This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
69ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
األسلوب في الدرس العربـــيبوزيد مومين/د
جامعة جيجل: األسلوب في الدرس العربي القديم–أ
احتفى الدرس العريب منذ القرن الثاين اهلجري بدراسة األسلوب يف مباحث اإلعجاز “ أسلوب”ممن تعرضوا للتفسري أن يتفهموا مدلول لفظة _ بالضرورة _ القرآين اليت استدعت
عند البحث املوازن بني أسلوب القرآن الكرمي وغريه من أساليب الكالم العريب، متخذين ذلك . هرة اإلعجاز للقرآن الكرميوسيلة إلثبات ظا
تــــــداين معناهــــــا ) أســــــلوب(ويف نظـــــرة فاحصــــــة لرتاثنــــــا النقــــــدي جنــــــد اســـــتعمال كلمــــــة االصطالحي من حيث داللتها على التنظيم والتنسيق، بل جندها موغلة يف الداللة على معـىن
ويقـال للسـطر مـن النخيـل أسـلوب، و كـل:" القول الفين، فابن منظـور يف لسـان العـرب يقـولأنتم يف أسلوب : و األسلوب الطريق، والوجه، واملذهب، يقال: قال. طريق ممتد، فهو أسلوب
الفـن، أخـذ فـالن يف : واألسلوب الطريـق يؤخـذ فيـه، واألسـلوب بالضـم. سوء، وجيمع أساليب1أساليب من القول أي أفانني منه
:فسهان) سلب(وهو عند الزخمشري حيمل مفاهيم لغوية أخرى، فيذكر يف مادة ســـلبه ثوبـــه، وهـــو ســـليب، وأخـــذ ســــلب القتيـــل وأســـالب القتلـــى، ولبســـت الثكلــــى "
إمنا يعرف فضـل القـرآن "حديث ابن قتيبة -يف اإلعجاز علماء كثريون ال سبيل إىل حصرهم ألساليب وما خص اهللا به لغتها
أوتيتـــه العـــرب خصيصـــا مـــن اهللا، ملـــا أرهصـــه يف الرســـول وأراده مـــن إقامـــة الـــدليل علـــى نبوءتـــه و حتضــــــــــيض بالكتـــــــــاب فاخلطيـــــــــب مـــــــــن العـــــــــرب إذا ارجتـــــــــل كالمـــــــــا يف نكـــــــــاح أو محالـــــــــة أ
أو صلح أو ما أشبه ذلك، مل يأت به من واد واحد، بـل يفـنن فيختصـر تـارة إرادة التخفيـف، ويطيل تارة إرادة اإلفهام، ويكرر تارة إرادة التوكيد وخيفي بعض معانيه حىت يغمض على أكثر الســامعني، ويكشــف بعضــها حــىت يفهمــه بعــض األعجمــني، ويشــري إىل الشــيء ويكــين عنــه،
نايته بالكالم على حسـاب احلـال، وكثـرة احلشـد وجاللـة املقـام، مث ال يـأيت الكـالم لـه وتكون عمهذبا كل التهذيب، ومصفى كل التصفية، بل جتـده ميـزج ويشـوب ليـدل بالنـاقص علـى الـوافر
.5
بطرق األداة " األسلوب" ومعرفة دواعيه فقط ربطفاألسلوب بالنسبة إليه فن القول
النص -عنده -يقصر كالمه على اجلملة الواحدة، بل إن طبيعة األسلوب متتد لتشمل
71ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
أبرز قضايا املدارس األسلوبية وهذه القضية من. األديب وما يتخلله من خصائص ومسات .
