ىمظعلا جلحا ةس ردم - dr-roqaia.com.دــكآ هــبلطو لىوأ ةــجالحا مــظعت ثــيح دوــلجاف ،هــيلإ كــتبقر في وأ

مدر�سة احلج العظمى

الت�سميم والإخراج الفني

[email protected]@hotmail.com

رقية حممد املحارب ،1432هـفهر�شة مكتبة امللك فهد الوطنية اأثناء الن�شر

املحارب، رقية حممدمدر�شة احلج العظمى وكيف ن�شت�شعره. /رقية حممد املحارب.

الريا�ض 1432هـ�ض؛12*17 �شم

ردمك: 978-603-00-8682-5اأ. العنوان 2- الأدعية والأوراد 1- احلج

1432/10252 ديوي 252.5

رقم الإيداع 1432/10252ردمك: 978-603-00-8682-5

ــاعر ــة، ومش ــب خافق ــات قل ــاب دق ــذا الكت همتدفقــة عايشــتها مؤلفتــه، فبعثتهــا إليــك أهيــا احلــاج مؤصلــة بأصوهلــا تســتحث اخلطــى، وتبعــث ممزوجــا القلــب، يف النســك ليكــون الرغبــة؛ ــة ــن حلظ ــاس م ــى اإلحس ــيطرا ع ــعور، مس بالشــة ــرى اجلميل ــذذ بالذك ــاعة التل ــة إىل س ــاث الني انبع

ــودة. ــد الع بع

7

ــى ــام ع ــاة والس ــن، والص ــد هلل رب العامل احلمــاج. ــاج والث ــيد احل ــوله س ــد اهلل ورس عب

وبعد:

فــإن الكتــب يف احلــج كثــرة، طويلــة وقصــرة، حكم ــي ــام، لكن ــول وأقس ــد، فص ــات وفوائ ــكام، تنبيه وأحهنــا أكتــب عــن احلــج كمدرســة تعلمــت فيهــا دروســا وعــرا، ويل فيهــا وقفــات وتأمــات آليــات وأحاديــث، وأحــوال وأفعــال وأقــوال، قــد نؤدهيــا ونحــن يف غفلــة تامــة! ال نتأملهــا وال نستشــعر عبوديتنــا هبــا! فيكــون هم الواحــد منــا قضــاء النســك! وال يعنيــه بــأي يشء عــاد!

هل عاد بذنب مغفور وقلب جمبور؟!

8

أم عــاد بأقــدام مكــدودة وأجســاد مهــدودة، وأموال مبددة؟!

ــل، ــادر و ارحت ــا غ ــا هب ــر مم ــوب أكث ــاد بذن ــا ع وربفيكــون حظــه مــن حجــه مــا فيــه قــال اهلل تعــاىل: زبڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄرب ]احلــج: ٢٥[.

أخي احلاج!

أختي احلاجة!

قبل أن تنوي احلج قرر مل تريد احلج؟

وإذا قــررت أنــك تريــد مغفــرة الذنــوب، ومضاعفــة ــا ــا نقي ــن األدران، وقلب ــرا م ــدا طاه ــنات، وجس احلسمــن احلــرات، وميزانــا ثريــا باحلســنات، ولســانا خليــا مــن الزفــرات إال بــا إلــه إال رب األرض والســاوات، فعليــك أن تعــزم عــى حــج مــرور، جتمــع فيــه قلبــك عــى مــرادك ومطلبــك، وتفيــض فيــه دمعــك، وتســبله

9

ــه ــط ب ــق كل دم اختل ــة، وهتري ــل كل حوب ا؛ ليغس ــح ســم، ــم والعظ ــه اللح ــى ب ــى بن ــه؛ حت ــيطان ودرن الشــه دمــا قــد مازجــه اخلشــوع حتــى نقــاه، وعظــا وتبدل

قــد أقامــه اخلضــوع حتــى قــواه.

الــروح حينهــا يف راحــة فيــا هلل كــم ســتكون وطمأنينــة! وترجــع فيــك وليــدا كأنــا خــرج للتــو مــن

ــة! ــارة وحيوي ــئ نض ــه! يمتل ــن أم بط

هل تريد ذلك حقا، وتعد بالبحث عنه صدقا !

ــر بقلبــك إىل هنــاك، حيــث هيــا اربــط جأشــك وطنتأمــل معــا احلــج بــكل مــا فيــه مــن نســك ومواقيــت، وحــركات وأفعــال، وأقــوال وعــوامل، ومعــامل ــات، ــركات ورمح ــرات، وب ــات وزف ــكنات، ودمع وس

ــاك! ــإىل هن ف

10

معنى احلج

احلــج لغــة: مصــدر قوهلــم حــج حيــج، مأخــوذ مــن مــادة )ح ج ج( التــي تــدل عــى أربعــة معــان:

ــاين: احلجــة األول: القصــد، وكل قصــد حــج، والثوهــي الســنة، والثالــث: احلجــاج- )بفتــح احلــاء وكرهــا(- وهــو العظــم املســتدير حــول العــن،

والرابــع: احلجحجــة بمعنــى النكــوص.

ــى األول، ــع إىل املعن ــا يرج ــا إن ــور هن ــج املذك واحلوهــو القصــد أو القصــد للزيــارة، يقــال: ورجــل ــده. ــا: قص ــه حج ــة حيج ــود، وحج ــوج أي مقص حمج

ــوا االختــاف ــا إذا أطال ــو فــان فان ــج بن ــد ح وقــعدي: ــل الس ــال املخب ــه. ق إلي

11

ــرة ــوال كثـ ــوف حلـ ــن عـ ــهد مـ وأشـ

املزعفــرا الزبرقــان ((( ســب حيجــون

قــال ابــن الســكيت: يكثــرون االختــاف إليــه. هــذا ــة ــد إىل مك ــتعاله يف القص ــورف اس ــم تع ــل، ث األصــت ــول: حجج ــة. تق ــت خاص ــج إىل البي ــك واحل للنس

ــه. ــا إذا قصدت ــه حج ــت أحج البي

ويــوم احلــج األكــر: هــو يــوم النحــر، قصــد بيــت اهلل إقامــة للنســك.

ــة ــاىل بصف ــت اهلل تع ــد لبي ــاين: قص ــال اجلرج وقــة. ــط خمصوص ــوص برشائ ــت خمص ــة يف وق خمصوصوقــال احلافــظ يف الفتــح: احلــج يف الــرشع: القصــد إىل

ــة. ــال خمصوص ــرام بأع ــت احل البي

وقــال العينــي: احلــج قصــد إىل زيــارة البيــت احلــرام عــى وجــه التعظيــم بأفعــال خمصوصــة )٢(

)1( السب- بكر السن: العامة واملراد شخص الزبرقان.

)٢( ينظــر: التعريفــات للجرجــاين )8٢(، وفتــح البــاري )3/ 378(، وعمــدة القــاري

12

ــك أن ــد، وال ش ــى القص ــق ع ــات تتف وكل التعريفــد مــا رشع اهلل تعــاىل مــن البقــاع ــاه أن يري القصــد معنــن ــوص يف الزم ــه اخلص ــى وج ــا ع ــن ال غره واألماكــد ــى قص ــن املعن ــذا م ــارع، ويف ه ــدده الش ــذي ح الالعبوديــة املجــردة خاصــة مــع غيــاب احلكمــة والعلــة، ــاه كرمــي اجلــار والوقفــات ال ســيا فيــا ال يفهــم معنوالبيــات وااللتــزام بالبقــاء متحينــا أوقاتــا حمــددة، ويف ــى ــه ع ــه وحتري ــور ب ــة للمأم ــد املوافق ــك بقص كل ذل

ــة. وجــه الدق

بن يدي احلج..

ــك ــك وجوارح ــئ قلب ــك أن هتي ــج علي ــل أن حت قبونفســك وروحــك ولســانك للحــج فتعــود قلبــك عــى ــى ــك ع ــوع، ونفس ــى اخلض ــك ع ــر، وجوارح التفكاالنقيــاد، وروحــك عــى الرقــة، ولســانك عــى الذكــر،

للعينــي )9/ 1٢1(، ودليــل الفاحلــن البــن عــان )4/ 73(.

13

ــاب وعليــك أن تســتحرض أنــك مدعــو مــن رب األربوملــك امللــوك الــذي بيــده حياتــك وموتــك ورزقــك وعافيتــك يمنحــك إن شــاء! ويســلبك إن شــاء! فتوجــه ــا ــه، ف ــاد علي ــة، واعت ــه وثق ــان ب ــك إي ــه وكل إليــتحرض يف كل ــاه! واس ــد إال إي ــواه وال تقص ــت لس تلتف

.]٥ ]الفاحتــة: رب ٹ ٿ ٿ ٿ زبٿ ذلــك

وتذكــر وأنــت تعــد نفســك للحــج أن القــدوم ــا؛ فأطــب ــل إال طيب ــم الطيــب الــذي ال يقب عــى العلينفقتــك واخرتهــا مــن أحســن مالــك، وإيــاك والبخــل عــى حجــك فــإن خــر مــا أنفقــت فيــه األمــوال اجلهــاد يف ســبيل اهلل، وقــد قــال يف احلــج »هــو مــن ســبيل اهلل«)1( فتذكــر أن كل نفقــة تنفقهــا عــى نفســك لفهــم أو تصحبهــم هــي مــن أعظــم أو أهلــك وأنــت ت

ــك. ــى علي ــص؛ فيح ــوع وال حت ــا ت ــات؛ ف القرب

)1( »احلج والعمرة من سبيل اهلل« رواه أمحد برقم ٢73٢7 وصححه األلباين.

14

واعــزم عــى الصدقــة هنــاك وبــذل املعــروف بقــدر ــا طاقتــك وجــودك، وإذا كان اجلــود يف رمضــان مندوبإليــه، فاجلــود حيــث تعظــم احلاجــة أوىل وطلبــه آكــد.

وال ترجــن وعليــك ديــن ألحــد، أو يف رقبتــك ــزال بــن عينيــك تقــي ــن ت مظلمــة ملخلــوق، فإهنــا لقلبــك، تنجهــك عــن خالقــك، تــزري نفســك عليــك هبــا، كلــا رفعــت يــدا باحلاجــة إىل مــوالك، ومــا أرسع مــا حيرضهــا الشــيطان حينهــا لتثقــل عــن الدعــاء وهييج عليــك اليــأس! وإن كان قبــل ال خيطرهــا ولــو خطــرت الســتمرأها وحســنها! فانتبــه لذلــك كلــه واقطــع عليــه

الطريــق!

ــج ــاء: »إن احل ــه اهلل- يف اإلحي ــزايل- رمح ــال الغ قمــن بــن أركان اإلســام ومبانيــه عبــادة العمــر وختــام األمــر ومتــام اإلســام وكــال الديــن. فعــى كل حــاج ومعتمــر أن يبــدأ بالتوبــة، ورد املظــامل، وقضــاء الديــون،

15

وإعــداد النفقــة لــكل مــن تلزمــه نفقتــه إىل وقــت ــرد مــا عنــده مــن الودائــع، ويســتصحب الرجــوع، ويــه، ــه وإياب ــه لذهاب ــا يكفي ــب م ــال الطي ــال احل ــن امل مكــا ينبغــي أن يلتمــس رفيقــا صاحلــا حمبــا للخــر معينــا عليــه، إن ذكــر اهلل أعانــه، وإن جبــن شــجعه، وإن عجــز

ــره«.)1( ــدره ص ــاق ص ــواه، وإن ض ق

ويف هــذه األزمــان تســر قوافــل احلجيــج يف محــات يســألون احلجيــج وعامــة اخلدمــات. يف متفاوتــة عــن املطاعــم واملراتــب وال يســألون عــن املرافــق واملواكــب! ويغفلــون عــن قضيــة مهمــة وهــي أن املــدة قصــرة وأن الــزاد املطلــوب هــو زاد التقــوى ال املطاعــم ــا فإنــه لــن ينقــص و ال املشــارب، وإن كان ذلــك مطلبصاحبــه، ونحــن يف تــرف وبحبوحــة مــن العيــش ــرات كل يشء ــه ثم ــى إلي ــرام جيب ــد احل ــرزق، والبل وال

)1( انظر: إحياء علوم الدين للغزايل )1/ ٢39- ٢47(.

16

رزقــا مــن لــدن اجلــواد الكريــم! زبٹ ڤ ڤ ڤ ڤڦ ڦ ڦ ڦ ڄ رب ]البقــرة: 197[، ولــو

تأملنــا لفــظ )اجلبايــة( التــي عــر هبــا القــرآن عــن ورود ــرام زب ھ ھ ے ےۓۆ رب ــت احل ــرزق للبي الــى ــم اهلل ع ــن حك ــأيت م ــرا ت ــا ق ــا أهن ــص: ٥7[ لعلمن ]القص

ــا. ــا دفع ــون هل ــا وال يملك ــم فيه ــار هل ــق ال خي اخلل

ــكأن ــا! ف ــى قرصه ــان ع ــة يف البي ــة غاي ــذه اآلي وهالســائل يقــول يف نفســه : ألســت أقصــد اهلل تعــاىل، وقــد أمــرين بالتــوكل عليــه، فهــل أمجــع زادا، وقــد تكفــل يل

برزقــي ؟

ــه بفهــم وال علــم أن اهلل ــد يظــن مــن ال بصــرة ل قــوا ــواب زبٹرب ال تذهب ــكان اجل ــذا ؛ ف ــر هب يأمصفــر اليديــن! فالرحلــة طويلــة وشــاقة، ويلزم هلــا زاد، والنــاس يأتــون مــن كل فــج عميــق، ال يعــرف بعضهــم

17

بعضــا، ومشــغول كل واحــد بنفســه، فاألحــرى أن يتــزود كل واحــد بفضــل مــن مــال وطعــام وكســاء.

فينبغــي الزيــادة، وعليــه والــزاد مأخــوذ مــن ــه ــود ب ــه؛ ليع ــن حاجت ــد ع ــا يزي ــزود ب ــاج أن يت للحعــى صاحــب احلاجــة مــن أصحابــه ورفقائــه يف احلــج، ــدا ــراري، بعي ــون يف ال ــدون ويرحل ــم يش ــيا وه ال سعــن أماكــن اخلدمــة، فمنهــم مــن حيتــاج زيــادة اللقمــة، ومنهــم مــن حيتــاج زيــادة الكســوة أو النعــل أو الفرش، فمــن كان عنــده فضــل فليأخــذه معــه للحاجــة، فخــر

ــم! ــة والنفقــة حيــث ث الصدق

ــزاد ــل ال ــن فض ــل م ــوره العق ــا يتص ــع م ــن م ولكوحاجتــه - مــع التصــور للرحلــة الشــاقة- يبقــى خــر مــا يتــزود بــه العبــد التقــوى! فكــا دعــاك اهلل تعــاىل إىل ــاس، ويقطعــك ــزود زادا يمنعــك مــن مســألة الن أن تتعــن الشــغل بطلــب حاجــات نفســك، ويوقفــك عــى

18

ــة هلل ــى احلاج ــك ع ــك وجوارح ــل بقلب ــرغ الكام التفــواه! ــتعن بس ــو وال تس ــأل إال ه ــا تس ــاىل، ف تع

ال شــك أنــه أيضــا قــد دعــاك ملــا هــو أفضــل مــن ــغل ــن الش ــك م ــك يمنع ــزاد لقلب ــزود ب ــك أن تت ذلــن ــدك م ــأ ي ــك، ام ــول ل ــاىل يق ــره! وكأن اهلل تع بغمــال يغنيــك، وامــأ قلبــك بتقــوى تدنيــك مــن مقــام ــواه! ــغل بس ــره وال تنش ــك غ ــر قلب ــا يعم ــك! ف رب

وال شــك أنــه يدخــل يف ذلــك التــزود بالعلــم النافــع لرحلتــك، وخاصــة الفقــه األكــر علــم اخلشــية واملعرفــة اليقينيــة بــاهلل العظيــم بــكل أســائه وصفاتــه!

ويدخــل يف ذلــك التفقــه يف مســائل احلــج ولوازمــه بحيــث تــأيت بــه عى أكمــل وجــه، وتقــرص عن الســؤال ــو ــاس ل ــن الن ــر م ــبيا ! فكث ــك س ــتطعت لذل ــا اس مــا ــا، وم ــن أهله ــن قوان ــألوا ع ــد س ــة لبل أرادوا البعثينبغــي ومــا ال ينبغــي؛ لئــا يقعــوا يف احلــرج واخلطــأ؛

19

فيســتحيون مــن الغريــب، وال يســتحيون مــن اهلل! واهلل أحــق أن يســتحيا منــه مــن النــاس. فــاهلل املســتعان!

ــا ــا ملح ــج مطلب ــات للحجي ــر اخلدم ــا كان توف وملــقاية أو ــواء يف الس ــك س ــا النس ــع منه ورضورة ال يمنــاح ــه؛ أب ــه، أو يتمولون ــا حيتاجون ــر م ــام أو توف اإلطعاهلل تعــاىل هلــم ذلــك، ونفــى عنهــم اجلنــاح، وال يتنــاىف ذلــك مــع العبــادة وال ســامة القصــد، وإن حصلــت به

منافــع ماليــة أو غــر ذلــك؛ لــذا قــال ســبحانه: زبڄ چچرب ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ــداء ــه ابت ــل ب ــه تفض ــا؛ ألن ــاه اهلل فض ــرة: 198[ وس ]البق

ــوم ــم يف ي ــه لك ــاء إذ أباح ــه انته ــل ب ــاه، وتفض إذ أعطــه! ــوه في قصدمت

ــم تطلبــون ألنفســكم وتبتغــون، والفضــل ومــا زلتاألعظــم الــذي يغيــب عــن العاملــن فهمــه هــو فضــل عليــه أقدمــك إذ عليــك، وامتنانــه لــك، هدايتــه

20

ودعــاك إليــه، فكنــت يف وفادتــه يف الدنيــا، وهــذا مشــعر بوفادتــك عليــه يف اآلخــرة. ال حرمنــا اهلل وإيــاك

ــادة! ــك الوف تل

21

تعلق القلوب باحلج!

حــن تبــدأ األهلــة بالقــرب، تدنــو معهــا األشــواق املؤمنــة، وهتفــو النفــوس فتثــور لرهبــا وخالقهــا، للحــج، وال تذكــر فيــه مشــقة املســر، وحــر الرمضــاء، ــرات ــل تذكــر هفــو القلــوب، وزف ــظ، ب وشــدة الكظيــات، ــوات صادق ــون، ودع ــات العي ــدور، ودمع الصونفحــات اإليــان التــي كانــت تعانــق القلــوب يف أحيــان متفرقــة، فــا الطيــف إال طيــف هاتيــك الليــايل املقمــرات، يف منــى واجلمــرات واحلــرم، ومــا املشــاعر إال باملشــاعر معلقــة.. تطــر قلــوب املؤمنــن إليهــا، هلــا

ــن. ــن املخبت ــواق املحب ــن أش ــن وأن حن

والعجــب أن املكثريــن مــن احلــج ال يشــبعون، بــل يــزدادون فيــه رغبــة! ولــه حبــا! فيــا هلل إذ قــال:زب ٴۇ

22

ۋ ۋ ۅ ۅ ۉرب ]البقــرة: 1٢٥[ ويــا لتلــك الدعــوة ــام: ــه الس ــم علي ــة إبراهي ــب األم ــن قل ــة م الصادق

.]37 ]إبراهيــم: رب ڳ ڳ گ گ گ زبگ

فهــل جتــد أفضــل داللــة مــن كلمــة مثابــة؟ ومثابــة ــإن ــك ف ــود.. ولذل ــه وتع ــب إلي ــا تذه ــي مرجع تعنالــذي يذهــب إىل بيــت اهلل احلــرام مــرة حيــب أن يرجــع مــرات ومــرات.. إذن فهــو مثابــة لــه؛ ألنــه ذاق حــاوة وجــوده يف بيــت ربــه، ينظــر إىل الكعبــة فيذهــب كل مــا

يف صــدره مــن ضيــق وهــم وحــزن.

ــن ــي م ــا تتف ــبحانه أن الدني ــق س ــة احل ــن رمح ومــم.. ــت رهب ــج يف بي ــه؛ ألن احلجي ــاج وقلب ــل احل عقــم ــوا إىل رهب ــم يشء توجه ــم يشء أو أمهه ــا كرهب وكلوهــم يف بيتــه فيذهــب عنهــم اهلــم والكــرب.. ولذلــك

فــإن احلــق ســبحانه وتعــاىل يقــول: زبگ گ گ )1(.]37 ]إبراهيــم: رب ڳ ڳ گ

)1( تفسر الشعراوي 343 بترصف

23

فمــع كل الصعوبــات، إال أن قلــوب املحبــن تثــوب ــة ــذذ بالتلبي ــا تتل ــن! وكأهن ــف امللب ــت ومواق إىل البيوتنعــم بيــوم اجلمــع وكل حمطــات النــداء التــي ناداهــا ــا ــكب حب ــرات تس ــرى الع ــي ت ــا، وه ــب إليه احلبيوخوفــا وهــي تســمع األصــوات شــجية مبحوحــة مــن

ــال. ــرضع واالبته الت

فتبذل لذلك كل غال، وترقى له كل عال!

ولــذا هاجــت القلــوب لتلــك البقــاع، فأنشــد ــن ــر ب ــى بك ــن أب ــد ب ــن حمم ــد الدي ــه جم ــظ الفقي الواعرشــيد البغــدادى رمحــه اهلل يف قصيدتــه الرائعــة املطولــة

ــت اهلل تعــاىل: ــوق لبي ــف الش يف وص

ـــى ـــن احلم ـــن أيم ـــان م ـــات الب ـــا عذب أي

قطعنــاه ربــاك يف عيشــا اهلل رعــى

رسقنـــاه مـــن رشخ الشـــباب وروقـــه

رسقنــاه منــه الصفــو رسقنــا فلــا

24

ـــا ـــا القض ـــن يقدمه ـــوش الب ـــاءت جي وج

نظمنــاه باحلجــاز شــمال فبــدد

ــا ــا دوام اجتاعنــ ــذي الدنيــ ــرام بــ حـ

فكــم رصمــت للشــمل حبـــال وصلنـــاه

ـــى ـــى احلمـ ـــت علـ ـــام تولـ ـــن أي ـــا أي في

سهرنـــاه فيـــه العشـــاق مــع وليــل

ونحـــن جليــــران املحصــــب جيــــرة

ونرعـــاه الـــوداد هلــم حســـن نــويف

ـــورى ـــد الـ ـــوى إذا رقـ ـــن هن ـــو بم ونخل

حميـــاه نحـــب مـــن علينـــا وجيلــو

فقــــرب وال بعــــد وشمــــل جممــــع

أدرنـــاه قـــد بيننـــا وصـــال وكأس

فهاتيــــك أيــــام احليــــاة وغيـرهــــا

ممــات فياليــت النـــوى مـــا شهدنـــاه

ـــوى ـــل اهلـ ـــا أقتـ ـــن م ـــر الب ـــا أم ـــا م في

أمــا يــا اهلــوى إن اهلنــا قـــد سلبنـــاه

25

ــذاذة ــراق لــ ــق الفــ ــم يبــ ــو اهلل لــ فــ

فرقنـــاه للفـــراق سبيـــل مـــن فلــو

ــب باجلــــوى ــوق باحلــ ــا بالشـ فأحبابنـ

حللنـــاه مـــا عندنـــا عقـــد حلرمــة

وودادنـــــا فيـكــــم هوانــــا حلــــق

نقضنـــاه مـــا صـــادق عهــد مليثــاق

وأنشد عبدالرحيم الردعي :

بقيـــادي منـــى إىل راحلـــن يـــا

فــؤادي الرحيــل يــوم هيجتمــوا

ــتي ــا وحشـ ــم يـ ــار دليلكـ ــم وسـ رستـ

احلــادي وصــوت أقلقنــي الشــوق

وحرمتمـــوا جفنـــي املنـــام ببعدكـــم

والــوادي املنحنــى ســاكنن يــا

ــا ــزم والصفـ ــن زمـ ــا بـ ــوح يل مـ ويلـ

عنــد املقــام ســمعت صــوت منــادي

26

ويقـــول يل يـــا نائـــا جـــد الـــرى

صــادي قلــب كل جتلــو عرفــات

مـــن نـــال مـــن عرفـــات نظـــرة ســـاعة

مــراد كل ونــال الــرور نــال

ــى ــى منـ ــت عـ ــى املبيـ ــا أحـ ــاهلل مـ تـ

األعيــادي أبــرك عيــد ليــل يف

ـــوا ضحاياهـــم فســـال دماؤهـــا ضح

فــؤادي نحــرت قــد املتيــم وأنــا

لبســـوا ثيـــاب البيـــض شـــارات اللقـــا

ســوادي لبســت قــد امللــوع وأنــا

ــم ــي هبـ ــم صلنـ ــت وصلتهـ ــارب أنـ يـ

قيــادي فــك رب يــا فبحقهــم

فبلغـــوا ســـاملن وصلتـــم فـــإذا

الــوادي ذاك أهيــل الســالم منــي

متيـــم الرحيـــم عبـــد هلـــم قولـــوا

واألوالد األحبــاب ومفــارق

27

صـــى عليـــك اهلل يـــا علـــم اهلـــدى

حــادي ترنــم أو ركــب ســار مــا

ــق ــدي احل ــن ي ــوم ب ــف ق ــر وق ــب آخ ــى جان وعتعــاىل، مل يكتــب هلــم املســر إىل هــذا املوقــف العظيــم،

هزهــم احلــب والشــوق إىل لقــاء اهلل زب ڈ ژ ژ ــه اهلل ــزايل رمح ــام الغ ــال اإلم ــا ق ــرة: 1٦٥[، ك ڑ ڑکرب ]البق

قه إىل ــو ــل يش ــز وج ــاء اهلل ع ــوق إىل لق ــاىل: »فالش تعأســباب اللقــاء ال حمالــة، هــذا مــع أن املحب مشــتاق إىل كل مــا لــه إىل حمبوبــه إضافــة، والبيــت مضــاف هلل عــز وجــل، فباحلــري أن يشــتاق إليــه ملجــرد هــذه اإلضافــة، فضــا عــن الطلــب لنيــل مــا وعــد عليــه مــن الثــواب

ــل«)1(. اجلزي

وهــذا احلب والشــوق املتأجــج يف القلوب ال تســكن ــه املحــب إليــه أشــواقه، جذوتــه إال بمشــاهد يوج

)1( إحياء علوم الدين )1/ ٢٦7(.

28

باملحبــوب ســبحانه. ــره ويذك بــه حنينــه ويقــي ــاد، ــال األجس ــد رح ــن ش ــذر ع ــم الع ــد منعه وإذ قتوجهــت قلوهبــم وأرواحهــم للقــاء حمبوهبــم، وتعلقــت

بالبيــت واملشــاعر، فعظموهــا كــا أمــر اهلل زب ٹ ٹ ،]3٢ ]احلــج: رب ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ كلــا ذكــر هلــم البيــت واملشــاعر حنــوا، وكلــا تذكــروا بعدهــم بكــوا وأنــوا، وحيــق ملــن رأى الواصلــن وهــو منقطــع أن يقلــق، وملــن شــاهد الســائرين إىل دار األحبــة وهــو قاعــد أن حيــزن، غبطــة ملــن وصلهم اهلل ال حســدا،

لســان حاهلــم يقــول:

هبـــم ســـارت ركائـــب در هلل تطــوي القفــار الشاســعات عــى الدجــى

رحلـــوا إىل البيـــت احلـــرام وقـــد شـــجاشــجا قــد مــا منهــم املتيــم قلــب

نزيلـــه خييـــب ال ببـــاب نزلـــوا

والرجــا املخافــة بــن وقلوهبــم

29

وما أرق وأمجل قول الشاعر:

احلبيـــب دار لـــزوار قـــل أال

اخللــود اجلنــان يف لكــم هـــنيئا

فيضـــا املـــاء مـــن علينـــا أفيضـــوا

ورود وأنتــم عطــاش فنحــن

ــائر يف ــك للس ــه رشي ــك أن ــذر ال ش ــف لع واملتخلــس ريض اهلل ــن أن ــاري ع ــح البخ ــي صحي ــر، فف األجعنــه أن النبــي كان يف غــزاة فقــال: »إن أقوامــا ــم ــا إال وه ــعبا وال وادي ــلكنا ش ــا س ــا م ــة خلفن باملدينمعنــا فيــه حبســهم العــذر«)1(. ورحــم اهلل ابــن العريــف

إذ يقول:

ـــى ـــى بمن ـــوا املن ـــد نال ـــى، وق ـــدوا املط ش

باحــا قــد الشــوق بأليــم وكلهــم

ســـارت رواكبهـــم تنـــدى روائحهـــا

أشــباحا الوفــد ذاك طــاب بــا طيبــا )1( أخرجه البخاري ٢839.

