9¯0006_031_كتاب... · Web viewمن أهل العلم من يرى أن لأهل كل بلد رؤيتهم، في ((صحيح مسلم)) من حديث ابن عباس– رضي الله

P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

وم كتاب الصفضيلة الشيخ الدكتور

عبد الكريم بن عبد الله الخضير عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

)الحلقة الحادية عشر( / / 1425

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم.

2 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةعشر

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.أيها اإلخوة واألخوات، السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته، وأهال/ بكم.

إلى حلق>>ة جدي>>دة في برن>>امجكم ش>>رح كت>>اب التجري>>د الص>>ريح ألح>>اديث الج>>امع الص>>حيح، وال زلن>>ا في كت>>ابالصوم.

ب بصاحب الفضيلة الش>>يخ ال>>دكتور عب>>د الك>>ريم بن عب>>د هللا الخض>>ير، ف>>أهال/ ويسرنا مع بداية الحلقة أن نرحبكم فضيلة الدكتور.

حياكم هللا، وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين. المق>>دم: ال زلن>>ا في ح>>ديث ابن عم>>ر –رض>>ي هللا عنهم>>ا– ق>>ال: س>>معت رس>>ول هللا –ص>>لى هللا علي>>ه وس>>لم–

يعني هالل رمضان.»إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له«يقول: الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قررن::ا أن المخ::اطب من تت::أتى من::ه الرؤي::ة، ويثبت »إذا رأيتم::وه فص::وموا«في قول::ه –علي::ه الص::الة والس::الم–: ف::إذا ثبت الهالل بق::ول من يثبت الحكم بقول::ه، مس::لم ثق::ة، فمن»إذا رأيتموه فص::وموا«بخبره الحكم، ال الجميع،

الذي يلزمهم الصوم؟ وه:::و خط:::اب لألم:::ة بأكمله:::ا أن األم:::ة يل:::زمهم جميعهم الص:::وم، يل:::زم جمي:::ع األم:::ة»فص:::وموا«مقتض:::ى قول:::ه:

الص::وم من ش::رقها وغربه::ا وش::مالها وجنوبه::ا، وه::ذا م::ا يع::رف بمس::ألة اتح::اد المط::الع واختالفه::ا، والح::ديث ال والخطاب لمن؟ ألهل المدينة فق::ط؟ ال، إذا»صوموا لرؤيته«شك أنه محتمل، أنه احتمل هذا المعنى: أنه مادام

ما الذي يجعله ألناس دون آخرين؟ مقتضى الحديث أن األمة يلزمهم الصوم كلهم. يقول ابن حجر: قد تمسك بتعليق الصوم بالرؤية من ذهب إلى إلزام أه::ل البل::د برؤي::ة أه::ل بل::د غيره::ا، ومن لم

يذهب إلى ذلك. المقدم: لكن اإللزام هذا بمجرد فهمه لهذا النص كما قلنا: إنه محتمل لهذا الفهم؛ ولذلك قال: اإللزام.

بال شك. ومن لم ي::::ذهب إلى ذل::::ك ق::::ال: ألن قول::::ه: ح::::تى ت::::روه خط::::اب ألن::::اس مخصوص::::ين فال يل::::زم غ::::يرهم، ولكن::::ه مص:::روف عن ظ:::اهره، فال يتوق:::ف الح:::ال على رؤي:::ة ك:::ل واح:::د؛ فال يتقي:::د بالبل:::د م:::ا دام الخ:::بر مص:::روفا عن

ظاهره بالنسبة للرائي، فال مانع للصرف عن ظاهره بالنسبة للمأمور بالصيام.ا في ، إنم:::ا يتج:::ه»إذا رأيتم:::وه« أن:::ه ال يتج:::ه الخط:::اب لجمي:::ع األم:::ة، «،»إذا رأيتم:::وه قلن:::ا: إن:::ه مص:::روف حتم:::

للمجموع، ويكفي من ذلك ما يثبت الخبر به. يقول: ومن لم يذهب إلى ذلك قال: ألن قوله: حتى ت:روه خط::اب ألن::اس مخصوص::ين فال يل:زم غ:يرهم، ولكن::ه مص:روف عن ظ:اهره، فال يتوق::ف الح:ال على رؤي::ة ك:ل واح:د؛ فال يتقي:د بالبل:د، واختل:ف العلم:اء في ذل:ك على

مناهج.

فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

المقدم: لكن هذا توجيه سليم مادام أنه مص>>روف كم>>ا ذكرن>>ا في البداي>>ة من كالم عام>>ة الن>>اس إلى عم>>ومهم،ا في مسألة أنه . مصروف للعامة»إذا رأيتموه«هل هذا متوجه أيض/أما بالنسبة للرائي فصرفه اإلجماع.

المقدم: هذا بال شك. أما بالنسبة للمأمور بالصيام، فالمسألة خالفية بين أهل العلم، واللفظ يحتمل المذهبين، ولكل أدلته.

من أه::::ل العلم من ي::::رى أن أله::::ل ك::::ل بل::::د رؤيتهم، في ))ص::::حيح مس::::لم(( من ح::::ديث ابن عب::::اس– رض::::ي هللا عنهم::ا– روى اإلم::ام مس::لم عن إس::ناده عن ك::ريب: أن أم الفض::ل بنت الح::ارث بعثت::ه إلى معاوي::ة بالش::ام، ق::ال: فقدمت الشام فقض::يت حاجته::ا، واس::تهل علي رمض::ان وأن:ا بالش::ام ف::رأيت الهالل ليل:ة الجمع::ة، ثم ق::دمت المدين::ة في آخ::::ر الش::::هر، فس::::ألني عب::::د هللا بن عب::::اس– رض::::ي هللا عنهم::::ا-، ثم ذك::::ر الهالل فق::::ال: م::::تى رأيتم الهالل؟ فقلت: رأين::اه ليل::ة الجمع::ة، فق::ال: أنت رأيت::ه؟ فقلت: نعم، ورآه الن::اس وص::اموا وص::ام معاوي::ة -ليل::ة الجمع::ة- فق:::ال: لكن:::ا رأين:::اه ليل:::ة الس:::بت؛ فال ن:::زال نص:::وم ح:::تى نكم:::ل ثالثين أو ن:::راه، فقلت: أوال تكتفي برؤي:::ة معاوي:::ة

وصيامه؟ فقال: ال، هكذا أمرنا رسول هللا –صلى هللا عليه وسلم–.فدل على أن ألهل الشام ما يخصهم، وألهل المدينة ما يخصهم، وأن ألهل كل بلد رؤيتهم.

المقدم: هل حدود هذا البلد؟ وكيف يخضع للوالي؟ س::يأتي من يربط:::ه بالح::اكم وإال ف:::الظروف ال::تي تعيش::ها األم::ة في العص:::ور المت::أخرة م::ع ه::ذه الح::دود يحص::ل

إشكاالت كبيرة.ا يا شيخ. المقدم: بعضها صغيرة جد

وبعض::ها طرف::ه مثال أق::رب إلى البل::د الث::اني من قلب البل::د ال::تي تنتمي إلي::ه؛ فال ش::ك أن الق::ول به::ذا يحص::ل في::ه إش:::كال، ل:::ذا ج:::اء في ق:::رار الهيئ:::ة -كم:::ا س:::نذكر- هيئ:::ة كب:::ار العلم:::اء في ه:::ذه البالد م:::ا يخف:::ف من أم:::ر ه:::ذا

الخالف، وسوف نسوقه إن شاء هللا تعالى. يق:::ول: هك:::ذا أمرن:::ا رس:::ول هللا –ص:::لى هللا علي:::ه وس:::لم–، ق:::د يق:::ول قائ:::ل: ه:::ذا نص يرف:::ع الخالف في اختالف

المطالع، نص أم ليس بنص؟المقدم: بلى، مادام قال: أمرنا رسول هللا –صلى هللا عليه وسلم–.

طيب، هذا القول حكاه ابن منذر عن عكرمة والقاسم وسالم وإس::حاق، وحك::اه الترم::ذي عن أه::ل العلم ولم يح::كسواه، وحكى الماوردي وجها للشافعية.

