العدد السادس - مجلة الشاعر العربي

2015 مايو 15 – السادسالعدد –مجلة أدبية ثقافية إلكترونية نصف شهرية

عشقإمام ال

ما زال يالحقني

المحبوبة

شيخوخة مبكرة

1الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

فريق العمل :

رئيس التحرير : أ . مهند حليمة

الدعم الفني : أ . محمد طكو

التدقيق اللغوي : أ . فايزة سعادة

التصميم : أ . علي اليامي

للتواصل والنشر :

[email protected] رئاسة التحرير :

alshaeralarabi.zelmajaz.net موقع المجلة اإللكتروني :

2الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

اوية الشعر الفصيح :ز

عمر غريب بقلم : رانيا إمام

هبة من باذخ العطر بقلم : أحمد قطيش

إمام العشق بقلم : هبة الفقي

آالم وأحزان بقلم : خلود مساعيد

نثر : زاوية ال

محبرة وريشة كاتب بقلم : فرح دغيم

شيخوخة مبكرة بقلم : فيروز مخول

مقالة العدد :

والشعراء يتبعهم الغاوون بقلم : فايزة سعادة

الحكواتي زاوية التراث :

بقلم : الصادق الرمبوق ))المحبوبة ((قصيدة األسبوع :

مازال يالحقني بقلم : حنين أحمدالتفعيلة :

زاوية القصة :

إمرأة تشبهها بقلم : د. شادن شاهين

ومنهن بقلم : د. غادة نصار

اخترنا لكم :

المية ابن الورد بقلم: عصام علوش

إيليا أبو ماضي .. شاعر ومسيرةلقاءات وحوارات :

الريب استراحة العدد مع الشاعر األموي مالك بن

محتويات العدد

3الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

عمر غريب / بقلم : رانيا إمام

...............................

،، عمر غريب والقلوب فقيده ..

يخطو بحزن فالديار بعيده ..

،،يبكي و جمر اآله يكوي هدبه..

قد طال ليل و العيون شهيدة ..

،، نزف الكالم وجف ماء محابر ..

حرف تحتويه قصيدة..ماعاد

،، يشكو اإلله شجونه في غربة ..

روح تحن لروضة مفقودة ..

،، شوق ينوح ففي الحكايا غصة ..

قد ضاع حلم والدروب شريدة ..

،، وعلى سفوح الهجر يجثو خافق ..

ينعي طلوال في رؤاه زهيدة..

،، وسم الفؤاد بكل دار عشقه ..

األغرودة..والتوق رنـم عانق

،، كم عاد فجر بعد ليل حالك ..

فالصبر عهد ال يخون مريده ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زاوية الشعر الفصيح

4الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

هبة من باذخ العطر بقلم : أحمد قطيش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأقــوى قــواي الـدهـر والـدهـر قـامـع *** ازع كسا عار ضي الشيب والشيب و

ـت بـالـهموم الـمـضاجع *** وهــدتــنـي األ يــــام أثــقــل وطــئـهـا عــلـي وغـص

وادع نـبـتني وأقـصتن الـ*** أرانــي عـلـى حــد الـحـياة مــراو حــا سنو ن الـص

فـالالـهـم يـنـسـاني وال الـحـظ طـائـع *** تــمــر بــــي األيـــام تـشـبـه بـعـضـها

كـــأنــي غـــريــب أنــكـرتـه الــمـرابـع *** قـالنـي زمــان لـيـس يـفـهم لـهـجتي

وأقشع وجه القفر في النفس خاشع *** ـتـبدت بــي كـآبـة عـيشتيفـلـما اس

فــــؤادا تــــوارى حــســه والــدوافــع *** أتــت هـبة مـن بـاذخ الـعطر أنـعشت

مـثل حـالي موجع القلب دامع فـتى *** هــنـوف مـــن الـالئـي يـتـوق لـمـثلها

دخــيـلـة صــــدر أثـخـنـتـه الــقــوار ع *** فـواست وآست من جراحي وأبهجت

تــتـيـه بــــدل مــائــس الــقــد رائـــع *** مـهـاة تـهادت فـوق قـفر ي بـخطو هـا

ـل و تـحـدرسـيـال فــهــو لـلـكـفل هـــار ع *** يـغـمـرهـا حــتــى الـنـطـاق مــرج

ـخ طــيـبـا تـجـتـنـيه االصــابــع *** يــلـوح لـعـيـني فـاحـم الـلـون راقـنـي تــضــم

ت خـمـيصا إذا خــطـرت هــز فـيـخـلب لـبـي مـثـقل الـغـصن يـانـع *** مـهـفهفا

ـنـه ثــغــر بــــه الــشـهـد نــابــع *** ووجــه بــدا يـشـفي الـسـقام مـهلال يــزيـ

الـوقت سـاطع وهــل صـباحي مـبكر *** أذا ضـحكت أمـسى حـلوكي مـسفرا

ر واسع *** يـقـولون لــي هــال ذكـرت لـنا اسـمها در لـلس فـقلت اقـسطوا فـالص

تــنـازعـهـا جــــود وبــــأس مــضــار ع *** تـعـشـقـتها عــربــاء طــابـت أصـولـهـا

رايـة الـب ـهالــهـا الـ كر نـاصـع *** ـيضاء إن قـيـل عـم تـبـاهـت بـــه والــخـال بـالـذ

م وعــقـلـي مــأســور وروحـــي نـــاز ع *** كــيــانـي مـــجــذوب إلــيــهـا مــتـيـ

قـلـبي وفـي الـو صـل طـامع يـتـابعه *** سـالمي إلـيها يـقتفي فـوح عـطر هـا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

)) إمــام العشــق (( بقلم : هبة الفقي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استسلمت خجـالوالشمـوس *** من سنـاك النجـــم قد أفــال

