صفحات البي دي اف للعدد 1658 أعداد خاصة بمناسبة العيد الذهبي لثورة ٢٦ سبتمبر
Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
اسعار الصحيفة ـ الخارج: المملكة العربية السعودية «رياالن» - دولة االمارات «درهمان» - دولة قطر «رياالن» - االردن «350 فلسا» - االشرتاكات ـ الخارج: 200 دوالر امريكي او ما يعادلها بما فيها اجور البريد
WHK�²*« WOLOKF²�« Z¼UM*«Ë W³FB�« WOAOF*« ŸU{Ë_« vKŽ ÃU−²Šö� UMłdš لماذا خرج الطالب في صنعاء للتظاهر ضد االمام احمد وكيف تحولت مطالبهم في إصالح التعليم وإطالق سراح زمالئهم الى شعارات تدعوا الى اسقاط الحكم
الملكي الكهنوتي المستبد، «ال ملكية بعد اليوم، ثورة.. ثورة حتى النصر».ولماذا تضامن بقية طالب المدارس في صنعاء والتي ال يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة مع طلبة مدرسة المعلمين، وكيف سارت المظاهرات لتقلق مضجع االمام وتهز عرشه في ميدان التحرير وقصة اقتحام الطلبة المتظاهرين بستان االمام والتوجه الى االذاعة ثم تغيير اتجاههم الى شعوب؟ من هم القيادات الطالبية، ولماذا اراد البدر ان يتخلص منهم وكيف تم ارسال مجموعة الـ٢٤ الى سجن نافع بحجة، ثم الى سجن وشحة المعروف آنذاك بأن من يدخله ال يخرج منه حيا، والمجموعة االخرى ١٢ طالبا الى قلعة
السنارة وعلى رأسهم علي محمد صالح وقائع واحداث ومواقف سجلها الطالب من الرعيل االول للمناضلين في صفحات ناصعة البياض من تاريخ الثورة التي طوت والى االبد مرحلة مظلمة من حياة اليمنيين، واذنت بميالد عهدا جديدا يستعيد فيه احفاد
سبأ احالمهم التي بددتها االسفار.حول هذه الصفحة المشرقة من النضال الوطني والمساهمة الطالبية التي فتحت للحرية نافذة تبدد ظالم الجهل وظلم الطغاة اجرينا هذا اللقاء مع المناضل العميد حمود محمد السعيدي- احد قيادات المسيرات الطالبية ابان ثورة ٢٦سبتمبر المجيدة ليتسنى للقارئ ان يستنبط منها الدروس والعبر التي يمكن االستفادة منها اليوم
الستنهاض الحاضر والتوجه نحو المستقبل، فالى نص اللقاء:
حاوره: محمد محسن قائد
˚ الحرس الملكي واجه المتظاهرين بالسالح وحاول تطويقنا في ميدان شرارة فأحرقنا العلم المتوكلي ورددنا «ثورة ثورة حتى النصر»
قــراءة التاريخ متعــة كبيرة، فالتاريخ كنز من المعلومات ومن الدروس المســتفادة يمكننا أن نغترف منه كما نشــاء.. وبدون حساب، فالكنز باق مهما امتدت اليه االيدي بالدراسة والتحليل..أما كتابة التاريخ فهي هواية تحوطها المخاطر وتكتنفها المحاذير.. الخ.. العبارة الســابقة نقلتها عن مقدمة كتاب «شــاهد على حــرب اليمن» للفريق صــالح الدين الحديدي دفعه الى عمل هذا الكتاب كمــا يقول:تلك الفترة التي كنت فيها أثناء خدمتي العسكرية في القوات المسلحة المصرية على اتصال وثيق بهذه الحملة منذ بدايتها ثم توليت قيادتها في فترات متقطعة خالطت فيها معظم الشــخصيات اليمنية التي تربعت على قمة السلطة
في وطنها كما كنت في موقع قريب ممن كان بيدهم مقاليد األمور في مصر.والكتــاب في متنــاول القارئ ففيه كثير مما نختلف عليه وال نوافقه.. ألم يقــل لنا أن كتابة التاريخ هواية تحوطهــا المخاطر وتكتنفهــا المحاذير فثمة بعض المخاطــر والمحاذير تكتنف هــذا الكتاب..قامت ثورة 26ســبتمبر 1962م حيــن كان الفريق صالح الدين الحديدي مديرا لالســتخبارات العســكرية في القوات المســلحة المصرية.وما دمنا قد بدأنا بكاتبه «شاهد على حرب اليمن» الذي طبع في عام 1984م ترى لو
اتيحت له فرصة ثانية ليعيد طبعه هل سيضيف اليه جديدا ويعدل بعض اآلراء والمعلومات؟
Y¹—u²�«Ë W¹œdH�« VÝ«Ë— ÀU¦²łô …œb−²� W³ŁË العيدالذهبي لثورة سبتمبر الخالدة
حاوره: اسكندر األصبحي
وم���ن هن���ا ف���إن اإلمعان ف���ي ق���راءة ه���ذه املؤلفات ال تفتح أمام األجيال اجلديدة صفحات كانت ملء الس���مع والبص���ر فحس���ب، وإمنا لتض���ع بني أيدي السياس���يني ج���زءا حيا م���ن تاريخ هذا الوطن ونضاله واستش���رافه لزمن جديد يكون فيه "الش���عب مصدر السلطات" وتكون احلكومة فيه خاضعة إلرادة هذا الشعب من خالل "حكم وطن���ي نيابي دميقراطي، ومن خالل القضاء على أنواع االس���تعباد وحتقي���ق احلري���ة الكاملة للش���عب واألفراد واجلماع���ات، حري���ة الفك���ر، حري���ة االجتماع���ات، حرية التعبي���ر بش���تى وس���ائله" كما أك���دت على ذل���ك )أهداف
األحرار(.كتاب���ات م���ن املخت���ارة املؤلف���ات وه���ذه األستاذين، ليس فيها ما هو خيالي أو شعري أو ذاتي وإمنا تضرب في جذور مأساة الوطن وتس���توعب همومه املعاص���رة. ومن حقنا أن نرس���م الصورة التي نريد للرجلني العظيمني أو نسترجع أصداء حياتهما الصاخبة، ولكن ليس م���ن حقنا كتابة س���يرتهما التي كتباها بال���دم والدم���وع، بالغربة والس���جن، وامتدت
عل���ى مس���احة نصف ق���رن مليئة مبا ميك���ن وما ال ميكن تصوره من املتاع���ب واملخاوف واألحالم. ولم يكونا في ي���وم من األيام ش���أن بعض الثوار احلامل���ني يبحثان عن املدين���ة الفاضل���ة أو »اليوتوبي���ا« مس���تحيلة التحقيق، وإمن���ا كان���ا يبحث���ان ع���ن مدين���ة واقعية يتحق���ق فيها احلد األدنى من احلرية والعدل واحترام آدمية اإلنس���ان وصوال إلى "االنس���جام الوطني بني أبناء الشعب كافة". وهكذا فإن هذه الكتابات املنش���ورة املوثقة تس���تطيع أن تفت���ح أبواب املاض���ي كم���ا كان، وأبواب املس���تقبل كما
ينبغي أن يكون.وجت���در اإلش���ارة، ب���ل يج���در التأكي���د عل���ى أن ه���ذه الكتابات لم تكن سرية أو مطوية في اخلفاء وإمنا كانت منشورة ومتداولة بعضها يعود زمن ظهوره إلى أواخر الثالثيني���ات، وبعضه���ا إل���ى األربعيني���ات، وبعضه���ا اآلخ���ر إلى اخلمس���ينيات. قرأها اجليل ال���ذي كان قبلنا وقرأه���ا جيلن���ا، وأعي���د نش���رها ف���ي كتيب���ات صغي���رة تس���للت إلى البالد كأخطر املمنوع���ات، ثم جاءت الثورة وظ���ن البعض أن أدبيات ما قبلها لم تعد تهم أحدا، وأن هناك أدبيات أحدث تتناس���ب مع املواجهات التي جدت بعد الثورة، وتولت اإلجابة على األس���ئلة الكبيرة األكثر حداثة وعاملي���ة. وكان ذلك -في رأيي- ضربا من اخلطأ، فاألش���جار ال تقوم بدون جذورها وهذه الكتابات –مهما ق���دم بها العه���د - هي ج���ذور فكرنا النضال���ي الوطني،
وه���و فكر حترري تنويري يتقدم في بعض مفرداته على الس���ائد واملت���داول ف���ي واقعنا الراهن، وي���كاد يوحي –لألسف الشديد- أننا نسير إلى اخللف ونحن ال ندري.
ه���ي، إذن، صفح���ات ناصع���ة ينبغ���ي أن ال تط���وى، وأن ال نتجاهله���ا وأن تظ���ل كحي���اة صاحبيها مفتوحة مقروءة ال لنع���رف من خاللها ظالم الواقع الغريب الذي كان ونس���تجلي غوامضه، وإمنا ليع���رف اجليل اجلديد بخاصة -وهو يقرأها ويستعيد قراءتها- أنها ال تتحدث عن تاريخ س���حيق ضارب في أعماق التاريخ، وإمنا عن تاري���خ قري���ب، قريب جدا ما زلنا نعان���ي من آثاره، وفي الوق���ت ذات���ه نس���تنير باألض���واء التي قاومت���ه وحتدت ظلمات���ه القاس���ية، ولتكون مبعث���ا للطمأنينة واألمل في نف���وس املناضلني الذين لن يخل���و الدرب منهم في حياة تتج���دد همومها ومعوقاتها وتتجدد أس���اليب مقاومتها
وطرق حتديها.وال ننس���ى أن انتقال األستاذين الزبيري ونعمان من تع���ز إلى عدن قد ش���كل منعطفا هاما ف���ي تاريخ احلركة الوطني���ة ب���ل في تاريخ الش���عب اليمني، فم���ن هناك بدأ املناض���الن إعالن ثورتهما على املمارس���ات الس���لطوية االس���تبدادية وجنح���ا ف���ي ع���رض قضي���ة الش���عب م���ن مختلف وجوهها السياسية واالجتماعية واالقتصادية، يس���اندهما في هذا املوقف عدد من األحرار املتحمس���ني الذين رافقوهما أو سبقوهما بالفرار إلى عدن، ومناضلني
آخرين من أبناء عدن واحملافظات اجلنوبية.
وميك���ن الق���ول إن الش���عب كان -يومئ���ذ- ي���درك أنه مظل���وم وأنه غارق في العذاب إلى رأس���ه، ولكنه لم يكن ي���دري س���بيال للخ���الص ووص���ل ب���ه احلال إل���ى أن كاد يقنع نفسه بأن الظلم صار قدره واالستبداد نصيبه في احلياة الدنيا حتى تعالى صوت األحرار في عدن، وكان م���ا كتبه األس���تاذان تعبي���را صادقا وواقعي���ا عن نبض املواطنني وأرقهم في البحث عن حلول عاجلة تخلصهم م���ن نه���ب القليل ال���ذي يكس���بونه بعرق اجلبني باس���م الزكاة والفطرة وأجور العس���اكر واملخمنني والكشافني وطاب���ور طويل من املرتزقة الذين كانوا يش���كلون أنياب الس���لطة الغاش���مة وأظافرها احلادة. وأدرك املواطنون -بعد أن فتك بهم ظلم احلكام، وبعد أن عاشوا عقودا من الس���نني صاروا خاللها عرض���ة للمجاعات واألوبئة- إن دع���وة األح���رار صادقة مخلصة وليس���ت كم���ا كان يقول احلاكم���ون "حقدا وال ضغينة، وليس���ت كف���را وال إحلادا وال موت���ا زؤام���ا وإمن���ا ه���ي طري���ق إلى النج���اة، جناة الش���عب وجناة احلكام، والطريق إلى العزة، عزة األمة، وعزة الدولة وحل للمش���كلة التي تخنق املاليني وتسير به���م إل���ى االنق���راض واالضمح���الل " كما ج���اء في أحد
برامج األحرار )آمالنا.. وأمانينا(.فك���رة تأسس���ت األص���وات تل���ك وبفض���ل وهك���ذا املقاومة املش���روعة لالستبداد والظلم والعبودية وبدأت املواجهات تعلو شيئا فشيئا بعد أن كان الشعب يتجرع اآلالم صامتا ويخاف حتى من "األنني والتوجع والتأوه"
���ة األولى" من ه���ذه الكتابات. كما تق���ول "األنوالثاب���ت تاريخي���ا أن���ه لم مير س���وى بضعة أع���وام من���ذ انتق���ال األس���تاذين م���ن تعز إلى عدن وإصدارهما "صوت اليمن" حتى اندلعت الثورة الدس���تورية في فبراي���ر 1948م، وهي الث���ورة التي توص���ف باملغ���دورة، فقد تكالب عليه���ا جهل الداخل وتآمر اخلارج، خوفا من انتق���ال رياحه���ا الس���عيدة إلى أماك���ن عربية قريب���ة أو بعيدة. ولذل���ك مت وأدها في مهدها وقطعت رقاب العش���رات من املشاركني فيها. كما قتل املئات من األبرياء واس���تبيحت املدن
ونهبت األموال ودمرت املنازل واملتاجر.لقد فش���لت الثورة الدستورية وذهب كثير من قادتها بني قتيل وس���جني وشريد إال أنها أيقظ���ت الوع���ي وحرك���ت نه���ر التس���اؤالت. وج���اءت حرك���ة 1955م لتزيد الوع���ي وتفتح أع���ني املواطن���ني عل���ى وقائ���ع جدي���دة زال���ت معه���ا غش���اوة التضلي���ل وتس���اقطت عندها آخ���ر أقنعة القداس���ة الزائفة، وب���دأت مظاهر الفس���اد والطغي���ان تتجلى كأبش���ع ما تكون، وب���دأ امل���د الث���وري على ش���كل دوائر تتس���ع ويتس���ع معها الس���خط العام الذي مهد لقيام ثورة الس���ادس والعش���رين من سبتمبر التي أس���همت بدوره���ا في قيام ثورة الرابع عش���ر م���ن أكتوبر، ليتحرر الوطن اليمني بش���طريه ف���ي حقبة تتزامن مع تغي���رات بالغة األهمية ش���هدتها الس���احة العربية من أقصى املغرب
إلى أقصى املشرق.ورمب���ا اقتضى جمع املؤلفات املختارة من كتابات األستاذين اجلليلني نعمان والزبيري، في كتاب واحد من مجلدين اإلش���ارة إلى املودة العميقة الت���ي جمع���ت بينهم���ا واالنس���جام الت���ام ال���ذي راف���ق مس���يرتهما النضالي���ة . وتش���ير املعلوم���ات املدونة إلى أنهما عرف���ا بعضهما ألول مرة في إحدى القرى القريبة من مدينة تعز ثم توطدت معرفتهما لبعضهما في مصر وكانا من مؤسس���ي "كتيبة الشباب اليمني" التي تألفت م���ن طليعة وطنية متثل أبن���اء اليمن من حضرموت إلى صنع���اء. وق���د زادت عالقة األس���تاذين رس���وخا في تعز حيث حاوال إصالح ما كان مس���تحيال إصالحه من أمور البالد على أيدي احلاكمني أنفس���هم إلى أن أثبت اليقني
فشلها وعدم جدواها. واحلدي���ث عن امل���ودة العميقة واالنس���جام التام بني رجل���ي القضي���ة الوطني���ة ف���ي اليم���ن ال يحج���ب بعض نق���اط االختالف وال مين���ع وجود وجهات نظ���ر مختلفة أحيانا في اجلزئيات ال في الكليات، وفي الوسائل ال في الغايات، لكن تلك االختالفات لم تفس���د ش���يئا في أبعاد العالق���ة التاريخية ولم تنتقص م���ن حقيقة ما كان يقال أن أحدهما يكمل اآلخر بصورة أو بأخرى، وكما فش���لت كل املس���اعي الهادف���ة إل���ى متزيق وش���ائج تل���ك العالقة العميق���ة القائم���ة عل���ى صداقة حميمة والت���زام أخالقي جتاه القضية التي نذرا نفس���يهما لها حياة وموتا. وما أكث���ر احملاوالت التي هدفت إلى إيجاد انش���قاق بينهما منذ كانا في عدن ورمبا منذ كانا في قصر ولي العهد في
تعز الذي افتعل خالفا بدا في ش���كله أدبيا بينهما – من خ���الل إث���ارة قضية الش���عر والنثر وأيهما ل���ه األفضلية عل���ى اآلخ���ر، وق���د وق���ف الزبيري إل���ى جهة الش���عر في حني تبنى نعمان أفضلية النثر على س���واه - ثم تكررت احمل���اوالت ف���ي مصر لك���ن الصداقة وااللت���زام جعال كل
محاوالت تفريقهما وانشقاقهما تبوء بالفشل.لق���د كان الرج���الن بطل���ي قضي���ة ولم يكون���ا تاجرين وال يعمالن في ش���ركة مس���اهمة تتجاذبهما املنافس���ات والتزاحم على األرباح "وإمنا هي مسألة التزام بأهداف وأعمال ومواقف" كما عبر عنها بوضوح مدهش األستاذ الزبيري في كتيب )نعمان الصانع األول لقضية األحرار(
على النحو اآلتي:"إن هن���اك حقيقة ثابتة أبدية تقوم عليها فكرة اإلخاء ب���ني نعم���ان والزبي���ري، ه���ذه احلقيقة ليس���ت العاطفة، وليست األش���واق املبرحة، وليست املنفعة وال التجارة، وليس���ت الش���راكة في مغنم، ولو كانت ش���يئا من ذلك ملا ثبتت تلك األخوة وس���ط األعاصي���ر واألهوال والدماء .. حي���ث تزيغ األبصار، وتبل���غ القلوب احلناجر وتضمحل كافة القوى اإلنس���انية وتتالشى كل االعتبارات الذاتية، وكل األه���وال والن�زاعات. أنها صفقة خارجة عن ذواتنا املتقلب���ة الزائل���ة، إنه���ا فك���رة الوطني���ة اخلال���دة، الت���ي تس���يطر عل���ى حياتن���ا، وس���وف تس���يطر عل���ى قبورنا، وذرات أشالئنا ورفاتنا. تلك احلقيقة هي التي متخضت ع���ن إخوتنا، وجعلتها أم���را واقعا ثابت���ا ثبات القضية في نفوس���نا. فلتس���ترح اإلش���اعات، ولته���دأ ولتنصرف إل���ى ض���روب أخرى م���ن ألوان ال���دس والكي���د، قد تكون أجدى عليها من النفخ في الهواء ومن الضرب في حديد
بارد".أخيرا، إنها ملتعة فكرية رائعة أن يرحل القارئ بعقله وبوجدان���ه مع هذه املخت���ارات، وأن يش���ارك صاحبيها -بع���د عه���د طوي���ل- مخاوفهم���ا وقلقهم���ا ومغامرتهما وإميانهم���ا الذي ال يتزعزع بالنجاح ف���ي املهمة العامة، وأن يس���ترجع الضمي���ر من���اذج م���ن الطغ���اة يجمع���ون بني االس���تبداد السياس���ي والعبودية، كما سوف يفاجأ بأمن���اط من التخلف منقطع النظير ويكتش���ف حقيقة أن الش���عوب – مهما بلغ بها الضعف- ال تتأخر حني تدعى إلى النهوض ورفض اخلنوع وذل الصمت. وأن الطغيان البشع كما يخلق تابعني أذالء، فإنه يخلق كرد فعل على عس���فه وجوره أحرارا رافضني، وق���ادة ال يهابون املوت
في سبيل ما آمنوا به وتواصوا عليه. وتل���ك باختصار هي مالم���ح هذه امللحمة الوطنية التي ترويها هذه املؤلفات وتسجلها في تسلسل تاريخي أمني، والفض���ل في ذل���ك كله لهذا الش���اب الذك���ي الرصني لطفي ف���ؤاد نعمان معد هذه املؤلفات للنش���ر وجامعها ومعيدها إل���ى ذاك���رة القراءة والعص���ر، وهو – في س���بيل ذلك – لم ينقصه اإلصرار والطموح وال احلرص على أن يبقى بريق حركة األحرار أكثر ألقا وإشعاعا وأكثر حضورا في ضمير األجيال التي أفنوا حياتهما من أجل سعادتها وحريتها.
