غي كارنيسة مـؤسم الدوليلس ل2016 سان/ أبريل نيراسي، وألكساندر جينيري، ومارك بيي رّ روان المعش م الوعيد:عد و بين الولشراكة إطار جديد ل مع تونس
CarnegieEndowment.org
مـؤسسة كارنيغيللسالم الدولي
نيسان/ أبريل 2016
مروان المعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
بين الوعد والوعيد:إطار جديد للشراكة
مع تونس
بين الوعد والوعيد:إطار جديد للشراكة
مع تونس
مروان المعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
مـؤسسة كارنيغيللسالم الدولي
© 2016 موؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل. جميع احلقوق حمفوظة.
�سية ب�ساأن ق�سايا ال�سيا�سة العامة؛ تعبر وجهات النظر املذكورة يف هذه الدرا�سة عن ال تترخذ موؤ�س�سة كارنيغي مواقف موؤ�سر
اآراء كاتبها وال تعك�س بال�رضورة وجهات نظر املوؤ�س�سة، اأو فريق عملها، اأو جمل�س االأمناء فيها.
مينع ن�سخ اأو نقل اأير جزء من هذا املن�سور باأير �سكل اأو باأير و�سيلة، من دون احل�سول على اإذن خطي من موؤ�س�سة
كارنيغي. يرجى توجيه الطلبات اإىل:
مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي قسم املنشورات
1779 Massachusetts Avenue, NWWashington, D.C. 20036
United StatesP +1 202 483 7600 F +1 202 483 1840
CarnegieEndowment.org | [email protected]
أو إلى العنوان التالي:مركز كارنيغي للشرق األوسطبرج العازارية، الطابق اخلامس
رقم املبنى 1210 2026، شارع األمير بشيروسط بيروت التجاري
بيروت، لبنانتلفون: 291 991 1 961فاكس: 591 991 1 961
ص. ب: 11 - 1061 رياض الصلح [email protected]
ميكن حتميل هذا املن�سور جمانا من املوقع:
http://www.CarnegieEndowment.orgتتوفر أيضا نسخ مطبوعة محدودة. لطلب نسخة أرسل رسالة عبر البريد اإللكتروني إلى العنوان التالي:
املحتويات
نبذة عن الكتاب ..............................................م���������������������������ك..................................................................................................................................................... 5
ملخ�ص .......................................................................................م.................................................................................................................................................................. 7
متهيد ................................................................................................................................................................................................................................................................ 9
11 . ................................................................................................................................................................................................................................................ مقدمة
12 ................................................................................................................................ التون�سية يف مهب الريح التجربة
حتديد العقبات التي تعرت�ص التقدم .................................................................................................................. 15
حان الوقت التباع مقاربة جديدة: اإطار �سراكة ....................................................................... 24
26 ....................................................................................................................................................................................................................................... تو�سيات
خامتة . .................................................................................................................................................................................................................................................. 38
هوام�ص ................................................................................................................................................................................................................................................... 39
موؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل .............................................................................................................................................. 44
نبذة عن الكتاب
ر مروان املع�س
نائب الرئي�س للدرا�سات يف م�ؤ�س�سة كارنيغي، حيث ي�سرف على اأبحاث امل�ؤ�س�سة يف
وا�سنطن وبريوت ح�ل �س�ؤون ال�سرق الأو�سط. �سغل من�سبي وزير اخلارجية )2002-
املهنية خربته و�سملت الأردن، يف )2005-2004( ال�زراء رئي�س ونائب ،)2004
جمالت الدبل�ما�سية والتنمية واملجتمع املدين والت�سالت.
بداأ م�سريته املهنية كاتبا يف �سحيفة »ج�ردان تاميز« )Jordan Times(، ثم عمل
يف وزارة التخطيط، و�سغل من�سب م�ست�سار �سحايف يف مكتب رئي�س ال�زراء، ومن�سب
مدير املكتب الإعالمي الأردين يف وا�سنطن. يف العام 1996، تقلد من�سب وزير الإعالم
والناطق با�سم احلك�مة. ومن العام 1997 حتى العام 2002، عمل �سفريا يف وا�سنطن،
عاد ثم عربية. ودولة املتحدة ال�ليات بني احلرة للتجارة اتفاقية اأول ب�ساأن وفاو�س
اإىل الأردن لي�سغل من�سب وزير اخلارجية، حيث ا�سطلع بدور مركزي يف و�سع مبادرة
اأ�سبح ،2004 العام يف الأو�سط. بال�سرق اخلا�سة الطريق وخريطة العربية ال�سالم
املع�سر نائبا لرئي�س ال�زراء م�س�ؤول عن الإ�سالح والأداء احلك�مي، وقاد اجله�د الهادفة
اإىل و�سع خطة مدتها ع�سر �سن�ات لالإ�سالح ال�سيا�سي والقت�سادي والجتماعي. ومن
العام 2006 اإىل العام 2007، كان ع�س�ا يف جمل�س الأعيان الأردين. وبني عامي 2007
و2010، �سغل من�سب نائب الرئي�س الأول لل�س�ؤون اخلارجية يف البنك الدويل.
The Arab Center: The( »املع�سر ه� م�ؤلف كتاب »ال��سط العربي: وعد العتدال
ييل؛ جامعة من�س�رات عن 2008 العام يف ال�سادر )Promise of Moderation
The Second Arab( التعددية« واملعركة من اأجل الثانية العربية »اليقظة وكتاب
عن 2014 العام يف ال�سادر )Awakening and the Battle for Pluralism
من�س�رات جامعة ييل.
مارك بيرييني
عمل مارك برييني باحثا زائرا يف مركز كارنيغي اأوروبا منذ اأيل�ل/�سبتمرب 2012.
تركزت اأبحاثه هناك على التط�رات يف ال�سرق الأو�سط وتركيا من منظ�ر اأوروبي. عمل
الأول/دي�سمرب كان�ن الفرتة من الأوروبي يف الدبل�ما�سي لالحتاد ال�سلك برييني يف
1976 اإىل ني�سان/اأبريل 2012. وكان �سفري الحتاد الأوروبي ورئي�س بعثته لدى تركيا
واملغرب ،)2002-1998( و�س�رية ،)2006-2002( وليبيا وت�ن�س ،)2011-2006(
�
بر�سل�نة عملية اأو الأورو-مت��سطية، لل�سراكة من�سق اأول وكان .)1991-1995(
ليبيا من البلغاريني الرهائن �سراح لإطالق الرئي�س واملفاو�س ،)1995-1998(
)2004-2007(. كما عمل برييني م�ست�سارا يف حك�مة اثنني من املف��سني الأوروبيني:
كل�د �سي�س�ن )1979-1981( واأبيل مات�تي�س )1991-1989(.
�س�د، اآكت )من�س�رات »Le prix de la liberté« الفرن�سية: باللغة كتب ثالثة له
Où«من�س�رات اآكت �س�د، 2010(، و( »Télégrammes diplomatiques«و ،)2008
va la Turquie« )من�س�رات اآكت �س�د، 2013(. وه� ع�س� يف املجل�س الدويل ملتحف
»ت�يرت« ه� احل�سارات الأوروبية واملت��سطية )MuCEM( يف مر�سيليا. ح�سابه على
.@MarcPierini1
األك�ساندر جريا�سي
ت�ن�س على اأبحاثه ترتكز الدويل. لل�سالم كارنيغي م�ؤ�س�سة يف مقيم غري باحث
وال�سيا�سة اخلارجية لل�ليات املتحدة جتاه ال�سرق الأو�سط و�سمال اأفريقيا.
وامل�ساعد امل�ظفني كبري من�سب جريا�سي �سغل ،2012 اإىل 2009 من الفرتة يف
والذي الأمريكية، اخلارجية ل�زارة التابع الأدنى ال�سرق �س�ؤون مكتب يف اخلا�س
ق�سايا على وا�ستغل واإيران. واإ�سرائيل العربية الدول مع الأمريكية العالقات ي�سمل
وال�سالم بني العربية، والث�رات العربي، العامل املدين يف واملجتمع الدمقرطة، �سملت
م�ؤمترات يف املتحدة لل�ليات ممثال جريا�سي وعمل والفل�سطينيني. الإ�سرائيليني
اأ�سدقاء ليبيا، وم�ؤمترات اأ�سدقاء ال�سعب ال�س�ري، ومنتدى التن�سيق ال�سرتاتيجي بني
ال�ليات املتحدة ودول جمل�س التعاون اخلليجي، والعديد من اجتماعات اجلمعية العامة
لالأمم املتحدة.
ملخ�ص
رزه ت�ن�س، اإىل جانب ت�سميمها على اأك�سب التط�ير الدميقراطي ال�سامل للجميع الذي حتح
اإعجابا وا�سع النطاق. لكن بعد �سن�ات خم�س من الث�رة، لتزال مكافحة الإرهاب، البالد
الرياح الداخلية املعاك�سة والزوابع الإقليمية تحربك ت�ن�س، مايهدد عملية انتقالها الدميقراطي.
وليزال الت�ن�سي�ن بانتظار معاجلة التظلمات الجتماعية والقت�سادية التي ت�سببت باندلع
ث�رة العام 2011. ويف �سبيل وقف امل�سار املحقلق الذي تنتهجه البالد، والت�سدي للتحديات
يف املتمثلة الث�رة اأهداف حتقيق يف وللم�ساعدة ت�اجهها، التي الجتماعية-القت�سادية
يتمثل جديد نهج اتباع الدوليني و�سركائها ت�ن�س على ينبغي والكرامة، واحلرية الزدهار
يف اإطار �سراكة يجمع بني اإجراءات اإ�سالحية بقيادة ت�ن�سية وبني م�ساعدات دولية مت�سقة
ومكثفة.
العملية االنتقالية يف تون�ص تراوح مكانها
يعاين القت�ساد الت�ن�سي من الف�ساد والتحديات البريوقراطية والأمنية والقان�نية.
وملا تتحقق بعد امل�ساريع املن�س�دة يف جمالت النم� والتنمية والبنية التحتية، يف ظل
اأمل الت�ن�سيني ومعها خطر متزق الن�سيج الت�افقي الذي حافظ على تفاقم خيبة
�سم�د البالد ومكنها من امل�سي قدما.
الأعمال اإىل اأكرث عر�سة ت�ن�س يجعل اأن ال�ستقرار نح� عدم النزلق �ساأن من
الإرهابية، ويفاقم الأزمة يف ليبيا والغم��س يف اجلزائر، ويدفع اآلف الت�ن�سيني
اإىل الن�سمام اإىل اجلماعات املتطرفة اأو اللتحاق بركب املهاجرين اإىل اأوروبا.
دي قد يحظهر النجاح وال�ستقرار يف ت�ن�س اأن ثمة اإمكانية لإقامة نظام �سيا�سي تعد
مل�اجهة �سا اأ�سح يطرحا اأن كن ميح كما العربي، العامل يف امل�ساءلة اإىل وخا�سع
التحديات املنهجية يف املنطقة.
اأن يك�ن للم�ست�يات اأنه ميكن احتياجات التم�يل يف ت�ن�س لي�ست كبرية. وال�اقع
املت�ا�سعة من الدعم املركز وال�سرتاتيجي تاأثري �سخم اإذا مامتت ال�ستفادة منها
ني، مايزيد من �سع�بة ب�س�رة فعالة. حتى الآن، كان التن�سيق الدويل واملتابعة ناق�س
اخليارات ال�سعبة اأ�سال املتعلقة باإجراء اإ�سالحات مهمة.
اإذ يغرق الكثري من امل�ساعدات اأن يق�م�ا بالدور املن�ط بهم. الت�ن�سيني يتعني على
وامل�ساريع يف م�ستنقع البريوقراطية امل�روث من النظام ال�سابق. وما مل يكن الت�ن�سي�ن
قادرين، يف املقام الأول، على جتاوز هذا امل�ستنقع وتن�سيط وظائف احلك�مة الأ�سا�سية
جمددا على املدى الط�يل، فلن يححدث اأي م�ست�ى من الدعم الدويل فرقا.
*
*
*
*
*
�
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس �
نهج عملي لتحقيق النجاح يف تون�ص
ينبغي على احلك�مة الت�ن�سية و�سركائها الدوليني الأ�سا�سيني و�سع اإطار جديد لل�سراكة،
يق�م على اللتزامات املتبادلة يف خم�سة جمالت تكمل بع�سها البع�س.
ميكن ل�سركاء ت�ن�س الدوليني الأ�سا�سيني وبتعاون ت�ن�سي اأن يق�م�ا مبا يلي:
تكثيف امل�ساركة مع تون�س وتقدمي املعونة الالزمة مل�ساعدتها يف معاجلة الأولويات
امللحة. يجب اأن تك�ن امل�ساركة الدولية يف اإطار ال�سراكة ق�ية، مبا يف ذلك من خالل
�ساأنها من التي الإجراءات حتفز واأن التجارية، والمتيازات املالية امل�ساعدات تقدمي
زة للنم� القت�سادي. جعل امل�ساعدات الدولية اأكرث فعالية ومعز
ميكن اأن تق�م احلك�مة الت�ن�سية، وبدعم دويل، مبا يلي:
قيادة اآلية تن�سيق )G7 +( للم�ساعدات القت�سادية بغية تعزيز ال�سفافية وامل�ساءلة
واملتابعة. يجب على �سركاء ت�ن�س الدوليني الأ�سا�سيني اأن ي�سارك�ا يف هذا اجلهد، مع
الأطراف الفاعلة يف املجتمع املدين والقطاع اخلا�س املرتبط به بح�سب احلاجة. ميكن
لآلية تن�سيق امل�ساعدات اأن تح�سهم يف و�سع وتط�ير اللتزامات املتبادلة فائقة الأول�ية من
جميع الأطراف.
تن�سيط التوا�سل مع الراأي العام واإطالق حوار �سامل مع الأطراف املعنية كافة
ثقة ال�سيا�سية الألعيب ا�ستنزفت العامة والقوانني اجلديدة. فقد ال�سيا�سات حول
ون�سط مع املجتمع بت�ساور حقيقي تبداأ احلك�مة الإ�سالح. وما مل امل�اطن يف عملية
املدين، �ستبقى جه�د الإ�سالح مت�قفة.
التي العقبات واإزالة العام، الراأي بقبول حتظى اأن ميكن التي الإ�سالحات تعزيز
تعرت�س �سبيل النمو القت�سادي، ول�سيما يف املجتمعات املحلية املهم�سة. متثل �سياغة
هذه الإ�سالحات واإقرارها وتطبيقها واإعطاوؤها الأول�ية، وكذلك حت�سني القدرات العامة
للربملان، مهمة كبرية يجب اأن ت�ا�سل الأطراف الفاعلة الت�ن�سية والدولية الرتكيز عليها.
و�سع اآلية �سريعة لتنفيذ امل�ساريع الرامية اإىل تعزيز التنمية القت�سادية والجتماعية
وتوفري فر�س العمل. ثمة حاجة اإىل تبني اإجراءات جديدة يف جمالت الت�ريد والأمن
والتن�سيق بني ال�زارات للم�ساريع التنم�ية، بغية حت�يل التم�يل املحلي واخلارجي اإىل نتائج
ملم��سة بالن�سبة اإىل الت�ن�سيني، وخا�سة ال�سباب واملجتمعات املهم�سة.
،2016 اأيار/ماي� �ستحعقد يف التي )G7( الكربى ال�سبع ال�سناعية الدول قمة ت�فر
يف ال�ستثمار وم�ؤمتر اأيل�ل/�سبتمرب، يف املتحدة لالأمم العامة اجلمعية واجتماع
ت�ن�س املت�قع اأن يحعقد يف اخلريف املقبل، فر�سا ل�سياغة هذه ال�سراكة وو�سعها م��سع
التنفيذ، يف البداية من خالل اإطالق ومتكني اآلية التن�سيق والآلية ال�سريعة اخلا�سة بها.
وعندما يحبدي �سركاء ت�ن�س مزيدا من اللتزام بالعملية النتقالية يف البالد ومت�سي
اأن ترتتب على ذلك امل�ساريع، ميكن واإجناز الإ�سالحات الت�ن�سية قدما يف القيادة
ديناميكية ق�ية، بحيث تزيد خط�ات كل طرف فعالية خط�ات الطرف الآخر.
*
*
*
*
�
متهيد
التي تعاين منها ت�ن�س معروفة وجرت مناق�ستها وت�ثيقها بالعلل ال��سفات اخلا�سة
جانب من والأهم التنمية، ومنظمات الدولية املالية وامل�ؤ�س�سات اخلرباء قبل من
اأنف�سهم. لتهدف هذه الدرا�سة اإىل طرح جمم�عة بديلة من ال��سفات، بل الت�ن�سيني
ت�سعى اإىل ت�فري اإطار عمل يعطي الت�ن�سيني و�سركاءهم الدوليني فر�سة اأف�سل لتطبيق
تلك ال��سفات وحتقيق النتائج املرج�ة.
يف غ�س�ن الأ�سهر ال�ستة املا�سية، وبال�سرتاك مع زمالء يف م�ؤ�س�سة كارنيغي، عقد
م�ؤلف� هذه الدرا�سة �سل�سلة من امل�ساورات املت�سلة مع القيادة الت�ن�سية والن�اب املنتخبني
وال�سركاء املدين املجتمع ومنظمات والنقابات الأعمال ورجال ال�سيا�سية والأحزاب
الق�سايا خمتلف اجلهد هذا تناول وقد الإطار. هذا حتديد يف للم�ساعدة الدوليني،
بت�ا�سع واإقرار باأن الت�ن�سيني وحدهم هم الذين يجب اأن يحددوا م�سار بلدهم.
من العديد ومن ت�ن�س، القيادة يف والرتكيز من جانب املتجددة الطاقة من خالل
�سركائها الدوليني، رمبا يتمكن الت�ن�سي�ن من حتقيق الآمال والتطلعات التي �سع�ا اإىل
حتقيقها ب�سجاعة با�سلة.