في ظــــالم الليـل فاغتسال*** مزنــة من نــورك انهملت

في حنـايا القلـب ال بـــدال*** يا حبيبــا صـار مسكنـــه

وح محتفال*** يا أميـــرا جــال مـوكـبـــه في ريــاض الـــر

في كــال خديــك مكتمـــال*** ليلتــه كم يطــوف البـــدر

يرسم األهـــداب والمقـــال*** بل يبيت الحســـن في ولـــه

ــب األحـالم والسبــال*** مذ صببت الحــب في شغـفي خض

مرتجـــال ثغــرك الفتــان *** والغـــرام العــذب رنمــه

ترسـل األشــواق والغــزال*** بسمـــة من فيـك ما برحت

مى الحسنـاء مذ سطعت أنشبت في أضلــعي األســال*** واللـ

حــر قد كمـال*** أرشف اآلمـال من لحـــظ من نداها الس

يا مالكا للهــوى نـــزال*** في زمني يا إمــام العشــــق

من عذاب الحــــب قد نهال*** كم عشيــق في هــواك هوى

ليس يخشى إن بـــه قتــــال*** بات في أســـر يهيـــم بــه

ـــ*** غيـر أنــي فيــك ذو خبــــل ب إن خبـالال يــــالم الص

فاعتـزلت العقــل والعقــال*** مسني من مقلتيــك هـــوى

هل يبــالي العــذر والعـذال*** من تصبى فيــك دون هــدى

في رحــاب الشــوق مبتهال*** سـوف أحيا مغرما ولعــــا

من لــظى األجفـــان مشتعـال*** ـازال خافقـــه عاشــــقا مـ

صار عشقـــي في الــورى مثال*** قد وهبــت الحــــب أوردتــي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

آالم وأحزان بقلم : خلود مساعيد

ينا ... تهوي بنا ورياح القهر تطويناأما لنا زورق إال مآس

م الدهر واألنظار حائرة ... بأي شط نرى األحداث ترسينا تصر

ولوعة الحزن تسري في ضمائرنا ... تقتات رجعا شجيا من أمانينا

... يجيش بالدمع موجا في مآقينا -الدهر ليل كله أبداو -والليل

هذا الفضاء سراب ال قرار له ... ضاعت بأرجائه أصداء حادينا

ياديناال ينزف الجرح إال من جوانحنا ... ال يسكن القيد إال في أ

سرنا ولم تصحب الدنيا مسيرتنا ... نبكي وللمجد شدو من أغانينا

على لظى اليأس أرسينا مراكبنا ... وفي حمى البؤس لم تبرح مغانينا

... وصار يندبنا من كان يهجوناقد عاد يرحمنا من كان يحسدنا

وارتد يطعمنا من كان يسألنا ... وصار شامتنا عطفا يحابينا

أراذل الناس باألوزار ترجمنا ... وأزهد الناس في األقنان يشرينا

يف يسلبنا أدنى معانيناوالقهر يدمغن عب يسكننا ... والز ا والر

تنا ... فاألمس ينهشنا واليوم يشجينا طالت على مضض األيام غص

فما لنا بلسم إال مرارتنا ... وال لنا مشفق إال أعادينا

شكونا فال حر يصبرنا ... وال مواس ببعض القول يسلينا وإن

ال ندفع الظلم إال عن محاربنا ... وال نحارب إال من يوالينا

في تآخينا ال نقبل الحق إال أن يحاط بنا ... وال نرى الشر إال

ة إال في تعازينا قنا ... وال األخو وال نرى الخير إال في تفر

حياتنا كلها بالنفط قد مزجت ... فال نرى الماء صفوا في أوانينا

ئب في ذل ومسكنة ... وال ح من بعد ألهلينانصافح الذ نلو

نأبى الطريق وإن كانت معبدة ... ونركب السفح واألحراش تفرينا

ال نشرب الماء عذبا من منابعنا ... ونشتريه أجاجا من موالينا

من هزائمنا ... وما لنا ساتر إال مخازيناال نعرف الفخر إال

7الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

سيوفنا ضربها في قلب حاملها ... رماحنا غائرات في تراقينا

سهامنا صائبات في محاجرنا ...خيولنا ركضها في صف غازينا

قنا ... فصار أدنى مآسينا فلسطيناكانت فلسطين أق صى ما يؤر

الالت خبط في نواصينا لـمشرع الكفر فتك في شريعتنا ... وللض

ين للدجال نلبسها ... وفرخ ))بلعام(( شيخ التيه يفتينا عباءة الد

يناأ صنامنا اليوم أرباب مسلطة ... ال تمنح القوت إال للمصل

(( في نوادينا سوس المرابين يفري في دراهمنا ... ومنكرات ))سدوم

عون(( جزء من طواغيناتطفيف ))مدين(( بعض من تظالمنا ... وكبر ))فر

وبغي ))قارون(( شيء من تعاملنا ... وسحر )) هاروت(( فيض من تعادينا

ونار ))نمرود(( نوع من عقوبتنا ... وجور ))هامان(( جبن في زبانينا

ل عند ملحدنا ... و))ناقة هللا(( عنز عند عاديناجحود ))عاد(( قلي

وبطش ))جالوت(( عدل عند فاتكنا ... وفعل ))داود(( إرهاب يجنينا

آسيناونصح ))لقمان(( لغو في صحائفنا ... وحزن ))يعقوب(( صبر في م

عفاف ))يوسف(( كبت في حضارتنا ... وزهد ))يحيى(( هوان في تباهينا

طنا ... وصفح ))عيسى(( خنوع في تداعينا وصبر أيوب حزن في تسخ

ا غ دونا بأرض التيه ثاويناأستغفر هللا! هذا بعض واقعنا ... لـم

ا توغل في الظلماء سارينا كل المعايير قد ضاعت مبعثرة ... لـم

شاد عمى واللبس تبيينا وهكذا كل قلب صار منتكسا ... يرى الر

كرنا ... أنى سلكنا وصار المجد يقليناوهكذا صارت األيام تن

يمان يحيينا وال رجاء سوى غيث يمن به ... رب السموات باإل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

8الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

محبرة وريشة كاتب بقلم : فرح دغيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استكان الجسد منمل األطراف

ينتظر جوع كاتب لمحبرته وقلمه المنمق

ينتظر نص العراف وتأويل الشاعر

نحس بغوغاء النظرات و ضوضاء خفقات الفؤاد

وحدتهداخل جسد بقربه سراج كان رفيقا ل

و أوراق عليها ابتسامات و احزان أخيلة روحه الطفيفة

سالت األبجديات سيال على أوراق الحياة

تبث فيها أنينا على مهد شرائع األنسان

تنهدات عميقة تضيق الصدر تتحالف مع مرارة الحب و سكينة الوداع

تتجاذبني نعمة الصبر و تأسرني مرارة الوداع

و جف جرن مائه في زوايا قفص طير قد رحل

و نفذت منه بذوره.....

