يكرىون ،وما حينون إليو أو خيشونو ،لذا جيب علينا أن ننظر إىل تعبتات
الطفل الفنية من زاوية عادلو ىو ال من علم الكبار ،ونقبل منطق الطفل يف رسومو كما نقبل لغتو العادية عن أفكاره ومشاعره ما ىي إال مظهر من مظاىر أساليبو ادلميزة لطفولتو ،فأسلوب األطفال
يف التعبت لو صفات خاصة وىي لغة يف التعبت وأكثر من عمل شيء مجيل ،فهو يرسم ما يعرفو . الكما يراه بعينيو ،وحيذف ويبالغ أجزاء رسومو تبعا النفعاالتو اخلاصة بو
القيم الفنية لرسوم األطفال وعالقتها بالفنون القددية ،رللة علوم وفنون : كتة ىدى ،زلمد صاحل - 1 . 114 ص2002اجمللد الرابع عشر ،العدد األول ،دراسات وحبوث ،
ىي تلك التخطيطات احلرة اليت يستخدمها األطفال كلغة يعربون : أن ادلقصود برسوم األطفال فيها على أي سطح كان منذ بداية عهدىم مبسك القلم أو ما شابو ذلك إىل أن يصل مرحلة البلوغ
فرسوم األطفال لغة تعبتية وبواسطتها ينقل الطفل كثتا من ادلعاين اليت ختتلج يف نفوسهم وخرباهتم ". إىل احمليطت هبم ،وىي تعت القدرة على االتصال باآلخرين
إن رسوم األطفال وتعبتاهتم إجرائيا بأهنا لغة تعبتية تنبع من انفعاالت داخلية للطفل وتتجم إىل واقع ملموس ومشاىد يعرب عنو الطفل كما يراه ،وديكن ىنا االستفادة من إمكانات الطفل
. الفطرية يف التعبت من خالل رسوماتو لتنمية ادلهارات اليدوية والفنية لدى الطفل
:مفهوم التعبير الفني لألطفال -2
إن تعبتات األطفال ال ينظر ذلا على أهنا وعاء للفكر ،حيث ىي نوع من أنواع التعبت ،وىي لغة يعرب هبا الطفل عما يدور يف نفسو بل وديكن االعتماد عليها واستخدامها مفتاحا لتبية
اجتماعية شاملة وقد نظمت احد اجملالت األمريكية جتربة عن مدى تعبت الرموز اللفظية عن ،حيث أفصحت ىذه النتائج عن أن الوصف اللفظي (1948نشرت نتائجها يف عام )ادلعت
مهما كان دقيقا فإنو ال ديكن أن يعرب تعبتا كامال ،وعلى ىذا األساس فانو حيتاج يف الغالب إىل . من يسانده كاألصوات واأللوان والرسوم
ومادام الطفل يعترب عضو يف اجلماعة اإلنسانية ويتفاعل معها ،فيجب التسليم بأن أساليب ىذا الطفل التعبتية أداة من أدوات التكيف االجتماعية بل وظهر تأثت رسوم األطفال يف
. الفنون احلديثة ،حيث اعتربىا بعض الباحثت جذورا لبعض الرؤى الفنية
إن مفهوم فن الطفل وتعبتاتو البصرية والفنية من ادلفاىيم اذلامة اليت البد من معرفة : مدلوالهتا احلقيقية ،وإلقاء الضوء كما جاءت يف بعض تعريفات سلتصت وباحثت
إن التعبت الفت ىو عالقة بت اجلوانب الذاتية وادلوضوعية ونسبة النجاح فيو يتوقف على . اخلربات السابقة ، ومقدار ما ديتلك الطفل من قيم ومهارات واجتاىات
أن التعبت الفت بالنسبة للطفل ما ىو إال خربة معرفية ،حيث إن ادلمارسة حتتاج إىل معلومات . تضاف إىل زلصلة خربة قددية وىي عملية غاية يف األمهية
التعبت الفت لألطفال ما ىو إال لغة اتصال بت الطفل وذاتو ،أو ىو حوار حيكي فيو الطفل قصة ال يعرفها أحدا إال الطفل نفسو ،إذا البد أن جيمع التعبت الفت بت الرموز واللفظ ،وىي عملية
. ذلا أمهيتها ادلستقبلية على األطفال
التعبت الفت التشكيلي يعمل على حترير الطفل من ادلشكالت النفسية ،فاألطفال حيتاجون دائما إىل فرص تعبت عن أشياء كثتة مل خيتربوىا من قبل ومل يعرفوىا بعد ،والرموز البصرية تعد أكثر صدقا وأكثر مساعدة لتعرب عن ىذه األشياء ،ويتوجب أن يتوفر ذلذا الطفل مقدار من احلرية ليؤكد