فاألسلوب يتجلى يف نظريته املعروفة يف ) هـ471ت (أما عبد القاهر اجلرجاين البالغة والنقد واللغة، بنظرية النظم اليت استطاع أن يفسرها يف الدالئل تفسريا ردها فيه إىل
ضافية اليت تلتمس يف ترتيب الكالم حسب مضامينه ودالالته يف النفس، املعاين الثانية أو اإلوهي معان ترجع إىل اإلسناد وخصائص خمتلفة يف املسند إليه واملسند ويف أضرب اخلرب ويف متعلقات الفعل من مفعوالت وأحوال ويف الفصل بني اجلمل والوصل ويف القصر ويف اإلجياز
.6واإلطنابسلوب ليست فقرية يف داللتها العادية، وال ضعيفة الصلة بأصل ومن هنا فإن كلمة أ
كما ذهب إىل ذلك الدكتور شكري عياد، وليس من العسري على النقاد ) سلب(العرب املتقدمني استعمال هذه الكلمة، وشحنها باملفهوم االصطالحي، الذي يدل على األثر
شغلوا عن تقنني األساليب بل عن دراسة األديب وفعل مبدعه وصداه عند املتلقي، ولكنهماللغة الفنية عموما بطرائق النظم والدرس البالغي، الذي سد الطريق على كل تطور حمتمل للدراسة األسلوبية، وبقيت ومضات تضيء جانيب الطريق جندها عند ابن قتيبة يف تأويل
ق اجلاحظ سناء يف البيان مشكل القرآن، أو اخلطايب يف بيان إعجاز القرآن، ومن قبلهما بر والتبيني، وقد عرض الدكتور شكري عياد مناذج لتلك الومضات تفيد فهم أولئك النقاد
يف النقد احلديث خمتلطا عندهم مبفهوم بعض طرق ) النوع األديب(لألسلوب بأنه ما يقارب .7الصياغة
إشارات عند و بقيت رؤية األسلوب غري واضحة عند كبار النقاد، ومل يظهر منها إالوابن ) هـ684–608(أفلح حازم القرطاجين ) هـ471-400(عبد القاهر اجلرجاين
.8بعده يف االستفادة منها عند معاجلتهما ملعىن األسلوب) هـ808–732(خلدون
72ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
ولعل يف هذا النص بعضا من تلك اإلرهاصات اليت أشار إليها عبد القاهر اجلرجاين واملعىن املثبت لنسبه، أنه يريك املعلومات ) الكالم(الوصف اخلاص به مث إن “ : حني قال
هذا الوصف مقوم ذاته وأخص صفاته، كان أشرف أنواعه ما كان فيه أجلى وأظهر وبه أوىل للمحصل، ويتقرر يف نفس املتأمل كيف ينبغي أن حيكم يف تفاضل وأجدر، ومن ههنا يبني
األقوال إذا أراد أن يقسم بينها حظوظها من االستحسان ويعدل القسمة بصائب القسطاس ومن الواضح أن التباين يف هذه الفضيلة والتباعد عنها إىل ما ينافيها من الرذيلة ليس . وامليزان
مبجرد اللفظ، كيف ؟ واأللفاظ وجه دون وجه من الرتكيب والرتتيب؟ فلو أنك عمدت إىل بيت شعر أو فصل نثر، فعددت
أفاد، وبنسقه املخصوص أبان املراد حنو أن وأجرى، وغريت ترتيبه الذي خبصوصيته أفاد كما: تقول يف
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل منزل قفا ذكرى من نبك حبيب
أخرجته من كمال البيان إىل حمل اهلذيان، نعم وأسقطت نسبته من صاحبه وقطعت . الرحم بينه وبني منشئه، بل أحلت أن يكون له إضافة إىل قائل، ونسب خيتص مبتكلم
و يف ثبوت هذا األصل ما تعلم به أن املعىن الذي له كانت هذه الكلم بيت شعر أو . لومة، وحصوهلا على صورة من التأليف خمصوصةفصل خطاب، هو ترتيبها على طريقة مع
يقع يف األلفاظ مرتبا على املعاين املرتتبة يف –أعين االختصاص يف الرتتيب –وهذا احلكم ولن يتصور يف األلفاظ وجوب تقدمي وتأخري، . النفس املنتظمة فيها على قضية العقل
زل يف اجلمل املركبة وأقسام وختصيص يف ترتيب وتنزيل، وعلى ذلك وضعت املراتب واملناإىل ..ومن حكم ما ههنا أن يقع هنالك. من حق هذا أن يسبق ذاك: الكالم املدونة، فقيل
73ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
فإذا رأيت البصري جبواهر الكالم يستحسن شعرا أو يستجيد نثرا، مث جيعل الثناء “ : أن يقولرائع، فاعلم حلو رشيق، وحسن أنيق، عذب سائغ، وخلوب: عليه من حيث اللفظ، فيقول
أنه ليس ينبئك عن أحوال ترجع إىل أجراس احلروف، وإىل ظاهر الوضع اللغوي، بل إىل أمر ، من خالل هذا االقتباس نصل إىل 9“يقع من املرء يف فؤاده، وفضل يقتدحه العقل من زناده
ىن يشري إىل شيء من مكوناته ودعائمه اليت يب–وإن مل يذكر األسلوب نصا –أن اجلرجاين يؤكد "أسقطت نسبته من صاحبه وقطعت الرحم بينه وبني منشئه “ : عليها، فعندما يقول
على عنصر من أهم عناصر بناء األسلوب وهو عالقة النص باملخاطب، وتتواىل هذه وأبطلت نضده ونظامه الذي عليه بين، وفيه أفرغ املعىن وأجري، وغريت " اإلشارات يف مثل
ذلك أن الرتاكم من تراث " اد كما أفاد وبنسقه املخصوص أبان املرادترتيبه الذي خبصوصيته أفوليس من “ املخاطب واملخاطب واخلطاب : التفكري األسلويب مبين على دعائم ثالث هي
نظرية يف حتديد األسلوب إال اعتمدت أصوليا إحدى هذه الركائز الثالث أو ثالثتها متعاضدة لثالثي قد كان قائم الذات منذ كان تفكري لغوي يف تاريخ متفاعلة ويبدو أن هذا التنظري ا
10.البشرية عامة
ونلمح أيضا إشارة إىل أن أصل تكوين األسلوب فيما ينشئه املبدعون يعود إىل صورة
لفاظ مرتبا على املعاين املرتتبة يف النفس املنتظمة فيها على وهذا احلكم يقع يف األ“ : قوله".قضية العقل
وتتكرر هذه الصورة الذهنية اليت يؤكدها عبد القاهر، فاملتلقي ال يستحسن العمل األديب بتأثري من جرس األلفاظ أو الوضع اللغوي، بل مبا يف الرتاكيب من صور ذهنية بديعة
أمر يقع من “ وضع اللغوي، فمرجع االستحسان واالستجادة إذن ألبست ما يناسبها من ال”املرء يف فؤاده، وفضل يقتدحه العقل من زناده
74ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
و يف موضع آخر حيدد اجلرجاين العالقة بني املخاطب واخلطاب، فيشبه هذه العالقة ا
ينبغي لنا أن ننظر يف اجلهة اليت خيتص منها الشعر بقائله، “ : ال توجد عالقة بينهما، فيقولوإذا نظرنا وجدناه خيتص به من جهة توخيه يف معاين الكلم اليت ألفه منها ما توخاه من معاين
ي النحو، ورأينا أنفس الكلم مبعزل عن االختصاص، ورأينا حاهلا معه حال اإلبريسم مع الذينسج منه الديباج وحال الفضة والذهب مع من يصوغ منهما احللي، فكما ال يشتبه األمر يف أن الديباج ال خيتص بناسجه من حيث اإلبريسم واحللي بصائغها من حيث الفضة والذهب ولكن من جهة العمل والصنعة كذلك ينبغي أن ال يشتبه أن الشعر ال خيتص بقائله من جهة
.11"اع اللغةأنفس الكلم وأوضوتتأكد فكرة ترتيب املعاين يف النفس عنده عندما يدلل على أن املزية يف النظم إمنا
لو كان القصد بالنظم “ : ترجع إىل ترتيب املعاين يف النفس ال إىل األلفاظ بأعينها، فيقولذوها إىل اللفظ نفسه دون أن يكون الغرض ترتيب املعاين يف النفس مث النطق باأللفاظ على ح
.12"بتوايل األلفاظ يف النطق إحساسا واحدا وال يعرف أحدمها يف ذلك شيئا جيهله اآلخرهذه بعض إرهاصات أو خطوات أوىل حنو علم األسلوب توارت يف غياهب فكرة
) حازم القرطاجين(اهر، وظلت ساكنة حىت تلقفها من جاء بعده أمثالالنظم عند عبد الق. ، فلم يتجاوز علم األسلوب ما أومأ إليه عبد القاهر اجلرجاين بكثري)ابن خلدون(و