30

ــر ــن مـ ــار مـ ــن إىل املختـ ــا واصلـ يـ

زرتــم جســوما وزرنــا نحــن أرواحــا

ــدر ــن قـ ــذر وعـ ــى عـ ــا عـ ــا أقمنـ إنـ

أقــام عــى عــذر كمــن راحــا ومــن

وقال آخر: ترفقـــوا احلبيـــب إىل ســـائرين يـــا

خلفتــه رحالكــم بــن فالقلــب

مـــايل ســـوى قلبـــي وفيـــك أذبتـــه

ســكبته وفيــك دمعــي ســوى مــايل

ــض؛ ــا كل الفرائ ــت يف طياهت ــة مجع ــج فريض فاحلففيهــا كلمــة التوحيــد واإلقــرار، وفيهــا الصــاة، وفيهــا الصيــام ملــن مل جيــد اهلــدي، وفيهــا النفقــة، وفيهــا الطــواف والعمــرة. واجلهــد املبــذول بــكل كلفــة رضب ــن ــا، وم ــة الدني ــج مدرس ــذا كان احل ــاد؛ ل ــن اجله مــل، ــاز كل الفضائ ــا ح ــرج منه ــن ت ــك فم ــل ذل أجولعلــه ألجــل ذلــك كانــت آخــر مــا فــرض مــن أركان

31

ــارشة ــنة الع ــرض يف الس ــد ف ــه، فق ــام ورشائع اإلســرة. للهج

ــن ــرض م ــا ف ــر م ــن: »آخ ــن عثيم ــيخ اب ــال الش قأركان اإلســام اخلمســة حيــث مل يفــرض إال يف الســنة التاســعة أو العــارشة؛ ألن مكــة قبــل ذلــك كانــت حتــت واليــة الكفــار، وإذا كان الكفــار قــد منعــوا النبــي ــن أن حيــج والســلطة ــف يمك ــن أداء العمــرة فكي مفيهــا للكفــار؟ فــكان مــن حكمــة اهلل عــز وجــل تأخــر

فــرض احلــج إىل الســنة التاســعة أو العــارشة«)1(.

قــال الشــيخ صالــح الفــوزان: »واحلكمــة يف تأخــر ــوم؛ ألن ــزكاة والص ــاة وال ــن الص ــج ع ــة احل فرضيالصــاة عــاد الديــن، ولتكررهــا يف اليــوم والليلــة ــر ــا يف كث ــة هل ــا قرين ــزكاة لكوهن ــم ال ــرات، ث ــس م مخ

ــنة«)٢(. ــرره كل س ــوم لتك ــم الص ــع، ث ــن املواض م

)1( لقاءات الباب املفتوح ٢/177

)٢( امللخص الفقهي ص398.

32

اأثناء الرحلة..

يــكاد يشــغلنا ضجيــج املطــارات، وحفيــف طرقات الســيارات، وتفقــد األوالد وبعــث الرســائل لأحبــاب واألقــراب، فنغفــل عــن الوصيــة التــي أمرنــا هبــا؛ لقول ــويص ــه يشء ي ــلم، ل ــرئ مس ــق ام ــا ح : »م ــي النب

فيــه، يبيــت ليلتــن؛ إال ووصيتــه مكتوبــة عنــده« )1(.

فينبغــي ملــن أراد املســر أن يكتــب وصيتــه ويــودع أهلــه ويستشــعر أنــه لــن يعــود! ويف ذلــك مــن الفوائــد ــا ــادة املأمــور هبــا، واســتحضار قــرص الدني حتقيــق العبــوق ــن حق ــاص م ــتحرض اخل ــا، ويس ــة تقلبه ورسعالنــاس وينظــر إىل عيالــه الذيــن ودعهــم، وكيــف ــه خــر واعــظ فقــد ــك ل ــه بعدهــم، وذل ســيكون حال

)1( أخرجه البخاري ٢738، ومسلم 1٦٢7

33

وعــظ اهلل به وهــو خــر الواعظــن: زب ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ

ــدك ترتكــه مــن ڇ ڍ ڍ رب ]النســاء: 9[، فنظــرك لول

ــى ــك ع ــك ويبعث ــي قلب ــافر يدم ــت مس ــك وأن خلفصــدق القصــد؛ ليحفــظ اهلل غيبتــك، وحيســن لعيالــك مــن بعــدك، فتســتودعهم اهلل »أســتودعكم اهلل الــذي ال ــا ــل فيه ــن، تطي ــم ركعت ــي فيه ــه« وتص ــع ودائع تضيــك ــد، وحاجت ــم إىل األب ــتحرضا مغادرهت ــجود مس السوحاجتهــم لأحــد الصمــد، فيطــول دعــاؤك ويصــدق قلبــك، ويعمــق شــعورك، ويمتــد إحلاحــك بيــا رب! ال

تكلنــي لنفــي طرفــة عــن وأصلــح يل شــأين كلــه.

وتســتخر ربــك يف رحلتــك مســتحرضا كل معــاين ــك، ــتخرك بعلم ــم إين أس ــتخارة: »الله ــاظ االس ألفوأســتقدرك بقدرتــك، وأســألك مــن فضلــك العظيــم، فإنــك تقــدر وال أقــدر، وتعلــم وال أعلــم، وأنــت

34

عــام الغيــوب. اللهــم إن كنــت تعلــم أن حجــي هــذا العــام خــر يل يف دينــي ومعــايش وعاقبــة أمــري فاقــدره ــم أن ــت تعل ــه. وإن كن ــارك يل في ــم ب ــره يل، ث يل، ويــة ــايش وعاقب ــي ومع ــام رش يل يف دين ــذا الع ــي ه حجأمــري عاجلــه وآجلــه فارصفــه عنــي وارصفنــي عنــه، ــه«)1(، وال ــي ب ــم أرضن ــث كان ث ــر حي ــدر يل اخل واقشــك أن االســتخارة ليســت يف العبــادة، لكنها يف الســر ــا ــة ووســيلة ومــاال وزمن ــكل مابســاهتا صحب إليهــا بــة أهــل، وأنــت يف كل كلمــة تقوهلــا تســتحرض ومفارقمعناهــا وتتخلــق بأخــاق االســتخارة ورشوطهــا، وأيقــن بــأن اهلل تعــاىل ســيوفقك ملــا هــو خــر، وامجــع قلبــك أثنــاء الدعــاء وتدبــره، وافهــم معانيــه العظيمــة!

ثــم أدر بــرصك إىل ولــدك وأهلــك الذيــن اجتمعــوا ــد ــق كل واح ــدا، اعتن ــدا واح ــم واح ــك وودعه حول

)1( حديث االستخارة أخرجه البخاري برقم 11٦٢

35

منهــم بقلبــك وصــدرك، تــوايس منهــم املكلــوم، وتســلل ســخيمة احلزيــن، وجتــذب قلــب البعيــد عنــك والصــاد عــن قربــك؛ ليبقــى بعــدك ذاكــرا دقــات ــده، ومل ــادرت جس ــي غ ــك الت ــيا بأنفاس ــك منتش قلب

ــدك. ــدك وول ــك ووال ــة زوج ــه، خاص ــادر روح تغ

فــإذا يممــت إىل البــاب وخرجــت فقــل مــن قلبــك: ــك أن ــم إين أعــوذ ب ه ــى اهلل، الل ــت ع ل »بســم اهلل، توكــم، أو ــم أو أظل ، أو أظل ، أو أزل أو أزل أضــل أو أضــل

.)1(» أجهــل أو جيهــل عــي

ــت عــى اهلل، وال حــول وال ل أو قــل: »بســم اهلل توكقــوة إال بــاهلل«)٢(، واســتحرض أنــه يقــال لــك: هديــت

ــيطان«! ــى عنــك الش وكفيــت ووقيــت، ويتنح

فيقــوي ذلــك قلبــك، ويرقــأ دمعــة عينــك، ويزيــدك

)1( حديث دعاء اخلروج أخرجه أبو داود برقم ٥09٦، وصححه األلباين

)٢( أخرجه أبو داود برقم ٥097، وصححه األلباين.

36

تــوكا عــى اهلل، يطمئــن نفســك، ويواســيك، وخيفــف ــت ــا أن ــت، أو م ــا ترك ــى م ــك ع ــك وقلق ــن خماوف م

عليــه قــادم.

ــك ــي تقل ــك الت ــيارتك أو طيارت ــت يف س ــإذا ركب فــد ــم اهلل. احلم ــول: »بس ــا تق ــن أول م ــاك فليك إىل هنهلل. زبڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇرب ــر، ــد هلل، اهلل أك ــد هلل، احلم ــد هلل، احلم ــرف: 13[ احلم ]الزخ

اهلل أكــر، اهلل أكــر، ســبحانك اللهــم إين ظلمــت نفــي ــت« )1(. ــوب إال أن ــر الذن ــه ال يغف ــر يل، إن فاغف

ــى ــر ع ــم اهلل إذا ذك ــمية، فاس ــى التس ــعر معن استشلــه، تعظيــا اهلل باســم بــدأت وإنــا تبــارك، يشء ــك ــن حول ــت ع ــد تلي ــك ق ــمه كأن ــا باس والتصاقــه، ومــن جهــدك وطولــك إىل ــه وقوت وقوتــك إىل حول

ــه. ــده وطول ج

)1( أخرجه أبو داود برقم ٢٦04، وصححه األلباين.

37

واهلــوى الغفلــة بــن يتقلــب العبــد كان وملــا واملخاطــر، وال يمكنــه الدفــع عــن نفســه بــيء، ولــو ــر ــن غ ــه م ــون اهلل ل ــا كان ع ــك، ومل ــه هلل ــى اهلل عن تــاه رمحــة ــه وتوفيقــه إي ــه؛ كان عــون اهلل ل اســتحقاق منمنــه وفضــا، فذكــر اهلل بأوصــاف الرمحــة اخلاصــة

»الرحيــم«، والرمحــة العامــة »الرمحــن«.

ــى ــك ع ــواد تعين ــك بم ــزود يف طريق ــك أن تت وعليــادة ــب م ــة، فتصطح ــا مقبل ــك نفس ــئ ل ــفرك، وهتي ســارضة، ــراءة وحم ــن ق ــا ب ــة م ــاة ومتنوع ــموعة منتق مســدك، ــك وتفي ــاوى؛ لتمتع ــد والفت ــك والفوائ يف املناســه، ــت ألجل ــذي خرج ــه ال ــو ذات ــا يف اجل ــش معه وتعيــم ــوا يف رحلته ــاج إذا ركب ــن احلج ــرا م ــإين أرى كث فــي ــرة الت ــات الطائ ــف وجم ــم يف الصح ــوا أبصاره قلبتــدور يف فلــك غــر فلكهــم فــا القلــب حييــا وال

ــو. ــس تعل النف

38

أنــك هلل ســائر، الطريــق وأنــت يف واســتحرض ــول ــل الرس ــاك وجع ــذي دع ــو ال ــب، وه ــه مل ولندائــوى ــوك س ــدا يدع ــرت أح ــم خي ــه، فل ــك بدعوت ينادي

خليلــه إبراهيــم عليــه الســام، إذ أمــره بقولــه: زب ڎ ک ک ک ک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڈ گ گ گ گ رب ]احلــج: ٢7[، وحينئــذ تفكــر وتســاءل: مل رست مــن بيتــك؟ ودفعــت مالــك؟ وتركــت عيالــك؟

أليس طلبا ملرضاة اهلل!

فاهلل أكر يف نفسك منك !

لــذا قدمــت مرضاتــه عــى راحتــك؛ فركبــت لــه كل ــك ــك وعلي ــى نفس ــره ع ــت إذ ذاك مك ــب، فأن صعأن تعلــن ذلــك بلســانك ويلتزمــه قلبــك فتقــول حــن

تركــب:

ــر، زب ڃ ڃ ڃ ــر، اهلل أك ــر، اهلل أك »اهلل أكڍڌرب ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ

39

ــر ــذا ال ــفرنا ه ــألك يف س ــا نس ــم إن ــرف: 13-14[ الله ]الزخ

والتقــوى، ومــن العمــل مــا تــرىض، اللهــم هــون علينــا ســفرنا هــذا واطــو عنــا بعــده، اللهــم أنــت الصاحب يف الســفر، واخلليفــة يف األهــل، اللهــم إين أعــوذ بــك مــن ــة املنظــر وســوء املنقلــب يف املــال ــاء الســفر، وكآب وعث

ــل« )1(. واأله

ذلــك معلنــا تكــره تذكــرت كلــا تــزال وال : »كنــا إذا بلســانك مظهــره بفعلك، قــال جابــر

.)٢( نزلنــا ســبحنا« صعدنــا كرنــا، وإذا

ــل أو الفجــر يف طريقــك رددت: وإذا نزلــت يف الليــا ــا، ربن ــه علين ــن بائ ــد اهلل وحس ــامع بحم ــمع س »س

ــار«.)3( ــاهلل مــن الن ــذا ب ــا عائ ــا، وأفضــل علين صاحبن

)1( أخرج هذا الدعاء مسلم برقم 3339.

)٢( أخرجه البخاري برقم ٢993.

)3( أخرج هذا الدعاء مسلم برقم ٢718.

40

وتتعــوذ مــن كل ذي رش قــد يؤذيــك، مــن هــوام أو ــات ــات اهلل التام ــوذ بكل ــول: »أع ــان فتق ــان أو إنس ج

مــن رش مــا خلــق«)1(.

ــن ــار، الرمح ــز اجلب ــى العزي ــدوم ع ــتحرض الق وتسالرحيــم، العليــم الكريــم فــا تــزال أوصافــه تطــر لك ــق ــؤادك، وخيف ــا ف ــب فيه ــا، وتقل ــر فيه ــك تتفك يف قلبهلــا قلبــك، فــا واهلل أحــق مــن اهلل تتعلــق بــه القلــوب! ــى أنشــد ــون قلوهبــم بمحبوبيهــم حت ــق املحب ــد عل وق

قيــس بــن امللــوح:

وقالـــوا لـــو تشـــاء ســـلوت عنهـــا

أشــاء ال فــإن هلــم فقلــت

بقلبـــي علـــق وحبهـــا وكيـــف

دالء بأرشــية علقــت كــا

فـــؤادي يف تنشـــأ حـــب هلـــا

انتهــاء زجــر- لــه-وإن فليــس

)1( أخرج هذا الدعاء مسلم برقم ٢708.

41

مالمـــا تقطعنـــي وعاذلـــة

بــالء يل العــواذل زجــر ويف

وأنــت أوىل لــو علــق بقلبــك حــب موالك، والشــوق لرضــاه! مــن صاحــب القلب املحــب إذ يقــول: )1(

هـــودج أي يف اهلل بيـــت أحجـــاج

قلبــي خدوركــم مــن خــدر أي ويف

أأبقـــى أســـر احلـــب يف أرض غربـــة

الركــب يف بقلبــي حيــدو وحاديكــم

بشـــجوه يبكـــي باملـــرج ومغـــرب

ــب ــى احل ــعدون ع ــه املس ــاب عن ــد غ وق

ـــه ـــو أرض ـــن نح ـــب م ك ـــاه الر ـــا أت إذا م

كــب الر برائحــة يستشــفي ــس تنف

)1( قيس بن امللوح.

42

يف ال ميقات..

أدري مل يذكــرين بســاعة امليقــات... ال آاااه مــن االحتضــار!!

ــاىل: زب ۈ ــه تع ــي إىل قول ــذي حيملن ــمه ال ــو اس أهرب ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ٴۇ ۈ ــي ــات حيملن ــن امليق ــاد م ــة امليع ــارب كلم ــبأ: 30[ فتق ]س

ــل ــه وال بعــده، ب ــذاك، إذ ال يصــح لــك أن حتــرم قبل لعليــك أن تنــزل بســاحه وتنيــخ ركائبــك، كــا يتوقــف زمنــك حــن ينــادى عليــك بالرحيــل مــن هــذه الدنيــا،

ــا... ــاة الدني ــامل احلي ــع مع ــك مجي ــف ب فتتوق

أم هــو املشــهد املرتســم يف خيــايل عــن جتريــدك مــن ــة ــتبداهلا بأمثل ــة، واس ــاة بصل ــت للحي ــي مت ــاب الت الثيــة ــذه املحط ــون، ه ــام وال ل ــاط وال ك ــان ال خي األكف

43

ــا ــك، خارج ــك بنفس ــا نفس ــون مكفن ــا لتك ــف فيه تقــك: ــال ل ــه يق ــارك، وكأن ــك باختي ــامل حيات ــن كل مع مــا.. اعتــر.. فكــر.. هكــذا ســيكون مآلــك! توقــف هنــي تستســلم فيهــا مــا أشــبه امليقــات بتلــك الســاعة التــك، ــلك، ويطيب ــك، ويغس ــرد ثياب ــن جي ــك مل ــا عن رغــات ــدك حلظ ــف عن ــرك، ويق ــك ق ــك، ويودع ويكفن

ــك الســتار: ــدل علي ــم يس يدعــو لــك، ث

ــرح ــل منطـ ــك األهـ ــن تلـ ـــي بـ ن كأن

بنــي تقل وأيدهيــم الفــراش عــى

ــي نــ ــي يعاجل ــب كــ ــوا بطبيـ ــد أتـ وقـ

ينفعنــي اليــوم هــذا الطــب أر ومل

ـــها ذبـ ـــوت جي ـــار امل ـــي وص ـــتد نزع واش

هــون وال رفــق بــال عــرق كل مــن

ــا وح منـــي يف تغرغرهـ ــتخرج الـــر واسـ

غرغــرن حــن مريــرا ريقــي وصــار

44

فــــوا ضـــون وراح الـــكل وانص وغم

الكفــن ا رش وا يف وجــد اإليــاس بعــد

ـــل ـــاس يف عج ـــب الن ـــن كان ح ـــام م وقـ

ــلني يغس يأتينــي ــل املغس نحــو

ـــا ـــال حذق ـــي غاس ـــوم نبغ ـــا ق ـــال يـ وقــ

فطــن عارفــا لبيبــا أريبــا حــرا

دن فجـــر منهـــم رجـــل فجـــــاءن

وأفــردن وأعــران الثيــاب مــن

ــا ــواح منطرحــ ــى األلـ ــون عـ وأودعـ

ينظفنــي املــاء خريــر فوقــي وصــار

ـــلني وأســـكب املـــاء مـــن فوقـــي وغس

بالكفــن القــوم ونــادى ثالثــا غســال

هلــــا كـــام ال ثيابــــا وألبســـون

وصــار زادي حنوطــي حــن حنطنــي

ــفا ــوا أسـ ــا فـ نيــ ــن الد ــون مـ وأخرجـ

غنــي يبل زاد بــال رحيــل عــى

45

أربعـــة األكتــــاف عـــى وحلـــون

يشــيعني مــن وخلفــي جــال الر مــن

فــــوا وانص املحـــراب إىل مـــون وقد

عنــي ود ثــم فصــى اإلمــام خلــف

ــا ــوع هلــ ــالة ال ركـ ــي صـ ــوا عـ ـ صل

يرحنــي اهلل لعــل ســجود وال

وأنزلـــون إلــــى قـــري عـــى مهـــل

ــدن يلح منهــم واحــدا مــوا وقد

ـــرن ـــي لينظ ـــن وجه ـــوب ع ـــف الث وكش

مــع مــن عينيــه أغرقنــي وأســكب الد

مشـــتمال بالعـــزم مـــــا حمر فقـــام

بــن مــن فوقــي وفارقنــي ــف الل وصف

ب واغتنمـــوا ـــوا عليـــه الـــر وقـــال هل

ــن ــن ذي املن ح ــن الر ــواب م ــن الث حس

وال هنـــــاك أم ال القـــر ظلمـــة يف

يؤنســني أخ وال شــفيق أب

46

ما اأ�سد ال�سبه!

توقــف.. غســل.. طيــب.. تقليــم أظفــار.. حلــق.. ــرام.. ــس اإلح ــرأس لب ــرق ال ــن.. ومف ــب املغاب تطييــه ــم التوج ــن ث ــة، وم ــى الراحل ــوب ع ــاة.. ورك صمثــواك وهنــا اجلســدي، مثــواك هنــاك للمثــوى الروحــي، حيــث هتــوي األفئــدة، وتثــوب النفــوس إىل ــه؛ ــك ب ــك، وكرم ــه اهلل ل ــذي جعل ــق ال ــت اهلل العتي بيــن ــدا م ــا ولي ــرج بعده ــاباتك؛ ولتخ ــه حس ــد في لتعي

ــوب! ــا ذن ــد ب جدي

وهنــا تعلــن بلســانك وقلبــك أنــك لبيــت الدعــاء، ــول: ــاء تق ــن كل كري ــت م ــداء، وتلص ــت الن وأجب»اللهــم لبيــك عمــرة متمتعــا هبــا إىل احلــج«، أو تقــول: »اللهــم لبيــك حجــا«، أو تقــول: »اللهــم لبيــك عمــرة

47

ــك يف ــرك ل ــا ت ــار، ك ــك اخلي ــرك ل ــد ت ــا«، وق وحجــل ــد، والعم ــي تري ــاة الت ــار احلي ــار؛ لتخت ــاك اخلي دنيالــذي تريــد، والــذي يناســبك فتعطــي فيــه بإخــاص مــا دام عمــا يقربــك لربــك وترجــو فيــه رضــاه، فــا

ــك. ــأس علي ب

ــح ــا يصل ــق م ــل وف ــد أن يعم ــكل أح ــم أن ل ولتعلــه. ــا خلــق ل ــه وكل ميــر مل ل

لكــن ثــم أمــر ال تتعــداه، وهــو أن صاتك ونســكك ــه ــرتك مع ــه يش ــن، فانتب ــك هلل رب العامل ــاك وممات وحمي

غــره وإال تــركك ورشكك!

ــردد: ــا ت ــك، وحينه ــك وال من ــه في ــة ل ــا حاج ف»لبيــك اللهــم لبيــك، لبيــك ال رشيــك لــك لبيــك، إن

ــك«. ــك ل ــك ال رشي ــك واملل ــة ل ــد والنعم احلم

وال بــأس يف الزيــادة عــى هــذه التلبيــة، فقــد ثبــت

48

ــك ــون: )لبي ــة يقول ــمع الصحاب ــي كان يس أن النبــوارد، ــظ ال ــزام اللف ــم بالت ــم يأمره ــارج()1(، فل ذا املعوجــاء يف بعــض صيــغ التلبيــة مــن حديــث أنــس )لبيك ــا()٢(، و )لبيــك إلــه احلــق( مــن حقــا حقــا، تعبــدا ورق

ــرة)3(. حديــث أيب هري

ولذلــك قــال مجهــور العلــاء بجــواز الزيــادة، يقــول: عمــر ابــن وكان الســلف، فعــل وهــو ــك ــاء إلي ــك، والرغب ــر بيدي ــعديك، واخل ــك وس )لبيأن واألفضــل العلــاء: بعــض قــال والعمــل()4(. يقتــرص عــى الــوارد؛ ألنــه إذا اقتــرص عــى الــوارد أجــر ــاين: ، والث ــي ــأيس بالنب ــر الت ــن: األول: أج بأجري

ــوارد. ــظ ال ــر اللف أجــل ــال )أه ــداهلل ق ــن عب ــر ب ــن جاب ــاين ع ــه األلب ــو داود 181٥، وصحح ــه أب )1( أخرجــدون »ذا ــاس يزي ــال والن ــر ق ــن عم ــث اب ــل حدي ــة مث ــر التلبي ــول اهلل فذك رس

ــيئا(. ــم ش ــول هل ــا يق ــمع ف ــي يس ــكام والنب ــن ال ــوه م ــارج«. ونح املع

)٢( رواه البزار يف مسنده برقم ٦803.

)3( رواه النسائي ٢7٥٢ وصححه األلباين

)4( أخرجه مسلم 1184

49

ــال: ــن ســعد ق ــة روى ســهل ب ويف فضــل التلبيــى ــي إال لب ــلم يلب ــن مس ــا م : »م ــول اهلل ــال رس قمــن عــن يمينــه أو عــن شــاله مــن حجــر أو شــجر أو

ــا« )1( ــا وهاهن ــن هاهن ــع األرض م ــى تنقط ــدر حت م

ــئل: ــي س ــق أن النب ــر الصدي ــن أيب بك وعــج« )٢(. ــج والث ــال: الع ــل؟ ق ــج أفض »أي احل

ــل ــة وهبــذا الفض ــذه املثاب ــة هب ــت التلبي ــا كان وملتداعــى احلجيــج عــى التأكيــد عليهــا؛ لقــرص الطريــق والغبــن يف التفريــط فيهــا، مــع مــا هلــا مــن الفضــل. وقد

ــد: ــا آك ــي فيه ــا ه ــا أوقات ــاء هل رأى العل

األول: إذا عــا نشــزا، أي: إذا رقــى مكانــا مرتفعــا لبــى.

الثاين: إذا هبط واديا، أي: منخفضا.)1( رواه الرتمذي)8٢8( وصححه األلباين يف املشكاة )٢٥٥0(.

)٢( رواه الرتمــذي)7٥7( وصححــه األلبــاين يف صحيــح الرتمــذي )8٢7(. ومعنــى العــج: رفــع الصــوت بالتلبيــة. والثــج: إســالة الدمــاء بالذبــح والنحــر

50

مــن فريضــة أي: مكتوبــة، صــى إذا : الثالــث الفرائــض.

الرابع: إذا أقبل الليل.

اخلامس: إذا أقبل النهار.

الســادس: إذا التقــت الرفــاق، وكانــوا يتاقــون ــم ــى رواحله ــا ع ــون أو ركبان ــم يمش ــق وه يف الطري

وســياراهتم.

السابع: إذا ركب دابته أو مركوبه.

الثامن : إذا نزل.

التاسع: إذا سمع من يلبي، فيجدد التلبية.

العارش: إذا رأى البيت.

احلــادي عــرش: إذا فعــل حمظــورا وهــو نــاس، ــق ــك. ويلح ــو ذل ــط، ونح ــس خمي ــة رأس، ولب كتغطي

51

ــيء ــاغل ب ــة، أو تش ــت والغفل ــه الصم ــال ب ــه إذا ط بــاه. ــن دني م

ــتحرض ــة؛ لتس ــى التلبي ــرف معن ــك أن تع ــدر ب وجيهــذا املعنــى يف كل حمطــات احلــج القادمــة، فإنــك لــن ــداء وأجبــت الداعــي إىل ــزال تــردده مــذ امتثلــت للن ت

احلــج فــا معنــى التلبيــة يــا تــرى؟

قــال احلافــظ شــمس الديــن ابــن القيــم رمحــه اهلل: يف معنــى التلبيــة ثانيــة أقــوال:

ــى ــذا املعن ــة، وهل ــد إجاب ــك بع ــة ل ــا: إجاب »أحدهــة. ــر اإلجاب ــا بتكري ــة إيذان ــررت التلبي ك

ــل إذا ــت الرج ــم: لبب ــن قوهل ــاد، م ــه انقي ــاين: أن الثــى: ــه. واملعن ــه بردائ ــه لببت ــه، ومن ــى تابيب ــت ع قبضانقــدت لــك وســعت نفــي لــك خاضعــة ذليلــة، كــا

ــه. ــى تابيب ــض ع ــه وقب ــب بردائ ــن لب ــل بم يفع

52

ــه ولزمــه. ــب باملــكان إذا قــام ب ــه مــن ل الثالــث: أنــم عــى طاعتــك مــازم هلــا. ــا مقي واملعنــى: أن

الرابــع: أنــه مــن قوهلــم: داري تلــب دارك، أي ــه ــب متوج ــا حت ــك ب ــا. أي مواجه ــا وتقابله تواجهه

ــك. إلي

اخلامــس: معنــاه: حبــا لــك بعــد حــب، مــن قوهلــم: امــرأة لبــة إذا كانــت حمبــة لولدهــا.

ــو ــيء، وه ــب ال ــن ل ــوذ م ــه مأخ ــادس: أن الســه ــل عقل ــب الرج ــام، ول ــب الطع ــه ل ــه، ومن خالصوقلبــه. ومعنــاه: أخلصــت لبــي وقلبــي لــك، وجعلــت

ــي. ــي وخالصت ــك لب ل

الســابع: أنــه مــن قوهلــم: فــان رخــي اللبــب، ويف لــب رخــي.

أي يف حــال واســعة منــرشح الصــدر. ومعنــاه:

53

ــك ــول دعوت ــب لقب ــع القل ــدر متس ــرشح الص أين منــب ــد املح ــي يوج ــب رخ ــك بلب ــه إلي ــا متوج وإجابته

إىل حمبوبــه ال بكــره وال تكلــف.

ــرتاب. أي ــو االق ــاب، وه ــن اإللب ــه م ــن: أن الثامــك بعــد اقــرتاب، كــا يتقــرب املحــب مــن ــا إلي اقرتاب

)1 حمبوبه«.)

ــاكيا ــوق شـ ــالي بالشـ ــا ليـ ــك يـ أجيئـ

شــفانيا شــفاك إذ صــرا وأســأل

وأشـــكوك طيفـــا كلـــا حـــن ليلـــةلياليــا ضــن الــروح خليــل وأمســى

ي واحلشـــا كل ليلـــة وكيـــف ســـلوبكائيــا الضاجعــن هنــاء يبــث

صبابـــة أهيـــم ســـاعايت أمـــزق الثوانيــا اســتحث حنينــا أذوب

)1( هتذيب السنن17٥/٥-18٢

54

نعســـة يب ومـــا ألستغشــــي )وإن خياليــا( يلقــى منــك خيــاال لعــل

الصبـــا منـــك حتملـــه رزازا لعـــل ــا ــت وافي ــا دم ــن م ــدب الع ــو هب فرس

ــي ــو كآبتـ ــف تغفـ ــر الطيـ ــي بذكـ لعـهنائيــا حيلــو الغيــب بســر وكان

فتلـــك أمـــان النفـــس يـــا ليـــل فأوفهـــاحافيــا أتيتــك مــن ذا تــك وإن

بـــدره اهلل لـــك أبقـــى فـــال وإال ــا))) ــا وال بي ــح يوم ــاح الصب ــك ص وال ب

لعمــر اهلل ال جيــد املحبــون يف قلوهبــم مــن التعلــق مــا جيــده املقبــل عــى اهلل بلبــه مــن اإلخبــات إال أن أولئــك يســكرون باحلــب؛ فيضيعــون دينهــم ودنياهــم، وهؤالء ــودون ــم؛ فيع ــم ودنياه ــون دينه ــب فيقيم ــون باحل حيي

بالطمأنينــة، ويعــود أولئــك بالقلــق.