مقدمة
وباعتبارها وال�عيد. ال�عد بني الهاوية حافة على الت�ن�سية التجربة تتاأرجح
اإىل الديكتات�رية ال�سلمي من لتعزيز النتقال اأف�سل فر�سة التي لديها العربية الدولة
اأنحاء �سترتدد يف ف�سلها اأو ت�ن�س اأ�سداء جناح فاإن القريب، املدى الدميقراطية يف
العامل العربي وح��س البحر الأبي�س املت��سط.
ي�اجه املجتمع 111 ملي�ن ن�سمة، يف هذا البلد ال�سغري، الذي يقل عدد �سكانه عن
الدويل حتديا �ساقا ليحظى مبا ي�ستحق من الهتمام. فمنذ ث�رة كان�ن الثاين/يناير
واأجرى ح�ارا �سيا�سيا الت�ن�سي ب�س�رة �سلمية حاكما ديكتات�را، ال�سعب اأطاح ،2011
من عدة ج�لت وعقد ملح�ظة، ب�س�رة تقدمي د�ست�ر على و�سادق و�سامال، وا�سعا
يدين البالد يف الأخري الدميقراطي التط�ر اأن واحلال والنزيهة. احلرة النتخابات
بالكثري اإىل القدرة الفريدة التي تتمتع بها الق�ى ال�سيا�سية املحتعار�سة واملجتمع املدين
على ال��س�ل اإىل حل�ل و�سط على الرغم من امل�اقف املتجذرة، وعلى احرتام العملية
الدميقراطية. فقد مت جتديد الهيكلية الدميقراطية يف البالد، ويجري حاليا ا�ستكمالها
الذين ليزال ذلك، ومع التك�ين. ط�ر يف اجلديدة امل�ؤ�س�سات من جمم�عة ب�ا�سطة
والكرامة واحلرية العمل ت�فري مطالب عرب كبري حد )اإىل ال�سلمية الث�رة فجروا
عمر من خم�س �سن�ات بعد اأنه وال�اقع ملم��سة. نتائج حتقيق ينتظرون ال�طنية(،
الث�رة، يخ�سى البع�س من اأن حظ�ظهم لن تتح�سن، واأن الف�ساد والنزعات ال�سلط�ية يف
الدولة تطف� جمددا على ال�سطح.
لتزال البالد، يف الدميقراطية الأجهزة اإن�ساء يف تقدم اإح��راز يتم حني يف
اأطلقتها التي الآمال تتحقق مل اإذ الركب. عن متخلفة لتفعيلها الالزمة الربامج
الت�ن�سيني للم�اطنني الي�مية احل��ي��اة واأ�سبحت ال��ث���رة،
ال�سيا�سية ال�سرديات اأم��ام املجال اأف�سح ما �سع�بة، اأك��رث
الإرهابية اجلماعات لدى التجنيد اأرب��اب واأم��ام املتطرفة،
الذين يروج�ن لت�فري راتب و�سع�ر حمدد بالهدف. ومعروف
مرارا ت�اجه �سيا�سي انتقال مرحلة يف متر التي البلدان اأن
ت�سكل اإذ خطريا، اأ�سبح ت�ن�س يف ال��سع اأن بيد و�سيا�سية، اقت�سادية حتديات
البالد اأنحاء يف انت�سرت والتي الق�سرين، يف للحك�مة املناه�سة ال�سغب اأعمال
2016، والهجمات الإرهابية يف بن قردان يف اآذار/مار�س يف كان�ن الثاين/يناير
يف الحتجاج منظمي اأحد قال فقد �ساغية. اآذان��ا يلقى اأن يجب نذيرا ،2016
وحتى 2م�ق�تة«. قنبلة هنا منا واحد »كل تاميز: فاينن�سال ل�سحيفة الق�سرين
مل تتحقق االآمال التي اأطلقتها الثورة، واأ�سبحت احلياة
اليومية للمواطنني التون�سيني اأكرث �سعوبة، ما اأف�سح املجال
اأمام ال�سرديات ال�سيا�سية املتطرفة.
11مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 12
قبل هذه الهزات، عرب 83 يف املئة من الت�ن�سيني يف العام 2015 عن اعتقادهم باأن
3البالد ت�سري يف الجتاه اخلطاأ.
النتقال عملية تاأمني يف بامل�ساعدة اأخرى غربية ودول املتحدة ال�ليات وعدت
الدميقراطي يف ت�ن�س. وقد مت التعهد، واإعادة التعهد، بتقدمي مليارات الدولرات من
امل�ساعدات والقرو�س الأجنبية. وقدرت م�سادر حك�مية يف كان�ن الأول/دي�سمرب 2015
اأن ماي�سل اإىل 7 مليارات دولر من القرو�س وامل�ساعدات و�سلت اإىل البالد منذ ث�رة
العام 2011، وهناك املزيد على الطريق. وقدم قادة ت�ن�س بعد الث�رة التزامات باإجراء
اإ�سالحات اأقرها املجتمع الدويل. مع ذلك، وعلى الرغم من هذا الدعم وا�سع النطاق
د امل�ساعدات والإ�سالحات على اأر�س ال�اقع بطرق والت�افق البالغي يف الآراء، مل تتج�س
الرتاجع طريق على ال�سري ت�ن�س ووا�سلت العاديني، امل�اطنني اإىل بالن�سبة وا�سحة
القت�سادي، جنبا اإىل جنب مع ت�ساعد الت�ترات الجتماعية وال�سطرابات والتطرف.
ومع اندلع �سل�سلة من الأزمات الأخرى يف املنطقة، عانت ت�ن�س من درجة من الإهمال
غري املق�س�د، حيث مال القادة الدولي�ن اإىل حت�يل النتباه عن هذه البالد، التي تبدو
م�ساكلها مت�ا�سعة مقارنة مع م�ساكل ليبيا اأو �س�رية اأو العراق اأو اليمن. ومع ذلك، اإدارة
م�ؤخرا: الت�ن�سيني امل�س�ؤولني كبار اأحد قال وكما طئا. خمح اأمرا �ستك�ن لت�ن�س الظهر
ر زعيم بارز اآخر، يف جمل�س وحذ4قق ماتعد به«. »الدميقراطية لن تنجح هنا اإن مل حتح
ت�ن�س، ت�اجه التي التحديات خ�سم يف جمددا العامل ينخرط مامل اأنه من خا�س،
»فقد لنع�د م�ج�دين هنا لتلقي م�ساعدته«، عندما ي�ستفيق القادة الدولي�ن على اأزمة.
اأو الأزمات القت�سادية، فاإن تداعيات انت�سار واإذا ماغرقت ت�ن�س يف عدم ال�ستقرار
التطرف والهجرة غري ال�سرعية اإىل اأوروبا، و�سعف ت�ن�س اأمام م�اجهة ال�سدمات من
، ليبيا واجلزائر، �ستك�ن حم�س��سة ب�سرعة. ها املبا�سرتنين جارتين
تتناف�س التحديات العديدة الهائلة يف ت�ن�س على ترتيب الأول�يات. فالتهديدات الأمنية
والتحديات الجتماعية-القت�سادية التي ت�اجهها تعزز بع�سها البع�س، وتفاقمها حالةح
عدم ال�ستقرار يف املنطقة ككل. وبينما حظيت الهجمات الإرهابية البارزة يف العامني
ودويل، ت�ن�سي باهتمام ليبيا تدرب�ا يف مهاجمني على ا�ستملت والتي و2016، 2015
فاإن طبيعة وحجم امل�ساكل الجتماعية-القت�سادية يف ت�ن�س يهددان اأي�سا فر�س جناح
البالد، لبل تحعترب معاجلة هذه امل�ساكل اأكرث تعقيدا، وتتطلب قدرا اأكرب من الهتمام.
التجربة التون�سية يف مهب الريح
اأدت النق�سامات العميقة يف املجتمع الت�ن�سي، يف ال�سن�ات احلا�سمة الأوىل التي تلت
13مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
الث�رة، اإىل الرتكيز على �سياغة الد�ست�ر واإيجاد طريقة للتعاي�س بني الفئات الجتماعية
وقد اجلريئة. الأمنية اأو القت�سادية الإ�سالحات على الرتكيز من بدل وال�سيا�سية،
نحيت الالئمة على املناخ ال�سيا�سي امل�ساك�س، و�سعف امل�ؤ�س�سات والأزمات الأمنية يف حاأ
الجتماعات الر�سمية وغري الر�سمية، باعتبارها اأ�سبابا ل�ستمرار التاأخري يف الإ�سالحات،
جنبا اإىل جنب مع الف�ساد الذي ا�ستعاد اأنفا�سه، وانكما�س النم� القت�سادي.
والآن، تح�اجه ت�ن�س مزيجا من التحديات الداخلية واخلارجية. داخليا، ليزال الظلم
املحمنهج الذي اأغرق نظام ماقبل الث�رة، ي�سكل عبئا ثقيال على البالد. واأكدت مقابالت
- الدولة جهاز من كبريا جزءا اأن املعنية الأطراف من وا�سعة جمم�عة مع جريت حاأ
كبري نف�ذ ا�ستخدام دون من ليعمل - و�سرطتها وحماكمها وبريوقراطيتها ق�انينها
تعمل واملعرقلة املعقدة الدولة اأجهزة كانت ال�سابق، النظام ظل يف وم�ارد. و�سلطة
مبثابة قفل )وكانت م�ؤ�س�سة الرئا�سة هي املفتاح(، حيث كانت قادرة على اإطالق وت�جيه
خم�س وبعد الدولة. م�ارد اإىل ال��س�ل واإتاحة القان�نية، والقرارات التنمية م�ساريع
اأو والأقارب ال�سلطة ذوي اإىل تلجاأ الدولة اأجهزة اأدوات لتزال الث�رة، على �سن�ات
الأ�سدقاء يف م�اقع النف�ذ، بيد اأن امل�اطن العادي ي�سعر باأنه حمروم، كما كان دائما،
من ال��س�ل اإىل م�ؤ�س�سات الدولة واحل�ار واملزايا التي ينبغي اأن تنبثق من امل�اطنة.
القت�سادية احلياة وج�انب مراحل كل املنغلقة البريوقراطية فيه تتخلل بلد يف
تقريبا، كان هناك تهمي�س وتنفري �سديد لقطاعات وا�سعة من ال�سكان غري القادرين
يدفع القت�سادية احلياة من الإق�ساء اأ�سرهم. اإعالة اأو اأو�ساعهم حت�سني على
البع�س العمل: فر�س ينتظرون الذي ال�قت يف بدائل، عن البحث اإىل الت�ن�سيني
التطرف اإىل الآخر البع�س ويلجاأ العمالية، والحتجاجات ال�سغب اأعمال ي�سارك يف
والن�ساط للتهريب الر�سمي غري القت�ساد اإىل غريهم كثريون ويلجاأ والإرهاب،
وي�ستنزف ال�سرائب عائدات من الدولة يحرم الذي به املرخ�س غري القت�سادي
الثاين/يناير كان�ن يف جرت خا�سة لقاءات ويف ال�سرعية. من الهزيلة ذخريتها
القت�ساد الآن قد جتاوز الر�سمي القت�ساد غري اأن ت�ن�سي�ن م�س�ؤول�ن قدر ،2016
الر�سمي من حيث الناجت املحلي الإجمايل.
وفقا ملقايي�س عديدة، �ساء و�سع القت�ساد الت�ن�سي منذ قيام الث�رة يف اأوائل العام
وبحل�ل 2011. فقد بلغ معدل البطالة العامة يف البالد 13 يف املئة يف العام 5.2010
ال�سخم يف الت�ظيف برنامج الرغم من على املئة، 15.2 يف اإىل ارتفع ،2015 العام
وت�سل البطالة بني حديثي التخرج من اجلامعات اإىل مايقرب من �سعفي 6القطاع العام.
نظريتها لدى عامة ال�سكان، ويف العام 2014 و�سلت تقريبا اإىل �سعف ماكانت عليه يف
وبلغ معدل البطالة 72006، وه� اأعلى معدل يف ح��س البحر الأبي�س املت��سط. العام
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 14
املالية وزير قدر نف�سه، ال�قت ويف 8.2012 العام تقريبا يف املئة 40 يف ال�سباب بني
الت�ن�سي يف اأوائل العام 2016 اأن من� الناجت املحلي الإجمايل لل�سنة ال�سابقة تراجع اإىل
9اأقل من 1 يف املئة.
تحعترب ت�ن�س عم�ما البلد العربي الأكرث تقدما يف جمال حق�ق املراأة. وحظي د�ست�ر
2014 بثناء خا�س، لأنه مت بعد معركة ط�يلة تكري�س مبداأ امل�ساواة التامة يف العام
الد�ست�ر هذا يحخفي اأن ميكن ذلك، ومع ن�س��سه. يف والرجل املراأة بني الفر�س
145 اأ�سل 127 من 2015، حلت ت�ن�س يف املرتبة العام التقدمي و�سعا كئيبا. ففي
)119( املتحدة العربية الإمارات دولة بعد اجلن�سني، بني امل�ساواة حيث من دولة
10
.)140( والأردن )128( اجلزائر قبل ولكن اخلليج، يف )123( والبحرين
يتعلق عندما البالد يف كبري قلق م�سدر الآن اجلن�سني بني امل�ساواة ق�سايا وتحعد
والعنف القت�سادية واحلق�ق والأ�سرية، املدنية واحلق�ق ال�سيا�سية باحلق�ق الأمر
وبالتايل الإجنابية(. ال�سحية الرعاية ذلك يف )مبا ال�سحية والرعاية الأ�سري،
والجتماعي والقت�سادي ال�سيا�سي النتقال عملية �سميم يف هي املراأة حق�ق فاإن
يف البالد.
الأمل ت�ليد اإىل تهدف خطط عن النقاب املتعاقبة الت�ن�سية احلك�مات ك�سفت
احلك�مة. ولتجاوب للعمل كنتيجة تت�فر والتي الكرامة، من واملزيد والفر�س
اإ�سالح التحتية )مثل البنية م�ساريع اإعالنات عن ع�سرات وتت�سمن هذه اخلطط
الرعاية على احل�س�ل اإمكانية وزيادة النقل، ل��سائل خيارات وت�فري الطرق
القان�نية الإ�سالحات عن ف�سال الت�سدير(، ومرافق امل�انئ وت��سيع ال�سحية،
ي اجله�د واأرخ�س. لكن كال من خط اأ�سهل التجارية الأعمال كي ت�سبح ممار�سة
ويحعزى ذلك جزئيا ا. تعرث - القت�سادية والإ�سالحات التنم�ية امل�ساريع - هذين
11
رت تذليل العقبات. اإىل البيئة ال�سيا�سية املح�سطربة التي حجبت اأو اأخ
يحكم ت�ن�س حاليا ائتالف غري مت�قع من الأحزاب العلمانية والإ�سالمية: وه� يعك�س
اأن غري الأرقام. عرب الئتالف اأ�سكال من �سكال وي�فر دميقراطية، انتخابات نتائج
البع�س يق�ل اإن هذا ال��سع يخفي اختالفات ج�هرية بني م�ساريع جمتمعية متناق�سة،
على �سبيل املثال، ح�ل مكانة املراأة يف املجتمع. وهذا يحعترب، بدوره، م�سدر ت�تر كامن
حتت �سطح التفاق ال�سيا�سي الظاهر.
يعمل م�سمما اإرهابيا عدوا ت�ن�س ت�اجه الداخلية، التحديات تلك اإىل اإ�سافة
ينظرون الذين الإ�سالميني املتطرفني �سبكات من �سكل داخل احلدود وعربها، على
وقد ت�سرر قطاع 12
الأتباع. واأر�سا خ�سبة لتجنيد عادية اإىل ت�ن�س باعتبارها دولة مح
التي وقعت اأعقاب الهجمات الإرهابية املدمرة الرئي�س يف البالد ب�سدة يف ال�سياحة
�1مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
13يف العام 2015، وتقل�س بن�سبة 50 يف املئة.
كن عزل ت�ن�س بلد �سغري يقع بني جريان اأكرب منه بكثري، ولميح
م�ساكله املحلية عن التهديدات اخلارجية التي يتعر�س اإليها. وتاأتي
ال�سطرابات يف ليبيا على راأ�س هذه القائمة. �سحيح اأن خماطر
اجلماعات الإرهابية اجلهادية كانت قائمة قبل ث�رة العام 2011
يف ت�ن�س، اإل اأن ال�سبكات الإرهابية الق�ية ازدهرت يف املنطقة لأن
احلرب الأهلية اجتاحت الدولة الليبية، فيما كافحت احلك�مات
ت�ن�س حدود وت�ساهم وحدودها. اأرا�سيها على ال�سيطرة يف اأحيانا، وف�سلت الأخرى،
اإعادة جتهيز وتالقح التي ي�سهل اخرتاقها مع الدولتني اجلارتني، اجلزائر وليبيا، يف
ر ب�6000 اإىل 7000 من الت�ن�سيني اإىل �سف�ف اجلماعات الإرهابية. وقد ان�سم مايحقد
وه� ماميثل اأكرب ف�سيل من اأي بلد. كما حاول �سعف 14
املقاتلني الأجانب يف املنطقة،
15
هذا العدد مغادرة البالد ومت احتجازهم، وفقا ل�زارة الداخلية.
ت�سهد فقد الغربية. حدودها عرب ال�ستقرار على اأي�سا العتماد لت�ن�س لميكن
الرفاه، دولة على للحفاظ الطاقة عائدات على كبرية ب�س�رة تعتمد التي اجلزائر،
اختفاء احتياطياتها من النقد الأجنبي، التي كانت ق�ية يف ال�سابق، بحل�ل نهاية العام
2017 اأو قبل ذلك، وفق املعدلت احلالية لل�سحب، مايجعل الفرتا�سات التي لطاملا مت 16
التم�سك بها ح�ل مقاومة البالد لعدم ال�ستقرار، م��سع ت�ساوؤل.