استقالليتو ،وزيادة الثقة يف ذاتو ،باإلضافة إىل العمل على حتريره من ادلشكالت النفسية ،وجيب . تأكيد صفة االبتكار يف األطفال ادلزودون هبذه الصفات اليت تنعكس على مسار تفكتىم الشامل
التعبت الفت يقصد هبا أن ينفس الطفل عما يف نفسو بأسلوبو اخلاص وان يتجم أحاسيسو الذاتية دون ضغوط أو تسلط يف إطار احملافظة على شخصيتو و طبيعتو ،فيعرب عن األشكال والقيم
ومن خالل التعبت احلر تنمو خرباتو وتتطور مشاعره وتتبلور سليلتو ،كما تتفتح ميولو وحتدد "اجلمالية ،اىتماماتو ،وتظهر اجتاىاتو ،يف ثنايا ىذا التعبت ويستخدم الطفل رلموعة من اخلامات اليت يتعرف
2".على خصائصها ومصادرىا ،فيتمكن من السيطرة عليها ،باستمرار معاجلتو ذلا
،ىن الفن ،ترمجة سامي خشبة ،مراجعة حبيب مصطفى ،اذليئة ادلصرية العامة للكتب عم: ريد ىربرت - 1
.01 ص 1998القاىرة ،ط ،ادلكتبة العلمية للكمبيوتر لنشر والتوزيع - التبية الفنية ألطفال احلضانة ب: عبيد مصطفى - 2
.117، ص 1995 ،اإلسكندرية
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
21
تعبتات األطفال الفنية التشكيلية تأخذ منحى نفسي ال شعوري من الطفل لذا الضغوط اخلارجية من األسرة أو اجملتمع أو من ادلعلم أو أصدقائو قد تأخذ منحى سليب اجتاه رلتمعو وأسرتو من خالل اختيار اخلامات غت الضرورية لتعبت ذلذا فأن إعطاء الفسحة لألطفال يف الرسم احلر قد تفتح
. لو أفاق مستقبلية، لتفتح شخصيتو حول العامل الذي يدور حولو
سواء كان ذالك تعبتات األطفال البصرية الفنية ىي إنتاجهم الشخصي الفردي أو اجلمعي "يف أطار تنظيم تعليمي كادلؤسسات ادلدرسية ،أو من خالل ادلمارسات الفطرية للطفل واليت ديارسها
يف أوقات متتابعة ،أو أماكن سلتلفة ،ويف سطوح متنوعة وخامات متعددة دن تدخل من أحد يف 1" .ادلدرسة أو ادلنزل أو احلضانة
ديكن وضع التعبت الفت لألطفال ضمن مستويات التعبت الفت اإلبداعي اخلالق ،فالطفل يعد فنانا صغتا ،وذالك دلا ديتلكو من فردية يف التعبت عن ما حولو ،حيث يتمتع الطفل بالرباءة والتلقائية
. ،والتحرر واخليال ،واحليوية واحلساسية االنفعالية
فالطفل ينظر إىل األشياء ويفكر فيها ويتعامل معها بطريقة غت تقليدية ختتلف عن طريقة "الكبار ، فقد كشفت الدراسات أن مزاج الطفل وانفعاالتو تشبو انفعاالت الفنان ادلبدع ،السيما يف
التفكت اخليايل اجلامح الذي يسيطر عليو ،ودييزه خاصة يف السن من الثالثة إىل السادسة والذي ديكن 2".اكتشافو ومالحظتو من خالل اللعب اإليهامي الذي يقوم بو الطفل يف ىذه ادلرحلة
التعبت الفت لألطفال تعت بالدرجة األوىل زلاولة الطفل االتصال باآلخرين من حولو من . خالل رسومو وأعمالو الفنية ادلختلفة دتكنهم من إرسال مشاكلهم ومكنوناهتم النفسية
أن التعبت الصادق عن رغبات الطفل وحاجاتو ووسيلتو لتسجيل حاضره وتطلعاتو ادلستقبلية، "وجتسيد دلخاوفو ومراعاتو ومفهوم ذاتو ،وىي مرآة تعكس قيمتو واجتاىاتو إزاء سلتلف األشياء وادلواقف
.129ص ، 2000 حورس لطباعة والنشر ،القاىرة ،مصر 2ادلليجي علي ،تعبتات األطفال البصرية ،ط - 1ط مكتبة ألصللو ادلصرية ،القاىرة – سيكولوجية التعبت الفت عند األطفال ،ب : عبد العزيز مصطفى زلمد - 2
. 30 –29،ص
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
22
وضلو احمليطت بو ويف أسرتو ومدرستو وزليطو االجتماعي ومجاعة أقرانو ،كما أهنا وسيلة لتعبت 1" .والتنفيس عن ادلشاعر والعواطف واالنفعاالت