الق::ول الث::اني مقابل::ه: إذا رؤي الهالل ببل::دة ل::زم أه::ل البالد كله::ا الص::يام، ه::ذا ه::و المش::هور عن::د المالكي::ة، وه::وأيضا المشهور عند الحنابلة: أنه إذا رؤي الهالل ببلد يلزم المسلمون كلهم الصيام.

وحكى ابن عب:::د ال:::بر اإلجم:::اع، لكن::::ه إجم:::اع خ::::اص ق::::ال: أجمع:::وا على أن:::ه ال ت:::راعى الرؤي::::ة فيم::::ا بع:::د منواألندلس.  كخراسان البالد

4 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةعشر

نعم، أوال: مس::ألة اختالف المط::الع ه::ذا أم::ر مق::رر متف::ق علي::ه، المط::الع مختلف::ة، لكن ه::ل العم::ل على اختالفا من ك:::::ان في أقص:::::ى البالد في خراس:::::ان من المش:::::رق أو في المط:::::الع أو ال؟ ه:::::ذا ه:::::و مح:::::ل الخالف، أيض:::::

األن::دلس من المغ::رب رؤي هن::ا أو هن::ا، وقي::ل: باتح::اد المط::الع مثال، وم::ا في::ه وس::ائل تخ::بر الن::اس إال بع::د أي::ام،يمكن طلوع شهر.

المقدم: يمكن من بعثته أم الفضل ما جاء إال في آخر الشهر وسأله ابن عباس. نعم، ق::ال القرط::بي: ق::د ق::ال ش::يوخنا: إذا ك::انت رؤي::ة الهالل ظ::اهرة قاطع::ة بموض::ع ثم نق::ل إلى غ::يرهم بش::هادة

اثنين لزمهم الصوم. أله:ل البل:د ال:ذي تثبت في:ه الش::هادة إال أن تثبت عن:د اإلم:ام األعظم ال يلزمهم بالش::هادة إال ابن الماجشون: وقال

يع::ني اإلم::ام األعظم ال::ذي يحكم المس::لمين كلهم فيل::زم الن::اس كلهم؛ ألن البالد في حق::ه كالبل::د الواح::د؛ إذ حكم::هنافذ في الجميع.

طيب كي::ف اعتبرن::ا ه::ذا بل::دا واح::دا وه::و أق::اليم؛ ألن اإلم::ام األعظم واح::د؟ على ه::ذا الق::ول، ال::ذي جعلن::اه اآلنا باإلم:::ام، م:::ا اعتبرن:::ا اختالف المط:::الع من جه:::ة؛ ألن ه:::ذا اإلم:::ام ق:::د يحكم أك:::ثر من إقليم تختل:::ف مثال مربوط:::

مطالعها، ونحن علقناه باإلمام، وإن حكم أكثر من إقليم تختلف مطالعه.ا. المقدم: وهذا ظاهر؛ فيه بعض البلدان التي تكون كبيرة/ جد

بال شك، حتى أيام الدول اإلسالمية.المقدم: هارون الرشيد كانت مملكته ضخمة.

بال شك، على كل حال الحديث محتمل أنه خطاب لألمة بمجموعه::ا؛ فيل::زم الجمي::ع ك::القول الث::اني، ويحتم::ل أن::ه خطاب لمن تتأتى منه الرؤية ويتمكن منها كالقول الثاني، والقول الثاني مرجح بحديث ابن عباس، إذ يقول: ال

نفطر حتى نراه، طيب رؤية معاوية والناس؟ هكذا أمرنا رسول هللا– صلى هللا عليه وسلم –. ويرجح حديث ابن عباس –رضي هللا عنهما– والسيما وقد صرح برفعه للنبي –صلى هللا عليه وس::لم–: هك::ذاا لق:ول ابن عب:اس: أمرن:ا رس:ول هللا –ص::لى هللا أمرنا رس:ول هللا –ص:لى هللا علي:ه وس::لم–، إال أن لمخ:الفهم فهم: عليه وسلم-، ابن عباس لم يذكر صيغة األمر، وهل كان أمره بنص خاص في هذه القضية، يعني ال تص::وموا