حتديد العقبات التي تعرت�ص التقدم
اأجانب ينبغي، من قادة اأكرث مما الت�ن�سي�ن وع�دا �سخمة تلقى ،2011 العام منذ
وكذلك من قادتهم. جل هذه ال�ع�د مل يتحقق اإىل حد كبري. وبغ�س النظر عن مليارات
الإفراط اأمناط اأن اإل بالفعل، ت�ن�س تلقتها التي وامل�ساعدات القرو�س الدولرات من
يف ال�ع�د وعدم ال�فاء بها اأ�سرت بالثقة بني امل�اطنني والقادة، وكذلك بني احلك�مة
بني العالقات من فعالية اأكرث مروحة اإقامة يف الف�سل اأن كما الدوليني. واملانحني
والنقابات ال�سيا�سية والأحزاب الأمن وق�ات )احلك�مة ت�ن�س يف الرئي�سة الأطراف
اأن ميكن الدوليني، وال�سركاء ت�ن�س وبني املدين( واملجتمع الأعمال وقطاع العمالية
�س فر�سة فريدة للرتويج لنم�ذج حكم تعددي وجامع يف العامل العربي، من �ساأنه اأن يق�
ر اأي�سا الفر�س القت�سادية والأمن مل�اطنيه. ي�ف
قر �سناع ال�سيا�سات الدولي�ن والت�ن�سي�ن بالنمط املدمر لثنائية ال�عد يف ال�اقع، يح
وخيبة الأمل. وثمة اأي�سا ت�افق يف الآراء يف �ساأن امل�ساهمني الرئي�سني يف هذه الفج�ة
كن تون�ص بلد �سغري يقع بني جريان اأكرب منه بكثري، واليم
عزل م�ساكله املحلية عن التهديدات اخلارجية التي يتعر�ص
اإليها.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 16
بني اخلطاب وبني النتائج: الع�ائق الكامنة يف حك�مة ونظام �سيا�سي ميران يف مرحلة
ثقل بالأزمات املتتالية يف اأماكن اأخرى. انتقالية، وجمتمع دويل م�ستت ومح
والتحديث، املناف�سة من اأكرب قدر اإىل يخ�سع اأن اإىل الت�ن�سي القت�ساد يحتاج
يف العمل واأرباب العمال نقابات مقدمتها ويف الق�ية، امل�سالح جماعات اأن غري
القت�ساد. لتحرير الأولية التكاليف �ستتحمل التي هي ق�اعدها باأن حتتج البالد،
الإجراءات لئحة اإبطاء اأو لعتماد مبا�سرة غري �سلطة البريوقراطي�ن وميار�س
ت�سريعات �سكل التغيري، على وي�اجه منا�سبا. يرونه الذي النح� البريوقراطية على
اأو م�ساريع تنم�ية جديدة، عقبات بريوقراطية ومعار�سة من جماعات امل�سالح، ويف
بع�س احلالت، تباطاأت وترية التغيري وباتت تدب دبا. اأما ال�سركاء الدولي�ن الذين
نف�س�ا فقد الأدنى، ه حد يف الداخلية الت�ن�سية امل�سائل هذه حيال نف�ذهم يحعترب
منها. اأيديهم
الطاقة من املزيد �سخ على الدوليني ال�سيا�سات و�سناع ت�ن�س قادة حتفيز ي�سكل
الث�رة، بعد املا�سية اخلم�س ال�سن�ات مدى على حتقيقها تباطاأ التي ال�ع�د لتحقيق
ي�ؤمن اأن ال�سيا�سي، حيث يجب التحدي ما هناك فعلى م�ست�ى الأوجه. متعدد حتديا
م�ست�ى وعلى ال�ستثمار. زيادة تحربر ال�سيا�سية واملكافاآت املخاطر باأن القرار �سناع
كن اأن تنجح اجله�د املبذولة اأ�سا�سي، ثمة حتد اأكرث تقنية اأو بريوقراطية: اإذ كيف ميح
حيث ف�سلت اجله�د ال�سابقة؟ الإجابة عن هذا ال�س�ؤال تتطلب تقييم م�سادر خيبة الأمل
البريوقراطية وغريها داخل العقبات وكذلك تتحقق، التي مل الدولية )ال�ع�د باأمانة
ت�ن�س(، هذا عالوة على درا�سة اأحد املجالت التي مت فيها اإحراز بع�س التقدم م�ؤخرا:
قطاع الأمن.
ومتكني واإيجاد واقعية، ب�س�ة الأول�يات حتديد يف التقدم حتقيق مفتاح يتمثل
التغلب على العقبات واملع�قات التي حالت دون حتقيق تقدم اإىل اآليات جديدة تهدف
وع�د ا�سطدمت فقد املنال. �سعب الأول�يات حتديد كان الآن، حتى 17
املا�سي. يف
ال�سيا�سيني واملم�لني الدوليني بقي�د الربملان الذي يعاين من �سح امل�ارد، والبريوقراطية
املعقدة، وانعدام التن�سيق بني املانحني الدوليني.
حدود امل�ساعدة الدولية
عة املت�ق الجتماعية التكلفة اإىل ال�سيا�سية الأطياف خمتلف من الت�ن�سي�ن يح�سري
برمتها. معار�ستها اأو تنفيذها تاأخري لتربير الليربالية القت�سادية لالإ�سالحات
الإ�سالح من قدر اإىل حاجة ثمة باأن ت�ن�س يف الرائد العمال احتاد ويعرتف
القت�سادي لتحفيز النم� على املدى الط�يل، غري اأنه يجادل باأن البالد �سعيفة جدا
�1مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
الت�ن�سي�ن ال�سيا�سي�ن القادة مايتذرع وكثريا الهيكلي. التكيف من فرتة ل�ستيعاب
امل�ساعدات يف كبرية زيادة اإىل باحلاجة الغربية الع�ا�سم اإىل ي�سافرون الذين
تخفيفها. اأو الإ�سالح عملية اأكالف من للتخل�س ت�ن�س اإىل مة املقد القت�سادية
لن حيث الإ�سالح، اأول�يات لتحديد الت�ن�سيني امل�سلحة اأ�سحاب اإىل يع�د والأمر
ال�سيا�سية يف الناحية الآراء الذي تتم �سياغته خارج البالد مقب�ل من يك�ن ت�افق
بيئة مابعد الث�رة.
2011 العام قدت يف عح التي الدولية القمة اأن ال�سبب يف تف�سري ي�ساعد يف وهذا
الت�ن�سية الأمل وخيبة بال�ع�د ال�فاء لعدم اختزال اأ�سبحت فرن�سا، يف دوفيل يف
40 مليار اأنها متخ�ست عن التزام بتقدمي جتاه ال�سمانات الدولية، على الرغم من
اآنذاك )G8(، ودول اخلليج الكربى الثماين ال�سناعية البلدان دولر من جمم�عة
الإ�سالح حتقيق اإىل ت�سعى التي العربية الدول لدعم الدولية املالية وامل�ؤ�س�سات
الت�ن�سي ال�زراء رئي�س عاد وقد 18
ال�سعبية. النتفا�سات اأعقاب يف الدميقراطي
اآنذاك )الرئي�س احلايل( من القمة، ليعلن اأنه �ستتم تلبية طلبه باحل�س�ل على مبلغ
25 مليار دولر مل�ساعدة ت�ن�س، وه� التزام من املجتمع الدويل مل يتج�سد على اأر�س
19
ال�اقع.
امل�ع�دة، امل�ساعدات مبالغ وت�سخم احل�ساب يف الزدواجية بع�س اإىل اإ�سافة
الطابع اآنذاك )G8( الكربى ال�سناعية الثماين الدول التزامات جمم�عة تراع مل
كان الذي ال�قت يف الدولية، املع�نة وكالت ومع ت�ن�س يف املتابعة لعملية املعقد
يف الد�ست�ر �سياغة وعملية ال�سيا�سية الأزمات مع يتعاط�ن الت�ن�سيني ال�سيا�سي�ن
عامي 2012 و2013. ويف وقت لحق، عندما بداأت ت�ن�س تخرج من املعمعة املبا�سرة
للث�رة باإقرار الد�ست�ر اجلديد، تعر�ست البالد اإىل تده�ر كبري يف البيئة الأمنية، ما
اأدى اإىل جذب النتباه بعيدا عن العقبات التي ت�اجهها برامج امل�ساعدة القت�سادية
والإمنائية اخلارجية.
مابعد مرحلة يف الت�ن�سية احلك�مات طلبت ال�سائدة، الأمل خيبة من الرغم على
الث�رة م�ساعدات اقت�سادية كبرية وح�سلت عليها، على �سكل منح وقرو�س و�سمانات
قرو�س. ووفقا لأحد التقديرات احلك�مية، تلقت ت�ن�س بني العام 2011 والعام 2015،
من امل�ؤ�س�سات املالية الدولية الكربى وبن�ك التنمية و�سركاء ت�ن�س الدوليني الرئي�سني،
مليارات دولر من امل�ساعدة باأ�سكال خمتلفة، مبا يف ذلك القرو�س. ويف العام ح�اىل 7
2016، اأعلن البنك الدويل عن تقدمي املزيد من القرو�س اإىل ت�ن�س مببلغ 5 مليارات
يف اإيجابية تاأثريات امل�ساعدات هذه تركت وبينما 20
�سن�ات. خم�س مدى على دولر
ت�ن�س، اإل اأن فعاليتها كانت حمدودة ب�سبب م�اطن ال�سعف امل�ؤ�س�سية الكبرية يف البالد،
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 1�
مل البيئة الأمنية والجتماعية وعدم كفاية التن�سيق بني اجلهات املانحة، ف�سال عن جمح
والقت�سادية ال�سائدة.
مع�قات اإزاء الأ�سف عن التعبري اإىل الدولية املانحة اجلهات اجتهت ل�س�ء احلظ،
دث م�ساعداتها الأثر املن�س�د، بدل الرتكيز »القدرة ال�ستيعابية« التي حت�ل دون اأن حتح
ومن خالل اإهمال الرتكيز 21
على ال�سراكة مع القادة الت�ن�سيني ملعاجلة تلك املع�قات.
ت�ن�س اتهام كن ميح فعالة، الدولية امل�ساعدات تك�ن اأن دون حت�ل التي العقبات على
و�سركائها الدوليني ب��سع العربة اأمام احل�سان.
امليزانية، لدعم الث�رة قيام منذ الدولية امل�ساعدة من كبري جزء تخ�سي�س مت
يف ال�ستثمار، ولي�س ال�ستهالك، وتعزيز احلك�مة م�ظفي رواتب لدفع اأ�سا�سا
اإيجابية م�ساهمة الدي�ن وفاء عن عجزها لتجنب ت�ن�س م�ساعدة و�سكلت البالد.
ب�سبب تعرثت التنمية م�ساعدات من الكثري لكن الدويل. املجتمع جانب من
نية لتقدمي امل�ست�ى املحلي، وهناك ال�سيا�سي على البريوقراطية وق�سايا القت�ساد
على الت�سريعية والإ�سالحات التدريب ذلك يف مبا امل�ساعدة، من اأخرى اأ�سكال
املدى الط�يل. واحلال اأن ت�ن�س يف حاجة ما�سة اإىل تدخالت من �ساأنها اإيجاد فر�س
عمل وامل�ساعدة يف غر�س اأمل متجدد لدى ال�سكان. بيد اأنه �ستك�ن هناك حاجة اإىل
مزيد من الدعم اأول، اأو يف ال�قت نف�سه، مل�اجهة العقبات املرتبطة بالقدرات التي
اأبطاأت وترية حتقيق النتائج حتى الآن.
االإدارة العامة: قوة ا�ستقرار لكنها عائق اأمام التغيري
اأحد يحعترب والذي ت�ن�س، يف ال�طاأة ثقيل والبريوقراطية املدنية اخلدمة جهاز
مابعد بيئة يف �سف وح ،1956 العام يف ا�ستقاللها منذ البالد يف ال�ستقرار اأعمدة
يعرقل وباأنه والتنمية، القت�سادي النم� اأمام الرئي�سة العقبات اإحدى باأنه الث�رة
الإدارة ف ت�ظ القت�سادي. الن�ساط ويكبح الدولية، للم�ساعدات ال�ستيعابية القدرة
يف بارزون، ت�ن�سي�ن م�س�ؤول�ن ويق�ل 22
الت�ن�سيني. من األف 600 من اأكرث العامة
كفاءة اأكرث ب�س�رة تعمل اأن ميكن البالد يف البريوقراطية اإن اخلا�سة، جمال�سهم
اأجرتها وزارة اإجراء خف�س كبري يف الق�ى العاملة. ووفقا لدرا�سة وفعالية، يف حال
300 ن�ساط اقت�سادي 2015، فاإن نح� التنمية وال�ستثمار والتعاون الدويل يف العام
وتنظيم الب�سائع، نقل )مثل الإجمايل املحلي الناجت من املئة يف 75 متثل خمتلف
حك�مي، ترخي�س اإىل حتتاج الأطفال( رعاية اأو الريا�سية، اأو الثقافية الفعاليات
ذلك اأن تداخل الأنظمة وانعدام 23
اأو تدابري تتعلق بالت�ريد، اأو م�افقة بريوقراطية.
ماتك�ن كثريا الأذونات اأن كلها تعني القدمية، املعل�مات ونظم وامل�ساءلة ال�سفافية
�1مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
تكد�سا اأن الت�ن�سية احلك�مة يف وم�س�ؤول�ن ت�ن�س يف اأجانب دبل�ما�سي�ن اأفاد
و يف املا�سية. الأربع ال�سن�ات مدى على تراكم التنمية م�ساريع مت�يل يف ملح�ظا
ت�سرين الأول/اأكت�بر 2015، اأعلن رئي�س ال�زراء اأنه حدد ماقيمته 10 مليارات دينار
التي املتعرثة العامة التحتية البنية م�ساريع من اأمريكي( دولر مليارات 5( ت�ن�سي
من اأن الدولية املالية وامل�ؤ�س�سات احلك�مات وجدت كما 24.2012 العام اإىل تع�د
م�ساريع على الت�ن�سية للحك�مة خ�س�ستها التي الأم�ال غالبية �سرف امل�ستحيل
اإطار 1. بني البريوقراطية وعدم اال�ستقرار
و�سف اأحد امل�سوؤولني املحليني يف اإحدى املناطق الداخلية يف تون�س كيف تعث اأحد م�سروعات البنية التحتية ذو احلظوة
العام امليزانية وامل�سرتيات. ففي اإعداد املقيدة على �سعيد املنطقة، والعمليات ال�سيئة يف الأمنية املناخات ب�سبب ال�سعبية
�ست احلكومة مليوين دينار تون�سي )نحو مليون دولر اأمريكي( لتو�سيع اأحد الطرق الرئي�سة ل�ستيعاب حركة 2012، خ�س
املرور يف الجتاهني. مل تتلق اأول مناق�سة عامة اأي عرو�س من ال�سركات لتنفيذ امل�سروع، ويرجع ذلك جزئيا اإىل ارتفاع
معدل اجلرمية وانعدام الأمن يف املنطقة. ومل تتلق املناق�سة الثانية اأي�سا، والتي قدمت املزيد من املال، اأي عرو�س. اأما
املناق�سة الثالثة، مقابل 3.5 ماليني دينار تون�سي، فقد تلقت عر�سا واحدا، غري اأن عملية ال�سراء وو�سع امليزانيات منعت
البلدية من اإبرام عقد مع مقدم عر�س واحد. ومبجرد ا�ستالم الإذن البريوقراطي ملنح العقد اإىل مقدم العر�س الوحيد،
طالبت ال�سركة، والتي كانت على علم باأنه ليوجد مناف�س لها، مبلغ 5 ماليني دينار تون�سي. وحتى مطلع العام 2016، مل
تكن اأعمال الطريق قد بداأت بعد.
القت�ساد غري اأ�سبح البيئة تع�سفي. يف مثل هذه اأو تاأخري غري مق�س�د اإىل عر�سة
ميثل وه� الر�سمي، القت�ساد من اأكرب املرخ�س غري القت�سادي للن�ساط الر�سمي
الآن ماي�سل اإىل 53 يف املئة من الناجت املحلي الإجمايل للبالد، وفقا لتقديرات خا�سة
من خرباء اقت�ساديني ت�ن�سيني وم�س�ؤولني حك�ميني.
تح�اجه م�ساريع البنية التحتية حاليا ثالثة اأن�اع من العقبات: التعاون غري الفعال بني
ال�زارات؛ وعملية ال�سراء والدفع التي ي�سفها امل�س�ؤول�ن احلك�مي�ن املعني�ن باأنها مثرية
لل�سخط وم�س��سة؛ وع�امل واقعية مثل اجلدوى الفنية اأو العي�ب القان�نية اأو التحديات
الأمنية. وتتفاقم كل هذه العقبات الثالث املذك�رة ب�سبب عدم وج�د م�ظفني م�ؤهلني
مالئمني اأو مف��سني على امل�ست�ى املركزي اأو املحلي، حللها. وت�اجه املناطق املحرومة
بنية وج�د وعدم املتململ�ن فال�سكان التنمية. م�ساريع اإىل بالن�سبة للغاية �سعبة بيئة
حتتية كافية للنقل، وتده�ر مناخات �سيادة القان�ن، ميكن اأن تثني ال�سركات عن تقدمي
العطاءات يف م�ساريع التنمية املحلية، ماي�سفر عن تاأخري ط�يل ورفع التكاليف ب�س�رة
باهظة اأحيانا بالن�سبة اإىل احلك�مة.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 20
مليار 1.8 من اأكرث فاإن مل�س�ؤولني، ووفقا اإليها. احلاجة ت�ستد التي التحتية البنية
امل�ساعدات من العظمى الغالبية اأي التنمية- مل�ساريع الدولية امل�ساعدات من دولر
احلك�مة من امل�افقات انتظار يف البحث، قيد لتزال الغر�س- لذلك �سة املخ�س
الت�ن�سية، والعق�د املنفذة معها، لبناء اأنظمة جديدة ل�سبكات املياه والطرق وال�سكك
والتي ت�ن�س، يف الأجنبية ال�سفارات اإحدى وذكرت ال�سحية. والرعاية احلديدية
30 يف املئة فقط من الأم�ال اإنفاق اأنها قادرة على تدير حمفظة م�ساعدات كبرية،
من بكثري اأعلى اأنها اعتربت ن�سبة وهي التنمية، م�ساريع على لت�ن�س �سة املخ�س
الن�سبة التي تنفقها العديد من اجلهات املانحة الدولية الأخرى.
