الزعيم الوطني اللبناني كمال جنبلاط جمع في شخصه تجارب وثقافات عديدة كرسته زعيماً وفيلسوفاً وإنساناً قل نظيره في أيامنا هذه وقد شكلت مؤلفاته الفكرية رافداً مهماً من روافد الفكر العربي والثقافة الإنسانية حتى يمكن القول أنه واحد من صناع التاريخ الذين حشدوا كل طاقاتهم من أجل أن ينهض لبنان من بين الركام. وهذا الكتاب كان قد نشر تحت عنوان: هذه وصيتي... وكان كمال جنبلاط قد قرأ كل صفحة منه بعناية، وعلّق عليها قبل أن تختطفه يد المنون، وهو - أي الكتاب - يعد بحق وثيقة عمل وشاهد على فكر كمال جنبلاط، فهو يحلل الواقع السياسي والاجتماعي، كما يرسم صورة صادقة للصراع الذي احتدم على أرض لبنان كاشفاً عن مبرراته ودوافعه، معرياً مواقف الكثيرين وهو يفعل كل ذلك بعقل متفتح ولغة صادقة معبرة عن حقيقة الأمور مبتعداً عن الانفعال والتحيز المسبق. لقد خاض القائد المفكر كمال جنبلاط معركته العسكرية والسياسية وخرج منتصراً رغم أنه غاب قسراً فشكل غيابه عملية حضور دائم في عقول المؤمنين بوطنهم وعروبتهم.
Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.