ﻲﻓ ﺕﺎﻴﺴﻧﻮﺘﻟﺍ ﺀﺎﺴﻨﻟﺍ …library.fes.de/pdf-files/bueros/tunesien/15344.pdfﺔﻳﺯﻳﻳﻣﺗﻟﺍ ﺓﺯﻫﺎﺟﻟﺍ ﺏﻟﺍﻭﻘﻟﺍ ﻝﻘﺛ

النساء التونسيات فيالشغل والحركة النقابية

يةقاب

النة

كحر

والل

شغال

ي ف

ت سيا

ونالت

ء سا

الن

دّرة محفوظ - دراوي

تونس - د�سمبر2018

تزامن انخراط النساء التونسيات في النضال االجتماعي مع ولوجهن في اولى مرحلة في اجتماعيا انخرطن وقد العمومي. الفضاء في التحرير حركة في ساهمن حيث والحقوقية الجمعياتية الهياكل خالل اتّساعا ومرئيتهن تعبئتهن وازدادت االستعمار. من والتحرر السبعينات والثمانينات بولوجهن عالم الشغل وبفضل تأنيث العديد من النضاالت في دوما التونسيات شاركت لقد االقتصادية. القطاعات النقابية من اجل الدفاع عن الحقوق االجتماعية للجميع وإحالل عالقات

شغلية اكثر عدل ومساواة بين الرجال والنساء.

نشيطة في يشكلن عناصر النقابيين وهن اليوم نصف النساء وتمثل في المختلفة. والعراقيل المسبقة االفكار كل األساسية رغم النقابات المقابل يبقى تمثيلهّن في هياكل اتخاذ القرار دون المأمول بكثير وغير كافي لتمكينهّن من التأثير المباشر في تطور السياسات الوطنية. وقد امتداد على نشهدها التي واالجتماعية السياسية الديناميكية أكدت

السنوات االخيرة دورهن الريادي كفاعالت في الحركة النقابية.

نحن نأمل في ان تساهم هذه الدراسة في تحسين صورة النساء ليس فقط من منظور مبدء الواقعية بل ايضا من منطلق ايمان حقيقي لدى الرجال والنساء على حد سواء ان الديمقراطية النقابية والسياسية ال في داخليا وخارجيا، والمساواة النساء وإدماج بالتناصف االّ تتحقق

المنظمات النقابية وفي عالم الشغل.

201

ر8سمب

د�-

ستون

النساء التونسيات فيالشغل والحركة النقابية

تونس - د�سمبر2018

دّرة محفوظ دراوي

غير قابل للبيع. جميع الحقوق محفوظة. يمنع طباعة أي جزء من هذه الدراسة وال يمكن إعادة طباعتها أواستعمالها بأي شكل من االشكال دون الحصول على إذن كتابي مسبق من الناشرين.

جميع اآلراء والتحاليل الواردة في هذه الدراسة ال تلزم اال اصحابها و ال تمثل بالضرورة وجهة نظرمنظمة فريدرش ايبيرت.

منظمة فريدريش إيبرت و فريقها المكلف بالمشروع النقابي تونس يتوجهون بالشكر لجميع المنظمات واألفراد الذين ساهموا في هذا العمل.

© Friedrich-Ebert-Stiftung-مكتب تونس. 2018. ” النساء التونسيات في الشغل والحركة النقابية “

شكراقدم شكري في البداية الى كل النقابيات والنقابيين الذين قبلن وقبلوا برحابة صدر و بكل نزاهة ووضوح وحماس االدالء بشهادتهن وبشهادتهم حول تجربتهن وتجربتهم النضالية من اجل الديمقراطية والحقوق االجتماعية بكل نزاهة ووضوح

وحماس. كما اشكر المسؤولين النقابيين على مساعدتهم الثمينة وتخصيصهم بعضا من وقتهم رغم برنامجهم المزدحم بمناسبة

انعقاد المؤتمر الثالث والعشرين. السادة نورالدين الطبوبي وسمير الشفي ومحمد المسلمي وأنور بن قدور و محمد شقرون

الذي استقبلنا مشكورا بمنزله وبحضور زوجته التي اشاد بها امامنا وقدم لنا شهادة تاريخية موثقة بالصور. له كل امتناني.

اقدم شكري الخاص ايضا للنساء المكافحات والممتازات اللواتي برهن لي عن صداقة نضالية وفية نشأت وتعززت عبر السنين في النضال من أجل الدفاع عن مبادئ مشتركة. امتناني كذلك للشابات منهن ألنهن اثرين رؤيتي وأذكين ذاكرتي بنظرتهن

الجديدة لألشياء وحزمهن النضالي. استطعن معا فتح ثغرة في العقلية االبوية وقدن النضال من أجل االرتقاء بالنساء الى

المراكز النقابية القيادية. أذكر منهن (دون ان انسى شكر كل االخريات) : نعيمة الهمامي وآمنة العوادي ووسيلة العياشي وسامية لطيف ووسيلة العياري وفضيلة المليتي وتركية بن

خذر وحياة طرابلسي وحبيبة الميزوني وعواطف قريش وليلى الدامي وثريا الصايم والهام الساحلي ونجمة العوادي وعايدة

الزايي.

هذا الكتاب تكريم للمقاومة وااللتزام بقضية المساواة أهديه لكل النساء النقابيات والمناضالت صلب االتحاد العام التونسي

للشغل.

وال يفوتني التعبير عن عرفاني بالجميل لشخصين آخرين : السيد علي المحجوبي، زميلي وصديقي المؤرخ وصاحب

مؤلفات عديدة حول الحركة الوطنية والحركة النقابية و هو الذي أنار سبيلي في البحث في حياة وانجازات الطاهر الحداد.

كما أحيّي صديقتي درة بوزيد المناضلة النسوية الكبيرة في مجال االعالم والمؤسسة للعديد من الصحف والتي قبلت ان

وما كان لهذا العمل ان ينجز لوال المساعدة

الثمينة للعديد من االشخاص الذين

اكن لهم الكثير من التقدير والعرفان

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

تحدثنا عن والدتها السيدة شريفة المسعدي اول مناضلة نقابية وان تقاسمنا بعضا من االرشيف العائلي والصور القديمة.

ختاما اتقدم بخالص الشكر لمنظمة ايبرت التي آزرت هذا المجهود وشجعتني على انجاز هذا الكتاب، مع كل التقدير لسامي العدواني وليلى الشعري.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

I. مقدمة االشكالية

االهداف والمنهجية

س فهر

III. مواقف وتمثالت اجتماعية تجاه تشغيل النساء

II. مكانة المرأة في عالم الشغل1. المساواة بين الجنسين في عالم الشغل :

أفق اكثر منه واقع ملموس2. ولوج النساء الى الشغل : حق مهدد

3. السياسات العمومية وتشجيع النساء على مغادرة عالم الشغل

4. راتب المرأة : اسهام ال غنى عنه في الدخل العائلي

4. التمييز الجنسي في سوق العمل : ثقل القوالب النمطية الجندرية وللتقسيم التقليدي للعمل

IV. النساء والحركة النقابية : النضال من اجل المساواة واالعتراف

أ. الطاهر الحداد او العالقة بين القضية النقابية والقضية النسائية

ب. شريفة مسعدي : رائدة النضال النقابي2. مناضالت الرعيل االول :

الصلة بين الوعي النسوي والوعي الطبقي

1. النظرة االجتماعية لتشغيل النساء : حق مشروط

1. دروس التاريخ

242. الهوية العائلية والمهنية المزدوجة للنساء :

التفاوت بين التمثّل والواقع3. التوفيق بين الحياة المهنية والحياة األسرية :

مسؤولية الوسط الشغلي والنقابات

78

9

14

17

19

20

23

25

27

31

31

33

39

30

23

14

42

42

44

50

58

61

64

68

70

50

57

68

73

75

78

3. تواجد النساء بالنقابات

1. الزعامة النقابية : "سقف من بلّور"

أ. دوافع االنخراط النقابي

2. اثر الحياة العائلية على الحياة النقابية

1. أغلبية على مستوى القاعدة أقلية على مستوى القمة

1. ثقل القوالب الجاهزة التمييزية2. تعلّة "عدم كفاءة" النساء في مراكز النفوذ

2. بوادر تحّول مشجعة3. المؤتمر 23، جانفي 2017 : خطوة هامة في اتجاه

المساواة لكن "باالمكان احسن مما كان"

ب. االنضمام واالمتيازات والمخاطر

V. مشاركة النساء في الحركة النقابية

VI. الحركة النقابية والنساء

VII. الثقافة النقابية والصدود امام المساواة

VIII. الخاتمة والتوصيات

IX. مراجع تكميلية

X. رسوم وصور

54

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

7

مثلت الحركة النقابية على امتداد سنين طوال فضاء للنضال الديمقراطي والمطالب االجتماعية. واجهت النقابات طيلة ما يزيد عن النصف قرن وفي واالقتصادية السياسية التحديات من العديد الواحد الحزب نظام ظل بفعل المتفاقمة التشغيل وأزمة والديمقراطية الحريات غياب : والثقافية االقتصاد المعولم والفوارق الجهوية وصعود النزعة المحافظة والمعارضة

لقيم اإلدماج والمساواة.

فيه فوجدت السياسية الحساسيات شتى من للنقابيين حاضنة دور االتحاد لعب االنتظام في يكن بوسعهن لم والمساواة والالتي النساء اجل حقوق المناضالت من جمعيات فضاء للتعبئة والنشاط كإنشاء لجان نسائية وذلك منذ ثمانينات القرن الماضي.

وقد أكدت الحركة االجتماعية لسنة 2011 المخزون النضالي للمناضلين والمناضالت خالل الشعبية. للمطالب منحه الذي الدفع مدى و والرجال النساء من القاعديين السنوات االخيرة برز دور االتحاد العام التونسي للشغل كمعدل وموفق اجتماعي بين القوى السياسية واالجتماعية في اكثر من مناسبة كما حصل خالل االحداث الدموية بسليانة في نوفمبر 2012 وبعد ذلك خالل االضراب العام يوم دفن الزعيم السياسي شكري بلعيد الذي وقع اغتياله في 6 فيفري 2013. وضعت ازمة 2013 موضع سؤال شرعية نواب ونائبات المجلس التأسيسي وذلك بسبب تأخر انجاز كتابة الدستور وتنظيم االنتخابات. بلغت هذه االزمة اوجها خالل اعتصام باردو الذي جمع عددا كبيرا من النقابيين والناشطين في المجتمع المدني والنواب الديمقراطيين والمواطنات والمواطنين وأفضت الى تغيير الوزير االول وتكوين حكومة جديدة. وقدساهم حشد

أغلبية نسائية يوم 14 ديسمبر 2013 في فرض هذا التغيير.

تعززت مشروعية المنظمة النقابية لدى التونسيين بفضل الدور االجتماعي والسياسي الذي لعبته في التحكيم وفي إدارة النزاعات بين مختلف الفاعلين. وهو ما أهلها لنيل

جائزة نوبل للسالم سنة 2015 ضمن الرباعي الراعي للحوار الوطني.

ال يحتاج الدور الذي لعبته النساء والمناضالت داخل وخارج المنظمات النقابية اليوم الى دليل. لقد فاجأ ذلك الكثيرين رغم ان النساء كن طرفا في النضال االجتماعي منذ قبل االستقالل كما يشهد على ذلك مسار مناضالت تاريخية من امثال شريفة المسعدي التي كانت أول مسؤولة نقابية في تاريخ البالد. وفي هذا الصدد يجب التذكير انه منذ السنوات 1978 و 1984 و2008 (خالل احداث الحوض المنجمي) كانت النقابيات

I.تقديم

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

8

(اضرابات واعتصامات ومسيرات ومظاهرات، لالحتجاجات االمامية الصفوف في الخ.). كما كن خالل سنوات االنتقال الديمقراطي متواجدات بالساحات العمومية وداخل مراكز اتخاذ القرار، ليس فقط للمشاركة في النضاالت بل أيضا لتسجيل حقوق النساء

باألجندات االجتماعية والسياسية وضمن اإلصالحات التشريعية.

مّكنت هذه النضالية العالية النساء التونسيات من فرض ادراج مطالبهن صلب المسار الثوري، ومن تضمين المساواة بين الرجل والمرأة في نص الدستور الجديد. من ذلك نجد ان العديد من فصوله تنص على ان "الدولة تضمن تساوي الفرص بين الرجال

والنساء لتحمل مختلف المسؤوليات في كل المجاالت.

وتعمل الدولة على تحقيق التناصف بين الرجال والنساء بالمجالس المنتخبة. وتتخذ االجراءات الالزمة للقضاء على العنف ضد المرأة".

غير ان االيديولوجية المحافظة المستفحلة خالل الست سنوات االخيرة غذت التمييز الجنسي وزادت من تجاهل البطالة النسائية وأصبحت تهدد مكاسبهن واستقالليتهن. اذ او للرجال" الشغل مواطن "تتركن حتى المنزل الى النساء لعودة دعوات شاهدنا "للمحافظة على االسرة". وهو ما يدل على ان نضال النساء من اجل الثورة ال يؤدي

ضرورة الى تغيير التصورات االجتماعية وعالقات السيطرة بين الجنسين.يمكن لنا على وجه الخصوص أن نتساءل عن مدى نجاح حضور النساء وقدرتهن على الجنسين بين االجتماعية العالقات تغيير في االجتماعية الصراعات أجل من الفعل صلب النقابات وفي تحسين موقعهن في مراكز اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية وفي

تكريس المساواة داخل الهياكل وضمن أجندا المنظمة الشغيلة ؟

االشكالية "ان الى االجتماعية الحركات داخل بالنساء اهتمت التي الدراسات اغلب تشير الحركات كل في بعمق تؤثر الجنسي التمييز على المبنية االجتماعية العالقات االجتماعية وانه ال بد من اخذ هذا المعطى بعين االعتبار في كل تحليل نقوم به."¹ فهل ستنجح مشاركة النساء في النضاالت النقابية واالجتماعية الثورية في فرض االعتراف بحقوق النساء و تقليص السيطرة االبوية ؟ وهل رافق التزامهن النضالي تمثيل احسن النقابية ؟ والى اي مدى وقع ادراج المسؤوليات القرار وتحمل اتخاذ صلب هياكل

مسألة المساواة بصورة افقية في مجمل مطالب وبرامج المنظمة الشغيلة ؟

¹دانييل كارقوات تستشهد بها دينا ببالوي " التعتيم على الحركة النسوية في في النضال الثوري لليسار المصري الراديكالي"، الحركة النسوية في البلدان العربية، مسائل نسوية جديدة-مجلد 35، عدد2/2016.

9

من حقنا ان ننتظر من المنظمة الشغيلة ان تكون فاعال متبنيا لشعار التغيير داخليا وان تتخذ اجراءات عملية إلرساء مبدأ المساواة صلب هياكلها وذلك بالنظر الى دورها كفاعل اساسي في التغيير االجتماعي وفي رفض كل اشكال التمييز والالمساواة في

عالم الشغل وفي المجتمع.

لكي نتأكد من صحة هذه الفرضية سوف نقوم بتحليل على مستوين :سنتفّحص أوال وضعية النساء في عالم الشغل ألن انخراطهن في النشاط النقابي تحدده وضعيتهن المهنية ونقيس درجة عدم تكافئ الفرص ومدى التقدم الحاصل في اتجاه المساواة. على هذا االساس سوف ندرس دور المنظمة الشغيلة في التقليص من حجم باألولوية المشتركة تحظى األهداف فقد ضلت الشغل. في مجال الجندري التفاوت المطلقة في نضال المنظمة طيلة السنين االخيرة. فهل ادرجت اهداف خصوصية لفائدة ومراكز والتمثيلية االجر في والمساواة والتكوين التشغيل كاستحقاقات النساء

المسؤولية والتوفيق بين الشغل واألسرة، الخ. ؟

ثم سنتساءل ثانيا عن مدى تفعيل مبدأ المساواة داخل المنظمة ذاتها حيث سنظعه على محك امتحان "المقاربة الجندرية" : الى اي مدى في ظل اعادة التشكل واإلصالحات واألجيرات النساء النتظارات االستجابة وهياكلها النقابية المنظمة حاولت الجارية للنساء المقصية االبوية الممارسات ومقاومة المساواة بمأسسة الواضح وااللتزام

بصورة مباشرة اوغير مباشرة ؟

االهداف والمنهجية تهدف هذه الدراسة الى تشخيص وضعية النساء الحالية ومكانتهن في الحركة النقابية العامالت النساء دور حول بيانات قاعدة توفير والى فيها ومساهمتهن التونسية والنقابيات في تونس والعراقيل التي تعترضهن. هذا التشخيص يمكن ان يترجم في مقترحات وتوصيات تعزز "المقاربة الجندرية" ² على كل المستويات التنظيمية للنقابة وتدمج مبادئ المساواة والتناصف المنصوص عليها بالدستور في السلوكيات والهياكل

النقابية إلكسابها مزيدا من النجاعة والمصداقية.

التمييز اشكال بمختلف مهتمة جامعية اجتماع كعالمة المزدوج انتمائي ساعدني الجندري في مجتمعنا وكمسؤولة نقابية سابقة ومؤسسة لهيكل مختص (اللجنة النقابية

² تعميم مراعاة المنظور الجنساني او الجندري هي مقارية مندمجة للبعد الجندري تعتمد استراتيجية تهدف الى تعزيز المساواة بين النساء والرجال في المجتمع وفي منظمات المجتمع المدني والسياسات العمومية بكيفية افقية تشمل كل المجاالت

(التربية والتشغيل والثقافة والمشاركة السياسية وفي اتخاذ القرار، الخ)

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

10

النسائية) على الغوص من جديد في هذا المجتمع المصغر الذي يمثله الوسط النقابي وعلى إضاءة معرفتي للميدان موضوع مغامرتي البحثية. فمكنني هذا القرب وشبكة ان الى االشارة مع الشغل. عالم في النساء لوضعية افضل معرفة من عالقاتي نقدية بالمحافظة على نظرة االمر تعلق كلما المحاذير تكن خالية من لم المأمورية

وموضوعية للواقع.

تقديم التحقيق الوطني حول "النساء في العمل النقابي : حركية ومسؤولية"، بحضور السيد عبيد البريكي، الكاتب العام المساعد المكلف بقسم التكوين النقابي (1998).

خالل بتنسيقها قمنا او انجزناها ومنشورات دراسات المزدوج الغوص هذا افرز في النقابات الى النساء "انضمام حول أولى مقالة : و2000 و90 80 السنوات تونس" (1998)³ تتعلق بتحليل لتجربة مزدوجة : تجربة جماعية تتمثل في أول لجنة امرأة التنسيق وتجربة شخصية كأول فيها مهمة توليت 1983 انشئت سنة نسائية كاتبة عامة مساعدة للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي (1980-1984). اثر ذلك قمت (بمبادرة من اللجنة الوطنية للمرأة العاملة وقسم التكوين النقابي والتثقيف "النساء نقابي موضوعه 800 بتحقيق شمل للشغل) التونسي العام العمالي لإلتحاد التونسيات بين الشغل والنشاط النقابي" (مقاربة جندرية مقارنة ⁴). وفي سنة 2006 بتحقيقين القيام اقتضت الشغيلة للمنظمة النقابي التحديث أشرفت على دراسة حول

كمي ونوعي (انظر المرجع بآخر الوثيقة).

³ مقالة نشرت في المجلة شعوب متوسطية، النساء والحداثة، عدد 44-45 جويلية-ديسمبر 1988⁴ شمل االستبيان 800 مناضال ونقابيا من الجنسين (3/2 نساء). الدراسة لم تنشر وقدمت خالل ندوة دولية حول "النساء في

العمل النقابي : حراك ومسؤولية"، تونس، 22-23 جويلية 1998.

11

النضالية الحركة في ودورها المرأة مكانة ان فرضية من هذه دراستنا في ننطلق والنقابية هما في عالقة تفاعلية مع وضعيتهّن المهنية. كما ان هذه المكانة وهذا الدور يتأثران بهيمنة المنطق االبوي وعدم المساواة الجندرية في الوسطين الخاص والعائلي تحليل مكانة تمشينا في يتمثل لذلك السياسي. - العمومي واالجتماعي الفضاء وفي المرأة ودورها وتناول العالقات االجتماعية بين الرجال والنساء على أربع مستويات :

• مكانة النساء في عالم الشغل

• تمثالت المجتمع التونسي لعمل النساء

• الدور االجتماعي والسياسي للنساء

• الحركة النقابية ومسألة إدماج النساء والمساواة في سير الهياكل والثقافة التنظيمية.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

12

لألدبيات نقدي تحليل على العام المستوى على منهجيتنا تعتمد المتوفرة حول الموضوع وعلى االحصائيات الوطنية والتحقيقات العلمية.

⁵ نذكر بصورة خاصة أعمال المؤرخ علي المحجوبي وعالم االجتماع صالح الحمزاوي. ال يتعلق اّي عنوان من جملة 80 عنوان بحث وأطروحة مباشرة بالنشاط النقابي للنساء. انظر النشرية "النساء والجندر،

⁶ ببليوغرافيا تحليلية للبحوث واالطروحات بالجامعة التونسية. افتورد/أأإيبارت، تونس، 2013.