)1( عصام عبد الباسط

55

وحــن يفــرت اللســان عــن التلبيــة فا أحســن مــن أن يســتعيد يف فكــره فضلــه وأجــره! فتعــود نفســه للهمــة، ويقــوى لســانه عــى املعــاودة؛ حتــى يبــح بذلــك صوتــه، فالتلبيــة شــعار اإلجابــة والرغبــة والرهبــة

ــدي. ــا يف األي ــل م ــوب قب ــا يف القل ــي ع والتخ

ــوا عــى وينبغــي أن يتشــارك اجلميــع فيهــا، ويتعاونــر ــن ذك ــا ع ــا ومقصوده ــب معناه ــا يغي ــا؛ لئ إعاهنــرين ــل فأم ــاين جري : »أت ــول اهلل ــال رس ــرم! ق حمباإلهــال أصواهتــم يرفعــوا أن أصحــايب آمــر أن

والتلبيــة«)1(.

وحــن يلتــزم احلــاج باإلحــرام فإنــه »يتــأدب بآدابــه فيعــرف حمظوراتــه ومــا حيــرم عليه، وأنــه ســوف يتنازل عــن هندامــه ومابســه التــي يزهــو هبــا، ومكانتــه التــي

)1( رواه الرتمــذي )8٢9( وصححــه األلبــاين يف صحيــح الرتغيــب والرتهيــب برقــم .)113٥(

56

ي ــو ــرام يس ــف أن اإلح ــاس، وكي ــن الن ــا ب ــر هب يفتخبــن اجلميــع.

ــأدب مــع نفســه، ومــع كل أجنــاس يتعلــم كيــف يتــة، ــر يف معصي ــا يفك ــه ف ــع نفس ــه، م ــن حول ــون م الكوال متتــد يــده حتــى عــى شــعرة مــن شــعره، أو ظفــر من أظفــاره وال يقــرب طيبــا، وال شــعره صابونــة هلــا رائحة.

ويف احلــج يتــأدب احلــاج مــع احليــوان، فــا يصيــده وال يقتلــه، ومــع النبــات فــا يقطــع شــجرا.

ــاس ــى أجن ــره أدن ــذي يعت ــاد ال ــع اجل ــأدب م يتالكــون، فيحــرص عــى تقبيــل احلجــر األســود، وجيتهد يف الوصــول إليــه، فــإن مل يســتطع أشــار إليــه بيــده«.)1(

ــن ــن احلس ــي ب ــج ع ــة: »ح ــن عيين ــفيان ب ــال س قــه، ــه راحلت ــتوت ب ــرم، واس ــا أح ــا فل ريض اهلل عنه

)1( تفسر الشعراوي ٢٦0٥

57

ــدة، ومل ــه الرع ــت علي ــض، ووقع ــه، وانتف ــر لون اصفــي. ــتطع أن يلب يس

فقيل له: مل ال تلبي!

فقــال: أخشــى أن يقــال يل: ال لبيــك وال ســعديك! فلــا لبــى، غــي عليــه، ووقــع عــن راحلتــه، فلــم يــزل

يعرتيــه ذلــك حتــى قــى حجــه«.

أمـــا والـــذي حـــج املحبـــون بيتـــه

وأحرمــوا املهــل عنــد لــه ولبــوا

ـــا ـــرؤوس تواضع ـــك ال ـــفوا تل ـــد كش وق

وتســلم الوجــوه تعنــو مــن لعــزة

ربنـــا لبيـــك بالبيـــداء هيلـــون لــك امللــك واحلمــد الــذي أنــت تعلــم)))

)1( من شعر ابن القيم

58

واأقبلنا على البيت العتيق..

أمــا رأيــت كيــف تتغــر خفقــات قلبــك وقــد بــدت

ــرم! ــن احل ــدة ع ــا املتباع ــة وبيوتاهت ــال مك ــك أط ل

وهــي ترســم لــك خيــاال لبيــت اهلل احلــرام الــذي

ــى! ــث اخلط ــه حت ــت إلي أقبل

ــن ــد م ــوقك! يزي ــب ش ــزداد هلي ــو وي ــو وتدن فتدن

أنفاســك! ويفيــض مــن عراتــك! حتــى تنقــك

وحتــرشج صوتــك! فيــاهلل.. هــذا القــرب فكيــف

العنــاق!

ــوقة ــد مشـ ــس بعـ ــه والنفـ ــوف بـ أطـ

تــدان الطــواف بعــد وهــل إليــه

59

وألثـــم منـــه الركـــن أطلـــب بـــرد مـــا

هيــان ومــن شــوق مــن بقلبــي

صبابـــة إال أزداد مـــا فـــواهلل

اخلفقــان كثــرة إال القلــب وال

ــى ــة املنـ ــا غايـ ــأوى ويـ ــة املـ ــا جنـ فيـ

أمــان كل دون مــن منيتــي ويــا

تقربـــا إال الشـــوق غلبـــات أبـــت

يــدان بالبعــاد يل فــا إليــك

ــة ــد ماللـ ــدي عنـــك صـ ــا كان صـ ومـ

ولســان مقلتــي مــن شــاهد ويل

دعـــوت اصطبـــاري عنـــك بعـــدك والبـــكا

والصــر عنــك عصــان البــكا فلبــى

نـــأى إذا املحـــب أن زعمـــوا وقـــد

زمــان طــول بعــد هــواه ســيبى

ولـــو كان هـــذا الزعـــم حقـــا لـــكان ذا

زمــان كل النــاس يف اهلــوى دواء

60

ــات ــات والافت ــاين والعام ــغلك املب ــاك أن تش وإيــعار ــدك واستش ــة مقص ــن رؤي ــا ع ــا وأنواعه بكثرهتقربــك مــن مقــام طاملــا انتظرتــه، وحلظــات كــم حدثــت ــط ــإذا ح ــه ف ــتاق حبيب ــب يش ــا احلبي ــا، ك ــك هب نفسرحالــه عنــده، وأوشــك عــى لقيــاه تفقــد غــره ومــال إىل ســواه فيــا غبنــااااه! ويــا خســارتااااه! ويــا شــدة ملــا

بعــد البعــد تلقــاه!

ــواري ــن س ــارية م ــه يف س ــك واربط ــرض قلب فأحــت ــك أو يتفل ــاك أن يتخون ــه، وإي ــد وثاق ــرم، وش احل

ــده!! ــا جت ــه ف ــك أن تضيع ــك يوش ــك، فإن من

ــي ــل النب ــث دخ ــن حي ــل م ــرص أن تدخ واحــن ــل م ــوالك! فادخ ــك إىل م ــك ودلي ــك وقدوت حبيبــاب فادخــل. ــاب الســام..فإن مل تســتطع فمــن أي ب ب

وقــل: يــا نفــس هــذي قــدريت! والقلــب مرهــون بــا ــب ويرغب. حي

61

قــد التــي وحاجتــك نفســك تفقــد تنــس وال ــة! ــية واإلناب ــوع واخلش ــوع واخلن ــن اخلش ــغلك ع تشفــإن عــدوك لــن يألــو جهــدا يف إشــغالك مــا اســتطاع ــك، ــدأ بحاجت ــا فاب ــت حقن ــإن كن ــبيا، ف ــك س لذلوتوضــأ وأحســن الوضــوء ثــم ادخــل، وإن كنــت ــى ــك؛ حت ــبع هنمت ــا تش ــك م ــن طعام ــذ م ــا فخ جائعــون ــاك أن يك ــغل، وإي ــن كل ش ــارغ م ــب ف ــل بقل تقبشــغلك بنفســك وتنســى رفاقــك الذيــن يســرون ــو ــم ل ــر عليه ــم، واص ــن حاجته ــلهم ع ــك! س معــوا ــد، ويقطع ــغلوك بع ــا يش ــة؛ لئ ــا بادي ــم منه ــدا هل بعليــك خلوتــك بمحبوبــك، وينكــدوا عليــك صفــوك،

ــهم. ــم بأنفس وتفتنه

وكــن يف كل ذلــك لطيفــا شــفيقا رقيقــا، فــإن املقــام ــة أن ــوس الضعيف ــك النف ــام، وتوش ــدة وزح ــام ش مقتتهــور؛ فتضيــع مــا ألجلــه جــاءت، فشــد عــى أيدهيــم

بالعــون وحســن الصحبــة.

62

ــن ــك فليك ــم يف قلب ــت املعظ ــاط بي ــت ب ــإذا دلف فدخولــك لــه حتيــة، وحتيتــك: »بســم اهلل والصــاة والســام عــى رســول اهلل، اللهــم افتــح يل أبــواب

رمحتــك«.

ثــم رس يف الزحــام هبــون، وال يكــن مهــك االنتهــاء ــوق ــه ش ــر أن كا ل ــاء.. وتذك ــن اللق ــك حس ــل مه بكشــوقك، وكا لــه قلــب كقلبــك، وكا لــه حــظ كحظــك! لــه مطامــع ويريــد الوصــال.. بــل ربــا كانت رحلتــه أشــق! وشــقته أبعــد! وفرصتــه أضعــف! وربــا يكــون ذلــك اللقــاء منــه األول يف حياتــه وهــو اآلخــر فيهــا! فانظــر إليــه نظــر الشــفقة، واعلــم أنــه إنــا جــاء

بــه مــا جــاء بــك مــن الوجــد فكــن لــه ومعــه!

ــاس ــام للن ــرام القي ــت احل ــة البي ــت الكعب ــإذا رأي فــل... ــا وتأم ــف قلي فق

هنا اختار موالك بيته...

63

هنا أمر خليله ببنائه ورفع قواعده...

هل تساءلت حن ذاك اللقاء..مل يا ترى!

قبــل أن أجيبــك أريــد منــك أن تقــرأ هــذه اآليــات ــهد ــى تش ــا حت ــن وثاث ــا مرت ــل، أعده ــر وتأم بتدبــه... ــه وتفاصيل ــكل فصول ــهد ب ــش املش ــف وتعي املوق

أرجوك..ثــم أرجــوك ال تنظــر هلــذا املقطــع بعينيــك وتتعــداه لكلــايت... اقــرأه كلمــة كلمــة... عشــه حلقــة حلقــة... واســتحرض شــعورك وأنــت هنــا قبالــة البيــت العتيــق... تســتعيد هــذه اآليــات.. تيــل إبراهيــم اخلليــل وقــد جــاء بــه حــب مــواله عــى رجليــه حيمــل رضيعــا، وزوجــة مســكينة، ويرتكهــا عنــد هــذا البيــت قبــل أن تقــوم لــه قواعــد، خيتطــه هلــم ويعلــم مكانــه، ثم يرتكهــم بــواد غــر ذي زرع... هنــا حيــث أنــت تقف...

عــى الرخــام وســط الزحــام.. تفقــد هــذا املشــهد الذي جيــي صــورة العبوديــة بــكل منازهلــا.. والطواعيــة بــكل

64

درجاهتــا.. واحلــب بــكل شــغاف القلــب.. هنــا حيــث يرفــع إبراهيــم القواعــد مــن البيــت هــو وإســاعيل يف ــغ ــه مبل ــع أبي ــغ م ــام وبل ــب الغ ــد ش ــر وق ــيء آخ جماملعاونــة... مبلــغ الرجــال... هــذا الغــام الــذي جــاء بعــد يــأس، ونمــى وترعــرع عــى شــفقة عليــه، ونجــا

بعــد حمنــة فيــه وبــه.

ــل ــاهد! ب ــك املش ــرات تل ــرص الع ــم تع ــا هلل ك يهبــا لتبلــغ بالقلــوب حتلــق ســحا!وكم تفيضهــا

احلناجــر!

ې ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ٴۇ زب ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ ى ېى ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ مب حبخب جب يئ ىئ مئ حئ جئ ی ی ی ی ىئ ىب يب جت حت خت مت ىت يت جثمث ىث يث حج ڀ ڀڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ

65

ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ

ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤڦ ڦ ڦ ڦ ڄ

چ چ چ ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ

ڎ ڌ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇڇ ڇ چ

گ ک ک کک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ڈ ڎ

گگ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ںڻ ڻ

ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ

ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ۓ ے ے ھ ھ

ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ

ەئ ائ ائ ى ى ې ې ې ې

ېئېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ

ىئ ىئ ىئ ی ی یی جئ حئ مئ ىئ يئ جب ٱ

ٺ ڀڀ ڀ ڀ پ پ پپ ٻ ٻ ٻ ٻ

ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ

ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ

66

ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ

ڑ ژژ ڈ ڈ ڎ ڎ ڌ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇ

ڳ ڳ ڳ گگ گ کگ ک ک ک ڑ

ڳ ڱ ڱڱ ڱ ں ں ڻ ڻڻ ڻ ۀ ۀ

ۓ ے ے ھ ھ ھ ھ ہ ہ ہ ہ

ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ

ې ۉۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ٴۇ ۈ

ۇئۆئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ ىى ې ې ې

جئ ی ی یی ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ

حئ مئ ىئيئ جب حب خب مب ىب يب رب]البقــرة:

.]141-1٢٥

هــل قــرأت.. هــل فطنــت.. هــل ارتويــت بدمعــك حــد الغصــة!!

إذن فاقرأ.. باهلل عليك اقرأ:

ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ زب

67

ڃڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چچ چ ڃ ڃ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀۀ ڭ ۓۓ ے ے ھ ھ ھ ھ ہ ہ ہ ہ ۋ ۋ ٴۇ ۈۈ ۆ ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ى ېى ې ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ

]إبراهيــم: 3٥ - 41[. ۆئ ۈئ ۈئ رب

ــاء.. ــك الب ــل أرعب ــهد.. ه ــتوقفك املش ــل اس ههــل أرسك املوقف..هــل حــركك الثبــات!

أال حيثــك ذلــك عــى حســن التــأيس واالقتــداء ــرتاه! ــك ل ــودي ب ــه ون ــج ألجل ــت للح ــذي دعي ال

هــل تعلــم مــن نــاداك.. إنــه إبراهيــم اخلليــل.. هــل

68

رأيتــه إذ نــاداك.. البــد أنــك رأيتــه.. فربــك قــد أمــرك أن تــراه بقلبــك وأن تتخــذ مقامــه مصــى! زبۉ ې ې ې ېى رب ]البقــرة: 1٢٥[ هــل بقــي يف ذكــراك..مل ــن ال ــت يف دي ــى؟ وأن ــه مص ــن مقام ــذ م ــت لتتخ دعيــا.. ــك ملمح ــرى لذل ــخاص! أال ت ــار األش ــدس آث يقالبنــاء إنــه القــدوات، إنــه شــموخ التــأيس، إنــه ــل ــب! ب ــن فحس ــوا مقلدي ــاع، ال ليكون ــي لأتب الروح

ــق!زبہ ــدى والنس ــس اهل ــى نف ــن ع ــوا رباني ليكون!]43 ]العنكبــوت: رب ھ ھ ھ ہ

ليــت أنــك تطــوي عــى نفســك قبــل أن حتــج وتقــرأ آيــات احلــج يف ســورة البقــرة وســورة إبراهيــم وســورة احلــج وتنــوع مراجعــك؛ لتقــف عــى املعــاين واحلكــم؛ ــا ــكناتك، وأن ــج وس ــك يف احل ــتحرضها يف حركات لتسأجــزم ســلفا أنــك ســتعود بغــر القلــب الــذي ذهبــت

بــه.

69

توقري الكعبة..

ــا ــذا مل ــا ول ــة وتوقره ــم الكعب ــر بتعظي ــاء األم جرآهــا رســول اهلل قــال: »مــا أعظمــك!« )1(.

ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ زب يقــول: تعــاىل: واهلل ڃ ڄ ڄڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ ڃ ڃ

.]97 ]املائــدة: رب ڌ ڌ ــاس، واألمــن ــا للن ــى زب ڦ ڦرب أي: أمن ومعنــا ــة ملمح ــل ثم ــر، ولع ــل واألواخ ــام لأوائ ــا ع هنــا ــة قيام ــاء الكعب ــون بق ــى ك ــن يف معن ــل لأول مل يتج

للنــاس، ال ســيا وقــد جــاء يف آخــر اآليــة زب ڄ ڃ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ ڃ ڃ ڌ ڌ رب ]املائــدة: 97[ فــا ريــب أنــه ســيكون مــن املعجز

)1( أخرجه الرتمذي ٢03٢ وقال األلباين: حسن صحيح

70

ــن، ــه عامل ــن ب ــد أن مل نك ــنعلمه بع ــك وس ــور ذل ظهــيأيت- ــا س ــى م ــرون -ع ــره املف ــذي ذك ــى ال واملعنــا ــيظهر لن ــل س ــراد ب ــس كل امل ــه لي ــر، لكن ــراد ظاه مــي ــيء خف ــم اهلل ل ــر بعل ــا نق ــا جيعلن ــب م ــن الغي معلينــا وعــى األجيــال الســابقة، وذلــك مــن معجــزات ــة ــة مرفوع ــاء الكعب ــرى بق ــا ت ــل ي ــه، فه ــرآن وآيات القــة ــرة األرضي ــارات الك ــن اهني ــاس م ــان للن ــا أم ببنياهنخاصــة وأهنــا يف مركــز األرض! ومــن املنصــوص عليــه ــى ــن ال يبق ــان ح ــر الزم ــون يف آخ ــة يك ــدم الكعب أن هعــى األرض مــن يعبــد اهلل وعــى أولئــك تقــوم الســاعة، ــر، ــن التفاس ــر م ــه يف تفس ــف علي ــى مل أق ــذا املعن وهلكنــه غــر ممتنــع بداللــة كثــر مــن النصــوص الرشعيــة مــن الكتــاب والســنة)1( عــن أيب هريــرة ،عــن النبــي

ــن ــويقتن م ــة ذو الس ب الكعب ــر ــال: » خي ــي ق ــن النب ــرة ريض اهلل عنه،ع ــن أيب هري )1( عاحلبشــة »، وهــذا يكــون يف آخــر الزمــان كــا نــوه لذلــك البخــاري رمحــه اهلل إذ أخــرج ــاس ــا للن ــرام قيام ــت احل ــة البي ــل اهلل الكعب ــاىل : )جع ــول اهلل تع ــث يف بابق ــذا احلدي هوالشــهر احلــرام واهليــدي والقائــد ذلــك لتعلمــوا أن اهلل يعلــم مــا يف الســموات ومــا

يف األرض وأن اهلل بــكل يشء.

71

ــة«، ــن احلبش ــويقتن م ــة ذو الس ب الكعب ــر ــال: » خي قوهــذا يكــون يف آخــر الزمــان كــا نــوه لذلــك البخــاري رمحــه اهلل إذ أخــرج هــذا احلديــث يف بابقــول اهلل تعــاىل : )جعــل اهلل الكعبــة البيــت احلــرام قيامــا للنــاس والشــهر ــم ــوا أن اهلل يعل ــك لتعلم ــد ذل ــدي والقائ ــرام واهلي احلمــا يف الســموات ومــا يف األرض وأن اهلل بــكل يشء.

وهــي بحاجــة إىل بحــث وفيهــا مــن وجــوه اإلعجــاز مــا يبعــث عــى بحثهــا.. واهلل أعلــم

ذكــر يف تفســر املنــار تــأول املفريــن قــال: »وروى ابــن أيب حاتــم عــن ابــن شــهاب قــال: جعــل اهلل ــون ــاس يأمن ــا للن ــرام قيام ــهر احل ــرام والش ــت احل البيــم بعضــا حــن ــاف بعضه ــة األوىل، ال خي ــه يف اجلاهلي بــهر احلــرام«. يلقوهنــم عنــد البيــت أو يف احلــرم أو يف الش

وروى عبــد بــن محيــد وابــن جريــر وابــن املنــذر وأبو ــرام ــت احل ــة البي ــل اهلل الكعب ــادة: »جع ــن قت ــيخ ع الش

72

ــهر احلــرام واهلــدي والقائــد« قــال: قيامــا للنــاس والشــكان ــاس، ف ــن الن ــة ب ــا اهلل يف اجلاهلي ــز أبقاه »حواججــل لــو جــر كل جريــرة ثــم جلــأ إىل احلــرم مل يتنــاول الرــهر ــه يف الش ــل أبي ــي قات ــو لق جــل ل ــرب، كان الر ومل يقجــل لــو احلــرام مل يعــرض لــه ومل يقربــه، وكان الرــوع ــن اجل ــب م ــأكل العص ــو ي ــدا وه ــدي مقل ــي اهل لقــت ــل إذا أراد البي ج ــه، وكان الر ــه ومل يقرب ــرض ل مل يعــاس، ــن الن ــه م ــه ومنعت ت ــعر فأمح ــن ش ــادة م ــد ق تقلــن ــادة م ــد ق ( تقل ــج ــن احل ــاد م ــر )أي ع وكان إذا نفــا ــز أبقاه ــه حواج ــأيت أهل ــى ي ــمر حت ــن الس ــز أو م اخل

ــة« اه ــ . ــاس يف اجلاهلي ــن الن اهلل ب

ــا ــياء قيام ــذه األش ــاىل ه ــل اهلل تع ــار أن جع واملختيعــي معــا، وهــو عــام ــاس هــو جعــل تكوينــي ترش للنــق مصالــح دينهــم ودنياهــم، شــامل ملــا تقــوم بــه وتتحقــه ــن ل ــام، لك س ــد اإل ــة وعه ــن اجلاهلي ــامل لزم وش

73

ــد ــي عه ــه فف ــة ب ــورة خاص ــن ص ــن العهدي يف كل ميعــي أخفــى؛ اجلاهليــة كان التكوينــي أظهــر والترشــاعيل ــم وإس ــة إبراهي يع ــم لرش ــى إضاعته ــم ع ألهنعليهــم الســام إال قليــا مــن مناســك احلــج مزجوهــا بالوثنيــة واخلرافــات الوضعيــة، وكانــت آيــات اهلل ســام ــا يف عهــد اإل تعــاىل التكوينيــة ظاهــرة فيهــم، وأم

ــر«.)1( ــي أظه يع فالترش

ــر ــن احلج ــو م ــاب تدن ــول غي ــوق وط ــد ش وبعــدك األول؛ ــن بل ــه م ــتحرض أن ــه، وتس ــود، وتقبل األســه ــق ضممت ــت تطي ــو كن ــه، ول ــه، وتقبل ــة، فتعانق اجلنــم ــث النعي ــاك حي ــوقك إىل هن ــد ش ــا أش ــك، ف لقلبــواك، ــك ه ــا، وأخرج ــا مقي ــت فيه ــث كن ــم! حي املقيورصفتــك عنــه غفلتــك األوىل، إذ خالفــت األمــر وانتهكــت حــق الــرب يف الطاعــة، فــكان ذلــك الذنــب

101/7 )1(

74

ــه ــا زالــت تبعت ــه ف ــن كنــت تبــت من ــا مبعــدا، ولئ ذنبــذي ــوى ال ــن اهل ــراءة م ــن ال ــا أن تعل ــك، فإم تاحقــع رضــا ــا أن تركــع هلــواك وتضي ــك، وإم منهــا أخرجــذا ــن ه ــن موط ــن م ــن املحروم ــون م ــوالك؛ فتك م

ــر. احلج

إنــه حجــر ال ينفــع وال يــرض لكــن يف عناقــه وتقبيلــه فكــرة، إهنــا فكــرة احلنــن، إهنــا فكــرة احلــث ــت، ــه أخرج ــذي من ــل؛ ال ــن األص ــودة للوط ــى الع عوبســبب الشــيطان وهــواك عنــه أقصيــت، وأبعــدت...

ــود! ــرى تع ــا ت ــل ي ــك.. ه ــل نفس فس

ـــا فإهن عـــى جنـــات عـــدن فحـــي

املخيــم وفيهــا األوىل منازلــك

ولكننـــا ســـبي العـــدو فهـــل تـــرى

ونســلم أوطاننــا إىل نعــود

75

وقـــد زعمـــوا أن الغريـــب إذا نـــأى

مغــرم فهــو أوطانــه بــه وشــطت

التـــي غربتنـــا فـــوق اغـــراب وأي

ــم حتك فينــا األعــداء أضحــت هلــا

وخيامهـــا روضاهتـــا عـــى وحـــي

وحــي عــى عيــش هبــا ليــس يســأم

الســـوق عـــى وحـــي

املحــــ يلتقـــي فيـــه الـــذي

معلــم للقــوم الســوق ذاك ـــبون

فـــا شـــئت خـــذ منـــه بـــال ثمـــن لـــه

وأســلموا فيــه التجــار أســلف فقــد

ــه ــذي بـ ــد الـ ــوم املزيـ ــى يـ ــي عـ وحـ

موســم فاليــوم العــرش، رب زيــارة

أفيـــح هنالـــك واد عـــى وحـــي

أعظــم املســك أذفــر مــن وتربتــه

76

وفضـــة هنـــاك نـــور مـــن منابـــر

ــم تتقص ال العقيــان خالــص ومــن

ــدا ــن مقاعـ ــد جعلـ ــك قـ ــان مسـ وكثبـ

تعلــم املنابــر أصحــاب دون ملــن

ــه - ــل جاللـ ــن - جـ ــه الرحـ ــرون بـ يـ

يتوهــم ال ، التــم بــدر كرؤيــة

وكالشـــمس صحـــوا ليـــس مـــن دون أفقهـــا

يغيــم هنــاك غيــم وال ســحاب،

فبينـــا هـــم يف عيشـــهم ورسورهـــم

وتـــقسم عليهــم جتــري وأرزاقـــهم

إذا هـــم بنـــور ســـاطع قـــد بـــدا هلـــم:

ونعمتــم طبتــم، عليكــم: ســالم

ســـالم عليكـــم يســـمعون مجيعهـــم

يســلم إذ تســليمه بآذاهنــم

ـــا ـــكل م ـــتهيتم فـ ـــا اش ـــلون م ـــول س يق

أرحــم أنــا إننــي عنــدي، تريــدون

77

ضـــا فقالـــوا مجيعـــا: نحـــن نســـألك الر

فأنــت، الــذي تــويل اجلميــل وترحــم

فيعطيهـــم هـــذا، ويشـــهد جــــمعهم

أكــرم فــاهلل ، اهلل تعــاىل عليــه،

إنـــه بـــاهلل التوفيـــق ــا ولكنـ

ــم ــال- وينع ــاء -فض ــن ش ــه م ــص ب خي

فيـــا بائعـــا هـــذا ببخـــس معجــــل

كأنــك ال تــدري ، بــى ســوف تعـــلم

ــا ـ ــك إهن ــس نفسـ ــك النفـ م فدتـ ــد فقــ

تســلم حــن املبــذول الثمــن هــي

ـــارج ـــوت وارق مع ـــرات امل ـــض غم وخ

تتســنم مرضاهتــم يف املحبــة

ــه إن ــدوك عليـ ــا عاقـ ــم مـ ــلم هلـ وسـ

ويســلموا يبذلــوا أن منهمــو تــرد

ــة فـــا ظفـــرت بالوصـــل نفــــس مهينـ

ينعــم بالبطالــة عبــد فــاز وال

78

ــر ــمي وتك ــك أن تس ــر فعلي ــتلم احلج ــن تس وحربــك فتقــول: »بســم اهلل و اهلل أكــر« وتســتحرض معنــى ــا أن اهلل ــر« معناه ــة »اهلل أك ــر؛ فكلم ــمية والتكب التســود، ــذا الوج ــن كل يشء يف ه ــر م ــاىل أك ــبحانه وتع سوأعظــم وأجــل وأعــز وأعــى مــن كل مــا خيطــر بالبــال

ــال. ــوره اخلي أو يتص

ــدي اهلل ــن ي ــف ب ــد إذا وق ــى العب ــإن ع ــذا ف وهلتعــاىل ملناجاتــه وأداء عبادتــه وتلفــظ هبــذه الكلمــة عليــه أن يســتحرض هــذه املعــاين، ســواء يف الصــاة أو يف الطــواف أو يف رمــي اجلــار أو يف الذكــر يف كل مواطنــه.

ــة ــم اجلال ــن اس ــن: م ــن كلمت ــة م ــة مركب واجلملــة ــذات العلي ــى ال ــم ع ــم عل ــة اس ــذه الكلم »اهلل« وه

ــرة. ــة وبالفط ــروف بالبدهي ــو مع ــا ه ك

العليــة الــذات العلــاء: »اهلل« علــم عــى قــال

79

ــه ــد، أنزل ــع املحام ــتحقة جلمي ــود املس ــة الوج الواجبــذا ــائه، وهل ــهر أس ــو أش ــاء وه ــة األس ــى آدم يف مجل عــه ــاىل عن ــض اهلل تع ــد قب ــه، وق ــا ل ــده أوصاف ــأيت بع ت

ــل. ــز وج ــواه ع ــه س ــم ب ــم يس ــن فل األلس

قــال تعــاىل: زبڀ ڀ ڀ ڀ ٺ رب ]مريــم: ٦٥[ أي: هــل تعلــم أحــدا تســمى اهلل؟ اســتفهاما بمعنــى النفــي، ــة ــاث مائ ــن وث ــم ألف ــرآن الكري ــر يف الق ــد ذك وق

ــا«)1(. ــارف وأمته ــرف املع ــو أع ــرة. وه ــتن م وس

وحــن تنطــق بكلمــة »اهلل« احــرص عــى أن تكــون ــإن يف ــك ف ــر نفس ــا آخ ــي هب ــك لينته ــن قلب ــة م خارجــا ــا بالغ ــرا هب ــرتى تأث ــا، وس ــع معناه ــا م ــك عيش ذلــك، ــد قوت ــك، ويزي ــحذ مهت ــل، يش ــن قب ــده م مل تعه

ــدوك. ــس ع وخين

ــا ــل معناه ــل التفضي ــة أفع ــر« بصيغ ــة »أك وكلم

)1( ينظر مقدمة اإلتقان واألحكام بترصف

80

أجــل وأعظــم، فقــد كان يقــول: »ســبحان ذي اجلــروت وامللكــوت والكريــاء والعظمــة«.)1(

ــاىل: ــارك وتع ــه تب ــن رب ــه ع ــا يروي ــال في وق»الكريــاء ردائــي والعظمــة إزاري، فمــن نازعنــي

واحــدا منهــا أدخلتــه جهنــم« )٢(.

