القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية عند ابن جني

؛القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية عند ابن جني

دراسة تحليلية

بحث

سالمية والعربية لى كلية الدراسات لا إمقدم

سالمية الحكومية جاكرتالا جامعة شريف هدية هللا

(S.S.Iالحصول على الدرجة الجامعية ألاولى )استكماال ملتطلبات

إعداد:

إسمية

11107077777111رقم القيد:

سالمية والعربيةقسم الدراسات لا

سالمية والعربيةكلية الدراسات لا

سالمية الحكومية جاكرتاجامعة شريف هداية هللا لا

م1711 /ه 1111

;القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية عند ابن جني

دراسة تحليلية

بحث

سالمية والعربية الدراسات لا قسممقدم إلى

سالمية الحكومية جاكرتالا جامعة شريف هدية هللا

(S.S.Iعلى الدرجة الجامعية ألاولى )استكماال ملتطلبات الحصول

إشراف:

)الدكتور أحمدي عثمان(

سالمية والعربيةقسم الدراسات لا

سالمية والعربيةكلية الدراسات لا

سالمية الحكومية جاكرتاجامعة شريف هداية هللا لا

م1711 /ه 1111

AL-QIYAS BI’TIBĀRIHI ASĀSAN LIWADL’I AL-QOWĀID AN-NAHWIYYAT ‘INDA

IBNNI JINNIY

(DIRASAT TAHLILIYYAT)

Skripsi

Diajukan kepada Fakultas Dirasat Islamiyah

Untuk Memenuhi Persyaratan Memperoleh

Gelar Sarjana Studi Islam (S.S.I)

Oleh:

Ismiyati

NIM: 11170600000112

Pembimbing:

Dr. Ahmadi Usman, M.A.

FAKULTAS DIRASAT ISLAMIYAH UNIVERSITAS NEGRI SYARIF

HIDAYATULLAH JAKARTA

1442 H/ 2021 M

أ

إقرار أصالة البحث

، ةدراسة تحليلي ؛باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية عند ابن جنيإن بحثى املوسوم .1

أنجزته بصفته جزءا من متطلبات الحصول على الدرجة الجامعية ألاولى عملي ألاصيل هو

بجامعة شريف هداية هللا لاسالمية الحكومية جاكرتا.

ليها فى إعداد هذا البحث تم وضعها بشكل عع املصادر واملراجع التي اعتمدت يإن جم .1

كرتا.الحكومية بجاصحيح وفقا للقرارات املعمول بها فى جامعة شريف هداية هللا الاسالمية

ه انتحال من أعمال شخص آخر إإذا تبين مستقبال أن هذا البحث ليس من .3عدادي أو أن

قررتها الجامعة.تفانني على استعداد لتحمل العقوبات التي

1711، يوما 0جاكرتا،

إسمية

ب

ة على البحثشقرار لجنة املناق

إلى كلية الدراسات لاسالمية ، إسمية: ةالطالب ة هذا البحث الذى تقدم بهشتمت مناق

( من كلية الدرسات لاسالمية S.S.Iوالعربية للحصول على الدرجة الجامعية ألاولى )

بعنوان: ،والعربية

;القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية عند ابن جني "

دراسة تحليلية".

ة التي شأمام اللجنة املناق ه1111رمضان 11م املوافق 1711 مايو 3وذلك في

تتكون من:

......()...................... الدكتور محمد شيرازى دمياطي

رئيس اللجنة/ عميد الكلية

)............................( تورة يولي ياسنكالد

نائب عميد الكلية/ سكرتيرة

........().................... الدكتور أحمدي عثمان

ة/ مشرفاعضو اللجن

............()................ املاجستير نجنتايداود ل

عضو اللجنة/ مناقشا

.............()............... محمد هداية هللا املاجستير

عضو اللجنة/ مناقشا

ج

ملخص البحث

.القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية عند ابن جني: إسمية

يهدف هذا البحث ملعرفة أفكار لغوي عربي شهير عن القياس في اللغة العربية

وخاصة في علم النحو. ويركز هذا البحث على نتائج التفكير الابتكاري من ابن جني على منهج

القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية بعد السماع ولاجماع. والهدف من هذا

القياس إما تعريفيا أو تطبيقيا في القواعد النحوية. في البحث معرفة آراء ابن جني

أقوم بتحليل آراء ابن جني عن حيث ،ستخدمه هو املنهج التحليليأاملنهج الذي

لطريقة ا يالقياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية. وأما الطريقة التي أستخدمها فه

املتعلقة بهذا املوضوع. املكتبية بالرجوع إلى املصادر ألاساسية والثانوية

هي: أن كل ما قيس على كالم العرب فهو من كالم العرب، ليهاإ توصل يوالنتائج الت

ند ع السماعجواز أو امتناع القياس في كالم العرب، ويفضل عن ن ابن جني املسائلبي ثم

التعارض بين القياس والسماع.

د

ABSTRAK

Ismiyati: Qiyas Sebagai Dasar dalam Pembentukan Kaidah Nahwu

menurut Ibnu Jinni.

Skripsi ini bertujuan untuk mengetahui pemikiran seorang tokoh linguis

bahasa Arab yang terkenal mengenai konsep analogi (al-Qiyas) dalam bahasa

Arab khususnya dalam ilmu nahwu. Kajian ini menitikberatkan pada hasil

pemikiran inovatif dari seorang Ibnu Jinni atas konsep Qiyas yang menjadi salah

satu dasar dalam pembentukan kaidah nahwu setelah Sima’ dan Ijma’. Tujuan dari

skripsi ini adalah mengetahui pemikiran Ibnu Jinni tentang konsep qiyas baik dari

segi definisinya maupun aplikasi implementasinya dalam kaidah nahwu.

Adapun metode yang digunakan dalam penelitian ini adalah metode

deskriptis analisis. Yaitu dengan memaparkan argumentasi-argumentasi Ibnu

Jinni tentang qiyas yang menjadi landasan dalam kaidah nahwu. Dan adapun

metode yang saya gunakan adalah kajian perpustakaan dengan merujuk kepada

kitab-kitab yang berkaitan dengan pembahasan ini.

Adapun hasil dari penelitian ini adalah, menurut Ibnu Jinni bahwa segala

sesuatu yang dianalogikan kepada bahasa Arab maka menjadi bagian dari bahasa

Arab, Ibnu Jinni juga menjelaskan tentang hal-hal yang boleh dan tidak boleh

diqiyaskan, bahkan ketika konsep qiyas dan sima’ bertentangan, Ibnu Jinni lebih

mengutamakan sima’ daripada qiyas.

ه

هداءلا

النصح، كان لي نبراسا يضيئ فكري بإلى من تعهدني بالتربية لاسالمية والعربية في الصغر. و

والتوجيه في الكبر أبي وأمي حفظهما هللا تعالى.

وخفزوني للتقدم أسرتي جمعا رعاهم هللا بالعون،إلى من شمولني بالعطف، وأمدوني

وأخذ بيدي في سبيل تحصيل العلم واملعرفة أهدي إليهم جميعا ،إلى كل من علمني حرفا

ثمرة حهدي ونتاج بحثي املتواضع.

شريف هداية هللا كلية الدراسات لاسالمية والعربية بجامعةأساتذتي الكرام خاصة في

.جاكرتاسالمية الحكومية لا

يخ ، والشاملغفور له مسروري عبد املغنىشيوخي العلماء ألافاضل، وأخص بالذكر الشيخ

علي مصطفي يعقوب. املغفور له

و

الشكر والتقدير

الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا عليه وسلم وعلى آله وصحبه وذريته

ر ت كتابة هذا البحث العلمي وإننى ألشعموأهل بيته الكرام. فبإذن هللا عز وجل وتوفيقه قد أتم

بالجميل في نهاية هذا العمل بأن أوجه شكري الجزيل وتقديري الغالي والعرفان بالفخر والاعتزاز

إلى كل من ساعدني على إنجاز هذه املهمة. وأخص بالذكر:

جامعة شريف هداية هللا ةأماني برهان الدين لوبيس رئيس ةالدكتور ألاستاذة فضيلة .1

جاكرتا.ة يالحكومسالمية لا

فضيلة الدكتور محمد شيرازي دمياطي عميد كلية الدراسات لاسالمية والعربية جامعة .1

جاكرتا.الحكومية شريف هداية هللا لاسالمية

من خاللهذا البحث في كتابة علي فضيلة الدكتور أحمدي عثمان الذي أشرف .3

لجزاء.فجزاه هللا خير ا ،إرشاداته وتوجيهاته القيمة

وألاستاذات في كلية الدراسات لاسالمية والعربية جامعة شريف هداية ةجميع ألاساتذ .1

ن دهم في تعليمي وتأديبي حتى أتمكن مو جاكرتا الذين بذلوا جهالحكومية هللا لاسالمية

وكذلك املوظفين في هذه الكلية. فجزاهم هللا خير الجزاء. ،إنجاز هذا البحث

،الذي رباني حسن التربية وعلمني ضبط النفس والسلوك الكريم تروادوالدي الكريم .5

.تعالى هللا احفظهم ها لي،التي عاملتني برحمة ولطف وصبر في تربيت سوهاتيووالدتي

وكل ألاصدقاء في كلية الدراسات لاسالمية والعربية جامعة شريف هداية هللا لاسالمية .0

الذين سنة الدولي لعلوم الحديث،وأصدقائي في معهد درا ال ،جاكرتاالحكومية

فجزاهم هللا خير الجزاء. ،ني في هذه الكليةو صاحب

ز

الصا لوجهه خوأن يقبل عملي ،الجميع كل خير ي وأسأل هللا تعالى أن يجز

وأن يجعله في ميزان أعمالي يوم القيامة. ،الكريم

1711 مايو 0جاكرتا،

ح

فهرس املوضوعات

أ .................................................................................................................... إقرار أصالة البحث

ب .............................................................................................. قرار لجنة املناقشة على البحث

ج ......................................................................................................................... ملخص البحث

ABSTRAK ................................................................................................................................. د

ه ...................................................................................................................................... هداءلا

و ....................................................................................................................... الشكر والتقدير

ح ................................................................................................................... ملوضوعاتفهرس ا

الفصل ألاول

1 ................................................................................................................ خلفية البحث .أ

5 ............................................................................................................ مشكالت البحث .ب

0 ................................................................................................... وفوائده ج. أهداف البحث

0 .................................................................................................................. منهج البحث .د

0 ........................................................................................................ الدراسات السابقة .ه

9 .................................................................................................................. خطة البحث .و

الفصل الثاني

ط

11 ................................................................................................... النحومفهوم أصول .أ

11 ............................................................................................................ مفهوم القياس .ب

13 .......................................................................................................... وجه القياس .1

15 ......................................................................................................... تاريخ القياس .1

10 ............................................................................ مرحلة القياس عند القياسيين .3

11 ....................................................................................................... أهمية القياس .1

19 ...................................................................................................... أقسام القياس .5

11 ......................................................................................................... أركان القياس .0

15 ......................................................................................... شخصية ابن جني اللغوي .ج

15 ........................................................................................................ اسمه وصفته .1

10 ..................................................................................................................... نشأته .1

19 ................................................................................................................... أخالقه .3

37 ........................................................................... مكانة ابن جني في علوم العربية .1

31 ...................................................................................................... مذهبه النحوي .5

31 ................................................................................................................ مصنفاته .0

الفصل الثالث

35 ................. ملحة آراء ابن جني في القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية .أ

ي

30 ............................ رأي ابن جني في كل يقاس على كالم العرب فهو كالم العرب .1

17 ..........................................................................رأي ابن جني في مقاييس العربية .1

10 ........................................................... رأي ابن جني في تعارض القياس والسماع .3

10 ............... رأي ابن جني في جواز القياس على ما يقل ورفضه فيما هو أكثر منه .1

19 . رأي ابن جني في الش يء يرد فيوجب له القياس حكما ويجوز أن يأتي السماع .5

57 .............. تحليل أبواب خاصة بالقياس من الخصائص وبيان منهج ابن جني فيها: .ب

57 ....................................................................................... والشذوذباب في الاطراد .1

55 ............................................................................ باب في اللغة املأخوذة بالقياس .1

51 ................................................................................... باب في الحمل على املعنى: .3

01 ............................................ باب امتناع العرب من الكالم بما يجوز في القياس .1

03 ....................................................... مكانة القياس في استدالل النحو عند ابن جني .ج

الفصل الرابع

05 ............................................................................................................... نتائج البحث .أ

00 ................................................................................................................... الاقراحات .ب

00 ..................................................................................................................... املصادر واملراجع

1

الفصل ألاول

املقدمة

خلفية البحث .أ

ويستطيع 1إن القياس هو حمل فرع على أصل وإجراء حكم ألاصل على الفرع.

أن يقال بأن القياس هو حمل مجهول على معلوم، وحمل ما لم يسمع على ما سمع،

وحمل ما يجد من تعبير على ماختزنته الذاكرة، وحفظته ووعته من تعبيرات وأساليب

للقياس أهمية كبيرة ال يمكن إنكارها، فمن املعروف أن 1كانت قد عرفت أو سعمت.

ادفات بالغات في الكثرة أن يكون للمعنى الواحد عشرات أو في اللغة العربية ألفاظ متر

وسيلة تمكن و طريق يسهل به القيام على اللغة، هو ، فالقياسمئات من ألاسماء

والجمل والعبارات التي لم ترد في املنقول، ومن اتلانسان من النطق بآالف من الكلم

الرامية إلى إغناء اللغة أهم الطرق في تنمية ألالفاظ ألنه وثيق الصلة بالوسائل

3وترقيتها.

ر سان ليتمكن من التعبييعتبر القياس كعملية ذهنية فطرية يقوم بها لان

وأحاسيسه، وما يخالج ضمييره من معان. ففي القياس اضطر لانسان عن أهدافه

إلى أن يشرك معه عقله في عملية الكسب بما لم يدرك بواسطة طريق السمع على ما

ر مركزيا في التفكير البياني، بل يمكن القول إن التفكيمكانا القياس يتمكنو أدركه بها.

، 1-1، مدينة نصر: مكتبة القافة باملدينة، ط ملع ألادلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعةألانباري، 1

.93ص

.17، ص1710، بيروت: دار ابن كثير، العربيالنحو السامرائي، 1

.11، ص1353، القاهرة: املكتبة السلفية، القياس في اللغة العربيةمحمد خضر حسين، 3

2

نأل والقياس له صلة وثيقة بالعقل، البياني إنما هو ))بياني(( ألنه يقوم على القياس،

كما أن العلوم البيانية العقل والبيان مقومان لإلنسان، متكامالن ومتداخالن

وبالغة إنما كانت ))الاستداللية(( العتمادها القياس الاستداللية من نحو وفقه وكالم

منهجا، وهكذا فإن كان القياس أصال من أصول التشريع في الحقل املعرفي البياني،

سواء كان في النحو أو الفقه أو الكالم أو البالغة، فهو كذلك أصل منهجي، أعني أنه

1املنهاج املفضل في التفكير البياني.

منهم الخليل 5الكوفيون.إما القياس إما البصريون و بيرا كث النحاةقد اهتم

بويه وابن جنيى والكسائي وغير ذلك من سائر النحاة. لجأ يبن أحمد الفراهيدي وس

إليه النحاة منذ وضعوا أسس علم النحو وبدأ التأليف فيه بعد أن أصبح علما قائما

أهم أصول النحو العربي، بذاته. قد أخذ القياس مكانا في النحو، يعتبر القياس من

وأصول النحو هي مبادئ وتطبيقات قديمة قدمت علم النحو، ألن القبول والرفض

ليها رجع إيمعلومة مقررة ارجع إلى أصول إن لم تكن فيهت اكله ،والترجيح وما إلى ذلك

اسالقيو سير إليها النحاة والعلماء. وهذه ألاصول هي: السماعتالنحاة، فهذه ألاصول

والقياس له عظيم الفائدة للغة 0واستصحاب الحال. الاستسحانوجماع لا و

.130، ص1910، 1، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، طبنية العقل العربيمحمد عابد الجابري، 1

ون ساليب البحث النحوي وطريق الاستنباط، فالبصرييون يقفهناك الفرق بين البصريين والكوفيين في اتجاه أ5

عند الشواهد املوثوق بصحتها، الكثيرة النظائر، لذا كانت أقسيتهم وقواعدهم أقرب إلى الصحة، وكانوا يؤولون ما خالف

وذ لحكم بالشذالقواعد، ويحكمون عليه بأنه شاذ أو مصنوع، وعلى الرغم كثر عندهم ما قل عند الكوفيين من التأويل وا

والضرورات. واستعمل البصريون القياس، وفضلوه، وجروا عليه، وأهدروا ما عداه.