كلية اآلداب- جامعة صنعاء- صنعاء - 2006/7/7م> نص مقدمته للمؤلفات املختارة لألستاذ أحمد محمد نعمان. والقاضي محمد محمود الزبيري جمع وإعداد: لطفي فؤاد أحمد نعمان.. )حتت الطبع(.
كتابات النعمان والزبيري.. جذور الفكر النضالي الوطني:
قراءة املؤلفات تضع بني أيدي السياسيني جزءا حيا من تاريخ هذا الوطنمن المؤكد أن هذه المؤلفات المختارة من كتابات الزعيمين المناضلين األستاذ أحمد محمد نعمان، واألستاذ محمد محمود الزبيري، تأتي في أوانها لتؤكد حضورهما في وجدان الشعب من ناحية، ولكي تقدم لألجيال الجديدة صورة حقيقية وواقعية عن النضال الوطني في ظروف قاهرة في تاريخ اليمن من ناحية ثانية . وإذا كان العمل السياسي في السنوات األخيرة -وبعد إعالن الديمقراطية والتعددية الحزبية – يبدو متعثرا ومتباطئ الخطى فإن ذلك يعود –من وجهة نظري- إلى أن المشاركين فيه لم يهتموا بالبحث عن الجذور األولى للعمل السياسي، وما رافقه من جدية وإصرار، وكيف أن الرجال العظام ال تصنعهم الظروف االستثنائية المواتية، وإنما
تصنعهم الحوادث والشدائد وتصقلهم التجارب واآلالم.
} هذه الكتابات لم تكن سرية أو مطوية.. بل منشورة ومتداولة منذ أواخر الثالثينيات
} الرجالن بطال قضية ولم يكونا تاجرين واليعمالن في شركة مساهمة تتجاذبها املنافسات والتزاحم على األرباح
أ. أحمد محمد النعمانمحمد محمود الزبيري
د. عبدالعزيز المقالح
} انتقال االستاذين الزبيري والنعمان
مــــــــن تعــــــــز إلــــــــى عدن شكل منعطفا
هاما في تاريخ احلركة الوطنية والشعب اليمني
العملة قبل وبعد الثورة..تطورات نقدية وظهور أول عملة وطنية
فتحت ثورة الـ26 منم سبتمبر 1962م أفاقا رحبة، في كافة المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية، فهي بالفعل ثورة إنسانية تنموية انتصرت للحق ولإلرادة الشعبية في كافة مناحي الحياة.. وتعد العملة الوطنية شكل من أشكال السيادة الوطنية، ورمز لالستقالل من التبعية االقتصادية والمالية، فقبل العام 1962م عاش ما سمي بشمال الوطن اوضاعا مالية صعبة خالل الحكم اإلمامي، في ظل عدم وجود عملة خاصة في البالد، فقد كانت الوحدة النقدية التعامل بها رسميا )التالر( النمساوي الفضي طراز )ماريا تريزا( التي أسمى رياال، وهو قطعة من الفضة المضروبة عام 1780م التي تزن حوالي 28 جراما، كما أن انجلترا وبلجيكا والنمسا وشركات خاصة ومؤسسات حكومية في تلك الدول، قد صكت )الماريا تريزا( واستخدمته في تعامالتها التجارية، وهو ما يعني خضوع تلك العملة القتصاديات عدد من الدول الكبرى، وبالتالي تأثر االقتصاد أو شبه االقتصاد الذي كان موجودا في اليمن أبان الحكم اإلمامي )بيت المال( باسعار الفضة عالميا، واحتياج بعض الدول احيانا
لسحبها )المارياتريزا( من السوق المحلية.
إعداد: عبدالحميد الحجازي
الريال العماديبع���د ع���ام 1926م قام اإلمام يحيى بن حميد الدين بصك كمية من الرياالت الفضية اخلاصة في اليمن، سميت )بالريال العمادي( نسبة الى كنية اإلمام يحيى )العمادى(، وحدد سعر صرف الريال العمادي معاال )للتالر(، وكان الريال )العمادي( يقس���م الى اربعني بقشة، وقد صكت محليا قطع نقدية مساعدة من الفضة فئة )20، 10، 5، 4، 2.5، 2( بقشة، الى جانب صك قطع أخرى من النحاس واألملانيوم من فئة )بقشة، نصف بقشة( كما وجدت عمالت أخرى غير )التالر( كالدوالر واجلني���ه االس���ترليني، باإلضافة الى ظهور رياالت ذهبية س���عودية
للتداول النقدي من حني آلخر.
الشلنأم���ا فيما كان يس���مي بالش���طر اجلنوبي احملتل م���ن اليمن، فقبل قيام ثورة س���بتمبر 1962م، لم يكن لعدن أمر احملميات عملة خاصة به���ا، وكان���ت العملة املتداول���ة في ذلك الوقت )الروبي���ة الهندية( في الفت���رة م���ن 1839-1952م، في حني كانت هناك عملة أخرى س���ميت ب�)الشلن( أو )شلن شرق أفريقيا(، والروبية والشلن عملتان اصدتها بريطانيا ملس���تعمراتها في الهند وش���رق أفريقيا.. واستمر )الشلن( العملة الرئيسية في عدن حتى عام 1964م، إضافة الى الريال الفضي
)ماريا تريزا(، الذي ظل متداوال في الكثير من مناطق اجلنوب.
النظام املاليخض���ع س���عر )مارياتريزا( بالس���عر العاملي للفض���ة، ففي مراحل االزده���ار الفض���ي عن���د االرتف���اع احلاد في الس���عر العامل���ي للفضة، وارتف���اع س���عر ص���رف الريال بالنس���بة للعم���الت القابل���ة للتحويل حينه���ا، كان بحري تهريب قطع النقود وس���حبها من اليمن )ش���مال اليمن( من قبل البنوك في عدن والسعودية، وبالتالي احداث تدهور في النظام النقدي اإلمامي.. وبطبيعة احلال فإن النظام النقدي يعد انعكاس���ا للنظام املالي، والوضع االقتصادي الراكد في ذلك الوقت.. فق���د اعتم���دت مالي���ة اإلم���ام يحيى عل���ى ال���زكاة، وحق بي���ت املال.. ،الرس���وم اجلمركية على نقل الس���لع داخل البالد.. وهي ادارة نقدية ش���بيه باجلباي���ة غير املربوطة مبيزانية وبن���ود محددة، تعتمد على النظ���ام البدائي في التصدير والتوريد وحتديد مجاالت النفقات في
إطار ما يخصصه ويأمر به اإلمام.
الريال األحمديبع���د ع���ام م���ن تولي اإلم���ام احمد بن يحي���ى حمي���د الدين احلكم خلفا لوالده الذي قتل في ثورة 1948م، اس���تبدل اإلمام احمد الريال )العم���ادي( او اليحياوي بالريال )األحم���دي(، وكان نفس الريال في
قيمته ووزنه..وم���ع حدوث أزم���ات متتالية في الس���يولة النقدية، ح���اول اإلمام احم���د في عام 1960م االس���تعانة بالصني لطب���ع كميات من الرياالت لس���د العجز القائم حينها، واعتمد مبلغ مليون ونصف مليون جنيه
اس���ترليني لطباعة الريال وتداوله، لك���ن الطائرة التي كانت متجهة الى الصني لطباعة تلك النقود س���قطت في جب���ال القوقاز، وبالتالي
باءت كل محاوالت اإلمام أحمد بالفشل حلمل مشكلة السيولة.
انتصار البنك اليمنيبع���د انتص���ار ث���ورة 26 س���بتمبر واالطاح���ة بحك���م اإلئم���ة، كان الوض���ع االقتصادي واالجتماعي ال���ذي كان حينها ميثل عبئا كبيرا أم���ام حكوم���ة اجلمهوري���ة العربي���ة اليمني���ة، الت���ي س���ارعت جلعل مهم���ة ضب���ط النظ���ام املالي عل���ى رأس أولوياتها.. فف���ي 17 نوفمبر 1962م أعلن عن تأسيس البنك اليمني لإلنشاء والتعمير، برأسمال مختل���ط قدره عش���رة مالي���ني ريال، متتلك احلكوم���ة منه ٪51 وطرح بقية النس���بة لالكتتاب العام، وحددت اه���داف ومهام البنك بتطوير االقتص���اد الوطن���ي، وحتوي���ل مش���روعات التطوي���ر االقتصادي في البالد، وممارس���ة عمليات التجارة اخلارجية والعمليات املصرفية.. وتزامن تأس���يس البنك اليمني لإلنش���اء والتعمير مع تش���كيل جلنة للنق���د، الت���ي قامت باصدار أول عملة نقدي���ة وطنية، وهي عبارة عن ري���ال ورقي وريال فضي، والريال الفضي اس���تخدم ب���دال من الريال
اإلمام���ي، باس���م )الري���ال اجلمه���وري(، أما الري���ال الورق���ي فقد بدأ التداول فيه عام 1964م.
وزير اخلزانةكان عبدالغن���ي عل���ي أول وزي���ر خزان���ة بعد قيام ثورة س���بتمبر، حيث حملت توقيعه أول عملة ورقية تصدر في اليمن، بصفته رئيسا للجنة النقد التي حتدثنا عن تشكيلها، في حني كان أول عملة ورقية م���ن فئ���ة الري���ال )20 مليون ريال(، وق���د بدأت في التداول في ش���هر م���ارس عام 1964م، وفي نفس الش���هر نزلت للتداول ورقة نقدية من فئ���ة )10 ري���االت(، وكان الري���ال اجلمهوري الورقي حينها يس���اوي ٪93 م���ن قيمة وحدة الس���عر اخلاصة لصن���دوق النقد الدولي، وهذا الس���عر يع���ادل قيمة الدوالر األمريك���ي طبعا للوزن والعيار الس���ائد
الذي حدد في يوليو من عام 1964م..واس���تمرت العملة الورقية للجمهورية العربي���ة اليمنية )حينها( ف���ي الصدور مقاب���ل العملة الفضي���ة والعمالت األجنبي���ة، فيما كان اجلزء األكبر من االصدار يتم مقابل ودائع باالسترليني في احلساب
اخلاص باليمن لدى البنك املركزي املصري.
جوع نقديبن���اء عل���ى اتفاقي���ة حكومي���ة ب���ني اجلمهوري���ة العربي���ة اليمنية وجمهوري���ة مصر العربي���ة، فقد جرى في مص���ر يونيو 1963م صك مبل���غ ثالث���ة ماليني من الرياالت اليمنية اجلدي���دة، ومت اعداد القطع النقدي���ة اجلديدة م���ن فئة الريال الواحد ب���وزن 18 غراما، من معدن الفضة املخلوط باألملانيوم، وضربت في نفس الوقت عملة مس���اعدة م���ن فئ���ة )20-10-5-2-1-2/1( بقش���ة.. وبإص���دار القط���ع النقدية اجلدي���دة حاولت حكومة اجلمهورية العربية اليمنية في ذلك الوقت حل الكثير من االشكاليات، ومنها القضاء على )اجلوع النقدي( الذي ترتب نتيجة الس���حب والتهريب الدائمني للقطع الفضية الى خارج الب���الد، كما هدفت ثانيا إعاقة إكتناز وجتميد الفضة لدى الس���كان، باإلضافة الى التخلص من ضرورة االستيراد الدائم ملعدن الفضية.
فئات جديدةوفي عام 1971م مت اصدار عملة ورقية فئة )20 رياال(، وطبع 60 ملي���ون ريال منه���ا، وكذلك 50 مليون ريال من فئ���ة )50 رياال(، وهذا االص���دار للفئات النقدية اجلديدة جاء ليلبي حاجات البالد النقدية، والتطور االقتصادي النس���بي والناجت انتصار الثورة واجلمهورية وايزان���ا مبرحل���ة جديدة من االزدهار التجاري واالس���تثماري.. وفي ع���ام 1976م اص���در وألول م���رة البن���ك املرك���زي اليمني ورق���ة نقدية م���ن فئ���ة )100ري���ال( وحتت توقيع عزي���ز اليمن االس���تاذ عبدالعزيز عبدالغن���ي )محافظ البنك آن���ذاك(، وفي نفس الع���ام انزلت للتداول،
وطبع منها حوالي 600 مليون ريال.
الديناروف���ي نف���س الوق���ت أي ف���ي 1964م، ال���ذي صدرت في���ه أول عملة ورقية بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، اصدرت سلطات االحتالل ف���ي ع���دن عملة ورقية اس���متها )الدينار( أو دين���ار اجلنوب العربي، الذي حل محل الش���لن الش���رق افريقي، حيث اصدرته مؤسسة النقد للجنوب العربي كعملة لالحتاد الذي اقامته بريطانيا، كرد فعل على التفاعالت السياس���ية التي ش���هدتها الس���احة اليمنية بفعل الثورة السبتمبرية.. واستمر )الدينار( عملة جلمهورية اليمن الدميقراطية )س���ابقا(، والريال عملة للجمهوري���ة العربية اليمنية، حتى 22 مايو 1990م، إع���الن إع���ادة الوح���دة وقي���ام اجلمهورية اليمني���ة، وإعالن
الريال عملة موحدة للشطرين.
القوة الشرائيةان اصدار النقود املعدنية والورقية اجلديدة قد ساعد على ان تأخذ الري���االت الفضي���ة القدمي���ة طريقها ومبعدالت كبيرة نح���و االكتناز، ولعل ذلك ما يفسر واقع تلك الظاهرة التضخمية، كالتقلبات احلادة ف���ي االس���عار الداخلية، الت���ي ترتبت على اص���دار النق���ود الورقية، وفض���ال م���ن ذلك فإنه غالبا ما رفض الس���كان احملليون قبول النقود
اجلدي���دة، واس���تمر التداول قائما بالري���االت القدمية، لكن ما ان حل ع���ام 1964م حتى بدأ الهبوط املتواصل في القدرة الش���رائية للريال اجلديد وسرعان ما ارتفعت اسعار املواد الغذائية وسلع االستهالك
الواسع وانخفض سعر الصرف بشدة.فإذا كان س���عر الصرف الرس���مي )ا جنيه اس���ترليني = 3 رياالت( في الفترة 1963م - 1964م، فإنه انخفض في الفترة 1964م1968-م ال���ى ) 1 جني���ه اس���ترليني = 6 ري���االت(، ب���ل ان���ه في نهاي���ة 1968م وصل الى 9-10 رياالت مقابل اجلنية الواحد، ولعل ذلك االنخفاض يع���ود الى االصدار الواس���ع للنق���د الورقي دون تغطية ف���ي الواقع، وتشير االرقام الى معدالت زيادة االصدار ففي يوليو 1964 اجمالي املت���داول م���ن النقود وفقا لالحصاءات الرس���مية 15.3 مليون ريال، وف���ي ديس���مبر 1967م وصلت ال���ى 82 مليون ريال، ث���م ارتفعت في منتص���ف 1968م ال���ى 93.2 ملي���ون، وف���ي األول م���ن يونيو 1970م
بلغت 195.4 مليون ريال.
سحب الريال الفضياتخ���ذت وزارة اخلزان���ة ف���ي اجلمهورية العربي���ة اليمنية في 30 إبري���ل 1965م ق���رارا يقض���ي بس���حب الرياالت الفضي���ة القدمية من الت���داول واس���تبدالها بالنق���د اجلدي���د، وت���ال ذلك قرارا آخ���ر في 10 اغس���طس 1968م لس���حب الرياالت الفضية القدمي���ة وحتويلها الى
رصيد لتغطية النقود الورقية.
دولة الوحدةبع���د اعالن قي���ام اجلمهورية اليمنية في 22 ماي���و 1990م، بدأت اخلط���وات نحو توحيد العملة الوطنية )الريال(، وس���حب )الدينار( بالتدريج من االس���واق، وم���ع التطورات االقتصادي���ة واالحتياجات النقدي���ة اص���در البن���ك املركزي اليمن���ي في الع���ام 1996 ورقة نقدية فئ���ة )200ري���ال(، وف���ي الع���ام 1997م مت اصدار الورق���ة النقدية فئة )500 ري���ال(، وت���ال ذلك ص���دور فئة )1000 ريال( ف���ي العام 1999م.. وج���اء هذه الطبقات ألن الفئات الصغي���رة لم تعد تلبي االحتياجات املتنامي���ة لالقتص���اد الوطن���ي، وانع���كاس ذل���ك وتأث���ره باملتغيرات االقتصادية والسياس���ية واالقليمية والعاملي���ة.. والتي كان لها االثر الكبي���ر في التس���ريع بخط���وات االنتقال م���ن االقتص���اد املوجه الى االقتصاد احلر، الذي يعتمد على قوانني السوق، وحركة االستثمار، ال���ذي كان م���ن املؤمل ان يح���دث ازدهار اقتص���ادي، ميكن بالدنا من حتقي���ق انطالقته���ا االقتصادية، واخذ مكانتها ف���ي منظومة العوملة
االقتصادية العاملية..