تنوعت وتعددت تعبتات األطفال اللفظية وغت اللفظية اليت تعرب بالتشكيل الفت على كل . أشكاذلا شلا تفتح اجملال ذلم بالتنوع التشكيلي وتفتح صور اإلبداع الفت
: المقصود بالتعبير الفني لألطفال -3
أن التعبت الفت ىو أن ينفس الطفل عما يف نفسو بأسلوبو اخلاص ،وان يتجم أحاسيسو الذاتية دون ضغوط أو تسلط يف إطار احملافظة على أسلوبو وشخصيتو ومن خالل ىذا التعبت تنمو خرباتو
ويستخدم الطفل رلموعة من اخلامات اليت يتعرف على "وتتحد ميولو واىتماماتو وتظهر اجتاىاتو ، 2" .خصائصها ومصادرىا ،فيتمكن من السيطرة عليها
من خالل إعطاء الطفل الفرصة ليعرب عن مكنوناتو الداخلية ،جيد الرسم ىو الوسيلة إلبراز . انفعاالتو واىتماماتو ،ألنو ال ديلك إال لغة الرسم ليعرب عن ما يدور يف خلده
إن حرية تعبت الطفل لسطوح واجملسمات ،وتكوينها أشكال ىندسية أو أشكال أشياء "،وعندما يذكر التعبت (التخطيط ادلقيد ،والرسم احلر )وكائنات يألفها يف البيئة بطريقتت متالزمتت
3".الفت فقد حيدث خلط بينو وبت رسوم الطفل
إن رسوم األطفال تعترب عن ختطيطات متشابكة ودائرية تعتمد على حركة الطفل لذراعو إذ تعترب تعبتا من التعبتات الفنية ادلهمة يف حياة الطفل ناىيك عن التلوين باأللوان والتجسيم يعترب
أيضا تنفيسا أو تعبتا فنيا حبتا يساعد الطفل على تنمية مقدراتو الفكرية والتعليمية والثقافية يف حياة . األطفال
مثل الرسم : فالتعبت الفت ادلسطح لألطفال ىو كل تعبتات األطفال الفنية ذات البعدين والطباعة و الورق ادللون ،إال أننا عندما نذكر مجلة التعبت الفت يتبادر إىل أذىاننا مباشرة الرسم ،مع
أخرى فنية مسطحة يقوم هبا الطفل ،ويتضح أن الرسم جزء من التعبت الفت العلم أن ىناك تعبتات.،وجزء بسيط منو ،يدخل ضمن التعبت الفت التشكيلي
نظريات التعبير الفني لدى األطفال : : النظرية الواقعية الساذجة (1
تعد ىذه النظرية من أقدم النظريات اليت حتدثت عن رسوم األطفال ،ويقصد بواقعية الرسم أنتاج رسوم فوتوغرافية شلثلة للواقع من الناحية البصرية دون حتريف ،وذالك بإتباع قواعد وأصول
حيث افتضت النظرية انو ال فرق بت جسم الشيء ادلرئي وصورتو كما يدركها العقل . "زلددة ،فالطفل عندما ينظر إىل سيارة مثال تكون لديو ادلعلومات البصرية نفسها اليت يستخدمها يف رمسو
. 1 "ذلا ،وشلا افتضتو النظرية الواقعية ذلا أصول وقواعد ادلنظور والتظليل
حيث ترى النظرية إن رسوم األطفال رلرد نشاط تسجيلي ميكانيكي ، وأغفلت مقومات . شخصية الطفل مبستو البالغت
إن ىذه النظرية تتبت عدة مبادئ كل منها يعتمد على األخر "
. ال فرق بت مدركات األطفال ومدركات الكبار عن الشيء ادلرئي الواحد - .ال فرق بت جسم الشيء ادلرئي وصورتو اليت يدركها العقل - .ال فرق بت مدركات األطفال عن األشياء ادلرئية نفسها - .الفروق األساسية بت رسوم األطفال والبالغت يف القدرات العضلية وفقط -
.254 ص 2001 ، 2 ط ، عبد ادلطلب أمت القريطي مدخل إىل سيكولوجية رسوم األطفال -د - 1
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
24
. اقتصار الرسم على الواقع ادلرئي بدون إضافات انفعالية أو ابتكاريو -ال توجد عوامل مؤثرة على االستجابات البصرية دلثتات البيئة ،وال على القدرة اليت يتناوذلا -
األطفال التفاصيل والتصميم ،كالفروق الفردية واخلربات ادلاضية والثقافية واإلدراك وتوافق 1. العت مع اليد والعواطف
