Top Banner
2014..طسالث ـ أغسد الث العدونيةلكلة ا ا الومضةموعة سنا

مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

Jul 04, 2015

Download

Art & Photos

مجلة سنا الومضة. العدد الثالث، أغسطس 2014، مجلة شهرية تصدر عن مجموعة سنا القصة الومضة على الفيسبوك
Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
Page 1: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

اجمللة االلكرتونية العدد الثالث ـ أغسطس..2014

جمموعة سنا الومضة

Page 2: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم-1- جملة سنا الومضة صفحة رقم -2-

كلمة العدد

نلتقي لنرتقي

نهاية في الومضة« »سنا مجموعة تأسيس تم لنرتقي« »نلتقي شعار تحت الماضي يناير الشريف عصام المصري القاص بين بالتعاون والقاص طمبل عباس السوداني والقاص تغيير وتم الجزيري. جمال الدكتور المصري سنا »مجموعة إلى الحقا المجموعة اسم القصصي الطابع على للتأكيد الومضة« القصة للومضة باعتبارها خطورة تالية للقصة القصيرة واالكتفاء واإليحاء التكثيف مسار على جدا بما وتجلياتها أوجز صورها في السرد بعناصر فيه. نعيش الذي السرعة عصر طبيعة يناسب كسائر النصوص بنشر المجموعة تكتف ولم حركة النشر رافق إذ األخرى، المجموعات ومن النصوص على التعليقات خالل من نقدية

خالل الورشة النقدية التي تواصل عقدها ألكثر من شهرين أسبوعيا حوالي تناول يتم أسبوع وكل النقدي بالتحليل نصوص عشرة وعيوب جمالياتها يبين الذي

القصصي الطابع على التركيز مع األسلوب، باسم الكترونية مجلة إنشاء تم كما للومضة. والمقاالت الومضات بنشر تقوم المجموعة بغية بالومضة الخاصة النقدية والدراسات كتابتها. جماليات وتنمية نقديا لها التأصيل ونظرا ألن الومضة ازدهرت في فضاء الفيسبوك

القصصية بالمجموعات وجودها من بالرغم المنشورة من قبل لعشرات وربما مئات المبدعين الومضة القصة سنا مجموعة تهتم العرب، النشر لمستقبل االلكتروني بصفته ممثال بالنشر سنا بمجلة النشر هذا وبدأت أجمع، العالم في القادمة الفترة في المجموعة وتعتزم الومضة، أوالهما في سلسلتين: الكترونية كتب نشر عدة سلسلة الومضات الشهرية لنشر كافة الومضات لها نقدية مقدمة مع المجموعة في المنشورة كل وأرشفة جهة من النقدية المتابعة بغرض جهة من المجموعة على المنشورة النصوص كتاب سلسلة فهي األخرى السلسلة أما أخرى. سنا الومضة النقدي، وستشمل دراسات تطبيقية يتم كي األعضاء بومضات خاصة وتنظيرية التأريخ للومضة وترسيخها والتأصيل لها نقديا.القصة يكتب مصري قاص الشريف عصام الومضة والقصة القصيرة جدا والقصة القصيرة ويعمل اآلن على إنجاز بعض المشاريع الروائية. يكتب سوداني قاص طمبل عباس القصيرة والقصة الومضة القصة والشعر القصيرة والقصة جدا ويعمل رواية كتابة من وانتهى وله ثانية رواية إنجاز على اآلن المنشورة. والفنية النقدية المقاالت من العديد ومترجم وناقد وشاعر قاص الجزيري جمال 7 نشر بمصر. السويس بجامعة يعمل مصري مجموعات قصصية و8 دواوين شعرية وكتابين القرن تسعينات منذ الومضة ويكتب نقديين. المنشورة الومضات عشرات وله الماضي

فهرس اجمللة 1ـ الصفحة رقم )2( ــــــــــــــ كلمة العدد إدارة المجموعة

2ـ الصفحة رقم )3(ـــــــــــ مفاهيم نقدية خاصة بالومضة القصصية /دكتور/جمال الجزيري3ـ الصفحة رقم )4(ـــ تكملة الدراسة

4ـ الصفحة رقم )5(ـ تفاوت المنظور أو التفاوت المنظوري /بقلم دكتور جمال الجزيري5ـ الصفحة رقم )6( ـ الزمن المضارع وبينة التكرار ـ السرد المباشر /دكتور /جمال الجزيري

6ـ الصفحة رقم )7(ـ المفارقة المنظوريةـ المكان السردي ـ 7ـ الصفحة رقم )8(المغالطة المنظوريةـ المنظور الخارجي /دكتور جمال الجزيري

8 ـ الصفحة رقم )9( ـ تكملة المنظور الخارجي / الومضة البصرية أو ومضة الصورةـ9ـ الصفحة رقم )8( ـ تكملة الومضة البصرية ـ الومضة الشعرية أو الومضة القصصية

10 ـ الصفحة رقم )9(ـ الومضة الشعرية أو الومضة القصصية ـ الومضة المشهدية11ـ الصفحة رقم )10(ـ دراسة في ومضة تحرر لجمعة الفاخري ـدكتور بهاء مزيد

12ـ الصفحة رقم )11(ـ قراءة في ومضة )ضعف(لجمال الجزيري ـ دكتور بهاء مزيد13ـ الصفحة رقم )12( دراسة في بينة ومضات يوسف الكميتي ـبقلم دكتور جمال الجزيري

14ـ الصفحة رقم )13(تكملة الدراسة 15ـ الصفحة رقم )14( تكملة الدراسة 16ـ الصفحة رقم )15( تكملة الدراسة 17 ـ الصفحة رقم )16( تكملة الدراسة 18ـ الصفحة رقم )17 (تكملة الدراسة 19 ـ الصفحة رقم )18( تكملة الدراسة 20ـ الصفحة رقم )19( تكملة الدراسة 21ـ الصفحة رقم )20( تكملة الدراسة 22ـ الصفحة رقم )21(تكملة الدراسة 23ـ صفحة رقم )22(تكملة الدراسة 24ـ صفحة رقم )23( تكملة الدراسة 25ـ صفحة رقم )24(تكملة الدراسة

26ـ صفحة رقم )25( ومضات ضمير المتكلم والغائب /عايدة حسين /بقلم دكتور /جمال27ـ صفحة رقم )26( تكملة الدراسة 28ـصفحة رقم )27(تكملة الدراسة

29ـ صفحة رقم )28( تكملة الدراسة 30ـ صفحة رقم )29( تكملة الدراسة 31ـ صفحة رقم )30(تكملة الدراسة 32ـ صفحة رقم )31( تكملة الدراسة

33ـصفحة رقم )32(دراسة في ومضة إنكار لعصام الشريف ـبقلم دكتور /بهاء مزيد34ـ صفحة رقم )33ـ 34( دراسة العالقة العضوية بين القصة الومضة والقصة القصيرة جدا ـ بقلم عباس طمبل

Page 3: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

مفاهيم نقدية خاصة بالومضة القصصية )2(

د. مجال اجلزيريجامعة السويس، مصر

استعمال زمنني داخل الومضةالومضة داخل زمن من أكثر استعمال يمكن الواحدة إذا كان هناك غرض فني يستدعي ذلك، كأن يستعمل الكاتب زمنا ماضيا وينتقل فجأة إلى الزمن المضارع وفي الغالب يكون ما بين الزمنين أحداث محذوفة عن عمد نستشفها من خالل الداللة الناتجة من الضوء الذي يلقيه كل حد من الحدثين بالزمن الكاتب يبدأ وقد اآلخر. الحدث على على مباشر سرد على يدل قد الذي المضارع الهواء أو يدل على استحضار مشهد من الذاكرة يعلق بذاكرة الراوي كأنه متجسد أمامه على الدوام أو يدل على حدث ذي طبيعة تكرارية وكأنه بزمنه المضارع يتكرر حدوثه في كل قراءة بقوم بها أي قارئ وكأنه أيضا يجسد ما يحدث للراوي من خالل الديمومة واالستمرار. وبعد هذا الزمن المضارع ينتقل الراوي إلى الزمن الماضي ليستحضر مشهدا المسرود بالمشهد قوية عالقة له وموحيا داال بالزمن المضارع ويلقى لنا ضوءا تأويليا ساطعا عليه بحيث تنتج داللة الومضة من التقاء الحدثين الزمنين بين الومضة تجمع وقد واحد. في نص مثال األمر فعل خالل من والمستقبل المضارع على وإنما الحاضر في حدث على يدل ال الذي تمني حدوث حدث في المستقبل القريب في الغالب.أفعال الكينونة والحالة ودورها في إبطاء الحدثأفعال الكينونة مثل كان والحالة مثل يشبه ويبدو على تدل وال الغالب في بالسكون تقترن أفعال

أو حدث. فعل/عمل أو انتقال أو تحول أو حركة ل وبالتالي ال يمكن اإلكثار منها في الومضة. ويفضستقوم الومضة كانت إذا إال استعمالها عدم بتوظيف داللتها بعد ذلك، كاستعمال »صار« بعد »بدا« بعد مثال »اتضح« استعمال أو »كان« أو األول االنطباع بين التفاوت مثال للداللة على المظهر الخارجي والحقيقة أو الجوهر مثال. وإذا تم استعمال فعل من مثل هذه األفعال التي توحي الذي السكون هذا تعويض من البد بالسكون أفعال استعمال خالل من يوقفه أو الحدث يبطئ ذلك. إلى وما تحول أو تغير أو حدث على تدل

البداية التمثيليةبداية عن عبارة الومضة في التمثيلية البداية تقوم بتجسيد حالة مماثلة للحالة التي يتم التعبير تقرب بحيث الومضة نص في سردها أو عنها عالما وتخلق للقارئ المراوغة الحدث داللة األساسي. السرد عالم مع ومتقاطعا موازيا

البداية احلدثيةقد تكون البداية القصصية بداية حدثية – نسبة إلى الحدث – بحيث يدخل الراوي في الحدث مباشرة فالتركيز نوع، أي من بدايات أو مقدمات دون يتم ذاته والذي الدال في حد الحدث ينصب على وهنا متميزة. رصد زاوية من سرديا اصطياده تكون النهاية نهاية حدثية في الغالب أيضا. ويمكننا النوع على التي من هذا إلى الومضات أن ننظر تقدم أنها أو على مباشرة الحدث في تدخل أنها العديد بينهما فيما وتطرح ونهايته الحدث بداية النص في المذكورة غير المضمرة األسئلة من حالة وفي الحدث. طرفي بين نربط تجعلنا التي مباشرة، الحدث في تدخل أنها على إليها النظر

ية – نسبة إلى النص يمكننا النظر إلى البداية النصالنص لنا ينقله الذي المتخيل العالم إلى وليست مذكورة غير سابقة أحداثا تفترض أنها على –في النص وبالتالي تتحول البداية إلى بداية للنص بالنسبة األمر وكذلك للحدث، بداية وليست فقط للنهاية، فهي مفتوحة وتفترض أحداثا الحقة غير مذكورة في النص أيضا كما في ومضتي »فاتورة« و«تراشق« ليوسف الكميتي. وقد ال يشتمل النص على بداية للحدث وال نهاية له، وإنما يركز على لقطة واحدة تفترض أحداثا قبلها وتفترض أحداثا بعدها، وهنا يركز الراوي على لحظة حاسمة في تجعلنا مميزة داللة ذات لقطة على أو الصراع األحداث حول ضمنية بطريقة الكثير نستشف النص. في المذكورة غير والالحقة السابقة

ةالبداية الظرفي

بمكان لنا توحي ظرفية الومضة بداية تأتي قد وزمان الحدث، وهنا يكون ذلك الظرف ظرفا للمكان أو للزمان أو يتم اإليحاء بالمكان والزمان من خالل استعمال تعبير آخر غير ظرفي في شكله وتقتصر ظرفيته على مضمونه. وهنا يلعب التعبير الظرفي د لسياق الحدث أو التعبير الذي يحل محله دور المحدودور التشويق السردي الذي يجعلنا نتلهف على معرفة ما سيحدث في هذا المكان أو الزمان المميز.

جملة سنا الومضة صفحة رقم 3- جملة سنا الومضة صفحة رقم -4-

Page 4: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

تفاوت املنظور أو التفاوت املنظوريبناء عليه. السرد التقاط زاوية يتم بدون منظور توجد قصة ال والمنظور عبارة عن العين التي يتم من خاللها سرد الحدث وال من الحدث بسرد الراوي يقوم فقد بالراوي. بالضرورة يرتبط منظور شخصية أخرى إذا كان السرد بضمير الغائب. وقد ينقله من منظوره الخاص إذا كان السرد بضمير المتكلم. وحتى عندما حدثا ويسرد نفسه بلسان يتكلم راو على يشتمل السرد يكون في يعيشون أخر أخرى/شخصيات وبشخصية به أو به خاصا أن يعني ال منه، أكثر أو بسرد حدث يقوم الذي المتخيل العالم المنظور خاص بالراوي الذي يقوم بالسرد. فالراوي الذي يقوم التي يقوم بسرد ما المتكلم يتميز عن شخصيته بالسرد بضمير يجري لها، فقد يقوم الراوي مثال بسرد حدث مر به عندما كان وهنا السرد. زمن على سابقة زمنية لفترة ينتمي أو صغيرا الحدث في فاعلة بوصفها الشخصية منظور بين نميز أن البد عندما كانت جزءا منه ومنظور الراوي بوصفه راويا يقوم بسرد باعتباره شخصية. قبل وكان جزءا منه لحدث حدث من متأخر برؤية يلتزم بحيث وتضييقه منظوره بتحجيم الراوي قام فإذا كقراء – ويتركنا الحياد يلتزم حدوثه ساعة للحدث الشخصية من الحدث تعيش وهي الشخصية منظور من الحدث لنرى –التي ومداركه الالحقة خبرته الراوي أضاف إذا أما داخله. اتسعت بناء على تأمل الحق أو على معارف جديدة اكتسبها أو أنفسنا هنا الذي كان فيه شخصية، نجد على تقيم الحق للحدث الحالة الشخصية. وفي منظور أمام وليس الراوي منظور أمام األولى، يكون منظور الشخصية نقيا وداخليا فيما يتعلق بنفسها، وفي األخرى. الشخصيات أو بالشخصية يتعلق فيما وخارجيا للشخصية يمت وال للراوي ذاتيا المنظور يكون الثانية، الحالة اكتسبه ما بتحميل الراوي قيام من هنا الذاتية وتنبع بصلة، على ومعارف وتأمالت وتفسيرات وتأويالت خبرات من الحقا الشخصية التي لم تكن تمتلك كل ذلك ساعة انخراطها في الحدث.

الزمن المضارع وبنية التكرارتمكن وسيلة باعتباره المضارع الزمن وظيفة إلى باإلضافة الهواء، على ومباشرا حيا سردا لنا يقدم أن من الراوي تكرارية. سردية بوظيفة يقوم أن أيضا المضارع للزمن يمكن أوال، الطريقة. بهذه الزمن لهذا استعمالين اآلن حتى ورصدنا بزمن ويرويه ذاكرته من مشهد باستحضار الراوي يقوم قد قابليته ولعدم حياته في المشهد هذا لداللة نظرا المضارع قد وثانيا، عليه. الومضة رؤية ولبناء ذاكرته من لالنمحاء على يتكرر حدث لسرد المضارع الزمن الراوي يستعمل المشهد يكون بحيث التكرار محل المضارع يحل وهنا الدوام ومستمر. متكرر عرض في وكأنه القارئ أمام دائما حاضرا

السرد املباشرالسرد المباشر أو السرد الحي أو السرد على الهواء سرد يقترن أمام يحدث والحدث الحدث. نقل في المضارع الزمن باستعمال الراوي مباشرة وينقله لنا في حينه مباشرة دون أدنى تدخل منه، أيدينا هنا وهما »حضن« اللتين بين على األقل في الومضتين غير أو مباشر بشكل بالتعليق الراوي يقوم وقد و«اتجاه«. الحي البث من أساسا مستقى المباشر السرد فأسلوب مباشر، نقل أو القدم كرة مباريات نقل مثل والراديو التليفزيون في أو توصيف دون الحدث بنقل المذيع يكتفي وقد مؤتمر. وقائع تنم كلمات واصفة باستعمال يقوم قد أو بالتعليق عليه يقوم قد عن تقييمه لما ينقله أو وجهة نظره فيه. وبالعودة إلى ومضتي »حضن« و«اتجاه«، نجد أن الراوي ينقل فيهما حدثا يحدث أمامه الحدث في فيه وإنما يوجد في مكان مباشرة وهو غير مشارك نقطة تسمح له بأن ينقل لنا ما يراه مباشرة وكأننا واقفين بجانبه نشاهد ما يشاهده. وكشف لنا تحليل ومضة »اتجاه« أن الحدث الراوي. لنا ينقله الذي التوقيت نفس في ويحدث فعال مباشر يستحضر الراوي أن لنا فكشف »حضن«، لومضة تحليلنا أما الذي األمر المضارع، زمن في لنا وينقله ذاكرته من مشهدا يوحي بأن الحدث حاضر على الدوام في ذاكرته من خالل الزمن يغيب نفسه ويتكلم الذي الراوي – ارتباط المضارع ومن خالل بضمير الغائب عن نفسه – بهذا الحدث وداللته الكبيرة في حياته.