وغداة اأ�سب�ع من ال�سطرابات يف جميع اأنحاء البالد يف كان�ن الثاين/يناير 2016،
اإجراءان �سمنها من الإجراءات، من عدد عن ال�سيد احلبيب ال�زراء رئي�س اأعلن
واأو�سح م�س�ؤول حك�مي، يف 25
التاأخريات الإدارية امل�ستع�سية. اإىل حل عقدة يهدفان
وقت لحق، اأنه �سيتم اإدراج هذين الإجراءين يف قان�ن جديد لال�ستثمار ي�سدر قريبا.
فاأول، طلبات امل�افقة على ال�ستثمار التي حتتفظ بها الإدارة ملدة �سهر واحد من دون رد
�ستحعترب معتمدة. وثانيا، بع�س العمليات، مبا فيها تعيني م�ظفني �سروريني يف ال�زارات،
العملية. يف اختناقات حدوث احتمال من مايحد ال�زراء، رئا�سة اإ�سراف تتطلب لن
الرغم من اعرتا�سات جماعات خمتلفة، القرارات، على تنفيذ هذه اإمكانية و�ستك�ن
مبثابة اختبار لقدرة احلك�مة على حت�سني الكفاءة.
تحبذل جه�د الط�يل، حيث املدى البريوقراطية على تغيري جذري يف ال�سروع يف مت
وتقرتح ال�زارات. بع�س يف وت�سريعها رقمية اإلكرتونية بطرق الإجراءات لتخزين
ودجمهم اخلارجيني الأوىل الفئة بخرباء يحعرف�ن ممن جديد كادر ت�ظيف احلك�مة
الإدارة. وقيادة لتحديث البريوقراطية امل�ست�يات �ستى يف والدعم القيادة م�اقع يف
وطرح بع�س امل�س�ؤولني واملعلقني فكرة تقدمي حزم التقاعد املبكر يف نهاية املطاف كاأداة
لتخفيف البريوقراطية اإىل حد كبري. هذه اخلط�ات، جنبا اإىل جنب مع »برامج الت�اأمة«
التي طرحها الحتاد الأوروبي بني ت�ن�س والإدارات الأوروبية واملناهج املجددة للم�ظفني
العم�ميني، ميكن اأن ت�ساعد اإىل حد كبري يف ترقية الكفاءة، لكنها �ست�ستغرق �سن�ات كي
كلها. ويف ال�قت نف�سه، تدر�س احلك�مة اإجراءات جديدة يف عملية �سنع القرار حت�ؤتي اأ
واآليات لت�سريع امل�ساريع وال�سيا�سات ذات الأول�ية الق�س�ى، بناء على ت�سريحات رئي�س
ال�زراء يف كان�ن الثاين/يناير.
العملية الت�سريعية: العقبات املت�سلة بالقدرات واجلدل العام
الدولية، املالية امل�ؤ�س�سات مع بالت�ساور الت�ن�سية، احلك�مة يف القت�سادي�ن و�سع
21مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
الت�ن�سي القت�ساد وحت�يل تعزيز اإىل تهدف التي القت�ساد وحترير التق�سف تدابري
ومع ذلك، وال�ستثمارات اجلديدة. املناف�سة بزيادة للنم�، مدف�عا اأر�سق ك اإىل حمر
�سبيل الدويل على النقد اتفاقها مع �سندوق ت�ن�س )يف بها تعهدت التي الإ�سالحات
القطاع رواتب وتقل�س جدول الر�سمي القطاع غري تقيد اأن �ساأنها والتي من املثال(،
من املدين املجتمع اأع�ساء بع�س وحذر احلالية. البيئة يف �سيا�سيا واردة غري العام،
اأن حتتدم، ب�سبب هذه اجله�د املثرية للجدل. وتتطلب الت�ترات الجتماعية ميكن اأن
اإ�سالحات اأخرى على اأجندة احلك�مة ت�سريعات �سعبة، مبا يف ذلك اإقرار قان�ن جديد
لال�ستثمار، واإ�سالح اجلمارك وقان�ن جديد لل�سرائب، الأمر الذي من �ساأنه اأن يفجر
الطيف األ�ان خمتلف من �سيا�سي�ن وعرب الك�الي�س. وراء �سديدة ومناف�سة م�ساومة
اإىل لالنتقال حقا ا�ستعداد على الت�ن�سي�ن كان اإذا ما اإزاء حريتهم عن ال�سيا�سي
اقت�ساد قائم على املناف�سة.
مت الإعالن عن ع�سرات ا�ستثمارات القطاع اخلا�س الكربى يف ت�ن�س، لكنها تاأخرت
لحقا، يف حني ف�تت ت�سريعات الإ�سالح املنتظرة، مثل قان�ن ال�ستثمار وعنا�سر اإ�سالح
القطاع املايل امل�عد تل� الآخر. وكان لغياب الإ�سالح وتده�ر ال��سع الأمني تاأثري �سلبي
على امل�ستثمرين الأجانب والت�ن�سيني على حد �س�اء.
يف اجلديدة الت�سريعية العملية ح�ل ال�سعبة الدرو�س بع�س 2015 العام وفر
ت�ن�س، وك�سف عن اأوجه الق�س�ر الهامة، خا�سة يف الربملان. ويبقى الربملان اجلديد
د�ست�ريا، عليه املن�س��س الت�سريعي بدوره لال�سطالع كبري حد اإىل مهياأ غري
وقد الكمبي�تر. واأجهزة واملكاتب امل�ظفني وج�د اإىل الربملان اأع�ساء يفتقر حيث
اإل الأخرية، امل�ازنة قان�ن يف الربملان عمل لدعم اإ�سافية م�ارد تخ�سي�س مت
اختيار مثل امل�سرعني، ت�ساعد فعالة دعم نظم اإىل الأم�ال تلك حت�يل خطط اأن
و�سف احلالية، امل�ؤ�سرات كافية. ويف ظل لتزال غري الت�ظيف، وعملية امل�ظفني
اأحد الربملانيني ال��سع باأنه »م�ستحيل«.
تح�اجه الت�سريعات اإذ العملية الدميقراطية التي حتظى برتحيب كبري لها ثمنها.
اجلديدة فرتة �سياغة ط�يلة، تليها م�افقة جمل�س ال�زراء، وكالعادة عملية نقا�س
ودرا�سة برملانية ت�ستغرقان اأ�سهرا عدة قبل الت�س�يت بامل�افقة اأو الرف�س.
الت�ن�سي�ن امل�سرع�ن ي�ا�سل والإجراءات، امل�ارد على التلقائية القي�د وبا�ستثناء
م�اجهة بيئة �سيا�سية ح�سا�سة وغري م�ستقرة بعد الث�رة، حيث تثري كل الت�سريعات التي
حك�مي�ن م�س�ؤول�ن وو�سف عارما. �سعبيا وغ�سبا كبريا جدل تقريبا فيها ينظرون
ال�سعب الت�ن�سي باأنه �سديد الرتياب، حيث مل تنطلق حتى الآن جه�د لتد�سني ح�ارات
ال�سباب، على وجه اخل�س��س، من خالل اإ�سراك الت�تر. جمتمعية هدفها احلد من
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 22
واملمثل�ن احلك�مة قادة يتمكن ولن 26
حتديا. يك�ن اأن ميكن الر�سمية القن�ات
اأن تنتج مكا�سب التي ميكن اأول�يات تلك الإ�سالحات، املنتخب�ن من حتديد وترتيب
اإىل ال�ستماع اإل من خالل �سيا�سية، اأزمة اإحداث وتتجنب للبالد �سريعة اقت�سادية
الت�ن�سيني. اآراء
عالوة على ذلك، الف�ساد امل�ست�سري يف الإدارة الت�ن�سية )الر�س�ة الب�سيطة واملح�س�بية
يف الت�ظيف اأو ت�فري اخلدمات( وا�ستمرار غياب املحا�سبة على الف�ساد من عهد النظام
ال�سابق، ي�ساعدان يف تف�سري �سك�ك امل�اطنني الت�ن�سيني وريبتهم. فقد قال تقرير �سادر
القدمي، النظام ظل يف 27
الت�ن�سي. القت�ساد »يخنق« الف�ساد اإن الدويل البنك عن
ا�ستغل اأقارب الرئي�س ال�سابق واملقرب�ن منه م�سارف الدولة والأنظمة احلك�مية جلمع
الرثوة. ويف ظل احلك�مة احلالية، متت اإعادة ر�سملة امل�سارف الكربى اململ�كة للدولة،
ملراجعة يحذكر اهتمام اإيالء دون من عاجلة، ب�س�رة النهيار، خطر من تعاين والتي
احل�سابات والتحقيقات.
International( الدويل« اجلمه�ري »املعهد اأجراه للراأي ا�ستطالع يف
Republican Institute( يف العام 2015، قالت غالبية الت�ن�سيني اإن ت�فري فر�س
ئل امل�سارك�ن العمل يجب اأن يحظى باأول�ية ق�س�ى يف الإنفاق احلك�مي. وعندما �سح
يف ال�ستطالع عن كيفية امل�سي قدما يف هذه الأول�ية، كانت الإجابة الأكرث �سعبية
ر البنك الدويل يف العام 2014 اأن الف�ساد كان يكلف وقد28
هي »احلد من الف�ساد«.
الر�س�م من رب »الته واأن ت�ن�س، يف الإجمايل املحلي الناجت من املئة يف 2 ن�سبة
من املناف�سة، تق��س العامة امل�سرتيات وجتاوزات ال�سريبي ب والتهر اجلمركية
ميار�س�ن ومن املنا�سب باأهل اأف�سل �سالت لديها التي ال�سركات حماباة خالل
اإيجاد فر�س �ساملة حقا اأنه لبد من الت�سدي للف�ساد كي يتم وال�اقع 29
الف�ساد«.
والربامج الآليات تقرتن اأن وينبغي الثقة. وتح�ستعاد الق�ية املناف�سة تنطلق ولكي
الرقابة جه�د مب�ساعفة ت�ن�س يف النم� عجلة اإطالق اإىل تهدف التي اجلديدة
وامل�ساءلة من اأجل ت�ليد الدعم ال�سعبي واحلفاظ عليه.
23مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
اإطار 2. ال�سراكة التون�سية-الدولية يف قطاع االأمن
يف الوقت الذي �سعفت فيه امل�ساعدات القت�سادية، حفزت الهجمات الإرهابية احلكومة التون�سية واملجتمع الدويل على
العمل لتقدمي امل�ساعدة اإىل قطاع الأمن. ولريب اأنه لتزال هناك حاجة اإىل اإ�سالحات يف قطاع الأمن تتجاوز امل�ساعدات، مبا
فيها عملية اإعادة تنظيم �ساملة وتغيريات يف ال�سيا�سات وتدابري ملكافحة الف�ساد، لإر�ساء تون�س على قاعدة اأمنية م�ستدامة.
ومع ذلك، فاإن اجلهود املن�سقة لتقدمي امل�ساعدات يف قطاع 30
و�سيتطلب ذلك التغلب على املعار�سة من داخل املوؤ�س�سة الأمنية.
الأمن تنطوي على درو�س قيمة للت�سدي للتحديات البريوقراطية يف القطاعات الأخرى.
30 �سخ�سا 2015 يف �سو�سة، والذي اأودى بحياة اأكث من 26 حزيران/يونيو يف اأعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع يف
مبن فيهم ع�سرات ال�سياح الأوروبيني، اأطلقت تون�س عملية لتن�سيق امل�ساعدة الأمنية مع جمموعة البلدان ال�سناعية ال�سبعة
طلق عليها )G7 + 3(، على جهود الكربى )G7(، اإ�سافة اإىل بلجيكا واإ�سبانيا والحتاد الأوروبي. تنطوي هذه العملية، التي اأ
بلدان اأحد يتوىل حيث العنيف، التطرف ومواجهة لل�سياحة، التحتية والبنية احلدود، اأمن اجتاهات: ثالثة يف ت�سب
جمموعة )G7( زمام املبادرة يف تقدمي امل�ساعدة لكل اجتاه. يلتقي �سفراء وموظفون كبار من هذه البلدان بانتظام حتت
قيادة تون�سية، اإما على م�ستوى اجلل�سات العامة اأو كمجموعات عمل من اخلرباء، اإ�سافة اإىل ممثلني عن رئا�سة اجلمهورية
ورئا�سة الوزراء، لتبادل املعلومات وفهم الأولويات التون�سية، وتن�سيق ا�سرتاتيجية امل�ساعدات الأجنبية.
احلكومة حتفيز يف الوزراء، ورئي�س الرئا�سة من املقدم والدعم الفاعلة، العنا�سر لكل املنتظمة الجتماعات �ساعدت
G7( عملية حددت املثال، �سبيل وعلى الوزاري. والتخطيط للتن�سيق البريوقراطية املعار�سة على التغلب على التون�سية
املمار�سة عك�س وعلى وامل�ساعدات، الأمنية ال�سرتاتيجية �سعيد على تون�س لأولويات د موح �سرح اإىل حاجة وجود )+ 3
دة �سادرة من وزارة الداخلية ووزارة الدفاع. وجتاوبا مع هذه ال�سابقة، جنحت احلكومة التون�سية يف تقدمي وثيقة موح
ال�سرتاتيجية، تقوم الوليات املتحدة ودول اأوروبا الغربية بتوفري حت�سني م�ستوى التجهيزات؛ ومتويل الأن�سطة التدريبية
اأن هذه ومع املتعددة. القوى بني والتن�سيق امل�سرتك، والعمل ال�سرتاتيجي، التخطيط ب�ساأن التوجيه وتوفري اجلديدة؛
الربامج لترقي بال�سرورة الإ�سالحات البنيوية العميقة، اإل اأنها حت�سن فعالية اجلي�س واحلر�س الوطني التون�سي، اللذين
انخرطا يف عدد من العمليات �سد اجلماعات امل�سلحة يف البالد واأحبطا عددا من حماولت التوغل، و�سدا بنجاح، على �سبيل
املثال، الهجمات املن�سقة يف بن قردان يف اآذار/مار�س 2016.
والأطراف تون�س بني بو�سوح املرتبة الأولويات ذات املن�سقة للم�ساركة الإيجابية الإمكانيات )G7 + 3( عملية اأظهرت
املنتظمة الجتماعات اإيقاع يلزم اإذ امللحة. البالد باحتياجات والهتمام البريوقراطي التلكوؤ تخفيف يف املعنية الدولية
امل�ساركني بحماية التقدم الذي يتم اإحرازه ب�ساأن اللتزامات يف بريوقراطياتهم. كما اأن م�ساركة ممثلني عن الرئا�سة ورئا�سة
دة. وقد حان الوقت لتطبيق نهج مماثل منظم ون�سط لتطوير القت�ساد التون�سي، وتطبيق الوزراء تطرح �سلطة تنفيذية موح
الدرو�س امل�ستفادة من الإجنازات واأوجه الق�سور يف التجربة الأخرية يف قطاع الأمن.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 24
حان الوقت التباع مقاربة جديدة:
اإطار �سراكة
جديد اإطار ل�سياغة الفر�سة يغتنم�ا اأن الدوليني وداعميها ت�ن�س على ينبغي
البالد باأن منهم اإدراكا ال�سيطرة، نطاق عن التحديات تخرج اأن قبل لل�سراكة،
ينبغي على اجلميع ترتاكم �سدها. التي التهديدات على للتغلب فر�سة لديها ليزال
وامل�ساعدات، وكذلك العامة وال�سيا�سة بالإ�سالح الهامة اخلا�سة اللتزامات حتديد
جميع التزامات حت�يل على ت�ساعد التي الآليات وو�سع الإجرائية، اللتزامات
الدويل واملجتمع الت�ن�سية احلك�مة ت�ستطيع وعليه، ملم��س. واقع اإىل الأطراف
والقطاع اخلا�س واملجتمع املدين جعل العام 2016 والعام 2017 عامي حت�ل بالن�سبة
اإىل ت�ن�س.
ترتكز املبادرة اخلا�سة باإيجاد اإطار �سراكة ت�ن�سي على تقييم ذي ثالثة حماور:
• ال��سع القت�سادي والجتماعي والأمني يف ت�ن�س م�ثق ب�س�رة جيدة، وقد متت مناق�سة العديد من ال��سفات با�ستفا�سة.
وال�سيا�سات وافرة، ت�ن�س يف النتقالية للعملية الداعمة الدولية اللتزامات •والأدوات املالية املتاحة منا�سبة لل��سع متاما.
• مع ذلك، ثمة حالة من اجلم�د، حيث ت�ستمر احلك�مة الت�ن�سية واجلهات املانحة الدولية يف تبادل الل�م لعدم وج�د اإجراءات حا�سمة.
ر، من خالل اأ�سكال قطاع الأمن وحده ه� الذي �سجل تقدما ذا مغزى، ول� اأنه مبك
مبتكرة من التعاون.