ها قد عانقني الكرى و اسدل الليل نعشه

و سكنت حركة الكائنات

و بدأت من دموعها تروي الحياة الرابضة تحت أطباق الثرى

نعم ... نحن داخل حلبة نصارع حياة فانية

حياة تعظ حقارة االنسان بعين الشفقة و الرحمة..

اة داخل أجساد تخاف القبورفالحياة تبحث عن الحي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

زاوية النثر

9الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

شيخوخة مبكرة بقلم : فيروز مخول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... صنعتها الشمس المجهولة... شيخوخة مبكرة

... شعرة شعرة... تمشطني تضاريس الحنين

... في أحراش الخذالن

تحولت. .. الت الكبرياءمس

وصليب عذاباتي... أوتاد خيام هجرتي

.……………………

عنكبة خيوط الصرخات... أهرب من

... يراكضني الخريف

تحتالني أحاسيس مستعارة... أغنية النهر للشجر

من األمل المنقوش

على ستائر الليل

أوجاع ليست لي... فأرتدي عباءة

.……………………

مهما أعلن الفجر انشقاقه

غرقت الفراشات بدمها

...ملحا عتيقا... تساقط الثلج

الروح حبيسة

تخدع الظالم

ال بد من عناقيد غضب

تقتحم كؤوس اليأس

وتطلق سراح الندى

.………………………

10الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

التفعيلة :

ــــــــــــــــــ

أحمد صافيال تسلني بقلم :

ــــــــــــــــــــ

….فالتقينا أي قدر قد جمعنا ياحبيبي ال تسلني

وسبحنا سبحناكم في فضاءات الخيال ….ما ارتوينا وشربنا العشق وهما

..…ما حيينا نستقي للعمر معنى ومنه ،منه نقتات قد لقينا اليوم حبا يكفي أنا ،يا حبيبي

.… وانتشينا فسكرنا وشربنا، فاحتمينا واختفينا قد أوينا من نار الفراق في كهوف الحب

…اكتوينا طالما فيها وقتطفئ نيران ش أن في لقيانا سقيا كم ظننا يا حبيبي

...و التقينا ثم عدنا.. وافترقنا.. فابتعدنانا.. واقترب فالتقينا..

….بناظرينا، بالقلوب بااليادي وتصافحنا بود ذات برد

...تضطرم في خافقينا وعادت النيران فينا

...واصطلينا فاحترقنا واشتعلنا، من جديد فاستعرنا

...ما اكتفينا من هوانا أنا يوما وعرفنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

11الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

والشعراء يتبعهم الغاوون بقلم : فايزة سعادة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ء إن شعرا(: “تعددت التفاسير في هذه اآلية وتنوعت ،وأولى األقوال في ذلك )كما حكاه الطبري

راء والشع“المشركين يتبعهم غواة الناس ومردة الشياطين وعصاة الجن، وذلك أن هللا عم بقوله

.”( ،فلم يخصص بذلك بعض الغواة دون بعض 224الشعراء /” ) يتبعهم الغاوون

هؤالء تراهم تارة في مدح فالن ،وتارة في قدحه وذمه وشتمه،تارة يتغزلون وأخرى يسخرون

ار لهم ،تخالف أقوالهم أفعالهم ،هؤالء مذمومون في القرآن والسنة،فال قر

شعراء )ال…” إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات “استثنى هللا تعالى منهم الصادقين ،فقال: ولكن

/227.)

”إن من البيان لسحرا”وهذا ما أثبته النبي بقوله وفعله ،حيث قال:

ب جمهور العلماء إلى أن هذا الحديث من باب المدح والحث على تخير األلفاظ والتأنق في ذه

…الكالم

ومن أخرجه مخرج الذم فهو للذين يستخدمون وحشي اللغة ؛إلظهار التقدم على الناس ،وهو

نوع من العجب والكبر ،

“) نسان ،علمه البيان خلق اإل“إذ كيف يذم البيان ، وقد امتن هللا به على عباده ،حيث قال

(!!!!4-3الرحمن/

:القول خالصة

الشعر موهبة ،يهبها هللا من يشاء ، منه ماهو حسن، ومنه ما هو قبيح .”

هو كالم ، ال يمدح لذاته وال يذم لذاته ، بل ينظر إلى مضمونه ومعناه .

الحاجة إليه لمعرفة اللغة العربية هو مباح بال خالف ؛إذ األصل في الكالم اإلباحة ، بل قد تدعو

…واالستشهاد به في علوم متعددة كالتفسير والتاريخ

…كان سالحا للمؤمنين في حلهم وترحالهم ،به يدافعون عن الحق ،وينصرون قضيتهم

” …حسان بن ثابت“وليس أدل على ذلك من فعل النبي صلى هللا عليه وسلم وشاعره

في حضرة رسول هللا ، ينافح عن رسول هللا وينتصر ألهل الحق كان ينصب له منبر في المسجد

…ويهجو المشركين

” .اللهم أيده بروح القدس:” فيقول الرسول

العددمقالة

12الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

الحكواتي

ـــــــــــ

هذا المقال منقول عن تراثنا الشعبي بعنوان: الحكواتي

شعبية تقليدية، وهو شخص امتهن سرد الحكواتي أو الراوي أو القصاص أو القاص، عادة

القصص، في المنازل والمحاليل والمقاهي والطرقات، كان يحتشد حوله الناس قديما، كان ال

يكتفي بسرد أحداث القصة بتفاعل دائم مع جمهوره، بل يدفعه الحماس ألن يجسد دور الشخصية

التي يحكي عنها بالحركة والصوت.

مقاهي مدينة دمشق أيضا تلك النفحة من القيم والفضائل التي كانت وما يميز حكواتي األمس في

تتسم بها شخصيات رواياته، وكانت تغذي نفوس المتلقين وعقولهم وال سيما الشباب منهم، على

عكس ما تضخه في أيامنا هذه المحطات الفضائية ومقاهي اإلنترنت من عادات غريبة ومنفرة.

