api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_6381/bookfile/nawfeel.docx · Web viewكتاب النكاح 2/160، سنن النسائي حديث رقم 3939. ). ومن هنا كان

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

النوافل التي لم تشرع فيجماعة أقسامها. وأحكامهاد. عبد الحسيب سند عطية

الطبعة األولىم2001هـ - 1422

الناشر/ مكتبة ومطبعة الغدللطبع والنشر والتوزيع

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

بسم الله الرحمن الرحيممقدمة البحث

الحمد لله والصالة والسالم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ،،، فالصالة هي آكد أركان اإلسالم الخمسة بعد الشهادتين.

وهي عماد الدين وغرة الطاعات. اجتمع فيها من أنواع الطاعات ما لم يجتمع في غيرها من أنواع العبادات. ولهذا قال صلى الله عليه

. (1)وسلم: »وجعلت قرة عيني في الصالة« ومن هنا كان اعتناء والة األمر بإلزام الرعية بها، فقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يكتب إلى عماله: »إن أهم أمركم

عندي الصالة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها. (2)كان لما سواها أشد إضاعة«

وقد امتدح الله تبارك وتعالى المؤمنين بإقامتهم للصالة فقط:منون )} AمؤAلح ال Aأف A1قدAفي صالتهم Aالذين هم )

فما لهمA وذم الكافرين بتركهم لها فقال سبحانه: }(3){خاشعونمنون Aجدون(20)ال يؤ Aآن ال يس AقرAهم الA(4){ وإذا قرئ علي

إن الAمنافقينوذم المنافقين بعدم اهتمامهم بها فقال سبحانه: }الة قاموا يخادعون الله وهو خادعهمA وإذا قاموا إلى الص

Sكرون الله إال قليالA(5){كسالى يراءون الناس وال يذ. وإذا كان للصالة هذه المنزلة الهامة في اإلسالم، فإن األمر ال يقف

عند حدود الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة، وإنما يتعداها إلى صالة النافلة، باعتبار أنها متممة للفريضة، وجابرة

لنقصانها. ولما كان لصالة النافلة هذه المنزلة، فقد أفردت بحثي هذا

للحديث عن أحكامها. وقد رأيت العلماء في كالمهم عن صالة الناقلة قسموها إلى

وقسم آخر يسن صالته(6)قسمين: قسم ال يسن صالته في جماعة رواه الحاكم والنسائي وقال الحاكم عنه: هذا حديث صحح على شرط)(1

، سkkنن النسkkائي حkkديث رقم2/160مسkkلم المسkkتدرك. كتkkاب النكkkاح 3939.

ط دار المدني. 249الطرق الحكمية البن القيم ص )(2. 201سورة المؤمنون اآلية )(3. 21، 20سورة االنشقاق اآلية )(4. 142سورة النساء اآلية )(5 المعنى أن من السنة أال تكون هذه النوافkkل في جماعkة، لحث رسkkول)(6

الله صلى الله عليه وسkkلم النافلkkة في الkبيت، فkإن صkالها المسkلم في جماعة جازت بال كراهية القتداء ابن عباس بالنبي صلى الله عليه وسkkلم في بيت خالتkkه ميمونkkة في التهجkkد. »متفkkق عليkkه« لكن ينبغي أال يتخkkذ

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

في جماعة، فقصرت بحثي القسم األول، باعتبار أن الفقهاء قد خصوه بباب مستقل بينوا فيه كل ما يتعلق بأقسام هذا النوع

وأحكامه بالتفصيل، وأما ما شرع في جماعة، فإنهم قد أفردوا لكل صالة منها بابا مستقال، كصالة الكسوف، واالستسقاء وغير ذلك.

وقد راعيت في عرضي األحكام هذا الباب أن يكون تناولي ألحكامه في أسلوب سهل ميسور، مبتعدا عن التعقيد في عرض المسائل

الفقهية، ومرجحا ما رأى رجحانه بالدليل الشرعي، بعيدا عن التعصبات المذهبية التي تتناقض والروح السمحة التي تتميز بها

شريعة اإلسالم،. راجيا من الله تعالى أن ينفع بهذا العمل كل منيطلع عليه، وأن يعينني على العمل بما كتبت، إنه سميع مجيب.

الباحث

ذلك سنة راتبة في النوافل ألن رسول اللkkه صkkلى اللkkه عليkkه وسkkلم لم يصلها في جماعة إال مرات معدودة، وكان أكkkثر تطوعkkه منفkkردا. راجkkع:

ط دار1/220 ط مكتبة الرياض الحديثة، مغني المحتkkاج 2/142المغني ط مكتبkkة السkkنة64الفكر، االختبارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية ص

المحمدية.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

خطة البحث قسمت بحثي هذا إلى فصل تمهيدي، وفصلين

رئيسين: الفصل األول: في أقسام النوافل التي لم تشرع

في جماعة. وفيه أربعة مباحث:

المبحث األول: في السنن الراتبة المقترنةبالصلوات الخمس.

المبحث الثاني: في السنن الراتبة غير المقترنةبالفرائض.

المبحث الثالث: في النفل بسبب. المبحث الرابع: في النفل المطلق.

الفصل الثاني: في األحكام العامة لصالة التطوع. وفيه مبحثان:

المبحث األول: في كيفية صالة التطوع. المبحث الثاني: في الشروع في النافلة بعد

الشروع في اإلقامة.

فصل تمهيدي في التعريف بصالة النافلة

وفيه مطلبان: المطلب األول: في معنى صالة النافلة.

المطلب الثاني: في الترغيب في صالة النافلةوحكمة مشروعيتها.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

المطلب األولفي معنى صالة النافلة

النافلة في اللغة: الزيادة، سميت بذلك ألنها زائدة عما فرضه الله تبارك وتعالى. والتنفل التطوع. ولذلك سميت هذه الصالة بصالة

. (1)التطوع أيضا والتطوع في اللغة التبرع وهو أيضا معنى(2)والنافلة في اصطالح الفقهاء: ما زاد على الفرض

التطوع عندهم. ويرادف التطوع والنفل أيضا، السنة والمندوب والمستحب عند

بعض علماء الشافعية والحنابلة. وأما الحنفية فيفرقون بين النفل، والسنة، والمستحب أو المندوب.

فالصلوات المسنونة عندهم هي الصلوات الملحقة بالصلوات المكتوبة وأما صالة التطوع أو النافلة، فهي ما عدا ذلك من

الصلوات التي شرعت لنا، دون معاقبة من الشارع على تركها. وأما المندوب أو المستحب من النوافل أو السنن، فهو الذي لم

. (3)يواظب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما المالكية فعندهم أن ما عدا الصلوات المفروضة على ثالثة

أقسام: القسم األول: صالة النافل أو التطوع، وهي ما زاد على الفرض

وعلى السنة وعلى الرغيبة. والقسم الثاني: السنة وهي: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم

وأظهره حالة كونه في جماعة، وداوم عليه ولم يدل دليل علىوجوبه.

والقسم الثالث: الرغيبة، وهي ما رغب فيه الشارع وحده ولم .(4)يجعله في جماعة. وهذه تحتل مرتبة وسطا بين السنة والمندوب

لسان العرب البن منظور، ومختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الkkرازي)(1مادة: طوع، ومادة: نفل.

ط دار الفكر، تصحيح الفروع الشيخ عالء الkkدين1/219مغني المحتاج )(2 مطبعة المنار مصر. وعرفها بعض الحنفية بأنها زيkkادة1/317المقدسي

عبادة شرعت لنا ال علينا، فتح الوهاب – شرح تحفة الطالب لحسkkين بن ط على نفقkkkة بعض المحسkkkنين. وعرفهkkkا بعض1/55محمkkkد المكي

الشkkافعية بأنهkkا مkkا رجح الشkkارع فعلkkه على تركkkه، وجkkاز تركkkه، روضkkة ط المكتب اإلسالمي. 1/326الطالبين

ومkkا بعkkدها ط دار الكتkkاب العkkربي – بkkيروت ط1/284بدائع الصkkنائع )(3 وهذا هkkو مkkذهب بعص الشkkافعية أيضkkا. روضkkة1/55ثانية، فتح الوهاب

. 1/326الطالبين . 147، 1/145بلغة السالك على الشرح الصغير للشيخ أحمد الصاوي )(4

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

والواقع أن هذا االختالف إنما هو في االصطالح فقط، وال مشاحة فيه، حيث إنهم متفقون على أن بعض المسنونات آكد من بعض

قطعا. ونحن هنا إذ نتكلم عن النوافل إنما نعني بها المعنى األول، الذي

يشمل كل ما عدا الفرائض.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

المطلب الثانيالترغيب في صالة التطوع وحكمة مشروعيتها

روي عن ربيعة بن مالك األسلمي أنه قال: »قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: »سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة،

بكثرة(1)فقال أو غير ذلك؟ قلت: هو ذلك، قال: فأعني على نفسك والمراد بالسجود هنا صالة النافلة، حيث إن السجود هنا(2)السجود«

كناية عن الصالة لكونه غير مرغوب فيه على انفراده، وإنما قصرنا المعنى على النوافل دون الفرائض لكون اإلتيان بالفرائض ال بد

منه لكل مسلم، وإنما أرشد صلى الله عليه وسلم شيء يختص به.(3)لينال ما طلبه

والتطوع يكمل به صالة الفريضة يوم القيامة إن لم يكن المصلى أتمها فقد روي عن تميم الداري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: »إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صالته،

فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن لم يكملها قال الله تعالى لمالئكته: هل تجدون لعبدي تطوعا لتكملون به ما ضيع من

.(4)فريضته، ثم الزكاة مثل ذلك ثم سائر األعمال على حسب ذلك« ويفسر هذا الحديث حديث آخر أخرجه الحاكم في الكنى عن ابن عمر مرفوعا: »أول ما افترض الله على أمتي الصلوات الخمس،

وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عليه الصلوات الخمس، فمن كان ضيع شيئا منها يقول الله تبارك

وتعالى: »انظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صلوات تتمون بها ما نقص من الفريضة؟ وانظروا صيام عبدي شهر رمضان، فإن كان ضيع شيئا منه فانظروا، هل تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون بها ما نقص من الصيام؟ وانظروا في زكاة عبدي، فإن كان ضيع

شيئا منها فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمون بها ما نقص من الزكاة؟ فيؤخذ ذلك على فرائض الله، وذلك برحمة الله وعدله، فإن وجد له فضل وضع في ميزانه، وقيل له ادخل الجنة مسرورا، وإن لم يوجد له شيء من ذلك أمرت الزبانية فأخذت

.(5)بيديه ورجليه ثم قذف في النار

أي على نيل مراد نفسك. )(1 ط شkkركة2/51)(رواه مسkkلم، كتkkاب الصkkالة – بkkاب فصkkل الحسkkود 2

اإلعالنات الشرقية. ط مكتبة الجمهورية للنشر والتوزيع. 2/3سبل السالم )(3 ، ورواه الحاكم في المستدرك – كتkkاب866رواه أبو داود، حديث رقم )(4

. 1/263الصالة .19/ 2سبل السالم )(5

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

الفصل األولأقسام النوافل التي لم تشرع في جماعة

بقنسم هذا النوع من النوافل إلى سنن راتبة مقترنة بالصلوات الخمس، وسنن راتبة غير مقترنة بها، ثم النفل بسبب، ثم النفل

المطلق. ولسوف نفصل الكالم في كل هذه األنواع في عدة مباحث على

النحو التالي: المبحث األول: في السنن الراتبة المقترنة بالصلوات الخمس.

المبحث الثاني: في السنن الراتبة غير المقترنة بالفرائض. المبحث الثالث: في النفل بسبب.

المبحث الرابع: في النفل المطلق.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

المبحث األولالسنن الراتبة المقترنة بالفرائض الخمس

ومعنى أنها راتبة: أنها تؤدى يوميا مع الصلوات الخمس بال انقطاع، وهذه تنقسم إلى قسمين: سنن مؤكدة ال ينبغي تركها وسنن

أخرى مستحبة غير مؤكدة. فأما السنن المؤكدة: فهي عشرة واظب عليها المصطفى صلى

الله عليه وسلم ولم يدعها في الحضر أبدا، وهي: ركعتان قبل الصبح، وركعتان قبل الظهر وبعده، وركعتان بعد المغرب وركعتان

بعد العشاء. واألصل في ذلك: ما رواه عبد الله بن عمر قال: حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صالة الصبح، وكانت ساعة ال يدخل على النبي صلى الله علهي وسلم فيها، حدثتني حفصة أنه كان إذا

. هذا هو الحد األدنى(1)أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين المتفق عليه بين الفقهاء، ومذهب الحنفية وبعض الفقهاء أن

السنن الراتبة المؤكدة اثنتا عشرة ركعة، بإضافة ركعتين أخريينقبل الظهر ليصير العدد أربعا.

واستدلوا بحديث السيدة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم . وأيضا بحديث(2)كان ال يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة

أم حبيبة بنت أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في

.(3)الجنة« والجمع بين حديث ابن عمر المتقدم وحديث عائشة فيما يتعلق

بسنة ما قبل الظهر والتي واظب عليها رسول الله صلى الله عليه:(4)وسلم ممكن من وجوه

أحدها: أن يقال أن هذه زيادة علمتها عائشة ولم يعلمها ابن عمر، حيث كان رسول الله عليه وسلم يصليها مثنى، اثنتين في البيت

قبل خروجه إلى المسجد واثنتين في المسجد، فرأى ابن عمر ما في المسجد دون ما في البيت، واطلعت عائشة على األمرين

فحكى كل منهما ما شاهده.

ط1/204رواه البخاري – كتاب الكسوف. باب الركعتين قبkkل الظهkkر )(1دار المنار.

. 1/205رواه البخاري كتاب الكسوف باب الركعتين قبل الظهر )(2 رواه مسلم – كتاب الصالة – باب فضل السنن الراتبkkة قبkkل الفkkرائض)(3

ط مؤسسة الطباعة القاهرة. 2/161وبعدهن ط دار إحيkkاء الkkتراث، سkkبل السkkالم3/45راجع في ذلك: فتح البkkاري )(4

ط دار الكتب العلمية. 1/97 ط دار زهران، زاد المعاد 2/5

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

الثاني: أيضا يمكن التوفيق بين الحديثين بأن يقال إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى في بيته صلى أربعا وإذا صلى في

المسجد صلى ركعتين. الثالث: أن يقال أن هذه األربع لم تكن سنة الظهر بل هي صالة

مستقلة كان يصليها بعد الزوال. الرابع: واألولى أن يقال إنه كان تارة يصليها اثنتين، وتارة يصليها

أربعا.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

األحكام الخاصة بركعتي الفجر ركعتا الفجر هما آكد هذه الركعات، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحافظ على سنة الفجر أشد من محافظته على جميع (1)السنن الرواتب حتى إنه لم يكن يدعها هي والوتر سفرا أو حضرا

ولم ينقل عنه في السفر أنه صلى الله عليه وسلم صلى سنة وقد ورد في الترغيب فيهما وفي المحافظة عليهما(2)راتبة غيرها

حديثان صحيحان: األول: عن عائشة قالت: »لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم

.(3)على شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر« والثاني: عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »ركعتا

.(4)الفجر خير من الدنيا وما فيها« وقد نقل عن الحسن البصري القول بوجوب هاتين الركعتين

استدالال بحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه(5)قال: »ال تدعوا ركعتي الفجر وإن طردتكم الخيل«

استدالله بهذا الحديث، أن النهي عن تركهما حقيقة في التحريم، وما كان تركه حراما كان فعله واجبا، وال سيما مع تعقيب ذلك بقوله ولو طردتكم الخيل، فإن النهي عن الترك في مثل هذه الحالة الشديدة التي يباح ألجلها الكثير من الواجبات يدل على

.(6)الوجوب واألولى اعتبارها نافلة كرأي جمهور الفقهاء، لكون السيدة عائشة سمتهما من النوافل كما ورد في الحديث السابق، ولقول رسول

الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن عباس: »ثالث هي علي.(7)فرائض وهن لكم تطوع: النحر، والوتر، وركعتا الفجر«

)(وهاتان الركعتان هما اللتان يطلق عليهما صkkالة الرغيبkة عنkkد المالكيkkة1 .1/147وفي قول إنهما من السنة، بلغة السالك على الشرح الصغير

. 1/81 ط دار الكتب العلمية 1/81زاد المعاد )(2 متفق عليه واللفظ للبخاري، صحيح البخاري – كتkkاب الكسkkوف أبkkواب)(3

ط دار المنار، صkkحيح مسkkلم –1/203التطوع، باب تعاهد ركعتي الفجر . 2/160كتاب الصالة – باب استحباب ركعتي الفجر

. 2/160صحيح مسلم – كتاب الصالة – باب استحباب ركعتي الفجر )(4. 1258رواه أبو داود حديث رقم )(5 ط دار التراث القاهرة. 3/19نيل األوطار )(6 رواه الحاكم وسكت عنه. وقال الkkذهبي: »غkkريب منكkkر«، المسkkتدرك)(7

ط دار الكتkkاب1/300للحاكم مع تلخيصه للحافظ الذهبي – كتاب الوتر العربي.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

ويستحب تخفيف ركعتي الفجر، لما روي عن عائشة قالت »كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صالة

. (8)الصبح حتى إني ألقول هل قرأ فيهما بأم الكتاب« والحكمة من تخفيف القراءة في ركعتي الفجر هي المبادرة إلى

صالة الصبح في أول الوقت كما جزم به القرطبي، أو هي استفتاح صالة النهار بركعتين خفيفتين كما كان يصنع في صالة الليل،

ليدخل في الفرض أو ما شابهه في الفضل بنشاط واستعداد تام،. (2)وقد قال بذلك الحافظ في الفتح

وعمال باستحباب التخفيف فيهما روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر »قل يا أيها الكافرون،

.(3)وقل هو الله أحد« وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في األولى منهما: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا، اآلية

التي في البقرة، وفي اآلخرة منهما آمنا بالله واشهد بأنا.(4)مسلمون«

وباستحباب قراءة سورتي الكافرون واإلخالص ذهب كثير من ،(5)الفقهاء منهم الشافعية والحنابلة، وكثير من الصحابة والتابعين

وخالف في ذلك الحنفية والمالكية. فمذهب الحنفية أنه يكره أن يخصص شيئا من القرآن لشيء من الصلوات، لما فيه من هجر

.(6)الباقي، وإيهام التفضيل وأما المالكية فلمذهبهم عدم القراءة فيهما إال بأم القرآن فقط

. وهذا مما ال يصح االحتجاج به إذ(7)استدالال بحديث عائشة المتقدم ليس فيه إال شك عائشة، وهذا ال يدل على ما ذهبوا إليه، إذ معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطيل القراءة في غيرها من الصلوات فلما خفف في قراءة ركعتي الفجر صار كأنه لم يقرأ

.(8)بالنسبة إلى غيرها من الصلوات« ، صkkحيح مسkkلم1/203متفق عليه واللفظ للبخkkاري. صkkحيح البخkkاري )(8

2/106 . ط دار إحياء التراث بيروت. 3/35فتح الباري )(2 ، أبkkو داود حkkديث رقم2/161)(رواه مسkkلم وأبkkو داود، صkkحيح مسkkلم 3

1256 . هامش. 1259، وأبو داود – حديث رقم 2/161رواه مسلم )(4 ط دار الشkkعب الفkkروع البن مفلح مطبkkوع في1/128األم للشkkافعي )(5