ص::وموا لرؤيت::ه وأفط::روا»ح::تى ت::روه وإن رآه غ::يركم، أو ك::ان أم::ره– علي::ه الص::الة والس::الم – لعم::وم قول::ه: ، وعمل ابن عباس بمقتضى هذا النص؛ وحينئذ يرجع إلى قول الجمهور، إلى القول الثاني.......«لرؤيته

المقدم: هو يسأل: هل هناك نص أم فهم ابن عباس –رضي هللا عنهما-؟ هذا الكالم، قول ابن عباس: هكذا أمرنا رسول هللا –صلى هللا علي::ه وس::لم–، ه::ل األم::ر ه::ذا بنص خ::اص ينص

على هذه القضية بعينها: وهو أنه إذا رؤي في بلد ال يلزم البلد الثاني الصيام كما في قصة ابن عباس؟المقدم: لم نسمع هذا النص، ولم ينقل إلينا وبالتالي يعتقد.....

ص::وموا»لم ينقل إلينا، أو يكون ابن عباس بقوله: هكذا أمرنا رسول هللا –ص::لى هللا علي::ه وس::لم– بعم::وم قول::ه: احتمال.«لرؤيته، وأفطروا لرؤيته

فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

المقدم: فيكون من فهمه.فيكون من فهمه، فالمسألة فيها سعة؛ ولذا ساغ الخالف فيها.

في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء سؤال: هل يمكن أن يصوم أهل إفريقيا برؤية أهل مكة؟الجواب: قد صدر بهذه المسألة قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية هذا مضمونه:

ا وعقال، ولم يختل::ف فيه::ا أح::د من العلم::اء، أوال: اختالف مطالع األهل::ة من األم::ور ال:تي علمت بالض::رورة حس:: اختالف المط::الع، وإنم::ا وق::ع االختالف بين علم::اء المس::لمين في اعتب::ار اختالف المط::الع وع::دم اعتب::اره، يع::ني إذا رآه شخص في أقصى المشرق، هل يصح أن نقول: إذا رأيتم:وه ق::د رأين:اه فنص:وم؟ يع:ني ال نعت:بر اختالف

المطالع؟ احتمال، يعني على اعتبار اختالف المطلع وعدم اعتباره، هذا محل الخالف. ثانيا: مسألة اختالف اعتب:ار المط:الع وع:دم اعتب::اره من المس::ائل النظري::ة، ه:ذا كالم الهيئ:ة، هيئ:ة كب::ار العلم:اء، من المسائل النظرية التي لالجتهاد فيها مجال، واالختالف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين، وهو من الخالف الس:::ائغ ال:::ذي ي:::ؤجر في::ه المص:::يب ب::أجرين: أج:::ر االجته:::اد وأج:::ر اإلص:::ابة، وي:::ؤجر في::ه المخطئ أج::ر

االجتهاد. وق::::د اختل::::ف العلم:::اء في ه::::ذه المس::::ألة على ق::::ولين: فمنهم من رأى اعتب::::ار اختالف المط::::الع، ومنهم من لم ي::::رنة، وربم:ا اس:تدل الفريق:ان ب:النص الواح::د كاش:تراكهما اعتب:اره، واس::تدل ك::ل فري:ق منهم::ا بأدل:ة من الكت:اب والس:

ألونك }في االس::تدالل بقول::ه: واقيت هي ق>>ل  األهلة عن يس>> {للناس م>> [ ه::ذا يش::مل189البق::رة ]س::ورة والحججميع الناس.

الحديث؛ وذلك الختالف الفهم في النص،»صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته«وبقوله –صلى هللا عليه وسلم-: ا في االس::تدالل ب::ه، ونظ::را العتب:ارات رأته:ا الهيئ::ة وق::درتها، ونظ::را إلى أن االختالف وسلوك كل منهم:ا طريق: في هذه المسألة ليست ل:ه آث:ار تخش:ى عواقبه:ا فق:د مض::ى على ظه::ور ه:ذا ال:دين أربع:ة عش::ر قرن:ا ال نعلم فيه::ا ف::ترة ج::رى فيه::ا توحي::د األم::ة اإلس::المية على رؤي::ة واح::دة ف::إن أعض::اء مجلس هيئ::ة كب::ار العلم::اء ي::رون بق::اء األمر على ما كان عليه، وعدم إثارة هذا الموضوع، وأن يكون لكل دولة إسالمية حق اختيار ما تراه بواسطة علمائه:::ا من ال:::رأيين المش:::ار إليهم:::ا في المس:::ألة؛ إذ لك:::ل منهم:::ا أدلت:::ه ومس:::تنداته؛ ألن النص:::وص محتمل:::ة كم:::ا