عناصرمنهجية

ال تزال الدراسات حول النساء والحركة النقابية من منطلق جندري في بداياتها. اذ الى االجتماع⁵ وعلماء المؤرخون اهتم ومن عامة النقابية بالحركة اآلن حد منطلق مقاربة الجنسانية. لم تطرح مسألة السلطوية والعالقات المساواة ادماج صلب الحركة النقابية في الجامعة⁶ او في الحقل النضالي عدا بصورة غير مباشرة في اطار مواضيع من نوع عالقة النساء العامة الحياة في والنساء بالشغل والسياسية او تأثير االصالحات التشريعية

على حقوق المرأة.

تعتمد هذه الدراسة السوسيولوجية على :

تحليل االحصائيات الوطنية

تحليل نقدي للبحوث الجامعية التاريخية المسألة حول والفلسفية والسوسيولوجية

على ندرتها

بالوسط المتوفرة الوثائق تجميع نشريات دراسات، : ودراستها النقابي تقارير تشريعية، نصوص داخلية، تالخيص جلسات، محاضر مؤتمرات، منها صحف مقاالت تكوينية، دورات جريدة الشعب، تصريحات مختلفة بمناسبة االحتفاالت ب 8 مارس وغرة ماي و25 نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف و5 ديسمبر ذكرى اغتيال الزعيم النقابي

فرحات حشاد، الخ.

مناضلين مع معمقة بحوارات القيام االنخراط (دوافع النقابية مسيرتهم لفهم في العمل النقابي، النضال، اإلرتقاء الى السانحة الفرص المسؤولية، مناصب والعراقيل، استراتيجيات فرض الذات). المناضالت من 15 حوالي استجوبنا معاقبات و/او (موقوفات المعروفات بسبب نشاطهن النقابي). بعضهن "نساء

جهاز" وأخريات

13

مناضالت عرفن بمواقفهن النقدية وغالبا قياديات نقابية واحيانا قاعديات "ميدانية". لم يكن باستطاعتنا في حدود ما يسمح به "غير المناضالت استجواب العمل هذا المرئيات" من قرينات نقابيين او أراملهم مساندة في هاما دورا لعبن والالتي القياديين والزعماء وقمن بتنظيم النضال ان نأمل األزمة. فترات في والمقاومة تكن موضوع بحث منفرد في المستقبل.

قمنا كذلك بمحاورة بعض النقابيين من المكتب من 4 منهم 7 (وهم الرجال للشغل). التونسي العام لإلتحاد التنفيذي اذ ان للعديدات من الكاتبات العامات او افراد المساعدات العامات الكاتبات من أخت) او أخ أب، (قرين، العائلة من ما وهو النقابات. بعض في اعضاء يساعدهن كامتياز جهة من اليه ينظرن في مسيرتهن النضالية وفي نفس الوقت حتى او لمراقبتهن كوسيلة يتوجسنه

كمكبح اللتزامهن.

العمومية مظاهرات الخمس مشاهدة االخيرة االشهر خالل نّظمت التي (نوفمبر 2016 الى جانفي 2017) من بمناسبة وكذلك فيها المشاركة خالل

النقابية الزعامة حول التحسيس حملة االوائل المناضالت وتكريم النسائية⁷ واضفاء مرئية اكبر للنضاالت. كما كانت الحملة تهدف ايضا الى تقديم مرافعة من اجل نفاذ النساء الى المؤتمر القادم لإلتحاد العام التونسي للشغل في جانفي 2017.

نقابية⁸ مناضلة لتجربة نقدي تحليل النساء بقضية مهتمة وباحثة ونسوية

والحركات االجتماعية.

عائلة ألفراد وشهادات حوارات شريفة ابنة بوزيد درة : مناضالت من صحفية بدورها (هي المسعدي الرائدات ومناضلة نسوية) وابنة مناضل قديم وعضو المكتب التنفيذي الوطني خير الدين الصالحي وهي كذلك ناشطة نقابية.

جلسات خالل معلومات تجميع االستماع العمومية لهيئة الحقيقة والكرامة وبصورة خاصة حصة 26 جانفي 2017 خالل العنف ضحايا بشهادات المتعلقة العام االتحاد بين الصدامية االحداث "الخميس يوم والحكومة للشغل التونسي االسود" في 26 جانفي 1978 وبعدها.

⁷ نّظمت من طرف مناضالت أيام تحسيسية حول المساواة بفضاء سعيد قاقي لإلتحاد العام التونسي للشغل. خّصص اليوم االول، تحت شعار "حتى ال ننسى" لتكريم المناضالت النقابيات من جيل السبعينات وبعدها وكذلك زوجات وأرامل

المناضلين. بتاريخ 24 نوفمبر 2016 انعقدت ندوة حول العنف السياسي ولتكريم مناضلين فارقونا من امثال محمد كنّو وفي 7 ديسمبر 2016 ملتقى حول "الفكر التحديثي التونسي وبروز الحركة النقابية الوطنية". علّقت شعارات من نوع "تكافئ

الفرص حق دستوري" و"المرأة النقابية كفاءة وزعامة" و"شركاء في النضال شركاء في القرار" و"من اجل تمثيلية عادلة في هياكل االتحاد العام التونسي للشغل"، الخ.

⁸ منسقة اول لجنة نسائية وكاتبة عامة مساعدة للنقابة الوطنية للتعليم من 1980 الى 1985 وخبيرة نقابية ونسوية قامت بالعديد من التحقيقات ودورات تكوينية بالوسط النقابي خالل السنوات 90 و2000.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

14

1. المساواة بين الجنسين في عالم الشغل : أفق أكثر منه واقع ملموس

المهنية النقابات ودورهن صلبها بصورة وثيقة بوضعيتهن النساء في ترتبط مكانة التعليم مستوى اهمها من االخرى. العوامل وبعديد للبالد االقتصادية والتوجهات والكفاءة الذي بلغته النساء والمكتسبات في مجال التشريع ودور المشغلين والمؤسسات والتمثالت والسلوكيات النقابي الحق ذلك في بما االجتماعية الحقوق احترام في

االجتماعية تجاه االدوار الجندرية واألنشطة المهنية والنقابية للنساء.

ميسرة تلمذية نسائية – معهد باب جديد

II.مكانة المرأةفي عالم الشغل

15

سجل مستوى تكوين النساء ونجاحهن المدرسي والجامعي تقدما ملحوظا. حيث تمثل الفتيات اليوم ثلثي الطلبة وحاملي الشهادات الجامعية التونسية. غير ان تقدم النساء على المستوى التعليمي في الوسط الريفي يبقى متواضعا رغم ان اكثر من الثالثة ارباع منهن يتوفرن على المستوى االدنى المطلوب. هذا ما تبينه استمارة انجزت في التعليم مستوى لهن النساء من بالمائة 36.7 : النائية الريفية بالمناطق 2013الثانوي و6.1 بالمائة مستوى جامعي التعليم االبتدائي و31.9 بالمائة لهن مستوى والبقية أميات او تحصلن على الحد االدنى بفضل تلقيهن دروسا في اطار البرنامج

الوطني لمحو االمية ⁹.من شأن المكتسبات التشريعية التي اتى بها دستور 2014 تدعيم التقدم الحاصل في مجال المساواة في مختلف الميادين. اذ ينص الفصل 20 على ان "جميع المواطنين والمواطنات يتمتعون بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. هم متساوون أمام القانون النساء تمثيلية بضمان الدولة 34 فصله في الدستور يلزم كما تمييز". اي بدون بالهيئات المنتخبة. وينص الفصل 40 على انه "لكل مواطن ومواطنة الحق في الشغل وهو النساء بحقوق اساسا 46 الفصل ويتعلق منصف". وبأجر الئقة ظروف في

يضمن حماية مكاسبهن ومبدأ التناصف ومقاومة كل اشكال العنف ضدهن.لكن المكانة التي تحتلها النساء في عالم الشغل وخاصة في ما يتعلق بالتأجير تبين انهن يتعرضن الى صعوبات شتى والى التمييز في مجال الحصول على الحقوق االقتصادية من االدنى والمنصب المهين وللشغل للبطالة عرضة االكثر هن واالجتماعية. المؤهالت والطرد التعسفي. وحتى في حالة الشغل القار فهن ال يتمتعن بتكافؤ الفرص

في الترقية المهنية وال بنفس االمتيازات التي يتمتع بها زمالئهم من الرجال.

الشابات النساء من المتزايد العدد مع تتناسب ال المتوفرة الشغل عروض ان كما 2014 في االول الزواج (معدل سن متأخر في سن تتزوجن والالتي والمتعلمات يناهز 28.03 سنة بالنسبة للنساء و33.7 سنة بالنسبة للرجال وتبلغ نسبة العزوبة بعد الشابات النساء ترغب ال للرجال). بالمائة للنساء و53.5 بالمائة سنة 28.4 30النشيطات وذلك النساء االنجاب مقارنة مع االجيال االولى من اثر مغادرة عملهن لحرصهن على استقالليتهن او بسبب الحاجة للمساهمة في الميزانية العائلية او حتى التكفل بها كليا. غير ان الصعوبات العائلية واكراهات النظام االقتصادي تدفعهن الى مغادرة سوق الشغل. فعلى سبيل المثال تقدر نسبة نشاط النساء سنة 2014 ب 28.5 بالمائة وبلغ أقصاها 50.7 بالمائة بالنسبة للشريحة العمرية 25-29 سنة ثم تنحدر هذه النسبة بسرعة الى 37.1 بالمائة لمن هن بين 40-44 سنة والى 30.3 بين 45

و 49 سنة في حين تبلغ تباعا 90.7 و 89.4 بالمائة بالنسبة للرجال .

⁹ "بحث حول وضعية النساء بالوسط الريفي ونفاذهن للخدمات العمومية بإحدى عشر والية تونسية". منشورات وزارة المرأة واالسرة/....، تونس 2013، اشراف درة محفوظ-دراوي.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

16

نالحظ منذ التسعينات تفاقم اشكال العمل الهش حيث انخفض حجم عقود الشغل ذات المدة غير المحدودة ويرتفاع حجم العقود ذات المدة المحدودة استجابة لطلبات الشغل المتزايدة المتزامنة مع ظاهرة الطرد المتواتر والتهديدات الكبيرة للحقوق االجتماعية. تجسدت مرونة التشغيل بالنسبة للشابات من النساء الباحثات عن شغل في تكاثر الشغل الهش وغير النمطي وغير القار وذو األجر المتدني وبدون حماية اجتماعية في اغلب االحيان¹⁰. فال امل للشبان في فرصة عمل سوى في االقتصاد غير المهيكل وفي اطار أن مثال فنالحظ عمل. عقد بدون او اجتماعية حماية وبدون المدة محدودة العقود 42.8 بالمائة من الشبان بين 19 و 22 سنة من جملة 914.300 يعملون بدون عقد عمل سنة 2012 ¹¹. هذه النسبة تقدر ب 51.6 بالمائة للرجال و22.4 بالمائة للنساء. كما نجد ان النساء يشتغلن اكثر من الرجال في اطار العقود محدودة المدة (36.7 بالمائة مقابل 16.2 بالمائة بالنسبة للرجال). وتقدر الدراسة التي قام بها االتحاد العام التونسي للشغل حول " المرأة التونسية في االقتصاد غير المنظم ¹²" عدد هذه العامالت ب 306.000 على مجموع 1.156.000 عامل وعاملة، اي امرأة نشيطة من ثالث (32.5 بالمائة). من بين النتائج ذات الداللة لهذا االستبيان نالحظ ان 59 بالمائة من العامالت في االقتصاد غير المنظم يقبضن 300 د شهريا وبالكاد 11.7 بالمائة منهن

يتمتعن ببطاقة معالجة. ومن انعكاسات هذه الوضعية على سوق الشغل نجد ان عملة العديد من القطاعات غير معنيين البتة بالشأن النقابي وهو ما يعتبره المناضلون النقابيون تهديدا جديا للحق النقابي.ان ¹³ للشغل من طرف اطاراته التونسي العام االتحاد تقييم نستنتج من خالل كما النساء اكثر تخوفا على مستقبلهن من الرجال جراء هذا الواقع (74.5 بالمائة مقابل 71.5 بالمائة). وال غرابة في ذلك عندما نعلم ان البطالة بسبب الطرد (طرد جماعي االكثر هشاشة االقتصادية القطاعات تمس للمؤسسات) العشوائي الغلق عن طريق واألكثر ارتباطا بالظروف الدولية وفي مقدمتها النسيج والمالبس حيث تشكل النساء ¾ عمالها (76 بالمائة). وقد افضت ازمة هذا القطاع، الذي عجز على اعادة هيكلة 600 حوالي غلق الى الضروري، بالتأهيل القيام وعلى المنافسة لمجابهة نفسه

مؤسسة وإحالة 35000 عامل وعاملة على البطالة خالل خمس سنوات االخيرة.

¹⁰ في دراسة سابقة قمنا بتحليل وضعية (ظروف) العامالت وبخاصة منهن عامالت قطاع النسيج وصناعة المالبس الجاهزة. انظر درة محفوظ- دراوي "ازمة البطالة ازمة الهوية : عامالت النسيج بالبالد التونسية نموذجا"، في الجندر والسياسات

النيوليبرالية. اشغال الملتقى الدولي المنظم من طرف افارد/داون/فمنات، 2006. ¹¹ حسب التعداد (االستبيان) الوطني للسكان، المعهد الوطني لإلحصاء 2012

¹² "المرأة التونسية في االقتصاد غير المهيكل. الواقع والحلول الممكنة من وجهة النظر النقابية". قسم المرأة، العامالت الشابات والجمعيات. استبيان شمل 609 امرأة قام به كريم طرابلسي. االتحاد العام التونسي للشغل/صولدرتي سنتر، 2016. في شكل استبيانين كمي ونوعي نشرا 1."نحو تجديد نقابي. تقييم كمي لإلتحاد من طرف اطاراته". منشورات قسم الدراسات والتوثيق، ا.ع.ت.ش/ايبرت، نوفمبر 2006 (145ص باللغتين العربية والفرنسية) و 2. " أضواء على واقع ا.ع.ت.ش من خالل نصوص وشهادات حية". منشورات قسم الدراسات والتوثيق. ا.ع.ت.ش/ااايبرت، نوفمبر 2006 (270 ص باللغة العربية)

17

ويمثل عدد العمال والعامالت المسرحين بقطاع النسيج والمالبس قرابة نصف مجموع االغلبية التشغيل¹⁴. وزارة تقديرات حسب بالمائة) 47) 2003 سنة المسرحين الساحقة منهم لم يمثلوا امام لجنة مراقبة التسريح¹⁵ ويجدون انفسهم بسبب ذلك غير

محميين بقانون الشغل¹⁶ .

لم تتحسن الوضعية على هذا المستوى بعد ثورة 2011. فتضاعفت التعديات على حقوق العامالت بقطاع النسيج رامية عرض الحائط بالتشريعات االجتماعية ومجلة للحقوق التونسي المنتدى انجزها التي الدراسة في جاء ما حسب وذلك الشغل

االقتصادية واالجتماعية (ماي 2013).

وتفيد نفس هذه الدراسة ان ما ال يقل عن 5000 عاملة احلن على البطالة في جهة المنستير على اثر غلق 87 معمل بين 2007 و2012 أغلبهن بدون اي تعويض.

2. ولوج النساء الى الشغل : حق مهدد

مجموع من 2011 سنة شغل بموطن تتمتع فقط امرأة 745.700 تسجيل تم 1.026.700 امرأة نشيطة وهو ما يعني نسبة بطالة تبلغ 27.4 بالمائة (مقابل 15

بالمائة للرجال)¹⁷ . وترتفع هذه النسبة اكثر في المناطق المحرومة للبالد.

ال تعد بطالة النساء ظاهرة جديدة اذا اخذنا بعين االعتبار ان نسبة النشاط النسائي لم تتطور كثيرا خالل العشريتين االخيرتين : من 23 بالمائة سنة 1994 الى 24.9 بالمائة، 70.1 مقابل 73.8 2014 في بالمائة الى 28.5 ثم 2011 بالمائة سنة بالمائة و64.5 بالمائة بالنسبة للرجال خالل نفس الفترة. ولم تتغير الوضعية كثيرا ¹⁸ اثر ثورة 2011. وينعكس تراجع سوق الشغل على عمل النساء بصورة خاصة. اذ هن يواجهن اكثر من الرجال واكثر من السابق االنتقاء عند الدخول الى سوق الشغل وداخله. حيث ترتفع نسبة البطالة النسائية بين 2008 و2015 من 18.6 بالمائة الى 22.7 بالمائة في حين تنخفض هذه النسبة من 12.6 بالمائة الى 12.4 بالمائة¹ꝰ لدى

الرجال.

¹⁴ تقرير حول وضعية العمال المسرحين (المطرودين) السباب اقتصادية خالل سنة 2003 (نشر في مارس 2004)¹⁵ انظر مجلة الشغل التونسية.

¹⁶ لمزيد من التفاصيل انظر الدراسة "قطاع النسيج والمالبس بالبالد التونسية واعادة ادماج العمال، منشورات ا.ع.ت.ش، قسم الدراسات والتوثيق/م.د.ع، 2005.

¹⁷ التعداد الوطني للسكان والشغل (الثالثي الثالث 2013)، م.و.ا. نسبة البطالة للسكان 15.7 مع تباينات هامة بين الجنسين : 22.5 في المائة للنساء و 13.1 في المائة للرجال.

¹⁸ م.و.ا والمرصد الوطني للتشغيل والمهارات. ¹ꝰ المرجع : معطيات الم.و.ا جمعت ورتبت من طرف الكريديف في "نساء ورجال في تونس، مؤشرات وارقام. منشورات

كريديف 2016 (باللغة العربية).

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

18

اما بالنسبة ألصحاب الشهادات العليا فحظوظ التشغيل تتقلص اكثر وفترات االنتظار تكون اكثر طوال (نسبة البطالة الوطنية للنساء من صاحبات الشهادات العليا تقدر ب

43.8 بالمائة مقابل 23.7 بالمائة للرجال)²⁰.

النساء تمس التشغيل ازمة ان االنتقالية بالمرحلة المتعلقة المحيّنة المعطيات تظهر بصورة خاصة حيث يقع تسريح عدد كبير من العامالت على اثر غلق المؤسسات اضافية شابة امرأة ب34.000 المقدر الشهادات عدد صاحبات اعتبار دون وذلك

تتقدمن سنويا الى سوق الشغل (27.000 منهن تبحثن عن شغل اول).

وتبين الدراسة التي قام بها ا.ع.ت.ش في 2016 والمذكورة اعاله ان مخاطر بطالة النساء شديدة االرتباط بمسألة التفاوت الجهوي. اذ تصل نسبة بطالة النساء على سبيل

المثال 42.7 بالمائة بقفصة و 38.7 بالمائة بجندوبة و37.6 بالقصرين.

هكذا يتضح ان االقصاء وإن شمل الجنسين فالنساء والشابات منهن خاصة هن اّول ضحاياه. كما تؤكد هذا الواقع دراسات اهتمت بالشباب الذين هم في سن اقل من 30 سنة (من بينها دراسة ا.ت.ف.ا ²¹2013 ) : "حوالي 18 بالمائة من الشبان سنهم بين 15 و 29 عام غير ناشطين ومنقطعين عن الدراسة (ال هم يدرسون وال يتلقون تكوينا وال يعملون وال هم بصدد البحث عن شغل)". توضح نفس الدراسة ان الظاهرة تهم بصورة خاصة النساء الشابات اللواتي نجد من بينهن 30 بالمائة غير ناشطات مقابل

6 بالمائة من الرجال.

في مجتمع ال يعترف للنساء بحق الشغل مساو للرجال تلجأ الكثيرات منهن الى نوع من االقصاء الذاتي استباقا لحظوظهن الضئيلة في االدماج في الحياة المهنية وبالتالي في الحياة العامة. وكلما طالت فترة البطالة كلما انتجت لديهن آثارا نفسية سلبية (احباط وفقدان الثقة بالنفس وصعوبات في بناء مشروع حياة وعزوبة مفروضة وأزمة هوية) واجتماعية- اقتصادية (فقدان المهارات المكتسبة وفقر وهجرة ²²، الخ.) وسياسية (عدم

استقرار اجتماعي واحتجاجات وانحراف ، الخ.)

نستخلص مما سبق ان النساء لسن محميات ضد التمييز في مجال الولوج الى الشغل و انهن تتمكن من تحقيق االستقاللية االقتصادية بصعوبة كبيرة. لكن ماذا عن وضعهن

عندما تكن ناشطات ؟

²⁰ حسب نفس المصدر م.و.ا : سنة 2013، تقدر نسبة بطالة النساء صاحبات الشهادات العليا ب 43.6 بالمائة و22.1 بالمائة للرجال. تحسن ضئيل يسجل في 2015 (على التوالي 39.9 بالمائة و 20.7 بالمائة) لكن الفوارق الجندرية تبقى في نفس المستوى.²¹ المرجع : دراسة حول "الشبان والشابات و مرحلة االنتقال نحو سوق الشغل بتونس" المرصد الوطني للتشغيل والمؤهالت

(جوان 2014). ²² في عمل سابق بينا ان الهجرة بتونس تتخذ وجها نسائيا اكثر فاكثر. هجرة نساء منفردات في اغلب االحيان. انظر درة محفوظ – دراوي " الهجرة النسائية بين المشروع الشخصي واالستراتيجيا العائلية" (2010) و درة محفوظ دراوي و...

"حديث الهجرة بين تونس وايطاليا و اوروبا. مقتطفات سير حياة" نشر افتورد/اكاد/تكال (2010).