< املراجع:- الدليل املعرفي اليمني - الدكتور أحمد اسماعيل البواب
- اقتصاد اجلمهورية اليمنية )فالدلني أ.جو ساروف( ترجمة الدكتور احمد علي سلطان.
Monday no. 1659 -24 Sept. 2012 - 7/ 11 / 1433 االثنني 24 سبتمبر 2012العدد 1659 املوافق 7 ذو القعدة 1433هـ عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر الخالدة8
اليمن اجلديد يعني حترير العقل من عوامل اإلحباط وكوابح اإلبداع العيد الخمسون لثورة سبتمبر الخالدة..
إن الحديث عن الثورة اليمنية المباركة ٢٦سبتمبر، حديث ال يمل فهو عظيم بعظمة الثورة وأهدافها النبيلة، التي جاءت لتحرير اإلنسان والوطن من براثين الجهل والتخلف وعقود الحكم
اإلمامي المستبد المنغلق والبعيد عن كل تطور وتقدم في شتى مجاالت الحياة.ذكريات تلك االيام منذ اندالع الثورة وما تالها من حروب ومواجهات مع فلول الملكية لتثبيت دعائم النظام الجمهوري وتحقيق االهداف التي قامت من أجلها الثورة.. شريط ذكريات تحتفظ
به ذاكرة من شاركوا وعايشــوا تلك االحداث، وقرروا بعد نصف قرن البوح بشجون هذه الذكريات، ألجيال تنعم بخير الثــورة والجمهورية لكنهم يجهلون احداثها في ظل
تجاذب بعض من يدعي النضال ألدوار وبطوالت اساءت لتاريخ الثورة وعظمتها.وفي هذه السطور ســنترك اعيننا ونشــنف آذاننا لتطالع محتوى هذا اللقاء مع المناضل اللواء محمد عبداهللا الفقيه الذي استرجع شريط ذاكرته الى االيام االولى للثورة وما تالها من احداث وذكريات جميلة وعظيمة في بعضها ومؤلمة وحزينة
عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة
كون نفسه بنفسه حتى وصل إلى رتبة مشير، وقد وصل هذا الشرخ إلى ذروته في منتصف يناير عندما اتخذ البيضاني احد يكن لم حيث القاهرة، إلى باملغادرة املتعجلة خطواته يتوقع وصوله، ثم بعد لقائه مع عبدالناصر، اعتزل في شقته
في إحدى ضواحي القاهرة. وقد رفض ان يدلي بتصريحات، ولكنه اقر في وقت الحق بوجود خالفات بينه وبني السالل، وكانت االحتماالت تشير إلى انه لم يتقبل بسهولة عزله عن املشاركة في السلطة وانه رمبا يفكر في استغالل العصبية السنية للتآمر على السالل، وفي نهاية يناير قام عبد الناصر بإرسال عامر مرة أخرى إلى أركان اجليش. ورئيس اليمنية الشؤون وزير برفقة صنعاء وما من شك ان السالل توقع انه ومنذ اآلن سيحكم سيطرته في بيته اليمني، ولكن على الرغم من ذلك أن مصر وافقت على أبعاد البيضاني، فقد أوضح عامر لـ»السالل« بأن عبدالناصر مادام قد دفع أجرة الزمار فمن حقه ان يطلب سماع النغمة التي أخــرا. وقام أمام السالل خيارا يريدها من السالل، ولم يكن الروس بتزويده بأربعمائة من الفنيني في الزراعة ومتديدات املياه وتوليد الطاقة إلى املصانع والبنوك والالسلكي، وكانت تقدمها ان ميكن التي املساعدة لنوع حــدود بالطبع هنالك يعلم متام السالل بكوبا جديدة وكان تغامر ان دون روسيا كان نفسه وجــوده فــإن القاهرة، ملطالب يستجيب ان العلم يعتمد على املصريني، وقد كانت الكلمة التي ألقاها بحضور املشير عامر بعد ايام قليلة من وصول األخير أشبه باإلعالن شيء هنالك يعود )لن الوضع ذلك على مبوافقته املأل على اسمه ميني، أو مصري أو عراقي أو سوري بل شعب عربي واحد بعاصمة واحدة وحتت زعيم واحد، جمال عبدالناصر(، وعندما أعلن عن إعادة التشكيل الوزاري في 18 فبراير، تأكد ايضا سعي عبدالناصر البيضاني ولكن فقط استبعاد ليس إلى توحيد اليمن فقد شمل هذا التشكيل تعيني وزيرا لشؤون
اجلنوب اليمني الذي يقصد به عدن واحملميات. وقد شرع عامر في إحداث تطوير لألداء القتالي، فأصر على إرسال تعزيزات أخرى من مصر وبدأ تنفيذ بعض العمليات قوة دخلت يناير نهاية وفي وحريب. مــأرب على لالستيالء مكونة من 120 مينيا إلى منطقة بيحان من اليمن، وحدثت على اثر ذلك بعض املناوشات املتقطعة مع القوات العدنية االحتادية واستمرت ملدة اسبوع، ثم سلم القائم بالعمال البريطاني في تعز مذكرة احتجاج ضد ذلك التعدي لم يؤبه لها. ولكن النظام اجلمهوري اصدر في 20 فبراير نفيا ان تكون القوات اليمنية الفدرالي(، وبالرغم من إلى ما يسمى أراضي االحتاد دخلت استمرار بريطانيا في التعامل مع املشكلة بدبلوماسية شديدة إجمالية قوة إلى الغازية حتى وصلت املفرزة تعزيز فقد مت نية في يكن لم انه فبراير، ومبا 23 في قوامها 300 جندي السالل االنسحاب، كما هو واضح، فقد أجبرت القوة القادمة 26 في املدفعية استخدام بواسطة التراجع على اليمن من فبراير بعد ان أعطيت انذارا نهائيا وأعقب ذلك إطالق نيران العدنية القوات اليمني من احلدود على املوتور من اجلانب االحتادية ووجهت طائرة مصرية من طراز ياك 2 نيران املدافع الرشاشة نحو مركز طبي بريطاني يقع على بعد ثالثة أميال
داخل حدود محمية عدن. وفي 28 فبراير قدم السالل احتجاجا إلى مجلس األمن يتهم فيه بريطانيا مبهاجمة اليمن بالدبابات والقصف اجلوي، ولكن في حقيقة األمر لم تستخدم أية دبابات ولم يفعل الطيران شيئا عدا إلقاء منشورات انذارية. وقد أوضحت بريطانيا هذا األمر او االحتــادي الطرفني لم يسمح الي من بأنه جيدا وتعهدت اليمني باستخدام أراضي االحتاد الفيدرالي كمنطقة انطالقا
للعمل ضد الطرف اآلخر. بنهاية تعهداته وصل قد اليمن في املصري اجليش كان فبراير 26 فــي مــأرب وقــد سقطت رجــل 20000 إلــى فبراير حسب البيان الصادر عن السالل الذي قال: إنه مت االستيالء عليها من قبل اليمن والقوات املصرية )وتطهيرها من املرتزقة الدكتور وصــل مــارس 1 وفــي والبريطانيني(، السعوديني »بنش« في عدن عندما وصل إليها في وقت ال حق وأنه شاهد جنودا مصريني في مأرب اليستطيع أن يقدر عددهم وقد تهرب من اإلجابة عن السؤال حول ما إذا كان السالل يحكم سيطرته على اليمن وبعد سقوط مأرب يبدو أن رجال القبائل التابعني خالل مقاومة دون احتلت التي حريب عن تخلوا قد لإلمام األسبوع األول من مارس. وبخسارة مأرب وحريب التي يكون اإلمام قد تكبد الهزمية واالنتكاسة اخلطيرة الوحيدة لتحقيق االستيالء عليهما انه لوال املصريون لكان البدر قد جنح في
العودة إلى صنعاء. ولــم حتــدث تــطــورات أخــرى مهمة في الشهر الــذي أعقب إنهاء هذا النقطة املناسب عند هذه سقوط حريب ولعله من
السرد ملجرى الصراع بني الناصريني والزيديني مسألة على منصبا اليمن خـــارج األكــبــر االهــتــمــام كــان 1962م أكــتــوبــر بــدايــة ففي اجلــمــهــوري بالنظام ــراف االعــتاعترفت بشرعية النظام األقطار الشيوعية بالنظام اجلمهوري ..في العالم العربي وجمهورية الصومال. وتشير السرعة التي املعايير إن إلى اجلديد بالنظام احلكومات هذه اعتراف مت ما فــان ، جيد وطني نظام وجــود هــي إليها استندت التي الدولي بالقانون إملامي من وبالرغم للغرب معاد هو اعرفه بصورة جيدة فإن ما أعرفه هو أن التصرف األكثر قبوال هو منح أي ثائر اعترافا )واقعيا( يطبقها في املناطق التي تقع النظام هذه السيطرة يلغي الكاملة، فإذا فقد حتت السيطرة اتوماتيكية االعتراف )الواقعي(، أما االعتراف الشرعي فيدخر فقط للحاالت التي يكون فيها واضحا امتالك النظام ملقومات السلطة الفاعلة واالستقرار. وهناك اعتقاد راسخ بإنه لم حتى بأي تنطوي )ال اإلعتراف باجلمهورية إجراء بصدد أي اآلن في ولكنها النظام، من عدائي موقف على األحــوال من حال طبيعة )إن أضــاف: ثم كلها(، البالد على احلكومة سيطرة النظام في اليمن هي شأن من شؤون اليمن الداخلية الصرفة، وإن موقف حكومة جاللة امللكة ينطلق من املبدأ الصارم في
عدم التدخل في النزاع الدائر في اليمن(.العربية باجلمهورية أعترفت املتحدة الــواليــات ولــكــن معاييرها أن إلى يشير رمبا وهــذا ديسمبر 19 في اليمنية التاسع القرن منذ عليه كانت عما تغيرت قد اإلعتراف ملنح من أداة اإلعتراف تعتبر املتحدة الواليات أن يقال إذ عشر، معني نظام عن الرضا على دليال فيكون السياسة- أدوات سياسة وتعكس تتوخاها.. أهــداف إلى للوصول وسيلة أو مثل احداث من خالل التغيير واضحا هذا وكان لبريطانيا، التنازل عن املسؤلية ألمريكا في بلدان كاليونان وتركيا وإيران في عام 1945م واالنسحاب من فلسطني في عام 1948م )وهو ما يفسره العرب بأنه عائد على الدعم األمريكي للصهيونية( واإلنسحاب من مصر والعراق وفضيحة السويس التي ميكن
إلقاء تبعتها بصورة اساسية على املوقف األمريكي. ويبدو أن السياسة األمريكية تعكس كذلك نوعا من امليل الذي كــان اإلجـــراء التحديثية، وإن مـــؤازرة االجتــاهــات إلــى أتخذته في حالة اليمن أن يكون نابعا من إهتماماتها املتعلقة بالعربية السعودية، التي يحكمها ملك ذو أفكار قدمية أيضا وتهدف األمريكية، مظلة احلماية األمــر حتت واقــع في وهو السياسة األمريكية إلى تأمني شيء من الصعب جدا حتقيق وإن ذلك على العربية األرض تعود عدم بسبب الغاية هذه من أكثر قــادر الناصر عبد أن يظن، كما إحتمال، هناك كان غيره على توفيره فترة من اإلستقرار يؤمل أن تكون مقترنة 21 في املصرية األهــرام وقد نشرت صحيفة التقدم، ببعض املتبادلة الرسائل اليمنية نص الثورة قبيل سبتمبر 1962م السابق، مايو شهر في الناصر وعبد كندي الرئيسني بني وتكشف هذه الرسائل إجتاهات التفكير األمريكي حول منط إلى كندي السيد أشــار حيث األوســط، الشرق في العالقات كل )إلــى املساعدة تقدمي في مستعدة املتحدة الــواليــات أن التي هي مصممة في حتقيق أهدافهم بلدان الشرق األوسط األساسية(. وإذا كانت كلمة )جيران( يقصد بها بصورة خاصة والعربية السعودية واجلنوب العربي، ريثما يتحقق إستقالله
عن بريطانيا، يجب أال تلتهم من قبل عبد الناصر وكان رد عبد الناصر مهذبا وحازما.. في الوقت نفسه أوضح الناصر عبد وخاصة العرب، ينظر كيف كندي للرئيس فيه رسالة حقا كانت لقد الفلسطينية، املسألة إلى واملصريون، مستبصرة، ولكنني ال أستطيع إال أن أقتبس بعض عباراتها ان موقفنا من إسرائيل ليس عقدة مشحونة بالعواطف.. واذكر في في هذا املجال أن سلفكم الرئيس »دوايت أيزنهاور« قال لي عندما كان لي شرف لقائه في نيويورك في 26 سبتمبر 1960م علنية بتصريحات يــدلــون كــانــوا الــعــرب الساسة بعض أن متشددة في موضوع فلسطني ثم يتصلون باحلكومة األمريكية
يخففون من وقع تشددهم قائلني إن تصريحاتهم كانت موجهة قضية هــي فلسطني قضية إن الــعــربــي.. احمللي لإلستهالك يعيشها الشعب العربي بكامله كواقع وليس بإعتبارها شحنة األصل ))إن رسالته: ختام في عبدالناصر وقــال عاطفية((، واألساس هنا هو موقفي ونظرتي كوطني عربي، كواحد من
ماليني الوطنيني العرب((.الرئيس كتب 1962 نوفمبر من الثالث األسبوع وخــالل »كندي« إلى كل من عبدالناصر والسالل وامللكني سعود وحسني يعرض عليهم مساعيه احلميدة للوصول إلى الدولة األخرى، وبهذا يضمن استمرار )الوضع الراهن( في اجلزيرة العربية، وكان آنذاك لليمن احترامه ملعاهدة صنعاء لعام 1934م وأن يقوم عبدالناصر بانسحاب على مراحل من اليمن؛ وأن يسحب امللك حسني قواته من اململكة العربية السعودية )كان قد اتفق مع سعود على إنشاء هيئة أركان مشتركة(؛ وأن يسحب امللك
سعود قواته من اليمن. ولم يكن أن لهذه الشروط تطبيقها، حيث أرسلت تعزيزات مــصــريــة كــبــيــرة إلـــى الــيــمــن بــعــد إعـــتـــراف أمــريــكــا بالنظام الرئيس إستشارة عــدم على اإلمــام أحتج وقــد اجلمهوري، «كندي« له باعتباره رئيس احلكومة الشرعية في اليمن املعترف »الكولونيل البدر اإلمام أخبر املتحدة، وقد الواليات في بها مكلني« بأنه يعتقد أن عبد الناصر يخدع األمريكيني وأعترف
قد كــان نفسه هــو بأنه ـــبـــل عبد ق مـــــن خــــــدع الناصر والسالل. وقال ــــــرؤوس ال إن أيــــضــــا عبد بــــركــــاب تــتــعــلــق يصلوا لــكــي الــنــاصــر العربي الـــعـــالـــم ــــى إلمباشرة غــيــر بطريقة يستطيعون ال ــهــم ألنيخترقوا أن مبفردهم العالم العربي بسهولة، وكانت اخلطة األصلية بــخــصــوص الــيــمــن قد سوريا فــــي وضـــعـــت وكان 1958م عــام فــي وعبد الـــبـــدر حـــاضـــرا الـــنـــاصـــر و»تـــيـــتـــوا«، اخلطة تـــلـــك وكــــانــــت يـــقـــوم أن تـــقـــتـــضـــي بإنشاء املــــصــــريــــون حتالف وثيق مع اليمن وأن ذلك سيمثل قاعدة للقيام بأنشطة سياسية وعسكرية كخطوة أولى العربية تــفــتــيــت نــحــو وتقويض ــســعــوديــة الالبريطاني الــــوجــــود الفارسي، اخلــلــيــج فــي الروابط تضعف وبذلك العربي اجلـــنـــوب بـــني والـــغـــرب ويــكــســب عبد وقال املنطقة، الناصر عبدالناصر إن البدر: كان يأمل أن يضع يده عــلــى جـــزء مــن أمـــوال الــنــفــط، وكـــتـــاب عبد الــنــاصــر يــؤكــد صدق
هذا القول.عــــــنــــــدمــــــا أعـــــلـــــن اعترافهم ــكــان األمــريأن مازال واضحا كان الـــنـــزاع مــســتــمــر على وأن الــــواقــــع، ارض لديه زال مـــا اإلمــــــام ــيــر مـــن املـــواقـــع ــكــث الأكثر من مجرد قلعة أو »السيد وكـــان إثنتني هيث« محقا إ‘لى حد ما الوضع وصــف عندما فــبــرايــر 1963م 4 فــي محسوما )ليس بأنه التي الكافية بالدرجة وبعد االعتراف(، تبرر اللورد وقــــف يــومــني »هوم« وكيل اخلارجية اللوردات مجلس فــي السياسة يــــقــــول:)إن عليها درجـــــت الـــتـــي جاللة امللكة هو أال يتم بأية حكومة االعتراف يدها تبسط عندما إال ــة على ــعــال ف ـــصـــورة ب
البالد(.فيه أغلقت الــذي التاريخ وهو فبراير، 17 تاريخ وحتى املفوضية البريطانية في تعز بعد إشعار من السالل بإغالقها الذي الوضع في حقيقي تغيير أي يحدث لم اسبوع، خالل اإلمام أصبح وضع التقريب، وجه على ولكن آنفا، عرضناه
اقوى مما كان عليه قبل ذلك بشهرين. ولم تعلن بريطانيا اعترافها، ولها بعض احلق في ذلك -كما اعتقد- حتى بعد أن خسر اإلمام مارب وحريب، فال بد أنه كان ما زال يحتفظ بساحة ال بأس بها من البالد ويبدو أن املؤكد انه مازال يلقى قدرا من التأييد حتى في األراضي التي حتت اإلحتالل املصري. ثم انه ال بد أن يكون النظام اخلارج على السلطة السابقة هو الذي يبسط سيطرته الفعلية لكي يستحق قال مارس غربيا، وفي 20 وليس جيشا الشرعي، االعتراف خاضعة االعتراف معايير إستيفاء مسألة إن »هيث« السيد اآلن للتفكير، ولم تكن املسألة كم من الوقت ظل النظام قادرا على الصمود بقدر ما هي مسألة الظروف القائمة في البالد ومدى سيطرة النظام عليها )إن عالقتنا بالبلدان األخرى هي
إحدى العوامل التي نأخذها بعني االعتبار طول الوقت(.كإمام البدر محمد توج عندما فيقول: سمالي ديفيد أما جديد في صنعاء في 19 سبتمبر 1962م فور وفاة والده كان هناك ما ال يقل عن أربع مؤامرات حتاك ضده من أبرزها اثنتان باألعمال القائم بواسطة املصريني من ودعــم بوحي كانتا املصري في صنعاء. كانت إحداها تضم مجموعة من الضباط الشباب بقيادة املالزم عبد املغني الذي تلقى تدريبا على يد
املصريني، وكانت األخرى من نسج رئيس اركان البدر وصديقه )اللواء( جنرال – البريجادير الكبرى ثقته وموضع احلميم في العسكري تدريبه تلقى فحام إبن السالل، وهو الله عبد العراق ويدين للبدر بالكثير مبا في ذلك مركزه وحث باطالق سراحه ألن البدر الذي كان يشاطره حماسه لعبد الناصر أقنع اإلمام احمد باإلفراج عنه من زنازين سجن حجة، حيث أمضى سبع سنوات بعد اتهامه بالتآمر، وباملقابل كان السالل على
وشك اإلطاحة بولي نعمته ومحاولة قتله. ورغم أن اإلمام تلقى ثالثة إنذارات عن املؤامرات املتعددة التي حتاك ضده فقد أقر جتاهلها جميعا، إذ كانت له بعكس جرأة قــدأبــدى وكــان الثقة، إلــى ميالة ودودة طبيعة والـــده وعزمية أثناء مترده 1955م وعبأ قبائل بكيل للزحف لنجدة اإلمــام احمد كان يحتقره رغم والــده احملاصر في تعز ولكن استعداده الرساله في بعثات إلى اخلارج. ولم يكن األب يبالي
أبدا بإخفاء شعوره ذلك. وبسبب ذلك كانت تنتاب البدر حاالت طويلة من اإلكتئاب أنه كان في اخلامسة يحاول اخلالص منها بالشراب، ورغم كان فقد أخرى ناحية ومن مترهال بدينا كان فقد والثالثني يكره أباه خلبثه وكان مصمما أال يستهل عهده بسفك الدماء، وأنى له أن يدرك أن تردده سيسبب سفكا للدماء أكثر بكثير
مما جرى في ظل أبيه.