ط مطبعkkة المنkkار1/416كتاب تصحيح الفروع ألبي الحسkkن المقدسkkي .3/20 هk نيل األوطار 1339سنة

ط مصطفى الحلبي. 1/55الهداية )(6 ط مصطفى الحلبي. 1/205بداية المجتهد )(7.3/21، نيل األوطار 3/63فتح الباري )(8

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

االضطجاع بعد ركعتي الفجر ورد في االضطجاع بعد ركعتي الفجر حديثان صحيحان عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم: األول: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

.(1)»إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع عن يمينه« والثاني: عن عائشة قالت: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن من صالة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن،

.(2)قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه األيمن« وفي رواية البخاري عن عائشة »أن النبي صلى الله عليه وسلم

.(3)كان يصلي ركعتين فإن كنت مستيقظة حدثني وإال اضطجع« وقد أخذ ابن حزم من الحديث األول وجوب الضجعة، وأبطل ومن

. وذهب بعض الفقهاء(4)معه من أهل الظاهر صالة الفجر بتركها إلى كراهية الضجعة، ومن هؤالء: عبد الله بن مسعود وابن عمر

. وهو مذهب(5)في أحد النقلين عنه، وهو رواية عن اإلمام أحمد اإلمام مالك إذا فعلها استنانا ال تروحا. لمخالفته لعمل أهل

وقد أجاب هؤالء عن هذين الحديثين بمحاولة الطعن في(6)المدينة صحة حديث أبي هريرة حتى قال ابن تيمية: ليس بصحيح، ألنه

. لكن الحق كما(7)تفرد به عبد الرحمن بن زياد، وفي حفظه مقال قال الحافظ ابن حجر وغيره أنه تقوم به الحجة ال سيما وقد

. (8)سانده حديث عائشة الذي في الصحيحين واألولى: أن يقال كما ذهبت طائفة من العلماء أن االضطجاع

مشروع على سبيل االستحباب ال على سبيل الوجوب ألن حديث أبي هريرة وإن ورد بصيغة األمر إال أن حديث عائشة قد صرف

األمر عن الوجوب إلى الندب في قولها »فإن كنت مستيقظة حدثني وإال اضطجع«. وقد نقل القول بذلك عن جمع من الصحابة

والتابعين والشافعي وأصحابه، إال أن البيهقي قد روى عن الشافعي أن االضطجاع ليس مقصودا لذاته، وإنما المقصود

الفصل بين ركعتي الفجر والفريضة، ومن ثم فإن السنة تتحقق

.420رواه الترمذي وصحيحة. سنن الترمذي. حديث رقم )(1. 1/165رواه مسلم )(2 رواه البخkkاري – كتkkاب الكسkkوف – بkkاب الحkkديث بعkkد ركعkkتي الفجkkر)(3

1/203 . ط مطبعة اإلمام مصر. 3/143المحلى )(4. 3/22، نيل األوطار 2/127المغني )(5.1/149، بلغة السالك مع الشرح الصغير 1/125)(المدونة الكبرى 6 ط مؤسسة الرسالة. 1/319زاد المعاد )(7. 3/21، نيل األوطار 3/33راجع: فتح الباري )(8

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

بكل ما يحصل به الفصل من قعود أو تحدث أو مشي أو غير . لكن المختار أن االضطجاع بعينه سنة كما ذهب النووي(1)ذلك

وغيره وال يغني عنه المشي أو غير ذلك. ومن السنة أيضا أن يكون االضطجاع على الشق األيمن، قال ابنحزم: فإن تعذر على األيمن فإنه يومئ، وال يضطجع على األيسر. والحكمة من تقييد االضطجاع بالشق األيمن: أن القلب معلق في الجانب األيسر فإذا اضطجع على الجانب األيسر غلبه النوم، وإذا

.(2)اضطجع على األيمن قلق لقلق القلب

المرجعين السابقين. )(1. 3/143، المحلى 3/142نيل األوطار )(2

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

السنن غير المؤكدة بعد أن استعرضنا السنن الراتبة المؤكدة التي واظب عليها

المصطفى صلى الله عليه وسلم نعرض فيما يلي السنن المستحبة التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغب

فيها، ولكنه لم يتعهدها تعاهده للسنن المؤكدة. وهذه السنن هي:

أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها: – 1 وذلك لما روي عن أم حبيبة قالت سمعت النبي صلى الله عليه

وسلم يقول: من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرمه وهل المراد هنا أربع ركعات غير االثنتين اللتين(1)الله على النار«

مر ذكرهما أم أنهما من األربع؟ الحديث يحتمل األمرين كما ذكر صاحب سبل السالم، وإن كان األولى أن يحتسب االثنتين من األربع فيكون إتيان المصلي باثنتين أخريين مكمال لألربع، ألنه

يصدق عليه في هذه الحالة أنه صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعده.: أربع ركعات قبل العصر – 2

وذلك لما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:.(2)»رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا«

ركعتان قبل المغرب: – 3 لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: »صلوا

قبل صالة المغرب، ثم قال: صلوا قبل صالة المغرب، ثم قال عند.(3)الثالثة: لمن شاء« كراهية أن يتخذها الناس سنة

أربع ركعات أو ست بعد صالة العشاء: – 4 لما روى عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل علي إال صلى أربع ركعات أو

والحديث محتمل كما سبق وبينا في األربع التي(4)ست ركعات.«قبل الظهر وبعده.

رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غkkريب. راجعkkه في حkkديث رقم)(1. 1/312 ورواه الحاكم في كتاب صالة التطوع 472

. ورواه الترمذي وقkkال: حسkkن غkkريب1271وراه أبو داود حديث رقم )(2.430سنن الترمذي حديث رقم

. 1281. وأبو داود حديث رقم 1/205رواه البخاري )(3. 1303رواه أبو داود. حديث رقم )(4

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

المبحث الثانيالسنن الراتبة غير المقترنة بالفرائض

ويشمل هذا القسم من النوافل الصلوات التالية:أوال. صالة الوتر:

.(1)وهي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء ويرى أبو حنيفة في رواية أنها فرض، وفي رواية أنها واجبة وفي

رواية ثالثة أنها سنة، وهو رأي أبي يوسف ومحمد. (2)والمعتمد عند الحنفية هي الرواية الثانية بأن الوتر واجب

واستدلوا على ذلك بما يأتي: – عن عبد الله بن بريدة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم1

. (3)قال: »الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا قالها ثالثا« – ما روي عن أبي بصرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم2

قال »إن الله عز وجل زادكم صالة فصلوها فيما بين العشاء إلى.(4)الصبح الوتر الوتر«

ووجه الداللة من هذين الحديثين وما شابههما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بهذا الصالة، ومطلق األمر للوجوب، وأيضا فإنه قد سماها في الحديث الثاني زيادة، والزيادة على الشيء ال

.(5)يتصور إال من جنسهأدلة الجمهور:

استدل الجمهور بما وي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: »ثالث هي علي فرائض وهن لكم تطوع: النحر، والوتر

.(6)وركعتا الضحى« وأيضا فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: فأعلمهم أن الله قد اقترض

، الكافي في فقه أهkkل المدينkkة3/30، نيل األوطار 2/13)(سبل السالم 1. 2/159، المغني 1/118 ط مكتبة الرياض الحديثة، المهذب 1/255

ط دار الكتاب العربي، فتح الوهkkاب شkkرح تحفkkة1/270بدائع الصنائع )(2 ط بعض المحسنين. 1/55الطالب

ورواه الحاكم دون تكرار وقkkال: هkkذا1419رواه أبو داود، حديث رقم )(3. 1/305حديث صحيح

ط1/206رواه المنذري. راجع: الترغيب والترهيب للحافkkظ المنkkذري )(4دار الحديث.

. 1/271بدائع الصنائع )(5 رواه البيهقي وقال: في إسناده أبو جناب الكلkkبي وهkkو ضkkعيف، وكkkان)(6

يزيد بن هارون يصدقه ويرميه بالتدليس. السنن الكبرى – كتkkاب الصkkالة ط دار الفكkkر ورواه المنkkذري وقkkال: أحkkد1/468– باب أن الوتر تطوع

ط دار1/206إسنادي أحمد رواتkkه رواة الصkkحيح: الkkترغيب والkkترهيب الحديث.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة« وقد كان ذلك قبل وفاتهصلى الله عليه وسلم بقليل.

وأجاب الجمهور عما استدل به أبو حنيفة بأن أكثرها ضعيف. وأيضا فإن ابن المنذر قد روى عن أبي أيوب حديثا بلفظ: الوتر حق

وهذا يناقض دعواهم بأن المراد بالحق في(1)وليس بواجب« الحديث الواجب، فيحمل ما استدل به أبو حنيفة إذن على بيان

تأكيد هذه الصالة، ويحمل ما استدل به في التوعد على تركها على.(2)أنه للمبالغة في ذلك للتأكيد

وبناء على هذه المبالغة في تأكيد صالة الوتر وجدنا اإلمام أحمد يصف من يتركها عمدا بأنه رجل سوء، وال ينبغي أن تقبل له

.(3)شهادة وبذلك تظهر فضيلة صالة الوتر، كما ظهر من قبل فضيلة ركعتي الفجر، وبأنهما من آكد السنن الراتبة. ويقودنا ذلك إلى التساؤل

عن أي منهما هي األفضل من األخرى؟ والواقع أن العلماء غير متقن على إجابة واحدة على ذلك: فاإلمام

الشافعي في الجديد يرى أن الوتر أفضل، واحتج بكونه مختلفا على وجوبه، وسنة الفجر مجمع على كونها سنة فكان الوتر أوكد، وهذا هو الرأي األصح عند الحنابلة، وبه قال المالكية حيث اعتبروا

. (4)ركعتي الفجر من الرغائب، والوتر من السنن، وهي أعلى منزلة وكان من مذهب الشافعي في القديم أن سنة الفجر آكد لقوله

صلى الله عليه وسلم »صلوها ولو طردتكم الخيل« وألن عددها محصور ال يزيد وال ينقص فأشبهت المكتوبة وهذا هو رأي بعض

. (5)الحنابلة واألولى من ذلك أن يقال: إنهما سواء في الفضيلة، وهذا الرأي

.(6)منقول عن ابن تيمية وبعض الشافعيةصفة صالة الوتر

اختلف الفقهاء في عدد ركعات الوتر وفي صفة أدائها اختالفا كبيرا فمنهم من يرى أن أقل الوتر ركعة. وأكثره إحدى عشرة على

.(7)اختالف الروايات في مذهب الشافعي وأحمد.3/29نيل األوطار )(1. 2/161)(المغني 2. 2/161المغني )(3 .1/148بل إن الوتر عندهم هو آكد السنن على اإلطالق، بلغة السالك )(4. 2/116، المغني 1/119المهذب )(5 وفي ذلك يقول ابن تيميkة »سkنة الفجkر تجkkري مجkkرى بدايkة العمkkل،)(6

والوتر خاتمته، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي سنة الفجر ط مؤسسة الرسالة. 1/316والوتر بسورتي اإلخالص« زاد المعاد

. 1/411، تصحيح الفروع 1/382روضة الطالبين )(7

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

ومنهم من يرى أن الوتر ثالث ركعات ال يفصل بينهن بسالم ويجلس للتشهد وسطهن كصالة المغرب وهذا هو رأي الحنفية

ومنهم من يرى أن الوتر ركعة من شرطها يسبقها(1)والهادوية شفع، وهذا هو رأي اإلمام مالك، فيكون أقل المشروع عنده ثالث

.(2)ركعات يفصل بينهن بسالم والسبب في اختالف الفقهاء حول هذه المسألة يعود إلى كثرة

اآلثار الواردة في ذلك، ومخالفة بعضها بعضا. فيدل لرأي الشافعية والحنابلة بأن الوتر ركعة ما روي عن ابن

عباس وابن عمر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وأيضا فقد روي عن عبد الله بن(3)»الوتر ركعة من آخر الليل«

عمر – رضي الله عنهما – أن رجال سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صالة الليل فقال: »صالة الليل مثنى، فإذا خشي أحدكم

.(4)الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى« وأما الحنفية والهادوية فقد استدلوا على قولهم بأن صالة الوتر ثالث ركعات كصالة المغرب بما روي عن عائشة قالت: »كان

رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثالث ال يسلم إال في وقد أجيب عن ذلك بما روى عن أبي هريرة عن النبي(5)آخرهن«

صلى الله عليه وسلم أنه قال: ال توتروا بثالث، أوتروا بخمس أو.(6)سبع، وال تشبهوا بصالة المغرب«

وقد حاول الحافظ في الفتح أن يجمع بين أحاديث الثالث والنهي عنها بحمل النهي على صالة الثالث بتشهدين كصالة المغرب

.(7)وتجويز الثالث موصولة بتشهد واحد خالفا لما يقول به الحنفية واستدل اإلمام مالك على مذهبه بأن رسول الله صلى الله عليه .(8)وسلم لم يوتر قط إال في أثر شفع، فرأى أن ذلك من سنة الوتر (9)ويرى الجمهور أن ذلك شرط كمال الوتر، وليس بشرط لصحتها

ط دار زهران. 2/24، سبل السالم 1/55فتح الوهاب )(1 ط عيسى الحلبي. 1/125موطأ مالك )(2. 2/173)(رواه مسلم – كتاب المساجد – باب صالة الليل مثنى مثنى 3. 1/176رواه البخاري – كتاب الجمعة – باب ما جاء في الوتر )(4 وانظkkر1/304رواه الحاكم وصححه الذهبي – المستدرك مع التلخيص )(5

.1/71 ط المطبعة األميرية، بدائع الصنائع 1/72االختبار لتعليل المختار رواه الحاكم وقkkال صkkحيح على شkkرط الشkkيخين المسkkتدرك – كتkkاب)(6

. 1/304الوتر . 2/385فتح الباري )(7 ط1/201، بدايkkة المجتهkkد 1/259الكkkافي في فقkkه أهkkل المدينkkة )(8

مصطفى الحلبي. ويؤيد ذلك حديث أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:)(9

»الوتر حق، فمن شاء فليوتر بخمس، ومن شاء فليkوتر بثالث ومن شkاء

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

والواقع أن السنة قد وردت بركعة، وبثالث، وبخمس، وبسبع، وبتسع، وبإحدى عشرة، وبثالث عشرة، فقد روي عن عبد الله بن

أبي قيس قال قلت لعائشة: »بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟ قالت »كان يوتر بأربع وثالث، وست وثالث، وثمان

وثالث، وعشر وثالث، ولم يكن يوتر بأنقص من سبع وال بأكثر من وقد ذكرنا سابقا أحاديث صحيحة تثبت أن الوتر(1)ثالث عشرة«

جائز بركعة وبثالث ال يفصل بينهن بسالم، كما قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في رواية أم سلمة أنه كان يوتر بسبع أو بخمس ال

كما قد ثبت في رواية عن عائشة(2)يفصل بينهن بتسليم وال كالم« أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر

. (3)بركعة وكثرة الروايات في ذلك تدل على أن الكل جائز، وأنه وإن كان

أقل الوتر ركعة فإن أدنى الكمال فيه ثالث يفصل بينهن كما ورد في بعض الروايات، أو ال يفصل بينهن كما ورد في غيرها. وإن كان األولى أن ال يجلس للتشهد في وسطهن خروجا من الخالف، ومن

النهي الوارد في ذلك. ويستحب أن يقرأ في صالة الوتر إذا صلى ثالثا بسبح في الركعة األولى، وفي الثانية بk»قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة »يقل هو الله أحد، والمعوذتين« لما روي عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك األعلى، وفي الركعة الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد،

.(4)وال يسلم إال في آخرهن«وقت صالة الوتر:

وقت صالة الوتر عند جمهور الفقهاء من بعد صالة العشاء إلى ، وذلك لما روى عن خارجة بن حذافة قال: خرج(5)طلوع الفجر

علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال: »إن الله

فليوتر بواحدة« رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح اإلسناد المستدرك. 1/302كتاب الوتر

. 1362رواه أبو داود حديث رقم )(1. 1192رواه ابن ماجة. حديث رقم )(2. واللفظ لمسلم. 1/199. والبخاري 2/165رواه مسلم )(3 ،1/235)(رواه النسkkائي – كتkkاب قيkkام الليkkل – بkkاب كيkkف الkkوتر بثالث 4

ط دار الكتب العلمية. 236 ، دليkkل الطkkالب على1/222، مغkkني المحتkkاج 1/202بدايkkة المجتهkkد )(5

ط ثالثة. منشkkورات المكتب37مذهب أحمد، الشيخ محمد بن مانع ص اإلسالمي.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

أمدكم بصالة هي خير لكم من حمر النعم، والوتر جعله الله لكم. (1)فيما بين صالة العشاء إلى أن يطلع الفجر«

وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال »أوتروا قبل. (2)أن تصبحوا«

وخالف اإلمام أبو حنيفة الجمهور في بداية وقت الوتر، حيث ذهب إلى أول وقته هو وقت العشاء، إال أنه شرع مرتبا عليه حتى ال

يجوز أداؤه قبل صالة العشاء مع أنه وقته، لعدم توفر شرطه وهو الترتيب ما لم يكن ناسيا، وذلك كوقت أداء الفريضة، إذ هو ذاته

. (3)وقت الفائتة لكنه شرع مرتبا عليهويتفرع على هذا الخالف ما يأتي:

– لو صلى رجل العشاء على غير وضوء وهو ال يعلم، ثم توضأ1 فأوتر ثم تذكر، أعاد صالة العشاء باالتفاق، وال يعيد صالة الوتر عند

أبي حنيفة خالفا للجمهور. أما وجوب إعادتها عند الجمهور، فألنه صالها قبل وقتها، وأما عدم إعادتها عند أبي حنيفة، فألن وقت

الوتر يدخل بدخول وقت العشاء، غاية األمر أنه يجب أداؤه مرتبا على صالة العشاء، إال أن هذا الترتيب يسقط كما ذكرنا سابقا في

.(4)حالة النسيان – إذا جمع المصلي بين المغرب والعشاء جمع تقديم، كان له أن2

يوتر وإن لم يدخل وقت العشاء عند الجمهور، لدخول وقته بصالة.(5)العشاء، وخالفا ألبي حنيفة

والمستحب عند الجميع أن يكون الوتر في آخر الليل، لما روي عن عائشة قالت: »من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه.(6)وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر« وهذا ما لم يخف أال يقوم من آخر الليل، فإن خاف أال يقوم من

آخر الليل، استحب أن يوتر أوله، وذلك لما روى عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »أيكم خاف أال يقوم من آخر

الليل فليوتر. ثم ليرقد، ومن وثق بقيام من الليل فليوتر من آخره،.(7)فإن قراءة آخر الليل محضورة، وذلك أفضل«

هل يجوز نقض الوتر؟ . 452رواه الترمذي وقال: حديث غريب. سنن الترمذي حديث رقم )(1 .32/174رواه مسلم - كتاب المساجد، باب صالة الليل مثنى مثنى )(2 ومذهب أبي يوسف ومحمد كمذهب الجمهور في ذلك – بدائع الصkkنائع)(3

1/272 .المرجع السابق. )(4. 1/222مغني المحتاج )(5. 1/171، صحيح البخاري 2/168متفق عليه. صحيح مسلم )(6 )(رواه مسkلم – كتkkاب المسkاجد – بkاب من خkkاف أن ال يقkkوم من آخkر7