لذلك، اإطار ال�سراكة الت�ن�سي الذي يهدف اإىل ك�سر اجلم�د احلايل من خالل منهجية
جديدة، �سيغري ب�س�رة جذرية الطريقة التي يتم من خاللها اإجراء احل�ار والإ�سالحات
الأطراف تلك خاللها من �ست�ا�سل التي والطريقة الت�ن�سية، املعنية الأطراف بني
لل�سلطات ق�يا حافزا ال�سراكة اإطار و�سي�فر امل�سرتك. م�سعاهم الدولي�ن و�سركاوؤهم
ل عائقا الت�ن�سية لتب�سيط جهاز �سنع ال�سيا�سات املعقد اإىل حد كبري، والذي اأ�سبح ي�سك
كبريا اأمام التقدم.
ينبغي على اجلهات املانحة الدولية، كجزء من اإعادة اإطالق �سراكة جديدة، اأن تحظهر
ب��س�ح دعمها ال�سيا�سي امل�ستدام من خالل احلفاظ على امل�ساركة رفيعة امل�ست�ى مع
القادة املنتخبني دميقراطيا يف البالد، وتعزيز جه�د اإيجاد فر�س عمل ف�رية، عن طريق
فتح فر�س اأكرث �سخاء لل��س�ل اإىل الأ�س�اق اأمام القطاعات التي ت�ستخدم اليد العاملة
بكثافة، وال�ستمرار يف تقدمي امل�ساعدة مليزانية القت�ساد الكلي والتنمية. وعلى اجلهات
�2مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
عديدة، ل�سن�ات التنم�ية وامل�ساريع التحتية البنية م�ساريع بتم�يل اللتزام املانحة
و�سمان جتديد امل�ساعدة املالية عندما تتح�ل اإىل طرق وحمطات ت�ليد طاقة ومراكز
من الت�ن�سي اخلا�س القطاع اأي�سا الدولية اجله�د ت�ستهدف اأن يجب �سحية. رعاية
خالل ت�سهيل التنقل، وتقدمي امل�ساعدة للم�ستثمرين، وت��سيع برامج امل�ساعدة والتدريب
الع�اقب البالد مب�ساركة ق�ية مت�سقة مع اأن حتظى ينبغي باخت�سار، الفني. والتعليم
ال�سرتاتيجية املحتملة لنجاحها اأو ف�سلها.
املتجددة، ينبغي على احلك�مة ال�سراكة ها من الذي يخ�س وكجزء هام من اجلانب
الت�ن�سية اإيجاد ومتكني اآليات جديدة، تربط الإجراءات اجلديدة بالرتتيبات امل�ؤ�س�سية
الدعم من ممكن حد اأق�سى اإىل وال�ستفادة الدولية امل�ساعدات لتن�سيق اجلديدة
الدويل للم�ساعدة يف خلق فر�س العمل وحتقيق التنمية، ول�سيما يف املجتمعات املحلية
املهم�سة. وينبغي على احلك�مة اأي�سا اأن تحقر وتطبق حزمة اإ�سالحات ت�ساعد امل�ستثمرين
الت�ن�سيني والأجانب على حتقيق الزدهار.
اإ�سالحات �سياغة يف املدين واملجتمع الت�ن�سي اخلا�س القطاع ي�سارك اأن ينبغي
واآليات �سريعة جديدة، بدعم من نظرائهما الدوليني، للم�ساعدة يف �سمان اأن تعالج هذه
الرتتيبات احتياجاتهم الفعلية. اإ�سافة اإىل �سمان اأن ترتكز مقرتحات احلك�مات اإىل
ال�اقع ولي�س اإىل التمني، ميكن اأن يحدد القطاع اخلا�س واملجتمع املدين اأي�سا اخلط�ات
بالتزاماتها احلك�مات اأوفت ومتى، اإذا، لتخاذها ا�ستعداد على هما التي الإيجابية
املحددة كجزء من اإطار ال�سراكة.
يف �سياق ا�ستجابتها لالجتاهات القت�سادية والأمنية املثرية للقلق على مدى ال�سن�ات
اخلم�س املا�سية، طلب قادة ت�ن�س واملجتمع الدويل من بع�سهما البع�س بذل املزيد من
الأجنبية، يف حني طالبت املع�نات وال�ستثمارات املزيد من ت�ن�س اجلهد. فقد طلبت
اجلهات املانحة احلك�مة باإحراز املزيد من التقدم يف اإقرار وتنفيذ الإ�سالحات. وال�اقع
املاأزق احلايل. ت�ن�س من ل�سمان خروج كافينين لي�سا لكنهما اأن اجلهدين �سروريان،
ال�سيء املفق�د حتى الآن ه� الرتكيز على حتديد الأول�يات والتغيريات الإجرائية التي
عرقلت والتي التقدم، �سبيل تعرت�س التي املختلفة العقبات تزيل اأو تقل�س اأن ميكن
م�سار ت�ن�س اإىل الأمام.
على ينبغي بالإحباط، املتبادل ال�سع�ر من اإرث اإىل نظرا
متبادلة خط�ات اتخاذ الدوليني و�سركائها الت�ن�سية احلك�مة
لإثبات جديتهم، وت�سجيع بع�سهم البع�س على اتخاذ تدابري اأكرث
دويل مت�يلي ودعم ت�ن�سية مب�سادقة �ستك�ن البداية طم�حا.
لآليات التن�سيق اجلديدة وال�سريعة بقيادة ت�ن�سية يف الن�سف الثاين من العام 2016.
ينبغي على احلكومة التون�سية و�سركائها الدوليني اتخاذ
خطوات متبادلة الإثبات جديتهم، وت�سجيع بع�سهم البع�ص
على اتخاذ تدابري اأكرث طموحا.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 26
تو�سيات
يتعني اأن تطلق ت�ن�س و�سركاوؤها الدولي�ن الأ�سا�سي�ن اإطار �سراكة جديدا يق�م على
اللتزامات املتبادلة من كال اجلانبني يف خم�سة جمالت تكمل بع�سها البع�س.
ال�سراكة اجلديد من اإطار الأ�سا�سي�ن يف الدولي�ن ت�ن�س �سركاء ي�ساهم اأن يجب
خالل:
الدعم تقدمي الت�ن�سي، مبا يف ذلك من خالل لالقت�ساد الدعم وتكثيف رفع •قطاع مع والنخراط الن�سطة، امل�ساعدة وم�ا�سلة الأ�س�اق، اإىل واملداخل املايل،
الأمن يف ت�ن�س.
يجب على حك�مة ت�ن�س قيادة اإطار ال�سراكة اجلديد يف عدد من املجالت عن طريق:
عملية من امل�ستقاة الدرو�س اإىل ا�ستنادا )G7 + ل�)اآلية مط�رة متكني عملية •لتن�سيق الأمن، قطاع يف ،)G7 + 3( الكربى ال�سناعية ال�سبع الدول جمم�عة
امل�ساعدات اخلارجية وال�ستفادة منها، وينبغي على احلك�مة الت�ن�سية اأن تاأخذ زمام
والقطاع املدين، املجتمع منظمات ومع الدولية املانحة اجلهات جميع مع املبادرة
اخلا�س املرتبط بها ح�سب احلاجة، بهدف ت�سهيل ال�سفافية وامل�ساءلة واملتابعة بني
جميع الأطراف.
• تن�سيط الت�ا�سل ال�سعبي وبدء ح�ار �سامل جديد مع جميع اأ�سحاب العالقة، مبن والق�انني ال�سيا�سات وامل�اطن�ن، ح�ل الأعمال املجتمع املدين ورجال فيهم ممثل�
القت�سادية والجتماعية والأمنية احل�سا�سة اأو اجلديدة.
العامة الإدارة ذلك يف مبا لالإ�سالحات، الأول�ية واإعطاء امل�ؤ�س�سات تعزيز •وال�ستثمار والإ�سالحات اجلمركية، لتعزيز النم� القت�سادي ال�سامل واإيجاد فر�س
العمل وت�فري �سيادة القان�ن.
• تاأ�سي�س اآلية �سريعة للتغلب على العقبات والإ�سراع يف تنفيذ امل�ساريع القت�سادية فائقة الأول�ية، خا�سة م�ساريع التنمية، بهدف تعزيز التنمية القت�سادية والجتماعية
واإيجاد فر�س العمل.
دعم مكثف من املجتمع الدويل
الفر�س وفرية اأمام املجتمع الدويل لتح�سني جه�د امل�ساعدة التي بحذلت خالل ال�سن�ات
اخلم�س املا�سية، وحتديد اأ�ساليب دعم جديدة عرب جمم�عة من املجالت التي ميكن اأن
د الأهداف الت�ن�سية وت�ساعد يف التحفيز على حتقيقها. تع�س
يف املجال القت�سادي، يتمثل اخلط الأول يف العمل على حت�سني اإمكانية و�س�ل املنتجات
�2مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
الزراعية واملن�س�جات الت�ن�سية اإىل الأ�س�اق، الأمر الذي يعترب ذا اأهمية ق�س�ى لإيجاد
فر�س العمل وت�زيع الدخل. وقد �سن الحتاد الأوروبي تدابري م�ؤقتة تق�سي بزيادة ح�سة
زيت الزيت�ن بن�سبة 60 يف املئة لعامي 2016 و2017، لكن ينبغي عليه النظر يف جعل
هذه ال�سيا�سات دائمة. كما يجب اأن ترتكز اجله�د على حتديد اأول�يات وت�سل�سل عنا�سر
العنا�سر وخ�س��سا الأوروبي، الحتاد مع وال�ساملة« العميقة احلرة التجارة »اتفاقية
التي من �ساأنها اأن ت�ؤدي اإىل اإيجاد فر�س عمل ب�سرعة يف ت�ن�س واإمكانية تنقل العمالة
بني ت�ن�س والحتاد الأوروبي. وباملثل، ينبغي النظر يف اإحراز تقدم لعقد اتفاقية للتجارة
احلرة بني ت�ن�س وال�ليات املتحدة، ف�سال عن اتخاذ تدابري م�ؤقتة ميكنها اأن ت�سع، على
�سبيل املثال، قطاع الن�سيج الت�ن�سي على قدم امل�ساواة مع املناف�سني املغاربة يف ال�س�ق
الأمريكية.
اأهمية بالغة، ول�سيما يف امل�ستقبل القريب عندما وباملثل، فاإن لزيادة الدعم املايل
يححتمل اأن تك�ن لالإ�سالحات الهيكلية اآثار اجتماعية اأكرث �سلبية. حالة ت�ن�س لي�ست ذات
�ساأن كبري، مقارنة مع القرارات املالية الأخرية لالحتاد الأوروبي يف مايتعلق، من بني اأم�ر
اأخرى، بالي�نان وتركيا. ثم اأن زيادة الدعم املايل امل�ستهدف لت�ن�س �ستقطع �س�طا ط�يال
نح� حت�سني ال�ستقرار الجتماعي واإر�ساء اأ�س�س التنمية امل�ستدامة على املدى الط�يل.
طلق يف اإطار جمم�عة الدول حيف املجال الأمني، ينبغي م�ا�سلة التعاون الفعال الذي اأ
ال�سناعية ال�سبع الكربى + G7 + 3( 3( وت��سيعه ح�سب القت�ساء، مبا يف ذلك الدعم
املايل والتقني، مع الهتمام بدعم الإ�سالحات الالزمة. ويجري حاليا اإجناز الكثري، بيد
اأن ثمة حاجة اإىل نهج مت��سط وط�يل الأجل جلعل التح�سينات احلالية يف قطاع الأمن
�ستدامة ودعم ت�ن�س يف م�اجهة بيئات لميكن التنب�ؤ بها يف ليبيا واملنطقة ككل. مح
بتط�ير الت�ن�سية ال�سلطات ت�سمح اأن مبكان الأهمية من الجتماعي، املجال ويف
مبادرات يحظهر فيها امل�اطن�ن، من بني اأمثلة اأخرى، التزامهم بتح�سني احل�ار ال�سيا�سي،
الدويل ملثل هذه الدعم ت�جيه اأي�سا وينبغي التكن�ل�جي. البتكار اأو البيئة، اأو حماية
املبادرات املدنية، على الرغم من ال�سع�بات املعتادة يف ت�جيه الأم�ال من امل�ؤ�س�سات
فظ فيه لها املرونة التي جتعل مثل الكبرية اإىل امل�ساريع ال�سغرية، يف ال�قت الذي حتح
هذه املبادرات جديرة بالهتمام.
التدابري الأخرى ذات ال�سلة ميكن اأن ت�سمل:
التي من �ساأنها ت�سهيل واأوروبا، ال�ليات املتحدة اتفاقيات الأج�اء املفت�حة مع •العمل اآلف فر�س اإيجاد اإىل ت�ن�س، ما�سي�ؤدي واإىل الفعالة من اخلدمات اجل�ية
اجلديدة، وكذلك رفع كفاءة املطارات وحتديثها وبناء مرافق جديدة يف املنتجعات
الرئي�سة، بتم�يل من خارج ت�ن�س، رمبا مقابل حق ملكية المتياز يف املطارات.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 2�
)Millennium Challenge الألفية« حتدي »م�ؤ�س�سة تعيد اأن ينبغي •)Corporation النظر يف و�سع ت�ن�س من جديد، حيث متثل اأداة ق�ية لدعم النم�
القت�سادي على نطاق وا�سع. حتى العام 2016، كانت ت�ن�س غري م�ؤهلة لعقد اتفاق
مع امل�ؤ�س�سة املذك�رة، على الرغم من اأن و�سعها القت�سادي ي�ستمر يف الرتاجع.
• ينبغي متابعة اأو تط�ير عق�د اخلدمة والت�ريد الع�سكرية الأجنبية اخلا�سة بال�سفن الع�سكرية التابعة لالحتاد الأوروبي ومنظمة حلف �سمال الأطل�سي )النات�( مع ت�ن�س،
يف جمالت العمليات البحرية واخلدمة واملعدات. وميكن اأن ي�سمل ذلك تط�ير اأعمال
الإ�سالح يف الأح�ا�س اجلافة لر�س� ال�سفن واإعادة التزود بامل�اد الغذائية واملنتجات
النفطية. وهذه ميكن اأن ت�سكل فر�سة كبرية لإيجاد فر�س العمل. كما ميكن الهتمام
بال�سركات ال�سغرية، مبا يف ذلك التدريب يف هذا املجال اجلديد.
اآلية لتن�سيق امل�ساعدات الدولية
ت�فر الجتماعات الدولية التي �ستحعقد يف العام 2016، مبا فيها م�ؤمتر قمة جمم�عة
الدول ال�سناعية ال�سبع الكربى )G7( يف اليابان يف اأيار/ماي�، واجتماعات اجلمعية
العامة لالأمم املتحدة يف ني�ي�رك يف اأيل�ل/�سبتمرب، وامل�ؤمتر الت�ن�سي الدويل لال�ستثمار
الدويل املجتمع التزام اإطالق لإعادة مثالية منابر يحعقد يف اخلريف، اأن ت�قع يح الذي
ال�سيا�سي والقت�سادي بت�ن�س. لكن بالقدر نف�سه من الأهمية، لبد من اأن تقدم ت�ن�س
�سمانات واقعية وعملية اإىل �سركائها الدوليني وامل�ستثمرين، تتج�سد يف اعتماد البالد
وقيادتها اآلية جديدة لتن�سيق امل�ساعدات.
وا�ستجابة اإىل ا�ستعداد املجتمع الدويل لزيادة وتكثيف دعمه لها، يجب على ت�ن�س اأن
تقابل ذلك بقيادة ومتكني »اآلية تن�سيق + G7« لال�ستفادة ب�س�رة فعالة من اللتزامات
لالآلية اجلديدة الأطراف. وميكن قبل جميع من قن�ات عملية اإىل الدولية وحت�يلها
مبثابة لتك�ن اأمانة دائرة م�ظفي نخبة ت�سم اأن التقارير وتقدمي امل�ساعدات لتن�سيق
مركز لتبادل املعل�مات بني ال�زارات الت�ن�سية وبني الدول املانحة، وتنخرط مع املجتمع
ت�ن�سي. وت�سمل اأمني عام يراأ�سها اأن املدين والقطاع اخلا�س، بح�سب القت�ساء، على
مهام الأمانة عقد اجتماعات يف ت�ن�س، واإ�سدار تقارير منتظمة عن التقدم الذي يتم
اإحرازه يف جمال الإ�سالح واللتزامات اخلا�سة بامل�ساعدات )على �سبيل املثال، تقييم
هذه اخلط�ات من ناحية انعقادها يف امل�عد املحدد اأو بتاأخر عن امل�عد اأو عدم بدئها(،
وتقدمي امل�س�رة والدعم اإىل اجلهات احلك�مية الت�ن�سية التي ت�سارك يف تنفيذ التفاقات.
ميكن لهذه الأمانة، اإ�سافة اإىل اإ�سدار تقارير عامة، امل�ساعدة يف جعل اجله�د الرامية
اإىل تن�سيق امل�ساعدات القت�سادية اأكرث فاعلية من ال�سابق.
�2مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
�س�ف ت�سكل الآلية املقرتحة ابتكارا هاما. فمن �ساأنها اأن تعزز امل�ساءلة املتبادلة بني
احلك�مة الت�ن�سية وبني �سركائها الدوليني. ومن �ساأنها اأي�سا اأن ت�سمح ملمثلي اجلهات
كل ي�سجل واأن الإحباط، م�سادر اإىل ب��س�ح ي�سريوا اأن الت�ن�سية واحلك�مة املانحة
منهم اإجابات الآخر، واأن ي�ستعر�س�ا ال��سع يف الجتماع التايل.