كثيرون على مر عقود من الزمن، وهي مهنة عرفتها بالد والحكواتي شخصية واحدة جسدها

الشام منذ مطلع القرن التاسع عشر، وحظيت بشعبية كبيرة جعلتها جزءا من التراث الشعبي في

هذه البالد واشتهرت مدينة دمشق شهرة كبيرة ب الحكواتي فال يوجد مقهى من مقاهي مدينة

أصبح الحكواتي من التراث الشعبي السوري في مدينة دمشق التراثية قديما اال وبه حكواتي حيث

دمشق وتاريخ عريق مع وحكايات مع زوار دمشق حيث كانوا يقصدون المقاهي المنتشرة في

المدينة لالستماع للحكواتي وهذا الملك وذاك القائد والظاهر بيبرس والف ليلة وليلة وعنتره

روايات وروايات.

في دمشق الذي طالما ارتبط اسم الحكواتي بالمقاهي قصص وروايات طويلة مع الحكواتي

الدمشقية العريقة، والذي لم يعد مجرد شخصية أو مهنة أو حرفة برزت فيها خالل فترة معينة

من الزمن، حاليا الحكواتي من التراث السوري والتقاليد التي أصبحت من الماضي.

حلب وحمص ومدينة صيدا لها حكاية وكذلك في مدن أخرى في بالد الشام للحكواتي شهرته في

من الحكواتي في المقاهي ويقول الباحث في التراث الدكتور طالل مجذوب ان الحكواتي مهنة أو

حرفة انتهت بانتفاء الحاجة إليها. فهي كانت وسيلة تسلية جماعية وفي الوقت نفسه وسيلة

روايات التي كان يسردها تثقيف وترسيخ للقيم واألخالق التي تحلى بها أبطال القصص وال

الحكواتي، وهذه الحكايات والقصص ولو كانت غير واقعية. ويضيف: عرفت مدينة صيدا خمسة

حكواتية على مدى قرن ونصف قرن من الزمان، كان أولهم من مدينة حلب الحاج محمد الشقلي

المدينة. وهناك وكان أول حكواتي في 1837الحلبي. جاء إلى صيدا وأقام فيها ابتداء من العام

أيضا الحاج عبد الرحمن الحكواتي. وبعدهما جاء ثالثة مارسوا هذه المهنة كان آخرهم الحاج

سنة ,ويشير مجذوب إلى أن عائلة الحكواتي 26أي قبل 1981إبراهيم الحكواتي الذي توفي سنة

خذ اسم الحكواتي الموجودة حاليا في صيدا أصلها عائلة السروجي، وأن فرعا من هذه العائلة ات

بعدما عمل أحد أفرادها حكواتيا.

التراثزاوية

13الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

وعن شخصية الحكواتي وعمله يقول: عمل الحكواتي كان يتركز في المقاهي الشعبية، ونذكر

وهذه األخيرة كانت تابعة لجمعية ” قهوة الخيرية”و” قهوة االجاز“منها أشهر مقهيين في صيدا

الحكواتي يمتد يوميا على فترتين: بين صالتي المقاصد الخيرية اإلسالمية في صيدا. كان عمل

المغرب والعشاء وهي فترة قصيرة ال تزيد على الساعة، وبعد صالة العشاء وتمتد أحيانا حتى

بكتاب يصطحبه معه بشكل دائم، ويبدأ سرد ساعات الفجر األولى. فيقف الحكواتي مستعينا

ما تكون عن شخصي ة تاريخية، وتدور جميعها عن البطولة الرواية أو الحكاية التي غالبا

والشجاعة والشرف والمروءة ونصرة المظلوم. وفي نهاية كل حكاية ال بد وأن ينتصر الخير

الذي يمثله بطل الرواية. ويبقي الحكواتي جمهوره في تشوق دائم لمعرفة وقائع القصة أوال

ى أن تنتهي أحداث القصة كل ليلة بأول، واذا ما طالت الحكاية لليال وأيام، فانه كان يحرص عل

بموقف متأزم والبطل في مأزق حتى يحمس المتلقي ويجعله متشوقا لسماع بقية األحداث وكيف

سيخلص البطل نفسه من المأزق. وما يزيد في الحماسة والتشويق أن الحكواتي كان يقوم بتجسيد

ض والمفارقة في األمر أن بع شخصيات روايته وكالمهم بتحريك يديه وترفيع صوته أو تضخيمه.

جمهور الحكواتي كان يرفض الذهاب إلى بيته قبل أن يستمع إلى بقية القصة ويطمئن إلى أن

بطله اجتاز محنته. ووصل األمر مرة إلى درجة أن أحد المستمعين لم يستطع أن يصبر إلى اليوم

حكواتي فكان يتقاضاها منالتالي، فلحق بالحكواتي إلى بيته ليعرف بقية القصة. أما أجرة ال

المشروبات، فكان الزبون شصاحب المقهى الذي يتولى تحديد بدل الدخول إلى مقهاه بما في ذلك

يدفع عشر بارات أي ربع قرش مقابل االستماع إلى الحكواتي وثمن المشروبات. أو يدفع خمس

ي شهر رمضان، بارات مقابل أي منهما. وعما إذا كان هناك من خصوصية لمهنة الحكواتي ف

يقول مجذوب: عمل الحكواتي كان يتواصل على مدار السنة، لكن خصوصيته بالنسبة لشهر

رمضان مرتبطة بان مواضيعه تتناسب مع الشهر الفضيل والقيم التي يمثلها، وهذه القيم عادة

. تما كان الحكواتي يتحدث عنها وعن فضائلها في رواياته ومجسدة بتصرفات أبطال هذه الروايا

كما أن الصائم بعد الصيام والتهجد والتعبد كان يحتاج إلى وقت للراحة والترويح عن النفس،

فكان يجد ذلك في جلسة الحكواتي، لكن طبعا بعد أن يكون أدى صالة التراويح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

14الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

بوع : ))المحبوبة ((بقلم : الصادق الرمبوققصيدة األس

فلأل بدرها وزهت سمائي… ي مسائي صـفا فيها حـلـيـبـي ف

ة والـهـناء … ومن يـدرك من الـمـحـبوب صـفوا م بـالـمـسـر يـنـعـ

وقـبـل الـحـشر يـكرم بالبقاء … ـلـد ويـمـسـك فـي دناه بـريـح خ

يق مائي… فـيـا مـاء الـفــرات إلـيــك عـنـي فـبرد رضابها في الر

ــقـاء … ومـا غـسل كوحـي الطرف منها يــؤبــد فــي شــوقــا لل

فأغـنـم من خـصوبـتها نمائي… ـي على فـرع وخـصـر وتـغـرسـن

تـريـنـي الوجـد في كف الفناء … ومـثـل الـحـب تـبـذرنـي طـرادا

واء … وتـسـكـب مـن سحابـتـها رواء فأعـشق تـربـتـي بـندى الر

فـتـضـمن في الـثمار لها والئي… وتـنـضـجـنـي عـلـى قـر ودفء

يـقـاد شــبـه بـانــطــفــاء … وتـحـصـدنـي وما حصد كحصد وال اإل

هر غصني ها رجائيفـتـغـضـي حين يـخجل … ويطـلـبها لقطف الز

فـيـعـزف لحن مـشـيـتـها غنائي… وتسمعني على عمد خطاها

فـيـخـتـال الـدالل عـلـى حـدائي… يناديها بشجـو العشق نايـي

ي في الحياء وكـم يـحـلـو الـت … يـنــازعـهـا حـيـاء فـي تـمــط مـط

داء … أمــد لــهــا، أدفــئــهـــا، رداء ـر بــالـر ـ فـألــفــيــنـي الــمــدث

فـتـكـسو من جـاللـتـها كـسائـي… وأكـسـوهـا مـبـادرة لـتـرضى

فـتـجـري فـي إقـامـتـهـا دمـائـي… مـني وأسـكـنـها نـياط القلب

ن بـالـغـرام لـهـا فــتــؤوي إلـى رحـب اسـتـجـابـتـهـا نـدائي… أؤذ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

15الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

هها بقلم : د. شادن شاهين إمرأة تشب

ـــــــــــــــــــــ

شق سكون الليل نباح الكالب الضالة، مختلطا بنقيق الضفادع، بينما أصر صفير الريح أن يقطع

سيمفونية الليل الريفية الكالسيكية بنشاز قصير من وقت آلخر. تأملت حجرتها في الفندق الصغير

تمتمت بملل شديد. تناهى إلى مسامعها فجأة صوت ” األولى هنا، وأظنها األخيرة إنها ليلتي”،

ضحكات عالية لرجل وامرأة وطفل صغير. سرت قشعريرة باردة بأطرافها، التفتت إلى المرآة

الصغيرة المعلقة على الحائط، مسحت بحذر بعض ذرات الغبار العالقة على سطحها، تأملت نصف

وجهها البادي في المرآة، وتلك التجاعيد الرقيقة التي حاصرت عينيها، وشعرات بيضاء. أشاحت

بوجهها بعيدا، حاولت أن تقاوم مشاعر الغيرة التي تسللت إلى قلبها وهي تتخيل صورة الشابة

سى أذنيها علها تن في الحجرة المجاورة. ارتمت على فراشها تخبيء فيه أمنياتها الكسيرة وتصم

تأخر حد الجنون، استغرقت في النوم سريعا، هاربة ككل يوم من واقع جارح. سكنت فارسا

األصوات في الحجرة المجاورة، عندما أغلقت قاطنتها التلفاز، رمت جهاز التحكم بضجر شديد،

اشها، ألقت نظرة ساخطة هندمت أمام المرآة شعث شعرها الذي غزاه سيل أبيض، اتجهت لفر

على الجثة الممددة فيه، حاولت أن تتذكر، متى كانت آخر مرة تجاذبت معه أطراف الحديث أو

بادلها اإلبتسام، متى كانت آخر مرة شعر بها كامرأة حية. قطع تساؤالتها صوت غطيطه العالي،

.دست رأسها تحت الوسادة حتى غلبها النوم، ككل يوم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومنهن بقلم : د. غادة نصار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و منهن

–ذات انزواء منه -من تحتمي بك، تبحث عن نفسها مستترة بحماك، تراقب ظلك، علها تجد

نفسها، فترتوي أنت، و حين تجد نفسها، تعطيك ظلها، تمد يديها إلى روحك، تسقي لها ظمأ

نفسك و ما كنت تدري قبلها أن لك نفسا تفتقدها و تفتقدك،

و ذات غفلة من كبريائك، تتسلل إلى ذاتك، فتربأ صدعا خلفته طرقات الرجولة على جدار تجريدك،

ية، تأخذ منك ما يستند عليه ضعف أنوثتها، و تهذب شعثا أحدثته عواصف األنا، و زلزالت الحم

فك، و تزيد باختبائها بحناياك من حيلتها، و تفتش في تفاصيلك عن تعريف لنفسها، فتعرفها و تعر

تظنان أال سبيل لذلك. -من قبل-فتعرفاكما و كنتما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القصةزاوية

16الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

المية ابن الورد بقلم: عصام علوش

عرية العابرة للقرون والعابرة للقارات ، والتي حازت على إجماع الثقات وتناقلتها م ن القصائد الش

سها المشهور والمجهول ما عرف بـ ) واة واختزنتها القلوب قبل العقول ، وعارضها وخم الر

ائبة ، والمواعظ الحسنة ، المية ابن الور نته من الدرر النفيسة ، والحكم الص دي ( ؛ لما تضم

ائبة قائق الجميلة ، واآلراء السديدة ، واألقوال الص ابن و…والنصائح التربوية القيمة ، والر

خ العالم الفقيه ، واألديب الشاعر : عمر بن ينتهي …مظفر بن عمر بن محمد الوردي هو المؤر

ة النعمان عام ديق رضي هللا عنه ، ولد في معر هـ وتوفى في حلب 691نسبه إلى أبي بكر الص

هـ ، ودرس في حماة ودمشق وحلب ،وشغل منصب القضاء فقام مقام القاضي ابن 749عام

تة وكثرة محفوظه وحميد خصاله . وقد خلف النقيب بعد وفاته .وعرف بحدة ذكائه وسرعة بدهي

ف وفي ما يسمى العديد من المؤلفات في التاريخ وفي العلوم الشرعية ، كما نظم شعرا في التصو

