المصادر الثقافية للفن العراقي الحديث

للفن العراقي الحديث: قراءة جديدة ةالمصادر الثقافي

الطويل محمد د. هاشم

9002

2

للفن العراقي الحديث: قراءة جديدة ةالمصادر الثقافي

هاشم الطويلد.

مقدمة

والبصرية والمفردات التشكيلية النابعة من ةتشخيص وتحليل المصادر الثقافي إلى البحث ا ذه يهدف

واألوربية في تشكيل الهوية ةالتراث العراقي و التي ساهمت مع غيرها من العوامل الثقافية الغربي

للفن العراقي الحديث. وبعكس العرف السائد في معالجة قصة والدة ونشوء الفن العراقي الثقافية

البحث إلى إعادة كنتيجة لدخول الثقافة األوربية الغربية في مستهل القرن العشرين يدعو هدا الحديث

بل السياسي فقط لك الحدث ذقراءة التاريخ الثقافي للعراق وعدم حصر نشوء "فنه الحديث" ب

بقراءة العوامل الثقافية المحلية األخرى ودورها المهم بمراجعة الخزين الفني العراقي التراثي و

جيال متعاقبة من وتراث أي مجتمع هو حصيلة تراكمية أل الضمني في رسم مالمح تلك الهوية.

وإذا كان موضوع ثقافات متتالية ـ متجانسة أو متنافرة ـ تساهم بمحصلتها في رسم تلك الهوية.

شريحة يمكن النظر خاللها بذات الكيفية لحد ما البحث مقتصرا على المشهد الفني العراقي فهو يمثل

ظروف االجتماعية والثقافية إلى قصة نشوء الفن الحديث في األقطار العربية األخرى لتشابه ال

والسياسية.

االجتياح مع والدتهالفن العراقي الحديث إلى تحديد بنقد وتوثيقالكتابات المتعلقة تنحو غالبية

ة بذلك سمؤس9191االحتالل البريطاني للعراق عام األوربي العسكري والثقافي للمنطقة العربية و

ذلك . وكنتيجة لفي مصادرهمبنى على أسس أوروبية غربية الفن العراقي الحديث أنمفهوما فحواه

أعمالالواضح بالتوجه الغربي في بااللتصاق تتميزفترة المبكرة من هذا النشاط فقد كانت ال الفهم

وبذلك يمكن اعتبار تلك الجهود المبكرة بمثابة تعريف ـ موضوعا و أسلوبا ـ األوائلالفنانين

لتشكيلي األوروبي إلى العراق أسوة باألجزاء األخرى التي تم تقطيعها للثقافة والتراث ا وإيصال

وتحديدها من قبل القوى األوروبية المنتصرة والغانمة لتركة الدولة العثمانية المنهارة. فما حصل في

أيضاحصل ـ ومن ضمنها الفنون التشكيلية ـ األوروبيةمن استيراد وتكريس للثقافة الغربية العراق

ساهم وفي تثبيت تلك الصورة الثقافية وقد والمغرب العربي بدرجات متفاوتة .ورية ومصر في س

3

في مفتتح القرن العشرين متخصصين عراقيين أو عرب أو مؤرخي أحداث فن مؤرخيعدم وجود

ي حل على المنطقة بكاملها ومنها العراق. وما نعرفه او ماهو ذليوثقوا "التغيير الثقافي السياسي" ال

شاع عن تاريخ الفن العراقي الحديث تم كتابته وتوثيقه من قبل مثقفين وفنانين وكتاب وشعراء م

والكتابة الصحفية. وبدلك فان ومتذوقين للفن ومتحمسين للمعرفة الثقافية والتاريخ وهواة للنقد الفني

انين/النقاد عن الفن العراقي وتطوره كان جهدا مهما من قبل أولئك الكتاب/ الفن بحصيلة ما كت

أسسهمعالجته ضمن و/المحللين /الصحفيين رغم عدم تمرسهم في مجال دراسة المنتج الفني

التاريخية واالجتماعية والدينية والثقافية. عالجت تلك الكتابات العمل الفني من منظار مسطح مبسط

ةالثقاف سيادةو وليد ه هضما وهي أن الفن العراقي الحديث واألسهلقبوال األكثرقائم على الفرضية

ابة مثل التقدم والحداثة والتطور والتجديد. ذرتبط أيضا بمفاهيم جي ذكرها ـ الثقافة التي كان األوربية

وفضل تلك الكتابات أنها وثقت بشكل عام تفاصيل النشاطات لم يكن مكتماللكن منهج تلك الكتابات

لم يستند تكوينها بالمنظار المتكامل والشامل. الفنية لكنها خفقت في تحليل وتفسير دوافعها وطبيعة

على األسس العلمية الحديثة في تأرخة الفن ـ التي جاءت بها ذات الثقافة الغربية منهج التحليل الفني

التوجهات الشخصية واالعتبارات ىالتركيز علومن هنا نالحظ القصور في تلك الكتابات متمثال في

وباختصار فقد نهجت غالبية .التفسير النابع من الحدود الثقافية للكاتبو الدانيتفضيل لالسياسية وا

تلك الكتابات على عدم التطرق إلى العوامل الثقافية المحلية والمفردات التراثية المتراكمة ودورها في

رسم مالمح الحداثة في الفن العراقي.

والذي بدوره -بعمق التراث العراقي مرتبطةوالالمكونات الثقافية األساسية للفنون التشكيلية العراقية ف

السياسيالمباشر أو التأثير االحتاللتحت حيتهاجزء من تراث تاريخي يعم المنطقة التي أصبحت

بل كانت تعمل بهدوء تحت األردية تندثرالمكونات الثقافية األساسية لم تلك ـ الغانمة األوروبيةللقوى

لعب دورا مهما في تكوين الهوية الثقافية للفن العراقي الحديث في و الغربية لت ةاألوروبيالثقافية

الفترة الالحقة.

من المالمح المهمة في هذه الهوية الثقافية هو التقليد العريق والمتواصل لإلنتاج الفني التشكيلي في و

د استثمر قة. وقوالفترة الالح اإلسالمالعراق القديم ـ وادي الرافدين ـ مرورا بالفنون العربية قبل

وأساليب تصويرية المتراكم وأثر به مضيفا له تجارب ثقافات أخرىالتراث اإلسالمي ذلك التقليد

وتقنيات ثرية. هذا التقليد العريق والذي نتج من تزاوج التراث العربي والثقافة بأدواتمتنوعة

ة الهوية الثقافية للفن كان حاضرا في بدايات القرن العشرين وله دور مهم في صياغ اإلسالمية

فان التنوع االجتماعي والتعددية الثقافية والدينية في المجتمع آخرالعراقي الحديث الحقا. من جانب

4

أضفى و أغنى ذلك التنوع ـ الحقب التاريخية وبصور متفاوتةعبر اهرة متواصلة ظالعراقي ـ وهي

مالمح تلك الهوية الثقافية وأثرى مصادرها.

المصادر الثقافية المحلية واإلقليمية التي أثرت في تكوين الهوية الثقافية للفن تحليل البحثهذا يحاول

إضافة إلي تأثير والموسومة باالقتران المباشر بالتراث العربي والثقافة اإلسالمية العراقي المعاصر

فن يتسم إنتاجفي وتفاعل كال المحركين الغربية المستوردة األوروبيةالمفاهيم والقيم والمصادر

والمفردات التشكيلية األساسيةللعوامل تعريفا مختصرا أيضايقدم هذا البحث بالحيوية والتجديد.

مطية الناريف المحلية التي ساهمت في تكوين الهيكل العام للفن العراقي الحديث خارج نطاق التع

الغربي السائد في تحليل هذا السائدة والتي بمجملها تنظر بمنظار محكوم بالتفسير األوروبي

مختلفةذلك فان هذا البحث هو محاولة جادة لتأسيس تعامل جديد وقراءة إلى إضافة الموضوع.

بتركيز االهتمام على جوانب مهمة في المصادر الثقافية المحلية تم لموضوعة الفن العراقي الحديث

لمجال أو أنها عوملت بصورة عابرة أو إهمالها آو لم تشد انتباه ذوي العالقة ممن كتبوا في هذا ا

ساهمت هذه المصادر الثقافية بصورة فاعلة في صياغة المشهد التشكيلي العراقي الحديث . ناقصة

من منهلي التراث العربي واإلسالمي ـ تنك المفردتان األقوى وبناء هويته الثقافية التي غرفت وافرا

.العراقي الحديثفي تركيبة البناء الفني لإلنتاج التشكيلي

ـ لنشوء الفن العراقي الحديث التقليديـ المفهوم السائد

من األول الربعالمتعلقة ببدايات الفن العراقي الحديث على انه بدأ خالل المناقشاتتكاد تتفق كافة

خسارة وانهيار الدولة العثمانية ـ والني كان العراق تحت لوائها ـمع باألحرى أوالقرن العشرين

االحتالل البريطاني للعراق. وهذا التعريف الزمني يؤرخ بداية نشوء وترعرع تجربة الفن بداية و

أي بعد االحتالل {9111-9191الفترة المحصورة بين الحربين العالميتين } إلىالعراقي الحديث

مية الثانية.البريطاني في الحرب العالمية األولي وتدخل قوات الحلفاء في العراق خالل الحرب العال

تؤكد اغلب تلك الكتابات على أن والدة الفن العراقي التشكيلي الحديث ارتبطت بدخول الثقافة

وحسب تلك التحليالت والدراسات فان الفن العراقي الحديث األوروبية الغربية مع المحتل البريطاني.

واقع الغزو الثقافي انتجهاولد كلية من رحم االحتالل األوروبي وبدوافع وتأثيرات ثقافية غربية

األوروبي الغربي الذي اكتسح العالم العربي ومنطقة الشرق األوسط خالل بدايات القرن العشرين

العراقية المحلية. ةوالمصادر الثقافيدون اإلشارة ـ أو إعطاء أهمية للعوامل

5

النصف الثاني ياتبداومنذ "تاريخ وتطور الفن العراقي الحديث" وقد كتب الكثيرون عن موضوع

وشيوع األوروبيذكر الجذور الثقافية التي سبقت االحتالل آو إلى دون الرجوع من القرن العشرين

.إال فيما ندر من اإلشارات الالحقة الثقافة الغربية الحقا 1

من جهة أخرى تبدو الكتابات والدراسات

في أبعاد هذا الموضوع أو قاصرة عن عن الغور ةأما عاجز عن قصة الفن العراقي الحديث الحديثة

. وهدا شيء طبيعي فلم يكن أولئك الكتاب ممن تخصصوا أو اإللمام بأبعاده التاريخية بشكل متكامل

بحثوا في هدا الموضوع بل كانت كتاباتهم نابعة من هواية و اهتمام وحب وحرص على مواكبة

العرف العالمي في التغطية األدبية للنشاط الفني2كان جل تلك الكتابات قد عالج نصف الحكاية اوإذ .

تأسيس قاعدة متوازنة يحاول هذا البحث على الفنان العراقي فان األوربية فقط اى تأثير المصادر

المتنوعة التي تعاضدت على بناء الكيان الفني للفن التشكيلي العراقي ةللتعريف بالمصادر الثقافي

لثقافية والتشكيلية المحلية التي كانت فاعلة في القرن التاسع عشر بإلقاء الضوء على العوامل ا الحديث

وبدايات القرن العشرين وال تزال والتي ساهمت مع الثقافة الغربية في تكوين الهوية الثقافية للفن

العراقي الحديث.3

على ألمانيا و انتهت الحرب العالمية األولى بانتصار القوات المتحالفة القيادية ـ فرنسا وإنجلترا ـ

حليفتها الدولة العثمانية والتي كانت وحتى ذلك الوقت الحامي المحتل ألغلبية أجزاء الوطن العربي.

وسريعا ما استحوذ المنتصرون الجدد على تلك التركة واصبح العراق تحت االحتالل البريطاني.

قواعد الثقافة الجديدة كان مهما وجلب عهد االحتالل معه الثقافة ونظام التعليم األوروبيين. وإلرساء

إلدارة االستعمار البريطاني والفرنسي في الوطن العربي التقليل من شأن أو إلغاء الثقافة المحلية

وإحاللها بثقافة المحتل. وفي العراق ثبتت هذه العملية وفهمت تفاصيلها على أنها فترة تكوين ونشوء

عت المسار األوروبي للفن الحديث ولكن بتوقيت متأخر تبوالتي وتطور" الفن العراقي المعاصر"

زمنيا. يمكن أيضا فهم تلك العملية على أنها كانت استيراد وتكريس للثقافة الفنية الغربية مصحوبة

إلغاء وتغييب للثقافة المحلية والتراث الفني المحلي المتراكم. محاولة بازدراء وطمس معالم و

بع عشر وعبر القرن اهذا االختراق الثقافي تعود لفترة نهايات القرن السمن المهم ذكره أن بدايات

الثامن عشر فالحقا حيث كانت مالمح التأثير األوروبي واضحة في الكثير من األعمال الفنية

المرتبطة بالبالط الرسمي والدواوين الحكومية للصفويين والعثمانيين والدولة اإلسالمية في الهند

في الكثير األسلوبيهاء بالدولة القاجارية. يمكن مشاهدة هذا االختراق والتأثير الفني ]المغول[ وانت

6

تنضح باألساليب األوروبية الواقعية كالجداريات الصفوية في مبنى الجحيل يمن األعمال الفنية الت

ستون " األربعون عمود" في اصفهان واأللبومات التي تؤرخ حياة ونشاطات العائالت المالكة

الصفوية والعثمانية والمغولية في الهند. يمكن أيضا مالحظة ذلك التأثير في صور الملوك القاجاريين

والسالطين العثمانيين المنفذة بأدوات وأساليب أوروبية أو في المشاهد الطبيعية الكبيرة الحجم التي

أنتجت خالل الفترة العثمانية المتأخرة.4

هرت مجموعة فنانين ظ 9191ففي تركيا وحوالي العام

متأثرة بالمدارس األوروبية تحت اسم " جمعية الفنانين والرسامين األحرار" والذين دعوا إلى

مناهضة األسلوب االنطباعي وتبني األسلوب التجريدي الجديد حينها.5

رب شهدت نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين هيمنة سياسية وثقافية متصاعدة من الغ

األوروبي على الدولة العثمانية اآليلة للسقوط. وقد توجت تلك الهيمنة بنجاح القوتين االستعماريتين ـ

إنجلترا و فرنسا ـ في زرع وتكريس الثقافة الغربية في مناطق نفوذها على أرجاء العالم العربي.

لمحلي باعتبارها ثقافة لثقافة والتراث الفني ااوإلغاء لمعالم دا متعم ا وصاحب تلك الخطوة طمس

ـ 9191الطرف الخاسر. ومع االحتالل البريطاني للعراق الذي تزامن مع اندحار الدولة العثمانية ـ

الثقافة الوطنية المحلية عبر برنامج متكامل وتحجيمجديد تمثل في تكريس الثقافة الجديدة لبدأ فص

ل السياسي ومناهج التعليم والمطبوعات شمل محتوى المواد المنشورة في الصحافة واألعالم والعم

التربوية واإلعالمية وكثير من المجاالت األخرى تحت اإلدارة البريطانية.6ومع ذلك فقد صمدت

الدعائم كمن ابرز تلومالمح كثيرة في الثقافة العراقية بوجه عملية التغيير الثقافي التغريبي تلك.

وبشكل االعربية والتقاليد اإلسالمية ـ وكالهما أثرا الحق الصامدة دعامتين أساسيتين وهما الثقافة

ملحوظ في تكوين الهوية الثقافية للفن العراقي الحديث وفي المنطقة العربية عموما.