عندما 1959م في قصيرة لفترة البالد حكم البدر تولى كان والده يستشفي في إيطاليا وحاول أثناءها تطبيق بعض النظريات التي تشربها في القاهرة: أعلن عتق بعض العبيد الطيبة نواياه ولكن في احلكومة، اإلصالحات ودشن بعض فسرت لألسف بالضعف وأدت وعوده فقط إلى إثارة الشهية للمزيد، بينما أثارت سخط العناصر الثورية الكامنة، واضطر إلــى نصابها األمــور للعودة على عجل وإعــادة اإلمــام أحمد تنصيبه خطبه فــي الــبــدر وكـــرر اجلـــالد، سيف باستخدام ووعوده ونواياه القدمية الطيبة لعام 1959م، وحدد عددا من اإلصالحات التي ينوي تطبيقها فورا من أجل إقامة حكومة كفؤة وعادلة، وفي الوقت الذي كان يخطب فيه كان املتآمرون يحضرون للقضاء عليه، وعندما مت حتذير البدر من خطط عبد
املغني والسالل. كانت ردة فعله متهاونا كما كان متوقعا، وبدال من أعتقال الذي السالل بإستئارة قام والده كان سيفعل كما املتآمرين السالل قــام اإلمـــام ســالمــة ضــمــان وبحجة ببساطة طمأنه بتركيز دبابات اجليش وعرباته املدرعة القليلة حول العاصمة حيث سيطر عليها بصورة سريعة عبد املغني وأنصاره. وكان السالل الذي لم يكن مشتركا في مؤامرة عبد املغني ينوي رغم ناصر ولكن السلطة إلى للوصول كوسيلة إستخدامها ذلك
بواسطة قائمة باألعمال كان يسيطر على املجموعتني معا.سبتمبر 26 ليلة وفــي ضربتهم. املتآمرون ضرب البدر عقد املساء ذلك ففي الـــوزراء ملجلس اجــتــمــاعــا فــي قــصــر الــبــشــائــر، الذي للعهد كــولــي يشغله كـــان وكــان من فيه. البقاء وآثــر السالل يكون أن الطبيعي استأذن ــكــنــه ول حـــاضـــرا عــنــد نــهــايــة اإلجــتــمــاع في والنصف العاشرة الساعة منزله. ومضى إلــى وذهــب اإلمام إلى شقته في الدور العلوي بصحبة عمه- والد احلرسي يحيى – زوجــتــه وبينما اخلــدم. من وإثنان الردهات بــإحــدى كــان ميــر متجها إلى غرفته تقدم من وراء أحد األعمدة جندي من حرس القصر يحمل رشاشا صغيرا وحاول إطالق النار على البدر من اخللف. ولكن حلسن احلظ فإن الرصاص لـــم يــنــطــلــق مـــن الـــرشـــاش. وهرع اإلمام إلى غرفته فور على الضغط سماعه صوت الزناد وهو صوت يستطيع بينما ــة، بــســهــول ــزه ــي متــيتغلب احلرسي واخلدم على
احلارس.ـــــــور إنـــتـــهـــائـــهـــم من وفبدأ الذي الرجل إستجواب إنفجار دوى معتوها لهم عنيف وأخترقت قذيفة جدار الدور في وإنفجرت القصر الدبابات وبــــدأت األعـــلـــى. متمركزة حول كانت والتي صــنــعــاء بــنــاء عــلــى أوامـــر عبد ويستخدمها الــســالل محاصرة وفـــــي املـــغـــنـــي، القصر وقصفه، ومع إنهيار إختفى لذلك نتيجة املبنى امللكي، ولكن رجال احلرس رشاشا صغيرا أخذ اإلمــام وأطلق منه بضع طلقات من املهاجمني. صــوب الــنــافــذة تــلــك عــالمــة هامة وكـــانـــت فعالة- غــيــر كــانــت وإن –املقاومة. أو الـــدفـــاع عــلــى واحلرسي الـــبـــدر شـــق ثـــم طريقهما إلى الدور األرضي احلرس من إثنني بصحبة وعبدين وخــادم املختصني نفسه الوقت وفي زجنيني، إيفاد مــــن اإلمـــــــام متـــكـــن للنجدة يائس بنداء رسول إلــى الــســالل، وأعـــاد رئيس األركـــان الــرســول مــع تأكيد
على التأييد واملساندة.أرسلوا املتمردين ولكن أيــضــا رســالــة إلــى السالل يطلبون منه اإلنضمام إليهم. ووافق السالل ولكنه طلب مقابل ذلك أن يكون رئيس اجلمهوري اجلديدة وهو شرط قبله عبد شعر فحاملا املغني. عبد نهاية بتلك وكانت بسرعة. املغني في القبائل ملقاتلة أرسله إليه بحاجة يعد لم بأنه السالل
خوالن حيث قتل لتوه تقريبا.على املتمردون استولى لالنقالب األولــى الساعات وفي وأستولوا دموية. معركة بــدون يس ولكن األسلحة مخازن إنتصارهم نبأ منها آذاعــوا التي اإلذاعــة محطة على كذلك وأضافوا إن ا إلمام مات حتت أنقاض خرائب القصر. وسمع البدر إلذاعة وأدرك أنه يجب أن يهرب فورا. وإذا ما إستطاع فرمبا حوله من الزيدية القبائل وتعبئة بأمان اجلبال بلوغ أمكن إنقاذ اإلمامة. وسيضطر ألن يترك وراءه زوجتيه وأبنته، لن عربا- ايضا كانوا الذين املتمردين- أن يعلم كان ولكنه يجرؤوا على مسهن بسوء وغادرت مجموعة البدر الصغيرة القصر واحدا تلو اآلخر من شارع خلفي نسى املتمردون أن النهار مختبئة في منزل صديق يحرسوه، وقضت املجموعة
حيث بدلوا مالبسهم وقاموا بالتنكر. املدينة خـــارج إلــى طريقها املجموعة شقت الليل وفــي وكانوا الغربي. الشمال إلــى األقـــدام على سيرا وتوجهوا املدن تــفــادوا ــذا ل عنهم يفتشون اجلمهوريني أن يــعــرفــون لإلمام موالني األهالي حيث اجلبلية القرى صــوب ومضوا التي البدر بنية له لشخص بالنسبة الرحلة مضنية وكانت
نعمت بفعل سنوات الكسل والدعة.للخيانة من لقد تعرض بالقوة والعزم. ولكن احلنق أمدة وعبد السالل بهما: وثقة إعجابا يكون ما أكثر كان رجلني
وال كسله عن تخلى لذلك وبــإدراكــه الناصر. مــبــاالتــه الــقــدميــة لبعض الــوقــت على األقـــل ، وأغلب الظن أنه تخلص من أوهامه إلى األبد. كلما مضى شماال اإلمام أتباع وتزايد عدد عبر املناطق القبلية وحتى حرس قصره الذين إليه. لإلنضمام تقاطروا الــهــرب مــن متكنوا وعندما وصل إلى حدود السعودية في أقصى الشمال الشرقي بعد ثالثة أسابيع من اإلنقالب كانت حتت تصرفه قوة من عدة آالف رجل يزداد عددها يوما بعد يوم. وبعد زيارة قصيرة عبر احلدود إلى جيزان حيث لقى إستقباال حارا من حاكمها ورسالتي تأييد من امللك سعود وامللك حسني، ملك األردن، عاد البدر إلى شمال غربي كهوف بعض في لقيادته مقرا وأتخذ اليمن جبل القارة، شمال شرقي مدينة حرض. ومكث هناك الثالث السنوات التالية.وكان أفراد بيت حميد الدين ينظمون أثناءها املقاومة في شمال املنفى في أكثرهم كان أن بعد البالد وشرقي يشغلون مناصب دبلوماسية في أوربا وأمريكا إلى طــــاروا بــاإلنــقــالب سماعهم فـــور ولكنهم مدينة في مجلسا وعقدوا السعودية العربية جنران على احلــدود. ،حيث كانوا يعتقدون أن بن عمه احلسن األفــراد إنتخب مــات قد البدر عاما وخمسني ستة العمر مــن البالغ يحيى يشغل كما يدعي عادة – إماما. كان احلسن – عند قيام الثورة منصب مندوب اليمن في األمم
املتحدة بنيويورك.أو الظن وأغلب القبائل، بني رفيعة يتمتع مبكانة وكــان من املرجح أن بعض األفــراد كانوا يفضلونه على ابن أخيه، قيد احلياة تخلى عن يــزال على ال البدر أن فور علمه ولكن الذي عينه لقبه اجلديد وعرض خدماته على اإلمام الشرعي رئيسا للوزراء ونصبه وليا للعهد ليخلفه في اإلمامة في حالة
وفاته.ــذي جــرى فيه ــدأ اإلحــتــالل املــصــري فــي نفس الــوقــت ال وباإلنقالب تقريبا، وبعد ساعات قليلة من إذاعة بيان املتمردين بينما إلى صنعاء املصري اجليش من متقدمة مفرزة طارت إندالع قبل قد أجرت مصر أنها ال شك – كانت قوات أخرى الثورة ترسوا بإسلحتها ودروعها في ميناء احلديدة وتشق تقدر األساسية الغزو قوة كانت العاصمة.. إلى برا طريقها أثني إلى زادت ما بحوالي ثالثة آالف رجل، ولكنها سرعان عشر ألف رجل. وفي إبريل التالي كان عدد اجلنود املصريني في فــورا بدأ فعال طيران يساندهم سالح رجل الف ثالثني
قصف القرى في املناطق امللكية بقنابل ثقيلة ثم بالغاز. وفي مواجهة الغزو املصري والتهديد الذي شكله ملراكزهم اخلاصة أيد ملكا السعودية واألردن اإلمام. وقدم امللك سعود مدربني حسني امللك وأوفـــد واإلمــــدادات واألسلحة األمـــوال األمريكية املــســاعــدات جميع فــإن للملكيني تأييده يسحب
لألردن ستتوقف. وسارعت األمم املتحدة والواليات املتحدة معا في اإلعتراف باحلكومة اجلمهورية وكان قرار األمم املتحدة نتيجة إلقتراح تقدمت به مصر وأيدته الدول الشيوعية والكتلة األفرو آسيوية، وجاء إعتراف الواليات املتحدة في 19 ديسمبر1962م وال تزال دوافعه غامضة. وقلما كان النظام اجلديد مؤهال وفقا للقانون الدولي. إذا وصل إلى السلطة بإنقالب وكان يسيطر فقط على وكانت البالد. مساحة نصف من أقــل وعلى السكان نصف بديال جاء أنه اجلديد النظام إدعى التي الشرعية احلكومة لها تقاتل بضراوة. ورأت حكومة الواليات املتحدة أن قرارها كان منطقيا رمبا ألن اجلمهوريني كانوا يسيطرون على مراكز املواصالت ولكن أسبابها بدت غير مقنعة. فلم تكن حيثيات بدت غير مقنعة على األقل للجنرال السويدي »فون هورن« الذي تولى فيما بعد قيادة قوات املراقبة التابعة لألمم املتحدة في اليمن إذ كتب يقول " لقد أعتقدت دائما وال أزال أن وراء هذا القرار األمريكي املنطقي في ظاهره تكمن سياسة أبعد غورا العربية، اجلزيرة من جنوب البريطانيني إخــراج إلى تهدف في النفطية األمريكية املصالح توسيع في بالرغبة وتتصل
شبه اجلزيرة العربية((.واألغـــــرب مــن ذلـــك أن الـــواليـــات املــتــحــدة مــارســت أقوى الضغوط على بريطانيا لتحذوا حذوها في خطوة من الواضح أنه البريطانية. حتى املصالح مع كليا تتعارض أنها متاما املوضوع. درســـت اخلــارجــيــة وزارة أن للدهشة املثير مــن شكل ال التي واحلقيقة تامة بجدية درسته ذلك من واألكثر باحلكومة اجلمهورية كانت ستعترف بريطانيا أن فيها هي بيلي مــن السعيد التدخل لــوال مباشرة األمريكيني أثــر فــي ماكلني بالصدفة كان وهو عضو في البرملان آنذاك عن دائرة عندما السعودية العربية اململكة إلى بزيارة يقوم أنقرنس اليمن. وأثناء بقائه هناك تلقى دعوة من الثورة في إندلعت امللكيني من خالل عالقاته بالسعوديني لزيارة ا ليمن واإلطالع على أألوضاع بنفسه. وسافر ماكلني إلى اليمن وقابل اإلمام ــام بــجــوالت واســعــة في واألطـــالع على األوضـــاع بنفسه، وقمناطق امللكيني ونتيجة لذلك أرسل برقية إلى رئيس الوزراء السير إليك دوجالس هيوم ثم قابله شخصيا عند عودته إلى كما – أن األمام لم ميت البرقية واملقابلة إجنلترا. وذكر في يصر اجلمهوريون – بل أنه على العكس متاما يتمتع بتأييد واسع بني القبائل ويسيطر على جزء عريض من البالد ويقود أية اجلمهوريني يظهر ال وضخمة عنيدة معارضة حــركــة قدرة في التغلب عليها، رغم العون العسكري املصري الكبير والواسع لهم. ولغيظ األمريكيني قررت حكومة صاحبة اجلاللة
عدم اإلعتراف بالسالل.اليمن في األشهر إلــى بــزيــارات أخــرى وقــام بيلي ماكلني الالحقة بدعوة من امللكيني ليرى املدى الكامل للتأييد الشعبي املدنيني ضد املصري األجرامي والقصف به يتمتعون الذي ينالوا أن فــي يأملون امللكيون ــان وك التأييد، ذلــك إلخــمــاد التأييد أو على األقل التعاطف من بلد غربي ما بعد أن سلمته تخللت التي الــفــتــرات وفــي ســائــغــة(( ))لقمة املتحدة األمم زياراته ناقش ماكلني مع الكولونيل ديفيد سترلنيج مؤسس الضباط واألفراد إمكانية جتنيد بعض قوات اجلو اخلاصة السابقني في تلك القوات كمرتزقة في صفوف امللكيني. وكانت الكولونيل الكتائب هو قائدا سابقا ألحدى أقنع أن النتيجة جيم جونسون بالتخلي عن وظيفته في شركة لويدز للتأمينات وإفتتاح مكتب في لندن لتنظيم إستيعاب املتطوعني ومسائلهم الفترة تقريبا القتال. وخالل هذه اإلداريــة وجتهيزهم مليدان اليمن إلى أرافقه أن علي وأقترح تلفونيا ماكلني بي اتصل على نفقة السعوديني ألعد تقريرا لألمير فيصل، ولي العهد،
حول الوضع العسكري.فــي صنعاء اجلــديــدة اجلمهورية كانت األثــنــاء تلك وفــي إلى احلكم عن التي تصل األنظمة تستهل عهدها على غرار السالل ــرأس وت . للمعارضة دموية بتصفية الــثــورة طريق في شخصا عشرين إعــدام وجــرى األولــى احملاكمات نفسه التاليني األسبوعني في ثم خمسني شخصا األولــني اليومني املالكة. واضطرت موجة أفــراد من األســرة من ضمنهم ثالثة أنها أدعــت التي اإلعــدامــات حتى صــارت احلكومة اجلديدة أطاحت بنظام إستبدادي مسؤولية عن إعدامات تفوق ما قام
به أي من األئمة.اإلعتراف )الشرعي( ال يصح أن يعطى ما دامت الدولة ذات
السيادة السابقة تواصل الكفاح الفعلي..اليمنية وتعريف اجياله الثورة هذا ما دونة االجنبي عن
الالحقة بها
تعليق:الشعب أختاره الذي اجلمهوري النظام وإجهاض اليمنية الثورة محاربة بدأ الفقر واملرض ولكن و فيها اجلهل لقرون عدة ساد األئمة اليمني بعد معاناة حكم إرادة الشعب اليمني ومبعاونة إخوانهم في مصر حطموا قيود الطاغية التي كبلهم
بها لفترة طويلة.اليمني الوطن من جلزء اإلحتالل من عاما )129( بعد اإلستعمار ورحل كما الثورة ألع���داء التآمرية املخططات ك��ل فشلت اليمن أرض وعلى وب��األم��س واجلمهورية والوحدة. واليوم نرى من خرج ينادي بعودة عجلة التاريخ إلى الوراء من دعاة اإلمامة بأننا نقول له وباللغة الفارسية التي قد يكون بحاجة إلى تعليمها
بعد دحره وإفشال مخططه التآمري.