19

حسب القطاعات االقتصادية تتعرض النساء الناشطات بشكل أو بآخر إلى تعطيالت مقارنة متأخرا القرار مراكز إلى نفاذهن يتم ما كثيرا و المهنية الترقية مجال في بالرجال و يخضعن لشتى أنواع العنف و التحرش الجنسي. العامالت في وضعية هشة والفقيرات واألمهات العازبات والريفيات والمعينات المنزلية هن االكثر عرضة لمثل العمومي العمل نطاق في الناشطات الوضعية هذه في نجد كما الممارسات. هذه (مسديات خدمة في ميدان الصحة و التربية، الخ.) ومن يقاسين من اعاقة والشابات المتحصالت على شهادة العامالت في قطاع هش. امثلة تدل على ان النساء حتى عندما يخرجن من العزلة ويندمجن في سوق الشغل فإن ذلك ال يكفي لتقليص الهيمنة التي يخضعن لها سواء كانت هذه الهيمنة مادية ومرتبطة بالتطورات االقتصادية وتنظيم

العمل او ايديولوجية مرتبطة بالنظام االبوي.ما تزال الالمساواة في االجر بين النساء والرجال قائمة رغم بعض الضمانات القانونية بما ان تونس قد امضت عام 1968 االتفاقية عدد 100 المتعلقة بالمساواة في االجر واالتفاقية االطارية لسنة 1977 وقانون 93 والفصل 5 مكرر من مجلة الشغل. حيث تتقاضى المرأة في قطاع الفالحة مثال مقابل يوم عمل نصف ما يتقاضاه الرجل. ما يعني النساء اجرا اقل من القطاع الخاص تتقاضى انها تقدم مجانا نصف يوم عمل. وفي الجندري التفاوت هذا وتفاقم بالمائة. و30 20 بين تتراوح بنسبة الرجال ("الجندر-قاب") بعد سنة 2011 : 40.4 بالمائة عام 2012 مقابل 32.7 في ²³2007

وال يخضع هذا التمييز لمراقبة او بالكاد والخطية زهيدة (من 24 الى 60 د) وال يقع تنفيذها في اغلب االحيان. من تبعات ذلك ان االعتراف بمؤهالت المرأة العاملة و من ثم تصنيفها في الهيكل التنظيمي للمؤسسة يبقى رهن القرار الحر واألحادي للمشغل. الى االنخراط العامالت النساء تدفع بتفاقمها التي الوضعية االعتباطية هي ان هذه

صلب جمعيات نسائية او في الفروع النقابية للدفاع عن مطالبهن²⁴ .

3. السياسات العمومية ودفع النساء إلى مغادرة عالم الشغل

إن سياسة التشغيل الوطنية تتسم بجملة من التوفيقات بين الدولة واألسرة وسوق الشغل او المؤسسة الى جانب االجراءات المتعلقة بالمرونة والتي تزيد الشغل هشاشة. من ذلك اقتراح نظام حصة العمل الجزئي كإجراء يهدف الى "المالئمة بين العمل والمنزل". يعرض قانون 28 جويلية 2006 على األمهات العامالت الالتي لهن طفل دون سن

²³ المرجع : معطيات الم.ع.ا تستشهد بها "الرجال والنساء في تونس. مؤشرات وارقام. الكريديف. المرجع السابق صفحة .168

²⁴ هذا ما افادتنا به شهادات النقابيات والمناضالت خالل الحوارات التي قمنا بها والتي نقدمها الحقا في هذا النص

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

20

للتجديد قابلة 3 سنوات ثلثي األجر (لمدة العمل بنصف وقت مقابل 16 سنة نظام أخرى أحكام لكن .2007 في جانفي التطبيق القانون حيز هذا وقد دخل مرتين). سبقته كأحكام قانون الوظيفة العمومية الذي يعطي للنساء الحق في طلب الوضع على الذمة سنتان قابلتان للتجديد لتربية طفل او العديد من االطفال دون الست سنوات او النساء على المبكر التقاعد في الحق يعرض االتجاه نفس وفي اعاقة. من يعانون النشيطات في سن الخمسين بعد 15 سنة من الخدمة ممن لهن 3 اطفال اقل من 20

سنة.

يتضح بالتأمل في هذه التجربة ان ما كان ينظر اليه كحل سحري لتخفيف العبء على االمهات النشيطات مهنيا يتحول في ظروف تتسم بالبطالة والبطالة المقنعة الى وسيلة

لتقاسم العمل بين النساء.

يهدف العمل بنظام الوقت الجزئي شأنه شأن أشكال اخرى من العمل الالنمطي الى ادخال مرونة في العمل تستفيد منها المؤسسات وتتفاقم بسببها هشاشة العمل النسائي

ويقع التراجع في مبدإ المساواة بين الجنسين في مجال الحق في الشغل.

وتفيد العديد من الدراسات المنجزة في مجتمعات اخرى ان العمل بنظام الوقت الجزئي والتمثالت العائلية االكراهات بسبب او المؤسسات طرف من النساء على فرض االجتماعية. من ذلك انه بمناسبة سبر لآلراء شمل تونسيين صرحت اغلبيتهم (10/9) ان نظام العمل بالوقت الجزئي يالئم النساء اكثر بالنظر الى انهن يقمن بغالبية االشغال المنزلية التي نادرا ما يساهم فيها الرجال. هكذا يجعل " المنطق االجتماعي " ان نظام

الوقت الجزئي يقتصر على النساء بحجة التوفيق بين العمل والمنزل.

بصرف النظر عن الهدف المعلن من التوفيق بين الشغل والحياة االسرية فإن التشريع التونسي يدفع النساء اللواتي يتحملن اعباء عائلية الى مغادرة الحياة المهنية مؤقتا أو

نهائيا فتكون العاقبة التخلي عن مكتسبات وحقوق هامة مقابل بعض " الحوافز ".

وان بدت التدخالت العمومية للتوفيق بين الحياة العائلية والحياة المهنية في تناقض مع بين العمومية السياسات مستوى على تردد و ارتباك عن ناتج فذلك النساء حقوق مرجعيتين متضادتين : مرجعية تحرير النساء المدعومة من طرف ما يمكن تسميته " نسوية الدولة " التي تريد مأسسة المساواة بين الجنسين في كل المجاالت ومرجعية ثانية "اسروية" وتقليدية. يراد من ناحية تحرير النساء من قيود الحياة العائلية (وهو ما يفترض تفعيل سياسة المساواة بين ظروف الجنسين)، و من ناحية ثانية وضع على

عاتقهن االدوار المنزلية واكراهات العائلة والقرابة ²⁵ .

²⁵ وهي االطروحة التي يدافع عنها جاك كوماي في العديد من اعماله منها مقاله حول "التعليمات (االوامر) المتناقضة للسياسات العمومية تجاه النساء" في ذكر-انثى : اسئلة لعلوم االنسان، بيف، 2001، ص. 139.

21

ان االجراءات التي اتخذتها السياسات العمومية الى حد اآلن ال تزحزح بحال النظام القائم وال التقسيم الجندري لألدوا وال تعدو ان تكون سوى واحد من "الحلول" لمعالجة مشكلة البطالة النسائية على حساب حقوقهن االجتماعية وطموحاتهن المهنية. لهذا السبب كانت هذه المسألة من اولويات النضال النسائي داخل النقابات منذ الثمانينات، كما سنرى الحقا.

4.التمييز الجنسي في سوق العمل :ثقل القوالب النمطية الجندرية وللتقسيم التقليدي للعمل

شمل التأنيث في تونس كل المهن. وتحقق في بعضها التناصف بين الجنسين. ويتعلق االمر خاصة بالمهن المتواضعة التي هي تقليديا مؤنثة (كاتية، ممرضة، عاملة نسيج، الخ.) والى حد ما باإلطارات المتوسطة كما في التعليم والمهن الحرة. وتمثل النساء 42.5 و (2013) المهندسين من بالمائة و28 (2012) القضاة من بالمائة 33بالمائة من المحامين و 48.2 بالمائة من اساتذة التعليم العالي و 16.4 بالمائة فقط

برتبة استاذ واستاذ-محاضر (2014-2015. احصائيات وزارة التعليم العالي).

وتمثل النساء حسب نقابة االطباء 36 بالمائة من الصيادلة و 26 بالمائة من االطباء (2015). غير ان الالمساواة بالنسبة لألطباء تحولت من مسألة النفاذ الى الدراسة الى قطاع ممارسة المهنة (تناصف في القطاع العمومي مقابل عدد مضاعف للرجال في القطاع الخاص) او الى مجال االختصاص. حيث النساء على سبيل المثال ثلث اطباء

االختصاص واقلية في اكثرها اعتبارا.

هل بإمكان النساء ممارسة كل المهن اذا نحن استندنا الى التمثالت االجتماعية ؟ ال توجد موانع امام اقتحامهن لمهن كانت لزمن طويل حكرا على الرجال اذا نحن نظرنا للمسألة من زاوية التكوين. لكن هذه المهن "ال تليق بالنساء" في المخيال الشعبي واحيانا حتى لدى مستشاري التوجيه او المكلفين بمهمة التخطيط. في مقدمة هذه المهن تلك التي اآلخرين لنظرات النساء وتعرض العام بالفضاء توجد التي او بدنية قوة تتطلب وللسلوكيات الفضة والمهن التي تتطلب مهارات قيادية او سهولة الحركة او التي ال تتالءم مع المسؤوليات العائلية للنساء كالعمل الليلي. ال تترك المقاييس المعتمدة اختيارا كبيرا للنساء عدا في مجال مهن التدريس والصحة واالتصال التي ينظر اليها كامتداد لمهامهن العائلية وحيث تكون المنافسة شديدة. يكذب الواقع هذا البناء االجتماعي للمؤنث والمذكر بما ان النساء اقتحمن مجاال شاسعا من المهن كلما توفرت االرادة السياسية او

تحت ضغط االكراهات االقتصادية التي تغلبت على القوالب الجنسانية الجاهزة.

العمل تقسيم الشغل، عالوة على ميدان في النساء تكبل حقوق اخرى توجد عراقيل والقوالب النمطية الجندرية الجاهزة التي تحد من إمكاناتهن في الولوج الى بعض المهن. ال احد ينكر التقدم الذي احرزه التأنيث في بعض القطاعات المهنية. غير اننا ما زلنا بعيدين عن التناصف على مستويات اتخاذ القرار. ال يزال التمييز الجنسي في العمل والفوارق

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

22

الجندرية مستمرين فيما يتعلق بالنفاذ الى مناصب المسؤولية ("السقف البلوري"). فالنساء يمثلن ثلثا العمال (74 بالمائة) ونصف اعوان المكاتب (49.7 بالمائة). هن يعملن بصورة رئيسية في الفالحة والصناعات المعملية والخدمات وهي نشاطات مرتبطة الى حد كبير بالظروف االقتصادية والطبيعية. في المقابل ال تمثل النساء سوى 17.4 بالمائة من مجموع المديرين و ال تتجاوزن 6.3 بالمائة من المديرين العامين و10.8 بالمائة

من رؤساء ووكالء المؤسسات وبالكاد 9 بالمائة من االطارات العليا والمهن الحرة.

تمثل النساء بالوظيفة العمومية نسبة 37.4 بالمائة من مجموع 577692 موظفا في 2014 و بالكاد 2.3 بالمائة منهن يلجن الى مراكز القرار في اعلى السلم الهرمي المهني.

ويتطلب بلوغ نفس مستوى المسؤولية بنفس المؤهالت من المرأة مدة زمنية مضاعفة لما بالمنافسة المتسم الحالي االجتماعي الظرف ليس من شأن الرجل و ذلك من يتطلبه ومخاطر اقصاء النساء من الحياة النشيطة تحسين هذا الوضع. نالحظ ان نسبة عدد النساء تتضاءل كلما صعدنا في السلم المهني. يهدد هذا المسار بالتفاقم اذا لم يقع اتخاذ اية النساء حاجات تؤخذ لم وإذا المؤهالت قاعدة على الفرص تكافؤ تضمن اجراءات واكراهاتهن بعين االعتبار من اجل تمكينهن من تحمل أعباء عديد المسؤوليات مجتمعة :

عائلية ومهنية وجمعياتية ونقابية وسياسية. يجب ان نضيف الى كل ما تقدم ان بلوغ الوظائف العليا يتم عن طريق التعيين وان المسؤولون الكبار ينزعون الى تعيين رجال بتلك الوظائف بدل النساء. يتضح ذلك من خالل الحوارات والدراسات السابقة التي

كنا اجريناها مع العديد من المهندسين²⁶ .

²⁶ النساء المهندسات في تونس : تمثالت، ادوار ومساهمات في الحياة االقتصادية. مؤلف جماعي، رياض زغل ((تنسيق) الكريديف، 2006.

صورة للصفحة االولى من تقرير المؤتمر 16 لإل.ع.ت.ش في

1984. يتضمن فصال عنوانه "النساء والشغل" حرره اعضاء

اللجنة النقابية النسائية.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

23

والتمثالت بالمواقف النقابية الحركة وفي الشغل عالم في النساء مكانة ترتبط االجتماعية ازاء عالقاتهن بالشغل وتقاسم االدوار االجتماعية بينهن والرجال. فكيف

ينظر المجتمع الى هذه االدوار وأي اهمية يوليها لعمل النساء ؟

شابات لنساء متزايد بضغط االخيرة السنوات تميزت خالل الشغل ان سوق نذكر متعلمات وذات كفاءة قد ينظر اليهن في فترات االزمة والبطالة كمنافسات للرجال. الفوارق يزحزحان العمل من المستمدتين والسلطة االقتصادية االستقاللية ألن العمل اصبح آخر صعيد على لهم. تهديدا الرجال يعتبرهما ان ويمكن الجندرية ومساهمة النساء االقتصادية ضرورة بالنسبة لهن وللعائالت والقتصاد البالد. ربما تفسر لنا هذه الوضعية الفارقية لماذا اصبح عمل النساء من بين القضايا التي تقسم

الرأي العام التونسي اكثر من غيرها.

1. النظرة االجتماعية لتشغيل النساء : حق مشروط

المساواة²⁷ قيم في النساء واالنخراط بها حول عمل قمنا التي الدراسات في سجلنا مواقف متناقضة ومتباينة صادرة عن الجنسين حيث يعتبر الرجال النساء محظوظات

في حين تقدر هذه االخيرة انهن ما زلنا ضحايا التمييز.

في استبيان-سبر آراء طلب من تونسيين²⁸ االدالء برأيهم في عمل النساء من زوايا مختلفة : كحق وكإكراه اقتصادي وكشرط لتحقيق االستقاللية الذاتية وكمساهمة في دخل

العائلة. كان على المستجوبين التعبير عن مدى موافقتهم على افتراضات مختلفة :

لتسديد كاف غير الرجل اجر كان حالة في اّال تعمل ان المرأة على يجب ال "مصاريف العائلة". يبدو ان هذا االفتراض يمثل الرأي األغلبي اذ ان 53 بالمائة من المستجوبين يوافقونه تماما. في نفس االتجاه يرى 45 بالمائة ان للمرأة اذا كانت ربة

²⁷ استمارة حول انخراط التونسيين في قيم المساواة. منشورات .../افتورد/ا.ع.ت.ش. 2008²⁸ انظر المرجع اعاله

III.مواقف وتمثالتاجتماعية تجاه تشغيل النساء

24

بالموافقة المواقف تكون العمل. هكذا يتضح من االجوبة ان اغلبية عائلة الحق في عندما يكون عمل النساء ضرورة وعندما تكون المرأة هي ربة العائلة.

المتعلقة الفرضية االجابة عن تباينا عند اكثر االراء ذلك تصبح العكس من وعلى بالعمل كوسيلة لتحقيق االستقالل االقتصادي ("المرأة ال يجب ان تعمل اّال للحصول تضمن ان (اي ابنائها وحاجيات الخاصة حاجياتها لتلبية الستعماله المال على

استقالليتها)" فنرى ان 38 بالمائة ال يشاطرون بالمرة هذا الرأي.

وعندما تقدم فرضية ان عمل المرأة حق متساو بين الجنسين ("اذا رغبت المرأة في ذلك فلها الحق في العمل خارج المنزل حتى وان لم تكن في حاجة له لتأمين عيشها") فأن 37 بالمائة فقط من المستجوبين يقبلون ذلك كحق مطلق في حين 43 بالمائة منهم مترددين و20 بالمائة يرفضون عمل النساء ما لم يكن بحكم الضرورة. في نفس هذا االستبيان يتضح ان النساء والشباب (24-18 سنة) يؤيدون حق النساء في العمل. هذا ال ينفي ان نسبة هامة يعتبرون عمل المرأة خارج المنزل سبب من اسباب البطالة (49 بالمائة من الرجال مقابل 35 بالمائة من النساء) او ان امكانية التحصل على

شغل ايسر للنساء (59 بالمائة مقابل 47 بالمائة).

هنالك شبه اتفاق على ان النساء "يتحصلن على شغل بأكثر سهولة " ألنهن اقل تشدد في قبول شروط العمل " و"يقبلن اجرا ادنى من الرجال" وانه " من السهل اخضاعهن الرجال انتداب المساعدة على العوامل تتنزل كما المؤجر". واستغاللهن من طرف ضمن نفس الرؤية النمطية : "هم احرار اكثر" و "لهم سهولة اكبر في التنقل" و"يتمتعون

بمؤهالت بدنية اكبر" وخاصة "ال يطلبون اجازة امومة وال ساعات رضاعة".

ان بيد وبحقوقهن. االقتصادية بقيمتهن الوعي من شيئا رأينا كما النساء اكتسبت التصورات الجماعية تتحنط في صور بالية وسرعان ما يعود المجتمع الى سن معايير

تنتج االختالف والهرمية بين الجنسين وذلك رغم قبوله عمل النساء.

2. الهوية العائلية والمهنية المزدوجة للنساء : التفاوت بين التمثّل والواقع

ان التقسيم التقليدي لألدوار االجتماعية بين مؤنث ومذكر هو من صنع المجتمع وله تأثيره على عمل النساء.

عندما نسأل التونسيين عن االدوار التي يعتبرونها رجالية وعن تلك التي يعتبرونها نسائية ونطلب منهم ترتيبها حسب اهميتها ²⁹ يتضح مدى قوة الفكر المحافظ التقليدي

("كونفورميزم") وبعده عن التطور الفعلي.

²⁹ المرجع السابق

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

اقدم شكري في البداية الى كل النقابيات والنقابيين الذين قبلن وقبلوا برحابة صدر و بكل نزاهة ووضوح وحماس االدالء بشهادتهن وبشهادتهم حول تجربتهن وتجربتهم النضالية من اجل الديمقراطية والحقوق االجتماعية بكل نزاهة ووضوح

وحماس. كما اشكر المسؤولين النقابيين على مساعدتهم الثمينة وتخصيصهم بعضا من وقتهم رغم برنامجهم المزدحم بمناسبة

انعقاد المؤتمر الثالث والعشرين. السادة نورالدين الطبوبي وسمير الشفي ومحمد المسلمي وأنور بن قدور و محمد شقرون

الذي استقبلنا مشكورا بمنزله وبحضور زوجته التي اشاد بها امامنا وقدم لنا شهادة تاريخية موثقة بالصور. له كل امتناني.

اقدم شكري الخاص ايضا للنساء المكافحات والممتازات اللواتي برهن لي عن صداقة نضالية وفية نشأت وتعززت عبر السنين في النضال من أجل الدفاع عن مبادئ مشتركة. امتناني كذلك للشابات منهن ألنهن اثرين رؤيتي وأذكين ذاكرتي بنظرتهن

الجديدة لألشياء وحزمهن النضالي. استطعن معا فتح ثغرة في العقلية االبوية وقدن النضال من أجل االرتقاء بالنساء الى

المراكز النقابية القيادية. أذكر منهن (دون ان انسى شكر كل االخريات) : نعيمة الهمامي وآمنة العوادي ووسيلة العياشي وسامية لطيف ووسيلة العياري وفضيلة المليتي وتركية بن

خذر وحياة طرابلسي وحبيبة الميزوني وعواطف قريش وليلى الدامي وثريا الصايم والهام الساحلي ونجمة العوادي وعايدة

الزايي.

هذا الكتاب تكريم للمقاومة وااللتزام بقضية المساواة أهديه لكل النساء النقابيات والمناضالت صلب االتحاد العام التونسي

للشغل.

وال يفوتني التعبير عن عرفاني بالجميل لشخصين آخرين : السيد علي المحجوبي، زميلي وصديقي المؤرخ وصاحب

مؤلفات عديدة حول الحركة الوطنية والحركة النقابية و هو الذي أنار سبيلي في البحث في حياة وانجازات الطاهر الحداد.

كما أحيّي صديقتي درة بوزيد المناضلة النسوية الكبيرة في مجال االعالم والمؤسسة للعديد من الصحف والتي قبلت ان

25

يتفق الجنسان على ان الدور الرئيسي للمرأة هو االمومة : "تربية االطفال ومتابعة دراستهم" (6 تونسيين من 10)، يأتي بعد ذلك دور االشغال المنزلية والعائلية. ويأتي الدور المهني في المرتبة الثالثة بالنسبة للمرأة في حين يأتي في المرتبة االولى بالنسبة كرئيس بدوره والقيام لذويه المعيشية الحاجيات توفير اجل من (العمل للرجل العائلة-يضع 3/2 هذا الدور في المرتبة االولى). ونالحظ ترددا في ترتيب الجنسين حينما يتعلق االمر بالدور التربوي للرجل. تجدر االشارة الى نزعتين : كون النساء العائلية المسؤوليات في اكبر بقسط بالمساهمة الرجال مطالبة على حرصا اكثر القرار اتخاذ اكبر في المطالبة بمساهمة والتربوية وكونهن اشد حرصا كذلك على

لمساهمتهن االقتصادية في الدخل العائلي.