"والدة" الفن العراقي الحديث

المستعمرة في تأسيس اإلدارةومع استقواء السيطرة العسكرية البريطانية على عموم العراق بدأت

العاصمة بغداد ـ ومن ضمنها وضع ب وابتداءخطوط العريضة للمشهد التعليمي و الثقافي العراقي ال

أطر "الفن العراقي الحديث" في المجاالت التشكيلية والمسرحية والموسيقية. وكانت عملية استيراد

مس متعمد وتطبيق المفاهيم الثقافية والفنية الغربية قد تمت بشكل مبرمج صاحبها إلغاء مقصود وط

للمفردات الثقافية والفنية المحلية. وإذا كان الهدف من إلغاء الثقافة المحلية هو إرساء مفاهيم تخدم

تكريس االحتالل فان الذين عملوا على تطبيقه ساهموا بشكل أو آخر في إنتاج "حالة فنية" تعكس

7

د حينذاك ا تفضح نقص الوعي السائالهوية الثقافية الغربية في أعمال فنية "عراقية" وهذه الحالة بذاته

و عدم الدراية آو الجهل بأهمية العوامل الثقافية المحلية في عملية النمو الطبيعي للكيان الثقافي

للمجتمع. وعليه فقد صيغت عملية "تكوين" الفن العراقي الحديث على منوال التجربة األوروبية

فنية واألساليب واألدوات والمضامين األوروبية ال سوقامت على أساس االعتماد الكامل على المدار

دون األخذ بنظر االعتبار المتراكم من التجربة الفنية المحلية. اكثر ما عانى من هذه العملية

القسرية هو التراث العراقي بكافة اوجه نشاطه حيث عومل على أساس انه نشاط دوني ال ةاالقتحامي

بالطبقة قي "غير مشذب" وحرفي و استعمالي وال يليلفن " الصالونات" وهو نتاج شعب ىيرق

المتعلمة والمتثقفة بالمفاهيم الثقافية األوروبية وبذلك تمت أزاحته من قاموس الفن العراقي الجديد

وحشرت مواده في برامج تعليمية رثة تحت مسميات "الزخرفة" و "الخط القادم من أوربا المنتصرة

المغزى الحقيقي لذلك االتجاه هو "التمييز و. و "الفلكلورية" و"الشعبية"العربي" و "الفنون الحرفية"

الثقافي" الواضح الذي نجده يتكرر بصور متباينة عبر العصور. كان هذا التوجه سمة سلوكية

واضحة تميز فيها المستعمر األوروبي وخصوصا بعد الحرب العالمية األولى التي عنت له الهيمنة

ى العالمين العربي واإلسالمي. الغربية التامة عل

بتأثره 9111-9191الفني العراقي خالل الربعين الثاني و الثالث من القرن العشرين المشهداتسم

الفني العام. أما استعمال نتاجهالواضح بالمفردات التشكيلية الغربية والتي كانت طاغية على مكونات

وقد نقل رواد الفن العراقي التجربة األوربية كون معدوما.التراثية فكاد أن ي العراقية المفردات الفنية

هي طرق وأساليب التدريسوكانت . مناهج تعليم الفن في معاهد وكليات الفنون وعليها أرسيت

قائمة حرفيا على الطرق والمدارس الغربية المنحدرة من األساليب السائدة في نهاية القرن االخرى

العشرين في أوروبا. بمعنى آخر كان تدريب طلبة الفنون مرتكزا على التاسع عشر وبداية القرن

ياألسلوب التصويري األكاديمي والذي يجمع ضمنا األسلوب الكالسيكي الجديد واألسلوب الرومانس

أما .والواقعي و االنطباعية الفرنسية والتأثيرية األلمانية وشيئا ما من األسلوب الواقعي االشتراكي

تأريخ الفن فكانت على شحتها تكاد تردد وتكرس المواد المطروحة في قاعات التدريب مناهج دراسة

والفن غريقاإلالعملي. ورغم وجود منهاج يغطي تاريخ الفنون في وادي الرافدين ومصر وفنون

-على عصر النهضة وفنون فترة الباروك وبالذاتاإلسالمي لكن التركيز كان على فنون أوروبا

عشر، والروكوكو والرومانسية والكالسيكية الجديدة في القرن الثامن عشر والواقعية القرن السابع

واالنطباعية والتأثيرية والمدرسة االستشراقية في القرن التاسع عشر وانتهاء بالمدارس واالتجاهات

8

سالمي المتعددة في الفن الحديث عبر القرن العشرين. أما مناهج تدريس الفن العراقي والعربي واإل

ولم تحظ بالجدية واالهتمام المناسبين. هامشية فكانت ثانوية

وقد شهدت فترة الستينيات والسبعينيات استيراد المزيد من الصرعات األسلوبية الغربية كالبوب آرت

و األوب آرت والسوبرريالزم إضافة ألي أساليب وتيارات أخرى. جدير بالذكر أن ما ساعد في

إلىلغربية وتكريسها في العراق هو سفر غالبية الفنانين المذكورين لدراسة الفن استيراد التجربة ا

دول أوروبية مثل إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وغيرها. 7

والصرعات الفنية األوروبية بأما األسالي

ري المتأخرة المتسمة بالحدة والخروج السافر على التقاليد الفنية كالفن البيئي واالستعراضي والتصو

. ووالفن األنثوي وغيرها فلم تجد حظا من القبول في المناخ الثقافي العراقي المحافظ على ما يبد

من هذا المنطلق فان تطور الفن العراقي الحديث يمكن فهمه على انه كان عملية تعريف بالسائد من

لوبيا شخصيا وحتى األساليب الفنية األوروبية وطرحها في العراق بتحويرات بسيطة تضفي طابعا أس

محليا لحد ما. كانت عملية استيراد وتوصيل أمينة لألساليب األوربية الفنية السائدة وتكريسها في

الساحة الفنية العراقية اليافعة. وفي خضم تفاصيل تلك العملية الهائلة وعبر فورتها وتأثيراتها

ولة إلي الخطوط الخلفية جارة خلفها البصرية المذهلة توارت المالمح التراثية العراقية وانسحبت خج

لأللق. توارت المفردات الفنية المحلية تاركة الساحة الفنية والشعور بالتأخر ءوالحيا ذيول الخفر

والبريق الالمع الذي كانت تفرزه باستمرار حيوية األساليب "للبضاعة" الفنية األوروبية الحديثة

مفردات مثل " ألصقتقدمية" و "المعاصرة" بينما والتي كان خطابها يتمثل بمفردات مثل "الت

الرجعية" و "التخلف" للدعوة للموروث الوطني والقيم الجمالية المحلية . وكان واضحا أن الحلقة

الهوية ي ساهم في غيابذالتقييم الموضوعي للتراث المحلي وال المفقودة في تلك الصورة هو غياب

العراقية والمفردات التشكيلية التقليدية في الموضوع والمضمون. الفنية المحلية والمالمح التراثية

لمدارس الفنية األوروبية الحديثة وعكست أعمالهم طبيعة تلك لوكان الفنانون العراقيون الرواد تالمذة

االتجاهات باختيارهم للموضوع والمواد التنفيذية والتقنية واألسلوب وحتى طريقة عرض العمل

ربما كان أولئك الفنانون مدركين للقيم الجمالية والفنية لذلك الموروث المحلي لكنهم الفني ووظيفته.

. التوجه الغربي البحت ذات لتبني تلك المفردات في لغتهم الفنية الحديثة هنياذمتهيئين لم يكونوا 8

صصين المتخ شهدت تلك الفترة المبكرة من "والدة الفن العراقي الحديث" ظاهرة مهمة وهي غياب

القائمة على شحه الدراسات الجمالية الفنية و بحوث تاريخ الفن في بدراسات تاريخ الفن مما تسبب

9

سوى تلك الكتابات المترجمة والتي تبحث في الفنون األوربية الغربية البحتة. علمية منهجية أسس

والعربي واإلسالمي ين الرواد و يدرسوا بعمق جذور الفن العراقون العراقيوذا لم يبادر الفنانالم

واضح جدا أن المناخ السياسي والثقافي لم يشجع في الفترة المذكورة؟ هويحللوا إمكانية استمرار يت

أن غالبية أولئك الرواد درسوا تاريخ الفن في أوروبا لكن يبدو أن تركيز مثل هدا التوجه ورغم

ر النهضة والباروك وفنون القرنين كان على فنون أوروبا في القرون الوسطى وعص الفنيةالمناهج

الثامن عشر والتاسع عشر وما تالها من مدارس فنية. ورغم أن متاحف أوروبا تحوي كما هائال من

آثار العراق القديم والفنون المصرية القديمة واآلثار النبطية وتلك القادمة من جنوب الجزيرة العربية

تنوعة لكنها وكما يبدو لم تحرك اهتمام فنانينا كما حركتها واليمن والمجموعات األثرية اإلسالمية الم

. كانت تلك والقرون الالحقة جماليات الرخام اإلغريقي و ألوان فناني عصر النهضة األوروبية

للفنوناألعمال ـ قبل اإلسالمية العربية واإلسالمية ـ تمثل تراث "اآلخر" وهي بهذا المعنى ال ترقى

و"أثرية" منقطعة عن الخط الحضاري وحرفية أنها تزيينية وزخرفيةالراقية بل صنفت على

"األوربي" وليس لها عالقة بالفن الحديث المولود من رحم الفنون األوروبية. 9

الجذور التاريخية للفنون التراثية العراقية

ب الحضارية في يمكن اعتبار التجربة الفنية التشكيلية في العراق على أنها من اقدم و أثرى التجار

التاريخ المدون. ففي العراق سجلت أولى محاوالت اإلنسان الناجحة في تأسيس نظام السرد الروائي

التشكيلي بدأ مع السومريين والذين وضعوا أسس و قوانين و أصول الفن التصويري. فللعراقيين

الفترة السومرية المبكرة القدامى يعود فضل استنباط الكتابة وفن السرد التصويري التشكيلي في

ق . م. كذلك أرسى فنان العراق القديم قوانين النصب الجماهيرية عبر الكثير من 0111ـ 0111

ق . م 9011ق . م . والنصب البابلية 9911الكبيرة في الفترتين السومرية واالكدية ـ تالمنحوتا

. م . و انتهاءا بعمائر ونصب القوة في ق 9111. ولوائح اآلشوريون األرشيفية في النحت البارز

ق . م . 011بابل 10

في الفترة الالحقة لعب االحتالل الفارسي واإلغريقي للعراق دورا مهما في إضفاء تنوع ثقافي أثرى

التجربة الفنية والثقافية كما هو واضح في المخلفات األثرية شماال في مدينة الحضر و جنوبا في

القديمة. استمر ذلك التقليد ققع الحيرة ووسطا في المدائن ومواقع متعددة من حواضر العرامو

التشكيلي متواصال عبر النتاج الفني للتراث المسيحي المبكر في شمال وجنوب العراق والمتمثل

ديم بفنون باأليقونات الدينية والسرد التصويري للوقائع اإلنجيلية. ربط ذلك التقليد فنون العراق الق

10

االنباط في البتراء وتدمر مرورا بالتجربة التشكيلية الفذة للسرد التوراتي بشقيه اليهودي والمسيحي

في موقع الصالحية في سوريا ) دورا يوروبا( من جهة وبالبدايات التكوينية لنشوء الفن اإلسالمي

لمبكرة التي انتجتها يجدر هنا توجيه االهتمام إلى المصورات التشخيصية ا 11 من جهة أخرى.

األقوام التوحيدية ـ أوائل اليهود والنصارى والصابئة واألحناف ـ في منطقة شرق حوض البحر

دورا يوروبا المذكور آنفا الصالحية ـ األبيض المتوسط كمصورات السرد الحدثي في معبد وكنيسة

في سوريا واألردن وفلسطين. والعديد من أرضيات الفسيفساء العائدة لكنائس وأديرة كنسية قديمة

كذلك تجب اإلشارة إلى األناجيل القديمة المصورة وخصوصا ما يسمى بإنجيل روبوال والذي نقش

في سوريا.وأخيرا 100بمصورات من العهد الجديد وباللسان اآلرامي على صحائف من الجلد عام

12يسة النسطورية في العراق.تجدر اإلشارة إلى الموروث الفني التشكيلي العائد لتقاليد الكن

أما عصر الفترة)القبل إسالمية( أو ما يسمى تقليديا بعصر الجاهلية فله أهمية كبيرة في تشكيل

التراث العراقي وتراث منطقة شبه الجزيرة العربية إجماال. فقد بينت الدراسات المتتالية لموضوع

افلة بالمعرفة التقنية ألصول الفنون التشكيلية حضارة العرب قبل اإلسالم وجود تقاليد فنية تراثية ح

. بينت تلك 001ـ 111في الجزيرة العربية وما يجاورها من األمصار خالل الفترة الزمنية

الدراسات أن عرب "الجاهلية" عاشوا عصرا ينضح بقيم ثقافية وفنية وحضارية متميزة. فالكثير من

ى وجود تقليد ثقافي فني ناضج يتمثل في أعمال فنية الدراسات األثرية والمصادر األدبية تشير إل

تشخيصية وسردية نفذت في الرسم والنحت وعلى امتداد الجزيرة العربية والعراق.تذكر لنا تلك

المصادر وجود نصب جماهيرية لتماثيل المعبودات الوثنية واآللهة منصوبة في الساحات العامة

ديدة من الجزيرة العربية. إضافة إلى ذلك فان تلك وداخل معابد تلك اآللهة في مدن ومواقع ع

المصادر التاريخية تخبرنا بوجود أعداد هائلة من التماثيل الصغيرة لآللهة تصنع وتستورد و تباع

يوميا في األسواق العامة لتستقر فيما بعد داخل البيوت في أنحاء المنطقة وخصوصا في مدن مثل

مكة ويثرب والطائف وغيرها.

تخبرنا تلك المصادر عن وجود العديد من مراكز العبادة التوحيدية والوثنية والشركية. فقد كدلك

كان هناك العديد من الكعبات في مدن أخرى إلى جانب اشهرها وأقدمها وأهمها ـ كعبة مكة وهي

اإلسالم كونها ارتبطت بالديانة التوحيدية على خالف لالوحيدة التي استمرت عبر عصور ما قب

لمعابد الوثنية األخرى التي لم يبق لهل اثر. نجد في كتابات المؤرخين العرب األوائل مثل ابن ا

الكلبي واالزرقي وابن هشام وغيرهم إشارات مهمة تؤكد أن العراق كان مصدرا مهما إلنتاج

13وتسويق تماثيل كبيرة الحجم لبعض اآللهة المعبودة في أنحاء الجزيرة.

11

شاملة والتحليلية لمفردات التجارب الفنية المتنوعة في تلك المواقع المختلفة وقد أظهرت الدراسة ال

مالمح مشتركة وتقاليد تصويرية مترابطة في الفن التشكيلي شملت مناطق في العراق وسوريا واليمن

والجزيرة العربية.

تأثير الثقافة اإلسالمية

ة بالتعاليم والثقافة التوحيدية مكمال بذلك ليغطي أرجاء المنطق عظهر اإلسالم في مطلع القرن الساب

خطا ثقافيا متواصال بين عدة حقب تاريخية و أقوام وتقاليد متباينة ومتدانية في الوقت ذاته. وقد

استلهم الفن اإلسالمي الناشئ الكثير من مالمح الثقافات المتواجدة في المنطقة كالبيزنطية والفارسية

ة بتنوعها ليعيد صياغتها بهوية جديدة متميزة لتكون اإلطار العام للفن إضافة إلى ثقل الثقافة العربي

بأساليبها التشخيصية من ضمن ذلك التراث ةاإلسالمي بمفهومه الواسع. وكانت الفنون التشكيلي

المتراكم والموروث والمتواصل مما يفسر استمرارية وجود الفنون التشخيصية في صدر اإلسالم

وبصورة واضحة.والفترات الالحقة

التي يمكن –فقد احتوى الفن اإلسالمي في فترته المبكرة على كم هائل من المصورات التشخيصية

اعتبارها امتدادا لتراث وتقليد محلي ـ مع تأثيرات جديدة مضافة من ثقافات أخرى ـ ظهرا في

زيرة. فمن القرن مناطق متفرقة من الخارطة اإلسالمية وخصوصا في العراق وسوريا وجنوب الج

و التي وجدت في موقع خربة المفجر ـ قصر -رجاال و نساءا –الثامن تأتينا منحوتات األشخاص

قرب أريحا في فلسطين ومواقع أموية أخرى تذكرنا ـ وهي )الخليفة األموي(هشام بن عبد الملك

بتماثيلها التي تعود لحوالي العام بالفعل امتداد لذات التقليد الفني العربي في منحوتات مدينة البتراء

911 .14

تلك المنحوتات والرسوم األموية تعكس أيضا ـ وتذكرنا باألعمال النحتية التي أنجزها

األنباط التدمريون والتي وجدت بوفرة في أنحاء أبنية ومقابر مدينة تدمر عاصمة مملكة زنوبيا.15

ختالط األساليب الفنية الهيلينية الرومانيةتجدر اإلشارة هنا إلى أهمية التزاوج الحضاري وا

تحت تكان التي والصالحية والحضر والمدائن مع العربية في مناطق مثل البتراء وتدمر والفارسية

.والساساني االحتالل أو التأثير الثقافي الروماني

لمدنية وفي صدر اإلسالم كان دور العراق مهما في نشوء التراث االسالمي غبر نشوء المراكز ا

المبكرة كالبصرة و واسط والكوفة التي أصبحت الحقا العاصمة الثانية للدولة اإلسالمية في نهاية

العصر الراشدي.

12

الدولة( كان العراق مركزا لتلك 9910-111وخالل العصر الذهبي لإلسالم في الفترة العباسية )

فن صناعة الكتب وخصوصا بعد أن القوية المترامية األطراف في ثالث قارات. وفي العراق انتعش

تعلم العرب وطوروا فن صناعة الورق من الصينيين مما ساهم في انتشار أسواق الوراقين في مدن

مهمة مثل بغداد والبصرة والكوفة و واسط والموصل. ومع صناعة الكتاب تطور فن تزين الكتب

سردي في العراق متمثلة وتصويرها وبزغت مدرسة وأسلوب متميز في التصوير التشخيصي وال

بأعمال الفنان العراقي محمود بن يحيى الواسطي والكثير ممن تبعوا اسلوبة في األمصار المحيطة

أيضا.

مدرسة الواسطي هذه كانت بمثابة جامع تاريخي لمجمل التجارب الفنية السابقة متزاوجة مع

ية. لكنها بالمحصلة استمرارية لخط التأثيرات الثقافية المجاورة كالبيزنطية و الفارسية والهند

متواصل من األسلوب التشخيصي الذي يمكن تحسس صداه في المنحوتات التشخيصية النبطية على

واجهات المعابد واألبنية والقبور في البتراء وتدمر وفي تماثيل الملوك واآللهة الحضرية في شمال

لوجوه األشخاص في قرية الفاو في جنوب إسالميةالعراق وفي رسومات الفريسكو الجدارية القبل

غرب الجزيرة العربية. 16وفي الصور التشخيصية السردية اإلنجيلية على جدران الكنائس الحبشية

في قرقار ودبرا سيون والليباال في الحبشة )أثيوبيا( 17

والرسوم والمشخصات البشرية في القصور

در األسلوبية والتقاليد الفنية نراها تمتد لترتبط الحقا األموية في سوريا واألردن وفلسطين. تلك المصا

على سقوف كنيسة الباالتينا األشخاصبالرسوم الجدارية الفاطمية والتزيينات التشخيصية في رسوم

في القصر النورماني في مدينة باليرمو18والرسوم التشخيصية على سقف كاتدرائية جيفالو وكال

إلى القرن الثاني عشر.البنايتين في صقلية و تعودان 19

8921بعد سقوط بغداد في الفن العراقي ىعل التأثيرات الثقافية

لموقع ثقافي متميز احتاللهاستمر العراق في 9910بعد سقوط بغداد على يد المغول التتار في عام

أليوبية والمملوكية جامعا العديد من الثقافات والتقاليد الفنية المعاصرة والجديدة كالسلجوقية وا

ـ 9111. وخالل األربعمائة عام القادمة )9111ـ 9011وااللخانية والتيمورية وخصوصا في الفترة

( تحول العراق إلى ساحة لصراع سياسي طويل بين القوتين الرئيسيتين في المنطقة 9111+

الساحة الثقافية العثمانيون من جهة والصفويون ومن بعدهم القاجاريون من جهة أخرى. شهدت

العراقية خالل تلك الفترة تأثيرات فنية وثقافية من كال القوتين العثمانية والصفوية ـ القاجارية وتركت

بصمات واضحة على التقاليد الفنية العراقية التي كانت أصال مبنية على تنوع ثقافي عريق.