< الشيخ عبدالله سالم الصباح وشعبهمن أول الداعمني لليمن وثورته
عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر الخالدة
محطات في طريق الدفاع عن الثورة والجمهورية
وإن بحث���ا في الدفاع عن الث���ورة واجلمهورية وبعد انقضاء خمسني عاما على قيام الثورة اليمنية املجيدة، لن يكون من اليسير على الباحث أن يختزل خمسة عقود حافلة بس���جل متعدد الصيغ النضالية دفاعا عن الثورة واجلمهوري���ة والوحدة في ورقة، إال أن يش���ير فيها إلى أبرز محطات هذا الس���جل الدفاعي بإمياءات سريعة، و إال أن يع���ول على إثرائ���ه بالعودة إلى الوثائق املرجعية
للثورة واجلمهورية .وحس���ب هذه الدراس���ة الت���ي أعدها الباح���ث واملفكر الدكت���ور أحمد محمد األصبحي عضو مجلس الش���ورى أن تس���هم من خالل هذا العرض الس���ريع ملسيرة الدفاع ع���ن الث���ورة واجلمهورية في الوقوف بجي���ل اليوم بناة املس���تقبل عل���ى نض���االت ومواق���ف وأدوار وتضحيات املؤسس���ني، والبن���اة اآلب���اء م���ن األول الرعي���ل جي���ل واس���تحضار صرخت���ي : اجلمهورية أو املوت، والتأكيد عل���ى ض���رورة التواصل ب���ني األجيال باعتباره الش���رط ال���الزم الس���تمرارية حركة النهوض احلض���اري، والقوة
الدافعة لبناء مين جديد ومستقبل أفضل. احملطة األولى
ش����هدت اليمن من����ذ ثالثينيات القرن العش����رين تنامي الرفض لطبيعة احلكم اإلمامي االس����تبدادي ألسرة حميد الدين، التي احتكرت السلطة بيد شخص اإلمام، وأطبقت العزل����ة عل����ى البالد، وحال����ت دون االنفت����اح على العصر، وعادت التحديث، وخنقت املعارضة، ورفضت كل محاولة لتأس����يس الدول����ة احلديثة م����ا جعل الش����عب يرزح حتت وطأة التخلف واجلهل والفقر واملرض.. حتى لقد نش����رت إح����دى الصحف األمريكية خبرا ع����ن قيام الثورة اليمنية يصور لنا حقيقة احلياة التي كان يعيش����ها ش����عبنا قبل
الثورة، وكيف ينظر إليه في العالم اآلخر.. تق���ول مجل���ة )التامي مجازين( في عم���ود صغير: " إن بلدا نائيا يقع في جنوب اجلزيرة العربية اس���مه اليمن قامت فيه حركة انقالبية، وأصبح هذا البلد يسير حثيثا
في طريقه إلى القرن الثالث عشر امليالدي!!..."إرهاصات قيام الثورة
إن وضع���ا مزري���ا عان���اه ش���عبنا في ظل حك���م اإلمامة املس���تبدة، ل���م يك���ن ليقبله ش���عبنا، وهو وضع غي���ر قابل للبق���اء واالس���تمرار.. فكانت بعد مح���اوالت النصح لإلمام ث���م حركة الرفض لتلك األوض���اع أن جاءت أولى محاوالت التخل���ص من النظ���ام اإلمامي املس���تبد املتحج���ر، متمثلة بثورة 1948، والتي استهدفت تأسيس نظام دستوري، ثم قيام حركة 1955م بقيادة الش���هيد أحمد الثاليا، ثم توالت االنتفاض���ات ف���ي صفوف اجلي���ش، وفي املناط���ق القبلية، وف���ي العملية الفدائية للش���هيدين عبد الل���ه اللقية ومحمد العلف���ي للقضاء على الطاغي���ة اإلمام أحمد وفي مظاهرات طلبة مدارس صنعاء وتعز.. وقد ش���كلت هذه االنتفاضات إرهاص���ات لقي���ام الث���ورة، وزادت احلرك���ة الوطني���ة ق���وة وتنظيم���ا.. وأصب���ح تنظي���م الضب���اط األح���رار م���ن أه���م التط���ورات ف���ي تلك احلرك���ة، وعام���ال من عوامل احلس���م في تفجير ثورة الس���ادس والعشرين من سبتمبر 1962م. والت���ي ج���اءت تعبيرا عن إرادة الش���عب بأهدافها الس���تة لتغيي���ر الواق���ع اليمن���ي في جمي���ع مجاالت احلي���اة، وقد مت اختي���ار الزعيم عبد الله الس���الل قائدا للثورة ورئيس���ا
للجمهورية.. ومت تشكيل مجلس قيادة الثورة بزعامته.وأعلنت الثورة فور قيامها أهدافها الستة التالية:
1. التحرر من االس���تبداد واالس���تعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق واالمتيازات
بني الطبقات.2. بن���اء جي���ش وطني قوي حلماية البالد، وحراس���ة
الثورة ومكاسبها.واجتماعي���ا اقتصادي���ا الش���عب مس���توى رف���ع .3
وسياسيا وثقافيا.4. إنش���اء مجتمع دميوقراطي تعاوني عادل، مستمد
أنظمته من روح اإلسالم احلنيف.5. العم���ل عل���ى حتقيق الوح���دة الوطني���ة في نطاق
وأردفته����ا بالبي����ان األول للثورة، فتح����ددت هوية الثورة، وخياراتها العامة، والتي متثلت داخليا بالقضاء على احلكم الف����ردي املس����تبد والنفوذ األجنب����ي، وإقامة حك����م جمهوري الف����وارق إزال����ة وطن����ي دميوقراط����ي، أساس����ه االجتماع����ي واالمتي����ازات ب����ني الطبق����ات، وبتحقيق العدال����ة االجتماعية، ومنع االحتكار واالستغالل، وإحداث ثورة ثقافية وتعليمية، وإقام����ة تنظي����م جماهيري يحم����ي الثورة، وميك����ن املواطنني من املش����اركة في ش����ؤون احلك����م، ومراقبة أجه����زة الدولة في
أعمالها، والعمل على حتقيق الوحدة اليمنية.وعلى املس���توى القومي أعلن���ت الثورة خيار اإلميان باألم���ة العربي���ة والعمل عل���ى حتقيق الوح���دة العربية، وإقام���ة عالق���ات أوث���ق م���ع ال���دول العربي���ة املتح���ررة، وتدعي���م اجلامع���ة العربي���ة، وزي���ادة فعاليته���ا ملصالح
األمة العربية.وعلى املس���توى الدول���ي، اختارت الث���ورة االنضمام إلى حركة عدم االنحياز، ومحاربة االس���تعمار والتدخل األجنبي بجميع أش���كاله والتقيد مبيثاق األمم املتحدة، وإقام���ة عالقات م���ع جميع الدول التي حتترم اس���تقالل
البالد وحريتها.وألول م���رة تلقى الثورة ضد اإلمامة جتاوبا ش���عبيا عارما فما أن أعلن املذيع من راديو صنعاء: هنا صنعاء، إذاع���ة اجلمهورية العربية اليمني���ة.. حتى هبت جموع املواطن���ني ف���ي ش���مال الوط���ن وجنوبه مؤي���دة، وملتفة ح���ول الث���ورة املبارك���ة، والنظام اجلمه���وري.. من فئات الطلبة والعمال واملش���ايخ والعلماء والتجار، والزعماء
السياسيني حلركة األحرار الذين توافدوا من اخلارج..وتدفق���ت جم���وع املتطوع���ني لالنخ���راط ف���ي احلرس الوطن���ي فور تش���كيله ف���ي األس���بوع األول م���ن أكتوبر
1962م.ورحب���ت الكثير من الدول الش���قيقة والصديقة بقيام اجلمهوري���ة الفتية ب���دءا باعت���راف اجلمهورية العربية املتحدة في 29 س���بتمبر 1962م. ثم االحتاد الس���وفيتي ف���ي أكتوب���ر 1962م، وتوال���ت االعتراف���ات م���ن اجلزائر وس���وريا، وتونس والعراق، ولم ينتصف ش���هر نوفمبر
إال وقد اعترفت باليمن أكثر من 35 دولة، وقبل مندوبها ف���ي األمم املتح���دة ف���ي 20 ديس���مبر 1962م. واعترف���ت الوالي���ات املتح���دة األمريكية وكندا واس���تراليا بالنظام
اجلمهوري في 19 ديسمبر 1962م.مصر تلبي النداء
وتأخ���ر اعت���راف بعض الدول العربية وإيران وفرنس���ا وبريطاني���ا بالنظ���ام اجلدي���د.. وش���جع ذل���ك عل���ى ع���ودة احلس���ن بن اإلمام يحيى من الوالي���ات املتحدة إلى اململكة العربية الس���عودية الش���قيقة وتنصيب نفسه إماما لليمن ب���دال عن الب���در املخلوع، ثم م���ا لبث أن تنازل ل���ه باإلمامة ف���ور وصول���ه مطاردا م���ن اليمن ف���ي 13 أكتوب���ر 1962م. والذي قام بحشد القوى اإلمامية الستعادة عرشه مدعوما باإلمكانات واخلبرات اإلقليمية والدولية، األمر الذي جعل حكومة الثورة تطلب مد يد العون من اجلمهورية العربية املتح���دة، ولب���ت مص���ر عبد الناص���ر الطلب فورا بإرس���ال ق���وات مصري���ة، ومعون���ات عس���كرية ملواجه���ة املوق���ف، ووصل���ت طالئع من الق���وات املصرية إلى مين���اء احلديدة وتتالى الدعم العسكري املصري حتى وصل حجم القوات املصرية إلى س���بعني ألف جندي، وقد كان إلس���هام الشعب العرب���ي املصري ف���ي دعم الث���ورة أثر كبير ف���ي حمايتها، حي���ث تش���كلت ف���ي صنع���اء قي���ادة له���ذه الق���وات موازية ومتكامل���ة مع قي���ادة جيش الث���ورة اليمني���ة، بينما كانت قي���ادة الث���ورة اليمنية قد س���ارعت إلى بن���اء نواة للجيش الوطني من املتطوعني الذين انخرطوا في احلرس الوطني متوافدي���ن بعش���رات اآلالف م���ن تع���ز ومناط���ق احلجري���ة وع���دن وإب وحلج وأبني ومناطق يافع وردفان والصبيحة واملناط���ق ووص���اب ورمي���ة وحضرم���وت واحلواش���ب الوسطى ويرمي، حيث مت استقبالهم وتدريبهم في معسكر التدري���ب بقي���ادة امل���الزم محمد اخل���اوي... وتكونت منهم س���رايا احلرس الوطني ... كم���ا تدافعت جموع املتطوعني من البيضاء ورداع واحلدأ ومراد وحاشد... وتكونت منهم قوات اجليش الش���عبي.. فيما فتحت عدة كليات ومدارس عس���كرية، ومنها الكلية احلربية، وكلية الشرطة، ومدرسة املظالت، ومدرس���ة الصاعقة، ومدرس���ة املدفعية، ومدرسة
الدروع، ومدرسة اإلشارة.ومت تش���كيل بع���ض األلوي���ة، وابتعاثه���ا للتدري���ب والتأهي���ل في اجلمهورية العربي���ة املتحدة، ومنها لواء النصر، ولواء الث���ورة، ولواء الوحدة، وبعض من أفراد
املظالت والصاعقة.وتداعت جماهير الشعب من أرجاء الوطن للدفاع عن الث���ورة واجلمهوري���ة في أول وأكب���ر اصطفاف وطني.. وج���ادوا مبا لديهم م���ن الغالي والنفيس، وأقدم كثيرون مم���ن ميلك���ون س���يارات وآليات على وضعه���ا في خدمة
املجهود العسكري..وانتظم���ت قوات الدفاع ع���ن الثورة في ثالثة خطوط دفاعية تتغير مواقعها حسب مقتضيات املعارك.. تشكل فيه���ا اخلط الدفاعي األول عل���ى امتداد حرض – صعدة – مج���ز – الصف���راء – ب���رط، ثم فيما بع���د إلى اجلوف...
وامت���د خ���ط الدف���اع الثان���ي م���ن مناطق واحملابش���ة والش���رفني وكح���الن حج���ة إلى مناطق حاش���د وحرف سفيان.. وكان يه���دف إلى دع���م اخل���ط األول واالحتفاظ به���ذه املناط���ق... أم���ا اخل���ط الثالث فهو خ���ط الدف���اع ع���ن صنع���اء، وميت���د م���ن كوكب���ان – بوع���ان – جبل النبي ش���عيب إلى بيت مران والصمع في أرحب، وبيت الس���يد في بني حش���يش وتنعم وجحانة
في خوالن، وحتى نقيل يسلح...دور متميز للحركة الوطنية
النضال، وحترق فلول املرتزقة.وطوال الس���نوات اخلم���س األولى للث���ورة حققت القوات املسلحة واجليش الشعبي، والقوات العربية من أبن���اء مصر، اصطفاف���ا ثوريا وقاتل���وا جنبا إلى جنب في صف واحد كأنهم بنيان مرصوص في وجه أع���داء احلرية واحلي���اة الكرمية، وقدم���وا الكثير من الش���هداء والتضحيات اجلس���ام، وأس���قطوا رهانات األع���داء اخلاس���رة الت���ي هدف���ت إل���ى إخم���اد الثورة
والقضاء على اجلمهورية.محطة الدفاع الثانية
تش���ير الدراس���ة إلى أن تفجير ثورة الرابع عش���ر م���ن أكتوبر 1963م، ونيل االس���تقالل في الثالثني من نوفمب���ر 1967مثل محطة الدفاع الثانية عن ثورة 26
سبتمبر حيث يقول :م���ن املصادف���ات النضالي���ة الت���ي ال حت���دث إال مل���ن يس���تحقها، أن���ه قب���ل يوم���ني من قي���ام ثورة الس���ادس والعش���رين من س���بتمبر 1962م، كان النضال الوطني ف���ي عدن قد بلغ أوج���ه حلظة قرر املش���روع البريطاني ض���م عدن إل���ى بقي���ة الكيانات متهي���دا لقيام مش���روع االحتاد العربي، إذ س���ارعت الق���وى الوطنية متضامنة للتص���دي لذل���ك املش���روع، مس���تجيبة لدع���وة املؤمت���ر العمالي، وحزب الشعب االشتراكي للزحف إلى املجلس التش���ريعي، واحليلولة دون انعقاد جلس���ته التي تقرر عقده���ا لضم عدن إلى اإلحت���اد املزيف، وعلى الرغم من إقدام اإلدارة البريطانية على استخدام القنابل املسيلة للدم���وع، وإطالق الن���ار على املتظاهرين وس���قوط عدد م���ن الضحايا واجلرحى، واعتقال عدد من قادة احلركة الوطنية ومن عموم املتظاهرين، بل واس���تخدام طائرة الهليوكوبتر إليصال أعضاء املجلس إلى مقر االجتماع، فق���د ظل���ت املظاه���رات متواصلة، وعم���ت االضطرابات مدينة عدن.. وأطلقت الصحافة على تلك األحداث بأنها ثورة، وقد توافقت مع قيام ثورة الس���ادس والعش���رين م���ن س���بتمبر 1962م الت���ي انطلق���ت من صنع���اء لتجد صداه���ا بفت���رة وجيزة ف���ي قيام ثورة الرابع عش���ر من
أكتوبر 1963م في اجلنوب احملتل.