يبدو الموقف التقليدي القائم على التمييز بين االدوار الذكورية واالنثوية غالبا على مستوى العالقة بالمعايير والنواميس االجتماعية. اذ هو يعطي اولوية الدور االنتاجي للرجل والدور االنجابي للمرأة (تربية، عناية وتكفل باآلخرين). غير ان هذه التماثالت بدأت تتزعزع وتفقد مشروعيتها بولوج النساء ميدان الشغل والحياة العامة وبصورة

خاصة في الجمعيات والنقابات التي يسرت بروزا تدريجيا لوعي جندري.

3. التوفيق بين الحياة المهنية والحياة األسرية : مسؤولية الوسط الشغلي والنقابات

تحتل مسألة التوفيق بين الحياة المهنية والحياة العائلية مكانة هامة في أجندا المؤجرين والنقابات في شتى انحاء العالم ذلك لكونها اصبحت تمثل تحديا حقيقيا والشغل الشاغل للنساء والرجال الناشطين. يتداخل الشغل والعائلة ويؤثران في بعضهما البعض مما حدا ببعض البلدان باتخاذ حلول ملموسة كاإلجازة االبوية او شبكة من الخدمات المخصصة لحراسة األطفال حيث تمكنت النساء في البلدان التي شهدت مفاوضات بين النقابات والوسط المهني بشأنها من حضور اكثر في سوق الشغل واالستمرار فيه لمدة اطول.

عكس على معا والمهنية العائلية بهويتهن انفسهن يعرفن النساء ان التذكير يجب للنساء منوال قبل كل شيء. المهني والمسار باألجر انفسهم يعّرفون الذين الرجال لكي النقابيون والمسؤولون القرار واصحاب الشغلي الوسط ينفيه مزدوج مرجعي

يؤاخذوهن على كثرة غيابهن او نقص التزامهن بالعمل النقابي او السياسي.

يوم صعوبة خاصة يزداد كل تونس في الحياة اوقات بين مختلف التوفيق اصبح بالنسبة لألزواج النشطين الذين يجدون اشكاال في المالئمة بين الشغل والترفيه والحياة االسرية وأحيانا النشاط الجمعياتي النقابي او السياسي. لم يرافق تطور النشاط المهني للنساء التونسيات تطور في الخدمات العمومية يسمح برعاية االطفال والمسنين. ولم يعد بإمكان الزوجان والنساء العامالت خارج المنزل التعويل على الهياكل التقليدية

(رغم قيام العديد من الجدات بدور االمهات).

26

اذا لم تحض مسألة التوفيق بين الشغل واألسرة الى يومنا هذا العناية التي تستحقها فذلك العتبارها "قضية نساء" وألن اغلبية االعمال المنزلية تعد من مشموالت النساء وتؤكد االسرية. الحياة وإدارة تنظيم في يتدخلون ما نادرا الرجال ألن نظرا

االستبيانات حول "ميزانية الوقت" هذا االختالل في االدوار الجندرية.

نالحظ ³⁰ ان التونسيات تخصصن لألشغال المنزلية والعناية باألطفال والمسنين او ذوي االحتياجات الخصوصية من الوقت والجهد ستة اضعاف ما يخصصه لها الرجال اي 5 س 16 يوميا منها 2 س إلعداد الطعام مقابل 39 دقيقة لنفس االشغال بالنسبة للرجال.

يتكون حجم العمل اليومي كما هو معلوم من الساعات خالصة االجر والساعات غير خالصة االجر (او االشغال المنزلية). يوكل توزيع االدوار االجتماعية بين الجنسين للمرأة حجم عمل اجمالي يفوق ما يوكله للرجل ب 40 بالمائة تقريبا³¹. ونجد ان النساء النشيطات العامالت هن من يقضين اكثر وقتا في العمل يزيد عن 9 س يوميا نصفها

تقريبا للعمل المؤجر (4 س 47) والنصف اآلخر لألشغال المنزلية (4 س 18).

تتميز أجيرات القطاع العام عن غيرهن من النشيطات بكونهن يخصصن وقتا اطول لألشغال المنزلية (4 س 47 د يوميا) وللتنقل (1 س 39) ولكن وقتا اقصر للنوم (7 س 10). اما العامالت بالقطاع الخاص فهن يتمتعن بحرية محدودة للخفض من اوقات

العمل اذ هن يعملن بمعدل 5 س ونصف يوميا و38 س 30 د اسبوعيا.

الخضوع للنساء سن بالنسبة 44 و 35 بين المتراوحة العمرية الشريحة تعتبر و للضغط ألن في هذه السن المبكرة يكون للنساء أنشطة مكثفة تراوح بين مستلزمات الحياة مهنية و بناء المسار المهني و التفرغ لمشروع عائلي وبالنسبة للبعض مباشرة

نشاط جمعياتي او حزبي.

يعتقد الكثيرون ان لعمل االم اثر سلبيا على دراسة االطفال. ويولد هذا االعتقاد السائد شعورا بالذنب لدى االمهات الالتي يواصلن العمل اثر الوالدة للمحافظة على مستوى عيش العائلة او تحسينه. ان عدد النساء العامالت في تكاثر رغم ندرة الخدمات المقدمة للطفولة المبكرة ورياض االطفال وكلفتها المرتفعة. لذلك نجد ان العناية باألطفال غالبا

ما توكل الى األجداد والجّدات كي تتمكن األمهات من االستمرار في العمل³².

تشير الدراسات المتعلقة باآلثار السلبية لعمل النساء على الحياة االسرية ان الموانع

³⁰ حسب ما جاء باالستبيان الوطني االول بالبالد التونسية حول "ميزانية الوقت للرجال والنساء في تونس" نشر وزارة شؤون العائلة والطفولة والمسنين، م.ع.ا ومنظمة االمم المتحدة للنساء في 2011 (على قاعدة البيانات االحصائية لسنة 2006).

³¹ عامالت، بطاالت، متقاعدات، الخ.) تتحمل النساء حجم عمل اكبر من الحجم الذي يتحمله الرجال. ايا كان الصنف (تلميذات، طالبات،

³² هذا ما يظهره االستبيان الوطني حول مجمعة (االدماج االجتماعي) الطفل صلب األسرة التونسية المذكورة اعاله.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

27

االجتماعية تستند الى القوالب النمطية الجندرية الجاهزة. وتتمثل المفارقة األعمق في كون النساء ذاتهن يعدن انتاج هذه القوالب التمييزية و ذلك رغم ان الدراسة المتعلقة العامالت األمهات ان تفيد ³³ التونسية االسرة داخل االجتماعي االندماج بعملية "تعوضن" عن غيابهن بحضور كثيف ونوعي الى جانب اطفالهن وأنهن على دراية اكبر من الالتيال يشتغلن بفرص االفادة من المحيط المدرسي وبمخاطره وتقدرن اهمية الشهادة وأثرها على النجاح المهني وغالبا ما يتفوق ابناؤهن في الدراسة على اآلخرين.

اما في ما يتعلق بقدرة النساء والرجال على التوفيق بين الشغل والمنزل³⁴ فلقد بينت الحوارات التي اجريناها ان خطاب الرجال يختلف تماما عن خطاب النساء. فبقدر ما ينزع الرجال الى القول انهم يتدبرون امرهم مع قريناتهم إليجاد حل بقدر مع تصف النساء الوضع بأنه اشكالي ومصدر للنزاع بين الزوجين ومسبب لإلرهاق المستمر. بتنقالت القيام على تجبرهم مهنية اكراهات عن النساء من اكثر الرجال يتحدث متكررة وعن اوقات عمل غير منتظمة او عن ساعات اضافية. هم يحرصون دائما النقابي مثال و كالنشاط الصلة ذات النشاطات او لعملهم التام تفرغهم ابراز على المهنية الحياة لصالح االحيان اغلب في حلها يتم صعبة كمعادلة الوفاق يعيشون

والمسار المهني.اما النساء فهن على العكس من ذلك يتذرعن بمسؤولياتهن كأمهات وزوجات تجبرهن غالبا على رفض الساعات االضافية والتنقل رغم ان ذلك يحرمهن من الترقية المهنية والربح االضافي. لألسباب ذاتها هن يتجنبن المهن او مناصب المسؤولية التي تتطلب التزاما مهنيا اكبر (تنقالت كثيرة، مهمات الى الخارج، تربصات مهنية، الخ.). ان اكراهات الحياة العائلية تؤثر حتما على الحياة المهنية وتفسر الى حد ما تأخر النساء

في مسارهن المهني والنقابي والسياسي.

4. راتب المرأة : اسهام ال غنى عنه في الدخل العائلي

اسهام المرأة التونسية بأجرتها في الدخل العائلي زوجة كانت ام ابنة او حتى أخت، عندما يكون األخ في البطالة، لم يعد بحاجة الى دليل. رأينا كيف ان هذا االسهام يكسب المرأة نوعا من سلطة اتخاذ القرار في التصرف في الميزانية فهل ان ذلك يعد كافيا لتغيير التمثالت في اتجاه اعتراف اكبر بالمساهمة االقتصادية للنساء ؟ ما هي االهمية التي تعطى ألجر المرأة في اوساط الشغل والعائلة وفي العقليات ؟ هل ما يزال ينظر

اليه كمورد مكمل ؟

³³ المرجع السابق وظارة المرأة في 2000.³⁴ استبيان نوعي حول عمل نساء المجمع 95 مغرب مساواة

28

تبين األبحاث الحديثة ³⁵ حول المجتمع التونسي ان نصف التونسيين ما زالوا يعتقدون ان أجر المرأة هو أجر تكميلي فحسب.و يختلف موقف النساء عن هذا الرأي اذ ان ¾ منهن ال يعتبرن أجر المرأة دخال مكمال بل دخل ال غنى عنه. هذه الفكرة التي غالبا ما يفندها الواقع متأتية من كون دخل النساء ادنى من دخل الرجال. يجب التذكير ان القطاع ففي الرجال. أجور من ادنى بالفعل هي الخاص القطاع في النساء أجور الفالحي مثال تحصل المرأة على نصف ما يحصل عليه الرجل وفي االقتصاد غير المنظم 60 بالمائة من العامالت يتقاضين أجرا شهريا بقيمة 300 د وهو أجر اقل

بكثير من مبلغ األجر األدنى الصناعي المضمون.

تساهم النساء التونسيات بما يقارب 30 بالمائة في ميزانية العائلة بسبب الحاجة او عن اختيار او ألن التشريعات تشجع على تعاون الزوجين لتلبية حاجات األسرة ³⁶ . وقد يمثل أجر الزوجة او البنت مورد الدخل الوحيد في ظروف البطالة والفقر المتفشيين. غالبا ما يقع تبرير الالمساواة في األجر واالجر البخس الذي يدفع للنساء³⁷ ودفعهن الى القبول بالعمل بنظام الوقت الجزئي باالعتماد على فكرة مغلوطة تعتبر ان االولوية في الشغل تعود طبيعيا الى الرجال. وتظهر الدراسات المذكورة اعاله ان اموال النساء واللباس (الغذاء المرئية وغير لالستهالك القابلة اليومية للمصاريف تخصص الممتلكات في الرجل اموال تستثمر حين في الخ.)، المدرسية، واللوازم واألدوية واألرض (المسكن االقتصادية والسلطة اآلمان تؤمن التي والمرئية المستديمة

والسيارة، الخ.).

نستنتج مما تقدم ان عمل النساء دخل في العادات وان النساء النشيطات اصبحن جزءا من المشهد الحضري لمدننا. تفيد المعطيات ان امرأة من ثالث تعمل وان العديد من المهن التي كانت حكرا على الذكور هي بصدد التأنيث التدريجي (عون أمن، عون حالة مدنية، عدل اشهاد، مهندس منّصة نفطية، طيار، سائق حافلة، الخ.). يمثل الشغل اجتماعية مكانة واكتساب الذات إلثبات وسيلة منه البسيط حتى للنساء بالنسبة الحاالت بعض في العمل بدا وان العامة. الحياة الى ونفاذ اقتصادية واستقاللية غيرمحوريا في حياة النساء (بما في ذلك في نظر النساء انفسهن) فذلك لكونه ال يرفع من قيمتهن وال يوفر االمتيازات والعرفان واالستقاللية الضروريين او ألنه يضعهن في تناقض مع اإلنتظارات االجتماعية التي ما تزال تعطي االفضلية لدورهن العائلي

والخاص.

³⁵ الكريديف، المال في العالقات الزوجية والتصرف (ادارة) في الدخل العائلي، نشر الكريديف، 2010.³⁶ ينص الفصل 22 المطة 4 و 5 على "ان الزوج باعتباره رئيس العائلة يجب ان يوفر حاجات العائلة واألطفال حسب امكانياته وحالتهم وذلك في اطار مكونات النفقة الغذائية. ويجب على المرأة المساهمة في مصاريف العائلة اذا كان لديها ممتلكات (مال

او ثروة)". ³⁷ نذكر ان متوسط اجر النساء بالقطاع الخاص ادنى بما ال يقل عن 20 بالمائة من اجر الرجال. وفي قطاع الفالحة يمثل النصف.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

29

يصبح الشغل في سياق االزمة االقتصادية والبطالة و بروز عدد متزايد من النساء المتعلمات الرهان الحقيقي المتحكم في العالقات االجتماعية المبنية على الجنس. فهو رغم واالقتصادية االجتماعية الحقوق على وللتحصل للتحرر قوية وسيلة يمثل مظاهره المستلبة احيانا وأشكال االستغالل الذي تخضع له النساء اللواتي انخرطتن في الحركة النقابية منذ السبعينات وحتى قبل ذلك وفي النضال من اجل القضايا العامة من ايضا ولكن والحريات) والديمقراطية للعمال واالقتصادية االجتماعية (الحقوق اجل قضيتهن الخصوصية (المساواة في الحقوق واألجور وفرص التكوين واالعتراف

بدورهن ونضاالتهن)

ملتقى نّظم لتكريم المفكر المستنير والمناضل النقابي الطاهر الحداد حول موضوع "الفكر التحديثي التونسي ونشأة الحركة النقابية الوطنية". قاعة سعيد قاقي ا.ع.ت.ش (من اليسار الى اليمين) : علي محجوبي، زينب الشارني، درة محفوظ، روضة

غربي، عبد الباسط بن حسن (7 ديسمبر 2016).

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

30

نستنتج من المالحظة ان النساء يبرزن عندما يتخذ العمل النقابي شكل حركة اجتماعية ويغبن عن االنظار كلما تحول العمل النقابي الى مؤسسة لها قواعدها وممارساتها. لماذا لم تفض إعادة النظر في العالقات االجتماعية الطبقية وهي الوظيفة الرئيسية للعمل

النقابي الى إعادة النظر في تونس في العالقات االجتماعية المبنية على الجنس ؟

تطورت حركة االنضمام النسائي للنقابات بداية من السبعينات تحت المفعول المزدوج (من المرحلة هذه خالل النساء نضال نما واالجتماعية ³⁸. االقتصادية للتحوالت عامالت النسيج و نقابيات ومنتسبات للحركة النسائية ومثقفات من كل صنف) عبر الهياكل المنظمة واطر التعبير والتعبئة كالنادي الثقافي الطاهر حداد والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق االنسان وخاصة االتحاد العام التونسي للشغل. وقد نظم اول اضراب نسائي لعامالت النسيج سنة 1975، اي بضع سنوات بعد صدورقانون 72 الذي فتح البالد للرأسمال الدولي وللتصدير. اخرجت االضرابات التي كانت في اغلبها عفوية زودت ناشطة نسائية بروليتاريا وجود عن وكشفت الظل من التونسيات النساء

النقابات بمناضالتها األوائل.

كانت النساء ومن بينهن النقابيات عناصر فاعلة في النضال االجتماعي خالل الفترات الحوض التي هزت 2008 احداث : خالل البالد الحاسمة في كل جهات التعبوية المنجمي ثم خالل ثورة 2011 وسنوات االنتقال الديمقراطي. ومكنت هذه الديناميكية المساواة (قيم مشتركة قيم قاعدة على الحركية قدراتها توسيع من النقابية الحركة الى باالنتماء والشعور التضامن تعزيز ومن التمييز) وعدم االجتماعية والعدالة

ا.ع.ت.ش وتطوير التضامن مع المجتمع المدني الناشئ.

المركزية فإن 2011 سنة التاريخي والفاعل السياسي الفاعل هو الشعب كان لئن الحافز دور لعبن و لعبوا والقاعديات القاعديين ومناضليها ومناضالتها النقابية مدعمين االنتقالية المرحلة الوساطة خالل قوة القيامبدور في واستمرين واستمروا

ومدعمات بذلك ثقل المجتمع المدني ومشروعية المؤسسات المنتخبة.

³⁸ لمزيد التفاصيل حول هذه الفترة انظر : درة محفوظ "انضمام النساء الى النقابات في البالد التونسية" في النساء والحداثة، شعوب متوسطية، 44-45، جويلية-ديسمبر 1988.

VI.:النساء والحركة النقابيةالنضال من اجل المساواة

واالعتراف

31

كانت النساء النقابيات فاعال اساسيا في مقدمة الرافضين لعالقات الهيمنة واالستغالل وفي الدفاع عن مبدإ التناصف بالقائمات االنتخابية والمساواة في الدستور شأنهن شأن الرجال مما يدفع الى االعتقاد بأن ذلك االلتزام يبشر بإرساء عالقات اكثر مساواة و

بمنعرج حاسم في صيرورة الزعامة النقابية.

جديد كفاعل ويسجلن حضورهن مايتقدمن بقدر التونسيات النساء أن المفارقة من سياسيّة كقوة بهن االعتراف يضعف بقدرما واالجتماعية النقابية الحركة صلب ان يبدو أقليّة. ويصبحن تمثيلهن مستوى فيتدنى النسيان في طي بسرعة ويسقطن المنظمات النقابية ال تدعم التقدم الذي أحرزته النساء في العمل النقابي حيث ما زالت عن بعيدا يالنساء تبق تمييزية تنظيمية وثقافة بممارسات تتسم وهياكلها هيئاتها

االضواء وذلك رغم الحديث عن المساواة في مستوى الخطاب.

1. دروس من التاريخ

أ) الطاهر الحداد او الربط بين القضية النقابية والقضية النسائية ³⁹ :

اثر دراسته بجامعة الزيتونة، ومن خالل مسار متنوع و غير مألوف، اكتسب الطاهر ابن امثال من كبار مفكرين آراء باكتشاف وذلك نقديا وتفكيرا واسعة ثقافة الحداد خلدون (الذي جمع بين االيمان والعقل ونبذ الظلم "الهدام") ومصلحين مثل المصري البراهين الحداد الطاهر "اقتبس المرأة ⁴⁰. تحرير مؤلفين حول أمين صاحب قاسم وعيه تشكل المصادر. هذه من والمساواة " المسلمات النساء حقوق عن للدفاع اشكال كل وضد االستقالل اجل من بالنضاالت باالحتكاك والوطني االجتماعي وبصورة العربي العالم في برز الذي الحداثي بالفكر تأثر واالستغالل. االضطهاد خاصة في تونس التي كانت كما يذكرنا به المؤرخون في طليعة البلدان التي الغت

العبودية وأسست للمساواة وحرية اقامة الشعائر في اول دستور لها سنة 1861.

كان الطاهر الحداد شاهد عيان على نشأة الحركة النقابية التونسية فانظم الى محمد علي الحامي لتأسيس أول نقابة وطنية في ديسمبر 1924 : الكنفدرالية العامة للعمال التونسيين.

³⁹ الطاهر حداد (1899 – 1935) حرر عديد المقاالت ومؤلفين شهر بهما احدهما يتعلق بالعمال والثاني بالنساء. مرجعنا هنا المؤلف الثاني والكتابات الجامعية منها كتابات زينب الشارني وروضة الغربي وكتاب المؤرخ علي المحجوبي حديث العهد حول الحركة النقابية ومقاالت نشرت بجريدة البراس في تلك الفترة حول الطاهر الحداد قدمتها المكتبة الوطنية في جانفي 2016 طرف من نظم الذي اليوم ايضا ترأسنا (باللغتين). 1940 الى 1930 من صحفية مقاالت من "مقتطفات عنوان تحت المناضالت النقابيات ب إ.ع.ت.ش قدمت خالله محاضرات تكريما لكفاح الطاهر الحداد من أجل النساء في 7 ديسمبر 2016.

⁴⁰ "تحرير المرأة" سنة 1899 و"المرأة الجديدة" سنة 1900.

32

لبداية ويوثق التونسيين للعمال النقابية الحقوق عن للدفاع الصحف في يكتب كان النضال النقابي في مؤلف "العمال التونسيون ونشأة الحركة النقابية" نشر سنة 1927.