13

9910ط بغداد للمغول في عام من المهم مالحظة أن تاريخ الفن التشكيلي في العراق بين سقو

لم يدرس ويحلل بصورة جدية و بمنهاج دراسي يفي أبعاد 9191وسقوطها بيد البريطانيين في عام

الموضوع. وبسبب تنوع وتعقد المشهد الثقافي للفنون التشكيلية في العراق خالل تلك الفترة المذكورة

بابية عبر دراسات تاريخية جادة. فخالل فهناك حاجة ماسة لدراسة تفاصيلها وتوضيح صورتها الض

تلك الفترة كان العراق بوتقة للعديد من الثقافات والتقاليد الفنية التي كانت متواصلة في مدها

وانحسارها حسب المؤثرات السياسية للقوى العظمى في المنطقة وقتها. من الواضح وجود حاجة

رفية كبيرة. وبحوث من هذا النوع ستلقي ماسة لبحوث في هذا المجال الذي يعاني من فجوة مع

الضوء على تفاصيل مهمة على التطور المتتابع للتجربة الثقافية والفنية في العراق خالل الفترة

المذكورة.20

وتبدو فترة االحتالل العثماني للعراق مهمة في هذا الصدد ذلك أن اغلب السالطين

ا على صلة وطيدة بالثقافة الغربية ابتداء من القرن السابع العثمانيين اهتموا بالتراث األوروبي وكانو

خالل الفترة الالحقة وخصوصا القرن التاسع عشر. وهناك الكثير من معشر وازداد ذلك االهتما

األعمال الفنية التي أنتجت للديوان العثماني وفيها دالئل تشير إلى ذلك االهتمام المتبادل.21ويحتوي

ى وثائق ومعلومات مهمة تتعلق بمواضيع عراقية مختلفة وتحوي في ثناياها الديوان العثماني عل

تفاصيل مهمة تخص التراث الفني العراقي خالل فترة الحكم العثماني والصفوي. تلك الوثائق

والسجالت الزلت تنتظر الدراسة المنهجية وما أنجز منها نزر من يسر.22

ن العراقي في بداية القرن العشرين المكونات الثقافية المحلية والتراثية للف

( كان يمكن مالحظة اوجه متنوعة للمفردات 9191-9191قبل دخول المحتل البريطاني للعراق )

الثقافية الفنية المحلية عبر الحياة اليومية للمجتمع العراقي من خالل ميراث ثقافي في التعبير

االجتماعية. ورغم أن غالبية العراقيين عانوا االستعراضي والتشكيلي لمختلف الملل الدينية والنحل

من شظف العيش والفاقة وتدني المستويين المعيشي والتعليمي مقارنة بالمجتمع األوربي لكن التنوع

والثراء التراثي الثقافي استمر متواجدا في تفاصيل الحياة اليومية ولم يتأثر كثيرا بل كان مدعاة

عراق كان لفترة طويلة ورسميا تحت الوالية العثمانية لكن التأثير لموازنة تلك النواقص. ورغم أن ال

الفارسي كان واضحا عبر النفوذ السياسي للفترة الصفوية والقاجارية والذي ترك بصماته الواضحة

على شرائح في المجتمع العراقي وخصوصا في المناطق الشيعية. وكان التقليد الفني التصويري

ئدا في اغلب دواوين الدولة العراقية وخصوصا الموصل وبغداد بينما كانت والتزييني العثماني سا

14

المدن الشيعية تزخر إضافة الى ذلك بمالمح من الفن الصفوي في التشكيل و العمارة وخصوصا في

كربالء والنجف والكاظمية وسامراء.

العمارة والفنون الدينية

والخطط ةومعرضا للطرز المعماري الفة خزينكان العراق وعلى مدى الفترات اإلسالمية المخت

استعماالت الخط العربي والتصاميم الهندسية قالبنائية والتقنيات المتنوعة في الزخرفة وتزو ي

والنباتية األخرى. يمكن مشاهدة هذا الزخم من المفردات الفنية والمعمارية في التفاصيل التزيينية في

وامع والكنائس والصوامع والمعابد واألضرحة والمشاهد والتكيات داخل وخارج األبنية المختلفة كالج

والحسينيات والقبور والمقامات عند مختلف الملل الدينية وخصوصا الغالبية المسلمة بسنتها وشيعتها.

وهذه المفردات التراثية تتضمن أعمال الرسم والتلوين على الكاشى المشوي والمزجج و أعمال

الزخارف النباتية والهندسية وأنواع التصاميم الكتابية في روائع الخط العربي. التكوينات المقرنصة و

المفردات الفنية لتكوين المشهد الجمالي لداخل وخارج تلك األبنية واألضرحة تعاضدت تلك

والمشاهد. 23

ات قليلم يقتصر هذا النشاط التراثي على المسلمين فقط في العراق بل كان مشتركا مع الطوائف واأل

الدينية األخرى. وهكذا نجد ثراء فنيا وتراثيا في التزيينات الداخلية والعمارة للكنائس و األديرة

وكل منها يحكي قصة تأثيرات واألرمنية المسيحية بأنواعها األرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية

ثقافية لمجتمعات متنوعة.24

لمنديات المندائية الصابئية وذات القول ينطبق على المعابد اليهودية وا

والمعابد اليزيدية واألديرة والصوامع الصوفية المختلفة.25

هذه األماكن الجماهيرية والفضاءات الجمالية والمساحات االستعراضية ـ والتي تعكس كافة أطياف

ية المجتمع العراقي ـ كانت وال تزال صاالت عرض دائمية للفنون التشكيلية واالستغراضية العراق

سبقت كثيرا قدوم تقاليد الصاالت األوربية الغربية مع جحافل االحتالل البريطاني في مفتتح القرن

العشرين. كانت هذه األبنية محافل تزخر بالعروض التشكيلية واالستعراضية المرتبطة بالطقوس

لقة من أدعية و لألدوات والمواد األدبية والطقوسية المتع االدينية الخاصة بكل طائفة واستعماالته

ترانيم وصلوات وذكر وطقوس أخرى مرتبطة بخدمات تلك المراكز الدينية. تتضمن الكتب المقدسة

لتلك المراكز مصورات دينية ورسوم توضيحية مصاحبة للنصوص الدينية والتاريخية.

من أمثلة تلك

كما في الكتب التجريدية لشخوص دينية وصور المالئكة صالمصورات ما نجده من رسوم األشخا

واألدعية المندائية المصورة في كتاب" ديوان تعميد المالك جبرائيل زيوا: المعتمد في الطقوس

15

العامة والذي يحتوي على النص اآلرامي المصاحب لرسوم أشخاص منفذة بأسلوب تجريدي تسبق

حداث دينية ظهور الفن التجريدي األوربي بمئات السنين. كذلك نجد مصورات ورسوم سردية ال

متعلقة بالتراث المسيحي وخصوصا في الكنائس واألديرة القديمة ومثيالتها من المصورات

التشخيصية والتجريدية والرمزية في المعابد اليزيدية وفي كتب األدعية الصوفية في ارجاء

العراق.26

ناوب والمتداخل التزيين بالطابوق المعشق والمت أسلوب وفي حقل العمارة كان شائعا استعمال

الحفر على الحجر أو والمترابط ليشكل مساحات هندسية وتجريدية متنوعة. كان شائعا ايضا استعمال

الطابوق أو تنفيذ واجهات محالة بالخط العربي بأسلوب النحت البارز والحفر النافر على الخشب أو

. اما الطابوق المزجج أو ما استعمال الطرق على المعدن وتغطية مساحات به كمادة زخرفية تجميلية

يسمى بالكاشى ـ وخصوصا الكاشى الكربالئي فقد كان ينتج محليا وبأساليب تعود في أصالتها لمهارة

عبر العصور. كان وال يزال الكاشي الملون يغطي مساحات الفخار صناعةفي الفنان العراقي القديم

حاريب والطاقات وسقوف القبب وإطارات والم واالروقة شاسعة من الجدران الخارجية واأليوانات

النوافذ و بقية أجزاء األبنية اإلسالمية عموما. مساحات النتهى من الزخرفة المتكررة والمتباينة

والمتعاكسة والمتشابكة بمفردات تشكيلية نباتية وزهرية وهندسية تتخللها مساحات صغيرة فيها

ان و وهاد وانهر تذكرنا بمشاهد جنان الفسيفساء شجار و ورود وانهار وبيوت ووديألمشاهد طبيعية

دد أبعاد المبنى أشرطة واسعة قوامها آيات قرآنية حفي الجامع األموي في دمشق. وغالبا ما يؤطر وي

منفذة بالخط الثلثي أو الكوفي أو الديواني لتؤطر وتحدد هوية المبنى جماليا وضمنيا.

أعمال فنية منفذة بالفضة مية ـ فقد وضف لهاية وغير اإلسالأما تأثيث تلك المباني الدينية ـ اإلسالم

والذهب والنحاس وأواني مطروقة و أبواب مرصعة ونوافذ منحوتة وأضرحة ومحاريب مصاغة

تحت أسقف مزروعة بالمقرنصات المغلفة بالمرايا الملونة. أما بتشكيالت زخرفية وكتابية متنوعة

لخشب المطعم بالمعادن والصدف بتشكيالت زخرفية وكتابية المنابر فقد كانت عادة مصنوعة من ا

متنوعة.

في كافة هـ وال يزال مصدرا مهما في تكوين الرؤية الجمالية التشكيلية حيث وجود السجاد كان

المساجد والدواوين والبيوت والمحالت العامة. تلك المفروشات تحمل في ثناياها مشاهد جمالية عالية

إلنشاء وتقدم عالقات لونية غابة في الجمال والعاطفة البصرية. كانت تلك المشاهد التكوين و راقية ا

بمجملها وال تزال مصدرا حيويا يغذي وينمي باطراد الحذقة الفنية لدى الفرد العراقي وخصوصا

المهتمين بالفنون التشكيلية وجمالياتها.

16

فنون الرسم والتصوير

ملموسا خالل الحقبة األخيرة من الحكم العثماني كانعكاس لبداية كان تقليد الرسم التشخيصي الواقعي

سائدا بين فناني وحرفيي المدرسة العثمانية في التصوير. وكانت فنون ي كانالتأثير األوروبي الذ

الخط والزخرفة تدرس ضمن مناهج التربية الفنية في المدارس الحكومية الرسمية. أما الحرفيون

يوظفون العديد من المفردات التشكيلية التراثية والموروثة والتقليدية ومن ضمنها والنقاشون فقد كانوا

فنون الزخرفة والخط في تزيين الجدران الداخلية للغرف واألثاث والمالبس وفي تصميم السجاد

والجلود والمصنوعات المعدنية وكثير من المواد االستهالكية والطقوسية األخرى. تجدر اإلشارة هنا

التقليد العراقي العريق في صناعة الفرش والبسط بالحياكة اليدوية البدائية واستعمال األلوان إلى

الصارخة والتصاميم التجريدية المتنوعة. هذه التصاميم تكاد تكون مصدر استلهام للفنان األوربي

إلى المدارس الحديثة بقرون وقبل أن يعاد تصديرها رظهوالتجريدي الحديث حيث سبق وجودها

الشرق بمسميات جديدة كالتجريدية االنطباعية والتجريدية اللونية والفن البصري وغيرها من

االتجاهات األسلوبية التي انهالت على دول المنطقة مع االكتساح الثقافي األوربي في مطلع القرن

لمنفذة بالحياكة كانت البيئة العراقية حافلة أيضا باألقمشة والمنسوجات المطبوعة وتلك االعشرين.

وهندسية وتجريدية. أستعملت تلك األقمشة والمنسوجات بنقوش ورسوم متنوعة تشخيصية وزخرفية

في المالبس والستائر واألغطية والفرش والمناشف وأغطية الرأس والشراشف في كافة االحتياجات

اليومية.

تصوير الوقائع التاريخية الدينية

أحداث واقعة عاشوراء تعرض سنويا خالل شهر محرم في المدن مشاهد ل الرسوم الجداريةكانت

بغداد. وعلى مدى أيام الشهر )محرم( تتوالى الفعاليات التي -الدينية ككربالء والنجف والكاظمية

تضم عروضا للفنون التشكيلية المتمثلة بفن الرسم على لوائح خشبية وخامات قطنية ومشاهد مصورة

رات كبيرة الحجم من القماش مطبوعة بالطباعة اليدوية ) السلك سكرين( بالحياكة إضافة إلى مصو

تعلق على الجدران وأمام مداخل الجوامع والحسينيات والتكيات وفي تقاطع الشوارع الرئيسية في

تلك المدن. وهذه المصورات تسرد وبأسلوب واقعي تعبيري وانفعالي أحداث الواقعة بتفاصيلها من

الحسين وعائلته وأصحابه من المدينة المنورة متجهين إلى الكوفة ومواجهة تحرك موكب األمام

17

الموكب للقوات األموية والمذبحة التي تلت تلك المواجهة ومسيرة األسرى والنساء وزين العابدين

معاوية في دمشق. ابنابن الحسين إلى ديوان الخليفة األموي يزيد 27

وسنويا تتحول مراكز تلك

صا كربالء إلى مواقع فنية وتتحول شوارعها وساحاتها العامة إلى صالت عرض في المدن وخصو

الهواء الطلق ألعمال الرسم والخط والزخرفة والحياكة والنحت بينما تتوالى فيها العروض المسرحية

مسيرات البشرية متداولة ترديد الشجون الملحنة والترانيم الحزينة. الوالموسيقية واالستعراضية و

الناحية التشكيلية فان مراكز تلك المدن تكون بمثابة صاالت فنية لعرض ملحمة عاشوراء وهو ومن

تقليد قديم يرتبط بإحياء و استذكار أحداث الموقعة المأساوية سبق نشوء صاالت العرض الفنية ـ

ن الرواد الغربية الطراز ـ الحديثة بمئات السنين. ومن الجدير بالذكر أن أغلب الفنانين العراقيي

أو الدينية كانوا على دراية ومعرفة جيدة بتلك الطقوس الطائفية وبغض النظر عن انتماءاتهم

والمرئيات البصرية وقد انعكست جمالياتها الفنية بشكل أو أخر في الكثير من تفاصيل أعمالهم الحقا.

ذكار واقعة كربالء يعتبر موضوع التعزية وما يصاحبها من فعاليات استعراضية تعبيرا عن است

من 001بيد القوات األموية عام وصحبهومقتل األمام الحسين بن علي وعدد من أفراد عائلته

المواضيع المهمة والمركزية في الثقافة الشيعية. وتتمثل أهمية الموضوع في أن طقوس التعزية

عشرة أيام ـ تحمل في السنوية ـ والتي تتلخص في تمثيل وقائع األحداث )تشابيه( وتمديدها لمدة

تفاصيلها الكثير من التقاليد الفنية التشكيلية والمسرحية والموسيقية واالستعراضية إضافة إلى فنون

تماما فهناك أدلة كثيرة مؤكدةالخطابة واإللقاء والنواح الغنائي. ورغم أن جذور هذه الطقوس ليست

وية ) القرن السادس عشر(. وهناك تشير إلى أن مصدرها هو إيران وخصوصا في الفترة الصف

إشارات إلى أن أصولها تعود إلى الفترة البويهية )القرن العاشر( خالل فترة حكم السلطان معز

بينما تذهب بحوث أخرى إلى ربط تلك الطقوس بالتراث الفارسي القبل اسالمي ـ الساساني ةالدول

لزناجيل و تدمية الرأس بالتطبير المجوسى. أما طقوس لطم الصدر باليدين و ضرب الجسم با

بالسكاكين والسيوف تعبيرا عن التضامن النفسي والفكري والعاطفي ومشاركة آالم اإلمام الحسين

فهي األخرى موضع جدل. ويميل الكثير من الباحثين إلى إرجاع طقوس ضرب الزناجبل والتطبير

والتي هي بمثابة إحياء واستذكار آلالم إلى التقاليد المسيحية التي كانت سائدة في القرون الوسطى

السيد المسيح حيث كانت فرق الفالجلنت )جالدى النفس و المتطبرين( تدور في شوارع وساحات

المدن والقرى األوروبية وخصوصا في إيطاليا حاملين صور وتماثيل السيد المسيح ومريم العذراء

ارحة. من جهة أخرى هناك ميل لبعض وهم يضربون أجسادهم بالزناجيل الحاوية على شفرات ج

18

الباحثين إلى اعتبار أن الدولة الصفوية والسباب سياسية تتعلق بصراعها مع القوة العثمانية المتنامية

ـ آنذاك قد عمدت إلى تبنى تلك الطقوس الكاثوليكية المسيحية والباسها هوية إسالمية شيعية. 28

يزال بمثابة معرض دولي يضم العديد من الفنون باختصار فان هدا االستعراض السنوي كان وال

التشكيلية و المرئية والمسموعة والبصرية واالستعراضية سبقت بزمن طويل ظهور المدارس

الحديثة في الفنون التشكيلية الغربية وكان هذا التراث والزال مصدرا جماليا وإلهاميا مهما لتجربة

الفنان العراقي الحديث.

ر الشخصيةتكبير الصو

كان فن تكبير وتلوين الصور الشخصية سائدا بسبب أن فن التصوير الفوتوغرافي كان غير متطور

ين تعلموا ذالعديد من الرسامين والمصورين ال في المدن الرئيسية بعد ولم يكن الملون متوفرا. انتشر

ة وخاصة المتوفينالحرفة بتدريب وتعليم ذاتي ومارسوا تكبير وتلوين الصور الشمسية القديم

ورسمها وتلوينها باستعمال ألوان الباستيل أو األقالم الملونة أو األلوان الدهنية على الورق والخشب

وكان إنتاجهم يشمل أيضا صورا للورود والمناظر الطبيعية والخيالية ينفد بعضها .وخامات أخرى

مامات الشعبية والمطاعم والمقاهي.مباشرة على الجدران الداخلية للبيوت واألبنية المختلفة كالح

االيقونات الدينية الشعبية

تعرض األسواق الشعبية الكثير من المواد والسلع الدينية واأليقونات على شكل رسوم ومصورات

على الورق أو القماش والمواد األخرى ويستعملها عامة الناس وخصوصا في منازل األحياء الشيعية

د كانت والزالت هذه الصور والمواد الفولكلورية والدينية متوفرة ومعروضة والمحالت التجارية. وف

لالقتناء من زوار العتبات المقدسة في كربالء والنجف ومشهد الكاظمين وسامراء وغيرها من المدن.