للعديد من اجلهات القان�نية املتطلبات التن�سيق اآلية تتفادى اأن ال�سروري لي�س من
املانحة الفردية ملتابعة اأجنداتها على النح� املطل�ب من جانب هيئاتها الت�سريعية. لكن
العديد تعالج اأن �ساأنها من فاإن واملحا�سبة، املعل�مات لتبادل اأداة الآلية تلك ب��سف
اأكرب من ال��س�ح جلميع اإيجاد قدر اأوجه الق�س�ر يف اجله�د ال�سابقة، من خالل من
الأطراف، وجتنب الزدواجية يف اجله�د، ومطابقة الأول�يات الت�ن�سية مع نقاط الق�ة
لدى كل جهة مانحة. ينبغي اأن يركز اإطار ال�سراكة على جمم�عة حمدودة ومرتبة ح�سب
اأهميتها من الق�سايا القت�سادية والجتماعية وق�سايا احل�كمة، مع ترك ق�سية امل�ساعدة
الأمنية يف ال�قت الراهن يف عهدة عملية )G7 + 3( احلالية.
تبدو مفاتيح اآلية تن�سيق امل�ساعدات با�ستثناء القطاع الأمني وا�سحة:
ت�ن�سيان. والتزام • قيادة فيه الأحزاب الت�ن�سية والدولية الرئي�سة وتتبادل املعل�مات. ت�سارك • منتدى
ذات الأول�ية. اجلهد جمالت • بل�رة من اأكرب قدر لت�فري اإحرازه مت الذي التقدم ح�ل منتظمة تقارير اإ�سدار •امل�ساءلة وال�سفافية، بالن�سبة اإىل حك�مة ت�ن�س وال�سركاء الدوليني والربملان واملجتمع
املدين الت�ن�سي وجماعات امل�سالح واجلمه�ر على حد �س�اء.
لكيانات فر�سة ي�فر اأن امل�ساعدات لتن�سيق اآلية وج�د �ساأن من ذلك، على عالوة
بدور القيام عرب احلك�مية، باملعايري والتزاماتها خططها تربط كي اخلا�س القطاع
امل�ست�دع للتزامات احلك�مة ون�سر التقارير، الأمر الذي �سيحفز اأكرث على تنفيذها.
تن�سيط التوا�سل واحلوار مع املواطنني
على الرغم من العرتاف وا�سع النطاق باأنه �ستك�ن ثمة حاجة لإ�سالحات بعيدة املدى
يف ال�سن�ات املقبلة، يت�ا�سل عمل احلك�مة الت�ن�سية يف ظل اجلدل العام. كما اأن اإدراك
احتمال اأن تثري الن�س��س الإ�سالحية غ�سبا، ورمبا ا�سطرابات عمالية، يبطئ العملية
الت�سريعية التي ت�ستهلك الكثري من ال�قت.
ي�سلط ،2015 العام ب�ساأن امل�ساحلة القت�سادية يف خريف اإن طرح م�سروع قان�ن
العامة امل�ساركة غياب ظل يف الت�سريعية، العملية يف الق�س�ر اأوجه على ال�س�ء
عد امل�سروع و�سط تكهنات كبرية، وق�بل مبزيج من الفزع والغ�سب يف حاأ واحل�ار. وقد
بع�س الأو�ساط، عندما مت ت�س�ر اأنه ي�فر �سكال من اأ�سكال العف� عن الأ�سخا�س الذين
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 30
ارتكب�ا جرائم مالية يف ظل النظام ال�سابق. اأجربت املظاهرات والغ�سب الذي تال ذلك
احلك�مة على الرتاجع عن م�سروع القان�ن، على الرغم من اأن اأحكامه الهامة تهدف اإىل
اإعادة دمج اأم�ال القت�ساد غري الر�سمي يف القت�ساد الر�سمي. وقد تعهدت احلك�مة
باإعادة النظر يف القان�ن وطرحه من جديد.
نتظرة، يجب على احلك�مة بدل من تكرار هذا الإجراء مع ت�سريعات اإ�سالحية اأخرى مح
النظر يف التعاون مع اأع�ساء الربملان وجماعات املجتمع املدين لتنظيم منتديات عامة
هم�م اإىل وال�ستماع الق�انني، م�ساريع م�سم�ن ملناق�سة مفت�حة، ولقاءات �ساملة
امل�اطنني واأخذها يف العتبار ب�س�رة هادفة.
على نح� لفت، وعلى النقي�س من املناق�سات ال�ساخبة يف �سن�ات �سياغة الد�ست�ر
الأخرية، كثريا ماجرى اإجها�س حماولت ت�سجيع احل�ار بني اأن�سار الأحزاب ال�سيا�سية
النفعالت، حدة وتزايد املت�قعة، ال�سدامات بفعل املدين املجتمع منظمات وخمتلف
وال�سع�ر بالإحباط جتاه نتائج احل�ارات ال�سابقة. و�سكا ن�سطاء املجتمع املدين من جل�سات
الت�ساور الر�سمية التي مل يقبل فيها ممثل� احلك�مة اأي مالحظات. وب�سبب اخلالفات
ال�سيا�سية، غالبا مامت تهمي�س ق�سايا اجلندر على الرغم من اأهميتها املركزية.
مع ذلك، ومنذ كان�ن الثاين/يناير 2011، اأظهر اأفراد املجتمع املدين الت�ن�سي )مبا
يف ذلك املنظمات غري احلك�مية(، والدوائر الثقافية، ورجال الأعمال املدني�ن ال�سباب،
وطرح املناق�سات تعزيز على ملح�ظة قدرة املعل�مات تكن�ل�جيا يف �س�ن واملتخ�س
غري ميزة القدرة هذه ومتثل املجتمع. م�ستقبل ت�سكيل يف الإبداع واإبداء املقرتحات،
تتمخ�س عملية احل�ار اأن ت�قع العتبار. وميكن بعني ت�ؤخذ اأن وينبغي لت�ن�س، عادية
عن العامة، ال�سيا�سات �سنع يف م�ساهمة ي�فر الذي اجلمه�ر مع ال�ساملة والت�ا�سل
واجلهد: ال�قت حيث من كثريا التكاليف تف�قان الأهمية بالغتي اإيجابيتني نتيجتني
تنفيذ اآفاق و�سيعزز الق�انني، �سياغة عملية اأثناء العام القلق من �سيقلل فاحل�ار
الق�انني بعد اأن يتم اإقرارها. ويف نهاية املطاف، ميكن لعملية ربط احل�ارات ال�ساملة
بالنتائج يف فح�ى الإ�سالحات والتح�سينات التي تتم يف املجتمعات املحلية، خ�س��سا
وي�سطلع املجتمع 31
يف املناطق املهم�سة، اأن ت�ساعد يف ا�ستعادة الثقة بني النا�س والدولة.
املجتمع قطاع تعزيز م�ا�سلة يف هام بدور الدولية املدين املجتمع ومنظمات الدويل
املدين يف ت�ن�س، مايح�سهم يف متكني تلك الأطراف يف النظام الت�ن�سي.
31مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
اأهم اإجنازات الث�رة، واملتمثل يف القدرة على �سياغة يجب احلفاظ على واحد من
ت�افق يف الآراء اأو حل�ل و�سط بطريقة جامعة، وت��سيعها على �سكل برنامج دائم للحك�مة
واملجتمع املدين. وميكن للمجل�س ال�طني للح�كمة والتنمية امل�ستدامة والأجيال املحقبلة
الحتياجات. تلبية هذه �س�طا ط�يال يف يقطع اأن حاليا، اإعداده يتم والذي املقرتح،
ومن خالل هذا املجل�س، ميكن للهيئات احلك�مية واأع�ساء الربملان والأحزاب ال�سيا�سية
ومنظمات رجال الأعمال والنقابات ومنظمات املجتمع املدين والدوائر الثقافية اأن تثري
وتناق�س الق�سايا املحلية وال�طنية الهامة. ومع ذلك، من الأهمية مبكان اأن يك�ن املجل�س
ما بطريقة لت�سمح بتكرار املبارزات ال�سيا�سية يف الربملان ول النهج الف�قي للدولة م�سم
الب�لي�سية ال�سابقة.
اإن اأهم الق�سايا املطروحة لتن�سيط النقا�سات العامة هي الأكرث ح�سا�سية. ويجب على
اإطار 3. االإ�سراك احلقيقي للمواطنني
اأ�ساليب تون�س، عرب القت�سادية تطورا يف الأن�سطة اأ�سرع من املعلومات واحدا تكنولوجيا �سنوات، كان قطاع على مدى
ال�سغار املطورون يقوم حيث جديد، اجتاه الآن برز وقد امل�سرتك. العمل وم�ساحات وامل�سرعات احلا�سنات مثل مبتكرة
مببادرات متعددة قائمة بذاتها وينتجون، على �سبيل املثال، تطبيقات للهواتف الذكية يحظى بع�سها بتقدير دويل. وقد مكنت
�سة على الإنرتنت، وتوفري الدخل ال�ستجابات اخلالقة من جانب احلكومة مع مثل هذه التطبيقات، من اإيجاد اأ�سواق متخ�س
ملواطنني مل يوؤ�س�سوا م�سروعا جتاريا ب�سورة ر�سمية.
ويف جمال التعليم، ميكن مل�ساريع قيد الدرا�سة، مثل فكرة »جهاز لوحي لكل طفل يف املدار�س البتدائية«، اأن تكون و�سيلة
لإدماج الأجيال املقبلة يف تون�س يف الع�سر الرقمي �سريع التطور منذ مرحلة مبكرة من حياتهم، �سرط اأن يتم اإعداد اخلطة
م على نحو منا�سب. بعناية واأن تنظ
الو�سائل الرقمية هذه ا�ستخدمت لتوجيه املواطنني نحو ممار�سة امل�سوؤولية ال�سيا�سية: فقد مت اإن�ساء من�سات مثل »احلوكمة
الإيجابية، احلوكمة عمليات يف املواطنني م�ساركة تعزيز بغية )Bawsala( و»البو�سلة« )OpenGovTN( املفتوحة«
وا�ستقطبت م�ساركة قوية من اجلمهور.
اأ�سبحت امل�ساريع الجتماعية عامال رئي�سا يف البيئة اجلديدة املفتوحة يف تون�س، حيث تزدهر مبادرات املواطنني يف بيئة
Youth( »تكنولوجيا املعلومات الإبداعية. وقد ح�سل بع�س هذه املبادرات على درجات امتياز دولية، مثل منظمة »ال�سباب يقرر
.)Decidesي�سكل احلفاظ على البيئة حتديا كبريا بالن�سبة اإىل تون�س، خا�سة يف الأوقات التي قد جتعل الإ�سالحات القت�سادية وقيود
التي املواطنني ملبادرات اهتمام دقيق اإيالء وينبغي واملحلية. الوطنية لل�سلطات الثانوي الهتمام القطاع امليزانية من هذا
ظهرت نتيجة العمل التطوعي اأو، يف بع�س احلالت، نتيجة رعاية ال�سركات. وميكن لأن�سطة جمع النفايات واإعادة التدوير
النتقائية اأن توؤدي اإىل تعبئة املواطنني، وت�سكيل وعي تعليمي، وتاأمني دخل �سخ�سي. ال�سيء نف�سه ميكن اأن يقال عن زراعة
الأ�سجار، والتي ميكن اأي�سا اأن تدر دخال وتنع�س الأرا�سي القاحلة.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 32
بينها من ق�سايا ب�ساأن عامة ح�ارات لإطالق املدين املجتمع مع تتعاون اأن احلك�مة
وم�ستقبل القت�ساد وم�ستقبل الأمني القطاع واإ�سالح والتطرف، الإرهاب مكافحة
الفنية امل�ساعدة اأكرب من بقدر املناق�سات تقرتن هذه اأن وينبغي الالمركزي. احلكم
اإىل الأهداف حت�يل يف للم�ساهمة واحلك�مة، الت�ن�سية ال�سيا�سية لالأحزاب الدولية
حل�ل تتعلق بال�سيا�سات العامة.
كن اأن حتفز اإ�سراك امل�اطنني واحل�ار والت�ا�سل: ثمة جمم�عة من املبادرات ميح
• ينبغي اإطالق عدد من امل�ساريع املحختارة بعناية لإحراز تقدم ملم��س يف املناطق ولدى ال�سرائح ال�سكانية الأقل حظا. من الأمثلة على ذلك: تعريف اأطفال املدار�س
البتدائية على برامج تكن�ل�جيا املعل�مات، اأو الربامج ال�طنية التي تهدف اإىل جمع
النفايات ب�س�رة انتقائية، اأو اإعادة التدوير، اأو زراعة الأ�سجار. مثل هذه امل�ساريع
ميكن اأن جت�سد فكرة الأمل والت�قعات الإيجابية جلميع امل�اطنني، بينما تعالج اأحد
مطالب امل�اطنني.
• ينبغي و�سع برامج للنه��س باملجتمع املدين واملحلي لتدريب ماي�سل اإىل 1000 من خريجي اجلامعات الت�ن�سية كل عام لن�سرهم يف املناطق غري املتط�رة، للعمل
يف امل�ساريع القت�سادية ال�سغرية وامل�ساريع التقنية وم�ساريع التنمية الجتماعية.
يتم و�سع ه�ؤلء اخلريجني يف امل�ؤ�س�سات املحلية والإقليمية ومراكز البح�ث وم�ساريع
مفاحتة وينبغي الإر�سادية. واخلدمات واخلا�س العام القطاعني بني ال�سراكة
ال�سركاء الأجانب، يف القطاع العام واخلا�س على حد �س�اء، من جمم�عة متن�عة
من البلدان لتقدمي مقرتحات للنظر يف تاأطري هذه اجله�د وتقدمي الدعم.
اإ�سالحات موؤ�س�سية وقانونية لتح�سني احلوكمة واالإدارة العامة
اأهم الإ�سالحات التي ميكن حتقيقها ب�سرعة، والتي تبحثها احلك�مة الت�ن�سية، من
زيادة امل�ارد وهيكل الدعم املتاح للربملان. واإذا مل يتم �سم امل�ظفني اجلدد يف الربملان
القدمي، الربملان من ا�ستبقاوؤهم مت من اإىل ليح�ساف�ا جديدة بكفاءات يتمتع�ن ممن
اإىل اهتمام خا�س اإيالء يجب القاعدة. واخلا�سة هي الفعالة الإجراءات غري �ستظل
اختيار ه�ؤلء امل�ظفني، وكذلك الهتمام بالرقابة والإدارة وترتيبات الدعم الل�ج�ستي.
اأجهزة كمبي�تر ونظام متط�ر لتكن�ل�جيا املعل�مات، عالوة على ذلك، من دون وج�د
اإىل ماي�ؤدي املطب�عة، الن�سخ ح�ل تتمح�ر واملراجعات الت�سريعية املناق�سات �ستبقى
زيادة كبرية يف ال�قت الالزم لتعميم واعتماد ال�سيغ اجلديدة من م�ساريع الق�انني.
اللم�سات و�سع مت التي الت�ن�سية، للحك�مة ال�سرتاتيجي« الت�جه »مذكرة حددت
ما ليقل عن ت�سعة ع�سر اإ�سالحا 32
الأخرية عليها و�سدرت يف 8 اأيل�ل/�سبتمرب 2015،
33مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
قان�نيا تهدف اإىل حت�سني احل�كمة وتب�سيط الإدارة، وت�سجيع القطاع اخلا�س كمحرك
القت�سادية، الفر�س وت�سجيع الف�ساد، من واحلد الجتماعي، الإدماج وتعزيز للنم�،
عززت احلك�مة ل� وحتى القان�ن. �سيادة ف�سال عن الدميقراطية املمار�سات وتعزيز
الت�ن�سية القت�ساد من خالل تدابري ط�ارئ، �ستك�ن الإ�سالحات الإدارية والإ�سالحات
يف القطاع الأمني �سرورية ل�سمان األ يك�ن التقدم الذي يتم اإحرازه ق�سري الأجل. يف
التما�س الت�ن�سي كثريا، يف و�سعه احلايل، من م�ساألة نهاية املطاف، يكابد القت�ساد
لتلبية كافية عمل فر�س اإيجاد اإىل �سعيه اجلامدة، يف خ�سم والإدارة ال�سريع الربح
قمع من والأمن ال�سرطة ق�ات مهمة حت�يل يف الف�سل وباملثل، املجتمع. احتياجات
امل�اطن اإىل حمايته �سي�ا�سل اإبقاء القطاع الأمني عر�سة اإىل ال�ستغالل من الأطراف
الفا�سدة ويفاقم التطرف يف �سف�ف ال�سكان.
على الرغم من وج�د ائتالف اأغلبية لباأ�س به يف الربملان منذ �سباط/فرباير 2015،
كانت العملية الت�سريعية بطيئة، نظرا اإىل نق�س امل�ارد الب�سرية والفنية وكذلك البيئة
الربملان املفرو�سة على قدرة والقي�د ال�قت اإىل �سيق ونظرا والجتماعية. ال�سيا�سية
األ�ان خمتلف من الت�ن�سي�ن دعا الت�سريعات، �سياغة عن امل�س�ؤولة ال�زارية واللجان
اأ�سا�سيني: معيارين اإىل ا�ستنادا لالإ�سالحات الأول�ية اإعطاء اإىل ال�سيا�سي الطيف
الجتماعية، الرعاية اأو العمل فر�س اإيجاد يف �سريعة« »مكا�سب حتقيق على القدرة
وخا�سة يف املجتمعات املحلية الأكرث تهمي�سا؛ وجتنب التكاليف الجتماعية التي ميكن
اأن تعجل بحدوث ا�سطرابات ورف�س �سعبي. كما ينبغي حتديد الإ�سالحات التي تتمتع
بر�سيد جيد ب�ساأن هذه التدابري، وفقا لتعريف الت�ن�سيني، كاأول�يات على املدى القريب
يف اإطار ال�سراكة املقرتح.