ــا ــاة إال هب ــرام للص ــد اإلح ــة ال ينعق ــذه اجلمل وهــر ــل بالتوات ــا نق ــك مل ــم، وذل ــل العل ــور أه ــد مجه عنمــن فعلــه املصاحــب لقولــه، حيــث قــال: »صلــوا ــاة ــاح الص ــال مفت ــي«)3(، وق ــوين أص ــا رأيتم ك

ــليم.)4( ــا التس ــر وحتليله ــا التكب ــور، وحتريمه الطه

وتأمــل كيــف ندبــت لرفــع اليــد اليمنــى إذا مل ــمي ــت تس ــه وأن ــرا إلي ــر، مش ــل احلج ــتطع تقبي تس

)1( أخرجه أبو داود 873، وصححه األلباين

)٢( أخرجه أبو داود 409٢ ، وصححه األلباين

)3( أخرجه البخاري٦31

)4( أخرجه أبو داود ٦1، وقال األلباين: حسن صحيح

81

شــوط اســتفتاح كل يف تكــر و األوىل، يف وتكــر ــبعة إىل أن ــواطك الس ــي أش ــى تق ــواف، حت ــن الط متنتهــي.. وإن كان مل يــرد دعــاء بعينــه يف الطــواف ســوى

ــك زب ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ قولكل آخــر يف تقولــه ]٢01 ]البقــرة: رب ې ې ې ې شــوط مــا بــن الركــن اليــاين واحلجــر األســود، فــإن ذلــك حيفــزك عــى أن جتتهــد يف اســتحضار قلبــك يف كل

ــك. خطوات

ــارك، ــى يس ــاه ع ــا إي ــت جاع ــذاء البي ورس بحبســكينة ورس خضوعــا، لربــك رأســك وطأطــئ خشــوعا، فــإن زمحــك النــاس فتذكــر احلــرش، وإن ضغطــوك فتخيــل القــر، وإن صــاك احلــر والشــمس ــاس مل ــرش، والن ــوم املح ــك إىل ي ــر بقلب ــش فط والعطيقــض فيهــم بــيء، وقــد أخــذ منهــم العــرق واخلــوف كل مأخــذ، وتذكــر أن هــذا املقــام عظيــم، واحلــال

82

شــديدة، فــا تغــادره إال وقــد صحــت: يــااااهلل رمحــاك ــي إليــك؟ فــا تبعــدين.. ــا اهلل مــن ذا يقربن رمحــاك.. ييــااااهلل مــن ذا يؤوينــي؟ فــا تطــردين.. يــا اهلل.. يــا اهلل.. يــا اهلل.. وغــب عــن اخللــق وكــن مــع اخلالــق.. رجــاء.. ودعــاء.. وأنينــا.. وبــكاء.. واســتغفر ممــا لعلــه يف مــايض الســنن أرداك، وابحــث لــك عــن عمــل خالــص عملتــه فاســأل اهلل بــه، وال تنــس مــن لــه فضــل عليــك؛ فتدعــو ــه عليــك مــن تقريبــك ــا أنعــم ب ــه، وامحــد اهلل عــى م ل

ــد رشدت! ــت ق ــك إذ كن ــدت، وإيوائ ــد أن بع بع

فــإذا قضيــت فتوجــه للمقــام الكريــم واتــل:زب ٴۇ ېرب ې ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ

ــرة: 1٢٥[. ]البق

وهكــذا فعــل حبيبــك الــذي بــه تقتــدي ولــه تتابــع، ففــي حديــث جابــر »اســتلم الركــن فرمــل ثاثــا ومشــى أربعــا، ثــم نفــذ إىل مقــام إبراهيــم عليــه الســام

83

فقــرأ: زب ۉ ې ې ې ېرب، فجعــل املقــام بينــه وبــن البيــت، كان يقــرأ يف الركعتــن: زب ٱ ٻ ٻ

.)1( ٻرب ٻ ٱ زب ، ٻرب

واخــرت لنفســك مكانــا تصــي فيــه بطمأنينــة، وإن كان ــى ــدم ع ــد مق ــل املقاص ــإن حتصي ــام، ف ــن املق ــدا ع بعي

تتبــع املقامــات، دون حتقيــق مقصدهــا؛ فلهــذا فتنبــه.

وصــل ركعتــن وأحــرض فيهــا قلبــك كــا ســبق وقد ــاة«)٢( ــعن يف الص ــف تش ــاب »كي ــك يف كت ــت ل بينواقــرأ يف الركعــة األوىل »الفاحتــة« وســورة »الكافــرون«

ويف الثانيــة بـــ »الفاحتــة« و»اإلخاص«.

ــم ارشب ــتطيع، ث ــا تس ــدر م ــاء ق ــد يف الدع واجتهمــن املــاء املبــارك زمــزم، وتضلــع منــه؛ حتــى تــروى، وتفتــق أضاعــك منــه، واعلــم أن لــك بــه دعــوة

)1( حديث جابر أخرجه مسلم 1٢18

)٢( ينظر كتاب )كيف تشعن يف الصاة( للمؤلفة

84

ــتجابة. مس

ــام ــي طع ــة ه ــا ملبارك ــث: »إهن ــاء يف احلدي ــد ج وقــقم«.)1( ــفاء س ــم وش طع

عفـــوه أطلـــب اهلل ألدعـــو وإن

ويغفــر. يعفــو اهلل أن وأعلــم

ــا ــوب فإهنـ ــاس الذنـ ــم النـ ــن أعظـ لئـ

تصغــر. اهلل رحــة يف عظمــت وإن

ــه ــتلمه وقبل ــر واس ــرى للحج ــرة أخ ــه م ــم توج ثقبلــة تعيــد فيهــا روحــك إىل هنــاك حيــث اجلنــة واملقــام

األول..

وعــن ابــن عمــر قــال: إين ســمعت رســول اهلل ــة« يقــول: »إن مســحها -أي الركنــن- حيطــان اخلطيئوســمعته يقــول: »مــن طــاف ســبعا فهــو كعــدل

ــة«)٢(. رقب)1( أخرجه الطيالي، وصححه األلباين يف صحيح اجلامع 4٢00

)٢( أخرجه النسائي ٢919، وصححه األلباين.

85

ــن ــع إىل الرك ــم رج ــك )ث ــل حبيب ــا فع ــل ك وافعفاســتلمه، ثــم خــرج مــن البــاب إىل الصفــا، فلــا دنــا مــن الصفــا قــرأ: زب ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژرب

ــا(. ــدأ بالصف ــه، فب ــدأ اهلل ب ــا ب ــدأ ب ــرة: 1٥8[، أب ]البق

وإين ألعلــم أن األمــر جــد شــاق، ومــا إىل الوصــول ــف ــا يكل ــام الشــديد، ف ــذا الزح ــبيل يف ه ــه س إليــتامه ــى اس ــو ع ــن إن مل تق ــعها، لك ــا إال وس اهلل نفســك، ــه بقلب ــن أن تعانق ــل م ــا أق ــفتيك ف ــدك وش بجسوتتمنــى لــو خــي بينــك وبينــه؛ لتفعــل مــا فعــل

ــك. ــك وخليل قدوت

86

وعلى ال�سفا...

خليــال املشــاعر.. ألجيــج للصفــا.. والتفــت الذكريــات.. وتيــل كــم توجــه هلــا مــن متوجــه! وكــم صعدهــا مــن مكــر! لكنهــم مــا كانــوا يــرون مــا تــرى.. ومــا حيســون بــا حتــس بــه، فقــد خالــط الوجــد قلبــك؛ حتــى صعــد قبــل أن تصعــد، وعــا خفقــه قبــل أن تعلــو قدمــاك ذاك اجلبــل الــذي عــاه نبيــك وذكــر

ــر: ــة هاج ــه قص في

ففــي البخــاري مــن حديــث ابــن عبــاس : »وجعلــت أم إســاعيل ترضــع إســاعيل، وتــرشب مــن ذلــك املــاء، حتــى إذا نفــد مــا يف الســقاء عطشــت، ى، أو قــال: وعطــش ابنهــا، وجعلــت تنظــر إليــه يتلــوــدت ــه، فوج ــر إلي ــة أن تنظ ــت كراهي ــط، فانطلق يتلب

87

ــه، ــت علي ــا، فقام ــل يف األرض يليه ــرب جب ــا أق الصفثــم اســتقبلت الــوادي؛ تنظــر هــل تــرى أحــدا، فلــم تــر أحــدا؛ فهبطــت مــن الصفــا، حتــى إذا بلغــت الــوادي ــان ــعي اإلنس ــعت س ــم س ــا ث ــرف درعه ــت ط رفعــروة، ــت امل ــم أت ــوادي، ث ــاوزت ال ــى ج ــود، حت املجهــر ــم ت ــدا، فل ــرى أح ــل ت ــرت ه ــا، ونظ ــت عليه فقامأحــدا؛ ففعلــت ذلــك ســبع مــرات. قــال ابــن عبــاس ــا«.)1( ــاس بينه ــعي الن ــك س ــي ذل ــال النب : ق

ــن ــر م ــال هاج ــاكاة ألفع ــه حم ــل وإن كان في والفع، فإننــا إنــا نتأســى باحلبيــب الــذي لــدن رســول اهلل أمرنــا باتباعــه، كــا جــاء يف حديــث جابــر: )ثــم خــرج ــرأ: ــا ق ــن الصف ــا م ــا دن ــا، فل ــاب إىل الصف ــن الب مزبڌڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژرب ]البقــرة: 1٥8[، أبــدأ بــا

ــدأ بالصفــا(. ــه، فب ــدأ اهلل ب ب

)1( برقم 33٦4

88

ــف ــه« لطي ــدأ اهلل ب ــا ب ــدأ ب ــة »أب ــذه الكلم ويف همعنــى وهــو تتبــع املســلك القــرآين والســر وفقــه، فلــم

ــرى قــدم الصفــا؟ ــا ت ي

اهلل أعلــم.. عليــك أن تبــدأ بــا بــدأ اهلل بــه فحســب! علمــت مل أم مل تعلــم!

ــت ــة وأن ــك الكعب ــت ل ــل والح ــوت اجلب ــإذا عل فــك ــك وحبيب ــف نبي ــتحرضا موق ــف مس ــتقبلها فق تسوتذكــر تلــك النظرات التــي كانت ترســلها أم إســاعيل يف هلفــة؛ لــرتى شــخص إنســان ولــو خيــاال، يقــرب هلــا ــة، يف واد ــوت واهللك ــبح امل ــن ش ــا ع ــاة، ويباعده احليغــر ذي زرع، بــا أنيــس وال مرافــق غــر وليــد أخــذ منــه العطــش كل مأخــذ! يف جبــال ســوداء، وحــر شــديد، وشــمس حمرقــة، وهليــب الشــمس يصنــع مــن الــراب خيــاالت تلــوح لــكل متمســك باحليــاة يتمنــى

أن جيــد هلــا معلــا ولــو يف الــراب.

89

عـــوى الذئـــب فاستأنســـت بالذئـــب إذ عوى

أطــر فكــدت إنســان وصــوت

ــت ــى رأى البي ــه، حت ــى علي ــا، فرق ــدأ بالصف )فبــه ــال: »ال إل ــره، وق ــد اهلل وك ــة، فوح ــتقبل القبل فاســد، ــه احلم ــك، ول ــه املل ــه، ل ــك ل ــده ال رشي إال اهلل وحوهــو عــى كل يشء قديــر، ال إلــه إال اهلل وحــده، أنجــز

ــده«. ــزاب وح ــزم األح ــده، وه ــرص عب ــده، ون وع

ــه، و ــح ب ــا كنــت ترجــوه، وتل ــا شــئت، وب وادع بتــويص بــه كل مــن حــج مــن أحبابــك، فهــا أنــت اآلن بــن يديــه، ويــداه لــك مبســوطة، ومقبــل عليــك، يقول ــئت ــا ش ــه م ــن فضل ــرف م ــئت. فاغ ــا ش ــل م ــك س لــتطعت أن ــا اس ــك م ــديد حيات ــزود لش ــرف، وت أن تغتتــزود؛ فــإن الرحلــة طويلــة والفتــن كثــرة، واملشــاغل ــه ــوي في ــأن تط ــذا أوىل ب ــا ه ــل، وزمانن ــة للعق مذهبقلبــك عــى االســتعانة بتوفيــق اهلل وهدايتــه، فهــو زمــان

القابــض فيــه عــى دينــه كالقابــض عــى اجلمــر!

90

ــارد ولــو تعبــت لركبــت، ولــو تســر عــى رخــام بــة! ــدام احلافي ــك األق ــف بتل ــت، فكي ــت لرشب عطشــد ــف وق ــادة! كي ــور احل ــة! والصخ ــمس احلارق والشاســتحالت دمــا مــن حــر الرمضــاء! ووعــورة املســلك! ــوادي؛ ــزل لل ــن تن ــد ح ــب ذاك الولي ــى قل ــف ع يف هلفيقــرتب القلــب مــن القلــب؛ ليتحســس هــل مــا زال النفــس يربــو.. ثــم حتــث اخلطــا إىل املــروة؛ لتنظــر مــن ــا.. ــو طيف ــزاول، ول ــخصا ي ــل ش ــرى، فلع ــة أخ زاويــذ، ــب كل مأخ ــق بالقل ــذ القل ــدا، فيأخ ــد أح ــا جت فتعــاود الكــرة املــرة بعــد املــرة..كل ذلــك الطيــف لتلــك املــرأة الرشيفــة، واألمــة الضعيفــة؛ حــرم أبيــك خليــل اهلل، يعــرض لــك يف مســعاك، ومــا تــزال تســعى متتبعــا ، فتمــي إذ مشــى، وهتــرول إذ هــدي نبيــك حممــد

ــرول، وتقــف إذ وقــف. ه

وتأمــل كــم يقشــبك احلــر! وكــم يؤذيــك الزحــام!

91

ــه ــروة؛ لتكمل ــم امل ــول لعل ــك للوص ــوق نفس ــم تت وكشــوطا وأنــت يف أنــس وأنيــس! فكيف هبــا تلــك إذ ذاك!!

ــن ــا ب ــم دع ــك )ث ــك وخليل ــل نبي ــذا كان فع وهــزل إىل ــم ن ــرات، ث ــاث م ــذا ث ــل ه ــال مث ــك، ق ذلاملــروة، حتــى إذا انصبــت قدمــاه يف بطــن الــوادي ــروة ــى امل ــى أت ــى، حت ــا مش ــى إذا صعدت ــعى، حت س

ــا(. ــى الصف ــل ع ــا فع ــروة ك ــى امل ــل ع ففعفــإذا فعلــت ذلــك فامحــد اهلل أن بلغــك متــام عمرتك التــي متتعــت هبــا إىل احلــج، وقــرص شــعرك، وحتلــل من كل يشء حــرم عليــك قبــل، وتأمــل كيــف التزمــت هلل، حمــا لــك، وحمرمــا عليــك يف زمــن قصــر وشــدة مــن

أجلهــا جئــت إىل البلــد احلــرام! ــك ــل ل ــة حتل ــادة برشيع ــا يف عب ــك أيض ــر أن وتذكــت ــا جئ ــن أجله ــرك وم ــوال عم ــك ط ــرم علي وحت

ڃ ڃ ڄ ڄ زبڄ الدنيــا احليــاة هــذه إىل .]٥٦ ]الذاريــات: ڃڃرب

92

ودنا اللقاء.. يوم الرتوية.. يوم ال�ستعداد

ــا ــامة تغذوه ــك البتس ــات وجه ــت قس ــم تاق كــهود! ــوم املش ــك الي ــاء لذل ــرة باللق اخلط

يف هنــاك.. لتلقــاه.. وتســتعد تتهيــأ فظللــت عرفــات.. لكــن ليــس بعــد.. عليــك أن تتخــذ لذلــك اليــوم اســتعدادك وتأهبــك.. فدونــك يــوم بتامــه ــف.. ــا تكل ــك ب ــرض منزل ــك.. ح ــد نزل ــه.. أع وكالــة.. ــراش وخيم ــام وف ــن طع ــه م ــاج إلي ــا حتت ــد م أع

أخــرى مــرة نفســك أعــد تطيــب.. تغســل.. لإلحــرام، واســتعد للقــاء، ولكــن هــذه املــرة لــن تكون وحــدك، ولــن تقــف وحــدك، ولــن تقــدم وحــدك، بــل

ــك. ــأ لذل ــج.. فتهي ــتكون يف كل احلجي س

93

ــوا ــى، فأهل ــوا إىل من ــة توجه ــوم الرتوي ــا كان ي )فلــر ــا الظه ــى هب ، فص ــول اهلل ــب رس ــج، ورك باحلوالعــرص واملغــرب والعشــاء والفجــر، ثــم مكــث قليــا

ــمس(. ــت الش ــى طلع حت

94

اإىل عرفات..

)وأمــر بقبــة مــن شــعر، تــرضب لــه بنمــرة ، فســار ، وال تشــك قريــش إال أنــه واقــف عنــد رســول اهلل املشــعر احلــرام، كــا كانــت قريــش تصنــع يف اجلاهليــة، فأجــاز رســول اهلل حتــى أتــى عرفــة، فوجــد ــى إذا ــا، حت ــزل هب ــرة، فن ــه بنم ــت ل ــد رضب ــة ق القبــى ــه، فأت ــت ل ــواء، فرحل ــر بالقص ــمس أم ــت الش زاغــم ــال: »إن دماءك ــاس وق ــب الن ــوادي، فخط ــن ال بطوأموالكــم حــرام عليكــم، كحرمــة يومكــم هــذا، يف شــهركم هــذا، يف بلدكــم هــذا، أال كل يشء مــن أمــر اجلاهليــة حتــت قدمــي موضــوع، ودمــاء اجلاهليــة موضوعــة، وإن أول دم أضــع مــن دمائنــا دم ابــن ربيعــة ــه ــعد فقتلت ــي س ــرتضعا يف بن ــارث، كان مس ــن احل ب

95

هذيــل، وربــا اجلاهليــة موضــوع، وأول ربــا أضــع ــوع ــه موض ــب، فإن ــد املطل ــن عب ــاس ب ــا عب ــا، رب ربانــان ــن بأم ــم أخذمتوه ــاء، فإنك ــوا اهلل يف النس ــه، فاتق كلاهلل، واســتحللتم فروجهــن بكلمــة اهلل، ولكــم عليهــن ــن ــإن فعل ــه، ف ــدا تكرهون ــكم أح ــن فرش أن ال يوطئــم ــن عليك ــرح، وهل ــر م ــا غ ــن رضب ــك فارضبوه ذلرزقهــن وكســوهتن باملعــروف، وقــد تركــت فيكــم مــا لــن تضلــوا بعــده، إن اعتصمتــم بــه كتــاب اهلل، وأنتــم تســألون عنــي، فــا أنتــم قائلــون؟« قالــوا: نشــهد أنــك قــد بلغــت وأديــت ونصحــت، فقــال بإصبعــه الســبابة يرفعهــا إىل الســاء وينكتهــا إىل النــاس: »اللهــم اشــهد،

ــرات«. ــاث م ــهد، ث ــم اش الله

ــى ــام فص ــم أق ــر، ث ــى الظه ــام فص ــم أق ــم أذن، ث ثالعــرص، ومل يصــل بينهــا شــيئا، ثــم ركــب رســول اهلل حتــى أتــى املوقف، فجعــل بطــن ناقته القصــواء إىل

96

الصخــرات، وجعــل حبــل املشــاة بــن يديــه، واســتقبل القبلــة فلــم يــزل واقفــا حتــى غربــت الشــمس، وذهبــت الصفــرة قليــا حتــى غــاب القــرص، وأردف

ــه( )1(. ــامة خلف أس

)1( من حديث جابر عند مسلم.

97

عرفات.. واحل�سر

أتعلــم... أنــك تلبــس كفنــك مرتــن...األوىل عنــد موتــك، وحــن جتهيــزك لقــرك، ومثلــه يــوم إحرامــك ــا... ــم ارحتلن ــي.. ث ــا املط ــث حططن ــاك حي األول.. هنــت ــة األوىل، وخرج ــك الرحل ــت ب ــث انته ــا حي وهنمنهــا أنــت وأنــا حفــاة عــراة غــرال... فــإذا كنــا هكــذا كســينا مــرة أخــرى باألكفــان التــي كفنــا فيهــا يف حياتنــا الدنيــا، فيكــون أول مــن يكســى إبراهيــم اخلليــل، ــه ــا ألن ــل، ورب ــس الراوي ــن لب ــه أول م ــال ألن ويقهــو صاحــب الشــعار األول؛ شــعار بنــاء البيــت احلــرام

واحلــج لــه!

فاهلل أعلم باملراد..

ــه ــيبعث في ــه س ــن؛ ألن ــان الكف ــر بإحس ــذا أم ول

98

ــن ــاه فليحس ــم أخ ــن أحدك : »إذا كف ــي ــال النب قكفنــه«)1(، واملــراد بإحســان الكفــن نظافتــه وســرته ــرضه ــا ح ــه مل ــدري أن ــعيد اخل ــن أيب س ــطه، وع وتوســمعت ــال: س ــم ق ــها ث ــدد فلبس ــاب ج ــا بثي ــوت دع املرســول اهلل يقــول: »إن امليــت يبعــث يف ثيابــه التــي

ــا«)٢(. ــوت فيه يم

: )أن امــرأة جــاءت النبــي بــردة عــن ســهل منســوجة فيهــا حاشــيتها، أتــدرون مــا الــردة ؟ قالــوا: ــت ــدي فجئ ــجتها بي ــت: نس ــم، قال ــال: نع ــملة، ق الشألكســوكها، فأخذهــا النبــي حمتاجــا إليهــا، فخــرج ــا ــنيها م ــال: اكس ــان فق ــنها ف ــا إزاره، فحس ــا وإهن إلينــي ــها النب ــنت، لبس ــا أحس ــوم: م ــال الق ــنها! فق أحس حمتاجــا إليهــا وعلمــت أنــه ال يــرد، قــال: إين واهلل ــال ــي، ق ــون كفن ــألته لتك ــا س ــها، إن ــألته أللبس ــا س م

)1( أخرجه مسلم برقم 943

)٢( أخرجه أبو داود 311٦، وصححه األلباين

99

ســهل: فكانــت كفنــه()1(، ولعلــه ألجــل ذلــك يكفــن ــقه يف ــى نس ــرام أو ع ــن إح ــه م ــات في ــا م ــاج في احل

ــا. ــه يبعــث يــوم القيامــة ملبي ثوبــن بــا طيــب؛ ألن

عــن ابــن عبــاس قــال: )بينــا رجــل واقــف مــع رســول اهلل بعرفــة إذ وقــع مــن راحلتــه؛ فأقصعتــه، : اغســلوه باء أو قــال: فأقعصتــه، فقــال رســول اهلل ــروا ــوه، وال تم ــن، وال حتنط ــوه يف ثوب ــدر، وكفن وس

رأســه؛ فــإن اهلل يبعثــه يــوم القيامــة ملبيــا( )٢(.

فتأمــل قدومــك عــى اهلل ذلــك اليــوم ملبيــا حمرمــا، تســر وســط احلجيــج والضجيــج، والنــاس هلــم زفة إىل هنــاك، يأخــذون مقاعدهــم، بــل مواقفهــم، ويرتاصــون ــا ــدت عليه ــرة إال وج ــرى رأس صخ ــكاد ت ــى ال ت حتإنســانا، وال تفــرت عينــك إىل موطــئ قــدم إال رأيــت فيــه

)1( أخرجه البخاري برقم 1٢77

)٢( أخرجه البخاري برقم 1٢٦٥، ومسلم برقم 1٢0٦

100

ملبيــا قائــا أو قاعــدا، يف منظــر مهيــب، وال تــكاد تــرى إال حمرمــا...

مــا أشــبه هــذا املوقــف باحلــرش! تأتيــه ملبيــا الدعوة ــت كل ــارك وخلف ــت باختي ــا فجئ ــك هب ــي أذن في الت

ــه زهــدت! ــاك وراءك، ومل جتلــب منهــا إال مــا في دني

مــا أشــبه هــذا املقــدم بمقــدم احلــرش زبڃ ڃ رب ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ ڃ

ــف! ــي أن أتوق ــا ع ]اإلرساء:٥٢[ وهن

وهنا عليك أن تعيش معي هذه اللحظات !

ــا بلبــك وتصــورك، فلســت عليــك أن تعيشــها حقعنهــا ببعيــد، عشــها اآلن مــا دامــت فرصــة النجــاة قبــل

أن تســد الطــرق، والت حــن منــاص!

هل تعرف عى أي قارعة سأتوقف؟

ســأتوقف أنــا وأنــت عــى قارعــة احلــرش... هنــا...

101

يف عرفــة... حيــث دعــاك اهلل لتقــف... حيــث دعــاك؛ لرتجــع بــدرس ال تنســاه أبــدا، فــا بالــك ال تعقلــه كــا

أراده اهلل لــك!

ــا ــت هب ــي أهني ــة الت ــذا اآلي ــك هب ــي قلب ــل أحي تأمآيــات احلــج يف ســورة البقــرة دعنــا نقــف عليهــا وقفــة

ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ زبپ : قلوبنــا حتــي ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹٹ ٿ ٿٿ ٿ ٺ ٺ

.]٢03 ]البقــرة: رب ڦ ڤ

أال تتســاءل مل ختمها اهلل بقولــه:زب ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ رب..

ختمهــا بذلــك لتذكــر احلــرش... فــإن كنــت ال تعلــم ــر ــث التصوي ــاك حي ــك إىل هن ــال أنقل ــه فتع ــاذا في م

ــادق... ــي الص ــوي بالوح ــف النب ــرآين والوص الق

ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ زبٺ ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ

102

ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ ڃ ڃ ڄڃ ڄ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ گڳ گ گ گ کک ک ک ڑ ڑ ژ ژ

]الكهــف: 47 - 49[. ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ رب

الطبيعــة، ويرتســم فيــه إنــه مشــهد تشــرتك اهلــول فيــه عــى صفحاهتــا، وعــى صفحــات القلــوب ــال الراســخة فتســر، فكيــف ــه اجلب مشــهد تتحــرك فيــه ــرز في ــة، وت ــه األرض عاري ــدى في ــوب، وتتب بالقلصفحتهــا مكشــوفة ال نجــاد فيهــا وال وهــاد، وال جبــال ــوب ــا القل ــف خباي ــك تتكش ــان. وكذل ــا وال ودي فيه

ــة. ــا خافي ــى منه ــا تف ف

ومــن هــذه األرض املســتوية املكشــوفة التــي ال تبــئ شــيئا، وال تفــي أحــدا: زب ٹ ٹ ٹ ٹ

.]47 ]الكهــف: رب ڤ ڤ

ومــن احلــرش اجلامــع الــذي ال خيلــف أحــدا إىل

103

العــرض الشــامل: زبڤ ڤ ڦ ڦرب ]الكهــف: 48[، هــذه اخلائــق التــي ال حيــى هلــا عــدد، منــذ أن قامــت ــاة.. ــة احلي ــذه األرض إىل هناي ــر ه ــى ظه ــة ع البرشيــة، مل ــة مصفوف ــورة جمموع ــا حمش ــق كله ــذه اخلائ هــتوية ال ــوفة مس ــاألرض مكش ــد، ف ــا أح ــف منه يتخل

ــدا. ــي أح تف

ــا يتحــول الســياق مــن الوصــف إىل اخلطــاب. وهنفكأنــا املشــهد حــارض اللحظــة، شــاخص نراه ونســمع مــا يــدور فيــه. ونــرى اخلــزي عــى وجــوه القــوم الذين

زب ڦ ڦ ڄ وأنكــروه: املوقــف بذلــك كذبــوا ڄ ڄ ڄڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چرب ]الكهــف: 48[.

ــي ــاب حيي ــف إىل اخلط ــن الوص ــات م ــذا االلتف هاملشــهد وجيســمه، كأنــا هــو حــارض اللحظــة، ال

مســتقبا يف ضمــر الغيــب يف يــوم احلســاب.

ــذل ــوه، وال ــى الوج ــزي ع ــح اخل ــكاد نلم ــا لن وإنن

104

ــؤالء ــه ه ــب جيب ــة الرهي ــوت اجلال ــح. وص يف املامڄڃ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ بالتأنيــب:زب املجرمــن وكنتــم ]48 ]الكهــف: چرب چ چ چ ڃ ڃ ڃ

ــون: زب ڃ ڃ ڃ چ چ ــن يك ــك ل ــون أن ذل تزعم!]48 ]الكهــف: چرب چ

ــات ــذا االلتف ــتحضاره هب ــهد واس ــاء املش ــد إحي وبعمــن الوصــف إىل اخلطــاب يعــود إىل وصــف مــا هنــاك: زبڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌرب]الكهــف: 49[.