: النظرية العقلية- 2
يرى أصحاب ىذه النظرية إىل إن رسوم األطفال تستمد من مصدر غت بصري ، إي من مفاىيم رلردة غت مدركة حسيا ،فرسوم األطفال مبثابة رموز تعرب عما انطبع يف أذىاهنم من
أن معاين األشياء تتحور وتنمو وتتحدد ،ليس على حساب تغت اخلارجي "مفاىيم عن األشياء ،بل تنامي خربات األطفال هبا ومفهومهم العقلي عنها ،إن رسوم األطفال ىي وسيلة إلظهار
2" . النواحي الفنية واجلمالية
وتتبت ىذه النظرية مبدأ أن الطفل يرسم ما يعرفو ال ما يراه ،حيث أن ما يعرفو عن شيء ىو . مفهومو عنو ،وىو يف رمسو يسجل ما يعرفو عن األشياء ال ما يراه ،حىت يف حالة وجدىا أمامو
: النظرية اإلدراكية -4
صاحب ىذه النظرية ،إن الطفل يرسم ما يراه لكنو يفعل " رودولف ارهنان" يقول "ذالك معتمدا على ادلفاىيم البصرية ، ويرى إن اإلدراك احلسي ال يبدأ من اخلصوصيات
والتفاصيل بل يبدأ من العموميات ،لذا عندما يرسم الطفل نفسو كنموذج بسيط من دوائر وبيضاويات وخطوط مستقيمة ،فرمبا فعل ذالك ليس الن ىذا ىو كل ما رآه عندما نظر إىل
وليس ألنو قادر على إنتاج صورة أكثر صدقا ،ولكن ألن رمسو البسيط يفي – نفسو يف ادلرآة 3". جبميع احلاالت اليت يتوقع أن تتالئمها الصورة
.288ص ،التعبت الفت عند األطفال: حسن مصطفى - 1 .230ص - تعبتات األطفال البصرية : ادلليجي علي - 2 .162 ص 1974جامعة كأليف سنة - ط - الفن البصري ،دراسات علم النفس ، د : أرهنا ن - 3
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
25
إن بساطة ادلفاىيم التمثيلية لدى األطفال مالئمة للمستوى الذي يعملون عندىا، وكلما . أصبح العقل أكثر تفتحا فأن النماذج يرمسها تصبح أكثر تعقيدا
: وتتلخص على رلموعة من ادلبادئ لصاحبها أرهنا ن
فالرسم من وجهة ارهنان )الطفل يرسم ما يراه متأثرا بعملية اإلدراك أكثر من تأثره بالتفكت " - .(ضرورة كما انو حل دلشكلة كيف تنظم وحدات طبيعية وذلا صفات معينة
يرسم الطفل اقل شلا يرى أقل شلا يدرك ،فهو زلدود باخلامات اليت يستعملها يف رسومو - 1".واإلمكانات اليت التصل إمكانيات الفنان البالغ
إن ارهنان أكد حقائق الفروق الفردية بت الصغار والكبار يف الرسم ،وحقائق اإلدراك كما جاء يف علم النفس اجلشطاليت ،كما أكد على الرسم من حيث تنظيمو يف كل مدرك إال انو
أمهل تأثت العوامل الذاتية الداخلية على تنظيم اإلدراك وعلى إثراء األشياء ادلرئية كي يصبح الرسم . أكثر شلا يدرك
: النظرية التحليلية -5
يتناول بعض الباحثت رسوم األطفال من منظور التحليل النفسي على أساس أن ىذه الرسوم ليست رلرد إسقاطات فوتوغرافية دلا يراه األطفال يف الواقع ادلرئي ،كما أهنا ليست زلض نشاط عقلي يعكس عوامل معرفية معقدة وإمنا ىي زلكومة بعوامل أخرى وجدانية دافعية مرتبطة مبزاج
الطفل وشخصيتو وصراعاتو ومشاعره ورغباتو الدفينة وجتاربو الشخصية وجتاربو الشخصية وغرائزه واحتياجاتو احملبطة ، إذ تعمل ىذه ادلتغتات كمنبهات الشعورية بالنسبة للطفل ، وعلى الرغم من
. أهنا غت معلومة لو لكنها تؤثر على سلوكو وتطبع شخصيتو ،ومن مث تنعكس على رسومو
. 132- 131 التعبت الفت عند األطفال ،ص :حسن مصطفى - 1
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
26
: النظرية التلخيصية -6