املفارقة املنظورية المفارقة المنظورية عبارة عن تباين في المنظور، سواء أكان ذلك المنظور يتعلق بعملية السرد ذاتها أو بنظرة الشخصيات لبعضها البعض. بالنسبة للمنظور السردي، قد يبدو لنا للوهلة األولى أنه عليه بناء يتم الذي المنظور أنواع من معين نوع تحت يندرج وما للومضة المتأني التحليل خالل من ونكتشف الحدث، سرد يكشف تأويلها أنه ينتمي لنوع آخر. ففي ومضة »حضن« ليوسف الكميتي على سبيل المثال، ننظر للمنظور الذي يتم من خالله نقل أحداث العالم السردي المتخيل على أنه منظور خارجي إذ يمكن ألي شخص يقف في المكان أن يرصد الحدث من نفس الزاوية التي قام الراوي برصد الحدث منها. ولكننا نكتشف أن مكان الحدث ذاته – »تحت اللحاف« – ال يسمح بوجود أي راصد وال يمكن أن يقوم بنقل الحدث ذاته إال الشخصية التي يتم الكالم عنها بضمير الغائب في الومضة. كيف يكون شخصية وغائبة وفي الوقت ذاته تقوم بعملية سرد الحدث الذي ال يمكن ألحد غيرها أن يرصده؟ إذن هو منظور خارجي في ظاهره داخلي في باطنه، فالشخصية يتم الحديث عنها بضمير الغائب في حين أنها تمثل الراوي ذاته وهو راو ينظر إلى نفسه على أنه غائب أو آخر بأن يموضع ذاته، أي يحولها إلى موضوع من خالل استحضار مشهد من الذاكرة

وتتمثل آخر. أنه مشهد يخص شخصا به ويصوره على خاص هذه المفارقة المنظورية هنا أيضا في أن زمن السرد غير زمن الحدث، فمن الواضح أن زمن الحدث ينتمي للماضي البعيد وزمن المضارع زمن باستعمال الراوي ويقوم للحاضر. ينتمي السرد لنقل الحدث البعيد من خالل نقل مشهد ال ينمحي من الذاكرة – وهو مشهد ينتمي للماضي بطبعه – ولكن الراوي ينقله كما لو كان يحدث مباشرة أمام أعيننا. أما عندما تتعلق المفارقة المنظورية بالشخصيات داخل الومضة، فتتمثل في االختالف الماثل أو الكائن بين منظوري شخصيتين في النص، فالشخصية األولى قد تنظر إلى نفسها ووضعها ولما تقوم به في السياق األصغر داخل النص ثم السياق األصغر. داخل هذا نفسها مميزة تعتبر تجعلها نظرة تأتي الشخصية الثانية بوضعها وفعلها لتنسف ذلك المنظور الذي على نهائية لمسة وتضع تميزها، األولى الشخصية عليه بنت الحدث الوارد في الومضة وتصبه في رؤية أوسع تفقد الشخصية نقطة إلى وتحيلهما منظورها ووضعها وتقوض تميزها األولى ليوسف كما في »عيون« مأساوية نهاية إلى بها تؤدي ضعف الكميتي أو نهاية ساخرة كما في »منظار« ليوسف الكميتي أيضا.

جملة سنا الومضة صفحة رقم -5- جملة سنا الومضة صفحة رقم -6-

Page 5: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -7- جملة سنا الومضة صفحة رقم -8-

املكان السرديالتعبير عن يتم التعبيرية، قد الومضة وكثافته لقصر نص نظرا المكان من خالل كلمة في النص أو يتم اإليحاء به من خالل طبيعة الحدث )عندما نجد طائرا يمثل محور الحدث المسرود، يمكننا أن نستشف مكانا مفتوحا كالبحر والسماء عندما يكون الطائر نورسا على سبيل المثال، أو السماء والمروج عندما يكون الطائر نسرا الومضة حول حدث مثال، أو مكانا ريفيا أو زراعيا عندما تدور مثال كالبيت مغلقا مكانا أو المثال، سبيل على بضفدعة مرتبط عندما يتم ذكر كلمة »سرير« على سبيل المثال(. وغالبا إذا كان المكان يلعب دورا في الحدث يتم ذكره، أما إذا كان ال يلعب دورا في الحدث ففي الغالب ال يتم ذكره. وفي حاالت كثيرة يتم اإليحاء بالمكان وطبيعته من خالل طبيعة الحدث ذاتها. فالشخصية التي تقف أمام مرآة على سبيل المثال توجد في مكان مغلق في الغالب يمثل نوعا من الخصوصية لهذه الشخصية إذا كانت المرآة تلعب دورا يساعد الشخصية على تأمل ذاتها. واستعمال كلمة »السيارة« مثال تحيلنا مباشرة إلى شارع أو مكان مفتوح وعام دون الحاجة إلى انتباهنا لفت يريد الراوي كان إذا إال المكان ذلك ذكر إلى سمة معينة في هذا المكان. وأحيانا يكون المكان رمزيا بأن يكون مثال داخل ذات الشخصية أو الراوي أو ذاكرته أو تخيالته، الخ.

املغالطة املنظوريةالزمان بحدود محكومة محددة وزاوية للنظر طريقة المنظور متاح هو ما ينقل أن فيها يقف لمن تتيح والرؤية والمكان السرد. أنواع وكل الومضة القصة في السرد طريق عن أمامه هو الراوي ويكون المتكلم بضمير الومضة تكون وعندما ما لنا ينقل أن الراوي لهذا يمكن ال فيها، الرئيسية الشخصية أو الغائب بضمير عنها يروي أخرى شخصية أذهان في يدور ينقل مشاعرها أو انفعاالتها الداخلية التي ال تظهر على مالمحها. أسمه ما الومضة راوي يرتكب بذلك، الراوي يقوم وعندما والطبيعية المنطقية الحدود تجاوز أنه إذ المنظورية، المغالطة الراوي فهذا المتخيل، العالم داخل وضعه له يتيحها التي لنا ينقل أن نه يمك وال رؤيته يقيد موضعا البداية منذ اختار الشخصيات األخرى إال من الخارج أو من خالل انطباعاته عنهم.

املنظور اخلارجييتمثل المنظور الخارجي في أن يقوم الراوي بتصوير الشخصية المتخيل العالم في فقط عينيه أمام يمثل ما نقل أو الخارج من الذي تدور أحداث الومضة فيه. وليس هذا المنظور مقصورا على الراوي غير المشارك، فيمكن أن يستعمله الراوي المشارك أيضا بالنظر إلى نفسه وإلى اآلخرين وإلى األشياء الموجودة في العالم السردي المتخيل. وقد يكون المنظور خارجيا في ظاهره فقط ولكن ال كأن داخلي، أنه على إليه ننظر أن علينا يحتم السرد منطق

يشتمل العالم المتخيل على زاوية يمكن ألي مالحظ أن يرى من خاللها ما هو ماثل أمامه، كما في ومضة ليوسف الكميتي ينقل فيها مشهدا يدور تحت لحاف ال توجد تحته إال الشخصية والراوي في هذه الومضة غير مشارك وال توجد زاوية منطقية يمكن لهذا يكون وبالتالي خاللها. من يرصده أو الحدث يرى أن الراوي فقط وهو مشارك السرد هنا غير مشارك على مستوى الراوي أفعالها يسرد التي ذاته بتحويل يقوم إذ الحدث، مستوى على وتنتمي لنقطة زمنية ماضية تسبق عملية السرد إلى موضوع أو السابقة يتأمل من خالله ذاته للراوي في حاضره أن آخر يمكن أو يستحضر مشهدا من ماضيه كان له أثر كبير عليه أو ال يفارق ذاكرته حتى اآلن. ويندرج ذلك أحيانا تحت ما أسميته في موضع آخر »المفارقة المنظورية« وهو مصطلح سيتم تناوله في مدخل مستقل ألنه له تشعبات مفاهيمية ال تنحصر في هذا المعنى فقط.

الصورةة أو ومضة

ري

ص

الومضة الب

على تعتمد الومضة القصة أنواع من نوع البصرية الومضة الصورة باعتبارها وحدة البناء األساسية في حركة السرد واالنتقال فيها ويتم الصورة. تلو الصوة بتغير ألخرى سردية خطوة من الومضة في أيضا استعماله يتم الذي المشهدي السرد استعمال المعجم هذا أبواب من مستقل باب في تناولناها التي المشهدية المصغر. ويتم فيها توظيف الصورة في سرد حدث تصاعدي أو استعمالها يتم التي االسمية العبارات ألن تصاعدي تجاوري: عوضا عن األفعال في الومضة تكون ذات دالالت تراكمية وكأن الراوي يمسك بكاميرا متحركة ويلتقط صورا متعاقبة تشكل حدثا السرد تقنيات بتوظيف يقوم الراوي ألن وتجاورية متناميا؛ والسينمائية والفوتوغرافية التشكيلية الفنون في المستعملة وليس سردية أداة بوصفه المكان في التحرك على تعتمد التي التحرك في الزمان كما في فنون السرد القولية كالقصة والرواية التقاط على الومضات من النوع هذا جودة وتتوقف والملحمة. البعض بعضها وراء الصور ومراكمة والدالة المعبرة الصورة بحيث يشكل مجموعها فسيفساء سردية تبرز زوايا منتقاه لعدسة الحركة. الدالة على لألفعال اللجوء ببراعة دون السرد تستطيع وفي تعليق على ومضة من هذا النوع، لفت األستاذ عبد الحميد المتقاطعة والكلمات التلغرافية الكتابة تقنية إلى نظرنا محمد بوصفهما عنصرين أو أسلوبين حاضرين بقوة في مثل هذا النوع النوع من القصص. وبناء على خبرتي الشخصية في كتابة هذا بعض عند الحظته وكما سنوات منذ القصصية الومضات من وحسونة بكر عادل مثل الومضة القصة سنا مجموعة أعضاء يثبت أن يستطيع األسلوب هذا أن أظن حماد، وهيفاء العزابي القصيرة والقصة الومضة القصة تطوير في وفاعليته حضوره جدا أيضا، ألن فكرة السرد بالصورة موجودة في جوانب كثيرة من حياتنا. وذكرت منها في فصل من رسالتي للدكتوراه عام 2002

وكان عن القصص المشهدية أمثلة من قبيل الصور على جدران المعابد الفرعونية والسرد في اللوحات الفنية والسرد السينمائي. التي الفوتوغرافية بالصور السرد لهم اآلن أن أضيف ويمكنني تحكي التي الواحدة الصورة في مميزة زاوية من التقاطها يتم تتابعها يحل التي المتتابعة الصور مجموعة في أو كاملة قصة وبما الزمان. في حركة يمثل الذي القولي السرد محل المكاني األسماء على يقوم القصصية الومضات من النوع هذا مثل أن تمثيل يتم أن البد جر، حروف من أحيانا يلزم وما والصفات النص بصريا على السطر بشكل يجعله مقسما إلى وحدات سردية ذهنيا مجهودا يبذل قد الذي المتلقي ذهن عن اإلجهاد لتخفيف كبيرا للربط بين األسماء والصفات المنفصلة عن بعضها البعض، السردية للوحدة تنتمي التي العناصر بين الفاصلة نضع كأن الواحدة ونضع النقطة بين الوحدات المتتابعة. ومن األفضل أيضا كبديل عن الخيار األول أن يتم استعمال تراكيب لغوية أخرى غير أو إليه والمضاف المضاف كبنية األوصاف، من المجرد االسم االسم وبعده جار ومجرور أو الصفة والموصوف التي تسمح لنا بتكوين عالقات بين الكلمات المتناثرة هنا، ألن استقالل كل اسم القارئ، خاصة وأن بنفسه كوحدة سردية منفصلة يرهق ذاكرة اآلن به معمول هو كما كلمة 15 إلى طولها يصل قد الومضة في مجموعة سنا القصة الومضة، وأبدى القاص األردني المتميز على السياق هذا في تصب متميزة مالحظة الرجبي محمود نفس الومضة التي علق عليها األستاذ عبد الحميد وهي ومضة »ضياع« لهيفاء حماد، ويقول في هذه المالحظة: »المشكلة في هذا النوع من الومضات أن الرابط الخفي بين الكلمات قد يضيع الكلمات يتجاوز عدد أال أرى لذا الكلمات زاد عدد كلما بسرعة الخمس أو الست كلمات«، وهذا حل آخر يمكن أن يضاف لالقتراح الذي اقترحته أعاله بتقسيم الومضة إلى وحدات سردية، فالكلمات ستكون بينهما تربط لغوية تركيبات في تدخل ال التي المفردة بمثابة عوالم منفصلة وإذا زاد عددها سيفقد القارئ قدرته على الومضة عناصر تمثل التي المفردات بين الربط وعلى التركيز هيفاء لعنوان ومضة كان السردية. وربما الصورة أو البصرية حماد المذكورة دور في هذا الشتات اللفظي – إذا جاز لنا استعمال هذا التعبير – الذي يوحي بصريا بالضياع المذكور في العنوان.

Page 6: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -9- جملة سنا الومضة صفحة رقم-10-

الومضة الشعرية والومضة القصصيةتتحدد هوية ونوع الومضة وفقا للعنصر المهيمن عليها. فالومضة حدثا محدد لنا ينقل الذي السردي الطابع عليها يهيمن القصصية المعالم يمزج ما بين التصريح واإلضمار وقد يستفيد من فنون السرد األخرى كالفنون التشكيلية والفنون السينمائية والفنون التصويرية/الفوتغرافية. أما الومضة الشعرية فهي أقرب لحالة غنائية، وأقصد الذات ويجسد حالة يعبر عن دواخل الذي الغنائي الشعر بالغنائية وجدانية معينة قد تكون أقرب للسكون، ال للحركة التي يتطلبها السرد. وهذا ال ينفي أن تقوم الومضة القصصية على الجوانب الوجدانية، تتضمن التي واالنفعاالت المشاعر بسرد يسمى ما إلى تلجأ وهنا انتقاال وتحوال من انفعال آلخر أو من شعور آلخر. وأحيانا يكون الخط الفاصل بين النوعين واهيا بحيث يراوح الكاتب/الصوت/الراوي بين وتمثل اآلخر. عن أحدهما نميز أن نستطيع فال والشعرية السرد مثل هذه النصوص معضلة للناقد الذي يحللها بغية محاول الوصول إلى بعض مالمح القصة الومضة. ولذلك من األفضل أن يكون الخط على الحالي الوقت في القصصية الومضة على مهيمنا السردي األقل. وبعد أن تتضح المعالم السردية للومضة والعناصر المكونة لها يمكن للكاتب أن يوظف السرد الشعري في بناء القصة الومضة.

ةدي

ه

ش

م

ال

الومضة

scenic المشهدية القصة مصطلح قبل من اشتققت قد كنت القاهرة بجامعة الدكتوراه تمهيدي في لي بحث في narrativeعام 1999 وكتبت عنه فصال كامال في رسالتي للدكتوراه بجامعة التي السردية القصيدة آنذاك به عين شمس 2002. وكنت أعني تتكون من مشهدين أو حالتين يتم دمجهما في قصيدة واحدة وهي قصيدة قصيرة جدا في الغالب ال تتجاوز بضعة أسطر، حيث يتمثل الراوي أو الشخصية حالة شخص آخر في موقف آخر أو أن يقوم الراوي أيضا بسرد مشهد في مقطوعة قصيرة جدا وفي المقطوعة يستكمل أو الغالب في معه يتباين آخر مشهد بسرد يقوم التالية داللة المشهد األول بأن ينقل مكان وزمان الحدث إلى سياق آخر. أيضا ويتمثل في عدة األسلوب نجد هذا القصصية، الومضة وفي ما حدث بسرد الراوي يقوم -1 المثال: سبيل على منها مظاهر، ثم ينتقل فجأة إلى حدث آخر يشتمل على الشخصية أو الشخصيات ذاتها ولكن في موقف تتباين داللته مع داللة الحدث األول، وهنا ال الثاني مترتب المشهد العادة يكون يوجد فاصل زمني طويل، ففي تتابع أو والحق سابق عالقة بينهما والعالقة األول المشهد على هذه وليست الموقف، طبيعة تستلزمه عبثيا تتابعا كان لو حتى تتابع العالقة سببية بالضرورة، فقد تكون سببية وقد تكون مجرد على مستوى الزمن وعلى مستوى الحدث؛ 2- يقوم الراوي بذكر زمني فاصل يوجد آخر لحدث ينتقل ثم الومضة بداية في حدث افتقاد عن مثال للتعبير األولى الحدث وبين بينه طويال يكون قد الحدث في المتكلمة أو الغائبة الشخصية لدى األول الحدث داللة

ويجسد معين لعالم ينتمي مشهد بسرد الراوي يقوم -3 الثاني؛ موقفا له سمات محددة، ثم ينتقل إلى مشهد آخر يجسد موقفا آخر الراوي يجسد نفسها؛ 4- السمات في األول المشهد مع ويشترك مشهدا في الوقت الحاضر ثم يقوم عن طريق االسترجاع السردي الداللة نفس في المشهدان ويشترك وقت مضى من مشهد بسرد بالنسبة للراوي؛ 5- يقوم الراوي بسرد موقف في الوقت الحاضر يخصه ويخص شخصية أخرى مخاطية في السرد ثم ينتقل بعد ذلك لمشهد افتراضي يخص تلك الشخصية في المستقبل القريب؛ 6- ....

( لعصام الشريفهوامش على ومضة )إنكار

أ. د. بهاء الدين حممد مزيدجامعة سوهاج، مصر

إنكارأقيها شمعتي على منحنيا سرت سردابي في منتصبا.. سرت نهايته عند فتضيئه، ريحه، الجملة شبه تقديم خالل من للمكان خاصة أهمية الومضة تمنح يكون ثم المركبة. الجملة أركان بقية على سردابي« »في التعارض البليغ بين »سرت« وهو فعل حركة إيجابي مثبت حقيقي في يبرره ما له تنازل هو وتنازل. سلب وفيه »منحنيا« والحال - »السرداب« على تعود فيها والهاء - ريحه« »أقيها الجملتين والفاعل ذاته المضمر على تعود فيها والهاء - و«فتضيئه« المستتر هي يعود على الشمعة. وبين الجملتين فاء مراوغة ماكرة الريح عن شمعته لكي تضيء المتكلم قد تكون سببية، حيث يدفع الجملة في والتعقيب. السرعة مع الترتيب تفيد وقد السرداب، الثانية يواصل المتكلم السير لكن بعد أن انتصب. تبدأ هذه الجملة كذلك بشبه الجملة »عند نهايته« والهاء فيها تعود على السرداب.عودة شبه الجملة إلى بداية الجملة الثانية تحقق التماسك بين جزأي الومضة. وكذلك يفعل تكرار فعل »سرت« وتكرار بنية الفعل الماضي متبوعا بحال مفرد – »سرت منحنيا« و«سرت منتصبا«. ومن أسباب الترابط كذلك هيمنة المتكلم في النص على األحداث جميعا. فالسرداب منسوب إليه وكذلك الشمعة وهو الذي يسير في الحالتين »منحنيا« و«منتصبا« وهو الذي يدفع الريح عن الشمعة فتضيء السرداب.بين الطباق يجليه وصراع توتر قصرها على الومضة وفي و«ريحه« »سردابي« وبين منتصبا« و«سرت منحنيا« »سرت ينغلق لم األخرى. الجهة من و«تضيئه« و«شمعتي« جهة من واقفا انتصب قد فيه السائر أن غير الريح، فارقته وال السرداب في والمستترة المتصلة الضمائر كثافة وفي مؤقت. انحناء بعد عن يكشف ما – فتضيئه« ريحه، »أقيها - الومضة منتصف وهو – السرداب في فالسائر والتوتر الصراع في مهم جانب السرداب. ليضيء الشمعة عن الريح يدفع - األرض تحت بناء الريح ترمز وشمعته. وسردابه هو - جميعا عدوهم هي الريح وعقباتها. ومنغصاتها الحياة تقلبات إلى السياقات من كثير في تستدعي »الشمعة« مقولة شعبية دارجة هي »داري على شمعتك جديدة قديمة نصيحة معا واالنحناء الريح وتستدعي تقيد« حد عند تقف ال الومضة لكن تمر«. حتى للريح »االنحناء تحبذ الكاشف الخاطف الضوء تسلط النصيحة فهي المقولة وال اجترار الداخل إلى التوتر تنقل الضمائر تكثيف خالل ومن الذات، على نهاية والنهاية شمعته، والشمعة المتكلم، سرداب السرداب –الشمعة ويقي ينتصب، أن إلى منحنيا يسير الذي السرداب، وهو العوائق من انفالتها في الروح لعلها تضيئه. علها السرداب ريح

المنصوبة الفخاخ من لينجو يحتال وهو القلب أو تعطلها التي أو هي تصطاده، أن تريد المشرعة الشراك يراوغ العقل وهو أو جميعا. هؤالء أو – لتنجو مؤقتا »ذاتها« تنكر وهي »الذات«

Page 7: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم-12-جملة سنا الومضة صفحة رقم -11-

.