أما المصورات الدينية المطبوعة والتي غالبا ما ينفذ نسخها األصلية حرفيين متمرسين في إيران

ربما الهند وتتضمن صور اإلمام علي واإلمام الحسين والرسول )ص( إضافة إلى صور وتركيا و

أئمة آخرين بينما تطرح أخرى مشاهد متنوعة من واقعة كربالء. و كان هناك الكثير من الحرفيين

والرسامين والمصورين المحليين في كربالء والنجف وبغداد ومدن أخرى و الذين تعلموا أصول

ريب الذاتي ونقل وتكبير الصور ، كانوا يقلدون تلك الصور المستوردة أو ينتجوا على الصنعة بالتد

صورا مشابهة يتم استخدامها في االستعراضات الدينية المختلفة ويقتنيها زوار العتبات غرارها

19

كأيقونات وهدايا دينية.29نوع مميز من الرسم على الزجاج للكثير من تلك المشاهد توفر أيضا و

ية حيث يتم طلي الزجاج باأللوان الزيتية والذهبية والفضية لتظهر من الجانب اآلخر بشكل جميل الدين

ورونق خاص.

وإذا كانت تلك المطبوعات والصور متداولة بصورة رئيسية بين القطاعات الشيعية من سكان

والمدينة ت تمثل الحرمين الشريفين في مكة المكرمة العراق فمن جهة أخرى كانت صور ومطبوعا

مطبوعة باأللوان ومزججة ومؤطرة تعلق في صاالت البيوت بدون تمييز. آما األيقونات والمنورة

المسيحية من الرسوم والمنحوتات فكانت متداولة بين العراقيين المسيحيين وهي األخرى كانت بمثابة

. وفي الكنائس كانت أيقونات تمثل مشاهد من حياة السيد المسيح مرسومة ومطبوعة في خارج العراق

الصور والرسوم الجدارية والمنحوتات المتعلقة بالعبادة والطقوس المسيحية تزيين الجدران والمذبح

والمساحات األخرى. وتتواجد تلك األيقونات في أماكن العمل والمطاعم والدكاكين بينما كانت بعض

اهيم )ص( وغيرها تعلق في بيوت تلك األيقونات مثل صور مريم العذراء ومشهد تضحية النبي إبر

المسلمين أيضا. ويمكن تصور حاالت مشابهة الستعماالت األيقونات الدينية بين أبناء الطوائف

الدينية العراقية األخرى كاليهود والصابئة المندائيين واليزيديين وهو موضوع جدير بالبحث

والتحقيق.

ي المتنوع قد أوجب تواجد خدمة ثقافية أخرى من المالحظ أن استمرار وانتعاش دلك المناخ الدين

وهي صناعة الكتب والتجليد. كانت الطباعة مصدرا مهما في استمرار التراث الفني التشكيلي

المصور في العراق و كانت صناعة الكتب الدينية وكتب األدعية تعتمد على الطباعة اليدوية أو

تاج الرسامين في توضيح المشاهد الدينية بالتخطيط المكائنية البسيطة أو الطباعة الحجرية وتوظف إن

والتلوين اليدوي مار الذكر.

فنون الخط العربي

كان الخط العربي والزال يحتل مكانة مهمة في الفنون التقليدية التراثية العراقية مند صدر اإلسالم

حقا في بغداد على يد وعبر نشوءه في مدن عراقية ثقافية مهمة كالكوفة والبصرة وثم عبر تطوره ال

ابن مقلة وابن البواب ومن تبعهم في القرن العاشر والفترة الالحقة. والخط العربي هو المجال

اإلبداعي المشترك بين العديد من الشرائح االجتماعية العراقية ويحتل أهمية تراثية عند أبناء

كريم في البيوت والجوامع والمساجد كانت الحاجة إلى نسخ من القرآن الالطوائف الدينية المختلفة.

أساسا لتدعيم استمرارية تطور الخط العربي حينما كان ينسخ يدويا او طباعيا في الفترات الالحقة.

20

كانت لوحات الخط العربي وقوامها آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأقوال حكيمة وأدعية وأشعار منفذة و

معروضة في المواقع المهمة من البيوت والمحالت بأساليب خطية متنوعة ومزوقة بألوان وزخارف

التجارية والمشاغل واألماكن العامة. أما الجوامع والمساجد الكبيرة فتكون مغطاة من الخارج والداخل

بأشرطة عريضة من الطابوق المزجج الحاوي على آيات قرآنية منفدة بأساليب متنوعة كالكوفي

يدويا من القرآن الكريم موجودة في كافة البيوت ةة أو منسوخوالثلث والديواني. وكانت نسخ مطبوع

مع نسخ مخطوطة من اإلنجيل في البيوت المسيحية ونسخ الكتب الدينية المقدسة األخرى كالتوراة

اليهودية وكنزربا المندائي باللغات السامية العربية والعبرية واآلرامية. وكان والزال الخط العربي

ت الجماهيرية واألحداث اليومية والمآتم واألفراح والتظاهر السياسي حيث الخط يستعمل في اإلعالنا

العربي على الفتات كبيرة من القماش وبألوان مميزة كاألبيض على األخضر واألحمر على األبيض

المشاهد التشكيلية الناتجة من تلك التركيبات الجمالية تتواجد أنومن الطبيعي واألبيض على األسود .

ي ذهن الفنان العراقي عبر مسيرته الحديثة.ف

فنون وعمارة المقابر والمدافن

ينتشر في أنحاء العراق العديد من المقابر الحاوية على أساليب وطرز معمارية متنوعة لكن اشهرها

ا هي مقبرة النجف تليها كربالء. وفي تلك المقابر تتواجد آالف القبور بطرزها المعمارية وزخرفته

الكتابية والحفرية والفخارية. واكثر أجزاء القبر جذبا لالنتباه هو القبرية أو شاخص القبر والذي يعمل

. وعلى هذه المساحة والملون عادة من الحجر آو المرمر آو من الطابوق المشوي بالفخار المزجج

رخة غاية في الصغيرة نجد تشكيالت لونية وكتابية بمفردات تزيينية ورسوم رمزية وألوان صا

آالف القبور التي غسلت الشمس الحارقة يجد الى آفاق تلك المقابر الجمال واإلبداع. والناظر

أحالتها إلى لون حيادي رملي محروق تتخلله المساحات اللونية الصريحة و تفاصيلها اللونية

ماليا اعتاد عليه للشواخص بتكوين جمالي متفرد. يشكل هذا التضاد اللوني الصارخ مشهدا تشكيليا ج

زوار المقابر من كافة أنحاء العراق خالل زياراتهم األسبوعية للمقابر. وتطرح المساحات الصورية

للشواخص مفردات تشكيلية كتابية وصورية ورمزية وزخرفية. يحيط بعملية الدفن ميدانا متكامال من

وحفر الشاخص وتنفيذ الكتابات النشاطات المعمارية والتزيينيية والطقوسية ابتداء بتصميم القبر

واألشكال إلى شي وتزجيج الطابوق إلى إقامة المأتم وطقوس النواح والتأبين. 30تشكل هده الجوانب

التراثية مصدرا تشكيليا ثريا ومهما في تكوين التصورات والتكوينات البصرية للفنان العراقي

الحديث.

21

كتابية والرموز والمفردات التشكيلية الموجودة من جهة أخرى فان األشكال الصورية والنصوص ال

قفي مقابر ومدافن الطوائف الدينية األخرى من المسيحيين واليهود والمندائيين واليزيديين وما يتعل

بها من أدوات طقوسية كمثيالتها اإلسالمية تشكل بمجموعها مصدرا فنيا جماليا تشكيليا مهما ساهم

مالمح الهوية الفنية للفنان العراقي الحديث. وإذا كان التقليد بشكل مباشر وغير مباشر في رسم

التشخيصي في الفنون التصويرية العراقية قد لقي استمرارية في فنون الطوائف التوحيدية لكنه

تزاوج أيضا مع التقليد اإلسالمي في المدرسة الال تشخيصية ليثرى ذلك التراث ويدفعه بزخم وروح

ا فيما بعد وال تزال في أعمال الكثير من الفنانين العراقيين.جديدتين انعكست تلقائي31

الفنون المتعلقة بصناعة "التربة" وأدوات العبادة األخرى

تستخدم "التربة" في العراق في الصالة اليومية وتدعى "سجدة" و"قرص" و"ختم" في أماكن

هي عبارة عن قرص صغير مصنوع أخري من العالم اإلسالمي الشيعي كما في لبنان وأذربيجان. و

نتاج نسخ إليدويا من الطين المجفف في الشمس ويحتوي على نقوش بارزة وبواسطة المكبس اليدوي

عديدة من التصميم الذي قد يحوي كتابات وصور ورموز ونقوش ومشاهد وأضرحة دينية. 32

يران أيضا وتستعمل في والتربة تصنع وتقتنى في مدينة كربالء تقليديا لكنها أصبحت تصنع في إ

مساجد وبيوت المسلمين الشيعة أينما وجدوا. ويعتبر سطح التربة بمثابة مساحة لطرح المصورات

والمشاهد والكتابات المختلفة بدءا بمشهد الحضرة الحسينية في كربالء ومشهد اإلمام الثامن علي بن

حاديث النبوية واألدعية المختلفة موسى الرضا في مدينة مشهد في إيران إلى النصوص القرآنية واأل

وحتى أن بعضها يحتوى على مضامين سياسية . 33

وتلعب التربة دورا طقوسيا يشبه إلى حد ما دور األيقونات المحمولة المستعملة في األديان األخرى

وخصوصا المسيحية كونها تحمل رسوما ونصوصا وتطرح مفردات تشكيلية وجمالية مهمة. والتربة

بة مادة طقوسية ال يكاد يخلو منها بيت شيعي عراقي إضافة إلى وجودها الدائم في المساجد هي بمثا

تكويناتها المتنوعة مصدرا مهما للجماليات -وال تزال –والحسينيات وأماكن الصالة. وقد كانت

التشكيلية للتراث العراقي ومؤثرا فنيا في مضامين ومفردات الفن العراقي المعاصر.

التمائم واألدعية ل سية أخرى متنوعة مثوتجدر اإلشارة إلى مواد طق والمسبحة التربة إلي جانب

والتركيبات السحرية وكلها تحتوي على رسوم وتكوينات توالحروز والطالسم واألختام والحجابا

هندسية ومفردات متكررة وكتابات مبهمة ورمزية إضافة إلى الرسوم التشخيصية. هذه المواد كانت

تزال مرتبطة بحياة العراقيين وتلعب مضامينها الصورية والكتابية والتشكيلية دورا مهما في وال

22

تكوين التصورات الجمالية للفنان العراقي المعاصر. جدير بالذكر أن هده المواد الطقوسية والدينية

باالهتمام مشابهة ودراستها وتحليلها موضوع جدير وباستعماالتتتواجد أيضا عند الديانات األخرى

.كون عوالمها التشكيلية تشكل مصدرا إلهاميا مهما للفنان العراقي

ن والعمارة المدنية ـ غير الدينيةالفنو

في مجال العمارة المدنية غير الدينية نشأ في العراق تقليد معماري متراكم في استعمال الواجهات

ابيك بأعمال الحفر على الخشب وتزويق الخشبية والشبابيك والشناشيل وتزويق أطر األبواب والشب

النوافد الملونة ) االراسي( وسقوف الطارمات والمحاريب وأجزاء األبنية األخرى. ورغم أن

تركيبات المقرنص كانت تستعمل في التحليات الفضائية الخارجية والداخلية لألبنية الدينية كالجوامع

نها أيضا استعملت في تزيين المساكن واألبنية الغير والمساجد والمقابر الفخمة والمدارس الدينية لك

دينية وبصورة ملحوضة في أرجاء العراق.34

وتفاصيل العمارة المدنية تشكل مصدرا بصريا يوميا

للفنان العراقي.

والمنسوجات اليدوية واألدوات رسوم وتزيين األثاث الشعبي

تقليد وقرى ومدن الشمال الكردية ت األوسطومنطقة الفرا يةجنوبأنحاء العراق في مدنه ال شاع في

والكرسي وصندوق حفظ رمهم في صناعة وتزيين األثاث الشعبي المصنوع عادة من الخشب كالسري

المالبس والمهد و األثاث واألدوات األخرى والمراوح اليدوية المنسوجة من سعف النخيل ) المهفة(

انت هده المنتجات تلون وتحلى بألوان صارخة والبسط والسجاد والمفروشات المحاكة يدوبا. ك

وبتصاميم تستعمل فيها المفردات الهندسية المتكررة من مثلثات ومربعات ومستطيالت ودوائر

ومساحات وكتل وخطوط وبألوان متفاوتة ومتعاكسة ومتغايرة تحول سطوح قطع األثاث تلك إلى

اصرين في الجماليات اللونية. وذات الشيء أعمال توازي بل وتفوق بحوث الفنانين التجريديين المع

يالحظ على تصاميم المراوح اليدوية واألواني والحافظات المنسوجة من األلياف النباتية وأنسجة

عمال الجلد في الحقائب واألحذية والعديد من الصناعات أالمالبس الصوفية والبسط والسجاد و

هور تلك القيم الجمالية بشكل واعي أو غير شعوري . وجدير بالمالحظة ظاالشعبية التي اندثر اغلبه

في أعمال الكثير من الفنانين العراقيين المعاصرين ومن أجيال مختلفة في تكويناتهم التجريدية التي

هي اقرب إلى التراث العراقي من قرينه الغربي.

23

مستشرقين ممن جدير بالذكر هنا موضوع انتشار المطبوعات األوربية ألعمال بعض الفنانين ال

تناولوا موضوع الشرق والعالم اإلسالمي والعربي كمادة لمواضيعهم. كانت تلك النسخ المطبوعة

باأللوان تالقي رواجا بين شرائح من المجتمع العراقي ممن ساعدهم الظرف االقتصادي والسياسي

لتقاليد التصويرية والتعليمي على االطالع على وممارسة نمط الحياة األوربية. وقد استمر نفوذ ا

األوربية ليس من خالل المطبوعات النسخية لألعمال الفنية األوربية ذات األسلوب األكاديمي فقط بل

من خالل الكثير من البضائع والصناعات واألدوات المستوردة التي تعكس التراث األوربي.

اقية التراثية والتي تواجدت أعاله هو استعراض سريع للمصادر الفنون التشكيلية العرذكر ما

على مر العصور بمعية فنون أخرى موازية و مشاركة كالموسيقى واألدب وغيرها ـ تلك الفنون

التي كانت موجودة وفاعلة قبل و أثناء وبعد االجتياح األوروبي للمنطقة واالحتالل البريطاني

وتراث ديني وإثني متنوع. وما يميز للعراق. وتلك المصادر الثقافية التراثية نابعة من خزين ثقافي

دلك الخزين الثقافي هو طغيان الصبغة العربية واإلسالمية في تشكيل هويته الثقافية. ورغم أن

غالبية العراقيين مسلمين إال أن هناك طوائف دينية أخري تعايشت بجوار مند فترات زمنية بعيدة مما

. من جهة أخرى يتمتع المجتمع العراقي بتنوعه أعطى المجتمع العراقي صفة التنوع والتعددية

اإلثني بوجود العرب واألكراد والتركمان وغيرهم وهده صفة أخرى يتميز بها المجتمع العراقي

وتكاد تكون تكملة للهوية الثقافية الموجودة في المنطقة ككل.

والثراء في عددية الثقافية ه األرضية الثقافية ولد الفنان العراقي المعاصر متشربا بالتنوع والتذمن ه

للمواضيع الفنية. والملفت لالنتباه غياب ومعالجته في تناوله مما أتاح له االنفتاح مصادره البصرية

هدا البعد الثقافي المهم في تكوين الهوية الفنية للفنان العراقي الحديث عن الذكر في غالبية الكتابات

العراقي الحديث مركزة على التراث األوربي التي "وثقت ونقدت وحللت ووضعت" قصة الفن

الغربي كأساس لنشاط الفنان العراقي. وواضح جدا أهمية إعادة كتابة قصة نشوء وتطور الفن

العراقي الحديث عبر المحركين األساسيين التأثير الغربي األوربي والخزين المحلي للتراث العراقي.

على قدر من الوعي بتأثير المخزون الثقافي العراقي ومن المحتمل أن بعض الفنانين الرواد كانوا

واضح في ذاعلى تجربتهم الجديدة والمولودة رغم كون زخم التجربة األوربية جارفا وطاغيا وه

اإلفرازات البسيطة والخجولة لبعض تلك المفردات التراثية في نتاج الرعيل األول من الفنانين

ي التي كانت سائدة في مطلع القرن العشرين في المنطقة العربية الرواد. وبما أن الثقافة األوربية ه

التي أصبحت حينها تحت االحتالل العسكري والسياسي والثقافي األوربي فمن الطبيعي أن ينحو

24

الفنانين الرواد منحا موازيا للتراث المنتصر سياسيا في المنطقة. وحين سادت الهيمنة البريطانية

ثمانية كان طبيعيا أن يصار إلى اإلقالل من شأن التراث المغلوب وترويج منتصرة على الدولة الع

الثقافة الغالبة.