. 1/174الليل

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

إذا أوتر الرجل، ثم نام، ثم قام لينتفل من الليل، فقد ذهب بعض العلماء إلى أن عليه أن ينقض وتره، وذلك بأن يصلي في أول

تنفله ركعة تضاف إلى ركعة الوتر التي صالها قبل ذلك، فيصير الوتر شفعا، ثم ينتفل ما شاء الله له أن ينتفل، ويوتر بواحدة في آخر صالته، وهذا هو مذهب ابن عمر من الصحابة وبعض الفقهاء،

واستدلوا بما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم وبما روي عن على قال:(1)قال: اجعلوا آخر صالتكم بالليل وترا«

الوتر ثالثة أنواع، فمن شاء أن يوتر أول الليل أوتر ثم استيقظ فشاء أن يشفعها بركعة ويصلي ركعتين ركعتين حتى يصبح ثم يوتر

فعل، وإن شاء صلى ركعتين حتى يصبح وإن شاء أوتر آخر.(2)الليل«

وذهب أكثر العلماء إلى أن من أوتر، ثم أراد التنفل بعد ذلك فمن المستحب أال ينقض وتره، ويصلي شفعا شفعا حتى يصبح واحتجوا،

بحديث طلق بن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وأيضا فقد روت أم سلمة أن(3)وسلم يقول: »ال وتران في ليلة«

.(4)النبي صلى الله عليه وسلم كان يركع ركعتين بعد الوتر« وقد حمل أصحاب الرأي األول هاتين الركعتين على أنهما ركعتا

الفجر، وهذا ال دليل عليه، بل األولى حملهما على أن الرسول الله. (5)صلى الله عليه وسلم فعلهما لبيان جواز التنفل بعد الوتر

والرأي الثاني هو األولى باالتباع في هذه المسألة لرجاحة أدلته وأما ما استدل به المخالفون من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم »واجعلوا آخر صالتكم بالليل وترا« فإنه محمول على من

أوتر آخر الليل. وأيضا فإن الوتر ال ينقلب نفال بتشفيعه، والتنفل بواحدة غير

. (6 )معروف في الشرع ويستحب أن يصلي الوتر في رمضان في جماعة بعد صالة

وفي هذه(7)التراويح. نص على ذلك الحنفية والشافعية والحنابلة. 2/173، مسلم 1/177متفق عليه. صحيح البخاري )(1. 3/37رواه البيهقي. السنن الكبرى – كتاب الصالة )(2.469رواه الترمذي وقال: حسن غريب، سنن الترمذي حديث رقم )(3 رواه الترمذي وقال: وقد روى نحو هذا عن أبي أمامkة وعائشkة، وغkkير)(4

.470واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، سنن الترمذي حديث رقم ط المطبعة المصرية. 6/21صحيح مسلم بشرح النووي )(5 ، وينبغي على المسkkلم أال1/204، بدايkkة المجتهkkد 2/23سبل السkkالم )(6

يجعل من تهجده بعد صالة الوتر متعمدة ألن رسول الله صلى الله عليkkه وسلم صلى الركعتين بعد الوتر مرات قليلة لبيان جواز ذلك ولم يواظب

على ذلك. . 2/169، مغني 1/223، مغني المحتاج 1/70الهداية )(7

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

الحالة لو أحب متابعة اإلمام، وأحب في ذات الوقت أن يوتر من آخر الليل فإنه ال يسلم مع اإلمام، ويقوم فيصلي ركعة أخرى

يشفع بها صالته مع اإلمام، وهذا قد نص عليه اإلمام أحمد. وهو وإن كان جائزا في رأي من يجيز اختالف نية المأموم واإلمام، فهو

ال يحوز عند غيرهم كالحنفية، وللمصلي مندوحة عن ذلك بما ذكرناه من جواز التنفل بعد الوتر، أو تأخير الوتر كلية بعدم متابعة

اإلمام فيه خروجا من الخالف.القنوت في الوتر وفي غيره:

والقنوت يراد به هنا: الدعاء في الصالة في محل مخصوص من القيام. وقد اتفق الفقهاء على عدم مشروعية القنوت في أربع من

منها. فأما الصلوات(1)الصلوات لغير سبب واختلفوا في اثنتين المتفق على عدم مشروعية القنوت فيها فهي الظهر والعصر

والمغرب والعشاء.واختلفوا في القنوت في صالة الصبح والوتر.

فأما القنوت في الوتر: فهو مشروع عند أكثر العلماء، لما روى عن الحسن بن علي عليهما السالم قال: علمني رسول الله صلى الله

عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر. اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي وال يقضى عليك إنه ال

.(2)يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت« ومذهب الحنفية وبعض الشافعية، وجمهور الحنابلة أن القنوت مشروع في الوتر في جميع السنة، من غير فرق، بين رمضان

وغيره، غير أنه عند أبي حنيفة واجب، وعند غيره من الصاحبين.(3)والحنابلة والشافعية سنة

ويرى الشافعية في المعتمد من مذهبهم، والحنابلة في رواية أن (4)القنوت في الوتر، مشروع فقط في النصف األخير من رمضان«

واستدلوا بما روي أن عمر – رضي الله عنه – جمع الناس على أبي بن كعب وكان يصلي لهم عشرين ليلة وال يقنت إال في النصف

(5)الباقي من رمضان. وذهب اإلمام مالك في المشهور من مذهبه إلى عدم جواز القنوت

في الوتر مطلقا ال في رمضان وال في غيره. وهذا مخالف

. 2/329)(فتح الباري 1 رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسkkن، سkkنن الترمkkذي – حkkديث رقم)(2

463.. 2/151، المغني 1/222، مغني المحتاج 1/273بدائع الصنائع )(3. 3/44، نيل األوطار 2/151، المغني 1/222مغني المحتاج )(4. 1429، 1428رواه أبو داود حديث رقم )(5

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

لألحاديث الصحيحة في ذلك ومنها حديث الحسن السابق وحديث علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول

في آخر وتره: »اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك، ال أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت

.(1)على نفسك« وأما القنوت في الصبح: فقد ذهب الشافعية والمالكية إلى

مشروعيته، واستدلوا على مذهبهم بحديث ورد عن أنس بن مالكبروايات متعددة:

– ففد روي عنه قوله: »إن رسول الله صلى الله عليه وسلم1.(2)قنت شهرا يدعو على أحياء من أحياء العرب ثم تركه«

– وروي عنه: »أن النبي صلى الله ليه وسلم قنت شهرا يدعو2 على قوم من العرب بأسمائهم ثم تركه، فأما الصبح فلم يزل

.(3)يقنت حتى فارق الدنيا« وأما الحنفية والحنابلة فقد ذهبوا إلى أن القنوت ال يشرع في صالة

واستدلوا بما روي عن أبي(4)الصبح، وهذا هو قول أكثر العلماء مالك األشجعي قال: قلت ألبي: يا أبت: إنك قد صليت خلف

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي بالكوفة نحوا من خمس سنين أفكانوا يقنتون في الفجر

وهذا الحديث هو نص في المسألة، إذ لو(5)فقال: أي بني محدث. كان القنوت مشروعا في صالة الصبح لفعله الرسول صلى الله

عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون من بعده، ولما قال عنه أحدالصحابة أنه بدعة.

وأما حديث أنس الذي استدل به الشافعية ومن معهم على مشروعية القنوت في صالة الصبح فهو مضطرب كما رأينا، إذ وجدنا أن بعض رواياته تقتضي أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم تركه بعد شهر وأن سبب قنوته كان الدعاء على قوم أو لهم، وهذا ليس محل النزاع. وأما رواية )فأما الصبح فلم يزل

يقنت حتى فارق الدنيا( فقد أجيب عنها من وجوه منها: أن أنسا نفسه قد نفى هذه الرواية حين قيل له: )إن قوما يزعمون أن

ورواه الحاكم في المسkkتدرك وقkkال:1427رواه أبو داود، حديث رقم )(1. 1/306حديث صحيح اإلسناد، المستدرك، كتاب الوتر

. 2/137)(رواه مسلم 2 رواه البيهقي وصححه وطعن فيه المارديني راجع: السنن الكبرى معkkه)(3

.2/201الجوهر النقي . 2/154، المغني 1/73، االختبار 1/2873بدائع الصنائع )(4 .402رواه الترمذي وقال: حسن صحيح سنن الترمذي حديث رقم )(5

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الفجر فقال: كذبوا، (1)إنما قنت شهرا واحدا يدعو على حي من أحياء المشركين(.

وأيضا فقد روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت فاختلفت األحاديث عن أنس(2)إال إذا دعا لقوم أو دعا على قوم«

واضطربت فال يقوم لمثل هذا حجة وقد حمل بعضهم حديث أنس (3)في القنوت في صالة الصبح على إطالة القيام بعد الركوع.

القنوت في النوازل: القنوت في النوازل مشروع، لما ذكرنا من الروايات المتعددة في

ذلك، ولما روي عن أبي هريرة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء إذ قال: سمع الله لمن حمده، ثم قبل أن

يسجد قال، اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين

.(4)كسني يوسف« وإلى ذلك ذهب الشافعية والحنابلة. ومذهب الحنفية عدم

مشروعية القنوت إال في الوتر، واحتجوا بأن تركه رضي الله عنه للدعاء على حي من أحياء العرب بعد شهر يدل على نسخه

، حيث ورد عن(5)باإلجماع كما نسخ القنوت في المغرب باإلجماع البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في

وهذا يرد عليه بأنه ال يلزم اإلجماع على(6)صالة المغرب والفجر. نسخه في صالة المغرب نسخه في صالة الصبح أو مطلقا، بدليل

وقوع الخالف في القنوت في صالة الصبح. والمشروع في قنوت النوازل عند الحنابلة أن يكون في صالة

الصبح دون غيرها من الفرائض، وفي صالة الوتر دون غيرها من النوافل، ألنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وال عن أحد

(7)من الصحابة القنوت في غير الفجر والوتر. ونحن نقول: بل قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قنت في جميع

الصلوات المفروضة للنوازل. فعن ابن عباس قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا

متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل. 2/346رواه ابن خزيمة، انظر نيل األوطار )(1.1/361رواه ابن خزيمة وصححه، سبل السالم )(2. 1/360سبل السالم )(3. 1/178رواه البخاري )(4. 1/273)(بدائع الصنائع 5 رواه مسkkلم – كتkkاب الصkkالة – بkkاب اسkkتحباب القنkkوت في جميkkع)(6

، ورواه الترمkkذي وصkkححه2/137الصلوات إذا نزلت بالمسkkلمين نازلkkة .401حديث رقم

. 2/155المغني )(7

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

صالة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة اآلخرة يدعو عليهم على أحياء من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من

.(1)خلفه«محل القنوت:

القنوت مشروع في آخر ركعة من الصالة باتفاق الفقهاء وأما هل هو قبل الركوع أو بعده فاألحاديث الواردة في قنوت النوازل تدل

في مجموعها على أنه مشروع بعد الركوع، وأما فيما عدا ذلك وهو القنوت في الصبح أو الوتر، فقد تضاربت الرواية فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلف عمل الصحابة في ذلك، مما

فقد روي(2)يدل على جوازه قبل الركوع أو بعده بال تعيين في ذلك عن حميد عن أنس أنه سئل عن القنوت، في صالة الصبح، أقبل

ويستحب إذا(3)الركوع أم بعده؟ فقال: بل كنا نفعله قبل وبعد« قنت قبل الركوع أن يرفع يديه ويكبر ثم يقنت، نقل ذلك عن

الحنفية وبعض الفقهاء، ونقل عن البعض من الشافعية وغيرهمعدم استحباب الرفع عند القنوت.

ألفاظ القنوت: للقنوت ألفاظ مخصوصة يستحب للمصلي أن يأتي بها، وأولى هذه األلفاظ مما ذكرناه في حديث الحسن المتقدم »اللهم اهدني إلى

آخر الحديث. ومن هذه األلفاظ أيضا ما روي عن علي بن أبي طالب – رضي

الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره »اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من

عقوبتك وأعوذ بك منك، ال أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على. (4)نفسك«

ومن ذلك ما روي عن عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة وهو المختار عند المالكية »اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك

ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونخنع لك، ونثني عليك الخير كله نشكرك وال نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم

إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك،.(5)ونخاف عذابك الجد، وإن عذابك بالكافرين ملحق«

. 1443رواه أبو داود حديث رقم )(1.2/392فتح الباري )(2.639، شرح السنة للبغوي حديث رقم 1183رواه ابن ماجة حديث )(3 ، والحkkkاكم وصkkkححه. المسkkkتدرك1427)(رواه أبkkkو داود حkkkديث رقم 4

.3566، والترمذي حديث رقم 1/306 رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح اإلسkkناد. المسkkتدرك: كتkkاب)(5

، قوانين األحكام الشرعية1/116. وانظر: المهذب k،211 1/210الصالة ، ونخنkkع: أي نخضkkع، ونحفkkد أي نعمkkل، والجkkد:2/153. والمغني 69ص

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

ويستحب إذا كان إماما أن يجهر بالدعاء ويؤمن من خلفه إال في الثناء، فإن من خلفه يشاركه فيه، إذ ال يصلح التأمين على ذلك

ويذهب المالكية وبعض الحنفية إلى أن(1)وهذا هو مذهب الجمهور المستحب لإلمام والمأموم والمنفرد على السواء أن يقنت سرا

يةS إنه ال يحبلقوله تعالى } Aا وخفSع ادAعوا ربكمA تضر. (2){الAمعAتدين

وهل يسن الصالة والسالم على النبي صلى الله عليهوسلم في نهايته؟

اختلف النقل في ذلك عن العلماء، واألصح أنه سنة. وإذا لم يكن المصلي حافظا لدعاء مأثور أجزأه أن يقرأ آية من

القرآن تتضمن دعاء أو شبهه كآخر البقرة، فإن لم يكن حافظا آلية فيها دعاء أجزأه أن يدعو بما شاء، على أال يأتي بدعاء يشبه كالمالناس ليخرج من خالف الحنفية بفساد صالته في هذه الحالة. ولكن ال ينبغي للمصلى أن يطيل القنوت على المعتاد، فإن أطال

(3)القنوت عن ذلك كره.ما يقوله المصلي بعد الوتر من األدعية:

يستحب للمصلي أن يقول عقب وتره: »سبحان الملك القدوس ثالثا ويرفع بها صوته في الثالثة لما روي عن أبي بن كعب قال: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال:

.(4)سبحان الملك القدوس« وعن عبد الرحمن بن أبزي قال: كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يوتر بسبح اسم ربك األعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وإذا أراد أن ينصرف من الوتر قال: سبحان الملك

(5)القدوس ثالث مرات، ثم يرفع صوته بها في الثالثة«ثانيا: صالة التراويح في رمضان:

التراويح: مأخوذة من المراوحة، وهي مفاعلة من الراحة، يقال راوح الفرس بين رجليه إذا رفع إحداهما وترك األخرى يستريح

بذلك من طول القيام. وأصلها في الشرع ما روي من حديث عائشة قالت: »كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربع ركعات في الليل ثم يتروحضد الهزل، وملحق بالكسر والفتح بمعنى الحق، المرجعين السابقين.

. 1/274، بدائع الصنائع 1/116، المهذب 2/154المغني )(1 ، قوانين األحكام1/274 وراجع: بدائع الصنائع 55سورة األعراف اآلية )(2

.70ص . 1/273، بدائع الصنائع 1/167مغني المحتاج )(3.1430رواه أبو داود حديث رقم )(4 راجkkع سkkنن النسkkائي – كتkkاب قيkkام الليkkل – بkkاب القkkراءة في الkkوتر)(5

3/354 .

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وقيل إن أصلها في الشرع: أن أهل المدينة(1)فأطال حتى رحمته« أرادوا مساواة أهل مكة، فإن أهل مكة كانوا يطوفون بالبيت سبعا

بين كل ترويحتين فجعل أهل المدينة مكان كل سبع أربع.(2)ركعات«حكمها:

صالة التراويح سنة مؤكدة باتفاق الفقهاء وذلك لما يأتي: – روي عن أبي هريرة أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه1

وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول: (3)»من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه«

– وعن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم2 قال »إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننت

لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم (4)ولدته أمه«

مشروعية الجماعة في صالة التراويح: يستحب صالة التراويح في المسجد في جماعة عند أكثر العلماء مع جوازها على انفراد، واألصل في ذلك فعل رسول الله صلى

الله عليه وسلم ثم إجماع صحابته من بعده. – فأما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما روته عائشة1

– رضي الله عنه – قالت: »أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد فصلى بصالته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله

صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: »رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إال أني خشيت أن تفرض عليكم، وذلك

(5)في رمضان« – وأما إجماع الصحابة فما روي عن عبد الرحمن القارئ قال:2

خرجت مع عمر بن الخطاب في رمضان إلى المسجد فإذا الناس متفرقين يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي(6)أوزاع

بصالته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤالء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصالة قارئهم، فقال عمر: نعمت

)(رواه البيهقي وقال: تفرد به المغkkيرة بن زيkkاد، وليس بkkالقوي، السkkنن1.2/497الكبرى كتاب الصالة

. 1/167المغني )(2 كتاب الصوم. 1/342، والبخاري 2/177رواه مسلم )(3. 4/158رواه النسائي – كتاب الصيام )(4. 1/342، البخاري 2/177متفق عليه واللفظ لمسلم، صحيح مسلم )(5أوزاع: جماعات. )(6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يعني آخر (1)الليل، وكان الناس يقومون أوله.