وأما موقف الكوفيين في اتجاه أساليب البحث النحوي وطريق الاستنباط رأوا احترام كل ما جاء عن العرب ولو

قدما وأسع علما وأولى بالثقة. كان شاذا، ومن غير إهمال ش يء، فلذا كان البصريون في القواعد النحوية أرسخ

.13، ص1997، أردن: دار ألامل مسائل خالفية بين الخليل وسيبويهانظر: فخر صالح سليمان قدارة،

.15م، ص1771 –ه 1111، جازان: مكتبة الاداب، املغني والنحوجاد الكريم، 0

3

في ألسنة ناقعيوقواعدها فهو الوقاية لقواعد اللغة من اللحن والتحريف اللذين

الناس.

أربعة أركان هي: املقيس عليه )ألاصل(، واملقيس )الفرع(، من يتكون القياس

اس القي مثالوالعلة )بأنواعها ومشاكلها وقواعدها(، والحكم )بأنواعه املختلفة(. وأما

سند الفعل إليه مقدما عليه فوجب أن يكون مرفوعا قياسا على أهو اسم ففي النحو

اعله، والحكم هو الرفع، والعلة الفاعل، فاألصل هو الفاعل، والفرع هو ما لم يسم ف

املناقشة عن القياس، سأتكلم عن آراء ابن حني ومن خالل هذه .الجامعة هي لاسناد

أحد علماء البصرة الذي تكلم عن القياس كثيرا

قرن الرابع الهجري. ويعد ابن جني من أئمة ا فيكبير انحوي اكان ابن جني عامل

لوا علوم العربية. على الرغم أن ابن جني أص التيالعربية العباقرة ومن أوائل النحاة

نحو بصريين في المن الاملذهب البصري في اللغة إال أنه كان كثير النقل متابع كان

صية غير تعصب. لكنه شخ واللغة. وقد يرى في النحو ما هو بغدادي أو كوفي فيثبته على

قوية في موازنته بين أرآء العلماء التي كان يحكيها في املسائل النحوية وفي الحكم بينها

لقياس باعتباره أساسا لوضع قواعد النحو اهتماما كبيرا. بابالترجيح. اهتم ابن جني

ورة هوقد ألف كثيرا من علوم النحو والصرف وعلم اللغة العربية. ومن تأليفاته املش

ة معتبرة ككتب شاملكانوا التي واملحتسب صناعة لاعراب سرهي كتاب الخصائص و

وليس كتابه "التصريف" الذي شرح عنه إال دليال على اعتنائه واهتمامه 0عن النحو.

الكبير بالقياس على كالم العرب.

.171، ص9951،القاهرة: دار املعارف، نشأة النحوي وتاريخ أشهر النحاةالطنطاوي، 0

4

. قد 1ابن جني "سيد قومه، وكاشف قناع القياس في علمه" العلماء وقد عده

منها الفارس ي في تعميم القياس وتوسيع تهبل تفوق على أساتذ حذوه ابن جنيحذا

طرق الاشتقاق، وأيضا هو القائل: "مسألة واحدة من القياس أنبل وأنبه من كتاب

ابن جني أن أهمية القياس في املحافظة على سالمة اللغة ىرأ 9لغة عند عيون الناس.

يريد القياس هذه املتأنة لكي -ودون شك واللسان من الشوائب التي تلتصق بمادتها

17تبنى هذه اللغة على أساس سليم والحفظ على ذلك الذيوع واللمعان.

القياس النحو عند أبي الفتح بن جني لهذا املوضوع هو أما سبب اختياري

أبرز علماء القرن الرابع الهجري في الحقل اللغوي حيث أسهم بقسط وافر في بوصفه

أحكام بناء النحو العربي خالل تأصيله لنظام اللغة أصواتا وصيغا وتراكيب،وأيضا

مور القياس باعتباره أساسا لوضع قواعد النحو. أل كيفية تطبيق ابن جني في أتسائل

املوضوع: واخترتفيما بعد. سأشرحهاما يتعلق بهذه املسألة لوك

"القياس باعتباره أساسا لوضع قواعد النحو عند ابن حني؛ دراسة تحليلية"

مشكالت البحث .ب

إن مشكالت البحث تتمثل في النقاط التالية:

:تشخيص املشكالت

التي مر ذكرها شخصت املشكالت املتعلقة باملوضوع البحثبناء على خلفية

على النحو التالي:

.301، ص1، ج1، ط الهيئة املصرية العامة للكتاب، بيروت: الخصائص، ابن جني1 .93، ص1،جالخصائص ابن جني،9

.97، صالقياس اللغوي وداللته من خالل " الخصائص" البن جنيبلقاسم ليبارير، 17

5

القياس في النحو؟ما .1

ما أهمية القياس في النحو؟ .1

من ابن جني؟ .3

ما جهوده اللغوية؟ .1

ما مصنفاته؟ .5

ه؟تمن تالميذه وأساتذ .0

القياس في النحو؟ مسائلكيف طبق ابن .0

أسس القواعد النحوية؟ يما ه .1

تحديد املشكالت

تسهيال لدراسة املوضوع فال بد من تحديد البحث، وذلك على النحو التالي:

.القياس في النحو ممفهو .1

.شخصية ابن جني معرفة .1

.القياس لوضع قواعد ألاسس النحويةتطبيق كيفية ابن جني في .3

تقرير املشكالت

هذا البحث على النحو توعقب التحديد املذكور يمكنني أن أقر مشكال

التالي:

ما مفهوم القياس في النحو؟ .1

؟وجهوده اللغوية ابن جني من .1

لقياس لوضع قواعد ألاسس النحوية؟اما كيفية ابن جني في .3

6

أهداف البحث وفوائده ج.

ويهدف هذا البحث إلى النحو التالي:

.معرفة مفهوم القياس في النحو .1

.معرفة شخصية ابن جني .1

.القياس لوضع قواعد ألاسس النحوية في تطبيقمعرفة كيفية ابن جني .3

أما الفوائد التي يمكن أن أحصل عليها من خالل هذا البحث:

.تطوير املعرفة حول الدراسة النحوية .1

.أن يكون هذا البحث نافعا عند كل الدارسين في علوم النحو .1

.الحصول على الدرجة العلمية في اللغة العربية .3

منهج البحث .د

وضوع ا يتعلق بمإن هذه الدراسة تعتمد على املنهج التحليلي، وهو تحليل فيم

حلل شخصية ابن جني أفس ،في النحو سالقيا حللتما القياس في النحو. وبعد

.لوضع قواعد النحو ابن جني كيف كان القياس عندأبحث وس

ادر على املص أعتمدأما طريقة كتابة هذا البحث فهي الطريقة املكتبية حيث

،يتعلق بشخصية ابن جني كأحد علماء النحو فيمابالبحث خاصة وسأقوم .املتنوعة

حتى في علم النحو سأتناول بالبحث عن القياس. وكذلك ةذاتيال تهوكذلك كتابة سير

أعتمد كثيرا على الكتب املتعلقة باملوضوع مثل الكتب النحوية.

في كتابة هذا البحث فهو الدليل الذي سأعتمد عليهوأما الدليل الذي

هداية هللا لاسالمية الحكومية بجاكرتا وعنوانه:أصدرته جامعة شريف

7

Pedoman Penulisan Skripsi, Tesis, dan Disertasi UIN Syarif Hidayatullah

Jakarta, UIN Jakarta Press 2018.

الدراسات السابقة .ه

ومن الدراسات السابقة التي سبقت هذا البحث منها الدراسات التالية:

يفة إ :ةطالبلالنحو، لالقياس في ميزان الدراسة املقارنة في أصول الفقه وأصول .1

حنيفة، رسالة ماجستير وهو بحث مقدم لتكملة شروط الحصول على الدرجة

جامعة ب كلية آلاداب والعلوم لانسانيةب الجامعية ألاولى بقسم اللغة العربية وآدابها

م.1779جاكرتا، شريف هداية هللا الحكومية لاسالمية

أما نتائج هذه الدراسة، هي:

.التعرف على عالقة القياس في أصول الفقه وأصول النحو .أ

في .ختالفات بين القياس في أصول الفقه والقياس معرفة وجوه التشابهات والا .ب

ذكرتها الباحثة. التيأصول النحو

دراستي فهو أن سأقوم به،أما الفرق بين هذه الدراسة والدراسة التي

تختص بالقياس باعتباره أساسا لوضع قواعد النحو عند ابن جني فحسب.

القياس في أصول النحو عند ابن جني. فيبعض ألامثلة وسأتناول

طالبة: ديتا يولياني، رسالة ماجستير وهو لبويه في أصول النحو، ليالقياس عند س .1

بقسم اللغة بحث مقدم لتكملة شروط الحصول على الدرجة الجامعية ألاولى

ريف ش الحكومية بجامعة لاسالميةبكلية آلاداب والعلوم لانسانية العربية وآدابها

م.1717هداية هللا جاكرتا،

8

أما نتائج هذه الدراسة، هي:

بويه وكذلك يمن هذه الدراسة على معرفة إمام النحاة البصري وهو س تتحصل .أ

.معرفة حياته ونشأته

.استخدام القياس في أصول النحوبويه في يكيفية س معرفة .ب

بويه.يالحصول على مفهوم مكانة القياس عند س ج.

دراستي فهو أن سأقوم به،أما الفرق بين هذه الدراسة والدراسة التي

تابع املذهب البصري وهو ابن جني. ثم ممعرفة إمام النحاة املشهور تتحدث عن

د طبق أمور القياس لوضع قواعبيان شخصيته وسيراته الذاتية. وكذلك بيان كيف

ألاسس النحوية.

طالب السنة الثالثة، رسالة ماجستير لمطبوعة دروس مقياس أصول النحو، ل .3

وهو بحث مقدم لتكملة شروط الحصول على الدرجة الجامعية ألاولى بقسم

ج. برج بوعرير –اللغة العربية وألادب العربي بجامعة محمد البشير ألابراهيمي

م.1710

نتائج هذه الدراسة، هي:أما

تناول البحث القياس بيانا كامال، ثم بين الباحث استخدام القياس عند علماء .أ

اللغويين.

ى ه حتقعالقة أصول النحو بأصول الفقه، واللغة العربية بأصول الف معرفة .ب

القضايا اللغوية التي ناقشتها ألاصوليون.

9

دراستيفهو أن به، سأقومأما الفرق بين هذه الدراسة والدراسة التي

في بحث واحد. ركز أابن جني دون آلاخر حتى عند القياس في النحو تنحصر في

خطة البحث .و

كما يلي: وزعت إلى فصول وتسهيال لكتابة هذا البحث، فقد

: مقدمة، وتحتوي على خلفية البحث واملشكلة وتحديدها يحتوي على الباب ألاول

ومنهجه والدراسات السابقة تقرير البحث، وألاهداف وفوائده

للموضوع وخطته.

: ملحة عن القياس باعتباره أصال من أصول القواعد النحوية والتي الباب الثاني

تحتوي على تعريفه وأوجهه وتاريخه وأركانه وأقسامه، وملحة عن ترجمة

ابن جني اللغوي.

ية تطبيق ابن: القياس في النحو عند ابن جني، الذي يحتوي على كيف الباب الثالث

جني أمور القياس في النحو في وضع أسس القواعد النحوية.

: خاتمة، تحتوي على نتائج البحث، والاقتراحات، ومراجع البحث. الباب الرابع

11

الفصل الثاني

مفهوم القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية عند ابن جني

أهميته وأقسامه و القياس صول النحو ومفهومأ في هذا الفصل مفهوم سأبحث

شرح على وجه أالقياس باعتباره أصال من أصول القواعد النحوية، و أشرحثم ،وأركانه

الخصوص السيرة الذاتية ألبي الفتح عثمان بن جنى.

أصول النحو مفهوم .أ

الاحتجاج والاستدالل لقد صاغ علماء العربية أن علم النحو يبنى على أساس

بناء على أدلة مقنعة، وذلك النتاج أصول قواعد النحو السائدة عموما. إن في علم النحو

"أدلة النحو التي تفرعت منها فروعه وفصوله، كما أن . ومعرفة أصول النحو هي أصوال

ي ف أصول الفقه هي أدلة الفقه التي تنوعت عنها جملته وتفصيله". وهذا ما قال ألانباري

دراسة أصول النحو والوقوف الغرض من ))ملع ألادلة((، واملراد من كالمه حيث قال أن

على أدلة الاحتجاج تعين الدارس على إثبات ألاحكام املوثقة بالحجة البينة، والدليل

فيكون حكمه أبعد ما يكون عن عوارض الشك والارتياب، في حين أن من يعجز ،املعتمد

التقليد من غير تحقيق أو تدقيق، أو إعمال علىيل والنظر، ويركن عن الوصول إلى الدل

فكر، أو إدارة بصر ال يعرف وجه الخطأ من وجه الصواب، وال تخلص معلوماته عن شوائب

11الشك والارتياب.

.9، ص1جامعة املدينة العاملية، ج ،1أصول النحو مناهج جامعة املدينة العاملية، 11

11

أنه يقول" أصول النحو علم يبحث فيه عن 11((الاقتراح))ثم فصل السيوطي في

وفائدته 13أدلته، وكيفية الاستدالل بها، وحال املستدل". جمالية من حيث هيأدلة النحو الا

التعويل في إثبات الحكم على الحجة والتعليل، والارتفاع عن حضيض التقليد إلى يفاع

الاطالع على الدليل، فإن املخلد إلى التقليد ال يعرف وجه الخطأ من الصواب، وال ينفك في

11أكثر ألامر عن عوارض الشك والارتياب.

قواعد النحو، وفي ضوء ما ذكره علماء أصول لألاصول فياختلف العلماء قد

إن أدلة النحو التي اعتمد عليها"النحو، وعلى رأسهم ابن جني، وأبو البركات ألانباري يقول:

ا تخرج عن حد الحصر، لكن الغالب علماء الصناعة النحوية في تقعيد القواعد كثيرة جد

ومن أصول 15."السماع، والقياس، ولاجماع، واستصحاب الحالمنها أربعة أنواع، وهي

ملناقشة.وا لالهتمام النحو السابقة، فمنهج القياس هو بحث مثير

مفهوم القياس .ب

القياس لغة مصدر قاس، يقال: قاس الشيئ بغيره على غيره أي قدره على قدره

حمل مجهول ، وهو عرفت القدماء القياس اصطالحا 10. ، والقياس هو التقديرعلى مثاله

على معلوم في إثبات حكم له أو نفيه عنه بأمر جامع بينهما، وأما تعريف القياس عند

املحدثين هو استنباط مجهول من معلوم فإذا اشتق اللغوي صيغة من مادة من مواد اللغة

القياس "ثم قال ألانباري: 10على نسق صيغة مألوفة في مادة أخرى سمي عمله هذا قياسا.

.105، ص1م، ط 1919 - 1179، دمشق: دار القلم، الاقتراح في أصول النحو وجدلهالسيوطي ، 11

.9، ص1، ج1أصول النحو مناهج جامعة املدينة العاملية، 13

151، ص. 1، مكتبة الفالح، د. س، ج. من تاريخ النحو العربي ألافغاني، 11

9، ص. 1، ج. 1 أصول النحواملدينة العاملية، مناهج جامعة 15

.005م، ص1910، 11، بيروت: دار املشرق، طاملنجد في اللغة وألاعالماليسوعي، 10

.10، القاهرة: دار الطباعة الجدلية، صاملدخل إلى دراسة النحو العربي على ضوء اللغات الساميةعابيدن، 10

12

هو حمل غير املنقول على املنقول إذا كان في معنا، وهو معظم أدلة النحو، واملعلوم في

11."غالب مسائله عليه

وجه القياس .1

فالقياس الذي ذهب به النحاة ويجب أن يتبع في دراسة اللغة والنحوي هو

واملعروف من كالم العرب القياس القائم على أساس من املتشابه، ومحاكاة املسموع

وذلك يجري مصطلح )القياس( عند النظر في قواعد العربية وفي أصولها على 19وأساليبهم.

، وهي: هينوج

القياس الاستعماليالوجه ألاول: (أ

قد قال ألانباري في هذا الوجه: ))القياس حمل غير املنقول على املنقول إذا كان

نا املتحدث الذي تحاكى به كالم العرب، ويريد باملنقول في معناه((. ويريد بغير املنقول كالم

اعة، ر جارة وز الكالم العربي الفصيح، كأن تقول : صحافة وطباعة على مثال قول العرب: ت

اارة على مثال قولهم قداحة وبرادة. . . إلخ، وإن لم يكن هذا أو ذاك جة وعصا وكأن تقول ثال

ما يستحق أن يكون فاعال، وأن تنصب ما يستحق أن منقوال عنهم، وكأن ترفع في كالمك

17يكون مفعوال به. . . إلخ، وإن لم يكن ذلك منقوال عنهم في معنى املنقول كان محموال عليه.