ة ومضات يوسف الكميتي يدراسة يف بن

املسرودة بضمري الغائبد. مجال اجلزيري

جامعة السويس، مصرولد في ترهونة عام 1971 واسمه ليبي الكميتي قاص يوسف بالكامل يوسف حسن سالم الكميتي. يغلب على ومضات الكميتي المقالة هذه وفي السرد. في المتكلم ضمير استعمال القصصية القصيرة سأتناول بعض ومضات الكميتي المكتوبة بضمير الغائب أخرى. لدراسة المتكلم بضمير المسرودة الومضات وأترك من الكميتي يوسف عند الغائب ضمير ومضات بعض تتكون داللة يحمل ما حدثا األولى اللقطة في الراوي يرصد لقطتين: اللقطة في يرصد ثم مقارنة، موضع أو ل تحو نقطة أو متميزة التالية التي تمثل قفلة الومضة أو نهايتها مفارقة تلقي الضوء على النتيجة المباغتة وغير المتوقعة للحدث الماثل في اللقطة األولى. شراء يستطع »لم المثال، سبيل على »فاتورة« ومضة ففي شخصية هنا نجد رصاصــــــــــــــــــــــة« فاشترى الخبز، عليها نتعرف وال صفتها وال اسمها الراوي يذكر ال مجهولة فعل وأحدهما الومضة، في المستعملين الفعلين خالل من إال هنا هويتها عن اإلفصاح أو الشخصية تعريف وعدم منفي، هذا أكان في مجتمعها، سواء نكرة الشخصية أن هذه ينبع من كان أم الحاكم النظام أو المجتمع من وتهميشا تجهيال التنكير تنكيرا راجعا إلى أن هذه الشخصية غير قادرة على زرع الحياة. يستطع« »لم المنفي الفعل يستعمل الراوي أن المالحظ ومن أيضا خارجية أسباب إلى يرجع القدرة عدم بأن يوحي الذي ليست للشخصية طاقة عليها. وتعتمد هذه الومضة على مفارقة الموقف: فالذي ال يستطيع أن يشتري الخبز/يزرع الحياة/يكسب مثال. جوعا بالموت الحياة هذه من يخرج ربما يومه، قوت إلى يوصله كاد من بها ليقتل ربما يشتري رصاصة هنا ولكنه الموت جوعا. وال يخفى علينا هنا البعد السياسي لهذه المفارقة. في ومضة »فاتورة«، المدى الزمني للحدث هنا قصير جدا يقارب اللحظة أو اللحظات القليلة. الشخصية معلومة من خالل سلوكها في النص. البداية بداية حدثية – نسبة إلى الحدث – يقدمها لنا كانت أيا العجز على يدل الذي المنفي الفعل خالل من الراوي أسباب هذا العجز كما أسلفنا. النهاية نهاية حدثية أيضا، فالحدث ككل يتكون من بداية ونهاية دون أن يوجد بينهما شيئا مذكورا في النص إال عن طريق اإلضمار: لماذا لم يستطع أن يشتري الخبز؟ ما الذي دفعه إلى شراء رصاصة؟ ومن أين اشترى الرصاصة؟ وهل أسئلة كلها الخبز؟ أرخص من الرصاصة الشخصية في مجتمع اإلجابات عليها مضمرة وتربط هذه اإلجابات بين البداية والنهاية.

ولكن النص، في معلوم غير مكان هو الحدث، لمكان بالنسبة يمكننا أن نستدل عليه من سياق النص بأنه مجتمع ينتشر فيه الفقر والسالح معا، بل أن السالح والرصاص فيه أكثر وفرة من الخبز ذاته، األمر الذي يوحي بقابلية هذا المجتمع لالنفجار في أي وقت.

قراءة يف ومضة »ضعف« جلمال اجلزيريأ. د. بهاء الدين حممد مزيد

جامعة سوهاج، مصراكتظ قلبه باألوجاع. فجلس ليكتب عله … جثمت على قلمه

األوجاع فانكسر .المناسب الجزيري؟ من لجمال الومضة كهذه تقرأ ومضة كيف البداية من مثلث الخطاب )»أنا«: متكلم أو متكلمة أو أن تكون »هو«: مخاطبون- أو مخاطبة أو مخاطب متكلمون-«أنت«: مركز في العاقل(. غير ذلك في بما غائبون أو غائبة أو غائب وقلمه« »قلبه« في الهاء عليه تعود »هو« غائب/ الومضة ويستتر بعد »جلس« و«يكتب« ومضمر غير عاقل غائب – غائب نحويا – هو »األوجاع«. لماذا الكالم بصيغة الغائب؟ لماذا لم نقرأ »اكتظ قلبي ... فجلست ألكتب ...« وهكذا؟ جزء من اإلجابة يكمن قد والرصد للمالحظة مسافة من الغائب ضمير به يسمح فيما تستعصي على ضمير المتكلم. يسمح ضمير الغائب كذلك للكاتب العربية الثقافة بها تشتهر التي القسرية المطابقة من باإلفالت بين المؤلف والمتكلم في النص. كذلك يمنح ضمير الغائب النص واإلنساني. العام إلى والشخصي الخاص من االنتقال فرصة

هنا القلب باألوجاع. قلبه اكتظ به؟ يفعل وما الغائب يفعل ماذا تحتشد الذي فهو الحقيقة جهة من ال النحو جهة من فاعل ليكتب«. »جلس ثم قوة. وال منه حول غير من األوجاع فيه سالب فعل بعد. تحدث لم الكتابة لكن حقا، حدث الجلوس فعل فعل وال ال فراغ وصمت. عله بعد ما يقع. ال يقع وفعل موجب مجرور هنا القلم األوجاع. قلمه على جثمت ثم فعل. عن كالم كانت األوجاع وألن الجثوم. فعل فيها عليه يقع جملة شبه في شيئا القلم يفعل ال »انكسر«. التحمل على القلم قدرة من أكبر من لكن الكسر. فعل أخرى مرة عليه يقع بل الجملة هذه في ينكسر ليس كمن يكسر أو يكسر، فاالنكسار منزلة بين منزلتين وكسر الكاف بضم و«كسر« والسين الكاف بفتح »كسر« هما الجزء في كالقلب وهو تنفعل، بل يفعل، ال إذا القلم السين. الحقيقة. جهة من ال النحو، جهة من فاعل الومضة من األول إلى المتلقي تحيل إشارات ال حدث؟ ما حدث ومتى أين »اكتظ الماضي: في حدث حدث ما أن إال زمان أو مكان إلى اإلشارات غياب في فانكسر«. ... جثمت ... فجلس ...على الماضي، الفعل صيغة إلى اللجوء وفي والمكان الزمان فينكسر« ... تجثم ... فيجلس ... »يكتظ - المضارع حساب المتكلم. ضمير على الغائب ضمير تفضيل في مما كثير -كيف يتحقق للومضة سبكها وحبكها على قصرها وتكثيفها؟ أول وتكرار األوجاع تكرار – التكرار الومضة في التماسك أسباب قلبه ... فجلس الفعل الماضي وتكرار بنية السببية: »اكتظ بنية قربى وجثمت« »اكتظ« وبين فانكسر«. األوجاع ... جثمت

إذا كظا يكظه الطعام والشراب العرب( »كظه داللية. في )لسان النفس«. وفيه كذلك من معاني »جثم« يطيق على مأله حتى ال اإلنسان«. على يجثم الكابوس والجاثوم: و«الجثام »برك« حرفين أول تشابه تتجاوز وطيدة عالقة والقلم القلب وبين الشعور. عن تعبير أداة والقلم الشعور موضع فالقلب فيهما، الواقع مكابدة الكتابة وصلة. نسب والكتابة القلب أوجاع بين التعايش المحبط المحيط في محاولة لتغييره أو االنعتاق منه أو تتراوح المكابدة، وهي تجليات كل استقصاء إلى معه. ال سبيل بين دماء تنزف وقلق وجودي مقيم وتذمر ورفض أو اعتراض إلى لها، وال بين ذلك درجات ال حصر أو حالة وما على وضع حاضرة، لكنها فيها، تنسكب التي الخطابية األجناس كل حصر ال شك فيها. ومن رحم المكابدة واأللم يتخلق األمل واالنتصار – االنتصار على الصمت وعلى بياض الصفحة وعلى كل ما يكرس اليأس ويغري بالسكوت. هذه المرة كان االنتصار على األوجاع في صورة ومضة. لم ينكسر القلم والدليل على ذلك أن الومضة حرجت إلى النور. أي ضعف ذلك الذي يشير إليه عنوان الومضة؟ ضعف القلب عن الصمود في وجه األوجاع؟ أم ضعف القلم حين مشروع ثالث تفسير مشروعان. تفسيران فينكسر؟ عليه تجثم هو ضعف األوجاع عن أن تكسر القلم وتحول بينه وبين الكتابة.

Page 8: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -13-

لالنفجار في أي وقت. وبالنسبة لزمان الحدث، فهو الزمن الماضي غير المحدد. ولكن العنوان سيدفع المجتمع بأن يوحي الذي »فاتورة« فاتورة حرمان الشخصية من قوت يومها يوحي بأنه زمن أقرب للزمن الذي يعيش فيه الكاتب. بالنسبة ألسلوب السرد، الومضة مروية بضمير السردي منظور خارجي في الغائب. والمنظور شراء فعند األخير، الجزء في خاصة الغالب، الشاري يرى أن يمكن ألي شخص الرصاصة أثناء عملية الشراء، أما بداية النص التي تأتي في صيغة النفي ففي الغالب مروية من منظور افتراضيا موجودا الراوي كان فلو داخلي، عدم يرصد أن سيستطيع هل الشخصية، مع االستطاعة من الخارج دون أن يدخل في نفس الشخصية؟ في األحوال العادية، لن يستطيع ذلك. أما إذا أخذنا الومضة على محمل رمزي ونظرنا في فكرة لتوصيل كتبها الكاتب أن على إليها المقام األول، فيمكننا أن نقول إن الراوي يتكلم بوجه عام وبالتالي يستعمل المنظور الخارجي. وهذا الكالم بوجه عام ليس مستحبا في النص منظور من سرده يتم أن البد الذي السردي د. العنوان هنا عنوان تقييمي يشي بالمغزى محدمعينا، تأويال بتأويله ويقوم النص وراء من خاللها من يمكننا للمؤلف نظر وجهة ويمثل عن مستقل عنوان وهو النص إلى ننظر أن عنه. بمعزل وتأويله النص فهم ويمكن النص السياسي أيضا في الطابع المفارقة تتخذ ونجد فتراشقوا الصنم؛ »تحطم »تراشق«: ومضة بأحجاره«. وبالرغم من االختزال الشديد في هذا النص وبالرغم من استعمال ضمير الغائب الجمع

الذي قد يوحي بالتعميم الشديد، تجسد الومضة كلمة استعمال خالل من وثريا محددا سياقا »الصنم« بما توحي به من اجتماع الشخصيات ربما حول عبادة هذا الصنم وربما حول تحطيمه. ال يذكر لنا الراوي من الذي حطم الصنم ويركز فقط على ما بعد تحطيمه، وكأنه يريد إبراز داللة أنه صنم فقط وما يوحي به هذا الصنم، كما أنه يقوم بتعريف كلمة الصنم وكأنه يشير إلى صنم أن حياتنا يعرفه هؤالء األشخاص. وبما محدد المادي، بمعناها األصنام من تخلوا المعاصرة فالبد أن ينصرف ذهن القارئ إلى شخص جعل من نفسه إلها أو جعله آخرون كذلك. ومن المؤكد أو الراجح أن الشخصيات التي في الومضة هنا سواء بآخر، أو بشكل الصنم بهذا عالقة لها أكانوا يعبدون هذا الصنم أم فرضت عليهم عبادته بالمعنى الرمزي والسياسي لكلمة عبادة، ومن األرجح أنهم شاركوا في تحطيم هذا الصنم، أو للفعل الراوي استعمال ألن تحطمه، باألحرى المطاوع »تحطم« يوحي بأن هذا الصنم كان آيال للسقوط. ويتكئ الراوي على المفارقة في الشق األخير أو اللقطة الثانية من هذه الومضة ويربط هذه اللقطة باللقطة السابقة من خالل الهاء في مترابطة الومضة يجعل ضمير وهو أحجاره، ومتماسكة وكذلك من خالل الفاء التي تدل على التي الحجارة كلمة خالل من وأيضا الترتيب المفروض بعد تحطمه. ومن الصنم إليها صار أن يدفع فعل التحطم هؤالء األشخاص إلى بداية عهد جديد يتناقض مع العهد الذي كان فيه الصنم كل شيء: أي أن يبدؤوا عهد بناء وتخلص من وجود على مترتبة كانت التي السلبية اآلثار

الصنم في حياتهم. ولكن الحدث ال يسير في هذا األشخاص هؤالء يلجأ ذلك، من فبدال االتجاه: بأحجار والتراشق واالختالف التنازع إلى في الومضة يصب الذي األمر الساقط، الصنم نهاية مفارقة. وربما لذلك السبب يشتق الكميتي الذي تراشقوا الفعل من الومضة هذه عنوان ما على داال العنوان وجاء مفارقتها. يبرز األمر إبرازه، إلى تسعى وما الومضة تجسده الذي يجعلنا نتخلص من المقولة التي يروج لها من يتحدثون باسم الومضة ويقولون إن العنوان النص. من مستمدة كلمة يكون أن يمكن ال فهو الومضة هذه في الزمني للمدى بالنسبة التراشق إلى التحطم بداية منذ يمتد قصير بالحجارة التالي لهذا التحطم مباشرة. وبالنسبة لمكان الحدث، من الواضح أنه المكان الذي كان الحدث، لزمان وبالنسبة فيه. منصوبا الصنم وبالنسبة الماضي. الزمن في مروي الحدث ألسلوب السرد، الراوي غير مشارك في الحدث كأنه خارجي منظور من الحدث هذا ويروي واقف في موضع افتراضي يسمح له برؤية ما الشخصيات. باطن في يدخل وال أمامه يدور تكاتفت مجموعة عن عبارة هنا والشخصيات ثم الصنم، تحطيم ما وهي مهمة إلنجاز مهمة بأحجاره. يتراشقون وأخذوا ذلك بعد اختلفوا فقط، ونهاية بداية عن عبارة هنا والحدث غير األحداث من مجموعة بينهما ونستشف على اتفاقهم وعدم اختالفهم قبيل من المذكرة الصنم تحطيم وراء من مغزى أو معين هدف دون يقودهم كان الذي فقط هو الغضب أن أو لما خطة يضعوا أو واحد هدف يجمعهم أن

مضمرة. أحداث من ذلك إلى وما السقوط بعد البداية بداية حدثية وكذلك النهاية. والعنوان هنا عنوان وصفي يصف ما يدور في نهاية الومضة من ومشتق ذاته النص من مستمد وهو فقط العنوان هذا يقوم وال »تراشقوا«، الفعل بالوصف يكتفي وإنما النص موضوع بتقييم أيضا، النص المحايد. وهو عنوان مستقل عن العنوان. ذلك عن بمعزل بذاته قائم فالنص »منظار«: ومضة في الشيء نفس ونجد منك. أبعد أرى أنا الطويل: التقيا. لسوءته. ينظر وهو القصير ابتسم فعنوان هذه الومضة مشتق من الفعل »ينظر« الوارد الحدث يجسد عنوان وهو الومضة في يكون بحيث يوازيه باألحرى أو الومضة، في في الشخصان يفعله ما على ويدل له انعكاسا ذاته. حد في النظر فعل نسبية الومضة وعلى وال قولية مفارقة الومضة هذه في والمفارقة تقتصر اللفظية فالمفارقة لفظية، مفارقة أقول للسياق المفارق المفرد اللفظ استعمال على الطبيعي الذي يستعمل فيه. أما المفارقة القولية ظاهر أن وتعني كامال، كالما أو جملة فتشمل نظر وجهة من األقل على باطنه، غير القول هنا فالراوي القائل. بالضرورة وليس السامع مقتضيات وفق الطويل الشخص كالم لنا ينقل ويضع الشخصية يذكر بأن المسرحي الحوار بعد اسمها أو صفتها نقطتين رأسيتين، ثم ينقل وكأن تنصيص، بدون عالمات مباشرة كالمها يلفت أن يريد المسرحي للحوار التوظيف هذا الشخص يقوله أو به يقوم ما أن إلى انتباهنا ويحق أداء أو تمثيل أو عرض مجرد الطويل

جملة سنا الومضة صفحة رقم -14-

Page 9: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -15- جملة سنا الومضة صفحة رقم -16-

الومضة مفارقة قولية وال والمفارقة في هذه أقول مفارقة لفظية، فالمفارقة اللفظية تقتصر للسياق المفارق المفرد اللفظ استعمال على الطبيعي الذي يستعمل فيه. أما المفارقة القولية فتشمل جملة أو كالما كامال، وتعني أن ظاهر نظر وجهة من األقل على باطنه، غير القول القائل. فالراوي هنا السامع وليس بالضرورة ينقل لنا كالم الشخص الطويل وفق مقتضيات ويضع الشخصية يذكر بأن المسرحي الحوار ثم رأسيتين، نقطتين صفتها أو اسمها بعد تنصيص، بدون عالمات مباشرة كالمها ينقل يريد المسرحي للحوار التوظيف هذا وكأن إلى أن ما يقوم به أو يقوله انتباهنا يلفت أن أو تمثيل أو عرض مجرد الطويل الشخص هنا القصير الشخص – للمشاهد ويحق أداء – أن يفسر ما يقوله الشخص الطويل على أنه حوار مسرحي البد من أخذه في سياقه األكبر. »أنا عبارة في الطويل الشخص قول يتمثل ظاهرها يقول عبارة وهي منك«، أبعد أرى األشياء يرى أن من نه يمك الشخص إن طول الشخص يراها أن يستطيع ال التي البعيدة أنه هنا القول الغرض من هذا القصير. ولكن وهذا ويحقره، القصير الشخص من يسخر وتتضاعف بدوره. القولية المفارقة من نوع الذي المتميز الوضع خالل من المفارقة هذه موضع في الذي القصير الشخص يشغله الذي فقصره الطويل: الشخص من سخرية ميزة إلى يتحول الطويل الشخص منه يسخر