قررنا. وأما بالنسبة الختالف المط:الع ه:ذا م:ا يختل:ف في:ه أح:د، الخالف في اعتب::ار االختالف: ه:ل يعت::بر أم م:ا يعت::بر؟ الش::يخ ابن ب::از -رحم::ة هللا علي::ه- عل::ق على ق::رار الهيئ::ة في مجم::وع فت::اواه ورس::ائله قلت: وه::ذا ق::ول وس::ط، يع::ني التخي::ير بين الق::ولين، قلت: وه::ذا ق::ول وس::ط، وفي::ه جم::ع بين األدل::ة وأق::وال أه::ل العلم إذا علم ذل::ك؛ ف::إن ال:واجب على أه:ل العلم في ك:ل بالدن::ا أن يعن:وا به::ذه المس::ألة عن::د دخ::ول الش::هر وخروج::ه، وأن يتفق:وا على م:ا ه::و األق::رب إلى الح::ق في اجته::ادهم، ثم يعمل::وا ب::ذلك ويبلغ::وه الن::اس، وعلى والة األم::ر ل::ديهم وعام::ة المس::لمين متابعتهم في ذلك، وال ينبغي أن يختلفوا في هذا األمر؛ ألن ذلك يسبب انقسام الن::اس، وك::ثرة القي::ل والق:ال؛ ه::ذا

6 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةعشر

إذا كانت الدولة غير إسالمية، العلماء يجته::دون، يع::ني الجالي::ات غ:ير اإلس::المية إذا ك::ان عن:دهم من ت:برأ الذم::ةبتقليدهم من أهل العلم يجتهد ويقر لهم ما يرجح.

المقدم: هذا في الدول غير اإلسالمية. يق::ول: أم::ا ال::دول اإلس::المية ف::إن ال::واجب عليه::ا اعتم::اد م::ا قال::ه أه::ل العلم، وإل::زام الن::اس ب::ه من ص::وم أو فط::ر عمال باألحاديث المذكورة، وأداء للواجب، ومنعا للرعية مما حرم هللا عليها، ومعل::وم أن هللا ي::زع بالس::لطان م::ا ال ي:::زع ب::القرآن، وأس::أل هللا أن يوفقن::ا وجمي:::ع المس:::لمين للفق::ه في ال::دين، والثب::ات علي:::ه، والحكم ب::ه، والتح::اكم إليه، والحذر مما يخالفه، إن:ه ج:واد ك::ريم، وص::لى هللا وس:لم على عب:ده ورس::وله نبين::ا محم:د وآل:ه وص::حبه. ه:ذا

كالم الشيخ -رحمه هللا-.فكأن الهيئة وما علق الشيخ -رحمه هللا- يرون أن في المسألة سعة. من رأى الهالل، إذا رأيتموه فصوموا.

المقدم: فيه سؤال يقول: إذا كان هناك بلد يا شيخ، وكان هذا البلد المعم>ول ب>ه ه>و الحس>>اب وليس>ت الرؤي>ةالشرعية؛ فهل من أراد أن يحتاط يصوم على أقرب بلد مجاورة لهم تعتمد الرؤية الشرعية؟

بال ش:::ك، إذا ك:::ان المق:::دمات ووس:::ائل اإلثب:::ات غ:::ير ش:::رعية فال ب:::د من اللج:::وء إلى الوس:::ائل الش:::رعية، إم:::ا أن يتراءاه تلك البالد بط::ريقتهم الش::رعية بالرؤي:ة، إذا لم يتمكن::وا من رؤيت:ه يقل::دون أق::رب البل::دان إليهم ممن ك::انت

وسائلهم في اإلثبات شرعية. المق>>دم: يقص>>د األخ: م>>ا يث>>ار اآلن في مس>>ألة المط>>الع إذا اش>>تركت دولت>>ان في ج>>زء من اللي>>ل ف>>إن مطلعهم