ــم ــم، وه ــع أمامه ــم يوض ــجل أعاهل ــو س ــذا ه فهــم ــق. وه ــامل دقي ــو ش ــإذا ه ــه، ف ــه ويراجعون يتملونــاب ــذا الكت ــدور هب ــو الص ــة ضيق ــن العاقب ــون م خائفالــذي ال يــرتك شــاردة وال واردة، وال تنــد عنــه كبــرة

ــرة : زبڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ وال صغڑ ڑ ک ک ک رب وهــي مقولــة املحســور املغيــظ اخلائــف املتوقــع ألســوأ العواقــب، وقــد ضبــط

105

ــة وال ــا، وال مغالط ــا وال هرب ــك تفلت ــوفا ال يمل مكشجــزاء والقــوا گرب گ گ گ زب مــداورة:

ڱرب. زبڳ ڳ ڳ ڳ عــادال:

هــؤالء املجرمــون الذيــن وقفــوا ذلــك املوقــف كانــوا يعرفــون أن الشــيطان عــدو هلــم، ولكنهــم تولــوه ــب أن ــا أعج ــب. ف ــف العصي ــك املوق ــم إىل ذل فقادهــا كان ــذ م ــدو من ــم ع ــم هل ــه وه ــس وذريت ــوا إبلي يتول

بــن آدم وإبليــس:زب ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھھ ھ ھ ۆرب ۇ ۇ ڭ ڭڭ ڭ ۓ ۓ ے ے

ــف: ٥0[. ]الكه

وهــذه اإلشــارة إىل تلــك القصــة القديمــة جتــيء هنــا للتعجيــب مــن أبنــاء آدم الذيــن يتخــذون ذريــة إبليــس

أوليــاء مــن دون اهلل بعــد ذلــك العــداء القديــم.

106

واتــاذ إبليــس وذريتــه أوليــاء يتمثــل يف تلبيــة دواعــي املعصيــة والتــويل عــن دواعــي الطاعــة.

ــم ــس لدهي ــؤالء، ولي ــم ه ــون أعداءه ــاذا يتول وملعلــم وال هلــم قــوة. فــاهلل مل يشــهدهم خلــق الســاوات واألرض وال خلــق أنفســهم فيطلعهــم عــى غيبــه. واهلل

ال يتخذهــم عضــدا فتكــون هلــم قــوة : زبۆ ۈ ۈ ې ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ٴۇ

ې ىرب ]الكهــف: ٥1[.

إنــا هــو خلــق مــن خلــق اهلل، ال يعلمــون غيبــه، وال ــبحانه..زب ۉ ې ې ې ېرب ــم س ــتعن هب يس

فهــل يتخــذ اهلل ســبحانه غــر املضلــن عضــدا؟

ــن.. ــوة املت ــن، ذو الق ــي عــن العامل ــاىل اهلل الغن وتعإنــا هــو تعبــر فيــه جمــاراة ألوهــام املرشكــن؛ لتتبعهــا واســتئصاهلا. فالذيــن يتولــون الشــيطان ويرشكــون ــا يســلكون هــذا املســلك تومهــا منهــم ــه مــع اهلل، إن ب

107

ــيطان ــة. والش ــوة خارق ــا، وق ــا خفي ــيطان عل أن للشــه عــى مضــل، واهلل يكــره الضــال واملضلــن. فلــو أنســبيل الفــرض واجلــدل كان متخــذا لــه مســاعدين، ملــا

ــن! ــن املضل ــم م اختاره

وهذا هو الظل الذي يراد أن يلقيه التعبر..

ــف ــة يكش ــاهد القيام ــن مش ــهدا م ــرض مش ــم يع ثــن : ــر املجرم ــرشكاء ومص ــر ال ــن مص ع

ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ زبى ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ

.]٥3 - ٥٢ ]الكهــف: رب حئ جئ ی ی ی ی ىئ

ــا ــوى ب ــه دع ــدي في ــذي ال جت ــف ال ــم يف املوق إهنــن ــوا برشكائهــم الذي ــان يطالبهــم أن يأت برهــان. والديزعمــوا، ويأمرهــم أن يدعوهــم ليحــرضوا.. وإهنــم لفي ذهــول ينســون أهنــا اآلخــرة، فينــادون. لكــن الــرشكاء

108

ــون ــن ال يملك ــق اهلل الذي ــض خل ــم بع ــون! وه ال جييبألنفســهم وال لغرهــم شــيئا يف املوقــف املرهــوب. وقــد جعــل اهلل بــن املعبوديــن وعبادهــم مهلكــة ال جيتازهــا

هــؤالء وال هــؤالء.. إهنــا النــارزبۆئ ۈئ ۈئرب.

ويتطلــع املجرمــون، فتمتلــئ نفوســهم باخلــوف ــا. ــوا فيه ــة أن يقع ــون يف كل حلظ ــم يتوقع ــع، وه واهللــوا ومــا أشــق توقــع العــذاب وهــو حــارض، وقــد أيقن

أن ال نجــاة منهــا وال حميــص:زبېئ ېئ ىئ ىئ رب. جئ ی ی ی ی ىئ

ــوا ــم رصف ــو أهن ــرصف، ل ــا م ــم عنه ــد كان هل ولققلوهبــم مــن قبــل للقــرآن، ومل جيادلــوا يف احلــق الــذي ــا ــال ونوعه ــه األمث ــم في ــد رضب اهلل هل ــه، وق ــاء ب ج

لتشــمل مجيــع األحــوال: زب ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ٺرب ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ پڀ پ پ پ

]الكهــف: ٥4[.

109

ــه ــام بأن ــذا املق ــان يف ه ــن اإلنس ــياق ع ــر الس ويعــن ــي يطام ــك ك ــدال. ذل ــر يشء ج ــه أكث زب ٺ رب وأنــعر ــروره، ويش ــن غ ــل م ــه، ويقل ــن كريائ ــان م اإلنسأنــه خلــق مــن خملوقــات اهلل الكثــرة. وأنــه أكثــر هــذه اخلائــق جــدال. بعــد مــا رصف اهلل يف هــذا القــرآن مــن

ــل..« )1(. كل مث

إذن هــذه احلكمــة عليــك أن ال تتجاوزهــا وعليــك ــة العظمــى، ــرا فهــي مدرســة عرف أن تقــف عليهــا كثوليتــك إذ تقــرأ ســورة الكهــف، تقــرأ بقلبــك ال بلســانك، فــإن ســبق العهــد بتكــرار الســورة كل مجعــة؛ قــد يفــوت عليــك تأمل هــذا امللمــح، وحينها ســيفوتك يشء كثــر فتنبــه! وتذكــر أنــك مــا زلــت يف احليــاة الدنيا

ــل يف احلــرش احلقيقــي بعــد! ومل تكب

ــك ــك تل ــف، ووعظ ــذا املوق ــك ه ــذي أوقف وال

)1( يف ظال القرآن سورة الكهف

110

املوعظــة البليغــة رحيــم بــكزبھ ھ ھ ےے ۓ .]٥8 ]الكهــف: رب ۇۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ

ولكــن اهلل يمهلهــم رمحــة هبــم، ويؤخر عنهــم اهلاك ــم:زبۆ ۆ ــن هيمله ــه ل ــه، ولكن ــتعجلون ب ــذي يس ال

ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅرب.

موعــد يف الدنيــا حيــل هبــم فيــه يشء مــن العــذاب. ــه احلســاب. وموعــد يف اآلخــرة يوفــون في

أو للعــذاب مســتحقن فكانــوا ظلمــوا ولقــد ــم ــدر إمهاهل ــوال أن اهلل ق ــم. ل ــرى قبله ــاك كالق اهلــم ــم، فل ــه فيه ــا إرادت ــة اقتضته ــم، حلكم إىل موعدهيأخذهــم أخــذ القــرى؛ بــل جعــل هلــم موعــدا آخــر ال

ــه. خيلفون

ــرش ــال: »حي ــي ق ــن النب ــرة ع ــن أيب هري عــان ــن، واثن ــن راهب ــق: راغب ــاث طرائ ــى ث ــاس ع الن

111

عــى بعــر وثاثــة عــى بعــر وأربعــة عــى بعــر وعرشة عــى بعــر، وحتــرش بقيتهــم النــار؛ تبيــت معهــم حيــث ــم ــح معه ــوا، وتصب ــث قال ــم حي ــل معه ــوا، وتقي بات

ــوا« )1(. ــث أمس ــم حي ــي معه ــوا، ومت ــث أصبح حي)1( رواه البخاري برقم ٦٥٢٢، مسلم ٢8٦1

ــث أيب ــه كحدي ــا رووه يف باب ــث وم ــذا احلدي ــرش يف ه ــراد باحل ــاء يف امل ــف العل اختل ون ــرش ــاس حي ــي أن الن ثن ــلم حد ــه وس ــى اهلل علي ــدوق ص ــادق املص ــال: »إن الص ذر قثاثــة أفــواج فــوج راكبــن طاعمــن كاســن وفــوج تســحبهم املائكــة عــى وجوههــم هــر فــا يبقــى حتــى هــم النــار وفــوج يمشــون ويســعون يلقــي اهلل اآلفــة عــى الظ رش وحتــراد ــل امل ــا«، ه ــدر عليه ــب ال يق ــذات القت ــا ب ــة يعطيه ــه احلديق ــون ل ــل لتك ج إن الرباحلــرش مــا يكــون يف آخــر الزمــان قبــل قيــام الســاعة أم املــراد مــا يكــون بعــد البعــث، ب لــه بــاب واختــار النســائي أن املــراد هبــذه األحاديــث احلــرش بعــد النشــور، لــذا بــو»البعــث«، واختــار غــره األول، قــال اخلطــايب: هــذا احلــرش يكــون قبــل قيــام الســاعة، قــال بعــض رشاح املصابيــح: محلــه عــى احلــرش مــن القبــور أقــوى مــن أوجــه: أحدهــا ــه احلــرش مــن القبــور مــا مل خيصــه دليــل ــراد ب ــا ي أن احلــرش إذا أطلــق يف عــرف الــرشع إن

ــام ألن ــرش إىل أرض الش ــتقيم يف احل ــر ال يس ــور يف اخل ــيم املذك ــذا التقس ــا أن ه ثانيه املهاجــر ال بــد أن يكــون راغبــا أو راهبــا أو جامعــا بــن الصفتــن فإمــا أن يكــون راغبــا

ــا ــها ف ــن جنس ــا م ــاين هل ــدة ال ث ــة واح ــذه طريق ــون ه ــط وتك ــا فق راهبثالثهــا حــرش البقيــة عــى مــا ذكــر وإجلــاء النــار هلــم إىل تلــك اجلهــة ومازمتهــا حتــى ال تفارقهــم قــول مل يــرد بــه التوقيــف وليــس لنــا أن نحكــم بتســليط النــار يف الدنيــا عــى

أهــل الشــنوة مــن غــر توقيــفرابعهــا أن احلديــث يفــر بعضــه بعضــا . وقــد وقــع يف احلســان مــن حديــث أيب هريــرة ــن ــن أيب أوس ع ــن أوس ب ــد ع ــن زي ــي ب ــن ع ــر ع ــه آخ ــن وج ــي م ــه البيهق وأخرجــى ــا ع ــم وثاث ــى أقدامه ــلون ع ــا ينس ــدواب وثاث ــى ال ــا ع ــظ » ثاث ــرة بلف أيب هريوجوههــم » قــال : ونــرى أن هــذا التقســيم الــذي وقــع يف هــذا احلديــث نظــر التقســيم الــذي وقــع يف تفســر الواقعــة يف قولــه تعــاىل ) وكنتــم أزواجــا ثاثــة ( اآليــات. ا.هـــ.

ــر )18/ 3٦7(. ــن حج ــاري الب ــح الب فت

112

ــاث ــى ث ــة، ع ــوم القيام ــل ي ــرشون قب ــاس حي فالنــق هــي: طرائ

وهــؤالء راهبــن« »راغبــن األوىل: الطريقــة يذهبــون إىل حمرشهــم، طائعــن خمتاريــن، دون إجبــار أو إكــراه، وهــم يف ســعة مــن األمــر، يركبــون دواهبــم دون

ــن ــيئا مل يك ــاج، وكأن ش ــة أو إزع مضايق

قلــت: وإىل هــذا الــرأي أميــل، ال ســيا وقــد جــاء يف حديــث أيب ذر )وفــوج تســحبهم املائكــة عــى وجوههــم(، فهــذا مــن اختصــاص يــوم القيامــة، كــا جــا يف قولــه تعــاىل: ــا ــم كل ــم جهن ــا مأواه ــا وص ــا وبك ــم عمي ــى وجوهه ــة ع ــوم القيام ــم ي ه )ونحرش

ــعرا )97( اإلرساء. ــم س ــت زدناه خبــا ــس أن رج ــث أن ــن حدي ــرى م ــائي يف الك ــه النس ــا أخرج ــة م ــذه اآلي ــر ه ويف ــاهم ــذي أمش ــال: »إن ال ــم ق ــى وجوهه ــاس ع ــرش الن ــف حي ــول اهلل كي ــا رس ــال : ي قــذا ــر ه ــم« )٦/ 4٢0( 113٦7، وظاه ــى وجوهه ــيهم ع ــادر أن يمش ــم ق ــى أقدامه عــه احلــرش يف اآلخــرة، وعــى كل حــال فــإن املوقــف بعرفــة يذكــر باملوقــف احلديــث أنالرهيــب العصيــب الــذي حيــرش فيــه النــاس يف حــال يشــغلهم عــن تفقــد بعضهــم، أو ــد ــا والزه ــن الدني ــراءة م ــه ال ــر في ــات غرهــم، وتظه حتمــل تبعاهتــم فضــا عــن تبعــتمكن ــف واس ــذا املوق ــه ه ــر ل ــن خط ــاع، فم ــال أو مت ــت إىل م ــى ال يلتف ــا، حت فيهالشــعور منــه غمــره احلــزن وغلبــه البــكاء، وعــاه التــرضع وخالطتــه اخلشــية، ونكــس ــد ــه يري ــن عيني ــه ب ــا ذنوب ــأل إاله، وكأن ــواله، ومل يس ــر إال م ــم ي ــات فل ــه اإلخب رأســه ــة خارجــة مــن قلب الــراءة منهــا، فرجــو اخلــاص فتكــون كلمــة االســتغفار والتوببحرقــة دمعــه، وزفــرة نفســه، وحينهــا لــن تطــر ببالــه معاودهتــا، وحــري هبــذه التوبــة الصادقــة أن تقبــل، ولصاحبهــا أن يعفــى عنــه، فالغفــور الرحيــم ســبقت رمحتــه غضبــه، ــم ــاده وضحاه ــعث عب ــرى ش ــو ي ــيا وه ــه، ال س ــا أكرم ــه وم ــا أحلم ــه وم ــا أعظم ف

ــا. ــم ارمحن ــم، فالله وترضعه

113

الطريقــة الثانيــة: يكــون األمــر قــد ضــاق بالنــاس، ولكــن مــا زال هنــاك يف األمــر متســع؛ »فيذهــب اثنــان ــر، ــى بع ــة ع ــر، وأربع ــى بع ــة ع ــر، وثاث ــى بع ع

وعــرشة عــى بعــر«.

النــاس؛ الضيــق عــى يشــتد الثالثــة: الطريقــة ــوا، ــث بات ــم حي ــت معه ــار؛ تبي ــم الن ــرش بقيته »وحتــث ــم حي ــح معه ــوا، وتصب ــث قال ــم حي ــل معه وتقي

أصبحــوا، ومتــي معهــم حيــث أمســوا«.

وهــل يســتطيع إنســان أن يقيــل أو يبيــت أو يصبــح أو يمــي، وهــو يــرى النــار حتــرشه إىل حمــرشه !؟

ولعــل مــن ســبل النجــاة مــن كــرب احلــرش وضنكــه ــدوم ــا بالق ــاة الدني ــه يف احلي ــعة من ــه يف س ــال علي اإلقبــل ــه، والتأم ــه ومصاعب ــل متاعب ــج، وحتم ــه يف احل علي

ــدر. ــب والك ــل العط ــذر، قب ــذ احل وأخ

114

ــون ــا يك ــوت ف ــد بامل ــأ العب ــة أن يفج ــإن املخاف فــة ــة املهين ــرش بالطريق ــه احل ــون حظ ــتعد فيك ــد اس ق

ٹ ٹٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ زبٺ ڤڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦرب ]اإلرساء: 97[. »وهــذا ــة يف ــوا الضال ــم روج ــرم؛ ألهن ــب للج ــزاء مناس جصــورة احلــق، ووســموا احلــق بســات الضــال، فــكان جزاؤهــم أن حولــت وجوههــم أعضــاء يمشــى عليهــا ــزاء ــا ج ــا وبك ــوا عمي ــم كان ــل، ث ــن األرج ــا ع عوضأقواهلــم الباطلــة عــى الرســول، وعــى القــرآن، وصــا ــاىل ــال تع ــا ق ــق، ك ــاع احل ــن س ــم م ــزاء امتناعه ج

ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ زبٹ عنهــم عنهــم: وقــال ،]٥ ]فصلــت: رب ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ

ٻ ٻ ٱ مب خب حب جب يئ ىئ مئ حئ زبجئ وقــال ،]1٢٦-1٢٥ ]طــه: رب ڀ پ پ پ ٻپ ٻ

ــم: زبڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ عنه

115

ٴۇ ۋ رب ]اإلرساء: 7٢[ أي مــن كان أعمــى عــن احلــق فهــو يف احلــرش يكــون حمرومــا مــن متعــة النظــر، وهــذه

ــرش«)1(. ــد احل ــم عن حالته

فــإذا دارت يف خلــدك تلــك املعــاين، وأدركــت أنــك مأخــوذ بجرمــك، فتوقــف عــن النفــس إن اســتطعت، ــك، ــتحقت ذل ــد واهلل اس ــا، فق ــك، واندهب ــك نفس وابــك ــط ذكريات ــرر رشي ــة، وم ــة صادق ــك توب وأر اهلل منمــع الذنــوب واملعــايص يف حلظــة توبــة وإخبــات ونــدم وقلــق، وليكــن ذلــك يف مجيــع حاالتــك وأنــت ســاجد وأنــت قــارئ وأنــت راكــع وأنــت ســاكت وأنــت ذاكــر وأنــت مضطجــع وأنــت جالــس، وليكــن ذلــك منــك أبلــغ مــا يكــون إذا قمــت بــن يدي مــوالك يف ســاعات الدعــاء خاصــة أول العــرص.. وأنــت تــرى أن الوقــت أزف ومل تــر مــن نفســك مــا حينــن عليــك مــوالك، فــا زالــت العــن مــا توكفــت، ومــا زال القلــب مــا اعتــرص

)1( التحرير والتنوير٢17

116

بالصيــاح، فكيــف بــه لــو اســتيقظ مــن غفلتــه، فوجدها ــا ــا، يذكره ــدي مواله ــن ي ــي ب ــرش، وه ــوم احل يف يــا ــه؛ لئ ــك كنف ــى علي ــد أدن ــا، وق ــا ذنب ــوب ذنب بالذنيســمعه غــرك، فعــن ابــن عمــر قــال: ســمعت رســول ــه ــه كنف ــع علي ــن فيض ــدين املؤم ــول: »إن اهلل ي يقــب ــرف ذن ــذا أتع ــب ك ــرف ذن ــول: أتع ه، فيق ــرت ويسره بذنوبه ورأى كــذا؟ فيقول: نعــم أي رب حتــى إذا قــرنيــا وأنــا هتا عليــك يف الد ــه هلــك قــال: ســرت يف نفســه أنــا ــناته، وأم ــاب حس ــى كت ــوم، فيعط ــك الي ــا ل أغفرهــن ذي ــؤالء ال ــهاد: ه ــول األش ــون فيق ــر واملنافق الكاف

ــن« )1(. ــى الظامل ــة اهلل ع ــم أال لعن ــى رهب ــوا ع كذب

فــإذا ذكــرت ذلــك، وتيلت املشــهد، واســتحرضته، فــإن اســتطعت أن متــوت فمت!

)1( البخاري ٢441 ومسلم ٢7٦8

117

يا اهلل كيف أقف بن يديك بذنويب!

يا اهلل كيف أواجهك بسوءيت!

ــا ال ــم أهن ــا أعل ــك وأن ــت أعصي ــف كن ــا اهلل كي يــة! ــك خافي ــى علي تف

118

احلج عرفة..الدعاء هو العبادة

ــف ــن مل يق ــة« فم ــج عرف ــة تأمل..فـ»احل ــا وقف وهنبعرفــة مل حيــج وال يصــح حجــه وال جيــر بــيء باإلمجــاع.. وإن عرفــة هــو يــوم الدعــاء فمنــذ أن تصبــح تفتتــح يومــك بالذكــر؛ فعرفــة يــوم الدعــاء والرضاعــة، يــوم االبتهــال واملناجــاة، يــوم التوجــه والتمــرغ، يــوم ــال ــه بيــا ذا اجل ــظ في ــوم نل ــاح! ي النحيــب واإلحل

ــرام. واإلك

ولــذا بــن النبــي أن خــر الدعــاء مــا كان يــوم عرفــة فقــال عليــه الصــاة والســام: »أفضــل الدعــاء

دعــاء يــوم عرفــة« )1(.

ــة«، ــه إجاب ــا، وأقرب قــال الباجــي: »أي أعظمــه ثواب

)1( رواه مالك برقم )7٢٦( وحسنه األلباين

119

وقريبــا مــن هــذا التفســر نــص عليــه صاحــب املنتقــى ــر ــه أكث ــد أن ــث: »يري ــى احلدي ــا معن ــول جملي إذ يقــل ــإن الفض ــة، ف ــرب إىل اإلجاب ــي، وأق ــا للداع ثوابــة«، ــرة اإلجاب ــرة الثــواب، وكث ــا هــو يف كث للداعــي إنولــذا كان النبــي حييــي يــوم عرفــة بالرضاعــة ــعيب ــن ش ــرو ب ــث عم ــن حدي ــت م ــال، ثب واالبتهعــن أبيــه عــن جــده أن النبــي قــال: »خــر الدعــاء ــا والنبيــون مــن ــوم عرفــة، وخــر مــا قلــت أن دعــاء يقبــي: ال إلــه إال اهلل وحــده، ال رشيــك لــه، لــه امللــك،

ــر« )1(. ــى كل يشء قدي ــو ع ــد، وه ــه احلم ول

ــر ــل والتكب ــن التهلي ــار م ــاج اإلكث ــتحب للح ويســع ــا م ــال: »كن ــر ق ــن عم ــن اب ــة، فع ــوم عرف يــا ــر، ومن ــا املك ــة، فمن ــداة عرف ــول اهلل يف غ رس

املهلــل..«)٢(.)1( رواه الرتمذي برقم )3٥8٥(، وحسنه األلباين

)٢( رواه مسلم برقم )1٢84(.

120

والتهليــل والتكبــر دعــاء؛ ألنــه بمنزلــة اســتجاب ــر ــون التكب ل ــلف يفض ــذا كان الس ــاىل ول ــف اهلل تع لطــن ســرين: »حججــت ــة كــا يقــول حممــد ب ــوم عرف يــول: أال وإن ــة يق ــوم عرف ــمعته ي ــر فس ــن الزب ــن اب زمــل ــى األفض ــذا ع ــر، وه ــوم التكب ــاء الي ــل الدع أفض

ــم«. ــده، واهلل أعل عن

وعــن وبــرة قــال: »ســألت ابــن عمــر عــن التلبيــة ــر أحــب إيل«. ــة، فقــال: التكب ــوم عرف ي

وتــرشع التلبيــة للمحــرم متــى أهــل باحلــج، فيلبــي ــط ــا، أو هب ــا رشف ــى ع ــاق، أو مت ــاع الرف ــد اجت عنــار ــل، وإدب ــال اللي ــوات، وإقب ــار الصل ــا، ويف أدب واديالنهــار، وال يقطعهــا إال عنــد ابتــداء رمــي مجــرة العقبــة ــاء، ــور الفقه ــك مجه ــى ذل ــص ع ــا ن ــر ك ــوم النح يــة ــا التلبي ــد فيه ــي تتأك ــن الت ــك املواط ــة تل ــن مجل ومــد ــن زي ــامة اب ــاس: »أن أس ــن عب ــن اب ــة، فع ــوم عرف ي

121

كان ردف النبــي مــن عرفــة إىل املزدلفــة، ثــم أردف الفضــل مــن املزدلفــة إىل منــى، قــال: فكامهــا قــاال: مل ــة« )1(. ــرة العقب ــى مج ــى رم ــي حت ــي يلب ــزل النب ي

قــال ابــن بــاز رمحــه اهلل: »ويبقــى فيهــا )أي: يف عرفــة( إىل غــروب الشــمس مشــتغا بالذكــر، والدعاء، وقــراءة القــرآن، والتلبيــة؛ حتــى تغيــب الشــمس، ــده ال ــه إال اهلل وح ــول: ال إل ــن ق ــار م ــرشع اإلكث وي

ــه... «. ــك ل رشي

ــر ــر كان أكث ــاين الذك ــا بمع ــاج عامل ــا كان احل وكلخشــوعا وإخباتــا وأكثــر متســكا هبــا وترديــدا هلــا ــا يتقبــل اهلل مــن مــن قلــب صــادق ملــح خملــص، فإن

ــن. املتق

وهــذا يــوم عرفــة يــوم يتجــى فيــه معنــى امللــك... فلــو أن إنســانا كان لــه مــن العبيــد مائــة أو ألــف،

)1( رواه البخاري برقم )1٦87(، ومسلم برقم )1٢81(.

122

ــم ــك هل ــو ال يمل ــن، وه ــن مذعن ــه طائع ــاؤوا ل جــف ــهودا، فكي ــكا مش ــك مل ــكان ذل ــا ل ــاة وال موت حيــن ــن حمب ــن منقادي ــن مذعن ــده باملاي ــاءه عبي ــن ج بمــده ــرصف، بي ــم مت ــك، وفيه ــم مال ــو هل ــن! وه وجلاحليــاة واملــوت والنشــور، فحــق أن يقــال فيــه لــه امللــك

ــر. ــى كل يشء قدي ــو ع ــد وه ــه احلم ول

األذكار مــن اإلكثــار موقــف عرفــة فينبغــي يف ــيا يف ــت، الس ــرشع يف كل وق ــواردة يف ال ــة ال واألدعيهــذا املوضــع، ويف هــذا اليــوم العظيــم، وعــى العبــد أن

ــاء. ــر والدع ــع الذك ــار جوام خيت

123

اجلبار.. ويوم اجلمع

يــوم مغفــرة الذنــوب، والعتــق مــن النــار، واملباهــاة بأهــل املوقــف، فــا أجلــه مــن يــوم؛ ومــا أعظمــه مــن موقــف؛ يــوم يدنــو اجلبــار فيــه إىل عبــاده، ويــرى قرهبــم، ويرحــم شــعثهم وعراهتــم، ويســمع نحيبهــم ــم أكــرم ــرام، وهــل ث ــال واإلك ــا ذا اجل وإلظاظهــم بي

ــه؟ ــم أجــل من ــه؟ وهــل ث من

فاجلــواب معلــوم مــن رب رحيــم.. قــد غفــرت هلــم ــه الصــاة والســام: »مــا قــد غفــرت هلــم.. قــال عليــار ــدا مــن الن ــه عب ــق اهلل في ــر مــن أن يعت ــوم أكث مــن يمــن يــوم عرفــة، وإنــه ليدنــو ثــم يباهــي هبــم املائكــة فيقــول مــا أراد هــؤالء«)1(، وقــال يف حديــث آخــر: »إن

)1( رواه مسلم 1348.

124

ــم ــول هل ــاء، فيق ــل الس ــات أه ــل عرف ــي بأه اهلل يباهــرا«)1(. ــعثا غ ــاؤوين ش ــادي ج ــروا إىل عب انظ

)1( رواه أمحد 8033، وصححه األرنؤوط

125

ال�سلف.. وعرفة

كان حكيــم بــن حزام يقــف بعرفــة ومعــه مائــة بدنــة مقلــدة ومائــة رقبــة فيعتــق رقيقــه، فيضــج النــاس بالبــكاء والدعــاء، يقولــون: ربنــا هــذا عبــدك قــد أعتــق عبيــده، ونحــن عبيــدك فأعتقنــا! وجــرى للنــاس مــرة

مــع الرشــيد نحــو هــذا.

ر وبكــر املــزين بعرفــة، ــخ ف بــن الش * وقف مطــرفقــال أحدمهــا: اللهــم ال تــرد أهــل املوقــف مــن أجــي!

ــاه ــف، وأرج ــن موق ــه م ــا أرشف ــر: م ــال اآلخ وقــم! ــوال أين فيه ــه ل ألهل

يا لتواضع الصاحلن!

126

ويــا ألدهبــم مــع رهبــم وخوفهــم مــع حســن ! هتم ســر

ــو ــون، وه ــاس يدع ــة والن ــل بعرف ــف الفضي * وقــه ــكاء بين ــال الب ــد ح ــة، ق ــكى املحرتق ــكاء الث ــي ب يبكــع ــرب رف ــمس أن تغ ــا كادت الش ــاء، فل ــن الدع وبرأســه إىل الســاء وقــال: واســوءتاه منــك وإن عفــوت!