القياس بهذا املعنى محاكاة للعرب في طرائقهم اللغوية، وحمل كالمنا على ،إذن

بدال ولاعالل والحذف والزيادة. . . )كال )كالمهم، في صوغ الكلمة، وما يعرض لها من أحكام

.105، ص1م، ج 1919 - 1179، 1دمشق: دار القلم، ط. ،الاقتراح في أصول النحو وجدلهالسيوطي، 11

.11لبنان: دار الرائد العربي، ص-بيروتفي النحوي العربي: نقد وتوجيه، محمود مخزومي، 19 .91-95م، ص1950، دمشق: دار الفكر، لاغراب في جدول لاعراب وملع ألادلةألانباري، ابن 17

13

كالتقديم والتأخير والاتصال والانفصال، )، وفي نظام الكالم وما يعرض لها من أحكام )(إلخ(

11(.والحذف والذكر، ولاعراب والبناء. . . إلخ(

الوجه الثاني: القياس النحوي (ب

بعلة وإجراء لقد قال أيضا ألانباري في هذا الوجه ))القياس حمل فرع على أصل

حكم ألاصل على الفرع((، كأن تقول: إعراب الفعل املضارغ قياسا على الاسم ملتشابهته أو

صبت )ال( النافية للجنس الاسم ورفعت الخبر قياسا على))إن(ي ملشابهتها إياها ف تقول ن

إن( لتوكيد )كما تأتي –، فإن )ال( تأتي لتوكيد النفي ، وهو تنصب لاسم وترفع الخبرالتوكيد

11لاثبات.

والقياس بهذا املعنى يبتدعه النحو تنبيها إلى علة الحكم الثابت عن العرب بالنقل

الصحيح. وهذا ما يعنيه النحاة حين يقولون ))النحو كله قياس((.

فالقياس في عرف النحاة إما من قبيل القياس الاستعمالي، وإما من قبيل القياس

وإنما ،ء كالم العرب، وبهذا املعنى ال يكون نحوا بل تطبيقا للنحوي النحوي وألاول هو انتحا

وسيلة كسب اللغة في الطفولة، وهو كذلك مما يسبقه مجمع اللغة في صوغ هذا القياس

13والقياس الثاني فهو النحو كما يراه النحاة. ، املصطلحات وألفاظ الحضارة

.17ص القياس في اللغة العربية،عبد العزيز، 11

.93، صلاغراب في جدول لاعراب وملع ألادلةألانباري، ابن 11

.151م، ص 1777-هـ 1117، القاهرة: عالم الكتب، ألصول تمام حسن، ا13

14

تاريخ القياس .1

م العرب وراعوا الحكم السائد في ألاعم استقرى مدونو النحو ما وصلهم من كال

علله وصنفوها ثم وضعوا قوانينهم املطردة، وهذا السبب جاء من فدققواألاغلب منه،

اختالف بعض املنقول من مختلف اللهجات يخرج على هذه القوانين، فلذلك حاول النحاة

ا حتى ا صادقيل بعض أحكامهم باستثناءات وتفريعات، وبذلوا في ذلك جهديبتسجيل وتذ

ال يشذ على قوانينهم ش يء ذو بال، وحتى تكون محيطة بكالم العرب على قدر لامكان، ذلك

در ال قيمة لها، وإنما العبرة بما اطرد في أكثر اشذت على استثناءاتهم وقيودهم بعض نو

كالمهم. وتنقسم علماء العربية إلى قسمين، وهما:

والتزامه والجمود عليه، وهو لم يكتب ملذهبه فريق حاول قصر الناس على السماع (أ

البقاء ملخالفة طبائع ألاشياء، وألن من غير املعقول أن يكون كالمنا كله بمفرداته

وتراكيبه واردا من العرب.

القياسيون، هم من أهل القياس أصحاب مذهب ))ما قيس على كالم العرب (ب

غيرك اسم كل فاعل وال فهو من كالم العرب، أال ترى أنك لم تسمع أنت وال

. 11مفعول وأنا سمعت بعضها فقست عليه غيره((

مرحلة القياس عند القياسيين .3

إن القياس قديم في العربية، وقد لجأ إليه النحاة منذ وضعوا أسس علم النحو

وتجاوز تكوين القياس وتطوره على وبدأ التأليف فيه بعد أن أصبح علما قائما بذاته،

ثالثة مراحل في القياس، وهي:هناك املراحل، و

.351، ص1، جالخصائصابن جني، 11

15

وهي مرحلة النشـأة (أ

هــ( الذي 110سحق الحضرمي )ت إورد لفظ )القياس( مقترنا بعبد هللا بن أبي

لكن قيل أن كان وكان أشد تجريدا للقياس. ،القياس والعلل ىكان أول من بعج النحو ومد

أسس العربية وفاتح بابها أول القياسيين هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، ألنه أول من

واملراد هنا بالقياس: القاعدة النحوية، ومدى اطرادها في 15وأنهج سبيلها ووضع قياسها.

النصوص اللغوية مروية، أو مسموعة، وتقويم ما يشذ من نصوص اللغة عنها. إذ لم يكن

كلها، و النحو يومئذ إال بمقدار، ال يتعدى في الغالب خطرات جزئية لك تنتظم مسائل النح

ثم نما وتطور، حتى إن يونس حين سئل عن علم الحضرمي ))قال: لو كان في الناس اليوم

من ال يعلم إال بعلمه يومئذ لضحك به((.

وهي مرحلة املنهج (ب

وفي ذلك أصبح القياس أصال في الدرس النحوي، وما يعرض من أموره عند

ر الخليل الذي أكثر منه، وتوسع فيه، فقد عرف بتصحيح القياس، وكاشف قناعه، والناظ

مثلة كثيرة لألقسية املختلفة املتعددة، مما يدل على أن أبويه، يوجد فيه ـيفي كتاب س

سسأنضجه، وتمام قوته، وأنه أصبح أساسا من القياس وصل على يد الخليل إلى كامل

الدراسة النحوية التي تبنى عليها القواعد، ويوزن بها الكالم، فهو يستعين به ضمن حدود

اللغة، بحيث ال يفرض جديدا على ألاصول املستنبطة من الطبيعة اللغوية، ألن قياسه

ت في بيئة البصرية ذامبني على التشابه من املقيس واملقيس عليه، فقد عاش الخليل

.11، ص1، جطبقات فحول الشعراءالجمحي، 15

16

الثقافات املتنوعة، وعاصر مدرسة الفقه القياسية التي نشأت في الكوفة، والتي نحت

بالقياس نحو علميا.

وهي مرحلة التنظير (ج

هـ( متأثرا بالبحوث الفقهية، منهجا 500وفيها يتصدر أبو البركات ألانباري )ن.

ا ده ))على حد أصول الفقه فإن بينهموتعريفا وتفريعا، لتصنيف كتاب في أصول النحو حد

من املناسبة ما ال يخفى، ألن أصول النحو معقول من منقول، كما أن الفقه معقول من

منقول، ويعلم حقيقة هذا أربتب املعرفة بهما((. فيكون القياس لديه ))تقدير الفرع بحكم

لفرع، وقيل: ألاصل، وقيل هو حمل فرع على أصل بعلة تقتض ي إجراء حكم ألاصل على ا

هو ربط ألاصل بالفرع بجامع، وقيل: هو اعتبار الش يء بالش يء بجامع((. فصار القياس ذات

حد وشروط وأركان، وأصبح دارس النحو فضال عن غيره من الدارسين يحس أنه يقرأ الفقه

10وأصوله منقولين نقال إلى النحو وأصوله، لقد عرض على اللغة منهج غريب عنها.

الوقت، لم يكن أرباب القياس على بدر من ألامر، فأصحاب اللغة ففي ذلك

أنفسهم واتسعوا في طردها وتصريفها واشتقاقها بما سبقوا به أرباب القياس أنفسهم. وقد

قامت الوعة إلى تعميم القياس قديمة من أيام الخليل كما قام ابن تيمية بنزعة محافظة

10معتدلة يمثلها أمثال.

.10، ص1990دار الشروق للنشر والتوزيع، ألاردن:-، عمانالقياس في النحو العربي نشأته وتطورهالزبيدي، 10 .11م، ص1910 -هـ 1170، بيروت: املكتب لاالمي، في أصول النحو ،ألافغاني 10

17

أهمية القياس .1

القياس له دور مهم في اللغة العربية، ألنه عملية عقلية فطرية، يقوم بها أفراد إن

اب ن اكتسأالجماعة اللغوية كبيرهم وصغيرهم على سواء، بل إن البحوث الحديثية أكدت

اللغة يقوم على أساسها. والقياس عملية إبداعية من حيث إنه يضيف إلى اللغة صيغا

ما أنه عملية محافظة، ألن هذه الصيغ والتراكيب فليس له وتراكب لم تعرفها من قبل، ك

11على مثال معروف.

الشيخ محمد الحضر حين عند حديثه عن الحاجة إلى القياس في اللغة: قالو

))ولو صح أن يضع الواضع لكل معنى لفظا يختص به لكان الحرج الذي تقع في اللغة أن

ى البشر حفظ ما يكفي على اختالف تضيق املجلدات الضخمة عن تدوينها، ويعتذر عل

فالقياس طريق يسهل به القيام على اللغة، ووسيلة تمكن لانسان ((،اين وجوههابفنونها وت

والجمل دون أن تفرع سمعه من قبل، أو يحتاج في الوثوق اتمن النطق بآالف من الكلم

19مها.من صحة عريتها إلى مطالعة كتب اللغة أو الدواوين ملنثور العرب ومنظو

قيس ما أن كلبويه يثم قال املازني في )التصريف( تعليقا على ما قاله الخليل وس

37على كالم العرب فهو من كالمهم، وما لم يكن في كالم العرب فليس معنى في كالمهم،

.13م، ص 1995، 1، القاهرة: دار الفكر العربي، طالقياس في اللغة العربيةعبد العزيز، 11

م، 1907لاسالمي ومكتبة دار الفتح، ، دمشق: املكتب دراسات في العربية وتاريخهامحمد خضر حسين: 19

.15ص

، بيروت: دار إحياء التراث القديم، املنصف البن جني، شرح كتاب التصريف ألبي عثمان املازنيابن جني، 37

.1م، ص1951 -هـ1303، 1ط

18

ألانباري في )ملع الدولة(، وهو يرد علىه حتى قال ،فعلمنا في ذلك أن القياس يتعلق بالنحو

31القياس، ألن النحو كلهم قياس.من أنكر

أقسام القياس .5

لقد قسم ألانباري القياس النحوي إلى ثالثة أقسام، وهي:

قياس العلة (أ

إن قياس العلة هو أن يجعل الفرع على ألاصل بالعلة التي علق عليها الحكم في

. لاسنادألاصل، ومثل له مما سبق أن بينه من حمل ما لم يسم فاعله على الفاعل بعلة

يقول من منع تقديم خبر )ليس( عليها: ال يجوز تقديم خبرها عليها قياسا على ،أمثلته نوم

)عس ى( فإنه ال يجوز تقديم خبرها عليها، وعلة املنع عدم تصرف الفعل.

ومنع النحاة يقررون أن الحكم يجري مع العلة وجردا وعدما فإنهم يقررون أن

ول ألانباري: ))والشواذ ال تورد نقضا على القواعد املطردة، ا الحكم. يقبه قضالشواذ ال تن

أال ترى أو ألاصل في كل واو تحركت وانفتح ما قبلها أن تقلب ألفا نحو )باب ودار( وألاصل

فيهما )بوب ودور(، فلكا تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فال يجوز أو يورد )القود(

31.((ذه في بابهو)الحوكة: جمع حائك( نقضا لشذو

قياس الشبه (ب

وهو أن يحمل الفرع على ألاصل بضرب من الشبه غير العلة التي علق عليها الحكم

في ألاصل. ))وذلك أن يدل على إعراب املضارع بأنه على حركة الاسم وسكونه، فإن قولك

.15م، ص1907، دراسات في العربية وتاريخهامحمد خضر حسين: 31

.11،صالقياس في اللغة العربيةعبد العزيز، 31

19

ن)يضرب( على )ضارب( وكما أن )ضاربا( معرب كذلك ما أشبهه، والعلة الجامعة هنا: جريا

الفعل على الاسم في حركاته، وسكناته، وليست هذه العلة التي أوجبت له لاعراب.

سبه هنا قد يكون من جهة اللفظ كاملثال السابق، وقد يكون نوأما املقصود بال

من جهة املعنى، ومثاله أن أسماء ألافعال نحو )عليك ومكتنك وـأمامك( مشابهة في املعنى

ألاسماء مقامها وهي )الزم واثبت وتقدم(، ولهذا الشبه أجاز لألفعال التي قامت هذه

ا على جواز تقديمه لألصل تقتض ي أن سالكوفيون تقديم معمول أسماء ألافعال عليها قيا

33يكون حكمه مثل حكمه.

قياس الطرد (ج

هو الذي يوجد معه الحكم وتفقد لاخالة )املناسبة( في العلة، واختلفوا في كونه

إلى أنه ليس حجة، ألن مجرد الطرد ال يوجب غلبة الظن، أال ترى أنك حجة، فذهب قوم

تصرف، الطراد البناء في كل فعل غير متصرف، فلما كان للو عللت بناء )ليس( في عدم ا

ذلك الطرد ال يغلب على الظن أن بناء )ليس( لعدم التصرف. . بل نعلم يقينا أن )ليس(

، وإذا ثبت بطالن هذه العلة مع اطرادها علم أن مجرد إنما بني ألن ألاصل في ألافعال البناء

31الطرد ال يكتفى به فالبد من إخالة أو شبهة.

أركان القياس .0

للقياس أربعة أركان: أصل وهو املقيس عليه وفرع وهو املقيس وحكم وعلة.

ألاصل )املقيس عليه( (أ

.11، صالقياس في اللغة العربيةعبد العزيز، 33 .11، صالقياس في اللغة العربيةعبد العزيز، 31

21

فيه في ل السابق هو ما اطرد من املسموع عن العرب، على النحو الذي القو

ها النحاة بعد عتالفصل الذي عقدناه للسماع، وهو ألاحكام النحوية والقواعد التي وض

35مالحظة النصوص، وجعلوا بعضها أصال يقيسون عليه بعضا آخر.

الفرع )املقيس( (ب

الاصطالح هو ما شاع على فياملقيس في اللغة مفعول من قاس أي قدر. واملقيس

30واملقيس أن يكون فرعا محموال على أصل. 30ألسنة العرب حتى صار يقاس عليه.

الحكم (ج

يحكم، واصطالحا –الحكم لغة العلم والفقه والقضاء بالعدل هو مصدر حكم

31هو ما يجري على الفرع من أحكام ألاصل صرفا ونحوا وإعرابا

وي إلى أقسام:لقد قسم علماء النحاة الحكم النح

واجب: كرفع الفاعل، وتأخيره عن الفعل، ونصب املفعول، وجر املضاف إليه، (1

وتنكير والتمييز، وغير ذلك.

ممنوع: كأضداد ما هو مذكور في الواجب. (1

حسن: كرفع املضارع الواقع جزءا بعد شرط ماض. (3

قبيح: كرفع املضارع الواقع جزءا بعد شرط مضارع (1

.119م، ص 1910 -هـ 1170، 1، دار العلوم العربية، طأصول النحوي العربيأحمد نحلة، 35

، 1م، ج 1991 -هـ 1113، 1لبنان: دار الكتب العلمية، ط –، بيروت املعجم املفصل في النحو العربيبابتي، 30

.39-1ص

.119، صأصول النحوي العربيأحمد نحلة، 30

.39-1، ص1، جاملعجم املفصل في النحو العربيبابتي، 31

21

".ضرب غالمه زيدا"خالف ألاولى: كتقديم الفاعل في نحو (5

جائز على السواء: كحذف املبتدأ أو الخبر أو إثباته، حيث ال مانع من الحذف، وال (0

مقتض ى له.

وواضح أن النحاة تأثروا في تقسيم الحكم النحوي بتقسيم ألاصوليين من الفقهاء

39للحكم الفقهي.

العلةد(

واصطالحا هي النسبة املشتركة بين املقيس واملقيس عليه العلة لغة هو السبب،

الفاعل م املشترك بينئبحيث يسوغ إجراء املقيس عليه على املقيس، فالسناد مثال هو القا

والقياس ال يتم إال به إذ ال بد للحاق املقيس 17ونائب الفاعل الذي هو السبب في الرفع.

أساس منها يجب للمقيس حكم املقيس عليه. باملقيس عليه من علة تجمع بينهما، وعلى

فالعلة تنقسم إلى كثير من الضروب:

علة سماع: مثل قولهم: إمرأة ثدياء، وال يقال: رجل أثدى، ليس لذلك علة سوى (1

السماع.

علة تشبيه: مثل: إعراب املضارع ملشابهته الاسم، وبناء بعض ألاسماء ملشابهتها (1

الحروف

كاستغنائهم بــــــ )ترك( عن )ودع(علة استغناء: (3

علة استثقال: كاستثقالهم الواو في )يعد( لوقوعها بين ياء وكسرة. (1

.130أحمد نحلة، أصول النحو العربي، ص 39

. 001، ص1، جاملعجم املفصل في النحو العربيبابتي، 17

22

علة فرق: وذلك فيما ذهبوا إليه من رفع الفاعل ونصب املفهول وفتح نون الجمع، (5

وككثرة نون املثنى.

اعه.قتوكيد: مثل إدخالهم النون الخفيفة والثقيلة في فعل ألامر لتأكيد إي ةعل (0

علة تعويض: مثل تعويضهم امليم )في اللهم( من حرف النداء. (0

علة نظير: مثل كسرهم أحد الساكنين إذا التقيا في الجزم حمال على الجر إذ هو (1

نظيره.