ا الميته المذكورة فمنها األبيات التالية : عر التعليمي . وأم بالش

قــل الفـصل وجـانـب مـن هــزل اعـتـزل ذكــر األغـاني والـغـزل و

ام الــصــــبــا نـجـــم أفـــل ــبـا فـليـــ ـام الـص كــرى أليــ ودع الــذ

واهجـر الخمرة إن كـنـت فتى كيف يسعى في جنون من عقل

ق هللا فــتــقــوى هللا مــا جــاورت قــلـب امــرئ إال وصـــل واتــ

ــقي هللا الــبــطـل مـا مــن يــتـ ليس من يـقـطـع طـرقـا بـطـال إنــ

كتب المـوت على الخلق فكم فـل مـن جـمـع وأفــنى مـن دول

ـت بـهـا خـيـر الملل أي بـني اسمـع وصايا جمعت حـكـمـا خـص

اطـلـب الـعلـم وال تكسل فما أبـعـد الـخـيـر على أهـل الكسل

له فمـن يـعـرف الـمـطـلـوب يـحقر ما بذل وم وحـص واهـجـر الـنـ

ل ال تـقـل قـد ذهــبــت أربــابــه كـل من سار عـلى الـدرب وصـ

في ازدياد الـعـلم إرغام الـعدا وجـمـال الـعـلـم إصـالح الـعـمـل

أنــا ال أخـتـــار تــقـبــيــل يـــد قـطـعـهـا أجـمـل من تلك الـقـبل

واتــرك الـدنـيـا فمـن عـاداتـهـا تخـفـض العالي وتعلي من سفل

هـول بات فيـهـا مـكـثــرا وعــلـيــم بــات مــنــهـا في عـلل كم جـ

كم شجاع لم يـنـل فيها المنى وجـبـــان نــــال غـــايــات األمــل

مــا أصل الـفـتى مـا قـد حصل ال تـقـل أصلي وفـصلي أبــدا إنــ

ه أكـــثـــر اإلنســـان مــنـه أو أقـــلقـيـمـة اإلنسان مـا يـحسنـ

لكماخترنا

17الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

دار جـــار الــدار إن جـــار وإن لـم تـجد صـبـرا فـمـا أحلى النـقل

ـر اآلمـال في الـدنيـا تـفـز فــدلـيــل الـعـقـل تـقـصيــر األمـل قـص

ة مــنــه جــديــــر بـالـوجــل إن مـن يـطـلـبـه الـمـوت عـلى غــــر

ك األوطـان عـجــز ظـاهــر فـاغـتــرب تـلـق عن األهـل بــدل حـبـ

رداد أضــنــاه الــمـلــل ا فـمـن أكـثــر الـتــ ا تــزد حـبـ غـب وزر غـبـ

ك لـ نــ ــات لـيــــن يــعــتــزل ال يــغـر …ـيــن مـن فـتـى إن لـلــحــيــ

قلت لصديقي : أقال : حبك األوطان عجز ؟ قال : نعم . .. حب كل شيء عجز إذا كان يقعد عن

المعالي وتحقيق المنى وطلب الرزق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

18الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

إيليا أبو ماضي .. شاعر ومسيرة

–ا الشمالية ، ولد في المحيدثة هو إيليا ضاهر أبي ماضي من كبار شعراء المهجر في أمريك

م وسكن اإلسكندرية وأولع باألدب 1900م وهاجر إلى مصر سنة 1889لبنان عام -المتن الشمالي

م أصدر ديوانه األول ) تذكار الماضي ( وهاجر 1911والشعر حفظا ومطالعة ونظما ، وفي عام

م انتقل إلى 1916ارة وفي عام في نفس العام إلى أمريكا وأقام بمدينة سنسناتي واحترف التج

نيويورك حيث انظم إلى نخبة األدباء المهجريين الذين أسسوا الرابطة القلمية وفيها طبع ديوانه

الثاني الذي قدم له الشاعر جبران خليل جبران وانصرف منذ ذلك الحين إلى الصحافة فعمل في

م في بروكلن إلى أن 1929عام جريدة مرآة الغرب ثم أصدر جريدة السمير أسبوعية ثم يومية

أصدر ديوانه الثالث الذي قدم له الشاعر ميخائيل نعيمة عام م.1957توفى في نيويورك سنة

وقد نظم بعد ذلك شعر كثير نشرها في ” الخمائل ” م أصدر ديوانه1940وفي عام . م1925

الصحف والمجالت في الوطن وفي المهجر.

شاعر الطبيعة والعذوبة

وكثر المتشاعرون في زمننا الحاضر. سنة الطبيعة أن يتوالد البعوض بالماليين, قل المجيدون

وأن ال تلد الصقور إال عددا قليال. والشاعر المهجري إيليا أبو ماضي ينتسب الى فصيلة الصقور

والى الشعراء المبدعين الكبار.

فلسفة أبي ماضي

سفـية التي صاغها ببالغة وسهولة ومـرونة بيان. جعـل أبو ماضي من شعره منطلقـا ألفكـاره الفل

فلسفـته في الكـون, وما وراء الطبيعة, وفي الوجـود والعدم, وفي الـروح والحقيقة, اعتمـدت

عـلى مبـدأ إعتنـقه عـدد من الفالسفة الذين رأوا في البحث عن هذه األمور مسألة عقيمة ال تؤدي

دت المفكرين منذ زمن بعيد جدا, فالفكر في نظرهم ال بصاحبها الى حل تلك األسئلة التي راو

يستطيع أن يتخطى حدوده المادية ليصل الى اكتشاف حقائق مجهولة تتعدى قواه الفكرية. وكان

قد سبق أبي ماضي من الشعراء في هذا المبدأ الشاعر الفارسي عمر الخيام الذي يقول:

رة وتعجبأتى بي لهذا الكون مضطربا فلم تزد لي إال حي“

”وعدت على كره ولم أدر إنني لماذا أتيت الكون أو فيم أذهب

وحواراتلقاءات

19الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

وأبو ماضي يقول في قصيدته الطالسم:

جئت ال أعلم من أين ولكني أتيت وأبغض فيمسي الكون سجنا مظلما“

ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت والمرء لوال الحب إال أعظما

ت من قبل أن تتألماوسأبقى سائرا إن شئت هذا أم أبيت فتألم

”كيف جئت, كيف أبصرت طريقي هللا لم يخلق لنا غير السم

”.لست أدري

نبذ الطائفية

لقد التفت شاعرنا حوله فإذا الناس على خالف دائم حول األديان الكثيرة, وحتى ضمن الدين

ادئ الواحد, ووجد المذاهب المتعددة والطوائف المختلفة, كل مذهب يمجد مبادئه ويدحض مب

التناحر الطائفي والديني, زرع في أعماق أبي اآلخر, والناس في خضم هذه الفوضى الفكرية.