قــال ابــن املبــارك: جئــت إىل ســفيان الثــوري عشــية ــان، ــاه هتم ــه، و عين ــى ركبتي ــاث ع ــو ج ــة و ه عرففقلــت لــه: مــن أســوأ هــذا اجلمــع حــاال؟ قــال: الــذي

ــم! ــر هل ــن أن اهلل ال يغف يظ

ــاس ــبيح الن ــر إىل تس ــه نظ ــل أن ــن الفضي وروي عــؤالء ــو أن ه ــم ل ــال: أرأيت ــة فق ــية عرف ــم عش وبكائهســاروا إىل رجــل فســألوا دانقــا ـ يعنــي ســدس درهــم ـ أكان يردهــم؟ قالــوا: ال قــال: واهلل للمغفــرة عنــد اهلل

127

ــق)1(. ــة رجــل هلــم بدان أهــون مــن إجاب

عفـــوه أطلـــب اهلل ألدعـــو وإن

ويغفــر يعفــو اهلل أن واعلــم

ــا ــوب فإهنـ ــاس الذنـ ــم النـ ــن أعظـ لئـ

تصغــر اهلل رحــة يف عظمــت وإن

فاملحــروم مــن حــرم اخلــر ذلــك اليــوم فقــدم ــوة ــق لدع ــرة، ومل يوف ــوءات خط ــرة، س ــوب كث بذن

ــا. ــه هب ــى عن ــة يمح خالص

ــة ــوم عرف ــع ي ــن يضي ــج م ــن احلجي ــرى م ــم ن وكورشب وأكل بــكام يضيعــه مــن ومنهــم بنــوم، ــوه ــن وج ــوال وب ــائل اجل ــن رس ــرص ماب ــب الب وتقلياحلارضيــن، ويف نفســه أعظــم الشــغل لــو كان يفطــن،

ــر! ــه نظ ــس ل ــن لي ــن غب ــه م فيال

)1( لطائف املعارف )ص: 310(.

128

وارحتلنا من عرفات..اإىل املزدلفة

»ودفــع رســول اهلل وقــد شــنق للقصــواء الزمام، ــده ــول بي ــه ويق ــورك رحل ــب م ــها ليصي ــى إن رأس حتــى ــا أت ــكينة« كل ــكينة الس ــاس الس ــا الن ــى: »أهي اليمنــد، ــى تصع ــا، حت ــا قلي ــى هل ــال أرخ ــن احلب ــا م حبحتــى أتــى املزدلفــة، فصــى هبــا املغــرب والعشــاء بأذان واحــد وإقامتــن ومل يســبح بينهــا شــيئا. ثــم اضطجــع ــر، ــى الفج ــر، وص ــع الفج ــى طل ــول اهلل حت رس

ــأذان وإقامــة« )1(. ــه الصبــح ب ــن ل حــن تب

وبعــد تلــك الرحلــة الطويلــة املصبحــة عــى ســر، ــوب ــة وقل ــاعر متهيج ــام، وبمش ــول قي ــة بط واملنتصفواجفــة واملنتهيــة بســر حثيث..البــد أن يعقبهــا راحــة،

)1( من حديث جابر

129

الســيا والغــد مــيء باألعــال وفيــه مــن الســر واجلهــد ــدوء ــروح اهل ــة، وحــق ال ــد الراح ــر، فحــق اجلس الكثــام وال ــاة وال قي ــا ص ــاح ف ــكينة إىل ذاك الصب والســة ــة وفين ــن فين ــة ب ــر والتلبي ــد التكب ــب إال تردي نصــة ــى و روح مستوحش ــس عطش ــى نف ــض ع ــا تفي لعله

بعــد طــول أنــن وفــزع!

ــة يف ــة الدق ــادة البالغ ــك العب ــلب تل ــذر أن تس فاحاخلفــاء فكثــرون ال ينظــرون إليهــا إال عــى أهنــا رغبــة ــأس ــادة وت ــا عب ــدري أهن ــة وال ي ــة بري ــدية ونزه جس

ــوي. نب

ــه، ــج وواجبات ــاعر احل ــن مش ــة م ــت باملزدلف فاملبيفحســب، املكــث وليــس املبيــت، واجبــك نعــم ــاج ــاد اهلل باإلزع ــؤذي عب ــذر أن ت ــت! واح ــه وب فتنبــج ــإن احلجي ــوت، ف ــع الص ــداء ورف ــت والن والتصويــأدب ــك أن تت ــغ، فعلي ــد كل مبل ــم اجله ــغ منه ــد بل ق

130

بــآداب اجلاعــة وتكــون يف شــغل بنفســك وتنــام وتــدع ــه بركــة ــإن في ــاس ينامــون خاصــة يف أول الليل...ف النوخاصــة النســاء الــايت ســيدفعن بعــد منتصــف الليــل.

واحــذر مــن التشــديد عــى نســائك والضعفــة مــن أهلــك، فــا تلزمهــم بالبقــاء إىل الفجــر فالزحــام شــديد، واملصلحــة يف أخذهــم بالرخصــة، وأنــت هلــم مــازم فخــذ هلــم بــا يعينهــم عــى أداء مناســكهم، دون مزامحــة الرجــال ومدافعــة احلجيــج! واعلــم أن رســول ــر ــو خ ــن ه ــه م ــائه وضعفت ــدب يف نس ــد ن اهلل ق

ــردد! ــا ت ــر وم ــا تأخ ــه ف ــن أصحاب ــك م من

فــإذا أتيــت املشــعر احلــرام فاذكــر اهلل، وكــره، ــداك ــا ه ــة، وم ــذه احلج ــداك هل ــا ه ــى م ــكره ع واشــاس ــر الن ــن أن أكث ــك يف ح ــه نجات ــذي ب ــام ال لإلس

يعيشــون الضالــة واإلحلــاد.

ــرام، ــعر احل ــى املش ــى أت ــواء حت ــب القص ــم رك »ث

131

ــم ــده، فل ــه ووح ــره وهلل ــاه وك ــة فدع ــتقبل القبل فاســع ــل أن تطل ــع قب ــدا فدف ــفر ج ــى أس ــا حت ــزل واقف ي

ــمس..«. الش

132

رمي اجلمار.. والبالء ال�سعب

ــن ــا حس ــاس وكان رج ــن عب ــل ب »وأردف الفضالشــعر أبيــض وســيا، فلــا دفــع رســول اهلل مــرت بــه ظعــن جيريــن فطفــق الفضــل ينظــر إليهــن، فوضــع رســول اهلل يــده عــى وجــه الفضــل، فحــول الفضــل وجهــه إىل الشــق اآلخــر ينظــر. فحــول رســول ــل، ــه الفض ــى وج ــر ع ــق اآلخ ــن الش ــده م اهلل يــى ــى أت ــر. حت ــر ينظ ــق اآلخ ــن الش ــه م ــرصف وجه يبطــن حمــر فحــرك قليــا ثــم ســلك الطريــق الوســطى التــي تــرج عــى اجلمــرة الكــرى، حتــى أتــى اجلمــرة ــر ــات يك ــبع حصي ــا بس ــجرة، فرماه ــد الش ــي عن التمــع كل حصــاة منهــا حــى اخلــذف، رمــى مــن بطــن

ــوادي«. ال

133

ــي ــك الت ــس تل ــى النف ــال ع ــب األع ــن أصع إن متفعلهــا دون أن تــدرك مرادهــا... ولو أدركــت مرادها..

ثــم وجدتــه صعــب املرتقــى فإنــك ســتكون بــن أمريــن أحامهــا مــر... لكــن احلــاوة التــي تذوقهــا يف مرضــاة

حبيبــك أهــون عليــك ولــو كانــت أشــد مــرارة...

إن قضيــة رمــي اجلــار ليســت يف أيــن تقــف؟ ومتــى ــا ــا متبع ــك وإن كان هدي ــي؟ فذل ــف ترم ــي؟ وكي ترمــج... ــن أرسار احل ــم م ــه رس عظي ــاة إال أن ــنة مقتف وسبــل مــن أرسار اخللــق فــا تغــادره يرمحــك اهلل ومل تــدر

كنهــه ومل حتــط بمــراده.

فقبــل أن نخــوض يف ذلــك، ونتلمــس بركاتــه عــى ــرة ــتلهم الع ــا أن نس ــاعرنا، علين ــه ملش ــا، وهتييج قلوبنــه؛ ــه وأعدائ ــج وأهل ــداء األول باحل ــب الن ــن صاح مورس البدايــة اجلــار..رس رمــي يف الــر لنعلــم

املحــاكاة..

134

أدعــك لتعيــش املشــهد صافيــا مــن كل كــدر.. لكــن عليــك أن تعيشــه مــن أول وهلــة فــإن مل تســتطع فلــك الثانيــة، فــإن مل تســتطع فلــك الثالثــة... فــإن مل تســتطع

ومل تتبــن فتفقــد قلبــك فثــم مشــكلة!!

ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ زب ڌ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک ڱ ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ ڳ ڳ گ گ گ گ ھ ہ ہ ہ ہ ۀ ۀ ڻ ڻ ڻ ڻ ں ں ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ۓ ے ے ھ ھ ھ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ٴۇ ۈ ۈ ۆ ۆ ۇ ۇ ۉ ې ې ې ې ى ى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ جب يئ ىئ مئ حئ جئ ی ی ی ی ىئ ىئ ىث مث جث يت ىت ختمت حت جت يب ىب خبمب حب

135

پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ حج يث ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀڀ ڀ ڀ پ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ ک

]الصافــات: 83 - 113[. ک ک رب

ــن ــال اب ــاىل: زبۈئ ېئ ېئرب ق ــول اهلل تع قــام، ــه الس ــاعيل علي ــو إس ــام ه ــذا الغ ــر: »وه كثــام«)1(. ــه الس ــم، علي ــه إبراهي ــرش ب ــد ب ــه أول ول فإن

وجيــدر بــك أن تعــرف قصــة إســاعيل مــع أبيــه كــا ــه ــة يف صحيح ــن خزيم ــذي رواه اب ــر ال ــاء يف اخل جواحلاكــم يف مســتدركه، واللفــظ لــه، عــن ابــن عبــاس بقــال: »ملــا أتــى إبراهيــم خليــل اهلل صلــوات اهلل

)1( تفسر القرآن العظيم 7/ ٢7

136

ــرة ــد مج ــيطان عن ــه الش ــرض ل ــك ع ــامه املناس وسالعقبــة، فرمــاه بســبع حصيــات حتــى ســاخ يف األرض، ــبع ــاه بس ــة، فرم ــرة الثاني ــد اجلم ــه عن ــرض ل ــم ع ثحصيــات حتــى ســاخ يف األرض، ثــم عــرض لــه عنــد ــات حتــى ســاخ يف ــة فرمــاه بســبع حصي اجلمــرة الثالثــة ــاس: »الشــيطان ترمجــون و مل ــن عب األرض. قــال اب

ــون« )1(. ــم تتبع أبيك

ــه ــاس أن ــن عب ــن اب ــنده، ع ــد بس ــام أمح وروى اإلمقــال: ملــا أمــر إبراهيــم باملناســك، عــرض لــه الشــيطان ــب ــم ذه ــم، ث ــبقه إبراهي ــابقه فس ــعي، فس ــد الس عنــيطان، ــه الش ــرض ل ــة، فع ــرة العقب ــل إىل مج ــه جري بــه ــرض ل ــم ع ــب، ث ــى ذه ــات حت ــبع حصي ــاه بس فرمــم ــات، وث ــبع حصي ــاه بس ــطى فرم ــرة الوس ــد اجلم عنــال ــض، فق ــص أبي ــاعيل قمي ــى إس ــن، وع ــه للجب تل

)1( املستدرك 1713 وصححه األلباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب

137

ــه غــره، ــي في ــه ليــس يل ثــوب تكفنن ــا أبــت، إن ــه: ي لــودي فاخلعــه حتــى تكفننــي فيــه. فعاجلــه ليخلعــه، فنمــن خلفــه: زب ڀ ڀ ڀڀ رب، فالتفــت إبراهيــم : فــإذا بكبــش أبيــض أقــرن أعــن. قــال ابــن عبــاس

ــاش« )1(. ــن الكب ــرضب م ــك ال ــع ذل ــا نتب ــد رأيتن لق

وقــد يذهــب ذهنــك إىل املعنــى الظاهــر مــن رمــي ــي ــا نرم ــي بنبين ــن نأت ــا ح ــن أنن ــار فتظ ــم اجل إبراهيالشــيطان كــا كان إبراهيــم عليــه الســام يرميــه، ؛ لنقــف والصحيــح أننــا نتأســى يف الرمــي بمحمــد

ــغ! ــى بلي ــى معن ع

ــاىل ــة هلل تع ــس املطاوع ــك النف ــو تل ــى ه ــذا املعن هاملراغمــة للشــيطان ولــك أن تتخيــل رجــا جــاءه الولــد عــى كر..ثــم ربــاه وتطلــع لــه؛ ليكــون عضــده وســاعده، وحيمــل معــه هــم دعوتــه، ويرغــم به شــانئيه )1( املســند برقــم ٢707، وقــال األرنــؤوط: وملعظــم هــذا احلديــث شــواهد وطــرق يقــوى

هبــا

138

الذيــن طاملــا فرحــوا بعقمــه، فــإذا بــه يؤمــر بذبــح ابنــه، ــاءل.. ــر وتس ــا ال خيفى...تفك ــاء م ــن الب ــك م ويف ذلــح ــر بالذب ــه! ومل أم ــد أن رزق ب ــه بع ــح ابن ــر بذب مل يؤموليــس القتــل أو اهلجــر أو التغريــب أو الــرتك كــا أمــر ــن ــه اآلن ح ــر ب ــع! مل أم ــو رضي ــرة وه ــرتك أول م بالبلــغ معــه الســعي، ومل مل يكــن وهــو وليــد!؟ ومل يؤمــر

ــل بنفســه وليــس غــره؟! ــارشة القت بمب

أال ترى أن ذلك قمة االبتاء ؟!

إن كنــت ال تــرى ذلــك فــإن اهلل تعــاىل رآه قمــة ــت ــال: زب ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ رب أرأي ــذا ق ــاء ل االبتــة ــا عاقب ــر؟! وم ــف ص ــم؟! وكي ــي إبراهي ــف ابت كي

ــر! ــليم والص التس

ــا ــب، وم ــن املصاع ــاء م ــذا الب ــف ه ــاذا اكتن ومــة؟! ــت النتيج ــف كان ــب، وكي ــن املتاع ــه م صاحب

139

بــح العظيــم، النتيجــة هلــذا الصــر الفــداء بالذوالثنــاء العاطــر مــن رب األرض والســاوات، والــرزق ــة، ــة مبارك ــوة وذري ــا ونب ــر، كاألول صاح ــد آخ بولــن ــا ب ــرد هب ــي انف ــدة الت ــه املحم ــك كل ــن ذل ــر م وأك

.]1٢٥ ]النســاء: ڻرب ڻ ں زبں البــرش ســائر

ياااللرشف !

ياااللمكانة !

ياااللمحمدة !

ــق.. ــل.. اخلال ــا..اهلل اجللي ــم خلي ــذ اهلل إبراهي واتاملالــك.. احلــي.. اجلبــار.. بــكل أســائه احلســنى ــا... مل؟ ــه العــا يتخــذ أحــدا مــن خلقــه خلي وصفاتــى ــدم ع ــه ال يق ــت أن ــان... أثب ــح يف االمتح ــه نج ألنمرضــاة ربــه أحــدا... ال يــرتدد يف طاعتــه مهــا بلغــت الكراهــة النفســية... مهــا بلــغ اجلهــل باحلكمــة... مها

140

ــار، ــيطان، وح ــوس الش ــا وس ــج... مه ــت النتائ بلغــد رأت اهلل ــس ق ــك النف ــوف؛ فتل ــد، وخ ودار، وتوعــم ــت فل ــه وأيقن ــت ب ــون، فآمن ــامل الك ــاىل يف كل مع تعتعــد تــرى إال هو...لــذا مل يتمكــن الشــيطان مــن

ــا... إغوائه

أرأيت اآلن مل سار حممد مسار إبراهيم!

أرأيت مل وقف كا وقف، ورمى كا رمى!

ــار ــذا املس ــر ه ــن تس ــك ح ــت اآلن أن ــل أدرك هــى ــليم، ترتب ــى التس ــى ع ــة، ترتب ــى الطواعي ــى ع ترتبــك ــك وحماب ــك وأهوائ ــن كل رغبات ــي ع ــى التخ ع

ــه! ــك حتب ــت أن ــذي زعم ــك.. ال لرب

نعــم لــك أن تدعــي حــب اهلل... لكــن ثــق بــأن اهلل تعــاىل ســيختر حبــك فيــا ادعيــت فهــل ســتثبت! هــل ســتصر هــل ســتحقق تلــك املحبــة وترهــن عليهــا؟!

ما أكثر ما ندعي!

141

وما أكثر ما نرسب يف االختبار!

كل يدعـــي وصـــال بليـــى وليـــى ال تقـــر هلـــم بـــذاك

بدعواهــم؟؟ النــاس يعطــى فهــل

ــم ــرى ك ــى ت ــج العظم ــة احل ــت اآلن يف مدرس أنــك يف ــل ل ــل.. فه ــن األوائ ــة م ــذه املدرس ــت ه ج خر

ــم! ــم وحماكاهت ــأيس هب الت

وقــد كان حــن يرمــي اجلمــرة األوىل ينــرصف ــا... ــا.. طوي ــاء، ويدعــو.. طوي ــدا عــن الضوض بعيــا ــل ك ــا، وأط ــث دع ــف، وادع حي ــث وق ــف حي فقأطــال، وأعلــم رفقتــك باهلــدي النبــوي؛ حتــى ال تثقــل ــذت ــذي أخ ــر ال ــم اخل ــك، ويفوهت ــم مصاحبت عليه

ــه لنفســك. من

ــوا ــن مل يعرف ــك الذي ــع أولئ ــة م ــف وقف ــا أق وهنــم ــليم إبراهي ــلموا تس ــى، ومل يس ــج العظم ــة احل مدرسعليــه الســام وحممــد والرعيــل األول؛ فيحاجــون

142

النبــي التــي رصف واملــرأة الفضــل يف قصــة ــا يف ــن ورود خره ــة م ــل احلكم ــا... ولع ــه عنه وجهــر امتحــان للنســاء ثنايــا وصــف احلــج يف حديــث جاباملأمــورات باحلجــاب والغطــاء يف نصــوص متضافــرة؛

ــه. ــبثوا ب ــل؛ تش ــص حمتم ــوا بن ــى إذا ومه حت

ــن ــة األواه ــم ومدرس ــليم إبراهي ــم تس ــن منه فأيــن! املنيب

تأمــل النــص )مــرت بــه ظعــن جيريــن( فهــن جيرين، واجلــري يــدل عــى أهنــن كــن يف حاجــة ماســة وألمــر مدهلــم؛ لــذا هــن جيريــن عــى غــر العــادة يف النســاء! ويــدل اجلــري عــى أهنــن بعيــدات مــن التوجيــه فالنبــي عــى الناقــة، والفضــل ردفــه )فطفــق الفضــل ينظــر إليهــن، فوضــع رســول اهلل يــده عــى وجــه الفضــل(. فهــذا الــرصف دليــل عــى عــدم جــواز ــق ــه إىل الش ــل وجه ــول الفض ــل: )فح ــم تأم ــر، ث النظ

143

اآلخــر ينظــر. فحــول رســول اهلل يــده مــن الشــق اآلخــر عــى وجــه الفضــل، يــرصف وجهــه مــن الشــق

ــر(. اآلخ

ــر، ــع اخل ــل؛ ليتاب ــن الفض ــر م ــب النظ ــع ح فمــد ــل بع ــل لقائ ــرارا! فه ــه م ــي وجه رصف النبــل! ــذا الدلي ــه هب ــف الوج ــواز كش ــول بج ــك أن يق ذل

ج بــه مــن مدرســة احلــج أيــن التســليم الــذي تــرــن يرمــي اجلمــرات، وهــو الــذي يتأكــد مــن حجــم مــاء ــإذا ج ــرارا، ف ــا تك ــأل عنه ــرارا، ويس ــات م احلصياألمــر خمالفــا هلــواه ألقــى لــه األعــذار، وجــادل

ــج! ــه احلج ــت ل ــد بان ــج، وق باللج

ــم، ــم وعبوديته ــغ يف رقه ــك أبل ــزايل: »ذل ــال الغ قوأتــم يف إذعاهنــم وانقيادهــم؛ ولذلــك وظــف عليهــم ــدي إىل ــوس، وال هتت ــا النف ــس هب ــاال، ال تأن ــا أع فيهــرتدد ــار، وال ــار باألحج ــي اجل ــول، كرم ــا العق معانيه

144

بــن الصفــا واملــروة عــى ســبيل التكــرار، وبمثــل ــإن ــة، ف ــرق والعبودي ــال ال ــر ك ــال يظه ــذه األع هــل، ــه مي ــل إلي ــوم، وللعق ــه مفه ــاق ووجه ــزكاة إرف الوالصــوم كــر للشــهوة التــي هــي آلــة عــدو اهلل، ــوع ــواغل، والرك ــن الش ــف ع ــادة بالك ــرغ للعب وتفــال ــل بأفع ــز وج ــع هلل ع ــاة تواض ــجود يف الص والسهــي هيئــة التواضــع، وللنفــوس أنــس بتعظيــم اهلل عــز ــال ــار وأمث ــي اجل ــعي ورم ــرددات الس ــا ت ــل، فأم وجــا وال ــس فيه ــوس وال أن ــظ للنف ــا ح ــال ف ــذه األع هــدام ــون يف اإلق ــا يك ــا، ف ــل إىل معانيه ــداء للعق اهتعليهــا باعــث إال األمــر املجــرد وقصــد االمتثــال لأمــر مــن حيــث إنــه أمــر واجــب االتبــاع فقــط وفيــه عــزل للعقــل عــن ترصفــه ورصف النفــس والطبــع عــن حمــل أنســه، فــإن كل مــا أدرك العقــل معنــاه مــال الطبــع إليــه ميــا مــا، فيكــون ذلــك امليــل معينــا لأمــر وباعثــا معــه

145

عــى الفعــل، فــا يــكاد يظهــر بــه كــال الــرق واالنقيــاد ــك ــوص: لبي ــى اخلص ــج ع ــال يف احل ــك ق ولذل

ــا« )1(. ــدا ورق ــا تعب ــة حق بحج

إذن هــل استشــعرت معنــى التكبــر مــع كل حصــاة ترمــى بعــد أن عرفــت قصــة الرمــي؟

اهلل أكر منك إذ أذعنت ألمره!

ــك ــلط علي ــيطان املتس ــن الش ــك م ــر يف نفس اهلل أكــك! ــت رب ــه وأطع ــه وخالفت ــك إذ عصيت ــوس ل املوس

ــه ــردت ل ــا إذ جت ــن حظوظه ــك م ــر يف نفس اهلل أكــه! ــه وعلم ــك إىل حكمت ــن كل عقل م

اهلل أكــر مــن كريائــك إذ مجعــت احلجر لرتميــه، وإذ ــي ــا ترم ــت هن ــه! فأن ــم لتقبل ــاس ودامهته ــت الن زامحــوف ــر تط ــرا! وذاك حج ــل حج ــاك تقب ــرا! وهن حج

ــوه! ــس تعل ــاهده! وخام ــر تش ــه! وآخ حول)1( إحياء علوم الدين )1/ ٢٦٦(.

146

ــال أمــر كلهــا أحجــار ال يعنيــك منهــا يشء إال امتثــه! ربــك وطواعيت

بأتــم العبوديــة معنــى لتحقــق خلقــك وهلــذا جتلياهتــا! وأرفــع صورهــا

فيــا هلل كــم مــن الســعادة جتدهــا وأنــت حتقــق هــذا النــرص العظيــم عــى نفســك!

أوما شاهدت وجوه احلجيج وقد رموا اجلار؟

أوما رأيت تلك اإلرشاقة، و ذلك الفرح!

إنــه فــرح االنتصــار، إنــه فــرح االنقيــاد، إنــه ــا ــا ورغباهت ــل الدني ــن كل عل ــردة م ــة املج ــرح الطاع فــوان اهلل ــن رض ــرب م ــرح الق ــا، ف ــا ومصاحله وأهدافهالــذي يبعــث عليــه كــال التســليم لــرب العاملــن الــذي

ــم. ــده األعظ ــج ومقص ــب احل ــو ل ه

147

�سر التكبري..

إن أكثر كلمة تقال يف احلج »اهلل أكر«.

ــر، ــا تك ــو رشف ــر، تعل ــت تك ــت وأن ــذ خرج فمهتــل تكــر، تطــوف تكــر، تســتلم احلجــر تكــر، تقــف عــى الصفــا تكــر، تصعــد املــروة تكــر، تقــف بعرفــة تكــر، تنفــر تكــر، تقــف باملشــعر احلــرام تكــر، وترمــي تكــر، وتبيــت يف منــى كل أيامــك تكر...فلــم

ــا تــرى؟ ي

إن التكبــر ليــس كلمــة تقــال إنــا هو شــعار يتوشــح بــه، شــعار تتســم بــه يف كل حجــك يف كل أمكنتــه وأزمنتــه، شــعار يعنــي أن اهلل أكــر مــن كل يشء، وهــذا الــذي جعلــك تســيح يف ذاتــه هــذه الســياحة، فســياحة أمــة حممــد اجلهــاد واحلــج رضب مــن اجلهــاد غــر أنــه

148

ال قتــال فيــه.ــول اهلل ــئل رس ــال: »س ــرة ق ــن أيب هري عأي العمــل أفضــل؟ قــال: إيــان بــاهلل، قيــل ثــم مــاذا؟ قــال: اجلهــاد يف ســبيل اهلل، قيــل ثــم مــاذا ؟قــال: حــج

ــرور«.)1( مــول ــا رس ــت ي ــت: »قل ــة قال ــث عائش ويف حدي

ــد؟ ــا نجاه ــال أف ــل األع ــاد أفض ــرى اجله اهلل: نقال: ال، لكن أفضل اجلهاد حج مرور«.)٢(

ــزو ــول اهلل أال نغ ــا رس ــت: ي ــة قال ــن عائش وعونجاهــد معكــم؟ فقــال: »أحســن اجلهــاد وأمجلــه

ــرور«.)3( ــج م ــج ح احلــمعته ــد إذ س ــج بع ــا أدع احل : ف ــة ــت عائش قال

.» ــول اهلل ــن رس م

)1( أخرجه البخاري حديث رقم ٢٥ ، ومسلم رقم 1٢1

)٢( أخرجه البخاري ٢٥90

)3( أخرجه أمحد رقم1738

149

الهدي.. ملن له هدي

)ثــم انــرصف إىل املنحــر فنحــر ثاثــا وســتن بيــده، ثــم أعطــى عليــا فنحــر مــا غــر، وأرشكــه يف هديــه، ثــم أمــر مــن كل بدنــة ببضعــة فجعلــت يف قــدر، فطبخــت

فــأكا مــن حلمهــا ورشبــا مــن مرقهــا(.

ــه إن ــاج هدي ــوم النحــر يقــدم احل ــوم ي ــذا الي ويف هكان عليــه هــدي، وهــذا للمتمتــع والقــارن، أمــا املفــرد

فليــس عليــه هــدي واجــب!

لكــن الشــأن يف اهلــدي أن يتذكــر احلــاج أن اخلالــق اجلليــل حــن أمــره أن يذبــح هديــا مل يكــن املــراد حلومهــا وال دماؤهــا؛ ولكــن أراد منــه التقــوى بجميــع ــداء األول، ــبب الف ــر يف س ــن تفك ــواه ح ــا؛ تق صوره

مــا ســببه؟

150

فقــد رضب إبراهيــم أروع املثــل يف االســتجابة ملــراد ــوب ــن كل حمب ــى ع ــة، فتخ ــه بالطاع ــاد ل اهلل، واالنقي

مــن حمابــه؛ ليكــون إهلــه يف قلبــه فحســب!

فتوجــه لتنفيــذ أمــر اهلل بذبــح ابنــه وجتاهــل كل مــا ســواه.

تذكــر أنــت هــذا املوقــف، واعلــم أن اهلل تعــاىل ــن ــه، ول ــك ملحاب ــن كل حماب ــى ع ــك أن تتخ ــد من يريــة إال بذلــك. ولــك يف ــه والوالي ــام من ــال الرضــا الت تن

ــوة. ــم أس إبراهي

ولعــل اهلل تعــاىل ألجــل أن يعمــر حممــد قلبــه بحــب ربــه مل يبــق لــه ولــدا، فقــد ماتــوا مجيعــا يف حياته، ســوى فاطمــة، ومــع ذلــك نعيــت إليــه يف حياتــه؛ ليبقــى قلبــه

هلل خالصــا وبــه عامــرا.

تفكر يف نفسك هل تعرف مقام األلوهية حقا!