طيلة سنين القرن الماضي وهو توجه قديم يعود للقرون الوسطى. الفكري التوجه اذهوقد استمر

راث الثالث عشر كان التراث العربي اإلسالمي متفوقا نسبيا على الت ىفخالل القرون العاشر وحت

كان يصارع فترة عصيبة من التخلف رسبتها مخلفات القرون الوسطى. في تلك الفترة الذياألوربي

أبتدأ في الشرق الذيلعب العرب والمسلمين دورا حضاريا مهما في استمرارية الخط الحضاري

لعرب األدنى مع حضارات العراق القديمة والحضارة المصرية واإلغريقية الرومانية. وجاء دور ا

لك الخط الحضاري ويحفظوا ويطوروا التراث اإلنساني العلمي والحضاري ذوالمسلمين ليستأنفوا

كاد أن ينسى بعد سقوط اإلمبراطورية الرومانية في القرن الذيمتمثال بالتراث اإلغريقي الروماني

مت دور العلم روة التقدم العلمي والفني عند العرب حين قاذالرابع. وقد شهد القرن الثاني عشر

وطليطلة وقرطبة ةومعاهد الترجمة والتأليف في مدن مهمة كبغداد والقدس والقاهرة وغر ناط

بتكريس دلك الخزين العلمي وإيصاله إلى أوربا عن طريق المراكز العلمية في األندلس وصقلية

اكز ساهم العرب والتي تم عبرهما ترجمة التراث الحضاري من العربية إلي الالتينية. ومن هده المر

والمسلمين مع أقرانهم األوربيين في وضع األسس التي قادت إلى ما يعرف بعصر النهضة األوربية

في األندلس وصقلية الحقا. وقد ترك المسلمون العرب موروثا حضاريا هائال وتراثا تشكيليا مهما

للدهنية األوربية أثر بفنون عصر النهضة وترك بصماته الواضحة عليها. لكن التوجه السلبي

ونزعتها العنصرية تجاه الثقافة العربية واإلسالمية تسببت في تشويه تلك الصورة الحضارية

وعكستها من جهد تكاتفي إلى مهمة ندميرية استمر صداها يتردد حتى وقتنا الحاضر.

د سقوط الدولة هنية تحرك التوجه األوربي في تدميره للتراث العربي اإلسالمي في أوربا بعذه الذبه

هنية التي جاء بها المحتل األوربي أبان االحتالل الغربي ذالعربية في صقلية واألندلس وهي ذات ال

للمنطقة واالحتالل البريطاني للعراق. وحين يفرض المنتصر ثقافته فان ثقافة المغلوب تنحسر

ية الهيمنة الغربية في للتراث العراقي الفني عش لوتتراجع لتقبع في سبات قد يطول وهدا ما حص

مستهل القرن العشرين. 35

25

الفن العراقي الحديث بين التأثير األوربي والنزعة التراثية المحلية

هنية الثقافية للمحتل األوربي والمشحونة بالمنظور االستشراقي تعامل التراث العربي ذكانت ال

وني" قياسا بالتراث األوربي الغربي اإلسالمي على انه من بقايا التراث العثماني المغلوب و "الد

ي صاحب نشأة الفن العراقي ذا التوجه الفكري متواترا في اإلعالم والتوجيه الذالمنتصر. وكان ه

اية ولو ين درسوا في أوربا كانوا على وعي ودرذالمعاصر. لكن معظم الفنانين العراقيين الرواد ال

بحدود بالتراث المحلي. وقد استطاع بعضهم الجمع بين التقاليد الفنية المحلية والتعليم الفني الجديد

بمحاوالت بسيطة مكنتهم من هضم التقاليد األوربية وتطعيمها بالمفردات الفنية المحلية والخروج

فقد هضم جواد سليم التقاليد بأساليب ورؤى فنية تربط التاريخ الطويل للتراث التشكيلي العراقي.

الفنية العراقية القديمة وفهم العمق الجمالي للرسام العراقي في الفترة العباسية ليربط كليهما

باألساليب الحديثة للفنون األوربية وخصوصا تلك التي ظهرت عقب الحرب العالمية الثانية وترجمها

خصوصا عمله النحتي "نصب التحرير" في بأسلوبه المفعم بالعنفوان والثورة كما في رسومه و

بغداد.

أما فائق حسن فقد وظف تدريبه الحاذف في الرسم باألسلوب الفرنسي األكاديمي الواقعي ليلتقط

ويوثق جوانب من الحياة اليومية والبيئة العراقية البدوية والريفية وفي القرى الكردية في شمال

نطباعي الغربي لعكس جوانب من الحياة اليومية العراقية العراق. وقام آخرون بتوظيف األسلوب اال

ومشاهد الطبيعة كما في أعمال أكرم شكري و عطا صبري وحافظ الدروبي و خالد الجادر وعيسى

حنا. أما الجيل الالحق فقد توغل اعمق في طرح المالمح التراثية العراقية في صلب الموضوع الفني

وي موضوعة العمارة التقليدية والطوبوغرافية الخاصة بمدينة شكال ومضمونا. فتناول نوري الرا

بينما اهتم إسماعيل الشيخلي بتصوير المشاهد الدينية والحج الجماعي إلى مزارات اراوه وما يحيطه

المتناثرة في أنحاء العراق وخصوصا في حوض الفرات الصالحيناألئمة والشيوخ وابناء وبنات

مت فقد أعاد إحياء التراث العربي اإلسالمي في أعماله النحتية التي األوسط. أما محمد غني حك

تناولت إضافة إلى حضارة العراق القديم قصص آلف ليلة وليلة والتراث اإلسالمي في عصر بغداد

بينما أعاد كاظم حيدر تفسير واقعة كربالء بأسلوب حديث. كانت وكدا نحى طارق مظلوم هبيذال

جماعية لهؤالء الفنانين بمثابة اللبنة األساسية والتي تبلورت من خاللها الهوية التجربة الجمالية ال

الفنية للفن العراقي الحديث.

في أعمالهم ( فقد ادخلوا البعد السياسي9111 – 9101أما الجيل الالحق من الفنانين العراقيين )

تراكية والفلسفة الشيوعية االش تكانعكاس لتعميم األفكار اليسارية والوجودية وشيوع التيارا

26

الماركسية مصحوبة بازدياد نفوذ المد الشيوعي عالميا وعربيا من جهة وتبلور الحس القومي العربي

وتنامي الحركة الوحدوية العربية حيث كان هدا الجيل مهتما أيضا بقضية النضال الفلسطيني ضد

يل صاخبا بمزيج من الحداثة في األساليب الج ذااالحتالل والتوسع اإلسرائيلي. كان اإلنتاج الفني له

وجرأة الطرح السياسي و النجاح في توظيف العمل الفني للقضايا االجتماعية والسياسية. وخالل تلك

و الفترة تمتع العراق بمناخ سياسي معتدل نوعا ما مع درجة معقولة من الحرية السياسية والفكرية

العراق ألوربا الغربية والشرقية واالتحاد السوفييتي سافر عدد آخر من الفنانين للدراسة خارج

والصين والواليات المتحدة ومصر. ونشأت العديد من التجمعات الفنية في تلك الفترة وظهرت أسماء

مهمة ساهمت في تكريس وتعميق تجربة الفن العراقي الحديث. وشهدت تلك الفترة العديد من

حليلي بين الفنانين والنقاد والمثقفين وتمركز في محورين. النشاطات المميزة صاحبها حوار ثقافي ت

اكان الفريق األول يدعو إلي إحياء التراث العراقي وإعادة تقديمه في اإلطار الفني الحديث بينما دع

الفريق الثاني إلى النحو العالمي ومواصلة الركب الدولي بروح استكشافية جديدة دون الحاجة للـ "

اث المحلي.الرجوع" إلى التر

وقد قوبل نداء استلهام التراث المحلي أو العربي أو اإلسالمي بتفسيرات سلبية ووصمت الدعوة بأنها

لك االتجاه إلى طالق التراث ذمروجي ارجعية ومتخلفة، و أحيانا بالسياسية الضيقة المنظار ودع

بـ :بعد الحداثة". كانت دعوة وركب الموجة الغربية الحديثة العارمة المتمثلة في اتجاهات ما يسمى

مثيرة وجذابة تبعها الكثير من الفنانين لتمتعها بـ " الثورية" و"التقدمية" و "التجديد" وتردد صداها

في االتجاهات الحديثة التي عمت الحركة التشكيلية عالميا وطرحت نتائجها المحلية مؤثرات بصرية

ال الفنية و في تجريب متنوع في المجاالت التقنية. وتشكيالت إنشائية مثيرة في كم هائل من األعم

ويمكن مالحظة دلك االتجاه في أعمال العديد من الفنانين العراقيين الدين دعوا إلى طالق المحلي

الموجة العالمية األوربية األمريكية الصاخبة والتي تنوعت مظاهرها في تلك واستكشاف وركب

اهمت بها الحركات والمدارس واالتجاهات الجديدة الصادرة من الفترة بعد اإلضافات الكثيرة التي س

والفن البصري والفن االختزالي و التصوري والبيئي. ويمكن مالحظة هذا دالواليات المتحدة كالتجري

االتجاه في أعمال فنانين كمحمد مهر الدين وسالم الدباغ وعلي طالب وصالح الجميعي وإسماعيل

ن تبعوهم الحقا. ورغم أن أولئك الفنانين استطاعوا ترويج وتثبيت المدارس الترك لحد ما والعديد مم

واألساليب العالمية السائدة لكن أعمالهم كانت تفرز وتشير إلى جذورهم الثقافية العراقية بشكل أو

بآخر. تبع دلك الجيل العديد من الطاقات الشابة بتجريبية متنوعة وخصوصيات اسلوبية متميزة.

27

هدا التيار يمارس التجريب والحداثة واستكشاف رؤى تشكيلية جديدة رابطا بين التقليد واليزال

التراثي العراقي والمشهد التشكيلي العالمي بحثا عن الكونية في الطرح الفني و بدرجات متفاوتة.

مالمح متميزة للهوية الثقافية للفن العراقي الحديث:الحداثة التراثية

تواجدت تجربة كانت تسير بهدوء ولكن باتجاه مختلف. تجربة عالجت فالجار لك التيارذبموازاة

في تفاصيلها موضوع الحداثة دون إلغاء المفردات التشكيلية الفنية المحلية والتراثية. ربطت البحوث

والمعالجات الفنية لتلك التجربة بين الخزين الفني العراقي الموروث والمبادرات المبكرة للرواد

توضيح مالمح الهوية الفنية يا تأسيس جواد سليم واالتجاهات المعاصرة لتكمل المسار فوخصوص

العراقية. تبلورت خصوصيات تلك المعالجات في أعمال شاكر حسن السعيد ورافع الناصري

وضياء العزاوي وآخرين وخصوصا في العقد الثامن من القرن العشرين ومن تبعهم وسعدي الكعبي

ين انتبهوا إلى أهمية المالمح التراثية العراقية ذق. تجدر اإلشارة هنا إلى الفنانين المن الجيل الالح

التشكيلية بوقت مبكر وعالجوها بدرجات متفاوتة كما في أعمال مديحه عمر وجميل حمودي ومحمد

وحسن عبد علوان وماهود احمد وفؤاد جهاد وسلمان وسعاد العطار غني حكمت وحميد العطار

ارق إبراهيم وضياء الشكرجي ووداد االورفلي وغيرهم. وقد تبلورت الجهود التكاتفية عباس وط

لوضع وترسيخ مالمح مهمة للهوية الفنية 9101 -9101للفنانين العراقيين وخصوصا في الفترة

العراقية والتي ساهمت بدورها في تأسيس الهوية الفنية للفن العربي اإلسالمي الحديث.

لسابع والثامن من القرن العشرين واصل اغلب مرتادي هدا المنحى "الحداثة وخالل العقدين ا

التراثية" بحوثهم الجمالية في معالجات متنوعة زاوجت بين التقنيات واألساليب المعاصرة

والمفردات العربية اإلسالمية العراقية المحلية. وفي العقد الثامن انضم بضعة فنانين آخرين لهدا

ومن أهم . ليضيفوا ويكملوا الجهد والبحث في دلك المجال –ضمنهم المؤلف من و –االتجاه

مميزات هدا االتجاه "الحداثة التراثية" هو وعي وإدراك أهمية الموروث الفني المحلي والخزين

التراثي كلغة بصرية ذات مفردات متواصلة زمنيا دون إسقاط أهمية الثقافات األخرى والغربية

خاصة.36

التراثية الحداثة

وهل عبر مفهوم الحداثة التراثية هل يمكن ادن تحديد المالمح التشكيلية المميزة للفن العراقي الحديث

ليس سهال اإلجابة المباشرة ولكن يمكن اإلشارة إلى بعض مالمح تلك يمكن رسم مفرداتها الجمالية؟

28

والتي يمكن العراقيين والعرب نينعبر شيوع استعمالها في أعمال الكثير من الفنا الحداثة التراثية

حصرها في مجالين يصبان في ) الثقافة العربية والتراث اإلسالمي(. فالثقافة العربية هي خالصة

السامية والتطور المتواصل لثقافاتها المتعددة. واللغة العربية هي الوريث لألقوامالبعد التاريخي

هي اللغة السامية الوحيدة التي العربية رامية. والحيوي للتطورات األلسنية السامية وخصوصا اآل

حيث ترتبط جذورها التأسيسية التعبيرية العالية باإلمكانيةاستطاعت االستمرار والتواصل لتميزها

باللهجات المختلفة في أطراف الجزيرة العربية من جهة وبلغات العراق القديمة من جهة أخرى. وفي

ث اإلنساني والحضاري لألقوام التوحيدية القديمة الجديدة بلهجاتها صميم اللغة العربية نجد المورو

العربية خزين لتاريخ وثقافة األمة واللغة والسنها وأقالمها المختلفة اآلرامية والعبرية والعربية.

لك فان اللغة العربية تتمتع ذوالنصوص األخرى. إضافة إلى وديوانها الثري باآلداب والشعر والنثر

أهم من وما ه وة تعبيرية شاعرية عاطفية قل وجود مثيل لها في اللغات الحيوية المعاصرة. بإمكاني

العمارة و هذه اللغة من حلول جمالية لخدمة التعبير التشكيلي في فنون هكل هذه الصفات هو ما قدمت

.عبر ابداعات فنون الخط العربي النصيوالنحت والتشكيل الرسم

كونها لغة القرآن الكريم إلنزال المحرك التخاطبي واألداة التعليمية لإلسالماللغة العربية كانت و

مند ةف متباعدة وعبر ثقافات ومجتمعات غير عربيأطرا إلىبه انتشرت رقعة استعمالها والذي

األول(. وكانت جدارة وأهمية اللغة العربية سببا في انتشارها وتأثيرها القرن السابع )القرن الهجري

للغات المجاورة األخرى كالفارسية والكردية والتركية و االردو في رسم الحروف والتركيب على ا

اللغوي و القواعد وفي الكثير من معاني المفردات. وخالل القرون الوسطى وعند احتكاك الثقافة

ي األوربية أثرت اللغة العربية ودخلت في نطاق االستعمال العلمي و اليومي فالعربية بالثقافات

اللغات األسبانية واإليطالية والالتينية وال تزال المصطلحات العربية متناثرة في اللغة اإلنجليزية.

فترة مبكرة كاستعمال النصوص ذومن ويمكن مالحظة التأثير الجمالي للغة العربية على فناني أوربا

أو ية في القرن الثاني عشر العربية نقال على النقود اإلنجليزية من القرن الثامن والنورمانية في صقل

الدينية في أيقونات ومشاهد فنية تواألدوانقل نصوص كوفية أو التشبه بها في تفاصيل المالبس في

بداية عصر النهضة في الكثير من األعمال الفنية التي ومرورا ب توراتية من القرن الرابع عشر

ية لتزيين الشخوص الدينية اإلنجيلية استعمل فيها أولئك الفنانون الكتابات الكوفية كمادة زخرف

والنورانية. 37

29

وأسبانيا إيطالياة العربية قد أثرت بصورة واضحة على فنانين متميزين في ابكانت جماليات الكت إذا و

فيكون من الطبيعي أن يغترف الفنان العربي والعراقي من عام 911وألكثر من أورباغرب لاوشم

تجدد في جمالياته ومصادره التشكيلية.مالهدا المنهل الفني الثري

اهتم الفنان المسلم بموضوع جماليات الحرف العربي والتشكيل الكتابي و بحث في التكوينات

وهكذا كان للفنان . وانتبه إلى إمكانية خلق قيم تصويرية دون اللجوء للمفردات الصورية اإلنشائية

ستعمال المفردة الكتابية بمقام المفردة الصورية. بدأ با العربي المسلم سبق اكتشاف في الفن البصري

في أبنية مهمة كمسجد قبة الصخرة في القدس والجامع األموي في دمشق مند القرن الثامنهدا التقليد

. وتطورت التقنية الحقا لتنضج وتفرز إبداعات متشعبة في استعمال الحرف العربي كمفردة تشكيلية

على األبنية آالفالجديدة في اإلسالميةبذاتها. وشاعت اوجه القيم التشكيلية مستقلة ومتكاملة و قائمة

آسيا أواسطشبه القارة الهندية وعبر أعماقمن حدود الصين شرقا وفي اإلسالميةعرض الساحة

المتوسط األبيضومنطقة حوض البحر واألناضول ومصر والجزيرة العربية والعراق وإيران

نوب إيطاليا وأسبانيا في حاضرتها األندلس. والمحطتان األخيرتان كانتا وخصوصا في صقلية وج

بمثابة مركزين مهمين لتصدير الثقافة اإلسالمية إلى أوربا من القرن العاشر وحتى الخامس عشر.38

فاإلسالمالصورة الثقافية للفن العربي. إكمالفي ذدوره عامل مهم ونافبفهو اإلسالميأما التراث

من أديان توحيدية من جهة وكونه حاضنا وراعيا لملل أخرى تربطها هاء ليكمل ويختم ما سبقج كدين

جذور تاريخية وثقافية بالديانات التوحيدية كالمندائيين والبهائيين والدروز واليزيديين من جهة أخرى.

على حساب وهنا تجدر اإلشارة إلى عدم الخلط بين المفهوم التسلطي لدين معين أو لثقافة معينة

لك المفهوم القائم على التسامح ذ. فمفهوم التراث اإلسالمي هنا هو ة األخرىاألقليات الدينية والعرقي

اآلخر والتعامل اإلنساني الحضاري الذي كان سمة الدولة اإلسالمية في واالخوة والمحبة و قبول

عصرها الذهبي وسر نجاحها.

ال متنوع ومتعدد المصادر ومنفتح على الثقافات األخرى والتراث اإلسالمي بمفهومه الصحيح هو أص

الثقافي الكيان زما مي ذا يستلهم ويتبنى ويعيد صياغة األفكار لتخرج باإلطار العام اإلسالمي. وه

يستلهم من الثقافات األخرى اإلسالمي في بداية نشوئه ورسم له شروط النجاح كتراث حيوي متجدد

القرآن مواصلته في كل مناحي الحياة ويدعو ويشجع في طلب العلم و فالدين اإلسالمي. ويلهمها

يؤكد على أهمية العلم والرسول الكريم )ص( طلب العلم وتعليمه ىبإصرار عليدعو الكريم

والمعرفة في كثير من المواقف والمناسبات. واستمر هدا التقليد ساريا بين الصحابة والخلفاء

30

.مية لقرون عديدةالراشدين وقادة األمة اإلسال39وقد وضع الخلفاء مبدأ طلب العلم موضع التطبيق

وجعلوه واجب معاشي في السلم والحرب.