ت�سجيع على قدرتها ب�سبب بالأهمية تتميز التي املقرتحة الق�انني من العديد ثمة
ال�ستثمارات التي ت�ؤدي اإىل اإيجاد فر�س العمل، واأي�سا لأنها تت�سمن احتمالت خفي�سة
ن�سبيا باأن تت�سبب يف اإحداث اأزمة �سيا�سية:
• تنظر املنظمات املحلية والأجنبية، العامة واخلا�سة، اإىل اخلطة اخلم�سية اجلديدة والتي لتزال احلك�مة الت�ن�سية ت�سع اللم�سات النهائية عليها )حتى 30 اآذار/مار�س
ت�ؤدي اأن �ساأنها من طريق خريطة باعتبارها الربملان، على تحعر�س ومل ،)2016
اإىل اقت�ساد ت�ن�سي اأق�ى. وكان م�سروع القان�ن اخلا�س باخلطة م��س�ع م�ساورات
ر عر�سه على الربملان يف ني�سان/اأبريل حك�مية يف اآذار/مار�س 2016، ومن املقر
2016. واإذا اأقرت احلك�مة اخلطة بحل�ل الن�سف الأول من العام 2016، مع وج�د
مرا�سيم جاهزة للن�سر، فاإنها �ستقدم بيان ن�ايا مهما اإىل ال�سركاء الدوليني الذين
يفكرون يف اإطالق �سراكات جديدة مع ت�ن�س.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 34
• �ستك�ن اإعادة النظر يف قان�ن ال�ستثمار اإ�سارة اإىل اأن ت�ن�س مفت�حة اأمام ممار�سة دد، فاإن الأن�سطة التجارية. وبينما متت عمليات ال�ستثمار حتى يف غياب قان�ن جمح
العديد من كبار امل�ستثمرين ينتظرونه، وكذلك احلك�مات التي ميكنها اأن ت�ساركهم.
الإقليمية، التنمية وح�افز واملحب�سطة، اجلديدة التنظيمية الهياكل تع�د اأن وميكن
وي�سري 33
املقبلة. ال�سن�ات القت�ساد يف بالفائدة على الإدارية، العقبات وتقلي�س
امل�س�ؤول�ن احلك�مي�ن وقادة القطاع اخلا�س اإىل قان�ن النقد الأجنبي يف ت�ن�س الذي
يع�د اإىل عق�د م�ست، والذي يح�ل دون ح�س�ل الت�ن�سيني على العمالت الأجنبية،
باعتباره عائقا كبريا اأمام الأن�سطة القت�سادية اجلديدة.
�س�ف ي�ستغرق حتديث اجلمارك، مثل العديد من الإ�سالحات الأخرى، �سن�ات •لتنفيذه ب�س�رة كاملة، حيث �ساب اجله�د التي بذلتها حك�مات عديدة بعد الث�رة
ل�سن هذه التغيريات قدر كبري من الإحباط. ومع ذلك، حتركت احلك�مة لتب�سيط
هيكل التعريفة اجلمركية واتباع نظام معل�مات جديد ميكن اأن يح�سن وي�سهل تطبيق
املناف�سة العادلة يف التجارة عرب احلدود.
• على الرغم من اأنه مت اإقرار قان�ن ب�ساأن ال�سراكات بني القطاعني العام واخلا�س وا�سح املالمح. تنفيذه ليزال غري اأن اإل
34،2015 الثاين/ن�فمرب ت�سرين 13 يف
الرتتيبات عن امل�ستثمرون يبحث حيث �سرورية، الت��سيح م�ساألة فاإن وبالتايل
وال�سمانات التعاقدية املتعلقة بال�سرائب وحق�ق ال�سترياد/الت�سدير والإجراءات
م�ست�ى لهم ت�فر اأن �ساأنها من التي العنا�سر من وغريها والتحكيم، اجلمركية
الراحة اخلايل من املفاجاآت الذي ي�سع�ن اإليه.
• من دون احل�س�ل على الئتمان، �سغريا كان اأو كبريا، �ستظل ال�سركات النا�سئة قر يف اآب/اأغ�سط�س
حوامل�ستثمرون املحلي�ن حمبطني ويف و�سع حرج. فالقان�ن الذي اأ
2015، اأعاد ر�سملة البن�ك الكربى اململ�كة للدولة، على الرغم من اأنه ليزال هناك
وقد 35
املزيد من العمل الذي ينبغي القيام به ب�ساأن ال�سفافية والإ�سالحات الهيكلية.
البتكار ت�سجيع �ساأنها التي من الئتمانية الرتتيبات للم�سي قدما يف ال�قت حان
الإفال�س قان�ن اإ�سالح تناول فاإن وعليه امل�ساريع. وتنظيم العمل، فر�س واإيجاد
وت��سيع فر�س احل�س�ل على القرو�س ال�سغرية يف كل املحافظات الت�ن�سية، ميكن
اأن ي�ؤمنا اأرباحا ف�رية.
يت�سدر اإ�سالح الإدارة العامة قائمة اخلط�ات العميقة وال�سعبة الالزمة يف ت�ن�س.
ومع الإدراك باأن هذا التغيري �س�ف ي�ستغرق �سن�ات، اإل اأنه ينبغي و�سع احلل�ل حيثما
بتعهدات وال�فاء الأمن، ودعم حتديث قطاع القت�ساد، لدفع عجلة كان ذلك ممكنا
احلك�مة. ولبدء العملية، يدر�س املخطط�ن يف وزارة التنمية وال�ستثمار والتعاون الدويل
�3مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
وم�اقع اأخرى يف احلك�مة عددا من الأفكار يف هذا ال�ساأن:
امل�ساريع بع�س الرقمي والقت�ساد الت�سالت تكن�ل�جيا وزارة اأطلقت •التدريب لت�فري واخلا�س العام القطاعني من املدراء بني جتمع التي النم�ذجية
العمل بهدف رقمنة وحتديث قطاعات عدة. وهناك جمال وا�سع ملزيد راأ�س على
من املعرفة واخلربة يف اأجهزة ومكاتب احلك�مة الت�ن�سية، لي�س من حيث الدراية
تركز التي املمار�سات واأف�سل الإدارة اأ�ساليب اأي�سا من حيث بل وح�سب، الفنية
النتائج. على
ت�ظيف اإمكانية على ال�س�ء احلك�مية ال�سرتاتيجي الت�جه مذكرة ت�سلط •اجلهاز يف املهجر، يف الت�ن�سيني وخا�سة اخلارجيني، اخلرباء من الآلف ودمج
من النف�ر ثقافة ل�سي�ع والت�سدي ال�ستجابة على القدرة لتح�سني البريوقراطي
تتمثل ال�سيليك�ن« »وادي ت�ن�سي يف تعيني �سفري الأمثلة على ذلك، املجازفة. ومن
اإىل ال�سليك�ن« »وادي يف الفاعلة العنا�سر خمتلف وتقدمي م�ساعدة يف مهمته
مبادرات عن ف�سال اخلا�س، القطاع يف الفاعلة والأطراف الت�ن�سيني، امل�س�ؤولني
والتعاون يف ال�ستثمار اإىل حتفيز الهادفة واخلا�س العام القطاعني بني ال�سراكة
36
ت�ن�س.
الربامج ملتابعة عامة هيئة اأول اإن�ساء ت�ن�س �سهدت ،2013 اآذار/مار�س يف • ويف ظل احلك�مات املختلفة، حت�ل دورها من وحدة تقدمي خدمات
37العم�مية.
و�سع تدار�س ينبغي وتقييمها. ال�سيا�سات لتخطيط وحدة اإىل عملي طابع ذات
وحدات خدمات يف كل وزارة، تتاألف من كبار املديرين وامل�ظفني املكلفني خ�س��سا
بتحديد العقبات البريوقراطية وحتريك امل�ساريع والربامج ذات الأول�ية ب�سرعة.
اأدنى اإىل البريوقراطية الإجراءات تقلي�س جهد اأي من الهدف يك�ن اأن يجب
مل�اءمة امل�ساريع حتريك ميكنهم الذين العامني املدراء ومتكني ممكن، حد
البتكار روح تعزز جديدة ثقافة وبناء العامة، الحتياجات مع امل�ستثمرين اأهداف
واملجازفة.
اآلية �سريعة الإطالق عجلة التنمية
لي�س من قبيل املبالغة يف �سيء و�سف ال��سع القت�سادي احلايل يف ت�ن�س باأنه حالة
العمل، عن العاطل�ن اجلامعات وخريج� املقنعة والبطالة فالبطالة وطنية. ط�ارئ
يف اجلرمية وتف�سي الإجرام، وتزايد املتحفظ�ن، والأجانب املحلي�ن وامل�ستثمرون
الأن�سطة القت�سادية، وت�ساعد العجز يف امليزانية، وعجز احل�ساب اجلاري، كل هذه
ع�امل ت�ساهم يف عدم الثقة بني احلك�مة وال�سعب، ماي�سكل تهديدا لالأمن الق�مي يف
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 36
حد ذاته. ومن املحتمل اأن يزداد ال��سع �س�ءا اإذا مل يتم قريبا اتخاذ خط�ات للم�سي
قدما يف امل�ساريع التي تقلل من حدة الت�تر العام وتعزز امل�ؤ�س�سات الر�سمية.
كن لإطار ال�سراكة الت�ن�سي اأن ينجح، من دون اأن تتبع لميح
احلك�مة الت�ن�سية نهجا جديدا لتنفيذ الربامج وامل�ساريع
فائقة الأول�ية. ففي جميع اأنحاء البالد، اأ�سبحت خدمات
البنية تط�ير وخدمات ال�سحية والرعاية واملياه النقل
ما�سة. وحاجة �سعبي مطلب م��س�ع الأخرى، التحتية
اإجراءات م بعناية، يجمع بني �سم اتباع نهج مح وعليه فاإن
طة وطاقم معزز من امل�ظفني املف��سني، ميكن اأن ي�ؤدي اإىل ارتفاع معدلت جديدة مب�س
اإجناز امل�ساريع، ويثبت اأن احلك�مة تتابع اللتزامات احلي�ية حتى النهاية، وي�ساعد على
ا�ستعادة ثقة اجلمه�ر، والبدء يف تخفيف ال�سغ�ط الجتماعية التي تن�ساأ ردا على النق�س
امل�ستمر يف اخلدمات الأ�سا�سية. و�سي�ؤدي ذلك النهج اإىل تقبل النا�س لالإ�سالحات، التي
غالبا ماتح�سفر عن نتائج على مدى فرتات زمنية اأط�ل. وقد �ساركت احلك�مة الت�ن�سية
دة يف منت�سف الطريق، وتدر�س اآلية �سريعة يف م�ساريع تنم�ية كانت يف ال�سابق جمم
للتعجيل برتخي�س واإجناز م�ساريع تنم�ية جديدة يف املناطق الأكرث تهمي�سا.
اأنه ميكن تنفيذ الآلية اأو�سح امل�س�ؤول�ن الت�ن�سي�ن ومراقب� منظمات املجتمع املدين
قان�ن �سن اإىل يدع� البع�س اإن بل مر�س�م، مب�جب املقرتحة اجلديدة ال�سريعة
ط�ارئ اقت�سادي. وميكن اإن�ساء جلنة وزارية �سريعة، اأقرب اإىل اجتماع خا�س ل�زراء
مناطق اأو قطاعات يف القائمة اأو اجلديدة امل�ساريع لعتماد احلك�مة، يف حمددين
اإذا كانت تع�د بالنفع على واحدة من املحافظات الأقل من�ا معينة، على �سبيل املثال،
كن اأو امل�ساريع ال�سعبية، باعتبارها م�ؤهلة لتخاذ اإجراءات معجلة اأو تركيز خا�س. وميح
م�سرتيات ونظام مرتبات وجدول هيكال ين�سئ اأن ال�زراء رئا�سة عن �سادر ملر�س�م
دعم مهمتها ت�قعة، مح جديدة اأمانة يف الرقابية والتدابري امل�ظفني اختيار ومعايري
والإ�سراف امل�ؤهلة ال�سريعة التحتية البنية م�ساريع وحتديد ال�سريعة ال�زارية اللجنة
العامة الأمانة بتزويد اأو�سى م�س�ؤول�ن حالي�ن و�سابق�ن وتنفيذها. وقد تن�سيقها على
بخليط من م�ظفي اخلدمة املدنية احلاليني وخرباء وا�ست�ساريني من اخلارج يتمتع�ن
والرقابة. وامل�سرتيات امل�ساريع واإدارة التخطيط ومت�يل وا�سعة، مبا يف ذلك بخربات
اأن�سئت م�ؤخرا يف التي ال�سريع اأن يتعاون�ا مع جلان امل�سار كن مل�ظفي هذه الأمانة ميح
كل وزارة لتحديد امل�ساريع امل�ؤهلة »اجلاهزة للتنفيذ« وامل�ساريع التي لي�ست فيها عي�ب
قان�نية اأو فنية والإ�سراف على تنفيذها؛ والعمل على احلد من العقبات التي تعرت�سها،
وجعل املزيد من امل�ساريع جاهزة للتنفيذ، وكذلك الت�سال مع اأع�ساء الربملان واللجان
كن الإطار ال�سراكة التون�سي اأن ينجح، من دون اأن تتبع اليم
احلكومة التون�سية نهجا جديدا لتنفيذ الربامج وامل�ساريع
فائقة االأولوية.
�3مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
الربملانية ذات ال�سلة، واملجتمع املدين والقطاع اخلا�س.
اأن تخ�سع اإىل اإجراءات وميكن للم�ساريع املحعتمدة من جلنة امل�سار ال�سريع ال�زارية
ال�سراء املعجل، مدع�مة ب�سمان الدفع، ومكافاآت الإجناز على م�ست�ى ال�سل�سلة الإدارية،
التم�يل الالزم لإن�ساء هذه البلديات. وميكن احل�س�ل على مبا يف ذلك على م�ست�ى
الآلية وت�فري التدريب والدعم لها من ال�سركاء الدوليني. و�سيتعني على احلك�مة الت�ن�سية
اأجل اإجراءات الختيار والت�ظيف والرقابة والإجراءات الأخرى، من اأن ت�س�غ بعناية
بناء الثقة مع اجلمه�ر واإقامة عالقات بناءة مع احلك�مة. ونظرا اإىل اأن عملية ال�سراء
احلالية غري الفعالة وغريها من الإجراءات، ت�فر �سبال وا�سعة لزدهار الف�ساد، فاإنه
يتعني اأن حتظى الإجراءات املعجلة لتنفيذ امل�ساريع ال�سريعة باهتمام رقابي خا�س.
اأن يقدم من�ذجا لالآليات جناح تنفيذ الآلية ال�سريعة مل�ساريع البنية التحتية، ميكن
ال�سريعة الأخرى الالزمة، مبا يف ذلك تلك التي ت�ستهدف �سياغة مرا�سيم التنفيذ فائقة
الأول�ية، اأو ت�فري التدريب املهني املتعلق بقان�ن ال�سراكة بني القطاعني العام واخلا�س
وامل�ساريع الأخرى الهادفة اإىل ت�سريع التنمية واإيجاد فر�س عمل يف املناطق املهم�سة.
كما ميكن مل�ساريع البنية التحتية وامل�ساريع التنم�ية التي يتم تنفيذها يف اإطار الآلية
ال�سريعة، اأن ت�ساهم يف مبادرات ا�سرتاتيجية اأكرب:
ت�ن�س اأنحاء اقت�سادي يف جميع اإن�ساء مراكز متيز الحتمالت يف اأحد يتمثل •القابلة املفيدة املهنية املهارات جمال يف التدريب وت�فري الالمركزية؛ لتعزيز
اقت�سادية اإ�سالحات تنفيذ ويحعترب اجلديدة. العمل فر�س اآلف واإيجاد للتح�يل؛
ت�سمل الدولة كلها مهمة �ساقة لدميقراطية وليدة تتعامل مع خملفات حكم ا�ستبدادي.
كما اأن امل�ساريع التجريبية والنم�ذجية على م�ست�ى املحافظة واملديرية، حيث يتم
منح امل�ساركني القدرة على ال��س�ل اإىل »نقطة خدمات م�حدة«، اإذا جاز التعبري،
للتفاعل مع املراقبني احلك�ميني، ف�سال عن الرتتيبات الأمنية وغريها من اأ�سكال
الدعم التي ت�ستهدف الأول�يات القت�سادية املحلية، �س�ف جتلب املزيد من الكفاءة.
عالوة على ذلك، فاإن كل جناح ي�لد املزيد من النجاح، مايبعث على الأمل وي�ؤدي
اإىل املناف�سة على حتقيق النتائج. وميكن اأن تركز هذه املراكز على عدد من املجالت
القت�سادية، مبا فيها ال�سناعات الزراعية وتكن�ل�جيا املعل�مات وال�سياحة الطبية
واخلدمات املالية.
ميزة، من خالل اإىل لت�ن�س امل�قع اجلغرايف الثاين يف حت�يل الحتمال يتمثل •امل�ستقبل. يف ليبيا اإعمار لإعادة اأ�سا�سية عمليات قاعدة تك�ن لأن البالد تهيئة
اإن�ساء مكتب حك�مي لت�سهيل م�ساركة ال�سركات الت�ن�سية والأجنبية العاملة كن وميح
نبئ الدمار يف يف ت�ن�س يف جه�د اإعادة الإعمار يف امل�ستقبل. ومع كل �سهر مير، يح
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 3�
اإعادة الإعمار يف نهاية املطاف. وعليه، ت�فر ت�ن�س ب�ابة ليبيا بتزايد الطلب على
كبرية لهذا اجلهد الذي قد يزيد حجمه عن 10 مليارات دولر اأمريكي. التخطيط
اإىل خدمات واجل�( )البحر الدخ�ل منافذ من الآن، يبداأ اأن ينبغي اجلهد لهذا
وق�اعد احلدود مراقبة ونقاط والأمن والت�سالت الطرق اإىل ت�ن�س يف الدعم
الدعم املتاخمة للحدود. وت�سمل اجل�انب الرئي�سة لهذا اجلهد ا�ستثمارات راأ�سمالية
واخلدمات، التحتية البنية يف واخلا�س العام القطاعني بني و�سراكات اأجنبية،
وتط�ير املناطق الداخلية واحلدودية املهملة يف ت�ن�س.