151

وقبــل أن تنــرصف مــن هــذا املشــهد عليــك أن تقف ! قفة و

تقــف عــى هــذه اآليــة لتعيشــها شــعوريا وتطبعهــا ــك! يف قلب

ەئ ەئ ائ ائ ى ى ې ې زبې ىئ ېئېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئوئ

.]37 ]احلــج: رب ىئ ىئ ــن ــاج وب ــره احل ــذي ينح ــدي ال ــن اهل ــط ب »ويربمــن الغايــة هــي التقــوى إن إذ القلــوب؛ تقــوى ــعائر ــك والش ــذه املناس ــعائره. وه ــج وش ــك احل مناسإن هــي إال رمــوز تعبريــة عــن التوجــه إىل رب البيــت ــات قديمــة مــن ــه. وقــد حتمــل يف طياهتــا ذكري وطاعتعهــد إبراهيــم عليــه الســام ومــا تــاه. وهــي ذكريــات ــذه ــأة ه ــذ نش ــه إىل اهلل من ــة، والتوج ــة واإلناب الطاعــواء«.)1( ــاة س ــاء والص ــي والدع ــلمة. فه ــة املس األم

)1( الظال ٥/ 19٥

152

ــن ــاده أن م ــد اهلل لعب ــا يؤك ــورة ذاهت ــذه الس ويف هفضلــه علينــا تســخر هــذه البهائــم لنــا، وإباحــة أكلهــا، واســتطابة طعامهــا ملــا يكــون يف ذلــك مــن قــوام صحتنا وصابــة عضاتنــا، وقــوة عظامنــا، فنحــن أكــرم عليــه

ــه زب ک ک ک ک گ گ گ گ ــائر خلق ــن س مڳ ڻ رب]اإلرساء: 70[ ؛ لــذا فعلينــا أن نتذكــر تلــك ــه بنحرهــا، منتقــن ــة ونشــكر اهلل عليهــا متقربــن ل املناألفضــل منهــا، ال لــيء ســوى اإلعــان عــن تقديــم ــاه ــا لرض ــأن حبن ــا ب ــى كل يشء، وإيذان ــاء اهلل ع إرضفــوق حبنــا للــال واملتــاع الدنيــوي مهــا كنــا مفطوريــن

عليــه.

چ چ ڃ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ زبڄ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ ک ک ڑ ڑ ژژ ڈ ڈ ڎ ڎ ڌ کک گ گ گ رب ]احلــج: 33 - 34[، وهنــا متــام املنــة

153

منــه تعــاىل؛ فأبــاح لنــا أن ننتفــع بلبنهــا طيلــة الرحلــة، ــا ــرم نحرناه ــت احل ــى إذا بلغ ــك؛ حت ــرج يف ذل وال ح

ــا! تقرب

ــوف، ــن املأل ــي ع ــام التخ ــاين مت ــن املع ــك م ويف ذلفناقــة تســر معــك الطريــق كلــه، تــرشب لبنهــا، وتنظــر ــون يف طوهلــا، وتتأمــل مجاهلــا، والعــرب خاصــة مفتونــل زب ہ ہ ھ ھ ھ ھ ےرب ــال اإلب يف مجــا زاد ــواله، وكل ــن م ــا م ــا قرب ــم ينحره ــية: 17[؛ ث ]الغاش

ثمنهــا وعظــم تعلــق القلــب هبــا كان ذلــك أدعــى لتــام التقــوى بنحرهــا؛ لــذا مل يــدع لعمــر التحــول مــن ذبــح نجيبــة ثمينــة أهديــت إليــه بعــدد مــن اإلبــل أكثــر ــاء ــدر غ ــدد بق ــن الع ــراد مل يك ــا؛ ألن امل ــل ثمن وأقاملضحــى بــه، واملتنــازل عنــه؛ ألجــل مــوالك وحبيبــك.

ــل ــام باخلي ــه الس ــليان علي ــل س ــف فع ــل كي وتأمــا زب ڱ ڱ ں ں ڻ رب ــب هب ــي أعج الت

154

]ص: 33[، كان يمكــن أن يبيعهــا.. كان يمكــن أن يتصــدق

هبــا... كان يمكــن أن هيدهيــا.. لكنــه مل يفعــل، بــل تلــص منهــا بأعنــف صــورة؛ تكــر تعلــق قلبــه هبــا؛ ليقــول ملــواله اليشء يصــدين عنــك، وال أســمح لبقــاء ــه ــو كانــت مزامحت ــي، ول ــوب ينافــس حبــك يف قلب حمب

حلبــك حلظــات.

تلــك القلــوب التــي أخلصــت مــن كل يشء ســوى موالهــا، اســتحقت بقــدر ذلــك عظمــة ورفعــة!

كثــرون يبحثــون عــن األيــر يف توفــر اهلــدي واألرخــص، وال يتلــذذون بنحــر اهلــدي، وال يتأملــون

ــا؟ ــب جنوهب ــف جت ــدى، وكي ــف هت كي

ــعرون ــا، وال يستش ــر عليه ــعرون التكب وال يستشــك، ــرب إىل اهلل بذل ــا والتق ــنة يف األكل منه ــاع الس اتب

ــا كان. ــج كيف ــب احل ــان بواج ــراد اإلتي ــا امل وكأن

155

وهنــا ال تتجــى معــاين العبوديــة بخشــوعها وهيبتهــا مــع جوازهــا مــن احليثيــة الفقهيــة، إال أهنــا تبقــى بعيــدة ــاين ــتثارة املع ــة يف اس ــاعر، وضعيف ــة املش ــن خمالط عاجلليلــة، واملقاصــد النبيلــة لبنــاء الــروح اإليانيــة لــدى

احلــاج.

وكل ذلــك مرهــون بالقــدرة عــى اإلتيــان بالنســك عــى أكمــل وجــه يف ســائر مشــاعر احلــج.

وال ينبغــي أن يســجل احلــاج تنــازال عــن يشء مــن الســنن واملشــاعر واإلتيــان باألعــال عى أكمــل وجهها إال إذا اســتعى عليــه التــام ومل جيــد مــن املخالفــة بــدا،

ــاىل:زبٹ ٹ ڤ ــه تع ــه قول ــب عيني ــع نص وليضڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ رب ]احلــج: 3٢[.

156

افعل.. ول حرج

يف هــذا اليــوم يــوم احلــج األكــر، يــوم النحــر يــؤدي احلــاج أكثــر املناســك، فرمــي، وينحــر، وحيلــق،

ــدأ؟ ــا يب ــى، فبأهي ــود ملن ــعى، ويع ــوف، ويس ويط

ال شــك أن البــدء بــا بــدأ النبــي هــو الســنة، ولكــن مقاصــد الرشيعــة تتقــدم عــى اتبــاع احلــذو الذي ــك ــن ذل ــة، وم ــاكاة الكامل ــن باملح ــه املؤم ــزم في مل يلترتيــب أفعــال هــذا اليــوم، فعليــك أن تنظــر يف ظرفــك وظــرف رفاقــك، ومســر محلتــك والتزامــك بالضعفــة لــو كنــت ملتزمــا هبــم كالنســاء والشــيوخ الكبــار وأهل ــج ــة احلجي ــن وخدم ــن ومتعاون ــن موظف ــاء م األعبفطــوع نفســك؛ لتقــدم وتؤخــر مــن األعــال مــا حتقــق بــه مقصــود احلــج مــن التفكــر والتأمــل، وتذكــر قولــه

157

]احلــج: 37[، وتذكــر زبائ ەئ ەئ وئوئ رب تعــاىل: قولــه: زبٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ

ــج: 3٢[. ڦ رب ]احلع ع لــك وحــدك، ومل يــرش وتذكــر أن املــرشع مل يــرشــبان ــل كان يف احلس ــد، ب ــان فري ــد، وزم ــرص وحي لعضيــق املشــاعر عــن أعــداد احلجيــج، فتخيــل لــو أهنــم مجيعــا طافــوا يف ســاعة واحــدة، ورمــوا يف ســاعة ــيكون ــف س ــدة كي ــاعة واح ــروا يف س ــدة، ونح واح

ــال؟ احل

ولــذا أصــل النبــي أصــا رائعــا، وقعــد قاعــدة بليغــة حــن كان يســأل عــن التقديــم والتأخــر فيقــول: »افعــل وال حــرج« )1( و قطــع الطريــق عــى املتحجريــن يف عقوهلــم الذيــن ال يعــون املقاصــد حــن قــال:

)1( يف البخاري برقم 83، ويف مسلم برقم 130٦

158

»وقفــت هاهنــا وعرفــة كلهــا موقــف«)1( علــم أن ثــم تضيقــو أفــق حيجــرون أنفســهم يف زاويــة ويبدعــون

مــن خــرج مــن دائرهتــا بــا برهــان!

وكم عانى العلاء من هذا الصنف ما عانوا!

ــى ــاىل ع ــم وتت ــة يف عرصه ــم الصحاب ــد قاومه وقذلــك األئمــة الربانيــون، وكان رأهيــم هــو الباقــي، ــن ــرا بم ــة كث ــل األم ــد، ومل حتف ــو املؤي ــم ه واختيارهــا ــذ مث ــم وخ ــن بدعه ــم، وم ــن عاداه ــم، وم خالفهــى ــاس ع ــع الن ــن مج ــان ح ــن عف ــان ب ــك عث ــى ذل عــة ــاوم املعطل ــن ق ــة ح ــن تيمي ــد واب ــف واح مصحواملرجئــة وعــى طريقهــم ســار حممــد بــن عبدالوهــاب

ــا! ــم اهلل مجيع رمحه

)1( أخرجه مسلم برقم 1٢18

159

وعدنا.. للبيت العتيق

ــت، ــاض إىل البي ، فأف ــول اهلل ــب رس ــم رك )ثفصــى بمكــة الظهــر فأتــى بنــي عبــد املطلــب يســقون عــى زمــزم، فقــال: »انزعــوا بنــي عبــد املطلــب فلــوال ــم، ــت معك ــقايتكم لنزع ــى س ــاس ع ــم الن أن يغلبك

ــه( )1(. ــرشب من ــوا ف ــوه دل فناول

حقــا.. إنــه اجلهــاد.. كان باإلمــكان أن يؤجــل النبــي الطــواف إىل الغــد!

ــذي ــو ال ــه ذاك؟ وه ــاض يف يوم ــرى أف ــا ت ــم ي فلــالة ــا رس ــه؛ لكنه ــنته وهدي ــاس يف س ــى الن ــق ع ال يشأفهــم منهــا أال تؤجــل األعــال العظائــم، وفيــا دوهنــا

ــك. ــى مهل ــت ع فأن

)1( حديث جابر

160

ــج إال ــم احل ــج ال يت ــال احل ــن أع ــل م ــن عم ــا م مبــه غــر الوقــوف بعرفــة وطــواف اإلفاضــة؛ فــا جيــزئ ــع؛ ــذا كان التتاب ــه ول ــج إال ب ــح ح ــداء وال يص ــه ف عنــو أن ــل، وه ــح جلي ــك ملم ــكل! ويف ذل ــوس ت فالنفــاع ــن اجت ــون م ــا يك ــرش وم ــوم احل ــر بي ــة تذك عرف

ــاب! ــاس للحس الن

ــار ــوى واالصطب ــة اهل ــى خمالف ــل معن ــي حيم والرمــيطان! ــا الش ــا هب ــي راغمن ــر الت ــى األوام ع

والفــداء محــل لنــا معنــى التضحيــة ذاك اليــوم بــكل ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٱٻ يشء:زب ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ

.]14 -11 ]املعــارج: رب ٹ ٹ ٹ ٹ

ــد أن يفيــض إىل رمحــة قــدم الفــداء فــاذا بعــد؟ البــتقر...فيؤوب ــة املس ــكن إىل جن ــه ويس ــؤوب إلي اهلل ويــه؛ ــأ إلي ــن اللج ــرى؛ ليعل ــرة أخ ــق م ــت اهلل العتي إىل بي

161

ولرتــاح بالقــرب منــه؛ فبيتــه يعنــي القــرب منــه، والتعلــق بأســتاره يعنــي متــام اإلنابــة، فالطــواف األول ــل ــا كان يمث ــا م ــرة أي ــواف العم ــدوم أو ط ــواف الق طاقرتابــك منــه يف الدنيــا بــكل عباداتــك! وطوافــك ببيتــه العتيــق، و يف اإلفاضــة يذكــرك بالعــودة إليــه ــق ــك متعل ــه، وأن ــه وإلي ــك من ــن أن ــرى؛ لتعل يف األخ

ــاه! ــه ورض ــة إال برمحت ــل اجلن ــن تدخ ــه فل برمحت

ــا ــر لن ــول: )وإن مل تغف ــه لتق ــود إلي ــت تع ــا أن فهــن( ــن اخلارسي ــن م ــا لنكون وترمحن

يا لتلك اخلامتة العظيمة!

يا لتلك القاعدة النبيلة!

»انزعــوا بنــي عبــد املطلــب فلــوال أن يغلبكــم ــاس عــى ســقايتكم لنزعــت معكــم« حــن يفصــل النبــن العبــادات وأعــال الــرشف والكرامــة واملــروءات التــي تــص أناســا دون آخريــن، فــا تلــط يــا عبــد اهلل

162

بــن أعــال العبــادات والشــعائر، وبــن حســن العمــل ــه. ــل اهلل ورمحت ــاس بفض ــض الن ــه بع ــأ ل ــذي هيي ال

ولعلــك لــو فعلــت فســوف تعجــز أو توقــع النــاس يف احلــرج!

ــا ــن هل ــف ال يكم ــوام ملواق ــن أق ــه يكم ــرى أن أال تــم! غره

فبعضهــم يكمــن للخدمــة، وبعضهــم يكمــن لنفــع ــة، وبعضهــم ال ــاس بالشــفاعة، وبعضهــم يف اإلغاث النــن رشه، ــاس م ــف الن ــل أن يك ــا أق ــيئا، ف ــك ش يملوبعضهــم- والعيــاذ بــاهلل - مــا أخــذ بــيء مــن حــظ؛ ــناته ــد حس ــه؛ ليحص ــى نفس ــيطان ع ــلطه الش ــن س لكبنفســه وهيدهيــا ألقــوام كانــوا يف شــغل بالنــاس، وكان هــو فيهــم يف شــغل، فيــا هلل كــم هــو حمــروم مــن التوفيــق، وهــو ال يــرى، وال يبــرص، مــع أن احلــق ــاعر: ــال الش ــا ق ــه إال ك ــا مثل ــه! وم ــن يدي ــوط ب مبس

163

كالعيـــس يف البيـــداء يقتلهـــا الظمـــأ

حممــول ظهورهــا فــوق واملــاء

فيا للحرمان..نسأل اهلل السامة

164

وال منى.. يف منى !!

ڱ ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ ڳ زبڳ ہ ہ ۀۀ ڻ ڻ ڻ ڻ ں ں ے ے ھ ھ ھ ھ ہ ہ ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ۓ ۉ ۅ ۋۅ ۋ ٴۇ ۈ ۈ ۆ ۆ ائ ائ ى ېى ې ې ې ۉ ٻ ٻ ٻ ٱ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ پ ٻپ

.]31 - ٢8 ]احلــج: رب ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ــرة ــة و ق ــة وطمأنين ــد راح ــرات جت ــايل املقم يف الليــث ــاك حي ــر... هن ــامر بالذك ــث التس ــاك حي ــن، هن عنقــرص الصــاة، االجتــاع عليــه... هنــاك حيــث

165

ڱ ڱ ڱ زبڳ والتهليــل التكبــر ونطيــل تــزول حيــث هنــاك ...]٢8 ]احلــج: ںرب ڱ ــاك ــة... هن ــاح التوب ــوب يف بط ــرغ القل ــن، وتتم اإلحــجدات ــث س ــاك حي ــات... هن ــات ذلي ــث ركع حيســاخنات.. عــرات حيــث هنــاك خاشــعات.. ــاين ــكر اإلي ــث املعس ــاك حي ــجيات.. هن ــوس ش ونفجيــدد اخللــوة، ويصقــل النفــوس، وحيملهــا عــى حــب بعضهــا... هنــاك حيــث نحبــس أنفســنا عــى متــاع مــن ــب، ــا فحس ــم أودن ــا ويقي ــع خصتن ــل يرق ــا قلي الدنيويعلمنــا أننــا نســتطيع العيــش هكــذا... بــا مباهــاة... ــاك ــل... هن ــل القلي ــاع إال القلي ــا مت ــراء... ب ــا ث بــاك حيــث نتعلــم حتمــل حيــث نتعلــم التواضــع... هنبعضنــا بعضــا... هنــاك حيــث نتأمــل حبــس النفــس هلل كيــف يكــون! كيــف نربيهــا هلل! كيــف نقوهيــا هلل! كيــف نصرهــا هلل! كيــف نســكتها هلل! كيــف ننطقهــا هلل! هناك

ــب! ــى فحس ــال املن ــث نن حي

166

هنــاك حيــث تســكب العرات..ممزوجــة بالبهجــة.. حيــث نقــر... يومــن أو ثاثــة فتكــون يف ذكرانــا ــودع ــوم ن ــا ي ــادر! ونودعه ــوم نغ ــا ي ــرا.. نغادره دهوالقلــوب واجفــة أبصارهــا خاشــعة.. ترتقــرق الدمعــة حــن تــرى املخيــات وقــد خلــت مــن ســاكنيها. تــرى الطرقــات وقــد أقفــرت مــن ســالكيها... تســمع حســا وال تــرى أنســا؛ فتغــادر ومنــى قاعــا صفصفــا بعــد أن

ــزا. ــك رك ــد ل ــت ال جت كن

حقا لن متلك دمعة تفر...أتعلم مل؟

ألن ذلك يوحي لك بشعور!

إنه شعور النهاية إنه شعور رسعة الزوال!

إنه شعور املفارقة بعد املؤالفة!

ــي ــة، الت ــة احلي ــوب الرقيق ــى القل ــاه ع ــا أقس ومتألــف وتؤلــف، تلــك القلــوب التــي يؤنســها القــرب،

ــي!! ــه ه ــراق فلل ــا الف ويعذهب

167

رحماك رباه من الوداع

كــم يصعــب وداع مــن حتب..كــم تتــأمل وأنــت تقول لــه وداعا...فهــا قلــت: إىل اللقاء!

ــأي يشء ــي... ف ــدأ... تنته ــا تب ــي الدني ــذا ه هكــة؟ ــك هناي ــرى لطلب ــت ت ــب؟ وأن تطل

إذن فاطلب ماال ينتهي تكن أعقل الناس.

تأمــل، وأنــت تطــوف بالبيــت مودعــا أهنــا رحلتــك األخــرة!

ــك ــا أن نبي ــت مودع ــوف بالبي ــت تط ــل، وأن تأم طــاف بالبيــت داعيــا، وليــس لــه نصــر، ثــم أراده ليطــوف بــه، وعــاد مصــدودا عنــه! ثــم عــاد ليطــوف به يف منعــة مــن أصحابــه وقــوة مل تكــن تطــر عــى قلــوب

168

أعدائــه ومناوئيــه! ثــم عــاد فاحتــا جيــر اجليــوش التــي ال قبــل لقريــش التــي عادتــه وطردتــه هبــا! كل ذلــك كان يف عــرش ســنن، مــذ هاجــر إىل أن عــاد منتــرصا فاحتــا!

ــف ــرصت كي ــل أب ــي؟ ه ــف ابت ــت كي ــل تأمل هــرص؟ ــر وانت ــف ظف ــت كي ــل رأي ــر؟ ه ص

ويف هناية مطافه كان العود أمحد!

كان خياره إىل الرفيق األعى.

معلقــة قلوهبــم تبقــى املحبــن، خيــار وهــذا ــيئا ــاة ش ــامل احلي ــم كل مع ــي هل ــم، وال تعن بمحبوبيهمهمــة يف أهنــم يستشــعرون فهــم ذلــك؛ ســوى ــم ــم، وه ــم ومكلفه ــون إىل باعثه ــم يرجع ــا، ث يؤدوهن

ــوقا! ــد ش ــه أش ــس، ول ــه آن ب

ــا اهلل ــذي نادان ــم ال ــل إبراهي ــاهدا اخللي ــم ش وأمثلهــأيس ــا بالت ــذي أمرن ــره املصطفــى ال ــه، وعــى إث ــه إلي ب

169

ــه زب ەئ ەئ ــاء قبل ــأيس باألنبي ــر بالت ــه، وأم بنهج.]90 ]األنعــام: ۆئرب ۇئ وئۇئ وئ

ــالة، ــغ الرس ــه، وبل ــى مهمت ــوم ق ــه ي ــل تذكرت هوأدى األمانــة؟

ــرتى ــبقت؛ ل ــي س ــة الت ــة عرف ــه يف خطب ــد لكلات عــه؟ ــف ودع أصحاب ــاك، وكي ــك هن ــف ودع كي

للــوداع، وفهــم الــذي فطــن وتأمــل مــن ذاك ــرب ــب وأق ــب حبي ــه أح ــوز! إن ــك الرم ــفرة، وف الش

قريــب!

عــن أيب ســعيد اخلــدري ريض اهلل عنــه قــال: )خطب رســول اهلل النــاس، وقــال: »إن اهلل خــر عبــدا بــن ــد ــد مــا عن ــار ذلــك العب ــده، فاخت ــا وبــن مــا عن الدنيــر ــه أن خي ــا لبكائ ــر، فعجبن ــو بك ــى أب ــال: فبك اهلل«، ق، فــكان رســول اهلل رســول اهلل عــن عبــد خــر

، وكان أبــو بكــر أعلمنــا()1(. هــو املخــر)1( البخاري )3٦٥4(، مسلم )٢38٢(.

170

ــم ــاس يف مصائبه ــى الن ــف واس ــرت كي ــل تذك هبفقــد مــا حيبــون بمفارقتهــم لــه حيــث قــال: »يــا أهيــا النــاس أيــا أحــد مــن النــاس أو مــن املؤمنــن أصيــب بمصيبــة فليتعــز بمصيبتــه يب عــن املصيبــة التــي تصيبــه ــة ــاب بمصيب ــن يص ــي ل ــن أمت ــدا م ــإن أح ــري، ف بغ

ــي« )1(. ــن مصيبت ــه م ــد علي ــدي أش بع

يالامتزاج النفي !

ياللشعور القلبي!

ياللحب الصايف، ياللثبات املتناهي!

أن تعلــم أن حبيبــك الــذي مــأ شــغاف قلبــك يودعــك!

وينعي نفسه إليك!

ــل ــاعة تكتح ــك يف كل س ــوت أمام ــراه يم ــت ت وأن

)1( ابن ماجه )1٥99( وصححه األلباين

171

عينــك بمــرآه، وال متلــك لفراقــه ردا وال دفعــا، وتذكــر ــال؛ ــى كل ح ــه ع ــت مع ــد أن كن ــه بع ــك دون وحدتحتــى مــأ عليــك حياتــك، وأنســاك وطنــك وأهلــك،

ــك! ــك بعلم ــو اآلن يودع ــذا ه هك

هل عشت هذا الشعور؟

أم عشــت شــعور أولئــك الذيــن أحبــوه حتــى عــى وآثــروه أنفســهم، فــوق وأحبــوه النخــاع، أرواحهــم التــي تــري يف أجســادهم هــم يعــزي ــزون، ــم حم ــكل، وكله ــم ث ــه وكله ــا في ــم بعض بعضهــد، يســر يف الطرقــات كاملجنــون وكلهــم مفلــوق الكب

ال حيــس نبضــه، وال يشــعر بأنفاســه.

هكذا الوداع كان هلم آنذاك!

ــه ــره! وعش ــذاك! فانتظ ــك حين ــيكون ل ــذا س وهكــا ــق ك ــت العتي ــا البي ــودع فيه ــي ت ــاعة الت ــك الس تل

ــل. ــن قب ــك م ــه نبي ودع

172

وتأمل هذه احلقيقة:

نقصـــان تـــم مـــا لـــكل شء إذا

إنســان العيــش بطيــب فــال يغــر

دول شـــاهدهتا كـــا هـــي األمـــور

أزمــان ســاءته زمــن ه مــن رس

ــد ــى أحـ ــي عـ ــدار ال تبقـ ــذه الـ وهـ

شــان هلــا حــال عــى وال يــدوم

ســـابغة كل حتـــا الدهـــر ق يمـــز

وخرصــان مرشفـــيات نبــت إذا

ولـــو للفنـــاء ســـيف وينتـــي كل

غمــدان والغمــد يــزن ذي كان ابــن

أيـــن امللـــوك ذوي التيجـــان مـــن يمـــن

وتيجــان أكاليــل منهــم وأيــن

إرم يف شـــداد شـــاده مـــا وأيـــن

وأيــن مــا ساســه يف الفــرس ساســان

173

وأيـــن مـــا حـــازه قـــارون مـــن ذهـــب

وقحطــان وشــداد عــاد وأيــن

ــه ــرد لـ ــر ال مـ ــكل أمـ ــى الـ ــى عـ أتـ

ــوا ــا كان ــوم م ــكأن الق ــوا ف ــى قض حت

ـــك ـــن مل ـــك وم ـــن مل ـــا كان م ـــار م وص

ــنان ــف وس ــال الطي ــن خي ــى ع ــا حك ك

وقاتلـــه دارا دار الزمـــان عـــى

إيــوان آواه فــا وأم كــرى

ــبب ــه سـ ــهل لـ ــب مل يسـ ــا الصعـ ـ كأن

ســليان الدنيــا ملــك يومــا وال

عـــة منو أنـــواع فجائـــع الدهـــر

وأحــزان وللزمــان مــرات

هيوهنـــا ســـلوان وللحـــوادث

ســلوان باإلســالم حــل ومــا ملــا

ــه ــرد لـ ــر ال مـ ــكل أمـ ــى الـ ــى عـ أتـ

ــوا ــا كان ــوم م ــكأن الق ــوا ف ــى قض حت

174

دهـــى اجلزيـــرة أمـــر ال عـــزاء لـــه

ثهــالن واهنــد أحــد لــه هــوى

أصاهبـــا العـــن يف اإلســـالم فارتـــزأت

وبلــدان أقطــار منــه خلــت حتــى

فاســـأل بلنســـية مـــا شـــأن مرســـية

جيــان أيــن وأيــن شــاطبة أم

فكـــم العلـــوم دار وأيـــن قرطبـــة

مــن عــامل قــد ســا فيهــا لــه شــان

ــزه ــن نـ ــه مـ ــا حتويـ ــص ومـ ــن حـ وأيـ

ومــآن فيــاض العــذب وهنرهــا

فـــا البـــالد أركان قواعـــد كـــن

أركان تبــق مل عســى البقــاء إذا

تبكـــي احلنيفيـــة البيضـــاء مـــن أســـف

هيــان اإللــف لفــراق كــا بكــى

عـــى ديـــار مـــن اإلســـالم خاليـــة

عمــران بالكفــر وهلــا قــد أقفــرت

175

حيـــث املســـاجد قـــد صـــارت كنائـــس مـــا

وصلبــان نواقيــس إال فيهــن

ـــدة ـــي جام ـــي وه ـــب تبك ـــى املحاري حت

عيــدان وهــي تبكــي املنابــر حتــى

يـــا غافـــال ولـــه يف الدهـــر موعظـــة

يقظــان فالدهــر ســنة يف كنــت إن

موطنـــه يلهيـــه مرحـــا وماشـــيا

أوطــان املــرء تغــر أبعــد حــص

ــا مهـ ــا تقد ــت مـ ــة أنسـ ــك املصيبـ تلـ

نســيان املهــر طــوال مــن ومــا هلــا

رايتـــه البيضـــاء امللـــك ـــا أهي يـــا

كانــوا ال الكفــر أهــل بســيفك أدرك

يـــا راكبـــن عتـــاق اخليـــل ضامـــرة

عقبــان الســبق جمــال يف ــا كأهن

مرهفـــة اهلنـــد ســـيوف وحاملـــن

نــران النقــع ظــالم يف ــا كأهن

176

دعـــة يف البحـــر وراتعـــن وراء

وســلطان عــز بأوطاهنــم ــم هل

أعندكـــم نبـــأ مـــن أهـــل أندلـــس

ركبــان القــوم بحديــث رسى فقــد

ـــم ـــتضعفون وه ـــا املس ـــتغيث بن ـــم يس ك

إنســان هيتــز فــا وأرسى قتــى

بينكـــم اإلســـالم التقاطـــع يف مـــاذا

إخــوان اهلل عبــاد يــا وأنتــم

ـــم ه هلـــا أبيـــات نفـــوس أال

وأعــوان أنصــار اخلــر عــى أمــا

يـــا مـــن لذلـــة قـــوم بعـــد عزهتـــم

وطغيــان كفــر حاهلــم أحــال

باألمـــس كانـــوا ملـــوكا يف منازهلـــم

عبــدان الكفــر بــالد يف هــم واليــوم

ــم ـ ــل هل ــارى ال دليـ ــم حيـ ــو تراهـ فلـ

ألــوان الــذل ثيــاب مــن عليهــم

177

ولـــو رأيـــت بكاهـــم عنـــد بيعهـــم

أحــزان واســتهوتك األمــر هلالــك

بينهـــا حيـــل وطفـــل أم يـــا رب

وأبــدان أرواح ق تفــر كــا

ـــرزت ـــمس إذ ب ـــن الش ـــل حس ـــة مث وطفل

ومرجــان ياقــوت هــي كأنــا

يقودهـــا العلـــج للمكـــروه مكرهـــة

حــران والقلــب والعــن باكيــة

ملثـــل هـــذا يـــذوب القلـــب مـــن كمـــدوإيــان))) إســالم القلــب يف كان إن

ــى ــن من ــا م ــول اهلل راجع ــل رس ــد أن قف وبعــودع ــه ولي ــد ب ــر العه ــون آخ ــق ليك ــت العتي ــاد للبي ع

ــى.. ــق األع ــده إىل الرفي ــا بع الدني

صـــى عليـــك اهلل يـــا علـــم اهلـــدى

حــادي ترنــم أو ركــب ســار مــا )1( أبو البقاء الرندي

178

ــر ــن، وأن ــا اليق ــا يرهي ــا ب ــى قلوبن ــح ع ــم افت اللهــا ــتعمل جوارحن ــل واس ــه الدلي ــهد ب ــا نش ــا ب بصائرنــم، ــات النعي ــك جن ــك وجنات ــا إىل رضوان ــا يوصلن في

ــن. ــم الرامح ــا أرح ــك ي ــا برمحت ــا من ــه متقب واجعل

وآخــر دعوانــا أن احلمــد هلل رب العاملــن، وصــى اهلل عــى نبينــا حممــد وعــى آلــه وصحبــه أمجعــن.