ماضي بذور الشك باألديان والمتدينين, األمر الذي جعله يتخطى الطوائف المختلفة فقاده فكره

ه إله الى اإلله الواحد, واجب الوجود؛ آمن برب واحد حكيم, خلق هذا العالم, ورتبه, ونظمه, إن

المحبة الشامل, الذي من المفترض أن يكون اإلنسان على شاكلته, مفعم بالمحبة. فالمحبة تنير

وتجمع الشتات اإلنساني, في حين ان الكره والبغض يظلم ويمزق. يقول شاعرنا:

أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا “

ما الكأس لوال الخمر إال زجاجة

كم روعوا بجهنم أرواحنا

”نم غير فكرة تاجرليست جه

هذا الطريق المحفوف بالمخاطر واألشواك, بالشك والظنون, ابتعد عنه أبو ماضي وأخذ يسلك

دروبا شائكة في الحياة, نظر حوله فإذا العالم كله ينحدر ببطء نحو الزوال, وما الخلود سوى

ر؟ ناء, فإلى أين المفضرب من الخيال, تراب فتراب, حياة كلها هباء, وجميع العناصر الحية, الى ف

إنها المأساة والصراع الذي يمزق رغبات اإلنسان المكبل بهواجس القنوط واليأس والشقاء,

والعدمية, ويقوده الى التشاؤم المرير.

عشق الطبيعة

ال أظـن أن شاعـرا أحـب الطبيعة أكـثر مما أحبـها أبو ماضي. لقد انعـكس جمالهـا في جمـال

ائـها في صفاء ألحانه, وانعكست عذوبة مائـها في عذوبة ألفـاظه ودقـة نفسـه, وصـفاء سم

نواميسها في دقـة مالحظاتـه, وكأن الطبيـعة شعـرت بصدق حبـه لها, فباحـت لـه بأسـرار

سحرهـا, وأباحـت له صوغها شعـرا.

20الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

د بثهم شكـواه يج كان أبــو ماضـي يرى في كائنـات الطبيعة األصدقـاء األوفـياء له. إذ كان كلما

مفتوحة واعية, وكثيرا ما كان يلتـقي بأصدقـائه هؤالء إما في صاغية, وقلوبـا عـندهم آذانا

أماكنـهم المعتـادة في البرية, أو في منـزل أحـد الرفـاق واألقربـاء. وقد فجعت عينـاه ذات يوم

تألم أشد األلـم لدى رؤيتـها, ألنـه برؤية زهـرة مسجونـة في إناء في أحـد الصالونـات الفخـمة, ف

لم يكن باستطاعتـه أن يخلصها من سجنـها وعذابها. فأنشد:

لعمرك ما حزني لمال فقدته وال خان عهدي في الحياة حبيب“

ولكنني أبكي وأندب زهرة جناها ولوع بالزهور طروب

”رآها يحل الفجر عقد جنونها ويلقي عليها تبره فيذوب

روابـي جـماال ومهابة, وفي خرير الجدول المنسـاب جذال وحبورا, وفي المرج كان يـرى في ال

الخطيـب بشاشة وابتسامـة, وفي الوادي العميـق األغـوار شعـورا بالحزن والكآبـة, وكلما أرخـى

اللـيل سدوله على الكائـنات, كانت عيـناه تبصـران ما فيها من جمـال. وقـد آل على نفـسه أن

سـول الطبيعـة الى البشـر, ليدلهـم على مواطـن الجمـال فيهـا, وليحبـب إليهـم العيـش في يكون ر

أحضانـها والتـقرب من كائنـاتها على غـرار ما دعـا إليه الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو.

فشاعرنـا يتأمل الطبيعة, ويـدرس مظاهرهـا, ويتتـبع أسرارهـا, شأنـه شأن كل شعراء الرابطة

القلمية, فيخرج من دراسته وتأمالتـه بمقارنـات ومقابـالت وحكـم شتى, أهمـها أن الطبيعة

صالحة تنفـع جميع البـشر, وتقدم النفـع لهـم من دون أن تسأل, وهي ال تفرق في تقديم نفعها

ـة نزعبين إنسـان وآخـر, فيا ليـت الناس يقلدون الطبيعـة في العــطاء. ونجــد عنـد شاعرنــا

إنسانية خالصة, تسمـو على كل النزعـات, وروحـا عاليا يفـوق كل األرواح, إنـه يحـب الناس

ويحـب الحياة التي أوجدت الناس, ويدعوهـم الى محبتـها ففيـها كل الخـيـر والجـمـال.

خصائصه الشعرية

ر من فإننا سنجد الكثيإذا أردنا أن نتـتبع خصائص شعر أبي ماضي منذ ارتبط بالرابطة القلمية,

مميزاتها عنده, فهناك الشعر التأملي الروحي الذي يغلب على مقطوعاته في ديوانه الجداول من

مثل: الناسكة, نار القرى, الزمان. وغيرها. وأصبحت المادة ال تعني شاعرنا بكثير أو قليل, فهو

شاعر يعيش بالروح ويهتم بالنفس.

لى قسمين: قسم ما قبل الهجرة, وفيه لم يكن لشعره خصائص تقسم مسيرة أبي ماضي الشعرية ا

مميزة, والقسم الثاني ما بعد الهجرة, وفيه أظهر شاعريته الناضجة فكريا, والمتحررة أسلوبا.