خامتة
يتطلب جناح ت�ن�س يف الأجلني املت��سط والط�يل، قدرا اأكرب من العدالة الجتماعية
ت�ن�س اأمام وليزال القت�سادية. الفر�س من مايتطلب بقدر اجلن�سني، بني وامل�ساواة
يف العام 2016 �س�ط ط�يل لتقطعه كي تك�ن قادرة على انت�سال املزيد من الأ�سر من
براثن الفقر، وخلق مئات الآلف من فر�س العمل اجلديدة، وغر�س اأمل وثقة متجددين
يف ال�ستقرار عدم من كبرية معاك�سة رياحا البالد ت�اجه اإذ م�اطنيها. نف��س يف
لم�ن متاما املنطقة ككل. ويقر قادتها باحلاجة اإىل الت�سدي لنفاد �سرب ال�سكان، وهم مح
بالتحديات التي ت�اجههم يف ذلك.
مني على اأنهم �سينجح�ن يف نهاية املطاف يف حتقيق مع ذلك، ليزال الت�ن�سي�ن م�سم
و�سركاوؤهم الت�ن�سي�ن ال�ساأن اأ�سحاب اإليها. يت�ق�ن التي والكرامة واحلرية الرخاء
الدولي�ن منفتح�ن على التغيري. ومع اأن التحديات التي ت�اجه ت�ن�س خطرية ومتفاقمة،
اإل اأنها لتزال يف حدود قدرتها على جتاوزها.
م�ساعدة اإىل �سعيهم ويف الفر�سة. هذه انتهاز الدويل واملجتمع ت�ن�س على ينبغي
البالد، لينبغي على الأجانب اأن ياأخذوا يف العتبار حدود ماه�
ممكن الي�م من حيث الإ�سالح والتنمية وح�سب، بل يجب اأي�سا اأن
يت�سارك�ا بن�ساط مع امل�س�ؤولني الت�ن�سيني واملجتمع املدين والقطاع
اخلا�س لت��سيع حدود هذا املمكن. فالدعم الدويل الفعال لت�ن�س
القادة يف و�سيك�ن والعامل. الت�ن�سي ال�سعب ي�سب يف م�سلحة
اإىل حاجة يف اخلا�س والقطاع املحلية واملجتمعات احلك�مة
ال�سراكة واإطار ينت�سروا. لكي اآن يف واأناة بعجلة الت�سرف
اجلديد ميكن اأن ي�ساعدهم يف حتقيق النجاح.
الينبغي على االأجانب اأن ياأخذوا يف االعتبار حدود ماهو
ممكن اليوم من حيث االإ�سالح والتنمية وح�سب، بل يجب
اأي�سا اأن يت�ساركوا بن�ساط مع امل�سوؤولني التون�سيني واملجتمع
املدين والقطاع اخلا�ص لتو�سيع حدود هذا املمكن.
�3مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
هوام�ص
1 املعهد الوطني لالإح�ساء – تون�س، »اأحدث املوؤ�سرات«، مت حتديث املوقع يف 28 اآذار/مار�س 2016،http://www.ins.nat.tn/indexar.php
2Heba Saleh, »Tunisia: After the Revolution,« Financial Times, March 10, 2016, http://www.ft.com/intl/cms/s/0/4f215d9c-d402-11e5-829b-
8564e7528e54.html#axzz43Nu2aPwx.
3Center for Insights in Survey Research, »Public Opinion Survey of Tunisians: November 16 – November 25, 2015,« International Republican Institute، January 13, 2016, http://www.iri.org/sites/default/files/
wysiwyg/tunisia_poll_nov_2015_public_release_0.pdf.
جريت يف تون�س بني 4 ما مل يذكر خالف ذلك، فاإن القتبا�سات كافة ماأخوذة من مقابالت خا�سة اأ
ت�سرين الثاين/نوفمرب 2015 واآذار/مار�س 2016.
5World Bank, »Program Information Document )PID(: Appraisal Stage,«
April 29, 2011, http://www-wds.worldbank.org/external/default/
WDSContentServer/WDSP/IB/2011/05/30/000001843_20110601141936/
Rendered/PDF/Tunisia0GO0DPL00Stage0PID000051211.pdf.
6 البنك الدويل، »عر�س عام: تون�س«، كان التحديث الأخري لل�سفحة يف 30 اأيلول/�سبتمرب 2015،http://www.albankaldawli.org/ar/country/tunisia/overview
7Elyes Zammit, »Tunisia Groaning Under Weight of Unemployment,
Al-Monitor, October 2, 2015, http://www.al-monitor.com/pulse/
business/2015/09/tunisia-economy-unemployment-women-men-
equality-study.html.
8Organization for Economic Cooperation and Development, Investing in Youth: Tunisia: Strengthening the Employability of Youth During the Transition to a Green Economy )Paris: OECD Publishing, 2015), http://
dx.doi.org/10.1787/9789264226470-en.
9»Slim Chaker: 2015 GDP Growth Only 0.2–0.3%,« Tunisia- tn )blog),
February 2, 2016, http://tunisia-tn.com/slim-chaker-2015-gdp-growth-
only-0-2-0-3/.
10World Economic Forum, »The Global Gender Gap Report 2015 )Geneva:
World Economic Forum, 2015), http://www3.weforum.org/docs/
GGGR2015/cover.pdf.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 40
11 وفقا لأحد التقديرات، مت تعيني اأكث من 180 وزيرا خمتلفا يف تون�س منذ العام 2011.12 اأنظر: جورج فهمي وحمزة املوؤدب، »�سوق اجلهاد: التطرف يف تون�س«، مركز كارنيغي لل�سرق الأو�سط،
ت�سرين الأول/اأكتوبر 2015،
http://carnegie-mec.org/2015/10/16/ar-61626/ij6r13
»Tunisia: 80% of Coastal Hotels Shut Down,« African Manager, December 3,
2015, http://africanmanager.com/site_eng/tunisia-80-of-coastal-hotels-
shut-down/?v=7516fd43adaa.
14United Nations Working Group on the Use of Mercenaries, »Preliminary Findings by the United Nations Working Group on the Use of Mercenaries on Its Official Visit to Tunisia – 1 to 8 July, 2015,« United Nations Human Rights Office of the High Commissioner, http://www.ohchr.org/en/
NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=16219&LangID=E.
متت زيارة املوقع يف 1 ني�سان/اأبريل 2016. واأي�سا:
Soufan Group, »Foreign Fighters: An Updated Assessment of the Flow of Foreign Fighters Into Syria and Iraq )New York: Soufan Group, December 2015), http://soufangroup.com/wp-content/uploads/2015/12/TSG_
ForeignFightersUpdate4.pdf.
15Agence France-Presse, »Tunisia Blocks 12,000 From Joining Terror,«
Arab News, April 19, 2015, http://www.arabnews.com/middle-east/
news/734496.
واأي�سا:
George Packer, »Exporting Jihad,« New Yorker, March 28, 2016, http://www.
newyorker.com/magazine/2016/03/28/tunisia-and-the-fall-after-the-arab-
spring.
16 انت�سار فقري ودالية غامن-يزبك، »ت�ساوؤل املوارد: التحديات املالية وتداعياتها على ال�ستقرار يف اجلزائر«، موؤ�س�سة كارنيغي لل�سالم الدويل، 11 �سباط/فرباير 2016،
http://carnegie-mec.org/2016/02/11/ar-62784/iu6u17 ي�ستخدم م�سطلح »اآلية« هنا لالإ�سارة اإىل جمموعة حمددة من املمار�سات والإجراءات واملوؤ�س�سات.
18Sebastian Moffett, Nathalie Boschat, and William Horobin, »G-8 Pledges $40 Billion for ‘Arab Spring,’« Wall Street Journal, May 28, 2011, http://www.
wsj.com/articles/SB10001424052702304520804576348792147454956.
19 مت تاأكيد ذلك يف مقابلة خا�سة يف كانون الثاين/يناير 2016. اأنظر اأي�سا: رئا�سة احلكومة التون�سية، »اللقاء ال�سحايف امل�سرتك لرئي�س اجلمهورية ورئي�س اأملانيا الفدرالية«، فيديو على فاي�سبوك،
9:55، 27 ني�سان/اأبريل 2015، https://www.facebook.com/Presidence.tn/videos/888782481179810/
20 Tarek Amara, »World Bank Plans to Lend Tunisia $5 Bln Over Five Years,«
41مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
Reuters, March 25, 2016, http://af.reuters.com/article/idAFKCN0WR10R.
21Monica Marks, »Tunisia: Completing the Transition,« in Five Years On: A New European Agenda for North Africa, ed. Anthony Dworkin )London:
European Council on Foreign Relations, 2016), http://www.ecfr.eu/page/-
/FIVE_YEARS_ON_-_A_NEW_EUROPEAN_AGENDA_FOR_
NORTH_AFRICA_-_ECFR-159.pdf.
22»Dying to Work for the Government,« Economist, January 30, 2016,
http://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21689616-
unemployment-undermining-tunisias-transition-dying-work -
government.
يف جل�سة ا�ستماع يف جمل�س نواب ال�سعب يف 27 اأيار/مايو 2015، اأ�سار اأحمد زروق، الكاتب العام
للحكومة التون�سية، اإىل اأن عدد املوظفني العموميني يف تون�س ي�سل اإىل 630 األفا. والرقم اأعلى من
نظريه يف املغرب )450 األف موظف(، بينما يبلغ عدد �سكان تون�س ثلث عدد �سكان املغرب. اأنظر:
Adhadhi Nidhal, »Ahmed Zarrouk: Nous avons un nombre de fonctionnaires publics plus élevé qu’au Maroc« [Ahmed Zarrouk: We have more public servants than Morocco], Réalités, May 27, 2015, http://www.realites.com.
tn/2015/05/ahmed-zarrouk-nous-avons-un-nombre-de-fonctionnaires-
publics-plus-eleve-quau-maroc/.
23Ministry of Development, Investment, and International Cooperation,
»Projet du Nouveau Code d’Investissement« [New investment code project], AHK Tunisia, May 25, 2015, http://tunesien.ahk.de/fileadmin/
ahk_tunesien/04_PR_Service/NL_2015/06_2015/20152705-Code_d_
investissement-FR-V0.8.pdf.
24»Grand Tunis: 10 milliards de dinars de projets bloqués« [Grand Tunis:
10 million dinars of blocked projects], Kapitalis، October 8, 2015, http://
kapitalis.com/tunisie/2015/10/08/grand-tunis-10-milliards-de-dinars-de-
projets-bloques/.
25Cheima Ben Hmida, »Tunisie: Les 10 mesures d’urgence annoncées par Habib Essid« [Tunisia: 10 emergency measures announced by Habib Essid],
Huffington Post Maghreb, January 29, 2016, http://www.huffpostmaghreb.
com/2016/01/29/mersure-durgences-habib-essid_n_9109014.html?utm_
hp_ref=tunisie.
26 مهى يحي، »اآمال معلقة يف تون�س«، مركز كارنيغي لل�سرق الأو�سط، اآذار/مار�س 2016،http://carnegie-mec.org/2016/03/31/ar-63176/iwc2
كتبت يحي مايلي: »اجليل اجلديد من التون�سيني ي�سعى اإىل العثور على و�سائل للتعبري عن نف�سه �سيا�سيا،
لكنه يناأى بنف�سه عن القيام بذلك من خالل اأدوات موؤ�س�سية، مبا يف ذلك الأحزاب ال�سيا�سية ال�سائدة
وجمعيات املجتمع املدين«.
بني الوعد والوعيد: إطار جديد للشراكة مع تونس 42
27Bob Rijkers, Antonio Nucifora، and Caroline Freund, »‘All in the Family,
State Capture in Tunisia’: Questions and Answers,« World Bank, April 3,
2014, http://www.worldbank.org/en/news/feature/2014/04/03/all-in-the-
family-state-capture-in-tunisia-question-and-answers.
28Center for Insights in Survey Research, »Public Opinion Survey of Tunisians.«
29 البنك الدويل، »الثورة غري املكتملة: توفري فر�س ووظائف اأف�سل وثروة اأكرب لكل التون�سيني« )وا�سنطن العا�سمة: البنك الدويل، 2014(،
http://www.albankaldawli.org/content/dam/Worldbank/document/
MNA/tunisia_report/the_unfinished_revolution_ara_leaflet_online.
30 يزيد �سايغ، »مع�سالت الإ�سالح: �سبط الأمن يف املراحل النتقالية يف الدول العربية«، مركز كارنيغي لل�سرق الأو�سط، اآذار/مار�س 2016،
http://carnegie-mec.org/2016/03/30/ar-63155/iw7x
كتب �سايغ مايلي: »تبنى قطاع الأمن التون�سي خطابا يرتكز على مكافحة الإرهاب للتربير معار�سته
لالإ�سالح واإعادة الهيكلة وح�سب، بل اأي�سا لتربير معار�سته لإ�سراف احلكومة عليه«.
31 مهى يحي، »اآمال معلقة يف تون�س«. كتبت يحي مايلي: »حتتاج النخبة ال�سيا�سية التون�سية اإىل اإعادة بناء و�سائج الثقة بني املواطنني والدولة، وتعزيز املوؤ�س�سات الدميقراطية، وتدعيم مبادئ امل�ساواة والعدالة
الجتماعية كما ن�س الد�ستور«.
32 وزارة التنمية وال�ستثمار والتعاون الدويل، »تقدمي الوثيقة التوجيهية ملخطط التنمية 2016-2020«، 15 اأيلول/�سبتمرب 2015،
http://cdp.pasctunisie.org/تقدمي-الوثيقة-التوجيهية-ملخطط-التنمي
33 وزارة املالية، »ملحة عامة عن الأموال العمومية«، اجلمهورية التون�سية، اأنظر )بالفرن�سية(:http://www.finances.gov.tn/index.php?option=com_content&view=article&id=75&Itemid=258&lang=fr;
واأي�سا:
Imen Zine, »Tunisie: 19 réformes prévues par le nouveau Code de l’investissement« [Tunisia«: 19 reforms envisaged in the new investment code], L’Economiste Maghrebin, June 8, 2015, http://www.
leconomistemaghrebin.com/2015/06/08/tunisie-19-reformes-prevues-
par-le-nouveau-code-dinvestissement/.
34 رئا�سة احلكومة التون�سية، »م�سروع قانون عدد 2012/69 يتعلق بعقود ال�سراكة بني القطاعني العام واخلا�س«، موقع »مر�سد جمل�س«. متت زيارة املوقع يف 31 اآذار/مار�س 2016،
http://majles.marsad.tn/2014/lois/55673f5912bdaa4738fc565b/texte35
Nizar Manek, »Tunisia’s Flawed Bank Bailout,« Foreign Affairs, October 18, 2015, https://www.foreignaffairs.com/articles/tunisia/2015-10-18/
tunisias-flawed-bank-bailout.
43مروان املعشر، ومارك بييريني، وألكساندر جيراسي
36»Noômane Fehri fait le bilan de sa visite à la Silicon Valley« [Noômane Fehri sums up his visit to Silicon Valley], Business News )Tunisia), February 25,
2016, http://www.businessnews.com.tn/impression/534/62707/.
37 رئا�سة احلكومة التون�سية، »اأمر عدد 1333 ل�سنة 2013 موؤرخ يف 12 اآذار/مار�س 2013 ويتعلق باإحداث الهيئة العامة ملتابعة الربامج العمومية«، ال�سندوق ال�ستئماين ملركز جنيف للرقابة
الدميوقراطية على القوات امل�سلحة ل�سمال اأفريقيا، 15 اآذار/مار�س 2013،
http://www.legislation-securite.tn/ar/node/32813
مؤسسة كـارنيغيللسالم الدولي
مراكز من فريدة عاملية �سبكة هي الدويل لل�سالم كارنيغي موؤ�س�سة
تحعنى بال�سيا�سات العامة، مقارها يف رو�سيا وال�سني واأوروبا وال�سرق اأبحاث
من قرن عن مايزيد اإىل تع�د التي مهمتنا، املتحدة. وال�ليات الأو�سط
اأفكار جديدة التحليالت وطرح ال�سالم عن طريق ق�سية ترقية الزمن، هي
يف القرار �سانعي مع مبا�سرة والتعاون والنخراط العامة، ال�سيا�سات يف
ت�فر بيد، يدا تعمل التي مراكزنا، املدين. واملجتمع وامل�ؤ�س�سات احلك�مات
ف�ائد جلى وثمينة ب�جهات النظر املحلية املتعددة التي تقدمها ح�ل الق�سايا
الثنائية والإقليمية والعاملية.
املعمقة املحلية املعرفة بني االأو�سط لل�سرق كارنيغي برنامج يجمع
والتحليل املقارن الثاقب لدرا�سة امل�سالح القت�سادية والجتماعية وال�سيا�سية
لة املف�س القطرية الدرا�سات خالل ومن العربي. العامل يف وال�سرتاتيجية
وا�ستك�ساف امل�ا�سيع الرئي�سة ال�ساملة، يقدم برنامج كارنيغي لل�سرق الأو�سط،
باللغتني وت��سيات حتليالت الأو�سط، لل�سرق كارنيغي مركز مع بالتن�سيق
ويت�فر املنطقة. من واردة واآراء عميق فهم على مبنية والعربية النكليزية
برنامج كارنيغي لل�سرق الأو�سط على خربة خا�سة يف جمال الإ�سالح ال�سيا�سي
وم�ساركة الإ�سالميني يف ال�سيا�سة التعددية يف جميع اأنحاء املنطقة.
CarnegieEndowment.org
واشنطن موسكو بـيجينغ بيروت بروكسل نيودلهي
مـؤسسة كارنيغيللسالم الدولي
CarnegieEndowment.org
CarnegieEndowment.org