ويحوله الطويل الشخص يبصر سوءة تجعله هذه وتتمثل اآلخر. هو سخرية موضع إلى الذي فالتميز الموقف، مفارقة في المفارقة يراه الطويل في طوله يتحول إلى نقطة ضعف والومضة عليه. تحسب وموضعه موقفه في الحوار تتخذ مسرحية حوارية ومضة هنا هذا ولكن الفني، ومعمارها لبنائها أساسا الكاتب األسلوب الحوار ليس مجردا، فيوظف المسرحي الذي يقوم على وضع اسم الشخصية يقوم االسم، وضع من وبدال كالمها، أمام للشخصية المميزة الصفة الكميتي هنا بوضع هذه توظف هنا. والقصر الطول في المتمثلة الومضة نوعين من المفارقة: المفارقة القولية في القولية المفارقة تتمثل الموقف. ومفارقة قول يقصد به قائله معنى معينا ولكن الشخصية األخرى تفهمه بمعنى مفارق للمعنى المقصود، إليها الموجه الشخصية تقوم األقل على أو القول بهدم األساس الذي يقوم عليه هذا القول يقصده لما مخالف مغزى إلى مغزاه وتوجيه الوضع من فتنبع الموقف مفارقة أما القائل. النص، في الشخصيات تحتله الذي النسبي وهو وضع يجعل الشخصية تحيل اتجاه النص واتجاه الحدث إلى مسار غير المسار المقصود من قبل الشخصية التي ابتدأت الحدث وتحول ونقيصة. مأخذ إلى األخرى الشخصية وضع يمتد جدا قصير الومضة لهذه الزمني المدى الطويل الشخص كالم تمثل واحدة لحظة فقط ونظرة الشخص القصير وابتسامته. تجمع هذه

الومضة ما بين السرد والحوار. الحوار منقول على شاكلة الحوار المسرحي من خالل ذكر اسم الشخصية أو صفتها ووضع نقطتين رأسيتين يليهما كالم الشخصية مباشرة. وينقل لنا السرد سلوك الشخص القصير واستجابته أو رد فعله على كالم الشخص الطويل بعد تأويله لهذا الكالم واستغالله طول الشخص الطويل الذي يتفاخر مفتوح مكان هو الحدث، لمكان بالنسبة به. يوحي به امتداد النظر الذي يتفاخر به الشخص الطويل. بالنسبة لزمان الحدث، الحدث مروي ال ذاته، للحدث بالنسبة الماضي. الزمن في الراوي يركز فقط نهاية، وال بداية له توجد مذكورة غير بداية وجود تفترض لقطة على في دخولهما أو مثال الشخصين تنافس مثل سلوك في مضمرة والنهاية قبل. من صراع الشخص القصير وهي نهاية نصية في الغالب وليست نهاية للحدث، فنهاية الحدث قد تتضمن انسحاب أو تشاجرهما أو الالحق صراعهما عورته انكشاف من وخجله الطويل الشخص وما إلى ذلك مما ال يذكره النص، فالنص يركز نسبية من عليه يشتمل وما الحدث على فقط لدينا للشخصية، بالنسبة واألوضاع. األشياء النص داخل بالصفة مذكوران هنا شخصيتان وهما طرفا الحدث الوحيدان. بالنسبة للعنوان، العنوان مستقل عن النص وهو عنوان وصفي أنه بمعنى وصفي ذاته: الوقت في وتقييمي يصف ما يتم من نظر داخل النص وتقييمي بمعنى أنه يبرز نسبية المنظور التي يعبر عنها النص.

ونجد نفس النوع من مفارقة الموقف في ومضة ناموسة، الضفدع يراقب »بحذر »عيون«: افترسته بومة«. ومن المالحظ أن العنوان هنا الومضة في كما والمنظار بالنظر عالقة له السابقة، كما أن بنية هذه الومضة تتقاطع من بينية ومضة »منظار«؛ فهنا توجد شخصيتان بالمراقبة يقوم الذي الضفدع أيضا: شخصية للمراقبة. تتعرض التي الناموسة وشخصية ولكن شخصية الناموسة تقبع في خلفية الحدث دور تمثل ثانوية أو ساكنة بوصفها شخصية نفسه على إلى الضفدع ينظر مرتقبة. ضحية على وبقدرته المتميز بوضعه – قادر أنه والتهامها. الناموسة اصطياد على – القنص وهنا تظهر على الساحة شخصية أخرى تصنع المفارقة في هذه الومضة، وهي مفارقة يمكننا أن نصنفها على أنها مفارقة منظورية )نسبة الومضة في كما المنظار أو المنظور إلى السابقة التي تتخذ هذه الكلمة عنوانا لها(. تقوم البومة بنسف منظور الضفدع وتقويض رؤيته من يمكنه قد الذي المتميز ولوضعه لنفسه الفتك بالناموسة: فأثناء قيام الضفدع بمراقبة كي ورصده بمراقبته البومة تقوم الناموسة تتمكن منه، ويستعمل الكميتي الفعل »يراقب« البومة، مع »افترسته« والفعل الضفدع مع من أقوى االفتراس فعل أن المعروف ومن فعل المراقبة، مع العلم بأن المراقبة تهدف إلى يتحقق ال االفتراس هذا ولكن افتراس الحق، التي البومة يد على وإنما الضفدعة يد على

Page 10: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -17- جملة سنا الومضة صفحة رقم -18-

الومضة تصوره الذي المشهد خارج تقف المفارقة نعرف أن ويمكننا البداية. في المنظورية بناء على ما ورد في هذه الومضة تنبع مفارقة أنها على »منظار« وومضة شخصيتين بين المنظور في االختالف من األولى لوضعها ولما الشخصية تنظر حيث تتواجد الذي األصغر وللسياق بها تقوم السياق هذا في متميزة تجعلها نظرة فيه وفعلها بموضعها األخرى الشخصية لتأتي في الوارد الحدث نهائية على لمسة لتضع بحيث أوسع رؤية في وتصبه الومضة ووضعها األولى الشخصية منظور تقوض قوة. نقطة ال ضعف، نقطة إلى وتحيلهما لحظات عن عبارة هنا الزمني المدى أو واالفتراس، المراقبة بين ما تمتد قليلة في يحدثان واالفتراس المراقبة باألحرى جدا. طفيف زمني فارق مع التوقيت نفس الومضة مروية على لسان راو غير مشارك منظور من الحدث بنقل يقوم الحدث في خارجي ولكنه يلتقط أو يختار اللقطة الدالة غير بشكل المشهد في بتدخله توحي التي مباشر. والمنظور الخارجي في الومضة – واحترافيا ذكيا يكون أن البد أي ومضة – بحيث ينتقي اللقطة التي يمكنها أن تكون ذات داللة فنية مكثفة. ومكان الحدث مكان مفتوح كأن يكون في حقل أو حديقة أو بالقرب من مجرى ماء وفي الغالب يشتمل المكان على موضع مرتفع كجدار أو شجرة تربض فوقها البومة، أما الضفدع والناموسة فيوجدان في مكان منخفض. وبالنسبة للزمان، الحدث يتم

المضارع الفعل ويأتي الماضي، زمن في للداللة »بحذر« أعطاف في »يراقب« الفعل ويأتي قليال، المراقبة استمرار على »افترسه« صريحا في الماضي للداللة على يستغرق لم خاطف فعل االفتراس فعل أن وقتا. ويمكننا أن ننظر للنص على أنه حدث بداية أنه على أو ونهاية بداية بدون فقط لدينا للشخصيات، وبالنسبة فقط. ونهاية منهما شخصيتان شخصيات، ثالث هنا النص وهما الضفدع والبومة، فاعلتان في أما شخصية الناموسة فهي شخصية خاملة للضفدع محتملة ضحية كونها في تتمثل ينقذها الضفدع لذلك البومة افتراس ولكن للعنوان، وبالنسبة له. وقوعها ضحية من شخصيتي إلى يشير وصفي عنوان هو التي عيونهما وداللة والناموسة الضفدع بمعزل عن هنا للضحية الرصد بدور تقوم بنائيا مستقل العنوان وهذا اآلخر، أحدهما عن النص والنص قائم بذاته ويشتمل على العنوان. هذا عن بمعزل بقائه عناصر كل ليوسف الراوي في ومضة »حضن« يقول اليتيم يرسم اللحاف، »تحت الكميتي: أمام شخصية هنا نحن فيه«. وينام حضنا واحدة تقوم عليها الومضة. ويحدد الراوي يكتفي وال الومضة داخل الشخصية هذه الومضة تبدأ الكثيرون. يفعل بضمير مثلما الحدث فيه يدور الذي المكان يحدد بما أو مغلق مكان وهو الومضة، في الوحيد الشخصية. االنطواء على أو لالنغالق قابل وبعد تحديد مكان الحدث، ينتقل الراوي إلى

الحدث مباشرة ويلتقط زاوية متميزة. وهذا الحدث يتشكل بطبيعة المكان الذي يقع فيه: بطريقة الزمان على يدل فالمكان/اللحاف غير مباشرة ويفترض الشتاء والبرد. وهنا في بوحدتها وغربتها اليتيم تبرز شخصية هذا الفضاء الخالي إال منه. ويتشكل الحدث في هذه الومضة من فعلين يتممان بعضهما – »يرسم« – األول الفعل يوحي بعضا: لتعويض اليتيم إليه يلجأ الذي بالتخييل حياته في للدفء وافتقاده ألبويه افتقاده يرعاه أو به يهتم أحد ال وكأن عام بوجه وحضنيهما، األبوين حنان عن يعوضه أو ولذلك يلجأ إلى حضن يستحضره من خياله ويرسمه على السرير بجانبه. ومن المالحظ أن الحضن المرسوم يقتضي استعمال حرف الجر »على« على سبيل المثال، ولكن الراوي وكأن »في« الجر حرف منه بدال يستعمل اليتيم يريد أن يدخل في رحم أمه على سبيل المثال أو كأن هذا الحضن الذي قام برسمه ثالثي األبعاد ويمكن النوم فيه بالفعل. ومن المباشر بمعناها المفارقة أن هنا المالحظ على يدل الذي األمر الومضة، عن غائبة لبنات من أساسية لبنة ليست المفارقة أن قد تقنية مجرد فهي الومضة، القصة بناء تحضر في النص كما في ومضات »فاتورة« و«تراشق« و«منظار« و«عيون« وقد تغيب في ومضتي »حضن« و«اتجاه«. كما عنه قصير مدى »حضن« في الزمني المدى عبارة عن الوقت الذي يقوم فيه اليتيم برسم الذي اللحاف تحت الحدث مكان الحضن.

هو الحدث زمان ما. بيت أو بغرفة يوحي فصل الشتاء بما يوحي به اللحاف من برد. شخصية فهناك للشخصيات، بالنسبة أما واحدة هي شخصية اليتيم الموجودة أمامنا. اليتيم يستحضرها متخيلة شخصية وهناك من خالل فعل التخييل الماثل في الرسم، وهي على األرجح شخصية األب أو األم. بالنسبة في تتمثل مكانية بداية هي الحدث، لبداية والحدث بعده. الوارد واالسم المكان ظرف األساسي هنا يتمثل في عملية الرسم وتأتي النهاية القصصية متمثلة في عملية النوم في ذلك الحض الذي تم رسمه، وهي نهاية تنقل بالنسبة الواقع. إلى االفتراض من التخييل خالل من مروية الومضة السرد، ألسلوب ويستعمل ضمير الحدث في يشارك ال راو المسرود منه للمنظور بالنسبة أما الغائب. فالشخصية نقدية، إشكالية فيمثل الحدث، المنظور ويأتي الخارج من تقديمها يتم باطن على الضوء يلقي الذي الداخلي فالحدث مباشر، غير منظورا الشخصية من اليتيم يعانيه بما يوحي ذاته الخارجي اإلشكالية وتتمثل وحرمان. وغربة افتقاد هنا في مكان الحدث، فهذا الحدث يدور تحت اللحاف كما تبين لنا البداية القصصية. ونظرا لخصوصية هذا المكان وضيقه وعدم إمكان افتراضي بشكل ولو آخر شخص وجود تؤكد ذاتها والومضة – اللحاف هذا تحت على ذلك – كيف تمكن الراوي من أن ينقل وجوده استحالة ضوء على الحدث لنا من منظورية مفارقة وهذه اللحاف؟ تحت

Page 11: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -19- جملة سنا الومضة صفحة رقم -20-

حدث بنقل لنا يسمح ال الخارجي فالمنظور المنظور هذا يستعمل الراوي ولكن هكذا، أن يمكننا مفارقة وهي لنقله، الخارجي يستحضر الراوي أن على مثال نفسرها مشهدا من ذاكرته الشخصية وكأنه هو اليتيم على الماضية ذاته إلى ينظر ولكنه ذاته، أنها موضوع خارجي قابل للنقل بدون تدخل مباشر فيما تفعله الشخصية. ويمكننا أن نعزز الراوي لزمن تأويلنا هذا من خالل استعمال في ماثل الحدث بأن يوحي الذي المضارع ذاكرته ال يريد أن يفارقها ويوحي باستمرارية الحدث وكأن الراوي أخرجه من ذاكرته ونقله لنا بوصفه حدثا يفارق الزمان ويتوحد مع كل األزمنة. بالنسبة للمفارقة، ال توجد مفارقة هنا في يتقاطعان اللذين العالمين الختالف نظرا الومضة. عملية النوم في الحضن في حد ذاتها التخييل لعالم تنتمي ولكنها مفارقة، عملية وعملية الرسم تنتمي لعالم الواقع وتمهد لهذا التخييل، وبالتالي تكون العالقة بين العالمين أنها تخييل وتلقي الضوء عالقة تكاملية. أو يشير للعنوان، وبالنسبة الواقع. بؤس على السردي العالم أحد عناصر إلى العنوان هذا وهو اليتيم، يرسمه الذي الحضن وهو عنوان وصفي يقوم بإبراز أحد عناصر العالم يوحي ذاته حد في اختياره ولكن المتخيل، النص. في المفتقدة القيمة أو بالمضمون في ومضة »اتجاه« التي تقول: »برغم الريح ذلك اتجاهها، عكس يطير مازال العاتية، سيبلوره أسلوبا الكميتي يستعمل النسر« المتكلم، بضمير المكتوبة ومضاته في أكثر

أال وهو عدم اإلفصاح عن الشخصية إال في تجمع يجعلها الذي األمر الومضة، نهاية بين السردية والشعرية. تبدأ الومضة بتحديد الطبيعة وبيان مباشرة غير بطريقة المكان القاسية لهذا المكان والعراقيل التي يفرضها: فالريح العاتية يمكنها أن تقتلع األشجار وتشل حركة البشر في المكان وتعطل الطيور المحلقة »برغم« كلمة الراوي ويستعمل وتسقطها. لهذه تستسلم ال الشخصية بأن توحي التي الراوي »مازال« الجوية. ويستعمل األحوال التي تدل على استمرار ما تقوم به الشخصية، فالحدث متواصل من قبل أن تصير الريح عاتية وسيتواصل برغم عتوها، وكأن الشخصية ال األمر بالعراقيل، تعترف وال بالمعوقات تأبه وتحديها ومقاومتها بصالبتها يوحي الذي لكل الظروف. واالتجاه الذي يبرز في العنوان بالريح ويقترن أيضا الومضة داخل يوجد اتجاه ظاهر، وأظن التي صارت عاتية وهو الذي العكسي االتجاه إلى يشير العنوان أن يظهر وأخيرا هنا. الشخصية فيه تسير تفعله ما يسرد التي الشخصية الراوي لنا بـ إليه أنها شخصية »نسر« مشار لنكتشف »ذلك« التي توحي ببعد المسافة بين الراوي المنظور إلى يحيلنا الذي األمر والنسر، الخارجي المروي منه الحدث في الومضة إذ للريح الراصد المالحظ موقف الراوي يقف وحركة النسر معا، ومن الواضح أن الراوي يرصد حركة النسر لفترة طويلة نستشفها من في المفارقة الراوي يستعمل وال »مازال«. على فقط اعتمد أنه إذ أيضا، الومضة هذه

أمامه يراه أو يالحظه الذي الحدث رصد ليؤكد على عزيمة النسر ومقاومته الداخلية أمام الهزيمة وال بالمعوقات تعترف ال التي الريح العاتية، وكأنه مصمم على تحقيق هدفه والوصول إلى مبتغاه ومحطته برغم كل شيء. المدى الزمني لهذه الومضة عبارة عن لقطة من حدث مستمر، فاستعمال »مازال« يدل على أن ما أمامنا جزء من كل يرصد منه الراوي لحظة واحدة يراها أمامه لحظة قيامه السرد. وهذا يقودنا بدوره إلى ما أسميته من قبل في أو الهواء« »السرد على للدكتوراه رسالتي على المباشر« »السرد أو الحي« »السرد غرار البث التليفزيوني الحي والبث المباشر. البداية القصصية هنا بداية تحدد لنا العوائق الوقوع، من الحدث تمنع أن يمكنها التي وتثير التشويق من نوعا تخلق بداية وهي اهتمام المتلقي للتركيز على الحدث وما تقوم يمكنها التي للعوائق تحد من الشخصية به والنهاية بالتحليق. تقوم أن من تمنعها أن القصصية هنا نهاية غير عادية، فهي نهاية تكشف عن الشخصية التي لم يتم ذكرها من منه المروية والمنظور ذاته. النص في قبل العاتية الومضة هنا منظور خارجي، فالريح الحدث من قريب في موضع أحد يمكن ألي مثل الراوي أن يرى أثرها ويحس به، وكذلك األمر بالنسبة لتحليق النسر. وصياغة الحدث منذ النسر يراقب الراوي بأن توحي ذاته الصمود هذا له راق وعندما طويلة فترة الماثل في النسر وإصراره على التحليق نقل وتواصله استمراريته حالة في الحدث لنا

ومكان المواتية. غير األجواء هذه وسط الحدث هنا مكان مفتوح يقترن بالسماء التي يحلق فيها النسر وبالمكان اآلمن نسبيا الذي الحدث وزمان الحدث. الراوي منه يرصد الغالب األعم. وبالنسبة النهار في إلى يشير للشخصيات، هناك شخصية النسر التي تقوم النص، في والمجازية الفعلية البطولة بدور وشخصية الريح العاتية التي تلعب دور الخصم على تقضي قد التي المعاكسة العوامل أو الحدث. وبالنسبة للعنوان، هو عنوان مستمد من الومضة ذاتها ويصف اتجاه حركة النسر، أي أنه عنوان مكاني في ظاهره على األقل. بالموضوع يتعلق بعدا العنوان هذا ويحتمل ويؤكد على فكرة تمسك النسر باتجاهه وهدفه ال للمفارقة، بالنسبة المعوقات. كل برغم يجسد األساسي فالحدث هنا، مفارقة توجد التحدي فقط. والراوي يستعمل »برغم« التي النسر، به يقوم لما المعاكسة العوامل تورد أي أن هذه العوامل ليست حدثا في حد ذاتها قال لو له. مفارقة النسر سلوك يكون حتى الراوي مثال: »يزداد عتو الريح، يحلق النسر شخصية الريح ستكون اتجاهها«، عكس يستعملها التي العبارة ولكن هنا، رئيسية بتحويل قام أنه على تدل بالفعل الراوي للحدث مالبسات مجرد إلى وفعلها الريح الوحيد، وال تارك فيه مشاركة فاعلة، واألدق من العاتية الريح مفعول يبطل النسر أن التحليق لمواصلة تدفعه التي عزيمته خالل والمضي قدما في االتجاه الذي خطه لنفسه.