وقد أقر ذلك الصحابة رضوان الله عليهم من غير نكير فكان إجماعا. وأما قول عمر نعمت البدعة، فإنه يقصد جمع المسلمين

على إمام واحد في هذه الصالة، وقد بينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك إقامتها في جماعة إال خشية أن تفرض علينا،

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »اقتدوا باللذين من (2)بعدي أبي بكر وعمر«

ومذهب الحنفية أن صالتها في المسجد جماعة على الكفاية، فلو. (3)تركها أهل مسجد أساءوا

عدد ركعاتها: ذكرنا سابقا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يزيد في صالة الليل في رمضان، وال في غيره على إحدى عشرة ركعة في

رواية وعلى ثالثة عشرة في رواية أخرى. غير الوتر.(4)وجمع عمر الناس حين جمعهم على عشرين ركعة

(5)واستحب جماعة من العلماء ستا وثالثين ركعة غير الوتر. واألولى أن يقال إن المتفق عليه هو مشروعية صالة التراويح وأما عدد ركعاتها فلم ترد به سنة، فيترك ذلك بحسب نشاط المصلين،

ونفس األمر ينطبق على القراءة فيها. وينبغي أن يصلي التراويح مثنى مثنى، ويتروح بين كل أربع ركعات

. (6)منها، ألنه هكذا صلى أبي بالصحابة، وهو عادة أهل الحرمين

. 1/342رواه البخاري. كتاب الصوم )(1 . ورواه البغوي بلفظه3623)(رواه الترمذي بمعناه وحسنه. حديث رقم 2

.102حديث رقم . 1/90االختيار )(3 ، المهkkذب1/90هذا هkkو رأي الحنفيkkة والشkkافعية والحنابلkkة. االختيkkار: )(4

. 2/167، المغني 1/119. 1/256وهو رأي مالك في رواية ابن القاسم، الكافي )(5. 1/90االختيار )(6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وقتها: وقت صالة التراويح هي وقت قيام الليل بصفة عامة، أي من وقت صالة العشاء وحتى طلوع الفجر، ولكن يستحب إذا لم يصل الفرد

في جماعة في أول الليل، أن يصليها في الثلث األخير لما ذكرنا سابقا عن عمر أنه قال: »والتي ينامون عنها أفضل من التي

يقومون، وكان الناس يقومون أول الليل«. ويستحب أن يصلي الفرد التراويح قبل صالة الوتر، ألن هذه كانت

(1)سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بينا سابقا.:(2)ثالثا. صالة الضحى

صالة الضحى مشروعة ومستحبة عند عامة العلماء، التفاق األحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثباتها وعلى

تأكيدها، ونختار بعضا منها هنا للداللة على فضلها وعلى استحبابها. – عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان رسول الله صلى1

(3)الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ويزيد ما شاء الله« – وعن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم2

بثالث: بصيام ثالثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى وأن أوتر (4)قبل أن أرقد«

– وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم3 »يصبح على كل سالمي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر

بالمعروف صدقة، وينهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك.(5)ركعتان يركعهما من الضحى«

فهذه األحاديث تدل على مشروعية صالة الضحى، وعظم فضلها، وكبر موقعها، وتأكد مشروعيتها، وأن ركعتيها تجزيان عن ثالثمائة

ذهب بعض الحنفية إلى أن وقتها ما بين صالة العشاء إلى صالة الkkوتر،)(1 وهkkذا ال يؤيkkده1/282فلو أداها بعد صالة الوتر لم تجkkز، بkkدائع الصkkنائع

شيء من السنة، بل إن الثابت أن رسkkول اللkkه صkkلى اللkkه عليkkه وسkkلم صلى بعد الوتر ركعتين لبيان الجواز، وبالمذهب األول أخذ عامة الحنفية.

المرجع السابق. وتسمى بسبحة الضحى: أي نافلته. )(2. 2/157)(رواه مسلم 3 .1/204، صkkحيح البخkkاري 2/158متفق عليه واللفظ لمسkkلم، راجعkه )(4

والحكمة في هkkذه الوصkkية، تمkkرين النفس على جنس الصkkالة والصkkيام ليدخل في الواجب منهما بانشراح، ولينجبر ما لعله يقع فيهما من نقص.

. 3/44فتح الباري . 2/158رواه مسلم )(5

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وستين صدقة، هي مجموع مفاصل اإلنسان كما ورد في الحديث (1)الصحيح، وما كان كذلك فهو حقيق بالمواظبة والمداومة«

وذهب بعض العلماء إلى أن صالة الضحى بدعة غير مشروعة، ونقل هذا القول عن عبد الله بن عمر، فقد روي عن مورق قال:

قلت البن عمر – رضي الله عنهما – : أتصلي الضحى؟ قال: ال، قلت فعمر؟ قال ال، قلت فأبو بكر؟ قال: ال. قلت: فالنبي صلى

.(2)الله عليه وسلم، قال ال أخاله« واستدل من هذا الفريق أيضا بما روي عن عائشة أنها سئلت: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: ال، إال أن

وفي رواية لعائشة: »ما رأيت رسول الله صلى(3)يجيء من مغيبه«(4)الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى قط، وإني ألسبحها«

وقد جمع الجمهور بين حديثي عائشة في نفس هذه الصالة وإثباتها بأن رواية اإلثبات اتفق عليها البخاري ومسلم، ورواية النفي قد

انفرد بها مسلم فترجح األولى على الثانية. وأيضا: فإن قولها »ال إال أن يجيء من مغيبه، نفي لرؤيتها صالة الضحى، وهو ما صرحت به في الرواية التي ذكرنها آخرا وعدم

وسبب عدم(5)رؤيتها لذلك ال يستلزم عدم الوقوع الذي أثبته غيرها رؤيتها كما يقول اإلمام النووي: »أن النبي صلى الله عليه وسلم ما

كان يكون عند عائشة في وقت الضحى إال في نادر من األوقات، فإنه قد يكون في ذلك مسافرا، وقد يكون حاضرا ولكنه في

المسجد أو في موضع آخر، وإذا كان عند نسائه فإنما كان لها يوم من تسعة فيصح قولها ما رأيته يصليها، وتكون قد علمت بخبره أو

.(6)خبر غيره أنه صالها« وقيل: يحمل قولها: ما كان يصليها على أنه ما كان يداوم عليها

فيكون نفيا للمداومة ال ألصلها، وهذا مذهب اإلمام أحمد في إحدى الروايتين عنه، حيث استحب عدم المواظبة عليها، واستدل بما

روي عن أبي سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي (7)الضحى حتى لنقول ال يدعها، ويدعها حتى نقول ال يصليها«

. 3/64نيل األوطار )(1 وال إخاله بمعنى: ال أظنه، فكأن ابن عمkر توقkف1/204رواه البخاري )(2

في صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، لمkkا بلغkkه عن غkkيره أنkkه. 3/40صالها. فتح الباري

.2/156رواه مسلم )(3.1/204، البخاري 2/165متفق عليه. صحيح مسلم )(4.2/27سبل السالم )(5. 5/230)(صحيح مسلم بشرح النووي 6 .476رواه الترمذي وقال: حسن غريب – سنن الترمذي – حديث رقم )(7

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

لكن يرد على هذا المذهب بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى أبا هريرة كما أسلفنا بأال يتركها حتى يموت كما ورد في لفظ البخاري. وبأن عدم مواظبة المصطفى صلى الله عليه وسلم عليها ليس معناه أنها ليست من السنن الراتبة، ألن السيدة عائشة

قد عللت عدم مواظبة صلى الله عليه وسلم عليها في نهاية حديثها النافي لرؤيتها حيث قالت » وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به

(1)الناس فيفرض عليهم« وقد روي عن السيدة عائشة أنها كانت تصلي الضحى ثماني

هذا عن أحاديث(2)ركعات ثم تقول: لو نشر لي أبواي ما تركتهن« عائشة النافية لصالة الضحى، وأما ما نقل عن ابن عمر فليس فيه

إال التوقف عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، وأما النقل عن أبي بكر وعمر فال يصح، لما رواه مالك في موطئه عن

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال »دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة فوجدته يسبح، فقمت وراءه، فقربني حتى

(3)جعلني حذاءه عن يمينه فلما جاء يرفأ تأخرت فصففنا وراءه«.

وأيضا فقد روي عن كثير من الصحابة أنهم كانوا يفعلونها، منهم أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عباس، حتى نقل عنه القول إن صالة الضحى لفي القرآن، وما يغوص عليها إال غواص في قوله

مهتعالى: } Aكر فيها اسAفع ويذ Aتر Aفي بيوت أذن الله أن صال Aغدو واآلAونقل عنه أيضا أنه قال:(4){يسبح له فيها بال

نطلبت صالة الضحى في القرآن فوجدتها هاهنا } Aيسبح راق Aش Aعشي واإلA(5){بال

وأما ما نقل عن ابن عمر من أنها بدعة فقد حمله بعضهم على أن المراد أن صالتها في المساجد والتظاهر بها كما كانوا يفعلونها

(6)بدعة ال أن أصلها في البيوت ونحوه مذموم.

عدد ركعاتها:

. 2/156صحيح مسلم )(1 حkkديث8رواه مالك في موطنه – كتاب قصر الصالة في السkkفر بkkاب )(2

. 30رقم الهاجرة: شدة الحر، لسان الغرب مادة هجر، ويرفkkأ: من الرفkkاء وهkkو)(3

الموافقة، لسان العرب مادة: رفا والمراد: جاء رجkkل آخkkر لينضkkم إليkkه: والحديث رواه مالك في الموطأ – كتاب قصر الصالة في السkkفر – بkkاب

.32 حديث 9.36سورة النور اآلية: )(4 ط عيسى الحلبي.4/30. وراجع تفسير ابن كثير 18سورة ص اآلية: )(5. 5/230صحيح مسلم بشرح النووي )(6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

أقل ركعات صالة الضحى اثنتان لرواية أبي ذر وأبي هريرة المذكورتين آنفا، وقد نقل عن السيدة عائشة رضي الله عنها كما سبق وذكرنا أنها أربع وأكثر ما ورد من فعل رسول الله صلى الله

عليه وسلم ثماني ركعات لما روي عن أم هاني »أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفتح سبحة الضحى ثماني ركعات يسلم

(1)من كل ركعتين«.

قkkال النkkووي: إسkkناده صkkحيح على1290)(رواه أبkkو داود، حkkديث رقم 1. 5/233شرط البخاري، صحيح مسلم بشرح النووي

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وقتها: وقت صالة الضحى من طلوع الشمس وارتفاعها بمقدار رمح

وحتى الزوال، والمستحب تأخيرها إلى ربع النهار حين تشتد الشمس، لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(1)صالة األوابين حين ترمض الفصال« وقد استدل بهذا الحديث الحنابلة وبعض الشافعية على أن وقتها

، ولكن ليس في الحديث(2)هو عند ارتفاع الشمس واشتداد حرهاما يؤدي إلى ذلك، بل المراد أن فعلها في ذلك الوقت أفضل.

المبحث الثالثالنفل بسبب

بعد أن استعرضنا النواقل الراتبة التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على المداومة عليها، نستعرض فيما يلي ذلك النوع من

النوافل التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على سبيل المداومة. عليها في أوقات معينة، ولكن إذا تحققت

أسبابها، وإليك البيان. صالة تحية المسجد: – 1

أجمع المسلمون على مشروعية تحية المسجد بركعتين عند دخول المسجد وإرادة الجلوس فيه، واختلفوا بعد ذلك هل هي واجبة أو

سنة مؤكدة؟ فالجمهور على أنها سنة مؤكدة يستحب فعلها ويكره تركها، وخالف في ذلك أهل الظاهر وبعض الفقهاء منهم اإلمام

(3)الشوكاني حيث ذهبوا إلى وجوبها.

واألصل في ذلك عند الفريقين ما يأتي: – ما روي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم1

.(4)قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس« – وروي عنه أيضا أنه قال: »دخلت المسجد ورسول الله صلى2

الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس، قال: فجلست، فقال رواه الترمkkذي، ومغkkني األوابين: الراجعkkون إلى اللkkه تعkkالى بkkترك)(1

الذنوب، وفعل الخيرات، ورمضت أي احترقت من الرمضkkاء، وهkkو شkkدة حرارة األرض، والفصال جمع فصيل، وهو ولد الناقة، سمى بذلك لفصله

. 2/28عن أمه، سبل السالم . 1/223، مغني المحتاج 2/132المغني )(2 ، صحيح مسلم بشkرح النkkووي1/314، سبل السالم 3/68نيل األوطار )(3

5/226 . كتاب الصkkالة – ومسkkلم كتkkاب صkkالة المسkkافرين1/89رواه البخاري )(4

، ومالك في موطئه. كتاب قصkkر الصkkالة في السkkفر حkkديث رقم2/15557.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس، فقلت: يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس.

(1)قال: »فإذا دخل أحدكم المسجد فال يجلس حتى يركع ركعتين«. قال الظاهرية ومن وافقهم: إن الحديث األول بلفظ األمر، وهو

حقيقة في الوجوب، والثاني بلفظ النهي وهو حقيقة في التحريم، (2)فدل ذلك على وجوب فعلها وعلى حرمة تركها«

وأما الجمهور فقد حملوا األمر هنا على الندب، وصرفوا الوجوب ببعض األدلة األخرى، وبالتالي فهم يذهبون إلى استحباب فعلها

(3)وكراهية تركها.عدد ركعاتها

الظاهر من حديثي رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدمين أن أقل عدد يجزي عن تحية المسجد ركعتان، وهذا هو مذهب عامة

العلماء. وعند الشافعية رأي ضعيف أن ركعة واحدة تجزئ ألن (4)المراد إكرام المسجد، وهو يحصل بذلك«.

والصحيح األول لما ذكرنا، وال حد ألكثره، إذ ليس في تحديد االثنتينما يفيد نفي األكثر.

وهل تشترط نية تحية المسجد؟ ال يشترط أن ينوي المصلي تحية المسجد، بل تكفيه ركعتان من

فرض أو سنة راتبة أو غيرها، وهذا ألن القصد بها أال ينتهك المسجد (5)بال صالة.

حكم من دخل المسجد لغير قصد الجلوس: الظاهر من النهي الوارد في الحديث المتقدم، أن الندب فيها

معلق على إرادة الجلوس، فمن دخل المسجد لغرض آخر لم تسن له. وقيل: ال فرق بين مريد الجلوس وغيره، وال بين المتطهر

وغيره إذا تطهر في المسجد، وأما القيد الوارد في الحديث فقد خرج مخرج الغالب، والظاهر أن األمر بذلك معلق على مطلق الدخول تعظيما للبقعة، وإقامة للشعار، كما يسن لداخل مكة

(6)اإلحرام سواء أراد اإلقامة بها أم ال.وقت تحية المسجد:

ظاهر األحاديث الوارد في تحية المسجد، أنها مشروعة في جميع األوقات بما فيها أوقات النهي، وهذا هو مذهب الشافعية وجماعة

. 2/155)(رواه مسلم – كتاب صالة المسافرين 1. 3/68نيل األوطار )(2.1/314المرجع السابق، سبل السالم )(3. 5/226صحيح مسلم بشرح النووي )(4.5/262، صحيح مسلم بشرح النووي 1/223مغني المحتاج )(5. 3/70، نيل األوطار 1/223مغني المحتاج )(6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

من العلماء، وكرهها أبو حنيفة في أوقات النهي، لعموم األحاديث (1)في ذلك.

وإذا جلس الداخل للمسجد قبل أن يصلي فقد ذهب فريق من العلماء إلى أنه ال يشرع له أن يقوم لتداركها، وقيد ذلك الشافعية بما إذا جلس متعمدا مع علمه بمشروعيتها، وأما إذا كان ناسيا أو

جاهال فإنه يجوز له أن يقوم لتداركها. وقيل: بل ال تفوت تحية المسجد مطلقا بالجلوس، لما روي عن

جابر قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر، فقعد سليك قبل أن يصلي فقال له

النبي صلى الله عليه وسلم: أركعت ركعتين قال ال، قال: قم (2)فاركعهما«

حكم دخول المسجد في أثناء خطبة الجمعة: مذهب الشافعية والحنابلة والفقهاء المحدثين أنه إذا دخل المصلي

إلى المسجد يوم الجمعة واإلمام يخطب سن له أن يؤدي تحية المسجد أيضا، وذلك لما روي عن جابر بن عبد الله قال: جاء

سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له: يا سليك: قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما

ثم قال: إذا جاء أحدكم يوم الجمعة واإلمام يخطب، فليركع ركعتين فهذا الحديث صريح في االستدالل على المذهب.(3)وليتجوز فيهما«

وذهب الحنفية والمالكية وجمهور من الصحابة والتابعين منهم: عمر وعثمان وعلي إلى كراهية الصالة أثناء الخطبة، لمنافاتها

تمعوالألمر باإلنصات في قوله تعالى } Aآن فاس AقرAوإذا قرئ ال حمون Aتر Aصتوا لعلكمAوفي قوله صلى الله عليه(4){له وأن

وسلم »إذا قلت لصاحبك أنصت واإلمام يخطب يوم الجمعة فقد (5)لغوت«

وقد أجاب الحافظ عن ذلك في الفتح بأن الحديث الوارد في هذا الباب باألمر بالصالة لمن دخل أثناء الخطبة مخصص لعام اآلية

والحديث السابقين، وأيضا فمصلي التحية يطلق عليه أنه منصت لما رواه البخاري عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله سكوتك

، صkkحيح مسkkلم بشkkرح3/70للمزيkkد في ذلkkك يراجkkع: نيkkل األوطkkار )(1.1/315، سبل السالم 5/226النووي

، صحيح3/14رواه مسلم – كتاب الجمعة – باب التحية واإلمام يخطب )(2. 6/164مسلم بشرح النووي

.3/14رواه مسلم – كتاب الجمعة – باب التحية واإلمام يخطب )(3.204سورة األعراف اآلية: )(4 رواه البخاري ومالك واللفظ له، ورواه مسلم أيضا. راجعه عند الجميع)(5

. 1/103، الموطأ 3/5، مسلم 1/166في كتاب الجمعة. انظر البخاري

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

بين التكبير والقراءة ما تقول فيه؟ فأطلق على القول سرا سكوتا. وبذلك يظهر رجاحة الرأي األول، وقوة دليله. (6)

. 2/326فتح الباري )(6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

االستثناءات الواردة على مشروعية تحية المسجد: استثنى الفقهاء عدة حاالت يدخل فيها المسلم إلى المسجد وال

(1)يندب له أداء تحية المسجد، وهذه الحاالت هي: – دخول المسجد الحرام، حيث إن تحيته الطواف، وهذا لمن1

دخله بقصد الطواف، وأما لو دخله وأراد القعود قبل الطواف فإنهيشرع له صالة التحية كغيره من المساجد.

– دخول المسجد لصالة العيد يمنع من مشروعية تحية المسجد2ألنه صلى الله عليه وسلم لم يصل قبلها وال بعدها.

– دخول الخطيب إلى يوم الجمعة وقد حان وقت الخطبة يسقط3عنه تحية المسجد باالتفاق.

– إذا اشتغل الداخل بالصالة المفروضة، أو السنة الراتبة فإنها4 تجزئه وذلك كما لو دخل المسجد وقد أقيمت الصالة أو قرب

إقامتها. – إذا دخل بعد فراغ الخطيب من الخطبة أو وهو في آخرها حتى5

ال تفوته صالة الجمعة مع اإلمام. – إذا دخل المسجد بغير وضوء، وفي هذه الحالة ذكر بعض6

العلماء أنه يستحب له أن يقول: سبحان الله والحمد لله وال إله إال (2)الله والله أكبر، فإنها تعدل ركعتين في الفضل.

قال: ألن هذه صالة سائر الخليقة من غير اآلدميين من الحيواناتده والجمادات لقوله تعالى: } Aء إال يسبح بحم Aشي Aمن A(3){وإن

صالة ركعتين بعد الطواف – 2 يسن للطائف بالبيت الحرام أن يصلي ركعتين عقب الطواف، لما روي عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى

(4){واتخذوا منA مقام إبAراهيم مصلى مقام إبراهيم قرأ }

فصلى ركعتين فقرأ فاتحة الكتاب، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو (5)الله أحد، ثم عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج إلى الصفا«

والقول بأن هاتين الركعتين سنة هو رأي المالكية والحنابلة ، مغkkني3/70، نيkkل األوطkkار 1/315راجkkع في ذلkkك: سkkبل السkkالم )(1

. 1/224المحتاج . 1/224مغني المحتاج )(2.44سورة اإلسراء اآلية: )(3 وقد اختلف المفسرون في المراد بالمقام ما125سورة البقرة اآلية: )(4

هو؟ فقيل: إنه الحرم كله، وقيل: إنه الحجر الذي كان يقوم عليه ويناوله إسماعيل الحجارة للبنkkاء، وهkkو الصkkحيح لآلثkkار الkkواردة في ذلkkك راجkkع:

ط عيسى الحلبي. 1/69تفسير ابن كثير رواه مسلم بمعناه في كتاب الحج – باب حجة النkkبي صkkلى اللkkه عليkkه)(5

. 4/40وسلم

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

والشافعي في أحد قوليه. ومذهب الحنفية وأحد قولي الشافعيأنهما واجبتان، وهو قول الهادوية.