الذي يعترب من رواد علم النفس نظريتو التلخيصية على الطفولة " ستانلي ىول" بسط العامل أن الطفل يعيش من جديد تاريخ اجلنس البشري ، وتكون خربات أسالفو بت يديو فيقوم "بقولو
الطفل يف اللعب بإعادة تبت ادليول واالىتمامات بنفس التتابع الذي حدث لإلنسان عصور ما . قبل التاريخ واإلنسان البدائي
تناول العلماء رسوم األطفال من وجهة النظرية التلخيصية وأوضحوا وقارنوا بت رسوم "األطفال ورسوم اإلنسان البدائي ،وأوضحوا أن الطفل يف تعبته الفت يقوم بتلخيص ما كان يعملو
1" . أجداده بل ىو يلخص تاريخ اجلنس البشري كلو
إن فن الطفل يشبو إىل حد كبت الفن القدن يف العصور الوسطى فال يتقيد بالعناصر . واألسس الفنية لرسم فهو ديثل الفن القدن بكل أشكالو وأنواعو
: نظرية تصوير المجال المدرك -7
عملية التعبت الفت يف ضوء رلموعة من التفاعالت بت الطفل ومتغتاتو ادلختلفة وبت البيئة : اليت يتفاعل معها مبتغتاهتا اخلاصة وللنظرية أربعة أركان
: التأىب العام ( أ . الطول ، الوزن ، واذليكل ، العضالت: إمكانية الطفل اجلسمية - . (الرؤية البصرية وتنظيمها )اإلمكانيات العقلية وإلدراكية -اليت توضح طريقة تكيف األطفال لألشياء وتوجو عملية اإلدراك ونوعية : اإلمكانيات الثقافية -
. االستجابة لألشياء : البيئة النفسية ( ب
.42د عبد ادلطلب أمت القريطي ، مدخل إىل سيكولوجية رسوم األطفال ، ص - 1
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
27
وتشمل عوامل التهديد أو اخلوف من احلاضر والرسوب وعدم استقرار القيم ، كل ىذه ( ت . العوامل تشعر بالقلق للطفل وعدم الراحة وتضعف االستجابة للخربات
: تناول المعلومات ( ثوخيتلف طفل إىل أخر يف طريقة تناوذلم ذلذه ادلعلومات (ادلعلومات البصرية ) ويقصد هبا
. بسبب اختالف منوىم احلركي والذكاء والثقافة والتدريب اخلاص : التصوير واالبتكار (د
بعد التفاعل بت األركان السابقة الثالثة ،تأيت النتيجة ذلذا التفاعل وىي االبتكار يف فاالبتكار "رسومات األطفال سواء ادلسطحة أو اجملسمة ،ادلعتمدة على اخلطوط او األلوان ،
. 1"ىو ناتج عن خوض العديد من التجارب ليعطي شكل ذات داللة مجالية حبتة : النظرية السلوكية -8
تستلزم ىذه النظرية تناول الرسوم كسلوك ديكن تعلمو وحتديد ما جيب أن يكتسبو الطفل وتنظيم الظروف البيئية الالزمة ،فالبيئة ىي ادلسئولة عن تشكيل السلوك وتدعيمو حيث أن رسوم
األطفال تصبح مؤشرا على مدى فهمهم للمهمة اليت قام هبا ،ويقاس صلاح الطفل أو فشلو يف حتقيق . الغاية ادلرجوة من الرسم وحتقيق التناسق اللوين وإدراك التناسب
ووفقا دلا " ىذا يعت انو يستلزم تشريح ىذا الرسم النهائي للطفل إىل عدة أجزاء دلعرفة غايتها ،ذكره لونفيلد وبرينت فإمنا سينقص الطفل عندئذ ليس ادلهارة وإمنا ىو الدافع ألن يرسم ويصور
مباشرة وحبرية وتلقائية دون خوف من التقييم دون إن حيس بان عليو إن حيسن إحساسو اللوين أو 2" . يتقن قواعد ادلنظور
تلخص أراء ىذه النظرية أن التناول السلوكي لرسم األطفال يغفل العمليات العقلية ادلعرفية . ادلعقدة ادلسامهة يف عملية الرسم ،ويكتفي باإلشارة إىل ما ديكن مالحظتو كناتج هنائي
تعقيب على نظريات تفسير رسوم األطفال :
1 .8 ،ص 2003رسوم األطفال ،التحليل والداللة ، دار الزىراء لتوزيع والنشر ،الرياض السعودية : السيد سناء -
يتبت شلا سبق تعدد ادلداخل اليت تتناول رسوم األطفال ، ويبدو أن ىذا التعدد يرجع إىل اعتبار رسوم األطفال ذاهتا وما ينطوي عليها من تعقد سواء من حيث العمليات احلسية احلركية