المكتوبة الكميتي ومضات تركز باختصار،

Page 12: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -21- جملة سنا الومضة صفحة رقم -22-

بالتركيز الراوي لقيام نظرا الومضة من واالتيان وحيد وحدث واحدة لحظة على بالحدث اآلخر أو سياقه في بنية تابعة للحدث اآلخر الحدث هذا يكون ال وبالتالي األساسي حدثا بالمعنى المعتاد وال يكون رئيسيا، األمر فقط. الرئيسي الحدث يخدم على يجعله الذي وقد تكون البداية القصصية بداية حدثية – نسبة الحدث الراوي في الحدث – بحيث يدخل إلى مباشرة. وهنا تكون النهاية نهاية حدثية أيضا. التي من هذا الومضات إلى ننظر ويمكننا أن أو مباشرة الحدث في تدخل أنها على النوع وتطرح ونهايته الحدث بداية تقدم أنها على العديد من األسئلة المضمرة غير فيما بينهما بين نربط تجعلنا التي النص في المذكورة طرفي الحدث. وفي حالة النظر إليها على أنها إلى النظر يمكننا مباشرة، الحدث في تدخل غير سابقة أحداثا تفترض أنها على البداية البداية تتحول وبالتالي النص في مذكورة للحدث، بداية وليست فقط للنص بداية إلى مفتوحة فهي للنهاية، بالنسبة األمر وكذلك وتفترض أحداثا الحقة غير مذكورة في النص أيضا كما في ومضتي »فاتورة« و«تراشق«. للحدث بداية على النص يشتمل ال وقد واحدة لقطة على يركز وإنما له، نهاية وال بعدها، أحداثا وتفترض قبلها أحداثا تفترض في حاسمة لحظة على الراوي يركز وهنا الصراع أو على لقطة ذات داللة مميزة تجعلنا نستشف الكثير بطريقة ضمنية حول األحداث النص. في المذكورة غير والالحقة السابقة

وقد تأتي البداية بداية ظرفية توحي لنا بمكان وزمان الحدث، وهنا يكون ذلك الظرف ظرفا للمكان أو للزمان أو تعبيرا يوحي بهما بدون يلعب وهنا ذاك. أو الظرف هذا استعمال محله يحل الذي التعبير أو الظرفي التعبير التشويق ودور الحدث لسياق د المحد دور ما معرفة على نتلهف يجعلنا الذي السردي المميز. الزمان أو المكان هذا في سيحدث التعبير يتم ال والزمان، للمكان وبالنسبة ولكن سياق الغالب، في مباشر بشكل عنهما الومضة يحيلنا إلى تصور مكان معين وزمان ومضات في الحدث يدور الغالب وفي معين. الراوي بأن يوحي مفتوح مكان في الكميتي ويقوم فيه يعيش الذي المجتمع على منفتح المكان هذا في تحدث مميزة لقطات برصد الطبيعة في لقطة لنا يرصد كأن المفتوح خاصة. داللة لها المجتمع في لقطة أو الومضة شخصيات للشخصيات، وبالنسبة تشتمل فقد المكثفة. لطبيعتها نظرا محدودة في مذكورة واحدة شخصية على الومضة النص بشكل مباشر أو غير مباشر تقوم بفعل دال له مغزى إنساني أو مجتمعي أو سياسي، إال مذكورة غير الشخصيات تكون وقد الخ. بالكثرة، يوحي الذي الجمع خالل ضمير من وهذا األسلوب ال يستعمله الكميتي كثيرا، وهو نطاق إلى الومضة يخرج قد خطير أسلوب التعميم والقول الوصفي أو اإلخباري ويحتاج إلى براعة كبيرة حتى يتمكن الراوي من إبقاء يتطلبه الذي التخصيص نطاق في الومضة

على الومضة تحتوي وقد عام. بوجه السرد وأقصد تابعة، وشخصية رئيسية شخصية الرئيسية الشخصية به تقوم الحدث أن بذلك عامال بوصفها التابعة الشخصية وتأتي مساعدا يساعد على إبراز داللة الحدث، سواء أو الحدث يؤازر المساعد العامل هذا أكان على الومضة تشتمل وقد حدوثه. ضد يقف الصراع من نوع يوجد رئيستين شخصيتين تدخل وقد بينهما، المباشر غير أو المباشر هاتان الشخصيتان في تفاعل مباشر من خالل تقوم أو »منظار«، ومضة في كما الحدث ويتكامل منفصل بحدث منهما شخصية كل الحدثان في النهاية ليجسدا المفارقة التي تقوم بها التي »عيون« في كما الومضة، عليها شخصية ثالثة ولكنها شخصية خاملة ال تقوم بشيء وتمثل فقط شيئا يقوم الضفدع برصده.وبالنسبة لمنظور السرد، هو منظور خارجي في الغالب، وعادة ما يقترن السرد بضمير الغائب بالمنظور الخارجي وإن كان بإمكانه أيضا أن مباشرة. غير بطريقة داخلي بمنظور يشيء وأحيانا يفرض المكان الذي يدور فيه الحدث شروطه على المنظور ويصبغه بصبغته، فكما رأينا في ومضة »حضن«، الحدث في ظاهره يتم الحدث كون ولكن الخارج، من مروي موجود غير الراوي وكون اللحاف« »تحت يجعنا بالضرورة الشخصية اللحاف مع تحت المنظور تأويال مغايرا، فهو بتأويل هذا نقوم خارجي في ظاهره، ولكن باطنه وزاوية رصد منظورا يستعمل الراوي بأن يوحيان الحدث

موقف باستحضار ويقوم نفسه على داخليا خاص به من الذاكرة وينقله لنا وكأنه يتحدث نصف ألن دعانا ما وهذا آخر، شخص عن بأنه مفارقة منظورية. المنظور هنا استعمال شكلين تتخذ المنظورية، للمفارقة وبالنسبة األول الشكل الكميتي: يوسف ومضات في أعاله تناولناه الذي السردي المنظور يخص منظور وهو »حضن«، بومضة يتعلق فيما خارجي في ظاهره داخلي في باطنه، الشخصية يتم الحديث عنها بضمير الغائب في حين أنها نفسه إلى ينظر راو وهو ذاته الراوي تمثل على أنه غائب أو آخر، أي أنه يموضع ذاته، أي يحولها إلى موضوع من خالل استحضار على ويصوره به خاص الذاكرة من مشهد هذه وتتمثل آخر. شخصا يخص مشهد أنه زمن أن في أيضا هنا المنظورية المفارقة السرد غير زمن الحدث، فمن الواضح أن زمن السرد وزمن البعيد للماضي ينتمي الحدث ينتمي للحاضر. ويقوم الراوي باستعمال زمن نقل خالل من البعيد الحدث لنقل المضارع مشهد وهو – الذاكرة من ينمحي ال مشهد ينتمي للماضي بطبعه – ولكن الراوي ينقله كما لو كان يحدث مباشرة أمام أعيننا، وهذه نقطة سنبلورها عند الحديث عن السرد المباشر أدناه.أما النوع اآلخر من المفارقة المنظورية فيتمثل وال و«منظار« »عيون« ومضتي في كما –لهما عنوانين استعمال داللة علينا تخفى تنبع مفارقة أنها في – هنا بالنظر عالقة منظوري بين الكائن أو الماثل االختالف من

Page 13: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -23- جملة سنا الومضة صفحة رقم -24-

قد األولى فالشخصية النص، في شخصيتين في به تقوم ولما ووضعها نفسها إلى تنظر تجعلها نظرة النص داخل األصغر السياق تعتبر نفسها مميزة داخل هذا السياق األصغر. وفعلها بوضعها الثانية الشخصية تأتي ثم لتنسف ذلك المنظور الذي بنت عليه الشخصية على نهائية لمسة وتضع تميزها، األولى رؤية في الومضة وتصبه في الوارد الحدث أوسع تفقد الشخصية األولى تميزها وتقوض نقطة إلى وتحيلهما ووضعها منظورها ضعف تؤدي بها إلى نهاية مأساوية كما في »عيون« أو نهاية ساخرة كما في »منظار«.السرد المباشر أو السرد الحي أو السرد على الهواء سرد يقترن باستعمال الزمن المضارع الراوي أمام يحدث والحدث الحدث. نقل في مباشرة وينقله لنا في حينه مباشرة دون أدنى اللتين الومضتين في األقل على منه، تدخل بين أيدينا هنا وهما »حضن« و«اتجاه«. وقد غير أو مباشر بشكل بالتعليق الراوي يقوم مباشر، فأسلوب السرد المباشر مستقى أساسا مثل والراديو التليفزيون في الحي البث من نقل مباريات كرة القدم أو نقل وقائع مؤتمر. بنقل الحدث دون توصيف المذيع وقد يكتفي أو قد يقوم بالتعليق عليه أو قد يقوم باستعمال كلمات واصفة تنم عن تقييمه لما ينقله أو وجهة »حضن« ومضتي إلى وبالعودة فيه. نظره حدثا فيهما ينقل الراوي أن نجد و«اتجاه«،

فيه مشارك غير وهو مباشرة أمامه يحدث وإنما يوجد في مكان الحدث في نقطة تسمح له بأن ينقل لنا ما يراه مباشرة وكأننا واقفين تحليل لنا وكشف يشاهده. ما نشاهد بجانبه ومضة »اتجاه« أن الحدث مباشر فعال ويحدث في نفس التوقيت الذي ينقله لنا الراوي. أما أن لنا فكشف »حضن«، لومضة تحليلنا وينقله ذاكرته من مشهدا يستحضر الراوي لنا في زمن المضارع، األمر الذي يوحي بأن الحدث حاضر على الدوام في ذاكرته من خالل الزمن المضارع ومن خالل ارتباط الراوي – عن الغائب بضمير ويتكلم نفسه يغيب الذي نفسه – بهذا الحدث وداللته الكبيرة في حياته.

السرد المباشر أو السرد الحي أو السرد على الهواء سرد يقترن باستعمال الزمن المضارع الراوي أمام يحدث والحدث الحدث. نقل في مباشرة وينقله لنا في حينه مباشرة دون أدنى اللتين الومضتين في األقل على منه، تدخل و«اتجاه«. »حضن« وهما هنا أيدينا بين مباشر بشكل بالتعليق الراوي يقوم وقد المباشر السرد فأسلوب مباشر، غير أو مستقى أساسا من البث الحي في التليفزيون والراديو مثل نقل مباريات كرة القدم أو نقل وقائع مؤتمر. وقد يكتفي المذيع بنقل الحدث أو عليه بالتعليق يقوم قد أو توصيف دون عن تنم واصفة كلمات باستعمال يقوم قد تقييمه لما ينقله أو وجهة نظره فيه. وبالعودة

و«اتجاه«، »حضن« ومضتي إلى وبالعودة .أمامه يحدث حدثا فيهما ينقل الراوي أن نجد في يوجد وإنما فيه مشارك غير وهو مباشرة لنا ينقل بأن له تسمح نقطة في الحدث مكان ما يراه مباشرة وكأننا واقفين بجانبه نشاهد ما أن »اتجاه« تحليل ومضة لنا وكشف يشاهده. الحدث مباشر فعال ويحدث في نفس التوقيت الذي ينقله لنا الراوي. أما تحليلنا لومضة »حضن«، فكشف لنا أن الراوي يستحضر مشهدا من ذاكرته وينقله لنا في زمن المضارع، األمر الذي يوحي من ذاكرته في الدوام على حاضر الحدث بأن خالل الزمن المضارع ومن خالل ارتباط الراوي الغائب عن بضمير ويتكلم نفسه يغيب الذي –نفسه – بهذا الحدث وداللته الكبيرة في حياته.

Page 14: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -25- جملة سنا الومضة صفحة رقم -26-

والتعبير عما أحدثه هذا المثير داخلها من انفعاالت ومشاعر.

واملتكلم املخاطب ضمري -ومضات عند عايدة حسني: دراسة يف البنية

والتأويلد. مجال اجلزيري

جامعة السويس، مصرعايدة حسين كاتبة أردنية تنشر أعمالها على مجموعة سنا القصة الومضة باسم أميرة أمير، وهي تكتب القصة بكل أنواعها ما بين ومضة وقصيرة جدا وقصيرة وكذلك قصيدة النثر وقصيدة الهايكو. وكانت انطالقتها في كتابة القصة الومضة بعد انضمامها لمجموعة سنا القصة الومضة منذ بداية إنشائها تقريبا. وهي كاتبة تستعمل في ومضاتها جميع الضمائر وإن كان يغلب عليها استعمال ضمير الغائب. وسأركز في هذه الدراسة على بعض الومضات التي توظف ضمير المتكلم باالقتران بضمير المخاطب لما لهذه الومضات من أحدهما يطغى أو والشعر السرد بين تجمع قد فهي خصوصية،

على اآلخر وقد تمزج بين األزمنة. عندما تستعمل عايدة حسين ضمير المتكلم يأتي في الغالب مقترنا على غالبا الحالة هذه في الومضة وتتكئ المخاطب، بضمير مظاهر الطبيعة في تشكيل عالمها السردي ووضع نهاية عضوية الراوية توظف في ومضة »حرير«، المثال، سبيل فعلى للنص. التي تستعمل ضمير المتكلم في سرد قصتها مراحل تشكل الفراشة ويلعب المخاطب/الرجل هنا دور عامل الحفز الذي يساعد الفراشة على النمو. يقول نص هذه الومضة: »كنت شرنقة، بدفئك اكتملت، طرت فراشة، تذكرت.. الفراشات ال تعيش طويال« .تمثل الراوية وجود ومن الحب من الخالية حياتها أو العزلة أو الوحدة حياة الراوية ولكن القز، دودة إلى العنوان ويحيلنا بالشرنقة. الرجل تستعمل الشرنقة التي تحيط بهذه الدودة أو اليسروع لإلشارة إلى أو للدودة الحامي تلعب دور الشرنقة أن المعروف نفسها. ومن اليسروع وتساعده في النمو بحيث يكون صالحا ألن يصير فراشة بعد الخروج من الشرنقة، األمر الذي يوحي بأن تصوير الراوية من نفسها بها تحمي دفاعية حيلة كان ربما بالشرنقة لنفسها تجارب سابقة كادت تعصف بها على سبيل المثال. وهذه الشرنقة تعيدها إلى المرحلة الجنينية أو إلى الرحم الذي تتمتع فيه بالحماية، ولكنها شرنقة وتوحي بعدم اكتمالها وبضرورة االنتقال إلى مرحلة تالية من مراحل النمو حتى تتحقق ذاتها، فالتشرنق في حد ذاته إذا زاد عن حده يتحول إلى جمود وسكون. وهنا يبرز دور المخاطب في الومضة حيث يمد هذه المتشرنقة بالدفء الذي يساعدها على فراشة. ولكن إلى بالفعل وتتحول نموها نموها، ويتحقق اكتمال الراوية تعي جيدا كونها فراشة، وتستعمل الفعل »تذكرت« الذي يدل على أنها ربما كانت فراشة في مرحلة سابقة أو أنها تعرف بإلقاء الومضة تختم وبالتالي الفراشات، الكثير عن حقيقة حياة

الضوء على حياة الفراشات وبطريقة غير مباشرة على عالقتها بذلك الرجل المخاطب في الومضة.