علة نقيض: مثل نصبهم النكرة بــــ )ال( حمال على نقيضها )إن(. (9

املوعظة وهي مؤنثة علة حمل على املعنى: مثل/ فمن جاءه موعظة، ذكر فعل (17

حمال لها على املعنى وهو الوعظ.

علة مشاكلة: مثل قوله: سالسال وأغالال. (11

علة معادلة: مثل جرهم ال ينصرف بالفتحة حمال على النصب ثم عادلوا بينهما (11

فحملوا النصب ثم عادلوا بينها فحملوا النصب على الجر في جمع املؤنث السالم.

في (جر املجاورة في قولهم: حجر ضب خرب وضم الم )هللاعلة مجاورة: مثل ال (13

)الحمد هلل( ملجاورتها الدال.

علة وجوب: وذلك تعليلهم لرفع الفاعل ونحوه. (11

علة جواز: وذلك ذكروه في تعليل لامالة. (15

علة تغليب: مثل: وكانت من القانتين. (10

علة اختصار: مثل باب الترخيم، ولم يك. (10

خفيف: كالدغام.علة ت (11

علة أصل: كاستحوذ، ويؤكرم، وصرف ما ال ينصرف. (19

23

علة أولى: كقولهم إن الفاعل أولى برتبته التقديم من املفعول. (17

علة داللة الحال: كقول املتسهل: الهالل، أي هذا الهالل فحذف لداللة الحال (11

عليه.

بفتح ما قبل الواو إشعارا بأن علة إشعار: كقولهم في جمع موس ى: موسون (11

املحذوف ألف.

علة تضاد: مثل قولهم في ألافعال لتي يجوز إلغاؤها متى تقدمت ، وأكدت (13

باملصدر أو بضميره: لم تلغ ملا بين التأكيد ولالغاء من التضاد.

علة تحليل: في نحو الاستدالل على إسمية )كيف( بنفي حرفيتها ألنها مع الاسم (11

11، ونفي فعليتها ملجاورتها الفعل بال فاصل، فتحلل عقد شبه خالف املدعي.كالم

وذلك مثل أن تركب قياسا في الداللة على رفع مالم يسم فاعله فتقول: اسم

أسند الفعل إليه مقدما عليه، فالجواب أن يكون مرفوعا قياسا على الفاعل، فاألصل هو

الجامعة هي لاسناد، والحكم هو الرفع. الفاعل، والفرع هو مالم يسم فاعله، والعلة

وألاصل في الرفع أن يكون لألصل الذي هو الفاعل، وإنما أجرى على الفرع الذي هو مالم

يسم فاعله بالعلة الجامعة التي هي لاسناد، وعلى هذا النحو كل قياس من أقسية النحو.

)أو املقيس عليه أو وكأن تقول صحافة أو طباعة ققياسا على تجارة وزراعة، فاألصل

املنقول عن العرب( هو تجارة وزراعة، والفرع )أو املقيس أو غير املنقول( هو قول صحافة

وطباعة، والعلة )أو ألامر الجامع بينهما( الاشتراك في الصيغة، والحكم )أم ما يثبت للمقيس

11فةإذا تحققت العلة( هو الاشتراك في الداللة على من يمتهن مهنة أو يحترف حر

.130، صأصول النحوي العربيأحمد نحلة، 11

.11، صدراسات في العربية وتاريخهامحمد خضر حسين: 11

24

شخصية ابن جني اللغوي .ج

اسمه وصفته .1

عثمان بن جنى املوصلى النحوى اللغوى"، وكنيته املشهورة أبو الفتح هو "

،وينسب في بعض ألاحيان فيقال ))ابن جني املوصلي. إنه ولد باملوصل، قبل الثالثين

ن الكلمة م والثالثمائة للهجرة، ،وفيها، قض ى طفوله وتلقى دروسه ألاول ى. وكان اسمه تعريبا

. وذكر فكير، عبقري، مخلصت(، ومعناها كريم، نبيل، جيد الGennaiusاليونانية جنايس )

وحكى لي إسماعيل بن املؤمل النحوي أن أبا الفتح كان ابن السمعاني في )ألانساب( فقال: ))

13يذكر أن أباه كان فاضال بالرومية((.

فمن 11حمد ألازدى املوصلى.وكان أبوه مملوكا رومىيا لسليمان بن فهد بن أ

وكان البن 15املعروف أنه رجل شتيم الوجه وحش ي الصورة، لكن ال تعرف ترجمته كثيرا.

جني من ألاوالد وهم علي وعال وعالء، وكل أوالدهم أدباء فضالء قدخرجهم والدهم وحسن

10خطوطهم فهم معدودون في الصحيحي الضبط وحسني الخط.

أنه لم يكن حسن الوجه، ومن خلقة أبي الفتح وقد ذكروا من صفة خلقة أبيه

10أنه كان أشقر، وكان ممتعا بإحدى عينيه، وكان إذا تكلم يميل بشفته ويشير بيده.

.13، ص1319، دار النذر للطباعة والنشر والتوزيع، ابن جني النحوي السمرائي، 13

335، ص. 1م. ج1911 -هـ 1170، 1، القاهرة: دار الفكر العربي، طإنباه الرواة على أنباه النحاةالقفطي ، 11 .13ص، ابن جني النحوي ، السمرائي 15

-هـ 1111، 1، طمعجم ألادباء = إرشاد ألاريب إلى معرفة ألاديب، بيروت: دار الغرب لاسالميالحموي، 10

.1515، ص1م، ج 1993الجمهورية العراقية، -منشورات وزارة الثقافة ولاعالم الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني، النعيمي، 10

.11ص

25

نشأته .1

لقد نشأ ابن جني في املوصل وتربى فيها ويبدو أنه رأى فيه مخايل ذكاء فدفعه إلى

ابن جني وعاش طفولته وأخذ التعلم، ولم يلبث أن منح عنايته لعلوم اللغة، قد ترعرع

العلم عن شيوخ مدينته، وتفاصيل صباه وحياته ألاولية ال زالت مجهولة، فأكب على دروس

أحمد بن محمد املوصلي النحوي مواطنه. وأغلب الظن أنه نزل بغداد مبكرا، وأقام ابن

الميذ تجني فيها، ففي تصانيفه ترداد لذكر بعض تالميذ املبرد مثل محمد بن سلمة وبعض

ثعلب مثل ابن مقسم، غير أنه سرعان ما عاد إلى املوصل، وأخذ يدرس للطالب في

مسجدها، وهو في أثناء ذلك يتعرض لألعراب الفصحاء ويأخذ عنهم مثل أبي عبد هللا

للهجرة أبو 330الشجري الذي يتردد ذكره في الخصائص. وحدث أن مر بحلقته في سنة

عصره، فدرس معه وصحبه وتبعه فى أسفاره، وخال به فى علي الفارس ي إمام النحاة في

مقامه، واستملى منه، وأخذ عنه، وصنف فى زمانه، ووقف أبو على على تصانيفه

واستجادها، ثم استوطن مدينة دار السالم، ونشأ ابن جني باملوصل وقد الزم أبو الفتح أبا

الفرس ي هو يروى أن أبا علي واتصاله بأبي علي 11علي الفارس ي حتى صار كأنه كاتب له.

الفارس ي كان قد سافر إلى املوصل، فدخل الجامع فوجد أن ابن جني يقرئ النحو وهو شاب

لم يعد الثامنة عشرة من عمره، وكان يديه معلم، وهو يكلمه بقلب الواو ألفا في كلمة

ه )قام(، فاعترض عليه أبو علي، فوجده مقصرا، ، فأعجبه ذكاؤه، وتعجب من قعود

للدرس ولامالء قبل نضجه فقال له: ))زببت قبل أن تحصرم((، وكأنما دلعت هذه الكلمة

نارا في قلبه، ليستكمل أداته، ولم يجد خيرا من مالزمة هذا لامام الفذ، فلزمه أربعين سنة

متنقال معه في رحالته، مشغوفا بآرائه, مبهورا بفطنته ودقة أقيسته وتعليالته، طوف ابن

.0، ص1م، ج1777 -هـ1111، 1لبنان: دار الكتب العلمية، ط-بيروت ،سر صناعة لاعرابابن جني، 11

26

البالد فذهب إلى الشام وحلب وواسط وذكر دار امللك ولعله يقصد دار امللك في جني في

شيراز أو دار اململكة البويهيين في شؤقي بغداد واتصل من البي بسيف البويهي عضد الدولة

وولده صمصام الدولة وولده شرف الدولة وولده بهاء الدولة وفي زماننه مات. وكان يالزمهم

19فى دورهم وييايتهم.

وكان ابن جني عند أستاذه يمثل مخبارا يمتحن به تجاربه، فكان أبو علي يعرض

عليه بعضا من املسائل، أو يذكر له تعليال، أو يسأله عن تعليل، وكان يطلبه إذا عاب: وكان

ابن جني يوافقه ويدعم رأيه ببرهان، أو يخالفه ويرى رأيا آخر، ولم يكن أبو علي يضيق بهذه

ذا لم يكن معه وعز إكان ينزل رأيه أحيانا، وابن جني كان يكتب له ويسأله املخالفة، بل

عليه الجواب.

وقرأ ابن جني على أستاذه في أثناء اتصاله به كثيرا من الكتب واملصنفات، فقد

بويه، وكتابي الهمز والنوادر ألبي زيد ألانصاري، وكتاب التصريف ألبي يقرأ عليه كتاب س

ب القلب ولابدال البن السكيت، وغيرها. عثمان املازني، وكتا

وكان ابن جني محبا ألستاذه معظما له، دائم النقل عنه، شديد لاعجاب به،

فهو القائل فيه: هلل هو وعليه رحمته، فما كان أقوى قياسه، وأشد بهذا العلم اللطيف

57الشريف نسبه، فكأنه إنما مخلوقا له.

.33، ص1، جإنباه الرواة على أنباه النحاةالقفطي ، 19

.11، صابن جني النحوي السامرائء، 57

27

هم أحمد بن محمد املوصلي، وأبو بكر محمد بن ،ومن شيوخه غير أبي علي

الحسن املعروف بابن مقسم، وروى عن أبي الفرج ألاصبهاني صاحب ألاغاني، وعن أبي

51حاتم السجستاني، وأبو علي الفارس ي، وعن أبي عباس املبرد.

الم سلوأما تالميذه منهم الشريف الرض ى، وعمر بن ثابت الثمانيني، وأحمد عبد ا

وأبو الحسن السمسعي، وثابت بن محمد الجرجاني ألاندلس ي، وعلي بن زيد البصري،

51القاشاني.

اختلف املؤرخون عن تاريخ وفاته، إن في كتابه الخصائص تعرف وفاته ببغداد

وقيل كانت وفاته ببغداد على ما 53ـ في ليلتين بقيتا من صفر في خالفة القادر. ه391ة نس

وهذا خطأ 301.51ى يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة ذكره أحمد بن على التوزى ف

هـ، وقد عاش ابن جني بعد شيخه. وقيل توفى سنة 300علي سنة يفإن وفاة شيخه أب

توفي في الثمن عشر من صفر هبقات، وألاخير قيل أنطخالف ما في كتب ال اه، وهذ 393

بغداد عند قبر أستاذه الشيخ أبي ودفن بالشونيزي الذي هو من جملة مقابر ه، 391سنة

55.وفون كثر مدفونيها متصأعلي الفارس ي، وهي مقبرة جنيد الحالية وتعرف بالشونيزية أيضا و

أخالقه .3

إن ابن جني رجل له جهد وجد كبير، وهو صادق في قوله وفعله، فلم يؤثر عنه

وكان عف اللسان ما أثر عن أمثاله من رجال ألادب في عصره من اللهو والشرب واملجنون،

.0، ص1ج سر صناعة، ،ابن جني51

.01، صابن جني النحوي ، السامرائء51

.1، ص1، ج1الهيئة املصرية العامة للكتاب، ط الخصائص،ابن جني، 53

. 335، ص1، جإنباه الرواة على أنباه النحاةالقطفي، 51

.0، ص1ج سر صناعة، ،ابن جني55

28

والقلم، يجتنب ألالفاظ املندية للجبين، وهو معروف بطيب أخالقه وعفته وإخالصه. إذا

كان في التلميذ صفات حببته إلى شيخه، وفي الشيخ صفات حببت إلى تلميذه دعتهما إلى

ذهحاجته إلى خدمة تلمي يالتوافق ودوام ألالفة الطويلة، فقد كانا معتزلين، وكان ألبى عل

لتذليل متاعب الحياة، وتوفير وقته الثمين للبحث والدرس، وتوافقهما في ألاخالق وآلاراء،

50فلم يؤثر في تاريخهما ش يء عكر صفاء هذه الصحبة.

مكانة ابن جني في علوم العربية .1

إن ابن جني له مكانة سامية في علم العربية مع أنه صاحب التصانيف البديعة

هو من أحذق أهل ألادب ، و 50الوفيات أنه إمام في علم العربية وقال صاحبفى علم ألادب.

وأعلمهم بالنحو والتصريف، وعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بالنحو. وسببه أنه

كان يقرأ النحو بجامع املوصل، فمر به أبو علي الفارس ي فسأله عن مسألة في التصريف

فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة، فقصر فيها، فقال أبو علي: "زببت قبل أن تحصرم"

عني بالتصريف، وملا مات أبو علي تصدر ابن جني مكانه ببغداد؛ وأخذ عنه الثمانيني وعبد وأ

السالم البصري وأبو الحسن السمسمي. وكان املتنبي يقول فيه: "هذا رجل ال يعرف قدره

51كثير من الناس".

ة اللغوية يقبلها على وجوهها فمن املعروف، أن ابن جني كثير ألانس بالتجرب

املختلفة ويكثر التفكير فيها، ثم يقابل بين اللغات التي يعرفها ليكون حكمه الشامل في اللغة

فال شك، أن بالنسبة املحدثين 59العربية حين يرده إلى طبيعة الحس صحيحا إلى حد بعيد.

.511، صالنحو العربي السامرائء ،50

.110، ص3، ج1997، 1بيروت: دار صغير، ط وفيات ألاعيان وأنباء أبناء الزمان،ابن خلكان، 50

.11، ص1مكتبة الفالح، ج من تاريخ النحو العربي،ألافغاني، 51

.91، صفي أصول النحو، ألافغاني59

29

غة كاد توجد بحث في اللأنه يتصدر املكانة السامية عندعم عند علماء اللغة والصرف فال ت

وألاصوات والتصريف يخلو منه ذكر ابن جني ذاكرين له النظرات النافذات في هذا

وكذلك ابن جني رأس مدرسة القياس الذي كان للمذهب البصري إمامه 07امليدان.

كتب ابن جني تعد الذروة التي ارتقت إليها بحوث العلماء في علوم اللغة العربية 01ألاعظم.

تها "لقد كان أعلى علماء العربية كعبا في جميع عصورها، وأغوصهم عامة على أسرار وفلسف

وأنجحهم في الاهتداء إلى النظريات العامة فيها وكتابه الكبير "الخصائص" ال يزال ،العربية

إعجاب علماء العرب والغرب على السواء، وحسبك أن ابن جني هو مبتدع نظرية محط

ومؤسس علم فقه اللغة على ما يحسن أن يفهم عليه هذا العلم اليوم، الاشتقاق الكبير

أما التصريف فهو إمامه دون منازع، وقلما تقرأ كتابا فيه وال يكون ابن جني مرجع كثير من

01مسائله".

وال يكفي أن ينسب ابن جني وأبو علي الفارس ي أنفسهما في البصريين، لنعدهما

مصنفاتهما املذهب البغدادي الانتخابي، وإن كانت قد غلبت حقا منهم، فإنهما اتبعا في

عليهما النزعة البصرية، وهي ال تخرجهما عن دوائر الاتجاه البغدادي القائم على الانتخاب

من آراء البصريين والكوفيين. وعلى غرارهما الزجاجي آخر الجيل ألاول من البغداديين. وكان

طارها، وهو يكثر من ذكر آرائه في كتابه الخصائص حين ألم باملوصل، من جميع أق ه،عقل

وغيره، حتى ليبدو كأنه كان كنزا سائال بمسائل اللغة والنحو وما يجري فيها من ضبط

03ألاصول وضبط ألاقيسة والعلل.

.01، صابن جني النحوي ، السامرائء07

.177، ص1، جمن تاريخ النحو العربيألافغاني، 01

.113، ص1، ج، من تاريخ النحو العربيألافغاني01

.150، ص1، دار املعارف، جاملدارس النحويةشوقي ضيف، 03

31

وهو ممن أكثروا من التصنيف حتى بلغت مصنفاته نحو الخمسين، وبينها

ها على تسجيل كالم أستاذه الف

فارس ي مثل: "اللمع وذي القد وتأييد تذكرة أبي مصنفات وق

علي". وله مصنفات مختلفة حول املتنبي تفسيرا لشعره ودفاعا عنه أمام خصومه. ومن

نشر وقد ،أهم مصنفاته كتاب "املحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات ولايضاح عنها"

01منه املجلس ألاعلى للشئون لاسالمية بالقاهرة الجزء ألاول.