وخير مثال على حرص المسلمين على طلب العلم واحترامه ما أوصى به أسد بن الفرات عشية

والي الخليفة براهيمإ. كان أسد ابن الفرات قاضيا على القيروان كلفه زيادة هللا بن حملته لفتح صقلية

999واألسطول ووجهه لفتح جزيرة صقلية سنة بقيادة الحملة العسكرية العباسي على افريقيا

جمع الناس رأىفركب أسد في جمع عظيم فلما " وهو على مشارف السبعين من عمره. م091هـ/

ت البنود قال عن شماله وقد صهلت الخيول وضربت الطبول ونشروبين يديه ومن خلفه وعن يمينه

ولي لي آب وال جد والية قط ، وال رأى شريك له ...وهللا يا معشر الناس ماال ال اله إال هللا وحده :)

أحد من سلفي مثل هذا قط ، وما رأيت ما ترون إال باألقالم، فاجهدوا أنفسكم واتعبوا أبدانكم في طلب

(.نالون به الدنيا واآلخرةالعلم وتدوينه وكاثروا عليه واصبروا على شدته فإنكم ت40

هذا واستطالع واكتشاف المجهول. كان يكون حافزا لتعلم الجديد وغور أنا البد ذوارث ثقافي كه

بدا بالقرن الثالث والذي المحرك الفعلي في نهضة العرب المسلمين اإلرث والتوجه نحو العلم هو

بحملة عالمية لجمع وتنسيق وتطوير العلوم الهجري/ التاسع الميالدي حين شرع الخلفاء العباسيون

الثقافي واقتناء مخطوطات أوربا النائمة في أردية القرون الوسطى المظلمة آنذاك. وقد تمثل االنفتاح

والحضاري في تفاصيل تلك الحملة العلمية التي أرست دعائم الدولة اإلسالمية القوية المتحضرة

لديني والملي والثقافي المتنوع. تخبرنا المصادر التاريخية بان وكان ذلك األساس مبنيا على التكاتف ا

واألطباءاحتضن الطاقات العلمية والمفكرين – هارون الرشيد أبيه خطاوعلى –الخليفة المأمون

والفالسفة من المصادر العربية والفارسية والهندية والنصرانية واليهودية والمندائية والنسطورية

. وكان أولئك العلماء )ذوي الكفاءات( قد جاءوا بدورهم من أنحاء الدولة ميةواألسال والقبطية

اإلسالمية التي ضمت حواضر األمم السابقة. جاءوا من مدن احتلها الروم البيزنطيون وتصبغت

ومدن الساحل الشرقي للبحر األبيض في إقليم سوريا إنطاكية ونصيبينبآثار الثقافة البيزنطية مثل

مصرية قديمة مهمة في نقل علوم المصريين التي كانت مدينة اإلسكندريةجاءوا من العظمى.

وثم القدامى وحفظ ونقل العلوم اإلغريقية أثناء االحتالل اإلغريقي متبوعا باالحتالل الروماني

البيزنطي. جاءوا من مدينة جند شابور في خوزستان ناقلين معهم علوم الفرس والبابليين. جاءوا من

تجمعوا والجزيرة العربية وبقية أنحاء الدولة اإلسالمية. ن والمدائن والكوفة/الحيرة والبصرةحرا

وتكاتفوا وعملوا في دار الحكمة في بغداد وتحادثوا بالفهلوية والهندية واآلرامية والقبطية والعبرية

إغريق و فرس وبابليين و سبقين منلوم األوخرجت علومهم مبوبة ومنقحة ومحققة ومطورة لع

31

واخرجوا ذلك التراث اإلنساني الحضاري باللغة العربية ليكمل – وأنباطرومان وأقباط وهنود

اإلغريقيةالمسيرة اإلنسانية الحضارية التي بدأت في وادي الرافدين ووادي النيل وعبر الجزر

مسيرتها ( ليكمل 9111 – 111والرومانية ثم تراجعت وسبتت في قرون أوربا المظلمة الوسطى )

ن.والعرب المسلم

ه العرب خالل القرون الثاني عشر ذتلك الصفحة الحضارية المهمة تبعها فصل حضاري أهم نف

فالحقا حين طوروا مجمل العلوم والفلسفة اإلنسانية ونشروها باللغة العربية وخصوصا في مناطق

جزيرةو في جنوب ايطاليا كصقلية وساليرنو كالقدس حين احتلها الصليبون و التماس مع األوربيين

أعمالمالطة وجزر البحر األبيض و مدن األندلس في أسبانيا. ومن تلك المراكز العلمية ترجمت

والكيمياء والجراحة والزراعة والحساب والطب والصيدلة الفلسفة والعلوم والجغرافية والرياضيات

التينية ولغات أوربية أخرى لتكون ونواحي علمية عديدة أخرى من العربية إلى ال والهندسة واألدب

شر بعصر النهضة األوربية الذي بدا في القرن الخامس ع يالنواة والمحرك الحيوي ألسس ما يسم

. وبلغ قمته في القرن السادس عشر41

والتاريخ يوفر لنا شواهد كثيرة على أهمية التراث اإلسالمي

اوربا. والثقافة العربية وفعلهما التأثيري في ثقافة وفنون

قد دخل في فترة تراجع مند ومقارنة باألمم األخرى ـ والعراق ضمنا ـ ورغم أن العالم العربي

القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر لكن العاملين المحركين في كيانه الثقافي الزاال حيان

وكذلك الحال قبل 9191 يرزقان. وقد كانا فاعالن قبل وأثناء وبعد االكتساح البريطاني للعراق عام

وطبيعة بأهمية. والغائب هنا هو الوعي 9110للعراق والذي بدأ في يوأثناء وبعد االحتالل األمريك

والمعرفة وحدها كفيلة بإعطاء زخم وحيوية هدين العاملين النابعين من صميم البيئة الثقافية العراقية.

جديد ونفخ الروح في ذلك الكيان الثقافي.

وباجتماع هذين العاملين ) الثقافة العربية والتراث اإلسالمي( ومزاوجتهما بالقيم الجمالية والتقنية

مصدرا فنيا مهما وتكون الهوية الثقافية للفن العراقي الحديث قد أسسالغربية يكون الفنان العراقي قد

الثقافات األخرى تستلهم وتلهم ومتنوعة ومتجددة أرست قواعدها على أسس فنية وجمالية ثرية

. وتتفاعل إيجابيا مع التراث العالمي

32

الهوامش

ني مع . من المحاوالت الريادية في هذا المجال بحوث وجدان علي حيث تشير في كتاباتها الى الفترة العثمانية المتأخرة و التبادل الثقافي الف9

من" فن معاصر و إعدادها لمؤلف 9111" الصادر في فلوريدا الفن اإلسالمي: التطور واالستمراريةراجع مؤلفها "العالم األوروبي .

وخصوصا في تغطية الجانب التاريخي للفن الحديث في مصر وتركيا ولبنان. 9101" الصادر في لندن العالم اإلسالمي

Wijdan Ali, Islamic Art: Development and Continuity, University press of Florida, FL 1997; _____ ed.,

Contemporary Art from the Islamic World, Scorpion Publishing, London, 1989 especially in the historic

coverage of modern art in Turkey, Egypt, and Lebanon,

عتمادها على االفتراض السائد والذي يؤسس بدايات الفن العراقي الحديث كنتيجة لقدوم تكاد تتفق كافة الكتابات في هذا المجال في ا 9

ي االحتالل وسيادة الثقافة األوروبية الغربية خالل النصف األول من القرن العشرين دون اإلشارة آلي الفترة التي سبقت االكتساح األوروب

اث الحضاري للعراق القديم والتراث اإلسالمي والخزين الثقافي للتجارب الفنية التشكيلية للمنطقة. ورغم أن تلك الكتابات تشير غالبا إلي التر

لجبرا جذور الفن العراقيتاريخي كامل عن الفن العراقي الحديث. راجع على سبيل المثال بانقطاعالثرية المتراكمة لكنها تعامل الموضوع

، 9111يم جبرا، بغداد لجبرا إبراهجواد سليم ، 9100إبراهيم جبرا, بغداد

Sartec and Nizar Salim, Contemporary Iraqi Art, Lausanne, 1977

لشوكت الربيعي 8211بغداد 8212-8112تاريخ الفن التشكيلي الحديث في العالم العربي أنظر أيضا

Shawkat Al-Rubai`i, The History of Modern Plastic Art in the Arab World, 1885-1985. Baghdad,

1986.

وغيرها. ألف باء و ومجلة الواسطى وفنون عربية جلجامشو أورهناك أيضا مقاالت متناثرة في الدوريات والمجالت العراقية مثل دورية

الفترة وغيرها وخصوصا خالل كالثورة والجمهوريةعدد كبير من الدراسات والمقاالت والتحاليل النقدية كان ينشر في الصحف اليومية

.وقد استمر هذا التوجه عبر فترة التسعينات والزال سائدا في مطلع القرن الحادي والعشرين. راجع على سبيل المثال مقال 9111 -9111

من إعداد شمس عيناتي الصادر في العراق: تاريخه وأهله وسياساته مي مظفر" الفن العراقي المعاصر: جذوره وتطوره" في مؤلف

.9110نيويورك

May Mudhaffar “Iraqi Contemporary Art: Roots and Development” in Shams Inati Ed., Iraq: Its History,

People, and Politics, Humanity Books, NY 2003. Pp. 63-91.

.9101والصادر في لندن فن معاصر من العالم اإلسالميراجع كذلك الفصل الخاص بمي مظفر في كتاب وجدان علي

May Mudhaffar chapter on contemporary Iraqi art in Wijdan Ali ed., Contemporary Art from the Islamic

World, Scorpion Publishing, London, 1989, pp. 159-174.

لعليا في أكاديمية الفنون الجميلة في هناك أيضا عدد من بحوث ورسائل الدراسات العليا ـ الماجستير غير المنشورة من إنتاج طلبة الدراسات ا

جامعة بغداد إضافة إلى رسائل دكتوراه في بعض الجامعات األوربية واألمريكية تتناول موضوع الفن العراقي الحديث بذات النمطية

نت عبر مدونات وصفحات المذكورة أعاله. ويجد القارئ أصداء تلك القراءة النمطية في كم هائل من المقاالت المتوفرة في شبكة اإلنتر

ومواقع عديدة إضافة إلى الصحف والمجالت اإللكترونية.

ليست هناك دراسات جادة أو بحوث أكاديمية حول التقاليد الفنية والتراث التشكيلي في العراق خالل فترة القرن السابع عشر الى القرن 0

ل وأملي أن يقوم الباحثون في المستقبل القريب بتقصي تفاصيل هذا الموضوع و العشرين. هناك حاجة ملحة لعمل دراسات جادة في هذا المجا

جمع الوثائق والمواد الثقافية األرشيفية لتساعد في توضيح مالمح تلك الحقبة التاريخية في فنون العراق التشكيلية.

9111ثان بلوم، مطبغة جامعة ييل لشيال بلير و جونا 9011ـ 9911راجغ على سبيل المثال الفن والعمارة االسالمية 4

Sheila S. Blaire and Jonathan M. Bloom, The Art and Architecture of Islam, 1250-1800, Yale University

Press, 1994. pp. 149 ff.

إعداد ماركوس هاتستين وبيتر " من " الفن والعمارة اإلسالميةراجع فصل انيت هاجيدورن الموسوم "الفن االسالمي الحديث" في كتاب 1

.111-100الصفحات 9111ديليوس المنشور في كولون , المانيا

See Annette Hagedorn in here discussion of Modern Islamic art in Islam: Art and Architecture, Edited by

Markus Hettestein and Peter Delius, Cologne, Germany 2000, PP. 586-599.

هناك حاجة ملحة لبحث جوانب هذا الموضوع وجمع الوثائق المتعلقة بتفاصيله وتحليلها بدراسة ـ او دراسات علمية تضئ تلك الفترة 0

ا الهالحرجة التي شهدت محاولة عنيفة إللغاء ثقافة وإحاللها بأخرى على غرار ما جرى في الجزائر من تدمير للبنى الثقافية العربية واستبد

ببنى فرنسية .

ال يمكن مالحظة تأثيرات المدارس األكاديمية والرومانسية والكالسيكية الجديدة في أعمال الفنانين العراقيين الرواد من الرعيل األول أمث 1

ت االنطباعية عبد القادر رسام و محمد صالح زكي و عاصم حافظ و محمد سليم وفا~ق حسنو آخرين. كما يمكن مالحظة تأثيرات التيارا

والتأثيرية والتكعيبية والتجريدية واألساليب الحديثة الالحقة في أعمال أكرم شكري و عطا صبري وفائق حسن وإسماعيل الشيخلي وحافظ

الدروبي والذين تبعوهم من الفنانين العراقيين.

33

ذا الجانب المهم في تطور الرؤى الجمالية لدى الفنانين على ه ءيحتاج هذا الموضوع إلى بحوث وجمع دراسات من شأنها إلقاء الضو 0

الرواد أثناء وجودهم في أوربا وخالل بدايات عملهم بعد رجوعهم للعراق..

تجدر المالحظة أن جواد سليم سنحت له فرصة العمل في المتحف العراقي و االطالع عن كثب على روائع الفن العراقي القديم والفنون 1

ر مختلف الفترات مما انعكس في أعماله الحقا. و المكتبة العراقية والعربية بحاجة لدراسات في هذا المجال لبيان تفاصيل دراسة اإلسالمية عب

ة الفنانين العرب الرواد في معاهد الفنون الغربية وأثرها على صياغة أساليبهم ورؤاهم الفنية وخصوصا غياب التأثيرات العربية واإلسالمي

م المبكرة. في أساليبه

هناك وفرة من المصادر الدراسية المفصلة عن فنون وادي الرافدين. انظر على سبيل المثال: 91

, صموئيل 9119, بالتيمور فن والعمارة في الشرق القديملا, هنري فرانكفورت 9119لكرافورد هريت نيويورك سومر والسومريون

, لندن آثار وادي الرافدين مند العصر الحجري القديم ولغاية االحتالل الفارسيو سيتون لويد ،9111, نيويورك التاريخ بدأ في سومركريمر

9110

Crafford Heriet, Sumer and the Sumerians, New York, Cambridge University Press 1991; Henri

Frankfort, The Art and Architecture of the Ancient Orient, Rev. ed. Pelican History of Art, (Baltimore,

Penguin 1971); Samuel Kramer, History Begins at Sumer, (New York, Doubleday, 1959); and Seton

Lloyd, The Archeology of Mesopotamia: from the Old Stone Age to the Persian Conquest, (London

Thames & Hudson, 1978)

تقاربا اسلوبيا 910ة وتحليل الرسوم الجدارية في موقع دورا يوروبا ـ الصالحية في سوريا والذي يعود تاريخه للعام استكشف در 99

نظر وعالقة شكلية ومضمونية مع تقاليد التشكيل الفني في عموم المنطقة المحاذية. لالطالع على التفاصيل الصورية والنقاشات المتعلقة بها ا

Kurt Weitzmann, The Frescoes of the Dura Synagogue and Christian Art, (Dumbarton Oaks Studies,

1990) and Susan Matheson, Dura-Europos: The Ancient City and the Yale Collection, (Wayne State

University Press Detroit, 1983).

ه الحقبة التاريخية وسماتها الثقافية والفنية. حول موضوع الكنيسة النسطورية راجع مؤلف تفتقر المكتبة العربية الى دراسات تهتم بهذ 99

9110 والصادر في لندن :التاريخ المصور للكنيسة االشورية" الكنيسة الشرقيةكريستوف بومر

Christoph Baumer, The Church of the East: An Illustrated History of Assyrian Christianity, )L.B.

Tauris, London 2006(.

ال تتوفر دراسات تفصيلية عن اآلثار المسيحية المبكرة في منطقة سوريا الكبرى سوى مقاالت متناثرة في صحف ومجالت ودوريات. راجع

راسات مستقبلية والدي يعتبر دليال متواضعا لد 9110" عمان اآلثار المسيحية في األردنمقاالت سليم الصائغ التي جمعها في مطبوع "

موسعة في هدا المجال.

حول تفاصيل موضوع التراث الفني التشكيلي لعرب الجاهلية و التقاليد الفنية والمصادر العربية والغربية للموضوع راجع رسالة 90

اثيل الدينية عند عرب الجزيرة قبل للصور والتمأيقونات العرب المبكرة: المصادر األدبية واألثرية الدكتوراه للمؤلف الدكتور هاشم الطويل

:اإلسالم Hashim Al-Tawil “Early Arab Icons: Literary and Archaeological Evidence for the Cult of Religious

Images in Pre-Islamic Arabia” (Ph.D. Dissertation, University of Iowa, IA, University of Michigan

Microfilms 1993.

نطية ال تزال الحاجة قائمة للمزيد من البحوث في الفترة القبل إسالمية وخصوصا عبر التراث المرتبط بالغساسنة كونهم ارتبطوا بالدولة البيز

المرتبطين بالدولة الساسانية في العراق. والمناذرةفي منطقة الشام

( من رسوم جداريه وفسيفساء ونحوت 111 – 111اإلسالمية المبكرة )يمكن مراجعة نماذج عديدة أحرى للفن التشخيصي في الفترة 91

وجدت في القصور األموية كقصر هشام ورسومات قصير عمرة في األردن والقصور العباسية المبكرة في سامراء في العراق ونيسابور في

ومؤلف غرابار و ن القرن السابع الى الخامس عشرالمساهمة العربية للفن االسالمي مايران. للتفاصيل العامة راجع مؤلف وجدان علي

اللكساندر بابانوبلو: االسالم والفن االسالمي كتاب و (8920 -120الفن والعمارة االسالمية ) ايتنغهاوزن

Wijdan Ali, The Arab Contribution to Islamic Art from the Seventh to the Fifteenth Centuries, The

American University in Cairo, 1999; Richard Ettinghausen, Oleg Grabar, and Marylin Jenkins-Madina,

Islamic Art and Architecture (650-1250), Yale University Press, 1987; Alexandre Papadopoulo, Islam

and Muslim Art, New York 1979.