للحدث في ومضة »حرير« الزمني المدى أن هنا المالحظ ومن طويل نسبيا قد يمتد ليوم أو يومين أو أكثر. فهو يمتد من نهاية التشرنق إلى اكتمال النمو ويوحي باالمتداد إلى ما بعد هذا االكتمال قليال حسب عمر الفراشة، األمر الذي يوحي بأن النص قد يكون القصيرة والقصة الومضة القصة بين وسطى منطقة في واقعا جدا، ولكنني أميل إلى إدراجها في نطاق الومضة لسبب أساسي وهو أن المدى الزمني هذا طوله وهمي، بمعنى أن الفعل »كنت« ال يدل على حدث مثل الفعل »اكتملت« الذي يدل على حدث رئيسي حالة على تدل والكينونة كينونة فعل »فكنت« فـ الومضة، في ثابتة أو جامدة أو صفة وليست على حدث وحركة، ولذلك يمكننا الطريق يمهد مجرد وصف أنها على شرنقة« »كنت إلى النظر للحدث وليست حدثا في حد ذاتها، فالحدث الفعلي في الومضة يبدأ أنها: على قراءتها يمكن النص وصياغة اكتملت« »بدفئك من الومضة في االبتعاد األفضل ومن اكتملت«. بدفئك أنا »شرنقة عن مثل هذه األفعال التي قد تربك القارئ وتجعله يرى مدى زمنيا طويال غير موجود في الومضة في الحقيقة. ومن هنا يمكننا أن للحدث تؤسس زمنية بداية أنها على الومضة بداية إلى ننظر ثنايا الحدث في وليست حدثا في حد ذاتها وبالتالي تأتي مدرجة بالرغم من ظاهرها الذي يقول باستقالليتها تركيبيا. كما أن النهاية هنا تبعد عن المفارقة بمعناها المألوف وتركز على إلقاء الضوء على مغزى الحدث وقابليته لالنتهاء في القريب العاجل أو اآلجل، أي أنها نهاية مفتوحة نوعا ما، ولكنه انفتاح يوحي باالنغالق أو انتهاء الحدث بشكل أو بآخر من خالل توظيف حياة الفراشة في وتركيبيا عضويا مستقل العنوان أن المالحظ ومن الحدث. بناء العنوان ونص الومضة معا، عن بنية النص، وهو استقالل يفيد القز في فترة ما بعد خروجها من بإبراز ما تنتجه دودة ويكتفي أو المأساوية النهاية وطأة من يخفف عنوان وهو الشرنقة، الومضة الحدث، لمكان وبالنسبة الومضة. في للفراشة الحتمية مكانا. ذاتها حد في الشرنقة كانت إذا إال محددا، مكانا تذكر ال الحدث فيه يدور الذي المكان الشرنقة، عن بعيدا عام، وبوجه مكان مفتوح يسمح بطيران الفراشة وانطالقها. وبالنسبة للحدث ذاته، يتمثل الحدث هنا في اكتمال النمو وما قبله تمهيد أو مقدمة في تأمال يمثل تذكر من بعده وما للزمان، أو لمكان تحديد أو طبيعة الحدث ذاته واستحضارا لما تحتويه ذاكرة الراوية عن حياة الحدث لزمن ينتمي ال هو وبالتالي القصير وعمرها الفراشات وال لزمن السرد وإنما ينقل لنا معلومة تقوم الراوية بتذكرها كي الحدث. انتهاء هذا الومضة ومدى قرب تعبر عن نظرتها لحدث مشاركة الراوية »حرير«، ومضة في السرد ألسلوب وبالنسبة في والغائب والمخاطب المتكلم ضميري وتستعمل الحدث في ضميران والمخاطب المتكلم ضميرا القصير: النص هذا سرد نقل أو سرد هنا فيمثل الغائب ضمير أما السرد، في أساسيان

الضمير هذا ينتمي ال وبالتالي الراوية تتذكرها التي المعلومة السردي، للمنظور بالنسبة أما السرد. في المستعملة للضمائر فهو منظور داخلي وخارجي في نفس الوقت وإن كان يميل أكثر الشرنقة تحمله بما شرنقة الراوية فكون الداخلي. المنظور إلى إلى ونظرتها الشخصية نظرها وجهة يمثل ومجاز رمز من خارجي، منظور على يل قد ذاته حد في النمو واكتمال نفسها، المنظور يجعل هنا المخاطب بدفء االكتمال هذا إقران ولكن داخليا. فقط عبارة »طرت فراشة« هي التي تمثل منظورا خارجيا في كان إذا الطائرة الفراشة يرى أن يمكنه أحد أي ألن خالصا موضع يسمح له بذلك. ولكن كما قلنا، الومضة تقوم على المجاز أساسا وهو مجاز يوحي بالذاتية، فالتمثيل هنا ليس موضوعيا أو واقعيا وإنما هو تمثيل رمزي يوحي بالعالقة الكائنة بين الراوية »تذكرت«، بالفعل يبدأ الذي األخير الجزء وكذلك والمخاطب. هنا. داخليا منظورا ويجسد داخلي حدث ذاته حد في فالتذكر الومضة هذه تسببها قد التي المشاكل بعض نلخص أن ويمكننا إلى القراء بعض ينظر قد أوال، يلي: فيما القراء بعض عند القصة تحتمله ال طويل زمني مدى أنه على هنا الزمني المدى وهو الكينونة لفعل بها قمنا التي التأويل وعملية الومضة، العملية قد ال الحدث – هذه الفعل من نطاق قد يخرج هذا تأويل ثالثة على الومضة اعتماد وكذلك القراء. كل أذهان في تحدث وليس تابعا ضميرا أحدها كان ولو حتى – السرد في ضمائر أننا نقول بوجوب بلبلة أيضا، وال يعني هذا أساسيا – قد يسبب ولكن جميل خلط هو بالعكس الضمائر، بين الخلط االمتناع عن ينبغي التعامل معه بحذر كي ال يسبب بلبلة واضطرابا في الرؤية أنها وأظن – الثالثة والمشكلة المطلوب. التكثيف عن وخروجا في تتمثل – السابقتين المشكلتين في تتسبب التي المشكلة هي فقط يقتصر فالحدث الومضة: هذه على الشعري الطابع غلبة وبعدهما وقبلهما الومضة وسط في متتابعين يأتيان فعلين على أفعال ال تساعد في نمو الحدث أو تسليط الضوء عليه أو تكثيفه.وإذا كان المخاطب في ومضة »حرير« ال يظهر إال في »الكاف« »)2( »أنت مثل ومضة في أكثر المخاطب يظهر »دفئك«، في حيث يلعب المخاطب الدور األكبر في الحدث ويقتصر دور الراوية المتكلمة على حالة التماثل بينها وبين النورس المخاطب في هذه الومضة: »كم تشبهني أيها النورس، بانتظارك منذ األزل، حلق«. تبدأ هذه الومضة بإبراز التشابه بين الراوية والنورس. وتستعمل يحافظ هنا والبعد البعيد، خطاب على تدل التي »أيها« الراوية المدى أو األفق في تحليقه في تتمثل التي النورس هوية على تكوين إلى الراوية تحيلنا وهنا واالنطالق. والبحر الحرية حيث شخصيتها بطريقة غير مباشرة من خالل هذا التشبيه الماثل في الفعل »تشبهني«. ومن المالحظ أن الراوية ال تستعمل أداة تشبيه مثل »الكاف« و«مثل«، وإنما تستعمل الفعل مباشرة لتجسيد هذا التشبيه والتأكيد على عمق التشابه بينها وبين النورس. وبعد تأكيد هذا التشابه، تؤكد الراوية على انتظارها لهذا النورس منذ األزل.

ونتوقف أمام هذا التأكيد لسببين: أوال، فعل االنتظار في حد ذاته يوحي بأن الراوية تبحث عن معادل موضوعي النطالقها وما يكمن أو البحر ومن االنطالق، داخلها من حرية، وكأنها محرومة من أن هذا البحر كانت له مكانة عالية في حياتها واضطرت لتركه أو حرمت منه لسبب أو آلخر؛ ثانيا، عبارة »منذ األزل« تدخل في إطار المبالغة البليغة أو الموحية هنا، فأظن أن المقصود هنا هو التأكيد على قدم االنتظار أو طوله. وتأتي نهاية الومضة بصيغة فعل األمر الموجه إلى النورس المخاطب في هذه الومضة، وهو فعل يحافظ على هوية النورس وحريته وانطالقه، األمر الذي يوحي بأن فعل االنتظار انتظار لالنطالق، للتوحد مع الطبيعة المتحررة من القيود، للحفاظ على هوية اآلخر دون تقييده بالذات أو االستحواذ عليه أو امتالكه، وكأن الراوية التي تسعى للحرية واالنطالق تحافظ على حريتها. حريته في وتجد المخاطب النورس في السمتين هاتين يتمثل جدا قصير مدى »)2( »أنت ومضة في الزمني والمدى أو تمهيد عن عبارة الفعل هذا قبل ما فكل »حلق«، الفعل في استحضارا استدعته رؤية النورس، ونظرا ألن الومضة القصصية ال تحتمل التمهيد – خاصة إذا كان هذا التمهيد يشغل سبع كلمات، في حين أن الحدث ذاته عبارة عن كلمة واحدة – يمكننا أن ننظر لهذه الومضة على أنها أقرب للومضة الشعرية. فالفعل »تشبهني« ليس فعال حدثيا، فهو مثل »كنت« في ومضة حرير يدل على حالة وهي حالة تشابه هنا. ويبدو أن للومضة التي تجمع ما بين المتكلم والمخاطب لها خصوصيتها التي ال تعتمد على الحدث كثيرا، أو أن الحدث فيها ال يميل كثيرا إلى الحدث المادي المتمثل في أفعال أو أعمال أو تصرفات ملموسة ويمكنها أن تؤثر في اآلخرين وتستولد أفعاال وأعماال وتصرفات عندهم. من وجهة نظري، عملية السرد أو االنفعالية الحاالت أو المشاعر سرد في تتمثل هنا الرئيسية فحتى النورس. وبين بينها خاصة عالقة من الراوية تدركه ما التمنى، أو األمر صيغة في أنه سنجد »حلق« الفعل تأملنا لو وهي صيغة ال تدل أيضا على حدث وإنما على رغبة في حدوث وانطالقه وحريته طيرانه على النورس يحافظ أن أي حدث، من الراوية داخل يكمن لما الموضوعي المعادل هو وكأنه هنا مدى هنا الزمني المدى باختصار مشابهة. أو مماثلة حاالت قصير جدا يتمثل فيما بين رؤية الراوية للنورس وإدراك التشابه وطلب طويل زمن منذ له انتظارها عن والتعبير وبينه بينها التحليق في نهاية الومضة. وهو مدى قد يستغرق دقيقة أو أقل. ونوعية السرد هنا هو سرد للمشاعر واالنطباعات واالنفعاالت في األساس. ويبدو أن الحدث يدور أساسا داخل الشخصية، فمنطقيا لن يستطيع النورس المحلق الذي تخاطبه الراوية باإلشارة للبعيد أن يسمعها، وبالتالي كل ما في النص أمامنا عبارة عن حدث انفعالي أو عاطفي يقع داخل الشخصية ويتشكل بهذا الداخل من ناحية طبيعة الحدث ونوع السرد. ونظرا لطبيعة هذا الحدث االنفعالي الخاصة، ويفسح الزمان في حركة في المتمثل الخارجي الحدث يغيب المجال لداخل الشخصية بحيث يكون هذا الداخل هو مسرح الحدث

Page 15: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -27- جملة سنا الومضة صفحة رقم -28-

الراوية شخصية هنا: شخصيتان توجد للشخصيات، وبالنسبة الحاضرة في الومضة بضمير المتكلم وشخصية النورس الحاضر للفضاء الخاصة للطبيعة المخاطب. ونظرا الومضة بضمير في النصي هنا – وأقصد به تحليق النورس في الهواء وبعده عن يطغى ضمير بينهما – المكاني االنفساح أو الراوية واالمتداد المتكلم وشخصية الراوية على الومضة ويظل النورس المخاطب التي التشابه أوجه خالل من شخصيته وتتجلى عليائه في تبصرها الراوية بينها وبينه. وفكرة االنتظار هنا ال توسع المدى اللحظة التعبير عنه في نفس انتظار يتم الزمني للومضة، فهو التي تبصر فيه الراوية النورس. ومكان الحدث هنا مكان مفتوح االنطالق فكرة تجسيد للراوية ويتيح النورس بتحليق يسمح والتحليق من خالل اختيار هذا المكان الذي يتسع لحركة النورس البحر. شاطئ على األخرى هي تنطلق كي للراوية ويتسع يبتعثها أو يستدعيها بداية هي هنا، السردية للبداية وبالنسبة إدراكها عن وتكشف الراوية رؤية نطاق في النورس وجود لنقاط التشابه بينها وبين ذلك النورس. وتأتي عبارة »بانتظارك الراوية عالقة لتستحضر الومضة منتصف في األزل« منذ ابتعدت الراوية أن ويبدو عام. بوجه والنوارس النورس بهذا إلى وانتقلت الغالب في طويلة فترة منذ النوارس مكان عن فيه رأت نورسا أبصرت عندما ولذلك نوارس به ليست مكان التي الفترة أن وأدركت القديم المكان في بالنوارس عالقتها ابتعدت فيها عن المكان القديم طويلة جدا لإليحاء بمدى شوقها لمعانقة التحليق واالنطالق من خالل تماهيها من هذا النورس. وبالنسبة لنهاية الومضة، هي نهاية مفتوحة من ناحية الحدث، ففعل األمر هنا يوحي – على مستوى التمني على األقل – بأن على تدل أيضا نهاية وهي التحليق. سيواصل النورس هذا انفتاح الراوية على خصوصية الكائنات وعدم رغبتها في تملك أن منه طلبت لو سينمحي بينهما العالقة النورس، ألن جوهر يقترب أو رغبت في امتالكه، وبالتالي يظل النورس في عالمه خالل من يتماهيان أو ويتواصالن عالمها في الراوية وتظل الذي الراوية إحساس خالل ومن القيود عن بعيدا االنطالق ذاكرتها. من للنوارس واستحضارها النورس هذا بروية تجدد بعض في يتكرر عنوان هو الومضة، لعنوان وبالنسبة الومضات لبعض تضعه فهي حسين، عايدة ومضات وضمير المتكلم ضمير بين سردها طريقة في تجمع التي عنوان في المخاطب تبرز أن تريد وكأنها المخاطب، الراوية. حياة في القصوى أهميته على للتأكيد الومضة من خالل ولكن أيضا النورس يحضر ،)1( »أنت وفي ومضة كأنك الملح.. طعم البحر.. رائحة فيك »أشم المباشر: التشبيه على هنا السرد يقوم صغيرة...«. كنت حيث النوارس أحد

من الراوية لنا تنقلها داخلية صورة صورتين: بين الجمع من الراوية تستحضرها خارجية وصورة الشم حاسة خالل لنا جاز إذا – الغنائي للسرد أقرب سرد وهو طفولتها. ذاكرة نقل في الشعر أسلوب يستعمل فهو – المصطلح هذا استعمال قصة بطرية غير مباشرة عن طريق اإليحاء واإلضمار، فالحدث هنا مضمر: هل عملية الشم يمكننا أن نصفها بأنها حدث أم أنها توحي بحدث؟ من الواضح هنا أن الراوية تحضر في اللقطتين: من الماضية واللقطة »أشم« الفعل خالل من الحاضرة اللقطة »صغيرة«. هنا كان خبر الواقعة والصفة »كنت« الفعل خالل ماضيها، من مشهد على حاضرة لحظة تسقط الراوية إذن وتتماهي هنا أيضا مع النورس الذي ال يأتي مفردا، وإنما يأتي نورسا وسط مجموعة من النوارس، وكأن هذه النوارس تمثل المجتمع »البشري« الذي كانت تعيش فيه الراوية وكان أحدها وحميمية ودفئا قربا أكثر به عالقتها تكون بحيث منها با مقروتواصال. من الواضح أن اللقطة الحاضرة تخاطب فيها الراوية رجال ما يلعب الدور الذي كان يلعبه ذلك النورس في طفولتها، ويتواصل ماضيها وحاضرها من خالل الرائحة التي تمثل سمة أساسية في النورس القترانه بالبحر وما يشتمل عليه من ملح. ومن المالحظ أيضا أن الراوية ال تشخص أو تؤنسن النورس بأن تجعله إنسانا مثال، وإنما تقوم بعملية عكسية، أال وهي نورسة اإلنسان، أي النظر إليه بأنه نورس، وتنشأ عالقة الراوية بالرجل فيه الحاضرة النورس أو سمات النورسة هذه من انطالقا هنا القديم لتاريخها امتداد أنه على إليه تنظر الراوية تجعل التي النص. في مذكور غير لسبب عنه ابتعدت الذي ماضيها أو تجذب التي المحددة السمات خالل من هنا المخاطب وحضور الراوية إليه حضور لماضيها ولعالقته المنطلقة بالبحر ورموزه. في يتمثل جدا قصير »)1( »أنت ومضة في الزمني المدى بأن يوحي الذي المضارع زمن هنا والزمن فقط. الشم لحظة أيضا يوحي وقد الراوي، مع موجودة المخاطب شخصية حياتها. في خاص وجود له ولكنه غائبا شخصا تخاطب بأنها الذي الداخلي السرد أسلوب على الومضة هذه وتعتمد أو الحدث في مشاركة الراوية كون هنا: جانبين في يتمثل المتخيل العالم داخل من لنا تنقله وبالتالي الحدث منشئة هي من الشخصية لنا وتقدم الحدث لنا تسرد وكونها للومضة، خالل حاسة الشم وهي حاسة خاصة بها هنا وليس بالضرورة المخاطب. في يبصرها أو الرائحة هذه شخص أي يشم أن شخصيتان هنا: شخصيات ثالث توجد للشخصيات، وبالنسبة النص في تحضر وشخصية والخاطب الراوية وهما رئيسيتان حلقة استحضارها أو وجودها ويمثل التشبيه خالل من فقط الوصل التي تجمع بين الشخصيتين. وتستخدم الراوية »كأنك«

يشبه هنا المخاطب كأن التماثل، وليس بالتشابه توحي التي تاريخها أو ماضيها أو الطبيعة التي تسعى الراوية وراء االلتحام بها من خالل هذا المخاطب. المكان هنا غير محدد، ولكن يوجد البحر وهو الحدث، مكان على بالضرورة يدل ال مكان ضمني وأجواؤه وشاطئه، سواء أكان ذلك في الشطر األول من الومضة الذي يركز على نقل ما تلتقطه حاسة الشم أو في الشطر الثاني طفولتها، في الراوية لحياة ينتمي آخر بحرا يستحضر الذي الحقيقي بوجودها ذاتها الراوية هو البحرين بين يربط وما المكانين. هذين في التشبيه خالل من قديما الكائن أو اآلن زمانين استعمال تستدعي المكانين طبيعة للزمان، بالنسبة مختلفين: زمن الحاضر الماثل في الراوية وحاضرها وما تنقله لنا عن المخاطب وزمن الماضي الماثل في ماضي الراوية أيضا وعالقتها بالنوارس في ذلك الماضي. وال يحضر الزمانان معا بنفس القوة، فالزمن المضارع هو األساسي وزمن الماضي يأتي مدرجا في ثنايا الزمن المضارع من خالل أداة التشبيه. ال توجد مفارقة في هذه الومضة، فليس كل حدث في حياتنا يشتمل على مفارقة. من المخاطب ضمير يستحضر عنوان هو للعنوان، وبالنسبة نص الومضة ذاتها ويشترك مع ومضات أخرى لنفس الكاتبة في العناوين. ويبدو أن عايدة الكاتبة بترقيم عنوانها، ولذلك قامت حسين تريد أن تلح على ضمير المخاطب في العنوان للتأكيد على »أنت« تتخذ التي الثالث في ومضاتها المخاطب طبيعة ضمير عنوانا لها، ومن هنا يكون هذا العنوان عنوانا شكليا: يشير إلى شكل النص وليس إلى مضمونه، من خالل إبراز ضمير المخاطب المستعمل في سرد النص باالشتراك مع ضمير المتكلم. وقامت الكاتبة بإبراز ضمير المخاطب وليس المتكلم للتأكيد على داللة وجود هذا المخاطب في حياتها. ومن المالحظ أن ضمير المخاطب »اختفيت« الفعل خالل من »رحلة« ومضة في أيضا مستعمل ولكن الكاتبة ال تضع »أنت« عنوانا لها، فهذا العنوان يوجد أعلى الومضات التي تكون فيها العالقة بين الراوية والمخاطب عالقة حضور وليست عالقة غياب. وكذلك األمر في ومضة »حرير«، فهي ومضة تستعمل ضميري المخاطب والمتكلم في سرد الحدث، تستمر ولن آفلة عالقة والمخاطب الراوية بين العالقة ولكن طويال أو باألحرى لم تستمر، وبالتالي غاب عنوان »أنت« عنها.أخرى ومضة في الطبيعة عناصر حسين عايدة وتوظف أيضا: المخاطب ضمير على وتعتمد »رحلة« بعنوان خريف، كل أوراقها مع رويدا رويدا ظلها اختفى »كشجرة مثلما التشبيه وجوه من وجه باستعمال هنا وتقوم اختفيت«. استعملت »تشبهني« في »أنت )2(« و«كأنك« في »أنت )1( واالستعارة في »حرير«، فتقوم في »رحلة« باستعمال »الكاف« المخاطبة. والشخصية الشجرة بين التشابه على تدل التي