التي تعاني من العمال المجتمع : فئة بالفئتين األكثر اضطهادا في المفكر اهتم هذا االضطهاد الطبقي وفئة النساء الرازحة تحت االضطهاد األبوي. ظل الطاهر الحداد مرسوما بذاكرة التونسيين والتونسيات بفضل كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" الذي ألفه سنة 1930. هو يعتبر المرأة سجينة ثالث مرات : "سجينة المنزل وسجينة

الحجاب وسجينة الجهل⁴¹ ".

تحية مناضالت نقابيات الى الطاهر الحداد بمقبرة الجالز 7 ديسمبر 2016.

⁴¹ يستشهد به علي المحجوبي المذكور اعاله.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

33

العمل (في واقتصادية ومنزلية انجابية بأدوار تقوم التونسية المرأة ان رغم والصناعات التقليدية المنزلية وفي العمل الفالحي) فهي ال تتمتع بأية حقوق وتزوج غصبا وتفتقد لالستقاللية االقتصادية ولسلطة اتخاذ القرار. يبرهن الطاهر الحداد في مؤلفه ان الشريعة ال تتناقض مع حقوق المرأة والمساواة وهو يعتبر ان مجموعة من االصالحات ضرورية لتمكين النساء من حقوقهن االساسية كحق التعليم وحق اختيار القرين وحق المشاركة في الحياة العامة. نادى المفكر بالتحرر من الحجاب (الذي كان يعتبره عادة حضرية ال نجدها لدى الريفيات) لمجارات تطور المجتمع. اثار كتاب من صفته جردته التي الدينية السلطات قبل من قويا وتنديدا عاما استنكارا الحداد كأستاذ متربص و الغت مرسوم تعيينه كعدل منفذ ⁴². نشرت عديد الصحف ⁴³ اصداء المجادالت بين المتهجمين على الطاهر الحداد والمدافعين عنه. فنجد من بين المدافعين العقلية لهذه نتصدى " لكي انه مقاالته احدى في الذي صرح العروي العزيز عبد التكفيرية التي تعبر عنها جريدة " النهضة " ليس بوسعنا سوى االحتجاج باسم حرية

التفكير التي وضعناها في مقدمة برنامجنا" ⁴⁴.

يعتبر الطاهر الحداد حلقة من السلسلة التحديثية رسمت افكاره طريق التقدم امام النساء باإلصالحات وللقيام المرأة اوضاع لتغيير اإليديولوجية األرضية وأسست والمجتمع التحريرية وفي مقدمتها مجلة االحوال الشخصية (الصادرة في 1956). يعتبر منارة للنساء التونسيات وبخاصة المنتسبات للحركة النسوية ومنهن المناضالت المنتميات ل "النادي الثقافي الطاهر الحداد". نجد من بينهن مؤسسات اللجنة النسائية باإل.ع.ت.ش المدافعات على فكرة ان المرأة تحقق استقالليتها بالعمل وبفضله تصبح فاعلة في حياتها

وفي المجال السياسي.

ب) شريفة المسعدي : رائدة النضال النقابي

ولدت شريفة المسعدي سنة 1908. كانت من أوائل التونسيات الالتي تمتعن بالترقية ختم شهادة على وأحرزت تعليمها زاولت .⁴⁵ المدرسة بفضل وتحررن المهنية التكوين بصفاقس وغادرت مدينتها االصلية لتتخلص من العقلية االجتماعية المحافظة. وتجربتها الدراسي مسارها يجسد طفالن. ولها شابة ارملة وهي للدراسة عادت السياق في التونسيات النساء نضال جانب من أكثر في النضالي والتزامها المهنية

التاريخي للحركة الوطنية من اجل االستقالل.

⁴² كان ذلك في شهر نوفمبر 1930. صّرح الطاهر الحداد ردا على هذه العقوبة انه لم يمارس مهنة العدل المنفذ ألنه كان يحبذ 9، ص.7، عدد ،2 سنة ،1930 نوفمبر ليترار، لوموند "النهضة"وحداد، في (مذكور االجتماعي الصراع في االنخراط

بالعربية)⁴³ تونس االشتراكية، الهالل، الخ.

⁴⁴ "قارنوا واحكموا" بجريدة الهالل بتاريخ 24 اكتوبر 1930.⁴⁵ ندكر بأنه في سنة 199 تأسست أول مدرسة للفتيات المسلمات بنهج الباشا ساهمت في تكوين االجيال األولى من النساء

المتعلمات كتوحيدة بن الشيخ، أول طبسبة تونسية.

34

اضطلعت شريفة المسعدي بدور الكاتبة العامة لنقابة التعليم التقني والمهني من 1947 الى 1968 كما كانت عضوا بمكتب الفدرالية الوطنية للتعليم.

سنة 1951 انتخبت شريفة المسعدي عضوا بالمكتب التنفيذي وبقي هذا الحدث فريدا كان عندما سنوات ثالث لمدة االدارية الهيأة الى انتمت قرن ⁴⁶. ارباع ثالثة لمدة فرحات حشاد كاتبا عاما لها. كانت المرأة الوحيدة في االجتماعات العامة كما تبينه المرأة الكلمة خاللها كما كانت اخذ تتردد في الفترة. كانت ال تلك صور وصحف الوحيدة في مسيرات غرة ماي والمظاهرات العامة. قال فيها فرحات حشاد مثنيا على شجاعتها وقدرتها على تسيير النقاشات قولته الشهيرة "الرجل الوحيد في هذا المؤتمر امرأة". اتخذت شريفة المسعدي من المساواة مبدءا في العمل وأسلوب عيش دون ان

تكون لها نزعة نسوية.

وقع إيقافها في 7 ديسمبر 1952 يومان بعد اغتيال فرحات حشاد. التجأت السلطات االستعمارية الى حيلة إلبعادها عن النشاط النقابي تمثلت في االدعاء انها تعاني من انهيار عصبي وادخلتها لمدة شهرين الى المستشفى العسكري الخروبة ببنزرت. ثم التحقت قبلي في المستشفى. اسوار داخل احتجاجاتها بسبب قبلي الى ابعادها وقع

برفاقها من الهيأة االدارية بمن فيهم زوجها محمود المسعدي.

وبالكاد مرئي غير االستثنائي نضالها فبقي 1990 سنة المسعدي شريفة توفيت للنضال نسائية كأيقونة المستحق بالتكريم كغيرها تحظ لم به. ومعترف معروف النقابي. كما لم تحظ باالهتمام من طرف الباحثين بما في ذلك المؤلفات النادرة حول دور النساء الالتي تركن بصماتهن في تاريخ تونس خالل الفترة التي كانت تناضل - 1920 العامة الحياة في تونسيات امرأة. "ذاكرة المثال سبيل على نذكر فيها.

."⁴⁷1960

⁴⁶ في الوقت الذي كنا بصدد االنتهاء من هذا العمل علمنا ان امرأة وقع انتخابها بمناسبة المؤتمر 23 لإل.ع.ت.ش (22-26 جانفي 2017).

⁴⁷ مؤلف جماعي من نشر الكريديف بتنسيق الحبيب القزدغلي يتناول مسارات 12 امرأة ساهمن في الحركات االجتماعية وكان لهن اثر في تاريخ البالد في تلك الفترة. (كريديف – 1993)

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

35

افريل 1949 شريفة المسعدي وهي ترأس مؤتمر اإل.ع.ت.ش.

فرحات حشاد وشريفة المسعدي

36

جوان 1953 بمقر ا.ع.ت.ش.

ابعاد الى قبلي شريفة المسعدي واعضاء الهيأة االدارية (ديسمبر 1952)

العودة من قبلي

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

37

ال يزال بعض النقابيين يذكرون هذان الزوجان االستثنائيان (وهي ظاهرة نادرة في ذلك "نتذكرها المسعدي. محمود الشهير وزوجها المسعدي شريفة من المتكون الوقت) طيلة سنوات ألنها كانت تأت كل 5 ديسمبر تاريخ ذكرى اغتيال فرحات حشاد. كانت تأتي باكرا الى مقر ا.ع.ت.ش يرفقها زوجها للمشاركة في االحتفال بذكرى اغتيال الزعيم وتكريمه ذلك الزعيم الذي ناضلت طويال الى جانبه " (محمد شقرون عضو ببنعروس الجهويين لألتحادين العام والكاتب لإل.ع.ت.ش التنفيذي بالمكتب سابق

وتونس).

بقيت العربي. العالم في نقابية قيادية أول وهي وطنية شخصية المسعدي شريفة حاضرة في ذاكرة المناضالت النقابيات كشخصية استثنائية. كان المركز الذي احتلته في الهرم النقابي بمثابة تحد رفعته اجيال المناضالت بعدها الختراق السقف البلوري وفضح التمييز ضد النساء في االرتقاء الى المراكز النقابية القيادية في كل مناسبة : "النساء كثيرات في مراكز المسؤولية لكن ال شيء يتغير باإل.ع.ت.ش. والسبب يتمثل في عدم بروز زعامات نسائية باستثناء شريفة المسعدي التي لم يقع التعريف بقيمتها بما فيه الكفاية. بقيت نضاالت النساء غير مرئية " (س.غ، مناضلة في مجال العمل

االجتماعي).

كان لشريفة المسعدي تأثير اكيد على حياة رائدة اخرى ومسيرتها في الحياة العامة اال وهي ابنتها درة بوزيد التي كانت اول امرأة صحافية تونسية ناضلت على الصعيدين االعالمي والنسوي. كانت هذه "الصحافية المكفاحة " من مؤسسات 9 صحف من بينها اول مجلة نسوية عربية-افريقية "ليلى في العمل". كما عملت في ما سوف يسمى

من "جون افريك" كمسؤولة بالمجلة على باب "ليلى تحدثكم"⁴⁸.

مسيرتها كانت موضوع فلم من اخراج وليد الطايع "تونسية وكفاح"وقع بثه في 8 مارس 2016 من طرف المعهد الفرنسي بتونس ثم في العرض ما قبل االول في ايام قرطاج السينمائية في 28 نوفمبر 2016

38

شريفة المسعدي في الصف االول خالل مظاهرة عامة

شريفة المسعدي صحبة زوجها

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

39

2ـ مناضالت الجيل األول: العالقة بين الوعي النسوي والوعي الطبقي

كانت الغاية األولى من تأسيس لجنة المرأة الوطنية داخل االتحاد العام التونسي للشغل وترابطهما تقاطعهما في النسوي والعمل النقابي العمل مقاربة إلى الحاجة وليدة ومقاربة العالقة بين التمييز الجنسي والتمييز الطبقي لذلك حددت بعض المناضالت والخبيرات المهتمات بالشأن النقابي ألنفسهن مهمة تغيير نظرة النقابات والمساهمة في ترسيخ مبدأ المساواة والدفاع عن حقوق النساء األجيرات ومقاومة كل أشكال التمييز

التي تستهدفهن.

وال بد من التذكير هنا أن سنة 1977 هي السنة التي أقرت فيها منظمة األمم المتحدة تعدت مبادرة وفي ،1982 سنة وفي للنساء عالميا يوما مارس 8 يوم رسميا التحفظات الموروثة داخل الوسط النقابي بشأن مشاركة المرأة بدعوى تجنب (مخاطر التقسيم بين العمال بين مؤيد ورافض).... تّم إحياء يوم 8 مارس داخل االتحاد العام التونسي للشغل من طرف مناضالت ومناضلين ينتمون إلى النقابة الوطنية للتعليم

العالي والبحث العلمي ⁴⁹. في صلب هذه النقابة طرح ألول مرة موضوع المرأة في

⁴⁹ لقد تم انتخابنا في سنة 1980 كاتبة عامة مساعدة بالمكتب التنفيذي لهذه النقابة الوطنية. وهو ما يسر علينا مهمة تنظيم هذه التظاهرة في ظرف تميز بمد مطلبي من أجل حرية واستقاللية المركزية النقابية . .. على إثر الحركات االجتماعية التي هزت

البالد واإلضراب العام في 26 جانفي 1978 والذي عرف الخميس األسود.

الطيب البكوش، القائد النقابي، و درة محفوظ أول منسقة و مؤسسة ألول لجنة للمرأة اإلتحاد العام التونسي للشغل ،و رندة العليبي أحد مؤسسات اللجنة.

1 مارس 1985 مقر اإلتحاد

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

40

العمل وبروز النساء كظاهرة سياسية ونسوية. وقد جاء استحداث "لجنة المرأة العاملة من العديد وضغوطات كبيرة لجهود تتويجا والتكوين الدراسات بقسم الملحقة المناضالت غالبيتهن من األساتذة والمعلمات واإلطارات العليا والمتوسطة العامالت في القطاع العمومي والمتكونات والمتمرسات في صفوف الحركة الطالبية وتحديدا اإلتحاد العام لطلبة تونس أو صلب أحزاب يسارية غادرنها وانصرفن عنها بسبب ما تعرضن له من تمييز جنسي لتلتقي أغلبهن تحت راية "نادي الطاهر الحداد للدراسات

ولشؤون المرأة.

وقد شهد هذا النادي أول احتفال بيوم 8 مارس تحت شعار " النساء والتشغيل"

الطيب النقابي القيادي وخاصة بالمساواة المؤمنين المناضلين لمعاضدة كان وقد البكوش، دور كبير في االعتراف بهذه اللجنة ومأسستها ⁵⁰. وقد شهدت سنة 1980 المرأة لجنة " نظمتها القطاعات كل من نساء العامة ضمت التجمعات من العديد المركزية للشغل التونسي العام االتحاد مقرات وفي الشغل (ببورصة العاملة" والجهوية الخ..) كما أصدرت هذه اللجنة عديد المنشورات التي تّم استغاللها كوسائط إعالمية وتكوينية وأداة دعائية لدى الفاعلينالنقابيين أو الهيئات والمؤسسات األخرى. ويمكن أن نذكر في هذا الصدد، وعلى سبيل الذكر ال الحصر، التقارير التي أعدها

خبراء لجنة المرأة العاملة خاصة تلك الموجهة إلى النواب بمناسبة المؤتمرات.

وفي المؤتمر السادس عشر لالتحاد العام التونسي للشغل، سنة 1984، وبفضل مثابرة قدم الذي واالجتماعي االقتصادي التقرير تضمن العاملة، المرأة لجنة مناضالت بالمناسبة ملفا كامال " حول المرأة في العمل"⁵¹. وقد تعرض هذا الملف إلى العديد من النقائص واالخالالت القانونية وخاصة تلك المتعلقة باألمومة ومشقة ظروف العمل وعدم المساواة في الفرص بالنسبة للتكوين المهني المستمر وغياب الخدمات االجتماعية التي تيّسر عمل المرأة وتؤّمن مسارها المهني واستغالل التدريب المهني ألغراض العمل العموميين وأصحاب السياسيين التقرير التعسفي. ويستحث ربحية والطرد

والفاعلين النقابيين ويحملهم مسؤولية استمرار مثل تلك النقائص واالخالالت.

⁵⁰ إضافة إلى الطيب بكوش الذي كان في ذلك التاريخ أمينا عاما لالتحاد العام التونسي للشغل نذكر أيضا جنيدي عبد الجواد والمناضل النقابي الكبير الذي كان في تلك الفترة كاتبا عاما لنقابة التعليم العالي والبحث العلمي.

⁵¹ التقرير االقتصادي واالجتماعي الذي صدر عن قسم الدراسات باالتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة المؤتمر 16( 15ـ 20 ديسمبر 1984) المنعقد تحت شعار من أجل اتحاد عام تونسي للشغل ديمقراطي وعادل الفصل الخاص بالمرأة " المرأة

في العمل صص 317 ــ 332"

41

االتحاد العام التونسي للشغل االتحاد الجهوي للشغل بسوسة. تقييم الفعل المتعلق ب" النساء والعمل" قبل انعقاد المؤتمر 16 لسنة 1984.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

42

3. تواجد النساء بالنقابات

إن تقييم مكانة النساء في النقابات وتقديرعددهن من قبيل المغامرة العسيرة. وتعود هذه المعلومات تكون ومتجانسة موضوعية بيانات قاعدة غياب في انه إلى الصعوبة والبيانات اإلحصائية متفرقة ومتناقضة وغير مفصلة بحسب الجنس، وهو ما ال يترك

أمامنا من خيار سوى االعتماد على التحقيقات الميدانية.

مناضالت نقابيات ( من اليسار إلى اليمين ) فتحية قصار ـ عادل عزابي ــ محمد صالح خريجي ــ ودره محفوظ (1983)

أ) دوافع االنخراط النقابي

يتفاوت االنتساب النقابي بحسب الظروف. فهو يرتفع في فترات األزمات النقابية و اإلضرابات والنزاعات الشغلية. ويستشف من التحقيق الميداني النوعي الذي أجريناه التشغيل والكرامة أحد مطالبها األساسية وكذلك األزمة التي مثّل أن ثورة 2011، االقتصادية خالل المرحلة االنتقالية قد ساهما في استنهاض الشغالين والشباب والنساء

من جديد.

43

هكذا، وحسب قسم النظام الداخلي لالتحاد فإن نسبة انخراط النساء تقدر بـ 54% من جملة المنتسبين في حين يقدرها قسم المرأة والشباب والمجتمع المدني بـ 45% فقط. و الرجال كما النساء اليوم يهم أصبح النقابي االنتماء بأن اإلقرار يمكن وبالتالي

يكرس نسبيا مبدأ التناصف.

التعبوية النقابات سياسة عديدة من ضمنها هما حصيلة عوامل والتنقيب واالنتداب على فاإلقبال النقابي. االنتساب بأهمية والتحسيس االنتداب مجالي في النشيطة بانخراطهم مسبقا والعمال العامالت وإقناع إعالم يفترض به والقبول االنخراط وبالضمانات التي يمكن أن توفرها النقابات خاصة عندما يتعلق األمر بالنساء الالتي تأديبية والعائلية (عقوبات المهنية والعراقيل الصعوبات أغلبيتهن شتى في يواجهن

ومخاطر الطردــ اعتراض الشريك أو العائلة الخ..)

ما هي دوافع انخراط النساء في العمل النقابي ؟

لقد بينت األحاديث التي أجريناها مع المناضالت والمناضلين أن الدوافع والمحفزات تختلف باختالف قطاعات النشاط.

والحيف المجحف االستغالل فإن التشغيل بهشاشة الموسوم الخاص القطاع ففي والتمييز وعدم احترام الحقوق االجتماعية هي التي تدفع النساء إلى التنظم في نقابات.

فعادة ما يتم االنخراط أو بعث نقابة على إثر مشاكل أو نزاعات مع المؤجر بهدف توحيد القوى أو التضامن مع نقابيات أو نقابيين مطرودين ⁵²

القادر على الوحيد للشغل هو التونسي العام االتحاد أن "النساء تدركن وأيضا ألن الوقوف في وجه األجور المنخفضة وغير المجزية وغياب التغطية االجتماعية"

وفي القطاع الخاص أيضا، والذي أصبح المشغل الرئيسي بالنسبة للنساء أكثر مما النقابي يتم بصورة فرديةا أو جماعية هو الحال للرجال، فإن االنخراط في العمل وذلك في غياب سياسة واضحة للمركزية النقابية لتنقيب النساء العامالت وتنظيمهن.

هذا ما أشار إليه عدد من المسؤوالت المستجوبات .

" منطقيا كان ال بد من إستراتيجية خاصة بالنسبة للقطاع الخاص، ذلك أن الخصم من األجر في القطاع العام يتم آليا. فالعامالت بالقطاع الخاص يتوجهن بأنفسهن إلى االتحاد العام التونسي للشغل وهن متحفزات. كان علينا أن نكون أكثر مثابرة للتشجيع

⁵² في الوقت الذي نحن بصدد تحرير هذه الدراسة تعرضت عدد من الكاتبات العامات في قطاع المعادن وااللكترونيك إلى الطرد مما أدى إلى تنظيم العديد من إضرابات التضامن .

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

44

على االنخراط كما تقوم به بعض القطاعات التي تنظم حمالت في المناطق الصناعية إلقناع النساء بأن االنخراط في العمل النقابي هو ضمان لحقوقهن، كما حصل ذلك مثال في جهة بن عروس، وهي دائما مبادرات صادرة عن كتاب عامين من القطاع الخاص. إلى تفتقر تزال ال للشغل التونسي العام االتحاد قيادة فإن ذلك من العكس وعلى إستراتيجية في الغرض، وهو أحد األسباب التي تقف وراء ضعف إقبال النساء على االنخراط في العمل النقابي في القطاع الخاص. والحقيقة أن االتحاد العام التونسي للشغل ال يضع في حسبانه القطاع الخاص كأولوية وليس له خطة عمل واضحة تمتد

على 5 أو 6 سنوات، والحال أن القطاع الخاص يمثل مستقبل البالد".

ب) االنضمام واالمتيازات والمخاطر

إزاء العراقيل التي تقف في بعض األحيان حائال دون إقدام النساء على االنخراط في النقابات، وإزاء المخاطر التي تتربص المناضالت النقابيات، فإن عملية التنقيب عادة بدقائق جيدة دراية على الالتي النقابيات والقياديات السرية. كنف في تحصل ما األوضاع في أماكن العمل، يعترفن بصعوبة تنقيب النساء داخل المؤسسات الخاصة :

"عندما تأتي النساء الستشارتنا بسبب المشاكل التي تعترضهن ننصحهن بضرورة جمع اإلنخراطات والتوجه إلى االتحاد العام التونسي للشغل أين يتسلمن بطاقات

االنخراط ثم نعلن عن بعث الهيكل النقابي.