179

اأدعية خمتارة)))

ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ زبٹ

.]7 - ٦ الفاحتــة: [ رب ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ

ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ زبٻ .]٢3 ]األعــراف: رب ڀ ڀ

ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀڀ پ پ زب

ڤڦ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ

.]1٢8-1٢7 ]البقــرة: رب ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ

ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ ٴۇ زبۈ

ــرة: ٢01[. ې ې ې رب ]البق

)1( خــر مــا ينبغــي أن يدعــو بــه احلــاج مــا ورد يف كتــاب اهلل مــن دعــاء األنبيــاء والصاحلــن و مــا دعــى بــه نبينــا حممــد صــى اهلل عليــه وســلم ومــا علمــه أمتــه مــن جوامــع الكلــم

وهــو أقــرب للقبــول، أذكــره هنــا وأدع عــزوة جتنبــا لطــول الكتــاب نفعنــا اهلل بــه.

180

ڱ ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ ڳ زب .]٢٥0 ]البقــرة: رب ڻ ڻ ں ں

وئ وئ ەئ ائەئ ائ ى ى ې ې ې زب

ىئ ىئ ىئ ېئېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ

ىب مب حبخب جب يئ ىئ مئ جئحئ ی ی ی ی

.]٢8٦ ]البقــرة: رب مت خت حت جت يب

زب ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئېئ ېئ ىئ ىئ ىئ ی ی ی ی جئ حئ مئ ىئيئ جب حب خب

مب ىب يب رب ]آل عمــران: 9-8[.

ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ زب .]1٦ عمــران: ]آل ڀرب

پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ زب .]٥3 عمــران: ]آل رب ڀ پ

زبائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ رب ]آل عمــران: 147[.

181

ھ ہ ہ ہ ہ ۀ ۀ ڻ ڻ زبڻ ۇ ڭ ڭ ڭ ۓڭ ۓ ے ے ھ ھ ھ ۅ ۅ ۋ ۋ ٴۇ ۈ ۈ ۆ ۆ ۇ ەئ ائ ائ ى ى ې ې ې ې ۉۉ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئىئ

.]194-191 عمــران: ]آل رب ی ی ی ىئ ىئ

رب ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ زب ــاء: 7٥[. ]النس

ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ زب .]٢3 ]األعــراف: رب ڀ ڀ

ک ک ک ڑڑ ژ ژ ڈڈ ڎ ڎ ڌ ڌ زب .]89 ]األعــراف: رب ڳ ڳ گ گ گ گ ک

زبڎ ڎ ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک رب ]األعــراف: 1٢٦[.

182

ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ زب .]149 ]األعــراف: رب ېئ ېئ

زبۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ےرب ]يونــس: 8٥[.

ائ ى ېى ې ې ې ۉ ۉ زب ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ەئ ائ

.]41-40 ]إبراهيــم: رب ۈئ ۈئ

رب ں ڱ ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ ڳ ڳ گ زبگ ــف: 10[. ]الكه

زب ى ى ائ ائ ەئ ەئېئ رب ]طه: 73[.

رب ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ ڃ ڃ زب .]109 ]املؤمنــون:

ۇئ وئ وئ ەئ ائەئ ائ ى ى ې زب .]٦٥-٦٦ ]الفرقــان: رب ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ

183

زب ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ۓ رب ]الفرقــان: 74[.

زب ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇرب ــعراء: ٥0-٥1[. ]الش

ې ې ۉ ۉ ۅ ۅ ۋ ۋ زب ٻ ٻ ٱ ەئ ائ ائ ى ى ې ې ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ڀڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿٿ ڦ ڦ ڤ ڤڤ ڤ ٹ ٹ ٹ ٹ

.]9-7 ]غافــر: رب ڦ ڦ

ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ پ پ زب رب ٹ ٹ ٹ ٿ ٿ ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ ٺ

]احلــرش: 10[.

ی ىئ ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ زبۆئ

184

رب مب خب حب جب يئ مئىئ حئ جئ ی ی ی .]٥-4 ]املمتحنــة:

ڇ ڇ چ چ چ ڃچ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ زب ]التحريم: 8[. ڇ رب

ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ زب ىئ مئ حئ جئ ی ی ی ی ىئ ىئ ىئ حت جت يب ىب مب خب حب جب يئ

.]٢8-٢٦ ]نــوح: رب يت ىت مت خت

زب ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ رب ]التحريم: 11[.

ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ ڤ ٹ زب

ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چچ چ چ ڇ ڇ

ڇ ڇ ڍ رب ]األحقــاف: 1٥[.

زب وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ رب ]الصافات: 100[.

زبۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ رب]العنكبوت: 30[.

185

زب ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ رب]القصص: ٢4[.

زب مت ىت يت جث مث ىث رب ]القصص: ٢1[.

زبڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ رب ]القصص: 1٦[.

ے ے ھ ھ ھ ھ ہ ہ ہ زب ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ ڭ ۓ ۓ

.]19 ]النمــل: رب ۈ ۆ

ٱ ىب مب خب حب جب يئ ىئ زب ڀ ڀ ڀ ڀ پ پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ رب ]الشــعراء: 83-

.]89

زب ىئ ىئ ی ی ی ی جئ رب ]املؤمنون: 118[.

زب ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ رب ]املؤمنــون: 98-97[.

186

زب ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ رب ]املؤمنون: ٢9[.

زب ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ رب ]املؤمنون: 39[.

]األنبيــاء: رب ۈ ۈ ۆ ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ زب

.]89

زب ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ رب ]طه: 114[.

زب ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ رب ]طه: ٢٥-٢٦[.

گ گ ک ک ک ک ڑ ڑ زبژ

.]80 ]اإلرساء: رب ڳ ڳ ڳ گ گ

زب پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀٺ ٺ ٺ ٺ ٿ رب

]آل عمــران: 38[.

زب ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ

ۀ رب ]األنبياء: 87[.

ائ ى ېى ې ېې ۉ ۉ ۅ ۅ زبۋ

.]1٢9 ]التوبــة: رب ەئ ەئ ائ

187

زب ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ رب ]البقرة: 1٥٦[.

زب ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ رب ]مريم: ٥[.

نيــا حســنة ويف اآلخــرة نــا آتنــا يف الد »اللهــم ربـار«. حســنة وقنــا عــذاب النـ

ــذاب ــار وع ــة الن ــن فتن ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهالنــار، وفتنــة القــر، وعــذاب القــر، ورش فتنــة الغنــى، ــة ــن رش فتن ــك م ــوذ ب ــم إين أع ــر، الله ــة الفق ورش فتنــج ــاء الثل ــي ب ــل قلب ــم اغس ــال، الله املســيح الدجــوب ــت الث ــا نقي ــا ك ــن اخلطاي ــي م ــق قلب ــرد، ون والــاي ــن خطاي ــي وب ــد بين ــس، وباع ــن الدن ــض م األبيــوذ ــم إين أع ــرب. الله ــرشق واملغ ــن امل ــدت ب ــا باع ك

ــرم«. ــم واملغ ــل واملأث ــن الكس ــك م ب

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن العجــز والكســل،

188

ــذاب ــن ع ــك م ــوذ ب ــل، وأع ــرم والبخ ــن واهل واجلبــات«. ــا وامل ــة املحي ــن فتن ــر، وم الق

ــاء، ودرك ــد الب ــن جه ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهالشــقاء، وســوء القضــاء، وشــاتة األعــداء«.

»اللهــم أصلــح يل دينــي الــذي هــو عصمــة أمــري، ــح يل ــايش، وأصل ــا مع ــي فيه ــاي الت ــح يل دني وأصلآخــريت التــي فيهــا معــادي، واجعــل احليــاة زيــادة يل يف

ــن كل رش«. ــة يل م ــوت راح ــل امل ــر، واجع كل خ

ــاف، ــى، والعف ــدى، والتق ــألك اهل ــم إين أس »اللهــى«. والغن

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن العجــز، والكســل، واجلبــن، والبخــل، واهلــرم، وعــذاب القــر، اللهــم آت ــت ــا. أن ــن زكاه ــر م ــت خ ــا أن ــا، وزكه ــي تقواه نفــم ال ــن عل ــك م ــوذ ب ــم إين أع ــا. الله ــا ومواله وليه

189

ــبع، ــس ال تش ــن نف ــع، وم ــب ال خيش ــن قل ــع، وم ينفــا«. ــتجاب هل ــوة ال يس ــن دع وم

»اللهــم اهــدين وســددين، اللهــم إين أســألك اهلــدى والســداد«.

ــول ــك، وحت ــن زوال نعمت ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهــخطك«. ــع س ــك، ومجي ــاءة نقمت ــك، وفج عافيت

ــن ــت، وم ــا عمل ــن رش م ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهــل«. ــا مل أعم رش م

فيــا يل وبــارك وولــدي، مــايل، أكثــر »اللهــم . » عطيتنــي أ

ــه إال اهلل رب ــم، ال إل ــم احللي ــه إال اهلل العظي »ال إلــاوات، ورب ــه إال اهلل رب الس ــم، ال إل ــرش العظي الع

ــم«. ــرش الكري األرض، ورب الع

190

»اللهــم رمحتــك أرجــو فــا تكلنــي إىل نفــي طرفــة عــن، وأصلــح يل شــأين كلــه، ال إلــه إال أنــت«.

»ال إله إال أنت سبحانك إين كنت من الظاملن«.

»اللهــم إين عبــدك ابــن عبــدك، ابــن أمتــك، ناصيتي بيــدك، مــاض يف حكمــك، عــدل يف قضــاؤك. أســألك بــكل اســم هــو لــك ســميت بــه نفســك، أو أنزلتــه يف كتابــك، أو علمتــه أحــدا مــن خلقــك، أو اســتأثرت بــه يف علــم الغيــب عنــدك، أن جتعــل القــرآن ربيــع قلبــي،

ونــور صــدري، وجــاء حــزين، وذهــاب مهــي«.

عــى قلوبنــا رصف القلــوب مــرصف »اللهــم طاعتــك«.

»يا مقلب القلوب ثبت قلبي عى دينك«.

»اللهم إين أسألك العافية يف الدنيا واآلخرة«.

191

ــا ــا، وأجرن ــور كله ــا يف األم ــن عاقبتن ــم أحس »اللهــرة«. ــذاب اآلخ ــا وع ــزي الدني ــن خ م

ــرص ــرصين وال تن ــي، وان ــن ع ــي وال تع »رب أعنعــي، وامكــر يل وال متكــر عــي، واهــدين ويــر اهلــدى إيل، وانــرصين عــى مــن بغــى عــي، رب اجعلنــي لــك شــكارا، لــك ذكارا، لــك رهابــا، لــك مطواعــا، إليــك خمبتــا أواهــا منيبــا، رب تقبــل توبتــي، واغســل حوبتــي، وأجــب دعــويت، وثبــت حجتــي، واهــد قلبــي، وســدد

لســاين، واســلل ســخيمة قلبــي«.

»اللهــم إنــا نســألك مــن خــر مــا ســألك منــه نبيــك ، ونعــوذ بــك مــن رش مــا اســتعاذ منــه نبيــك حممــد ، وأنــت املســتعان، وعليــك البــاغ، وال حممــد

حــول وال قــوة إال بــاهلل«.

ــن رش ــمعي، وم ــن رش س ــك م ــوذ ب ــم إين أع »الله

192

ــن رش ــي، وم ــن رش قلب ــاين، وم ــن رش لس ــرصي، وم بــي«. مني

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن الــرص، واجلنــون، واجلــذام، ومــن ســيئ األســقام«.

ــاق، ــرات األخ ــن منك ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهواألعــال، واألهــواء«.

»اللهــم إنــك عفــو كريــم حتــب العفــو فاعــف عنــي«.

وتــرك اخلــرات، فعــل أســألك إين »اللهــم ــي، املنكــرات، وحــب املســاكن، وأن تغفــر يل، وترمحنــألك ــون، وأس ــر مفت ــي غ ــوم فتوفن ــة ق وإذا أردت فتنــي إىل ــل يقربن ــب عم ــك، وح ــن حيب ــب م ــك، وح حب

ــك«. حب

»اللهــم إين أســألك مــن اخلــر كلــه: عاجلــه وآجله،

193

مــا علمــت منــه ومــا مل أعلــم، وأعــوذ بــك مــن الــرش ــم. ــا مل أعل ــه وم ــت من ــا علم ــه، م ــه وآجل ــه عاجل كلاللهــم إين أســألك مــن خــر مــا ســألك عبــدك ونبيــك، ــدك ــه عب ــك من ــتعاذ ب ــا اس ــن رش م ــك م ــوذ ب وأعــا ــرب إليه ــا ق ــة، وم ــألك اجلن ــم إين أس ــك. الله ونبيمــن قــول أو عمــل، وأعــوذ بــك مــن النــار ومــا قــرب إليهــا مــن قــول أو عمــل، وأســألك أن جتعــل كل قضــاء

ــرا«. ــه يل خ قضيت

واحفظنــي قائــا، باإلســام احفظنــي »اللهــم باإلســام قاعــدا، واحفظنــي باإلســام راقــدا، وال تشــمت يب عــدوا وال حاســدا. اللهــم إين أســألك مــن كل خــر خزائنــه بيــدك، وأعــوذ بــك مــن كل رش

ــدك«. ــه بي خزائن

»اللهــم اقســم لنــا مــن خشــيتك مــا حتــول بــه بيننــا

194

وبــن معاصيــك، ومــن طاعتــك مــا تبلغنــا بــه جنتــك، ــا، ــب الدني ــا مصائ ــه علين ــون ب ــا هت ــن م ــن اليق وماللهــم متعنــا بأســاعنا، وأبصارنــا، وقواتنــا مــا أحييتنــا، واجعلــه الــوارث منــا، واجعــل ثأرنــا عــى مــن ظلمنــا، وانرصنــا عــى مــن عادانــا، وال جتعــل مصيبتنــا يف ديننا، ــا، وال ــغ علمن ــا، وال مبل ــر مهن ــا أك ــل الدني وال جتع

ــا«. ــا مــن ال يرمحن تســلط علين

ــك ــوذ ب ــن، وأع ــن اجلب ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهمــن البخــل، وأعــوذ بــك مــن أن أرد إىل أرذل العمــر،

ــر«. ــذاب الق ــا وع ــة الدني ــن فتن ــك م ــوذ ب وأع

»اللهــم اغفــر يل خطيئتــي، وجهــي، وإرسايف يف أمــري، ومــا أنــت أعلــم بــه منــي، اللهــم اغفــر يل هــزيل

ــدي«. ــك عن ــدي، وكل ذل ــي وعم ــدي، وخطئ وج

ــر ــرا، وال يغف ــا كث ــي ظل ــت نف ــم إين ظلم »الله

195

الذنــوب إال أنــت. فاغفــر يل مغفــرة مــن عنــدك، ــم«. ــور الرحي ــت الغف ــك أن ــي إن وارمحن

»اللهــم لــك أســلمت، وبــك آمنــت، وعليــك ــم إين ــت. الله ــك خاصم ــت وب ــك أنب ــت، وإلي توكلأعــوذ بعزتــك ال إلــه إال أنــت أن تضلنــي. أنــت احلــي

ــون«. ــس يموت ــن واإلن ــوت، واجل ــذي ال يم ال

ــم ــك، وعزائ ــات رمحت ــألك موجب ــا نس ــم إن »اللهــم، والغنيمــة مــن كل مغفرتــك، والســامة مــن كل إث

ــار«. ــن الن ــاة م ــة، والنج ــوز باجلن ــر، والف ب

»اللهــم اجعــل أوســع رزقــك عــي عنــد كــر ســني، ــاع عمري«. وانقط

»اللهــم اغفــر يل ذنبــي، ووســع يل يف داري، وبــارك يل يف رزقــي«.

196

»اللهــم إين أســألك مــن فضلــك ورمحتــك، فإنــه ال يملكهــا إال أنــت«.

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن الــرتدي، واهلــدم، والغــرق، واحلــرق، وأعــوذ بــك أن يتخبطنــي الشــيطان عنــد املــوت، وأعــوذ بــك أن أمــوت يف ســبيلك مدبــرا،

ــا«. ــوت لديغ ــك أن أم ــوذ ب وأع

ــس ــه بئ ــوع، فإن ــن اجل ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهــت ــا بئس ــة، فإهن ــن اخليان ــك م ــوذ ب ــع، وأع الضجي

البطانــة«.

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن العجــز، والكســل، والغفلــة، والقســوة، واهلــرم، والبخــل، واجلبــن، والعيلــة، والذلــة، واملســكنة، وأعــوذ بــك مــن الفقــر، ــمعة، ــاق، والس ــقاق، والنف ــوق، والش ــر، والفس والكفوالريــاء، وأعــوذ بــك مــن الصمــم، والبكــم، واجلنون،

ــقام«. ــيئ األس ــرص، وس ــذام، وال واجل

197

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن الفقــر، والقلــة، والذلــة، وأعــوذ بــك مــن أن أظلــم أو أظلــم«.

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن جــار الســوء يف دار املقامــة؛ فــإن جــار الباديــة يتحــول«.

ــن ــع، وم ــب ال خيش ــن قل ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهدعــاء ال يســمع، ومــن نفــس ال تشــبع، ومــن علــم ال

ــع«. ينفــع. أعــوذ بــك مــن هــؤالء األرب

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن يــوم الســوء، ومــن ليلــة الســوء، ومــن ســاعة الســوء، ومــن صاحــب الســوء،

ومــن جــار الســوء يف دار املقامــة«.

»اللهــم إين أســألك اجلنــة وأســتجر بــك مــن مــرات(. )ثــاث النــار«.

»اللهم فقهني يف الدين«.

198

ــم، ــا أعل ــك وأن ــك أن أرشك ب ــوذ ب ــم إين أع »اللهــم«. ــا ال أعل ــتغفرك مل وأس

»اللهــم انفعنــي بــا علمتنــي، وعلمنــي مــا ينفعنــي، وزدين علــا«.

»اللهــم إين أســألك علــا نافعــا، ورزقــا طيبــا، متقبــا«. وعمــا

ــد، ــد األح ــك الواح ــا اهلل بأن ــألك ي ــم إين أس »اللهــوا ــه كف ــن ل ــد، ومل يك ــد ومل يول ــذي مل يل ــد ال الصمأحــد، أن تغفــر يل ذنــويب، إنــك أنــت الغفــور الرحيــم«.

ــه إال ــد، ال إل ــك احلم ــأن ل ــألك ب ــم إين أس »اللهأنــت وحــدك ال رشيــك لــك املنــان يــا بديــع الســاوات ــا قيــوم، ــا حــي ي ــا ذا اجلــال واإلكــرام، ي واألرض، ي

ــار«. ــة وأعــوذ بــك مــن الن إين أســألك اجلن

199

»اللهــم إين أســألك بــأين أشــهد أنــك أنــت اهلل ال إله إال أنــت، األحــد، الصمــد، الــذي مل يلــد، ومل يولــد، ومل

يكــن لــه كفــوا أحــد«.

ــواب ــت الت ــك أن ــي، إن ــب ع ــر يل، وت »رب اغفالغفــور«.

ــق، ــى اخلل ــك ع ــب، وقدرت ــك الغي ــم بعلم »اللهأحينــي مــا علمــت احليــاة خــرا يل، وتوفنــي إذا علمــت الوفــاة خــرا يل، اللهــم إين أســألك خشــيتك يف الغيــب والشــهادة، وأســألك كلمــة احلــق يف الرضــا والغضــب، وأســألك القصــد يف الغنــى والفقــر، وأســألك نعيــا ال ينفــذ، وأســألك قــرة عــن ال تنقطــع، وأســألك الرضــا ــوت، ــد امل ــش بع ــرد العي ــألك ب ــاء، وأس ــد القض بعوأســألك لــذة النظــر إىل وجهــك، والشــوق إىل لقائــك، ــا ــم زين ــة، الله ــة مضل ــرضة، وال فتن ــر رضاء م يف غ

ــا هــداة مهتديــن«. ــة اإليــان، واجعلن بزين

200

ــه ــي حب ــن ينفعن ــب م ــك، وح ــي حب ــم ارزقن »اللهعنــدك، اللهــم مــا رزقتنــي ممــا أحــب فاجعلــه قــوة يل فيــا حتــب، اللهــم مــا زويــت عنــي ممــا أحــب فاجعلــه

فراغــا يل فيــا حتــب«.

»اللهــم طهــرين مــن الذنــوب واخلطايــا، اللهــم ــم ــس، الله ــن الدن ــوب م ــى الث ــا ينق ــا ك ــي منه نقن

ــارد«. ــاء الب ــرد وامل ــج وال ــرين بالثل طه

»اللهــم إين أعــوذ بــك مــن البخــل، واجلبــن، وســوء العمــر، وفتنــة الصــدر، وعــذاب القــر«.

»اللهــم رب جرائيــل، وميكائيــل، ورب إرسافيــل، أعــوذ بــك مــن حــر النــار ومــن عــذاب القــر«.

»اللهم أهلمني رشدي، وأعذين من رش نفي«.

ــن ــك م ــوذ ب ــا، وأع ــا نافع ــألك عل ــم إين أس »اللهــع«. ــم ال ينف عل

201

»اللهــم رب الســاوات الســبع ورب األرض، ورب ــب ــق احل ــا ورب كل يشء، فال ــم، ربن ــرش العظي العوالنــوى، ومنــزل التــوراة واإلنجيــل والفرقــان، أعــوذ بــك مــن رش كل يشء أنــت آخــذ بناصيتــه، اللهــم أنــت األول فليــس قبلــك يشء، وأنــت اآلخــر فليــس بعــدك يشء، وأنــت الظاهــر فليــس فوقــك يشء، وأنــت الباطــن فليــس دونــك يشء، اقــض عنــا الديــن وأغننــا

مــن الفقــر«.

»اللهــم ألــف بــن قلوبنــا، وأصلــح ذات بيننــا، واهدنــا ســبل الســام، ونجنــا مــن الظلــات إىل النــور، ــارك ــا الفواحــش مــا ظهــر منهــا ومــا بطــن، وب وجنبنوأزواجنــا، وقلوبنــا، وأبصارنــا، أســاعنا، يف لنــا ــم، ــواب الرحي ــت الت ــك أن ــا إن ــب علين ــا، وت وذرياتنــا شــاكرين لنعمتــك مثنــن هبــا عليــك قابلــن واجعلن

ــا«. ــا علين ــا وأمتمه هل

202

ــاء، ــر الدع ــألة، وخ ــر املس ــألك خ ــم إين أس »اللهوخــر النجــاح، وخــر العمــل، وخــر الثــواب، وخــر احليــاة، وخــر املــات، وثبتنــي، وثقــل موازينــي، وحقــق إيــاين، وارفــع درجــايت، وتقبــل صــايت، واغفــر خطيئتــي، وأســألك الدرجــات العــى مــن ــه، ــر، وخوامت ــح اخل ــألك فوات ــم إين أس ــة، الله اجلنــات ــه، والدرج ــره، وباطن ــه، وظاه ــه، وأول وجوامعالعــى مــن اجلنــة آمــن. اللهــم إين أســألك خــر مــا آيت، وخــر مــا أفعــل، وخــر مــا أعمــل، وخــر مــا بطــن، وخــر مــا ظهــر، والدرجــات العــى مــن اجلنــة آمــن. ــع وزري، ــري، وتض ــع ذك ــألك أن ترف ــم إين أس اللهوتصلــح أمــري، وتطهــر قلبــي، وحتصــن فرجــي، ــات ــألك الدرج ــي، وأس ــر يل ذنب ــي، وتغف ــور قلب وتنــارك ــألك أن تب ــم إين أس ــن. الله ــة آم ــن اجلن ــى م العــي، ويف ــرصي، ويف روح ــمعي، ويف ب ــي، ويف س يف نف

203

خلقــي، ويف خلقــي، ويف أهــي، ويف حميــاي، ويف ممــايت، ويف عمــي، فتقبــل حســنايت، وأســألك الدرجــات العــى

ــن«. ــة آم ــن اجلن م

»اللهــم جنبنــي منكــرات األخــاق، واألهــواء، واألدواء«. واألعــال،

»اللهــم قنعنــي بــا رزقتنــي، وبــارك يل فيــه، واخلف عــي كل غائبــة يل بخر«.

»اللهم حاسبني حسابا يسرا«.

»اللهــم أعنــا عــى ذكــرك، وشــكرك، وحســن عبادتــك«.

»اللهــم إين أســألك إيانــا ال يرتــد، ونعيــا ال ينفــذ، ــة ــى جن ــلم يف أع ــه وس ــى اهلل علي ــد ص ــة حمم ومرافق

ــد«. اخلل

»اللهــم قنــي رش نفــي، واعــزم يل عــى أرشــد

204

أمــري، اللهــم اغفــر يل مــا أرسرت، ومــا أعلنــت، ومــا أخطــأت، ومــا عمــدت، ومــا علمــت، ومــا جهلــت«.

ــة ــن، وغلب ــة الدي ــن غلب ــك م ــوذ ب ــم إين أع »اللهــداء«. ــاتة األع ــدو، وش الع

»اللهــم اغفــر يل، واهــدين، وارزقنــي، وعافنــي، ــة«. ــوم القيام ــام ي ــق املق ــن ضي ــاهلل م ــوذ ب أع

بســمعي، وبــرصي، واجعلهــا متعنــي »اللهــم ــذ ــي، وخ ــن يظلمن ــى م ــرصين ع ــي، وان ــوارث من ال

ــأري«. ــه بث من

»اللهــم إين أســألك عيشــة نقيــة، وميتــة ســوية، ــح«. ــز وال فاض ــر خم ــردا غ وم

»اللهــم لــك احلمــد كلــه، اللهــم ال قابــض ملــا بســطت، وال باســط ملــا قبضــت، وال هــادي ملــن أضللــت وال مضــل ملــن هديــت، وال معطــي ملــا منعــت

205

ــدت، وال ــا باع ــرب مل ــت، وال مق ــا أعطي ــع مل وال مانــك ــن بركات ــا م ــط علين ــم ابس ــت، الله ــا قرب ــد مل مباعورمحتــك وفضلــك ورزقــك، اللهــم إين أســألك النعيــم ــألك ــم إين أس ــزول، الله ــول وال ي ــذي ال حي ــم ال املقيــوم اخلــوف، اللهــم إين ــة، واألمــن ي ــوم العيل ــم ي النعيعائــذ بــك مــن رش مــا أعطيتنــا ورش مــا منعتنــا، اللهــم حبــب إلينــا اإليــان وزينــه يف قلوبنــا وكــره إلينــا الكفــر والفســوق والعصيــان واجعلنــا مــن الراشــدين، اللهــم توفنــا مســلمن، وأحينــا مســلمن، وأحلقنــا بالصاحلــن غــر خزايــا وال مفتونــن، اللهــم قاتــل الكفــرة الذيــن ــل ــبيلك، واجع ــن س ــدون ع ــلك ويص ــون رس يكذبعليهــم رجــزك وعذابــك، اللهــم قاتــل الكفــرة الذيــن

ــه احلــق آمــن«. ــاب؛ إل ــوا الكت أوت

»اللهــم اغفــر يل، وارمحنــي، واهــدين، وعافنــي، وارزقنــي«.

206

»...واجرين وارفعني«.

هتنــا، وال وأكرمنــا تنقصنــا، وال زدنــا »اللهــم ــا ــا، وأرضن ــا وال تؤثــر علين ــا، وآثرن ــا وال حترمن وأعطن

وارض عنــا«.

»اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي«.

»اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا«.

ــد أويت ــا فق ــن أوتيه ــي م ــة الت ــي احلكم ــم آتن »اللهــرا«. ــرا كث خ

مقدمة ............................................ 7معنى احلج........................................ 10تعلق القلوب باحلج!.............................. ٢1أثناء الرحلة....................................... 3٢4٢ ..................................... يف ال ميقات..ما أشد الشبه!..................................... 4٦٥8 ........................ وأقبلنا عى البيت العتيق..٦9 .................................... توقر الكعبة..وعى الصفا....................................... 8٦ودنا اللقاء.. يوم الرتوية.. يوم االستعداد.......... 9٢إىل عرفات........................................ 9497 ................................. عرفات.. واحلرش

احلج عرفة..الدعاء هو العبادة.................... 118

اجلبار.. ويوم اجلمع.............................. 1٢3السلف.. وعرفة................................. 1٢٥وارحتلنا من عرفات إىل املزدلفة................... 1٢8رمي اجلار والباء الصعب....................... 13٢رس التكبر....................................... 147149 ............................. اهلدي.. ملن له هدي1٥٦ ................................ افعل.. وال حرج1٥9 ............................ وعدنا.. للبيت العتيق1٦4 ................................ وال منى يف منى !!1٦7 ............................ رمحاك رباه من الوداعأدعية خمتارة...................................... 179