ا؟ إذا رؤي في الدولة الشرقية عن الغربية صامت الدولتان؟ يعتبر واحد/ لو نظرنا في حديث ابن عباس مع تقرير اختالف المطالع بين المدينة والشام م::ع أنه::ا تش::ترك في غ:الب اللي::ل،

واختلفت المطالع، فهذا الكالم ما له أثر. السائل: هذه القضية باإلضافة للقضية األولى ال>>تي هي المك>>ان األول: مقدمات>>ه غ>>ير ش>>رعية، طريق>>ة الرؤي>>ة واالس>>تدالل على دخ>>ول الش>>هر غ>>ير ش>>رعية، بالفل>>ك، والمك>>ان الث>>اني مك>>ان يأخ>>ذ بش>>كل ش>>رعي فبالت>>الي

هنا..... ما في:ه ش:ك أن ال:ذي يقلد من يعم:ل بالش:رع، أم:ا ال:ذي ال يعم::ل بالمق:دمات الش:رعية ه:ذا ال:ذي ال ع:برة ب:ه، وال

يقلد البتة، ولو صام أهل البلد كلهم على غير مقتضى الشرع ال اعتبار به.فيمن رأى الهالل مثال وحده وردت شهادته، هذه المسألة يبحثها أهل العلم.

المقدم: هل يصوم أو ال يصوم؟ ألن الص::وم عل::ق بالرؤي::ة وق::د رآه؛ فم::ا ال::ذي يخرج::ه من ه::ذا الح::ديث؟ ه::ل يص::وم أو ال يص::وم؟ ه::ل يص::وم

عمال بهذا الحديث أو ال يصوم باعتبار أنه يصبح شاذا من بين األمة؟ على ك::ل ح::ال من رأى الهالل وح::ده وردت ش::هادته يختل::ف أه::ل العلم في حكم::ه: ه::ل يص::وم وح::ده أو يفط::ر

وحده أيضا؟ يعني إذا رأى هالل شوال، المسألة خالفية:

فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

ف::ذهب بعض أه:ل العلم إلى أن::ه يص::وم وح:ده، ويفط::ر وح::ده، وقي::ل: ال، ب::ل علي::ه أن يص::وم م::ع الن::اس، ويفط::ر »الص::وم ي:وم تص:ومون، والفط::ر ي:وم تفط:رون، واألض:حىمعهم، يصوم مع الناس، ويفطر مع الن:اس؛ لح:ديث

نه، وهذا اختيار شيخ اإلس::الم ابنيوم تضحون« ، هذا الحديث مخرج عند الترمذي من حديث أبي هريرة وحستيمية- رحمه هللا تعالى- وجمع من أهل العلم.

»الص::::وم ي::::وم تص::::ومون«،يق::::ول الش::::يخ ابن ب::::از: وه::::ذا الق::::ول أظه::::ر في ال::::دليل، واس::::تدل بح::::ديث الترم::::ذي والمس::لمون لم يص::وموا؛ فتص::بح ش::هادته الغي::ة في حق::ه وح::ق غ::يره فال يص::وم، وه::ذا ه::و األرجح. ه::ذا كالم

الشيخ، وهللا ولي التوفيق.يعني الرؤية هذه هل هي رؤية حقيقية أو حكمية؟ بمعنى أنه رآها ببصره.

المقدم: حقيقية.ا وإن رآه حقيق::ة، يع::ني ننظ::ر بمس::ألة أخ::رى: من رأى ال::زاني -نس::أل هللا ألن::ه إذ ردت ش::هادته إذا لم ي::ره حكم::

السالمة والعافية- وهو يمارس الزنا بشكله الكامل...المقدم: ثبتت الرؤية، لكن لم يصدر الحكم.