مذهبه النحوي .5

وهو معروف ببصرية املذهب، ولكن اختلف العلماء في مذهب ابن جني النحوي،

سة البصرية التي أسس قواعدها الخليل بن أحمد حيث رأت طائفة أنه ينتمي إلى املدر

فة أخرى أنه من نحاة املدرسة البغدادية التي مزجت بين ئبويه، بينما ذهبت طايس هوتلميذ

البصريين والكوفيين وتهدف للموازنة بينهما. وهذه آلاراء أكدته ابن النديم في ءآرا

.05)الفهرست( وهو من ضمن جماعة من علماء النحويين واللغويين ممن خلط املذهبين

ومن يقول ببصريته يستند إلى موافقته ملنهج نحاة البصرة عموما، ومن أصول املدرسة

وابن جني نفسه يصرح بميوله نحو املذهب البصري، البصرية القياس املشهور الشائع،

ومن يثبت ومن يثبت ببغداديته إثبات ابن جني أنه 00ويعتبر نفسه بصريا في مألفاته.

ببغداديته إثبات ابن جني أنه لم يكن متشددا في موافقته البصريين، فهو مع ميوله إلى

ستهم.نحاة البصرة يناقضهم حتى في ألاصول التي تقوم عليها مدر

.105، ص1، جاملدارس النحوية، شوقي ضيف01

.01، ص1مـ، ج 1990 -هـ 1110، 1لبنان: دار املعرفة، ط –بيروت ، الفهرست ،ابن النديم05

.105-101، صابن جني النحوي السامرائي، 00

31

مصنفاته .0

خلف ابن جني مصنفات نافعة، تشيع بين الباحثين وللدارسين للنوي والصرف

والعروض وألادب والشعر إلى يومنا هذا:

في النحو (أ

كتاب التعاقب في العربية واملعرب والتلقين واللمع وألالفاظ من املهموز

جمعه من كالن أبي الخصائص وسر صناعة لاعراب وشرح املقصور واملمدود و)ذا القد(و

علي الفارس ي ومحاسن العربية والخاطريات والتذكرة ألاصبهانية )مختار تذكرة أبي على

والتبصرة. ، والتنبيه واملهذب00الفارس ي وتهذيبها(

في الصرف (ب

.كتاب جمل أصول التصريف واملصنف )شرح تصريف املازني( والتصريف اململوكي

في العروض (ج

.والكافي )شرح القوافي لألخفش( كتاب العروض والقوافي

في ألادب والشعر (ه

كتاب الشعر )شرح ديوان املتنبي( والفرق بين الكالم الخاص والعام وتفسير املراثي

ومعاني أبيات املتنبي ومشتغلق الحماسة التمام الثالثة والقصيدة الرائية للشريف الرض ي

.الحماسةفي شرح أشعار هذيل واملنهج في اشتقاق أسماء شعراء

.301، ص3م، ج 1901 -هـ 1311، 1، حيدر آباد: مجلس دائرة املعارف العثمانية، طألنسابالسمعاني، ا00

32

في اللغة (و

.كتاب شرح الفصيح لثعلب واملقتضبفي املعتل العين

في القراءات (ز

01كتاب املحتسب في تخريج شواذ القراءات والوقف والابتداء

.513، صالنحو العربي، السامرئء01

33

الفصل الثالث

ابن جني وآراءه في القياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحوية

ثم تحليل ألابواب ، في القياس آراء ابن جنيفي هذا الفصل تحليل سأتناول

.خاصة بالقياس باعتباره أساسا لوضع القواعد النحويةال

ه أساسا لوضع القواعد النحويةر آراء ابن جني في القياس باعتباة حمل .أ

ولكنه من صاحب مشروع لغوي عزم ،لم يكن ابن جني أول القياسيين في النحو

فيه على تأصيل النحو العربي على سمت ألادلة النقلية وألادلة العقلية، وهو الذي يعيش

في القرن الرابع الهجري، ويعد من أخضب القرون للحضارة العربية لاسالمية. لقد جهد

النحو نفسه، وظاهر أن دراسة هذا الفن حلقة علية بعد دراسةابن جني في أصول النحو،

كان جهود ابن جني في أصول النحو جهدا لهذا الفن، وقد طمح ابن جني أن يكون مؤسسا

وقد أشار إلى محاولة النحويين 09،كبيرا، وهو أول من ألف فيه بهذه السعة وهذا الشمول

واللغويين أن يحوموا حوله، وله كتاب يتركز أصول القواعد النحوية، والكتاب الذي صنفه

الغرض هو كتابه املشهور "الخصائص" استمداد علوم اللغة من علوم الشريعة لهذا

وكان ابن جني معظما له العتقاده فيه ألنه من 07واحتذاء النحويين حذو علماء الشريعة.

جد في كتاب ابن جني و وت 01أشرف ما صنع في علم العرب وأذهب في طريق القياس والنظر.

في أي أبواب شتى. أنماطا كثيرة من قياسه مبعثرة

.111، صابن جني النحوي فاضل صلح،09

.157، ص1، جمن تاريخ النحو العربي سعيد بن محمد بن أحمد ألافغاني، 07

.1الخصائص، صابن جني، 01

34

لقد اعتبر ابن جني أن القياس من أصول القواعد النحوية غير السماع ولاجماع،

لاجماع لم يحظ عند ابن جني بما حظي به السماع والقياس، فهما ويقول ابن جنى بأن

بحث بعيدا عن القياس عنده، فهناك النقط املهمة أوقبل أن 01أصالن معتمدان مطلقا.

يانه في هذا البحث، وهذه تتعلق بآراء ابن جني في القياس، وهي:التي سيتم ب

رأى ابن جني على أن كل يقاس على كالم العرب فهو كالم العرب. (1

املقاييس العربية، وقسمه على قسمين وهما لفظي ومعنوي، وهو بابن جني اعتنى (1

يفضل القياس املعنوي دون اللفظ.

ابن جني القياس عند التعارض بين القياس والسماع. فضل (3

رأى ابن جني في جواز القياس على ما يقل ورفضه فيما هو أكثر منه. (1

.يرد فيوجب له القياس حكما ويجوز أن يأتي السماع الش يءرأى ابن جني في (5

فمن خالل هذه النقاط املذكورة، سيتم بيانه التفصيل فما يأتي:

كل يقاس على كالم العرب فهو كالم العرب فيابن جني يرأ .1

حتى وضع في كتابه بابا سماه ))ما قيس على كالم كبيرا القياسبوكان اهتمامه

تسمع أنت وال غيرك اسم كل فاعل وال مفعول، لم العرب فهو من كالم العرب أال ترى أنك

وكرم وإنها سمعت البعض فقست عليه غيره فإذا سمعت قام زيد أجزت ظرف بشر

03وخالد((".

فيتضح لنا من هذا القول ما يأتي:

.17، ص1، جامعة املدينة العاملية، ج1أصول النحو مناهج جامعة املدينة العاملية، 01 .350، ص1ج ،الخصائص ابن جني، 03

35

إن القياس مع الاستعمال يجعل نظام اللغة مجددة متواصلة، الذي يمعن (أ

النظر. وفي كتاب الخصائص يتضح لنا أن القياس يرتبط ارتباطا وثيقا

باالستعمال.

إن القياس يسير مع الطبيعة اللغوية، كأن القياس فطري نشأ مع الاستعمال. (ب

أن اللغة نظام بمعنى أنه يجب احتواء ما يمكن احتواءه من كالم ،ومن املعلوم (ج

العرب في ضمن النظام اللغوي، وعد ما يقع مع خارج النظام شاذا يحفظ وال

يقاس عليه.

لتياإذا كان الاستعمال قوة ضاغطة على اللغة باتجاه التلقيص، فما القوة (د

ملتطالبات التواصل من جهة، وملتطلبات تجعل النظام اللغوي مرنا يستجيب

التطور من جهة أخرى، إنها مرونة القياس، وهذا النص صريح بهذه املرونة،

وهناك نصوص في كتاب الخصائص تؤكد مرونة القياس منها:

01جواز القياس على ما يقل ورفضه على ألاكثر عنه، إذا كان ألاكثر غير القياس. (1

ب ما يدعو إليه القياس ما لم يلو بنص أو ينتهك لإلنسان أن يرتحل من املذاه (1

وهذا 05على ما ترى فإنني إنما أضع من كل ش يء مثاال موجزا. حرمة شرع فقس

دليل على حرية الاستنتاج والبحث العلمي في نظام اللغوي، أي جعل اللغة

تستجيب ملتطلبات التطور والاستعمال.

ن املراد عنده: فإذا شاهدت ظاهرا في باب حمل على الظاهر، وإن أمكن أن يكو (3

يكون مثله أصال أمضيت الحكم على ما شاهدته من حال وإن أمكن أن تكون

.110، ص1، جالخصائصابن جني، 01

.109، ص1، ج الخصائصابن جني، 05

36

بويه كلمة )سيد( يتسهيال للبحث وللغة، مثاله حمل س 00الحال باطنا بخالفه.

00على أنه مما عينه ياء فهي في ظاهر أمرها إلى أن ما يستنزل عن بادي حالها.

بن جنى ال يخلو عن التأثر من شيخه، ال نحو الوال شك أن البدء بدراسة القياس في

تجاوز ابن جني استخدام القياس الذي كان سائدا في عصر تدوين اللغة بصورته الساذجة،

ه( التي تحدث عن املصادر 110خاصة مع متقدمي النحاة من أمثال بن أبي إسحاق )ت.

، وهو أيضا وصف بأنه 01ج النحو ومد القياس وشرح العلل((التاريخية بأنه ))أول من بع

، بغية البحث عن أسس مكونات القاعدة النحوية، مرورا إلى 09))شديد التجريد للقياس((

بويه يه( وتلميذه س 107القياس بمراحل إلى أن يصل مع الخليل بن أحمد الفراهيدي )ت.

القياس في عصر بن جني بواسطة ىه( إلى مرحلة النضج والكمال، ووصوال إل 117)ت.

ه( ليكمل مذهب بغداد 300أستاذه الحسن بن أحمد املعروف بأبي علي الفارس ي )ت.

النحوية، واملنحدرة أصال من مذهب البصرة.

فيه اإليه سابقا يتحدد لنا أن ابن جني كان في عصره نضج تفحسب ما أشر

حجة يعتد به ولو ضوابطه، وسيلة التقنين النحوي وشرط السماع وألاخذ، وصار القياس

ارتبطت به القاعدة النحوية، وبجانب ذلك، أن ابن جني معروف بــــــ ))الفصيل في تقرير

، وكان ملدرسة البصرة دون بارز في 17املسائل الشذوذ والندرة في لغات العرب ولهجاتهم((

))مدى اطراد ترسيخ حجية القياس، إذ انعطف به انعطافة نوعية، فتزكر ابن جني على

.150، ص1، جالخصائصابن جني، 00

.150ص، 1الخصائص، جابن جني، 00

.11، ص1، جدة: دار املدني، جطبقات فحول الشعراءالجمحي، 01

.11، ص1، جطبقات فحول الشعراءالجمحي، 09

، ص1911، عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع، النحو العربي في نقدصابر بكر أبو السعود، 17

37

.واعتبار ما يطرد ن هذه الظواهر، قواعد ينبغي الالتزام بها، وتقويم ما ة، الظاهرة اللغوي

، منها بدا القياس عمده في تحديد الظواهر املطردة وعلى 11شذ من نصوص اللغة عنها((

بويه يه( وتلميذه س 105نقضه ما كان شاذا، وهذا ما عمل به منذ الخليل بن أحمد )ت.

ه(، فكان هذا ألاخير أن يهتم بظاهرتي 300ه(، ووصوال إلى أبي علي الفارس ي )ت. 117 )ت.

الاطراد والشذوذ.

أن يكثر القياس في كتاب ابن جني كثرة مفرطة، ألنه ألاساس الذي ،ومن الطبيعي

يقوم عليه وضع القواعد النحوية والصرفية واطرادها، وهو يعتمد عنده في أكثر ألامر على

الشائع في الاستعمال على ألسنة العرب.

أبنية ومثالها في على أن ما قيس على كالم العرب فإنه من كالمها ناومما يدل

صريف نحو قولهم في مثال "صمحمح " من الضرب: "ضربرب " ومن القتل "قتلتل " ومن الت

ألاكل "أكلكل " ومن الشرب "شربرب " ومن الخروج "خرجرج " ومن الدخول "دخلخل ".

وفي مثل "سفرجل " من جعفر: "جعفرر " ومن صقعب "صقعبب " ومن زبرج "زبرجج "

قعب "صقعبب " ومن زبرج "زبرجج " ومن ثرتم جعفر: "جعفرر " ومن صومن ثرتم "ثرتمم"

11"ثرتمم" ونحو ذلك.

رأي ابن جني في مقاييس العربية .1

اعتنى ابن جني بمقاييس العربية، وقسم مقاييس العربية إلى ضربين، وهما:

العامل اللفظي وآلاخر العامل املعنوي. فاألول جاء من ألفاظ مؤثرة في ما بعدها، كأدوات

.13، ص1770، القاهرة: دار غريب للطباعة والشر والتوزيع، أصول التفكير النحوي علي أو املكارم، 11

.301، ص1، جالخصائصابن جني، 11

38

وألافعال، وحروف الجر وغيرها، وأما الثاني فهو مؤثر ذهني دون أن يلفظ الجزم، والنصب،

أو يكتب يدرك بالعقل فحسب، فهو تأثير معنوي يؤثر في ما بعده، الابتداء في رفع املبتدأ،

أو تجرد الفعل املضارع من أدوات الجزم والنصب. فهذان الضربان له أثر كبير وواسع في

لقياس املعنوي، وهو يرجع املعنى على اللفظ في أكثر من موضع، اللغة، واعتنى ابن جني با

من ذلك تعريفه لاعراب، وإذا قال )) هو لابانة عن املعاني باأللفاظ أال ترى إذا سمعت

أكرم سعيد أباه، وشكر سعيدا أبوه علمت برفع أحدهما ونصب آلاخر الفاعل من املفعول

واملثال من ذلك: في اعتبار 13حدهما من صاحبه.أالاستبهم ، ولو كان الكالم شرجا واحد

باب الفاعل واملفعول به بأن تقول: رفعت هذا ألنه فاعل ونصبت هذا ألنه مفعول. فهذا

11اعتبار معنوي ال لفظي((.

يرى ابن جني ))وهذان الضربان وإن عما وفشوا في هذه اللغة فإن أقواهما

سباب املانعة من الصرف تسعة: واحد منها وأوسعهما هو القياس املعنوي أال ترى أن ألا

ا، نحو أحمد ويرمع وتنضب وإثمد وأبلم وبقم وإستبرق والثمانية لفظي وهو شبه الفعل لفظ

، 15الباقية كلها معنوية كالتعريف والوصف والعدل والتأنيث وغير ذلك. فهذا دليل((

انعة ه يأتي به من أسباب املفاملفهوم املعتبر من هذا القول أنه دليل على قوة القياس وسعت

من الصرف، فيعدها تسعة، واحد فقط منها لفظي، الذي هو شبه الفعل لفظا، نحو

"أحمد" و"استبرق" والثمانية الباقية كلها معنوية كالتعريف والوصف والعدل والتأنيث.

فمن خالل هذين الضربين، نعرف أن موقف ابن جني فيها يستوجب أن نتطرق

إلى أمرين:

. 35، ص1جالخصائص،ابن جني، 13

.117، ص1جالخصائص،ابن جني، 11

.101، ص1جالخصائص،ابن جني، 15

39

بويه" لتسيطر على ييذه "سمهو نظرية العامل التي رسم الخليل ومن بعده تل (أ

الدراسات النحوية بغية تعليل حركات لاعراب في أواخر الكلمات، بوصف اللغة

ذات صفة ثانية لاعراب والتصريف، إلى جانب أن نظرية العامل ))كانت تطورا

رحلة الوقوف على مدى ، متجاوزا بذلك م10لفكرة القياس بمدلوله الشكلي((

اطراد الظواهر وشيوعها إلى مرحلة التعليل، وبسيطرة هذه الفكرة على الظواهر

النحوية أصبح القياس مداره على الفرع وألاصل، بمعنى حمل فرع على أصل بعلة

وإجراء حكم ألاصل على الفرع، ومن هنا كان القياس أداة بحث ينزع نحو التقدير

)طابعا شكليا أقرب 7الل معان مقررة في الذهن أخذت والحمل ولالحاق من خ

، لفادة ترتيب أمور 10ما يكون إلى املفهوم املنطقي، كأنه امتد منه وتفرع عنه((

معلومة، للتوصل إلى مجهول تصوي "شكلي" أو "تصديقي" حسب قول املناطقة.