يعرفهم ويأخذ منهم وأهم ما نالحظه في شعره هذا, األسلوب الحواري, إذ نراه يخاطب أناسا

اسك موسيقي عذب ذي هدف.ويأخذون منه, كل ذلك في شعر متم

الخمائل. ،الجداول، ـ ديوانه تذكار الماضي :آثاره

المصدر: مجلة الجيش

21الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

الطالسم: مقتطفات من شعره

جئت ال أعلم من أين ولكني أتيت

ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

قي؟كيف جئت؟ كيف أبصرت طري

لست أدري

وطريقي ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟

هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟

أأنا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟

أم كالنا واقف والدهر يجري؟

لست أدري؟

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود؟

هل أنا حر طليق أم أسير في قيود؟

د؟هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقو

أتمنى أنني أدري ولكن

لست أدري

ليت شعري وأنا في عالم الغيب األمين

أتراني كنت أدري أنني فيه دفين؟

وبأني سوف أبدو وبأني سأكون؟

أم تراني كنت ال أدرك شيئا؟

لست أدري

أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويا

أتراني كنت محوا؟ أم تراني كنت شيا؟

؟ أم سيبقى أبديا؟ألهذا اللغز حل

22الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

لست أدري ، ولماذا لست أدري؟

لست أدري

قد سألت البحر يوما : هل أنا يا بحر منكا؟

هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟

أم ترى ما زعموا زورا وبهتانا وإفكا؟

ضحكت أمواجه مني وقالت :

لست أدري

أيها البحر أتدري كم مضت ألف عليكا؟

ري أنه جاث لديكا؟وهل الشاطئ يد

وهل األنهار تدري أنها منك إليكا؟

ما الذي األمواج قالت حين ثارت؟

لست أدري

أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك

أنت مثلي أيها الجبار ال تملك أمرك

أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك

فمتى أنجو من األسر وتنجو؟

لست أدري

فتسقي أرضنا والشجرا ترسل السحب

قد أكلناك وقلنا قد أكلنا الثمرا

وشربناك وقلنا قد شربنا المطرا

أصواب ما زعمنا أم ضالل

لست أدري

قد سألت السحب في اآلفاق هل تذكر رملك؟

وسألت الشجر المورق هل يعرف فضلك؟

23الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

وسألت الدر في األعناق هل تذكر أصلك؟

خلتها قالت جميعا:وكأني

لست أدري

يرقص الموج وفي قاعك حرب لن تزوال

تخلق األسماك لكن تخلق الحوت األكوال

قد جمعت الموت في صدرك والعيش الجميال

ليت شعري أنت مهد أم ضريح؟

لست أدري

ح كم فتاة مثل ليلى وفتى كابن الملو

كو وهو يشرح أنفقا الساعات في الشاطئ تش

كلما حدث أصغت وإذا قالت ترنح

أحفيف الموج سر ضيعاه؟

لست أدري

كم ملوك ضربوا حولك في الليل القبابا

طلع الصبح ولكن لم تجد إال الضبابا

24الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

يها يرثي ف التي مالك بن الريبمرثية الشاعر األموي عربي في الشعر ال اليتيمة من المرثيات

عيد س قد التحق بجيشوكان . خراسانمن اقليم طالقا انسمرقند من فتحفي طريق عودته ،نفسه

وقاطعي الطرق واللصوص من الفتاكبعدما كان -رضي هللا عنهما- بن عثمان بن عفان

.حتى ماتفي عروقه السمفسرى أفعى او لسعته ،انه مرض مرضا شديدا يروى. المشهورين

وائعه ور وعيونه من غرر الشعر العربي مالك بن الريب ببكائية تعرفالتي قصيدته هذه تعد و

اني عمن المولما تضمنته ، قبل الموترثاء النفس في من القصائد النادرة النها ذلك . المشهورة

:ومنهاواهل بيته عن موطنه بعيدا من سكرات الموت يعاني لشاعرلمشاعر الراقية ، واالسامية

بجنب الغضا ازجي القالص النواجيا*** اال ليت شعري هل ابيتن ليلة

وليت الغضا ماشى الركاب لياليا*** فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه

حت في جيش ) ابن عفان ( غازياوأصب*** الم ترني بعت الضاللة بالهدى

وخل بها جسمي وحانت وفاتيا*** لما تراءت عند ) مرو ( منيتي

سوى السيف والرمح الرديني باكيا*** تذكرت من يبكي علي فلم اجد

يقر بعيني ان سهيل بدا،،، ليا*** اقول الصحابي ارفعوني فإنني

لياليا برابية ؛ اني مقيم ،،*** فيا صاحبي رحلي دنا الموت فأنزال

وال تعجالني ؛ قد تبين مابيا*** اقيما علي اليوم أوبعض ليلة

لي السدر واألكفان ؛ ثم ابكيا،، ليا*** وقوما اذا مااستل روحي فهيئا

وردا على عيني ،،، فضل ردائيا*** وخطا بأطراف اآلسنة مضجعي

من االرض ذات العرض ؛ ان توسعا ليا*** وال تحسداني بارك هللا فيكما

فقد كنت قبل اليوم ؛ صعبا قياديا*** ؛ فجراني ببردي إليكماخذاني

سريعا لدى الهيجا ؛ الى من دعانيا*** وقد كنت عطافا ؛ اذا الخيل أدبرت

ثقيال على األعداء ،،، عضبا لسانيا*** وقد كنت صبارا على القرن في الوغى

اوأين مكان البعد ،،، اال مكاني*** يقولون ؛ ال تبعد وهم يدفنوني

اذا أدلجوا عني ؛ وخلفت ثاويا*** غداة غد يالهف نفسي على غد

لغيري ؛ وكان المال باالمس ماليا*** وأصبح مالي من طريف وتالد

بني مالك والريب ؛ ان ال تالقيا*** فيا راكبا اما عرضت فبلغن

ستفلق اكبادا ؛ وتبكي بواكيا*** وعطل قلوصي في الركاب فإنها

بكين ؛ وفدين الطبيب المداويا*** لو شهدننيو ) بالرمل ( مني نسوة

وباكية اخرى ،،، تهيج البواكيا*** فمنهن امي وابنتاي وخالتي

ذميما ؛ وال ودعت بالرمل قاليا*** وما كان عهد الرمل عندي واهله

*** مالك بن الريبالشاعر األموي *** العدداستراحة

25الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي

وغير ذلك شعر ؛ الحماسة والوصف وقد عرف له ابن الريب تقول : يتيمة قلت لصديقي :

فقال : صاحب كتاب ) األغاني (اني ( أورده ) األصفه

يهاابدع ف الى قصائديتجاوز ذلك ، بلالقصيدة الواحدةعلى اصحاب ليتيمة امسمى ال يقتصر

بين (يتيمةفكانت ) وخصائصها الفنيةفي جودتها وتسامت ،في موضوعها فتفردتأصحابها

.لشعراء اآلخريناعند عينه الموضوع في او بين نظيراتها ؛نفسهالشعر قصائد

االن فهمت ،وقلت : فهززت راسي

واحة األدب العربي المصدر :

26الصفحة 2015 – 5 – 15 –العدد السادس –مجلة الشاعر العربي