لكن ه::ذه رؤي::ة حقيقي::ة أم حكمي::ة؟ ه::ذه رؤي::ة وإن ك::انت رؤي::ة حقيقي::ة، لكنه::ا ليس::ت بالرؤي::ة الش::رعية؛ ال يثبت به:ا حكم؛ ول:ذلك يس:مى قاذف:ا ويح:د، وإن ك:ان ق::د رأى رؤي::ة لم م:راء فيه:ا إذا لم يكتم::ل النص::اب األربع:ة، اآلن

لما نظرنا هذه المسألة بتلك ظهرت أم لم تظهر؟ : بلى، ظهرت، هذا يصدق -إن أذنت لي فضيلة الدكتور- يع>>ني يص>>دق بال>>ذات في مس>>ألة هالل ش>>والالمقدم

أكثر؛ ألنه يشترط فيه أن يوجد اثنان، إذا رآه شخص فإنه يتقدم مباشرة/ إلثبات رؤياه، أو ينتظر ح>>تى يتأك>>دمن وجود شخص آخر، وكونه يتقدم إن جاء أحد؟

علي::ه أن يتق::دم، م::ا ل::ه دع::وة ب::اآلخرين، أم::ا ش::هادته تقب::ل أو ال تقب::ل ه::ذه مس::ألة أخ::رى ليس::ت ل::ه، ه::و علي::ه أن ي::ؤدي م::ا علي::ه، ه::ذا ال::ذي رجح::ه ش::يخ اإلس::الم ابن تيمي::ة والش::يخ ابن ب::از -رحم::ه هللا-، والظ::اهر من ح::ديث

»الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون«.الترمذي: المقدم: لكن كالمه كله على رد الشهادة؟

نعم؟ المق>>دم: كالم يع>>ني أه>>ل العلم هن>>ا في مس>>ألة تقري>>ر ش>>يخ اإلس>>الم وابن ب>>از -رحم>>ه هللا- على رد الش>>هادة،

الحكم لو قبلت الشهادة ولم يستوف األصل فهل الحكم واحد؟ا، يع::ني إذا ش::هد بأن::ه رأى هالل ش::وال وح::ده ولم تقب::ل م::ردود ال لخل::ل في::ه، ه::و الحكم واح::د، هي ردت حكم::

ثقة، لكن لعدم اكتمال النصاب؛ فهو مردود الشهادة. وعلى كل حال مثل هذه األمور التي هي أمور جماعية ه:ل نق:ول: إن ه::ذا ص::ام ي::وم الفط::ر وص::يام ي::وم الفط::ر

حرام؟ ما ثبت العيد بالوسائل الشرعية، واألمة مطالبة بالوسائل الشرعية كونها طابقت الواقع أو لم تطابق.

8 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةعشر

ا، أو في الي:::وم العاش:::ر؟ نق:::ول: ول:::ذلك يبحث أه:::ل العلم مس:::ألة: ل:::و وق:::ف الن:::اس كلهم بعرف:::ة الي:::وم الث:::امن غلط::: حجهم باط::ل؟ ال، ليس بباط::ل؛ ألن عن::دهم وس::ائل ش::رعية، نظ::ير م::ا يحكم ب::ه القاض::ي من الش::هود، ال::ذي ت::برأ

الذمة باعتبار شهادتهم، ولو كانوا في الواقع في واقع أمرهم قد غلطوا في شهادتهم. ولذا النبي –عليه الصالة والسالم – المؤيد بالوحي مأمور باتخاذ الوس:ائل الش:رعية والنت:ائج ليس:ت ل:ه؛ ول:ذلك

»إنما أنا بش::ر أقض:ي على نح:و م:ا أس:مع، ومن قض::يت ل:هقال –عليه الصالة والسالم – في الحديث الصحيح: وهذا المؤيد بالوحي فمن باب أولى غيره.شيئا بحق أخيه فإنما أقتطع له قطعة من نار فليأخذها أو ليذرها«

والقاضي تبرأ ذمته إذا سلك الوسائل الشرعية، ونحن تبرأ ذمتنا إذا عملنا بالمقدمات الشرعية في الرؤي::ا س::واء في دخ:::::ول الش:::::هر أو في خروج:::::ه، ونحن -وهلل الحم:::::د- في ه:::::ذه البالد ق:::::د وك:::::ل األم:::::ر إلى من ت:::::برأ الذم:::::ة باعتب::ارهم؛ ف::إذا أثبت::وا لن::ا أن الهالل دخ::ل بش::هادة من قبل::وا ش::هادته وهم اآلن نحس::بهم من التح::ري، نعم يع::ني