ومن المالحظ هنا أن التشبيه يستحوذ على القدر األكبر من نص الومضة، بينما يأتي المخاطب في كلمة واحدة فقط بنهايتها وهي الفعل »اختفيت«. واختفاء المخاطب من النص وعدم ظهوره إال في آخر كلمة فيه يجسد اختفاءه الفعلي من حياة الراوية تجسيدا يا، أي أن شكل النص يوحي بهذا االختفاء، ففي الجزء األكبر نصمن النص تظهر الشجرة على الساحة، وهذا الشجرة أيضا تعاني اختفاء تدريجيا. وبالرغم من أن الشجرة تأتي في إطار التشبيه داخل الومضة، فإنها تستحوذ على المساحة السردية لدرجة تجعلها هي الشخصية الرئيسية في هذه الومضة وتجعل المخاطب مجرد شخصية ثانوية بالرغم من أن الراوية توجه ومضتها وسردها المخاطب في الشجرة من تشترك واألخير. األول المقام في له فعل االختفاء: ولكن هذا االختفاء يقتصر في الشجرة على ظلها اختفاء الشجرة ظل اختفاء ككل. المخاطب يشمل أنه حين في تدريجي ويستمر لفترة طويلة من خالل استعمال »كل خريف« التي تدل على استمرارية الحدث لسنوات. وألن الكاتبة تدرك أن نصها ومضة قصصية ال تحتمل اإلطالة الزمنية كثيرا، تقوم بإيراد بالفعل »اختفيت« التشبيه، وتكتفي ثنايا هذا الزمن الطويل في زمنا رئيسيا للومضة بحيث يصير كل ما سبقه مدرجا في ثناياه. تستعمل الراوية ضمير المخاطب كتقنية رئيسية في السرد هنا وال تستعمل ضمير المتكلم معه كما استعملتهما معا في »حرير« و«أنت )1(« و«أنت )2(«. ومن المالحظ أن المخاطب هنا ليس له وجود كثيف في النص والفعل الوحيد الذي يقترن به هو »اختفيت« الذي يدل على غيابه، وال نستدل على وجوده السابق في حياة الراوية إال من خالل التشبيه بالشجرة التي يتالشى ظلها على مر الزمن. ذاتها، الراوية حياة وهو رمزي مكان هنا الحدث ومكان تدريجيا. منها وخرج حياتها في موجودا كان فالمخاطب وبالرغم من أن صياغة الومضة ال تشتمل على أي إشارة للمضارع، يمكننا أن ننظر إلى زمن السرد هنا على أنه المضارع، في حين أن زمن الحدث هو الماضي، فصيغة الخطاب ذاتها وتوجيه الراوية سردها للمخاطب يدالن على أنها تتكلم اآلن وتخاطب شخصا غائبا. لنا جاز إذا تمثيلية بداية هي الومضة، لبداية وبالنسبة بتجسيد تقوم البداية أن به وأقصد المصطلح، هذا استعمال تجسد كي هنا عنه المسرود المخاطب لحالة مماثلة حالة االختفاء. فعل تمثيل على أقدر صورة خالل من الحدث لنا مستوى على فعلية نهاية هي الومضة، لنهاية وبالنسبة آخر ظهر الحدث، فعلى مستوى النص: الحدث وعلى مستوى النص، في نحويا باألحرى أو افتراضيا كان ظهورا للشخصية وإنما حضوره أو ظهوره على يدل ال عليه يدل الذي فالفعل مستوى على أما النص. يجسده الذي العالم من اختفائه على النص، فالفعل »اختفيت« هو كل الحدث الرئيسي هنا وهو آخر

Page 16: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -29- جملة سنا الومضة صفحة رقم- 30-

آخر فعل كذلك، ويتصل لفظيا ودالليا مع الفعل »اختفى« المقترن بظل الشجرة. إذن يتكون عالم النص من جانبين: جانب الشجرة االختفاء. فعل في ويلتقيان كاملة، الشخصية وجانب وظلها ومضتها بناء في للتشبيه الراوية استعمال أن المالحظ ومن أو أساسا الشخصية وجود عدم لتجسيد منها سردية حيلة توجد وال موجودة غير شخصية عن السرد لتجسيد باألحرى أفعال لها، وكأن غيابها هو الحدث الرئيسي الذي يجب االحتفاء لصورة الراوية واستعمال األقل. على إبرازه أو السرد في به عايدة اتكاء مع يتماشى بالومضة الحدث تجسيد في الشجرة تستعمل التي ومضاتها بناء في الطبيعية الظواهر على حسين السردي. العالم بناء في رئيسية كتقنية المخاطب ضمير يتوهمون من عليها يلح التي للمفارقة وبالنسبة هنا ومفارقة توجد ال الومضة، للقصة التنظير المفارقة. توظيف عن بعيدا وجيد مكتمل والنص وبالنسبة للعنوان »رحلة«، يمكننا أن ننظر إليه على أنه مجاز مرسل يشير للكل في حين أن النص ذاته يدل على نهاية الرحلة فقط وكأن وجود المخاطب في حياة الشخصية كان مجرد رحلة المستقبل. في امتداد لها يكون لن عابرة مرحلة أو تسلية أو في ومضة »كذبة« التي يقول نصها: »أبدأ من عينيك صباحي، مسائي أغمضه على عينيك، بينهما كان الوهم«، تستعمل عايدة حسين زمنين داخل النص وكالهما زمن أساسي ويأتي مستقال هذه إلى مبدئيا ننظر أن ويمكننا اآلخر. للزمن تابعا وليس الومضة على أنها مكونة من ومضتين: الومضة األولى مروية في زمن المضارع وتشغل ثماني كلمات من اإلحدى عشرة كلمة التي تتكون منها الومضة ككل، أما الومضة الثانية فمروية في زمن الماضي وتشغل الكلمات الثالث األخيرة من الومضة ككل. وتتكون الومضة األولى من فعلين: »أبدأ« و«أغمضه« والجملتان التركيب النحوي التركيب الداللي وإن اختلف بينهما لهما نفس قليال، ربما لكي تؤكد الراوية على تجاور »صباحي« و«مسائي« الراوية أن المالحظ ومن بينهما. زمني فاصل يوجد ال وكأنه و«مسائي« »صباحي« وفي فاعال بصفتها الفعلين في توجد من خالل ياء الملكية، في حين أن المخاطب يوجد فقط في كاف »عينيك« المكررة مرتين، وكأن وجود الراوية بالنسبة للمخاطب الشيء نفس على يدل التكرار اعتبرنا إذا 5 إلى أو 6 إلى 4وبالتالي يمثل حدوثه مرة واحدة. وهذا الحضور الكثيف لألنا في مقابل المخاطب/اآلخر يعزز ورود الوهم في نهاية الومضة ككل. السرد، في فعلي مضارع على تدل ال هنا المضارع وصيغة الجملة بأن توحي »صباحي« كلمة بعد الموجودة فالفاصلة صغير فاصل سوى بينهما يوجد وال واحدة دفعة منطوقة إلى ننظر أن يمكننا ال ولذلك الفاصلة. عند األنفاس اللتقاط الهواء على حدثا لنا ينقل للسرد زمن أنه على المضارع هذا مباشرة من خالل السرد الحي الذي تحدثنا عنه في مقالة أخرى

المسرودة الكميتي يوسف ومضات بنية في »دراسة بعنوان فمن التكرار، على يدل مضارع هو وإنما الغائب«. بضمير يتكرران اإلغماض وعملية البدء عملية أن سرديا الواضح الراوية. إذن، المدى الزمني للشق األول من الومضة في حياة تكرارية. الزمن هذا وطبيعة والمساء الصباح بين ما يمتد وأسلوب السرد ومنظوره في هذا الشق األول أو الومضة األولى داخليان، فالراوية تسرد حدثا هي الشخصية األساسية فيه وبناء الذي الحدث أن أي هنا، المخاطب عيني عن انطباعها على يفترض أن يكون خارجيا ويمكن ألي مالحظ افتراضي أن يرى داخلي حدث هو مساءها وتغمض صباحها تبدأ وهي الراوية بالضرورة ليس الذي المخاطب بعيني مرتبط ألنه جوهره في محدد غير هنا الحدث ومكان حضوره. في مخاطبته تكون أن على هنا فالتركيز الراوية، تذكره لم ولذلك ضروري وغير يوم من حياة الراوية وما تفعله في هذا النطاق الزمني. وبداية الحدث في تدخلنا – الفعل إلى نسبة – فعلية بداية الومضة مباشرة بدون مقدمات وهي بداية حدثية – نسبة إلى الحدث – أيضا. والحدث هنا نهايته فعلية وحدثية أيضا تتوازى مع البداية بدون أي شيء فقط بداية ونهاية النص شكال ومضمونا وكأن بينهما سوى الفاصلة. والشخصيات هنا عبارة عن شخصيتين: على استحواذها خالل من الكثيف بحضورها الراوية شخصية الفعلين ومن خالل ياء الملكية وشخصية المخاطب الذي يحضر العينين. بهاتين المقترنة الخطاب وكاف عينيه خالل من فقط الراوية قامت هل جدلي: عنوان فهو للعنوان، بالنسبة أما الومضة في ما لتقييم وضعته التي هي الكاتبة أن أم بوضعه هي الراوية كانت لو النص؟ يسرده فيما نظرها وجهة وإبراز على الومضة في يحدث ما تقيم أن تريد ربما وضعته، التي لسانها وتصفه بالكذب. وإذا وصفته بالكذب، ستكون صادقة إذا صدقناها: فكيف تكون صادقة وكاذبة في نفس الوقت؟ وإذا كانت لن الحالتين، كلتا وفي صادقا. الومضة في ما سيكون كاذبة، منظور يمثل هنا العنوان كان وربما شيئا. نحسم أن نستطيع الحدث داخل شخصية بوصفها وليس راوية بوصفها الراوية أي نفسها: عن تروي وهي بها خاص الحدث أن من بالرغم النص داخل التكرارية التجربة زمن بين زمني تفاوت يوجد نظرتها وبين لها معايشتها ساعة بصدقها الراوية وإيمان الذي كانت ر التصو التجربة وتقييمها لها على أن البعدية لهذه كانت إذا أما خاطئ. تصور الوقت ذلك في حياتها عليه تبني الكاتبة هي التي وضعت هذا العنوان، فهي تقيم التجربة السردية ككل وتريد أن تنتقد من خاللها اإلفراط في التوهم أو التخيل أو التصور، وكأن اإلنسان يغيب نفسه عندما يقرن حياته بعينين ال يتخذ ما بينهما فعال ملموسا على أرض الواقع أو عندما يتماهى في اآلخر إلى حد نسيان وجوده وذاتيته وفاعليته وما إلى ذلك. حتى اآلن، قمنا بتحليل جزء من الومضة على أنه ومضة مستقلة

نظرا لتفاوت توظيف الزمن بين المضارع في هذه الومضة الجزئية هذه إلى ننظر الالحقة. وعندما الجزئية الومضة في والماضي الومضة الجزئية الثانية التي تأتي بمثابة نهاية للومضة الكبرى، نجدها تشير إلى الومضة األولى وتترابط معها من خالل ضمير العينين إلى الراجعة اإلشارة يحتمل الذي »بينهما« في المثني و«مسائي«. »صباحي« أو و«أغمضهما« »أبدأ« الفعلين أو فالشق الكبرى، الومضة في سياق واردة االحتماالت هذه وكل األول منها يعتمد على بنية التثنية اعتمادا كبيرا: بين عينيك كان بين الوهم؛ كان عليهما واإلغماض بعينيك البداية بين الوهم؛ بالمخاطب يتعلق األولى االحتمال الوهم. كان صباحي ومسائي الراوية. عليهما تبنيه مما شيئا تقول ال فعيناه األساس، في على يتأسس تفعله ما فكل بالراوية، يتعلق الثاني واالحتمال الوهم وال وجود له في الواقع. واالحتمال الثالث يتعلق بالراوية بها. لها زمان خاص كله عبارة عن وهم وليس فوقتها أيضا، هل الكذبة التي بالعنوان تتقاطع مع االحتماالت الثالثة؟ في الغالب، لغة بترجمة الراوية ألن كذبة المخاطب فعينا موجبة: اإلجابة هاتين العينين ترجمة خاطئة، وما تقوم به من بداية الصباح حتى المساء كذبة ألنه يتأسس على لغة عينين اتضح أنهما ال خاطبان الراوية أصال. ونالحظ هنا التفاوت في الزمن بين الومضة األولى والومضة الثانية، أو فلنقل الشق األول والشق الثاني للومضة: الشق األول مسرود في المضارع، أما الشق الثاني فهو مسود في الماضي. ومنطقيا، يأتي الماضي أوال، ثم ننتقل للمضارع إذا كان هناك مبرر فني. ولكن بنية التكرار في الشق األول التي أشرنا إليها أعاله تحول مسار المضارع من زمن فعلي يدل على حدث وقت الكالم أو سرد مباشر على الهواء إلى زمن وصفي تكراري يحدث كل يوم. وهذه الطبيعة التكرارية تكسب الماضي داللة خاصة في نهاية الماضي. فالراوية تقوم بما تفعله في بداية الومضة على الدوام بالرغم من أنها أدركت منذ زمن أن كل ذلك وهم وكذبة.في »يحذرون ها: نص يقول التي »)3( »أنت لومضة بالنسبة قلبي يميد.. المارد، األرصاد قبل وقوعه، صحوك يشبه وقوف عن والحركة الفعل غياب الومضة هذه تتفادى ،« يترنح هذه تشتمل العنوان. نفس يحمالن اللتين السابقتين الومضتين »يميد«؛ »يشبه«؛ »يحذرون«؛ أفعال: أربعة على الومضة »يترنح«. الفعالن األول والثاني فعالن إخباريان فقط يدالن على يدل على حركة، التحذير فعل قولي ال حالة وليس على حركة. يأتي اللتان كينونة. والجملتان أو يدل على حالة والتشبيه فعل فيهما هذان الفعالن طويلتان نسبيا بالمقارنة بالجملتين الالحقتين جملتان وصفيتان وهما اآلخرين. الفعلين على يشتمالن اللتين وصيغة الحقا. سيأتي الذي للحدث تمهيدا يمثالن إخباريتان المضارع في هاتين الجملتين تشبه المضارع في ومضة »كذبة«، فهو ال يدل على حدوث التحذير في الوقت الذي تقوم فيه الراوية بالسرد، وإنما على حقيقة داخل العالم المسرود، وكأن المخاطب

هنا شخص معروف أو ظاهرة طبيعية تقوم نشرة األرصاد الجوية هنا الحقيقي المضارع فالزمن منها. التحذير أو عنها بالتنبيه يتمثل في الجملتين القصيرتين جدا في آخر الومضة. وما قبلها حدث متكرر. ولو أرادت الراوية التأكيد على حدوثه مرة واحدة لكانت استعملت الزمن الماضي هنا، إذ أن التحذير تم بالفعل قبل للتأكيد على المضارع نقلته في صيغة المخاطب. ولكنها صحو الدوام. على النص في أمامنا تحدث مؤكدة حقيقة صحوه أن ومن المالحظ هنا أن المخاطب ال يجيء في النص إال من خالل »الكاف« في »صحوك«، أما »الصحو« و«الوقوع« المرتبطان به فيأتيان مدرجان في تحذير نشرة األرصاد الجوية، أي بصيغة الذي التمهيد طول أدركت الراوية أن ويبدو غائب. عن الكالم ها سرد قامت به في أول جملتين بالومضة، فهي تحذف من نصالصحو الذي تم بالفعل لهذا المخاطب الذي يشبه المارد وتنتقل مباشرة إلى نتيجة هذا الصحو عليها، األمر الذي يعوض البطء السردي الناتج عن الوصف في بداية الومضة. ففي البداية، يأتي الحدث الفعلي الذي يتم التحذير منه والذي سيحدث بالضبط في أفعال على تدل أسماء شكل في الومضة من المحذوف الجزء وحدث وحركة: وقوع، صحو، وقوف. وهي أسماء لو جاءت في نة من أسماء وصفات بوصف ومضة تتكئ على الصورة المكوهذه األسماء والصفات لبنات العالم السردي للومضة ستدل على االنتقال والتحول في عملية السرد بعيدا عن األفعال وستكون ذات األفعال وليس تقوم على الومضة هنا وقع خاص وفعال. ولكن األسماء اإلكثار من أدركت خطورة الراوية أن األسماء. ويبدو استعملت ولذلك بالومضة، جملتين أول في السكونية واألفعال فعلين متتاليين في نهاية الومضة لتعوض ذلك وتوصل الحدث إلى ذروته من خالل تناميه السريع في نهاية الومضة. فالفعل »يميد« يدل مباشرة على الحركة واالضطراب، وهما مرتبطان بقلب الراوية المضطربة، الحركة نتيجة هذه يدل على هنا. والفعل »يترنح« وتتمثل هذه النتيجة في التمايل الذي يؤدي إلى السقوط الذي ال يتم ذكره في نهاية الومضة ولكننا نستشفه من الفعلين المستعملين السقوط من بدال »الوقوع« نستعمل أن األفضل ومن بالنهاية. بالومضة. جملتين أول في والوقوف الوقوع مع تماشيا هنا، بداية الومضة بداية تشويقية، فتذكر الراوية فعل التحذير وتربطه باسم ال يتم تحديد الضمير المقترن به، فال نعرف من خالل هذه وقوعه. من الجوية األرصاد نشرة تحذر الذي من/ما البداية وربما يخفف هذا التشويق من بطء الحركة في بداية الومضة. التحذير، بيان فحوى هذا إلى الراوية تنتقل التشويق وبعد هذا ويقترن »وقوعه« في المبهم الضمير عن اإلفصاح يتم وهنا هنا المتمثل االلتفات البالغيون عليه يطلق بما اإلفصاح هذا في االنتقال من الكالم بالغائب إلى المخاطب باإلشارة إلى نفس وخطابيا بالغيا معادال يكون أن يمكن االلتفات وهذا الشخص. للحركة السردية الغائبة نوعا ما، فهو انتقال وتحول على أية حال.