توحيد حركة النضاللقد غيرت الثورة الس���بتمبرية مجرى النضال ضد االستعمار في اجلنوب احملتل، حيث أججت الشعور
الوطني، وألهبت حماس اجلماهير، وهيأت املناخ الذي مهد لقيام الثورة األكتوبرية، بدءا بفتح معسكر لتدريب احل���رس الوطن���ي الذي اس���توعب جم���وع املتدفقني من املناط���ق اجلنوبي���ة دفاعا عن الثورة في ش���مال الوطن،
وعقد العزم على إشعال الثورة في جنوب الوطن.وف����ي 1963/3/24م عقد ف����ي صنعاء لقاء حضره أكثر من ألف شخص من ممثلي حركة القوميني العرب وحزب الش����عب االش����تراكي، وعدد كبي����ر من اجلن����ود والضباط األحرار الذين تركوا اخلدمة العسكرية في جيش اجلنوب احملت����ل، كما ض����م اللقاء عددا من رج����ال القبائل والعمال واملوظف����ني الذي����ن ترك����وا مناطقهم ووظائفه����م وأعمالهم ف����ي اجلن����وب، ونزح����وا إل����ى الش����مال اس����تجابة لن����داء حماية الثورة الس����بتمبرية.. ومت ف����ي ذلك اللقاء اخلروج ببي����ان يدعو كل التنظيمات السياس����ية والفئات الوطنية إل����ى االلتق����اء في جبه����ة واحدة توحد حرك����ة النضال في اجلنوب احملت����ل، وأردف البيان بخروج املجتمعني بقرار االستمرار في العمل اجلبهوي على قاعدة الكفاح املسلح حت����ى التحري����ر، وتش����كيل اجلبه����ة حت����ت كل الظ����روف، واالتفاق على تس����ميتها باس����م اجلبه����ة القومية لتحرير اجلن����وب اليمني احملت����ل.. فيما أعقب قي����ام هذه اجلبهة نش����وء منظم����ة حترير اجلن����وب احملتل م����ن كل من حزب الش����عب االش����تراكي ورابط����ة أبن����اء اجلن����وب العرب����ي، ومجموعة من املش����ايخ والس����الطني، وقررت في اجتماع له����ا مبقر اجلامع����ة العربي����ة بالقاهرة ف����ي 1964/7/5م، النضال املقدس ضد االس����تعمار البريطاني، ومت التوقيع بع����د ذلك على دس����تور املنظم����ة، وتكوين قي����ادة عامة، ثم عقدت أول مؤمتر لها في تعز في مايو 1965م. ثم الثاني في يوليو من العام نفس����ه، وف����ي ذلك الوقت طرحت فكرة الدم����ج لهذه املنظمة باجلبهة القومية في كيان سياس����ي واحد حتت مس����مى "جبه����ة حترير اجلن����وب اليمني" في 13 يناي����ر 1966م. غي����ر أن الغالبية العظم����ى من قيادات اجلبهة القومية وقواعدها رفضت قرار الدمج، وانسحبت ف����ي نهاية 1966م، وكانت ق����د اتخذت من مدينة تعز مقرا لقيادته����ا، فيما مت تش����كيل جهاز من الضب����اط املصريني
ملساعدة قيادة اجلبهة القومية في مهامها النضالية.الثورة تعم اجلنوب
وأيا كانت مس���ارات احلوار ب���ني املناضلني تتأرجح بني الدم���ج واالفتراق فإنها تلتقي على تصعيد النضال ض���د املس���تعمر احملت���ل.. فبعد ان���دالع الثورة املس���لحة ف���ي 14 أكتوبر 1963م. بقي���ادة اجلبهة القومية من قمم جب���ال ردفان الش���ماء، على ي���د املناضل الش���هيد راجح ب���ن لب���وزة، عمت الث���ورة عم���وم اجلنوب احملت���ل.. وقد وف���رت ثورة الس���ادس والعش���رين من س���بتمبر الس���ند والقاع���دة النطالقة ث���ورة 14 أكتوبر .. والتحم كل أبناء اليم���ن في اصطفاف وطني رائع في منازلة االس���تعمار، وفتح���ت جبه���ات القت���ال في مختل���ف مناط���ق وجوده، وكانت اجلماهير هي احملرك األساس والداعم للعمليات الفدائي���ة الت���ي أقضت مضاجع االحت���الل، وهزت كيانه
خاصة عملية حصار مدينة كريتر في 1967م. بعد نكسة حزيران، إثر التمرد العس���كري في أرم بوليس )الشرطة املس���لحة(، حي���ث ق���ام بعض الس���جناء بأعمال تكس���ير الس���جن ومحتويات���ه، واس���تولوا على األس���لحة فيه... وتفاقم���ت األوض���اع، واس���تمر احلصار ملدة أس���بوعني، قطع���ت خالله���ا خدم���ات الكهرب���اء واملي���اه ع���ن س���كان املنطق���ة، ونت���ج ع���ن احلصار مقت���ل الكثير م���ن اجلنود البريطاني���ني الذين كانوا يحاولون التس���لل والهرب من مدين���ة كريتر، وكان الفدائيون يطاردونهم في الش���وارع ... واس���تقدم االجنليز فرقا عس���كرية خاصة )الشياطني احلمر(، وأعطيت صالحيات واس���عة في قمع املواطنني، األمر الذي أدى إلى اش���تداد املقاومة واتساعها في كافة احملافظ���ات اجلنوبي���ة بعد أن كان���ت محصورة في عدن .. وتصاع���د الكف���اح املس���لح حتى مت ج���الء آخر جندي بريطان���ي نهائي���ا ف���ي 30 نوفمب���ر عام 1967م، وتس���لم اجلبه���ة القومي���ة مقاليد احلكم، ون���زوح جبهة التحرير
إلى الشطر الشمالي.احملطة الثالثة
ي���رى الباح���ث أن ملحم���ة حرب الس���بعني يوم���ا من املع���ارك التاريخي���ة التي ال تختلف ع���ن بدايات الثورة، والتي تأكدت فيها وحدة الشعب اليمني، ووحدة احلركة الوطنية في الدفاع عن الثورة والنظام اجلمهوري، حيث تع���د هذه امللحمة خامتة املعركة الطويلة التي خاضتها الثورة من أجل تثبيت النظام اجلمهوري، واس���تمرارية الثورة .. وقدمت الدليل القاطع والبرهان الس���اطع على واحدي���ة الث���ورة اليمني���ة، وأنها قادرة عل���ى الدفاع عن نفس���ها، حلظة اضطرار عودة القوات املصرية الشقيقة إث���ر ح���رب حزي���ران 1967م. والت���ي انعكس���ت نتائجها
السيئة على مجريات األحداث في الساحة اليمنية.مؤمتر الالءات الثالث
عق���د مؤمت���ر القم���ة العربي���ة باخلرط���وم، واملعروف بالءات���ه الث���الث، ومت ف���ي ه���ذا املؤمت���ر بح���ث القضية اليمنية، والتوصل إلى قرار بتشكيل جلنة ثالثية )جلنة الس���الم( من كل من السودان والعراق واملغرب، برئاسة وزير خارجية الس���ودان محمد أحمد محجوب، وتركزت
مهمتها في:- اإلش���راف على االنس���حاب الكامل للقوات املصرية
من اليمن من قبل منتصف ديسمبر 1967م.- اإلش���راف على وقف اإلمدادات املادية والعس���كرية
املقدمة لإلمامة .- اإلشراف على إجراء استفتاء شعبي عام، يقرر فيه
اليمنيون ويؤكدون النظام الذي يرتضونه.- تش���كيل حكوم���ة ذات قاع���دة عريض���ة م���ن جمي���ع
األطراف املعنية.وقد توجهت اللجنة إلى صنعاء في 3 أكتوبر 1967م، والتقت القي���ادة املصرية، وتوجهت اجلماهير الغاضبة إل���ى مقر القيادة املصرية تعلن رفضها ملا جاءت به هذه
ومل���ا لم يكن للقيادة السياس���ية اليمني���ة رأي في اتفاق قم���ة اخلرطوم هذا، فق���د رفض رئيس اجلمهورية املش���ير عبد الله الس���الل مقابلة اللجنة مستندا إلى الرأي الغالب لدى القيادة اليمنية، والقائل بأنه ال مساومة، وأن السالح
هو احلكم بني قوى الثورة وبني قوى البغي والعدوان.وق���د تالحق���ت األح���داث بس���رعة، وقام���ت حرك���ة 5 نوفمب���ر 1967م، والتي رأى فريق كبير من اجلمهوريني لق���رارات وتوصي���ات مؤمت���ر اخلرط���وم، أنه���ا تنفي���ذ والت���ي تعني االستس���الم.. األمر الذي دفع ه���ذا الفريق إلى عقد اجتماع ضم القادة السياس���يني والعس���كريني، وقرروا الصمود وعدم التفريط في الثورة واجلمهورية،
وأعلنوا شعار: »اجلمهورية أو املوت«.غي���ر أن ق���راءة خاطئة ذه���ب إليها أع���داء الثورة، حني اعتقدوا أن ما حدث في 5 نوفمبر يش���كل انش���قاقا خطيرا ف���ي الص���ف اجلمه���وري، وأن���ه باإلضاف���ة إلى انس���حاب الق���وات املصري���ة، وع���دم إم���داد اجلمهوري���ني بالس���الح والذخائر واملؤن من املصريني وروس���يا، من ش���أن ذلك كله خلق الفرصة الس���انحة ألعداء الثورة في االنقضاض على النظام اجلمهوري، ورأوا أن يتبعوا خطة القفز من أقصى الش���مال إلى أس���وار صنعاء، غير عابئ���ني بوجود مناطق
جمهورية من ورائهم ليس لها أي تأثير أو موطئ قدم.بداية احلصار
وتقدم���ت جحاف���ل امللكي���ني املغ���رر بهم العاصم���ة ص���وب األجان���ب واملرتزق���ة صنعاء، وس���قطت بعض املدن مثل صعدة، وحوص���رت حج���ة، واحتل���ت املعس���كرات واملواق���ع الت���ي انس���حبت منه���ا الق���وات املصري���ة، وزحف���وا للس���يطرة على اجلبال احمليط���ة بالعاصمة لوضع اس���تحكاماتهم ومدافعه���م بعيدة امل���دى، وقط���ع الطرقات العس���كرية الثكن���ات الرئيس���ية، وض���رب اإلذاع���ة، محط���ة وضرب���ت واملط���ارات، واملنش���آت االقتصادي���ة واحليوي���ة، وقطع التموي���ن على صنع���اء، والقي���ام بعمليات تفجي���ر داخ���ل العاصم���ة إلحل���اق الرع���ب واإلرب���اك في صف���وف املواطنني، ومحاولة الدف���ع بالقبائ���ل احمليط���ة بصنع���اء إل���ى التم���رد .. وض���رب احلصار الش���رس على صنعاء األبية وبات س���قوطها قاب قوسني أو أدنى، وانسحبت كل السفارات فيما عدا س���فارتي الصني واجلزائر .. ولم يعد أمام قوى الثورة واجلمهوري���ة إال أن تعج���ل باتخاذ خطوات االصطفاف درج���ات بأقص���ى تس���تنفر اجلماهي���ر وأن الوطن���ي، االس���تنفار، وأن يزداد الصف اجلمهوري متاسكا لردع الهجم���ة الشرس���ة.. ف���كان الش���روع بتش���كيل حكوم���ة برئاس���ة الفريق املناضل حسن العمري في 21 ديسمبر
1967م. ووضعت خطة للدفاع تضمنت ثالث مراحل:املرحل���ة األول���ى: وتركز على الدف���اع حتى يصبح اجلنود جزءا من املواقع، يسندهم الطيران العسكري ف���ي يقتص���د وأن املهاجم���ني.. لتش���تيت جتمع���ات
استعمال الذخيرة.املرحل���ة الثاني���ة: وتعنى باإلغ���ارات ذات األهداف مواق���ع عل���ى الس���ريع واالنقض���اض احمل���دودة، اإلماميني، والتسلل خلف خطوط العدو إلرباك قواته وتدمير أس���لحته أو االس���تيالء عليه���ا، وفتح ثغرات في حتصيناته، واحتالل مواقعه في األماكن املرتفعة
على أن يتحولوا إلى مدافعني.ومت توزي���ع الق���وات عل���ى أربع���ة مح���اور، إال أنه ل���م يعمل بها، وت���رك التصرف والصالحي���ة لقيادات املواقع املباش���رة املواجهة للعدو، وباتت العالقة مع القي���ادات العلي���ا عالقة متوينية، ولتلق���ي املعلومات
عن سير املعارك، والتنسيق مع العمليات احلربية.ومت ضم���ن اخلطة تش���كيل مجلس للدفاع الوطني م���ن مدني���ني وعس���كريني أخذ عل���ى عاتق���ه جملة من
املهام منها:- التدريب على السالح واملشاركة من قبل املقاومة الش���عبية واجليش الشعبي بصورة إيجابية وفعالة
إلى جانب القوات املسلحة.ب���ني واالس���تهالكية الغذائي���ة امل���واد توزي���ع -
املواطنني دون أي إرباك.كاف���ة ض���د وحتصينه���ا اجلماهي���ر توعي���ة -والنظ���ام الث���ورة م���ن الني���ل الهادف���ة اإلش���اعات اجلمه���وري، ومحارب���ة النع���رات الطائفي���ة، وتعقب
هبة رجل واحدلقد هبت جماهير الشعب في شطري الوطن هبة رجل واحد لفك احلصار املض���روب على العاصمة، وتقاطرت أع���داد كبي���رة م���ن احملافظ���ات اجلنوبية لالنخ���راط في اجلهد احلربي، وفي املقاومة الشعبية التي كانت توجه لفت���ح طري���ق صنعاء – تع���ز، ثم اجتهوا إل���ى احلديدة، وش���اركوا ف���ي اجله���د النضالي الش���عبي لفت���ح طريق
احلديدة – صنعاء...وكان���ت اجلبهة القومية بعد االس���تقالل قد س���ارعت إل���ى تأييد إخوانهم املناضلني ف���ي صنعاء، وفي فبراير اليم���ن جي���ش ق���وات م���ن وحدت���ان احت���دت 1968م، اجلنوب���ي مع فصائل اجليش اجلمه���وري للهجوم على رج���ال القبائ���ل اإلمامي���ني على حدود بيح���ان على طول
نقاط التماس املشتركة في ذلك التاريخ.ف���ي ولع���ب اجلي���ش الش���عبي دورا مهم���ا وب���ارزا التص���دي حملاوالت األعداء في مناطق عديدة من مناطق اجلمهوري���ة، وفتح عدة جبهات لتش���تيت قوات اإلمامة وضرب جتمعاتها، وقط���ع خطوط إمداداتها في مناطق صع���دة، وحج���ة وح���رف س���فيان، ورداع وبن���ي مط���ر، وغيره���ا م���ن املناطق، ولعبت ش���خصيات قيادي���ة دورا
نادرا بطوليا أمثال عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان.وكان للمثقف���ني واألدب���اء والفنان���ني دور املش���اركة الفاعل���ة ف���ي أعم���ال املقاوم���ة الش���عبية، وف���ي التعبئة املعنوي���ة، في املواقع، وفي ش���وارع العاصمة وأحيائها وهم يكتبون لإلذاعة والصحافة، ويصدحون باألناشيد واألغان���ي النضالي���ة، غي���ر مبال���ني بالقص���ف املدفع���ي،
وزخات الرصاص التي متطرهم بها آليات العدو.وكان للمرأة دور نش���ط في أعم���ال املقاومة من خالل وجودها في مصنع الغزل والنس���يج، وفي املستشفيات ومواق���ع العمل ب���وزارة الصح���ة.. وأبل���ى اجلميع بالء حس���نا في املقاومة والتصدي للهجمة امللكية الشرس���ة كل في موقعه.. ويعتبر جبل نقم مفتاح صنعاء، وله أعد امللكي���ون عدته���م، وجمعوا له ق���وات العمالة واالرتزاق، واملدافع���ة، املهاجم���ة الق���وات حش���د م���ن الب���د وكان ومواجه���ة العدو في املواقع واالش���تباك معه بالس���الح األبي���ض... وكان للطي���ران املدن���ي دور بطول���ي رائع إذ ق���ام بنق���ل الذخيرة واملواد األساس���ية م���ن احلديدة إلى صنع���اء بصورة مس���تمرة على الرغم م���ن املخاطر التي كان يتع���رض له���ا م���ن نيران الع���دو، وكان���ت الطائرات تهبط في بعض احلاالت في ش���وارع صنعاء مغامرة من
الطيارين الذين يصرون على إيصال املدد للمدافعني.واس���تطاعت قوات الث���ورة واجلمهوري���ة أن تخترق احلصار املس���تحكم في عدة جبهات وأن تس���تولي على األس���لحة وتلقي القبض على األس���رى بعد كل اش���تباك في الس���هول واجلبال، وسقط العديد من الشهداء، وقدم الكثي���ر م���ن التضحي���ات في صم���ود ملحم���ي على مدى س���بعني يوما حتى فك احلص���ار املضروب على صنعاء، ودحرت ق���وى العدوان امللكية ومعه���م املرتزقة األجانب ي���وم 8 فبراي���ر 1968م. وه���و ي���وم فت���ح طري���ق صنعاء – احلدي���دة. وهجوم املدافعني ع���ن العاصمة على مواقع
امللكيني في املرتفعات احمليطة.معونات عسكرية
يؤك���د الباح���ث عل���ى ال���دور الذي لعب���ه بعض األش���قاء واألصدقاء في دعم ومس���اندة الثورة اليمنية، وفك احلصار عن العاصمة صنعاء ويقول: ال ننس���ى لألش���قاء واألصدقاء مواقفهم الداعمة واملساندة التي أسهمت في فك احلصار..
> فبعد اس���تقبال الرئيس جمال عب���د الناصر الوفد اجلمه���وري ال���ذي توج���ه إل���ى بي���روت ملقابل���ة اللجن���ة الثالثي���ة، أمر عبد الناصر وزير حربيته بتجهيز معونة عسكرية مكونة من ذخائر وأسلحة خفيفة قدرت مبليون
طلقة، وقطع أسلحة خفيفة ومتنوعة.> وأرسلت سوريا الشقيقة طيارين لقيادة الطائرات اليمنية، واالش���تراك في معارك الدف���اع عن صنعاء، كما
قدمت بعض األسلحة اخلفيفة واملؤن العسكرية.> وأمد االحتاد السوفيتي صنعاء احملاصرة بالعتاد احلربي والوقود والغ���ذاء واخلبراء والطائرات املقاتلة والقاذفة والنقل، وشارك الطيارون السوفيت في املعارك
على مشارف صنعاء.> واس���تقبلت صنع���اء احملاص���رة وف���دا جزائري���ا برئاس���ة الش���ريف بلقاس���م، والذي كان له أثره املعنوي
في نفوس السكان واملدافعني عن صنعاء.لقد مثلت ملحمة السبعني يوما قمة الدفاع التاريخي عن الثورة واجلمهورية قمة التالحم بني جماهير الشعب وق���وى الثورة واجلمهورية، مس���قطني بهذا التالحم كل حس���ابات األعداء، ورهاناتهم اخلاس���رة ليبق���ى النظام
اجلمهوري راسخا رسوخ عيبان ونقم.
عرض : أحمد الجبلي
من الطبيعي لثورة كالثورة اليمنية التي فجرها شعبنا صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر 1962انتصارا لكرامته، وتعبيرا عن إرادته وتتويجا لنضاالت حركته الوطنية منذ ثالثينيات القرن الماضي- أن يكون لهذه الثورة مشروعها السياسي واالجتماعي واالقتصادي والثقافي.. والذي أفصحت عنه أهدافها الستة بمؤشراتها الحضارية التي نراها اليوم حقائق ماثلة للعيان، ونعيشها تحوالت كبرى ، تتأكد بها عظمة الثورة وديمومة عطائها،
الشاهدة على القدرة الدفاعية لشعبنا عن الثورة والجمهورية والوحدة، والمعبرة عن إرادته الثورية البناءة.
اجلمهوري النظام تثبيت أجل من الثورة خاضتها التي الطويلة املعركة خامتة السبعني.. ملحمة {واس���ت���م���راري���ة ال����ث����ورة.. وق���دم���ت ال��دل��ي��ل ال��ق��اط��ع وال���ب���ره���ان ال��س��اط��ع ع��ل��ى واح���دي���ة ال���ث���ورة اليمنية} ج��م��اه��ي��ر ال��ش��ع��ب ف���ي ش��ط��ري ال���وط���ن ه��ب��ت ه��ب��ة رج���ل واح����د ل��ف��ك احل��ص��ارع��ل��ى ص��ن��ع��اء وتقاطرت ل����الن����خ����راط ف�����ي اجل����ه����د احل�����رب�����ي وامل�����ق�����اوم�����ة الشعبية أع���������داد ك���ب���ي���رة م�����ن احمل����اف����ظ����ات اجل���ن���وب���ي���ة
احلرگة الوطنية مبختلف أحزابها وتنظيماتها لعبت دورا رافدا مبد القوات املسلحة في خطوط الدفاع املختلفة بالقدرات القتالية وبالتعبئة املعنويٹ
} املشير السالل رفض مقابلة " اللجنة الثالثية " للتأكيد بأنه ال مساومة وأن السالح هو احلكم بني قوى الثورة وقوى البغي والعدوان
عبدالناصر وبعض رجاالت القبائل في صنعاء
Monday no. 1659 -24 Sept. 2012 - 7/ 11 / 1433 االثنني 24 سبتمبر 2012العدد 1659 املوافق 7 ذو القعدة 1433هـ عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر الخالدة12
اليمن اجلديد يعني بناء العالقات املجتمعية على أسس حضارية جديدة العيد الخمسون لثورة سبتمبر الخالدة..