المجلس، من أهل التحري والتثبت تبرأ الذمة بتقليدهم. ال يق::ال: المس:::ألة اجتهادي:::ة ومطل:::وب من ك:::ل ش:::خص، ال:::ذي يطلب االجته:::اد والكم:::ال ال يقل:::د في دين:::ه الرج:::ال

يذهب لينظر بنفسه، مطلوب أن يذهب اإلنسان أن يتحرى الهالل وينظر، لكن هل هذا طلب لألمة بكاملها؟ا. المقدم: أبد/

نعم، وم::ا يث::ار في مث::ل ه::ذه القض::ايا حقيق::ة يوج::د إش::كاالت عن::د العام::ة، وفي الحقيق::ة ال أث::ر ش::رعي ل::ه، يع::ني وك::ل األم::ر إلى من ت::برأ الذم::ة بتقلي::ده؛ فنحم::د هللا -ج::ل وعال- على ه::ذه النعم::ة، أن جعلن::ا نكتفي بمث::ل ه::ذا،

وإال فالمسألة يكون فيها حرج عظيم على األمة، لو أخذنا باإليثارات واإلشكاالت وما أشبه ذلك.

على كل حال الحديث خرجه اإلمام البخاري في ثالثة مواضع: الموضع األول: في كتاب الصوم باب هل يقال: رمضان أو شهر رمضان؟ ومن رأى كله واس::عا، ق::ال: ح::دثناهاب ق::::ال: أخ::::برني س::::الم أن ابن عم::::ر –رض::::ي هللا ل عن ابن ش:::: يح::::يى بن بك::::ير ق::::ال: ح::::دثني الليث عن عقي::::

»إذا رأيتم::وه فص::وموا، وإذا رأيتم:وه ف::أفطروا،عنهما– قال: سمعت رسول هللا –ص::لى هللا علي::ه وس::لم– يق:ول: وقال غيره: عن الليث حدثني عقيل ويونس لهالل رمضان، وتقدم ذكر المناسبة. ،فإن غم عليكم فاقدروا له«

»إذا رأيتم الهالل فص::وموا، والموضع الثاني: في كتاب الصوم أيضا باب قول النبي –ص::لى هللا علي::ه وس::لم-: ق:::ال: ح:::دثنا عب:::د هللا بن مس:::لمة عن مال::ك عن ن::افع عن عب::د هللا بن عم::ر –رض:::ي هللا وإذا رأيتم::وه ف:::أفطروا«

»ال تص::::وموا ح::::تى ت::::روا الهالل، وال عنهم::::ا– أن رس::::ول هللا –ص::::لى هللا علي::::ه وس::::لم– ذك::::ر رمض::::ان فق::::ال:والمناسبة ظاهرة. ،تفطروا حتى تروه«

»إذا والموضع الثالث أيضا في كتاب الصيام في الباب الم::ذكور في ب:اب ق::ول الن:بي –علي::ه الص::الة والس::الم-: قال: ح::دثنا عب::د هللا بن مس:لمة ق::ال: ح:دثنا مال:ك عن عب:د هللا بن رأيتم الهالل فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا«

»الش:::هر تس:::ع دين:::ار عن عب:::د هللا بن عم:::ر –رض:::ي هللا عنهم:::ا– أن رس:::ول هللا –ص:::لى هللا علي:::ه وس:::لم– ق:::ال:

فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

ا المناس::بة ظ::اهرة، والح::ديث وعشرون ليلة، فال تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا الع::دة ثالثين« أيض::خرجه اإلمام مسلم -رحمه هللا تعالى- فهو متفق عليه. ا، وأحسن هللا إليكم، ونفع بعلمكم. المقدم: جزاك هللا خير/

أيه>>ا األخ>>وة واألخ>>وات، به>>ذا نص>>ل بكم إلى خت>>ام ه>>ذه الحلق>>ة في برن>>امجكم ش>>رح كت>>اب الص>>وم في كت>>ابالتجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح.

لقاؤنا يتجدد بكم بإذن هللا تعالى مع باب آخر وأحاديث أخرى من كتاب الصوم.حتى ذلكم الحين نستودعكم هللا، والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.