كنف في العمل يجب الخاص القطاع في السرية ومعرفة كيفية مرافقة النساء، حتى المؤسسة صاحب ووضع المؤتمر انعقاد العكسية الحالة في أما الواقع. األمر أمام الالتي النساء أمر إلى المؤجر يتفطن لما يمثلن النواة األولى فسرعان ما يقع طردهن هذه مثل المؤسسات من العديد في ولنا

الحالة (مناضلة نقابية من قطاع النسيج).

خالل خاصة المؤجر، يعمد ما وعادة إقبال تشهد التي الفترات اإلضرابات وهي العامالت على االنخراط، إلثنائهن عن ذلك. لما تتصل " القياديات إحدى تؤكده ما هذا به نبادر ما فأول المؤسسات إحدى نساء شيء بأي التصريح بعدم تحذيرهن هو حتى بالسر واالحتفاظ المؤسسة داخل

انعقاد المؤتمر وتشكيل الهيكل النقابي."

عائدة زعايي، كاتبة عامة مساعدة بجامعة النسيج . 2016

45

أن لمعارضة المؤجر للعمل النقابي تأثيرات سلبية ذلك أن المعلومات تنتشر بسرعة وما يحصل من طرد في بعض المؤسسات كثيرا ما يصرف األخريات ويثبط عزم األكثر تصميما منهن، الالتي يفتقرن إلى أدنى حماية ضّد التجاوزات. وهو ما يفسر

أيضا ضعف نسبة النساء المنقبات (المنخرطات في النقابات) في القطاع الخاص.

" إننا نقوم بما في وسعنا واكثر للمحافظة على النشاط النقابي في المناطق الصناعية ذلك أنه إذا كانت هناك مشاكل في إحدى المؤسسات بسبب بعث نقابة فهذا يعني أننا أضعنا 10 مؤسسات بالنسبة للعمل النقابي"(مناضلة نقابية من قطاع اإللكترونيك)

مشاركاتومشاركون في

مؤتمر االتحاد العامالتونسي للشغل

جانفي 2017 .

لكن في حالة انخراطهن وإدراكهن أنه يمكن للنقابة أن تمنحهن أكثر نفوذا، وأن ترفع المؤجر بما التزاما حقيقيا وجرأة في مواجهة تعسف يبدن فإنهن العامالت، صوت تخطيها ينبغي التي األخرى العراقيل من العديد تبقى لكن هشاشة"، "األكثر فيهن كالتكاليف العائلية والمنزلية واعتراضات الشريك أو العائلة والنظرة السلبية الشائعة

حول النقابة كفضاء ذكوري.

كأمهات مهامهن بين التوفيق عدم من لخوفهن انخراطهن النساء تنهي ما فكثيرا وكأجيرات ومناضالت نقابيات وخاصة في غياب الخدمات والمرافق التي تستجيب

لحاجاتهن الخصوصية كأمهات.

46

نوع من خدمات تقديم إلى البلدان من عدد في بالنقابات المشاكل هذه أدت وقد المحاضن ورياض األطفال في مكان العمل ووسائل النقل وأنظمة التأمين الخ..

بل أن األمر كذلك حتى في القطاع العمومي الذي يتسم فيه النشاط النقابي بتقاليد قوية خالل التمييز من يفلتن ال النساء إن اذ النقابي، االنخراط على تشجع ومتجذرة على إلبقائهن تحاك التي الخفية واإلستراتيجيات المعوقات ومن المهني مسارهن الهامش. وهو ما اصطلح على تسميته ب"السقف البلوري الذي يحول دون االرتقاء

كهذه المناضالت من العديد حديث من تبيناه ما هذا المساواة. وتحقيق المهني المستجوبة التي ال يختلف مسارها عن الف من مثيالتها :

" التمتع بالترقية ليس باألمر الهين. فالحصول على درجة يفترض مزاولة الدراسة والمثابرة واإلعداد للمناظرات عندها ال يمكن عرقلتك. أما بالنسبة للخطة الوظيفية وإسناد المسؤولية فاألمر يختلف ألنه يتم اقتراحك وعادة ما يكون من طرف الرجال. وفي ما يعنيني فقد شاهدت الكثير من الرجال يتقاطرون من قبلي إلى حد أصبح من المهنية للمقاييس استجابة األكثر وكنت كفاءة األكثر ألني المرور عليهم الصعب المطلوبة. فإني لم أتغيب أبدا عن العمل حتى اني لم اغادر مقر عملي قبل يوم الوالدة. لقد تحصلت على ترقيتي في أواخر سنة 2000 وكانت هدية مغشوشة بما اني عينت للعمل في حي ال يخلو من المخاطر. واألمر ال يختلف بالنسبة لكل النساء. ولحسن حظي نجحت في عملي. وبعد ثورة 2011 تّم حرق المقر الذي أعمل به فالتحقت رئيس لتولي وظيفة من سبقني ألن المخاطر األحياء شديدة بأحد الثاني بمركزي المؤسسة تمت ترقيته. ومع ذلك فلقد تباطأ منحي النيابة ألن امتدادها زمنيا يمكن أن يعطي الحق في خطة وظيفية تضع صاحبها في مركز من الدرجة األولى. وقد دام

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

تكريم نجيبة بخثري من النقابيات

الرائدات في سلك التربية البدنية.

(إلتحاد الجهوي ببن عروس. مارس

( 2016

47

التردد قرابة السنة قبل أن يسندوا لي الوظيفة مجبرين. لم تكن كفاءتي المهنية محل شك لكن التجارب السابقة مع من سبقني من النساء الالتي تحملن مراكز سامية في تسيير مسؤولية تحمل على قدرتي حول التساؤل فكان موفقة... تكن لم الوالية ألتعبير عن وقادرة على اجتماعية، مرحة، عاطفية، أنني يعاينون كانوا الرجال، غضبي عند االقتضاء. كل الحجج كانت صالحة للتقليل من شأني. كنت أود لو تمت مقارنتي ال أشغلها التي الوظيفة نفس لهم الذين الرجال من 23 ال مع مقارنتي بصورة المرأة المثالية. تقييمي على اساس طريقتي في اإلدارة والتسيير، كان يطلب مني أكثر مما يطلب من اآلخرين، أكثر مما يطلب من الرجال. كنت أشعر دائما بأنه علي تقديم المزيد. كان زمالئي الرجال يتعاطون مع مسؤولياتهم بكل أريحية في حين كنت كل يوم أشعر بأني أمام تحديات البد من مواجهتها. كانت لدي عينان تنظران إلى األمام، وعينان تنظران إلى الخلف وكان ذلك يؤرقني ويرهقني. إضافة إلى ذلك كان الجميع يلحون في تذكيري بمسؤولياتي العائلية والمنزلية. أنا أعلم أن األضواء موجهة نحوي ألني امرأة والوحيدة في هذه الخطة الوظيفية السامية حتى وإن كان (كاتبة القاعدة" مستوى على عالية خاصة بنسبة مؤنث إليه أنتمي الذي السلك

عامة 25 سنة في قطاع الوظيفة العمومية).

تترجم هذه الحالة عن رفض النساء لعالقات التبعية والخضوع المفروض عليهن في الوسط المهني، والذي يُولد نوعا من الشعور باإلذالل والمهانة "والمعاناة في العمل" ⁵³. لدى النساء الموظفات المحشورات في وظائف تنفيذية في مواجهة من هم في مراتب

أعلى يتمتعون بالنفوذ وبحرية الفعل.

إلى أّي درجة غيرت ثورة 2011 تقاليد االنتماء للعمل النقابي؟ هل ازداد التحفيز على االنخراط النقابي؟

لقد بينت االستجوابات أن هناك إرادة ثورة 2011 إلعادة تنشيط النقابات واالنتدابات من فالكثير فردية. مبادرات مجرد ذلك يبقى لكن العمالية القواعد تعبئة وإعادة اإلطارات الشابة من الجنسين أقبلوا على االنخراط. وفي القطاعات التي تتبوأ فيها تستهدف النقابي لالنتداب نشيطة سياسة هناك تكون ما عادة قيادية مراكز النساء

الشباب من الجنسين.

⁵³ مصطلح يستعمله علماء اإلجتماع المختصين في الشأن النقابي. يانيك لوكلتريك مؤلفة كتاب "موظفات المكاتب و العمل النقابي :الموروث التقافي والهوية اإلجتماعية المهنية و ممارسات العمل الجماعي".أطروحة الدكتوراه

في علم اإلجتماع.جامعة تلوز لوميراي، 1996.

48

العامة. بل سعينا إلى فرض الكاتبة التنفيذي على تناصف وأنا " تقوم تركيبة مكتبنا التناصف في نظامنا الداخلي لكن لم يكن ذلك ممكنا ألن القانون األساسي لالتحاد العام التونسي للشغل ال يسمح بذلك حتى بعد إقراره في دستور 2014" (طبيبة شابة كاتبة

عامة منذ 2011).وترى بعض المناضالت النقابيات أن حضور النساء في مراكز القرار يتجاوز إشكالية العالقة بين الجنسين داخل المنظمة: " إن مشكلة االتحاد العام التونسي للشغل ليست في انخراط النساء بل في كيفية التدرج بالنساء إلى مراكز القرار. والحقيقة أن المشكل أعمق من ذلك ويتجاوز إشكالية النوع االجتماعي. األمر يتعلق بصراع من أجل النفوذ وليس صراعا بين الجنسين. مصالح كثيرة محل رهان شديد وال بد من المحافظة عليها. نعمل بقاعدة االصدقاء اولى بالمعروف لكن النساء يبدون أقل قبوال لهذا النوع من التعامل القائم على المحسوبية. النتيجة أنهن أقل حضورا في مراكز القرار" (كاتبة عامة

مساعدة قطاع الثقافة).بين ضغوطات الحياة العائلية والمهنية تتضاءل كفاءات المرأة التي تقع في شراك الحلول السهلة التي يوفرها وسط العمل. ولعل الشهادة التالية خير دليل على ذلك : " كثيرا ما يشجع المؤجرون النساء على أخذ العطل والتغيب إلى حّد تهميشهن شيئا فشيئا وذلك للتذرع في الوقت المناسب، اي عندما تطرح مسألة المشاركة في المسؤولية باستحالة يتظاهرون رجال انهم مع التغيب. كثيرات ألنهن القرار مراكز في عليهن التعويل بالتضامن مع النساء لكنهم في الحقيقة بنية توريطهن. وعادة ما تقع النساء في هذا الفخ فال يتجرأن عندها على المطالبة بحقهن في مراكز المسؤولية. وحتى وإن اضطر يكن خاضعات طيعات المسؤولية فسوف لتحمل إحداهن المسؤول الختيار الرئيس

صامتات " (متفقدة شغل).تدرك النساء الشابات اليوم أن المسار المهني ال يرتبط فقط بالكفاءة بل وكذلك بالقدرة على فهم الرهانات والنضال من أجل افتكاك مكان لهن . لكن األمومة والحياة العائلية يحطمان المهنة ويحدان من الطموح المهني بدفع البعض منهن إلى االستسالم لألمر األوضاع تعديل أجل من النضال إلى اآلخر، والبعض األحداث ومسايرة الواقع

والتوفيق بين اكراهات متناقضة.

يساهم الوسط الشغلي والمجتمع سويا في نحت صورة إيجابية للرجال في مجال القيادة المهنية تقدمهم كمتضامنين أكثر من النساء في مراكز النفوذ. في ذات الوقت، فإن هذه الصورة النمطية ذاتها تحط في نظر النساء من صورة من هن في مراتب عالية من

المسؤولية.

" في حين يتضامن الرجل مع أمثاله من الرجال تبدو المرأة كعدوة للمرأة إضافة إلى ذلك فإن العقلية األبوية السائدة تجعل النساء يقبلن بأكثر سهولة العمل تحت قيادة رجل عوض

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

49

إلى الالتي لم يصلن النساء عن امرأة. هن يقلن ألنفسهن لماذا االصطفاف وراء مبتغاهن أبدا في حين أن الرجال هم الذين يصلون إلى مبتغاهم. إذا أردنا أن نصل الذي يجر فالقائد هو الرجال. الطريق األيسر وهو طريق إلى مبتغانا نسلك عادة اآلخرين وليس لدينا من نساء قائدات ألن االنتخابات هي لعبة الرجال بامتياز. هذا

ما رأيناه في األحزاب السياسية".

القوى لتجميع والسلطة والقدرة القوة لها قاطرة ألنه كبرى أهمية لالتحاد "إن الوزن من قطب االتحاد المرسومة. االهداف نحو بها وللتقدم النضاالت وتوحيد الثقيل في المشهد الحالي. لكن داخله جيشان وغليان. فالنساء ينشطن كخلية نحل بدأت األمور فإن الجمعيات في أما أمر غير طبيعي. يتحرك ساكنا وهذا أن دون

تتحرك " (نقابية، أجيرة قارة باالتحاد العام التونسي للشغل)

50

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

V.مشاركة النساء فيالحركة النقابية

كيف تتعاطى النساء بالعمل النقابي؟ هل أتين بجديد في مجال العمل النقابي؟ هل قمن بجهود تضامنية إلبراز المشاكل التي تعاني منها النساء والفوارق المرتبطة النوع

االجتماعي؟

1. الزعامة النقابية : "سقف من بلّور"

ال زالت تمثيلية النساء و بروزهن كعضوات ناشطات وخاصة كمناضالت قياديات في الحركة النقابية ال تتناسب مع حجمهن الحقيقي في االتحاد العام التونسي للشغل اين يشكلن نصف منخرطيه (مقابل معدل عالمي يقدر ب40 بالمائة) وال مع المجهودات

المبذولة خالل السنوات االخيرة.

تظهر الدراسة التي انجزها االتحاد العام التونسي للشغل منذ عشر سنوات (2006) حول تحديث التجدد النقابي .

إن النساء يمثلن %9 من المسؤولين النقابيين (مقابل %25 من جملة المنخرطين في تلك الفترة ). وترتفع هذه النسبة على المستويين المحلي والقاعدي خاصة في مستوى النيابات النقابية (%13) في حين تبلغ أدنى مستوياتها في الهياكل الوسطى مثل الجامعات

25 نوفمبر 2016 بمقر االتحام العام

التونسي للشغل، حوار حول العنف السياسي:

كلثوم كنو، سامية لطيف، وسيلة عياري،

وأنوار منصري.

51

قام (2002) جربة مؤتمر لتوصيات وطبقا .(4%) الجهوية واالتحادات الوطنية المنظمة داخل النساء بواقع للنهوض كبير بمجهود للشغل التونسي العام االتحاد

ومختلف هياكلها بتكليف قسم من أقسامه الوطنية بهذه المهمة.

أما مؤتمر طبرقة المنعقد في خضم المسار الثوري (20 ديسمبر 2011) فقد جمع مترشحا و45 مترشحات 5 و (%3.2) امرأة 17 بينهم من النواب من 518اللجنة لعضوية 22 مترشحا الوطني وامرأتين من جملة التنفيذي المكتب لعضوية الوطنية للنظام الداخلي في حين لم تتقدم لعضوية اللجنة الوطنية للمراقبة المالية أية امرأة، "لم تصدر عن مؤتمر طبرقة أية الئحة حول المرأة. كنا 13 نائبة ولم نكن

قادرات على التأثير على بقية النواب المؤتمرين" هكذا قالت إحدى النقابيات.

وعلى إثر هذا المؤتمر الثاني والعشرين، بادرت مجموعة من المناضالت النقابيات الرجالية النقابية الهياكل في المساواة من مزيد على للتشجيع إستراتجية بوضع باألساس ولمقاومة "العجز الديمقراطي" الناجم عن ضعف تمثيل النساء وتتوج هذه اإلستراتجية بتنظيم حملة دعائية (في السداسي الثاني لسنة 2016) قبل أسابيع قليلة

من انعقاد المؤتمر 23 لالتحاد العام التونسي للشغل (جانفي 2017).

الفرنسية االجتماع عالمة تتحدث النقابي“ للعمل االجتماعي ”النوع لـ وبمسائلتها المختصة في العمل النقابي، يانيك لوكانتراك ⁵⁴ عن ”انفصال بين أعداد المنخرطات ونصيبهن داخل الهيئات التمثلية حيث يبقى ترشيحهن ضعيفا اضعف منه اهليتهن ألن موقف ”ازدواجية في يتمثل نوعي ينظاف عجز االنفكاك هذا جانب إلى ينتخبن“.

النقابات تجاه المساواة وطريقة إدارتها داخليا“.

أن مسيرة لجنة المرأة التي تجاوز عمرها اليوم الثالثون سنة، وضعها الحالي تبرز جيدا هذا "االنفصام" النقابي. فعلى إثر أزمة االتحاد العام التونسي للشغل التي تعود

إلى الثمانينات، استعادت اللجنة نشاطها داخل قسم الدراسات والتوثيق.

أُحدث فقد واالستقاللية التطوع قاعدة على المؤسس الفريق بُعث حين وفي لكن، الفريق الثاني من " نساء الجهاز" في حين تّم تعيين منسقات اللجان الوطنية والجهوية

من طرف المسؤولين النقابيين الجهويين وقسم المرأة والشباب العامل والجمعيات"

Les militantes syndicales Une égalité à faire vivre” La revue Internationale sens ⁵⁴ Public , Article publie en ligne 2009/05

52

روضة الغربي، مناضلة نقابية تتحدث عن بحوثها حول الطاهر حداد( ديسمبر 2016)

االجتماعية والحقوق المرأة حقوق حول مطالب إدراج التسعينات شهدت وقد واالقتصادية في خطاب الرجال النقابيين لكن دون أن يصل إلى مستوى الهيئات والهياكل النقابية، وخالل سنة 2005 أصدر قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات منشورا (منشور عدد 79 بتاريخ 4 مارس 2005) وجه إلى اللجان لتجديد الجهوية االتحادات كافة الجهوية للمرأة العاملة. وكان البد من انتظار النقابيات النساء انتخاب لنشهد 2010 سنة من طرف مثيالتهن. ويُخشى أن يُفقد الغموض الذي يلف انتداب وتكوين هذا الهيكل النسوي الكثير من مصداقيته مع مرور الوقت. لهذه التي التنقيحات إطار وفي االعتبارات، أُدخلت على القانون األساسي والنظام الداخلي لالتحاد العام التونسي للشغل وقدمت كمقترحات

التونسيات في الشغل والحركة النقابية التونسيات في الشغل والحركة النقابية

محمد المسلمي األمين العام المساعد المكلفبالتكوين النقابي

53

للمؤتمر في جانفي 2017، فقد أوصى خبراء القانون الذين كلفوا بهذه المهمة ⁵⁵ بإنشاء مع (بتنسيق الجهات من انطالقا والديمقراطية الشفافية قواعد وفق منتخب هيكل الجامعات والنقابات الوطنية وصوال إلى اللجنة الوطنية). ونظرا للغموض الذي أحاط محل الحالي الظرف ظل وفي اليوم المرأة لجنة أصبحت فقد وتركيبتها، بهيكلتها

انتقادات كثيرة بسبب أدائها غير المرضي.

”وكان على لجنة المرأة أن تكون قاطرة والقاطرة يجب أن تجر وتوحد، واليوم فإن اللجنة مطالبة بالتقدم بمطلب المساواة داخل النقابات، علينا التوحد وترك خالفاتنا جانبا. على أعضاء اللجنة أن تنهض وأن تتجند وأن ينفقن من جيوبهن وتعطين من وقتهن لكنهن يفتقرن الوسائل واإلمكانيات وسلطة القرار وحتى وإن وجدت امرأة (كاتبة عامة مساعدة تفعل؟“ فما عساها الجهوية التنفيذية المكاتب واحدة صلب

بإحدى االتحادات الجهوية)

تنازالت وبناء تحالفات تقديم األكثر واقعية يؤكدن على ضرورة النقابيات عدد من إيجابية مع من لهم السلطة والنفوذ، ووضع استراتيجيات في الغرض : "حتى يكون لها الوزن الكافي والقيمة المطلوبة على اللجنة أن تعمل لتكن لها قاعدة صلبة، ثّم وحسب القضية التي تدافع عنها البد أن تكون مسنودة من طرف النساء والرجال. أعتقد أن على المرأة التفكير بذكاء فهي ال تملك المفتاح لذلك عليها أن تتفق مع صاحب المحل ليفتح

لها الباب أو لكي يتقاسم معها المحل" (مسؤولة نقابية من قطاع الشباب والطفولة).

وإن كان األمر في الفضاء النقابي أو في الفضاء المهني فإن رهانات السلطة والنفوذ فالمناضالت الجنسي، وبالتحرش والنفسي المادي بالعنف يكون مصحوبا ما كثيرا النقابيات يكن في هذه الحالة ضحية نوعين من العنف، بصفتها امرأة وعنف بصفتها

نقابية. كما تشهد على ذلك التحقيقات الميدانية الحديثة ⁵⁶.

لم يقع التعرض إلى العنف في الوسط النقابي إالّ قليال سواء في البحوث سالفة الذكر أو خالل األحاديث التي أجريناها. في المقابل، وبالرجوع إلى تدخالت ممثالت االتحاد العام التونسي للشغل في مؤتمر كوبنهاغن (23ــ30 نوفمبر 2015) تبين أن "هذا الوباء انتشر داخل المجتمع وفي مكان العمل على مختلف المستويات في مؤسسات القطاعين الخاص والعام كما في المؤسسات التربوية بل وخاصة بالنسبة للعامالت في

االقتصاد غير المنظم والعامالت بالمناولة والعامالت بالمنازل والنساء الريفيات⁵⁷.