وبقي أثر اجلرجاين يف الدراسة البالغية وإرهاصات األسلوب ممتد الصلة حىت عصرنا األستاذ أمحد الشايب تعريفه لألسلوب إال أثر من احلاضر، وما التصور الذي صاغ من خالله
وذلك أن هذه الصورة اللفظية اليت هي أول ما نلقي من “ : آثار عبد القاهر، أليس قولهالكالم ال ميكن أن حتيا مستقلة، وإمنا يرجع الفضل يف نظامها اللغوي الظاهر إىل نظام آخر
ن بذلك أسلوبا معنويا، مث تكون التأليف أواملتكلم فكاانتظم وتألف يف نفس الكاتب معنوي
75ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
وصار ثوبه الذي لبسه أو جسمه إذا كان املعىن هو الروح ومعىن هذا أن . اللفظي على مثالهالعقل قبل أن ينطق به األسلوب معان مرتبة قبل أن تكون ألفاظا منسقة وهو يتكون يف
وهذا احلكم يقع يف األلفاظ “ :عبد القاهر اآلنفمستقى من قول13"أوجيري به القلماللسانفاعلم أنه “ : أو قوله“...نتظمة فيها على قضية العقلمرتبا على املعاين املرتتبة يف النفس امل
ليس ينبئك عن أحوال ترجع إىل أجراس احلروف وإىل ظاهر الوضع اللغوي بل أمر يقع من ”املرء يف فؤاده، وفضل يقتدحه العقل من زناده
أما عند ابن خلدون فقد تبلور الفكر النظري األسلويب يف مقدمته تبلورا واضحا حيث ورد عنه حديث يف األسلوب ال يقل أمهية عما سبق حني حدد املعين االصطالحي له، وحبث
ولنذكر هنا مدلول لفظة األسلوب عند أهل هذه الصناعة وما :"معناه عند أهل الصناعة قائال
، مث يورد أمثلة عن أساليب الكـالم املختلفـة يف الشـعر كخطـاب الطلـول، واسـتدعاء 14"خمتلفة... الصحب للوقوف، أو باستبكائهم على الطلل
76ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
-عنده -فمن خالل هذا النص ال جند خالفا كبريا مع املفاهيم السابقة، فاألسلوب ألهل صناعة الشعر، مبعىن املنوال والقالب، وهو بعيد عن معاين النحويني والبالغيني سلوك
والعروضيني، إذ يعدها خارجة عن الصناعة الشعرية، ويرجعه إىل صورة ذهنية للرتاكيب املنتظمة كليا، واليت تنطبق على تركيب خاص يف الذهن، فيكون األسلوب مكتسبا من امللكة
زها األديب، وهو بالتايل جيمع بني األسلوب واللغة أو الكفاءة اللغوية كما اللغوية اليت حيو وبذلك ندرك أن ابن خلدون يذهب إىل أن وظيفة األساليب 15.يسميها تشو مسكي
الشعرية هي استيعاب العلوم إدراكا، مث انتقاء منها ما يناسب الرتكيب اخلاص بالشاعر . متسعة لوظائف القدرات اللغوية واإلبداعيةوالصور الذهنية اليت حيملها وهل هي
إن األسلوب حسب تصور ابن خلدون صورة ذهنية تغمر النفس وتطبع الذوق، األساس فيها الدربة النابعة عن قراءة النصوص اإلبداعية املتفردة ذات البعد اجلمايل األصيل،
وب؛ وإذا كانت الرتاكيب ومبثل ذلك تتكون وتتألف الرتاكيب اليت تعودنا على نعتها باألسل“ األسلوب”اليت يكون األساس األول فيها اللغة هي األداة املثلى للتشكيل الصورة الذهنية
فإن الوظيفة الشعرية لألسلوب تنتهي إىل حتقيق التجانس بني خمتلف الرتاكيب املنتظمة يف والبالغية من ناحية بنية أساسها اللغة، وال يتحقق ذلك إال بالتوفيق بني الرتاكيب النحوية
والذوق من ناحية أخرى، وبذلك نالحظ قرب مذهب ابن خلدون يف مناقشة مسألة األسلوب من األسلوبيني املعاصرين الذين يعرفون األسلوب على أنه إسقاط حمور االختيار