اعادة اكتشاف البتراء يصي النبطي في البتراء عبر العديد من المطبوعات. راجع مثال كتاب يمكن االطالع على نماذج من فن النحت التشخ

:9110من اعداد غلين ماركو، نيويورك مدينة االنباط المفقودة

Glenn Markoe, ed. “Petra Rediscovered: Lost City of the Nabataeans”, Harry Abraham Inc., NY 2003.

34

لمايرا( او مدينة التمر نشأت كمدينة تجارية مهمة بعد اضمحالل دور مدينة البتراء في المنطقة. وكانت المركز اإلداري تدمر )با 91

والسياسي للملكة العربية القوية زنوبيا والتي وبمساعدة ابنها وهب الالت وقفت بوجه وتحدت هيمنة االستعمار الروماني على مملكتها في

وجها أذينة. للمزيد حول المالمح المحلية لفنون االنباط في تدمر والتأثيرات الرومانية عليها راجع مؤلف فيليب هاموند بعد وفاة ز 910عام

.فن بالمايراومالكولم كوليج في االنباط: تاريخهم وثقافتهم وآثارهم في كتابه

Philip C. Hammond, The Nabataeans: Their History, Culture & Archeology, Studies in Mediterranean

Archeology, Vol. 37, Sweden 1973; Malcolm A. R. Colledge, The Art of Palmyra, Thams &

Hudson,1976.

، جامعة قرية الفاو صورة للحضارة العربية قبل اإلسالمحول آثار ورسومات قرية الفاو راجع كتاب الدكتور عبد الرحمن األنصاري 90

9109الرياض

A. R. Al-Ansari, Qaryat al-Fau: A portrait of Pre-Islamic Civilization in Saudi Arabia, University of

Riyadh, 1982

. من تخوم يمكن مراجعتها في اوهناك دالئل متنوعة آلثار فنية وعمارية تحوي تشخيصات صورية في أنحاء الجزيرة العربية وما يحيطه

لهاشم الطويل ـ المصدر المذكور أعاله. لمبكرةأيقونات العرب ا

تشير المنحوتات والرسوم الحبشية الكنسية الى عالقة اسلوبية متينة بالتقاليد الفنية العربية التي وجدت في رسومات ومنحوتات قرية 91

ل اآلثار الحبشية راجع جورج غريستر في كتابه الفاو في المملكة العربية السعودية ومثيالتها في القصور االموية في سوريا واالردن. .حو

:كنائس في الصخر: الفن المسيحي المبكر في أثيوبيا

George Gerester, Churches in Rock, London, Phidon 1970

للكنيسة صقرن. يثير موضوع تزيين السقف الم9911تنسب عمارة البناية المذكورة إلى الملك النورماني روجرز الثاني حوالي عام 90

المذكورة بالزخارف والكتابات العربية الكثير من المسائل والمالحظات كون تلك الرسوم والزخارف تقترب كثيرا من ذلك التقليد العربي

العريق في فن المصورات والشخوص. يقوم المؤلف حليا بإتمام دراسة مفصلة حول هذا الموضوع وهي نتيجة لدراسة ميدانية تحليلية

رسوم السقف المقرنص في الموقع أنجزها المؤلف قبل وقت قصير و سيتم نشرها قريبا.ل

هناك العديد من المؤلفات التي تقدم تفاصيل حول الفنون العربية اإلسالمية في صقلية )القرون التاسع ـ الثالث عشر( خالل حكم العرب 91

و مونوليه دي تراث مملكة روجرز الثاني وكنيسة الباالتينا في باليرمونزو في مؤلفه لها وتاثيراتها االسلوبية الحقا. راجع مثال وليم ترو

و مريم رسومات سقف الباالتينا و ارنست غروبر وجيرمي جونز في الرسوم االسالمية على سقف كنيسة الباالتينا في باليرمو فيالرد

كاتدرائية جيفالو: الرمزية االسالمية في القرون الوسطى ورسومات جيلفر جرجنسون في

William Tronzo, The Culture of His Kingdome: Roger II and the Cappella Palatina in Palermo,

Princeton University Press 1997. See also Ugo Monneret de Villard, Le Pitture Musulmane al Soffitto

della Cappella Palatina in Paleremo, Roma 1950; Ernest E. Gruber & Jeremy Jones, The Painted

Ceiling of the Cappella Palatina, New York, 2005; Mirjam Gelfer-Jorgenson ,Medieval Islamic

Symbolism and the Paintings in the Cefalu Cathedral, Brill, Leiden 1986.

المجال وهي منشورة في مطبوعات ودوريات متنوعة وفي ثنايا فصول من كتب منهجية هناك شحه من الموضوعات المتعلقة بهذا 91

تعني بتاريخ العثمانيين والصفويين وما ارتبط بهم من قوى ثانوية. لكن تلك المعلومات مختصرة وشحيحة وال تعطي صورة واضحة عن

ماسة لجهد بحثي دراسي يوثق ويحلل النشاط الفني وخصوصا التشكيلي المشهد الثقافي الفني في العراق خالل الفترة المذكورة. وهناك حاجة

آن العراق في العراق ابتداء من الفترة السلجوقية المتاخرة وااليوبية والمملوكية والمنغولية والتيمورية والصفوية والعثمانية والقاجالية. ورغم

تهم فقد كانت التجربة الفنية الثقافية العراقية تتحرك بمسار متواصل يتأثر كان فريسة تتداولها أيادي المحتلين باختالف ثقافاتهم وسياسا

فان بالثقافات الطاغية ويؤثر فيها أحيانا. ورغم أن الدراسات السياسية واالجتماعية لتلك الفترة قد القت اهتماما ال بأس به من الباحثين

جهود الدكتور علي الوردي و خصوصا ةي مجال الدراسات السياسة االجتماعيالبحوث الفنية عن تلك الفترة ال تزال شبه معدومة. راجع ف

والمنشور بعدة طبعات. لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث مؤلفه الريادي

ين وبيتر من اعداد ماركوس هاتست الفن والعمارة اإلسالميةراجع انيت هاجيدورن في بحثها عن "الفن اإلسالمي الحديث" في كتاب " 99

سبق ذكره أعاله. –ديليوس

تكاد تكون عملية طبع ونشر مثل هذه المواد نادرة و يصعب العثور عليها حيث غالبا ما تنشر في فصول ثانوية من مطبوعات عامة أو 99

عن 9110عام -مؤخرا رصد تدرج في دالئل المخطوطات العثمانية في المكتبات العربية واألوربية. وكمثال لهذا النوع من المطبوعات ما

" لنصوح افندي السالحي الشهير رحلة مطراقي زادة" مالمجمع الثقافي في أبو ظبي ـ اإلمارات العربية المتحدة وهو الكتاب الموسو

رحالتهما من تأليف وتزيين الفنان والمؤرخ التركي مطراقي زاده الذي رافق السلطانين سليمان األول وسليمان العظيم فيبمطراقي زادة

المكتوب أصال باللغة التركية ـ هو من ترجمة –العسكرية ضد القوات الشاهنشاهية الصفوية في العراق خالل القرن السادس عشر. والكتاب

عبد السالم رؤف. دصبحي ناظم توفيق وتحقيق الدكتور عما

السردية لمالمح الحواضر والمدن العراقية لوالكتاب هو سجل حافل بالتفاصي

و األبنية الشاخصة فيها وخصوصا الدينية معززة بمصورات ملونة لتلك المواضع قام المؤلف برسمها شخصيا.

“Rihlat Mitraqi Zadah”, translated by Subhi Nadhim Tawfiq and edited by Imad A. Raouf, The Cultural

Foundation of the United Arab Emirates in Abu Dhabi, UAE 2003.

35

المساجد التي تعود إلى الفترة العباسية وما أعقبها من فترات في مساجد و أبنية في بغداد والموصل األبنيةجدير بالذكر كأمثلة لتلك 90

جماهيرية والبصرة والعديد من المدن األخرى. تجدر اإلشارة هنا إلى أن الكثير من هذه المشاهد كانت ـ وال تزال بمثابة نصب معمارية فنية

مرتبطة بطقوس مستمرة كما في األضرحة الدينية في جامعي اإلمام الحسين بن علي وأخيه العباس في كربالء وجامع وضريح اإلمام علي

في النجف إضافة إلى جوامع وأضرحة األئمة اآلخرين في بغداد ـمدينة الكاظمية وسامراء. والتي تعكس تأثيرات معمارية صفوية واضحة

جة بإضافات قاجارية الحقة.متزاو

هناك حاجة ملحة لدراسة األبنية المسيحية القديمة وتحليل و تسجيل تفاصيلها لتكون مرجعا يسهل رسم معالم التاريخ الثقافي في العراق 91

دور الكنيسة النسطورية العراقية منذ ظهور المسيحية وانتشارها ودراسة تياراتها المحلية وغيرها وآثارها األدبية والمعمارية خصوصا وان

" الكنيسة كان مهما ومؤثرا طيلة العصور الوسطى. حول موضوع الكنيسة النسطورية راجع مؤلف كريستوف بومر الوارد ذكره اعاله

9110 والصادر في لندن :التاريخ المصور للكنيسة االشوريةالشرقية

Christoph Baumer, The Church of the East: An Illustrated History of Assyrian Christianity, )L.B.

Tauris, London 2006(.

يمثل التاريخ الديني والطقوسي لتلك الملل والطوائف تراثا فنيا وثقافيا مهما في لحمة الهوية الثقافية والفنية العراقية. ورغم وجود 91

ت معلوماتية إال انه من الواضح وجود نقص شديد في المعلومات المتعلقة دراسات شحيحة وبحوث متناثرة ومبعثرة في مطبوعات ودوريا

المعابد اليهودية والمنديات المندائية الصابئية والمعابد اليزيدية واالديرة لتلكوالثقافي بهذه الجوانب الثقافية المهمة من التاريخ الفني

والصوامع الصوفية .

مصورات الدينية المذكورة وتحليل مدلوالتها الفكرية والرمزية. وتعاني المكتبة العراقية والعربية من الواضح أهمية دراسة وتحليل ال 90

منهجية لها. تفجوة معرفية واضحة في هذا المجال توجب البدء بدراسا

وأدوات ومؤلفات ومطبوعات تتواجد في أنحاء مختلفة من المدن العراقية وخصوصا كربالء وبغداد والنجف مواد ثقافية واعمال فنية 91

تتعلق بتلك الطقوس االستعراضية واالعمال الفنية التي تسرد تفاصيل تلك االحداث. وهناك حاجة ملحة لجمع المهم منها و دراستها من

بإدارة مدينة كربالء الناحية الفنية والدينية والتراثية لتكون مادة تساعد الباحثين في الدراسات المرتبطة بدلك الموضوع. وربما من الجدير

الشروع بإقامة متحف يحفظ تلك األعمال الفنية وما يتعلق بها من مؤلفات و مكتبة صوتية ومرئية وتسجيالت فوتوغرافية وارشيفية اخرى

لتكون مصدرا توثيقيا لدلك التراث.

دراسات جامعة ء. راجع المجلد السابع من "وجذور الطقوس المرتبطة بالتعزية وعاشورا هناك الكثير من الدراسات حول أصول 90

المجلد و .9111والصادر عام " والمخصص لموضوع التعزية والطقوس االستعراضية والتمثيلنيويورك في حضارات الشرق األدنى

.بحوث مهمة في هدا المجال على ويتيح

Peter J. Chlkowski, Ed., Ta`ziyeh, Ritual and Drama in Iran, Studies in Near Eastern Civilization,

Number 7, New York University, 1979

كانت تلك الصور مطبوعات لمشاهد معروفة من واقعة كربالء منفذة بأسلوب طباعي بسيط كالطباعة بالحفر على الخشب أو الطباعة 91

مباشرة على الورق أو النسيج القطني )الجنفاص( األسمر كما في الحجرية باللون األسود. وكان التلوين يتم يدويا بعد جفاف اللون األسود

ل حالة الرايات واألعالم. كانت تلك الصور واأليقونات تعرض للبيع في األسواق العامة في المدن الدينية على مدار السنة وبشكل مكثف خال

قونات ألهميتها في مجال دراسة التراث الفني التشكيلي شهر محرم. ويحتاج هدا الموضوع إلى دراسات تفصيلية وتوثيق لتلك الصور واألي

العراقي..

يعتبر موضوع دراسة فنون المقابر وما يتعلق بها من جوانب معمارية وتزيينية موضوعا مهما وهناك حاجة ماسة إلى برمجة هدا 01

واضح جدا الحاجة لدراسة مفصلة في جماليات ورمزية الحقل البحثي وجمع العينات والنماذج والشواخص القبرية كمادة متحفية ودراسية. و

المفردات المستعملة الكتابية والتصويرية والنصوص و معانيها ورموزها مما يوفر فيضا من المعلومات المهمة في هدا المجال.

ري المرتبط بهدا المجال هو بالتأكيد رغم أن العراق ميدان ثري للكثير من المقابر والمدافن واألضرحة عبر العصور فان النشاط اآلثا 09

قاصر عن أن يكون موازيا و ضمن المطلوب. وهناك حاجة ماسة ألجراء مسوح أثرية ودراسات تخصصية في هدا الميدان.

و أهل بيته يعتقد الشيعة بضرورة السجود على التربة لنظافتها ولكونها مصنوعة من تربة كربالء التي اختلطت بها دماء اإلمام الحسين 09

واستعمالها يساهم في استذكار واقعة كربالء .

يعتبر موضوع التربة وتاريخها واستعماالتها مهما ويتطلب التعمق البحثي في تفاصيله. وقد أنجز المؤلف دراسة أولية تتعلق باالستعمال 00

إلى كربالء إلي القدس: الهوية السياسية والوطنية رحلة التربة من مكةالسياسي لمضمون المصورات والكتابات على التربة بعنوان "

. وقد قدم المؤلف محاضرة حول الموضوع في المؤتمر العالمي األول لعرب الشتات في جامعة مشيغن للشيعة اللبنانيين في والية مشيغن"

امعة اللبنانية األمريكية في بيروت في مايس "أقامته الجالسياسة والثقافة لدى الشتات اللبنانيو قدم المحاضرة في مؤتمر " 9110في نيسان

36

وسينشر 9111وقدم محاضرة عن ذات الموضوع في مؤتمر الدراسات العربية واإلسالمية في جامعة فيالنوفا ـ بنسلفانيا في نيسان 9111

نص البحث في دورية الجامعة.

Hashim Al-Tawil, “The Journey of the Turbah from Mecca to Kerbala to Jerusalem”, Mirror Images:

Challenges for Arab & Islamic Studies, Center for Arab & Islamic Studies, Villanova University, PA, April

1-4, 2009.

ة والتوثيقية التي أجراها حول تفاصيل األبنية التقليدية والتراثية وطرق التزيين والتحلية المتبعة في نماذج منتخبة راجع الدراسة الهام 01

"البيوت التقليدية في بغداد"جون وارن واحسان فتحي إنكلترا

9109

John Warren & Ihsan Fathi, Traditional Houses in Baghdad, England 1982.

التراث الشعبي رية وهناك تفاصيل بحثية متعلقة بجوانب أخرى من هدا الموضوع نجدها منشورة في مطبوعات محلية كان أبرزها دو

.9111 – 9111الصادرة عن وزارة األعالم العراقية وخصوصا األعداد الصادرة خالل الفترة

مند قيام الدولة اإلسالمية العربية ثيعتبر موضوع العالقة الثقافية بين الغرب والعالمين العربي واإلسالمي موضوعا مهما جديرا بالبح 01

عبر عالقة العرب بالدولة الرومانية مند قيامها. ودراسة هده العالقة التاريخية يوضح الكثير من تفاصيل سياسات في القرن السابع بل يسبقها

ن الدول الغربية القوية إزاء العرب والمسلمين في الوقت الراهن.من جانب آخر فهناك حاجة لدراسة وتحليل عالقة الغرب األوروبي بالدولتي

. 91-90ن تناوبتا الهيمنة السياسية على العراق خالل القرون الصفوية والعثمانية اللتا

9110 -9110السياسية وخصوصا فترة الحكم الوطني باألحداثعالج المؤلف موضوع الهوية الثقافية للفن العراقي الحديث وتأثرها 00

في بحث مفصل نشر في دورية المعهد الملكي 9110م للعراق عا يإليه أوضاع الفن التشكيلي العراقي مع االحتالل األمريك تثم ما آل

9و 9، المجلد الثامن، رقم 9110"، عمان األردن " تكوين الهوية الفنية للفن العراقي الحديث: قراءة جديدةللدراسات الدينية بعنوان

990-11الصفحات

Hashim Al-Tawil, “ The Formation of Identity in Modern Iraqi Visual Art: A New Perspective”, Bulletin

of the Royal Institute for Inter-Faith Studies, Amman, Jordan, Volume 8, Numbers 1 & 2, 2006, PP. 95-

118.

لى بعنوان من جرائها في مقالتين االو جكما عالج المؤلف موضوع تأثير االحتالل األمريكي للعراق على الساحة الثقافية العراقية وما نت

ية "دفاتر" لمحة خاطفة في المشهد الفني العراقي والثانية بعنوان االحتالل والحرب وتدمير تراث الذاكرة العراقية: قصة النصب الجماهير

9111" الصادر عن جامعة شمال تكساس عام دفاتررافق معرض الفن العراقي المعاصر " الذيفي الفن العراقي الحديث، نشرتا في الكتاب

Hashim Al-Tawil, “ Dafatir” A Glimpse into Modern Iraqi Art, and “Invasion, War, and Destruction of

Cultural Memory: The Case of Modern Iraqi Public Monuments” in Dafatir: Contemporary Iraqi Book

Art, ed. Nada Shabout, University of North Texas, 2007

نجد استعمال الفنانين األوربيين للكتابات والزخارف العربية كمادة تزيينية في الكثير من األعمال الفنية في الرسم والنحت وحتى 01

نهي تلك التي تصور مشاهد دينية إنجيلية ونورانية. عادة ما تكو –أو المعروف والمنشور منها فقط –الزخارف المعمارية لكن اشهرها

مريم العذراء مزينة بتشكيل دائري من الخط الكوفي أو ةالمحيطة برأس السيد المسيح أو المالك )جبرائيل مثال( أو القديس أو السيدالهالة

بى حاشية القميص أو الرداء كما في أيقونات ولوحات فنانين من القرن الرابع عشر وحتى الخامس عشر كما في اعمال فرا انجليكا وفيليبو لي

دي فابريانو واوجولينو دين يرو وباولو فينيزيانو ومساسشيو واندريا مونتانا وجيوفاني بيلليني وهنري بليشوز وأندريا دل وجنتيل

في تأثير الثقافة والفنون العربية هفيروتشيو والكثير غيرهم. غني عن الذكر أن هدا الموضوع مهم وجدير بالدراسة والتحليل ألهمية مؤشرا ت

على فنون عصر النهضة األوربية وخصوصا في أعمال الفنانين المذكورين:اإلسالمية

Ugolino Vivarini, Paolo Veneziano. Fillippo Lippi, Fra Angelica, Gentile da Fabriano, Jacopo Bellini,

Antonio Vivarini, Henri Bellechose, Giovani Bellini, Masaccio, Andrea Mantagna, and Andrea Del

Verrocchio and many others.

"من السوق الى لمزيد من التفاصيل ولالطالع على نمادج من االعمال الفنية االوربية المتأثرة بالتشكيل العربي واالسالمي راجع كتاب

. 9119لمؤلفته روزاموند ماك. كاليفورنيا "8100 -8000الميدان: التجارة االسالمية والفن االيطالي

Rosamond Mack E., Bazaar to Piazza: Islamic Trade and Italian Art, 1300-1600,

University of California Press 2002

الفنان المسلم في استعماالت التكوينات النصية الكتابية في مداخل ودواخل وخوارج أبنية دينية ومدنية مهمة في أرجاء تهناك أمثلة ال تحصى إلبداعا 00

منفذ بالفسيفساء كما في القدس ودمشق أو الحفر النافر بالحجر كما في أبنية األندلس وصقلية واألناضول والم اإلسالمي. من هده األعمال الخطية ما هالع

بالنسخ المنفذة على الورق في المزجج كما في أبنية العالم اإلسالمي الشرقي أو الزليج كما في األندلس والمغرب العربي أو روأواسط آسيا والعراق أو بالفخا

المخطوطات المتنوعة وعلى رأسها المصاحف المتناثرة في المتاحف الدولية.

37

ذي ال م،اقرأ وربك األكر،خلق اإلنسان من علق ،قال هللا تعالى: }اقرأ باسم ربك الذي خلقتؤكد االيات القرانية على اهمية العلم في الكثير من اآليات: 01

ن والقلم , }(99المجادلة آية 10..يرفع هللا الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات..{ )}{, 1-9:اآليات العلق 10) ،علم اإلنسان ما لم يعلم ،علم بالقلم

ر أولوا األلباب{ قل ه )....... (.991طه آية 91..وقل رب زدني علما{ )(، 9القلم آية 00وما يسطرون ) ل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون إنما يتذك

وقد ترجم الرسول الكريم تلك التعاليم وجعلها سنة حياة هد بهدا التوجه فهي ايضا عديدة. . اما األحاديث النبوية الشريفة والوقائع التي تش(1الزمر آية 01)

حاديث الشريفة التي تدعو وتشجع بل وتقنن التعليم وطلب العلم كما في األمثلة التالية: وتطبيق معاشي. وهناك الكثير من األ

من جاءه أجله وهو يطلب العلم لقي هللا ولم يكن بينه وبين النبيين إال درجة »، «طلب العلم فريضة على كل مسلم»قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :

ة سبع يجري للعبد أجرهن وهو في »، «ركه؛ كتب هللا له كفلين من األجر، ومن طلب علما فلم يدركه، كتب هللا له كفال من األجرمن طلب علما فأد»، «النبو

ث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد فضل الصدقة أن أ»، «موته قبره بعد موته: من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخال أو بنى مسجدا أو ور

من علم علما فله أجر من عمل به ال ينقص »، «العالم والمتعلم شريكان في الخير وال خير في سائر الناس»، «يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم

بكم، اذهبوا فقد غفرت لكم ريا معشيبعث هللا العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول: »، «من أجر العامل شيء ، «العلماء إني لم أضع علمي فيكم ألعذ

ما من خارج خرج من بيته في طلب »، «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل هللا له به طريقا إلى الجنة»، «منهومان ال يشبعان طالب علم وطالب مال»

ها الكثير. والحادثة التالية تبين اهتمام الرسول الكريم وإصراره على جعل العلم وتعلمه وتعليمه وغير «العلم إال وضعت له المالئكة أجنحتها رضا بما يصنع

عرف وأسلوب حياة و واجب :

ال يعظونهم، علمونهم وخطب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال: ما بال أقوام ال يفقهون جيرانهم وال ي »

ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وال يأمرونهم وال ينهونهم، وما بال أقوام ال يتعلمون من جيرانهم وال يتفقهون وال يتعظون؟ وهللا ليعلمن قوم جيرانهم

بة ثم نزل. فقال قوم: من ترونه عنى بهؤالء؟ قالوا: األشعريين هم قوم فقهاء، وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو ألعاجلنهم العقو

وما بخير وذكرتنا بشر فما ولهم جيران جفاة من أهل المياه واألعراب؛ فبلغ ذلك األشعريين، فأتوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقالوا يارسول هللا ذكرت ق

وا يارسول هللا! م جيرانهم وليعظنهم وليأمرنهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون، أو ألعاجلنهم العقوبة في الدنيا، فقالبالنا؟ فقال: ليعلمن قو

.«هوهم ويعلموهم ويعظوهمأنفطن غيرنا؟ فأعاد قوله عليهم فأعادوا قولهم: أنفطن غيرنا؟ فقال ذلك أيضا فقالوا أمهلنا سنة فأمهلهم سنة ليفق

من بلدانها ومراسيها وحصونها وسواحلها افي كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وأفريقية وما يليهورد نص الخطبة 11

الكي حققه بشير تأليف الشيخ أبي بكر عبد هللا محمد المعروف بالموزهادهم وعبادهم ونساكهم وشئ من أخبارهم وفضائلهم وتاريخ وفياتهم

.. راجع أيضا مايكل عماري في 919-919، دار الغرب اإلسالمي , بيروت ـ لبنان, الجزء األول, الصفحات 9111البكوشي, الطبعة الثانية

. 991-909, الجزء الثاني الصفحات 8211, باليرمو المؤلفات العربية في تاريخ صقليةمؤلفه

Michele Amari, Biblioteca Arabo-Sicula, Accademia Nazionale di Scienza Lettere e Arti, Palermo 1987,

Vol. II, PP. 213-214

تخزن لنا مؤلفات المؤرخين العرب األولين كابن اسحق وابن هشام وابن الكلبي و الواقدي وابن سعد والطبري وابن األثير والبخاري 19

هم. تفاصيل النهضة العربية اإلسالمية في المبكرة و آثرها على األقاليم المجاورة بينما تذكر والحمداني واليعقوبي والكثير غيرهم ممن تال

مؤلفات المؤرخين الالحقين وخصوصا األوربيين استقبال أوربا لمعرفة العربية. راجع بحوث دي ليسي اوليري المهمة في هدا الصدد

. راجع أيضا 9119، نيودلهي "كيف انتقلت علوم اإلغريق إلى العرب"، 911نيويورك "الفكر العربي وأثره في التاريخ"وخصوصا

. وحول تأثير الحضارة العربية على أوربا راجع 9100إعداد جون هيز، كامبرج ""عبقرية الحضارة العربية كمصدر للنهضة األوربية

. 9119 ةمطبعة جامعة أد نبر ،الثقافي اإلسالمي على أوربا في القرون الوسطى" " التأثيرمؤلف مونتغمري واط

De Lacy O’Leary, Arabic Thought and its Place in History, Dover Publication, NY 2003, and “How

Greek Science Passed to the Arabs”, New Delhi, 2002. For the details and significance of Arab

contribution to European Renaissance see “The Genius of Arab Civilization: Source of Renaissance”

Ed. John R. Hayes, MIT Press, Cambridge, Massachusetts 1983. See also W. Montgomery Watt, “ The

Influence of Islam on Medieval Europe”, Edinburgh University Press 1972

المصادر الواردة في البحث

للفن العراقي الحديث: قراءة جديدة ةالمصادر الثقافي

د. هاشم الطويل

38

من اكتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وأفريقية وما يليهأبي بكر عبد هللا محمد المعروف بالمالكي

يخ وفياتهم بلدانها ومراسيها وحصونها وسواحلها وزهادهم وعبادهم ونساكهم وشئ من أخبارهم وفضائلهم وتار

، دار الغرب اإلسالمي , بيروت ـ لبنان.9111تحقيق بشير البكوشي, الطبعة الثانية

.9110نيويورك إعداد شمس عيناتي العراق: تاريخه وأهله وسياساته،

9111نيويورك رسومات سقف الباالتينا،ارنست غروبر وجيرمي جونز في

دراسات جامعة نيويورك " عراضية التمثيلية في ايران"" التعزية والطقوس االستبيتر جيلكويسكي

.9111المجلد السابع في حضارات الشرق األدنى

9110نيويورك "الفكر العربي وأثره في التاريخ"دي ليسي اوليري

9119، نيودلهي "كيف انتقلت علوم اإلغريق إلى العرب"________،

9100غداد ب "جذور الفن العراقي" جبرا إبراهيم جبرا

9111، بغداد جواد سليم ا _________,

9111، لندن كنائس في الصخر: الفن المسيحي المبكر في أثيوبياجورج غريستر

إنجلترا"البيوت التقليدية في بغداد" جون وارن واحسان فتحي

9109

م ترجمة صبحي ناظرحلة مطراقي زادة لنصوح افندي السالحي الشهير بمطراقي زادة -

ـ اإلمارات المجمع الثقافي في أبو ظبي ،عبد السالم رؤف دتوفيق وتحقيق الدكتور عما

9110العربية المتحدة

". مطبعة 8100 -8000من السوق الى الميدان: التجارة االسالمية والفن االيطالي روزاموند ماك " 9119جامعة كاليفورنيا

9110" عمان اآلثار المسيحية في األردنسليم الصائغ "

.، جامعة وين ستيت دورا يوروبوس: المدينة القديمة والمجموعة االثرية في جامعة ييل سوزان ماثيزون

.9100ديترويت

9110, لندن آثار وادي الرافدين مند العصر الحجري القديم ولغاية االحتالل الفارسيسيتون لويد

8211بغداد 8212" -8112العالم العربي تاريخ الفن التشكيلي الحديث فيشوكت الربيعي "

9111جامعة ييل 8100 ـ 8920الفن والعمارة االسالمية شيال بلير و جوناثان بلوم،

9111, نيويورك التاريخ بدأ في سومرصموئيل كريمر

39

9109، جامعة الرياض قرية الفاو صورة للحضارة العربية قبل اإلسالمعبد الرحمن األنصاري

9100إعداد جون هيز، كامبرج ماساشوسيتز قرية الحضارة العربية كمصدر للنهضة األوربية،عب

طبعات مختلفة. لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديثعلي الوردي

9110نيويورك اعادة اكتشاف البتراء مدينة االنباط المفقودة غلين ماركو اعداد

9110، السويد افتهم وآثارهماالنباط: تاريخهم وثقفيليب هاموند

9119نيويورك سومر والسومريونكرافورد هريت

9111، الرسومات الجدارية لمعبد دورا والفن المسيحي كرت ويزمان

9110 والصادر في لندن " الكنيسة الشرقية:التاريخ المصور للكنيسة االشوريةكريستوف بومر

. 9111، نيويورك المياإلسالم والفن اإلس الكساندر بابانوبلو

9110.نيويورك فن بالمايرامالكولم كوليج

9111" كولون , المانيا " الفن والعمارة اإلسالميةماركوس هاتستين وبيتر ديليوس, إعداد

8211المؤلفات العربية في تاريخ صقلية, باليرمو مايكل عماري

8211 بريل وسطى ورسومات كاتدرائية جيفالو،الرمزية االسالمية في القرون المريم جيلفر جرجنسون

. 9119 ةمطبعة جامعة أد نبر" التأثير الثقافي اإلسالمي على أوربا في القرون الوسطى"، مونتغمري واط

9111، روما الرسوم االسالمية على سقف كنيسة الباالتينا في باليرمومونوريه دي فيالرد

9111تكساس " جامعة شمال دفاترندى شبوط اعداد "

أيقونات العرب المبكرة: المصادر األدبية واألثرية للصور والتماثيل الدينية عند عرب الجزيرة قبل هاشم الطويل

9110،رسالة دكتوراه, جامعة آيوا اإلسالم

ردن، المجلد دورية المعهد الملكي للدراسات الدينية عمان األ التاريخ والتراث والمجتمع في العراقهالة فتاح إعداد

9110 9و 9الثامن، رقم

9119, بالتيمورالفن والعمارة في الشرق القديمهنري فرانكفورت

9101, جامعة ييل (8920 -120الفن والعمارة االسالمية ) ايتنغهاوزن و غرابار

9111" فلوريدا الفن اإلسالمي: التطور واالستمراريةوجدان علي "

، الجامعة األمريكية في مة العربية للفن االسالمي من القرن السابع إلى الخامس عشرالمساه___________،

9111القاهرة

40

.9101لندن فن معاصر من العالم اإلسالمي___________،

9111، جامعة برنستون تراث مملكة روجرز الثاني وكنيسة الباالتينا في باليرمووليم ترونزو

األجنبيةالمصادر

Ali Wijdan Ed., Contemporary Art from the Islamic World, Scorpion Publishing,

London, 1989

________ Ed., Islamic Art: Development and Continuity, University press of Florida,

FL 1997

________, The Arab Contribution to Islamic Art from the Seventh to the Fifteenth

Centuries, The American University in Cairo, 1999

Al-Tawil Hashim “Early Arab Icons: Literary and Archaeological Evidence for the

Cult of Religious Images in Pre-Islamic Arabia” (Ph.D. Dissertation,

University of Iowa, IA, University of Michigan Microfilms 1993.

Amari Michele, Biblioteca Arabo-Sicula, Accademia Nazionale di Scienza Lettere e

Arti, Palermo 1987

Ansari A. R. Al-, Qaryat al-Fau: Aportrait of Pre-Islamic Civilization in Saudi

Arabia, University of Riyadh, 1982

Baumer Christoph, The Church of the East: An Illustrated History of Assyrian

Christianity, )L.B. Tauris, London 2006(.

Blaire Sheila S. and Bloom Jonathan M., The Art and Architecture of Islam, 1250-

1800, Yale University Press, 1994.

Chlkowski Peter J., Ed., Ta`ziyeh, Ritual and Drama in Iran, Studies in Near Eastern

Civilization, Number 7, New York University, 1979

Colledge Malcolm A. R., The Art of Palmyra, Thames & Hudson,1976.

Ettinghausen Richard, Grabar Oleg, and Jenkins Marylin -Madina, Islamic Art and

Architecture (650-1250), Yale University Press, 1987

41

Fattah Hala Ed., Melanges Iraquiens: History, Culture and Society in Iraq, Bulletin of

the Royal Institute for Inter-Faith Studies, Amman, Jordan, Volume 8,

Numbers 1 & 2, 2006

Frankfort Henri, The Art and Architecture of the Ancient Orient, Rev. ed. Pelican

History of Art, (Baltimore, Penguin 1971)

Gelfer-Jorgenson Mirjam, Medieval Islamic Symbolism and the Paintings in the

Cefalu Cathedral, Brill, Leiden 1986.

Gerester George, Churches in Rock, London, Phidon 1970

Gruber Ernest E. & Jones Jeremy, The Painted Ceiling of the Cappella Palatina, New

York, 2005;

Hammond Philip C., The Nabataeans: Their History, Culture & Archeology, Studies

in Mediterranean Archeology, Vol. 37, Sweden 1973

Hayes John R. Ed. “The Genius of Arab Civilization: Source of Renaissance”, MIT

Press, Cambridge, Massachusetts 1983.

Heriet Crafford, Sumer and the Sumerians, New York, Cambridge University Press

1991

Hettestein Markus and Delius Peter Ed., Islam: Art and Architecture, by, Cologne,

Germany 2000.

Inati Shams Ed., Iraq: Its History, People, and Politics, Humanity Books, NY 2003

Kramer Samuel, History Begins at Sumer, (New York, Doubleday, 1959)

Lloyd Seton, The Archeology of Mesopotamia: from the Old Stone Age to the

Persian Conquest, (London Thames & Hudson, 1978)

Mack Rosamond E., Bazaar to Piazza: Islamic Trade and Italian Art, 1300-1600,

University of California Press 2002

Markoe Glenn, ed. Petra Rediscovered: Lost City of the Nabataeans, Harry Abraham

Inc., NY 2003.

Matheson Susan, Dura-Europos: The Ancient City and the Yale Collection, (Wayne

State University Press Detroit, 1983).

Monneret de Villard Ugo, Le Pitture Musulmane al Soffitto della Cappella Palatina

in Paleremo, Roma 1950

42

Montgomery Watt W, The Influence of Islam on Medieval Europe, Edinburgh

University Press 1972.

O’Leary De Lacy, Arabic Thought and its Place in History, Dover Publication, NY

2003

__________, How Greek Science Passed to the Arabs, New Delhi, 2002

Papadopoulo Alexandre, Islam and Muslim Art, New York 1979.

Sartec and Nizar Salim, Contemporary Iraqi Art, Lausanne, 1977

Shabout Neda Ed., Dafatir: Contemporary Iraqi Book Art, University of North Texas,

2007

Tronzo William, The Culture of His Kingdome: Roger II and the Cappella Palatina

in Palermo, Princeton University Press 1997.

Warren John & Fathi Ihsan, Traditional Houses in Baghdad, England 1982

Weitzmann Kurt, The Frescoes of the Dura Synagogue and Christian Art,

(Dumbarton Oaks Studies, 1990)