واتخذوا منA مقاماستدل هؤالء على الوجوب بقوله تعالى }{ واألمر يقتضي الوجوب. إبAراهيم مصلى

وأجيب عن ذلك بأن األمر في اآلية إنما هو باتخاذ المصلى ال بالصالة. وأيضا فهي صالة زائدة على الصلوات الخمس فلم تجب

(1)بالشرع كسائر النوافل. ويستحب للطائف أن يصليهما عند مقام إبراهيم لما رواه جابر في الحديث السابق، ولرواية ابن عمر قال: قدم رسول الله صلى الله

(2)عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين«

فإذا لم يصل عند المقام جاز له أن يصليهما في أي مكان آخر، لما روي أن عمر – رضي الله عنه – نسيهما فصالهما بذي طوى. وكان

(3)ابن عمر يطوف بالبيت ويصلي ركعتين في البيت«حكم الجمع بين أكثر من ركعتين ألكثر من طواف

تتحقق السنة في الطواف سواء كان واجبا أو غير واجب بسبعة أشواط، لكن يجوز الطواف في سبعين أو أسابيع، أي طوافين أو

أكثر ثم بعد أن يجمع بين أكثر من طواف يقوم فيصلي لكل طواف . ويؤيد ذلك ما(4)ركعتين، وهذا هو مذهب الحنابلة وبعض الشافعية

روي عن عائشة أنها كانت ال تفرق بين ثالثة أسابيع من الطواف (5)ثم تركع ست ركعات«

ويرى جمهور العلماء أن ذلك خالف األولى، وأن األولى أن يصلي على رأس كل طواف ركعتين، وقد نقل كراهية الجمع بين أكثر من

ركعتين ألكثر من طواف عن ابن عمر وأبي حنيفة وأبي يوسف (6)ومالك، ونقل ذلك الحافظ في الفتح عن أكثر الشافعية.

واستدل هؤالء بالحديث الذي ذكرناه سابقا عن ابن عمر »أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت سبعا وصلى خلف

.5/49، نيل األوطار 1/298المهذب )(1 )(رواه البخاري. كتاب كتاب الحج – باب ما جkkاء في السkkعي بين الصkkفا2

. 4/53. ورواه مسلم – كتاب الحج 1/286والمروة . 1/299، المهذب 2/148)(بدائع الصنائع 3. 1/491، مغني المحتاج 3/384المغني )(4 والحديث لم أجده عن السيدة عائشة كما يkkذكر1/341بداية المجتهد )(5

ابن رشد وإنما وجدت في مجمع الزوائد أن أبا هريرة قkkال: قkkرأ رسkkول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفجkkر، ثم قkkرأ سkkت ركعkkات يلتفت في كل ركعة يمينا وشماال فظننا أنه لكل أسبوع ركعkkتين قkkال الهيثمي: فيkkه

. 3/249عبد السالم بن أبي الجندب وهو متروك مجمع الزوائد ، المغkkني1/341، بدايkkة المجتهkkد 1/367، الموطkkأ 1/141الهدايkkة )(6

. 3/381، فتح الباري 3/385

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

المقام ركعتين« وأيضا ما أخرجه البخاري عن الزهري »لم يطف (1)النبي صلى الله عليه وسلم أسبوعا قط إال صلى ركعتين«

وهل تجزئ المكتوبة عن ركعتي الطواف؟ مذهب ابن عباس وعطاء وجابر بن زيد والحسن والشافعي

وغيرهم أن صالة المكتوبة تجزئ عن ركعتي الطواف قياسا على وخالف في ذلك الحنفية والمالكية والزهري. (2)تحية المسجد

قال إسماعيل بن أمية قلت للزهري: إن عطاء يقول تجزئه للمكتوبة عن ركعتي الطواف فقال: السنة أفضل، لم يطف النبي

صلى الله عليه وسلم أسبوعا قط إال صلى ركعتين. وأجيب بأن في االستدالل بذلك نظرا، ألن قوله: إال صلى ركعتين

(3)أعم من أن يكون نفال أو فرضا. وال بأس أن يصليهما لغير سترة ويمر بين يديه الطائفون من

الرجال والنساء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صالهما وكان ابن الزبير يصلي(4)والطواف بين يديه ليس بينهما شيء«

والطواف بين يديه فتمر المرأة بين يديه فينتظرها حتى ترفع (5)رجلها ثم يسجد

وعدم اشتراط السترة في الركعتين ينطبق على سائر الصلواتفي مكة.

(6)صالة االستخارة – 3 وقد ورد في الحث عليها حديث طويل رواه جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا االستخارة في األمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: »إذا هم أحدكم باألمر فليركع

ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل »اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر وال

أقدر وتعلم وال أعلم، وأنت عالم الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا األمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت

تعلم أن هذا األمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال السبوع بفتح السين واألسبوع والسkkبيع بفتح السkkين وإسkkكان البkkاء أو)(1

بضم السين والباء كلها لغkkات متعkkددة لمعkkنى واحkkد، النظم المسkkتعذب ، والحديث رواه البخاري – كتاب الحج – بkkاب صkkلى النkkبي صkkلى1/296

. 1/281الله عليه وسلم لسبوعه ركعتين . 3/384، المغني 1/491مغني المحتاج )(2. 5/49، نيل األوطار 3/380فتح الباري )(3 ط دار الجيل. 2/67رواه النسائي )(4. 3/384)(المغني 5 االستخارة: اسkkتفعال من الخkkير أو من الخkkيرة، والمعkkنى طلب الخkkير)(6

في كل شيء. لسان العرب مادة: خير.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي هذا ومما(1)الخير حيث كان ثم أرضني، قال: ويسمي حاجته«

ينبغي مالحظته هنا أن قول سيدنا جابر: كان يعلمنا االستخارة في األمور كلها إنما هو عام أريد به الخصوص، إذ ال يعقل أن يستخير المسلم الله في فعل الواجب أو المستحب، ألن فعلهما مطلوب

في الشرع، كما ال يعقل أن يستخيره في ترك الحرام أو المكروه، ألن تركهما مطلوب في الشرع، فانحصر األمر إذن في المباح وفي

المستحب إذا تعارض من أي منهما أمران أيهما يبدأ به أو يقتصرعليه، وكذلك في الواجب المخير، أو فيما كان زمنه موسعا.

وعموم اللفظ السابق يتناول العظيم من األمور والحقير، فرب حقير يترتب عليه األمر العظيم، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم

(2)»ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله« والظاهر من الحديث السابق أن السنة في االستخارة هي صالة

ركعتان نافلة قبل الدعاء، فال تجزئ بذلك صالة الصبح مع أنهاركعتين كما ال تجزئ الركعة الواحدة كصالة الوتر.

ويشترط أن ينوي المصلي االستخارة عند صالة الركعتين، فال يجزئ الدعاء لمن عرض له الطلب بعد فراغه من النافلة الراتبة

كالركعتين بعد الصبح وغيرهما، إال إذا نوى تلك الصالة بعينها مع نية (3)صالة االستخارة، وكذلك األمر في النفل المطلق.

والفرق بين هذه الصالة وبين تحية المسجد حيث يجوز فيها ركوع أو ركعتين حتى ولو كانتا من الفريضة، أن المراد بتحية المسجد

شغل البقعة بالدعاء وقد حصل بمطلق الصالة، وأما صالة االستخارة فالمقصود فيها حصول الدعاء عقب ركعتين معينتين

مطلوبتين في الشرع فافترقا. الصالة عقب الطهور – 4

وهي مسنونة بحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبالل عند صالة الصبح )يا بالل: حدثني بأرجى عمل عملته في

نعليك بين يدي في الجنة، قال: ما(4)اإلسالم، فإني سمعت دف رواه البخاري – كتاب الكسوف – باب ما جاء في التطوع مثنى مثنkkنى)(1

1/202 . . وشسkkع النعkkل أحkkد سkkيور3/72، نيkkل األوطkkار 11/154فتح البkkاري )(2

النعل، وهو الذي يدخل بين اإلصبعين لسان الغرب مادة: شسع. ، وقkkد ذكkkر اإلمkkام النkkووي في كتkkاب األذكkkار أن11/154فتح البkkاري )(3

السنة تحصل بذلك، وأجيب بأن ظاهر الخبر أن تقع الصالة والkkدعاء بعkkد وجود الهم باألمر، وأما إذا حصل ذلك الهم بعد الصالة أو في أثنائها فإنkkه ال يكون أتى بالصkkالة المسkkنونة عنkkد االسkkتخارة، المرجkkع السkkابق، نيkkل

. 3/73األوطار الدف: الحركة الخفيفة لسان العرب مادة دفف. )(4

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

عملت عمال أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من (1)ليل أو نهار إال صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي«

– صالة الحاجة: 5 عن عبد الله بن أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله تعالى، وليصل

على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: ال اله إال الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين،

أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر، والسالمة من كل إثم، ال تدع لي ذنبا إال غفرته، وال هما إال فرجته،

(2)وال حاجة هي لك رضا إال قضيتها يا أرحم الراحمين«صالة التوبة: – 6

عن علي – رضي الله عنه – قال: حدثني أبو بكر – وصدق أبو بكر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل

يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله والذين إذا فعلوا فاحشةSإال غفر الله له، ثم قرأ هذه اآلية: }

Aومن Aفروا لذنوبهمAتغ Aذكروا الله فاس AفسهمAظلموا أن Aأو Aوا على ما فعلوا وهم يغAفر الذنوب إال الله ولمA يصر

.(3){يعAلمونالمبحث الرابعالنفل المطلق

،(4)وهو ما ال يتقيد بوقت وال سبب، فال حصر لعدده وال لعدد ركعاته. وذلك ألن الصالة من أحب األعمال إلى الله، فهي نور للمؤمن كما

تستنير بها القلوب والبصائر، ولذلك كانت قرة(5)ورد في الخبر« (6)عين سيد األمة محمد صلى الله عليه وسلم.

، ودف1/200رواه البخاري – كتkkاب الكسkkوف – بkkاب فضkkل الطهkkور )(1نعليك يعني تحريكه.

رواه الترمذي وقال حديث غريب وفي إسkkناده مقkkال، سkkنن الترمkkذي)(2. 478حديث رقم

والحkkديث رواه أبkkو داود حkkديث رقم135سkkورة آل عمkkران اآليkkة: )(31521.

. 1/227)(مغني المحتاج 4 جاء ذلك في جزء من حديث طويل رواه مسkkلم عن عاصkkم األشkkعري)(5

وفيkkه الطهkور شkkطر اإليمkkان، والحمkkد للkkه تمأل المkkيزان وسkkبحان اللkkه والحمد لله تمألن أو تمأل ما بين السموات واألرض، والصkkالة نkkور ... الخ

. 1/140الحديث صحيح مسلم كتاب الطهارة – باب فضل الوضوء خرج النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قkال: وجعلت قkkرة)(6

، ورواه الحkkاكم3939عيkkني في الصkkالة«، سkkنن النسkkائي حkkديث رقم

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

فقد ورد الحث على االستكثار من التطوع بها قربة إلى الله تعالىأحاديث كثيرة نذكر منها:

– ما رواه أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما1 قال: »قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: »إن الله قد حبب

.(1)إليك الصالة فخذ منها ما شئت« – وروي عن ربيعة بن كعب األسلمي خادم رسول الله صلى الله2

عليه وسلم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو

فدل ذلك على أن(2)ذلك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود الصالة من أفضل األعمال، ألن الصحابي الجليل سأل رسول الله

صلى الله عليه وسلم عن أغلى سلعة لله تبارك وتعالى، وعن أعلى درجة فيها، وأرشده المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه السلعة إنما ينالها المؤمن بكثرة الصالة، وال يخفى أن رسول

الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك صالة التطوع، ألنه إنما أراد أن يختصه بشيء ينال به مطلوبه، وال يكون ذلك إال بصالة

النافلة، وأما الفريضة فال بد من اإلتيان بها لكل مسلم. ويستحب أن يكون لإلنسان تطوعات معلومة يداوم عليها من ليل

.(3)أو نهار، فإذا نشط طولها وإذا لم ينشط خففها وذلك لما روي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي

(4)األعمال أفضل؟ قال: أدومه وإن قل« ولذلك كره رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمن أن يترك ما

تعود عليه من تطوع، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال لي رسول الله: يا عبد الله ال تكن مثل

وإذا فات من يتخذ(5)فالن، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل« لنفسه تطوعات معلومة شيئا منها أو كلها فيستحب له أن يقضيها،

لما روي عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: » وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صالة أحب أن يداوم عليها، وكان

وقال: هذا حديث صحيح على شkkرط مسkkلم. المسkkتدرك: كتkkاب النكkkاح2/160 .

. 2301، 2205رواه أحمد في مسنده حديث رقم )(1 ، والسkkجود هنkkا2/52رواه مسلم – كتاب الصالة – باب فضل السجود )(2

محمول على الصkkالة لكkkون السkkجود بغkير صkkالة غkkير مkkرغب فيkkه على. 2/3انفراده. سبل السالم

. 2/141المغني )(3 رواه مسkkلم – كتkkاب صkkالة المسkkافرين – بkkاب فضkkيلة العمkkل الkkدائم)(4

2/189 . رواه البخاري كتkkاب الكسkkوف – بkkاب مkkا يكkkره من تkkرك قيkkام الليkkل)(5

1/201 .

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة.(1)ركعة«

وأفضل تطوع بالنفل المطلق قيام الليل، ألنه كان مفروضا علىل األمة بقوله تعالى } م (2){ قم الليAل إال قليالS(1)يا أيها الAمز

ولذلك تقول السيدة عائشة للسائل عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم »ألست تقرأ يا أيها المزمل قال: بلى، قالت: فإن الله

عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوال، وأمسك الله خاتمتها اثني

عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة.(3)التخفيف، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة«

، وأفضل التهجد ما كان في(4)والسنة في قيام الليل هي التهجد أول النصف الثاني من الليل لحديث رسول الله صلى الله عليه

وسلم »أحب الصالة إلى الله صالة داود عليه السالم، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه،

(5)وينام سدسه، ويصوم يوما، ويفطر يوما« وإنما كان قيام آخر الليل أفضل من أوله، ألن الغفلة فيه أكثر

وألن الخبر قد ورد بأن الله تبارك وتعالى ينزل(6)والعبادة فيه أثقل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث األخير من الليل

فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن.(7)يستغفرني فأغفر له«

إذ هي بمنزلة السحور للصائم. ولذلك(8)ويسن للمتهجد القيلولة يقول صلى الله عليه وسلم: »استعينوا بالقيلولة على قيام

.(9)الليل« ويكره قيام الليل كله لما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألم أخبر أنك تصوم وال تفطر، وتصلي الليل فال تفعل، فإن لعيناك حظا، ولنفسك حظا، وألهلك

.2/170)(رواه مسلم – كتاب صالة المسافرين، باب جامع صالة الليل 1. 2، 1سورة المزمل اآلية: )(2 .2/169رواه مسلم – كتاب صالة المسافرين – باب جامع صالة الليل )(3. 1/282التهجد: صالة التطوع في الليل بعد النوم، مغني المحتاج )(4. 1/198رواه البخاري – كتاب الكسوف – باب من نام عند السحر )(5. 1/120. المهذب 1/228مغني المحتاج )(6 متفق عليه. راجع مسلم – كتkkاب صkkالة المسkkافرين – بkkاب في الليلkkة)(7

، البخkkاري – كتkkاب الكسkkوف – بkkاب2/175ساعة مستجاب فيها الدعاء . 1/200الدعاء والصالة من آخر الليل

القيلولة: النوم بعد الزوال. )(8 ، كkkنز العمkkال7603رواه عبkkد الkkرزاق في مصkkنفه – حkkديث رقم )(9

. 484/2للمرتضى الهندي حديث رقم

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

حظا، فصم وأفطر، وصل ونم، وصم من كل عشرة أيام يوما ولك.(1)أجر تسعة. الحديث«

ويلي قيام الليل في األفضلية بالنسبة للنفل المطلق، صالة النافلة بين المغرب والعشاء، لحديث قتادة عن أنس في قوله تعالى

جعون} Aل ما يهAمن اللي Sقال: كانوا يصلون فيما(2){كانوا قليال تتجافى جنوبهمA عنبين المغرب والعشاء وكذلك }

(3){الAمضاجع وأيضا فقد روي عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى.(4)المغرب فما زال يصلي في المسجد حتى صلى العشاء اآلخرة«

وفي الباب أحاديث أخرى وإن كان أكثرها ضعيفا فهي تنتهض بمجموعها لتكون حجة. وممن كان يصلي بين المغرب والعشاء من

الصحابة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو، وأنس بن مالك، وكثير غيرهم من

.(5)التابعين واألئمة

متفق عليه واللفظ لمسلم صحيح مسلم – كتاب الصkkيام – بkkاب النهي)(1 ، البخاري كتاب الكسkkوف – بkkاب لمkkا يكkkره من3/164عن صوم الدهر

. 1/201التشدد في العبادة .17سورة الذاريات اآلية: )(2 ،1321 والحkkديث رواه أبkkو داود حkkديث رقم 16)(سورة السجدة اآلية: 3

1322 .. 603رواه الترمذي وسكت عنه. سنن الترمذي – الحديث رقم )(4. 3/56نيل األوطار )(5

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

الفصل الثانياألحكام العامة لصالة التطوع

وفيه مبحثان: المبحث األول

كيفية صالة التطوع الكالم عن كيفية صالة التطوع يشتمل على عدة مسائل نفصلها

على الوجه التالي: المسألة األولى: في عدد الركعات:

لبيان هذه النقطة يجب التفريق بين تطوع النهار. فأما تطوع الليل « لقول ابن(1)فال يجوز عند اإلمامان مالك وأحمد، إال اثنتين اثنتين

عمر: إن رجال قال: يا رسول الله، كيف صالة الليل؟ قال: مثنى وفي رواية عند مسلم أن(2)مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة«

ابن عمر سئل: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين وقد اتفق أبو يوسف ومحمد من الحنفية، والشافعية مع هذا الرأي في أن صالة الليل مثنى مثنى، ولكنهم رأوا أن ذلك من باب األفضلية واالستحباب ال من باب اللزوم، لثبوت فعل رسول الله صلى الله

عليه وسلم الذي يخالف ذلك، فقد ثبت أنه صلى أربعا أربعا ال يجلس على رأس الثانية منهن، وثبت أنه صلى الوتر خمسا، ولم

يجلس إال في آخر ركعة، وصاله سبعا وجلس على رأس السادسة.(3)ثم قام إلى السابعة فسلم بعد فراغه منها«

ومذهب اإلمام أبي حنيفة في تطوع الليل أن األفضل فيه أربع أربع، ألن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك كما بينا

سابقا، وقد كان ذلك من عادته كما بينته رواية السيدة عائشة، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواظب إال على أفضل.(4)األعمال وأحبها إلى الله، وألنه أشق على البدن فكان أفضل«

وأما تطوع النهار: فال يختلف األمر فيه عن تطوع الليل عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية، والحنابلة، ألنه قد ورد عن ابن

فهذه(5)عمر في بعض الروايات »صالة الليل والنهار مثنى مثنى«.98، قوانين األحكام الشرعية ص 2/132المغني )(1 متفق عليه، انظر: صحيح البخاري – كتاب الكسوف – بkkاب كيkkف كkkان)(2

، مسkkلم – كتkkاب صkkالة1/198صkkالة النkkبي صkkلى اللkkه عليkkه وسkkلم . 2/172المسافرين – باب صالة النيل مثنى مثنى

، بkkدائع الصkkنائع1/120، المهkkذب 6/30صحيح مسkkلم بشkkرح النkkووي )(31/294.