والعقلية والنفسية ،والتأكد على إن كل نظرية مبفردىا رمبا ال تكون كافية أو مفيدة يف دراسة رسومات األطفال ،خاصة إذا ما اتسمت بالتعقد ،وأن كان ديكن تناوذلا من زوايا سلتلفة ،إال انو ال يعت
بالضرورة استحالة تناوذلا من منظور تكاملي يرقى إىل مستوى ىذا التنوع يف الظاىرة ، فالطفل عندما يرسم شيئا ما يكون زلكوما بعوامل أكثر من الواقع الظاىري لألشياء
أهمية دراسة التعبير الفني التشكيلي عند األطفال :
يعد التعبت الفت لألطفال وسيلة من وسئل التعبت عن ما يدور داخل خلجات نفس الطفل من انفعاالت وعواطف وآمال وىو انعكاس لرؤية األشياء احمليطة بو وىو وسيلة من وسائل االتصال
بالعامل احمليط بو ، بوصفو لغة تعبتية ختاطب البشر مجيعا ولألطفال خصوصياهتم إذ يعربون من خالل اخلطوط واأللوان وتكوين األشكال عن ما يدور يف سليلتهم ،وقد تكون الرسوم وغتىا من وسائل االتصال الثقايف والتعبتي الوسيلة الوحيدة ادلمكنة وادلقبولة كي يستعيد الطفل من خالذلا براءاهتم وخياالهتم ،واليت تأيت عن طريق الرسم أو الصورة ادللونة ادلطبوعة على صفحات اجمللة أو
إن الرسم عند األطفال يستقي تعبتاتو وألوانو من عامل الطفل نفسو ، واخلطوط "الكتاب اخلاص هبم ،اليت تالحظ يف رسوماتو ختفي ورائها الكثت شلا ديكن تعلمو ،فاخلربة اجلمالية يف رسوم األطفال تعكس
1". اخلربة العقلية والنفسية
ولتعبتات األطفال الفنية ورسوماهتم أمهية بالغة يف نفسيتهم إذ يعد التعبت الفت مصدر للمتعة واإلثارة العقلية لألطفال ، ويقدم أيضا فرصا كثتة لتحقيق الذات وحتديدىا باستمرار وتكاملها من
حيث ادلهارات وادلستوى الثقايف والعلمي والفت للطفل ،وتساعدىم على التواصل يف رلتمعهم وأقراهنم والتخاطب معهم ،والتعبت الفت يساعدىم على النظرة اخليالية والوصول إىل رؤى جديدة يف
عادلو اخليايل ومن خالذلا يدرك الطفل لذاتو ادلبدعة ،والتعبتات الفنية ،تكشف عن الطفل السوي
دراسات تربوية – ادلديرية العامة لتبية بابل – دالالت العنف يف رسوم التالميذ : عامر فائق خضت الدليمي - 1 .11ص - 2011العدد الثاين عشر تشرين األول –
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
29
العادي والطفل الذي لديو عقد أسرية أو اجتماعية أو من حيث معاملة أصدقائو لو ،وتزيد من . مستوى الذكاء لألطفال واالستعداد اخلاص للعمل اجلماعي والفردي لو
عند النظر إىل رسومات األطفال نفهم طبيعتهم من نواحي النمو العقلي والنفسي واجلسمي وتفيد يف عالقة األطفال مع والديهم دلساعدهتم توجيههم وتفستىم لتغتات احلادثة يف تعبتات
. األطفال الفنية
أهمية رسوم األطفال التربوية تتمثل في : :رسوم األطفال لغة تعبيرية ( أ
إن رسومات األطفال لغة تعبتية يستطيع الطفل من خالذلا أن ينقل خرباتو وما يفكر فيو " ،وىي لغة تعرب عن ذاتو وحتمل ادلعاين اخلاصة بو ،فقد نرى انو يرسم 1"ويثت اىتمامو إىل اآلخرين
أمو على شكل دائرة كبتة ،ووالده على شكل دائرة صغتة ،وىذا دليل على تفضيل أمو على أباه . من وجهة نظره
أن الطفل ال ديتلك لغة كالكبار وال يستطيع أن يفهم األشخاص الكبار من حولو لذا حياول . أن جيسد ما حيس بو من خالل لغة الرسم أو التعبت الفت ليستطيع التواصل معهم
رسوم األطفال وسيلة لتكيف مع البيئة ( ب