⁵⁵ مرجعنا في ذلك مقترح األستاذ محمد القاسمي الخبير القانوني لالتحاد العام التونسي للشغل الذي تقدم به في الجامعة النقابية التي نظمها قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات من 25 غلى 27 جانفي 2015 والصادر بنشرية جدول ص 22

⁵⁶ تحقيق Vinip سنة 2010 وتحقيق مركز البحوث والدراسات"كريدف" حول العنف في الفضاء العام وتحقيق IDA حول العنف السياسي (2016).

⁵⁷ مداخلة ...... كاتبة عامة مساعدة بالنقابة الوطنية للثقافة نشرية جدل قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات عدد 4 جانفي 2015 ص 45.

54

2. اثر الحياة العائلية على الحياة النقابية

هام إجراء باتخاذ الثمانينات أوائل في بداياتها منذ مطالبة المرأة لجنة كانت لقد للنهوض بالمشاركة النقابية للنساء العامالت لكنهن مازلن إلى اليوم ال يمثلن أولوية في (الشخصية حياتهن أوقات مختلف بين التفاعالت يُدرن فالمناضالت المفاوضات. والعائلية والمهنية والنضالية) وهن يتحايلن للتوفيق بين مهامهن المهنية والعائلية...... في حين يفلت المناضلون الرجال من الضغوطات الخاصة بعزل فضائهم العام عن فضائهم الخاص ويصل بهم األمر إلى حّد يجدون أنفسهم مكتسحين بدورهم النقابي. الحياة وضغط المنزلي العمل لوزر المناضالت تخضع ذلك من العكس وعلى الزوجية. فيحاولن دون أن يفلحن دائما، في الربط بين الحياة الخاصة والحياة المهنية

وتمثل الشهادة الموالية أحسن داللة على ذلك :

في ما أبذل ولكي أولوياتي ترتيب أعيد ولكي بالذنب اشعر ال حتى أناضل أنا "وسعي. لقد تعلمت الفصل بين أدواري المتعددة واعترف أنه يحصل أن أنسى بعض األشياء في المنزل كما أعترف أني لست جيدة األداء دائما وفي كل األوقات. ففي المنزل أطرد قدر المستطاع أدواري األخرى. أعلم أن المرور من دور الى آخر ليس باألمر الهين دائما. أنا أيضا مواطنة أو ناشطة في إحدى الجمعيات أو أحد األحزاب مواجهتها علينا تحديات لكنها األمر سهال. فليس وتشارك تواصل أن أردت وإذا

وتذليلها" (متفقدة ومسؤولة نقابية)

فالنساء يفكرن في كل أشكال اإلستراتيجيات لالضطالع بأدوارهن العديدة والمتعددة مع الحرص على تجنب الجمع مثال بين المسؤوليات.

من اليسار إلى اليمين: سمير الشفي، األمين العام المساعد المسؤول عن قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات . حياة الطرابلسي الكاتبة العامة لجامعة المهن والخدمات. سعاد التريكي إحدى مؤسسات لجنة المرأة ( االتحاد العام التونسي للشغل نوفمبر 2016)

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

55

البقاء على صلة دنيا مع حياتهن المهنية وال يرغبن في احتراف العمل النقابي على مدى الحياة.

كما يبدو أيضا وحسب بعض الشهادات أن التضامن النسائي كثيرا ما يخلف الموعد ألن نموذج النجاح يبقى دائما ذكوريا :

" أنا أول امرأة بعد شريفة المسعدي التي تفوز بعضوية الهيئة اإلدارية في االتحاد العام التونسي للشغل. نحن 3 نساء من جملة 83 رجال لكننا غير متضامنات في

خطابنا" (كاتبة عامة جامعة المهن والخدمات).

اإلعالم وسائل وفي المظاهرات أثناء الصورة في دائما النساء تبقى أن يجب "من الدولية التظاهرات في يشاركن من على ينبغي كما االجتماعية. والمواقع ألنهن النساء بقية عودتهن بعد تفدن أن للشغل التونسي العام االتحاد مناضالت يحملن صفتي النساء والنقابيات. المطلوب خلق أيقونات نسوية بفضل التضامن بين جميع النساء. فنحن ال فقط منسيات ومهمشات داخل االتحاد العام التونسي للشغل بل

وأيضا ضحية إقصاء بعضنا البعض" (نقابية ــ مدرسة).

كما سجلنا أيضا ظاهرة اعترضتنا لما أردنا إحداث النواة األولى للجنة المرأة والتي ما تزال موجودة إلى اليوم. فبعض المناضالت الالتي ينتمين إلى جيل لم يكن منصهرا النوع االجتماعي بين قضايا األسباب ⁵⁸، النسوية يعشن صراعا متعدد الحركة في

والتضامن الطبقي (أو القائم على االنتماء السياسي)

صراع بين الدفاع عن المساواة بين الرجل والمرأة والنضال من أجل إجراءات لفائدة التمييز اإليجابي دون أن نجعل من قضية النساء أولوية مطلقة ودون الظهور بمظهر المتعصبة للجنس النسوي. وباختصار شديد يمكن القول أنه رغم المعوقات والمكبالت، فإن المناضالت سواء كنا صلب لجان المرأة أو في النقابات كن يحاولن دائما تطوير ولتبليغ أصواتهن بهن االعتراف واقتالع لتأكيد حضورهن ومبادرات إستراتجيات المطالبة بمزيد المساواة، مسنودات في ذلك بانخراطهن في مسار االنتقال الديمقراطي

الجاري داخل المنظمة وخارجها وبالمكاسب التي أتى بها دستور 2014.

⁵⁸ لوحظ هذا الصراع من جانب آخرين مختصين في العمل النقابي النسائي منذ السبعينات وخاصة من طرف صوفي بوشيك في مقالها" النساء المسؤوالت النقابيات في انكلترا والهوية النسوية . منح جنسهن طابعا مميزا لتمثيل طبقتهن بشكل أفضل .

انظر سوسيوليجيات عدد 4 مجلة 5 ) 2014.

56

معلقة بمناسبة الحملة من أجل نفاذ المرأة إلى مراكز القيادة النقابية (13 أوت 2016 إلى 25 جانفي 2017)" حتى ال ننسى نساء االتحاد"

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

57

رغم التقدم الحاصل، ال تزال هناك العديد من العراقيل الهيكلية الداخلية التي تحول دون إدماج ثقافة المساواة داخل المنظمة. وتتعلق هذه المعوقات بسير الهياكل النقابية. فقد ويبقى خطابها وسيرها غامضان معقدة هياكل النقابات أن دائما الدراسات أبرزت

بالنسبة لعامة الناس وحتى بالنسبة للنقابيين القاعديين.

شريكات في النضال شريكات في القرار.

IV.الحركة النقابيةوالنساء

58

1. أغلبية على مستوى القاعدة أقلية على مستوى القمة

نذكر أن مؤتمر االتحاد العام التونسي للشغل ( 25 ــ 28 ديسمبر 2011 بطبرقة) جاء في أعقاب انتفاضة 14 جانفي 2011 التي اندلعت في وضع مفعم باألمل وواعد بتغييرات ورهانات سياسية واجتماعية جمة. فمن مجموع 518 نائبا في المؤتمر لم اختارتهن التي األساسية نقابتهن ثقة نيل من (%2,3) فقط امرأة 12 أالّ تتمكن

كنائبات في المؤتمر.

مناضالت أمام االتحاد العام التونسي للشغلديسمبر 2016

ثالث قائمات متنافسة تقدمت لخوض االنتخابات و64 مترشحا تم قبولهم من بينهم 5 نساء (8%)، لم يتم انتخاب أي منهن للمكتب التنفيذي الجديد كما كان األمر خالل المؤتمرات السابقة. ولئن وقع إثارة مسألة المساواة و حق المشاركة في مراكز القرار، خاصة من قبل النساء، فإن النواب المؤتمرين أجلوا التداول بشأنها إلى وقت الحق متعللين بأنه" من الصعب معالجتها خالل المؤتمر وأنها ستكون على رأس المواضيع

التي ستعرض على المجلس الوطني المقبل ليحسم في أمرها"

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

59

كانت المترشحات، مع ذلك، مناضالت مكافحات تتوفر لديهن كل مقاييس الترشح. فقد كان لهن ماض طويل في العمل النقابي يصل لدى بعضهن 40 سنة. زيادة غلى أنهن من الوجوه المعروفة ومشهود لهن بالكفاءة والتمثيلية أكثر من أي مترشح آخر. فمن وقع امرأة 12 إالّ هناك يكن لم طبرقة مؤتمر في الحاضرين نائبا 518 الـ بين النقابي الوسط في الميدانية البحوث من الرغم على العمالية القاعدة من اختيارهن

وخارجه تشهد لهن بالقدرة على التسيير والتأطير والقيادة.

من العليا للمراكز النساء نفاذ دون تحول التي الخفية المعوقات هذه تفسر بماذا المسؤولية وما العمل لتجاوز هذا السقف الزجاجي الذي أصبح يُحكم وطأته و كأنه

سقف من حديد؟

ومعتقدات موروث نتيجة فهو بالضرورة، ظاهرا ليس النساء تجاه التمييز إن اجتماعية قائمة على التمييز الجنسي ولكنه يعود أيضا إلى الثقافة التنظيمية وإلى نوعية سير التنظيم النقابي. هكذا وعلى شاكلة المؤتمرات التي سبقته، أظهر المؤتمر 22 مرة

أخرى مدى المقاومة الذكورية إلدماج النساء.

وبالعودة إلى تاريخ المركزية النقابية يتبين أن المسألة النسائية كانت غائبة لمدة طويلة في االنشغاالت النقابية. من ذلك التقرير األدبي لمؤتمر 1956أخطأ بإخالالته البليغة. فاالتحاد العام التونسي للشغل في سعيه "للنهوض بالفئات الشعبية" من عمال وموظفين ومزارعين صغار وشباب غفل عن ذكر "النساء" كشريحة من الشرائح االجتماعية. فالنساء الالتي أصبحن حاضرات بوضوح في سوق العمل وصلب مختلف المهن، لم يعد من الممكن تجاهلهن من طرف مؤتمر 1977 (بما أنهن يمثلن في تلك الفترة ربع السكان الناشطين)، وأوصى باعتماد نظام نصف الوقت لفائدة النساء التي تعمل خارج كالتعليم القطاعات إنتاجية "تحسين الصيغة هذه من الغاية كانت لقد بيتها.

والمستشفيات والشركات والمساهمة في توفير استقرار العائلة".

وقد حاول التقرير األدبي لمؤتمر1984 تقديم قراءة نقدية للخيارات السابقة، واقتراح خطوط عريضة لمالمح مجتمع جديد... وقد خص هذا التقرير مسألة المرأة بباب كامل تحت عنوان " المرأة في العمل" تّم إعداده من طرف مجموعة من المناضالت "لجنة

دراسة المرأة العاملة" التي اُستحدث للغرض.

فالدراسات لذلك النقابية. الحركة في النساء دور تجاهل الممكن من يعد لم واليوم النادرة ⁵⁹ والشهادات المسجلة تقّر أن مركز النساء داخل المؤسسة النقابية " هو من نقاط ضعف االتحاد العام التونسي للشغل "االتحاد العام التونسي للشغل يشكو من الهشاشة

⁵⁹ أنظر تشخيص اإلتحاد العام التونسي للشغل من طرف إطاراته.2006

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

60

وال يمكنه االستمرار على هذه الحالة. إننا نتجنب إثارة المشاكل الداخلية بسبب الوضع العام لكن األمر ال يمكن أن يدوم طويال" (مناضلة نقابية سابقة)

تساهم طريقة سير االتحاد العام التونسي للشغل ومختلف هياكله مباشرة أو بصفة غير العدد النيابية في الدورات النساء: فمراكمة مباشرة كما هو الحال اآلن، في إقصاء (وطنيا وقطاعيا وقاعديا) وفي الزمان (أكثر من 10 سنوات في نفس المركز) وكذلك أشكال من جميعها المسؤوليات، إسناد وسبل تنظيمها وطرق االجتماعات تواتر اإلقصاء. من بين األشكال غير المباشرة إلبعاد النساء تقديم العمل النقابي كـ" تضحية رجالية" أو عمل للمحترفين بل ينظر إليه كذلك بأنه شأن المناضل المتفرغ المتحرر

من كل مسؤولية عائلية وملتزم تماما بقضيته النقابية.

إن دور شبكات االستقطاب الشائعة جدا في الحقل النقابي كما في الحقل السياسي يمثل عنصرا محددا في االنتخابات خالل المؤتمرات. فمن الصعب بل من باب المستحيل تقريبا الفوز في االنتخابات إذا لم يكن المترشح ضمن قائمة، وهذه الشبكات ال تكترث

كثيرا ألمر النساء.

مناضالت أمام معلقات مجسمة لصور فرحات حشاد والحبيب عاشور.(نوفمبر 2016)

61

إلى التي سعت المحاوالت تجسيد الممكن من يكن لم األخيرة العقود امتداد وعلى التناصف الذي النقابية.أما احترام مبدأ إحالل وبشكل ملحوظ وفعلي داخل المنظمة أقره الدستور، فهو ما يزال محتشما ويلقى الكثير من المعارضة والتحفظ. فاإلجراءات اإلصالحية لعدم المساواة داخل المنظمة كما هو الشأن بالنسبة لنظام الحصة الذي تم اقتراحه خالل مؤتمر 2011 لم تكن محل إجماع المؤتمرين وتم االتفاق على إرجائها

وعرضها للنقاش في المؤتمر الالحق.

هي ما اليوم. المدني المجتمع نشطاء يشهده الذي الجديد التشكل إعادة إطار وفي مساواة إدماج الممكن من يجعل بما النقابية الهياكل لتأهيل سير تبذل التي الجهود

حقيقية بين الجنسين؟

2. بوادر تحّول مشجعة

شهدت الفترة األخيرة عديد المبادرات لفائدة المساواة تم اتخاذها في شكل توصيات من أجل القيام بإصالحات قانونية أو في شكل برامج تكوينية لفائدة المناضالت أو لتبادل النساء في أنماط العمل الهش التجارب مع بلدان أخرى أو دراسات تشخص مكانة

الجديدة. كان من الصعب تأكيد متى انخراط النساء في هذا المسار وإلى مدى يمثل.

مترشحتان لمؤتمر االتحاد العام التونسي للشغل في

دورته 23 : وسيلة العياشي ونعيمة الهمامي (جانفي 2017).

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

62

• "ميثاق المساواة داخل النقابات " وثيقة يلتزم بها االتحاد العام التونسي للشغل بموجبه بدمج مقاربة " الجندرة" في كل المحاوالت وتنقيح قانونه األساسي ونظامه الداخلي بما يساعد على إحالل المساواة في مستوى هيئاته القيادية وسلطات قراره، وجمع البيانات المصنفة حسب الجنس واعتماد إجراءات إيجابية لدعم تمثيلية النساء داخل هياكل االتحاد العام التونسي للشغل (نظام الحصة المقاعد المخصصة تفويض صالحيات اتخاذ القرار للجان المرأة. وتمكين النساء لتحمل مسؤوليات قيادية صلب هياكل االتحاد العام التونسي للشغل⁶⁰). ومن المؤكد أن هذا الميثاق يعتبر خطوة إلى تقريري معقول لها كان إذا المساواة إرساء اتجاه في هامة عمل وأرضية األمام

وأهداف مرقمة وخاضعة للتقييم المنتظم.

• إدراج إجراءات لفائدة النساء في القانون األساسي الجديد لالتحاد العام التونسي بين مساواة " للمنظمة األساسي القانون في المدرجة العامة المبادئ من للشغل. المواطنات والمواطنين" (الفصل 2 نقطة 4) ⁶¹. فقد تم تقديم توصيات بشأن التنقيحات الحصة نظام مثل إيجابية إجراءات شكل في القادم المؤتمر في للنقاش المقترحة (الفصل 3) حتى يتم تكوين لجنة المرأة على قاعدة االنتخاب، وأن يتم تمثيل النساء في مختلف هياكل القرار. هذا اإلجراء الذي لم يدخل حيز التنفيذ إالّ بعد مؤتمر جانفي 2017 وسوف يطبق على جميع الهياكل الوطنية والجهوية والمحلية والقطاعية (على صعيد المؤتمر والمجلس الوطني والهيئة اإلدارية الخ...) إضافة إلى هياكل المراقبة

(الفصول: 10 ــ 14 ــ 18 ــ و87).

استهدفت األخيرة السنوات خالل تنظيمها تم التكوينية الدورات من العديد • المناضالت والمناضلين، وتناولت مواضيع تتعلق بالحقوق االقتصادية واالجتماعية الجماعية، المفاوضات في المساواة ومسألة القيادة وفنون االتصال وتقنيات للنساء التشريعات والدولي، الوطني الصعيدين على التمثلية مسار في النساء ومشاركة الندوات هذه ساهمت وقد الخ.. الجنسين بين للمساواة المجسدة الدولية والمعايير للجان والتفاوضية المعرفية القدرات ودعم النسائية الكفاءات تكوين في والدورات

المرأة العاملة.

• قامت المنظمة أخيرا بإعداد دراسات لمزيد فهم واقع النساء والتفاوت بين الجنسين في سوق العمل. وكان آخر الدراسات أحد التحقيقات النادرة حول المرأة في القطاع غير المنظم ⁶² وواقع حقوقهن االجتماعية، وهو ما وفر قاعدة معلومات أثْرت مبادرة

المنظمة في دفاعها عن هذه الشريحة العمالية.

⁶⁰ ميثاق المساواة نشر في سنة 2016 بالنشرية الداخلية جدل قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات.⁶¹ وثيقة داخلية تتعلق بمشروع القانون األساسي لالتحاد العام التونسي للشغل والنظام الداخلي المؤتمر 23 (22 جانفي 2017 ص 3 )

⁶² المرأة التونسية في القطاع غير المنظم :الواقع و الحلول الممكنة من وجهة النظر النقابية .20

63

وفد من االتحاد العام التونسي للشغل في ضيافة النقابات األلمانية ( برلين 2014)

• بناء التحالفات مع النقابات األجنبية التي تعاضد الجهود الرامية للنهوض بالمساواة (أهم LO-Norvège الحصر، ال المثال سبيل على ونذكر النقابية. الهيكل في Nexus نيكسوس بالمائة) 50 نسبة صلبها النساء تمثل أين النرويجية النقابات ( إيملقيا رومانا ــ إيطاليا). كما أقيمت عالقات مع نقابات الخدمات وخاصة مع شبكة النقابات العالمية Global Union التي تضم 20 مليون عامال من قطاع الخدمات.

ويتبين من المالحظات والشهادات التي استمعنا إليها أن هناك دائما تباين بين خطابين والتضامن والديمقراطية االجتماعية العدالة بقيم (المذكر النقابيين القياديين خطاب والعمل الالئق الخ..) والممارسات وقد زادت التدخل في مجال المساواة. غير أن هناك لدى تظهر بدأت السائدة واألبوية الذكورية اإليديولوجيا في محتشمة تحوالت المناضلين الشبان، على أقليتهم، وكآباء جدد، تدعو لمراجعة توزيع األدوار بين النساء استعدادهم يعلنون هم بل التمييز على وقائم متكافئ غير يزال ال الذي والرجال لمراعاة أعباء شريكاتهم ومتطلبات الحياة العائلية، ويعبرون عن قبولهم بفكرة االتفاق على مدة النشاط النضالي اليومي بحسب مسؤوليات هذا وتلك في الحياة الخاصة، وال

يترددون في تقديم مصلحة أبنائهم قبل التزاماتهم النقابية.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

64

تكريم رابطة الناخبات التونسيات والمعهد العربي لحقوق اإلنسان لمؤسسات لجنة المرأة العاملة باالتحاد العام التونسي للشغل( مارس 2016)

3. المؤتمر 23 ، جانفي 2017 : خطوة هامة في اتجاه المساواة لكن "باالمكان احسن مما كان"

يشهد المؤتمر 23 الذي انعقد ما بين 22 و 26 جانفي 2017 عن الجهود التي بُذلت لفائدة النهوض بمكانة النساء في مراكز القرار. وقد جمع المؤتمر 547 نائبا من بينهم 37 امرأة و 49 مترشحا من ضمنهم 6 نساء (انسحبت واحدة منهن عشية المؤتمر).

وقد تقدم لهذا المؤتمر قائمتان متنافستان ضمت كل واحدة منهما مترشحة واحدة. وبعد 70 سنة وألول مرة عقب الرائدة شريفة المسعدي تّم انتخاب امرأة بالمكتب الوطني التنفيذي لالتحاد العام التونسي للشغل (من حصيلة 13 مقعدا). األمر يتعلق بنعيمة

الهمامي المدرسة والمناضلة التي عرفتها الساحة النقابية منذ سنين طويلة.

وهي التي ترشحت منذ 2002 أربع مرات متتالية لعضوية المكتب التنفيذي لتنتخب في النهاية بعد 14 سنة. كما تم انتخاب امرأتين بمناسبة هذا المؤتمر واحدة كعضوة الطفولة بقطاع عامل وإطار اجتماع عالمة مليتي، (فضيلة المالية المراقبة للجنة ومكونة باالتحاد العام التونسي للشغل)، واألخرى حميدة عكاري (نقابة المالية) في

لجنة النظام الداخلي.