. 1/294بدائع الصنائع )(4 )(رواه الترمذي وقال: اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر فرفعkkه5

. 596بعضهم وأوقفه بعضهم، سنن الترمذي – حديث رقم

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

غير أن(1)زيادة غير منافية للرواية األولى فيتحتم العمل بها المالحظ أن الحنابلة هنا متفقون مع الشافعية على أن التثنية

للتطوعات النهارية إنما هي من باب األفضلية ال من باب اللزوم. ويرى اإلمام أبو حنيفة أن األفضلية في تطوعات النهار هي أربع أربع، وذلك كرأيه في صالة الليل ويتفق معه في ذلك الصاحبان على خالف ما يريانه في صالة الليل. وحجة الحنفية في ذلك ما روته عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى

.(2)أربع ركعات« والواقع أن هذا التعارض الظاهري بين الروايات ال يعني إال أن

الكل جائز في الشرع وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أجاب عمن سأله عن كيفية صالة الليل بقوله »صالة الليل مثنى

مثنى« لم يكن يريد بذلك حصر الكيفية التي ال تصح صالة الليل إال بها، وال بيانا لألفضل ألنه فعل خالف ذلك وهو ال يفعل إال األفضل، بل كان الجواب إلرشاد السائل واألمة إلى األرفق، إذ السالم على

.(3)رأس الركعتين أخف على المصلي من األربعهل يجوز التنفل بركعة؟

يرى جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة أن التطوع وهذا ألن العبادة إنما تعرف بالشرع، ولم يرد(4)بركعة غير مشروع

.(5)في الشرع شيء يفيد جواز ذلك ويرى الشافعية أن التنفل باألوتار جائز وإن كان غير مستحب لما

روي أن عمر دخل المسجد فصلى ركعة، فتبعه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنما صليت ركعة، فقال: »إنما هي تطوع فمن شاء زاد

.(6)ومن شاء نقص« وهذا هو رأي بعض الحنابلةالمسألة الثانية: في صالة النافلة جماعة:

، وقد جمع صاحب ملتقى األخبار بين الروايkkتين بkkأن3/79نيل األوطار )(1 الحkkديث األول وقkkع جوابkkا عن سkkؤال سkkائل عينkkه في سkkؤاله. المرجkkع

. 3/78السابق رواه مسلم – كتاب صالة المسافرين – باب اسkkتحباب صkkالة الضkkحى)(2

2/165 هذا هو أحد األوجه التي حمل عليهkkا اإلمkkام الشkkوكاني حkkديث »صkkالة)(3

، وأيضkkا سkkبل السkkالم3/32الليل مثنى مثنى« راجعه في نيkkل األوطkkار 2/12 .

وهkkذا الkkرأي للحنفيkkة ينطبkkق على صkkالة الkkوتر وغيرهkkا من سkkائر)(4 التطوعات، وأما المالكية والحنابلkkة فkkإنهم يسkkتثنون الkkوتر ويعتkkبرون أن

أقله ركعة لألحاديث الواردة في ذلك. . 1/293، بدائع الصنائع 1/208، بداية المجتهد 2/125المغني )(5. 2/125، المغني 1/228، مغني المحتاج 1/120المهذب )(6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

بينا فيما سبق أننا بصدد الكالم في هذا الفصل عما لم يشرع من النوافل في جماعة، وذكرنا أنه مع أن هذه النوافل تسن منفردة إال

ولكون السنة في(1)أن المتنفل لو صالها جماعة حازت لما تقدم هذه النوافل أن تكون في غير جماعة، فقد ورد الحث على صالتها في البيوت فيما يرويه زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)قال: »خير صالة المرء في بيته إال الصالة المكتوبة« وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم »صلوا

وقد ورد التصريح باستحباب صالة(3)في بيوتكم، وال تتخذوها قبورا. التطوع في البيوت، وأن فعلها فيها أفضل من فعلها في المساجد

وهذا يعني أنه(4)بيته أفضل من صالته في مسجدي هذا إال المكتوبة لو صلى نافلة في مسجد المدينة كانت بألف صالة، وإذا صالها في

بيته كانت أفضل من ألف صالة، وكذلك الحال بالنسبة للمسجد (5)الحرام والمسجد األقصى.

المسألة الثالثة: طول القيام وتكثير الركوع والسجود: روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: »أفضل الصالة

والمراد طول القيام، وعن المغيرة بن شعبة قال:(6)طول القنوت« إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ليصلي حتى ترم

(7)قدماه أو ساقاه، فيقال له فيقول: »أفال أكون عبدا شكورا«

والحديثان يدالن على أن القيام في الصالة أفضل من الركوع.(8)والسجود وهو مذهب الشافعي وجماعة من العلماء«

من هذا البحث. 4)(راجع ص 1 رواه مسلم – كتاب صالة المسافرين، باب استحباب صالة النافلkkة في)(2

، والترمذي وقال: حسن صحيح، سkkنن الترمkkذي حkkديث رقم2/187بيته 450 .

متفق عليه واللفظ لمسلم. راجعه في كتاب صالة المسkkافرين – بkkاب)(3 ، البخkkاري – كتkkاب الكسkkوف –2/187استحباب صkkالة النافلkkة في بيتkkه

. 1/207باب التطوع في البيت . 1044رواه أبو داود حديث رقم )(4 ، ومن المعلوم أن الصالة في المسجد الحرام بمائkkة3/76نيل األوطار )(5

k،52 3/51ألف في غيره، وفي المسجد األقصى بخمسمائة. فتح الباري وغني عن البيان أن عمkkوم هkkذه األحkkاديث ال يشkkمل النوافkkل المرتبطkkة بالمساجد كتحية المسجد، وركعتي الطkkواف، وغيرهkkا من النوافkkل الkkتي

. 3/77تسن في جماعة، نيل األوطار رواه مسkkلم، كتkkاب صkkالة المسkkافرين – بkkاب أفضkkل الصkkالة طkkول)(6

. 2/175القنوت متفق عليه واللفظ البخاري. راجعkkه في كتkkاب الكسkkوف – بkkاب قيkkام)(7

، مسلم كتاب صkkفة1/198النبي صلى الله عليه وسلم حتى ترم قدماه . 8/141القيامة – باب إكثار األعمال

، مغkkني3/75، نيkkل األوطkkار 4/200صkkحيح مسkkلم بشkkرح النkkووي )(8

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وذهب بعض الصحابة منهم ابن عمر وبعض العلماء إلى أن تطويل السجود وتكثير الركوع والسجود أفضل، واستدل هؤالء بحديث

ثوبان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: »عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إال رفعك الله بها درجة

.(1)وحط بها عنك خطيئة« وفرق إسحاق بن راهويه بين صالة الليل وصالة النهار فقال: إن تكثير الركوع والسجود أفضل بالنهار، والعكس في الليل، ألنهم

وصفوا صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطول القيام بالليل.(2)بعكس النهار«

وأما الحنابلة فإن الراجح عندهم تساوي األمرين لتعارض األخبار.(3)في ذلك

وعندي أن الرأي األول أرجح ألن الحديث األول الذي استدلوا به ورد بصيغة أفعل الدالة على التفضيل وأما أحاديث اإلكثار من

الركوع والسجود فليس فيها سوى استحباب ذلك دون تفضيلهماعلى غيرهما.

المسألة الرابعة: الجهر واإلسرار: ذكرنا فيما سبق عند ذكر مسنونات الصالة حكم الجهر واإلسرار

فيما يتعلق بالصلوات المفروضة، وأما الكالم على النوافل فيختلف بحسب ما إذا كانت النافلة ليال أو نهارا. فأما نافلة النهار فالسنة

فيها المخافتة، لما روي عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم الرجل يجهر بالقراءة نهارا فارجموه

.(4)بالبعر« وألن النوافل اتباع الفرائض، والحكم في الفرائض كذلك في صالة

.(6) وأيضا فإن صالة النهار عجماء(5)النهار. وأما نافلة الليل فالمصلي فيها بالخيار بين الجهر واإلسرار، لما

روي عن عائشة أنها سئلت كيف كان قراءة النبي صلى الله عليه

. 2/140، المغني 1/229المحتاج . 2/15رواه مسلم كتاب الصالة – باب فضل السجود )(1المراجع السابقة في بيان الرأي األول. )(2. 1/60، زاد المعاد 2/141)(المغني 3 ط مكتبة الرشد الريkkاض ورواه1/321رواه بن أبي شيبة في مصنفه )(4

ط مؤسسة الرسالة.2/37العجلوني في كشف الخفاء ورواه أبو شجاع، شيرويه بن شهر دار في كتاب الفkkردوس بمkأثور الخطkkاب

ط دار الكتب العلمية بتحقيق سعيد بن بسيوني. 1/266 والحديث قال عنه النووي في المجموع: هذا الحkkديث باطkkل غkkريب ال أصkkل

ط دار الفكر. 3/344له، المجموع للنووي . 1/161بدائع الصنائع )(5. 1/107المهذب )(6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وسلم بالليل؟ فقالت »كل ذلك قد كان يفعل، ربما أسر بالقراءة (1)وربما جهر«

غير أنه يجب على المصلي أن يراعي ما فيه مصلحة لصالته بما ال يضر اآلخرين، فإن كان أنشط له في القراءة، أو كان بحضرته من يستمع فقراءته أو ينتفع بها فالجهر أفضل. وإن كان قريبا منه من

يتهجد أو يتضرر برفع الصوت النشغاله بعلم أو غيره كالنوم، فاألفضل اإلسرار. وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أنه اعتكف فسمع الصحابة يجهرون في صالتهم فكشف الستر وقال: »أال إن كلكم مناج ربه فال يؤذين بعضكم بعضا، وال يرفع

ويستحب(2)بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصالة« للمصلي في حالة الجهر أن يتوسط في القراءة بين الجهر

واإلسرار لما روي عن ابن عباس قال: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في

وعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألبي(3)البيت« بكر مررت بك وأنت تقرأ وأنت تخفض من صوتك، فقال: إني

أسمعت من ناجيت قال: ارفع قليال، وقال لعمر: مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك فقال: إني أوقظ الوسنان وأرد الشيطان

.(4)قال: اخفض قليال« وهذا كله في غير الصلوات التي تسن في جماعة كالسنن الراتبة

والنفل المطلق، وأما ما يشرع في جماعة كصالة العيدين.(5)واالستسقاء والكسوف والخسوف فالسنة فيها الجهر

المسألة الخامسة: القيام والقعود: إذا كان القيام ركنا من أركان الصالة المفروضة في حالة القدرة، فهو ليس كذلك في النوافل، إذ يجوز للقادر على القيام أن يصلي

.(6)قاعدا وله نصف أجر القائم، وهذا مما ال خالف فيه بين الفقهاء وذلك لما روي عن عمران بن حصين قال: سألت رسول الله صلى

الله عليه وسلم عن صالة الرجل قاعدا فقال: إن صلى قائما فهو.449رواه الترمذي وصححه حديث رقم )(1 ،3/59، وراجع في ذلkkك نيkkل األوطkkار 1332وراه أبو داود حديث رقم )(2

. 1/162، مغني المحتاج 2/139المغني . 1337رواه أبو داود – حديث رقم )(3 ، ورواه الترمذي وقال حسkkن غkkريب.1329)(رواه أبو داود. حديث رقم 4

.447سنن الترمذي حديث رقم . 69، قوانين األحكام الشرعية ص 1/162مغني المحتاج )(5 وقkkد اسkkتثنى2/142، المغkkني 6/10صkkحيح مسkkلم بشkkرح النkkووي )(6

صاحب مغني المحتاج من جواز القعود في النوافل، تلك الصkkلوات الkkتي تصلى في جماعة كصالة العيدين واالستسقاء والكسوف وذلkkك لنkkدرتها.

. 1/155المرجع السابق

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائما فله.(1)نصف أجر القاعد«

وأيضا فإن النوافل كثيرة وكثير من الناس يشق عليه القيام، فيؤدي به ذلك إلى ترك معظمها، فيمتنع التنفل، ولذلك سامح

. (2)الشارع في ترك القيام فيه ترغيبا في تكثيره ومما ينبغي معرفته هنا أن القاعدة إنما يستحق نصف أجر القائم إذا لم يكن عاجزا عن القيام، وأما إن كان عاجزا عن القيام فإن

ثوابه يكون كثواب القائم، قال ابن بطال: »ال خالف بين العلماء أنه ال يقال لمن ال يقدر على الشيء، لك نصف أجر القادر عليه، بل اآلثار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم »أن من منعه الله

وحبسه عن عمله بمرض أو غيره يكتب له أجر عمله وهو.(3)صحيح«

وهل يجوز لمن شرع في النفل قائما أن يقعدوالعكس؟

وأما القيام بعد القعود فال خالف على جوازه بين الفقهاء، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها لم تر النبي صلى الله عليه

وسلم يصلي صالة الليل قاعدا قط حتى أسن، فكان يقرأ قاعدا حتى إذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوا من ثالثين أو أربعين آية ثم

.(4)ركع« وأما القعود في صالة النافلة بعد افتتاحها قائما فإنه يأخذ نفس

الحكم السابق عند جمهور العلماء. وخالف في ذلك اإلمامان أبو يوسف ومحمد من الحنفية فقاال بعدم جواز صالة النافلة من قعود

لمن ابتدأها من قيام إال لعذر كمن مرض بعد االفتتاح، وهذا ألن الشروع ملزم كالنذر، ولو نذر أن يصلي ركعتين قائما ال يجوز له

القعود من غير عذر فكذا إذا شرع قائما. وهذا هو القياس عندهما

. وقkkد1/195رواه البخkkاري – كتkkاب الكسkوف – بkkاب صkkالة القاعkkدة )(1 حمل جمهور العلماء هذا الحديث على صkkالة النافلkkة دون الفريضkkة لمkkا علم من أنه ال يصح للقادر على القيام في الفريضة أن يصلي من قعkkود، ولو اسkتحل ذلkك كفkر، كاسkkتحالله للربkا صkحيح مسkلم بشkرح النkkووي

6/41 . ، بkkkدائع1/101، المهkkkذب 1/155، مغkkkني المحتkkkاج 2/142المغkkkني )(2

. 1/297الصنائع . وعكس هkkذا6/14، صkkحيح مسkkلم بشkkرح النkkووي 3/82نيل األوطار )(3

. 1/195الرأي في حاشية السندي على هامش صحيح البخاري متفق عليه واللفظ البخاري. صحيح البخاري – كتkkاب الكسkkوف – بkkاب)(4

، مسkkلم كتkkاب صkkالة1/196إذا صلى قاعدا ثم وجkkد حقkkه تمم مkkا بقي . 2/162المسافرين – باب جواز النافلة قائما وقاعدا

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

أيضا في القيام بعد الجلوس، إال أنهما استثنيا تلك الحالة بالحديثالمتقدم عن السيدة عائشة.

وأما الجمهور فإنهم حملوا هذا الحديث على العموم، وبرأي أبي يوسف ومحمد أخذ اإلمام أشهب من المالكية، فمنع الجلوس لمن

.(1)نوى صالة النقل قائماالمسألة السادسة: الصالة على الراحلة:

كما بينا سابقا عند ذكر شرط استقبال القبلة لصحة الصالة، فإنه يجوز للمتنفل أن يصلي على راحلته حيث توجهت به، وقد نقل

وذلك لما رواه ابن(2)اإلمام النووي إجماع المسلمين على ذلك عمر قال: »كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة

.(3)قبل أي وجهة توجه ويوتر عليها غير أنه ال يصلي عليها المكتوبة« وجواز صالة النوافل على الراحلة حكم عام، ال فرق فيه بين أن

يكون الراكب قادرا على النزول أو غير قادر، خالفا لصالة الفريضة، حيث لم يستثن العلماء من ذلك إال الصالة في

.(4)السفينة وفي حالة الخوف، وفي حالة المطر، أو وجود الطين على األرض،

لما روي عن يعلى بن مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى مضيق هو وأصحابه وهو على راحلته، والسماء من فوقهم

والبلة من أسفل منهم فحضرت الصالة، فأمر المؤذن فأذن وأقام ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته فصلى بهم،

.(5)يومئ إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع« ، نيkkل األوطkkار67، قوانين األحكام الشkkرعية ص 1/297)(بدائع الصنائع 1

. 6/11، صحيح مسلم برح النووي 3/82. 5/210صحيح مسلم بشرح النووي )(2 المقصود بالتسبيح: صالة النافلة والحديث صحيح متفق عليkkه – صkkحيح)(3

ورواه مسkkلم –1/193البخاري – كتاب الكسوف – باب ينزل المكتوبkkة كتاب صالة المسافرين – باب جواز صالة النافلة على الدابkkة في السkفر

.2/150حيث توجهت )(لرواية ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليkkه وسkkلم: كيkkف أصkkلي4

في السفينة قkkال: صkkل فيهkkا قائمkkا إال أن تخkkاف الغkkرق »رواه الحkkاكم وقال: هذا حديث صحيح اإلسناد على شرط مسلم. المسkkتدرك – كتkkاب

. ويقkkاس على السkkفينة في أيامنkkا المحاضkkرة، مركبkkات1/275الصkkالة السكك الحديدية والطائرات، إذا خاف فوات الوقت«.

رواه الترمذي وقkkال: هkkذا حkkديث غkkريب. سkkنن الترمkkذي حkkديث رقم)(5 . غير أن الحنفية يشترطون لصحة الصالة في حالة الطين والردغkkة411

أن تكون الراحلة وقفة، وأما الشافعية فيشترطون لصحة صالة الفريضة في هذه الحالة أن تكkkون الدابkkة واقفkkة عليهkkا هkkودج، ويمكنkkه اسkkتقبال القبلة، والقيام الركkkوع والسkkجود. لكن اإلمkkام الشkkوكاني قkkال ردا على ذلك: إنه ال دليل على اعتبار هذه الشروط، فالظاهر صحة الفريضة على

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وهل يشترط استقبال القبلة في حال الصالة علىالراحلة؟

إذا عجز المصلي على الراحلة عن استقبال القبلة سقط عنه ذلك بال خالف، كراكب راحلة ال تطيعه، أو كانت اإلبل مربوطة إلى

بعضها. وأما إذا كان راكبا على راحلة عليها هودج أو محمل واسع، أو سفينة واسعة ويستطيع أن يدور فهيا إلى القبلة لزمه ذلك في

قول أكثر أهل العلم من الحنفية و الشافعية والمالكية والحنابلةلتيسر ذلك عليه.