كل طفل يعيش يف بيئة معينة من خالل عادات وتقاليد رلتمعو وبيئتو اليت تضغط " ،لذلك فالطفل يف تفاعل مستمر وحياول فيو حتقيق حاجاتو الداخلية مع مطالب اجملتمع 2"عليو
وىو بذالك يستخدم الرسم لتكيف مع البيئة من حولو ،فإذا حرم من اللعب يعرب بو عن طريق . الرسم ليقول مبدى اىتمامو بو
، 2006السعودية، – ،مكتبة جرير 3 التصميم عناصره وأسسو يف الفن التشكيلي ،ط: الشهري أمحد - 1
112ص عامل الكتب – ط -د (ترمجة سعد موسى ، مراجعة زلمد أنور قريطم )رف ويرن ، فلسفة التعليم االبتدائي - 2
45 ص1979، القاىرة
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
30
جيب أن يعرف الطفل بيئتو وزليطو الذي يعيش فيو ليستطيع أن يفهم احللول ادلمكنة لتعبت عن مكنوناتو وحقوقو بالنسبة دلن حولو بالتعبت الفت التشكيلي وىو ادلتنفس الوحيد يف حلظة
. الطفولة عنده
: رسوم األطفال والعالقات النفسية (ج
إن رسومات تشت إىل نوع من العالقات النفسية اليت قد تؤثر إجيابا أو سلبا على شخصيتهم ، فالطفل الذي يرسم يف زاوية صغتة من الكراس قد يعرب عن اخلوف وعدم الثقة يف شخصيتو
،كما إن الطفل الذي يرسم نفسو وحيدا يف دائرة بعيدا عن رلموعة أخرى من األطفال قد يشت . إىل االنطوائية والعزلة يف شخصيتو
: انعكاس رسوم األطفال على نموهم (د
تعترب رسوم األطفال مظهرا من مظاىر تطور منوىم اجلسمي والعقلي والوجداين فهناك "صلة وثيقة بت النمو اجلسمي واكتساب ادلهارات اليدوية ،فالطفل ،يبدأ باستخدام ذراعو أوال مث
يتدرج يف النمو حىت يستخدم أصابعو ،ويتضح ذالك يف مدى حتكم الطفل بعضالتو وسيطرتو على وسائل التعبت الفنية ،أما بالنسبة للجانب العقلي فأن الطفل عندما يرسم فإنو يستخدم عينيو وقدرتو على ادلالحظة وإدراك العالقات بت األشياء ،وىذا اإلدراك يتطلب مستوى من
كما إن رسومات األطفال تعكس مستوى ثقافتهم ومدى معرفتهم بالعامل اخلارجي من "الذكاء ،. 1"حوذلم
إن النمو الوجداين يظهر يف استجابة الطفل االنفعالية ضلو ما يقومون بالتعبت عنو من مشاعر الغضب واحلزن أو الفرح والسعادة ، أو التعبت عن احليوية والنشاط واحلركة أو اخلمول
. والكسل والعزلة ،كل تلك ادلشاعر وغتىا تظهر بوضوح يف رموز األطفال الفنية
.214ص - تعبتات األطفال البصرية : ادلليجي علي - 1
األطفال عند الفني التعبير ماهية: الفصل األول
31
:الخالصة
وخاصة التعبت الفت بالرسم فهي اللغة اليت يتواصل هبا ,يلعب الفن دورا مؤثرا يف حياة الطفل ، فالطفل يستخدم طريقتو وخيتلف معت الفن عند األطفال عنو عند البالغت,الطفل مع اآلخرين
إال أهنا ذات "شخبطات"، و قد ننظر على انو رلموعة خطوط أو وخرباتو اخلاصة بو يف التعبت .دالئل ومعاين بالنسبة لو كأن تكون صورة المو أو ألبيو أو لنفسو
و يكشف عن تفاعلو بالبيئة احمليطة بو، .فالطفل يعرب بالفن عن تفكته ومشاعره واىتماماتوفالطفل احملبط يلجأ للفن للتنفيس عن إحباطو وىكذا فالرسم عنده معت عقليا أكثر من كونو
. مجاليا
والرسم يتيح للطفل شلارسة النشاط وتلبية حاجاتو النفسيو والعقلية وذلك من خالل استخدام عقلة ويديو حيث أنو وسيلة للتعبت أال لفظي وىو تعبت حر تلقائي ويعترب لغة الطفل للتواصل
. والتفكت
:الفصل الثاني األطفال العوامل المؤثرة على التعبير الفني عند. منو التعبري الفين عند األطفال مراحل: المبحث األول.
خصائص رسوم األطفال: المبحث الثاني.
دوافع التعبري الفين لدى األطفال: المبحث الثالث.