كانت لظهور نظرية العامل قوة سيطرة فكرة التعليل في الظواهر

من أبرزها العلل القياسية ذات الصفة التعليمية املستلة من جواب " النحوية

ما علة حركات لاعراب في أواخر الكلمات"، ليسهل تعلمها واستيعابها، فلم يكن

بد من البحث عن علة لاعراب، وهذا ما تقتض ي تخريج الشواهد ونصب ألادلة

مع القواعد.والـتأويل وكل ما يتعلق بأسباب الظواهر في نسق التوفق

وهذا ما دعاهم إلى تقسيم العامل إلى ضربين: وهما عامل قوية مشتمل

في ألافعال آخر ضعيف اختص بالحروف، ))فاألول يعمل متقدما ومؤثرا في اللفظ

.11الثاني ال يعمل إال متقدما((و ويمكن تمثله،

.101، ص1جالخصائص،ابن جني، 10

.11، صمن تاريخ النحو العربيحلمي خليل: 10

.00، صأصول الفكير النجوي علي أبو املكارم، 11

41

وأما بخصوص ابن جني في العامل وعمله في حركات لاعراب فهو يرى

استقراء كالم العرب يبين أن هذه الحركات هي من سنن كالم العرب، وهكذا أن

)عامل لفظي وعامل معنوي، :تعاملوا في عرف لغتهم، وإنما قال النحوييون

وبعضه يأتي من مصاحبة، ليروك أن بعض العمل يأتي مسببا عن لفظ بصحته

ظي واملعنوي، ، فبعدها يرد أدلة فارقة على العاملين: اللف19لفظ يتعلق به((

))أما في الحقيقة ومصول الحديث 7وهذا هو الظاهر واملعمول به بين النحاة

فالعمل من الرفع والنصب والجر والجزم وإنما هو للمتكلم نفسه، ال لش يء غيره،

ظهرت آثار فعل املتكلم بمضامه اللفظ للفظ، أو املوإنما قالوا لفظي ومعنوي

وهذا حسب رأي ابن جني يعني أن 97واضح((اشتمل املعنى على اللفظ، وهذا

استقراء كالم العرب في حدوث الحركات لاعرابية، كان من أثر السليقة عن

طبع ال تعلم، بمعنى غير تعمد إعراب أو تجنب لحن، وهو هكذا في عرفهم لقضاء

حوائجهم وتحقيق أغراضهم، وما كان غير هذا جاء عمال من النحاة ليسهل

.تعلمها وتعليلها

هذا ألامر له صلة بموقف ابن جني من حركات لاعراب التي هي وقف على املتكلم (ب

في حدوثها كما أشرنا آنفا وهي بغية التعبير عن أمور معلومة إزاء املعاني املضمرة

في ذهن املتكلم تبرز من خالل ألالفاظ املنظمة بعضها لبعض، انطالقا من أن

، وذلك من 91اظها فتصقلها وتهذبهاوتالاعيها((يرى ))أن العرب تعني بأألف يابن جن

.11، صتاريخ النحو العربيحلمي خليل، من 19

.101، ص1جالخصائص،ابن جني، 97

.101، ص1جالخصائص،ابن جني، 91

41

وما 91أجل املعنى ))فإن املعاني أقوى عندنا وأكرم عليها، وأفخم في نفوسها((

تنسيق ألالفاظ وتحسينها وصقلها إال خدمة منهم للمعاني الكامنة وراءها، ))وما

بمعنى أن 93ألالفاظ إال خدم للمعاني، واملخدوم ال شك أشرف من الخادم((

لفاظ توظفها بقصد املعاني بقصد لاخبار في التلطف بعذوبتها إلى قضاء ألا

الحوائج فحسب.

ونلخص من ذلك،أن لاعراب عند ابن جني ليس سوى ))قرائن عدة

تساهم في توضيح املعنى كاملطابقة والرتبة، ومنها ما هو معنوي يتمثل في ضرب

ن ابن جني يلتزم إولكن مع هذا ف، 91من التناسق املعنوي بين العناصر املؤلفة((

بالعوامل في تفسير لاعراب.

ونعود على بدء ما كنا عليه في عرض ابن جني بخصوص غلبة وقوة

)إذا تأملته لم تجده عاريا 7القياس املعنوي على نظيره اللفظي، فهو يرى أن ألاخير

" والدليل الذي يعرضه ابن جني هو دخول "إن 95من اشتمال املعنى عليه((

املخففة من "أن" الثقيلة التي زائدة للتوكيد على "ما" النافية أو املصدرية واملثال

جاء حسب قول الشاعر:

ج ر و ا

ى ل ت لف

ل

ر ن ا إ م ر ي خ

ع ه ت ي أ

ن ى الس ل

ا ر ي خ

د ي ز ي ال ز ي ما

فمن املثال السابق، تصير "ما" املصدرية كأنما "ما" التي معناها النفي،

فتجاذبت مع "إن" فأصبحت كأنما بمعنى واحد ))فاملعنى إذا أشيع وسارا حكما

.101ص، 1جالخصائص،ابن جني، 91

.101، ص1جالخصائص،ابن جني، 93

.05، ص1993، تونس: دار العرب لاسالمي، أعالم وأثار من التراث اللغوي عبد القادر املهيري، 91

.101، ص1، جالخصائصابن جني، 95

42

من اللفظ، ألنك في اللفظ متصور لحال املعنوي، ولست في املعنوي بمحتاج

رب للتجانس ولتشابه واتساقا مع هذا كان إيثار الع 90إلى تصور حكم اللفظي((

وحمل الفرع على ألاصل، كما حملوا ألاصل على الفرع، على ألاول حمل املؤنث

على املذكر في الجمع، ألن املذكر أسبق رتبة من املؤنث، وعلى الثاني حملوا على

وا املصدر فعله وصححوه لصحته، من نحو، "قمت قياما" وقاومت ل عا

الفعل، ف

قواما".

اس املعنوي في كثير أبواب النحو، فنجد مثال في باب تتجلى قوة القي

الفاعل واملفعول: أن رفع ألاول ونصب الثاني جاء من اعتبار معنوي ال لفظي،

وكذلك الشأن مع العوامل اللفظية، هي في الحقيقة راجعة إلى أنها معنوية،

مثالها " ضرب سعيد جعفرا" فإن "ضرب" لم تعمل شيئا، والنحصل إال على

لفظ بحروف بنائها: "الضاد والراء والباء" نسقت على صورة "فعل"، وهي ال

90مجرد أصوات ال غيره.

ابن جني أمثلة يدعم بما موقفه يستمدها من لالحاق من نحو سرد

إلحاق الفرع بأصله بمعنى تحقق أصله من فرعه، بغية وصل معقول بمنقوله،

ر على آخر وإعطاؤه وكذلك من نحو الحمل بجميع ضروبه مداره قياس أم

حكمه، جاء كل هذا من طرف عناية العرب بقوة املعنى لديهم ))أال ترى أنهم ملل

أعربوا الحروف في التثنية والجمع الذي على حده، فأعطوا الرفع في التثنية

ألالف والرفع في الجمع الواو، الجر فيهما الياء، وبقي النصب ال حرف له،

101، ص.1ج الخصائصابن جني، 90 .117، ص1، ج الخصائصابن جني، 90

43

، كل هذا مرجعه إلى قوة القياس 91ه دون الرفع((فجذبوه إلى الجر فحملوه علي

املعنوي.

آنفا، فإن العرب تؤثر من التناجس بين إليه ناأشر وعلى حسب ما

حرفين "املبدل واملبدل به" والتشبه بين املشبه واملشبه" دون ترجيح أحدما

على آلاخر في مساواة وتوازن، وهذا ما دفعهم أن حملوا الفرع على ألاصل، كي

تكون العلة في الفرع وألاصل على السواء والتمام وكما دفعهم في املقابل أن

ألاصل على الفرع فأعطوا لألصل ما للفرع من أحكام، إلى جانب الحمل حمكلوا

في قياس أمر على آخر ك"حمل" الفعل املضارغ على الاسم في لاعراب"، وكما

حملوا أيضا اللفظ على اللفظ املقصود ط:تذكير املؤنث وتأنيث املذكر"، وكل

لقياس هذه الضروب وما يشابهها جاءت حسب رأي ابن جني أدلة قوة ا

املعنوي، وفي مطاوعة اللفظ وخضوعه وتوظيفه لجدمة املعنى.

رأي ابن جني في تعارض القياس والسماع .3

فمن املعروف أن القياس والسماع أصالن من أصول النحوية عند ابن جني،

رأيه إذا تعارض بينهما،وأيهما نركن إليه ونأخذ به ونقبله؟ ماولكن

إذا تعارضا نطقت باملسموع على وهو يقول : )) فأجاب ابن جني عن تلك القضية،

فيتضح من هذا الكالم، أن موقف ابن جني من السماع 99ما جاء عليه ولم تقسه في غيره((

.111، ص1، ج الخصائصابن جني، 91 .119، ص 1، جالخصائص ا ابن جني،99

44

177هو نفسه موقف من البصريين فال يأخذ بالشاذ والنادر وال يقاس عليه على وجه العموم.

ان{يط

ايهم الش

عل

( 19)املجادلة: واملثال من هذه املسألة هو في قول هللا عز وجل }استحوذ

فهذا ليس بقياس، وإنما هي من باب الشيوع والاستعمال، وتؤديه كما نطق أهل اللغة

وتحتذي في ذلك أمثلتهم. إلى جانب ذلك، يقول ))ثم إنك من بعد ال تقيس عليه غيره أال

وقد استدل ابن جني على 171راك ال تقول في استقام: استقوم وال في استباع: استبيع((ت

قوة حكم امللفوظ به في "استحوذ" أنه كان خارجا عن معتل من "حاذ" "يحوذ"، لذلك

وجب إعالله دفعا للثقل وطلبا للتخفيف، ومن هنا يكون استعمال ما فشا وخف أولى،

بين الركنين "السماع والقياس" بقوله وهو قائل ))وإن ومنه يؤسس ابن جني لفك التضاد

شذ ش يء في الاستعمال، وقوي في القياس، كان استعمال ما كثر استعماله أولى، وإن لم

صونا للعربية وحدا لسعة القياس وتجريداته. 171ينته قياسه إلى ما انتهى إليه استعماله((

ستعمال والقياس، أي اطرد في الاستعمال، فاملفهوم املعتبر من هذا القول أنه إذا تعارض الا

وشذ عن القياس أخذت باألول، أي باالستعمال، ألننا ال نتكلم كالم العرب، ولكنه ال يتخذ

أصال يقاس عليه غيره.

على القياس هو ))إن الاستعمال إذا ورد بش يء اعفكالمه املؤكد على ترجيح السم

اس، قال أبو علي: ألن الغرض فيما ندونه من أخذ به وترك القياس، ألن السماع يبطل القي

هذه الدواوين ونثبته من هذه القوانين إنما ليلحق من ليس من أهل اللغة بأهلها، ويستوي

من ليس بفصيح ومن هو فصيح فإذا ورد السماع بش يء لم يبق غرض مطلوب وعدل عن

.110، صابن جني النحوي فاضل صلح، 177 .119، ص 1، ج الخصائصابن جني، 171 107، .1، ج الخصائصابن جني، 171

45

تكون أصوال ة تصلح أنريويحقق ابن جني للقياس فلسفة نظ 173القياس إلى السماع((.

171لهذا املنهج في بناء القواعد.

ابن جني في جواز القياس على ما يقل ورفضه فيما هو أكثر منه يرأ .1

إلى جانب التعارض بين القياس والسماع، نجد أن ابن جني قد أعرض علينا ضربا

آخر من هذا التعارض وحدده بين ما هو قياس وما هو ليس بقياس، ويرى جواز القياس

ما يقل ورفضه على ما هو أكثر منه، ويصف رأيه بأنه قائل: ))ظاهره التناقض، إال أنه على

مع تأمله صحيح، وذلك أن يقل الش يء وهو قياس، ويكن غيره أكثر منه، إال أنه ليس

الشبه أو املثل، أدى إلى سوء الالتباس، فبمعنى أنه قياس خاطىء، جاء من 175بقياس((

ي يقوم عليها الحكم.لالحاق. وفقدان الصلة الت

وضح رأيه عن التعارض، فاختار تلقد وضع ابن جني ألامثلة من هذا الضرب ل

باب النسبة أو لاضافة وهو يقول: إن النسبة إلى كلمة "شنوءة" هو شنئي، وعليه يقال

قياسا في النسبة إلى كلمة "ركوبة" وهو ركبي وكذلك "حلوبة": حلبي، وههما يقاسا على شنئي،

ب في إجراء هذه املقاييس على سرج واحد هو "أنهم أجروا" فعولة" مجرى "فعيلة" والسب

، فييتضح من هذا القول، هي:170ملشابهتها إياها من عدة ـوجه

كل من "فعولة" و"فعيلة" ثالثي، وثالث كل منهما حرف لين، يجري مجرى صاحبه، (أ

فالواو والياء متقاربان خالف ألالف.

101، ص.1، جاملصنفابن جني، 173

الزبيدي، القياس في النحو العربي171

.100، ص1، ج الخصائصابن جني، ا175

.100، ص1،ج الخصائصابن جني، 170

46

و"فعلية" تاء تأنيث.لكل واحدة من "فعولة" (ب

على سياق "فعولة" و"فعيلة"، جرت "واو" :شنوؤة" مجرى "ياء" "حنفية" فقالوا (ج

"حنفي" كما قالوا "شنئي" قياسا مقبوال الحتماع "واو" و"ياء" ردفين متقاربين، على

هذا املنوال ينقلنا إلى ما ليس بقياس، بل توهم قياس فقولهم في "ثقيف" وهو

"قريش": قرش ي، وفي سليم": سلمي، وكذلك ال يجوز في كلمة "حرورة": ثقفي، وفي

ي وفي "صرورة": صرري، وفي "قوولة": قولي. والسبب حسب رأي ابن جني هو ر حر

أن "فعيلة" في هذا املقام مضعفة أو معتلة العين ومن هنا ال يجوز القول فيها إال

هم في "شديد": شديدي، وفي بتصحيح أي بعدم إجراء لاعالل، وماملثال عليه قول

"طويل": طويلي بغية الحنفة واستثقال "شددي، طولي"، فإن قلت ل "شنوؤة":

شنئي، فال يصح لك القياس أن تقول في "جرادة": جردي، وال في "سعادة": سعدي،

عليك أن تقول: جرادي وسعادي بالتمام والتصحيح، وذلك ءوإنما القياس وجي

170ملل فيها من خفة في النطق.لبعد ألالف عن الياء و

فبناء على ذلك، أن ابن جني في تخصيصه لهذا الباب، يرى فيه أن

القضية ال يكون فيها القياس معلقا كميا "كثرة أو قلة"، وإنما يكون تعلقه تعلقا

كيفيا. وذلك بضبط موازين ألافعال وبالشروط التي يجب أن تحتذي بما هو كائن

نعرب من طلب اليسر والتخفيف دفعا للثقل والخلط، إفي إلتزام النطق بلغة ال

جانب تطبيق القوانين التي تحكم لاعالل وضروبه، قلبا ونقال وتسكينا وحذفا، وفي

حالة عدم ألاخذ بهذه القوانين، فيكسر ما يتوهم أنه قياس، وهو ليس بقياس، فال

.110، ص1، ج الخصائصابن جني، 170

47

غاية الدقة قياس عليه البتة، فإنها مالحظة يعرضنا علينا شيخ العربية في

والصرامة املنطقية حفاظا على التنزيل املبين.

يرد فيوجب له القياس حكما ويجوز أن يأتي السماع يءابن جني في الش يرأ .5

رأى ابن جني في الش يء الذي يوجب له أو يحكم بالقياس، وما يجوز أيضا أن يأتي

بالقاعدة الحاصلة من القياس. وعلى سبيل ابالسماع لو كان الحاصل املقصود مختلف

التاء، فيه النون و الكلمات، زقر، وحنبتر"، ففي هذه تثال في الكلمات "عنتر، وعنبر، وحامل

وعند القياس أن يحكم في جميع هذه النونات والتاءات وما يجري مجراها مما هو واقع

موقع ألاصول مثلها بأصليته، وأما عند السماع أن يحكم أن يحكم في جميع هذه النونات

في عنسل وعنبس ما قطعنا به على زيادة نونهما، وهو والتاءات حرف زيادة، كما ورد

ون نولذلك يمكن له أن يحذف أو يطرح. وكذلك في نون اق املأخوذ من عبس وعسلالاشتق

قنفخر وتاء تألب، وقال العرب أن النون والتاء فيهما زائدة، ألن لقولهم "امرأة قفاخرية"،

كذلك يجوز أن يرد دليل يقطع به على نون قنفخر في الزيادة، وقال العرب: "ألب الحمار

171أن يرد دليل يقطع به على تاء تألب في الزيادة. طريدته يألبها" فيجوز

تحليل أبواب خاصة بالقياس من الخصائص وبيان منهج ابن جني فيها: .ب

باب في الاطراد والشذوذ .1

لقد كتب ابن جني في كتابه الخصائص باب خاصا عن الاطراد والشذوذ، وبين فيها

عن مفهومهما، وهما:

.01، ص3، جلخصائصا ابن جني،171

48

إن لفط )الاطراد( أصله مواضعه من "ط ر د " وهو التتابع والاستمرار. ومن ذلك

طردت الطريدة إذ اتبعتها واستمرت بين يديك ومنه مطاردة الفرسان بعضهم بعضا أال ترى

ا فكل يطرد صاحبه. املطرد: رمح قصير يطرد به الوحش واطرد الجدول ا وفر أن هناك كر

. وألاخذ بما هو مطرد في تتابعه وتالزمه يعني نبذ ما شذ واختلف، إذا تتابع ماؤه بالريح

ويكون موسوما يخروجه عن القاعدة النحوية.