. على حمور التوزيع لتجسيد مبدئ الرتكيب واالنزياح
األسلوب في الدرس العربي الحديث -ب
و
. السلس، الذي راقهم، بعدما أتيح هلم اإلطالع على أعمال أسالفهم يف عهد نقائها
77ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
أثري التيارات الغربية الوافدة إلينا حديثا، فهب الباحثون وامتزجت هذه املؤثرات مع تيراجعون األساليب، ويعيدون النظر يف علم البالغة، ومن أوائل تلك املراجعات كتاب الدكتور
ألمحد الشايب، ومها ميثالن طليعة الثورة على ) األسلوب(، وكتاب )فن القول(أمني اخلويل ه القدمي، واخلروج به من حالة التفكك اليت متزق أوصال هذا منط دراسة علم البالغة يف إهاب
العلم، إىل رحب من الدراسة الفنية ينتظمها مع غريها من العناصر الفنية األخرى علم 16.األسلوب احلديث
مث توالت الدراسات اللسانية اليت انبثقت من تيارات النظريات الغربية، تضيف إىل بناء علم األسلوب يف العربية
فرديناند دي سوسري، وتشومسكي، لكنها إضافات نقل ال إضافات إبداع، تكبلها قيود الرتمجة، وغياب املصطلح املقابل، حىت إن بعض تلك الرتمجات تأيت مشوشة ، فتزيد الطني
ية املثقفني، مما جعل أثرها يف أوساط الثقافة واألدب بلة، أو تكون حكرا على األكادمييني وعلفتعددت تعريفات حمدودا، تتداوهلا فئة معينة، ويسمع عنها اخلاصة، دون أن يفيدوا منها شيئا
األسلوب تبعا ملناهج البحث، ورمبا اعتمد بعضهم على ما ذكره القدماء فلم خيالفوه إال صناعة الشعر ووجوه تعلمه ال يكاد خيتلف قليال، فنجد حسني املرصفي وهو يتحدث يف
عما ذكره ابن خلدون، وعما حدده ابن رشيق، حيث أن األسلوب عنده ال تكفيه امللكة فحسب، بل هو حباجة إىل تلطف يف العبارة، وحماولة يف رعاية األساليب اليت اختصت العرب
.17
امللكة البن خلدون، وعلى سنن العرب فقد كان اعتماده على ما جاء يف حديثولكن الرافعي بعد ذلك، وهو يبحث يف مسألة إعجاز القرآن .
الكرمي والبالغة النبوية، تعرض إىل معىن األسلوب وحدده يف أفصح الكالم وأبلغه وأمجعه حلر ئل اإلعجاز و أسرار البالغة وبعض ويبدو تأثره مبا كتبه اجلرجاين يف دال18.اللفظ ونادر املعىن
ما كتبه قدامى البالغيني واضحا، ومما ذهب إليه أن األسلوب صورة عن مبدعيه، حىت أن
78ـص)ا(مجلة النـ
2013ديسمبر14العدد ـص)ا(مـجلة النـ
. . . القارئ يكاد ميسك إحساساته من خالل تعبريه، ويستطيع أن يتبني مواطن ضجره وملله19.وما إىل ذلك
لتواصل العامة يف املواقف عامة، وهي أساليب ا: وجعل الرافعي أيضا اللغة قسمنياملختلفة، واليت تتم بطرق عفوية أيضا ال اعتناء فيها بالرتكيب وقوى التأثري الفنية، وخاصة،
وال بد هلا أن ترتبط بطبيعة 20.املتلقني وطبقات إفهامهم واعتبارها مبا هو أبلغ يف نفس
أمحد الشايب، األسلوب، دراسة بالغية حتليلية ألصول األساليب األدبية، مكتبة النهضة املصرية، .13. 37ص 1956) 5(القاهرة، ط
. 519، ص 2010ابن خلدون عبد الرمحن بن حممد، املقدمة، دار ابن اجلوزي، مصر، .14. 1995معية، جون ليونز، نظرية تشومسكي اللغوية، ترمجة حلمي خليل، دار املعرفة اجلا.15
أمحد الشايب، األسلوب، دراسة بالغية حتليلية ألصول األساليب األدبية، مصدر سابق ص .16400
هـ، ج 1292الوسيلة األدبية للعلوم العربية، مطبعة املدارس امللكية، القاهرة، : حسني املرصفي.17465، ص 2
م، ص 1928، 3، القاهرة، طالرافعي، إعجاز القرآن والبالغة النبوية، مطبعة املقتطف واملقطم.18204 .