Monday no. 1659 -24 Sept. 2012 - 7/ 11 / 1433 ?¼±¥≥≥ …bFI�« Ë– ∑ o�«u*« ±∂µπ œbF�«≤∞±≤ d³L²³Ý ≤¥ 5MŁô« عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة13
rýUž —ULF²Ý«Ë r�Uþ w�U�≈ rJŠ s� ‚U²F½ö� …—uŁ d³L²³Ý ≤∂شذرات من شخصية وحياة قائد الثورة اليمنية ٢٦سبتمبر ١٩٦٢م علي عبدالمغني
والجاه والحسب النسب عظيمة اسرة من انحدر والمال والنضال فهو علي محمد حسين أحمد يحيى
علي محمد عبدالمغني زيد بن عامر.الجد الشيخ زيد بن عامر انتقل من بني حديجة في إب محافظة السدة مديرية بناء وادي الى الحداء وكان يملك ثروة طائلة من المال والماشية واكتسب االراضي الزراعية الكثيرة في المنطقة وبنى له حصنا على قمة جبل الحبالي ال يزال منه طابقان قائمان حتى
االن، له من االبناء ثالثة محمد وناصر ومحسن.الجند في وتوفي الجند لمخالف أميرا كان محمد ودفن في جامع الجند وال يزال قبره موجودا حتى اآلن
ظاهرا للعيان.وناصر كان وزير االمام المهدي بما يقابله اآلن رئيس (محافظة الشام لمخالف أميرا كان ومحسن وزراء قام عبدالمغني محسن ناجي الشيخ حاليا)، صعدة السدة مديريتي من واجالهم االتراك ضد بثورة من ليطهرها يريم الى الثوار مع وتحرك والنادرة صنعاء من وصلت قد كبيرة قوة فواجه االتراك الدورين االتراك وقصف يريم.. في فاستشهد
العلويين من داره وال تزال آثار المدافع ظاهرة حتى اليوم الدار موجود في قرية نيعان.
الشيخ صالح عبداهللا يحيى علي محمد عبدالمغني عم أمرا يقطع ال يحيى االمام وكان عمته زوج الشهيد عشرات من وثيقة وهذه اليه الرجوع بعد اال مهما االمام يوجهها كان التي لدينا الموجودة الوثائق
يحيى اليه ليطلب منه النصح والمشورة.علي عبدالمغني قائد الثورة بشهادة رجال عظماء
محمد االستاذ المصرية السفارة باعمال قائم الى بها يبعث التي كان تقاريره قال في عبدالواحد وثائق اسرار كتاب من نسخة منها وتوجد بالده الثورة ان علي عبدالمغني هو زعيم الضباط االحرار
وقائد الثورة.ووثائق «اسرار كتاب الفوا الذين االحرار الضباط التنظيم الثورة» قالوا ان علي عبدالمغني كان قائد باإلجماع من أسس التنطيم بإنشاء الخاليا التي كانت نواة التنطيم والتي كانت غير مترابطة وال تعرف كل هو عبدالمغني علي وكان االخرى الخلية من خلية
لدى الجذري التاريخي التحول احدثه من بما يكمن واالجتماعية السياسية وأهميته الحدث عظمة والعدل والديمقراطية الحرية ونيل واالستبداد الظلم من بالتحرر يحلم الذي الشعوب من شعب والمساواة االجتماعية والتخلص من االستبداد واالستعمار وتأتي مناسبة ذكرى قيام ثورة الـ٢٦من عمرها من عاما خمسين مرور وبعد المستبد االمامي الحكم ضد ١٩٦٢م عام الخالدة سبتمبر الميمون يأتي تتويجا ووفاء وعرفانا الولئك االبطال الميامين من الرواد األوائل لقادتها ولشهدائها
االبرار ومناضليها االماجد من ابطال القوات المسلحة واالمن..وبهذه المناسبة «٢٦سبتمبر» أجرت استطالعا صحفيا مع عدد من القادة العسكريين األكاديميين باالكاديمية العسكرية والتي تعتبر من الصروح العلمية الشامخة في بالدنا، حيث تناولت العديد من النجاحات التي حققتها الثورة وخرجت
بالحصيلة التالية:
استطالع: نقيب صالح السهمي- نقيب: محمد السعيدي
الدور االقليمي والدولي كان له أثر كبير على األوضاع اليمنية أثناء قيام ثورة ٢٦سبتمبر الخالدة
≤ ≠ ±
Monday no. 1659 -24 Sept. 2012 - 7/ 11 / 1433 ?¼±¥≥≥ …bFI�« Ë– ∑ o�«u*« ±∂µπ œbF�«≤∞±≤ d³L²³Ý ≤¥ 5MŁô« عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة15
هؤالء النخبة من رموز الحركة النضالية والوطنية سجلوا خالل مسيرة حياتهم صفحات ناصعة من المواقف المشرفة والتضحيات الجسيمة في سبيل االرتقاء بحياة شعوبهم والنهوض بأوطانهم إلى
المستوى الذي يليق بتاريخها الحضاري العريق.حيث كانوا في حياتهم التي نذروها ألوطانهم يقدمون مصالح أمتهم وشعوبهم على مصالحهم الذاتية ويجسدون في سلوكهم وعالقاتهم ومواقفهم أسمى معاني التضحية والتفاني والبذل والعطاء السخي من أجل تحقيق نهضة شعوبهم وإيجاد حياة عزيزة وعيش كريم لمواطنيهم وكانوا نموذجا للحركة االصالحية في أوطانهم ومثاال للتغيير والتجديد والتحرر من أسوار الجهل والتخلف والظلم والظالم الدامس الذي خيم وعشعش لقرون طويلة في سماء األوطان
وعقول البشر.هنيئا لها من أسماء خالدة في ذاكراتنا الوطنية وسجالتنا التاريخية ولن ننسى ما قدموه في حياتهم من تضحيات ومواقف شجاعة من أجل نصرة الحق ورفع راية الحرية وتحقيق العدالة وسنظل ننهل من تلك االعالم الدروس والعبر التي ترشدنا نحو المستقبل وتحقيق المزيد من التقدم والتطور واالزدهار ألوطاننا على خطى األهداف التي رسموها والدرب الذي نهجوه.. «٢٦سبتمبر» تتناول محطات مضيئة من السيرة
<< مم���ا الش���ك في���ه أن قيام ه���ذه الث���ورة وجناحها ف���ي إقامة النظام اجلمهوري في )ش���مال الوطن( كان العامل املس���اعد األكبر والب���ارز في التمهيد والتهيئة واإلع���داد لث���ورة أخ���رى في جن���وب الوط���ن، تفجرت ش���رارتها ف���ي 14 أكتوب���ر 1963م م���ن جب���ال ردف���ان الشماء، ضد املس���تعمر البريطاني البغيض وأعوانه واحلديث عن فوارق واختالفات رياضة اليوم وأمس وم���ا قبلها، حديث طويل تتعدد مش���اهدة ألنه اختلف جذري���ا وتغي���رت معامله وإش���كاله وجزئيات���ه، فاألمر واض���ح ويس���تطيع إي رياض���ي أو قي���ادي ل���و حتى
متابع الوقوف عليه من إي زاوية يختارها.رياض���ة األمس أو املاضي أن ج���از لنا التعبير، كانت ترتك���ز على احلب والوالء والرغب���ة والطموح الذاتي من قبل الرياضي نفسه لبلوغ ممر جديد مختلف عما ه���و فيه، يكون فيه ف���ي الواجهة كرياضي ميثل ناديه أو منتخ���ب بالده، أما رياضة اليوم آو احلاضر، فهي رياض���ة مختلفة عما س���بقتها ألنها بصراحة ش���ديدة نت���اج فس���اد إداري مستش���ري ف���ي جس���د الرياض���ة اليمنية ومس���توطن لس���نوات طويلة.. رياضة أصبح فيها املال لغة وحيدة ال تعترف بأخريات.. لهذا سادت ثقاف���ة مختلفة لدى الرياضيني في ش���تى األلعاب مما غير الشكل العام الذي كنا نراه في أنفسنا كرياضيني س���ابقني مارس���نا كرة الق���دم في أج���واء رياضية ذات خصوصي���ة تس���تنبط مقوماته���ا من ب���ني خصائص اإلبداع الرياضي اخلالص عبر مقومات الالعب بعيدا ع���ن اي رغبات أخرى.. كما هو حاصل اليوم فرياضة األمس هي الرياضة احلقيقة التي كانت تفتقد للكثير وتعاني املعوقات إال أنها كانت مساحة جميلة ترتبط بإطرافه���ا وف���ق منظوم���ة ال تتغي���ر أب���دا.. أم���ا اليوم فالرياضة وان احتفظت بتسميتها في وطننا اليمني، إال أنها رياضة مغتصبة من قبل الشيوخ الذين دمورا مبادئها والبس���وها جلباب يتماش���ى مع رغباتهم هم بعيدا عن رغبات الشباب الذين وجدوا أنفسهم حتت
أمر واقع فاستسلموا لألسف ومتاشوا مع اآلمر.له���ذا تبق���ى رياض���ة األمس منوذج���ا خاص���ا نحتاج الس���تعادته لنع���ود للمس���ار ال���ذي نص���ل ب���ه ملصاف اآلخرين، بعيدا عن املتس���لطني الذي اقتحموا مجالها
دون إنذار سابق.فرق واضح
< أم������ا الكابن عمر البارك اح������د الالعبني الذين كان لهم بصمات واضحة في الس������احة الرياضية
اليمنية أشار بدورة:<< رياض���ة زم���ان تختل���ف كلي���ا ع���ن رياض���ه اليوم والف���رق واض���ح وكبي���ر فزم���ان كان���ت الرياضة ذات قيم وأخالق عاليه حتى كان الالعب يقدم على نفس���ه لش���خصه ونبوتيه ألج���ل يطور من نفس���ه رغم انه ال يوج���د مردود مادي مثل ما ه���و حاصل اليوم فالعب زم���ان كان صاحب موهب���ة عاليه حيث يخلص في كل ش���ي ابتداء م���ن التدري���ب وانتهاء باألخ���الق العالية واحت���رام اآلخري���ن ويكون محافظا على نفس���ه دائما من كل شي مضر وكان يحب التمارين ويحافظ عليها باستمرار وكانت مرتبطة عالقته متينة بزمالئه داخل امللع���ب أو خارجه ويحترم الناس صغيرهم وكبيرهم ويك���ون م���ن نصيب���ه اإلب���داع والتأل���ق والنجومي���ة ويحاف���ظ عل���ى نفس���ه كثي���را ف���ي املالعب أم���ا اليوم فاختلف كل ش���يء، حيث من���ت املواهب وألخالق معا ونالح���ظ بان الالعب اليوم ال يقدم ش���يئا لنفس���ه وال جلماهيره وال لفريقه ونالحظ بان مس���تواه دائما في تدني ألنه ال يحافظ على نفس���ه، حيث يعرض نفس���ه إلى الس���هر باس���تمرار، وبالتالي يقل العطاء وتضيع
املوهبة.شحة املالعب
< الكاب������ن جنيب اجلوفي -مدي������ر صالة ويدر- لبناء األجس������ام وأح������د األعم������دة الرياضية التي كان له دور فعال وبصمات واضحة على الس������احة الرياضية اليمنية في لعبة بناء األجس������ام شاركنا رأيه فيما يتعل������ق بواقع الرياضة قبل وبعد الثورة
املجيدة قائال:<< حقيق���ة كان���ت الرياض���ة في الس���ابق محصورة ج���دا وكانت هناك أندية ال تع���د وال حتصى واليوجد فيه���ا دعم م���ن أية جهة س���وى من الالعبني أنفس���هم الذي���ن كانوا مييلون إل���ى الرياضة يدفعون من مالهم اخلاص حتى لو تطرقنا إلى اجلانب الفني واملنشآت الرياضي���ة على س���بيل املثال لم نكن نس���مع أبدا بأن هناك نشاطا رياضيا أو ثقافيا أو ما شابه ذلك نتيجة ش���حه املالعب والص���االت الرياضية املغلق���ة التي لم
تكن متواجدة وغير متوافرة.وبالنس���بة لواق���ع الرياضة بع���د الث���ورة املباركة فقد ملسنا تطورا كبيرا جدا في جميع املجاالت الرياضية س���واء من حيث البنى التحتية أو املنش���آت العمالقة
والصاالت املتعددة في عموم محافظات اجلمهورية.فالرياض���ة أصبحت اليوم في تطور مس���تمر والدليل على ذلك مشاركة الرياضة اليمنية خارجيا خصوصا ألع���اب الظ���ل وحتقيق العدي���د من امليدالي���ات امللونة وإح���راز املراك���ز األول���ى، إلى ذل���ك اس���تضافة اليمن
العدي���د م���ن البط���والت العربية واآلس���يوية والدولية وإعج���اب كل م���ن زارها من املنتخبات املش���اركة ومع ذلك نش���اهد اليمن حترز املراكز األولى من بني الدول املش���اركة والت���ي لها ب���اع طويل خصوص���ا في لعبة
اجلودو والكونغ فو. فرق كبير
< الكاب������ن عصام دريبان الع������ب النادي األهلي واملنتخب������ات الوطني������ة س������ابقا أمني ع������ام احتاد الرياضة للجميع حتدث بدورة عن هذه املناس������بة
العظيمة قائال:<< إنن���ا ف���ي ه���ذه املناس���بة الغالي���ة جن���دد العه���د على احلفاظ على املكتس���بات التي ضحى في س���بيل حتقيقها ش���هداء ثورة سبتمبر وأكتوبر والتي أخذت من عدد من مناضلي الثورة والشخصيات السياسية م���ن مختل���ف االجتاه���ات والتي���ارات السياس���ية في الساحة اليمنية نستخلص من هذه اآلراء أن اجلميع يؤم���ن يقينا بعظمة هذه الث���ورة الغالية التي نعيش ذاكره���ا ه���ذه األيام.كم���ا أن اجلمي���ع أيض���ا يؤك���د عل���ى ع���دم إمكانية إرج���اع عجلة التاري���خ إلى الوراء نهائي���ا وحت���ت أي مس���مى، اعتق���د إن ك���رة القدم في فترة الثمانينات والتس���عينات كان���ت أفضل رغم قلة اإلمكاني���ات ومقارن���ه مبس���توى ونتائ���ج املباري���ات، اضاف���ة ان احلض���ور اجلماهيري كان حاض���را بقوه على املس���توى احملل���ي او املباري���ات اخلارجية وهذا يعكس مدى املستوى في تلك الفترة وال ننسى الالعب املهاري والتهديفي املتواجد في صفوف كل فريق مما ول���د حال���ه من التنافس وس���اهمت في رفع املس���توى واص���رار الالعب���ني عل���ى احملافظة على مس���توياتهم حت���ى ال يخ���رج م���ن قائم���ه املتمييزين ولي���س املعنى إن ك���رة القدم اليوم غير جيدة ولكن بوجود املنش���آت واملالع���ب والتحس���ن املادي يجب إن يكون املس���توى أفضل من الس���ابق وعامل االحت���راف والتنقالت هذا يعطي تنافس���ا بني الالعبني وبالتالي يرتفع املستوى ولك���ن نالحظ مقدرة التهديف لالعبني التي ال تتجاوز تقريب���ا نس���بة %1 عن���د ه���داف ال���دوري إضاف���ة إلى األقوال التي تش���ير إلى الف���ارق الكبير بني العهدين، حي���ث ال ميكن بأي حال من األحوال أن جترى مقارنة ف���ي ذلك فرياضة األم���س ال ميك���ن أن نحصرها نظرا لإلمكانات البس���يطة التي ال تذكر وعلى س���بيل الذكر أن الالعب���ني كان���وا يخوضون املباري���ات على مالعب ترابي���ة أم���ا الي���وم وبفض���ل الل���ه س���بحانه وتعال���ى أصبح���ت اليمن في ش���ان عظيم خصوص���ا في البنى التحتية واملنش���ئات العمالق���ة املتطورة ولعل أبرزها مالع���ب خليج���ي عش���رين واحتض���ان اليم���ن جمي���ع األش���قاء اخلليجيني وجنحت باالس���تضافة بش���هادة اجلميع وهذا يدل مدى التطور والنجاح الذي وصلت
إلية بالدنا. مستقبل مشرق
< الكاب������ن مخت������ار اليرمي������ي- الع������ب الن������ادي األهل������ي واملنتخب الوطني س������ابقا- حتدث بدورة عن الف������رق الكبير للرياض������ة اليمنية بني املاضي
واحلاضربالقول:<< منذ مطلع الثورة والشباب والنشء لهم النصيب األكب���ر م���ن االهتمام ف���ي خطط احلكوم���ات املتالحقة ولك���ن املتغيرات الدائمة وعدم االس���تقرار السياس���ي جعل االهتمام بالرياضة في ادني س���لم االهتمام ولم نش���هد تطورا حقيقا ف���ي ألبنا التحتي���ة للرياضة إال
منذ مطلع تسعينيات القرن املاضي.والرياض���ة اليمني���ة تتق���دم بش���كل جي���د مقارنتا مع إمكاناتن���ا الش���حيحة واملتواضع���ة للبل���د ولن يكون هناك رياضة حقيقية مالم تتوفر االؤس���س الرياضية
واالهتمام بها.ومن هذا املنطلق بدأت وزارة الش���باب بعم���ل اللبنات األولي للبني���ة التحتية ف���ي معظ���م احملافظ���ات ولو عدن���ا الي املتوفر حتي بداية التس���عينات وكيف
اس���تمر البناء والتشييد من تلك الفترة ال���ي أالن س���نجد أن هن���اك خطوات كبيره ومش���جعه قطع���ت علي ه���ذا الطريق وال يزال هن���اك نقص كبير
سيتم استكماله في الفترة القادمة.إن مستقبل الرياضة في بالدنا مبشر الن هناك الكثير م���ن املواه���ب الف���ذة الت���ي ه���ي بحاجه ملن يكتش���فها
ويرعاها والقادم أجمل إن شاء الله.واعتق���د أن العائ���ق امل���ادي ه���و الس���بب وراء تدهور الرياض���ة والرياضي���ني وامل���ادة ه���ي وراء اإلخفاقات
وتسرب املواهب واملبدعني من امليادين الرياضية.تطور وانتشار
< ويقول الكابن علي النونو- العب النادي األهلي واملنتخب الوطني:
ف���ي التحتي���ة البني���ة ب���ني إذا عملن���ا مقارن���ه >>الثمانين���ات والي���وم ال جن���د مج���ال للمقارن���ة ب���ني الفترت���ني فهن���اك تط���ور وانتش���ار للمالعب املعش���بة محافظ���ات كل ف���ي الش���باب وبي���وت والص���االت اجلمهوري���ة ورغ���م هذا التق���دم الكبير تبق���ي النتائج الرياضية لفترة الثمانينات والتس���عينات هي األجدر