Page 17: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -32- جملة سنا الومضة صفحة رقم -31-

وبعد أن قامت الراوية بتعويض غياب السرد في الجملة األولى من خالل التشويق وفي الجملة الثانية من خالل االلتفات، تنتقل في الجملتين الباقيتين إلى الفعل الذي يدل على الحركة الصريحة.األولى فالجملتان نوعا، قصير الومضة لهذه الزمني المدى والثانية ال يمثالن جزءا مباشرا من الحدث وإنما يتم استحضارهما من زمن سابق أثناء عملية السرد على الهواء المتمثلة في آخر جملتين. ويبدو أن السرد المباشر في الجملتين األخيرتين وما حدوث على يدل الذي المضارع الزمن استعمال من يقتضيه الحدث واستمراره أمام الراوية أو في حياة الراوية أمامنا هنا – يبدو أن هذا األسلوب في السرد هو الذي استدعى هذا االستحضار على وللتأكيد ناحية من أمامنا الماثل للحدث مبررا إلعطائنا السابقتين، حتى الجملتين الماثل في التكرارية للحدث الطبيعة فوجود الراوية، مع بالضرورة يحدث ال التكرار هذا كان لو بهذا للتأثر معرضين آخرين أشخاصا بأن يوحي األرصاد به. وتأثرت الراوية انفعلت كما بصحوه واالنفعال »المارد« ال »أنا ومضة هي الدراسة هذه في سأتناولها ومضة آخر فكرة وحتى ما حد إلى مألوفة غير ومضة وهي أهرب« بين تجمع التي بالومضات خاصة دراسة في هنا تناولها أنه األولى للوهلة يبدو قد تناول والمتكلم المخاطب ضميري الومضة فنص الدراسة. موضوع وعلى السياق على خارج الحوار تقوم على بنية بنية مسرحية حوارية وهي يتخذ ذاته المسرحية اإلرشادات خالل من إلى الراوي فيها يتدخل وال التي تأتي هنا من خالل صيغة »الحال« التي تنقل لنا ما تفعله الشخصيتان أثناء حوارهما المسرحي. يقول نص هذه الومضة:ر .. ك األسفلت مداعبا : سأظل أبحث في بقايا الجبناء لتتذوق الس

؟! كر الس هو ما : الفتات ملتهما الصغير الدراسة هو عنوانها، الومضة في هذه أدرج هذه وما جعلني الجدة أو الغرابة وليست المتكلم، بصيغة يأتي العنوان فهذا فكثيرا قصصي، نص عنوان في المتكلم ضمير استعمال في القصصي النص داخل المؤلف عبارة مستمدة من يستعمل ما الشخصيات من شخصية لسان على وواردة الروائي أو بإبراز مثال العنوان يقوم بحيث ككل للنص عنوانا ويضعها العنوان كالم أخذ تم التي الشخصية نظر وجهة أو رؤية منها. وعندما نقرأ ومضة »أنا ال أهرب«، نكتشف أن العنوان مباشرة المؤلف إلى يحيلنا وبالتالي النص، من مستمد غير الذي لم يجد له مكانا للكالم في نص يقوم على بنية مسرحية مباشرة. بصوته أو بشخصه فيها يظهر أن للمؤلف يمكن ال ينقلنا الشكل بهذا الومضة هذه في المتكلم ضمير استعمال وعندما أيدينا. بين الذي للنص الكاتبة رؤية إلى األرجح في نقرأ الومضة ال نجد فيها هروبا من أي نوع كي تنفيه الكاتبة الكاتبة برؤية يتعلق آخر تأويل إلى ننتقل ولذلك العنوان، في

هنا، فبدال من أن يشير هذا العنوان إلى النص إشارة مباشرة، عام. بوجه والومضة للكتابة رؤيتها إلبراز الكاتبة تستعمله األحد )اليوم حسين عايدة ومضات أحدث هي الومضة وهذه القصة سنا على للنشر أرسلتها فلقد ،)2014 يوليو 6معظم أن نالحظ وكما .2014 يونيو 26 يوم الومضة تتناول والمخاطب المتكلم بضميري المكتوبة ومضاتها بالنسبة األمر وكذلك عام بوجه والمرأة الرجل بين العالقة هنا. نتناولها ال التي الغائب بضمير المكتوبة لومضاتها تؤكد أن العنوان هذا أرادت من خالل عايدة حسين أن وأظن ومشاكلها الحياة من هروبا ليس عام بوجه الفن أن على الكاتب. ذات تخص ما بقدر اآلخرين تخص التي وقضاياها ولتوقيت كتابة هذه الومضة أهمية دالة تعزز هذا التأويل. فلقد الصفحة أعلى بتثبيت صورة الومضة القصة إدارة سنا قامت وطلبت من األعضاء كتابة ومضات مستلهمة من الصورة. وكانت الصورة تجسد طفال يرتدي مالبس بالية ورثة ويتكئ برأسه على جدار على الرصيف ويأكل بعض الفتات المتناثر على األرض. لم تكتب عايدة حسين ومضة أو تقوم بكتابة تعليق من أي نوع أسفل الصورة آنذاك واكتفت فقط باالعتذار على الخاص نظرا ألن منظر الطفل بالصورة آلمها وأدخلها في نوبة بكاء وانفعال شديدين. وبعدها بيومين أرسلت هذه الومضة للنشر كنوع من االعتذار عن التعليق، أو فلنقل إنه تعليق متأخر ولكن ليس على الصورة فقط، بل وكذلك على طبيعة الفن بوجه عام والومضة مستلهمة الومضة أن الواضح ومن خاص. بوجه القصصية في الخوض وبدون أعاله. المذكورة اللوحة أو الصورة من تفاصيل هذه الومضة، نجد أنها مفعمة بالمرارة واألسى والحزن األسفلت وشخصية طفل شخصية هنا الشخصيتان اإلنساني. الرصيف المتمثل في الجماد أنسنة أو ذاته. وعملية تشخيص هنا في سياق الفقر والبؤس تلقي ضوءا معاكسا أو متباينا أو ساخرا على البشر بوجه عام. فالجماد يأخذ دورهم ويتألم لحال يشعرون وال جماد إلى يتحولون أنهم حين في الفقير، الطفل في يتمثل جدا قصير هنا للحدث الزمني والمدى الطفل. بهذا الومضة. الحواريتين في الجملتين الذي يستغرقه نطق الوقت

ومضة على هوامش ر« جلمعة الفاخري

»حتر

حممد الدين بهاء د. أ. مزيد

جامعة سوهاج، مصررحتر

استلقى الظالم على صدر المدينة.. احتملته الفجر هواء سحبت به.. اختنقت ثم قليال غاشما... سوادا طاردة نفثته رئتيها.. إلى الصراع هو الوجود في صراع »أشمل الراحل كتب هكذا والحياة«. الموت بين من محكمة بليغة شذرة في محفوظ نجيب وفيها – الذاتية( السيرة )أصداء شذرات القصيرة القصة طريق على مهمة سوابق جدا. يتخذ الصراع ما ال حصر له من أشكال اليأس بين والرهبة، الرغبة بين وصور، الحب بين والرجاء، الخوف بين واألمل، يتجسد هذا النور والظالم. بين والكراهية، من الفاخري جمعة ومضة في الصراع خالل المجاز الذي تصبح فيه المدينة مؤنثة يحتمل، ال غاشما مذكرا والظالم عاقلة، الخانق سواده من خالصا الفجر وهواء من وهي الجمادات إلى اإلرادة نسبت وقد المشابهة. بطريق مجازا يعقل من صفات

في الومضة حركات أربع مائزة: األولى حيث وليس المدينة، صدر على الظالم يستلقي لها هنا إرادة أو قوة على الفعل أو المقاومة، فالظالم هو الفاعل في النحو وفي الحقيقة، وهي مجرورة في شبه جملة، والثانية حيث »تحتمل« فترة ثم »تختنق«، واالحتمال فعل سالب، واالختناق أول الموت، وفي االحتمال والثالثة والمطاوعة، المجاهدة بين توتر في رئتيها، إلى الفجر هواء تسحب حيث والرابعة والموت، االختناق تقاوم حركة من الغاشم الظالم طرد تستطيع حيث صدرها، وقد حل مكانه هواء الفجر النقي.»يستلقي« رجال نتصور أن إذا نستطيع

وال منها حول غير من امرأة صدر على فتطلب »تختنق« ثم قليال »فتحتمله« قوة الخالص والتحرر من تحت سطوته الغاشمة فيكون لها ما طلبت. ما الذي يبرر »عقلنة« العقول ذوي »تجميد« أو – الجمادات يصبح لماذا الومضة؟ هذه في - وذواته بمن يبالي ال غاشما أسود رجال الظالم يستلقي على صدرها؟ والمدينة أنثى تحتمل ألن الرجل؟ قبضة من تفلت ثم تختنق ثم دالالتها الجمادات يمنحنون من هم البشر ومعانيها، وهل المدينة إال مجموع ساكنيها؟ومضة في اتجاهين في يسير إذا المجاز رجل والظالم أنثى، المدينة )1( )تحرر(: مدينة، األنثى )2( )تشخيص( جاثم ثقيل في )تشيؤ(. غاشم دامس ظالم والرجل اتجاه التشخيص يقترب المتلقي من معاناة الليل الغاشم، ويتعاطف المدينة تحت وطأة مع محاوالتها التحرر والهروب إلى الفجر. مع ولكن العرض، مع التشخيص يكون ال الجوهر، فالمراد هنا ليس حالة منفردة، بل معاناة شاملة خانقة. في اتجاه التشيؤ، يسمح المجاز للكاتب أن يبتعد قليال نحو التجريد، وأن الحسية الكتابة غواية من يفلت وأن يؤكد على سطوة الظالم الخانقة على الجميع.على مبهجة نهاية على الومضة تنغلق من المدينة/األنثى أفلتت فقد حال، كل الفجر هواء وتنفست الرجل/الظالم تحت قدرتها استردت أن بعد الجديد النقي ثم الفجر« هواء »سحبت الفعل على الغاشم. السواد ذلك طاردة »نفثته«

Page 18: مجلة سنا الومضة، العدد الثالث، أغسطس 2014

جملة سنا الومضة صفحة رقم -33-

العالقة العضوية بني القصة الومضة اوالقصة القصرية جد

عباس طمبل )السودان(هذه المقالة عيارة عن محاولة للربط بين القصة الومضة والقصة توضيح الوقت نفس وفي بينهما العالقة وتوضح جدا، القصيرة الفارق، إذ أننا منذ تأسيس مجموعة سنا الومضة نؤكد علي أن القصة الومضة بنت القصة القصيرة جدا. سأحاول فيما يلي المقارنة بين قصة قصيرة جدا لألديب الليبي جمعة ألفاخري بعنوان »محاكاة« المحددة السمات الستكشاف »حداثة« بعنوان لي ومضة وقصة لكل من القصة القصيرة جدا والقصة الومضة. وسأبدأ بقراءة قصة »محاكاة« وبعدها ومضة »حداثة«، ثم أعقد مقارنة بينهما في نهاية المقالة. وها هو نص قصة »محاكاة« القصيرة جدا لجمعة ألفاخري:

أمام مرآتها .. تخرج أدوات التجميل. تنصت للقصيدة ..

على وجهها تنفذ ما تقترحه عليها ..

تها .. تكمل مهممن جهاز التسجيل يخرج لها الشاعر ضاحكا:

- انتهت القصيدة .. وء .. أطفئي الض

السردية البداية حيث الرمزية علي الراوي يعتمد ما كثيرا ويؤكد القصة فضاء لتحديد مرآتها( )أمام المكان بظرف علي يدل الذي المضارع الفعل الراوي ويستعمل الحدث. وقوع من بداية القصة هذه في الحدث زمن يمتد الحدث، استمرارية مهمتها. تكمل أن إلى مرآتها أمام المحورية الشخصية جلوس أمام تجلس امرأة هي للقصة المحورية الشخصية أن لنا يتضح التجميل. ألدوات إخراجها ذلك ويؤكد وجهها بتجميل تقوم مرآه إنما النص، في مباشرة بطريقة موضحة غير الشخصية وهذه يشار إليها بضمير غائب مفرد، وهي قد تكون معشوقة أو هي أنثى ا بجمالها من ال بها.. مهتم تحلم بأن تكون جميلة، معشوقة، متغزعاشقها الشاعر كأن بالقصيدة، المعنية هي نفسها ترى شاعر، هي حقيقة، وتحاول هي أن تكون تلك األنثى التي تحتفي القصيدة الصادقة وربما الواهمة الحالمة المنفذة المرأة تكون قد بها.. أو جمالها، فتوهمت الجمال سيماء تنقصها أو ، أصال الجميلة حاولت أن تكون جميلة لتالئم األوصاف التي تنطق بها القصيدة.. جهاز وهو المتنامي الحدث توظيف في الثانية الشخصية تبرز التسجيل إذا اعتبرنا أنه جماد بما أننا يحق لنا استخدام شخصيات الحية اإلنسان والحيوان. إذن توظيف الكائنات القصص غير في

جهاز التسجيل كشخصية ثانية كضرورة يقتضيها سماع القصيدة المرأة مباشرة. ولم يدل فضاء أمام هذه الشاعر بحيث ال يجلس وتستمع قاعة في تجلس المرأة هذه أن على المكاني القصة للشاعر مباشرة وهو يلقي هذه القصيدة في مهرجان شعري مثال.القصيدة لهذه الناظم الشاعر شخصية وهي الثالثة: الشخصية )أطفئي عبارته في ويبرز المرأة لهذه العاشق يكون ربما الذي ة التي وء( التي تدل على ضرورة إسدال الستار على هذه القص الضلها الشاعر العاشق بخياله، وتنفذها العاشقة حقيقة على كان يجمالزيف من كثيرا ة القص ل يحم ا مم تجميل، بأدوات لكن وجهها، د النهاية السردية مفارقة ساخرة. ن، وهنا قد تجس والخداع والتلو

المرأة بين القوية العالقة سر يوضح ربما »محاكاة« العنوان وتكرار المرآة هذه أمام الجلوس علي ومداومتها والمرآة طويلة. لساعات تمتد وقد يوم كل ربما القصيدة هذه محاكاة النفس، علم في الغريزية المحاكاة ضوء على إليها نظرنا وإذا عن عبارة وهي الطفولة منذ والمرآة المرأة بين العالقة تبدأ طريق عن المحيطة البيئة من ومكتسبة متعلمة سلوكية عادة عبر للمشاهدة اليومية والممارسة والتكرار والتقليد المحاكاة المرآة، ثم تتحول هذه العادة إلى جزء أصيل من األنشطة الحياتية منه... التخلص يصعب شخصيا سلوكا تصبح وبالتالي اليومية

قصة ومضة : حداثة ــ لعباس طمبلعن عزلها أسره. في وقعت محرومة. بنظرة ذكيا هاتفا رمقت

الناس واستعبدها. التي الهوس حاالت إلي حداثة الومضة عنوان يحيل ربما هذه مثل المتالك العصر هذا سمات من سمة أصبحت الناس عن عزلك إلي فعال تؤدي التي االلكترونية، األجهزة جوار يجلسون تجدهم إذا »الواتساب« مستخدمي خصوصا لهاتفه رأسه مطأطأ منهمكا شخص كل لكن بعض، بعضهم هاتفه. لوحة في وذاهبا جيئة إصبعه ويمرر تام خنوع في الفعل ل خال من حدثيه بداية السردية البداية الومضة هذه في الماضي رمقت تدخل في الحدث مباشرة دون تمهيد، إذ أن الشخصية غير معلومة في النص لكن هنا تستشف سماتها وهي مشار إلية بضمير تاء التأنيث الساكنة ويمكننا أن نعرف سمات الشخصية من خالل النظرة المحرومة التي رمقت بها هذا الهاتف. وقد تعبر عن حرمانها ورغبتها األكيدة في امتالك هذا الهاتف. أدامت النظر قد يوحي بامتداد المدى الزمني للحدث ربما لفترة زمنية تقدر بدقائق معدودة أو أيام أو حتى شهور حتى امتالك الهاتف وأدمنه وهو ما الحدث لمكان بالنسبة الناس واستبعادها. إلي عزلها عن يؤدي فهو مكان غير محدد في نص الومضة لكن يمكننا أن نستشفه من الكائن الهواتف بيع أمام محل قد وقفت تكون النص، كأن سياق في مكان ما مثال. فطبيعية الومضة ال تقتضي التوسع في السرد، توسعت ولو شخصية، حياة قصة من خاطفة لحظة تعكس إنما

الومضة. في له المشار المشهد سيكبر فشيئا شئ النظر زاوية يعود الذي الهاتف لهذا أسيرة أصبحت أي أسره( في )وقعت هذا سمات من سمة وهي األسر، لفعل كفاعل له هاء الضمير الحثيث وسعيهم الحداثة هوس فيه الناس انتاب الذي العصر المتالك هذا النوع من الهواتف حتى إن كانت الحاجة غير ماسه له.الهاتف هذا امتلكت أنها أي واستعبدها( الناس عن )عزلها تمتلكه. كي حبه علي أجبرها بمعني أسره، في وقعت أن بعد يستشف هنا الذكي لهاتف الشخصية لشراء الراوي ذكر عدم الساخرة القولية المفارقة تبرز وهنا ، المفارقة خالل من لهذه أسرى الناس أصبح االستبعاد: خالل من وضحت التي بمن عالقتهم انقطعت وربما االفتراضي والعالم التكنولوجيا من السخرية هنا ،وربما الواقعي العالم في أصدقاء من حولهم مراحل وفي منه كثيرة فئات أصبحت الذي ذاته المجتمع هوس األجهزة أو الهواتف لهذه تحتاج ال هي عمليا صغيرة سنية االلكترونية األخرى لكن أصبح من قبيل إكمال منظرك أمام الناس.نجد جدا القصيرة والقصة الومضة شخصيات مع بالمقارنة شخصيات ثالث ألفاخري جمعة لألستاذ محاكاة قصة في الومضة هذه وفي والشاعر( التسجيل وجهاز )المرأة وهي: أيا امرأة وهي بضمير إليها مشار )واحدة شخصيتين نجد الذكي( الهاتف وهو أخرى وشخصية سن أي في كانت تفاصيل وذكر السرد في التوسع تقتضي ال الومضة القصة تناول في الومضة والقصة جدا القصيرة القصة وتختلف كثيرة. يتوسع قد جدا القصيرة القصة في فالراوي للحدث. الراوي يوظف ربما الومضة القصة أن ونجد الشخصيات. عدد في مساعدة وأخرى محورية شخصية وشخصيتين: حدثا الراوي بشخصية جدا القصيرة عن الشخصيات عدد في تنقص وهي بحيث جدا، القصيرة القصة في عما أكبر بصورة الحدث تكثف ضيقة بزاوية متكاملة قصة من صغيرا جانبا الومضة تعرض أعاله. الومضة في كما والمكان والزمان الفضاء محددة

جملة سنا الومضة صفحة رقم -34-