وأما لفظ )الشذوذ( أصل مواضعه من "ش ذ ذ" وهو التفرق التفرد. من

ذلك قوله:

ا ذ شذوذ

))يتركن شذان الحص ى جوافال(( أي ما تطاير وتهافت منه. وشذ الش يء يشذ ويش

ا وأشذذته أنا, وشذذته أيضا أشذه "بالضم ال غير" وأباها ألاصمعي وقال: ال أعرف إال وشذ

ا.ا أي متفرق

179شاذ

فبناء على ذلك، نعرف مفهوم املطرد وهو الكالم املنقول عن العرب مستقضيا

في استعمالهم في لاعراب في صناعة والصرف بحيث يطمأن إلى أنه كثير كي يصح أن يقاس

وأما الشاذ هو كل كالم عربي أصيل فارق أصله بابه، وخالف القياس الصناعي، يه.عل

وذلك تذكر له قاعدة كلية، ولم يحظ بالشيوع عند العرب بقطع النظر إلى قلته أو كثرته.

قاعدة يقوم عليهما ، وقالوا أنهماالاطراد والشذوذ وصف أهل املدلولين العقلين

ر اللغوية. وهذا يوافق كالم ابن جني الذي يقول في الاطراد القياس وذلك باستقراء الظواه

والشذوذ، أن هذين من ألاصلين في اللغة، ثم قيل ذلك في الكالم وألاصوات على سمته

وطريقه في غيرهما فجعل أهل علم العرب ما استمر من الكالم في لاعراب وغيره من مواضع

.95ص، 1الخصائص، جابن جني، 179

49

ا، واملفهوم الصناعة مطردا وجعلوا ما فارق ما عليه بقيةبابه وانفرد عن ذلك إلى غيره شاذ

بين هذين ألاصلين لن تتسنى إال باستقراء كالم العرب، فلذلك تنحيةمن ذلك إنها عملية

وقسم ابن جني الكالم في الاطراد والشذوذ على أربعة أضرب:

مطرد في القياس والاستعمال جميعا: وهو الكالم الذي ال يخرج عن القواعد (أ

املبنية على ألاعم وألاشمل، والذي كثر استعماله في العربية، وهذا هو العامة

الغاية املطلوبة. وهو الصورة الطبيعة للظاهرة اللغوية، وعليه تم تأسيس

القاعدة النحوية، بما له من قوة التزام، وعلى سبيل املثال: قام زيد، وضربت

عمرا، ومررت بسعيد".

ستعمال: وهو الكالم الذي ال يخرج عن القواعد مطرد في القياس شاذ في الا (ب

العامة املبنية على ألاعم وألاشمل، والذي ندر استعماله. ففيه تضاد بين هو

مطرد في القياس وشاذ في الاستعمال، فال مفر في هذا املقام من أن يحيلنا ابن

ن ها ابجنى إلى اتباع السمع، أي ألاداء كما ورد به السماع، وألامثلة التي يطرح

جني هي أمثلة يوجبها القياس، وهي:

نحو املاض ي من: "يذر" و "يدع"، ولكن امتنع العرب القول من "وذر" و "ودع" (1

وكذلك قولهم "مكان مبقل "، وهذا املسموع املتبع، وهذا يسمى بالقياس، ألن

ألاكثر في السماع باقل.

أن يقوم( فهذا قليل شاذ غير جواز استعمال )أن( بعد كاد : ونحو ذلك )كاد زيد (1

في الاستعمال، وليس مأبيا في القياس.

51

ومثله : أقائم أخواك أم قاعدهما؟، إال أن العرب ال تقوله، فكالهما )أقائم (3

أخواك أم قاعدان؟

قال: ، وال يىصل الضمير، والقياس يتوجب فصله ليعدل الجملة ألاوليف

قياما، فهذا هو القياس غير أن )عسيت أخانا(، وال يقال: عس ى زيدا قائما أو

السماع ورد بحظره.

مطرد في الاستعمال شاذ في القياس: الكالم الذي خرج عن القواعد العامة املبنية (ج

على ألاعم وألاشمل، والذي ندر استعماله. وهي أخوص الرمث، واستصوبت ألامر،

أة و يقال استصوبت الش يء وال يقال: استصبت الش يء، استحوذ وأغيلت املر

واستنوق الجمل واستتيست الشاة.

شاذ في القياس والاستعمال جميعا: وهو الكالم الخارج عن القواعد العامة املبنية (د

والذي لم يستعمله العرب، وهو مجمع على رفضه. وهذا على على ألاعم وألاشمل

عكس الضرب ألاول، فهو ضرب خال من الاطراد في الطرفين، وهذا ما يعنى أزمة

ية فيهما، وما يبقى هذا الضرب ملقوالت اللغة عدا "الحكاية..."، ثم يضرب استقرائ

أمثلة على هذا الشذوذ في الطرفين، مثل تتميم مفعول فيما عينه "واو" من نحو:

117"ثوب مصوون", و"مسك مذووف".

إن ألاصل فيهما "مصون" و "مذوف" = "مخلوط"، وكذلك حسب ما حكي

"رجل معوود"، وكل هذا من القليل الشاذ في البغداديون" "فرس مقوود" و

.99، ص1، ج الخصائصابن جني، 117

51

الاستعمال في القياس، وانحدر كل هذا حسب تقليبات القياس الاستقرائي على

ضروبه ألاربعة قياسا واستعماال.

وقد تناول ابن جني هذه ألاضرب في باب أسماه )باب القول على الطراد

، فالبيان من هذا الكالم هو:111والشذوذ(

املطرد في القياس شاذ في الاستعمال جميعا(، وهو يقول : وإذا فشا الضرب ألاول: ) (أ

الش يء في الاستعمال وقوي في القياس ما ال غاية وراءه، نحو منقاد اللغة من النصب

بحروف النصب، والجر بحروف الجر، والجزم بحروف الجزم، وغير ذلك مما هو

111فاش في الاستعمال، قوي في القياس.

املطرد في القياس شاذ في الاستعمال(، فقال عنه: وإن شذ الش يء الضرب الثاني: ) (ب

في الاستعمال وقوي في القياس، كان استعمال ما كثر استعماله أولى، وإن لم ينته

قياسه إلى ما انتهى إليه استعماله، من ذلك اللغة التميمية في ما هي أقوى قياسا

113وإن كانت الحجازية أسير استعماال.

الثالث: )مطرد في الاستعمال شاذ في القياس( فأوضحه قائال: ومما ورد الضرب (ج

شاذا عن القياس ومطردا في الاستعمال قولهم: الحوكة والخونة، فهذا من الشذوذ

111عن القياس على ما ترى وهو في الاستعمال منقاد غير متأب.

إن الش يء إذا اطرد في الاستعمال وشذ عن القياس فال بد من اتباع

يقاس عليه غيره. ومثال ذلك إذا ال

سمع الوارد به فيه نفسه لكنه ال يتخذ أصال

.90، ص1، ج الخصائصابن جني، 111

.110، ص1، ج الخصائصابن جني، 111

.110، ص1، ج الخصائصابن جني، 113

.111، 1، ج الخصائصابن جني، 111

52

سمعنا كلمة "استحوذ" و"استصوب" أديتهما بحالهما ولم تتجاوز ما ورد به السمع

فيهما إلى غيرهما. كما ال يقال في استقام: استقوم وال في استساغ: استسوغ وال في

و لم تسمع شيئا من ذلك قياسا على قول استباع: استبيع وال في أعاد: أعود ل

115العرب.

الضرب الرابع: )شاذ في القياس والاستعمال جميعا( بينه بقوله: وأما ضعف الش يء (د

في القياس، وقلته في الاستعمال فمرذول مطرح غير أنه قد يجيئ منه الش يء إال أنه

قيل وذلك نحو: ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:

م و م اله ك ن ع ب ر اض ار ط

ف ي السا ب ك ب ر ض ا ه ق

و ق

س ن

س ر الف

قالوا: أراد في كلمة "اضرب" هو اضربن عنك، فحذف نون التوكيد فيه،

وهذا من مثال الشذوذ في الاستعمال، ومن الضعف في القياس على ما أذكره، وذلك

ب طناب ولاسهابه لا أن الغرض في التوكيد إنما هو التحقيق والتشديد، ومما يليق

وينتفي عنه لايجاز والاختصار ففي حذف هذه النون نقص الغرض فجرى وجوب

110استقباح هذا في القياس مجرى امتناعهم من إدغام امللحق، نحو: مهدد وقردد.

فمن خالل ألاضرب ألاربعة نستنبط أن ابن جني يتخذ من القياس موقفا

ه ينحاز إلى طبيعة اللغة في أصلها السماعي، فيه ش يء من الحذر، وهذا ما يعنى أن

وتغلية لألصل، أي السماع، وذلك أن النظام اللغوي عنده يجب أن يتصف باملرونة

لتلبية الحاجات املتزايدة من ألالفاظ.

.177، ص1، ج الخصائصابن جني، 115

.110، ص1، ج الخصائصابن جني، 110

53

باب في اللغة املأخوذة بالقياس .1

ففي هذا املبحث، قد حدد ابن جني موضعا في اللغة املأخوذة قياسا، وكأنه

هذا موضع كأنا في ظاهره في هذا الصنف من اللغة بما فيه من لبس، وهو يقول )) يستشعر

عن صدور

ا, وهو مع ذلك تحت أرجل ألاحداث ممن تعلق بهذه الصناعة، فضالتعجرف

. فيتضح من هذا الكالم أن يطمئن أهل هذه الصناعة جميعا أحداثا 110ألاشياخ((.

واملطوالت في العربية. وشيوخا، أنه موضع مبثوث في املختصرات

بدأ ابن جني القول فيه من باب الوصايا جمع التكثر، فمن خالل هذا البحث،

وما يطرأ على مفرده عند الجمع. إن ما كان من الكالم على )فعل( فتكسيره على )أفعل(،

أفرخ. وإذا كان من أبنية الثالثي، -أكعب، وفرخ –أكلب، وكعب –وألامثلة من ذلك ككلب

-آبال، وعجز –أعناق، وإبل –أجبال,، وعنق -فتكسيره في القلة على أفعال نحو: جبل

أحمال. -أقفال، وحمل –أكباد، وقفل –أضالع، وكبد –أرباع، وضلع -أعجاز، وربع

رأى ابن جني على أن العرب قالت هذه املوازين، ال لتعرف وحدها وتقف عنده

ف ويقاس عليه غيره، وهو يقول ))أال تراك لو لم تسمع وحسب، بل كان الغرض منه أن يعر

أكنت تحتشم من تكسيره على ما كسر ،تكسير واحد من هذه ألامثلة بل سمعته منفردا

فيتضح من هذا الكالم إذا كان محتاج إلى تكسير الرجز الذي هو العذاب, 111عليه نظيره(.

ال محالة: )أرجاز( قياسا على )أحمال(

وإن لم تسمع )أرجازا( في هذا املعنى. ،فيكون قائال

وألامثلة في حاله، منها: لو احتجت إلى تكسير )عجر( من قولهم: وظيف عجر، فيكون

وإن لم تسمع أعجارا. وكذلك لو احتجت إلى تكسير ،)أعجار( قياسا على )يقظ( )وأيقاظا(

.11، ص1، ج الخصائصابن جني، 110

.13، ص1، ج الخصائصابن جني، 111

54

سمعت نطع شبع بأن توقعه على النوع، فيكون )أشباع(، وإن لم تسمع ذلك، لكنك

طر قياسا على سب ،وضلع وأضالع. وكذلك لو احتجت إلى تكسير دمثر لقلت: دماثر ،وأنطاع

وسباطر.

قال ابن جني ))وال يحتاج أن يتوقف إلى أن يسمعه؛ ألنه لو كان محتاجا إلى ذلك

، فيتضح من هذا الكالم، إن اللغة منذ نشأتها وتكونها جاءت ليعبر 119ملا كان لهذه الحدود((

الها عراكيبها ومكوناتها ومشتقاتها وأفبها القوم عن أغراضهم وحاجاتهم، فجاءوا بجميع ت

تها ومضارعاتها، وأسماء الفاعلين واملفعولين، وأسماء ألازمنة وألامكنة، وآلاحاد اماضي

ولكن لم يعنوا ليدلوا في أقوالهم، إذا كان ، والتثاني، ومصادرها والجموع والتصغيرات

واسم مفعوله كذا, واسم ، واسم فاعله كذا، وجب أن يكون مضارعه كذااملاض ي كذا

ر كذا فتصغيره كذا ،مكانه كذا وإذا ،واسم زمانه كذا. ولكن ال يقال وال قالوا: إذا كان املكبا

لذلك اقتضت حكمتهم في تنسيق كالم العرب على ضربين: فكان الواحد كذا فتكسيره كذا.

يئته، ال بوصف فيه وال تنبيه عليه، فيورد لفظا منصوبا ما ال بدا من تقبله كه (أ

معينا ال مقيسا وال مستنبطا كغيره من اللغة التي تؤخذ قياسا من نحو: )دار( و

)باب( و )حجر(.

ومنه ما يتدارك بالقياس، فعملوا على تقنيه وتفصيله، فوسموه بأمارات وضبطوه (ب

يات، فقالوا: املقصور من حالة كذا بقياس، ثم تلوه بما ال بد من السماع والروا

ومن صفته كذا، واملمدود من أمره كذا، ومن سببه كذا، كذلك بقية ألامثلة

117.القيسة، نحو: عالمات التأنيث، وأوصافها، وما روى، رواية كذا

.13، ص1، ج الخصائصابن جني، 119

.11، ص1، ج الخصائصابن جني، 117

55

باب في الحمل على املعنى: .3

إن الحمل عنى املعنى هو ضرب من أضرب القياس، لجأ إليه النحاة لوجود ظواهر

لغوية خارجة من املألوف السائد، والهدف منه إعادة هذه الظواهر إلى نظامها، وهذا

الضرب من القياس موجود بكثرة كما يقول ابن جني، إذ ورد به القرآن الكريم وفصيح

ث املذكر، وتذكير املؤنث، وتصور معنى الواحد في الكالم منثورا ومنظوما وذلك كتأني

111الجماعة والجماعة في الواحد.

فتذكير املؤنث مثل قوله: (أ

:في الشعر

ها -ت ودق

ودق

ة

مرون

ال

ف

رض أ

أ

ل وال

ها بق

ال

إبق

ففي هذا البيت، لم يقل "أبقلت" ألن املقصود هو املوضع واملكان، وكأننا

"وال موضع أبقل" أي حمل على معنى ألاصل.نقول

- غ

ه إن امرأ را

نا واحدة

رور منك

غ يا مل

بعدي وبعدك في الدن

في هذا البيت، قد حذفت تاء التأنيث من العل "غره" ألنه فصل بينه وبين

111فاعله.

:نيةآفي آلاية القر

.111، ص1، ج الخصائصابن جني، 111

.111، ص1، ج الخصائصابن جني، 111

56

ال قال هللا تعالى: - ق

ة

مس بازغ

اى الش

ا رأ

ا ا}مل

ي{ هذ وبين في (،01سورة ألانعام: ) رب

ية، حمل "هذا" على "الشخص" أو "هذا املرئي".هذه آلا

من ج -ه اءه قال هللا تعالى : }ف من رب

ة

فال يقال (،105سورة البقرة: ) {موعظ

"جاءت" في هذه ألاية، وجاء الفعل مذكر، ألنه حمل على املعنى "الوعظ" ال

"املوعظة".

ه -اريب قال هللا تعالى: }إنا رحمت الل

حسنين{ ق

فقد ،(50سورة ألاعراف: ) من امل

جاءت لفظة " قريب"، وهو مذكر ألنه لم تحمل على لفظة "الرحمة"، وإنما

113قصود منها في هذه آلاية وهو "املطر".امل

ومن تأنيث املذكر، هي: (ب

:في الشعر

- أ از ج الح ا ب ت ي ب ر ج ه ت

ت ه ب ت ع فا ل

و الخ

د ع ألا و ف

ن ء م ا

ب ان ج ل ك

في هذا البيت جاء الفعل "تلفعت" مؤنث على الرغم من أن الخوف مذكر

111ألنه حمل على "املخافة".

ي - ب اك را لا اه ي ا أ

ن ب ل ائ س ه ت ي ط م ي ج ز امل

ت و الصا ه ذ ه ا م د س ي أ

وجاء في هذا البيت اسم لاشارة مؤنث ألنه حمل على معنى الاستغاثة ال على

115الصوت.