ويرى أبو الحسن اآلمدي من الحنابلة وابن حبيب من المالكية أنه يصلي حيث توجهت، ألن الرخصة العامة تعم ما وجدت فيه مشقة

هذا في حالة القدرة على التوجه إلى القبلة وهو(1)وما لم توجد. راكب، وأما إذا لم يستطع ذلك فإنه يصلي على راحلته حيث

توجهت به في قول أكثر العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، غير أن بعض الشافعية والحنابلة يشترطون توجه

المصلي إلى القبلة عند تكبيرة اإلحرام إذا أمكنه أن يدير رأس لما روي عن(2)الراحلة ثم يصلي بعد ذلك حيث توجهت به الراحلة

أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر ثم صلى حيث

ثم ال يلزم المصلي بعد تكبيرة اإلحرام عند هذا(3)وجهه ركابه« الفريق أن يشق إدارة البهيمة في حال السير، بل يصلي حيث

توجهت كما ورد في الحديث السابق، بشرط أن تتوجه إلى مقصده، فإن توجهت به إلى غير مقصده، فال يخلو األمر من أن

تتجه به إلى القبلة أو إلى غيرها، فإن كان عدولها إلى جهة القبلة فالصالة صحيحة، ألن األصل في فرضه جهة القبلة، وإذا عدلت إليه فقد أتى باألصل. وإن كانت الجهة التي عدلت إليها البهيمة ليست

الراحلة في السفر لمن حصل له هذا العذر وإن لم يكن في هودج. بدائع ، صحيح مسلم بشرح النووي2/143، نيل األوطار k،109 1/108الصنائع 5/211 .

، المغkkني1/99، المهkkذب 1/142، مغني المحتاج 1/109بدائع الصنائع )(1 ، بلغة السالك الشيخ أحمد الصاوي على الشkkرح الصkkغير للشkkيخ1/463 ط عيسى الحلبي. 1/272الدردير

. 1/436، المغني 1/142مغني المحتاج )(2 . قkkال ابن القيم تعليقkkا على هkkذا1225رواه أبkkو داود. حkkديث رقم )(3

الحديث »وفي هذا الحديث نظkkر، وسkkائر من وصkkف صkkالته صkkلى اللkkه عليه وسلم على راحلتkkه أطلقkkوا أنkkه كkkان يصkkلي عليهkkا قبkkل أي وجهkkة توجهت به، ولم يسثتنوا من ذلك تكبيرة اإلحkkرام وال غيرهkkا ومن هkkؤالء: عامر بن ربيعة وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله، وأحاديثهم أصح من

. 1/131حديث أنس هذا« زاد المعاد

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

بجهة القبلة فصالته باطلة إن تم ذلك عن اختيار منه دون عذر، وأما إذا كان ذلك لعذر كأن ظن أن ذلك في طريق بلده، أو غلبته

الدابة لم تبطل صالته، على أال يتمادى في ذلك بعد زوال عذره (1)وإال فسدت صالته أيضا.

وهل يشترط السفر لجواز التنفل على الراحلة؟ اختلف العلماء في اشتراط ذلك على فريقين:

الفريق األول: وهم عامة العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية، ويذهبون إلى اشتراط ذلك، وسواء كان السفر قصيرا أو

(2)طويال. الفريق الثاني: وهم أبو يوسف من الحنفية، وأبو سعيد األصطخري

من الشافعية، وأهل الظاهر، ويرى هؤالء عدم اشتراط السفر لصالة النافلة على الراحلة، بل يجوز ذلك عندهم في الحضر، وهذا

.(3)الرأي محكي عن أنس بن مالك وسبب الخالف بينهم يعود إلى أن بعض الروايات التي جاءت عن صالة رسول الله صلى الله عليه وسلم للناقلة على راحلته كانت مطلقة دون تقييد بسفر، وبعضها كان مقيدا بالسفر، فمن حمل المطلق على المقيد وهم الجمهور، اشترطوا لجواز ذلك السفر،

ومن لم يحمل المطلق على المقيد، وعمل بكل منهما لم يشترط السفر، وفي ذلك يقول ابن حزم »وقد روينا عن وكيع عن سفيان

عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يصلون على رحالهم ودوابهم حيث توجهت قال: وهذه حكاية عن الصحابة

(4)والتابعين رضي الله عنهم في السفر والحضر« ومن قال باشتراط السفر ذهب إلى أن المسافر لمعصية كقطع طريق، أو قتال بغير حق، أو عق لوالديه، أو نشوز عن الزوج ال

يجوز له التنفل على الراحلة، ألن ذلك من باب الرخص، والرخص. (5)ال تناط بالمعاصي

وهل للمسافر ماشيا أن يتنفل حال مشيه؟ ، بلغة السالك1/143، مغني المحتاج 1/436، المغني 1/100المهذب )(1

ويجوز للمصلي في هذه الحالة أن يعمkkل مkkا ال بkkد منkkه كمسkkك1/228عنان الدابة، أو سوقها بسوط دون كالم.

وخالف المالكية في ذلك حيث اشkkترطوا أن يكkkون سkkفرا تقصkkر فيkkه)(2 ، المغkkني3/144، نيkkل األوطkkار 1/227الصkkالة، راجkkع: بلغkkة السkkالك

. 5/210، صحيح مسلم بشرح النووي 1/434 ، ط3/43، المحلى 5/210، صحيح مسلم بشرح النkkووي 1/69الهداية )(3

مطبعة اإلمام بالقلعة. . 3/43)(المحلى 4 ، بلغة السالك على الشرح الصغير5/210صحيح مسلم بشرح النووي )(5

ط عيسى الحلبي. 153، األشباه والنظائر للسيوطي ص 1/227

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

ظاهر األحاديث أن الجواز مختص بالراكب فقط دون الماشي وإلى ذلك ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة في المعتمد عندهم

ويرى الشافعية والحنابلة في رأي ضعيف عندهم(1)والظاهرية« جواز ذلك للماشي قياسا على الراكب، حيث إنها إحدى حالتي سير

المسافر فأبيحت الصالة فيها كاألخرى. وعلى هذا الرأي ينبغي على المصلي أن يقرأ وهو ماشي، فإذا أراد الركوع والسجود والتشهد فعلها كلها دون مشي، فيسجد ويجلس

(2)على األرض. والرأي األول أولى باالتباع ألن المشي الكثير يؤدي إلى قطع

الصالة وبطالنها، إضافة إلى أنه لم ينقل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فال يجوز القياس على الراكب ألن األمور التعبدية

ال يقاس عليها. المبحث الثاني

الشروع في النافلة بعد الشروع في اإلقامة لبيان هذه المسألة يجب التفريق بين أن يكون المؤذن قد شرع في اإلقامة المفروضة ثم دخل المصلي في النافلة، وبين شروع

المصلي في صالة النافلة قبل اإلقامة.فأما الصورة األولى:

فال يحل أن يشتغل بالنفل عن الفرض، وهذا مما اتفق عليه العلماء في الجملة، وإن اختلفوا فيما يتعلق بركعتي الفجر، حيث

خالف الحنفية فقالوا بجواز الشروع في ركعتي الفجر لمن جاء من بيته إلى المسجد ولم يصلهما، وذلك عند باب المسجد، وأما إذا دخل المسجد فإنه يكره له ذلك، وهذا إذا رأى أنه يستطيع أن

يلحق مع اإلمام ركعة، ألنه أمكنه الجمع بين الفضيلتين، حيث إنه لو اشتغل بإحراز فضيلة التكبير لفاتته فضيلة ركعتي الفجر أصال، وقد قال صلى الله عليه وسلم: »ركعتا الفجر خير من الدنيا وما

فيها« وأما لو اشتغل بركعتي الفجر لما فاتته فضيلة تكبيرة االفتتاح من جميع الوجوه حيث تبقي هذه ما دامت األركان باقية،

فصار مدركا لفضيلة الجماعة ولركعتي الفجر. وهذا هو رأي اإلمام. (3)مالك

، الكkافي1/437، المغkني 1/227، بلغkة السkالك 2/144نيل األوطkار )(1. 3/43، المحلى 1/261في فقه أهل المدينة

.3/43، المحلى 1/134المرجع السابق، مغنى المحتاج )(2 ، وقد فرق البعض1/259، الكافي 1/286، بدائع الصنائع 1/71)(الهداية 3

بين مذهب مالك وأبي حنيفة على أساس أن مالكا يحوزه خارج المسجد فقط، وأما الحنفية فيجيزونه في الداخل والخارج، ومن هkkؤالء ابن حkkزم وابن قدامة ولكنا وجدنا الحنفية كما نقلنا عنهم سابقا يميزون كالمالكيkkة بين الداخل والخارج، فيكرهون ذلkkك للkkداخل دون الخkkارج، والكراهيkkة ال

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وقد احتج هؤالء أيضا بفعل الصحابة، فقد كان أبو الدرداء يدخل المسجد والناس صفوف في صالة الفجر فيصلي الركعتين في

ناحية المسجد، ثم يدخل مع القوم في الصالة، وكان ابن مسعود يخرج من داره لصالة الفجر ثم يأتي الصالة فيصلي ركعتين في

.(1)ناحية المسجد ثم يدخل معهم في الصالة وأما جمهور العلماء فقد استدلوا بالسنة الصحيحة الصريحة على

النحو التالي: – فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »إذا1

.(2)أقيمت الصالة فال صالة إال للمكتوبة« – وعن ابن بحينة قال: »أقيمت صالة الصبح فرأى رسول الله2

صلى الله عليه وسلم رجال يصلي والمؤذن يقيم فقال: أتصلي. (3)الصبح أربعا«

– وعن ابن عباس قال: كنت أصلي وأخذ المؤذن في اإلقامة3 فجذبني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: »أتصلي الصبح

. (4)أربعا« وكان عمر ابن الخطاب إذا رأى رجال يصلي وهو يسمع اإلقامة

يضربه. وكذلك حصب ابن عمر رجال أبصره يصلي الركعتين والمؤذن يقيم. قال ابن القيم: فهذا عمر وابنه عبد الله في مقابلة

أبي الدرداء وابن مسعود، والسنة سالمة ال معارض لها، ومعها أصح قياس يكون، فإن وقتها يضيق باإلقامة فلم يقبل غيرها بحيث

وبهذا تقوى أدلة(5)ال يجوز لمن حضر أن يؤخرها ويصليها بعد ذلكالجمهور على غيرها فال يكون لها منازع.

الصورة الثانية: وهي إذا دخل المسجد وشرع في النافلة ثم أقيم للصالة أتم صالته

ولم يقطعها إال إذا خشي فوات الجماعة، صونا للمؤدي عن وهذا هو مذهب(6){وال تبAطلوا أعAمالكمAالبطالن قال تعالى: }

. هذا ولما كان الحنفية يرون أن(7)المالكية والحنابلة والشافعية نافلة النهار يمكن أن تكون أربعا، فقد قالوا إن المصلي في هذه

.1/456، المغني 76، 3/75تعني أبدا اإلباحة. المراجع السابقة، المحلى ط المكتبkkkkة2/357إعالم المkkkkوقعين عن رب العkkkkالمين البن القيم )(1

العصرية – بيروت. رواه مسلم – كتاب المسافرين – باب كراهية الشkkروع في نافلkkة بعkkد)(2

. 2/154شروع المؤذن . 2/154رواه مسلم )(3 .2/356نقله ابن القيم عن مسند أبي داود الطيالسي إعالم الموقعين )(4. 2/356إعالم الموقعين )(5.33سورة محمد اآلية )(6. 1/456، المغني 1/133، المهذب 1/323)(بلغة السالك 7

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

الحالة يتم الشفع الذي هو فيه وال يزيد عليه. أما إتمام الشفع فألن الشروع في النفل عندهم يلزم صاحبه بإتمام عليه، وهذا ينصرف

إلى الشفع األول فقط، فإذا قام بعده كان كابتداء نفل جديد،.(1)وابتداء النفل في المسجد بعد اإلقامة مكروه عندهم

ويرى اإلمام ابن حزم الظاهري أن كل من دخل في نافلة وأقيمت عليه صالة الفريضة فإن نافلته التي كان قد دخل فيها قبل اإلقامة

تبطل من تلقاء نفسها، وعليه الدخول في صالة الفريصة بابتداء التكبير دون أن يسلم من النافلة، حتى ولو لم يتبق عليه منها إال السالم لما روي عن سعيد بن جبير أنه قال: »اقطع صالتك عند

.(2)اإلقامة«حكم إقامة الصالة بعد الشروع في الفريضة:

ما تقدم كان بيانا لحكم اإلقامة بعد الشروع في النافلة، وأما حكم الشرع في الفريضة قبل اإلقامة إذا أقيم لفريضة الوقت أثناء

الصالة فيجب التفريق فيه بين ما إذا كانت الصالة التي دخل فيها قبل اإلقامة هي فريضة الوقت أم غيره. فإن كانت غير فرض

الوقت كأن كان عليه صلوات فائتة يرتبها، فإن هذا ينبغي أن يتم صالته عند الحنفية ألن الترتيب عندهم واجب والجماعة سنة

مؤكدة فيقدم الترتيب، وقد كان يفترض أن يكون األمر على ذلك أيضا عند المالكية الذين يقولون بوجوب الترتيب، ولكنا وجدنا

صاحب الشرح الصغير يشترط لإلتمام أال يخشى المصلي فوات ركعة، وإال دخل مع اإلمام، وكأنهم يرون دخوله مع اإلمام في هذه

الحالة على سبيل النفل أو بنية الفائتة ويتابعه في األفعال بحيث (3)يكون مقتديا به صورة فقط، وهذا ما بينه الشيخ الصاوي المالكي

وأما الشافعية فعلى رأيهم بأن الترتيب بين الفوائت سنة مؤكدة، فعندهم أن الترتيب أولى من الجماعة وبالتالي فإن األولى أن يتم

صالته. وأما ابن حزم الظاهري فيرى أن الذي بدأ في قضاء صالة فائتة أو

بدأها في آخر وقتها ثم أقيمت صالة الفرض في وقتها، فإن هذا يأتم باإلمام في صالته التي هو فيها، فإذا أتمها سلم ثم دخل خلف

. 1/268بدائع الصنائع )(1 ، ، وقد قال الحافظ العراقي ردا على قول أهل الظkkاهر3/81المحلى )(2

بقطع الصالة دون سالم ولkkو لم يبkkق منهkkا إال السkkالم »وهkkذا غلkkو منهم فليت شعري أيهما أطول زمنا مkkدة السkkالم أو مkkدة إقامkkة الصkkالة، بkkل يمكنه أن يتهيأ بعد السالم لتحصيل أكمل األحوال في االقتداء قبkل تمkام

. 3/85اإلقامة، نيل األوطار . 1/323)(بلغة السالك 3

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

اإلمام في الصالة التي فيها اإلمام، فإذا سلم اإلمام قام فقضى ما. (1)بقي عليه منها

هذا عن إقامة الجماعة بعد الدخول في غير فرض الوقت وأما إقامتها بعد الدخول في فرض الوقت فهذا يجب عليه قطع صالته

عند الخشية من فوات ركعة مع اإلمام عند المالكية، سواء عقد.(2)ركعة أم ال، وسواء أن يسلم من صالته األولى أم ال

وعند الظاهرية أن الصالة األولى تبطل وتفسد باإلقامة إذا كان الذي شرع في الفرض قبل اإلقامة ممن تلزمهم الجماعة ولم يكن يائسا عن إدراكها، وال معنى ألن يسلم من التي بدأ، ألنه ليس في

صالة، ألنه عمل عمال ليس عليه أمر الله تعالى فهو مردود عمال (3)بالحديث الوارد في ذلك.

وأما الحنفية فال يفرقون كما هو مذهب المالكية بين الخشية من فوات ركعة مع اإلمام أو عدم الخشية من ذلك، بل يفرقون بين ما

. فإن كانت(4)إذا كانت الصالة التي يصليها رباعية أو غير ذلك رباعية كصالة الظهر أو العصر أو العشاء، فإما أن يكون قد عقد

ركعة قبل اإلقامة أو ال: فإن كان قد عقد ركعة فإنه يضم إليها أخرى لتشفع األولى فتقع له نافلة، وهذا ألنه أمكنه صون المؤدى

واستدراك فضيلة الجماعة، وكذلك األمر إن صلى ركعتين قبل اإلقامة فإنه يتشهد ويسلم، وكذا إذا قام إلى الثالثة قبل أن يقيدها

بالسجدة حيث يعود إلى التشهد ويسلم، وأما إذا قيد الثالثة بالسجدة فإنه يتم صالته، ألنه أتى باألكثر ولألكثر حكم الكل،

والفرض بعد إتمامه ال يحتمل االنتفاض. هذا إذا كان قد عقد ركعة قبل اإلقامة فإن كان في الركعة األولى

ولم يقيدها بالسجدة فالصحيح أنه يقطعها ليدخل مع اإلمام، فيحرزثواب تكبيرة االفتتاح ألن ما دون الركعة ليس له حكم صالة.

وإن كانت الصالة ثالثية كالمغرب أو ثنائية كالصبح فإنه لو صلى ركعة قطعها، ألنه لو ضم إليها أخرى ألتى باألكثر فال يمكنه القطع

كما ذكرنا. وفي كل األحوال إذا قطع صالته أو أتمها فعليه أنيدخل مع اإلمام.

وهذا ألن رسول اللkkه صkkلى اللkkه عليkkه وسkkلم إنمkkا قkkال: »إذا أقيمت)(1 والتي دخل فيها مكتوبة، فال يجوز قطعهkkا،«الصالة فال صالة إال المكتوبة

وال يجوز له مخالفة اإلمام لنهي النبي صلى اللkkه عليkkه وسkkلم عن ذلkkك،. 3/84المحلى

. 1/323)(بلغة السالك 2. 3/85المحلى )(3 ، الهدايkkةkk،287 1/286راجع في بيان مذهب الحنفيkkة: بkkدائع الصkkنائع )(4

1/70 ،71.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وفي حالة القطع تكون صالته مع اإلمام عن فريضة الوقت وأما إذا أتم صالته األولى فإن الثانية تكون له نافلة، وذلك لما روي عن

يزيد بن األسود قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته، فصليت معه صالة الصبح في مسجد الخيف، فلما قضى صالته انحرف، فإذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصليا، فقال: علي

فقال: ما منعكما أن تصليا معنا،(1)بهما، فجيء بهما ترعد فرائصهما فقاال: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا، قال: فال تفعال، إذا

صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما.(2)نافلة«

ويستثني من إعادة الصالة مع الجماعة صالة الصبح والعصر والمغرب فال يعيد مع الجماعة في األولى، ألن النفل بعد صالة

الفجر منهي عنه، وكذلك الحال بالنسبة للعصر. وأما المغرب فألن.(3)التنفل بالثالث غير مشروع

والمالكية مع الحنفية في كل ما تقدم إذا لم يخش المصلي فوات ركعة مع اإلمام إال ما يراه الحنفية من عدم إعادة صالة الصبح

والعصر مع اإلمام، ألنهم يرون أن كال من هذين الوقتين هو وقت نفل في الجملة، ولذلك جاز لمن له ورد ونام عنه أن يفعله في

(4)هذين الوقتين. هذا عن مذهب الحنفية والمالكية. ويرى ابن حزم الظاهري أن من

دخل مسجدا فظن أن أهله قد صلوا صالة الفرض التي هو في وقتها، أو كان ممن ال يلزمه فرض الجماعة فابتدأ فأقيمت الصالة، فالواجب أن يبني على تكبيرة، ويدخل معهم في الصالة فإن كان

قد صلى منها ركعة فأكثر فكذلك، فإذا أتم هو صالته جلس وانتظر.(5)سالم اإلمام فسلم معه

وهل يلزم النفل بالشروع فيه؟ يرى الحنفية أن المصلي إذا شرع في التطوع يلزمه المضي فيه

، وهذا هو مذهب اإلمام مالك إذا قطع(6)وإذا أفسده يلزمه قضاؤه فرائص جمkkع فريصkkة، وهي اللحمkة من الجنب والكتkkف الkkتي ال تkkزال)(1

ترعد عند الخوف، وسبب ارتعاد فرائصkkهما، مkkا اجتمkkع في رسkkول اللkkه صلى الله عليه وسلم من الهيبة والعظمة، والحرمkkة الجسkkيمة لكkkل من

. 3/93رآه مع كثرة تواضعه، نيل األوطار – ورواه البيهقي في السنن الكبرى –575رواه أبو داود – حديث رقم )(2

ط2/300كتاب الصالة – باب الرجل يصلي وحده ثم يدركها مkkع اإلمkkام دار الفكر.