العوامل المؤثرة عل التعبیر الفني عند األطفال الفصل الثاني
33
:تمهيد
واجلسمية ، إن األطفال يتباينون من حيث مستوى نضجهم واستعدادا�م العقلية ،
الطفل يرسم ما يف رأسه يف الورقة وال يراعي ما التفاصيل يف الرسم فريسم أخوه
الصغري كما يعرف وال ينظر إىل املوضع الذي يوجد فيه أخوه يف بطن أمه فيعرب بشفافية
.يف رسوماته وال يرى العوارض ملا يريد رمسه
) القاعدة ( خط األرض )5
يتخذ خط األرض يف رسوم األطفال صورا متعددة فقد يكون على هيئة خط
رمز أوعلى هيئة كتلة وقد خيصص الطفل خطا لألشكال مجيعا أو خطا لكل شكل أو
الطفل عندما يرسم خط األرض يكون قد اكتشف أنه جزء من الرسم إن"على حدة ،
2"وان هناك عالقة مكانية جتمع بني األشياء
يكون ومهيا ، السيما يف وإمناالقاعدة مرسوما أويكون خط األرض
التنظيمات التصفيفية أو شبه التصفيفية األفقية ، أو املائلة للعناصر يف فراغ صفحة الرسم
وميكننا التحقق من خط األرض الومهي ، بتتبع أكثر من شكلني على مستوى واحد
ون يف جدران املعابد القدمية البدائية ويف الربديات تقريبا يف الرسم ، وهذه الظاهرة تك
ويعرب اخلط املرسوم يف "وموجودة أيضا يف رسوم القبائل البدائية يف الطاسيلي مثال ،
وأحيانا برسم الطفل خط . 3"اللوحة عن اجتاه املكان الذي تشقه الرسوم يف الواقع
54، ص املرجع نفسه حممد البسيوين ، أصول الرتبية الفنية ، - 1فيكتور لونفيلد ،طفلك وفنه ، ترمجة سامي علي مجال ، مراجعة ، صالح الدين قطب ، سلسلة األلف كتاب ، - 2
167، ص 1961القاهرة ، مكتبة األدب ، 3 45، ص نفسه حممد البسيوين ، اصول الرتبية الفنية ، املرجع -
العوامل المؤثرة عل التعبیر الفني عند األطفال الفصل الثاني
45
األرض لكي مييز به خط األفق ، الذي يكون هو اآلخر خط األرض أو خط املاء أو
خط مرتفع من األرض ، حيث ال مانع يف فن الطفل من رؤية خط املاء يعلو املنزل يف
العوامل المؤثرة عل التعبیر الفني عند األطفال الفصل الثاني
47
دوافع التعبير الفني لدى األطفال
جيدة أداةلألطفال وسائل لتعبري عن مشاعرهم وانفعاال�م وحاجا�م فرسومهم
لفهم نفسية األطفال ومشاعرهم ودوافعهم وتصورا�م حول أنفسهم واألخريني احمليطني
ما أتيح له إذا، فاألطفال " االنفعايل�م ، فهو وسيلة للتواصل الغري اللفظي والتنفيس
" أحاسيسهأو أثر به ، اخرج صورة صادقة من انتباههالتعبري عن طريق الرسم ملوقف آثار رسم يعين املرآة الصادقة لعكس العديد من املشكالت النفسية اليت يعاين منها ال إن 1
. الطفل
: دوافع التعبري الفين للطفل وهي
فالرسم عند الطفل تسلية يشغل �ا وقت فراغه ويكسبه متعة مثل أي وسيلة : التسلية -
علـى األسـطح المختلفـة وضرورتها في حياتهم رسوم األطفـال تبينهدف البحث إلى ي
وتمثل في هذا البحث شبه التجريبي جوقـد اسـتخدم المـنهج الوصفي التحليلي والمنه
سنة ، أخذناها من متوسطة الشهيد ) 14 -11(البحث في مجموعة من األطفـال مابين
بومدين محمد ببني بحدل ، كما تم تحليل رسوماتهم تحليال نفسيا واجتماعيا ، وبيان هذه
ومدى أهمية لدراسة في معرفة خصائص وسمات التعبير الفني للطفـل في هذه المرحلة
واإلبداعيطفـال في شخصيتهم وتعليمهم ونموهم النفسي التطور الذي يتلقـاه األ
.وسهولة التعامل معهم
Summary:
The aim of this study is to indicate the importance of children’s drawing on the diffrent surfaces. In their life.
This study has adopted the describtive analyzes method and quasi –experimental approach.
This research represtented a pattern of children between (11- 14) years . was taken from martyr bomedien mohamed’s middle school .
Their drawings have been analyzed psychologically. and socially .and the inportence of this study is to know the characteristics and the attributes artistic expression for child during this period and the development that the children receive in their personality and their education as well as their psychological growing and creative and easy handly with them.
résumé
La recherche vise à montrer aux enfants les frais nécessaires à leur vie sur des surfaces différentes a été utilisé approche descriptive et analytique et la méthodologie quasi - expérimentale dans cette recherche représentent la recherche dans un groupe d'enfants entre (11-14 ) ans , elle a pris à partir du milieu du martyr Boumédiène Mohammed Beni BhDl , comme leur analyse des dessins l'analyse psychologique et social , et la déclaration de l'importance de l'étude pour connaître les caractéristiques et les attributs de l'expression artistique de l'enfant à ce stade et l'ampleur du développement que les enfants reçoivent dans leur personnalité , l'éducation et le développement psychologique , créative et facile à traiter avec eux .