في آلاية القرآنية:

.111، ص1، جلخصائصابن جني، ا113

.110، ص1، جالخصائصابن جني، 111

.119، ص1، جالخصائصابن جني، 115

57

قوه -ل وأ

وا يوسف

قتل

ت

ائل منهم ال

جب ي قال هللا تعالى: }قال ق

يابت ال

في غ

ه ل

تقط

اعلين{نتم ف

ارة إن ك يا فلتقطه مؤنث ألنها حمل ،(17سورة يوسف: ) بعض السا

على السيارة.

ج( تصور معنى الواحد في الجماعة والجماعة في الواحد

في الشعر:

يا م و - ة

ال ن س ح أ

ا ث ق ال س و ا ه ج و ن ي ل

ف

و ة

ه ن س ح أ

ق

ذ

الا

وهذا من باب الواحد والجماعة، قولهم أحسن الفتيان وأجمله" فقد

وكذلك 110جعلوا الضمير مفردا لحملهم على املفرد ألن هذا موضع يكثر فيه الواحد.

في قول ذي الرمة إذ أفرد الضمير على الرغم من أنه قادر على جمعه.

:في آلاية القرآنية

جب ي قال هللا تعالى: -يابت ال

قوه في غ

ل وأ

وا يوسف

قتل

ت

ائل منهم ال

}قال ق

ه ل

تقط

اعلين{نتم ف

ارة إن ك يا فلتقطه مؤنث ألنها حمل ،(17سورة يوسف: ) بعض السا

على السيارة.

ه وهو } قال هللا تعالى: -ام وجهه لل

سل

ى من أ

بل

وف

خ

ه وال جره عند رب

ه أ

لمحسن ف

ون هم يحزن

يهم وال

110فقد أفرد ثم جمع بعد ذلك. (،111)البقرة: {عل

.119، ص1، جالخصائصابن جني، 110

.119، ص1، جالخصائصابن جني، 110

58

هذا وقد أشار ابن جني إلى أن باب الحمل على املعنى بحر ال ينتهي ماؤه وال

وهذا تماما ما ذهب ينقطع لكثرته لذلك اعتمد في مثل هذا الحال على دقة النظر،

إليه نحاة البصرة الذين يلجؤون إلى التأويل لعادة الظواهر الخارجة عن املألوف إلى

نظامها فمتى ما وجدوا النصوص اللغوية وصيغتها ال تتفق مع ما توصلوا إليه من

قواعد نحوية عمدوا إلى التأويل لتتفق مع قواعدهم، إذ لك يجدوا سبيال أنسب عدا

111التأويل.

باب امتناع العرب من الكالم بما يجوز في القياس .1

إن ابن جني قصد في هذا الباب بشرح عن امتناع العرب وعدم استعمالهم لكالم

رغم أن القياس يجيزه. وهو يقول ))وإنما يقع ذلك في كالمهم إذا استغنت بلفظ عن

غنوا عنه بلفظ واملفهوم من هذا الكالم أن يبتعدوا عنه دون استعماله إذا اسن 119لفظ((

آخر من ذلك استغنائهم بـــــ "كاد زيد يقوم" ، و "كاد زيد قائما أو قياما"، فإنهم يستعملون

ن في هذه العبارة الثانية يقبلها القياس ويجيزها.أويتداولون العبارة ألاولى دون الثانية، رغم

ب )ما( في التعج ومن ذلك أيضا في استعمال الفعل مع استغنائهم عن اسم الفاعل في خبر

، 137على سبيل املثال في قولهم: "ما أحسن زيدا" ففي هذه العبار لم يستعمل اسم الفاعل.

ومما تم رفض استعماله رغم أنه مسوغ في القياس ماض ي يدع ويذر، إذا استغني بـــ "ترك"

عن "ودع" و "وذر".

.113عبد هللا بن حمد الخثران، مراحل تطور الدرس النحوي، ص111

.391، ص1، جالخصائصابن جني، 119

.391، ص1، ج الخصائصابن جني، 137

59

ي ألافعال الت – وإن لم يرد به الاستعمال –واملثال آلاخر، فيما يجوز في القياس

فوظا، –يفيظ –وردت مصادرها ورفضت وهي قول العرب على سبيل املثال فعل "فاظ

مع أنهم لم يستعملوا من فوظ فعال. وكذلك ألاين ألعيان لم يستعملوا منه فعال. قال أبو

زيد أن العرب يقول : "رجل مدرهم" ولم يقولوا "درهم". ومما يؤكد على هذا النوع جاء من

يث أبي علي وقيل إنه وجد من ابن ألاعرابي إن العرب يقولون: "درهمت الخبازي" وقالوا حد

"رجل مفئود" ولم يصرف العرب فعله، ومفعول الصفة إنما يألتي على الفعل، نحو

مضروب من ضرب، ومقتول من قتل.

ر وألايمن(، إذ موكذلك فيما أجازه القياس لم يتداول في الاستعمال خبر )الع

ون "لعمرك ألقومن" و"أليمن هللا ألنطلق"، ففي هذه العبارة يذكر املبتدأ ويحذف يقول

الخبر، فإنما أصل الجملتين إذا ورد الخبر هم "لعمرك ما أقسم به ألقومن" و"أليمن هللا

ما أحلف به ألنطلق"، وهكذا يحذفون الخبر ويعوضونه بجواب القسم.

والويل، والويب فليس لالستغناء، بل وأما امتناعهم من استعمال أفعال الويح،

ألن القياس نفاة ومنه منه. وذلك لو صرف الفعل من ذلك لوجب اعتالل فائه كما في كلمة

131"وعد"، وعنه في "باع"، غتحاموا استعماله ملا كان يعقب من اجتماع الاعاللين.

وامتناعهم أيضا في استعمال استحوذ معتال وإن كان القياس داعيا إلى ذلك

ومؤذنا به، لكن عارض فيهم إجماعهم على إخراجه مصححا، ليكون دليال على أصول ما

غير من نحوه "استقام و"استعان".

.391، ص1، ج الخصائصابن جني، 131

61

، فال ينطقون باملضارع 131ومن ذلك أيضا قولهم "ال أدري أي الجراد عاره" باملاض ي

رغم أن القياس يجيزه.

لذلك –طروا وكذلك امتناعهم من إظهار الحرف الذي تعرف به "أمس" حتى اض

إلى بنائه لتضمنه معناه، فلو أظهروا ذلك الحرف فقالوا مض ى ألامس بما فيه ملا كان –

133خلفا وال خظا.

فمن خالل هذه ألامثلة، نرى أن ابن جني لم تقبل البصرة كل كالم إال عند توفر

شرطي اطراد السماع وقوة القياس في حين تساهلت الكوفة في ذلك، لكن احترمت كل

موع، فكما بينا أنه يفضل السماع، وهنا نرى أنه لم يأخذ بكال املوقفين بل اتخذ لنفسه مس

موقفا من هذه املسألة، فال تشديد مثل ما فعلت البصرة وال قبول ملسموع دون أن يجيزه

القياس كما فعلت الكوفة، إذ يقبل اللغة حتى وإن لم تطرد في السماع لكن شرط أن

يبيحها القياس.

القياس في استدالل النحو عند ابن جني مكانة .ج

يحتل القياس موقعا مركزيا في التفكير البياني، بل يمكن القول إن التفكير البياني

إنما هو ))بياني(( ألنه يقوم على القياس، كما أن العلوم البيانية الاستداللية من نحو وفقه

س منهجا، وهكذا فإن كان القياس وكالم وبالغة إنما كانت ))الاستداللية(( العتمادها القيا

.393، ص1، جالخصائصابن جني، 131

.393، ص1، ج الخصائصابن جني، 133

61

أصال من أصول التشريع في الحقل املعرفي البياني، سواء كان في النحو أو الفقه أو الكالم أو

131البالغة، فهو كذلك أصل منهجي، أعني أنه املنهاج املفضل في التفكير البياني.

تي يأ ا استدالليا صوريا أي شكليا، ألنهجتعامل ابن جني مع القياس أيضا منه

حل أعلى أمور معلومة تصل إلى تقرير أمور مجهوله، باعتباره آلة تنظيمية ملادة اللغة، وهي

مباشرة بعد السماع، بوصف اللغة ظاهرة شفهية في املقام ألاول، محدودوة باملسموع

والنقل واملحاكاة، لم يأتي القياس عامال على سعة اللغة واملد فيها ليفي بقدر لامكان،

ركانه وآليته على العبور باللغة من نطاق املضمر في املعاني وألاذهان إلى مجال وحسب أ

املنطوق في التعامل الواقعي عقال ووجدانا.

إن اعتماد ابن جني على قياس البصرة املتشددة فيه، وإن كان له فيه موقف خاص

افته مع إضإذ لم يتشدد فيه مثلما فعل البصريون، وعلى سماع الكوفة التي توسعت فيه

بعضها وال توسع وال تساهل مما يسمع بدخول الشاذ الذي يخرجها على أصولها.

.130، ص1910، 1، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، طبنية العقل العربيعابد الجابري، محمد131

62

الرابع الفصل

الخاتمة

نتائج البحث .أ

بإعداده تحت قمتمما سبق من عرض لاطار النظري ولاطار التحليلي للبحث الذي

عنوان "القياس باعتباره أساسا لوضع قواعد النحوية عند ابن جني" توصلت إلى النتائج

:التالية

وألادلة إن القياس في النحو كأحد أهم ألادلة الصناعية لوضع القواعد النحوية. .1

املعتمدة لوضع القواعد ألاصلية النحوية عند ابن جني ثالثة وهي السماع والقياس

ولاجماع. كان القياس وجهين وهما الاستعمالي والثاني النحوي. وأركانه أربعة وهي

املقيس واملقيس عليه والحكم والعلة وأقسامه ثالثة وهي قياس الشبة وقياس العلة

تنقسم إلى ثالثة مراحل، وهي مرحلة فجود القياس وأما من مرحلة و .وقياس الطرد

النشأة، ومرحلة املنهج، وألاخيرة مرحلة التنظير.

ي ف من الكوفيينلكن أحيانا أخذ إن ابن جني من أئمة النحاة، بصري املذهب النحوي، .1

لرأي افي إبقاء التراث اللغة العربية، وهو ليس إال مصنف كبيرةوله إفادة بعض املواضع،

ماء ولكن رأى نفسه وهو متعاون برأيه في تجميع وتصنيف القاعدة اللغوية العربية القد

راء وألافكار الجديدة والتي ضمنتها كتابه "الخصائص".آلا سيما في النحو ويأتي ببعض وال

استخدام القياس عند اجني وها هي ألاراء وألافكار عند ابن جني في القياس: .3

فهو كالم العرب.يقاس على كالم العرب ما أن كل .أ

63

إن املقاييس العربية عند ابن جني تنقسم إلى قسمين، وهما لفظي ومعنوي. ولكن .ب

في هذه املسألة، يفضل ابن جني القياس املعنوي.

إن السماع أولى من القياس وعندما تعارض بينهما فيفضل السماع من القياس. .ج

جواز القياس على ما يقل ورفضه فيما هو أكثر منه. .د

يرد فيوجب له القياس حكما ويجوز أن يأتي السماع. يءش في ال .ح

الاقراحات .ب

ة املعلومات واملعارف ملن يتعلم اللغة العربية وخاصة دأرجو من خالل هذا البحث زيا .1

ألن اللغة العربية مهمة في مواجهة ،هتماما بالضوابط النحويةافي مادة النحو، و

تحديات عصر العوملة.

ويمكن هذا البحث أن يكون وسيلة للباحثين آلاخرين ملن يريد أن يكشف العناصر .1

النحوية.

64

املصادر واملراجع

ه.1319، دار النذر للطباعة والنشر والتوزيع، ابن جني النحوي السمرائي، فاضل صالح،

ر ، بيروت: داالخصائصتحقيق: فوقية حسين محمود، املوصلي، أبو الفتح عثمان بن جني،

م.1770، الكتب العلمية، الطبعة الرابعة

إبراهيم رمضان،، تحقيق: الفهرست محمد بن إسحاق بن محمد الوراق، ، ابن النديم

.م1990 -هـ 1110لبنان: دار املعرفة، الطبعة الثانية، –بيروت

.1911، عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع، في نقد النحو العربيأبو السعود، صابر بكر،

م.1910 -هـ 1170بيروت: املكتب لاالمي، في أصول النحو، سعيد، ألافغاني،

،لاغراب في جدول لاعراب وملع ألادلةأبو البركات عبد الرحمن كمال الدين بن محمد، ألانباري،

م.1950دمشق: دار الفكر،

ة، دار الكتب العلميلبنان: –، بيروت املعجم املفصل في النحو العربيبابتي، عزيزة فوال،

.م 1991 -هـ 1113الطبعة ألاولى،

.1910الجابري، محمد عابد، بنية العقل العربي، بيروت: مركز الوحدة العربية، الطبعة ألاولى،

م،

، تحقيق: محمود محمد شاكرجدة: دار طبقات فحول الشعراءالجمحي، محمد بن سال

املدني، دون تاريخ.

م. 1777-هـ 1117هرة: عالم الكتب، ، القاألاصول حسن، تمام،

65

، دمشق: املكتب لاسالمي ومكتبة دار دراسات في العربية وتاريخهاحسين، محمد الخضر،

م.1907الفتح،

م.1353، القاهرة: املكتبة السلفية، القياس في اللغة العربيةحسين، محمد خضر،

م يمعجتحقيق: إحسان عباس، الحموي، شهاب الدين أبو عبد هللا ياقوت بن عبد هللا الروم،

، بيروت: دار الغرب لاسالمي، الطبعة ألاولى، ألادباء = إرشاد ألاريب إلى معرفة ألاديب

م. 1993 -هـ 1111

م.1993امعية، مصر: دار املعرفة الج، ، مراحل تطور الدرس النحوي الخثران، عبد هللا بن حمد

شر ألاردن: دار الشروق للن-عمان القياس في النحو العربي نشأته وتطوره،الزبيدي، سيد جاسم،

م.1990والتوزيع،

م.1710، بيروت: دار ابن كثير، النحو العربيفاضل الصالح، السامرائي،

لمي املععبد الرحمن بن يحيى تحقيق: السمعاني، عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي،

، حيدر آباد: مجلس دائرة املعارف العثمانية، الطبعة ألاولى، ألانساب ،اليماني وغيره

م. 1901 -هـ 1311

، دمشق: الاقتراح في أصول النحو وجدلهالسيوطي، جالل الدين، تحقيق: د. محمود فجال،

م. 1919 - 1179دار القلم، الطبعة ألاولى،

نشأة النحوي محمد عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل،أبي محمد، تحقيق: الطنطاوي،

م.1995 الطبعة ألاولى، ،القاهرة: دار املعارف،وتاريخ أشهر النحاة

م.11997.أردن: دار ألامل ،همسائل خالفية بين الخليل وسيبوي، سليمان قدارة، فخر صالح

66

، القاهرة: دار اللغات الساميةاملدخل إلى دراسة النحو العربي على ضوء عابيدن، عبد املجيد،

م.1951، الطباعة الجدلية

م.1779، الطبعة السابعة، ، دار املعارفاملدارس النحويةعبد السالم ضيف، أحمد شوقي،

، القاهرة: دار الفكر العربي، الطبعة ألاولى، القياس في اللغة العربيةمحمد حسن، عبد العزيز،

م.1995

إنباه محمد أبو الفضل إبراهيم،تحقيق: الحسن علي بن يوسف،جمال الدين أبو القفطي ،

م. 1911 -هـ 1170، القاهرة: دار الفكر العربي، الطبعة ألاولى، الرواة على أنباه النحاة

م.1771 –ه 1111، جازان: مكتبة الاداب، املغني والنحوالكريم، عبد هللا أحمد جاد،

ة ، الطبعلبنان: دار الرائد العربي-، بيروتوتوجيه في النحوي العربي: نقد، محمود مخزومي،

م.1910 –ه 1170الثانية،

م.1770املكارم، علي أو، أصول التفكير النحوي، القاهرة: دار غريب للطباعة والشر والتوزيع،

، دون تاريخ.، جامعة املدينة العاملية1أصول النحو مناهج جامعة املدينة العاملية،

م.1993، تونس: دار العرب لاسالمي، أعالم وأثار من التراث اللغوي املهيري، عبد القادر،

املنصف البن جني، شرح كتاب التصريف ألبي عثمان املوصلي، أبو الفتح عثمان بن جني،

م.1951 -هـ1303، بيروت: دار إحياء التراث القديم، الطبعة ألاولى، املازني

لبنان: دار الكتب العلمية، الطبعة ألاولى، -، بيروتصناعة لاعرابسر ، ________________

م.1777 -هـ1111

67

-هـ 1170، دار العلوم العربية، الطبعة ألاولى، أصول النحوي العربينحلة، محمود أحمد،

م.1910

، منشورات وزارة الثقافة الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جنيحسام سعيد، النعيمي،

م.1779الجمهورية العراقية، -ولاعالم

،، بيروت: دار املشرق، الطبعة ثمانة وعشريناملنجد في اللغة وألاعالماليسوعي، لويس مألوف،

دون تاريخ.