65

أمام خيمة النساء النقابيات بمكان انعقاد المؤتمر 23 التحاد العام التونسي للشغل(جانفي 2017)

وسيلة عياشي كاتبة عامة مساعدةلالتحاد الجهوي للشغل بن عروس.

بختة جمور مناضلة نقابية في مكان انعقاد المؤتمر 23 (جانفي 2017)

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

66

هكذا تم قبول نظام الحصة، رغم معارضة عدد من النواب الرافضين له (90 نائبا صوتوا ضده) بعد أن قرر المؤتمر أن يتم انتخاب امرأتين على األقل في كل الهياكل

النقابية.

إن هذه النتائج، شأنها شأن النتائج األخرى كتلك المتعلقة بعدم مراكمة أكثر من دورتين القرار مراكز إلى والنفاذ المساواة درب على هامة خطوة جميعها تمثل متتاليتين

النقابي.

مناضالت نقابيات في مكان انعقاد المؤتمر 23 لالتحاد العام التونسي للشغل

روة عوادي مناضلة نقابية وإحدى منظمات حملة " مشاركات في النضال مشاركات في القرار"(7 ديسمبر 2016).

67

لكن هذه النتائج تبدو غير كافية بالنظر للقاعدة العمالية المتناصفة، حيث تمثل النساء اليوم أكثر من 50 بالمائة من مجموع المنتسبين لالتحاد العام التونسي للشغل. وكان الدؤوب وفي كل النساء وعملهن لتجند بالنظر أفضل النتائج تكون أن الممكن من المستويات وعلى امتداد تاريخ المركزية النقابية، وتشبثهن بمطالبهن، وبالنظر كذلك في عليه المنصوص التناصف ومبدأ المنظمة، طرف من المعلنة والقيم للمبادئ

الدستور.

قاعة سعيد قاقي بمقر االتحاد العام التونسي للشغل(7 ديسمبر 2016)

فضيلة مليتي مناضلة نقابية انتخبت في

المؤتمر 23 لالتحاد العام التونسي للشغل

كعضوة بلجنة المراقبة المالية الوطنية.

68

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

IIV.الثقافة النقابيةوالصدود امام المساواة

العمل النقابي ليس بالحقل المستقل، فهو شديد االرتباط بالحقل االجتماعي وبعالقات النفوذ التي تخترق كامل المجتمع. لذلك، ولفهم الثقافة النقابية ال بد لنا في ذات الوقت

من مساءلة ممارسات وتمثالت الفاعلين والفاعالت.

1. ثقل القوالب الجاهزة التمييزية

النقابية والسياسية للمرأة تؤكد الدراسات حول السلوكيات والمواقف تجاه المشاركة تباين المواقف االجتماعية بشأن أدوار النساء في الحياة العامة النقابية والسياسية.

درة بوزيد أول ُصحفية ومناضلة نسائية

وابنة شريفة المسعدي أول مناضلة نقابية.

69

وفي إحدى التحقيقات الميدانية التي قمنا بها، توجهنا بالسؤال التالي لعدد من أعضاء النقابات : "هل ستصوتون في االنتخابات القادمة المرأة؟" أجابت أغلبية ساحقة بنعم (82% للرجال و91% للنساء. لكنهم يرون أن مكان المرأة من األجدر أن يكون في عن صعود إما (%28) جهوية نقابة في (55%)أو القاعدية أو المحلية النقابات المرأة إلى المكتب التنفيذي الوطني فإن (17%) فقط أجابوا بنعم. وهو ما يعني أن النظرة النمطية للنوع االجتماعي والموقف االقصائي الموروث بشأن مشاركة النساء النقابيات في مركز القرار والقيادة مازالت سائدة حتى وإن أبدين جدارتهن والتزامهن

بالقضية النقابية وحتى وإن يمثلن، ونذكر بذلك، نصف مجموع المنتسبين.

عادة ما يكون التمييز تجاه المناضالت النقابيات، في مجال النفاذ إلى مراكز القرار داخل الهياكل نتيجة استثار الرجال ولمدة طويلة بالمسؤولية النقابية، ولجمع هؤالء وهي الخ.. االستقطاب لشبكات المتالكهم كذلك ولكن مسؤولية. من ألكثر أيضا عراقيل كثيرة تحول دون الحوكمة الديمقراطية داخل المركزية النقابية يضاف إلى مراكز من النساء ماكر بشكل تبعد التي واألبوية الذكورية الثقافة المكبالت، هذه

القرار.

70

هذا ما تؤكده هذه المناضلة النقابية من صفاقس: "في االتحاد العام التونسي للشغل ال ينقصنا النساء لكن وجودهن غير ظاهر للعيان. فهن ال يترددن على مقر االتحاد أما

الالتي يأتين أيام السبت واألحد فيشار إليهن بالبنان".

بمناسبة أو المؤسسات في الميداني للعمل تجنيدهن يقع ما عادة النقابيات فالنساء األمر يتعلق لما خاصة القرار أخذ من مقصيات يبقين لكنهن العامة المظاهرات باختيار أماكن وأوقات االجتماعات. ماعدا ذلك فهن مبعدات إلى الفضاء العائلي كما تؤكده هذه المناضلة األخرى: "النساء تقود اإلضرابات لكنهن ال يستطعن الذهاب إلى

االتحاد العام التونسي للشغل ألنهن مطالبات بالعودة إلعداد الطعام" نقابية من الكاف.

هذه ولمكانة والنساء، الرجال بدور المتعلقة االجتماعية والتمثالت الممارسات إن االخيرات في منظور تقاسم النفوذ، عادة ما تترجم في شكل صور محنطة ونمطية للنوع االجتماعي للمحافظة ولتأبيد التمييز وتهميش النساء. أما الخطابات التي تتحدث عن "عدم كفاءة" النساء في الوظائف القيادية قصد تبرير إبقائهن في وضع التعبية

وكبح طموحهن الذي يعود إلى سنوات طويلة.

2. تعلّة "عدم كفاءة" النساء في مراكز النفوذ

إن العامة ⁶³ الحياة في التونسيات مشاركة حول سابق دراسّي عمل في بينا لقد الحقل من وفاعالت فاعلون تشيدها في يساهم اجتماعي بناء السياسية الكفاءات

السياسي أو النقابي ومن المجتمع بصفة عامة.

تقتضي " ومعرفية تقنية "كفاءة الكفاءات: من مستويات ثالث بين التمييز ويجدر بورديو) يقصده الذي بالمعنى سياسية (تقاليد العمل لمجال خاصة ثقافة اكتساب كمعرفة أسماء الشخصيات والقياديين الحاليين والسابقين واإللمام بالمشاكل والمهارة في الخطاب وفي اتخاذ موقف سياسي والقدرة على االختيار. ويمكن أن تكون الكفاءة قانونية بمعنى المهارة المعترف بها قانونيا لرجل أو المرأة لكي يتصرف بهذه الطريقة

في وضعية معينة.

وأخيرا "البعد االجتماعي" للكفاءة والذي من خالله يمكن للمجتمع أن يمنح للرجال المنزلي العمل للنساء ويترك المأجور والعمل العامة والحياة السياسي النشاط

واألنشطة غير المرئية أو تلك العالئقية والعاطفية.

ويساهم هذا البناء االجتماعي في تشكيل الهوية النقابية للنوع االجتماعي وتعيد إنتاج االختالف والتقسيم االجتماعي للعمل النضالي بين الجنسين. وقد كشفت العديد

⁶³ درة محفوظ "التونسيات والعمل السياسي بعد الثورة " منشورات كريديف. 20 اُنظر خاصة أطروحة صالح الحمزاوي " الممارسات النقابية والنفوذ النقابي" من

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

71

من الدراسات السابقة أن الفاعل النقابي هو "كل متناقض" ⁶⁴ متكون من مجموعات فترات األزمة استنفارهما في يمكن المرجعي القيم واإلطار نفس يتقاسمون وأفراد لمواجهة المخاطر التي تأتي من الخارج. لكن، ومن جهة أخرى، فإن الثقافة النقابية والموروث الثقافي يمكن أن يوثر في تشكيل الهويتين الذكورية واألنثوية مدعمين بذلك وعلى التقنية. األدوار وللنساء باألحرى السياسية األدوار للرجال الجندرة: ظاهرة والخطابات السلوكيات مع التجانس من شيئا التنظيمية الثقافة تقتضي آخر، صعيد نتائجها والتي من والمناضلين المناضالت تبدو كشرط إلدماج والتي بها المسموح تهميش األصوات والخطب المزعجة وعادة ما تكون أصوات وخطب النساء من هذا

القبيل.

وقد أظهرت الشهادات جيدا أن للنساء تصور مختلف للعمل النقابي وألشكال العمل وأساليب التصرف: ”لنعد إلى واقعنا“ .. فالفعل النقابي ال يعني استعراض العضالت: إنه ملفات وقضايا ووسائل لإلقناع وهو احترام من يقف أو يجلس أمامك وهو رفض البذاءة. أننا أصحاب مشروع ونعرف جيدا معضلة الصناديق االجتماعية التي كانت لقد جرمنا األمين أيضا سياسات... لكن هناك مطمورة روما. هناك سوء تصرف للشغل هناك التونسي العام االتحاد داخل أن في يقال األوصاف. بكل ونعتنا العام مبادئ وقيم لكن الواقع أن الكلمة لألقوى وعلينا االستكانة والخنوع. " (كاتبة عامة

ــ القطاع الخاص).

للمساواة والمنتصرة التحررية النظرة بين كثيرا تردد اآلراء في كما سجلنا خالفا والنظرة األبوية والتسلطية للرجال:

يريدون والرجال تمثلهن نساء يردن النساء الشديد: متفقين مع األسف لسنا "امرأة ال ترى وال تتكلم وتكتفي بالتنفيذ"( مسؤولة نقابية من القطاع الخاص).

العديد من المناضالت لهن مواقف نقدية صريحة:

" على الحركة النقابية التونسية اليوم أن تكون قادرة على تعصير نفسها بنفسها و التسيير طريقة هو تغييره يجب ما المرئي. الجزء سوى النساء مركز يمثل ال والرؤية ومجاالت العمل وطرقه . هناك أشياء ال بد من إعادة تحديدها. يكفي أن نرى متوسط عمر أعضاء الهيئة اإلدارية البعض منهم أكثر من 15 سنة في المسؤولية

..، وهذا يعتبر نقطة سوداء في حّد ذاته"(مسؤولة نقابية من قطاع الصحة) .

⁶⁴ اُنظر خاصة أطروحة صالح الحمزاوي " الممارسات النقابية والنفوذ النقابي: من أجل سوسيولوجيا اإلطارات النقابية ( الحالة

التونسية) التي ناقشها بباريس . 7 ــ 2013.

72

والمعايشة عليها اطلعنا التي والوثائق أجريناها التي االستجوابات قاعدة وعلى اللصيقة للوسط النقابي، الحظنا في أكثر من مناسبة أن المنظمة النقابية ما تزال متخلفة بالنسبة لمبادئ المساواة التي تدعو لها في عالم الشغل وبالنسبة لمستلزمات الوضع االجتماعي والسياسي الجديد. لم تكف مشروعيتها المرتبطة بتاريخها النضالي العريق المضطهدين وجه في واآلن وهناك هنا تطرح التي المشاكل فض على وقدرتها والمستضعفين، لم تكف لخلق وعي بضرورة اعتبار المشاكل النسوية كمشكل سياسي

وبضرورة توجيه النضال النقابي للمنظمة لمقاومة النظام االجتماعي األبوي.

المنتخبات في المؤتمر 23 لالتحاد العام التونسي للشغل :نعيمة الهمامي (المكتب التنفيذي)، فتيحة مليتي (لجنة المراقبة المالية)،

حميدة عكاري (لجنة النظام الداخلي).

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

73

أصبح تأنيث النقابات والعمل النقابي اليوم أمرا معترفا به من قبل الجميع، مناضلين ومناضالت حتى وإن بقيت الهياكل والهيئات تحت الهيمنة الذكورية.

فالنساء بحضورهن ومشاركتهن ونضالهن، ورغم العراقيل العديدة والمتنوعة داخل النظام أوصال في يحدثن رجات فتئن ما النقابات، وفي الشغل عالم وفي المجتمع األبوي والنقابي ويدفع المناضالت والمناضلين وبقوة لمراجعة األفكار المسبقة بشأن

الواقع النقابي.

ولكي يصبح االتحاد العام التونسي للشغل منسجما مع مبادئه ومتصالحا مع محيطه ومتماشيا مع التطور المجتمعي، عليه أن يولي االهتمام الكافي والالزم لقضية النساء، وإدراج العامالت من كل األصناف ضمن أولوياته (وخاصة األكثر حرمانا وهشاشة منهن والعامالت الريفيات أو الالتي يشتغلن في القطاع غير المنظم وعامالت المنازل وداخل خارج المناضالت النقابيات النساء بحقوق الكافية اإلحاطة وذلك، الخ..)،

المنظمة.

يمكن التحفيزية اإلجراءات بعض وأهمية جدوى المقارنة التجارب أثبتت وقد االستئناس بها وإخضاعها للتجربة واالختبار، كفرض مثال حضور امرأة على كل ثالث نواب في المؤتمر الوطني أو تغيير أنظمة الهياكل النقابية في اتجاه تشجيعها

على تطبيق مبدأ التناصف في المسؤوليات.

القيام المدني، المجتمع من األساسيين الفاعلين مع بالتعاون للنقابات يمكن كما بمبادرات واتخاذ إجراءات تطوعية من أجل النهوض بالمساواة والتناصف وإرساء ديمقراطية حقيقية، والعمل على تكوين منظمات نقابية ومهنية دامجة وممثلة لجميع المتساكنين الذين تتوفر فيهم الشرعية االجتماعية التي تمنح المواطنات والمواطنين

إمكانية التمتع بحقوق جديدة في العمل وفي المجتمع.

واعتبار الوظيفة االجتماعية، يمكن لالتحاد العام التونسي للشغل أن يلعب دورا هاما لفائدة حقوق النساء والعامالت. فبإمكانياتها تنمية عالقات التضامن في الداخل كما في الخارج من أجل مقاومة كل أشكال التمييز واإلقصاء والهيمنة الذكورية. فالنساء أثبتن

أنهن فاعالت أساسيات في التغيير في ظل عالقات النفوذ االجتماعية.

IIIV.الخاتمــة والتوصيــات

74

بالتقيد بتقاليد النضال التاريخية والمساوتية لرواد الحركة العمالية والنقابية والفكرية كالطاهر حداد أو مناضالت مخلصات مثل شريفة المسعدي، يمكن للنقابيين أن يلعبوا اليوم دورا حاسما في مقاومة الظلم االجتماعي والظلم الجندري ، وإضافة إلى تشجيع النساء لتحمل المناصب القيادية في مراكز القرار وبشكل فعلي يمكن لهم، باالعتماد على المكاسب التشريعية والدستورية لوضع مخطط من أجل المساواة يسمح بتحسين مكانة المرأة داخل الهياكل النقابية ودعم تمثيليتهن بل وتيسير مهمة إقرار مقاربة أفقية للمساواة التي من شأنها، إضافة إلى المساواة، أن تدمج موضوع النوع االجتماعي في أماكن في الجنسين بين التمييز (النضال ضد النقابات وسلوكيات إستراتجية كامل بين األجر في المساواة الجماعية، المفاوضات في المساواة مطلب دمج العمل، الجنسين، تيسير إجراءات التوفيق بين مستلزمات العمل ومستلزمات العائلة وتنظيم

وقت العمل بما يراعي متطلبات األمومة والحياة الشخصية.

التونسيات في الشغل والحركة النقابية التونسيات في الشغل والحركة النقابية

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

75

IX+ . مراجع تكميلية

Sylvie Contrepois,Syndicats : la nouvelledonne. Enquêtesociologique au coeurdu bassin industriel,Syllepse Paris 2003.

Yannick Le Quantrec,Les militantessyndicales : uneégalité à faire vivre. InRevue InternationaleSens Public, Articlepublié en ligne2009/05

Olivier Fillieule etall. Les syndicats etl’égalité des sexes(SynEga), FondNational suissepour la recherchescienti�que, Mai 2014.

Ada GARCIA (Dir.),Les femmes dans lessyndicats : la nouvelledonne, Une recherchesur les femmes et laprise de décisionsdans les organisationssyndicales. Etudede la littérature etenquête auprès desorganisations a�liéesà la ConfédérationEuropéenne desSyndicats

ICEF, Les femmesdans les syndicats.Rapport d’enquêtede la Division desTravailleuses de l’ICFsur l’OrganisationSyndicale dans lesBranches de l’ICEF,Genève 1981.

76

التونسيات في الشغل والحركة النقابية التونسيات في الشغل والحركة النقابية

Dorra Mahfoudh, Lasyndicalisation desfemmes en Tunisie, inPeuples méditer-ranéens44-45 Juil.Déc. 1988,pp.29-47

Dorra MahfoudhDraoui, Crise duchômage, crised’identité, le cas desouvrières du textile enTunisie, in Genre etpolitiques néolibérales,Edit.AFARD/DAWN/FEMNET, Rabat 2006

Dorra Mahfoudhet Amel Mahfoudh,Mobilisations desfemmes et mouvementféministe en Tunisie,in Nouvelles questionsféministes «Féminismesau Maghreb», Vol.33,N°2/2014, pp.14-33

Dorra MahfoudhDraoui, Tunisienneset action politiqueen contexte postrévolu-tionnaire. Edition CREDIF. Tunis 2015.

Dorra Mahfoudh Draoui(Coord.) et all., Versun renouveau syndical.Diagnostic quantitatif del’UGTT par ses cadres,Publication Départementdes études et de ladocumentation, UGTT/F.F.Ebert. Novembre2006 (145 pages enarabe et en français)

Dorra Mahfoudh Draoui(Coord.) et all., Regardssur la réalité de l’UGTTà travers les textes etles témoignages vivants.Publication Départementdes études et de ladocumentation. UGTT/F.F.Ebert, Novembre2006 (270 pages enarabe)

77

Ali Mahjoubi, Lemouvement syndicaltunisien entre la luttesociale et le combatpolitique. Edit. Nadhar,Tunis 2015 (en arabe)

Fadhila Melliti, Ladomination masculine,un obstacle à l’actionsyndicale des femmestravailleuses, Mémoirede maitrise (3ièmeannée), Faculté desSciences Humaines etSociales de Tunis, Année2014-2015. (en arabe)

Femmes et Réalités« Histoires de femmes«UGTT, depuis 51ansune seule femme à laC.A. : Chérifa Messadi»,in Femmes et Réalités,Tunis, Février 2002

Observatoire Nationalde l’Emploi et desQuali�cations :Transition vers lemarché du travaildes jeunes femmes ethommes en Tunisie. BIT:juin 2014

Frédéric Rey etFrançois Sarfati(Coord.), Syndicats sansfrontières. SociologiesPratiques, n°19, 2009.

Rachel Silvera, Le dé�de l’égalité hommes/femmes dans lesyndicalisme, http://www.cairn.info/revue-mouvements- 2006-1-page-23.htm

78

X.رسوم وصور

مؤتمر االتحاد العام التونسي للشغل ماي 1949 " الحرية باالتحاد" شريفة المسعدي وعلى يمينها فرحات حشاد وعلى يسارها محمود

المسعدي وحبيب شطي

مسيرة االتحاد العام التونسي للشغل سنة 1949

X.رسوم وصورالتونسيات في الشغل والحركة النقابية

79

إطالق الحملة لتعزيز المرأة في القيادة النقابية (اإلتحاد العم التونسي للشغل. نوفمبر 2016)

" وحدة االتحاد العام التونسي للشغل هي وحدة العامالت والعمال" من اليسار إلى اليمين: خير الدين بوصالح، ليلى حمروني، درة محفوظ، إسماعيل السحباني.

80

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

81

82

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

أول معلقة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس ( تصوير مرشاوي)تظاهرة ثقافية نظمتها النساء بالنادي الثقافي لدراسة وضع النساء

( 7 و 8 مارس 1980).

83

معلقة 8 مارس 1982 (كاريكاتور مرشاوي)التي العالي للتعليم الوطنية النقابة نظمته الذي للمرأة، العالمي اليوم مارس، 8 أول كان الجواد عبد وجنيدي للشغل، التونسي العام لالتحاد العام األمين البكوش الطيب يترأسها الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، درة محفوظ الكاتبة العامة المساعدة وسعاد التريكي

وحفيظة شقير عن نقابة كلية الحقوق والعلوم االقتصادية.

84

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

معلقة: إضراب نساء قطاع الصحة مع فرحات حشاد (1951) غالف نشرية لجنة قضايا ـ 1984) المرأة العاملة باالتحاد العام التونسي للشغل وموضوعها تقييم أنشطة سنتي (1983ـ

والمتضمنة لقائمة ال 55 من المناضالت المؤسسات.

85

معلقة الحملة المتعلقة بتواجد النساء في سلطة القرار.شعار الحملة " المرأة النقابية كفاءة قيادية ". اُساند تواجد النساء في سلطات القرار ولتقنين

مبدأ الحصة في هياكل االتحاد (عرضت على التوقيع من طرف مشاركات في الحملة).

86

التونسيات في الشغل والحركة النقابية

االتصالمنظمة فريدريش ايبرت

4 نهج بشار ابن برد 2078 المرسى[email protected] : البريد االكتروني

تصميم وطباعةBEBOX

نقل الي اللغة العربيةمنجي عماميعالم اجتماع