. 287، 1/286البدائع )(3. 1/324، بلغة السالك 1/218)(الكافي 4.1/83المحلى )(5. 1/290)(بدائع الصنائع 6

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

وقد(1)المتنفل صالته بال عذر، وأما إن قطعها لعذر فال شيء عليه«.(2 )نقل األثرم عن أحمد مثل قول الحنفية

وال تبAطلوااحتج الحنفية ومن معهم بقول الله تعالى: }AمالكمAفيجب صيانة العبادة عن اإلبطال، وهذا يلزم المضي(3) {أع

فيها، فإذا أفسدها فقد أفسد عبادة واجبة األداء، فيلزمه القضاء(4)جبرا للفائت.

ويرى اإلمام الشافعي وأكثر الحنابلة أنه ال يلزمه المضي في التطوع وال القضاء باإلفساد، وإن قالوا إنه يستحب له اإلتمام،

ويكره له الخروج منها بال عذر، ويندب له القضاء خروجا من (5)الخالف.

استدل هؤالء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصوم (6)»الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر«

ورد هؤالء على ما استدل به الحنفية من اآلية السابقة بأنها عامة فيقدم عليها الخاص إن وجد، وقد وجد فيما يرويه أبو جحيفة قال:

أخي النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة، فقال لها ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء

أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال كل فإني صائم، فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم

فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم اآلن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا،

ولنفسك عليك حقا، وألهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال النبي صلى

.(7)الله عليه وسلم »صدق سلمان« ووجه الداللة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر إفطار أبي الدرداء

في صوم التطوع ولم يبين له وجوب القضاء، قالوا: وتأخير البيان

والعجب أن يkزعم ابن رشkد اإلجمkاع على عkدم1/248بلغة السkالك )(1 وجوب القضاء على من خرج من صالة التطوع مع أن المالكيkkة أنفسkkهم

. 1/312وهو واحد منهم يقولون بخالف ذلك. راجع بداية المجتهد . 3/153قال ابن قدامة »وأكثر أصحابنا على أنها ال تلزم« المغني )(2.33سورة محمد من اآلية )(3. 1/290بدائع الصنائع )(4.1/448مغني المحتاج )(5 رواه الحاكم في المستدرك وقkkال هkkذا حkkديث صkkحيح اإلسkkناد. كتkkاب)(6

. 1/439الصوم – باب صوم التطوع )(رواه البخاري – كتاب الصوم – بkkاب من أقسkkم على أخيkkه ليفطkkر في7

.1/336التطوع

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

فيقاس على الصوم كل النوافل. وبهذا(1)عن وقت الحاجة ال يجوز. يترجح لنا هذا الرأي لقوة الحديث الذي استدل به فيكون مخصصا

لعموم اآلية. قضاء صالة التطوع:

قبل أن نخوض في حكم قضاء صالة التطوع ال بد أوال أن نبينأوقات السنن، ومتى تكون أداء ومتى تكون قضاء.

ووقت السنن الرواتب يختلف بحسب ما إذا كانت سنة قبلية أو بعدية، فالسنة التي قبل صالة الفرض يدخل وقتها بدخول وقت

الفرض، والتي بعد الصالة بفعل الصالة وبالتالي فإن فعل البعدية قبل الصالة ال تجزئ عن الراتبة، بل تصير نافلة مطلقة. ويخرج

وقت النوعان بخروج وقت الصالة. وعلى ذلك فلو لم يصل النافلة القبلية حتى صلى الفريضة جاز له

.(2)أن يصليها من بعد الفريضة وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية واستدل هؤالء بما روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى

.(3)الله عليه وسلم كان إذا فاتته األربع قبل الظهر صالهن بعدها فهذا الحديث يدل على مشروعية المحافظة على السنن التي قبل

(4)الفرائض، وامتداد وقتها إلى آخر وقت الفريضة. ويرى الحنابلة والظاهرية أن وقت التي قبل الصالة يخرج بفعل

هذا وقد بينا(5)الصالة، فال يكون اإلتيان بها بعد الصالة أداء بل قضاء سابقا مذهب جمهور العلماء في وقت صالة التوتر وأنه من بعد

.(6)أداء صالة العشاء إلى طلوع الفجر، خالفا ألبي حنيفة في ابتدائه وبعد بيان ذلك فهل يجوز قضاء النافلة إذا فاتت عن وقتها؟ للعلماء

في ذلك آراء نبينها على الوجه التالي: الرأي األول:

ويرى أصحابه عدم جواز قضاء النوافل مطلقا، إال ركعتي الفجر إذا فاتتا، فإنه يقضيهما بعد طلوع الشمس، وهذا هو مذهب الحنفية

فإن قيل: إن(7)والمالكية والشافعي في أحد أقواله والحنابلة.4/259نيل األوطار )(1. 1/284، بدائع الصنائع 1/242مغني المحتاج )(2. 426رواه الترمذي وقال: حسن غريب سنن الترمذي حديث رقم )(3. 3/26نيل األوطار )(4. 3/82، المحلى 2/128المغني )(5 من هذا البحث.29راجع ص )(6 )(يجب مالحظة أن أبا حنيفة يرى أن صkkالة الkkوتر واجبkkة، وبالتkkالي يجب7

قضاؤها عنده، وأما الصاحبان فلئن كانا يريkkان أنهkkا سkkنة إال أنهمkkا أجkkازا قضاءها بما رواه أبو داود عن رسول اللkkه صkkلى اللkkه عليkkه وسkkلم »من نام عن وتره أو نسيه، فليصله إذا ذكره« وأما اإلمام مالkkك فkkيرى جkkواز

،1/287قضاء الوتر من طلوع الفجر وحتى صالة الصبح، بkkدائع الصkkنائع

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ترويه أم سلمة قد قضى أجيب بأن هذا من(1)الركعتين اللتين بعد الظهر بعد صالته للعصر

خصوصيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن أم سلمة راوية هذا الحديث قد ذكرت فيه أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنهما، ثم رأته يصليهما. وأيضا فقد أخرج أبو داود عن

عائشة أنها قالت: كان يصلي بعد العصر وينهى عنهما، ويواصل (2)وينهى عن الوصال.

الرأي الثاني: ويرى أصحابه استحباب قضاء النوافل المؤقتة مطلقا، وهذا هو

مذهب الشافعية في األظهر، ومذهب ابن حامد من الحنابلة. وقد ذهب إليه من الصحابة عبد الله بن عمر ومن التابعين: عطاء

وطاوس، والقاسم. وسواء عند هذا الفريق فاتت النافلة الراتبة.(3)لعذر أو لغير عذر

واستدلوا بما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع

« وأيضا فقد ثبت كما تقدم أنه قضي التي بعد الظهر(4)الشمس بعد العصر. قالوا: فقسنا الباقي على ذلك. وأما عدم تقييدهم

بالعذر، فألن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق األمر بالقضاء ولم (5)يقيد بالعذر.

الرأي الثالث:

، مغkkني المحتkkاج1/259، الكkkافي 98قkkوانين األحكkkام الشkkرعية ص . 2/128، المغني 1/224

، مسkkلم كتkkاب1/213متفق عليه. صحيح البخkkاري – كتkkاب الكسkkوف )(1 . وقد ضم الحنابلة بهذا الحديث ركعkkتي الظهkkر2/210صالة المسافرين

.2/128إلى ركعتي الفجر في جواز القضاء. المغني وقkkkد حصkkkل خالف بين الحنفيkkkة1280سkkkنن أبي داود حkkkديث رقم )(2

أنفسهم حkkول جkkواز قضkkاء ركعkkتي الفجkkر إذا فاتتkkا وحkkدهما. فعنkkد أبي حنيفkkة وأبي يوسkkف أنkkه ال يصkkح قضkkاؤها إال إذا تركتkkا مkkع الفkرض، ألن السنن شرعت توابع للفرائض لو قضيت في وقت ال أداء فيkkه للفkkرائض لصارت السنن أصال وبطلت التبعية. ويرى اإلمام محمkkد جkkواز قضkkائهما منفردتين، واحتج بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قضاهما ليلkkة التعريس بعد طلوع الشkمس قبkkل الkkزوال، فصkkار ذلkkك وقت قضkkائهما، وأجاب اإلمامان أبو حنيفة وأبو يوسف بأنهما قد فاتتا في ليلkkة التعkkريس

. 1/287مع الفريضة وال خالف في ذلك، بدائع الصنائع . 2/128، المغني 1/224، مغني المحتاج 3/26نيل األوطار )(3 رواه الترمذي وقkkال: ال نعرفkkه إال من هkkذا الوجkkه. حkkديث حسkkن رقم)(4

423.. 2/128، المغني 3/26نيل األوطار )(5

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

ويرى أصحابه التفرقة بين ما هو مستقل بنفسه كالضحى والعيدين فيقضى، ويبين ما هو تابع للفريضة كالرواتب فال يقضي وهذا هو

(1)أحد أقوال الشافعي.الرأي الرابع:

وهو رأي ابن حزم أن من تركها متعمدا ال سبيل له إلى قضائها ، لحديث من(2)ومن تركها ساهيا، أو لنومه، فإنه يجوز له قضاؤها

.(3)نام عن صالة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ال كفارة لها إال ذلك« والواقع أن الرأي األول هو األولى باالتباع في هذه المسألة، لما

ذكروه من األدلة القاضية بقضاء ركعتي الصبح دون غيرهما. ومن البديهي أن الخالف المتقدم إنما هو في السنن المؤقتة، وأما

السنن التي لها سبب كتحية المسجد، والكسوف، وكذلك السننالمطلقة، فال مدخل للقضاء فيها.

. 1/224مغني المحتاج )(1. 3/82)(المحلى 2.2/142رواه مسلم – كتاب الصالة – باب قضاء الصالة الفائتة )(3

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

مراجع البحثأوال: القرآن الكريم وعلومه:

– القرآن الكريم. 1 – تفسير ابن كثير، لعماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير ط2

عيسى الحلبي. ثانيا: كتب الحديث وعلومه:

– التلخيص على المستدرك، للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان1ابن الذهبي. مطبوع مع المستدرك ط دار الكتاب العربي.

– الجوهر النقي )على السنن الكبرى للبيهقي( لعالء الدين بن2علي بن عثمان المارديني، الشهير بابن التركمان ط دار القكر.

– حاشية السندي )على هامش صحيح البخاري( ألبي الحسن نور3الدين محمد بن عبد الهادي السندي. ط عيسى الحلبي.

– سبل السالم شرح بلوغ المرام، لإلمام محمد بن إسماعيل4الصنعاني ط دار زهران.

– سنن ابن ماجة، ألبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني ط دار5الفكر.

– سنن أبي داود، ألبي داود سليمان بن األشعث السجستاني. ط6دار إحياء التراث.

– سنن الترمذي، المعروف بالجامع الصحيح، ألبي عيسى محمد7بن عيسى ابن سورة. ط دار إحياء التراث.

– سنن الدارقطني، لشيخ اإلسالم علي بن عمر الدارقطني. ط8مكتبة المتنبي – القاهرة.

– السنن الكبرى، ألبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي.9ط دار الفكر.

– سنن النسائي، ألبي عبد الرحمن بن شعيب النسائي ط دار10الكتب العلمية – بيروت.

– شرح السنة، ألبي محمد، الحسين بن مسعود البغوي ط11المكتب اإلسالمي.

– صحيح البخاري، ألبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري12ط عيسى الحلبي.

– صحيح مسلم، ألبي الحسين، مسلم بن الحجاج القشيري ط13شركة اإلعالنات الشرقية.

– صحيح مسلم بشرح النووي، ألبي زكريا يحيى بن شرف14النووي ط المطبعة العصرية.

– فتح الباري شرح صحيح البخاري، ألحمد بن حجر العسقالني15ط دار إحياء التراث.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

– الفردوس بمأثور الخطاب، لشيرويه بن شهر دار )أبو شجاع(16تحقيق سعيد بسيوني.

– كشف الخفا ومزيل اإللباس عما اشتهر من األحاديث على17 ألسنة الناس، إلسماعيل بن محمد العجلوني. ط مؤسسة الرسالة.

– كنز العمال في سنن األقوال واألفعال، لعالء الدين علي18المتقي بن حسام الدين الهندي ط مؤسسة الرسالة.

– مجمع الزوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ط19مكتبة القدسي.

– المستدرك على الصحيحين، ألبي عبد الله محمد بن عبد الله20المعروف بالحاكم النيسابوري ط دار الكتاب العربي.

– المصنف للحافظ عبد الرزاق الصنعاني ط منشورات21المجلس العلمي.

– مسند أحمد لإلمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ط22دار المعارف.

– موطأ مالك، لإلمام مالك بن أنس بتحقيق محمد فؤاد عبد23الباقي ط عيسى الحلبي.

– نيل األوطار شرح منتقى األخبار لمحمد بن علي بن محمد24الشوكاني. ط مصطفى الحبي.

ثالثا: كتب الفقه. أ – الفقه الحنفي:

– االختيار لتعليل المختار، ألبي الفضل مجد الدين عبدالله بن1 محمود الموصلي. ط الهيئة العامة لشئون المطابع األميرية –

القاهرة. – بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، لعلي الدين أبي بكر بن2

مسعود الكاساني ط دار الكتاب العربي – بيروت. – بداية المبتدئ )مطبوع مع الهداية( ألبي الحسن، علي بن أبي3

بكر المرغيناني. ط مصطفى الحلبي. – تحفة الطالب ألبي بكر بن الشيخ محمد بن عمر المال4

اإلحسائي. مطبوع مع فتح الوهاب. على نفقة بعض المحسنين. – فتح الوهاب شرح تحفة الطالب لحسين بن محمد سعيد عبد5

الغني المكي. مطوع على نفقة بعض المحسينين. – الهداية شرح بداية المبتدئ، ألبي الحسن، علي بن أبي أبكر6

المرغيناني ط مصطفى الحلبي. ب – الفقه المالكي:

– بداية المجتهد ونهاية المقتصد، ألبي الوليد محمد بن أحمد بن1رشد. ط مصطفى الحلبي.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

– بلغة السالك ألقرب المسالك )مطبوع مع الشرح الصغير(2ألحمد بن محمد الصاوي ط مصطفى الحلبي.

– الشرح الصغير مطبوع على هامش بلغة السالك ألحمد بن3محمد بن أحمد الدردير ط مصطفى الحلبي.

– قوانين األحكام الشرعية ألبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي4ط مطبعة عالم الفكر.

– الكافي في فقه أهل الدمينة، ألبي عمر يوسف بن عبد البر ط5مكتبة الرياض الحديثة.

– المدونة الكبرى لإلمام مالك بن أنس. ط مطبعة السعادة. 6جk - كتب الفقه الشافعي:

– األشباه والنظائر لجالل الدين عبد الرحمن السيوطي. ط1عيسى الحلبي.

– األم، لإلمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي. ط دار2الشعب.

– روضة الطالبين، ألبي زكريا يحيى بن شرف النووي ط المكتب3اإلسالمي.

– المجموع شرح المهذب ألبي زكريا يحيى بن شرف النووي ط4مطبعة اإلمام.

– مغني المحتاج لمحمد الشربيني الخطيب ط دار الفكر. 5 – المهذب، ألبي إسحاق الشيرازي ط مصطفى الحلبي. 6

د – الفقه الحنبلي: – االختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية، ألبي الحسن علي بن1

محمد بن عباس ط مكتبة السنة المحمدية. – إعالم الموقعين عن رب العالمين، ألبي عبد الله محمد بن أبي2

بكر بن قيم الجوزية ط مكتبة الكليات األزهرية. – تصحيح الفروع لعالء الدين أبي الحسن، علي بن سليمان3

المقدسي ط مطبعة المنار. – دليل الطالب، لمرعي بن يوسف الحنبلي. ط منشورات4

المكتب اإلسالمي. ط ثالثة. – زاد المعاد، ألبي عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي5

المعروف بابن قيم الجوزية. ط مؤسسة الرسالة، دار الكتبالعلمية.

– الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، البن القيم الجوزية ط6دار المدني.

– الفروع، ألبي عبد الله محمد بن مفلح، مطبوع مع تصحيح7الفروع ط مطبعة المنار.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

– المغني، ألبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة. ط8مكتبة الرياض الحديثة.

هk - كتب الظاهرية: – المحلى ألبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ط1

الطباعة المنيرية القاهرة. رابعا: كتب اللغة:

– لسان العرب، لجمال الدين محمد بن مكرم بن منظور. ط1مطبعة بوالق.

– مختار الصحاح، لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي.2بدون طبعة.

– النظم المستعذب في شرح غريب المهذب لمحمد بن أحمد3بن بطال الركبي ط مصطفى الحلبي.

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

الفهارسخطة البحث..

فصل تمهيدي: في التعريف بصالة النافلةالمطلب األول: في معنى صالة النافلة.

المطلب الثاني: الترغيب في صالة التطوعالفصل األول: أقسام النوافل التي لم تشرع في جماعة..المبحث األول: السنن الراتبة المقترنة بالفرائض الخمس

األحكام الخاصة بركعتي الفجر..السنن غير المؤكدة..

المبحث الثاني: السنن الراتبة غير المقترنة بالفرائض..أوال: صالة الوتر.

صفة صالة الوتر..

وقت صالة الوتر..القنوت في الوتر وفي..

محل القنوت.ألفاظ القنوت

ثانيا: صالة التراويح.ثالثا: صالة الضحى..

المبحث الثالث: النفل بسببأوال: صالة تحية المسجد..

االستثناءات الواردة على مشروعية تحية المسجدثانيا: صالة ركعتين بعد الطواف

حكم الجمع بين أكثر من ركعتين ألكثر من طوافثالثا: صالة االستخارة..

رابعا: الصالة عقب الظهور.خامسا: صالة الحاجة.سادسا: صالة التوبة..

المبحث الرابع: النفل المطلق.الفصل الثاني: األحكام العامة لصالة التطوع..

المبحث األول: كيفية صالة التطوع..المسألة األولى: في عدد الركعات

المسألة الثانية: صالة النافلة جماعة..المسألة الثالثة: طول القيام وتكثير الركوع والسجود..

جماعة في تشرع لم التي النوافل 

المسالة الرابعة: الجهر واإلسرارالمسألة الخامسة: القيام والقعود

المسألة السادسة: الصالة على الراحلةالمبحث الثاني: الشروع في النافلة بعد الشروع في اإلقامة..

حكم إقامة الصالة بعد الشروع في الفريضةهل يلزم النفل بالشروع فيه؟..

قضاء صالة التطوع.المصادر والمراجع.

فهرس الموضوعات..

رقم اإليداع بدار الكتب المصرية7404/2001

I.S. B.Mالترقيم الدولي 977-5819-97-0