بالذكر واالشاده.لقد شهده الرياضة اليمنية تطور كبير عكس ما كانت علية في السابق فالرياضة في بالدنا أصبح لها شان كبير خصوصا في املش���اركات اخلارجية وبالذات في العاب الظل التي أحرزت العديد من امليداليات امللونة وهذا اجناز وفخر يعتز بة كل ميني غيور على وطنه وله���ذا مهما حتدثنا عن الرياض���ة بني األمس واليوم
سنجد أن هناك فرق شاسع لذل���ك ال تس���تطيع أن تصنع جن���م للس���نوات القادمة وإمن���ا تظهر طفرات تس���طع في س���ماء الرياضة وما
تلبث إن تختفي وتتالشي.وبالنس���بة لالجن���ازات الت���ي حتققت فه���ي التعد وال حتص���ى النه���ا كثي���رة وكثي���ر م���ا حتقق عل���ى ارض الواق���ع وألن االجن���ازات القادمة بإذن الله اكثر واكبر م���ا حتقق لش���باب الوط���ن بإمكان اجلمي���ع ان يلمس نتائجه من خالل األرتقاء في اجلانب الرياضي بشكل خ���اص س���نجد ان االجن���ازات توالت بش���كل كبير من خالل الصاالت واملراكز الرياضية النسوية والشبابية والتي خصص منها قس���م كبير للفتيات كي ميارس���ن االلع���اب التي يريدنها ويفعلنه���ا بحرية تامة، بحيث
التتنافى مع التقاليد والعادات.تطور وازدهار
< الكابن عبدالرحمن السمحي- مدرب املنتخب الوطني للكاراتيه قال:
<< لقد كانت األنشطة قبل الثورة متارس في دكاكني وكان الالعبون يبحثون عن مالعب ميارسون األنشطة الصعب���ة الظ���روف نتيج���ة الرياضي���ة والفعالي���ات وبالتدريج أخذ التوس���ع يتصاعد حتى الس���ابع عشر م���ن يوليو ع���ام 1978م، حي���ث بدأت املالع���ب الدولية القانوني���ة املعش���بة واألندي���ة النموذجي���ة والصاالت املغلقة وقصور الثقافة وبيوت الش���باب ومعس���كرات الكش���افة تليق بأبناء الث���ورة واجلمهورية حتى ال�22 م���ن ماي���و90م فق���د زاد الدعم املادي والعيني لش���باب
س���بتمبر وأكتوبر وجيل الوحدة والبنية التحتية من مالع���ب دولية وصاالت رياضية دولي���ة مغلقة وبيوت شباب ومراكز شباب في جميع محافظات اجلمهورية، وق���د انعكس ال���دور الفاع���ل للمخيمات واملعس���كرات والقواف���ل الثقافي���ة والندوات والرحالت من جتس���يد وتعمي���ق الوح���دة الوطنية بني أبن���اء الوطن الواحد، ونذك���ر أن���ه ف���ي املاض���ي قبل ال����26 من س���بتمبر كان الالع���ب حافي القدمني مجردا م���ن املالبس الرياضية املمي���زة، وكان ال يوج���د ح���كام للمباري���ات الودي���ة أو الرس���مية، وكانوا يختارون من بني صفوف اجلماهير م���ن قب���ل رئيس���ي الفريقني، كذل���ك ال يوج���د مندوبون لأللع���اب الرياضي���ة بالرغ���م م���ن محدودي���ة األلع���اب املختلف���ة التي كان���ت تتركز على عواص���م احملافظات
بع���د حت���ى الوض���ع واس���تمر الث���ورة، واليوم يزيد عدد احلكام ع���ن أكثر من مائت���ي حكم، وكذلك املدرب���ني، أما األلع���اب الرياضية فق���د زاد عدد األندية بش���كل كبير وزاد لها شعبية كبيرة وجماهير الس���احرة أهمه���ا لع���ل غفي���رة املس���تديرة كرة القدم واستضافة بالدن���ا للحدث الرياض���ي الكبير خلليجي عش���رين ف���ي ثغر اليمن الباس���م مدين���ة ع���دن وظهوره���ا باملس���توى املرم���وق وه���ذا ي���دل عل���ى أن الرياض���ة اليمني���ة كان له���ا ش���ان كبي���ر خصوص���ا ف���ي واملنش���ئات التحتي���ة البن���ى العمالقة الضخمة التي س���يكون مردوده���ا عل���ى أبنائنا الش���باب وبالتال���ي نس���تطيع أن نق���ول أن الفرق كبي���ر وواضح خاصة بعد ثورة س���بتمبر من حي���ث التطور واالزده���ار والتق���دم الكبي���ر ف���ي البنية التحتية وحتقيق طموحات
الشباب في كافة األصعدة تطور في بالدنا
< م������ن جانبه أك������د الكابن شرف محفوظ:
الرياض���ة ش���هدته م���ا إن >>اليمنية من تط���ور متالحق عقب قيام ثورة الس���ادس والعش���رين بجان���ب املجي���د س���بتمبر م���ن التط���ور ال���ذي راف���ق العديد من جوانب احلياة سواء من الناحية االجتماعي���ة أو االقتصادي���ة وغيرها.. وألن الرياضة أصبحت وجانب���ا مس���تقلة كتل���ة متث���ل متف���ردا ف���ي ح���د ذات���ه كان م���ن املؤكد أن األيام القادمة ستش���هد التط���ور واالزده���ار عل���ى إتاحة الفرصة للشباب ملمارسة دورهم عل���ى الرياضي���ة وطموحاته���م أس���اس أن الرياض���ة تلعب دورا مهم���ا ف���ي بن���اء اجلس���م والعقل
مع���ا، وخاص���ة ان���ه قب���ل قي���ام الث���ورة املجيدة كان اجلهل متفشيا في أوساط املجتمع اليمني بس���بب السياسة التي فرضه���ا اإلم���ام في ذل���ك الوقت..عموما الرياض���ة قب���ل الثورة كان���ت عبارة عن الش���ي ول���م تكن متارس س���وى األلعاب الش���عبية الت���ي ميارس���ها األطف���ال أو التي يبتكرونها ويتس���لون بها.. طبعا بع���د الث���ورة الوضع اختل���ف ألن العلم كان الس���ائد وبه وبالتس���لح بالثقافة ب���دأت الرياضة متارس على شكل جتمعات وفرق رياضية مت تكوينها م���ن أجل التناف���س بروح رياضية وف���ي إطار االلتزام باألخ���الق والروح الش���ريفة، ومع م���رور الوقت بدأت الرياضة تتطور في بالدنا وأصبحت معظم احملافظات تلتق���ي بع���د أن كان اللقاء محصورا بني أبناء املنطقة الواحدة، وبرز العديد من املوهوبني الذين وجدوا في الرياض���ة متنفس���ا للتعبير عن إمكاناته���م وقدراتهم، واشتهر العديد من الرياضيني وخاصة في كرة القدم، حي���ث متكن هؤالء من نش���ر األلع���اب الرياضة أصبح اإلقبال عليها كبي���را والفتا حتى بدأت مراحل تكوين االحت���ادات الرياضي���ة بع���د أن مت فت���ح أكث���ر من مقر لتأسيس���ه كناد رياضي وثقافي يش���ارك في الرياضة
الت���ي يجيدها أبناؤه، وكان لرياضة كرة القدم نصيب األسد في االهتمام والرعاية
فرق شاسع< أم������ا الكابن نصر اجل������رادي- العب نادي
الوحدة واملنتخب الوطني سابقا- فقال:<< قب���ل الثورة لم تكن هن���اك رياضة مبعنى الكلمة.. العالم يتنافس في العديد من األلعاب الظل���م وط���أة حت���ت ت���رزح وبالدن���ا آن���ذاك والطغي���ان، فكيف س���يكون ح���ال الرياضة في مجتمع بدون علم وبدون مستش���فيات وبدون أماك���ن صاحلة للعب فهي عب���ارة عن هضاب وت���الل وودي���ان أو أراض ج���رداء.. وبنظ���رة بس���يطة إلى واق���ع الرياضة في مي���ن الوحدة وف���ي وطن م���ا بعد ال����26 من س���بتمبر املجيد ستجد كم هو الفرق شاسع بني ما كان وبني ما أصبح الي���وم.. اليوم العلم أصبح رأس مال الش���باب ذكورا وإناث���ا، وبالعل���م أصبح���ت الرياض���ة أه���م املرتكزات لبن���اء جيل مثق���ف وقوي، فكان اهتم���ام احلكومة في املراح���ل األول���ى يتلخص ف���ي ضم اجلميع م���ن أبناء احملافظة الواحدة في دائرة ش���بابية واحدة، ومن ثم تأس���يس األندية في معظم احملافظ���ات حتى تبدأ في كسب ثقة أبناء الوطن، ثم تطور األمر إلى بناء مقرات لألندية ومالعب في بعض احملافظات الفاعلة حتتوي على كافة األلعاب الرياضية فوجدت القاعدة ثم طرأت التحس���نات على البنية التحتية، فقبل الثورة لم يكن هناك مالعب وال مستلزمات رياضية وال أي متعلقات بهذه األمور.. اليوم لدينا العبون يشاركون في مختلف دول العال���م ويع���ودون بإجن���ازات ترفع اس���م الوطن عاليا في معظم األلعاب التي ش���اركوا بها، فالصاالت املغلق���ة انتش���رت بش���كل كبي���ر واملالع���ب الصغي���رة والكبي���رة أصبحت صفة متيز التط���ور احلاصل بعد قي���ام الثورة املباركة والتي جاءت لتحقق أهم املبادئ واألهداف التي تضمن ألبناء هذا الوطن التمتع بكافة
حقوقهم وهو ما يحصل اليوم أمام اجلميع.< احلكم محمد نعمان.. قال:
<< حقيقة كانت الرياضة في السابق محص���ورة ج���دا وكانت هن���اك أندية ال تعد وال حتصى وال يوجد فيها دعم من أي���ة جهة س���وى من الالعبني أنفس���هم الذي���ن كان���وا مييل���ون إل���ى الرياض���ة يدفع���ون م���ن ماله���م اخل���اص حتى لو تطرقنا إل���ى اجلانب الفني واملنش���آت الرياضي���ة عل���ى س���بيل املثال ل���م نكن نس���مع أبدا بأن هناك نش���اطا رياضيا أو ثقافيا أو ما ش���ابه ذلك نتيجة شحه املالع���ب والص���االت الرياضي���ة املغلقة
التي لم تكن متواجدة وغير متوافرة.وبالنس���بة لواقع الرياض���ة بعد الثورة املبارك���ة وخصوص���ا ه���ذه األي���ام فقد ملس���نا تط���ورا كبي���را ج���دا ف���ي جميع املج���االت الرياضي���ة س���واء م���ن حيث البن���ى التحتي���ة أو املنش���آت العمالقة والصاالت املتعددة في عموم محافظات
اجلمهورية.فالرياض���ة أصبح���ت الي���وم ف���ي تطور مس���تمر والدلي���ل عل���ى ذل���ك مش���اركة الرياض���ة اليمني���ة خارجي���ا خصوصا م���ن العدي���د وحتقي���ق الظ���ل ألع���اب امليداليات امللونة وإحراز املراكز األولى، إل���ى ذلك اس���تضافة اليم���ن العديد من البطوالت العربية واآلسيوية والدولية وإعج���اب كل من زارها م���ن املنتخبات أرض عل���ى نش���اهده وم���ا املش���اركة الواق���ع م���ن تع���دد األلع���اب الرياضية ف���ي كرة القدم والكرة الطائرة والس���لة ولعب���ة املل���وك الش���طرجن، واجل���ودو، والكون���غ فو، والتيكواندو، والكاراتيه، واملالكمة، وبناء األجسام، واملصارعة، وكرة اليد وغيرها بعكس ما كانت عليه قبل الثورة والتي كانت تعد باألصابع، ولو أجرينا مقارنة بسيطة بني املاضي واحلاضر الس���تنتجنا بأن هن���اك فرقا شاس���عا وبعيدا ج���دا فالرياضة اليوم في وقتنا احلالي في تطور وخير ومنو
تحتفل جماهير شعبنا اليمني األبي في داخل الوطن وخارجه بالعيد الـ50 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، والشك بأن هناك الكثير من االنجازات والتطورات التي شهدها وطننا اليمني خالل السنوات المنصرمة في مختلف مجاالت الحياة ومنها المجال الرياضي والشبابي والذي شهد فيه قطاع الشباب والرياضة في بالدنا بعد الثورة المباركة العديد من المنجزات في مختلف األصعدة ومنها الرياضية في المنشآت الرياضية من المالعب والصاالت الدولية وبيوت الشباب، وما نلمسه اليوم من تطور وازدهار وتوسع كبير في قطاع الشباب والذي أسهم في تنامي الوعي الوطني من تنفيذ وإنجاز العديد من المشاريع والمنجزات الشبابية والرياضية بمختلف أنواعها وأنشطتها ومجاالتها والتي باتت تغطي عموم محافظات الجمهورية ويستفيد من خدماتها ومكوناتها كافة أبناء اليمن هو من أهم الثمار التي أتت بعد الثورة المباركة خصوصا إذا تطرقنا في جانب المشاركات واستضافة اليمن الكثير من الفعاليات وأبرزها استضافة اليمن للحدث الكروي
البطولة الخليجية في نسختها العشرين. »26سبتمبر« سلطت الضوء على ما شهدته الحركة الشبابية والرياضة في بالدنا بعد تحقيق ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة مع عدد من الالعبين القدامى الذين كان لهم بصمات واضحة في الساحة الرياضية اليمنية ومثلوا اليمن خير تمثيل وما تحقق من منجزات عمالقة خالل السنوات
الماضية من عمر الثورة السبتمبرية:
} هيثم: رياضة األمس هي الرياضة احلقيقية التي كانت تفتقد للكثير وتعاني املعوقات} دريبان : فترة الثمانينات والتسعينات كانت أفضل رغم قلة اإلمكانات
} البارك: رياضة زمان تختلف كليا عن رياضة اليوم والفرق واضح وكبير
< الكابن فواد الشراعي احد الالعبني البارزين حتدث بالقول:
<< قبل قيام الثورة املباركة في ال�26 من سبتمبر 1962م لم تكن رياضة على فالشعب قيمتها، لها حتى أو أصولها اليمني -وكما يعرف القاصي والداني- عايش من ويالت احلكم اإلمامي البائد، عناوين حتمل احلقبة تلك كانت حيث اجلوع والفقر واملرض واجلهل، واجلهل ك��ان األش��د فتكا بالناس في وق��ت كان لهذا العالم دول معظم يسود التطور من الطبيعي أن تكون املقارنة ظاملة بني عصرين قبل وبعد قيام الثورة كون قبل الثورة وبناء على كل ما ذكرت من تاريخ الرياضة تكن لم اليمني للشعب مظلم معروفة إال في نطاق محدد جدا يتمثل اجلري وأل��ع��اب والهجن الفروسية في كانت ألعاب وجميعها والقفز »سباق« مت���ارس بشكل غير الف���ت، وب��ع��ي��دا عن أي ت��ن��ظ��ي��م م��س��ب��ق أوب��ح��ث��ا ع���ن هدف م��ع��ني ال��ل��ه��م ق��ت��ال ل��ل��ف��راغ وه���روب���ا من والفرد اليمني للشعب امل��ري��ر ال��واق��ع متالحقة.. م��ع��ان��اة وس��ط يعيش ال���ذي
لكن الرجال الشرفاء أبوا إال أن يحققوا كرمية، وعيشة زاه���را مستقبال لليمن فكانت ثورة ال�26 من سبتمبر هي حلظة االنطالق نحو البناء والتطوير وخلق نظم مدروسة بعيدا عن العشوائية، فرأينا أن الناس بدأوا ميارسون الكثير من األلعاب ليصبح خالص حكومي اهتمام وس��ط البداية هو املباركة ال��ث��ورة مابعد عهد تابعني بأعضاء أندية لتشكيل احلقيقية لكل ناد أسوة مبا كان يحدث في اجلنوب آنذاك، حيث كانت الرياضة متثل واجهة في اجلنوب سابقا بسبب أن االستعمار الرياضات من الكثير يعرف البريطاني التي انتشرت في اليمن ساعتها، إذا ما اجنليزي اخ��ت��راع القدم ك��رة أن علمنا أصبحت الثورة بعد ورياضتها اليمن وأصبحت ألعابها بكل مشرقا وج��ه��ا األندية متثل راف��دا مهما إلب��راز العديد والرياضيني امل��وه��وب��ني ال��الع��ب��ني م��ن الشرفاء الذين كانت لهم أدوار نضالية ومنهم للرياضة ممارستهم جانب إل��ى وبارادم وال��ظ��راف��ي احلبيشي الشهيد احلديدة ف��ي والعلفي ح��ض��رم��وت ف��ي وامل��ري��س��ي ال���ذي وص���ل جن��وم��ي��ت��ه إلى اليمن خ��الل متثيل م��ن العربي ال��وط��ن كالعب في مصر، لذا أصبحت الرياضة بعد ال��ث��ورة ه��ي أس���اس وم��درس��ة لكل ال��ي��وم م��ن تطور ك��م��ا نلمس ال��ش��ب��اب، الرياضية األل��ع��اب جميع في وازده���ار من وماحقتته، الظل ألعاب خصوصا احمللي املستوى في رياضية إجن��ازات أو اخلارجي وتوجوا أبطاال في احملافل
Monday no. 1659 -24 Sept. 2012 - 7/ 11 / 1433 االثنني 24 سبتمبر 2012العدد 1659 املوافق 7 ذو القعدة 1433هـ عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة 26 سبتمبر الخالدة18
Monday no. 1659 -24 Sept. 2012 - 7/ 11 / 1433 ?¼±¥≥≥ …bFI�« Ë– ∑ o�«u*« ±∂µπ œbF�«≤∞±≤ d³L²³Ý ≤¥ 5MŁô« عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة19
Monday no. 1659 -24 Sept. 2012 - 7/ 11 / 1433 ?¼±¥≥≥ …bFI�« Ë– ∑ o�«u*« ±∂µπ œbF�«≤∞±≤ d³L²³Ý ≤¥ 5MŁô« عدد خاص بمناسبة العيد الذهبي لثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة20