Top Banner
1 ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻟﺨﻀﺭ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺠﺎﻤﻌﺔ- ﺒﺎﺘﻨــــﺔ- ﺍﻟﺘﺩﺭﺝ ﺒﻌﺩ ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎﺩﺓ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻜﻠﻴـﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻗﺴﻡ: ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﺸﻬـﺎﺩﺓ ﻟﻨﻴــل ﻤﻜﻤﻠﺔ ﻤﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺇﻋﺩﺍﺩ: ﺇﺸ ﺍﻷﺴﺘــﺎﺫ ـــﺭﺍﻑ: ﻤـﺭﺍﺩ ﻓﺭﺩﻱ. ﻓﻜﺭﺓ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸــــﺔ ﻟﺠﻨـــــﺔ ﻭﺍﻟﻠﻘﺏ ﺍﻻﺴــﻡ ﺍﻟﺭﺘﺒـﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺍﻟﺼﻔــــﺔ. . ﻜﺎﻓــﻲ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺤ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻟﺨﻀﺭ ﺎﺝ- ﺒﺎﺘﻨﺔ ﺭﺌﻴﺴـــــﺎ. . ﻓﻜـﺭﺓ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻟﺨﻀﺭ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺠﺎﻤﻌﺔ- ﺒﺎﺘﻨﺔ ﻤﻘﺭﺭﺍ ﻤﺸﺭﻓﺎ. ﺒﻭﻫﻨﺘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﺒﺩ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺤﺎﻀــﺭ) ( ﻟﺨﻀﺭ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺠﺎﻤﻌﺔ- ﺒﺎﺘﻨﺔ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﻋﻀﻭﺍ. ﺴﻌﺎﺩﻨـﺔ ﺍﻟﻌﻴﺩ ﻤﺤﺎﻀـﺭ ﺃﺴﺘﺎﺫ) ( ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ- ﺨﻨﺸﻠﺔ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ ﻋﻀﻭﺍ اﻟ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿـــــﺔ ﺴﻨـــــﺔ: 2009 م/ 2010 م1430 ھـ- 1431 ھـPDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com
183

مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

Jan 23, 2023

Download

Documents

Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
Page 1: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

1

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

باتنــــة -جامعة الحاج لخضر -

كليـة العلوم االجتماعية نيابة العمادة لما بعد التدرج

والبحث العلمي والعلوم اإلسالميةالشريعة والعالقات الخارجية: قسم

مذكرة مكملة لنيــل شهـادة الماجستير في الشريعة والقانون

:ـــراف األستــاذإش :إعداد الطالب سعيد فكرة. د فردي مـراد

لجنـــــة المناقشــــة الصفــــة الجامعـة األصلية الرتبـة االســم واللقب

رئيســـــا باتنة -اج لخضرجامعة الح أستاذ التعليم العالي منصور كافــي. د.أ

مشرفا مقررا باتنة -جامعة الحاج لخضر أستاذ التعليم العالي سعيد فكـرة. د.أ

عضوا مناقشا باتنة -جامعة الحاج لخضر )أ(حاضــرمأستاذ عبد القادر بوهنتالة. د

عضوا مناقشا خنشلة -المركز الجامعي )أ(أستاذ محاضـر العيد سعادنـة. د

:سنـــــة الجامعیـــــةال م2010/م2009

ھـ 1431 -ھـ 1430

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 2: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

2

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 3: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

3

نهاكم اهللا عن الذين لم يقاتلوكم يال ﴿: قال اهللا تعالى

في الدين ولم يخرجوكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن

ينقسطالم بحاهللا ي .مإن لوكمقات ن الذيناهللا ع اكمهنا ي

في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على

مه كفأولئ ملهوتي نمو ملوهوأن ت اجكمرإخ

.﴾الظالمون

.من سورة الممتحنة 9- 8اآليتان

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 4: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

4

لموسومبعد أن أنهيت هذا البحث ا

."مشروعية إعالن الحرب": بـ

ال يفوتني إال أن أسدي شكري الكبير وتقديري العظيم

على تفضله باإلشراف على "سعيد فكرة"إلى أستاذي الدكتور

.هذه المذكرة

لهذا العمل منذ بدايته إلى نهايته وعلى صبره الكبير، ومتابعته

.رغم كثرة مشاغله وأعماله

القدير أن يوفقه إلى خدمة العلم وعليه أرجوا من العلي

.والعلماء

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 5: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

5

:أهدي عملي هذا إلى كل من

"الوالدين الكريمين"

"الزوجة الفاضلة"

زكريا ألعزاء، أشرف، نورواز، جيهان، لوئوإلى أبنائي ا

وإلى كل من ساعدني في إعداد هذا البحث من قريب أو من

.بعيد

.هذا العملأقدم تحياتي وشكري وأهديهم : إلى هؤالء

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 6: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

6

:مقدمـــةاحلمد هللا محدا كثريا طيبا مباركا فيه وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له وأشهد أن سيد الوجود حممدا عبده ورسوله أرسله اهللا تعاىل رمحة للعاملني بشريا ونذيرا باحملجة

ةحمر الإ اكنلسرا أمو﴿: البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال هالك، قال تعاىلللالعبرسالة شاملة وعاملية للناس كافة دون متييز لتحقيق سعادة الدارين، قال تعاىل )1(﴾نيم :

﴿ا أييها النإ اسقتوا رلقخة وداحفس ون نلقكم مكم الذي خب منها زوجها وثب منها م .)2( ﴾امحراألو هب ونلاءسي تالذ هوا اللقتإاءا وسنا وريثك االجر

فالشريعة اإلسالمية نور اإلسالم املضيء واهلداية املنبعثة من القرآن الكرمي والسنة النبوية، وقد أخذ املطبقون منذ العهد األول يستنبطون وجيتهدون، وحيلون مشكالت احلياة

.الوحي، وهداية السماءبقبس من نور إن املقصود من اختيار هذا املوضوع هو شرح العالقات الدولية من منظور الشريعة

من العقيدة انطالقااإلسالمية وكذا القانون الدويل املعاصر كما جاءت يف عصور ماضية ددات وما اإلسالمية، وأحكام الشريعة واالجتهادات الفقهية، مث عمدنا إىل املقارنة بني تلك احمل

يقابلها يف القانون الدويل العام وصوال إىل خصائص العالقات الدولية كما رمست علميا يف عصرنا ولقد استندت معظم الكتابات اليت تناولت موضوع احلرب كوسيلة لفض الرتاع إىل

:واحدة من ثقافتني .الدوليةإما ثقافة إسالمية دون اإلملام الكايف باملفاهيم العصرية للعالقات -1وإما ثقافة أكادميية معاصرة وفق املناهج اجلامعية للعالقات الدولية مبعزل عن -2

.الفكر اإلسالمي والفقه اإلسالميوقليلة هي الدراسات اجلادة، والرصينة اليت تصدت هلذا املوضوع املتجدد واملتغري يف

ات الدولية يف اإلسالم بشمولية إطار الثقافتني املشار إليهما، هذا ما يربر التوقف عند العالق

.106اآلية : سورة األنبياء -)1( .01اآلية : سورة النساء -)2(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 7: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

7

استنادا إىل منهج الدراسة املقارنة الذي يقابل بني أحكام فقهية وقواعد قانونية وضعية، توخيا .لالستنتاج والربط والتحليل

إن العامل اإلسالمي حيتاج إىل حد بعيد تطوير أو جتديد يف اجتهادات الفقه اخلاصة رب والسالم بل اجتهادات املعامالت بصورة عامة، وأن بالعالقات الدولية السيما قواعد احل

هذه املهمة ليست مقتصرة على دور الفقهاء املعاصرين، بل تتطلب إىل جانبهم دور علماء .اخل... االختصاص يف السياسة والقانون واالقتصاد واالجتماع واإلدارة وغريها

كترونية اليت جتتاح عاملنا تكامال وبتعبري آخر، يفرض عصر العلم والتقنية بعد الثورة اإللبني الفقهي والوضعي، بني علماء الفقه وعلماء اجلامعات واملعاهد، تكامل ينهض بدول العامل

.اإلسالمي على مستوى كل دولة، مث على مستوى تعاوا مع البيئتني اإلقليمية والدوليةالقوة والرقي ونستطيع القول بأن الشريعة اإلسالمية قادرة على ترويض سياسة

مبدركات اإلنسان واإلنسانية بعيدا عن االستعمار واإلمربيالية والقهر واالستغالل واالستعباد، وتاليا الفقه وضع إطار إنساين للعالقات الدولية بعيدا عن املادية املفرطة وبعيدا عن حتديد

الشريعة اإلسالمية من حسابات املنفعة املادية، وطاملا أن انطالقاعالقات الشعوب واألمم والفقه اإلسالمي يتوخيان الرقي بإنسانية اإلنسان يف دائرة الصاحل العام، فإن للفكر اإلسالمي

.وللفقه اإلسالمي دورا رياديا مأمواليكمن الدور الريادي املأمول يف وضع إطار إنساين للعالقات الدولية بعيدا عن غلو

امل الغرب على أساس فلسفة القوة املادية واليت بررت وتطرف املدرسة الواقعية اليت قامت يف ع .الظاهرة اإلستعمارية بشكليها القدمي واجلديد

واإلطار اإلنساين ينطلق من هدف الشريعة األمسى أال وهو الصاحل العام، وينسجم مع .فلسفة القانون الوضعي يف الوصول إىل اإلنتظام العام وحتقيق السلم واألمن الدوليني

اولنا كثريا جاهدين إلعطاء صورة كاملة للنظرية اإلسالمية يف احلرب وقد حومقارنتها بالقانون الدويل العام الذي حيكم العالقات بني الدول خاصة يف زمن احلرب لكن واجهتنا صعوبات كقلة املراجع السيما الدراسات املقارنة يف ذات املوضوع ولقد بذلنا جهد

.ا البحثللوصول لألهداف املسطرة هلذ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 8: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

8

:منهجية البحثاعتمدت يف دراسيت ملوضوع الرسالة على املنهج العلمي املوضوعي االستقرائي

.التارخيي املقارنفالدراسة علمية حبتة بعيدة عن العواطف وامليول العقائدية مبنية على األدلة -

.الصحيحة مع نسبة األدلة إىل مصادرها والترجيح بني األقوالءة مستفيضة ملوضوع اجلهاد يف خمتلف املصادر املعتمدة يف خمتلف كما قمت بقرا -

املذاهب الفقهية السنية معتمدا على أقوال أئمة املذاهب بالدرجة األوىل مث أقوال اتهدين يف اتهدون "املذاهب وهي الطبقة األوىل اليت تليهم يف االجتهاد كما صنف ذلك علماء األصول

تهدون يف املذهب وهم الذين وافقوا أئمتهم يف مناهج البحث وخالفوهم مث يليهم ا" املستقلون .يف الفروع

حرصت على تتبع األحداث التارخيية يف كتب السري واملغازي ومعامالت النــيب -مع األمم األخرى والشعوب والقبائل خاصة اليهود والنصارى ألن - صلى اهللا عليه وسلم-

.هي وليدة الواقع والقرآن كان يرتل حسب األحداثاحلركة الفقهية اإلسالمية حرصت على الدراسة املقارنة خاصة داخل البحر الزاخر للفقه اإلسالمي مبختلف -

مدارسه للغوص يف فراء الفكر اإلسالمي، مع موازنة ذلك بالقانون الدويل قدر اإلمكان ويف النهاية إىل تبين وموافقة كل ذلك حرصنا على الوصول إىل تطور الفكر البشري ليصل يف

.الشريعة اإلسالمية :أمهية املوضوع

إن احلرب قدمية كقدم اتمع، هذه حقيقة راسخة ال تنكر وقد نوه بذلك رائد علماء إن احلروب وأنواع املقاتلة : "االجتماع العريب عبد الرمحن ابن خلدون يف مقدمته الشهرية بقوله

أها اهللا وأصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض وبتعصب منها مل تزل واقعة يف اخلليقة منذ بر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 9: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

9

أهل عصيبته، فإذا تذمروا لذلك وتوافقت الطائفتان أحدمها تطلب االنتقام واألخرى تدافع .)3("كانت احلرب، وهو أمر طبيعي يف البشر ال ختلو منه أمة وال جيل

القصاص اجلماعي ولشريعة وهكذا كانت احلرب التعبري الفطري الطبيعي حلب الثأر، واملعروف منذ أقدم العصور وقد طبقت تلك القاعدة حىت بني " حق للقوة"الغاب أو قاعدة

األفراد يف شكل احلرب الثأرية الداخلية قبل تأسيس القضاء بشكله احلايل، فكان مبدأ العدالة ندهم أن الدم ال يغسله الشخصية املعروف املتبع يف اتمعات القدمية وكان االعتقاد السائد ع

.إال الدمولقد تطور مفهوم احلرب وصارت احلرب دولية يف جماهلا ومفهومها واتسمت من مث بطابع العالقات اليت ال تقوم إال بني الدول، وعلى الرغم من هذا التبديل فإن احلرب بقيت من

.املشكالت البارزة يف العالقات الدولية تعكر صفوهاالشرائع السماوية إىل غاية بزوغ فجر اإلسالم تنادي بضبط ولقد جاءت كافة

استعمال القوة إال يف حدود ما شرع اهللا عز وجل كما سنعرف ذلك من خالل هذه املذكرة، باإلضافة إىل أن اتمع الدويل احلديث أخذ جينح إىل التقليص من استعمال القوة واللجوء إىل

تمع الدويل وهذا ما نصت عليه االتفاقيات الدولية إىل غاية احلرب يف حدود ما يسمح به ا .الوصول إىل ميثاق األمم املتحدة

ومن هنا كانت أمهية اخلوض يف هذا املوضوع لتعلقه جبانب مهم يف حياة اإلنسان -ومهم بالنسبة للعالقات الدولية أال وهو احلرب وما ختلفه من ويالت ومآسي على مجيع

.نية واالقتصادية من جهةاألصعدة اإلنساومن جهة ثانية تكمن أمهية املوضوع نظرا لإلفراط يف اللجوء إىل القوة يف العصر احلديث من جانب الدول القوية دون مصوغات شرعية، فأردنا من خالل هذا املوضوع إلقاء

الستخدام الضوء عما تضمنته الشريعة اإلسالمية السمحاء والقيود اليت فرضتها على املسلمني .القوة وما جاء يف القانون الدويل املعاصر

.1981مقدمة إبن خلدون، بريوت، دار القلم، طبعة -)3(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 10: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

10

:املوضوع اختيارأسباب هلذا املوضوع نظرا لكونه أصبح موضوع الساعة يف جمال القانون اختياريإن سبب

مبفهوم احلرب املشروعة الذي انتهجته الدول الكربى مثل لالحنرافالدويل اجلنائي، ونظرا ة حىت أصبحت تدرج من ضمن مفاهيم احلرب املشروعة مثل جرمية الواليات املتحدة األمريكي

العدوان واليت أعطتها الواليات املتحدة األمريكية مفهوم احلرب االستباقية أي أن تبادر هي باالعتداء على أية دولة تراها مبنظورها هي تشكل خطرا عليها، وحاولت يف كافة احملافل

بعض حركات املقاومة ااممن احلرب املشروعة، كما أن الدولية إعطاء صبغة على هذا النوع ذا املوضوع حىت نلقي الضوء على ما هي مربرات اهتمامياإلسالمية باإلرهاب، زاد من

.عليها القانون الدويل اجلنائي استقراحلرب من منظور الشريعة اإلسالمية ومقارنتها مبا :إشكالية البحث

:ملوضوع يف مجيع جوانبه تطلب حتما طرح األسئلة التاليةمن أجل اإلملام التام ذا اهل أن القانون الدويل اإلسالمي يف جوهره هو قانون حرب أي أن الدولة -

اإلسالمية ال وسيلة هلا سوى احلرب يف تعاملها مع غريها، أم أن احلرب هي وسيلة فقط لفض .باقي الطرق استنفاذالرتاع بعد فق مع ما توصل إليه التشريع الدويل يف ميدان احلرب السيما وهل هذا املفهوم متوا -

املواثيق الدولية اليت صدرت بعد احلرب العاملية الثانية واليت قلصت مفهوم استعمال احلرب .للحدود الضيقة وللضرورة القصوى لفض الرتاع

وما هي آداب احلرب املشروعة اليت تلجأ إليها الدولة لفض الرتاع وهل هذه - .داب متوافقة بني القانون الدويل اجلنائي ومبادئ الشريعة اإلسالمية السمحاءاآل

:هدف املوضوعدف من وراء هذا املوضوع إىل الوصول إىل غايات حمددة هي أن الشرع اإلسالمي إذا نظرنا إليه من قاعدته النظرية ومن سابقته التارخيية العادية ال االستثنائية هو يف األصل قانون

.الم مبين على املساواة اإلنسانية والتسامح الديين واألخوة الشاملةس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 11: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

11

وإن احلرب يف اإلسالم نظريا ال تعترب حمقة ومشروعة إال كتدبري دفاعي تسوغه الظروف القطعية وذلك ألجل محاية حرية الدين ورد العدوان، ومنع الظلم وتوطيد النظام

ه بأن الدعوة لإلسالم جيب أن تستند بصورة رئيسية إىل ومن األمهية البالغة التنوي االجتماعي .اجلهاد الكبري، ومعناه احلكمة واملوعظة احلسنة بواسطة القرآن الكرمي وتعاليمه السمحاء

أخضع املشرع هذه احلرب الدفاعية يف أحوال جوازها إىل أنظمة وقواعد دقيقة كانت وا تقارن بأحدث األنظمة اليت أثارا اليوم يف طابعها اإلنساين، فريدة يف زماا وهي يف مضم

.املؤمترات واملعاهدات الدوليةوعلى العموم قد أوضحنا هذا البحث بصورة كافية وبأدلة دامغة وقاطعة أن املبادئ األساسية للقانون الدويل اجلنائي موافقة لتعاليم اإلسالم ومقاصده األصيلة بل أا تكاد أن

اصد والتعاليم وذلك على األقل يف جممل معناها، إذ مل يكن دائما على تكون جزء من هذه املق .جها ومبناها

نستنتج أن اإلسالم أسهم إسهاما حمسوسا يف تنظيم العالقات الدولية بالروح االستثنائية يف العاملني الغريب والشرقي أنه ترك تراثا حمسوسا من القواعد املثبتة يف احلكمة

.واء يف زمن السلم أو احلربوالعدل واإلنصاف س

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 12: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

12

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 13: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

13

تعريف وحتديد املفاهيم اخلاصة بعنوان الرسالة هذه املفاهيم هي يتضمن هذا الفصلاملشروعية واحلرب يتضمن املبحث األول حتديد مفهوم املشروعية واملقصود ا عند فقهاء

حتديد املشروعية يف القانون الدويل وحتديد مبدأ املشروعية من الناحية التارخيية، مث ندرسالتشريع اإلسالمي، كما ندرس حتت هذا الفصل مفهوم احلرب بني الشريعة اإلسالمية والقانون

.الدويل

.مفهوم املشروعية: املبحث األول .مبدأ املشروعية من الناحية التارخيية: املطلب األول

وعية، أو فكرة لقد جهلت احلضارات اإلنسانية يف العصور الوسطى وقبلها مبدأ املشرإخضاع احلاكم لقواعد قانونية تسمو عليه، حيث كان يتمتع بسلطات مطلقة ال حدود هلا، واحملكومون حمرومون من كل حق يف مواجهته، حىت بعد ظهور فكرة الدميقراطية عند اإلغريق

بأي حقوق والرومان، فهم وإن أقروا حبقوق لألفراد جتاه بعضهم بعضا إال أم مل يقروا لألفراد قبل الدولة أو يف مواجهتها، وظل سلطان احلاكم كما كان دون حدود، لذلك عاشت أوروبا

يعترف حبقوق وحريات لألفراد، وال خيضع ال )4(وغريها من بقاع العامل يف ظل سلطان مطلق .ألي قاعدة أو قانون

النور يف وبينما كان العامل على هذا احلال غارقا يف ظالم العصور الوسطى، ظهر -قلب اجلزيرة العربية، حيث أقام اإلسالم دولته األوىل، وهي أول دولة قانونية يف العامل، خيضع فيها احلاكم للقانون املتمثل يف أحكام الشريعة املستمدة من القرآن الكرمي والسنة النبوية، ميارس

.سلطاته وفقا هلا، وال يستطيع اخلروج عليهاشهدت أوروبا قيام حرية فكرية قوية اجم الروح ومع بدايات العصر احلديث

االستبدادية للحكام وتطالب حبقوق األفراد، وتتابع الكتاب والفالسفة يف دراسام حول ينادون بنظام دميقراطي للحكم يقوم على مبدأ املشروعية، االسيادة والدولة والقانون، وأخذو .)5(ويعترف حبقوق األفراد وحريام

.332، دار الشروق، ص -حقوق اإلنسان وحرياته األساسية–: الدكتور هاين الطعيمات -)4(

.377، 376املعاصرة، ص احلريات العامة يف األنظمة السياسية: كرمي كشاكش.د -)5(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 14: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

14

.املقصود مببدأ املشروعية: لثايناملطلب ايعد مبدأ املشروعية عند القانونيني أحد الضمانات القانونية التقليدية حلماية احلقوق

خضوع الدولة بكافة سلطاا التشريعية والتنفيذية : "واحلريات الشخصية ويقصدون به .)6("والقضائية للقانون

توافق تصرفات املواطنني مع فجعله شامال أيضا لوقد توسع بعضهم يف مضمونه احترام احلكام واحملكومني لقواعد القانون : القواعد القانونية السائدة يف الدولة، فهو عندهم يعين

القائمة يف بلد ما وسرياا عليهم سواء يف عالقة األفراد بعضهم ببعض، أم يف عالقات هيئات ليت تصدر عن سلطات الدولة الدولة ومؤسساا، فاملشروعية تفترض توافق التصرفات ا

.)7(ومواطنيها مع القواعد القانونية فيها

وجيعلوما " سيادة القانون" اصطالحهذا ويطلق بعض فقهاء القانون على هذا املبدأ غري متطابقني، وأن التعبري عن االصطالحنيمترادفني مبعىن واحد، بينما يرى آخرون أن

ه خلط، ألن القانون الوضعي هو من صنع اإلنسان، فال سيادة القانون في باصطالحاملشروعية يعقل أن يتسيد عليه وهو من صنعه، مث إن بعض النظم الوضعية جتعل السيادة للشعب، ومن غري

.)8(املعقول أن يكون الشعب سيدا ومسودا يف ذات الوقتاملشروعية والذي يعين خضوع الدولة اصطالحهذا من جانب ومن جانب آخر فإن

سيادة " اصطالحانون هو مبدأ قانوين قصد به محاية حقوق األفراد ضد حتكم السلطة، أما للقفينبثق من فكرة سياسة دف إىل جعل السلطة التشريعية يف الدولة يف مرتبة أعلى من " القانون

.)9(السلطة التنفيذية بل ومهيمنة عليها، فإن "سيادة القانون"و" املشروعية" االصطالحنيوأيا كانت درجة التوافق بني

التشريع اإلسالمي ال يعرف شيئا من مثل هذا اخلالف، وال جيد مشكلة يف حتديد مفهوم السيادة أو املشروعية ذلك ألن السيادة يف اإلسالم إمنا هي لشرع اهللا تعاىل، الذي أوجب إقامة

.55طرق انتهاء والية احلكام يف الشريعة اإلسالمية والنظم الدستورية، ص : كايد قرعوش.د -)6( .511احلرية الشخصية يف مصر، ص : عبد اهللا حسني.د -)7( .513، 512املرجع نفسه، ص : عبد اهللا حسني.د -)8( .379، 378السياسية املعاصرة، ص احلريات العامة يف األنظمة : كرمي كشاكشي.د -)9(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 15: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

15

ا تتعلق سيادا بسيادة التشريع الدولة وجهازها احلاكم، فالدولة يف نظر اإلسالم منذ نشأاإلسالمي نفسه، إذ هو املهيمن عليها وعلى احملكومني على السواء، وهو الذي قرر احلقوق لكل منهما، فقد أعطى للدولة حق الطاعة على الرعية كما أعطى الرعية حقها على الدولة يف

.تنفيذ شرع اهللا فيهاالذي يرى يف الدول وتأسيسا على هذا فالدولة ليست مصدرا للتشريع على النحو

األخرى، اليت حتدد أنظمتها وقوانينها بإرادا الذاتية بل الدولة يف اإلسالم حمكومة بالتشريع الذي أقامها، ومقيدة مببادئه العامة ومقاصده األساسية، غري أنه مثة سلطة للتشريع قد منحها

لتها خاصة كانت أم عامة، وهي اإلسالم للمجتهدين ليتولوا استنباطا األحكام التفصيلية من أد .)10(، ويف دائرته غري خارجة عنه وإال كانت باطلةاإلهليسلطة تعترب من مقتضيات التشريع

.مفهوم املشروعية يف التشريع اإلسالمي: املطلب الثالثإن املشروعية والسيادة يف النظام اإلسالمي كلمتان مبعىن واحد ينم عن ضرورة

ني لألحكام الشرعية، حبيث ينشأ منط من املطابقة بني التصرف الذي خضوع احلكام واحملكوم .يقوم به الفرد أيا كانت مرتلته السياسية وبني هذه األحكام

وعليه فإن مفهوم مبدأ املشروعية يف التشريع اإلسالمي وإن اتفق مع مفهومه عند تصرفات مع القواعد القانونيني يف الشكل من حيث قيامه على أساس فكرة اخلضوع وتوافق ال

القانونية السائدة يف الدولة، إال أنه خيتلف معه يف اجلوهر، ذلك أن اخلضوع يف التشريع إن احلكم إال : "اإلسالمي ال يكون إال لقواعد قانونية مستمدة من شرع اهللا عمال بقوله تعاىل

تتخذه الدولة وتتبناه، اجتهادي، فشرع اهللا وأمره هلما اهليمنة العليا على كل قانون )11("هللاظلت الشريعة اإلسالمية بالنسبة هلا متثل احنرفتوالتاريخ اإلسالمي دل على أن الدولة مهما

املشروعية العليا اليت حيتاج كل حاكم كما حيتاج كل جمتهد ومفكر إىل أن يربر أعماله ومواقفه .أمامها

.343، 342خصائص التشريع اإلسالمي يف السياسة واحلكم، ص : فتحي الدريين.د -)10( ".57"اآلية : سورة األنعام -)11(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 16: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

16

اإلسالم دين "نصت على أن ويف الوقت احلاضر جند أن دساتري بعض الدول العربية قد، وحبسب قواعد تفسري النصوص، فإن هذا النص الدستوري يعين أن اإلسالم أعلى )12("الدولة

للدولة وأحكامه متثل النظام العام فيها، غري أن واقع التطبيق العملي يف تلك الدول، يدل على )13(يرى بعض املعاصرينأن هذا النص الدستوري غري مؤثر يف التشريعات اليت تصدر فيها لذا

أن مثل هذا النص الدستوري ال يترتب عليه التزام على الدولة بتطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية، وما هو إال مبثابة حتية كرمية للعقيدة الدينية اليت تدين ا األغلبية، أو هو مبثابة كفارة

.عااتقدمها الدولة لعدم التزام أحكام الشريعة اإلسالمية يف تشريوجتنبا ملثل هذا االنتقاد نصت دساتري دول عربية على أن اإلسالم مصدر أساسي

.للتشريع وهو ما ذهب إليه كذلك املشرع اجلزائريغري أنه قد أخذ على هذا النص أنه يقضي جبواز أخذ التشريعات من مصدر آخر غري

ييدا لسلطة الدولة يف التشريع بل اإلسالم، لذا اقترح بعض الباحثني حتقيقا ملبدأ املشروعية وتقمثل هذه النصوص الدستورية بنصوص أكثر وضوحا ينص استبدالشرعيتها الستمراروضمانا

".أا مصدر التشريع"أو " الشريعة هي املصدر الوحيد للتشريع"فيها بصراحة على أن

).األردن، العراق، املغرب(الدستور اجلزائري، وبعض الدساتري العربية منها -)12(عبد اهللا الكـبالين يف كتابـه القيـود .ونقله عن د 3زمة الفكر السياسي يف العصر احلديث ص ألستاذ عبد احلميد متويل يف كتابه أاهو -)13(

.114الواردة على سلطة الدولة يف اإلسالم وضماناا ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 17: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

17

:اخلالصةلية يرى فقهاء وكخالصة هلذا املبحث فإنه لكي يتحقق مبدأ املشروعية بصورة عم

القانون أنه البد من إخضاع القوانني الصادرة يف الدولة لنوع من الرقابة من قبل جهاز مستقل ، والقضاء هو اجلهاز املؤهل )الدستور(للتأكد من مدى موافقة هذه القوانني للمبادئ العامة

واألهواء، حبيث يكون هلذه الغاية نظرا ملا يتصف به من استقاللية يف األداء وبعيدا عن الرتوات هليئة قضائية مثل القضاء العادي أو اإلداري، أو هليئة خاصة مثل احملكمة الدستورية، حق النظر فيما إذا كانت القوانني الصادرة يف الدولة خمالفة للدستور، فتقضي بعدم مشروعيتها، وبدون

ن، بل إن هذه الرقابة هذه الرقابة يكون مبدأ املشروعية عدمي الفائدة وفارغا من أي مضموتشكل يف حد ذاا ضمانة حلماية احلقوق واحلريات، ألا تدفع السلطة املشرعة يف الدولة إىل التروي واإلحتياط فيما تصدره من قوانني فيها مساس باحلقوق واحلريات، ولعلمها بأن تلك

لة ثبوت خمالفتها للمبادئ إبطاهلا من قبله يف حا احتمالالقوانني ستخضع إىل رقابة القضاء وإىل .الدستورية

وإذا كان هذا هو احلال من أجل صيانة وحتقيق مبدأ املشروعية يف القانون الداخلي، فإن مبدأ املشروعية يف القانون الدويل يتطلب تنسيق يكتفي بتجنيد التعاون بني الدول وملا

فيما بينها يتم وفقا إلرادا، كانت هذه الدول ال ختضع إىل أي سلطة تعلو عليها، فإن اتصاهلاوتبقى كل واحدة منها صاحبة السيادة يف تقدير مدى حقوقها بشكل واحد، ومبا أا تتجه حنو

.)14(جترئة مصاحلها الرئيسية إىل قيم مقدسة، فإن السلم يصبح أمرا غري مضمون

.2رينه جان دوبوي، ترمجة الدكتور مسوحي فوق العادة، منشورات عويدات، ص -)14(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 18: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

18

.مفهوم احلرب: املبحث الثاينأسباا ودوافعها على مر التاريخ، يقول ابن احلرب ظاهرة اجتماعية قدمية وقد تعددت

اعلم أن احلروب وأنواع املقاتلة مل تزل واقعة يف اخلليقة منذ رآها اهللا، : "خلدون يف ذلكوسبب هذا ... وأصلها إرادة االنتقام بعض البشر من بعض ويتعصب يف كل منها أهل عصيبته

، وإما غضب هللا ولدينه، وإما غضب للملك اإلنتقام يف األكثر إما غرية ومنافسة، وإما عدوان .)15("وسعي يف متهيده

يقرر ابن خلدون يف هذا القول بأن احلرب ظاهرة قدمية يف اخلليقة وأصل احلرب هو إرادة االنتقام والتعصب، أما أسباب االنتقام فهي متعددة، إما غرية ومنافسة بني القوى املتنازعة

ل اهللا ودفاع عن العقيدة اإلسالمية، وإما سعي لتوطيد امللك أو املتصارعة وإما اجلهاد يف سبيأي السلطة واإلمساك بالسيادة والثروات كما ميكن أن تكون من أجل السيطرة على السلطة

. وإبعاد اخلصوم عنها لالستئثار مبنافعها ونفوذهانحو وعلى هذا اختلف مفهوم احلرب بني الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل على ال

:التايل .مفهوم احلرب يف اإلسالم: املطلب األول

إذا كان علماء القانون وشراحه منذ القدم خيتلفون يف مشروعية احلرب، فإن الواقع قد جتاوز هذا اإلختالف ليقرر وقوعها، مما حدا بأولئك الشراح أن يضعوا هلا ميثاقا ونظاما وقانونا

ل وليدا صغريا، إذا ما قيس مببادئ اإلسالم يف تنظيم لضبطها وبيان سياستها، وإذا كان ال يزا: احلرب وسياستها، وعلى هذا فإن كلمة احلرب يف اإلسالم وردت بثالث مصطلحات هي

القتال، احلرب واجلهاد وسنرى مضامني هذه املصطلحات كل على حدا وذلك على النحو :التايل

.270عبد الرمحن ابن خلدون، املرجع السابق، ص -)15(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 19: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

19

.القتال: الفرع األولالروح عن اجلسد كاملوت، لكل إذا اعترب بفعل املتويل القتال أصله القتل أي إزالة

مبعىن ) القتل(وتستعمل كلمة . )16( )موت: (، وإذا اعترب يفوت، احلياة يقال)قتل: (لذلك يقالى تح موهلاتقو«احملاربة وحتري القتل : الدعاء على الشخص كأن يقال قاتله اهللا، واملقاتلة هي

، والقتل يطلق على العدو، وأصله املقاتل، وجاء القتل يف القرآن الكرمي مبعىن )17(»ةنتف ونكت ال .الوأد والنهي عن تضييع الربز بالعزلة ووضعه يف غري موضوعه

كما أطلق القرآن القتل أيضا على النهي عن شغل األوالد مبا يصدهم عن العلم وحتري عن اآلخرة يف حكم األموات، وقد وصفه ما يقتضي احلياة األبدية، إذا كان اجلاهل والغافل

.)18(»ات غري أحياءومأ«: بذلك يف قوله تعاىلوإذا تتبعنا استعمال القرآن الكرمي لكلمة القتل ومشتقاا وجدناه ال يستعملها كثريا

هرك وهو التالق مكيلع بتك«: مبعىن العمليات احلربية ضد األعداء مثلما جاء يف قوله تعاىل ملعاهللا يو مكل رش وها وئيوا شبحت نى أسعو مكل ريخ وها وئيوا شهركت نى أسعو مكلأونتال م تلع19(»ونم(.

.احلرب: الفرع الثاين :وردت لفظة احلرب ومشتقاا يف القرآن الكرمي يف ستة مواضع هي

ا يقرفتوضرارا وكفرا ا دجسوا مذختإ ينذالو«: قال اهللا تعاىل: ورة التوبةيف س -1بيال نمؤنمني إورصادا ملن حارب اهللا ورسوله مق نلبو ،ليفلحأ نإ نراحل الإ ندساهللا و ى نيشهأ دنهكل ماذ20(»ونب(.

.104عثمان مجعة ضمرية، منهج اإلسالم يف احلرب والسالم، ص .د -)16( .193سورة البقرة اآلية -)17( .عن املرجع السابق 393مفردات الراغب ص -)18( .216سورة البقرة اآلية -)19( .107سورة التوبة اآلية -)20(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 20: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

20

هولسراهللا و ونبارحي ينذال اءزا جمنإ«: قال اهللا تعاىل: يف سورة املائدة -2ويسعاأل يف نوف ضرسنا، أاد قيوا، ألتو يلصوا أبو طقتأ عيديهم أورجهلم من الخأف ،و يفنوا ماأل نذ، ضرلل كهم خزيف ي الدنيلا، وهاآل يف مخرة ذعاب عظ21(»يم(.

نا إبرال نم يقا با مورذوا اهللا وقتوا إنمآ ينذا الهيا أي«: قال اهللا تعاىل: يف سورة البقرة -3 .)22(»هولسراهللا و نم برحوا بنذأوا فلعفت مل نإ، فنينمؤم متنك

ينالذ متيقا لذإف«: قال اهللا تعاىل: -صلى اهللا عليه وسلم- يف سورة حممد -4ى تح ،اءدا فمإو دعا بنا ممإ، فاقثوا الودشف موهمتنخثا أذى إتح ابقوا الربراضوا فرفكتضاحل عرأ بوزار23(»اه(.

بري احلا فاروا ندقوا أملك...«: قال اهللا تعاىل عن اليهود: من سورة املائدة -5 .)24(»ا اهللاهأفطأ

نم مهب درشف بري احلف مهنفقثا تمأف ...«: قال اهللا تعاىل: من سورة األنفال -6فلخه25(».... م(.

ونالحظ أن كلمة احلرب جاءت مبعىن القتال يف القرآن الكرمي وأن القرآن الكرمي مل ، وإذا "اجلهاد يف سبيل اهللا"يتخذ منها مصطلحا شائعا وإمنا استعمل مصطلحا أكثر شيوعا وهو

".اجلهاد يف سبيل اهللا"ورد يف القرآن الكرمي مصطلح احلرب أو القتال إمنا يقصد به

.33سورة املائدة اآلية -)21( . 279، 278سورة البقرة اآلية -)22( .04سورة حممد اآلية -)23( .67سورة املائدة اآلية -)24( .57سورة األنفال اآلية -)25(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 21: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

21

.اجلهاد: لفرع الثالثا .الطاقة واملشقة، واجلهاد وااهدة: اجلهد واجلهد :اجلهاد لغة

: اجلهاد إصطالحاقتال مسلم كافر غري ذي عهد إلعالء كلمة اهللا أو : اجلهاد: "عرفه املالكية بقوهلم .)26("حضوه له أو دخوله أرض له

والكفار الذين ال عهد هلم لغرض فاجلهاد عند املالكية هو القتال الدائر بني املسلمنيإعالء كلمة اهللا وسيادة احلق والعدل ال د وال ملغنم وال إشباعا لشهوة التسلط والتوسع، إما دفاعا لعدو غاز أو نشر لرسالة اإلسالم إذ صد العدو الناس عنها ومنع الدعاة من الوصول

.إليهم أو فنت املؤمنني بقوة احلديد والنارهو بذل الوسع يف القتال يف سبيل اهللا مباشرة : "األحناف اجلهاد بقوهلموقد عرف -

.)27("أو معاونة ملال أو لرأي أو تكثري سواد .)28("هو بذل الوسع إلعالء كلمة اهللا: "وعرف احلنابلة اجلهاد -

:أنواع اجلهاد :جهاد النفس -1

ى جهاد األعداء يكون مبصارعة اإلنسان نفسه إذ مالت بالسوء والشر وهو مقدم عليف اخلارج، إذ ال يستطيع املؤمن اخلروج اهدة أعدائه ما مل يكن جماهدا لنفسه متغلبا على

ااهد من جاهد نفسه، واملهاجر : "-صلى اهللا علية وسلم-شهواته وأهوائه، ويف هذا يقول .)29("من هجر ما ى اهللا عنه

. 2، ص 2ج: علي الصعيدي العدوي-حاشية العدوي-)26( .4299، ص 4بدائع الضائع يف ترتيب الشرائع، ج: عالء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساين -)27( .2، ص 2حاشية العدوي ج–اإلمام علي العدوي -)28( .253، ص 2أخرجه الترميذي وابن حبان، الفتح ج -)29(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 22: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

22

:جهاد الكلمة -2اإلنسان أمام سلطان ال حيب أن يسمع لكلمات وهو يشمل كل كلمة حق يقوهلا

أفضل اجلهاد كلمة حق عند : "- صلى اهللا عليه وسلم-احلق، ويف ذلك يقول رسول اهللا وذلك )31(»... نقيافناملو ارفالك داهج يبا النهيا أي«: ويقول اهللا تعاىل، )30("سلطان جائر

.)32(»اريبا كادهج هب مهداهج«: هم، كما قال يف آية أخرىبالقول البليغ إلقامة احلجة عليويشمل اجلهاد بالكلمة كل جهد عقلي وعملي وإقامة احلجة عليهم وكل جهد علمي وفكري يستهدف بيان أحكام اإلسالم وتعليمها للناس كما يشمل األمر باملعروف والنهي عن

.املنكر :جهاد العمل -3

، )33(»هسفنل داهجا يمنإف داهج نم«: اخلري، كما يف قوله تعاىلوذلك يكون بفعل ، )34(»انلبم سهنيدهنا لينوا فداهج ينالذو«: أي يعمل اخلري فإمنا يعمل لنفسه، وكقوله تعاىل

).هللا عز وجل(أي الذين عملوا لنا :جهاد املال -4

تفراغ الوسع، فإن مما ميكن أن يكون يف وسع املسلم هو أن وإذا كان اجلهاد هو إسينفق من ماله يف سبيل اهللا تعاىل للنفقة على ااهدين ويئة العتاد هلم أو أن خيلف من يعولوم خبري ونفقة، وقد حث اإلسالم كثريا على إنفاق املال يف سبيل اهللا تعاىل، ورغب يف ذلك بكثري

القرآنية، ومن ذلك اعتباره عدم اإلنفاق والبخل باملال إلقاء باليد إىل من الوسائل واألساليب ينداهجامل اهللا لضف«، )35(»ةكلهى التلإ ميكديأوا بقلت الو اهللا يلبي سوا فقفناو«: التهلكة

.)36(»ةجرد ينداعى القلع مهسفنأو مهالومأب

.208، ص 1أخرجه إبن ماجة، الفتح ج -)30( .73سورة التوبة اآلية -)31( .16-52سورة الفرقان اآلية -)32( .02سورة العنكبوت اآلية -)33( .52سورة العنكبوت اآلية -)34( .195سورة البقرة اآلية -)35( .95سورة النساء اآلية -)36(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 23: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

23

من هذا العرض السريع ملستويات اجلهاد وأنواعه نتبني أن كلمة اجلهاد مصطلح وإسالمي شامل للجهاد بالنفس واملال واللسان كما أنه قد يكون جهادا للنفس وجهادا لألعداء، فهو يتضمن من املعاين واإلحياءات ما ال جنده يف كلمة أخرى، وعند إطالق هذه الكلمة يف هذا

إستفراغ والطاقة يف مدافعة األعداء وقتاهلم مباشرة أو معاونة مبال أو برأي "ين ا البحث فإمنا يع .)37("أو تأشري سواء أو غري ذلك

فهذه الكلمة اجلهاد، تستعمل مبعىن احلرب عند بقية األمم ولكننا وجدنا قلة استعمال ول األستاذ أبو كلمة احلرب يف اإلسالم، فهو يستبدل ا لفظا آخر هو اجلهاد ويف ذلك يق

:األعلى املودوديواإلسالم يتجنب الكلمات الشائعة يف دعوته وبيان منهجه العملي، بل يؤثر لذلك "

لغة من املصطلحات خاصة، ألي ال يقع االلتباس بني دعوته وما إليها من األفكار والتصورات ألداء مهمته وتبيني أيضا من الكلمات اليت اصطلح عليها اإلسالم " اجلهاد"الشائعة الرائجة

وغريها من الكلمات اليت تؤدي ) احلرب(تفاصيل دعوته، فأنت ترى أن اإلسالم قد جينب لفظة يف اللغة اإلجنليزية، غري أن لفظة Scruggleمعىن القتال يف اللغة العربية، واستبدل ا بكلمة

ذي أفضى لإلسالم إىل أن اختار اجلهاد أبلغ منها تأثريا وأكثر منها إحاطة باملعىن املقصود، فما ال .هذه الكلمة اجلديدة صارفا وجهه عن الكلمات القدمية الرائجة؟

) War(الذي أراه وأجزم به، أنه ليس لذلك إال سبب واحد وهو أن لفظة احلرب كانت وال تزال تطلق على القتال الذي يشب هليبه وتستعر ناره بني الرجال واألحزاب

أغراض ذاتية، والغايات اليت ترمي إليها أمثال هذه احلروب ال تعدو والشعوب ملآرب شخصية وأن تكون جمرد أغراض شخصية أو اجتماعية، ال تكون فيها رائحة لفكرة أو انتصار ملبدأ، ومبا أن القتال املشروع يف اإلسالم، ليس من قبيل هذه احلروب مل يكن له بد من ترك هذه اللفظة

م ال ينظر إىل مصلحة أمة دون أمة، وال يقصد إال النهوض بشعب البتة، فإن اإلسال) احلرب(دون شعب، وكذلك ال يهمه يف قليل وال كثري أن متلك األرض، وتستويل عليها هذه اململكة

وحتقيقا هلذه الغاية السامية يريد اإلسالم أن ... أو تلك، وإمنا مه سعادة البشر وفالحهم ميكن استخدامها إلحداث انقالب عاملي شامل ويبذل الوسائل اليتويستخدم مجيع القوى

.141، ص 4حاشية ابن عابدين، ج -)37(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 24: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

24

اجلهاد املستطاع للوصول إىل هذه الغاية العظمى، ويسمى هذا الكفاح املستمر، واستنفاذ فاجلهاد كلمة جامعة تشمل مجيع أنواع " اجلهاد"القوى البالغ استخدام شىت الوسائل املستطاعة

أن تغيري وجهات أنظار الناس وتبدل : إذا قلتالسعي وبذل اجلهد وإذا عرفت هذا فال تعجب ميوهلم ونزعام وإحداث انقالب عقلي وفكري بواسطة مرهفات األقالم من أنواع اجلهاد، كما أن القضاء على نظام احلياة العتيقة اجلائرة حيد السيف، وكذلك بذل األموال وحتمل

".)38( "اجلهاد العظيم"املشاق ومكابدة الشدائد أيضا فصول وأبواب مهمة من كتاب اجلهاد يف "وبعد هذا البيان للمصطلحات الثالث جند أن األفضل هو استعمال كلمة

، وأن استعمال كلمة احلرب يف املعىن نفسه دون أن حنملها املعىن اليت قد تظهر "سبيل اهللاغري لبعضهم من املطامع والشرور واألهواء اليت تدفع للقتال أي حتمله كلمة احلرب عند

.)39(املسلمني .مفهوم احلرب يف القانون الدويل: املطلب الثاين

صراع مسلح بني دولتني أو فريقني من الدول "عرفت احلرب عند القانونيني بأا -صراع مسلح بني دولتني أو أكثر ينظمه القانون الدويل "أو هي " إلاء العالقات السلمية بينهم

، وهو ذا ال يزال تعريفا مائعا "احل الوطنية للدول املتحاربةويكون الغرض منه الدفاع عن املص .)40( حيوطه الغموض

أو . تنصرف احلرب إىل صراع مسلح أطرافه الدول"كما جاءت يف تعريف آخر -غريها من أشخاص القانون الدويل العام األخرى، يكون الغرض من ورائه حتقيق مصاحل ذاتية

إىل قيام حالة حرب وما تستتبعه من تطبيق قانون الرتعات خاصة ا، مىت اجتهت إرادا .)41("املسلحة الدولية

.14، 13رسالة اجلهاد أليب األعلى املودودي، ص -)38( .109عثمان مجعة ضمرية، منهج اإلسالم يف احلرب والسالم ص -)39(مجعـة يف كتاب منهج اإلسالم يف احلرب والسـالم لعثمـان 217والثاين حممد حافظ غامن ص 215التعريف األول لسامي جنية ص -)40(

.108ضمرية ص (41 -) Charles rousseau: le droit des conflits armés, paris: pédone, 1983, P 07.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 25: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

25

عرفت احلرب كذلك أا الوسيلة النهائية من وسائل اإلكراه اليت تلجأ إليها الدول -حلل منازعاا إن مل تفلح الوسائل السلمية يف فض الرتاع، كاملفاوضات والتدخل الفردي

.وفيق والتحكيموالوساطة والتحقيق والتوتعرف احلرب يف القانون الدويل العام بأا صدام بني قوتني مسلحتني لدولتني -

متنازعتني، وهنا ميكن أن خيضع القتال لقواعد احلرب الدولية كما نصت عليها املواثيق الدولية مشروعة يف حالتني أصطلح عليهما القانونيون حول مدى مشروعية احلرب، وتكون احلرب

:دوليون ومهاال .دفاع عن النفسالواقع بالفعل، ك اعتداءأن تكون احلرب دفاع -1أن تكون احلرب حلماية حق ثابت لدولة ما انتهكته دولة أخرى دون مربر وذلك -2

.)42(كجزاء حلماية هذا احلقومن خالل التعريف األخري ميكن القول أن القانون الدويل قد فرق بني نوعني من

:على النحو التايلاحلرب وذلك .احلرب غري املشروعة: الفرع األول

وهي االعتداء رغبة يف السيطرة وبسط النفوذ، وهذه ال تقرها االتفاقيات الدولية وتسميها احلرب غري العادلة، وكذلك هو احلال يف الفقه اإلسالمي الذي أساسه العدالة وغايته

ينهاكم اهللا ال«تعاىل يف معاملة غري املسلمني إعالء كلمة احلق دون ظلم أو طغيان، يقول اهللا مهيلوا إطسقتو موهربت نأ مكاريد نم موكجرخي ملو يني الدف مكعن الذين لم يقاتلو

اهللاو يحسقامل بطإني ،نما ينم اهللااكه الذ نعق ينوكلاتم فيني الد أوخروكجم من دكاريم ظواهرى إلوا عخكاجرنأ م تلووهم ومن يتلوهولأف مئك هالظ مال43(»ونم(.

باسمويتضح مما سبق أن احلكومات أيا كان نوعها هي من ختلق أسباب احلروب ل لقبوهلا، فجميع احلكومات تتمسك حبق السيادة الكاملة وتأىب أن الوطن فتدعو هلا ويئ العقو

.تعترف ألية هيئة دولية بأية سلطة أكرب منها

.72املبادئ األساسية للعالقات الدولية والدبلوماسية وقت السلم واحلرب، سعيد حممد أمحد بناجة، ص -)42( .9-8سورة املمتحنة اآليتان رقم -)43(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 26: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

26

وفيه تعهدت الدولة 1928سنة (وملا أصدرت الواليات املتحدة مع فرنسا ميثاق احلرب كوسيلة حلل املنازعات الدولية، أبدت بعض الدول باستنكاراملشتركة يف امليثاق

" مصاحلها احليوية"فظات قبل التوقيع ومن هذه التحفظات يظهر أثر متسك الدول مبا تسميه حت .)44(يف عرقلة مساعي السلم العام وفتح الباب أمام حرب غري مشروعة يف أهدافها ووسائلها

.احلرب املشروعة: الفرع الثاينبوسائل منظمة احلرب املشروعة العادلة يف االتفاقيات الدولية هي تلك اليت تدار

وقواعد قانونية، تلتزم ا الدول األطراف يف الرتاع، وكذلك الدول احملايدة، وقد وضعت هذه القواعد للتخفيف من ويالت احلروب وشرورها نظرا ألن احلرب ال ميكن استنكارها أو

اليت استبعاد حدوثها، ويدعى القانونيون بأن احلرب هي اليت تنظمها االتفاقيات الدولية هي تكون بناءا على طلب منظمة دولية إلجراء بوليسي أو تأدييب، وكذلك حاالت نشوب احلرب

.)45(خلالفات معينة بني الدول وألسباب عادلةوهذا القانون مكتوب يف أغلب حالته بسبب كثرة االتفاقيات الدولية املتعلقة بتنظيم

بحرية، وإعالن بترسبورغ يف واخلاص باحلرب ال 16/04/1856احلرب مثل إعالن باريس يف .واخلاص باستخدام الغواصات الربية والبحرية واجلوية بالتفصيل 19/11/1936

املتعلقة ببدء احلروب واليت 03كما نصت املادة األوىل من االتفاقية الدولية رقم - :عقدت بالهاي إثر تبىن املؤمتر الثاين للسالم على ما يلي

تفاقية تعترب أن احلروب اليت تنشب بينها جيب أال تبدأ أن الدول املوقعة على اال -بدون إنذار مسبق وواضح، إما بشكل بيان إعالن حرب أو باإلنذار مع إعالن مشروط باحلرب، وهكذا فإن تطبيق االتفاقية حمصور بني الدول املوقعة عليها ومنه فإن احلرب اليت تنشأ

قعة عليها ودول غري موقعة عليها ال تستلزم إصدار بني الدول غري املوقعة عليها أو بني دول مو .بيان بإعالن احلرب

.47نظرية احلرب يف الشريعة اإلسالمية، ص : حممد أبو شريعةإمساعيل إبراهيم .د -)44( .84، 83املبادئ األساسية يف العالقات الدولية وقت السلم واحلرب، مرجع سابق، ص -)45(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 27: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

27

.مقارنة بني مفهوم اجلهاد يف الشريعة واحلرب يف القانون الدويل: املطلب الثالثاحلرب هي أقصى صور التنافس البشري، فهي صراع دموي بني إرادتني تبغي / أوال

.ومحلها على التسليم هلا مبا تريدكال منها التغلب على األخرى وحتطيم مقومتها احلرب إذا ميكن أن تكون حمقة أي ميكن أن تكون باطلة، وميكن أن تكون عادلة أو "

.)46("ظاملة ومشروعة وغري مشروعةلفظة احلرب حتمل معىن الصراع والتناحر لالستيالء : "ويقول الدكتور إمساعيل إبراهيم

.)47("على ما ميلكه الغرياحلرب وسيلة من وسائل العنف تلجأ إليها الدول حلل ما يقوم : "حيليويقول وهبة الز

.)48("بينها من املنازعات أو سعي وراء حتقيق غاية أو مطمع سياسي أو إقليميأما اجلهاز فال يوصف بالصفات السابقة الختالف الدوافع أساسا واملنطلقات ومن

ء كلمة اهللا ودفع الظلم ورد العدوان كانت له غايات مشبوهة فليس جماهدا فالغاية منه إعالوجه اهللا وأطاع ابتغىفأما من : الغزو غزوان: "ونصرة املستضعفني يف األرض قال اإلمام مالك

اإلمام وأنفق الكرمية واجتنب الفساد فإن نومه ونبهته أجحر كله، وأما من غزى ضياء ومسعة .)49("وعصى اإلمام وأفسد يف األرض فإنه مل يرجع بالكفاف

احلرب مقصورة على العمليات العسكرية القتالية البحتة أما اجلهاد فيطلق على / ثانياكل جمهود خريي بوجه اهللا، فجهاد النفس بترويضها على التزام احلق والشرع جهاد، وجماهدة الشيطان يف عدم الرضوخ لتظليله وجه وسبيله، وهناك وسائل للجهاد غري السيف كاجلهاد

: يري املنكر باللسان، وكلها بشرط النية اخلالصة ال قصد مغامن، قال اإلمام ابن قيمبالكلمة، تغ .)50("فاجلهاد أربعة مراتب، جهاد النفس، جهاد الشيطان، جهاد الكفار وجهاد املنافقني"

.201، ص 1اجلهاد واحلقوق الدولية العامة يف اإلسالم، ط: ظافر القامسي.د -)46( .187احلرب يف الشريعة اإلسالمية، ص نظرية : إمساعيل إبراهيم حممد أبو شريعة.د -)47( .37آثار احلرب، ص : وهبة الزحيلي.د -)48( ...، ص3اإلمام مالك املدونة الكربى، ج -)49( .09، ص 3زاد املعاد، ج: ابن القيم -)50(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 28: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

28

فقد كان اجلهاد يف صدر اإلسالم مقتصرا : "وقال الدكتور حممد سعيد رمضان البوطيالصمود يف سبيلها للمحن والشدائد مث شرع إىل جانبها مع بدء على الدعوى السلمية مع

اهلجرة القتال الدفاعي أي رد كل قوة مبثلها مث شرع بعد ذلك قتال كل من وقف عقبة يف .)51("طريق إقامة اتمع اإلسالمي

.170فقه السرية، ص : حممد سعيد رمضان اليوطي -)51(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 29: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

29

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 30: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

30

مقتضياته ميثاق الشك أن حظر اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية الذي أرسى ، ومبقتضى املادة الثانية 1945األمم املتحدة الذي جاء اعتماده يف السادس والعشرون من يونيو

منه مل يكن هو هنا إال الثمرة الذي قد توجها تطور وضعي تارخيي قد تأثر يف جله 04فقرة قد أفرزته كلتيهما من مشروعية احلرب ذاا، ومبا) املسيحية واإلسالم(مبوقف تلك الشريعتني

.يف تطورمها التارخيي بني احلرب العادلة من جانب واحلروب غري العادلة من جانب آخرفواقع األمر أن ذلك التمييز الذي قد شيده اإلغريق والرومان وأرسى دعائمه الفقه

ن الكنسي منذ القرن الرابع امليالدي، ووضع من بعد اإلسالم أسس نظريته العامة، ما لبث وأتلقفته حقيقة أباء القانون الدويل املعاصر، إذ بايع بصفة خاصة ذلك التمييز وباملفهوم الذي خلفه القديس أوغسطني، كل من الفقيه اإلسباين فرانسيسكو سواريز والفقيه اهلولندي هو

.)52(جودي جروسيوسغري التقليدي وقد تأثر وال شك أباء القانون الدويل مبا قد خلفه هنا تارة الفقه الكنسي

ومبا أرسته تارة أخرى الشريعة اإلسالمية وسوف نتناول هنا تباعا مشروعية احلرب يف ظل :الشريعة اإلسالمية مت يف ظل قواعد القانون الدويل الوضعي وذلك على النحو التايل

(52 -) le barons korff introduction a l'histoire du droit international tome I 1923. vol. I pp-5- 16.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 31: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

31

.احلرب املشروعة يف الشريعة اإلسالمية: املبحث األولبسببها احلروب يف املاضي واحلاضر، ما بني أسباب تتعدد األسباب اليت تشتعل

سياسية، وأغراض اقتصادية ومصاحل إستراتيجية أو حيوية حيث يضع كل خصم نصب عينيه حتقيق مصاحله اخلاصة بصرف النظر عن الضرر الذي يلحق بالطرف اآلخر، لكن على العكس

ما رفيعة، بعيدا عن األنانية من هذا كله تضع الشريعة اإلسالمية للحروب أهدافا عليا، وقيواملصلحة، فالباعث على اجلهاد هو رد العدوان أو احملافظة على جهاد املسلمني، أو لرفع ظلم احلكام الذين يقفون يف طريق الدعوة اإلسالمية ويصدون الناس عنها حىت يقضي على الفتنة يف

.وتسود مبادئ العدل واخلري والفضيلة الدين .الرسالة اإلصالحية الكربى اليت البد منها لصاحل الشعوب مجيعاألن اإلسالم هو

وبالنظر إىل تطور مفهوم احلرب منذ القدم جند أن اجلهاد يف اإلسالم اختذ مركزا خاصا يف تنظيمه الشرعي، ألن القانون والدين واحد، فالقانون يقرر الطريق لتحقيق األغراض

القبول، ولكن اإلسالم ال يعرف ما تطورت إليه احلرب الدينية، والدين يزود القانون بالرضى و .اليوم، أكثر من أا جمرد ظاهرة لدفع خطر العدو إىل أعمال عنيفة ال مربر لشنها .وسوف نتناول أسباب احلرب يف الشريعة اإلسالمية يف أربعة مباحث

.محاية احلرية الدينية: املطلب األولينبغي تلمسها يف اإلسالم ذاته ودوره يف هذه الواقع أن بواعث اجلهاد يف اإلسالم

األرض وأهدافه العليا اليت قررها اهللا عز وجل ورسوله الكرمي لتحقيقها، فهذا الدين هو إعالن يلو اهللا«عام لتحرير اإلنسان يف األرض من العبودية للعباد كما قال عز وجل يف كتابه العزيز

الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم نم همجرخوا ينآم ينالذ نملى الظلإ ورالنمومن العبودية هلواه، وذلك بإعالن ألوهية اهللا وحده سبحانه )53(»... ات ،

هللا يف األرض كما يف قوله عز وتعاىل وربوبيته للعاملني، أي حتطيم مملكة البشر إلقامة مملكة ا .)54(»هلإ ضري األفو هلإ اءمي السي فالذ وهو«وجل

.257اآلية سورة البقرة -53)( .74سورة الزخرف اآلية -54)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 32: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

32

وعملية حترير اإلنسان من العبودية لغري اهللا تشمل صورا وأشكاال عدة، سواءا كانت األخالق يف االعتقاد التصوري، أو أداء الشعائر واملناسك أو احلكم والتحاكم، أو تلقي القيم و

والشرائع، أو اخلضوع للظلم واالستغالل، وألن اإلسالم ليس عقيدة نظرية حمضة أو فكرة فلسفية صرفة ولكنه عقيدة حية إجيابية فاعلة باإلضافة إىل أنه شريعة تعبدية، لذلك فقد كان يف

ألرض بغري غاية الواقعية يف تعامله مع الواقع الذي واجهه، إذ ال ميكن أن يتنازل العالون يف ااحلق، واملستعبدون لبين البشر، عن عروشهم وسلطام ومكاسبهم مبجرد الدعوة البيانية أو

.احلجة املنطقية، بل البد أن جيهزوا اجليوش للوقوف يف وجه الدعوى والصد عن سبيل اهللاوملا كان اإلسالم إعالنا حتريريا واقعيا حركيا، مل يكن أمامه بد من أن يتخذ شكل

ليواجه الواقع البشري بكل جوانبه، بوسائل مكافئة لكل " الدعوة"ركة إىل جانب احل .)55(جوانبه

ومن مث مل يكن هناك مناص من استخدام القوة العسكرية لإلطاحة بالنظم الكافرة املتسلطة على رقاب الشعوب حىت خيلي بني الناس وبني دعوته يقبلها من يشاء ويرفضها من

.)56(وط الطواغيت ومؤثراميشاء، بعيدا عن ضغإما التخلي عن : أي أن املسلمني كان عليهم أن خيتاروا بني أحد أمرين مريرين

عقيدم اجلديدة وعن حريتهم، وإما أن يقاتلوا يف سبيل ذلك فلم يكن قتاهلم عدوانا للقضاء الدماء، بل أم على خمالفيهم يف العقيدة بدافع التعصب أو شهوة االنتقام أو التدمري أو إراقة

نى أسع، ومكل هرك وهو التالق مكيلع بتك«: اضطروا كارهني إىل القتال لقوله تعاىلكترهوا شئيا وهو خيكل رم وعنى أس تحبوا شئيا وهو كر لشم اهللاو يلعم أونتال م تلعال جبنا بل وعيا بثقل التبعية وهم مجاعة صغرية يف حميط وثين يكاد يبتلعهم)57(»ونم ،.

فالواقع التارخيي والتطبيقي يؤكد أن الدولة اإلسالمية منذ نشأا، وحالة احلرب مفروضة عليها من قبل الدولتني العظيمتني الفرس والروم، اللتان كانتا تتنازعان السيادة على

، وتستعيدان تلك الشعوب، وتصادران بقسوة حرية العقيدة ولو يف نطاق شعوب العامل القدمي

.28معامل يف الطريق، مطبعة دار الشروق، ص : سيد قطب 55)-( .23، 22، ص 1968اجلهاد، حبث مقدم مع البحوث اإلسالمية املؤمتر الرابع : حممد أبو زهرة -56)( .216رة البقرة اآلية سو -57)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 33: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

33

الدين الواحد، وقد حتفزتا للزحف للقضاء على اإلسالم يف موطنه، حينما فشلت اجلماعات .الوثنية داخل اجلزيرة العربية يف القضاء عليه

ى وقد سجل التاريخ أن القوات اإلسالمية كلما التقت بالقوات املسلحة إلحدكانت تدعوها قبل خوض املعركة إىل قبول أحد األمرين ) الفرس والروم(الدولتني العظيمتني

إما الدخول يف اإلسالم وإما إبرام معاهدة للسالم تكفل حرية األديان وحرية األفراد يف تلك الشعوب وكان رفض هذا الغرض من جانب حكام تلك الشعوب يعد مبثابة استئنافا للحرب

.)58(وليس إعالنا هلا من جانب املسلمني القائمة،وقد أكدت النصوص القرآنية أن قوى الشرك والكفر ال تكتفي بقتال املسلمني عسكريا بسبب الدين إلرغامهم على ترك عقيدم، بل إم يعمدون إىل حرب اإلسالم حربا

تزييفا حلقائقه وتنفريا إيديولوجية، ينفقون فيها األموال ويعبئون هلا الدعاة، تشويها ملبادئه، و مهالومأ ونقفنوا يرفك ينالذ نإ«: لشعوم منه وإستبقاء لسيطرم عليهم، ويقول اهللا تعاىل

ليصدوا عن ف اهللا يلبسسينقفاونث هم ونكت لعهيم حسث ةرم يلغونب الذوفك ينى لوا إرجهنم يحشونر ليميثباخل اهللا يز مالط ن59(»... بي(.

ولذلك كانت احلروب املريرة والطويلة اليت خاضها اإلسالم كان هدفها رفع -أي رفع مجيع القيود " الظلم االقتصادي، االستبداد السياسي والقهر الثقايف"وحتطيم الطغيان

ن ووجدانه وفطرته وعقله، واليت حتول بني اإلنسان والتفاعل والضغوط اليت حتول بني اإلنسا .)60(احلر مع اآليات الكونية والتأمل فيها

وقد وصف القرآن الكرمي حالة التسلط على وجدان الشعوب لصدها عن طريق احلق ن ع ماكنددص نحنأوا فعضتاس ينلذل اوربكتاس ينالذ الق«: وصفا دقيقا يف قوله تعاىل

ركم لوا بربكتسا ينلذوا لفعضتاس ينالذ الق، ونيمرجم متنك لب مكاءج ذإ دعى بداهل .)61(»ااددنأ هل لعجنو اهللاب رفكن نا أنونرمأت ذإ ارهالنو ليالل

.410، 311الشخصية الدولية، املرجع السابق، ص : حممد كامل ياقوت.د -58)( .37، 36سورة األنفال اآلية -59)( .156رودلف بيترز، اإلسالم واإلستعمار، دار شهدة القاهرة، ص -60)( .33، 32سورة سبأ اآلية -61)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 34: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

34

آلية القرآنية نرى أن املستكربين يقررون برباءة شديدة أن فبالنظر إىل مضمون ااملستضعفني قد اختاروا الكفر بإرادم بدون ممارسة أي ضغط من جانبهم رأي من جانب املستكربين، إال أن املستضعفني يكذبوم مقررين أنه كانت هناك ضغوط متارس عليهم ومكر

من معىن االستبداد السياسي، كما نالحظ أيضا أن بالليل والنهار، وأوامر بالكفر وهو ما يتضمكر الليل والنهار ال يكون مبجرد الدعوى البيانية السلمية للكفر بدون إكراه، بل استخدام

.الوسائل واخلطط املختلفة للصد عن سبيل اهللايف اإلكراه والصد عن احلق " أئمة الكفر"وتوضح سورة األنفال وسائل القوى املعادية

ونركميو وكجرخي وأ وكلتقي وأ وكتبثيوا لرفك ينالذ كب ركمي ذإو«: له تعاىليف قوويكماهللا ر اهللاو خيامل رراكفإما الردة يف دين احلق والعودة إىل ما يقتضيه أئمة الكفر )62(»ين ،

وإما التصفية اجلسدية للدعاة واملصلحني، وإما من وثنية تكرس هيمنتهم وتسلطهم وعلوهم، النفي والطرد واإلبعاد القصري واإلخراج من الديار إزاء هذه القوى الطاغوتية املتسلطة وما

.متارسه من مكر مادي ومعنوي ليال وارا بدأب وجدويقول السيد قطب أنه يصبح من احلتمي االنطالق احلركي لإلسالم يف سورة اجلهاد

يف من أجل إنقاذ األفراد والشعوب يف هذا التسلط على العقول واملشاعر، وأن يعيد هلم بالس .)63(حقهم الطبيعي والفكري يف حرية التفكري والنظر والتأمل ومينع حدوث الفتنة يف الدين

ونكت ى التح موهلاتقو«: وهذا ما قررته اآلية الكرمية جبالء ووضوح يف قوله تعاىلفتةن وونكي الدين للن اإف هنتالوا فه عدالإ انو ى الظلعيامل64(»ن(.

أي أن اآلية الكرمية، تتضمن أمرا صرحيا بقتال هؤالء املستكربين، حىت يكفوا عن إكراه الناس على الكفر ألنه من أشد أنواع الفتنة، اضطهاد اإلنسان ألجل دينه بالتعذيب

لقهر واالضطهاد والقتال كما فعل املشركون باملسلمني يف صدر اإلسالم، فحينئذ ال يكون وااجلهاد بالسيف جائزا فقط بل يكون فرضا، ألن أعظم وأجل خدمة تقدم لإلنسانية عندئذ هي

.30سورة األنفال اآلية -62)( .72املرجع السابق، ص سيد قطب، .د 63)-( .192سورة البقرة اآلية -64)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 35: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

35

ختضيب األرض بدماء هؤالء ارمني وختليص املستضعفني من شرهم واحتواء فسادهم .)65(الته ائياوالسيطرة عليهم مث إز

يف العصر احلديث لإلسالم هي ) أوروبا وأمريكا(وإذا كانت أكرب مة وجهها الغرب أن اإلسالم دين يدعو إىل سفك الدماء ويدعو أتباعه بالقتل، فإن هذا االام مل ترفعه أوروبا يف

حلقيقة لظهر وجه اإلسالم إال لتحقيق مآرب سياسية هلا، ألنه لو كان هذا االام نصيب من ايف الوقت الذي أخذ يف سيف اإلسالم احلاد يتحرك يف هذه الدنيا، لكن العجيب أن يظهر هذا االام ويستمر يف الوقت الذي مل يعد فيه اإلسالم ميثل ديدا عسكريا أو سياسيا يف احلاضر أو

.املستقبل القريب على األقل .الدفاع الشرعي ضد العدوان: املطلب الثاين

تكن هناك حيلة أمام اإلسالم، من أن يدافع املهامجني له واملتربصني به، ألن جمرد مل وجوده يف صورة إعالن عام لربوبية اهللا بالعاملني، وحترير اإلنسان من العبودية لغري اهللا، وإفراغ هذا الوجود يف جتمع تنظيمي حركي حتت قيادة جديدة غري قيادات اجلاهلية وميالد جمتمع

.)66(متميز ال يعترف بأحد من البشر باحلاكمية، ألن احلاكمية فيه هللا وحدهمستقل إن جمرد وجود هذا الدين يف هذه الصورة، البد أن يدفع اتمعات اجلاهلية من حوله، القائم على قاعدة العبودية بالعباد، أن حتاول سحقه دفاعا عن وجودها ذاته، ولذا البد أن

الدفاع عن نفسه، هذه مسلمة البد من أخذها بعني االعتبار وتلك يتحرك اتمع اجلديد يفاملعركة مفروضة عليه فرضا، وال مفر أمامه من خوضها، وهذا صراع طبيعي بني وجودين ال ميكن التعايش بينهما طويال، وفقا هلذه املقدمات املنطقية، يكون من الضروري أن يدافع

.اعية مفروضة عليه فرضااإلسالم عن وجوده، وأن خيوض معركة دفوإذا نظرنا إىل أوىل اآليات القرآنية نزوال واخلاصة بتشريع القتال لوجدنا أا قوله -

نوا مجرخأ ينير، الذدقل مهرصى نلع اهللا نإوا وملظ مهنأب ونلاتقي ينلذل نذأ«: تعاىلداريم بهغري حنأ الإ ق ولقيوا رب67(»... ا اهللان(.

.26أبو األعلى املودودي، املرجع السابق ص 65)-( .86سيد قطب، معاليم يف الطريق، املرجع السابق، ص .د -66)( .40، 39سورة احلج اآلية -67)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 36: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

36

وقد سجلت هذه اآلية أن الوثنيني كانوا هم البادئني بالعدوان على املسلمني بسبب عقيدم اجلديدة وقد حتمل املسلمون صنوفا عدة من العدوان عليهم يف مكة، وكانت

يلق ينى الذلإ رت ملأ«: تعاىل مقتضيات املرحلة أن يصربوا وأن ال يبدؤوا بالقتال كما يف قوله .)68( »...اةكوا الزآتو ةالوا الصيمقأم وكيديوا أفك مهل

ولكن بعد اهلجرة وجتمع املسلمني يف إقليم ميكنهم من إقامة دعائم الدولة، ووجود من اجلاهلية الوثنية احملاربة هلم، املقدرة املادية لديهم اليت متكنهم من رد العدوان الواقع عليهم

هنا صدر اإلذن اإلهلي بالقتال دفاعا عن النفس والوطن والعقيدة ضد العدوان القائم واملتربص .))69م، هذا مع الوعد اإلهلي هلم بالنصر وذلك بشرط اإلخالص واحلرص على إقامة العدالة

شروط الدفاع الشرعي يف كما قررت الشريعة اإلسالمية أن على املسلمني االلتزامحروم مع خصومهم، وت عن جتاوز حدود الدفاع الشرعي يف آيات قرآنية عديدة، كما يف

بحي ال اهللا نوا إدتعت الو مكونلاتقي ينالذ اهللا يلبي سوا فلاتقو«: قوله تعاىل مكيلى عدتعا ام لثمب هيلوا عدتعاف مكيلى عدتعا نمف«: ، وقوله تعاىل)70(»يندتعاملاولعاهللا نوا أم مامل عتقويف قوله تعاىل)71(»ني ، :»اقولتوهم حث ثيفقتموهأم ورخجوهم من حأ ثيخروكجم والفتأ ةنشد مالق نتالل و قتلاتوهم عنامل دجساحل دامر حتقى ينإم فوكلات

.77سورة النساء اآلية 68)-( :مني بالقتال يف مكة ألسباب ميكننا أن نستخلصها فيما يليوقد كانت احلكمة اإلهلية تقتضي عدم اإلذن للمسل -69)( ميكنـها ألن هذه املرحلة مرحلة تربية وإعداد نفسي، والقتال ال يشرع إال بعد التربية الكاملة وإعداد النواة الصلبة ذات العقيدة الراسخة اليت -أ

.النهوض بأعبائه اجلسام .لصرب وضبط األعصاب، واإلنصياع التام ألوامر القيادة اجلديدة، وهو أمر ليس من طبعهحماولة إرساء مواصفات لإلنسان العريب كا -ب .اإلذن بالقتال يف هذه املرحلة كان سيؤدي إىل نشوء شارات بني القبائل والبطون وتضيع القضية األساسية قضية الدعوة -ج .ري قادر على الدفاع اإلعالمي عن نفسهعدم إحداث مقتلة يف كل بيت حىت ال يتم التنفري من اإلسالم وهو غ -دبـن استنهاض قيم البداوة والقبلية املتعلقة بنصرة املظلوم وجندة امللهوف وهو ما حدث يف حالة متزيق صحيفة املقاطعة يف الكعبة، واملطعم -و

.وهو ما يؤدي إىل تفكيك اتمع اجلاهلي من داخله) ص(عدي مع الرسول .خلوف من إستئصاهلم عند حدوث مواجهة عسكرية يف ذلك الوقتقلة عدد املسلمني وا -س

-1980دار عـامل الكتـب –الشخصية الدولية يف القانون الدويل والشريعة اإلسـالمية –حممد كامل ياقوت .للمزيد من املعلومات أخطر د1981.

.190سورة البقرة اآلية 70)-( .194سورة البقرة اآلية -71)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 37: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

37

ورفغ اهللا نإوا فهتنا نإف«: ، وقوله تعاىل)72(»ينرافالك اءزج كلذم كوهلتاقم فكولاتقرح73(»يم(ا نإف... «: ، وقوله تعاىلنتالوا فه عدالإ انو ى الظلعالنيم«)وقوله تعاىل)74 ، :»الشهاحل ررب امالشاحل رهامر احلورمات قصف اصما نعتدلى عم فكياعتدلوا عيب هلثم ا م .)75(»نيقتامل عم اهللا نوا أملعاو وا اهللاقتاو مكيلى عدتعا

، وال جتيز هذا القتال إال )76(قرآنية احملكمة ال جتيز إال قتال املعتدينفهذه النصوص الإىل احلد الكايف حلسم عدوام دون التمادي يف القتال رد التعصب أو إشباع رغبة االنتقام، بل توجب الوقوف عند حد الدفاع ملنع العدوان وإائه، حتقيقا للعدالة مع ضبط النفس وإيثار

.)77(الرمحةفاملسلمون مل يلجأوا إىل القوة إال ملواجهة قوة معتدية، أما من مل يعاديهم فقد ساملوه، فقد ساملوا احلبشة ومل يعادوها، ولكنهم حاربوا دوليت الروم والفرس، ألم حاربوا اهللا

صلى اله عليه –إىل عامله يف اليمن يأمره بتأديب النيب " كسرى"ورسوله، بل لقد أرسل .)78(و ضرب عنقه أو إرسال رأسه إليهأ - وسلم

ويف اجلزيرة العربية مل تقع حرب بني املسلمني وقبائلها إال أن تكون حرب دفاع أو مبادرة إلتقاء هجوم مبيت يف أرض تلك القبائل ضد اإلسالم وأهله، واحلرب يف اإلسالم غري

، وإذا ما جلأت إليها الضرورة مباحة إطالقا إال بعد استنفاذ كل الوسائل السلمية ملنع العدوانفيجب التمسك بالسالم عند أول فرصة تلوح ولو كانت هدنة مؤقتة تستعر بعدها نريان

.)79(احلربوهلذا فاإلسالم مل يقر نظرية اال احليوي اليت تعين أن شعبا يتمدد اقتصاديا وإقليميا

:وبشريا على حساب شعب آخر وذلك لسببني

.191ة سورة البقرة اآلي 72)-( .192سورة البقرة اآلية -73)( .193سورة البقرة اآلية -74)( .194سورة البقرة اآلية -75)( .190كتاب املسلمون واإلسالم، ص : اإلمام حممد عدة -76)( .388املرجع السابق، ص : حممد كامل ياقوت.د 77)-( .50ر الطباعة احملمدية، ص احلرب والسالم يف الفقه الدويل اإلسالمي، دا: حممد كمال إمام.د 78)-( .وما بعدها 466اإلسالم عقيدة وشريعة، دار الشروق، ص : اإلمام الشيخ حممد شلتوت -79)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 38: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

38

ة واإلسالم حيارب العدوان وينهي عنه وال يقر حروب أا نظرية عدواني -1 .االستعمار ومهامجة الدول من أجل استغالل ثرواا

أا نظرية عنصرية، واإلسالم الذي يرى أن اهللا قد خلق كل الناس من نفس -2واحدة يرفض حبق فكرة تفاوت األجناس وتفوق عنصر على عنصر، وينسف هذه النظرية

.)80(صري الذي تقوم عليهبرفض األساس العنحكم اإلسالم إذن يف احلفاظ على الدين والدفاع عن ديار اإلسالم حكم سديد -

وواضح فإذا قامت قوة ما تعمل على القضاء على اإلسالم أو القضاء على النظام اإلسالمي ة على مجيع املسلمني أن يتركوا مجيع األعمال وخيرجوا ملواجهة هذه القو" فرض عني"يصبح

.)81(وجيب أال دأ هلم ثائرة، مادام اإلسالم والنظام اإلسالمي يف خطروهكذا جاء هذا احلكم واضحا يف مجيع كتب الفقه، وهو إذا هجم عدوا على ديار اإلسالم يصبح على كل مسلم فردا واجب الدفاع عنها، وهذا الواجب فرض مثله مثل الصالة

أهم لوازم وضروريات احلياة اليومية للمسلمني فإذا ما والصوم، ألن احلرية واالستقالل من ضاعت حرية املسلمني، ال تبقى فيهم قوة متكنهم من أداء اخلدمة السامية لإلنسانية، تلك اخلدمة اليت خلقوا من أجلها، بل ال يصبحون أهال لإلبقاء على نظامهم الشرعي الذي يعد حمور

احلكومة اإلسالمية وعلى القومية اإلسالمية هو يف األصل حيام الدينية، وهلذا فإن اهلجوم على .هجوم على اإلسالم ذاته

ومن مث فإن واجب الدفاع ال يقتصر فقط على مسلمني هذا البلد الذي يتعرض للهجوم، بل إذا عجز هؤالء عن الدفاع فإنه يصبح لزاما على مجيع املسلمني يف العامل أمجع أن

.البلد أو هذه املدينة من غلبة األعداءيهرعوا إلنقاذ مسلمي هذا

.وما بعدها 8بالل داعي السماء، ص : عباس حممود العقاد.د 80)-( .43أبو األعلى املودودي، املرجع السابق، ص -81)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 39: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

39

.قتال ناقضي العهد: املطلب الثالثكما سبق وأن قلنا أن اإلسالم ليس جمرد عقيدة تعبدية منغلقة على نفسها، لكنه نظام حضاري شامل، يواجه الواقع البشري بوسائل مكافئة متاما، حىت ال يقال إنه دين مغرق يف

ة اإلسالمية ال تعيش وحيدة يف هذا العامل بل تتعامل مع كيانات إقليمية املثالية، وملا كانت الدولودولية أخرى، فقد كانت من الطبيعي أن تكون هناك معاهدات بينها وبني هذه الكيانات

.)82(اإلقليمية والدوليةوملا كانت قوى الشرك يف اجلزيرة العربية بكافة اجتاهاا وفصائلها قد اعتربت اإلسالم

ة خطرا ال يستهان به، وقوة صاعدة جيب أن حيسب حساا، لذلك فقد أظهرت كل مبثابفصائل النظام العاملي القدمي يف شبه اجلزيرة العربية العداء واحلقد على اإلسالم، ولكن ملا قويت شوكة هذا الدين، أضمر هؤالء األعداء حقدهم يف أعماق قلوم منتظرين الفرصة املناسبة

، وإبادته وإستئصال أتباعه، ولذا فقد كان املسلمون على حذر ويقظة، ومن مث فقد للقضاء عليهاعترب أن قيام أي مجاعة أبرمت عهدا مع الدولة اإلسالمية، ينقضي هذا العهد والغدر باجلماعة املسلمة، اعترب هذا خيانة وتآمر على الدولة املسلمة وإخالال بالتزامات دولية، ومن مث يعترب هذا

غدر مبثابة إعالن احلرب على الدولة املسلمة ويترتب على ذلك ضرورة خوض قتال مرير ضد ال .هؤالء املتآمرين على الدولة املسلمة

أي أن قتال املتآمرين ناقضي العهود هو يف الواقع نوع من الدفاع الوقائي املبين على لة املسلمة يف حلظات أسس حقيقية، وبراهني دامغة تفصح عن وجود ديد خطري لكيان الدو

.حرجة تكون الدولة أحوج ما تكون لإلبقاء على هذه العهودفالتأصيل القرآين لقتال ناقضي العهود جاء يف سورة التوبة، حيث قررت أن املشركني

:ينقسمون إىل ثالثة طوائف على النحو التايلالدولة مشرك معاهد ملتزم بعهده ومل ينقضه، ومل يظاهر أعداء خارجني على -1

املسلمة، فهؤالء جيب على الدولة املسلمة أن تويف هلم بعهدهم إىل املدة املتفق عليها بينهما، مل مث نيكرشامل نم متداهع ينالذ الإ«: وهو ما أكده التأصيل القرآين يف قوله تعاىل

.96والعقاب على جرائم احلرب، ص حسام علي عبد اخلالق الشيخة، املسؤولية -82)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 40: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

40

ينقوكصم شئيلا وم ظياهرلوا عكيأ محأا فدتلوا إمهيم عهدهلإ مى مداهللا نم إهت يحب .)83(»نيقتامل

مشرك معاهد مل ينقض عهده فعال مع الدولة املسلمة، ولكن قامت دالئل وقرائن -2قوية على أنه يعد العدة لنقض عهده حينما تكون الدولة املسلمة يف وضع حرج، هنا يصبح من

كمة أن تعلنهم الدولة املسلمة أن العهد املوقع بينهما منقضي بعد إعطائهم مهلة ليكيفوا احلأوضاعهم اجلديدة، أي عدم أخذهم غدرا دون إعالم بانتهاء عهدهم جهرة وعالنية، وهذا

ال اهللا نإ اءوى سلع مهيلإ ذبنأف ةانيخ موق نم نافخا تمإو«: املفهوم قد أصلته اآلية القرآنيةيحاخل بنائ84(»ني(.

مشرك معاهد أبرم عهدا مع الدولة املسلمة، ولكنه غدر ونقض هذا العهد فعال -3وواقعا بأن تآمر فعال على الدولة املسلمة، أو ظاهر عليها فهؤالء جيب قتاهلم تأديبا وعقابا هلم

مهدهع دعب نم مهانميوا إثكن نإو«: لته اآلية القرآنيةجزاء غدرهم وخيانتهم وهذا ما أصطوعنوا فكيني دقف موا ألاتئإ رفالك ةمنهإ ال مل انميهل ملعهم ينت85(»ونه(.

مهو ولسالر اجرخإوا بمهو مهانميوا أثكا نمووا قلاتقت الأ«: وقال تعاىل كذلكبوكءدأ ملو مرأ ةتخشونهأ اهللاف محنأ ق تخشك نن إونتم مؤوقال تعاىل)86(»نينم ، : .)87(»نينمؤم موور قدص فشيم وهيلركم عصنيهم وزخيم ويكديأم اهللا بهبذعم يوهلاتق«

وبعد هذا التأصيل املنهجي القرآين لقتال من نقضوا عهودهم مع الدولة املسلمة، مبثابة إنزال -صلى اهللا عليه وسلم-جاءت املمارسة العملية لقائد الدعوة، ممثلة يف الرسول

نة، النص القرآين النظري ليمارس دوره على أرض الواقع، فبعد هجرة الرسول من مكة إىل املديوضع ألهل املدينة وثيقة دستورية حتدد حقوق والتزامات املهاجرين واألنصار واليهود، وكانت

.)88(البنود اخلاصة باليهود تتضمن أم ال يظاهرون على املسلمني وال يتآمرون عليهم

.04سورة التوبة اآلية -83)( .57سورة األنفال اآلية -84)( .12سورة التوبة اآلية -85)( .13سورة التوبة اآلية -86)( .14سورة التوبة اآلية -87)( .1588، الد الثالث، ص 1985سيد قطب، يف ظالل القرآن، ط -88)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 41: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

41

ولكن مل يستطع اليهود التغلب على طبيعتهم التآمرية اليت وي الغدر واخليانة ونقض ، )89(»وننمؤي م الهرثكأ لم بهنم يقرف هذبا ندهوا عداها عملك وأ«: ا قال تعاىلالعهود كم

إال أن - صلى اهللا عليه وسلم-فتآمر بنوا قينقاع وقتلوا رجال مسلما فما كان من الرسول .)90(ثرهم فيهابالشام وهلك أك" أدرعات" أجالهم من شبه اجلزيرة العربية، فخرجوا إىل

غيلة وغدرا، ولكن نزل -صلى اهللا عليه وسلم-قتل رسول اهللا " بنو النظري"وحاول الوحي وأخربه باملؤامرة الغادرة اليت تنسج خيوطها الستئصال قائد الدعوة وتصفيته جسديا،

إال أن حاصرهم يف بيوم وأمر بقطع خنيلهم - صلى اهللا عليه وسلم-فما كان من الرسول ، فاستسلموا يف النهاية على أن يغادروا املدينة وحيملوا معهم ما يستطيعون محله )91(تالفهاوإ

.عدا السالحفيضعه على ) أي عتبته(فكان الرجل منهم يهدم بيته على جناف بابه " هشام ابن"يقول

عمري يامني بن"ظهر بعريه فينطلق به، وفرقوا ما بني خيرب والشام، ومل يسلم منهم إال رجالن .)92(و بن جحاش وأبو سعد بن وهب، فأحرزا أمواهلما بن كعب بن عمر

وملا اجتمعت قوى الشرك يف شبه اجلزيرة العربية على قلب رجل واحد ورمت بنو "اإلسالم يف املدينة عن قوس واحد، وأمجعت على استئصال القلة املؤمنة يف املدينة، وكان

وا أحدا خارج املدينة على الرسول وصاحبته، ولكن على عهد مع املسلمني أال ينصر" قريظةسيد بنوا النظري، فكل بنو قريظة عن عهدهم وتآمروا على " حي بن أخطب"حتت إغراء

م كقوف نم موكاؤج ذإ«: املسلمني يف هذه اللحظات العصيبة اليت وصفها القرآن بقوله تعاىلومأ نفسل مكنذإم وت األاغا زبصار ولبغلالق تاحل وباجنر وظتالظ اهللاب ونننونا، هنالك .)93(»ايددش االزلوا زلزلزو وننمؤى امللتبا

.100سورة البقرة اآلية -89)( .179، 178املرجع السابق، ص : حممد سعيد رمضان اليوطي -90)(قد كنت تنهي عن الفساد وتعيبه على من يضعه، فما بال قطع النخيل وحتريقها، فأنزل اهللا " يا حممد"خنيلهم نادوه ) ص(ملا أتلف الرسول -91)(

.05سورة احلشر اآلية " ن اهللا وليخزي الفاسقنيما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصوهلا فبإذ: "تعاىل يف ذلك قوله .109، 108الد الثاين، اجلزء الثالث، ص : سرية بن هشام 92)-(

.33اجلزء الرابع، تفسري سورة احلشر، ص : تفسري بن كثري .11، 10سورة األحزاب اآليتني -93)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 42: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

42

من استخدام احليلة العسكرية متمثلة يف -صلى اهللا عليه وسلم- ولكن متكن الرسول ، وملا انكشفت الغمة، وازم األحزاب، ووضع النيب إلحباط هذه املؤامرة" نعيم بن مسعود"

قد : "عليه الصالة والسالم فقال" جربيل"السالح واغتسل كما ورد يف الصحيحني فأتاه وضعت السالح؟ واهللا ما وضعناه، فأخرج، فأخرج إليهم قال فإىل أين؟ قال ههنا وأشار إىل

وحاصرهم وهم متحصنون يف حصوم، إليهم - صلى اهللا عليه وسلم-بين قريظة، فخرج النيب أن مدة " ابن هشام"يف طبقاته أا كانت مخسة عشر ليلة فقط بينما ذكر : قال ابن سعد

سعد "احلصار كانت مخسة وعشرون يوما، وملا يئسوا على حكم الرسول فأنزهلم على حكم قضيت -عليه وسلمصلى اهللا -فحكم أن يقتل مقاتلهم وتسىب ذريتهم، فقال له النيب " بن معاذ

.)94(حبكم اهللا تعاىل- أما مشركوا مكة، فبعد صلح احلديبية تعهدوا بأال يظاهروا أحدا على رسول اهللا

أو أيا من حلفائه، ولكنهم نقضوا عهدهم، وساندوا قبيلة بين بكر ضد -صلى اهللا عليه وسلمصلى اهللا -الرسول ، فإستنجدت خزاعة ب- صلى اهللا عليه وسلم-قبيلة خزاعة حليفة الرسول

.)95(فكان فتح مكة -عليه وسلمأي أن الدولة املسلمة مل تسعى إىل القتال كغاية أو هدف يف حد ذاته، بل إن قوى الشرك بكل توجهاا هي اليت كانت تتربص باإلسالم الدوائر، فما أن جتده يف أزمة أو ضائقة

يق أن ترى اإلسالم طويال ما يزال حىت تنقض عهدها وتنقلب عليه، ألن قوى اجلاهلية ال تطقائما حياهلا، مناقضا يف أصل وجوده ألصل وجودها، يهدد بقاءها مبا يف طبيعته من احلق

.)96(واحليوية واحلركة واالنطالق لتحطيم الطاغوت كلهوبدون إدراك هذه احلقيقة وذلك القانون احلتمي يف طبيعة العالقات بني التجمع

جلاهلية، ال ميكن فهم طبيعة اجلهاد يف اإلسالم وال طبيعة تلك اإلسالمي والتجمعات االصراعات الطويلة بني املعسكرات اجلاهلية واملعسكر اإلسالمي وال ميكن فهم بواعث ااهدين األوائل، وال أسرار الفتوحات اإلسالمية وال أسرار احلروب الوثنية والصليبية اليت مل تفتر قط

.418، 417، ص 4جزء التاج اجلامع لألصول يف أحاديث الرسول،: الشيخ منصور علي ناصف -94)(

.وما بعدها 139أنظر كذلك سرية بن هشام، املرجع السابق، ص .وما بعدها 276املرجع السابق، ص : سعيد رمضان اليوطي.د -95)( .100املسؤولية والعقاب على جرائم احلرب، ص : حسام علي عبد اخلالق الشيخة.د -96)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 43: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

43

واليت ما تزال معلنة على ذراري املسلمني على نطاق الكرة األرضية، طوال أربعة عشر قرنا، حيث متارس اجلاهلية املعاصرة عملية السحق الوحشية البشعة لطالئع البعث اإلسالمي يف كل

.)97(مكان على كوكب األرض، سواء داخل العامل اإلسالمي أو خارجه .احلرب إلغاثة املستضعفني ونصرم: املطلب الرابع

ر الفقه اإلسالمي نظرية االستنقاذ كوسيلة حلماية ونصرة املستضعفني من املسلمني أق .أو غريهم، املضطهدين يف دينهم، أو املأسورين لرفع الظلم عنهم وختليصهم

وتعد نظرية االستنقاذ هذه مساوية لنظرية التدخل من أجل اإلنسانية املعروفة يف الفقه .)98(الدويل

: مي طبيعة هذه النظرية، ووضع أسس شرعيتها يف قوله تعاىلوقد حدد القرآن الكر»وكا لمال م قتونلات فاهللا يلبي س املوستضعفني من الرالج والنسلالواء ودالذ انين ونولقي ربا أنرخجنا من هذالق هرة الظيأ ماللهها واجل لعنا مل ندنك وليا واجل لعنا من .)99(»اريصن نكدل

م هنيبم وكنيب موى قلع الر إصم النكيلعف يني الدم فوكرصنتاس نإو«: وقال تعاىليثم100(»اق(.

شروعيتها يف أحاديث كما أصلت السنة النبوية الشريفة هذه النظرية، وأرست دعائم مال تقفن عند رجل يقتل مظلوما فإن اللعنة ترتل على : "-صلى اهللا عليه وسلم-عدة منها قوله

من حضره ومل يدفع عنه، وال تقفن عند رجل يضرب مظلوما فإن اللعنة ترتل على من حضره .)101("ومل يدفع عنه

.321، ص 1987العالقات الدولية عند اإلمام الشيباين، جملة القانون واالقتصاد، ط أصول القانون الدويل و: أمحد أبو الوفاء.د -97)( .وما بعدها 276املرجع السابق، ص : حممد سعيد رمضان البوطي.د 98)-( ".75"سورة النساء اآلية -99)( ".72"سورة التوبة اآلية -100)( .482، دار احلديث، القاهرة ص 2اقي، جإحياء علوم الدين، ختريج احلافظ العر: أيب حامد الغزايل -101)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 44: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

44

أنه - عليه وسلم صلى اهللا-وكذلك احلديث الذي رواه أيب موسى عن رسول اهللا إن اهللا ليملي للظامل فإذا أخذه مل يقتله، مث قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي : "قال

.)102(متفق عليه" ظاملة إن أخذه أليم شديدصلى اهللا عليه -مسعنا رسول اهللا : وأيضا ما ذكره جابر وأبو طلحة، حيث قاال

وضوع ينتهك فيه عرضه ويستحل ما من إمريء مسلم ينصر مسلما يف م"يقول - وسلمحرمته إال نصره اهللا يف موطن حيب فيه نصره، وما من إمريء خذل مسلما يف موطن ينتهك

أخرجه أبو داود مع تقدمي وتأخري )103("فيه حرمته إال خذله اهللا يف موضع حيب فيه نصرته .واختالف يف السند

ة السالفة الذكر أن قيام ويستشف من اآليات الكرمية واألحاديث النبوية الشريفاجلماعة املسلمة بتقدمي العون واملساعدة إىل اجلماعات املستضعفة خارج ديار اإلسالم هو قاعدة إسالمية أكد شرعيتها القرآن والسنة، فاآليات القرآنية ختاطب اجلماعة املسلمة كلها

والنساء والولدان إلستجاشة مروءة النفوس، وحساسية القلوب جتاه املستضعفني من الرجالاملغلوبني على أمرهم يف مكة عاجزون عن اهلجرة ويتعرضون لصنوف شىت من الضغط والتضييق والفتنة يف العقيدة، هذه االستجاشة للعواطف توحي للمسلم بسمو املقصد، وشرف

.الغاية، ونبل اهلدف من هذا القتاللنصرة املستضعفني واستنقاذهم وإذا كان القرآن الكرمي والسنة النبوية قد شرع القتال

فال شك أن الغرض األول لنظرية االستنقاذ يتمثل يف محاية املسلمني املضطهدين أو املأسورين وهو غرض فات على كثري من حكام اليوم الذين نسوا أو تناسوا مثل هؤالء الضعفاء الذين

قرر أن القيام بواجب جيأرون من الظلم واالضطهاد، وقد ذهب اإلمام الشيباين إىل حد أن .)104(استنقاذ املسلمني قد يغري من اخلطط احلربية األصلية املنوطة باجليش املسلم

.108رياض الصاحلني، باب الظلم، مكتبة احلياة بريوت، ص : اإلمام النووي 102)-( .320املرجع السابق، ص : أيب حامد الغزايل -103)( .321املرجع السابق، ص : أمحد أبو الوفاء -104)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 45: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

45

أنه دخل العسكر من املسلمني أرض احلرب فأخربوا أن "حيث يقرر اإلمام الشيباين املشركني قد آتو بعض أرض اإلسالم أو بعض ثغورهم، فإن خاف أهل العسكر على أهل الثغر

.)105("يطيقوا العدو الذي آتاهم فالواجب عليهم أن ينفروا إليهم ويدعوا غزوهم أن الألم إذا خافوا على أهل الثغر فإنه يفرض على "ويعلل ذلك اإلمام السرسخي بقوله

كل مسلم أن ينفر إليهم وينصرهم، ودخوهلم دار احلرب نافلة أو فرض كفاية، وفرض العني ال من فروض الكفاية، وألم لو نفروا إىل أهل الثغر حيصل فيه شيئان اثنان يترك بالنافلة أو مبا هو

قتال املشركني وجناة املسلمني، ولو مضوا على غزوهم ال حيصل فيه إال قتال املشركني، فكان .)106("االشتغال مبا حيصل فيه جناة املسلمني مع قتال املشركني أوىل

ونصرة تابعيه ورعاياه، وإمنا أيضا بسط والواقع أن اإلسالم مل يهتم فقط باستنقاذمحايته عند املقدرة على أهل الذمة املقيمني بني ظهرنينا وكذلك املستأمنني، حيث ذكر اإلمام

".جيب علينا نصرة أهل الذمة إن قهروا وقوينا على نصرم"الشيباين أنه .)107(وهناك عدة شروط لدخول اجلماعة املسلمة حربا إلنقاذ املستضعفني -إن استنقاذ وختليص املسلمني ورفع الظلم الواقع عليهم واجب على كل مسلم -1

صلى اهللا - وهو مقدم على كل شرط ألن الشروط الظاملة ال جيوز الوفاء ا استنادا إىل قوله املسلمون عند شروطهم إال : "، وقوله"كل شرط ليس فيه كتاب اهللا فهو باطل: "-عليه وسلم

، وقد يبدو من حيث الظاهر أن ذلك يتعارض مع مبدأ "ا أو حرم حالالشرطا أحل حراماستقرار املعاهدات، لكن إذا أمعنا النظر فسنجد أن ذلك ال يتعارض مع املبدأ السالف ذكره،

، ال جيوز اخلروج عليها أو )يف الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل(ألن هناك قواعد عليا .)108(اهدة باطلة أو قابلة لإلبطالخمالفتها وإال كانت املع

أن تستغيث اجلماعة املستضعفة املعتدى عليها، سواء كانت جمرد طائفة من مجاعة -2أجنبية أو أقلية فيها، أو كانت مجاعة إقليمية معتدى عليها من مجاعة إقليمية أخرى، هذا مع

.322املرجع السابق، ص : أمحد أبو الوفاء. د105)- ( .2238شرح السري الكبري للشيباين، ص : السرسخي، اإلمام 106)-( .327املرجع السابق، ص : أمحد أبو الوفاء.د -107)( .235املرجع السابق، ص ،أمحد أبو الوفاء. د -108)(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 46: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

46

قوقها اإلنسانية عجزها عن صد العدوان أو عن اهلجرة إىل دار اإلسالم حيث تستمتع حبوالنجدة هنا واجبة ومل تكن اجلماعة املستضعفة مسلمة طاملا أا قد استغاثت بالدولة املسلمة

.وكانت قادرة على نصراإذا كانت االستغاثة من مجاعة غري مسلمة، فيجب أال تكون مثة معاهدة أو ميثاق -3

ألنه جيب احترام املعاهدات، ولكن ميكن دويل يقيد الدولة املسلمة يف عالقتها بالدولة املعتديةتأخذ اإلغاثة صور التطوع اجلماهريي الشعيب من جانب املسلمني بتحريض أو متويل من الدولة

.)109(املسلمة إذا علت يدهاأن يسبق ذلك إعذارا أو إنذارا للدولة املعتدية بالكف عن العدوان وذلك قبل -4

القتال، فال يقابل الغدر بالغدر مهما أغرت به مكاسب اختاذ الضغوط احلربية ضدها مبا فيهااملفاجأة، وقد ت الشريعة عن التمادي يف القتال بال مربر وأوجبت االستجابة لدعوة املسلم

.)110(إن أعلن العدو عن رغبته يف ذلك رغم سوابقه يف نقض العهد مع أخذ احلذر من الغدر

.395، 394الشخصية الدولية، ص : حممد كامل ياقوت -109)( .392املرجع السابق، ص 110)-(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 47: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

47

.تها من منظور القانون الدويلاحلرب ومشروعي: املبحث الثاينال شك أن قيام منظمة األمم املتحدة قد جاء بغية حتقيق حظر اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية، إذ الواقع أن ذلك احلظر يدين يف وجوده، بادئ ذي بدأ، إىل ميثاق األمم

.املتحدة ذاته ولذلك الغرضمليثاق على إدراج احلظر اللجوء إىل القوة من ذلك ا 04فقد حرصت املادة الثانية فقرة

.يف العالقات الدولية ضمن املبادئ األساسية الذي يستند إليها التنظيم الدويل العاملي املعاصرمجيعا يف عالقام ) هيئة األمم املتحدة(إذ مؤدى تلك الفقرة أن يتمتع أعضاء اهليئة

ضد سالمة األراضي أو االستقالل السياسي الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ".األمم املتحدة"ألية دولة أو على أي وجه آخر ال يتفق ومقاصد

غري أن تلك احلقيقة املوضوعية ليس مؤداها، بالرغم من ذلك، متخض جمهودات اجلماعة الدولية، يف ذلك الشأن تارخييا ألول مرة يف ميثاق األمم املتحدة، إذ أن حظر اللجوء

من ميثاق األمم 04فقرة 02إىل القوة يف العالقات الدولية حسب ما ورد يف صلب املادة املتحدة، ميثل آخر املراحل الوضعية اللصيقة لزوما حبلقة طويلة من احملاوالت الوضعية أيضا، اليت

.استغرقت اجلماعة الدولية ألغراض كفالة السلم واألمن الدولينيميكن، مع بعض التجاوز اختصارها هنا على حنو يكون من والواقع أن تلك احللقة

شأنه أن تتبدى انطالقاا األوىل مع فجر القرن العشرون، إذ ال ميكن يف الواقع البتة دراسة الثانية " الهاي"مشروعية احلرب، يف القانون الدويل العام الوضعي دوا التطرق ملوقف اتفاقية

مرحلة أوىل، مث ملوقف عهد عصبة األمم منها وذلك غداة منها، وذلك يف 1907املربمة يف يف مرحلة ) ميثاق بريان كيلوج(احلرب العاملية األوىل، يف مرحلة ثانية، مث ملوقف ميثاق باريس

:ثالثة وأخريا ملوقف األمم املتحدة ذاته يف مرحلة أخرية وذلك على النحو التايل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 48: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

48

املربمـة يف II " الهاي"يف ظل اتفاقية اللجوء إىل القوة املسلحة : املطلب األول)18/10/1907.(

احلقيقة أن تلك االتفاقية قد أنيط ا آنذاك، ليس حظر استخدام القوة املسلحة يف العالقات الدولية، ولكن فحسب تقييد ممارسة ذلك احلق، أي احلق يف اللجوء إىل القوة املسلحة

ة للدول، على حنو كان من شأنه أن حظر اللجوء إىل تلك مبناسبة إدارة العالقات الدولية املتبادلالرخصة يف ظل ذلك االتفاقية، مبناسبة حالة وحيدة حمددة، وهي حالة اللجوء إىل استخدام القوة املسلحة مبعرفة الدول ألغراض استفاء الديون التعاقدية اليت تكفلها لرعايا هذه الدول أي

.)111(من الدول األغيارالثانية تلك، " الهاي"إلطار التارخيي الذي كان قد أفرز ميالد اتفاقية والواقع أن ا

متخض آنذاك مبناسبة أعمال االنتقام العسكرية املتالحقة اليت كانت قد جلأت إليها مرارا العديد من الدول األوروبية داخل دول أمريكا الالتينية منذ قبل بزوغ القرن العشرين، على حنو ما

تظمة يف كال من فرتويال واألرجنتني، إذ تسترت هنا بعض الدول حدث بصفة شبه مناألوروبية، شأن اململكة املتحدة وأملانيا وإيطاليا بغطاء ضماا للديون العامة املكفولة لرعاياها يف دول أمريكا الالتينية، إلضفاء الشرعية الدولية على تدخلها املسلح يف تلك الدول، بعد اضطرار

.ىل التقاعس عن الوفاء بتلك الديون حتت ضغوط أزماا االقتصادية احلادةالعديد منها إوقد كان من شأن تلك األحداث أن صاغت حكومة األرجنتني من خالل وزير

، "Doctrine drago " "نظرية دراجو"نظرية نسبت إىل ذلك األخري وهي " دراجو"خارجيتها ة ملعرفة الدول ألغراض استفاء الديون التعاقدية ومفادها حظر اللجوء إىل استخدام القوة املسلح

.اليت تكفلها هذه الدول أي من الدول األغيارتلك النظرية مل ميكن من املتصور يف الواقع أن ال حتضى آنذاك مبباركة الواليات -

يف عهد الرئيس األمريكي 1823املتحدة األمريكية، وهي اليت كانت قد تبنت منذ سنة اليت اعترب شؤون Monroe" "Doctrine "نظرية مونرو" ة نسبت إليه وهي نظري" مونرو"

(111 -) thierry.j.COMBACAU.S.sur et ch. Valle: droit inta-pub-3éme ed pp 482.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 49: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

49

للواليات املتحدة حيضر من مث على الدول األوروبية التدخل الالتينية جماال حيويا أمريكا دول .فيه

فقد قررت حكومة الواليات املتحدة إذن ضرورة التقدم خبطى حثيثة يف سبيل الترمجة .تلك" ودراج"العملية لنظرية

الثاين، خالل عام " الهاي"وجاء ذلك من خالل اغتنامها مناسبة انعقاد مؤمتر -وهو املشروع " دراجو"مبشروع تبين فيه نظرية porter ، حيث تقدم وزير خارجيتها 1907

دراجو نسب إىل كال من مقدمة للمؤمتر ومبدع –الذي اصطلح على تسميته مبشروع بورتر .فكرته

ن ذلك املشروع، وقد حظا مبوافقة املؤمترين فقد جاء إيراد أحكامه صراحة والواقع أ - .18/10/1907الثانية املربمة يف " الهاي"يف صدري اتفاقية خاصة، وهي اتفاقية

إذ قد حلق احلظر حالة جلوء الدول إىل استخدام القوة املسلحة ألغراض استفاء -من 01من الدول األغيار مبقتضى املادة األوىل، الفقرة الديون التعاقدية اليت مل يكفلها لرعاياهامتتنع األطراف املتعاقدة عن اللجوء إىل القوة املسلحة : "تلك االتفاقية، فمؤدى تلك األخرية أن

".يف أغراض استفاء الديون التعاقدية اليت مل تضمنها لرعاياها حكومات أي من الدول األغيارحقيقة أن حظر اللجوء إىل القوة املسلحة ألغراض استفاء غري أنه ال جتدر اإلشارة إىل

" الهاي الثانية"الديون التعاقدية مل يأيت هنا مطلقا إذ أباحت ذات املاد ة األوىل من اتفاقية تلك يف فقرا الثانية، رخصة احلرب ألغراض الستيفاء مثل تلك الديون مبعرفة الدول املتعاقدة

دينة أو تقاعسها عن قبول التسوية القضائية للرتاع مبقتضى التحكيم مىت ثبت امتناع الدول امل .الدويل

.أو مىت ثبت عدم امتثاهلا ملقتضيات قرار حمكمة التحكيم ذاتهقد متخضت هنا فحسب " الهاي الثانية"وإذا كان كذلك فإنه يتبدى إذا أن اتفاقية

القانون الدويل العام العريف، ونقصد باعتبارها استثناء من القاعدة العامة املستقرة آنذاك يفبذلك مشروعية استخدام القوة املسلحة مبعرفة الدول مبناسبة إدارا لعالقاا الدولية املتبادلة،

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 50: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

50

مبناسبة اندالع احلرب " الهاي الثانية"على حنو ما جتلى بعد سنوات قليلة من اعتماد اتفاقية .1914العاملية األوىل إبان عام

.مشروعية احلرب يف ظل عصبة األمم: لثايناملطلب ا .الشجب اجلزئي الستخدام القوة يف عهد عصبة األمم: الفرع األول

وقد تبينت الثمرة الرئيسية األوىل للشجب اجلزئي الستخدام القوة املسلحة يف العالقات الدولية يف إطار عهد عصبة األمم الذي جاء اعتماده غاداة احلرب العاملية األوىل،

واحلقيقة أن ذلك العهد الذي كرس ميالد عصبة األمم باعتبارها املنظمة الدولية العاملية املعنية بكفالة السلم واألمن الدوليني يف أعقاب تلك احلرب الكربى، مل يتبني على إطالقه، االلتزام

.البات بالتسوية السلمية للمنازعات الدوليةب املشروعة واحلروب الغري مشروعة، متساحما إذ اعتمد العهد صراحة التمييز احلرو -

.بذلك مع األوىل حدث على خالف الثانية الذي قد حلقها احلظر املطلق يف ظلهونتناول بداءة بيان الصور الغري مشروعة للحرب يف عهد عصبة األمم املتحدة، -

اشرة والثانية عشر والوقائع أن تلك الصور قد متخضت هنا يف إثنني أوردما صراحة املادتان الع .من العهد ذاتهإن احلالة األوىل للحرب غري املشروعة يف ظل عهد عصبة األمم فهي حتديدا :أوال

حرب العدوان، إذ وفقا للمادة العاشرة من العهد، تلتزم كل دولة عضوة يف العصبة باحترام ارجي الذي إذا ما وضمان سالمة أقاليم الدول األعضاء واستقالهلا السياسي ضد أي اعتداء خ

وقع بالفعل، أو لوحت التهديدات باللجوء إليه، فإنه جيوز لس العصبة أن يقرر الوسائل .)112(الواجب اختاذها إزاءه

من العهد التدابري اليت جيوز الس العصبة اختاذها 16وقد فصلت يف هذا الشأن املادة .حني وقوع العدوان، أو حني التهديد للجوء إليه

إذا جلأ أي عضو من أعضاء العصبة إىل احلرب خمالفا تعهداته فإنه يعترب بفعله هذا قد ارتكب فعل من أفعال احلرب مؤدى تلك املادة أنه -)112(

مي أي اتصال بني رعاياهم ورعايا الدولة املخالفة ضد مجيع أعضاء العصبة الذين يتعهدون بأن يفرض عليه قطع العالقات التجارية واملالية وحتر . هلذا العهد، ومنع أي اتصال مايل أو جتاري أو شخصي بني رعايا الدولة املخالفة للعهد ورعايا أية دولة أخرى

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 51: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

51

الحظ هنا أن سلطات الس مل تكن تتصرف فحسب يف مواجهة املعتدي من وي -أعضاء عصبة األمم، إذ انسحبت أيضا سلطات الس يف هذا الشأن لتشمل من جهة أخرى

.حالة الرتاعات املسلحة الدولية اليت تقوم بني دول ال تنتمي مجيعها إىل العصبةيف حالة وقوع "من العهد ومؤداها أنه 01فقرة 17وهو املعىن الذي أكدته املادة -

نزاع بني عضو يف العصبة ودولة غري عضوة بالعصبة أو بني دول ليست أعضاء يف العصبة، توجه الدعوة إىل الدولة أو الدول اليت ليست أعضاءا بالعصبة لقبول التزامات العصبة بالقياس

.إىل ذلك الرتاع، وفقا للشروط اليت يراها الس عادلةوذلك للتعديالت اليت 16إىل 12ويف حالة قبول هذه الدعوة، تنطبق أحكام املواد -

.يراها الس ضروريةوجدير بالذكر أن الفقرة الثالثة من ذات تلك املادة مل تغفل تصور حالة رفض -

ك الدولة غري العضوة اليت وجهت إليها الدعوة االمتثال ألحكام عهد عصبة األمم، إذ مؤدى تلإذا رفضت الدولة اليت وجهت إليها الدعوة قبول التزامات العضوية يف العصبة : "الفقرة أنه

يف مواجهة الدولة اليت تتصرف على ذلك 16بالقياس إىل ذلك الرتاع تنطبق أحكام املادة ".النحو

:مآخذ عن املادة العاشرةمم، مل جتد بالرغم إن حقيقة حضر العدوان يف ظل املادة العاشرة من عهد عصبة األ .من ذلك، غايتها النظرية والعملية، يف االحنصار الكلي لتلك الظاهرة املؤسفة

ظاهرة العدوان من العالقات الدولية يف الفترة ما بني احلربني إذ من جانب خرج العهد ذاته إىل حيز الوجود خلوا من أية إشارة إىل تعريف العدوان، وهو األمر الذي كان من

ن تستتر العديد من الدول وراء تعريف فضفاض له، على حنو ال يغل أيديها يف انتهاج شأنه أ .كافة السبل اليت قد تراها حني تسوية املنازعات الدولية اليت تكون طرفا فيها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 52: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

52

، بغية تربير )113(وقد تبلور ذلك جبالء مبناسبة تبين أملانيا النازية لنظرية اال احليوي - .لسافر داخل العديد من الدول األوروبية قبيل اندالع احلرب العاملية الثانيةتدخلها العسكري ا

ومن جانب آخر، فقد ظلت يف الواقع وعلى الدوام حبيسة النصوص كافة التدابري اليت خول جملس العصبة اختاذها حني وقوع عدوان أو حني التهديد باللجوء إليه، وكان ذلك بفعل

يمن على أسلوب صناعة القرارات فيه، على حنو ما هو معلوم، وقد نظام اإلمجاع الذي كان يهتأكد ذلك الشكل املطلق لس عصبة األمم يف العديد من املناسبات، وخنص منها بالذكر يف هذا املقام احتالل الواليات األمريكية للدومينيكان، واحتالل اليابان إلقليم منشوريا الصيين،

.)114(بولندا والنمساواحتالل أملانيا النازية لهذا فيما يتعلق باحلالة األوىل الستخدام غري املشروع للقوة املسلحة يف ظل : ثانيا

عصبة األمم، ونقصد بذلك حالة العدوان، أما احلالة الثانية، فقد تناولتها صراحة بالبيان املادة .من عهد عصبة األمم ذاته 12

كل نزاع من شأن استمراره أن يؤدي ومؤدى تلك املادة التزام أعضاء العصبة بعرضإىل احتكاك دويل على التحكيم أو التسوية القضائية أو التحقيق من خالل الس، وعدم االلتجاء إىل احلرب بأية حال قبل انقضاء ثالثة شهور على صدور قرار التحكيم أو احلكم

املادة، أن يصدر قرار هيئة القضائي أو تقرير الس ويتعني هنا، وفقا للفقرة الثانية من تلكالتحكيم أو احلكم القضائي يف خالل فترة معقولة وأن يصدر تقرير الس خالل ستة أشهر من

.عرض الرتاع :والواقع أن تلك املادة تضفي عدم املشروعية على احلرب يف ثالث حاالت

ي نزاع تنصرف احلالة األوىل إىل حالة التجاء الدولة إىل احلرب، بغية حسم أ -1 .دويل قد تكون طرفا فيه، قبل عرض ذلك الرتاع على التحكيم أو القضاء أو جملس العصبة

من عهد عصبة األمم، فهي 12تنصرف احلالة الثانية لعدم املشروعية يف ظل املادة -2حالة التجاء الدولة إىل احلرب بعد عرض الرتاع للفصل فيه بإحدى هذه الطرق، ولكن قبل

:أنظر وهي النظرية اليت تدافع عنها إسرائيل يف الوقت الراهن يف إطار نظرية احلدود اآلمنة ملزيد من املعلومات-) (113

Y.Z.BLUM-Secured.boundaries and Middle east.jurusaleur 1971-p 34. (114 -) J.B. Duroselle : Histoire Diplomatique.Tome II.Paris Dalloz 1981. p 147.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 53: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

53

شهر من تاريخ صدور قرار التحكيم أو حكم القضاء أو تقرير جملس العصبة الذي مضي ثالثة أ .يصدر باإلمجاع

وتنصرف أخريا احلالة الثالثة للحرب غري املشروعة هنا إىل حالة التجاء الدولة إىل -3احلرب بغية حسم أي نزاع دويل تكون هي أحد أطرافه، كلما قبل الطرف اآلخر للرتاع قرار

أو احلكم القضائي أو التزام بقرار الس الصادر باإلمجاع، ولو بعد مضي ثالثة أشهر التحكيم . )115(املتقدم

وخالصة القول إذن أنه يف حالة العدوان، كان استخدام القوة املسلحة يف العالقات الدولية، بغية حسم املنازعات الدولية مشروعا يف ظل عهد عصبة األمم كلما جاء ذلك

للقوة املسلحة يعد استفاء االلتزام بالتسوية السلمية لتلك املنازعات يف حدود ما االستخدام .من عهد عصبة األمم ذاته 12كانت تقضي به املادة .احلرب املشروعة يف ظل عصبة األمم: الفرع الثاين

يف الواقع أنه على خالف األمر بالنسبة لصور احلرب غري املشروعة فإن صور احلرب ظل عصبة األمم مل يرد ذكرها صراحة غري أا تستخلص ضمنا ومبفهوم املخالفة، املشروعة يف

:من نصوص عهد العصبة ذاته وذلك على النحو التايلإذ تتمخض احلالة للحرب املشروعة يف ظل عهد عصبة األمم يف احلرب : أوال

رة من عهد العصبة الدفاعية، وتستخلص احلرب الدفاعية، مبفهوم املخالفة من نص املادة العاشاخلاصة حبظر العدوان وأساس تلك الرخصة، يف الواقع احلق الطبيعي للدول يف استخدام القوة

.املسلحة بغية رد كل عدوان قد تقع ضحية لهأما احلالة الثانية للحرب املشروعة يف ظل عهد عصبة األمم فهي حتديدا حالة : ثانيا

ويل تكون طرفا فيه بعد عرض هذا الرتاع على جلوء الدولة إىل احلرب بغية فض نزاع دالتحكيم أو القضاء أو جملس العصبة، ومرور ثالثة شهور من تاريخ صدور قرار هيئة التحكيم أو حكم القضاء أو تقرير جملس العصبة، ونستخلص هنا مشروعية احلرب يف تلك احلالة مبفهوم

صبة ذاته، غري أنه يلزم هنا أن يكون السالفة الذكر من عهد الع 12املخالفة من نص املادة

.من ميثاق عصبة األمم املتحدة 06فقرة 15و 04، فقرة 12املادتان -)115(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 54: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

54

الطرف اآلخر للرتاع قد رفض االنصياع لقرار هيئة التحكيم أو احلكم القضائي أو لتقرير جملس العصبة وقد تأكد هذا املعىن يف خصوص حالة رفض الدولة االمتثال لتقرير الس، يف ظل املادة

وافق أعضاء الس على تقرير باإلمجاع إذا "من عهد عصبة األمم، ومؤداها أنه 06فقرة 15فيما عدا مندويب طرف أو أكثر من أطراف الرتاع يوافق أعضاء العصبة على عدم االلتجاء

.للحرب ضد أي طرف يف الرتاع يكون قد نزل على التوصيات الواردة يف التقريرحالة وتتبدى الصورة الثالثة للحرب املشروعة يف ظل عهد عصبة األمم يف: ثالثـا

جلوء الدولة إىل احلرب بغية حسم نزاع دويل تكون طرفا فيه، مىت قبلت عرض األسر على جملس العصبة وذلك كلما عجز ذلك األخري عن اختاذ قراراه يف هذا الشأن بإمجاع اآلراء، غري أن الدولة تلتزم، يف تلك احلالة بعدم اللجوء إىل احلرب قبل مضي ثالثة شهور من صدور قرار

.)116(ألغلبيةامن 12والواقع أن مشروعية تلك احلالة اليت كان ميكن استخالصها ضمنا من املادة

من عهد العصبة ذاته، ومؤدى تلك 15/7عهد عصبة األمم، قد أكدا بالرغم من ذلك املادة إذ مل ينته الس إىل تقرير يوافق عليه األعضاء باإلمجاع، الذي ال حيتسب فيه "الفقرة أنه

أصوات أطراف الرتاع، حيتفظ أعضاء العصبة ألنفسهم باحلق يف اختاذ أي عمل يرونه بغية ".حفظ احلق والعدلأما احلالة الرابعة املشروعة يف ظل عهد عصبة األمم فهي حتديدا حالة جلوء :رابعـا

درج يف الدولة إىل احلرب بغية حسم نزاع دويل تكون طرفا فيه، مىت تعلق ذلك الرتاع مبسألة تنمن عهد 15/8مبقتضى املادة . صميم السلطان الداخلي لتلك الدولة، وقد تأكدت تلك احلالة

إذا ادعى أحد أطراف الرتاع وثبت للمجلس أن الرتاع " العصبة ذاته، ومؤدى تلك الفقرة أنهيتعلق مبسألة تدخل وفقا للقانون الدويل يف االختصاص الداخلي البحث ألحد طريف الرتاع،

".أن يقدم أية توصيات يف شأن تسوية الرتاع) جملس العصبة(يس للمجلس فلوغري خاف أن الدول الغربية االستعمارية قد جلأت على الدوام يف ظل نظام عهد عصبة األمم املتحدة الذي مل يكن حيضر قيام االستعمار إىل ذلك االستثناء اخلاص بالسلطان

(116)- Charles Rousseau: le droit des conflits armés, PARIS pedone 1983 p 528.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 55: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

55

ص العصبة بنظر الرتاعات املسلحة اليت كانت تواجه تلك الداخلي للدولة بغية تربير عدم اختصا .الدول من خالهلا حركات التحرر الوطنية اإلفريقية واآلسيوية

وجيدر أخريا التنويه إىل أن عهد العصبة قد صدر خاليا من أية إشارة إىل : خامسـانه تفترق يف مدى مشروعية اللجوء إىل أعمال االنتقام العسكرية، إذ على النحو السالف بيا

الواقع تلك األعمال عن احلرب مبعناها الفين الدقيق يف عدم استلزام صدور إعالن للحرب .بشأا

، وراء تلك الثغرة 1923وهو األمر الذي كان وراء تستر إيطاليا الفاشية إيبان عام احلظر إذ استندت هنا احلكومة اإليطالية إىل انعدام لكورفوابغية تربير مشروعية احتالهلا

الصريح ألعمال االنتقام العسكرية، يف ظل عهد عصبة األمم، من أجل الدفاع عن مشروعية ، ويالحظ يف هذا الشأن أن جلنة اخلرباء اليت شكلها جملس عصبة األمم بقصد لكورفواحتالهلا

ذات تقرير مدى مشروعية أعمال االنتقام العسكرية اليت جلأت إليها إيطاليا قد انتهت إىل تبين .)117(التحليل الذي دافعت عنه تلك األخرية

.حظر اللجوء إىل رخصة احلرب يف ميثاق باريس: املطلب الثالثإن موقف عهد عصبة األمم مل يكن قاطعا على النحو السالف بيانه يف حظره اللجوء

اء إىل احلرب بغية حسم الرتاعات الدولية، والواقع أن تلك الثغرة اخلطرية هي اليت كانت ور .)118(1929يوليو 24الذي دخل حيز النفاذ ) ميثاق بريان كيلوج(ميالد ميثاق باريس

كيلوج يف وجوده إىل رسالة وجهها إىل الشعب األمريكي، يف - ويدين ميثاق بريانيدعو فيها إىل تبين حظر -وزير اخلارجية الفرنسي أرستيد بريان 1927السادس من أفريل

.يف العالقات الدولية بغية حسم الرتاعات الدوليةاللجوء إىل القوة املسلحة يرمي هنا إىل إدراج ذلك احلظر يف إ طار اتفاقية ثنائية أطرافها فحسب بريانوكان

" فرانك كيلوج"كل من فرنسا والواليات املتحدة األمريكية، غري أن وزير اخلارجية األمريكي

.529شارل رسو املرجع السابق، ص - (117)

(118)- L'huillter.eléments de droit public.paris 1950 p 306.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 56: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

56

من قناة املعاهدات الدولية ةية االستفادارتأى يف هذا الشأن ومعه احلكومة األمريكية أفضلاملتعددة األطراف بغية كفالة وضمان استيفاء الطابع العام حبظر اللجوء إىل احلرب يف غري حالة

.الدفاع الشرعيليس فحسب 1928أوت 27وهو األمر الذي حدث بالفعل إذ أقر هذا امليثاق يف

ضا عدة دول أخرى أخص بالذكر ل من أملانيا الواليات املتحدة األمريكية، وفرنسا، وإمنا أيواململكة املتحدة وإيطاليا واليابان وبلجيكا ويولندا وتشيكوسلفاكيا، بل وقد اتسعت كثريا

أي قبيل اندالع 1939دائرة الدول اليت انضمت إىل ذلك امليثاق إذ بلغ عدد تلك الدولة عام .)119(دولة 63احلرب العاملية الثانية إىل

استنكارها "ت الدول األطراف يف ميثاق باريس، مبقتضى املادة األوىل منه إذ أعلنااللتجاء إىل احلرب لتسوية اخلالفات ونبذها يف ظل املادة الثانية من ذلك امليثاق أي ميثاق

".بريان كيلوج"أن مجيع اخلالفات والرتاعات اليت ميكن أن تقوم "اتفاق األطرف على ومؤداها - ".نت طبيعتها وأيا كان أصلها، ال جيوز أن تعاجل إال بالوسائل السلميةبينها، أيا كاوالواقع أنه مما ال شك فيه أن تلك النصوص كانت قاطعة للداللة يف حظر اللجوء -

إىل احلرب بغية حسم الرتاعات الدولية غري أنه يلزم التنوية إىل أن حظر احلرب قد انصرف هنا كفلت مشروعية حالة جلوء الدول إىل القوة املسلحة حني فحسب إىل حرب العدوان، حبيث .استعماهلا حلقها يف الدفاع الشرعي

النص عليها "كليوجبريال "وهو األمر الذي مل يغب عن أذهان مشرعي ميثاق - .صراحة

(119)- NGUYEN.QUOC DINA: droit international public 2éme ed-Revue et augmentée par.p.DAILLIER et A.Pellet.poris. 1980.p 857.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 57: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

57

حترم من فوائد هذه املعاهدة "إذ مؤدى ديباجة ذلك امليثاق اتفاق األطراف على أن -حث من اآلن فصاعدا عن تنمية مصاحلها الوطنية من خالل اللجوء إىل كل دولة موقعة تب

".احلربويراعي يف هذا الشأن، أن ميثاق باريس قد حذا حذو عهد عصبة األمم عند إغفاله -

.تعريف العدوان على النحو الذي يكفل ضمان عدم إساءة استخدام حق الدفاع الشرعيلتقرير املطلق للدول ذاا، اليت ما لبثت أن وكان من شأن ذلك أن ترك ذلك األمر ل -

حددت أطر بأساليب مكتوبة على حنو فرغ من كل مضمون االلتزام حبظر اللجوء إىل القوة املسلحة يف العالقات الدولية، إذ اعتربته الواليات املتحدة األمريكية متسقا مع إعمال مبدأ

ريكا الالتينية واعتربته امللكة املتحدة من حيث حقها يف التدخل السافر يف شؤون أم" مونرو"ضامنا حلقها يف حجب تدخل الدول األخرى يف شؤون الشرق األقصى على ذات حنو تقدير احلكومة الفرنسية يف خصوص حقوقها داخل مستعمراا فيما وراء البحار، واحلكومة األملانية

.)120(النازية يف شأن إعالءها لنظرية اال احليويمل تظهر فحسب يف إغفاله حتديد أطر " بريال كيلوج"أن مآخذ عهد واحلقيقة

استخدام حق الدفاع الشرعي إذ من جانب آخر، مل يلزم ذلك امليثاق إال الدول اليت أبرمته أو انضمت إليه، بل األدهى من ذلك أن العديد من هذه الدول األطراف مل تتوان عن إبداء العديد

كان من شأنه أن أضعفت القيمة العملية لاللتزام حبظر اللجوء إىل من التحفظات عليه، على حنواحلرب يف العالقات الدولية، ومن جانب ثالث صدر ميثاق باريس على عكس عهد عصبة األمم خاليا من أية إشارة إىل اجلزاءات الواجب اختاذها يف مواجهة الدول اليت ختل بذلك

من 16أن يتبىن هذا امليثاق ذات اجلزاءات اليت أقرا املادة االلتزام، والواقع أنه كان من املتصور عهد عصبة األمم غري أن عدم تطابق الدول األطراف يف كل من عهد عصبة األمم وميثاق

.كان وراء صدور ذلك األخري حممال بذلك النقص اخلطري" بريال كليوج"

.522للمزيد من املعلومات والتفصيل أنظر روسو املرجع السابق، ص (120)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 58: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

58

يان مدى مشروعية وأخريا فقد ساير ميثاق باريس عهد عصبة األمم عند إغفاله باللجوء إىل أعمال االنتقام العسكرية، وهو األمر الذي أسفر عن شيوع استخدام القوة املسلحة من جانب الدول، يف غياب من إعالن احلرب، وذلك بغية حسم الرتاعات الدولية من غري

لجوء إىل حلول الوسائل السليمة، إذ ظل هنا أيضا قائما انعدام التطابق النظري بني كل من ال .احلرب واللجوء إىل القوة املسلحة يف العالقات الدولية

.مشروعية احلرب يف ظل ميثاق األمم املتحدة: املطلب الرابعإن تلك الثغرات اجلسيمة اليت أصابت كل من عهد عصبة األمم وميثاق باريس كانت

ضمان االلتزام العام كفيلة وحدها بشحذ مهم الدول أعضاء اجلماعة الدولية إىل وجود كفالة و .بعدم اللجوء إىل القوة املسلحة يف العالقات الدولية

غري أن تلك الدول مل تنهض من الناحية العملية، إىل استفاء ذلك االلتزام القاعدي يف .جانبه النظري، إال يف أعقاب اصطدامها بالتجربة املريرة لقيام احلرب العاملية الثانية

رت يف الواقع مثرا اإلجيابية األوىل يف قيام منظمة األمم املتحدة تلك املأساة املدمرة ظه .24/10/1945الذي دخل ميثاقها حيز النفاذ يف

واحلقيقة أن اعتماد املبدأ العام يف شأن حظر اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية على إدراج هذا يدين بداءة يف وجوده إىل ميثاق األمم املتحدة ذاته، إذ حرص ذلك األخري

.احلظر ضمن املبادئ األساسية الذي يقوم على أساس منها التنظيم الدويل العاملي املعاصرميتنع أعضاء اهليئة :" من ميثاق األمم املتحدة على أن 04فقرة 02ويف ذلك تنص املادة

اضي أو مجيعا يف عالقام الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سالمة األر ". االستقالل السياسي ألية دولة أو على أي وجه آخر ال يتفق و مقاصد األمم املتحدة

وسوف نتناول يف هذا املطلب مضمون االلتزام حبظر اللجوء إىل القوة وحدوده يف ظل .ميثاق األمم املتحدة ذاته واحلاالت املشروعة الستخدام القوة املسلحة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 59: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

59

.ام حبظر اللجوء إىل القوة وحدودهمضمون االلتز: الفرع األولإذ كان من غري املشكوك فيه أن ميثاق األمم املتحدة ميثل يف الوقت الراهن القانون األساسي الذي حيكم العالقات الدولية بني أشخاص القانون الدويل العام، فإنه يفترض، من مث

.ميثاق األمم املتحدة ذاتهأن نتناول مضمون االلتزام حبظر اللجوء إىل القوة وحدوده يف ظل جتدر اإلشارة إىل أن ميثاق األمم املتحدة مل حيظر فحسب استعمال القوة يف :أوال

" التهديد"العالقات الدولية، إذ هو قد جتاوز ذلك كثريا حينما فرض أيضا االلتزام باالمتناع عن ى أي وجه آخر ال باستخدامها ضد سالمة األراضي أو االستقالل السياسي ألية دولة أو عل

يتفق ومقاصد األمم املتحدة، وميكن التمثيل للتهديد باستخدام القوة غري املشروع يف ظل ميثاق األمم املتحدة، حبالة حشد الدولة بدون مربر لقواا العسكرية يف منطقة احلدود الربية اليت

عمل أو (ل معني تفصل إقليمها عن إقليم دولة أخرى بغية حث تلك األخرية إىل انتهاج فع ).امتناع عن عملمن امليثاق قد جتاوزت يف واقع 04فقرة 02ويالحظ من جانب آخر أن املادة :ثانيا

األمر، الثغرة التقليدية اخلاصة بعدم تطابق مفهومي حظر اللجوء إىل احلرب وحظر اللجوء إىل عهد عصبة : بيانه كل من القوة يف العالقات الدولية وهي الثغرة اليت طبعت على النحو السالف

األمم وميثاق باريس، الذي مل خيطر البتة أعمال االنتقام العسكرية، إذ جاء يف ميثاق األمم يف العالقات الدولية، حبيث جتاوز احلظر هنا حالة " القوة"املتحدة صرحيا يف حظره الستخدام

انون الدويل العام التقليدي احلرب مبعناها الفين الدقيق، وهي تلك اليت يتطلب لقيامها يف القاستفاء إعالن احلرب فاحلظر يف ظل ميثاق األمم املتحدة ينصرف أيضا إىل أعمال االنتقام

.العسكرية الذي يفترض فيها بالبداهة ختلف مثل ذلك اإلعالنوقد تأكد جتاوز ميثاق األمم املتحدة لذلك الفصل التقليدي بني احلرب وأعمال

ظل قرارين هامني للجمعية العامة لألمم املتحدة ونقصد بذلك كل من االنتقام العسكرية يف يف إعالن مبادئ القانون الدويل اخلاصة بالصداقة والتعاون بني الدول الصادر

24/10/1970)121(.

.الصادر مبناسبة الدورة اخلامسة والعشرون للجمعية العامة 2625: قرار رقم(121)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 60: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

60

من جهة أخرى إذ . )122(14/12/1974العدوان الصادر يف والقرار اخلاص بتعريف .ويل الصادر يف اجلمعية العامةمؤدى إعالن مبادئ القانون الد

مبناسبة اليوبيل الفضي مليالد منظمة األمم املتحدة التزام الدول باالمتناع عن األعمال االنتقامية اليت تنطوي على استعمال القوة، وهو ذات املعىن الذي تأكد أيضا يف ظل القرار

عمال الواردة يف املادة اخلاص بتعريف العدوان، ومؤداه انطباق صفة العدوان على األ 3314 .، منه سواء صدرت بإعالن احلرب أو يدونه)123(الثالثة

ويالحظ من جانب ثالث، أن ميثاق األمم املتحدة قد جتاوز أيضا ثغرة أخرى :ثالثـاجسيمة طبعت حظر اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية، يف ظل ميثاق باريس ونقصد بذلك

ا يف مواجهة الدول غري األطراف على النحو السالف بيانه، وهو عدم انصراف ذلك االلتزام هنبريان "األمر الذي أسفر يف الواقع العملي عن إطالق أيدي الدول غري األطراف يف ميثاق

.يف اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية حتت ستار من املشروعية الدولية" كليوجتغب البتة يف أذهان مشرعي ميثاق األمم والواقع أن تلك الثغرة بالغة اخلطورة مل

من بني ذلك امليثاق قاطعة يف االلتزام غري األعضاء مبنظمة 06فقرة 2املتحدة إذ جاءت املادة األمم املتحدة بالسري على هدى من مبادئ األمم املتحدة بقدر ما تقتضيه ضرورة حفظ السلم

حظر اللجوء إىل القوة يف " مبدأ"واألمن الدويل وقد ترتب من مث على ذلك أن انصرف العالقات الدولية يف مواجهة سائر الدول أي سواء بسواء الدول األطراف والدول غري األطراف يف ميثاق األمم املتحدة وكان مؤدى ذلك بالضرورة قيام االستحالة املطلقة، يف ظل القانون

األعضاء مبنظمة األمم املتحدة الدويل العام املعاصر لتستر أي من تلك األخرية، أي الدول غري

.الصادر مبناسبة الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة 3314: قرار رقم(122)- تتطبق صفة العمل العدواين على أي من األعمال التالية سواء صدرت بإعالن احلرب أو بدونه وذلك دون "ومؤدى تلك املادة أن(123) -

.2اإلخالل بأحكام املادة قيام القوات املسلحة لدولة ما بغزو إقليم دولة أخرى أو اهلجوم عليه أو أي احتالل عسكري ولو كان مؤقتا ينجم عن مثل هذا الغزو أو -أ

.ضم إلقليم دولة أخرى أو جلزء منه استعمال القوةاهلجوم أو أي .قيام القوات املسلحة لدولة ما بقذف إقليم دولة أخرى بالقنابل أو استخدام دولة ما أية أسلحة ضد إقليم دولة أخرى-ب .ضرب حصار على موانئ دولة ما أو على سواحلها من قبل القوات املسلحة لدولة أخرى-ج

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 61: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

61

وراء قاعدة نسبية آثار املعاهدات الدولية بغية تربير حتررها من االلتزام حبظر اللجوء إىل القوة يف من ميثاق األمم املتحدة قد كفلت صراحة الطابع العام 06فقرة 02العالقات الدولية فاملادة

.)124(لذلك احلظرتحدة وجملس األمن كثريا ما جلأ إىل استخدام الرخصة بل أن اجلمعية العامة لألمم امل

املخولة هلما، مبقتضى تلك الفقرة، من أجل النظر يف العديد من الرتاعات املسلحة الدولية اليت نشبت بني أطراف افتقدت إحداها صفة العضوية باملنظمة العاملية، كما حدث مبناسبة الرتاع

.)125(ية مضيق كورفوبني اململكة املتحدة وألبانيا يف قضو جيدر أيضا التنويه إىل أن ميثاق األمم املتحدة قد جتاوز بكثري يف إطار :رابعـا

اجلزاءات اليت كفلها ملواجهة حاالت انتهاك حظر اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية، ثغرة ع ونقصد بذلك تواض" بريان كليوج"أخرى جسيمة طبعت كل من عهد عصبة األمم وميثاق

.تلك اإلجراءات يف ظل األول، وانعدامها املطلق، يف ظل الثاينهنا والواقع أن تفضيل اجلزاءات القائمة يف هذا الشأن يف ظل ميثاق األمم املتحدة ليس

.)126(جمال دراسته، حيث يندرج موضعه الطبيعي بداءة على إطار مادة املنظمات الدولية

، بقدر ما تقتضيه )مبادئ األمم املتحدة(على أن تسيري الدول غري األعضاء "رة التزام منظمة األمم املتحدة بأن تعمل مؤدى تلك الفق(124)-

".ضرورة حفظ السلم واألمن الدويلوما 20ص 1986عبد العزيز سرحان، دور حمكمة العدل الدولية يف تسوية املنازعات الدولية، الطبعة الثانية، دار النهضة العربية، . د(125) - .بعدها

.وما بعدها 186، ص 1974إبراهيم العناين، التنظيم الدويل، الطبعة األوىل، دار الفكر العريب . د (126) -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 62: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

62

منه قد خول )127(تحدة مبقتضى الفصل السابعاف أن ميثاق األمم املخبغري أنه ليس الدول اليت تنتهك االلتزام بضمان السلم واألمن جملس األمن اختاذ العديد من التدابري يف مواجهة

الدوليني، تلك التدابري غري الواردة على سبيل احلصر يف ظل الوثيقة املؤسسة للمنظمة العاملية التجارية واملالية مع مثل تلك الدول ومواطنيها كما األم، مل تقتصر عمال على قطع العالقات

.من عهد عصية األمم 16كان عليه احلال يف ظل املادة إذ يندرج أيضا يف إطار اجلزاءات اليت فصلها ميثاق األمم املتحدة قطع العالقات

جوء الدبلوماسية واالقتصادية والثقافية واالجتماعية، بل وقد خول هناك أيضا جملس األمن اللمن جهة أخرى إىل القوة املسلحة ذاا بغية ردع مثل تلك الدول عن انتهاكها لاللتزام حبظر اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية، وتصدر قرارات الس تلك يف مجيع األحوال، مبوافقة

.تسعة من أعضائه، على أن تظم تلك األغلبية أصوات األعضاء اخلمسة الدائمنيوم يف هذا الشأن على عكس احلالة بالنسبة للتدابري العسكرية اليت حجبت ومن املعل

ظروف احلرب الباردة بني الشرق والغرب عن جملس األمن مكنه اللجوء إليها، فإن سائر التدابري األخرى سرعان ما متكن ذلك األخري من استخدامها بفعالية يف مناسبات عديدة، على

إليها لغرض ردع احلكومات العنصرية لروديسيا اجلنوبية حنو ما حدث حني جلوءه املطرد .)128(وجنوب إفريقيا

يقرر جملس األمن ما إذا كان قد وقع ديد للسلم أو إخالل به أو كان ما وقع :" 39/م: من امليثاق على ما يلي 39،42تنص املواد (127)-

". حلفظ األمن والسلم الدويل أو إعادته إىل نصابه...(العدوان، ويقدم يف ذلك توصياته أو يقرر ما جيب اختاذه من التدابريعمال من أعمال أن يدعو املتنازعني لألخذ ما يراه ضروريا أو مستحسنا من ... منعا لتفاقم املوقف، لس األمن قبل أن يقدم توصياته أو يتخذ التدابري:" 40م

ؤقتة ، و ال ختل هذه التدابري املؤقتة حبقوق املتنازعني ومطالبهم أو مبركزهم وعلى جملس األمن أن حيسب لعدم أخذ املتنازعني ذه تدابري م ".التدابري املؤقتة حسابه

وله أن يطلب إىل أعضاء لس األمن أن يقرر ما جيب اختاذه من التدابري اليت ال تتطلب استخدام القوات املسلحة لتنفيذ قراراته، :" 41م ...".األمم املتحدة تطبيق هذه التدابري

ال تفي بالغرض، أو ثبت أا مل تفي به، جاز له أن يتخذ بطريق 41إذا رأى جملس األمن أن التدابري املنصوص عليها على املادة :" 42م ...".ويل أو إلعادته إىل نصابهالقوات اجلوية والبحرية والربية من األعمال ما يلزم حلفظ األمن والسلم الد

(128)- J.COMBACHU: le pouvoir de sanction de l'O.N.U: étude théorique de la ercition non-militaire. paris 1974 .P84.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 63: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

63

وألغراض ردع كل من العراق وليبيا، رغما من التسامح املتواطئ الذي قد كفله .الس يف تواتر لدولة إسرائيل

من ميثاق األمم املتحدة قد فرضت االلتزام 04فقرة 02إذا كانت املادة :خامســار اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية إال أا مل حتدد صراحة ماهية القوة اليت ينطبق العام حبظ

.يف مواجهتها ذلك احلظر :وميكن طرح التساؤل هنا على النحو التايل

هل ينصرف حظر اللجوء إىل القوة ليغطى فحسب استخدام القوة املسلحة، أو أنه القوة غري العسكرية من خالل ممارسة وسائل الضغط يتعداها هنا ليشمل أيضا حاالت استخدام

.املختلفة ومنها الضغوط السياسية واالقتصادية؟واحلقيقة أن االحتمال األول يبدو يف اعتقادنا هو األقرب إىل الصواب فهو من جانب يتفق كلية مع نية مشرعي ميثاق األمم املتحدة الذين استبعدوا بالفعل إبان مؤمتر سان

و اقتراحا كانت قد تقدمت به حكومة الربازيل، وكان ذلك االقتراح يرمي صراحة فرانسيسكإىل إدراج وسائل الضغط االقتصادية يف إطار حاالت القوة احملظور اللجوء إليها مبقتضى املادة

.، من ميثاق املنظمة العاملية04فقرة 02يثاق ذاته، ويتأكد من جانب آخر، ذلك التحليل من خالل العديد من نصوص امل

القوة املسلحة يف غري املصلحة "فديباجة ذلك األخري قاطعة الداللة يف كفالتها حظر اللجوء إىل من 44، بل إن ذلك التفسري ميكن كذلك استنباطه، على سبيل املثال، من املادة "املشتركة

.ميثاق األمم املتحدةقبل أن يطلب من عضو غري إذا قرر جملس األمن استخدام القوة، فإنه :"ومؤداها أنه

ممثل فيه تقدمي القوات املسلحة وفاءا بااللتزامات املنصوص عليها يف املادة الثالثة واألربعني، ينبغي له أن يدعو هذا العضو إىل أن يشترك إذا شاء يف القرارات اليت يصدرها فيما خيتص

".باستخدام وحدات من قوات هذا العضو املسلحةن جانب ثالث هنا قطعية داللة إعالن مبادئ القانون الدويل اخلاصة بل ال خيفى أيضا م

وهو 24/10/1970بالصداقة والتعاون بني الدول الصادر عن اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 64: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

64

القرار الذي اعترب، حني صدوره مبثابة تفسري مليثاق األمم املتحدة والواقع أنه يف ظل ذلك ر اللجوء إىل التدابري غري العسكرية يف إطار مبدأ االمتناع عن التهديد اإلعالن، مل يرد البتة حظ

باستخدام القوة أو استخدامها ضد سالمة األراضي أو االستقالل السياسي ألية دولة، أو على .أي وجه آخر يتناىف مع مقاصد األمم املتحدة

عدم التدخل يف إذ جاء ذلك، على سبيل التخصيص، يف إطار املبدأ اخلاص بااللتزام ب .الشؤون الداخلية للدول

ال جيوز ألية دولة استخدام التدابري االقتصادية أو السياسية :"فمؤدى ذلك املبدأ هنا أنهأو أي نوع آخر من التدابري أو تشجيع استخدامها إلكراه دولة أخرى على الرتول عن ممارسة

...".حقوقها السيادية وللحصول منها على أية مزاياصة القول إذن أن حظر اللجوء إىل التهديد باستخدام القوة غري العسكرية، أو فخال

استخدامها ضد سالمة األراضي أو االستقالل السياسي ألية دولة أو على أي وجه آخر ال يتفق من ميثاق األمم املتحدة إن احلظر 04فقرة 02ومقاصد األمم املتحدة ال يستند البتة إىل املادة

من امليثاق اخلاصة حيظر التدخل يف الشؤون اليت تعد 07فقرة 02بداءة على املادة هنا يرتكز .)129(من صميم االختصاص الداخلي للدول

يلزم سادسا وأخريا التنويه إىل أن مبدأ حظر اللجوء إىل القوة يف العالقات :سادســايمة كانت قد مثلت الدولية، يف ظل ميثاق األمم املتحدة قد طبعته بالرغم من ذلك ثغرة جس

من قبل إحدى لوازم كل من عهد عصبة األمم وميثاق باريس، ونقصد بذلك خلوه من أية ".العدوان"إشارة قاطعة إىل تعريف

فذلك األخري قد تطبع كما هو معلوم يعدم املشروعية يف ظل ميثاق املنظمة العاملية وة يف العالقات الدولية بل أن املادة معه اللجوء إىل الق 04فقرة 02الذي حيظر مبقتضى املادة

من امليثاق ذاا قد حرصت صراحة من جانبها على تأكيد ذلك احلظر، فمؤدى تلك املادة 51

السلطان الداخلي ليس يف امليثاق ما يسوغ لألمم املتحدة أن تتدخل يف الشؤون اليت تكون من صميم :"مضمون تلك املادة أنه - (129)

القمع للدولة، وليس فيه ما يقتضي األعضاء أن يعرضوا مثل هذه املسائل ألن حتل حبكم هذا امليثاق، على أن هذا املبدأ ال خيل بتطبيق تدابري ".الواردة يف الفصل السابع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 65: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

65

احلق الطبيعي للدول فرادى أو مجاعات يف الدفاع عن "عدم إنقاص ميثاق األمم املتحدة إىل أن يتخذ جملس األمن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء األمم املتحدة وذلك

...".التدابري الالزمة للسلم واألمن الدويلواحلقيقة أن صدور ميثاق املنظمة العاملية خاليا من أية إشارة إىل املقصود بالعدوان قد ساهم بال شك يف إضعاف فعالية ذلك املبدأ الذي ميثل دعامة قيام منظمة األمم املتحدة،

إذ ما لبثت هنا العديد من الدول أن . القوة يف العالقات الدوليةونقصد بذلك حظر اللجوء إىل تذرعت وراء ذلك النقص لغرض فرض تعريف فضفاض للعدوان يفي مبقتضيات إعمال

.سياساا األمنية التوسعيةوقد جاء ذلك على حنو سرعان ما فرغ من كل مضمون العدوان وهو يف ظل املادة

حال على إقليم دولة فمن جانب تبنت إسرائيل نظرية اعتداء مسلح-السالفة الذكر 51العدوان االحتمايل الذي يشفع هلا يف اللجوء إىل ممارسة حق الدفاع الوقائي، ومن جانب آخر قررت الواليات املتحدة األمريكية عدم اصطدام سياساا الثابتة يف التدخل يف شؤون دول

.مع مقتضيات االلتزام حبظر اللجوء إىل العدوان" نرومو"أمريكا الالتينية مبقتضى إعماهلا ملبدأ ومن جانب ثالث، ارتأى االحتاد السوفيايت من جانبه إمكانية توافق إعماله لذلك االلتزام مع انتهاجه، يف ذات الوقت لسياسته اخلاصة بالتدخل يف شؤون دول أوروبا

.)130(الشرقيةع ذلك النقص اجلسيم حىت منتصف واحلقيقة أنه قدر للجماعة الدولية أن تتعايش م

اجلمعية العامة لألمم املتحدة 14/09/1974حقبة السبعينيات من هذا القرن إذ تبنت أخريا يف .قرارها الشهري بتعريف العدوان

(130)- W.E.Buttler. Soviet attitudes toward intervention inlaur and cuvil war in the wodern world, ed. By.J.N.woore. Baltimore 1974,p380.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 66: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

66

استعمال القوة املسلحة من "ومضمون ذلك التعريف انصراف ذلك األخري إىل حاالت مة أراضيها أو استقالهلا السياسي أو على أي جانب دولة ما ضد سيادة دولة أخرى أو سال

.)131( ..."وجه آخر يتناىف مع ميثاق األمم املتحدةخالصة القول إذن أن اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية قد أصابه احلظر يف ظل ميثاق األمم املتحدة، غري أن ذلك األخري مل يعمل احلظر هنا على إطالقه إذ هناك مثة حاالت

فيها ميثاق األمم املتحدة استخدام القوة املسلحة يف العالقات الدولية، وهي احلاالت اليت أباح :تناوهلا يف الفرع التايلاحلاالت املشروعة الستخدام القوة املسلحة يف ظل ميثاق األمم : الفرع الثاين

.املتحدةة أجاز فيها إن استقراء نصوص ميثاق األمم املتحدة يتبني معه وجود مثة حاالت مخس

ذلك األخري ألشخاص القانون الدويل العام اللجوء إىل القوة املسلحة يف إطار من التسامح من ميثاق ذاته، 04الفقرة 02واإلجازة اليت مل يلحقها من مث احلظر القائم يف ظل املادة

: عامليةوالواقع أن أربعة فحسب من تلك احلاالت ميكن استخالصها صراحة من ميثاق املنظمة الإزاء أي II أو ختص باستخدامها إبان احلرب العاملية -التدابري اليت اختذت: أوال .من دول احملور

وتتمثل احلالة األوىل، وهي حالة قد أضحت جد تارخيية من صفة املشروعية اليت بان إ- أضفاها مشرعوا ميثاق األمم املتحدة على كافة التدابري اليت اختذت أو ترخص باستخدامها

.)132(-احلرب العاملية الثانية إزاء أي من دول احملوروالواقع أن تلك احلالة قد جاء ذكرها يف إطار الفصل الثامن من ميثاق األمم املتحدة

.اخلاص بالتنظيمات اإلقليمية

).29(الصادر عن اجلمعية العامة دورا التاسعة والعشرين 3314قرار رقم (131)- . 930، ص 1974حممد طلعت الغنيمي، التنظيم الدويل، منشأة املعارف / د(132)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 67: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

67

إن تأثريا منهم االجتاه الفقهي القائم باعتبار األحالف العسكرية منظمات دولية إبان احلرب العاملية الثانية -ا امليثاق باستثناء التدابري العسكرية اليت اختذهاإقليمية، ارتأى مشرعو

.))133لس األمن -دول احللفاء إزاء دول احملور من الرقابة السابقة والالحقة 53وقد تأكدت صراحة مشروعية تلك احلالة التارخيية يف ظل الشق الثاين من املادة

التدابري اليت "، ومفادها أن تستثين من رقابة جملس األمن تلك من ميثاق األمم املتحدة 01فقرة ، وهو ذات املعىن الذي أكدته أيضا من جانبها املادة ..."تتخذ ضد أية دولة من دول األعداء

ليس يف هذا امليثاق ما يبطل أو مينع أي عمل إزاء دولة كانت : "من امليثاق و مفادها أنه 107لثانية معادية إلحدى الدول املوقعة على هذا امليثاق إذا كان هذا العمل يف أثناء احلرب العاملية ا

".قد اختذ أو رخص به نتيجة لتلك احلرب من قبل احلكومات املسئولة عن القيام ذا العملمنع سياسة العدوان من جانب دول احملور ذاا وعلى خالف احلالة األوىل :ثانيــا

الثانية اليت ستظل باحلماية واملشروعية، يف ظل ميثاق األمم اليت جتاوزها الزمن فإن احلالةاملتحدة، تظهر من خالل التدابري اليت يكون املقصود منها، بعد احلرب العاملية الثانية منع سياسة

.العدوان من جانب دول احملور ذاافقر ة ال 53وقد تأكدت تلك احلالة يف ظل اجلملة الثانية من الشق الثاين من املادة

التدابري اليت يكون "من ميثاق األمم املتحدة ومضموا أن تستثين من رقابة جملس األمن 01، )دول احملور(املقصود ا يف التنظيمات اإلقليمية منع جتدد سياسة العدوان من جانب دولة من

وذلك إىل أن حيني الوقت الذي قد يعهد فيه إىل منظمة األمم املتحدة، بناء على طلباحلكومات ذات الشأن، باملسؤولية عن منع كل عدوان آخر من جانب أية دولة من تلك

".الدول

.143-142ص خازم حممد عتلم، املنظمات الدولية اإلقليمية، ص. د(133)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 68: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

68

ويف الواقع وعلى الرغم من االعتقاد السائد بأن انتهاء ظروف احلرب العاملية الثانية، من جانب، وحتول دول احملور إىل املعسكر الغريب الرأمسايل من جانب ثاين، وقبول عضويتها

األمم املتحدة مبا يكفله ذلك من ضمان لسيادا وسالمة أراضيها واستقالهلا السياسي مبنظمة .)134(من جانب ثالث، قد ترتب عليه أن أضحى ذلك االستثناء من قبيل النصوص التارخيية

ويؤكد هذا الرأي ويعززه استقراء األعمال التحضريية مليثاق األمم املتحدة ذاته، إذ ة من تلك النصوص إضفاء الشرعية الدولية على اإلستراتيجية اليت كان املقصود بصفة خاص

ارتآها احللفاء بغية إعادة تشكيل دول احملور على النحو الذي يضمن عدم تكرار جتربيت احلرب .العاملية األوىل والثانية

وكانت تلك اإلستراتيجية حمورها ضمان عدم إعادة تسليح تلك الدول مستقبال، من .ملقاليد احلكم ا، من جانب آخر" السلم الدويل"ة تقلد أنصار جانب، وكفال

وقد عهد إىل معاهدات السالم اليت أبرمها احللفاء، غداة احلرب العاملية الثانية، مع كل .من دول احملور مبهمة الترمجة التفصيلية لتلك اإلستراتيجية

دول من االلتزامات امللقاة غري أن تشكك احللفاء من إمكانية التحلل املستقبلي لتلك ال على عاتقها مبقتضى تلك املعاهدات، وختوفهم من احتمال متلص أملانيا من سياسة عدم التسلح كان وراء ابتكارهم لنظام الرقابة يكفل ردع دول احملور عن اخلروج على االلتزامات الواردة

قدر احللفاء هنا أن هذا النظام يف معاهدات السالم اليت أبرمت غداة احلرب العاملية الثانية، وقدالرقايب يلزم أال يعهد به إىل جملس األمن خشية يف ذلك من تراخي هذا األخري أو عدم متكنه من النهوض بتلك املهمة بسبب اعتراض إحدى الدول الكربى دائمة العضوية، وكان مؤدى ذلك

بتلك املهمة بوصفها " إلقليميةالتنظيمات ا"إىل 01فقرة 53العهود يف الشق الثاين من املادة هنا أداة احللفاء يف كفالة الرقابة على عدم اخلروج على إستراتيجية عدم تسليح دول

غري أنه يلزم التنويه هنا إىل أن التنظيمات اإلقليمية املشار إليها يف الترمجة العربية . )135(احملور .باملعىن الفين الدقيق هلذا النص ال يقصد ا البتة املنظمات الدولية اإلقليمية

.934حممد طلعت الغنيمي، املرجع السابق ص . د(134)- 53/01ملزيد من التفصيل يف خلفية اجلملة الثانية من الشق الثاين من املادة (135)-

p. VELLAS,le régionalisme international et l'organisation des nation unies. Paris pedone 1948.p122.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 69: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

69

فكال النصني الفرنسي واالجنليزي، ومها املعتمدان يف هذا الشأن، يعهدان بتلك املهمة ، دون أدىن إشارة إىل املنظمات (les accords régionaux) " االتفاقيات اإلقليمية"إىل

احلال عكس ما هو عليه Rgional Agencies- les organismes Régionaux) (اإلقليمية يف مسائل نصوص الفصل الثامن من ميثاق األمم املتحدة حيث التالزم الدائم بني اصطالحي

.)136(التنظيمات اإلقليمية والوكاالت اإلقليميةويف الواقع، وكما سبق أن نوه بذلك املندوب الفرنسي يف مؤمتر سان فرانسيسكو،

، ال تتسم 01فقرة 53شق الثاين من املادة جورج بيدو، فاالتفاقيات اإلقليمية املشار إليها يف الالبتة بالتأقيت، إذ هي نصوص وضعت لتنظيم العالقات الدولية للمجتمع الدويل خالل فترة ما

هو متكني األحالف العسكري من مواجهة أية - يف حقيقة األمر- بعد احلرب واملقصود منها الف العسكرية، أي من دول احملور سياسة للتسليح قد ترتئيها مستقبال واستقالال عن األح

باملخالفة للحظر القائم يف مواجهتها حىت اآلن، يف هذا الشأن ، إذ أن انضمام تلك الدول إىل املعسكر الغريب مل يرتب إىل اآلن إعادة النظر يف تلك اإلستراتيجية اجلوهرية اليت استقرت عليها

.انيةالدول الكربى من احللفاء إبان احلرب العاملية الث 1990ولعلى أبلغ دليل معاصر على رجاحة ذلك التحليل قد جتلى مؤخرا وإبان عام

مبناسبة قيام أملانيا املوحدة، إذا ارتبط هنا مصري إعادة توحيد تلك الدول بعد ايار صور برلني ت باملوافقة املسبقة لتلك الدول الكربى، ومنها بصفة خاصة كل من االحتاد السوفيايت والواليا

املتحدة األمريكية وفرنسا واململكة املتحدة الذين كان هلم الدور الفاعل الرئيسي يف إصدار .الضوء الذي مهد إلعادة توحيد أملانيا واالعتراف ا من قبل اتمع الدويل

خالصة القول أن املقصود من اصطالح االتفاقيات اإلقليمية الوارد يف الشق الثاين من من األصل الفرنسي واالجنليزي واصطالح التنظيمات اإلقليمية، يف النص 1 فقرة 53املادة

العريب من ميثاق األمم املتحدة هو إذن األحالف العسكري، وليس املنظمات اإلقليمية، باعتبار

.54وأيضا املادة 01، فقرة 53والشق األول من املادة 03-02-01فقرة 52ظر على سبيل املثال املادة للمزيد أن(136)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 70: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

70

تلك األحالف هي أداة تلك الدول الكربى يف ضمان إعادة تشكيل دول احملور يف أعقاب .)137(احلرب العاملية الثانية .نظـام األمـن اجلماعي: ثالثـا

أما احلالة الثالثة اليت استظلت هي األخرى باحلماية واملشروعية يف ظل ميثاق األمم املتحدة فهي تظهر حتديدا من خالل نظام األمن اجلماعي الذي أو كل ذلك امليثاق إىل جملس

.األمن مهمة النهوض بهلعاملية األم يكشف صراحة كفالة ذلك من ميثاق املنظمة ا 42إن استقراء املادة

األخري، بصفة خاصة، حلق جملس األمن يف اللجوء إىل القوة املسلحة يف مواجهة الدولة اليت متعن يف انتهاك التزامات امليثاق اجلوهري، وذلك ألغراض كفالة القرارات الصادرة عنه وإلعادة

.مقتضيات السلم واألمن الدوليني إىل نصاما 41إذا رأى جملس األمن أن التدابري املنصوص عليها يف املادة "لتلك املادة إذ وفقا

ال تفي بالغرض أو إذا ثبت أا مل تف به، ) اجلزاءات اليت ال تتطلب استخدام القوة املسلحة(جاز له أن يتخذ بطريق القوات اجلوية أو البحرية أو الربية من األعمال ما يلزم حلفظ السلم

.يل أو إلعادته إىل نصابهواألمن الدووجيوز أن نتناول هذه األعمال املظاهرات واحلصر والعمليات األخرى بطريق القوات

.)138(اجلوية أو البحرية أو الربية التابعة ألعضاء األمم املتحدةوواقع األمر أن نظام األمن اجلماعي، ممثال يف أعمال القمع العسكرية مل يعهد به ميثاق

إىل جملس األمن وحده يف حاالت ديد السلم الدويل أم اإلخالل به أم وقوع األمم املتحدةمن ميثاق األمم املتحدة يف مجلتها األوىل، يفيد 01فقرة 53عدوان، إذ أن استقراء املادة

صراحة إىل ذلك املعىن يف مؤمتر سان فرانسسكو " جورج بيدو"مبناسبة تعليقه على الشق الثاين من تلك املادة، نوه املندوب الفرنسي (137)-

les accords régionaux spéciaux en question sont d'une nature virtuellement ": حينما قالpermenente, ils sont de variables alliances, je dis bien alliance. Il faut appeler les choses

par leur man, même et surtout en. Diplomatie" :بطرس غايل يف كتابه: الدكتور

* Contribution à l'etude des euteutes régionales, paris.pédone, 1949 p 127 . .وما بعدها 139املرجع السابق، ص - املنظمات الدولية اإلقليمية-معتلحازم حممد . د(138)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 71: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

71

القمع حتت إشراف تصراحة إمكانية جلوء املنظمات الدولية اإلقليمية ذاا إىل مباشرة إجراءايستخدم جملس األمن تلك التنظيمات و : ألمن ذاته، فمؤدى ذلك النص هنا أنورقابة جملس ا

الوكاالت اإلقليمية يف أعمال القمع، كلما رأى ذلك مالئما، ويكون عملها حينئذ حتت مراقبته وإشرافه، أما التنظيمات والوكاالت نفسها فإنه ال جيوز مبقتضاها أو على يدها القيام

.)139(بغري إذن الس بأي عمل من أعمال القمعفمؤدى ذلك إذن أن ينحصر هنا دور املنظمات الدولية اإلقليمية يف تطبيق مفردات السياسة العامة اليت يرتئيها على سبيل التخصيص جملس األمن ذاته، وقد حرص مشرعوا ميثاق

لك من ، وقد جاء ذ01فقرة / 53األمم املتحدة على تأكيد تلك التبعية صراحة يف صدر املادة يستخدم جملس األمن تلك التنظيمات :"جانب من خالل استهالهلم تلك الفقرة بعبارة

ومضمون ذلك النص إخضاع " والوكاالت اإلقليمية يف أعمال القمع كلما رأى ذلك مالئمامباشرة أعمال القمع مبعرفة املنظمات اإلقليمية هليمنة جملس األمن الذي رخص له كلما رأى

عتمادها كأداة من أدوات حتقيق أهدافه يف إعادة السلم واألمن الدوليني إىل ذلك مالئما، ا .نصاما

وتظهر تلك التبعية، من جانب آخر يف استلزام حصول املنظمات اإلقليمية على هذا القيد يستفاد صراحة . ترخيص مسبق من جملس األمن قبل مباشرا ألي من أعمال القمع

القيام بأي عمل " ا اليت حتضر على املنظمات والوكاالت اإلقليميةذا 01فقرة 53من املادة وتظهر تلك التبعية من جانب ثالث يف إخضاع مثل تلك " من أعمال القمع بغري إذن الس

، بل وتظهر "كرقابة جملس األمن وإشرافه"األعمال اليت يرخص للمنظمات اإلقليمية القيام ا .ادة الرابعة واخلمسني من ميثاق األمم املتحدة ذااأخريا، تلك التبعية من نصوص امل

جيب أن يكون جملس األمن على علم تام مبا جيري من األعمال حلفظ " ومؤداها أنه،السلم واألمن الدويل مبقتضى التنظيمات أو بواسطة وكاالت إقليمية أو ما يزمع إجراؤه

.)140(منها

.وما بعدها 139، ص نفسهرجع امل متلحازم حممد ع. د(139)- . 147-146 ص املرجع السابق، ص -متلحازم حممد ع(140)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 72: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

72

ادرة عن املنظمات اإلقليمية للرقابة و يترتب على ذلك إذا إخضاع تلك األعمال الص . الالحقة لس األمن أيضا

وتستوي هنا األعمال اليت تتبلور يف التسوية السلمية للرتاعات السلمية، واألعمال اليت تتمخض يف اختاذ إجراءات القمع، وهو األمر الذي كان يؤكده، من جانب آخر النص

الصادرة عن ) (toute action اخضاع كافة األعمال الفرنسي لتلك املادة الذي كان صرحيا يف .املنظمات اإلقليمية لرقابة جملس األمن الالحقة وإشرافه

وجدير بالذكر أن جملس األمن مل يلجأ حىت اآلن إىل استخدام رخصة مباشرة أعمال القمع العسكرية، مبعرفته شخصيا، ضد أي من الدول، ومكمن ذلك ظروف احلرب الباردة،

الواليات املتحدة األمريكية واالحتاد السوفيايت اليت كان من شأا جتميد جملس األمن اعتبارا بني من عقد اخلمسينيات، مث استئثار الواليات املتحدة بإدارة األزمات الدولية وفق أصول نظامها

.العاملي اجلديد اعتبارا من العقد احلايل للتسعينياتالرخصة املخولة له ملقتضى املادة الثانية واألربعني من إذ جملس األمن مل يستخدم البتة

ميثاق األمم املتحدة، يف أي من حاالت ديد السلم واألمن الدوليني وهو األمر الذي قد جتلى ، فسواء مبناسبة 1991، ومبناسبة حرب الكويت إبان 1950جبالء مبناسبة حرب كوريا إبان ، وإمنا تعلق فحسب حتديدا مبباشرة "حرب األمم املتحدة":األوىل أو الثانية مل يتعلق األمر بـ

جمموعة من احللفاء رخصة الدفاع الشرعي اجلماعي ألغراض رد العدوان عن الدولة املعتدى وإذا كان جملس األمن مل يلجأ إىل اآلن إىل استخدام رخصة مباشرة أعمال القمع . عليها

ن األمر قد حتقق من جانب آخر، ولذات العسكرية، مبعرفته شخصيا، ضد أي من الدول، فإ األسباب يف شأن استخدامه للمنظمات اإلقليمية يف مباشرة إجراءات القمع، إذ مل تلجـأ أيضا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 73: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

73

إىل اآلن أي من املنظمات اإلقليمية إىل مباشرة أعمال القمع، وفقا ملقتضيات املادة .)141(من ميثاق األمم املتحدة 01فقرة 53

.ع الشرعيحالة الدفا: رابعاأما احلالة الرابعة لالستخدام املشروع للقوة املسلحة يف ظل ميثاق األمم املتحدة فهي

.حتديدا حالة الدفاع الشرعيواحلقيقة أن تلك احلالة، اليت تعد أكثر انتشارا يف ظل العالقات الدولية املعاصرة،

الشرعي اجلماعي من تتمخض عن صورتني، مها الدفاع الشرعي الفردي من جانب، والدفاع .جانب آخر

:" وقد خص ميثاق األمم املتحدة تلك احلالة باملادة احلادية واخلمسني منه، ومؤداها أنهليس يف هذا امليثاق ما يضعف أو ينتقص احلق الطبيعي للدول، فرادى أو مجاعات، يف الدفاع

ك إىل أن يتخذ جملس وذل" األمم املتحدة"عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء األمن التدابري الالزمة حلفظ السلم واألمن الدويل، والتدابري اليت اختذها األعضاء استعماال حلق الدفاع عن النفس تبلغ إىل الس فورا وال تؤثر تلك التدابري بأي حال فيما للمجلس مبقتضى

أن يتخذ يف أي وقت ما يرى من احلق يف -سلطاته ومسؤولياته املستمدة من أحكام هذا امليثاق ".ضرورة الختاذه من األعمال حلفظ السلم ولألمن الدويل أو إلعادته إىل نصابه

إىل أن إحدى املنظمات الدويل اإلقليمية قد جلأت إىل مباشرة إجراءات القمع دون ما احلصول على استئذان غري أنه جتدر اإلشارة (141)-

مسبق لس األمن، وقد حدث ذلك مبناسبة تدخل منظمة الدول األمريكية وكوبا والدومينيكان، وكانت حجة الواليات املتحدة آنذاك، تبلور راف تلك املادة فحسب إىل إجراءات القمع، واليت تتطلب استخدام صعلى أساس ان 01فقرة 53يف عدم خضوع تلك املمارسات للمادة

:القوة املسلحة الصادرة بقرار ملزم من املنظمة اإلقليمية أنظرR.A. AKIN DELE E: the organisation and promation of word peace: of universal –regional relation ship.

Unu, of toronto press 1976, pp9-13. -L.HENKIN: haw nations behave: law and foreign policy. London,1968 pp216.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 74: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

74

تتمخض الصورة األوىل لتلك احلالة الرابعة اليت حنن بصدد دراستها اآلن يف إباحة -1 االستثناء ميثاق األمم املتحدة اللجوء إىل ممارسة حق الدفاع الشرعي الفردي، والواقع أن ذلك

للدول ال ميلك دستور املنظمة الدولية العاملية األم )142(،"حق طبيعي"الذي اعتربه امليثاق مبثابة إال تأكيده، ينصرف إىل حالة جلوء الدولة إىل استخدام القوة املسلحة ألغراض دفع عدوان وقع

.عليهايثاق األمم املتحدة للجوء أما الصورة الثانية لتلك احلالة ذاا، فهي تتمخض يف إباحة م

إىل حق الدفاع الشرعي اجلماعي من جانب دولة أو دول مل تقع فريسة لعدوان، ألغراض رد .عدوان وقع على دولة حليفة

فجوهر التمييز إذن بني صوريت ممارسة حق الدفاع الشرعي أنه يف حالة الدفاع ألغراض رد –لقوة املسلحة ا باستخدامفترض أن تكون الدولة املضطلعة يالشرعي الفردي

.هي ذاا الدولة املعتدى عليها -العدوانأما يف حالة الدفاع الشرعي اجلماعي فإنه ال يفترض يف الدولة أو الدول املضطلعة

.القوة املسلحة ألغراض رد العدوان أن تكون هي ذاا الدولة املعتدى عليها باستخدامة رخصة الدفاع الشرعي اجلماعي هي دول تقع إذ الدول اليت ختتار طواعية ممارس

حبسب األصل عند وقوع العدوان أو خارج النطاق اجلغرايف لسريان العمليات احلربية بني .اخلصوم من الدولة املعتدية والدولة املعتدى عليها

وشأن تلك الدول يف ذلك هو شأن الواليات املتحدة األمريكية أو مجهورية مصر فهاتان الدولتان كانتا 1990املثال، مبناسبة الغزو العراقي للكويت يف أوت العربية على سبيل

إىل ممارسة حق الدفاع الشرعي االنضمامطواعية اختارتهنا حبسب األصل، دول حمايدة جملسمن ميثاق األمم املتحدة، حسبما كشف عنه صراحة قرار 51اجلماعي، أي وفقا للمادة

.ويف ذلك يقول العالمة الفرنسي مونتسكيو(142)-

La vie des états est comme elle des hommes ceux-ci ont le droit de tuer, dans le cas de la défence naturelle: ceux la ont le droit de faire la guerre pour leur propre conservation… (de l'ésprit des lois .livre.x chap 11 ed flammarion toure 1.p 273.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 75: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

75

15/01/1991الذي حدد للعراق مهلة تنتهي يف 29/11/1990الصادر يف 678األمن رقم .)143(القوة املسلحة لرد العدوان العراقي باستخداميؤذن بعدها حللفاء الكويت

وواقع األمر أنه على عكس الوضع بالنسبة حلق الدفاع الشرعي الفردي الذي القى -2بيعيا للدول، فإن حق الدفاع بإعتباره ط )144(إمجاع الدول األطراف يف مؤمتر سان فرانسيسكو .الشرعي اجلماعي ظهر بصدده إبان املؤمتر إجتاهان

وكان اإلجتاه األول، الذي عربت عنه بصفة خاصة دول أمريكا الالتينية يرمي إىل تشجيع جمموعات الدول يف سعيها إىل اإلرتباط بإتفاقيات عسكرية للدفاع املشترك، وذلك

تصاقه مبجلس األمن نتيجة للممارسة التحكيمية حلق الفيتو حتسبا للشكل الذي كان خيشى إلمن جانب إحدى الدول الكربى، وقد القى هذا اإلجتاه تأييد غالبية الدول حيث مل تقف يف مواجهته غري الواليات املتحدة األمريكية إذ كانت نزعة تلك األخرية إىل السيطرة على

ية لس األمن وراء رفضها هلذا اإلجتاه الذي جاء مقدرات السياسة العاملية عرب القناة األحادمثرة ملا لقيه من تأييد جارف من وفود بقية الدول 51إدراجه بالرغم من ذلك يف إطار املادة

.)145(املشتركة يف مؤمتر سان فرانسيسكووجتدر اإلشارة إىل التصريح الذي أدىل به، يف هذا الصدد، املندوب الكولوميب حينما

الدفاع الشرعي اجلماعي يف صدر امليثاق اصطالحول أمريكا الالتينية تعترب أن إدراج أكد أن داإلقليمية اخلاصة بالدفاع لالتفاقياتيعد مبثابة إقرار من جانب األمم املتحدة ومبايعة من جانبها

اتفاقاملشترك القائمة بني جمموعات الدول كما هو حال دول أمريكا الالتينية يف إطار .)Chapuliepec( )146(لتوبيك شابو

. 159، ص 1991لشهر يناير 103، الة السياسية الدولية العدد 678أنظر نص قرار حملي األمن رقم (143)-

(144)- Casse: (article) in la charte des notions Unies, cit p 7715. (145)- L.M GOODRISH and E: HAMBRO; charter of the united Nations commentary and documents, 2 d, ed London, stevens, sons, 1949 pp 297-308. (146)- D.W BOWET: Self defence in international law, manchester uni, press 1958 p 183.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 76: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

76

قد نص على 1945ومن املعلوم أن هذا اإلتفاق الذي أبرم يف الثالث من مارس إعتبار كل عدوان تنشئه إحدى الدول غري األمريكية على إحدى الدول األمريكية مبثابة عدوان

.)147(على سائر الدول األمريكية ذاا ، حول األساس النظري)148(الفقه الدويل كان عليه األمر فقد ثار خالف يفما وأيا -

.من ميثاق األمم املتحدة 51ملمارسة حق الدفاع الشرعي اجلماعي طبقا لنص املادة إذ قياسا يف ذلك على أساس مباشرة حق الدفاع الشرعي الفردي، ذهب جانب من

يف وجوده الفقه إىل إعتبار ممارسة حق الدفاع الشرعي اجلماعي مبثابة حق طبيعي للدول سابق .على قيام اجلماعة الدولية ذاا

والواقع أن هذا الرأي الذي يكفل حلق الدفاع الشرعي اجلماعي أساسا مل تؤكده أبدا ومل تعززه املمارسات الدولية، يصطدم كذلك مع أهداف منظمة األمم املتحدة ومبادئها،

من الدويل للتكتالت ومكمن ذلك تشجيعه السافر للعهود مبهمة احلفاظ على السلم واأل .الدولية، خارج إطار املنظمة العاملية ذات اإلختصاص األصيل يف هذا الشأن

وقد كان هلذا اإلجتاه أن ظهر يف الفقه الدويل إجتاه آخر من شأنه إعتبار أساس ممارسة حق الدفاع الشرعي اجلماعي هو وض التكتالت الدولية مبهمة حفظ السلم واألمن الدويل

إحترام قواعد القانون الدويل مىت ثبت باليقني عجز جملس األمن عن النهوض م، غري وكفالةأن هذا الرأي يوكل من الناحية الواقعية إىل التكتالت العسكرية الدور الرائد يف احلفاظ على

.السلم واألمن الدويل يعيبه بصفة أساسية مصادرته على املطلوبالذي يكفل مثل هذا احللول، ويف الواقع فإنه يبدو حيث هو مل يربز األساس القانوين

لنا أقرب إىل الصواب تأسيس مباشرة حق الدفاع الشرعي اجلماعي على ممارسة الدول مجاعة .لذات احلق الذي متلكه فرادى

تعترب "على أن 13/04/1950ويف ذات املعىن تنص املادة الثالثة من معاهدة الدفاع املشترك اليت أقرها جملس جامعة الدول العربية يف (147)-

".الدول املتعاقدة كل اعتداء مسلح يقع على أية دولة أو أكثر منها أو على قواا، اعتداء عليها مجيعاأنه إذا وقـع "من ميثاق جامعة الدول العربية ذاته، ومؤدى تلك املادة 06ته، من قبل املعاهدة العربية للدفاع املشترك املادة وذات املعىن أكد-

) جملـس اجلامعـة (اعتداء من دولة على دولة من أعضاء اجلامعة أو خشي وقوعه، فللدولة املعتدى عليها أو املهددة باالعتداء أن تطلب دعوة . ..."ا، ويقرر الس التدابري الالزمة لدفع هذا االعتداء لإلنعقاد فور

. 270-200املرجع السابق ص Bowettأنظر (148)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 77: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

77

األحالف العسكرية، يف أعقاب احلرب العاملية الثانية وقيام انتشارويف الواقع فقد جاء ة كرد فعل لفشل نظام األمن اجلماعي كما تصوره مشرعو ميثاق األمم منظمة األمم املتحد

احلرب الباردة بني الواليات املتحدة األمريكية واإلحتاد السوفيايت وقد الندالعاملتحدة نتيجة ، وخنص منها بالذكر كل من حلف )149(كان نتيجة ذلك ظهور العديد من األحالف العسكرية

ومعاهدة ،04/04/1949واشنطن املربمة يف اتفاقيةيف تأسيسه إىل مشال األطلنطي، الذين يدين الدفاع املشترك والتعاون االقتصادي الذي أقرها جملس جامعة الدول العربية يف

، وحلف مانيال جلنوب شرق آسيا، الذي يدين بوجوده إىل إتفاقية مانيال )150(13/04/1950الذي جرى تأسيسه يف ) حلف بغداد سابقا( وحلف املعاهدة املركزية 08/09/1954املوقعة يف

وقبلهم 14/05/1955وارسو املربمة يف التفاقية اوحلف وارسو، املنشأ وفق ،24/02/1955وتدعم بعد 1945مجيعا حلف الشابولتوبيك الذي أسسته الدول األمريكية يف الثالث من مارس

.1948و، 1947مي ذلك مبقتضى كل من ميثاق ريودي جانريو وإتفاقية بوجوتا لعاوقد أدى ظهور العديد من األحالف العسكرية يف الواقع الدويل املعاصر أن إختلف -

الفقه أيضا يف تكييفه لطبيعة العالقة اليت تربط تلك األحالف مبيثاق األمم املتحدة إذ ذهب ار إىل إعتبار األحالف العسكرية تنظيمات إقليمية تندرج من مث يف إط )151(جانب من الفقه

.الفصل الثامن من ميثاق األمم املتحدةعنصرا باعتبارهاجلوار اجلغرايف اشتراطوحيث أن القول بذلك كان يتطلب عدم -اإلقليمية، حىت يتسىن إعمال تلك األخرية على األحالف العسكرية الذي االتفاقياتلصيقا يف

قيام باستلزامر هذا الرأي هنا أنصا اكتفىيضم معظمها دوال تنتمي إىل قارات خمتلفة، فقد غالبية الفقه، قد جانبه اعتراضعناصر الضمان السياسي فحسب، غري أن هذا الرأي الذي الق

:الصواب من زاويتنيإذ من جانب مل تنصرف أبدا إرادة الدولة املؤسسة لألحالف العسكرية على إدراجها

مر يؤكد على العكس من ذلك، أن نية يف إطار الفصل الثامن من ميثاق األمم املتحدة، فواقع األ

(149)- L.M. GOODRICH: the United Nations London, stevens Sons 1960 p. 169-176. لسطني، االستثناء الوحيد هنا حيث مل خترج إىل حيز الوجود يف احلقيقة متثل تلك االتفاقية، اليت أقرت نتيجة للهزمية العربية يف حرب ف(150)-

. نتيجة للحرب الباردة (151)- H.Kelsen: the Low of the United Nations, london, stevens sons 1951 p. 920-925.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 78: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

78

من ميثاق 51صراحة إىل إخضاع األحالف العسكرية لنص املادة انصرفتتلك الدول قد إىل تلك املادة يستفاد صراحة من الوثائق املؤسسة لتلك األحالف، االستناداألمم املتحدة، إذ

) 04املادة (ارسو وحلف و) 05املادة (كما هو عليه احلال يف كل من حلف األطلنطي ).02املادة ( االقتصاديويف املعاهدة العربية للدفاع املشترك والتعاون ) 05املادة (وحلف ريو

من ميثاق 54، 53أحكام املادتني انطباقومن جانب آخر فإن مؤدى هذا الرأي .)152(األمم املتحدة يف مواجهة األحالف العسكرية

من ميثاق 51ائمة يف الوقت الراهن إىل املادة غري أن إسناد األحالف العسكرية الق -األمم املتحدة ليس مؤداه بالرغم من ذلك اإلقرار مبشروعية ممارستها العسكرية املؤسسة على

.أساس حق الدفاع الشرعي اجلماعيالرقابة الالحقة لس األمن على استلزامصرحية للغاية ليس فحسب يف 51إذ املادة -

وقوع عدوان مسلح قبل الشروع يف مباشرة استلزامت، ولكن أيضا يف مثل تلك اإلجراءا .رخصة الدفاع الشرعي اجلماعي

احلاالت اليت جلأت مبناسبتها الدول املؤسسة لألحالف العسكرية استقراءوالواقع أن الدول الصارخ ألحكام تلك املادة على وجه انتهاكالقوة املسلحة يكشف جبالء استخدامإىل حلق الفيتو على تطويق التحكميةوم، إذ من جانب حرصت تلك الدول عن طريق املمارسة العم

األصيل يف الرقابة الالحقة على ممارستها العسكرية، بل اختصاصهجملس األمن بغية حرمانه من اجلانب األعظم من تلك احلاالت يكشف أيضا جبالء عدم تعرض استقراءاألدهى من ذلك فإن

.بت املساعدة العسكرية من حلفي األطلنطي ووارسو ألي عدوان مسلح مسبقالدول اليت طلمن ميثاق األمم املتحدة تكشف أن حالة 51من جانب ثالث أن قراءة املادة -3

ليس فحسب من احلظر الوارد يف استثنيتالدفاع الشرعي بشقيها الفردي واجلماعي معا قد .ا من الرقابة السابقة لس األمنمن امليثاق ولكن أيض 4فقرة 2صلب املادة

.بطرس غايل.د (152)-

contribution à une théorie générale des Alliances: paris, pédone 1963, p 92-93.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 79: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

79

القوة املسلحة يف إطار ممارستها لذلك احلق، قد استخدامإذ الدول اليت تلجأ إىل أي من التدابري الالزمة لرد اختاذالس قبل استئذانأعفيت هنا من جهة أخرى، من ضرورة

لقاهرة اليت تبيح للدولة هنا قيام حالة القوة ا افتراضالعدوان، ومرد ذلك كما هو ليس خباف، .اخلروج على مقتضيات نظام األمن اجلماعي، الذي جيسده جملس األمن ذاته

غري أن ذلك األمر مل يكن ليعين، بالنسبة ملشرعي ميثاق األمم املتحدة، حترر تلك .األطراف من الرقابة الالحقة لس األمن

تباشر حقها يف الدفاع الشرعي بإبالغ ذاا الدولة أو الدول اليت 51إذ تلزم املادة -مبناسبة مباشرا لتلك الرخصة، حىت يتسىن لذلك األخري اختذاالس فورا بكافة التدابري اليت

األصيلة الذي أو كله إياها امليثاق بغية إعادة السلم واألمن الدويل إىل باختصاصاتهالنهوض استثنائيشرعي على حنو ما سوف نرى اآلن هلو حق نصاما، إثر العدوان، إذ أن حق الدفاع ال

مل جيز ميثاق األمم املتحدة مباشرته إال يف حدود ضيقة للغاية، متثل بذاا شروط مباشرة ذلك .احلق

ومضمون النقطة الرابعة ما هي الشروط الالزم توافرها يف حق الدفاع الشرعي -4من املشروعية الدولية، إذ واقع األمر أن بشقيه الفردي واجلماعي معا حىت يصبح يف إطار

مثة شروط معينة يف هذه الرخصة على افترضمن ميثاق األمم املتحدة قد 51صريح نص املادة :حنو يستحيل معه مباشرة تلك األخرية يف ظل غياب أي منها

.وقوع مثة عدوان مسلح حال على إقليم الدولة: الشرط األولءة ملمارسة الدولة، أو جمموعة الدول حقها يف الدفاع فواقع األمر أنه يفترض بدا

الشرعي أن تكون إحداها قد وقعت مسبقا فريسة لعدوان مسلح فذلك األخري هو الذي يربر العام التزامهاوحده، عند قيامه خروج الدولة مبناسبة مباشرا لرخصة الدفاع الشرعي على

.القاا الدوليةالقوة يف ع استخدامعن اللجوء إىل باالمتناعوجتدر اإلشارة إىل أن القيام الفعلي حلالة العدوان املسلح، وليس فحسب جمرد التلويح

القوة املسلحة، وذلك يف إطار استخدامباللجوء إليه، هو الذي يكفل للدولة املعتدى عليها .مباشرا حلقها الطبيعي يف الدفاع الشرعي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 80: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

80

وقوع استلزاممم املتحدة كانت صرحية للغاية يف من ميثاق األ 51والواقع أن املادة قد جاءت هنا قاطعة يف تعليق ممارسة تلك " اعتدتإذا "احلال للعدوان إذ اجلملة الشرطية

الرخصة من جانب الدولة على وقوعها املسبق ضحية للعدوان، وتربير ذلك مرده حقيقة مبناسبة يف إطار من املشروعية الدولية ألغراض الدفاع ، ثبوت قيام حالة القوة املسلحة االستثناءذلك

.عن حقها الطبيعي يف الوجودوجتدر اإلشارة من جانب آخر إىل أن العدوان يفترض لقيامه جلوء الدولة املعتدية إىل

الدولة حبقها اضطالعالقوة املسلحة دون سواها مع صور القمع غري العسكرية، إذ استخدام .مث بالضرورة وقوعها فريسة لعدوان مسلح يف الدفاع الشرعي يفترض من

من ميثاق األمم املتحدة كانت صرحية للغاية هنا أيضا يف 51وواقع األمر أن املادة القوة املسلحة من جانب الدولة املعتدية إذ اجلملة استخداممتخض العدوان من خالل استلزام

يف تعليق مباشر تلك الرخصة على قد جاءت هنا قاطعة أيضا" قوة مسلحة اعتدتإذا "الشرطية القوة املسلحة يف غياب من استخدامقيام حالة العدوان املسلح، أي جلوء الدولة املعتدية إىل

.املشروعية الدولية يف مواجهة الدولة املعتدى عليهاممارسة رخصة الدفاع الشرعي فحسب حني وقوع الدولة فريسة افتراضوالواقع أن

من ميثاق األمم املتحدة، إذ ذلك 51ال يستند فقط إىل صريح املادة كعدوان مسلح حال من قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة الصادر يف استنباطهميكن من جانب آخر االفتراض

.)153(، واخلاص بتعريف العدوان14/12/1974

. الصادر عن اجلمعية العامة مبناسبة دورا التاسعة والعشرين 3314قرار رقم (153)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 81: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

81

ب حاالت استعمال القوة املسلحة من جان"ومعىن ذلك القرار انصراف العدوان إىل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى أو سالمة أراضيها أو استقالهلا السياسي أو على وجه آخر

، بل أكثر من ذلك، فنحن هنا أمام افتراض قد سبق وأن ..."يتناىف مع ميثاق األمم املتحدة ، من جهة ومن خالل املمارسات )154(تأكد وال يزال لدى فقه القانون الدويل العام يف جمموعه

.للدولة ذاا من جهة أخرى الدوليةوسوف نرى اآلن أن سلوك الدول، يف هذا الشأن قد جتلى يف الوقت الراهن يف مناسبات عديدة، ولعل أخص تلك املناسبات بالذكر، يف هذا املقام هلو موقف تلك الدول من

سرائيل التعريف املوسع املرن والفضفاض الذي استقرت على الدفاع عنه بانتظام واطراد دولة إ .ذاا مبناسبة الصراع العريب اإلسرائيلي

إذ اعتادت دولة إسرائيل تغليف نزاعاا العدوانية إزاء الدول العربية، بل ورغبتها يف العدوان غري "و" العدوان االحتمايل"التوسع اإلقليمي على حساب تلك الدول وراء نظريات يف

، ومؤدى النظرية اإلسرائيلية افتراض عدم )155(يتكفل هلا رخصة الدفاع الشرعي الوقائ" املسلحارتكاز ممارسة رخصة الدفاع الشرعي على سبق وقوع الدولة فريسة لعدوان مسلح حال، إذ

ومثاهلا إختاذ " حالة العدوان غري املسلح"وفقا هلذا الرأي، فإنه يكتفي هنا فحسب بقيام إما دولة أخرى كما حدث مبناسبة تكييف الدولة إجراءات قمع اقتصادية أو سياسية يف مواجهة

إسرائيل للقرار املصريي بإغالق خليج العقبة يف مواجهة املالحة اإلسرائيلية يف ماي 1967)156(.

أي فحسب التهديد باللجوء إىل استخدام القوة " حالة العدوان االحتمايل"أو جمرد الشرعي، وهو األمر الذي املسلحة يف مواجهة الدولة حىت تثبت لتلك األخرية رخصة الدفاع

:ملزيد من التوضيح أنظر على سبيل املثال، التقرير الذي قدمه األستاذ زورك ملعهد القانون الدويل عن كتاب(154)-

j.Zourek: La nation de légitime défense en droit international: A perçu historique et principaux aspects du problème 1975 pp 79.

:وقد تبنت من جانب آخر ذات هذا التحليل مجاعة من الفقه األجنلوسكسوين املناصر إلسرائيل مثال(155)- -Bowet, self- defense in international law, op, cit p 314. -M.MCDOU-GAL: the soviet- embau quarantine and self defence P 600. -S.SCHWEBEL: Aggression, intervention and self défence in modeine international law. 1972 p 463. -j.STONE: Aggression and world order- 81- London 1958. p 43.

رسالة –للبحار اإلقليمية العربية واألجنبية يف القانون الدويل حممد سعيد اخلطيب، الوضع القانوين للبحر اإلقليمي مع دراسة .أنظر د(156)- . وما بعدها 388، ص 1975جامعة عني مشس - دكتوراه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 82: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

82

يكون من شأنه أن يعد استخدام القوة يف تلك احلالة، من جانب الدولة مبثابة ممارسة من جانبها حلقها الطبيعي يف الدفاع الشرعي، سواء يف مواجهة عدوان حال غري مسلح أم يف مواجهة

.فحسب أي تلويح باللجوء إىل العدوان املسلح ذاته استخداماملفهوم، ال يفترض فيه إذا االرتكاز على اللجوء احلال إىل فالعدوان وفقا هلذا

السياسي، إذ تتطابق هنا، استقالهلاالقوة املسلحة ضد سيادة الدولة أو سالمة أراضيها أو القوة استخدامألغراض مباشرة رخصة الدفاع الشرعي وفقا هلذا املفهوم، اللجوء الفعلي إىل

اللجوء إىل التدابري القمعية غري العسكرية من جانب واللجوء إىل جمرد املسلحة سواء بسواء مع .القوة املسلحة من جانب آخر باستخدامالتلويح

وواقع األمر أن تلك النظريات اإلسرائيلية يف الدفاع الشرعي قد قوبلت دائما باإلدانة الغربية مل يكن قاطعا من جانب اتمع الدويل يف جمموعه، صحيح أن موقف العديد من الدول

، وصحيح أن القرار رقم 05/06/1967يف إدانته العدوان اإلسرائيلي على الدول العربية يف ، مبناسبة ذلك العدوان مل يكن هو )157(1967نوفمرب 22الصادر عن جملس األمن يف 242

أن ذلك مل القوة املسلحة من جانب إسرائيل، غري استخداماآلخر قاطعا يف إدانته اللجوء إىل إرادة تلك األطراف آنذاك إىل املباركة القانونية لتلك انصرافيكن ليعين أبدا بالرغم من ذلك،

.االدعاءات النظرية اإلسرائيليةإرادة تلك األطراف اجتاهإذ غياب اإلدانة الدولية الصرحية هنا كان مرده بصفة خاصة

.)158(يةإىل التأييد السياسي للعمليات احلربية اإلسرائيلنسبة العدوان املسلح إىل الدولة الذي يرخص مبباشرة حق الدفاع : الشرط الثاين .الشرعي يف مواجهتها

إن العدوان املسلح الذي يرخص معه للدولة مبباشرة حق الدفاع الشرعي، وفقا للمادة إىل من ميثاق األمم املتحدة، ينصرف فحسب يف ظل قواعد القانون الدويل العام املعاصر 51

ذلك العدوان املسلح املنسوب مباشرة إىل دولة أجنبية، وهو األمر الذي يستتبع بالضرورة عدم

. وما بعدها 309وما بعدها والصفحة 314ص 1968الة املصرية للقانون الدويل – 242أنظر نص القرار كامال رقم (157)- . وما بعدها 371ص 1990اإلنفجار مركز األهرام للترمجة والنشر : 1967ني سنة كتاب حرب الثالث: حممد حسنني هيكل.د(158)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 83: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

83

مشروعية جلوء الدولة إىل مباشرة رخصة الدفاع الشرعي، يف مواجهة دولة أجنبية، ألغراض مواجهة أي من العناصر املسلحة اليت قد تكون قد انطلقت من إقليم تلك الدولة بغية القيام

أعمال عدائية يف إقليم الدولة األوىل، مىت مل يثبت باليقني انتساب تلك العناصر املسلحة إىل ب .الدولة اليت انطلقوا من إقليمها

ويستوي هنا أمام حظر مباشرة رخصة الدفاع الشرعي سواء بسواء انطالق تلك ياب العلم اليقظ هلا، العناصر املسلحة من إقليم الدولة األجنبية، يف إطار تساحمها أم يف ظل غ

.مىت مل تثبت يف احلالتني نسبة تلك العناصر إىل الدولةوجدير بالذكر، يف ذلك الشأن، أن ثبوت تواطؤ الدولة األجنبية مع تلك العناصر

الرقابة اإلقليمية الذي تكفله هلا سلطاا السيادية، بالتزاماملسلحة أو ثبوت غفلتها عن النهوض .نا حجب مساءلة تلك الدولة دوليالن يكون مؤدامها ه

إذ سواء مبناسبة احلالة األوىل أم مبناسبة احلالة الثانية فإن نسبة الفعل الدويل غري .املشروع يظل قائما يف مواجهة تلك الدولة

غاية ما يف األمر أن االلتزام الدويل املنسوب هنا إىل الدولة اإلخالل به لن يعد هو من ميثاق األمم املتحدة، أي حظر اللجوء إىل القوة 04دة الثانية فقرة ذلك الذي قد كفلته املا

.يف العالقات الدوليةإذن يف حالة ثبوت تواطئ الدولة األجنبية مع تلك العناصر املسلحة، فإن الفعل الدويل

االلتزام انتهاكهاغري املشروع الذي سوف ينسب إىل تلك الدولة إتيانه سوف يتمخض يف .لذي قد كفله مبدأ حظر التدخل يف الشؤون الداخلية للدولالدويل ا

من 7من املادة الثانية فقرة استلهامهالدويل الذي ميكن االلتزامفواقع األمر أن ذلك ، قد جاء إيراده بصفة خاصة، يف كل من إعالن مبادئ القانون الدويل )159(ميثاق األمم املتحدة

الصادر عن اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف اخلاصة بالصداقة والتعاون بني الدول

أن تتدخل يف الشؤون اليت تكون مـن صـميم السـلطان " لألمم املتحدة"امليثاق ما يسوغ ) هذا(ليس يف : "أنه 02/07مؤدى املادة (159)-

:، أنظر ملزيد من التفصيل..."الداخلي لدولة ما - G.GUILAUME: article 02, paragraphe 07, in la charte des nations unies p 147. - B.Conforti: le principe de nom- intervention, in droit international.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 84: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

84

، واإلعالن اخلاص حبظر التدخل يف )160( )املادة الثانية 2625قرار رقم ( 24/10/1970 .103-36القرار 09/09/1981الشؤون الداخلية للدول الصادر عن ذات اجلمعية العامة يف

مع تلك العناصر هذا يف شأن احلالة األوىل، أي حالة تواطئ الدولة األجنبية -الرقابة اإلقليمية الذي يفترض بالتزاماملسلحة، أما يف ثبوت تقاعس تلك الدولة عن النهوض

إقليم الدولة استخداموأن تكفله هلا سلطاا السيادية، مما كان من شأنه متكني تلك العناصر من ساءلة الدولة اإلقليمية ألغراض تنفيذ عملياا احلربية يف مواجهة جولة اجلوار، فيكون أساس م

الوسائل املناسبة ألغراض عدم متكني تلك اختاذاحليطة، أي تقصريها يف بالتزامدوليا هو إخالهلا .إقليم الدولة يف املساس بسيادة الدولة األجنبية استخدامالعناصر من إىل التجائهاإىل رخصة الدفاع الشرعي مبناسبة االستنادغري أن تلك احلاالت، -

القوة املسلحة يف مواجهة الدولة اإلقليمية تلك من أجل مواجهة هذه العناصر ستخدامااملسلحة، إذ نسبة العدوان املسلح إىل الدولة، األمر الذي يرخص معه مبباشرة رخصة الدفاع الشرعي من قبل الدولة املعتدى عليها، يعد يف مجيع األحوال، عنصرا ضروريا ال ميكن التغاضي

.من ميثاق األمم املتحدة 51الذي أوردته املادة االستثناءإىل االحتكام عنه حنيفحسب إىل االستنادصراحة من خالل استشفائهصحيح أن ذلك القيد ال ميكن

االعتداءمن امليثاق اليت حظرت 51إذ املادة . من ميثاق األمم املتحدة وحدها 51صياغة املادة ، على سبيل التجريد، "قوة مسلحة"د متخض فيها املعتدى يف على أحد أعضاء األمم املتحدة فق

ليس يف هذا امليثاق ما يضعف أو ينقص : "صياغة تلك املادة على النحو التايل استغلتحيث قوة مسلحة على اعتدتاحلق الطبيعي للدول، فرادى أو مجاعات يف الدفاع عن أنفسهم إذا

...".أحد أعضاء األمم املتحدة برخصة الدفاع االضطالعر الذي كان ميكن من مث تفسريه على حنو يبيح وهو األم

الشرعي من قبل الدولة يف مواجهة الدولة األجنبية اليت مل يثبت نسبة العدوان املسلح إليها، مىت العناصر املسلحة من إقليمها، ومبعىن آخر فإنه وفقا لذلك املنحىن، فإن انطالقثبت فحسب

الذي يتمخض يف جلوء " العدوان املباشر"صرف إذن فحسب إىل ذلك العدوان مل يكن لينالقوة يف مواجهة دولة أخرى إذ أن العدوان، وفقا لذلك املفهوم، كان استخدامالدولة إىل

(160)- Bilau et perspectives, redacteur general, M, Bedjaoui, Tome 1 paris pedone 1991, p 489..

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 85: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

85

العدوان املسلح "على تسميتها بـ اصطلحسوف ينسحب أيضا من جانب آخر، إىل احلالة اليت إقليم الدولة من قبل عناصر مسلحة، ال استخدامض يف وهي احلالة اليت تتمخ" غري املباشر

.تنتمي إىل تلك الدولة، ألغراض القيام بأعمال عدائية يف مواجهة دولة أجنبيةذلك التفسري اعتمادفسواء إذن مبناسبة احلالة األوىل أم مبناسبة احلالة الثانية، فإن

القوة استخدامولة األجنبية املوسع للعدوان كان سوف يكون من شأنه أن يرخص هلذه الداملسلحة يف مواجهة الدولة اإلقليمية يف إطار من املشروعية اليت تكفلها رخصة الدفاع

.)161(الشرعيمبباشرة رخصة الدفاع الشرعي احلد الالزم االضطالعأال يتجاوز : الشرط الثالث

.لرد العدوانالقوة املسلحة مبناسبة استخدامإن كفالة ميثاق األمم املتحدة ملشروعية اللجوء إىل

من امليثاق جتد بصفة خاصة علة وجودها 51برخصة الدفاع الشرعي، وفقا للمادة االضطالع .يف حتقيق غاية معينة متخضت حتديدا يف رد العدوان

، وذلك ألغراض كفالة استثنائيةإذ حق الدفاع الشرعي قد أباحه صراحة امليثاق بصفة .ا اإلقليمية يف مواجهة العدوان الذي قد تشنه عليها أي من الدول األغياروجود الدولة وسياد

برخصة الدفاع الشرعي وجودا أو االضطالعويترتب على ذلك من مث أن يرتبط عدما بتحقيقه لتلك الغاية املشروعة بذاا، ويكون مؤدى ذلك إذن أن تنسحب فحسب

كرية اليت تلجأ إليها الدولة املعتدى عليها، واليت املشروعية الدولية يف مواجهة العمليات العس .يكون الغرض منها الدفاع عن إقليم الدولة يف مواجهة العدوان

إىل رخصة االستنادوهو األمر الذي يستتبع إذن بالضرورة أن حيظر على تلك الدولة رخصة الدفاع إىل االستنادالدفاع الشرعي مىت حتقق هلا يقينا ذلك اهلدف، ويتفرع من مث حظر

يف إقليم انتقاميةالشرعي مبناسبة جلوء الدولة على سبيل املثال إىل مباشرة إجراءات عسكرية .الدولة املعتدية إىل دحر عدواا بالفعل

(161)- R.MACDONALD: l'emploi de la force par les états en droit international in droit international: Bilan et perspectives op p 778.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 86: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

86

وهو األمر الذي يكون من شأنه، من باب أوىل، حظر أي من إقليم الدولة املعتدية من .برخصة الدفاع الشرعي عهااضطالجانب الدولة املعتدى علها، مبناسبة

من امليثاق ألغراض دفاعية فحسب، 51فحق الدفاع الشرعي قد تقرر مبقتضى املادة .القوة املسلحة احلد الالزم لرد العدوان استخدامهاحبيث يصري حمظورا جتاوز الدولة يف

ا مرارا وهو األمر الذي يكون من شأنه هنا القضاء بالبطالن املطلق للنظرة اليت طرحتهعلى أراضي الدول االستيالءدولة إسرائيل يف شأن التمييز، أغراض تطبيق مبدأ عدم جواز

األغيار بالقوة، بني احلروب الدفاعية واحلروب العدوانية، حبيث يصري حمظورا فحسب الضم .)162(مبناسبة احلروب العدوانية خالفا للحروب الدفاعيةمن 51القيد اجلوهري قد كفلته صراحة املادة وجدير بالذكر يف ذلك الشأن أن ذلك

على أن مباشرة تلك الرخصة –ميثاق األمم املتحدة ذاا حينما أكدت مبا ال يدع جماال للشك من جانب الدول يف إطار من املشروعية الدولية، إمنا تتحقق فحسب ألغراض الدفاع عن

ه إذن بالضرورة أن تتساءل الدولة أنفسهم يف مواجهة العدوان، وهو األمر الذي يكون من شأناملعتدى عليها، أو أي من حلفائها على حنو ما قد تبدي إثر حرب اخلليج الثانية، يف حالة إمعاا

القوة املسلحة يف مواجهة الدولة املعتدية، مىت جتاوز اللجوء إىل مباشرة القوة استخداميف .ة السيادة اإلقليمية للدولة املعتدى عليهااملسلحة هنا احلد الالزم لرد العدوان، ولكفال

إذن رخصة الدفاع الشرعي ترتبط مشروعيتها وجودا وعدما مبدى حتقيقها للهدف الذي رخصت إستثناءا من أجل الوفاء به، ونقصد بذلك كفالة احلق الطبيعي للدول يف السالم

.)163(ويف اإلستغراق اآلمن داخل حدودها اإلقليميةخضاع املمارسات العسكرية للدولة، الذي يرخص باإلضطالع ا إ: الشرط الرابع

.وفقا حلق الدفاع الشرعي، للرقابة الالحقة لس األمن

(162)- A.CASSESE: (ARTICLE 51) in la charte des nations Unies op.cit p p 773.

ومـا 237، ص 1989ية الطبعة األوىل، جامعة الكويـت حقوق اإلنسان يف القوانني الوطنية واملواثيق الدول: حممد يوسف علوان.د(163)- :بغدها أنظر كذلك

A.CASSESE: le droit international dans un monde divisé, paris Berger-levrault 1986 p 209.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 87: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

87

إن ميثاق األمم قد عهد بصفة خاصة إىل جملس األمن بالتبعات الرئيسية يف شأن كفالة من امليثاق ذاته أن )24/1(إذ مؤدى املادة الرابعة والعشرين فقرة واحد . السلم واألمن الدوليني

إىل جملس األمن بالتبعات الرئيسية يف أمر حفظ السلم ) هيئة األمم املتحدة(أعضاء تلك اهليئة "واألمن الدويل ويوافقون على أن هذا الس يعمل نائبا عنهم يف قيامه بواجباته اليت تفرضها

مجتمع الدويل يف حفظ السلم جملس األمن هو األداة الرئيسية لل فاعتبار" عليه هذه التبعاتأصيال، جاءت اختصاصاهنا اختصاصهواألمن الدوليني، فقد كان من الطبيعي إذن أن يعد

به من جانب الس االضطالعكفالته مبقتضى امليثاق ذاته، على حنو يكون من شأنه أال يتوقف .على إرادة أي من الدول األغيار

القاهرة الذي يفرضها على الدولة املعتدى عليها غري أنه قد كان من شأن حالة القوة قيام العدوان يف مواجهتها، وما يستتبعه ذلك بالضرورة من مقتضيات لكفالة وجودها ولضمان سيادا اإلقليمية بالتطبيق لرخصة الدفاع الشرعي، على حنو ما قد قام يف حق دولة الكويت إثر

منه، لتلك الدولة 51اق األمم املتحدة يف املادة أن رخص ميث 1990الغزو العراقي الثاين أوت املسبق من جانبها لس األمن، االستئذان استلزامالقوة املسلحة دون باستخدام االضطالع

ومؤدى ذلك إذن أن تباين احلكم هنا، بالنظر إىل علة وجوده، عن ذلك الذي أوردته املادة املسبق لس األمن مبعرفة االستئذان استلزاميف شأن من امليثاق ذاته، 01الثالثة واخلمسني فقرة

، بأي من أعمال القمع )164(على النحو السالف بيانه اضطالعهااملنظمات الدولية اإلقليمية، قبل .مبادئه اجلوهرية انتهاكاليت رخص ا امليثاق يف مواجهة الدول اليت متعن يف

ابة السابقة لس األمن مبناسبة جلوئها غري أن حترر الدولة املعتدى عليها هنا من الرقالقوة املسلحة ألغراض دحر العدوان مل يكن مؤداه، بالرغم من ذلك قبول استخدامإىل

مشرعي ميثاق األمم املتحدة ملبدأ حرمان جملس األمن هنا من سلطاته الرئيسية اليت أوكلها إليه .امليثاق ذاته يف شأن كفالة السلم واألمن الدوليني

احلق يف مباشرة رخصة الدفاع الشرعي مبجرد تدخل استنفاذ: الشرط اخلامس .جملس األمن ألغراض إعادة السلم واألمن الدوليني إىل نصاما

.114حماضرات يف قانون الرتاعات املسلحة، ص : حازم حممد عتلم.د(164)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 88: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

88

القوة املسلحة، استخدامويستنفذ يف مجيع األحوال حق الدولة املعتدى عليها يف مواجهة حالة العدوان جملس األمن، يف شأن اختصاص انعقادأغراض وجوده مبجرد حتقق

وألغراض إعادة السلم واألمن الدوليني إىل نصاما، إذ على النحو السالف بيانه فقد أوكل .ميثاق األمم املتحدة إىل جملس األمن بالتبعات الرئيسية يف جمال حفظ السلم واألمن الدوليني

اق مواجهة أصيل أنيط به، وفقا ملقتضيات امليث اختصاصالس هنا فهو فاختصاصألغراض إعادة السلم واألمن الدويل نصاما، وهو -مبعرفة جملس األمن ذاته–حالة العدوان بداءة مواجهة الس حلالة العدوان حبسب األحوال، من خالل وسائل تكفلنهاألمر الذي

التسوية السلمية، أو من خالل اللجوء إىل إجراءات القمع الذي رخص مبباشرا من جانب .لس األمن مبقتضى أحكام الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة ذاتهجم

ويترتب على ذلك من مث ضرورة توقف الدولة عن مباشرة رخصة الدفاع الشرعي الس يف ذلك الشأن، ومبعىن آخر فإن املشروعية الدولية اليت تكتنف اختصاص انعقادمبجرد

سلحة تدور من مث يف اية املطاف وجودا أو عدما مع الدولة املعتدى عليها للقوة امل استخدامجملس األمن بتبعاته الرئيسية اليت أوكلها إليه امليثاق ألغراض مواجهة حالة اضطالععدم

.العدوانإذ مبجرد حتقق وض الس مبهامه الرئيسية يف ذلك الشأن، فإن الدولة املعتدى عليها

برخصة الدفاع الشرعي، حبيث يصبح يف مقدور العاالضطتلتزم من مث بالتوقف احلال عن الرئيسية ألغراض مواجهة حالة العدوان ويكون مفاد ذلك باختصاصاتهجملس األمن أن ينهض

إذن أن تلتزم الدولة املعتدى عليها بعدم جتاوز النطاق النهائي املطلق الذي فرضه امليثاق ذاته يف حق الدويل يف اللجوء إىل مباشرة رخصة تنفاذباسمنه، وهو القيد اخلاص 51صلب املادة

.يف شأن مواجهة حالة العدوان باختصاصاتهالدفاع الشرعي مبجرد وض الس فعال .حق تقرير املصري: خامسا

القوة املسلحة يف استخدامتتمخض احلالة األخرية اليت ميكن يف ظل قيامها اللجوء إىل ، لالستعمارالقوة املسلحة مبعرفة الشعوب اخلاضعة استخدام إطار من املشروعية الدولية مبناسبة

واحلقيقة أن . أو للسيطرة األجنبية أو للتمييز العنصري، ألغراض مباشرة حقهم يف تقرير املصري

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 89: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

89

األخري الذي مل يكفله البتة صراحة ميثاق األمم املتحدة حني صدوره إبان االستثناءذلك من التساؤالت هامة، إذ من جانب فإنه يفترض بداءة أن يثري يف ذلك املقام، مجلة 1945

تتبدى جليا الطبيعة القانونية لتلك احلروب اليت تكون طرفا فيها الشعوب، يف مواجهة سلطات .األجنيب االحتاللأو التمييز العنصري أو االستعمار

يف القانون ومن جانب ثان، فإنه يفترض أيضا أن تتبلور جليا القيمة القانونية الوضعية، .الدويل العام، لذلك احلق يف تقرير املصري املكفول لتلك الطائفة من الشعوب

وأخريا فإنه يفترض أيضا من جانب آخر، أن يتبني لنا األساس القانوين الذي مبقتضاه القوة استخدامقد كفل القانون الدويل العام املعاصر لتلك الطائفة من الشعوب احلق يف

.راض حتقيق املصري، يف إطار من املشروعية الدوليةاملسلحة، ألغوواقع األمر أنه يف شأن بيان الطبيعة القانونية لتلك احلروب أن القانون الدويل العام التقليدي اإلمربيايل، الذي عد قارات إفريقيا وآسيا مبثابة إقليم خالء مباحة قابلة للتملك من

طبيعيا امتدادا لالستعماراألقاليم اخلاضعة اعتربقد ، )165(واحليازة االكتشافجانبه عن طريق .االستعماريةإلقليم الدولة

وقد ترتب على ذلك أن أضحت نظرة ذلك القانون إىل الرتاعات املسلحة اليت من استقرنظرة قاصرة يف التواضع، إذ استقالهلاخالهلا دف شعوب تلك األقاليم إىل حتقيق

.لى تكييف مثل تلك الرتاعات باحلروب األهليةالقانون الدويل التقليدي ععن بسط االمتناعوهو األمر الذي كان من شأنه أن فرض على النظام القانوين الدويل

فالرتاعات املسلحة اليت من خالهلا تصبو . ومنها تلك اخلاصة بقانون احلرب عليها–قواعده ن قواعد القانون الدويل العام، نظرا الوطين ظلت إذن مبنأى ع استقالهلاتلك الشعوب إىل حتقيق

الذي حيظر على النظام القاعدي االستعماريةمن صميم السلطان الداخلي للدولة العتبارهاالدويل املساس به واحلقيقة أن ذلك التكييف املتواضع واحلائز مل يلحقه البتة أي تبديل مبقتضى

.وما بعدها 32لسابق ص حازم حممد عتلم، املرجع ا.د(165)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 90: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

90

، حيث ذلك األخري مل يلحقه الستعماراعلى كفالة مشروعية استقرميثاق األمم املتحدة الذي .)166(احلظر مبقتضى النظام الدويل العاملي الذي نشأ يف أعقاب احلرب العاملية الثانيةاملبدأ الذي "منه 2وصحيح أن ميثاق األمم املتحدة قد كفل يف املادة األوىل فقرة ".ايقضي بالتسوية يف احلقوق بني الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصريه

، وبالرغم من ذلك، يف ذلك الشأن أن نية مشرعي ميثاق األمم )167(غري أنه من الثابتهنا، مبناسبة اإلشارة إىل حق الشعوب يف تقرير املصري، إىل التأكيد فحسب انصرفتاملتحدة قد

.على حق الشعوب املستظلة بنظام الدولة يف اخلضوع لنظام احلكم الذي تنصرف إليه إرادميف العرف الدويل منذ حقبة االستعماربزوغ القانون الدويل املعاصر لتصفية غري أن

الستينيات من هذا القرن، قد كان من شأنه أن رفع الستار ائيا وإىل األبد عن ذلك التكييف األجنيب، إذ كان االستعماريالظامل للمنازعات اليت تكون طرفا فيها الشعوب اخلاضعة للغزو

طور القاعدي أن برزت أخريا، وألول مرة، الذاتية القانونية الدولية املتميزة من شأن ذلك التهلا بالشخصية االعتراف استتبع، وهو األمر الذي االستعماريلتلك الشعوب عن الكيان

الدولية املتميزة، وقد جاءت من مث مثرة ذلك التطور القاعدي يف تدويل تلك الرتاعات، ون الدويل العام، ومنها بصفة خاصة تلك املتعلقة بقانون احلرب أو وإخضاعها إىل قواعد القان

.قانون الرتاعات املسلحة الدولية يف تطوره املعاصر، فقد )168(وإذا كان من غري املشكوك فيه أن الفعالية هي اليت ختلق القاعدة القانونية

واجهة الضارية كان من شأن وض شعوب إفريقيا وآسيا، إعتبارا من حقبة الستينيات، بامل .)169(للسلطات اإلستعمارية أن كفل أخريا اتمع الدويل حق تلك الشعوب يف تقرير املصري

وقد عربت حبق عن ذلك التكييف السيدة سوزان باستيد يف مقال نشر هلا مبناسبة حرب التحرير اليت فجرها الشعب اجلزائـري منـذ (166)-

:أنظر-اخلمسينيات ضد اإلستعمار الفرنسي Mme. S.BASTID: "La thèse Française est bassée sur l'article 2 paragraphe 7 –de la charte- le Monde Dipl Octobre 1959 p 5. (167)- GOUDRICH and Hambro: Commentaire de la charte …op cit p 122 ss.

:أنظر(168)- Ch.CHAUMONT: le droit des peuples à temoigner d'euء mêmes. A.T.M 1976 p 15-31.

.وما بعدها 341ص -رسالة دكتوراه–: حازم حممد عتلم.د(169)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 91: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

91

اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف اعتمادوقد ظهر ذلك األمر جليا بداءة مبناسبة الشعوب اخلاضعة استقاللاخلاص بإعالن 1514لقرارها الشهري رقم 14/12/1960

، وما لبث بعد ذلك حق االستعماريف حينه مبثابة املصري الدويل لتصفية اعتربالذي ، ولالستعماريف القانون الدويل العريف، مث القانون الدويل اإلتفاقي استقرتقرير املصري ألولئك الشعوب أن

.16/12/1966العهدين الدوليني يف شأن حقوق اإلنسان يف اعتمادويل تلك الرتاعات املسلحة يف واقع األمر، مبناسبة وجاءت أخريا الثمرة النهائية لتد

.)170(1977جنيف يف العاشر من جوان التفاقياتالربوتوكول الالحق األول اعتماد واتفاقاتإذ جاءت صياغة املادة األوىل من ذلك الربوتوكول على حنو يكفل انطباقه

ا الشعوب ضد التسلط املنازعات املسلحة اليت تناضل من خالهل"جنيف، من جانب آخر على األجنيب وضد األنظمة العنصرية، وذلك يف ممارساا حلق الشعوب يف واالحتالل االستعماري

تقرير املصري، كما كرسه ميثاق األمم املتحدة واإلعالن املتعلق مببادئ القانون الدويل اخلاصة .)171(بالعالقات الودية والتعاون بني الدول طبقا مليثاق األمم املتحدة

بالطابع الدويل للحروب اليت تكون طرفا فيها االعترافويكون مؤدى ذلك إذن أو للسيطرة األجنبية أو للتمييز العنصري مبناسبة نضاهلا يف سبيل لالستعمارالشعوب اخلاضعة

حتقيق حق تقرير املصري، وهو األمر الذي يستتبع من مث خضوع احلروب اليت تشنها تلك ، لقواعد القانون الدويل العام، ومنها بصفة خاصة االستعمارلطات الشعوب، يف مواجهة س

قواعد قانون احلرب ذاا، ويكون إذن مؤدى كفالة حق تقرير املصري لتلك الشعوب أن جيئ القوة املسلحة ألغراض مواجهة إمعان سلطات استخداماإلقرار مبشروعية جلوئها إىل

مييز العنصري، يف رفض كفالة التحرر الوطين هلا، ، أو السيطرة األجنبية أو التاالستعمارويترتب على ذلك أن يتبني ألول مرة األساس القانوين الذي وفقا له تتقرر يف القانون الدويل

القوة املسلحة، إذ تستند هنا تلك استخدامالعام املعاصر، مشروعية جلوء تلك الشعوب إىل

.1978دخل ذلك الربوتوكول حيز النفاذ يف السابع ديسمرب (170)- ويالحظ يف هذا الشأن أن إسرائيل كانت هي الدولة الوحيدة اليت اعترضت على اعتماد املادة األوىل مبناسبة انعقاد املؤمتر الدبلوماسي (171)-

.366رسالة الدكتوراه السالفة الذكر ص -حازم حممد عتلم.أنظر، د–ت جنيف الذي متخض عنه إقرار الربوتوكولني الالحقني التفاقيا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 92: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

92

، الذي قد أضحى من القواعد اآلمرة يف القانون )172(املشروعية حقيقة إىل مبدأ تقرير املصري .)173(الدويل العام

وواقع األمر أن ذلك التحليل، الذي يتفق والشك مع مبادئ القانون الدويل املعاصر، ، والذي يقره من جانبه الفقه الدويل يف جمموعه ال )174(واملمارسات الدولية للجماعة الدوليةك لدى مجاعة ال يستهان ا من فقه القانون الدويل لدول يزال ال جيد صداه على الرغم من ذل

.العامل الثالثإىل تربير مشروعية )175(من حتليل مغاير متاما ذهب جانب من ذلك الفقه انطالقاإذ

من ميثاق األمم 51القوة املسلحة، وفقا ملقتضيات املادة استخدامجلوء تلك الشعوب إىل .دفاع الشرعي ذاااملتحدة أي على أساس من رخصة ال

األجنيب والتمييز العنصري مبقتضى ذلك واالحتالل االستعمارونتيجة لذلك خيتلط هنا . التحليل مع صور العدوان

واحلقيقة أن ذلك التحليل ال يصطدم فحسب مع مبادئ القانون الدويل العام املعاصر ن امليثاق، إذ هو يصطدم من ذاا م 51على حنو ما قد كفلتها صراحة وعلى حنو باتت املادة

الصادر عن اجلمعية لألمم املتحدة، يف شأن تعريف 3314جانب آخر، مع صريح القرار رقم .العدوان، والذي مل يعد مبقتضاه عدوانا إنكار حق تقرير املصري لتلك الشعوب

اخلامس واألخري من مبدأ حظر اللجوء إىل القوة يف االستثناءوخالصة القول أن أو للسيطرة لالستعمارقات الدولية، الذي يثور مبناسبة النضال املسلح للشعوب اخلاضعة العال

إىل مبدأ حق تقرير استنادهاألجنبية أو التمييز العنصري تتبدى بداءة مشروعيته الدولية يف من حقبة اعتبارامن ميثاق األمم املتحدة وذلك 2املصري حسبما كفلته املادة األوىل فقرة

(172)- Mourice Flory: les implication juridiques de l'affaire de Goa 1962 p 484, 487, 488.

:حممد جباوي.د (173)- - terra mulluis droits historiques et auto-détermination Exposé prononcé devant le cour international de justice, ou nom de l'algérie dans l'affaire du sahara Occidental-Lahage, 1975 p 56. (174)- D.Mathy: L'autodètermination des petits territoires revendiqués par des états trois R.B.D. 1974 p 176 ss.

.وما بعدها 247وق اإلنسان، املرجع السابق، ص حق: حممد يوسف علوان.د(175)-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 93: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

93

القوة املسلحة استخدامينيات من هذا القرن، فحق أولئك الشعوب هنا يف اللجوء إىل الستالوطين ال شأن له البتة برخصة الدفاع الشرعي، الذي جيئ إعماهلا استقالهلمألغراض حتقيق

.مبناسبة العالقات الدولية بني الدول وحدها - فحسب على النحو السالف الذكر بيانه :عاصر حلرب العدوانالتجرمي الدويل امل

إن حظر اللجوء إىل القوة يف العالقات الدولية يدين من مث يف وجوده بداءة إىل ميثاق ميتنع "منه املبدأ الذي مؤداه أن 04األمم املتحدة الذي كفله صراحة يف املادة الثانية فقرة

استخدامها ضد سالمة أعضاء اهليئة مجيعا يف عالقام الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو األراضي أو االستقالل السياسي ألية دولة أو على أي وجه آخر ال يتفق ومقاصد األمم

".املتحدةالذي تطلبه من جانب )176(وال شك مبثابة املقابل احلتمي - وهو األمر الذي عد هنا

ومنها آخر إعمال أهداف ومبادئ األمم املتحدة األخرى الذي كفلها صراحة امليثاق ذاته، ، من جهة أم )املادة األوىل فقرة واحد(بصفة خاصة تلك املتعلقة حبفظ السلم واألمن الدويل

من جهة أخرى، وذلك من قبل ) 03املادة الثانية فقرة (بالتسوية السلمية للمنازعات الدولية .)177(الدول األعضاء وغري األعضاء مبنظمة األمم املتحدة على حد سواء

من مث أن أضحى القيام حبرب عدوانية من جانب أية دولة مبثابة وقد ترتب على ذلكتعاقدي جوهري يكون من شأن قيامه أن تثور املسؤولية التعاقدية يف مواجهة بالتزامإخالل

.)178(الدولة املخلةتلك املسؤولية الدولية اليت مبؤداها تلتزم الدولة اليت تشن حربا عدوانية بتعويض

ا والشك ميثاق انتقللدولة أو الدول األغيار من جراء هذه احلرب، قد األضرار اليت تلحق ا

:أنظر -)176(M.Virally-article 2 paragraph 4 in la charte des nations unies, sous la clit, de cot et pellet.op.cit pp, 114 ss.

بقدر ما ) مبادئها(تسيري الدول غري األعضاء فيها على من ميثاق األمم املتحدة يف الواقع، أن تعمل اهليئة على 6مؤدى املادة الثانية فقرة -)177( .تقتضيه ضرورة حفظ السلم واألمن الدوليني

املرجـع السـابق ص -قانون املنظمات الدوليـة : حممد علي سامي عبد احلميد/ د: بصفة خاصة يف األساس القانوين لدلك االلتزام هنا: أنظر . 263وما بعدها وص 77، ص 1979مؤسسة الثقافة اجلامعية -اجلزء الثاين–عام ومؤلفه كذلك أصول القانون الدويل ال 203-608

.251املرجع السابق ص -القانون الدويل العام-علي صادق أو هيف / د: أنظر -)178(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 94: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

94

، إمكانية توقيع العقوبات )179(األمم املتحدة إىل آفاق بعيدة حينما تبىن يف الفصل السابع منهالدولية غري العسكرية والعسكرية معا مبعرفة جملس األمن ذاته يف مواجهة الدولة املعتدية وذلك

من امليثاق اخلاصة 41السلم واألمن الدوليني إىل نصاما، إذ مؤدى املادة ألغراض إعادةبالتدابري غري العسكرية أن يرخص لس األمن أن يقرر ما جيب اختاذه من التدابري اليت ال تتطلب استخدام القوة املسلحة لتنفيذ قراراته، وله أن يطلب إىل أعضاء األمم املتحدة تطبيق

وجيوز أن يكون من بينها وقف الصالت االقتصادية واملواصالت احلديدية والبحرية هذه التدابري واجلوية والربية والربيدية والربقية والالسلكية وغريها من وسائل املواصالت وقفا جزئيا أو كليا

.وقطع العالقات الدبلوماسية: امليثاق أنهومن جانبها فقد أكدت من جهة أخرى املادة الثانية واألربعني من ذات

ال تفي بالغرض أو يثبت أا مل 41إذا رأى جملس األمن أن التدابري املنصوص عليها يف املادة "تفي به جاز له أن يتخذ بطريق القوات اجلوية والبحرية والربية من األعمال ما يلزم حلفظ السلم

عمال املظاهرات واحلصر إخل وجيوز أن تتناول هذه األ...واألمن الدويل أو إلعادته إىل نصابه، .والعمليات األخرى بطريق القوات اجلوية أو البحرية أو الربية التابعة ألعضاء األمم املتحدة

وإذا كان صحيحا اقتران العقوبات لزوما يف القانون الداخلي مبفهوم التجرمي الذي يف القانون يضطلع املشرع الداخلي وحده ببيان صوره وشروط تطبيقه، فإن التبين املتأخر

الدويل العام املعاصر لوضعية العقوبات الدولية مبقتضى نظام األمن اجلماعي مل يكن من شأنه، بالرغم من ذلك أن اعتمد يف شأن نسبة الفعل الدويل غري املشروع إىل الدولة مفهوم اجلرائم

.الدولية يف إطار النظام القانوين الدويل ذاتهاستقرت يف إطار قواعد ذلك القانون، هلي يف أساسها إذا املسؤولية الدولية حسبما

مسؤولية دولية مدنية تثور يف مواجهة الدولة اليت ختل بقواعد هذا القانون، وذلك بغض النظر

. وما بعدها 251ص 1974منشأة املعارف اإلسكندرية -املنظمات الدولية: الشافعي بشري/ د: أنظر -)179(

:أنظر كذلك P.M. EISEMANN: article 41.in la charte des Nations Unies. Sous la clire, de cot et Pellet. Op, cit pp, 691ss, et G.Fischer-article 41. p p 705 SS.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 95: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

95

عن درجة جسامة تلك املخالفة أو مدى جوهرية القاعدة الدولية املنسوب إىل هذه الدولة .)180(خمالفتها

يف حكمه عن ذلك الذي يثور مبناسبة املساءلة الدولية وهو األمر الذي يتباين وال شك ، شأن اجلرائم ضد السلم واألمن )181(مبناسبة اجلرائم الدولية اليت تنسب إليهم" لألفراد"اجلنائية

، على حنو ما قد كفلته بصفة خاصة حمكميت )182(الدويل واجلرائم ضد اإلنسانية وجرائم احلربرب العاملية الثانية، ويترتب على ذلك من مث أن تنتفي ، يف أعقاب احل)183("طوكيوونوربورج "

يف ظل قواعد القانون الدويل العام، إمكانية نسبة اجلرمية الدولية إىل الدولة ذاا ولو كان ذلك غري أنه قد كان من شأن التطورات الدولية املعاصرة يف . مبناسبة نسبة العدوان العسكري إليها

ها بصفة خاصة من جانب تبين القانون الدويل االتفاقي ملفهوم القواعد القانون الدويل العام، ومن .، تكفل للجماعة الدولية يف جمملها املصلحة القانونية يف تطلب كفالة احترامها)184(اآلمرة

ومن جانب آخر توصيف العدوان باعتباره جرمية دولية ضد السالم العاملي تستوجب اخلاص بتعريف 3314اجلمعية العامة لألمم املتحدة رقم ، مبقتضى قرار )185(املساءلة الدولية

العدوان أن حنت مؤخرا جلنة القانون الدويل املنبثقة يف اجلمعية العامة لألمم املتحدة مبناسبة تقنينها لقواعد املسؤولية الدولية، إىل التمييز يف شأن األفعال الدولية غري املشروعة املنسوبة إىل

:أنظر ملزيد من التفصيل -)180(

G.COTTEREAU: Système Juridique et nation de Responsabilité in Collque du Mans de la S.F.D.I. la responsabilité dan le Système international, paris pedone 1991. p 64 ss.

366، ص 1989دار النهضة العربية -اجلرمية الدولية بني القانون الدويل اجلنائي والقانون اجلنائي الدويل: مىن حممود مصطفى/ أنظر د -)181( .وما بعدها

، الذي أعده "قانون اجلرائم املخلة بسلم اإلنسانية وأمنها"يف ذلك الشأن مشروع جلنة القانون الدويل يف شأن أنظر ملزيد من التفصيل، -)182( .112الد الثاين اجلزء الثاين، ص 1985حولية جلنة القانون الدويل -السيد دودو ثيان

:أنظر ملزيد من التفصيل -)183( ROUSSEAU: le droit des conflits armés op.cit p 179 ss.

ودخلـت حيـز النفـاذ يف 1969مـاي سـنة 23من إتفاقية فينا لقانون املعاهدات الذي جـاء إبرامهـا يف 53إن مؤدى املادة -)184(تعترب املعاهدة باطلة بطالنا مطلقا إذ كانت وقت إبرامها، تتعارض مع قاعدة آمرة من قواعد القانون الـدويل العامـة، "أن 27/01/1980

هذه االتفاقية تعترب قاعدة آمرة من قواعد القانون الدويل العام القاعدة املقبولة واملعترف ا من اجلماعة الدوليـة كقاعـدة ال جيـوز وألغراض .إخل...اإلخالل ا وال ميكن تغيريها

.للجمعية العامة لألمم املتحدة 29الدورة 3314من القرار رقم 02فقرة 05املادة -)185(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 96: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

96

من املشروع 29، إذ جاءت صياغة املادة )186(ات الدولية واجلرائم الدوليةالدولة بني املخالفيف " روبرتو آجو"الذي أعده يف شأن ماهية وأساس املسؤولية الدولية املقرر اخلاص القاضي

:فقرتيها الثانية والثالثة على النحو التايلولة التزاما دوليا يشكل الفعل غري املشروع دوليا جرمية دولية حني ينجم عن انتهاك الد

هو من علو األمهية بالنسبة لصيانة مصاحل أساسية للمجتمع الدويل حبيث يعترف هذا اتمع .كله بأن انتهاكه يشكل جرمية

وبناء على قواعد القانون الدويل والنافذ ميكن 02مع عدم اإلخالل بأحكام الفقرة .للجرمية الدولية أن تنجم خصوصا

للحفاظ على السلم واألمن : لتزام دويل ذي أمهية جوهريةعن انتهاك خطري ال -1 .الدوليني كااللتزام بتجرمي العدوان

عن انتهاك خطري اللتزام دويل ذي أمهية جوهرية حلماية حق الشعوب يف تقرير -2 .مصريها كااللتزام بتحرمي فرض لسيطرة استعمارية أو مواصلتها بالقوة

اللتزام دويل ذي أمهية جوهرية حلماية الشخص عن انتهاك خطري وواسع النطاق -3 .اإلنساين، كااللتزام بتحرمي االسترقاق وجترمي إبادة األجناس وبتحرمي الفصل العنصري

عن انتهاك خطري اللتزام دويل ذي أمهية جوهرية حلماية وصون البيئة البشرية -4 . )187(كااللتزام بتحرمي التلويث اجلسيم للجو أو للبحار

قة أن نسبة اجلرمية الدولية إىل الدولة وبصفة خاصة يف حالة العدوان، حسبما واحلقياستقر عليه مبناسبة أعمال جلنة القانون هلو أمر يصعب دائما اإلدعاء بأنه ميثل القانون الدويل

إن اجلنة هنا مل تدعم قيام مثل ذلك التمييز بأي من املمارسات الدولية . الوضعي الراهنوأكثر من ذلك فإنه جلدير بالذكر أن اللجنة ذاا ال يبدو وأا قد استنتجت، يف املعاصرة، بل

اية األمر، من التمييز بني اجلرائم الدولية واملخالفات الدولية شيئا آخر يتجاوز االعتراف

:ة خاصة على هذا الشأنأنظر بصف -)186( M.MOHR: the ILC's, distinction betwen. International crimes and international délicts and its applications in united Nations codication of state Responsibility, op p p 115-134.

أن ماهية وأساس املسؤولية الدولية، تقرير جلنة القانون الـدويل إىل اجلمعيـة من مشروع جلنة القانون الدويل يف ش 19نص املادة أنظر -)187( .وما بعدها 122اجلزء الثاين ص -الد الثاين-1980العامة لألمم املتحدة عن أعمال دورا الثانية والثالثني، حولية جلنة القانون الدويل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 97: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

97

لى للدول األغيار باملصلحة القانونية يف املطالبة بانتهاء آثار اجلرائم الدولية وتصحيح ما يترتب ع .)188(قيامها من نتائج

إذ مبناسبة التقرير الذي عرضه على جلنة القانون الدويل يف شأن اآلثار القانونية اليت مضمون مسؤولية الدولة وأشكاهلا (تثريها املسؤولية الدولية عن الفعل الدويل غري املشروع

لتايل املادة الرابعة قد صاغ على النحو ا" م ريفاغنايول"فإن املقرر اخلاص السيد ). ودرجاا :عشر من مشروع مواده

ترتب اجلرمية الدولية مجيع العواقب القانونية املترتبة على الفعل غري املشروع -1دوليا، كما ترتب باإلضافة إليها احلقوق وااللتزامات اليت حيددها ما ينطبق من القواعد املقبولة

.من اتمع الدويل ككل :اليت ترتكبها دولة ما التزاما على كل دولة أخرى ترتب اجلرمية الدولية -2 .بعدم اعتبار احلالة اليت أوجدا تلك اجلرمية حالة شرعية - أبعدم تقدمي املعونة أو املساعدة للدولة اليت اقترفت تلك اجلرمية يف اإلبقاء على -ب

.احلالة اليت أوجدا اجلرميةساعدة املتبادلة يف تنفيذ االلتزامات اليت االنضمام إىل الدول األخرى يف تقدمي امل -ج

. )189(أ وب.فرضها الفقرتان الفرعيتان نوهذا ما يدعونا من مث إىل االعتقاد بضرورة إدراج التمييز الذي قد أقرته جلنة القانون الدويل، على الرغم من مقاصده النبيلة وال شك يف إطار اإلمناء التدرجيي للقانون الدويل،

ن مبثابة تعبري خاص عن القانون الدويل املنشود قيامه داخل اتمع الدويل، يف شأن واعتباره إذ . )190(نسبة الفعل الدويل غري املشروع إىل الدولة

B.STERN: la responsabilité dans le système international. Colloque du mans de la :أنظر ملزيد من التفصيل -)188(

S.F.D.T op.cit p 332-336. ، 1985إىل جلنة القانون الدويل، حولية جلنة القانون الدويل " وليام ريفاغن"من تقرير السيد 14أنظر ملزيد من التفصيل يف شأن املادة -)189(

.وما بعدها 16الد الثاين، اجلزء األول، ص .Ph. CAHIER: changement et continuité du droit international. Cours général de droit international:أنظر -)190(

Public tome 195. 1985 Vol. VI p 294 ss.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 98: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

98

وعند هذا احلد نكون قد فرغنا من بيان مدى مشروعية اللجوء إىل استخدام القوة ك املبدأ مبقتضى ميثاق األمم املسلحة يف العالقات الدولية، واالستثناءات اليت وردت على ذل

.املتحدة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 99: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

99

:خالصة الفصل الثاينإن الفقه اإلسالمي وقد أعمل العروة الوثقى اليت قد عقدها القرآن الكرمي بني اإلسالم، من جانب وبني السالم، من جانب آخر قد ذهب إذن إىل تقرير أن األصل يف العالقات

هو قد متخض يف إعالء مقتضيات السلم العاملي يف إطار العالقات الدولية، يف ظل اإلسالم، إمنا .الدولية املتبادلة بني ديار السالم اجلد متباينة

غري أن واقع األمر أن فريقا من قدامى فقهاء الشريعة اإلسالمية منهم اإلمام الشافعي حلنابلة إىل تقدير أن األصل ذاته ومعه الشيباين، قد ذهبا خالفا ملا قد قال به احلنفية واملالكية وا

يف العالقات الدولية، يف ظل اإلسالم، إمنا هو احلرب مع الديار غري اإلسالمية، مادام اتمع الدويل قد انقسم عند أنصار ذلك الرأي، إىل دارين أبديتني، مها تباعا، دار اإلسالم من جهة،

ة اإلسالم على كافة البلدان، ودار احلرب من جهة أخرى، بالنظر إىل مقتضيات كفالة سيادواحلقيقة أن ذلك الرأي هنا يصطدم وال شك مبقتضيات إعمال نصوص القرآن الكرمي،

كافة -وروحها معا إذ من جانب، فإنه قد كان من شأن ذلك املنحى هنا أن أمهلت قصدا، ال النصوص الواردة يف القرآن الكرمي، اليت تؤكد متخضه يف إرساء مقتضيات السلم الدويل

احلرب، بل ومن جانب آخر، فإنه قد كان من مؤدى ذلك الرأي هنا أن انزلق مردديه إىل تناقض جسيم مع أصول الفقه اإلسالمي، اليت تقرر وباإلمجاع، أن األصل العام يف األشياء هو

أي اخللو من التكاليف وذمة الرباءة، إذ هم قد قرروا أن األصل مع غري املسلمني إمنا -اإلباحة .هو احلربوأخريا وليس آخرا، فإنه قد كان من مؤدى إسناد ذلك الفقه إىل نصوص القرآن

.الكرمي اليت قد شرعت أوجه احلرب املشروعة إن هم أخرجوها من سياقها الطبيعيوواقع األمر أن التمييز بني احلروب العادلة من جانب واحلروب غري العادلة من جانب

كنسي مث بايعته وفقا ملنهجها اخلالص الشريعة اإلسالمية ما لبث إثر الذي أطلقه الفقه ال-آخرفاتل وسواريز وجرسيوس "وأن تلقفه وفقا للمفهوم الكنسي أباء القانون الدويل، شأن . ذلك

إذ صار يف واقع األمر ذلك التمييز متييزا ذائع الصيت يف الفقه الدويل للقارة ، "وبوفندورفيط وقبل عصر النهضة ذاته، وكما سبق وأن ذكرنا أن ذلك التمييز األوروبية منذ العصر الوس

ما لبث أيضا، ومنذ أعقاب احلرب العاملية األوىل، وأن أضحى متييزا وضعيا قد أفردت له أهم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 100: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

100

حلقات تطور القانون الدويل العام املعاصر يف شأن تقييد حق الدولة يف االختيار املطلق لوسائل املتبادلة، ومادامت قد كتبت آخرا الغلبة للمبادئ الدولية يف شأن أنسنة إدارة عالقاا الدولية

العنف "الصراعات املسلحة الدولية اليت قد أعلت رايتها الثورة الفرنسية يف مواجهة نظريات ".نيتشه"وهيغل "و" ماستر"و" مارتن لوثر كينغ"و"مكيا فيلي"لروادها " الضروري

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 101: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

101

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 102: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

102

.آداب احلرب يف الشريعة اإلسالمية: املبحث األولللجهاد يف اإلسالم تنظيم رائع وآداب عالية، يتحلى ا املسلم ااهد فهي آداب اجلندية احلقة، وهي عوامل النصر الذي يكتبه اهللا تعاىل لعباده املؤمنني، ولقد حث اإلسالم على

:ا فيما يليهذه املبادئ واآلداب لذلك أوجزنا بعضها وأمهه .الدعوة إىل اإلسالم قبل القتال: املطلب األول

إن احلرب يف اإلسالم ليست حرب منافع أو مصاحل، بل هي جهاد إلعالء كلمة اهللا سبحانه وتعاىل، ولتقرير ألوهيته يف األرض، هلذا مل يكن بد من أن يكون هناك مقدمات تسبق

. يأمر باحلرب رد احلرب والقتلاجلهاد واحلرب، كي يعرف اجلميع أن اإلسالم الفإذا لقي املسلمون املشركني يف دار احلرب، فإن كانت الدعوة إىل اإلسالم مل تبلغهم

عدأ«: فال جيوز أن يبدؤوا بالقتال، وإمنا يدعوم إىل اإلسالم ويبينون هلم حقيقته، لقوله تعاىل، وال جيوز هذا )1( »نسحأ يي هالتم بهلادجة ونساحلة ظعواملة ومكاحلب كبر يلبى سلإ

القتال قبل الدعوة أيضا، ألن اهللا تعاىل حرم قتاهلم قبل بلوغ الدعوة إياهم، فضال منه وقطعا .ملعذرم بالكلية

هذا إن مل تكن الدعوة قد بلغتهم، فإن كانت الدعوة قد بلغتهم حقيقة أو حكما، بأن ر الدعوة إىل اإلسالم شرقا وغربا وعرفوا إىل ماذا يدعون جاز للمسلمني أن يفتتحوا استفاض أم

القتال من غري جتديد الدعوة، لكن األفضل أال يفتتحوا القتال إال بعد جتديد الدعوة لرجاء أن -رضي اهللا عنه-اإلجيابية إىل اإلسالم، واألحاديث يف ذلك كثرية، منها ما رواه إبن عباس

، وملا بعث )191("ما قاتل قوما قط حىت دعاهم إىل اإلسالم: "- صلى اهللا عليه وسلم-هللا رسول اأمضي وال تلتفت، : "مبعثا، قال له - رضي اهللا عنه- عليا -صلى اهللا عليه وسلم–رسول اهللا

إذا نزلت بساحتهم فال تقاتلهم حىت يقاتلوك، فإن : يا رسول اهللا كيف أصنع به قال: قالاتلهم حىت يقتلوا منكم قتيال، فإن قتلوا منكم قتيال فال تقاتلوهم حىت تريهم إياه قاتلوك فال تقهل لكم أن تصلوا، فإن : ال إله إال اهللا، قالوا نعم، فقل: هل لكم إال أن تقولوا: مث تقول هلم

.25سورة النحل اآلية - )1( .378، ص 3، نصب الراية، ج285، ص 4الفتح الكبري، ج -أخرجه أمحد واحلاكم والطرباين، وعبد الرزاق يف مصنفه -)191(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 103: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

103

قالوا نعم، فقل هل لكم أن خترجوا من أموالكم الصدقة؟ فإن قالوا نعم فال تبغي منهم غري .)192("اهللا لئن يهدي اهللا على يديك رجال خري لك مما طلعت عليه الشمس وغربتذلك، و

تألفوا الناس وتأتوا م وال تغريوا عليهم حىت تدعوهم فما على األرض من : "وقالوا، إال أن تأتوين م مسلمني أحب إيل من أن تأتوين بأبنائهم )193(أهل بيت من مدر وال وبر .)194("ونسائهم وتقتلوا رجاهلم

وبذلك يعلمون أنا ال نقاتلهم على أخذ أمواهلم وسيب عياهلم، فرمبا جييبون إىل املقصود .بغري قتال

وعدم وجوا مستفاد من أن -يف حال بلوغ الدعوة إليهم-واستحباب الدعوة هنا أغار على بين املصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على املاء، -صلى اهللا عليه وسلم- النيب -واهللا أعلم- مقاتلتهم وسىب أطفاهلم وأصاب يومئذ جويرية بنت احلرث، ومل يكن هذا فقتل

.إال ألن الدعوة قد بلغتهم سابقا .فلم يكن هناك ضرورة لتكرارها، وإمنا تكرر على سبيل االستحباب ال الوجوب

أنه ال فاحلقيقة . وذا جنمع بني اآلثار الدالة على وجوب الدعوة واآلثار املعارضة هلاتعارض ألن الوجوب يكون يف حق من مل تبلغهم الدعوة، واإلغارة قبل الدعوة، كما يف بين املصطلق، وإمنا كانت كذلك ألن الدعوى كانت بلغتهم فليس معىن ذلك عدم الدعوة مطلقا،

.بل عدم تكرارها وجتديدهاعنهم، لقوله عليه فإن استجاب هؤالء احملاربون إىل اإلسالم وقبلوا دعوته وجب القتال

ال إله إال اهللا، فإذا قالوها، عصموا مين : أمرت أن أقاتل الناس حىت يقولوا: "الصالة والسالم . )195(" ودماءهم وأمواهلم إال حبقها

فإن امتنعوا عن اإلجابة إىل اإلسالم دعوهم إىل إعطاء اجلزية إن كانوا ممن تقبل منهم صلى اهللا عليه -وبذلك أمر الرسول -وثان من العربوهم غري املرتدين وعبده األ- اجلزية

.78، ص 1شرح السري الكبري للسرخسي، ج -)192(

.أهل املدر هم أهل القرى وسكاا وأهل املدن، وأهل الوبر هم البدر وأصحاب اإلبل وأهل املدر الطني أو التراب، والوبر شعر البعري -)193(

.79السرخسي، املرجع نفسه، ص -)194(

.أصحاب السنن وأمحد والدراميأخرجه البخاري ومسلم و -)195(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 104: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

104

وكان يوصي األمراء على اجليوش بذلك، وألن إعطاء اجلزية أحد ما ينتهي به القتال، - وسلم د وهمي نع ةيزوا اجلطعى يتح... «: كما نطق به النص القرآين، حيث قال تعاىل

صاغ196(»ونر(. م ما للمسلمني وعليهم ما على املسلمني، يقول علي رضي اهللا عنه فإذا قبلوا اجلزية فله

. )197("إمنا بذلوا اجلزية لتكون دماؤهم كدمائنا وأمواهلم كأموالنا: "يف ذلكفإن أبو قبول اجلزية استعانوا باهللا تعاىل عليهم وقاتلوهم ملتزمني بذلك كافة آداب

.احلرب والقتالوز القتال فبل دعوة من مقاتلهم إىل واحد من أمور أنه ال جي: وخالصة القول ما تقدم

.وهي اإلسالم، فإن أبو فاجلزية إن كانت تقبل منهم فإن أبو دفعها عندئذ يكون القتال: ثالثة: قال" بريدة بن سليمان: "وقد مجع احلديث الشريف تفصيالت هذه الدعوة فيما رواه

ا على جيش أو سرية أوصاه يف خاصة إذا أمر أمري -صلى اهللا عليه وسلم-كان رسول اهللا أغزوا باسم اهللا يف سبيل اهللا، قاتلوا : "نفسه بتقوى اهللا تعاىل ومبن معه من املسلمني خريا، مث قال

من كفر باهللا، أغزوا وال تغلوا وال تغدروا وال متثلوا وال تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من : هن ما أجابوك إليها فأقبل منهم وكف عنهماملشركني فأدعوهم إىل إحدى خصال ثالث فأتي

أدعهم إىل اإلسالم فإن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم مث أدعهم إىل التحول من دارهم إىل دار املهاجرين، وأعلمهم أم إن فعلوا ذلك أن هلم ما للمهاجرين وعليهم ما على املهاجرين

ا كأعراب املسلمني جيرى عليهم حكم اهللا الذي فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخربهم أم يكونوجيرى على املؤمنني وال يكون هلم يف الفئ والغنيمة نصيب إال أن جياهدوا مع املسلمني، فإن هم

فإن أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستغىن باهللا وقاتلهم -أبوا فأسأهلم اجلزية "...)198(.

.معىن عن يد أي عن قدرة واسعة يف املال" 29: سورة التوبة اآلية -)196(

".أي أذالء أو منقادون حلكم اإلسالم: صاغرون

، أنظر األحكام السلطانية،286، ص 4، فتح القدير، ج381، ص 3نصب الراية، ج: رواه الشافعي عن أيب اجلندب ورواه الدار قطين -)197( .75، ص 1، أنظر السري الكبري، ج27ص

، مت نقله عن كتاب 60، ص 4، سبل السالم، ج380، ص 3أنظر نصب الراية، ج: أخرجه اجلماعة إال البخاري عن سليمان بن بريدة -)198( .176عثمان مجعة ضمرية، ص / د-منهج اإلسالم يف احلرب والسالم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 105: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

105

د أمور ثالث قبل احلرب هي ما التزم به املسلمون وهذه الدعوة ذه الطريقة إىل أحيف كل جهادهم وحروم، إذ ال بد من التقيد ا ألن النصوص الشرعية جاءت آمرة ا،

: واألمثلة على ذلك كثرية منها: ملن معه: املشركني من أهل فارس قال - رضي اهللا عنه- أنه ملا غزا سلمان الفارسي

يدعوهم فأتاهم " - صلى اهللا عليه وسلم–أمسع رسول اهللا كفوا حىت أدعوهم كما كنت "إنا ندعوكم إىل اإلسالم فإن أسلمتم فلكم مثل مالنا، وإن أبيتم فأعطونا اجلزية عن يد : "فقال

أما اإلسالم فال نسلم، وأما اجلزية فال نعطيها، وأما : وأنتم صاغرون، وإن أبيتم قاتلناكم، قالوا . )199("اضوا إليهم: هم سلمان كذلك ثالثا فأبوا عليه، فقال للناسالقتال فإنا نقاتلكم، فدعا

وكذلك فعل املسلمون يف فتح مصر ويف القادسية، وهي مشهورة معروفة حىت أن املسلمني لو دخلوا بلدا دون إنذار ودعوة، أجريهم القضاء على اخلروج منها واملنابذة، وقصة

ع بن ناصر دليل على ذلك وقد سبقت هذه خروج اجليش من مسرقند بقضاء قاضيها مجي )200( .احلادثة

).النبذ(التحرز عن الغدر : الثايناملطلب هذا، وقد بلغ التحرز باملسلمني عن الغدر أم إذا كان بينهم وبني دولة عهد أو معاهدة وبدا منها ما يشري إىل اخليانة واالحتيال على نقض العهد أو املعاهدة، فال حتل حماربتهم

ال بعد نبذ عهدهم إليهم وإعالن هذا النبذ قبل مدة كافية ليبيع خربه إىل القاصي والداين منهم، إا مإو«: إذ ال حيل الغدر يف شريعة اإلسالم، وهو حمرم بعموم اآليات واألحاديث، قال تعاىل

تافخن مق نمو خيأة فانلذ إبنهيلم عى سأربع : "-صلى اهللا عليه وسلم-ل ، وقا)201( » ...اءوكن فيه كان منافقا خالصا، من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا

، وكان بني معاوية والروم عهدا، وكان معاوية يسري حنو بالدهم حىت إذا )202("خاصم فجر

.257، اخلراج، ص 378، ص 03نصب الراية، ج أخرجه أمحد واحلاكم وأبو يوسف يف اخلراج، -)199( .519فتوح البلدان للبالذي، ص : أنظر -)200(

رج من وأنظر إىل ذلك احلكم الذي أصدره القاضي املسلم وإىل هذه القضية اليت ال جتد هلا يف التاريخ واحلاضر نظري، إذ ال جند اليوم جيشا خي .لذي احتل البلد بل إم ليباركون ذلك االحتاللبلد احتله حبكم أصدره أو يصدره قاض يف اجليش ا

.54سورة األنفال، اآلية -)201( .أخرجه البخاري -)202(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 106: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

106

أكرب، وفاء اهللا أكرب، اهللا: "انقضى العهد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول–مسعت رسول اهللا : "وال غدر، فنظر فإذا هو عمر بن عبسة، فأرسل إليه معاوية فسأله، فقال

من كان بينه وبني قوم فال يشد عقيدة وال حيلها حىت ينقض : "يقول -صلى اهللا عليه وسلم ويف هذا يقول اإلمام حممد بن. )203(فرجع معاوية بالناس" أمدها أو ينبذ إليهم على سواءأنه لو بدا لإلمام، بعد موادعة األعداء ومهادنتهم، أن القتال : احلسن الشيباين يف السري الكبري

خري، وبعث إىل ملك األعداء ينبذ إليه املوادعة، فإنه ال ينبغي للمسلمني أن يغريوا عليهم وال نذرهم، على أطراف مملكتهم حق ميضي من الوقت مقدارا ما يبعث امللك إىل ذلك املوضع من ي

ألننا نعلم أن ملكهم بعدما وصل اخلرب إليه ال يتمكن من إيصال ذلك إىل أطراف مملكته إال مبدة، فال يتم النبذ يف حقهم حىت متضي تلك املدة وإن علم املسلمون يقينا أن القوم مل يأتيهم

.)204(خرب فاملستحب هلم أال يغريوا عليهم حىت يعلموهم .ذر من الغدر؟ فحىت النبذ ال بد من مدة إلبالغهأرأيت بعد هذا إىل هذا التح

وللمقارنة، ففي القانون الدويل احلديث أيضا تبدأ احلرب بإعالن الدولة احملاربة عن نيتها يف احلرب أو بإنذار ائي، وحديثا يعارض الفقه القانوين األجنلو سكسوين يف ضرورة

.عنصر املفاجأة يف القتال إعالن احلرب أو اإلنذار ا، ألنه حيرم الدولة منبل إن بعض الدول يف العصر احلديث بلغ من احتياطها لتتمكن من متام املفاجأة للدولة األخرى أن تتظاهر بالرغبة يف دوام السلم وأكثر من ذلك أن ختفي غضبها، وتظهر عدم

.اهتمامها بالرتاع الذي تنوي احلرب من أجلهديعة إىل درجة غري مسبوقة يف تاريخ األقوام حىت افتنت أهل احلضارة احلديثة يف اخل

صاروا يعقدون عهودا املقصود منها تغفيل املعاهد وطمأنته حىت يكون مباغتة أو أخذه على .غرة كاملة

نصب الراية ألحاديث : ، أنظر"حديث حسن صحيح"رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والطرباين يف املعجم، وقال الترميذي -)203(

.391، ص 03اهلداية مجال الدين الزليعي، بريوت ج .294، ص 4، وأنظر فتح القدير، ج1698، ص 5شرح السري الكبري للشيباين، ج -)204(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 107: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

107

ذلك دأب جديد أو سوء أدب جديد يف احلروب، ليس أبغض إىل اإلسالم منه، ، فقد علمنا أن )205(مستحقا لغضب اهللاوالشريعة احملمدية تأباه روحا وفعال وتعد فاعله آمثا

احلرب ال جتوز إال بإعالن ودعوة أو نبذ حترزا عن الغدر، بل ال بد للنبذ واإلعالن أن يكون مبدة كافية، وقد سبقت نصوص الفقهاء يف ذلك وإليك نصا آخر أيضا، يقول . قبل بدء احلربن اعتبار مدة يبلغ فيها خرب النبذ إليهم ال بد من النبذ حترزا عن الغدر وال بد م: "فيه ابن اهلمام

. )206("مجيعا ليعلموا بذلك فيعودوا إىل ما كانوا عليه من التحصن .األحكام اإلنسانية وقت القتال: املطلب الثالث

:حتديد العدو/ أوالإذ كان أصل القتال املشروع هو اجلهاد، ومقصوده أن يكون الدين كله هللا وأن تكون

عليا، فإن من منع هذا يقول، باتفاق املسلمني، فمن كان من أهل القتال حيل كلمة اهللا هي القتله سواء قاتل أو مل يقاتل، وكل من مل يكن من أهل القتال ال حيل قتله إال إذا قاتل حقيقة أو

.معىن بالرأي والطاعة والتحريض وأشباه ذلك: صالح اخللق كما قالوذلك أن اهللا تعاىل أباح من قتل النفوس ما حيتاج إليه من

»والفتكأ ةنبر مالق نفمن مل مينع املسلمني من إقامة دين اهللا مل تكن مضرة كفره )207( »لت ،إال على نفسه ولذلك أوجبت الشريعة اإلسالمية قتل الكفار ومل توجب قتل املقدور عليه

.)208(منهملتفرقة بني من توجه إليهم وبذلك يكون اإلسالم قد أرسي القواعد األساسية يف ا

األعمال احلربية فيحل قتلهم، ومن ال توجه إليه احلرب فال حيل قتله، فقصر القتال على الذين

.137الرسالة اخلالدة، عبد الرمحن عزام، دار الشروق، ص -)205( .294، ص 04اهلداية مع شرحها العناية، ج -)206( .217سورة البقرة، اآلية -)207( .4308، ص 09عالء الدين الكاساين، جأنظر، بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع، -)208(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 108: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

108

قتل )209("قصد"يقاتلون، حقيقة أو حكما، وهم العسكريون ومن يف حكمهم، ومنع من .املدنني الذين ال يشتركون يف العمليات احلربية

قتلهم ومن ال جيوز، نثبت وصية أبو بكر الصديق رضي وقبل تفصيل أحكام من جيوز اهللا عنه ليزيد بن أيب سفيان ملا بعثه على أحد اجليوش، فقد ذكر اإلمام حممد بن احلسن الشيباين

بعث أبو بكر الصديق رضي اهللا عنه يزيد ابن : يف ذلك من حديث ابن عمر رضي اهللا عنه قالو يوصيه، فقال يا خليفة رسول اهللا أنا الراكب أيب سفيان على جيش، فخرج معه ميشي وه

ما أنا بالذي أركب : وأنت املاشي، فإما أن تركب وإما أن أنزل، فقال أبو بكر رضي اهللا عنهوال أنت بالذي ترتل، إين أحتسب خطاي هذه يف سبيل اهللا، وذكر من طريق آخر، أنه ملا أتى

و ميشي وخلع نعليه وأمسكهما بإصبعيه رغبة براحلته لريكب فقال، بل أمشي فقادوا راحلته وه :إين موصيك بعشر فأحفظهن: أن تغرب قدماه يف سبيل اهللا، مث قال

إنك ستلقي أقواما زعموا أم قد فرغوا أنفسهم هللا يف الصوامع فذرهم وما فرغوا -1 .له أنفسهم

.وستلقى أقواما قد حلقوا أوساط رؤوسهم، فألقوها بالسيف -2 .ن مولوداوال تقتل -3 .وال امرأة -4 .وال شيخا كبريا -5 .وال تقعرن شجرا بدا مثره -6 . وال حترقن خنال -7 .وال تقطعن كرما -8 .وال تذحبن بقرة وال شاة -9

. وال ما سوى ذلك من املواشي إال ألكل -10

هنا ليخرج بذلك حكم قتل الصغار الذين يترسس م الكفار، فإنه حيل قتلهم لكن ال قصدا، وإمنا يقصد املقاتلني ) قصد(زادت كلمة -)209( .41ألبو احلسن املودودي، ص -األحكام السلطانية: أنظر. فقط

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 109: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

109

وال تغلن وال جتنب : ويف رواية أخرى ذكرها أيضا حممد بن احلسن، وزاد يف آخرها . )210( تفسدن وال تعصنيوال

وهنا نفرق بني حالتني، إذ ال خيلوا احلال من أن يكون حال قتال أو حال ما بعد .الفراغ من القتال

:حالة القتال -1ويف هذه احلال نبحث عن أصناف ستة ال جيوز قتلهم ألم ليسوا من أهل القتال،

:ء الستة هموقد جاء ذكر بعضهم يف وصية أيب بكر اآلنفة الذكر، وهؤال :النسـاء -أ

ال جيوز قتل النساء يف حرب وال يف غريها إال أن يقاتلن، : "اتفق الفقهاء على أنه .فيكون عندئذ ال منجأ منهن إال بقتلهن، فيجوز قتلهن مقبالت ال مدبرات

أن امرأة وجدت يف بعض : والدليل عدم جواز قتلهن حديث ابن عمر رضي اهللا عنه .)211(مقتولة فنهي عن قتل النساء والصبيان -صلى اهللا عليه وسلم-مغازي رسول اهللا

يف غزوة فرأى الناس - صلى اهللا عليه وسلم-كنا مع النيب : وعن رباح بن ربيع قالامرأة : أنظر عالم اجتمع هؤالء؟ فجاء الرجل فقال: جمتمعني على شيء، فبعث رجال، فقال

هذه لتقاتل، وعلى املقدمة خالد بن الوليد، ما كانت : "-صلى اهللا عليه وسلم-قتيل فقال .)212("ال تقتلن امرأة وال عسيفا: قل خلالد: رجال فقال -صلى اهللا عليه وسلم- فبعث

وذهب بعض فقهاء املالكية إىل أن املرأة وإن كانت مقاتلة فإا ال تقتل إال يف حال -جواز قتلهن على اإلطالق يف والصحيح: املقاتلة فقط، وعقب ابن العريب على هذا الرأي فقال

.)213( »مكونلاتقي ينالذ اهللا يلبي سوا فلاتقو«: حال املقاتلة وبعدها، لعموم قوله تعاىل

.وما بعدها 39، ص 1ج. معهد املخطوطات، جامعة الدول العربية - الدين املنجد السرخسي، حتقيق صالح-شرح السري الكبري -)210( .41األحكام السلطانية، للمودودي، املرجع السابق، ص -)211(

.104أحكام القرآن البن العريب ص .لى شرط الشيخنيصحيح ع: أخرجه أمحد وأبو داود والنسائي وابن حبان وعبد الرزاق يف مصنفه واحلاكم يف مستدركه وقال -)212(

.387، ص 3املرجع السابق ج -نصب الراية- أنظر .190سورة البقرة، اآلية -)213(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 110: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

110

وللمرأة آثار عظيمة يف القتال، منها اإلمداد باألموال، ومنها التحريض على القتال، معريات بالفرار، وذلك يبيح فقد كن خيرجن ناشرات شعورهن، نادبات، مثريات للثأر

.)214(قتلهنوأيضا حنن فقهاء احلنفية على أن املرأة تقتل إذا كانت ملكة لتعدي ضررها إىل

.)215(العباد :الصبيـان -ب

ى عن قتل الذرية - صلى اهللا عليه وسلم-إذا مل يقاتل الصيب فإنه ال يقتل، ألن النيب غه أن جنده قتلوا صبيانا، ولقد بلغه قتل وكان يغضب أشد الغضب إذا بل -وهم الصبيان-

ما بال أقوام جتاوز م القتل حىت : "يقول جلنده -صلى اهللا عليه وسلم- بعض األطفال فوقف .)216(ثالث" قتلوا الذرية، أال ال تقتلوا الذرية

وكذلك فإن الصغار ال يتصور منهم القتل واالعتداء ألم ضعفاء، بل إن قتلهم هو جيوز قتلهم، أما إن قاتل الصيب فعال فإنه حال القتال، فإذا زال القتال فإنه ال االعتداء، فال

.)217(يقتل، ألنه ال تكليف عليه :الرهبان ورجال الدين - ج

صلى اهللا عليه - ورجال الدين، الذين يقاتلون، وقد كان النيب )218(وال يقتل الرهبان .)219("ال تقتلوا أصحاب الصوامع: "إذا بعث جيوشه قال - وسلم

وكان أول ما ى عنه أبو بكر الصديق يف وصيته السابقة هو قتل رجال الدين، فقد كان حريصا على أن حيمى رجال الدين الذين ال يقاتلون، أما الذين يتسترون برداء الدين

.105-104، ص 1البن العريب ج-أحكام القرآن -)214( .هـ 1315طبعة بوالق -الكمال ابن اهلمام-فتح القدير شرح اهلداية -)215( .85، ص 03املرجع السابق، جالفتح الكبري -أخرجه أمحد وابن حبان واحلاكم والنسائي -)216( .98الدار القومية للطباعة، ص - أليب زهرة، حممد -العالقات الدولية -)217(مدحهم عليها " ورهبانية ابتدعوها: "من ذلك قال تعاىل) الرهبانية(انقطع للعبادة و": ترهب الراهب: "عباد النصارى، يقال: الرهبان -)218(

صححه مصطفى -عن املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري للفيومي". فما رعوها حق رعايتها: "تعاىلابتداء، مث ذمهم على ترك شرطها بقوله .259، ص 1، ج1950مطبعة احلليب -السقا

.212هـ، ص 1372املطبعة السلطية -طبعة رابعة-أليب يوسف -اخلراج– -)219(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 111: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

111

ولكنهم يف الواقع مقاتلون، فما فرض محايتهم، ألم مقاتلون يشتركون يف االعتداء ويشتركون :املؤمنني، ولذا قسم رجال الدين إىل قسمنييف فتنة

أولئك الذين التزموا الصوامع ودور العبادة وأغلقوا أبوام على : القسم األولالسائح يف اجلبال الذي : أنفسهم، وهؤالء ال يقاتلون لتركهم القتال أصال، ويأخذ هذا احلكم

اربة، فإذا أغلقوا الباب على ال خيالط الناس، وهذا ألن املبيح للقتل هو شرهم من حيث احملأنفسهم أندفع شرهم مباشرة وتسبيبا وهؤالء ال يقاتلون وال يسرقون، بل يترك ما يعيشون به

.من أمواهلم وكذلك املرأة لو ترهبتوهم الذين يرتلون إىل الناس ويصعدون إليهم وال يلتزمون دور العبادة، : القسم الثاين

ل، وحيثوم على ذلك، فمنهم أئمة الكفر وقتلهم أوىل من قتل ويصدر الناس عن رأيهم يف القتا .غريهم

إنك ستلقى "ويف هذين القسمني يقول أبو بكر رضي اهللا عنه يف وصية السالفة الذكر أقواما قد فرغوا أنفسهم هللا يف الصوامع، فذرهم وما فرغوا أنفسهم له، وستلقى أقواما قد

فاضربوا مقاعد الشياطني منها بالسيوف : ف، أو قالحلقوا أوساط رؤوسهم فافلقوها بالسي . )220(واهللا ألن أقتل رجال منهم أحب إيل من أن أقتل سبعني من غريهم

:وأصحاب العاهات )221(الزمىن -دذهب بعض الفقهاء إىل أنه ال جيوز قتل أصحاب العاهات كاملقعد ويابس الشق

مل يكن هلم رأي وال تدبري يف احلرب، واألعمى ومقطوع اليد والرجل من خالف واملعتوه إذاألن املبيح للقتل هو احلرب، وهؤالء ال يتحقق منهم ذلك، كما أنه ال نكاية منهم لنا، فلهذا ال

.41، ص 1املرجع السابق، ج -للسرخسي -شرح السري الكبري: أنظر -)220(

.105، ص 1كذلك أحكام القرآن البن العريب ج: أنظر .157، ص 4مطبعة الشعب ج -للشافعي- األم: أنظر

من باب تعب وهو مرض يدوم زمنا طويال والقوم ] زمن[فهو ] زمن الشخص زمنا، وزمانه: [جاء يف املصباح املنري قول الفيومي -)221( ].زمين[

. 275، ص 1املصباح املنري، ج -]منأزمن اهللا فهو مز[مثل مرض، و

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 112: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

112

على أم يقتلون لعموم قوله -كالشافعية يف أظهر القولني- يقتلون، وذهب آخرون من الفقهاء .)222( »نيكرشوا امللتقأ«: تعاىل

هذه اآلية ال تصلح هنا دليال على دعواهم، ألا من باب العام املخصوص، فقد إال أن .خصصت بالذمي والنساء، فجاز ختصيص هؤالء أيضا

كما -واألصح أن يناط ذلك باملقاتلة، فإن كان يصدر منهم قتل حقيقة أو حكما الصحيح عندي أن تعترب و: وهلذا قال أبو بكر بن العريب من فقهاء املالكية. قتلوا وإال فال -سبق

. )223(أحواهلم، فإن كان فيهم إذاية قتلوا، وإال تركوا وما هم بسبيله من الزمانة ):كبار السن(الشيوخ -هـ

منهم من كرب سنه وكان ال يقاتل وال رأي له يف احلرب، وهذا ال : الشيوخ قسمانأيضا ورد النهي عن قتلهم ، و)224("ال تقتلوا شيخا فانيا: "-صلى اهللا عليه وسلم-يقتل، لقوله

".وال تقتلوا شيخا كبريا"يف وصية أيب بكر السابقة وفيها، ومنهم من يقاتل وله رأي يف احلرب فإنه يقتل، فقد روى أن ربيعة بن رفيع السلمي

صلى اهللا -رضي اهللا عنه أدرك دريد بن العصمة يوم حنني فقتله وهو شيخ كبري ومل ينكر النيب ألنه كان ذا رأي يف احلرب، حيث أشار على املشركني أن يرفعوا الظعن ذلك، - عليه وسلم

إىل علياء بالدهم وأن يلقي الرجال العدو بسيوفهم على متون اخليل، فلم يقبلوا رأيه، وقاتلوا :مع أهاليهم وكان ذلك سبب ازامهم، ويف هذا يقول دريد بن العصمة نفسه

فلما عصوين بينوا الرشد حىت ضحى الغدىفلم يست أمرم أمـري مبنعـرج اللـوى كنت منهم وقد رأى

)225(غويتهـم وأنـين غيـر مهتـدي

.05سورة التوبة، اآلية -)222( .691، ص 4ج -البن اهلمام-، فتح القدير 106ابن العريب، ص : أنظر -)223(أقتلـوا "ليس بذاك إال أن هذا احلديث أقوى مما عارض به اآلخرون، وهو حديث : "رواه أبو داوود، وفيه خالد بن الغرز، قال ابن معني -)224(

مجـال الـدين -للمزيد أنظر نصب الراية ألحاديث اهلدايـة -ألنه منقطع وهو من رواية احلسن عن مسرة" خ املشركني واستبقوا شرخهمشيو .386ص 3ج -بريوت-2الزليعي ط

.42، ص 1السري الكبري، املرجع السابق، ج -)225(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 113: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

113

.هذا وقد أجاز الشافعي قتل الشيخ الكبري :العمال والفالحون -و

عن قتل العسفاء وهم األجراء أو العمال - صلى اهللا عليه وسلم- وقد تكرر ي النيب : - صلى اهللا عليه وسلم-ون، وليس هلم يف احلرب عمل قال الذين يستأجرون للعمل، وال حيارب

، واحلرب حمصورة يف دائرة من يقاتل، والقتال من اجلانب )226("ال تقتلن ذرية وال عسيفا"اإلسالمي لدفع قوى الشر والفساد وهذه القوى حمصورة يف الذين يعملون بسيوفهم يف امليدان،

لزراعيون واليدويون الذين ال يقاتلوم بناة العمران أو يرمسون ويديرون يف اخلطط، والعمال واواحلرب اإلسالمية ليست إلزالة العمران أو تقويض دعائمه، وذهب بعض العلماء إىل أن هؤالء

. )227(يقتلون، ألم وإن مل يقاتلوا فهم ردئ للمقاتلني والردئ حيكم فيه حبكم القتل .لما بعد الفراغ من القتا: احلالة الثانية -2

وهي حالة ما بعد األسر واألخذ، فكل من ال حيل قتله يف حال القتال ال حيل قتله بعد الفراغ من القتال، وكل من حيل قتله يف حال القتال إذا قاتل حقيقة أو معىن، يباح قتله بعد األخذ، إال الصيب واملعتوه الذي ال يعقل، فإنه يباح قتلهما يف حال القتال إذا قاتال حقيقة، ومعىن ال يباح قتلهما بعد الفراغ من القتل إذا أسرا وإن قتال مجاعة من املسلمني يف القتال، ألن القتال بعد األسر بطريق العقوبة ومها ليسا من أهل العقوبة أما القتل يف حال القتال فلدفع شر

ان القتل بعده القتال، وقد وجد الشر منهما فأبيح قتلهما لدفع الشر، وقد انعدم الشر باألسر فك .بطريق العقوبة ومها ليسا من أهلها

ال يقتل األسري، فعندما أتى احلجاج بأسري، قال لعبد اهللا : وقال ابن عمر وعطاء احلسن موهمتذخا اتذى إتح«: ابن عمر وما ذا أمرنا يقول اهللا تعاىل: ، فقال"قم فأقتله: "بن عمر

.)229(، وكان احلسن وعطاء يكرهان قتل األسري)228(»اءدا فمإو دعا بنم امإف اقثوا الودشف

.388، ص 3سابق، جأخرجه أمحد والنسائي وابن ماجة، وابن حيان، نصب الراية، املرجع ال -)226( .99الردئ هو املعني أردأته مبعىن أعنته، أنظر العالقات الدولية يف اإلسالم حممد أبو زهري، ص -)227( .04اآلية -صلى اهللا عليه وسلم -سورة حممد -)228(، وانظر كذلك إىل 4308 ، ص9عالء الدين الكاساين، نشر زكريا يوسف، مطبعة اإلمام ج -بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع: أنظر -)229(

.212اخلراج أليب يوسف، املرجع السابق، ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 114: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

114

تلكم هي أحكام الشريعة اإلسالمية الغراء يف حتديد : "وكخالصة ملا سبق ذكره نقولضفة املقاتلني األعداء، تلكم هي آداا ونبلها يف منع قتل تلك األصناف اآلمنة املطمئنة اليت

.ك يف احلروب، جنعل هلا اإلسالم حرمتها وصااعزفت عن االشترافأين هذا مما فعله ويفعله أعداء اإلسالم منذ العهود العابرة إىل عهدنا احلاضر، من عهد جينكسخان وهجوم املغول على اخلالفة اإلسالمية مما ال يزال يذكر إىل اآلن حىت ذهب مثال

رة إن ما يأتيه أدعياء احلضارة وحقوق يف القسوة واهلمجية والوحشية، ويف عهودنا احلاضاإلنسان والسلم الدويل، إن ما يأتيه هؤالء من بشاعة واستهتار بالقيم اإلنسانية مما يتضاءل أمامه أفعال جينكسخان، وال يزال العامل كله يذكر قنبليت هريوشيما وناغازاكي يف احلرب

ن اليهود على العرب يف فلسطني احملتلة ويف يف عدوا) احلارقة(العاملية الثانية، وقنابل النابامل لبنان، والقنابل العنقودية والفوسفورية مؤخرا يف قطاع غزة، كل ذلك دون تفرقة بني حمارب وغري حمارب من املدنني واألطفال والنساء والعجزة، بل إن تلك األسلحة املدمرة ال تفرق

.بطبيعتها بني حمارب وغريه فهي تفتك باجلميع :التخريب إلغاضة األعداء /ثانيا

ذهب مجهور فقهاء املسلمني ومنهم األئمة األربعة إىل أنه جيوز حتريق حصون األعداء وتفريقها، كما جيوز نصب اانيق عليها وقطع املاء عنهم، ماداموا ممتنعني فيها، إذ تعني ذلك

أو مل يكونوا، واألوىل وسيلة للظفر م، سواء كان فيها قوم من املسلمني أسرى، أو مستأمنني .هلم إذا كانوا يتمكنون من الظفر م بوجه آخر أال يقدموا على التغريق والتحريق

وكذلك جيوز قطع األشجار وختريب البيوت والزروع يف دار احلرب بتحريقها .وإرسال املاء عليها، إذا كانت متنع املسلمني من العمليات القتالية أو تعيقهم عن ذلك

.على ذلك الكتاب والسنة النبوية الشريفة والدليل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 115: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

115

:فمن الكتـابأو تركتموها قائمة )231(ما قطعتم من لينة« :)230(قوله تعاىل يف سورة احلشر -1

- صلى اهللا عليه وسلم-، فقد حرق رسول اهللا »على أصولها فبإذن اهللا، وليخزي الفاسقني :النظري وقطع، وهي البويرة اليت يقول فيها حسان رضي اهللا عنه خنل بين

وملا فعل املسلمون ذلك ناد اليهود من ريق بالبويرة مستطري هلان على سراة بين لؤيتزعمون أنكم مسلمون ال تفسدون وأنتم حترقون النخل، واهللا ما أمر ذا : فوق حصوم

بل حنرقها كبتا : صدقوا وقال بعضهم: املسلمني ملن يغلب من الفريقني، فقال بعض فاتركوها .)232( »رضاء بما قال الفريقان«: هلم وغيظا، فأنزل اهللا تعاىل اآلية

صلى اهللا -وقد حكى القرآن الكرمي ختريب املؤمنني بيوت بين النظري بأمر النيب -2 .)233(»نينمؤي املديأو مهيديأم بهوتيب ونبرخي«: ذكرت ذلك اآلية -عليه وسلم

:ومن السنـةكان عهد إليه أن يغري -صلى اهللا عليه وسلم-حديث أسامة ابن زيد أن النيب -1

.)234(صباحا مث حيرق) موضع ببالد الشام(على بىن ملا مز أوطاس يريد الطائف بدا له -صلى اهللا عليه وسلم-وعن الزهري أن النيب -2

أمر به أن حيرق، وذلك ألن فيه كبتا وغيضا له، فقد كان هو أمري اجليش قصر ملك بن عوف فإىل الطائف فأمر بكرومهم أن - صلى اهللا عليه وسلم- يف حصن الطائف مث انتهى رسول اهللا

.تقطع

.05اآلية -سورة احلشر -)230( .كرم شجر التمر، واجلمع أليان: اللينة -)231( .383، ص 3املرجع السابق، ج - نصب الراية ألحاديث اهلداية: أنظر -)232( .02سورة احلشر، اآلية -)233( .382، ص 3املرجع السابق، ج -الراية أخرجه أبو داود وابن ماجة، نصب -)234(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 116: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

116

:مـن العقـل واملنطـقأنه ملا جاز قتل النفوس، وهي أعظم حرمة من الزروع واألشجار فما دونه من -1

.نبات وقطع األشجار أوىل باحلواجزختريب الإن باملقصود كتب أعداء اهللا وكسر شوكتهم وبقطع األشجار وإفساد زروعهم -2

وحتريق حصوم، حيصل ذلك الغيظ والكبت، فيجوز أن يفعلوا ما ميكنهم من التحريق وقطع .األشجار وإفساد الزرع

كان الظاهر أم مغلوبون هذا إذا مل يغلب على الظن أم مأخذون بغري ذلك، فإنوأن الفتح باد كره ذلك ألنه إفساد يف غري حمل احلاجة، وما أبيح ذلك التخريب واإلفساد إال

. )235(للحاجةإىل أنه ال حيل -وكان معاصرا أليب حنيفة- الشام وذهب األوزاعي من فقهاء

األشجار، أو حتريق للمسلمني أن يفعلوا شيئا مما يرجع إىل التخريب يف دار احلرب كقطع : مبا يلي ها، واستدىلبريختالبيوت أو وإذا تولى سعى في «: إن ذلك فساد واهللا ال حيب الفساد، بدليل قوله تعاىل -

.)236(»األرض ليفسد فيها ويهلك احلرث والنسلبدا مثره إال شجرا وال تعقرن شجرا: "ما جاء يف وصية أيب بكر رضي اهللا عنه - .ويف هذا تأويل من أيب بكر آلية سورة احلشر وهو أعلم بتأويلها من غريه "يضركم

كان يذكر - صلى اهللا عليه وسلم-ما روي يف حديث علي رضي اهللا عنه أن النيب - .هذا يف وصاياه ألمراء السرايا

.)237(وإذا كان السعي يف العمارة حممودا فإن السعي يف التخريب مذموم

.52-43، ص ص 1أنظر شرح السري الكبري، املرجع السابق، ج -)235( .205سورة البقرة، اآلية -)236( .43، ص 1حتقيق صالح الدين املنجد، ج -السرخسي–شرح السري الكبري -)237(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 117: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

117

:تعقيب على الرأينيال يوجد أي تعارض حقيقي بني مذهب اجلمهور ومذهب األوزاعي ومن معه وذلك

:مبالحظة ما يليإن اجلمهور بينوا أن جواز ما ذكر إمنا هو للمصلحة والضرورة وإذا تعني ظريقا -

يف دائرة للظفر م أو غلب على الظن أن األعداد ال يؤخذون بغري ذلك وواضح أن كالمهم .اجلواز ال الوجوب، فيجوز فعل ذلك كما جيوز تركه

إال شجرا يضركم، : إن األوزاعي يف الرواية اليت احتج ا عن أيب بكر قال فيها - .الشجر الذي حيول بني املسلمني والقتال وهنا تلتقي رأيه مع اجلمهور فاستثىن

وقد ى أيب بكر عن ذلك : يقول ابن حزم يف اجلمع بني وصية أيب بكر واآلية - -صلى اهللا عليه وسلم–اختيارا ألن ترك ذلك أيضا مباح كما يف اآلية املذكورة ومل يقطع

.)238(أيضا خنل خيرب، فكل ذلك حسن، وباهللا تعاىل التوفيقواخلالصة اليت انتهينا إليها من مراجعة أوجه : "ويف ذلك يقول الشيخ حممد أبو زهرة

:عة مصادر الشريعة ومواردها ما يأيتالنظر املختلفة ومراجإن األصل هو عدم قطع الشجر وهدم البناء ضرورة حربية ال مناص منها حني :أوال

يستتر العدو ا ويتخذ منه وسيلة إليذاء اجليش اإلسالمي فإنه ال مناص من قطع الشجر وهدم صلى اهللا عليه –فعل النيب البناء، وليست يف ذاا أعز من األنفس اليت تزهق يف امليدان، وقد

.ذلك - وسلمأنه خيرج كالم الفقهاء الذين أجازوا قطع الشجر وختريب العمران على أنه :ثانيا

مقصور على هذه الضرورة، وال يتصور أم قصدوا التخريب لذات التخريب، وخصوصا أنه .)239(كان الغالب أن األرض تعود للمسلمني

الزروع، مسألة ذبح املواشي والدواب، فقد ذهب ومما يتصل مبنع التخريب وإفسادبعض الفقهاء، كاملالكية واحلنفية، إىل جواز قتل حيوانات األعداء، اليت يعجز املسلمون عن

.468، ص 7احمللي، البن حزم األندلسي، مكتبة اجلمهورية مبصر ج: أنظر -)238( .102إىل 101حممد، أبو زهرة املرجع السابق، ص –العالقات الدولية يف اإلسالم : أنظر -)239(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 118: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

118

االنتفاع ا، وإذا كان العدو ممن يستحيل أكل امليتة، فيجوز حرقها بعد إزهاق روحها ألي ال يعجز املسلمون عن محلها هلم حينئذ إتالفها، وهلم يف ينتفعوا ا، ويلحق ذا سائر األمتعة اليت

.إتالف النحل روايتانال حيل عقر شيء من حيوانات الكفار البتة، ال إبل : وقال ابن حزم وحممد بن احلسن

. وال بقر وال غنم وال خيل وال دجاج وال محام وال إوز وال برك وال غري ذلك إال لألكل فقطلة، وحاشا اخليل يف حال املقاتلة فقط وسواء أخذها املسلمون أو مل حاشا اخلنازير فتعقر مج

يأخذوها، أدركها العدو ومل يقدر على املسلمون على منعها أو مل يدكروها، وخيلى كل ذلك، والبد إذ مل يقدر على منعه وال على سوقه، وال يعقر شيء من حنلهم وال يفرق وال حترق

.خالياهصلى -ه ابن حزم وحممد بن احلسن ما روى أن رسول اهللا والدليل على ما ذهب إلي

وال "ويف وصية أيب بكر السابقة . )")240ى عن ذبح احليوان إال ألكله" -اهللا عليه وسلم، ويف رواية أخرى ذكرها ابن "تذحبن بقرة وال شاة وال ما سوى ذلك من املواشي إال ألكل

وال يعرف له يف ذلك من " وال حترقن خنال وال تغرقنهال تعقرن شاة وال بعريا إال ملأكله : "حزم .)241(الصحابة خمالف

ذلك هو مبدأ الرمحة والرفعة يف اإلسالم الذي حرم أي ضرر أو إفساد للممتلكات -أثناء احلرب، إال لضرورة ملحة، وحرم على املسلمني ذبح شيء من الدواب إال لألكل، كما

لجأوا لقهر عدوهم بتجويع األمة احملاربة أو منع أسباب حرم على املسلمني يف حروم أن ي .احلياة من قوت أو دواء أو لباس من الوصول إىل غري احملاربني منها

ولقد بلغت القسوة يف احلروب احلديثة أن اجليوش إذا انسحبت من أرض دمرت ما ون الدويل أيضا ا ولو كان يف ذلك هالك أهلها فضال عن أعدائها، ولقد أباحت قواعد القان

.406، ص 3املرجع السابق، ج–نصب الراية : أنه غريب، وإمنا رواه ابن أيب شيبة يف وصية أيب بكر لقائده، أنظر: الزليعي: قال -)240( .4309، ص 9مطبعة اإلمام ج -الدين الكاساين، نشر زكريا يوسف عالء–بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع : أنظر -)241(

.468، ص 7املرجع السابق، ج–احمللي .44، ص 1املرجع السابق، ج -للسرخسي–شرح السري الكبري

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 119: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

119

تدمري الطرق والكباري وما يستفيد منه العدو يف احلرب، وهو عمل تبيحه الشريعة اإلسالمية .على إطالقه :حترمي املثلة واحلرق بالنار/ ثالثا

يدعو اإلسالم دائما إىل التمسك بالفضيلة مع الناس مجيعا، سواء يف العالقات بني وأشد ما كان يدعو إليه القرآن الكرمي يف . لسلم أو احلرباآلحاد أم بني اجلماعات، وسواء يف ا

األمر بالفضيلة هو ما يقترن باجلهاد خشية أن تندفع النفوس يف حال احتدام القتال إىل ما خيالف ذلك املبدأ العام، فمثال جند القرآن الكرمي يأمر باملعاملة باملثل عند االعتداء، فمن اعتدى

ولكن اقترن ذلك مبوجب االستمساك بالتقوى، والتقوى تكون يف دفع شره، ومن قاتل يقاتل، وا اهللاقتاو مكيلى عدتا اعم لثمب هي، فاعتدوا علاعتدى عليكم فمن«: التمسك بالفضيلة

اولعاهللا نوا أم مامل عت242(»نيق(. ة باملثل فإنه ال جييز لنا هذه املعاملة إذا أنتهك وإذا كان القرآن الكرمي يأمر باملعامل

وإذا كان العدو !عدوان الفضيلة، فلو انتهك األعداء حرمة النساء ما جاز لنا أن نفعل ذلكميثل بالقتلى فيشوه أجسامهم بعد قتلهم أو يقطع أعضاءهم، ويفعل ذلك يف قتلى املسلمني فال

.جيوز أن جياريه يف ذلك - رضي اهللا عنه–على محزة ابن عبد املطلب -صلى اهللا عليه وسلم–وملا وقف النيب

: حني استشهد، نظر إىل شيء مل ينظر إىل شيء كان أوجع لقلبه منه نظر إليه وقد مثل به، قالفعوال للخريات، وصوال للرحم، ولوال حزن من -ما عرفتك–رمحة اهللا عليك، فإنك كنت

من أفراد شىت، أما واهللا ألمثلن بسبعني منهم فرتل بعدك عليك لسرين أن أرعاك حىت حتشر م تبوقا عم لثموا بباقعم فتباقع نإو«: جربيل عليه السالم، والنيب واقف، خبوامت سورة النحل

نه وكفر عن ميي -صلى اهللا عليه وسلم–فصرب النيب )243(»ينرابلصل ريخ وهل متربص نئل، وهب .ومل ميثل بأحد

.194سورة البقرة، اآلية -)242( .126سورة النحل، اآلية -)243(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 120: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

120

أنه ملا كان يوم أحد أصيب من األنصار أربعة وستون رجال ومن : ويف رواية أخرىلئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنرين : املهاجرين ستة فيهم محزة، فمثلوا م فقالت األنصار

.عليهم، فلما كان فتح مكة أنزل اهللا تعاىل اآليةنهي عن املثلة أشد النهي وحترمها، فقد قال عليه وجاءت األحاديث النبوية، بعد ذلك ت

–ما خطبنا رسول اهللا "، وقال عمران بن حصني )244("ال تعذبوا عباد اهللا: "الصالة والسالموما روى من التمثيل . )245("خطبة إال أمرنا بالصدقة وانا عن املثلة -صلى اهللا عليه وسلم

الراعي ورجله وغرزوا الشوك يف لسانه وعينيه بالعرينني ذكر قصتهم ابن سعد وأم قطعوا يد حىت مات، فهو منسوخ بالنهي املتأخر عنها، أو هو من باب املعاملة باملثل عقوبة على جرميتهم : ومل يبتدإ املسلمون على ذلك على رأي من مل يقم بنسخ، ويف ذلك يقول الكمال ابن اهلمام

مل ينسخ، واملثلة مبن استحق القتل ال عن مثلة أن املثلة مبن مثل جزاء ثابت: وحاصل هذا القول .ال حتل، ال أا منسوخة

ألا مل تشرع أوال، ألن ما وقع للعرينني كان جزاء متثيلهم بالراعي، والشك أن النهي وحنوه إما أن يكون متأخرا عن -السابق–عن التمثيل كما جاء يف حديث سليمان بن بريدة

، أو ال يدري فيتعارض حمرم ومبيح خصوصا واحملرم قول فيتقدم مثلة العرينني، فظاهر نسخها .)246(احملرم، وكلما تعارض نصان، وترجح أحدمها تضمن احلكم بنسخ اآلخر

بل أن اإلسالم حيرم حىت التمثيل باحليوان، ومن باب أوىل أن حيرم اإلنسان، ويف .)247("يوانمن مثل باحل - صلى اهللا عليه وسلم–لعن النيب : "احلديث الصحيح

التعذيب بالنار، وقد ى اإلسالم عنه أشد النهي واعتربه : ومما منهي عنه بتحرمي املثلة عن -صلـى اله عليه وسلم–اعتـداء على حق األولوهية، إذ ال يعذب إال رب النار وقد ى

.399، ص 3، ج2املرجع السابق، طأنظر نصب الراية –أخرجه أبو داوود والترمذي واحلاكم -)244( .393املرجع نفسه، ص : أخرجه أبو داوود والنسائي، أنظر -)245( .386-385نصب الراية، املرجع نفسه، ص -)246(

.386-32العالقات الدولية يف اإلسالم أليب زهرة املرجع السابق، ص : أنظر كذلك .392، ص 3رجع السابق، جنصب الراية، امل -أنظر–أخرجه البخاري يف باب الصيد -)247(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 121: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

121

".رب النار ال ينبغي أن يعذب بعذاب النار إال: "وقال )248("ال تعذبوا بعذاب اهللا: "ذلك فقاليف - صلى اهللا عليه وسلم–بعثين رسول اهللا : قال -رضي اهللا عنه–وعن أيب هريرة

إن : حني أردنا اخلروج: فأحرقومها يف النار، مث قال -لرجلني–إن وجدمت فالنا : "بعث، فقالكنت أمرتكم أن حترقوا فالنا وفالنا، وإن النار ال يعذب ا إال اهللا إن وجدمتومها

.)249("تلومهافأق :اإلنسانية والرفق أثناء احلرب/ رابعا

إن الرفق والسماحة واإلنسانية الفاضلة تالزم اإلسالم دائما ولو كان خيوض املعركة مع أعدائه، وليس يف حال السلم فحسب، وذلك أن الرفق ما كان يف شيء إال زانه وما نزع

أنا رسول الرمحة : "- اهللا عليه وسلم صلى–من شيء إال شانه وأفسده، ولقد قال رسول اهللا .)250("وأنا رسول امللحمة

ليدعو إىل تأليف القلوب ومجعها حىت مع ابتداء املعركة وال يدعو -أي اإلسالم–إنه ووصايا -صلى اهللا عليه وسلم–إىل التنفري بالقتل والقتال، وقد سبق كثري من وصايا النيب

فق وتأليف القلوب ومنع الفساد واحملافظة على األنفس اخللفاء من بعده حتث على التأين والر .واألموال واألعراض

ويف أعقاب املعارك اإلسالمية أيضا تتجلى هذه الفضيلة والرفق والسماحة بأروع ما من -بلغ ستة آالف–يكون مساحة رفق، فلما انكشفت غزوة حنني عن كثري من سيب هوازن

صلى اهللا – يدري عدته مث أتى وفد هوازن إىل رسول اهللا الذراري والنساء واإلبل والشاة ما اليا رسول اهللا إنا أصل وعشرية، وقد أصابنا من البالء ما مل : وقد أسلموا، فقالوا -عليه وسلم

أما ما كان يل ولبين : "خيلف عليك، فأمنين علينا من اهللا عليك، فقال صلى اهللا عليه وسلمصلى –إنا نستشفع برسول اهللا : ظهر بالناس فقاموا فقولوااملطلب فهو لكم، وإذا ما صليت ال

.408-407، ص 3نصب الراية املرجع السابق ج: أنظر–أخرجه البخاري والبزار وأبو داود والترمذي -)248(

.329، ص 3املرجع السابق ج -الفتح الكبري–أنظر كذلك ، أنظر كذلك نصـب 456، ص 1بق، جأخرجه البخاري وأمحد والبزار والبيهقي وابن سعد والترمذي أنظر الفتح الكبري املرجع السا -)249(

.407، ص 3املرجع السابق، ج–الراية .381، ص 3املرجع السابق، ج–نصب الراية -)250(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 122: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

122

يف أبنائنا -صلى اهللا عليه وسلم–إىل املسلمني وباملسلمني إىل رسول اهللا - اهللا عليه وسلمأما ما كان - صلى اهللا عليه وسلم–ونسائنا، فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم، ففعلوا فقال

صلى اهللا عليه –وما كان لنا فهو لرسول اهللا : رونيل ولبين املطلب فهو لكم، فقال املهاجفرد عليهم رسول -صلى اهللا عليه وسلم–وقالت األنصار ما كان لنا فهو لرسول اهللا - وسلمنساءهم وأبنائهم، وسأل عن مالك ابن عوف الذي قاد جيوش -صلى اهللا عليه وسلم–اهللا

ما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من إنه إن أتى مسل: هوازن وتثقيف يف هذه املعركة وقال .)251(اإلبل فأتاه، فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من اإلبل وأسلم فحسن إسالمه

صلى –هذا هو األفق الرفيع الوضيء السامي من اخللق واإلنسانية عند رسول اهللا -والكمال يف املعاملة وعند املسلمني يف أعقاب هذه الغزوة، وإن هذا السمو - اهللا عليه وسلم

.كان له أثر بالغ يف نفوس القوم، فأسلموا وحسن إسالمهمولقد تكرر مثل هذا املوقف يف غزوة بين املصطلق ويف غريها، وهو يدل داللة واضحة على أن املسلمني ال يرمون إىل االستعباد وإذالل احملاربني، وحبسهم أن يضمنوا ألنفسهم

.)252(الدين والعقيدة والدعوة هلاالسالمة وأن يضمنوا حرية :الفضيلة يف أثناء احلرب/ خامسا

من املقرر أن املعاملة باملثل تتخذ مبدأ أساسيا يف العالقات الدولية بني املسلمني ذلك املبدأ مقيد بالفضيلة، فإذا تعارض مع اختاذوغريهم، يف احلرب والسلم على السواء، ولكن

ألا املبدأ الثابت املقرر الذي ال يقبل التخلف كيفما كانت الفضيلة أمهل وأتبعت الفضيلة،احلال، ألن احلرب يف اإلسالم مقيدة بقانون السماء، وهي حرب الفضيلة املقاومة للرذيلة املعتدية، وليس من املعقول أن يكون باعث احلرب الدفاع عن الفضيلة وتنتهك حرماا يف

.امليدان من أهلها جماراة للمعتدينفإذا كان العدو متحررا من كل القيود اخللقية فجيش الفضيلة مقيد ا، فإذا كان األعداء يقتلون الصبيان والعمال والشيوخ والنساء، أو ينتهكون األعراض، فإننا ال جناريهم يف

.267دار النفائس بريوت، ص -عماد الدين خليل–دراسة يف السرية النبوية : أنظر -)251( .94-93م، ص 1974 -ريةأمحد شليب، مكتبة النهضة املص/ كتاب اجلهاد والنظم العسكرية، د: أنظر -)252(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 123: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

123

هذه الرذائل، ألننا حنن املسلمني مقيدون باخللق الكرمي وإذا كان األعداء ميثلون جبثث شهدائنا ى عن املثلة كما سبق وإذا -صلى اهللا عليه وسلم–شوهاا فإننا ال نعمل مثلهم ألن النيب وي

كان األعداء جييعون األسرى ويقتلوم بالعطش فإن جيش الفضيلة ال جياريهم يف ذلك ألن اهللا ان تعاىل أمر بإكرام األسرى والنيب عليه السالم ى عن أن يقتل األحد اآلخر بالعطش، وإذا ك

أد " -صلى اهللا عليه وسلم–األعداء يغدرون وخيونون، فال حتل لنا اخليانة وال الغدر لقوله .)253("وال ختن من خانك ائتمنكاألمانة إىل من

ولقد كان هذا املبدأ واقعا علميا مطبقا يف احلروب اإلسالمية ومل يكن كلمات جوفاء طل املسلم صالح الدين األيويب عددا تقال أو حربا يكتب على ورق، فمثال عندما أسر الب

أن مييتهم جوعا أو : ضخما من اجليوش الصليبية ومل جيد عنده طعاما يكفيهم، فكان بني أمرينيطلق سراحهم فأوحت إليه فضيلة اإلسالم أن يطلق سراحهم، فخرجوا وتكاتفوا وكونوا من

امليدان حماربني بدل أن يقتلهم أنفسهم جيشا يقاتله، فلم يندم القائد البطل ورأى أن يقتلهم يفيف األسر جائعني، وكانت املفارقة كبرية بني صالح الدين وقائد الفرجنة اإلجنليزي عندما

.!استسلم له مجاعة من املسلمني بشرط أال يقتلهم فقبل الشرط مث قتلهم مجيعا" حضارة العرب"ولنترك الكلمة للفيلسوف الفرنسي جوستاف لويون صاحب كتاب

:وازن بني العملني فهو يقوليكان أول ما بدأ به ريكارد أنه قتل أمام معسكر املسلمني حربا ثالثة آالف أسري "

مسلم سلموا أنفسهم إليه، بعد أن أعطاهم عهدا حبق دمائهم، مث أطلق لنفسه العنان بإقتراف يف صالح الدين هذا القتل والسلب، وليس من السهل أن يتمثل املرء درجة تأثري هذه الكبائر

النبيل الذي رحم نصارى القدس، فلم ميسهم بأذى، والذي أمر فيليب وقلب األسد باملرطبات واألزواد يف أثناء مرضهما فقد أبصر اهلوة السحيقة بني تفكري الرجل املتمدن وعواطفه وتفكري

".الرجل املتوحش ونزواتهالقائد املسلم صالح الدين وكما قال الشيخ حممد أبو زهرة لسنا نوازن بني عمل

وعمل نابليون بونابرت عندما كان يف موقف يشبه موقف صالح الدين إذ أنه عند إرادته فتح

.59، ص 1ج -الفتح الكبري املرجع السابق: أنظر–أخرجه البخاري وأبو داوود والترمذي واحلاكم -)253(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 124: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

124

عكة أسر عددا كبريا من أهل الشام، ومل يكن عنده من الطعام ما يكفيهم، فأعمل السيف فيهم شتركا من اإلتفاق وحصدهم حصدا، ال نوازن بني عمل القائدين، ألن املوازنة تقتضي قدرا م

يف كل من العملني يرجح فيه أحدمها على اآلخر، ومل يوجد فال يوازن بني النور والظلمة، وال وال بني اإلنسانية الكرمية والوحشية غري احملكومة . بني الفضيلة والرذيلة وال بني البطولة والنذالة

.)254(بدين أو خلق :الكرامة اإلنسانية يف احلرب/ سادسا

الم قد قرر مبدأ الكرامة اإلنسانية واملساواة بني البشر مجيعهم يف القيمة إن اإلس مي آدنا بنمرك دقلو«: اإلنسان إلنسانيته وآدميته قال اهللا تعاىل فاحتراماإلنسانية املشتركة،

وحلمناهم فري الب والبرح ورقزناهم مالط نيبات فولضناهم ى كلعريث ممن قلخا نفتوقال سبحانه)255(»يالض ، :»ا أييها النإ اسنقلا خاكنم مركذ ن أوثنى وجلعاكنم شعا وبقوبلائ لتعكأ نوا إفارركمم عنأ اهللا داكقتالكرامة يف واإلسالم ال يالحظ هذه. )256(»م

العالقات بني الناس حال السلم فحسب بل إنه ليجعلها مبدأ عاما شامال حلايل السلم واحلرب بل ومكرم يف مماته، واإلسالم جيعل من مظاهر هذا التكرمي –فاإلنسان خملوق مكرم يف حياته

اهللا عليه صلى–مواراة القتلى من األعداء ودفنهم فال يتركون با للوحوش تفترسهم، فقد أمر ، وى عن التشويه واملثلة، كما ى )257(بوضع جثث القتلى من أهل بدر يف القليب - وسلم

عن أن يتجه القاتل إىل ضرب الوجه ليشوه اجلسم إال إذا مل يكن من ذلك بدا، كما ى عليه .)258(السالم عن تعذيب اجلرحى أيضا

.104-102ص -املرجع السابق -للشيخ حممد أيب زهرة–العالقات الدولية يف اإلسالم : أنظر -)254(

.51هـ، ص 1390 -وصفي مطبعة األمانةمصطفى كمال / د -املشروعية يف النظام اإلسالمي: كذلك: أنظر .315م، ص 1969 -دار الشروق -4ط–الرسالة اخلالدة، عبد الرمحن عزام : أنظر كذلك

.70سورة اإلسراء، اآلية -)255( .13سورة احلجرات، اآلية -)256( .74ص ،2هـ، ج 1332مطبعة اجلمالية -الروض األنف للسهيلي–إلبن هشام مع شرحها –السرية النبوية -)257( .وما بعدها 8ص -دار املعارف -عبد الواحد وايف/ د -املساواة يف اإلسالم: أنظر -)258(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 125: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

125

ىل الكرامة اإلنسانية لألجناس أين هذا كله من حاله األوربيني الذين ال يلتفتون إبل للملونني من شعوم كالزنوج يف حال السلم، أين عنجميتهم . والشعوب األخرى

.وإهدارهم إلنسانية اإلنسان وكرامته، أين هذا من مبادئ اإلسالم اإلنسانية القومية الرحيمة؟ :النهي عن الغلول واخليانة/ سابعا

السيطرة على االقتصاد، وما ينبغي أن يكون هذا مل يكن دافع املسلمني حب املال أوهدفا للمسلم يف قتاله، واهللا سبحانه بني لنا أن كتمان شيء من الغنيمة يف احلرب خيانة وكبرية

ى فوت مة، ثاميالق موي لا غمب تأيومن يغلل لغي نأ يبنل انا كمو«: من الكبائر، قال تعاىل .)259(»ونملظي ال مهو تبسا كم سفن لك

من الغلول وبني ما فيه من فضيحة وعار يف -صلى اهللا عليه وسلم–وحذر النيب ال تغلوا فإن الغلول نار ": الدنيا، وما فيه من عقاب يف اآلخرة، فقال عليه الصالة والسالم

.)260("وشر نار على أصحابه يف الدنيا واآلخرةصلى اهللا –قام فينا رسول اهللا : قال - رضي اهللا عنه–وأخرج البخاري عن أيب هريرة

ال ألفني أحدكم يوم القيامة على رقبته : "وذكر الغلول فعظمه وأعظم أمره، فقال -عليه وسلمال أملك لك من اهللا شيئا : يقول يا رسول اهللا أغثين فأقول... شاة هلا ثغاء أو فرس له مججمة

.)261("أبلغتقد : فقال - صلى اهللا عليه وسلم–ومات رجل من األصحاب يوم خيرب فبلغ ذلك النيب

، ففتشوا "إن صاحبكم غل يف سبيل اهللا: ، فتغريت وجوه الناس، فقال)صلوا على صاحبكم"( .أمتاعه فوجدوا فيه حرزا من خرز يهود ال يساوي درمهني

يف إحدى غزواته وحط رحله أصاب بوادي القرى -صلى اهللا عليه وسلم–وملا كان صلى اهللا عليه –هنيئا له اجلنة، فقال رسول اهللا : سهم عبدا له إمسه مدعم، فقتله، فقال الناس

كال والذي نفسي بيده إن الشملة اليت أخذها يوم خيرب من الغنائم مل تصبها املقاسم : "- وسلم

.161سورة آل عمران، اآلية -)259( .63، ص 1أنظر الفتح الكبري املرجع السابق، ج–أخرجه أمحد والنسائي وإبن حيان -)260( .129-185هـ، ص 1380بعة السلفية، املط–فتح الباري بشرح البخاري، إبن حجر األسقالين : أنظر -)261(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 126: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

126

صلى اهللا –شراكني إىل رسول اهللا ، فلما مسعوا بذلك جاء رجل بشراك أو"لتشتعل عليه نارا .واألحاديث يف هذا كثرية )262("شراك أو شراكان من نار: "، فقال عليه السالم-عليه وسلم

وهلذا كله، مل يترخص املسلمون بشيء يؤخذ من الغنائم احلربية قبل قسمتها ولو كان –مر أن رسول اهللا شيئا يراه بعضهم يسريا، وهو عند اهللا ليس يسرا فقد ذكر عبد اهللا بن ع

إياكم وربا : "، وقال عليه السالم)263("ردوا اخليط واملخيط: "قال -صلى اهللا عليه وسلموفسر ذلك بأن يستعمل شيئا من الغنيمة، كأن يركب دابة من الفيء حىت إذا أعجفها " الغلول

.)264(ودها يف املغنمفربت جيال عفيفا كرميا – ولقد أثرت هذه األحاديث تأثريها الكبري يف نفوس املسلمني

فعندما فتح املسلمني بالد فارس وأخذوا تاج كسرا وبساطه وهو يساوي مئات –طاهر النفس األلوف من الدنانري، يف ذلك الوقت، إال أن أمانة اجلند مل جتعل أحدا يعبث به أو تشح نفسه

–مني عمر بن اخلطاب عليه، بل إم ليندفعون به إىل األمري ويرسله بدوره إىل خليفة املسل .)265( )إن الذين أدوا هذا ألمناء: (فيتوجب ويقول -رضي اهللا عنه :وسائل احليلة واخلداع يف احلرب/ ثامنا

أشد التنفري، سواء يف حال السلم أو احلرب، ولكنه - أيا كان–ينفر اإلسالم من الغدر .اىف مع األخالق اإلسالميةيبيح استعمال احليلة واخلديعة يف احلرب ما مل يكن فيهما ما يتن

، وكانت توريته )266("إذا أراد غزوة ورد بغريها" - صلى اهللا عليه وسلم–وقد كان عليه السالم أنه إذا قصد جهة سأل عن طريق جهة أخرى إيهاما أنه يريدها، وإمنا يفعل ذلك

.ألنه أمت فيما يريده من إصابة العدو

.1059، ص 6املرجع السابق، ج -للسرخسي–شرح السري الكبري : أنظر -)262(، ص 3املرجع السـابق، ج –شرح السري الكبري -أنظر–اإلبرة : الثوب وبكسر امليم وسكون الياء أي: بفتح امليم وكسر اخلاء: املخيط -)263(

1018. .1020ص -أنظر املرجع نفسه -)264( .1094أنظر شرح السري الكبري، املرجع السابق ص -)265(

.111عثمان السعيد الشرقاوي مكتبة الزهراء بالقاهرة ص /د –شريعة القتال يف اإلسالم: أنظر .وما بعدها 126هـ، ص 1394مطبعة وزارة األوقاف عمان -عبد اهللا غوشة/ د -اجلهاد طريق النصر: أنظر

سبل السالم شـرح : أنظر" احلرب خدعة: "إال غزوة تبوك فإنه أظهر هلم ما أراد ويقول: وأبو داوود بزيادة أخرجه البخاري ومسلم -)266( .62، ص 4بلوغ املرام، الصنعاين مراجعة حممد خليل هراس، مكتبة اجلمهورية بالقاهرة ج

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 127: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

127

ال يصلح الكذب إال : "، وقال)267("عةاحلرب خد: "-صلى اهللا عليه وسلم- : وقال .)268("يف الصلح بني إثنني، ويف القتال، ويف إرضاء الرجل أهله: يف ثالث

الكذب احملض، فإن ذلك ال : وليس املراد بالكذب يف احلديث: وقال السرخسية إن يف معاريض الكالم ملندوح: املعارضني اليت قال فيها عمر باستعمالرخصة فيه، وإمنا املراد

عن الكذب، كأن يكلم من يبارزه بشيء وليس األمر كما قال، ولكنه يضمر خالف ما يظهره أليس قد ضمنت يل : له، كما فعل علي رضي اهللا عنه يوم اخلندق حني بارزه عمر بن ود، قال

.أن ال تستعني بغريك؟ فمن هؤالء الذين دعوم؟، كاملستبعد لذلك، فضرب ويف رواية ما جئت ألبارز أكثر من واحد، فإلتفت عمر

.على ساقيه قطع ا رجليهوكان من اخلدعة أن يقول ألصحابه قوال لريي من مسعه أن فيه ظفرا أو أن فيه أمرا يقوي أصحابه، وليس األمر كذلك حقيقة، ولكن يتكلم على وجه ال يكون كاذبا فيه ظاهرا،

االستثناءى وعسى، فإن ذلك مبرتلة ومن هذا النوع من املعاريض أن يقيد املتكلم كالمه بلعلصلى اهللا عليه –الذي خيرج الكالم به من أن يكون عزمية، فعندما جاء نعيم بن مسعود إىل النيب

يا رسول اهللا إن بين قريظة قد غدرت وبايعوا أبا سفيان وأصحابه، : يوم اخلندق فقال - وسلمأنت مسعته يقول هذا؟ : ناهم ذا، فقالفلعلنا حنن أمر -صلى اهللا عليه وسلم–رسول اهللا : فقالفواهللا ما كذب، وتتمة القصة مشهورة يف كتب السرية بروايات : نعم، فقال له أبو سفيان: قال

.)269(ووجوه تتفق كلها على النتيجة باإليقاع بني اليهود واألحزاب والترتيل بينهم استعمال هذه املعاريض بالوفاء واخللق يف االلتزامولقد بلغ اإلسالم شأنا عاليا يف -

واحليل احلربية، ال بدانية أحدث القوانني الدولية من حيث التزام العدالة والتحلي بالفضائل، ومن روائع األمثلة يف ذلك ما كتبه عمر بن اخلطاب إىل أحد قوات جيشه احملاربني للفرس،

.185، ص 6املرجع السابق ج -فتح الباري إلبن حجر: أنظر -أخرجه البخاري -)267( .325، ص 2خرجه الترمذي بغري هذا اللفظ اجلامع الكبري، املرجع السابق، جأ -)268( .119، ص 1املرجع السابق، ج: شرح السري الكبري: أنظر -)269(

.158-157، ص 6فتح الباري، املرجع السابق، ج .193و ص 191، ص 2سرية ابن هشام، املرجع السابق، ج .1264، ص 3ق، جابن العريب، املرجع الساب

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 128: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

128

س حىت إذا فر ، الرجل من أهل فار)270(بلغين أن رجال منكم يطلبون العلج:" حيث قال -وإين - ال ختف، مث إذا أدركه قتله: العالج واشتدين اجلبل وامتنع فيقول له الرجل املسلم

".ال يبلغين أن أحدا فعل ذلك إال ضربت عنقه -والذي نفسي بيدهومراده من هذا القول النهي البني عن قتل من فر من جيش األعداء وعدم جواز

قرب منه قتله، ألن قواعد الشريعة اإلسالمية يف األمان أجازت استدراجه بإيهامه أنه آمن فإذاأن يعطيه الواحد من املقاتلني املسلمني للواحد أو اجلماعة املعدودة من مقاتلة األعداء، فإن هو فعل ذلك فقد أصبح املستأمن أمينا بذمة املسلمني مجيعا فال حيل بعد ذلك الغدر به وإيهامه

حىت أن عمر بن اخلطاب )271(املسلمني فهو قاتل جيب القصاص منهلقتله ومن فعل ذلك من رضي اهللا عنه اعترب األمان صحيحا ولو كان بإشارة خفية مل يتفطن إليها، فلما أتى باهلرمزان

كالم : أتكلم بكالم حي أم بكالم ميت؟ فقال عمر: إىل عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه، فقالة، مل يكن لنا وال لكم دين، فكنا نعدكم معشر العرب مبرتلة كنا وأنتم يف اجلاهلي: حي، فقال

أتقول هذا وأنت : الكالب، فإذا أعزكم اهللا بالدين وبعث رسوال منكم مل نطعكم، فقال عمرأفيما علمكم نبيكم أن تأمنوا أسريا مث : أقتلوه؟ فقال اهلرمزان: أسري يف أيدينا؟ مث قال ألصحابه

قلت يل تكلم بكالم حي، واخلائف على نفسه ال يكون حيا، : قالمىت أمنتك؟ ف: تقتلوه؟ فقال . )272(أخذ األمان ومل أفطن له! قاتله اهللا: فقال عمر

وذاك كله إمنا هو حترز عن الغدر ولو كان يف حال احلرب، والغدر ليس من أبواب : ووي قولهاحليلة أو اخلداع اجلائز يف احلروب، ونقل اإلمام ابن حجر يف فتح الباري عن الن

اتفق الفقهاء على جواز خداع الكفار يف احلرب كيفما أمكن، إال أن يكون فيه نقض عهد أو اخلداع يف احلرب يقع بالتعريض وبالكمني وحنو : أمان فال جيوز، كما نقل عن ابن العريب قوله

.)273(ذلك

للفيومي، -أنظر املصباح املنري-الرجل الضخم من كفار العجم، وبعضهم يطلق العلج على الكافر مطلقا، واجلمع علوج وأعالج: العلج -)270(

.75، ص 2املرجع السابق، جـ -علي منصور، الس األعلى للشؤون اإلسالمية/ د-الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل العام -)271( -324هــ، ص 1395 -اهرةالق

225. .158، ص 1املرجع السابق، ج -للسرخسي -شرح السري الكبري: أنظر -)272( .158، ص 6املرجع السابق، ج -فتح الباري بشرح البخاري: أنظر -)273(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 129: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

129

تباح يف ولنقارن ذلك يف القانون الدويل العام احلديث يفرق الشراع بني احليلة اليتاحلرب، كتظليل العدو، واستدراجه، وبني اخلديعة احملرمة اليت تنطوي على الغدر كاستعمال إشارات الصليب األمحر أو عالمات التسليم لستر عمليات حربية إال أم مل يفطنوا لذلك ومل

نه ليس اليت قررت أ 1907تستيقظ ضمائرهم إال يف هذا العصر، منذ اتفاقية الهاي الرابعة عام . )274(للمحاربني أن خيتاروا دون ضابط الوسائل اليت تضر بالعدو القيود اليت ترد على الوسائل

بينما الشريعة اإلسالمية فرقت تفريقا حامسا بني ما جيوز من هذه الوسائل واملعارضني واخلدع وبني ما ال جيوز، مما ينطوي على الغدر ونقض العهد، منذ أربعة عشر قرنا، وكان

-كما سبق-لك تطبيقا عمليا يف حروب اجلهاد، ويف قصة عمر بن اخلطاب مع اهلرمزانذ .أروع األمثلة على ذلك

:محاية حقوق املستأمنني أثناء احلرب/ تاسعاوحىت بعد أن تقوم احلرب بني املسلمني ودولة األعداء، فإن الشريعة اإلسالمية ال تلجأ

احلاضر من مفاجأة املستأمنني يف ديارهم من رعايا الدولة إىل مثل ما تلجأ إليه الدول يف العصر حقوق ال ميكن -كما سبق-أو اجلماعة اليت أعلنت احلرب، فللمستأمنني يف الشريعة اإلسالمية

العدوان عليها رد وقوع احلرب بني قومه والقوم الذين يرتل ديارهم، أو يقع يف متناول صادرة ناله أو اإلضرار بعمله أو شخصه، وله كفالة كل مب. سلطام، فال جيوز االعتداء عليه

ذلك حىت يأ العودة إىل وطنه األصلي ويدخل يف محاية قومه، عندئذ، فقط جيري عليه ما ن أحد من املشركني إو: "جيرى على احملاربني، وذلك بنص القرآن الكرمي يف قوله تعاىل

هفأجر كارجتسا حى تيسمالك عاهللا ث مأ مبلغه أممن275("ه( . حىت أن األعداء لو غدروا برسلنا مل جيز لنا الغدر باملستأمنني، ألنه ال رخصة يف غدر األمان، وبغدرهم ال يباح أن نغدر م، مبرتلة ما لو قتلوا رهننا، فإنه ال حيل لنا أن نقتل

.رهائنهم

نصور ، املرجـع علي علي م/ ، أنظر كذلك د673-672حممد حافظ غامن، املرجع السابق، ص / د: القانون الدويل العام لـ: أنظر -)274(

.623املرجع السابق، ص -حممود سامي جنينة/ القانون الدويل العام، د: أنظر كذلك -322-321السابق، ص .06اآلية : سورة التوبة -)275(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 130: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

130

على احترام حق املقيم يف ديار املسلمني والتنازل ا عن وقد بلغ من حرص املسلمنيرضا منهم قبل احلرب أو حىت أثناء احلرب أن قرر فقهاؤهم أنه جيب على اإلمام إذا وقت للمستأمنني مدة أال جيعل هذه املدة قليلة كالشهر والشهرين، فإن يف ذلك إحلاق العسر به

. )276(تضائها إىل زمن طويلخصوصا إذا كانت له معامالت حيتاج يف اق

.138-137املرجع السابق، ص -لعبد الرمحن غرام-الرسالة اخلالدة -)276(

.1891، ص 05املرجع السابق، ج -شرح السيد الكبري-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 131: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

131

:اخلامتـــةيقصر -كما سبق-إذا قامت احلرب بني الدولة اإلسالمية وغريها، فإن اإلسالم

احلرب على احملاربني فقط، دون النساء واألطفال املعتزلني للحرب، ويدعوا إىل احترام أموال إال ... وال تذبح دوام احلربني يف دار احلرب فال يعقر خنلهم وال يقطع زرعهم أو شجرهم

. لضرورة، كما أن األرواح واحلريات واحلقوق مصونة ال تستباح إال يف حال احلرب

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 132: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

132

.آداب احلرب يف القانون الدويل اإلنساين: املبحث الثاينال شك أن الوضع القانوين للفرد وهو موضع آثار الكثري من املناقشات واجلدل على

يتحسن يوم بعد يوم وإذا كان هذا الوضع ما زال هشا وضعيفا وحمدودا، فإنه الصعيد الدويل، يبقى مع ذلك أن نقرر أن الزمن الذي كان فيه الفرد ال حيتل مكانا مميزا على الصعيد الدويل

قد انقضى إىل غري رجعة، وذلك ال جيب أال يدعو للدهشة ) أو حىت يف إطار القانون الداخلي(ام قانوين تتمثل أساسا يف خدمة أشخاصه الذين يتكونون يف النهاية من ذلك أن غاية أي نظ

فالقانون الداخلي يهتم أساسا باألفراد، بل هم الذين يشكلون يف الواقع سبب وجوده، : أفراد، إال أنه يضع )كالدول واملنظمات الدولية(أما القانون الدويل، وإن كان يهتم بأشخاصه فقط

.أيضا الفرد ككائن حي -يف النهاية-نصب عينه ويدخل ذلك بصفة خاصة يف بؤرة اهتمامات أحد الفروع األساسية للقانون الدويل

.وقت احلرب أو ما يعرف بالقانون الدويل اإلنساينومل يعترب الفصل بني املقاتلني وغري املقاتلني من قواعد احلرب الواجبة االحترام إال يف

ملبدأ االهتمام واالستجابة حىت تبنته ثلة من فقهاء القانون القرن التاسع عشر، ومل يلق هذا اأبو القانون الدويل املعاصر " جورسيوس"فهذا الفقيه ". بورت ليس وتالريان"الدويل أمثال

يرى أن احلرب حالة من الصراع بالعنف ويقسمها إىل حرب عامة، وحرب خاصة، وحرب .خمتلطة

ولة فهي عنده حرب معلنة ضد كل فرد من وعندما تعلن احلرب العامة ضد رئيس دإخل وإذا عثر على أحد أفراد ...رعاياه بصفة فردية، حىت النساء واألطفال والعجزة واملرضى

يرخص باستخدام العنف ضده حىت ولو مل يكن حيمل أي Jus gentiumالعدو فإن . )277(سالح

ولكن ، "جورسيوس"مثل فقد اعترب احلرب صراع بني رعايا دولتني" تاتيل"أما الفقيه . قرار أن تطبيق هذه الفكرة واقعيا جتعل احلرب وحشية ومدمرة وحرب إبادة

.36ص -القانون الدويل وقت السلم-حامد سلطان /د -)277(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 133: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

133

جان "وأول من نادى بالتفريق بني املقاتلني والغري مقاتلني من مفكري العصر احلديث م، حيث قرر أن )278(1762يف كتابه العقد االجتماعي الذي صدر يف سنة ، "جاك روسو

الدول وليست عالقة عداء بني املواطنني املدنيني إال بصفة عرضية بوصفهم احلرب عالقة بني .جنودا

وتبناها بعد ذلك معظم فقهاء القارة ، "جون جاك روسو"نظرية " بورتاليس"مث تبىن األوروبية، وطالبوا بقصر ما يوجه من أعمال القتال على القوات املسلحة املتحاربة فقط، دون

بة إذ ال جيوز التعرض هلم وال املساس بأمالكهم إال إذا سامهوا يف القتال، رعايا الدول املتحار .)279(فعندئذ يعاقبون على أم جمرمي حرب

:وعلى هذا سوف نتناول هذا املبحث يف ثالث مطالب رئيسية .الفئات الرئيسية اليت حيميها القانون الدويل اإلنساين -1 .اإلنساين محاية حمددةالفئات اليت حدد هلا القانون الدويل -2 .فئات ال حيميها القانون الدويل اإلنساين رغم اخنراطها يف الرتاع املسلح -3

.الفئات الرئيسية اليت حيميها القانون الدويل اإلنساين: املطلب األول :تنقسم هذه الفئات إىل أنواع أربعة رئيسية هي

.اجلرحى واملرضى يف امليدان: الفرع األولرضى هم أشخاص، سواء كانوا عسكريني أو مدنيني حيتاجون بسبب األمل اجلرحى وامل

.واملرض، إىل الرعاية الطبية، وبشرط أن ميتنعوا يف املشاركة يف األعمال احلربيةويشكل اجلرحى واملرضى يف امليدان جانبا كبريا من األشخاص املشمولني حبماية

.القانون الدويل اإلنساين :املتعلقة باجلرحى أو املرضى يف ميدان القتال فيما يليوتتمثل أهم األحكام

.93ص -صالح الدين عامر، املقاومة الشعبية املسلحة/ د -)278( .42ص -جترمي احلروب -حيي الشيمي/ د: أنظر -)279(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 134: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

134

أن محايتهم واجبة ليس فقط على أطراف الرتاع، ولكن أيضا على الدول احملايدة -1االتفاقية 1/م(اليت يصل إىل إقليمها جرحى أو مرضى أو أفراد خدمات طبية أو حيتجزون ا

العناية الطبية الالزمة، بأسرع ما ميكن، كما ، وجيب دائما معاملتهم بإنسانية، وتقدمي)األوىل .)280(جيب محايتهم ضد كافة أصناف سوء املعاملة وضد ب متعلقام الشخصية

إن احلماية املقررة هلم جيب أن تتم دون متييز يستند إىل اجلنس أو العنصر أو -2تلك اليت تستند إىل اجلنسية أو الدين أو اآلراء السياسية أو أي معايري أخرى مماثلة، إال

).1اتفاقية 02املادة (االعتبارات الطبية أفراد القوات املسلحة : تسري احلماية على املرضى واجلرحى من فئات متعددة -3

كاملراسلني احلربيني، وأطقم املالحة البحرية يف السفن : دون أن يكونوا جزء منها . إخل...والطائراتيقعون يف أيدي العدو أسرى حرب فتسري عليهم يعترب اجلرحى واملرضى الذين -4

).1اتفاقية 14م (أحكام القانون الدويل املتعلقة بأسرى احلرب ضرورة البحث عن املصابني واجلرحى واملرضى ومجعهم ومحايتهم، خصوصا بعد -5

).1اتفاقية - 15م (انتهاء االشتباك أو القتال .إال بشرطني) الثابتة واملتحركة(طبية ال جيوز اهلجوم على الوحدات واملنشآت ال -6 .إذا استخدمت يف أعمال تضر بالعدو -املادة (توجيه إنذار هلا حيدد هلا مدة زمنية معقولة، دون أن يلقى اإلنذار أية استجابة -

).من الربتوكول األول 13االتفاقية األوىل، املادة 19-21البحث عن اجلرحى واملرضى جيب محاية املوظفني األفراد الذين يقومون ب -7 ).1من الربتوكول 15، املادة 1اتفاقية -14املادة (ومعاجلتهم

ات املسلحة، املرضـى أن أفراد القو" من الربتوكول األول 10من االتفاقية األوىل والثانية والثالثة وكذلك املادة 12فقد نصت املادة -)280(

:أنظر-"واجلرحى جيب احترامهم ومحايتهم يف مجيع األحوال F.Bugnion: le conté international de la Croix-Rouge et la protection des Victimes de la guerre- CICR-Genéve-2000,p,535.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 135: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

135

3املادة (ال جيوز تعمد تدمري املباين واملهمات اخلاصة بالوحدات الطبية -8 ).1اتفاقية

، وال )كالسيارات والطائرات(جيب محاية وسائل النقل الطيب للجرحى واملرضى -9تنظيما تفصيليا 1وقد تضمن الربتوكول رقم ) اتفاقية األوىل-35املادة (تها جيوز بالتايل مهامج

.للحماية الواجبة للطائراتيف حالة اهلبوط االضطراري لطائرة تنقل اجلرحى أو املرضى على أرض العدو -10

أو علـى أرض حيتلـها العـدو، فإم وكذلك طاقـم الطائـرة يعتبـرون أسـرى ).1تفاقية ا 36املادة (حـرب

جيوز للطائرات الطبية الطريان فوق أراضي دولة حمايدة بالشروط والقيود اليت -11تقررها الدولة احملايدة، وتكون مبأمن من اهلجوم عليها بالشروط اليت تتم االتفاق عليها بني

).1اتفاقية 37املادة (أطراف الرتاع والدول احملايدة نتهاء العمليات احلربية على كل طرف أن يقوم جيب وعلى أقصى تقدير، فور ا -12

).1بروتوكول -23املادة (بالبحث عن األشخاص الذين أبلغ اخلصم بفقدهم ).1بروتوكول 34املادة (ضرورة احترام رفات املوتى -13احترام اجلرحى واملرضى والغرقى حىت ولو كانوا -جيب على السكان املدنيني -14

17/1املادة (وصا عدم ارتكاب أي عمل من أعمال العنف ضدهم تابعني للعدو وعليهم خص ).1من الربوتوكول

على املرضى واجلرحى والغرقى الذين achever finish of ال جيوز اإلجهاز -15، 1من االتفاقية 50-12املادة (يقعون يف قبضة العدو، إذ يعد ذلك جرمية من جرائم احلرب

).ثانيةمن االتفاقية ال 51-12واملادة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 136: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

136

.اجلرحى واملرضى والغرقى يف البحار: الفرع الثاينإىل حد - أحكاما تشابه 1949تضمنت االتفاقية الثانية من اتفاقيات جنيف لعام

مع إضافات تتفق وجمال ) السابق اإلشارة إليها(تلك اليت تضمنتها االتفاقية األوىل -كبري :تطبيقها يف البحار مثال ذلك

ة حربية تابعة لطرف حمارب طلب تسليمها اجلرحى واملرضى حق أية سفين -1والغرقى واملوجودين على ظهر سفن جتارية أو عسكرية أو خيوت أو السفن التابعة جلمعيات

).2اتفاقية -14املادة (إغاثة أو األفراد جيوز االستعانة بالسفن احملايدة لكي تأخذ معها اجلرحى واملرضى والغرقى، - 2اتفاقية -21املادة (السفن باحلماية ومن مث ال جيوز أسرها إال إذا انتهكت حيادها وتتمتع هذه

2.( يصرح ألية سفينة مستشفى تكون يف ميناء يسقط يف قبضة العدو مبغادرة ذلك -3

).2اتفاقية -29املادة (امليناء .أسرى احلرب: الفرع الثالث

، واآلمر )281(ة ألسرى احلربمعاملة خاص 1949أقرت اتفاقية جنيف الثالثة لعام كل : وإمنا وسيلة ملنع الشخص من االشتراك يف القتال، ويقصد بأسري احلرب" عقوبة"ليس

مقاتل يقع يف قبضة العدو أو يف أيدي اخلصم، وأسري احلرب ال يقتصر فقط على أفراد القوات . )282(املسلحة، وإمنا هناك فئات أخرى ألسرى احلرب

حلرب يكونون حتت سلطة دولة العدو، ال حتت سلطة األفراد أو ويراعى أن أسرى ا، لذلك تعترب الدولة احلاجزة مسئولة عن كيفية 12الوحدة العسكرية اليت أسرم، املادة

: أنظر -)281(

A.zemmali: combattauts et prisonniers de guerre en droit islamique et en droit international. Nunanitaire. Pédone, paris 1997-p.283-458.

:على فئات أسرى احلرب بقوهلا 1949من اتفاقية جنيف الثالثة لعام 04املادة نصت -)282(أنظـر -إخل:...ويقعون يف قبضة العـدو : لفئات التاليةأسرى احلرب باملعىن املقصود يف هذه االتفاقية هم األشخاص الذين ينتمون إىل إحدى ا"

.املادة كاملة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 137: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

137

معاملتهم، وجيب ترحيل أسرى احلرب، يف أقرب وقت ممكن بعد أسرهم، إىل معسكرات تقع ).19املادة (حىت يكونوا يف مأمن من اخلطر يف منطقة تبعد بعدا كافيا عن منطقة القتال

ويالحظ أن املقاتلني من أفراد القوات املسلحة جيب، لكي يتمتعوا بوضع أسري احلرب، عند قيامهم ) مثال بارتداء زي معني، أو وضع عالمة معينة(أن مييزوا أنفسهم عن املدنيني

االتفاقية - من 14املادة (بعمليات عسكرية، وإال فقدوا حقهم يف أن يكونوا أسرى حرب ).الثالثة

ويتمتع األسري بالعديد من املزايا منها أن تكون املعسكرات اليت يقيم فيها وكذلك املالبس واألغذية اليت تقدم له كافية ومناسبة وجيب توفري العناية الصحية والطبية له، وله حق

استالم (وبني العامل اخلارجي ممارسة الشعائر والوجبات الدينية، ومع توفري االتصال بينه ، كذلك ميكن تكليفه ببعض األعمال )إخل...اخلطابات وإرساهلا واستالم الطرود والربقيات

.مينح له- مقابل أجر) كالزراعة أو النقل أو اخلدمات(الوفاة، وإعادة األسرى إىل أوطام أثناء العمليات : وينتهي األسر ألسباب عديدة منها

لك بالنسبة للجرحى الذين ال يرجى شفاؤهم أو ذوي العاهات أو املصابني يكون ذ(العدائية ، واإلفراج عن األسرى بعد )بأمراض عقلية أو أولئك الذين حيتاجون إىل فترة عالج طويلة

، على أن يكون ذلك دون إبطاء ومع اقتسام )عمليات تبادل األسرى(انتهاء األعمال العدائية . الدولة احلاجزة والدولة اليت يتبعها األسرىاملصاريف بطريقة عادلة بني

.املدنيون: الفرع الرابع :تعريف املدنيون

:عرفت املادة الرابعة من االتفاقية الرابعة من اتفاقيات جنيف األشخاص احملميني بقوهلااألشخاص الذين حتميهم االتفاقية هم أولئك الذين جيدون أنفسهم يف حلظة ما وبأي "

حالة قيام نزاع أو احتالل حتت سلطة طرف يف الرتاع ليسوا من رعاياه أو دولة شكل كان، يف .احتالل ليسوا من رعاياها

ال حتمي االتفاقية رعايا الدولة غري املرتبطة ا، أما رعايا الدولة احملايدة املوجودون يف يعتربون أشخاصا أراضي دولة حماربة ورعايا الدولة اليت تتعاون مع الدولة احملاربة فإم ال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 138: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

138

حمميني مادامت الدولة اليت ينتمون إليها ممثلة متثيال دبلوماسيا عاديا يف الدولة اليت ينتمون إليها ".ممثلة متثيال دبلوماسيا عاديا يف الدولة اليت يقعون حتت سلطتها

واليت قررت 13على أن ألحكام الباب الثاين نطاقا أوسع يف التطبيق، تبنيه املادة ة عامة موع السكان دون أي متييز يستند إىل العنصر أو اجلنسية أو الدين أو اآلراء محاي

.السياسية، رغبة يف ختفيف املعانات النامجة عن الرتاع املسلح :وتنص املادة اخلامسة على استثناءين ال تطبق فيهما االتفاقية مها

يام شخص حتميه إذا اقتنع أحد أطراف الرتاع بوجود شبهات قاطعة بشأن ق -االتفاقية يف أراضي هذا الطرف بنشاط يضر بأمن الدولة، أو إذا يثبت أنه يقوم ذا النشاط، فإن مثل هذا الشخص حيرم من االنتفاع باحلقوق واملزايا اليت متنحها هذه االتفاقية واليت قد تضر

.بأمن الدولة لو منحت لهوسية أو التخريب أو لوجود شبهات إذا اعتقل شخص يف أرض حمتلة بتهمة اجلاس -

جدية بشأن قيامه بنشاط يضر بأمن دولة االحتالل، فإنه ميكن حرمانه من حقوق االتصال .املنصوص عليها على االتفاقية

1977من الربوتوكول اإلضايف األول لعام 50باإلضافة إىل ما تقدم نصت املادة :للمدنني هي على بعض القواعد اخلاصة بتحديد الوضع القانوين

:املدين هو من ال ينتمي إىل الفئات التالية -1 .أفراد القوات املسلحة وامليليشيات املتطوعة اليت تعد جزءا منها -أفراد القوات املسلحة النظامية الذين يعلنوا والءهم حلكومة أو سلطة ال تعترف ا -

.الدولة احلاجزةأنفسهم عند اقتراب العدو ملقاومة القوات السكان الذين حيملون السالح من تلقاء -

).حالة اهلبة الشعبية(الغازية .يندرج يف السكان املدنيني كافة السكان املدنيني -2

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 139: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

139

ال يفقد املدنييون حقهم هذا بسبب وجود أفراد بينهم ال يسري عليهم تعريف -3 .املدنني

:احلماية املقررة للسكان املدنني . حتكمهم أثناء الرتاع املسلح وحتت االحتالل احلريبوهنا نفرق بني القواعد اليت

.محاية املدنني أثناء الرتاع املسلح: أوال :تتمثل أهم القواعد اليت ختص املدنني أثناء الرتاع املسلح يف اآليت

ال جيوز توجيه اهلجوم أو العمليات القتالية ضد املدنيني، إال أم إذا شاركوا مباشرة -من 05املادة (م ال يستفيدون من احلماية املقررة للمدنني خالل مدة اشتراكهم، يف القتال، فإ ).االتفاقية الثالثة

محاية اجلرحى واملرضى والعجزة (لألطراف املعنية إنشاء مناطق صحية ومواقع آمنة -واملسنني واألطفال دون سن اخلامسة عشر واحلوامل، كذلك ميكن إنشاء مناطق حمايدة حلماية

رحى واملرضى من املقاتلني وغري املقاتلني، وكذلك املدنني الذين ال يشتركون يف العمليات اجل .العدائية

.ال جيوز مهامجة املناطق اردة من وسائل الدفاع أو تلك مرتوعة السالح -ال جيوز بأي حال اهلجوم على املستشفيات املدنية إال إذا استخدمت يف القيام -

و، على أنه ال يعترب ضارا بالعدو وجمرد وجود عسكريني تتم معاجلتهم يف بأعمال تضر بالعدهذه املستشفيات أو أسلحة صغرية أو ذخائر أخذت من هؤالء العسكريني ومل تسلم بعد جلهة

.اإلدارةال جيوز اهلجوم على وسائل النقل الربي أو البحري أو اجلوي اليت تستخدم لنقل -

.اجلرحى واملرضى املدننيحتظر اهلجمات العشوائية، وهي اليت ال توجه إىل هدف عسكري أو من شأا أن -

.تصيب أهدافا عسكرية ومدنية وأشخاصا مدنيني على السواء .ال جيوز استخدام املدنيني كدروع ملنع أو درء اهلجوم على أهداف عسكرية -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 140: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

140

ر والسدود، كاجلسو(عدم جواز اهلجوم على املنشآت اليت حتتوي على قوى خطرة - ).وحمطات توليد الكهرباء

ضرورة اختاذ االحتياطات الالزمة عند اهلجوم سواء عند التخطيط له أو أثناء - .تنفيذه، حبيث يتم جتنيب السكان املدنيني واألعيان املدنية آثاره

ال جيوز توجيه اهلجوم ضد األشياء اليت ال غىن عنها حلياة املدنني مثل املواد الغذائية، - .ومياه الشرب،و مياه الري واملناطق الزراعية

.ال جيوز جتويع املدنيني كسالح يف احلرب -- 46املادة (جيب إطالق سراح املدنني بأقصى سرعة بعد انتهاء األعمال العدائية -

).من االتفاقية الرابعة 133 .محاية املدنيني حتت االحتالل احلريب: ثانيا

بحت الدولة اليت ينتمي إليها ال تستطيع، على إثر الغزو الذي يعترب اإلقليم حمتال إذا أصتقوم به الدولة املعتدية، ممارسة سلطاا العادية فوقه من الناحية الواقعية والفعلية، ومع قيام

من قواعد احلرب الربية اليت تنبتها جممع القانون 41املادة (الدولة الغازية حبفظ النظام هناك .)1880الدويل عام

.حيازة اإلقليم، وتوافر نية اكتساب السيادة عليه: ويفترض االحتالل أمرينوقد انقضت إىل غري رجعة تلك القاعدة من قواعد القانون الدويل التقليدي اليت كانت تبيح اللجوء إىل القوة املسلحة الحتالل وضم األراضي ومع ذلك قد يترتب على نشوب نزاع

.حتالل إحدامها لكل أو بعض إقليم آخرمسلح بني دولتني أو أكثر اوتقتضي أبسط القواعد أن اإلقليم يعترب خمتال حينما يوضع حتت سلطة اجليش املعادي أو القيادة العسكرية هلذا األخري من الناحية الفعلية وحيث أن سلطة احلكم قد انتقلت إىل احملتل

مكنة الستعادة وضمان السالمة والنظام من حيث الواقع، فعلى هذا األخري اختاذ كل التدابري املالعام مع ضرورة احترام القانون الساري يف البلد احملتل، كل ذلك ما مل توجد ظروف متنعه من

.الوصول إىل ذلك منعا كليا ومطلقا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 141: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

141

وحيكم االحتالل احلريب العديد من القواعد اليت مت تقنني أغلبها يف اتفاقية جنيف ، واتفاقية )وتعرف باسم اتفاقية جنيف الرابعة( 1949قت احلرب لعام اخلاصة حبماية املدنيني و

، وكذلك قوانني احلرب الربية 1907الهاي بشأن قوانني وأعراف احلرب الربية املعقودة عام .1880اليت تبناها جممع القانون الدويل عام

:وميكن إجياز تلك القواعد فيما يليظل االحتالل وممتلكام، كذلك تنص املادة جيب احترام األفراد املوجودين يف -1

:من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه 47حيضر النقل اإلجباري لألفراد واجلماعات باإلضافة إىل أبعاد األشخاص احملميني من األرض احملتلة إىل أراضي السلطة القائمة باالحتالل أو إىل أرض أي بلد آخر، حمتلة أو غري حمتلة

ال تبعد السلطة القائمة باالحتالل وال تنقل مجاعات من سكاا . عن دفع ذلكبصرف النظر .املدنيني إىل األراضي اليت حتتلها

فيما يتعلق بالناحية التشريعية، ال جيوز لسلطة االحتالل إصدار قوانني أو -2حلريب تشريعات جديدة، إال إذا دفعت إىل ذلك أسباب قهرية تتعلق بالنظام العام أو األمن ا

.64، ويف هذا املعىن تنص اتفاقية جنيف الرابعة يف مادا )من اتفاقية الهاي 43املادة (جيب على دولة االحتالل اإلبقاء على احملاكم القضائية يف اإلقليم احملتل، يف هذا -3

:من اتفاقية الهاي على أنه 23وكذلك املادة 64املعىن تنص اتفاقية جنيف الرابعة على املادة وضرورة تطبيق العدالة ) اخلاص بأمن قوات االحتالل(ورهنا مبراعاة االعتبار األخري "

تطبيقا فعاال، تواصل حماكم اإلقليم احملتل، العمل فيما يتصل جبميع اجلرائم اليت تتناوهلا القوانني ".املذكورة

ومع ذلك تسمح نفس االتفاقية بعزل القضاة واملوظفني من مناصبهم حسب تقدير .وهو أمر يتناقض على األقل من حيث الظاهر مع النص السابق) 45املادة (سلطة االحتالل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 142: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

142

.الفئات اليت حدد هلا القانون الدويل اإلنساين محاية حمددة: املطلب الثاينإىل جانب احلماية املقررة للفئات الرئيسية املشار إليها أعاله يقرر القانون الدويل

ماية اخلاصة أو احملددة للكثري من الفئات األخرى، اليت ميكن إجياز أمهها اإلنساين نوعا من احل :فيما يلي

: النســاء -1يتمتع النساء باحلماية املقررة للمدنني، وإذا كن يشكلن جزءا من القوات املسلحة

.للطرف املعادي فإن يتمتعن مبعاملة مساوية للرجالن الدويل اإلنساين للنساء أوجه محاية أخرى وفضال عن ذلك تقرر قواعد القانو

:)283(مثلمحايتهن ضد كل صور اإلهانة الشخصية أو اإلعتداء على الشرف مبا يف ذلك -

.اإلغتصاب أو صور خدش احلياء .احلماية املقررة لألمهات احلوامل والاليت يرضعن -عند (ضرورة إحتجاز النساء يف أماكن منفصلة عن تلك املخصصة للرجال -

).احتجازهن كمدنيني أو أسرى احلرب :األطفال -2

حيمي القانون الدويل اإلنساين أيضا األطفال، وتتمثل أهم القواعد واجبة التطبيق يف :)284(هذا اخلصوص، فيما يلي

.معاملة األطفال حديثي العهد بالوالدة بنفس املعاملة املقررة للجرحى -ر، استقباهلم يف املناطق اآلمنة واملستشفيات، بالنسبة لألطفال حتت سن اخلامسة عش -

.وعدم جواز جتنيدهم يف القوات املسلحة

مـن 107،97،88،49،29،25،16،14،3: من االتفاقية األوىل والثانية من اتفاقيات جنيف واملواد 12-3أنظر وراجع املواد -)283( .من االتفاقية الرابعة 132،127،124،119،98،91،89،85،76،50،38،27،23،21،17،16،13،3: االتفاقية الثالثة واملواد

من االتفاقيـة الرابعـة 136، 132، 89، 82، 81، 76، 68، 51، 50، 38، 27، 25، 23، 17، 14: أنظر أيضا املواد -)284( .من الربوتوكول اإلضايف الثاين 6، -4من الربوتوكول اإلضايف األول واملادتان 78، 74، 70، 8واملواد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 143: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

143

.محاية األيتام وأولئك الذين انفصلوا عن آبائهم - ).يف حالة األراضي املعاصرة(إجالء األطفال مؤقتا من أجل محايتهم -من 2فقرة 72م (عدم جواز السماح لألطفال باالشتراك يف العمليات القتالية -

.من الربوتوكول الثاين 3فقرة 4الربوتوكول األول، م .ضرورة مجع مشل األسر املشتتة نتيجة للرتاع املسلح - .عاما على العمل يف حالة االحتالل احلريب 18عدم جواز إجبار األطفال أقل من - .ضرورة تعليم األطفال -سن الثامنة عشرة وقت ارتكاب عدم جواز تطبيق عقوبة اإلعدام على من مل يبلغ -

.اجلرمية :األشخاص الذين يقفزون بالباراشوت -3

قد يتم حتطيم طائرة عسكرية أثناء العمليات احلربية، يف هذه احلالة ميكن للمتواجدين :داخل الطائرة القفز باملظلة، وحتكم القاعدتان اآلتيتان هؤالء األشخاص

.وهلمأنه ال جيوز مهامجتهم أثناء نز: أوالعند وصوهلم إىل أرض تابعة لطرف معاد، جيب إعطاءهم فرصة لإلستسالم قبل : ثانيا

).من الربوتوكول األول 42م (مهامجتهم، إال إذا كان واضحا أم يقومون بأعمال عدائية املناضلون من أجل التحرر من اإلحتالل أو اإلستعمار، ممارسة حلق تقرير -4

:املصريالصادر يف ( 31، 3عامة لألمم املتحدة يف قرارها رقم أكدت اجلمعية ال

على احلق الكامن للشعوب املستعمرة يف النضال بكل الوسائل املتاحة هلم 12/12/1973ضد الدول املستعمرة والدول األجنبية اليت تسيطر عليهم بالتطبيق حلق تقرير املصري الذي

قانون الدويل اليت حتكم العالقات الودية اعترف به ميثاق األمم املتحدة، وإعالن مبادئ ال، لذلك اعترف القرار بأن ذلك النضال يعد مشروعا )2625القرار رقم (والتعاون بني الدول

ويتفق متاما مع مبادئ القانون الدويل، ومن مث يؤكد القرار أن أية حماولة للقضاء على ذلك

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 144: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

144

لسلم واألمن الدوليني، وأكد القرار أن النضال تتعارض وأحكام القانون الدويل وتشكل ديدا لالرتعات املسلحة تتضمن نضاال للشعوب ضد السيطرة اإلستعمارية أو األجنبية أو العنصرية

، 1949جيب اعتبارها نزاعات مسلحة دولية، وبالتايل تطبق عليها اتفاقيات جنيف لعام لذي وضعها أيضا يف وا 1977لعام 1ويسري عليها اآلن أيضا الربوتوكول اإلضايف رقم

مصاف الرتاعات الدولية، كذلك نص القرار على اعتبار املناضلني من أجل التخلص من السيطرة االستعمارية أو األجنبية أو العنصرية الذين يقعون يف األسر، أسرى حرب تطبق عليهم

، وأضاف القرار أن استخدام املرتزقة ضد1949اتفاقية جنيف خبصوص أسرى احلرب لعام .حركات التحرر الوطنية يعترب عمال إجراميا، وأن املرتزقة جيب معاملتهم كمجرمني

:الرسل احلربيون -5، وهم أولئك parliamentoiresيتمتع باحلماية والصيانة أيضا الرسل احلربيون

كهدنة (األشخاص الذين يذهبون إلجراء حمادثات مع العدو، خصوصا إلبرام اتفاقية عسكرية ، وجدير بالذكر أن الرسول احلريب يفقد حصانته إذا استغل وضعه )سراح األسرى أو إطالق

.)285(إلرتكاب عمل من أعمال اخليانة أو اجلاسوسية :الالجئون واملهاجرون داخليا -6

يتمتع الالجئون وهم الذين يعربون احلدود الدولية، واألشخاص املهاجرون أو :اإلنساين أيضا املنشقون داخليا حبماية القانون الدويل

ال جيوز ألي طرف يف الرتاع إجبار األشخاص على اخلروج من اإلقليم، إال إذا - - 147، م 49االتفاقية الرابعة م (حتمت ذلك سالمتهم أو األسباب العسكرية القهرية

، بل إذا خالفت سلطة االحتالل هذا االلتزام، فإا ترتكب جرمية )85/4الربوتوكول األول م ، وترتكب )من الربوتوكول الثاين 8م (ة وفقا للنظام األساسي للمحكمة اجلنائية الدولية دولي

من النظام 02، 08م (الدولة أيضا جرمية دولية إذا نقلت جزء من سكاا إىل إقليم حتتله ).األساسي للمحكمة اجلنائية الدولية

، توجد قاعدة ثالثـة )التمتع باحلصانة، وفقدها يف حالة ارتكاب عمل من أعمال اخليانة أو اجلاسوسية(قتني إىل جانب القاعدتني الساب -)285(

:للقادة اختاذ االحتياطات الالزمة ملنع أن يكون وجود الرسول احلريب ضارا أنظر"وهي أن Henchaerts and Dosur ald-Beck: customary international humaniorian. Op.cit.vol-I p 231.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 145: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

145

تعون يف الواقع حبماية أية ال جيوز للدولة احلاجزة أن تعامل الالجئني، الذين ال يتم - ).من االتفاقية الرابعة 44م (حكومة، كأجانب أعداء رد تبعيتهم القانونية لدولة معادية

ملن مت ) كاملأوى أو السكن والصحة والغذاء(جيب توفري كافة الظروف املالئمة - ).من االتفاقية الرابعة 49/3م (جريهم

االحتالل الذين جلأوا قبل بدء الرتاع إىل األراضي ال جيوز القبض على رعايا دولة -احملتلة، أو حماكمتهم أو إدانتهم أو إبعادهم عن األراضي احملتلة إال بسبب خمالفات إرتكبوها بعد بدء األعمال العدائية أما تلك اليت ارتكبوها قبل بدء األعمال العدائية فيشترط فيها أن تكون

من االتفاقية 70م (تسليم املتهمني إىل حكومتهم يف وقت السلم، خمالفات للقانون العام تربر ).الرابعة

املادة (لألشخاص الذين هجروا حق العودة ألمان مبجرد أن تزول أسباب جريهم - ).الرابعة ةمن االتفاقي 49/2

:األشخاص الذين أصبحوا ال يشاركون يف القتال -7 :خارج العمليات العسكرية وذلك إذا يعترب هؤالء األشخاص أولئك الذين أصبحوا

.وقعوا يف قبضة اخلصم -أو أظهروا نية صرحية يف االستسالم، عن طريق إلقاء السالح أو رفع علم أبيض -

.مثال، ويالحظ أن التظاهر باالستسالم يعترب من أعمال الغدر وبالتايل فهو حمظور دولياعن أي عمل عدائي وعدم ويشترط لتمتع هؤالء األشخاص باحلماية امتناعهم

).1977من الربوتوكول األول لعام 41املادة (حماولتهم اهلرب على من وقعوا يف أيدي العدو يعترب جرمية Finistingوجدير بالذكر أن اإلجهاز

.حرب

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 146: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

146

األشخاص الذين يصاحبون القوات املسلحة دون أن يكونوا أفرادها -8 ):املراسلون احلربيون والصحفيون(

ناك بعض األشخاص الذين ال يعتربون من أفراد القوات املسلحة لكنهم يصاحبوا هأثناء العمليات احلربية، مثل املدنيون من أطقم املالحة والطائرة، ومن يقومون بتوريد املواد الغذائية واملراسلون احلربيون والشك أن هؤالء األشخاص ميكن أن يتعرضوا يف مناطق الرتاع

ر تفوق تلك اليت يتعرض هلا املدنيون، بل يف بعض األحوال ميكن أن يتعرضوا املسلح أخطااألخطار متاثل تلك اليت تتعرض هلا القوات املسلحة نفسها، مثل هؤالء األشخاص حيكم

:وضعهم كأفراد حمميني قاعدتانأم جيب أن يكونوا قد حصلوا على تصريح بذلك من القوات املسلحة اليت : األوىل

.وايصاحب .أم إذا وقعوا يف قبضة العدو، فإم يعاملون كأسرى حرب: الثانية

:الرهائن -9قدميا كان أخذ الرهائن وسيلة من الوسائل اليت تلجأ إليها القوات املسلحة للعدو، كضمان لتنفيذ القواعد اليت تفرضها يف األراضي احملتلة، أو كوسيلة ملنع القيام بأعمال عدائية

لضمان تنفيذ معاهدة دولية، وقد أصبح اآلن اللجوء إىل هذا األسلوب حمظورا، إذ ضدها، أواملشتركة من اتفاقات جنيف لعام 3املادة (يعد أخذ الرهائن واإلجهاز عليهم من جرائم احلرب

من 12من الربوتوكول اإلضايف األول، م 75من االتفاقية الرابعة، م 147، 34، م 1949 ).1979ية ملناهضة أخذ الرهائن لعام االتفاقية الدول :املفقودون واملوتى -10

تقرر قواعد القانون الدويل اخلاصة بالرتاعات املسلحة ضرورة البحث عن املفقودين الذين يزعم الطرف املعادي أم كذلك، وذلك بإختاذ ) اخل... من اجلرحى واملوتى والغرقى (

ن ذلك بأسرع ما ميكن وفقا لألحوال القائمة كل اإلجراءات املالئمة لتحقيق ذلك، ويكومن 119من الربوتوكول اإلضايف األول، م 33م (وبأقصى تقدير فور انتهاء العمليات احلربية

).من االتفاقية الرابعة 133االتفاقية الثالثة، م

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 147: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

147

وجيب دفن املوتى يف مقابر معروفة، كذلك جيب على أطراف الرتاع إعادة رفاة املوتى من االتفاقية األوىل، م 18/3م (على طلب الدولة اليت ينتمون إليها، أو بطلب من أقارم بناء ).من االتفاقية الرابعة 130من االتفاقية الثالثة م 12/6

).نفس النصوص السابقة(وكذلك جيب احترام املوتى ومقابرهم :أفراد األطقم الطبية -11

للخدمات الطبية، خصوصا مجع ونقل يتمتع كذلك باحلماية األفراد املخصصون وعالج املرضى واجلرحى والغرقى، أو منع األمراض، ويعترب من هؤالء أفراد األطقم الطبية

وكذلك أولئك التابعون للصليب األمحر أو للهالل األمحر أو للدفاع ) مدنيون أو عسكريون( :املدين

).االتفاقية األوىل من 28م (اخل ... سواء كانوا أطباء أو ممرضني أو ممرضات :أعضاء فرق الدفاع املدين -12

يقوم أفراد الدفاع املدين ببعض املهام اإلنسانية اليت دف إىل محاية السكان املدنيني مثل اإلنذار واإلجالء ويئة املخابئ، واإلنقاذ (ضد أخطار األعمال العدائية أو الكوارث ... ملأوى واإلصالحات العاجلة للمرافق العامة واخلدمات الطبية ومكافحة احلرائق وتوفري ا

).اخللذلك كان من الطبيعي أن تقرر قواعد القانون الدويل اإلنساين ضرورة محاية من

.يقومون بتلك األعمال، بشرط أال يقوموا بأعمال ضارة بالعدووبالنسبة ألفراد القوات املسلحة القائمني بأعمال الدفاع املدين جيب احترامهم

:ايتهم، وفقا للشروط اآلتيةومحأن خيصص هؤالء األفراد وتلك الوحدات بصفة دائمة ويتم تكريسهم ألداء مهام - .الدفاع املدينأال يؤدي هؤالء األفراد أية واجبات عسكرية أخرى طيلة الرتاع إذا مت ختصيصهم -

.على هذا النحو

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 148: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

148

املسلحة وذلك بوضع العالمة أن يتميز هؤالء األفراد جبالء عن األفراد يف القوات - .الدولية املميزة للدفاع املدين يف مكان ظاهر

أن يزود هؤالء األفراد وهذه الوحدات باألسلحة الشخصية اخلفيفة دون غريها - .بغرض حفظ النظام أو للدفاع عن النفس

أال يشارك هؤالء األفراد يف األعمال العدائية بطريقة مباشرة وأال يرتكبوا تلك -أعماال -خارج نطاق مهامهم املتعلقة بالدفاع املدين–األعمال أو يستخدموا لكي ترتكب

.ضارة باخلصمأن يؤدي هؤالء األفراد وهذه الوحدات مهامهم يف الدفاع املدين يف نطاق اإلقليم -

.الوطين للطرف التابعني له دون غريهالدفاع املدين يعتربون أسرى وجدير بالذكر أن األفراد العسكريني العاملني يف أجهزة

حرب إذا وقعوا يف قبضة اخلصم، وجيوز يف األراضي احملتلة لصاحل السكان املدين فيها حسب أن يوظف هؤالء األفراد يف أعمال الدفاع املدين على قدر ما تدعو احلاجة، إال أنه يشترط إذا كان

.مثل هذا العمل خطرا أن يكون أداؤهم هذه األعمال تطوعيا :القوات العسكرية التابعة للمنظمات الدولية -13

) الفصل السابع(ميكن أن تشترك األمم املتحدة يف أعمال عسكرية، بالتطبيق للميثاق ، لذلك يثور التساؤل عما إذا كانت قواعد قانون )286(أو وفقا لقرار االحتاد من أجل السلم

.املتحدة؟احلرب ميكن تطبيقها على القوات اليت تستخدمها األمم ال توجد أية اتفاقية دولية تنص صراحة على تطبيق قانون الرتاعات املسلحة على

قرار -يف هذا اخلصوص–القوات العسكرية لألمم املتحدة، وقد أصدر جممع القانون الدويل شروط تطبيق قواعد القانون الدويل اإلنساين اخلاص بالرتاعات املسلحة "حول 1971عام

تتمثل أهم نصوصه يف انطباق قواعد " يت تشترك فيها قوات األمم املتحدةعلى احلروب ال :القانون الدويل اإلنساين عليها، خصوصا

.826م، ص 2004هـ، 1425دار النهضة العربية، القاهرة، -أمحد أبو الوفاء الوسيط ي القانون الدويل العام/ د: أنظر -)286(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 149: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

149

القواعد اخلاصة بكيفية سري احلروب، كتلك اليت حتظر استخدام بعض األسلحة، -غري وتلك املتعلقة باإلضرار بالطرف اآلخر، وتلك اخلاصة بالتمييز بني األهداف العسكرية و

.العسكريةيضاف إليها الربوتوكوالن 1949القواعد اليت تضمنتها اتفاقيات جنيف لعام -

.1977اإلضافيان لعام .القواعد اليت دف إىل محاية األشخاص املدنيني وامللكية املدنية -

:ولكفالة التزام القوات مبا تقدم، نص القرار علىإىل قواا تقرر ضرورة مراعاة ذلك أو تتأكد ضرورة إصدار األمم املتحدة لوائح : أوال

.أن الدولة اليت تنتمي إليها تلك القوات جبنسيتها أكدت هلم على ذلكعند عدم وجود سلطة حامية، فقد نص القرار على ضرورة وجود جبهة حمايدة : ثانيا

.للسلطة احلامية 1949تقوم بالوظائف اليت قررا اتفاقات جنيف لعام ا نص القرار على مسؤولية األمم املتحدة عن أية انتهاكات لقواعد القانون وأخري: ثالثا

الدويل اإلنساين من جانب قواا، وكذلك أحقيتها يف املطالبة بالتعويض عن األضرار اليت تقع .على قواا نتيجة إنتهاك الطرف اآلخر لتلك القواعد

تطبيق قواعد قانون شروط "كذلك أصدر جممع القانون الدويل قرار آخر حول الرتاعات املسلحة، غري قواعد القانون الدويل اإلنساين، على احلروب اليت تشترك فيها األمم

، والذي نص على تطبيق تلك القواعد على العمليات احلربية اليت تشترك فيها قوات "املتحدةالقرار على األمم املتحدة، حىت ولو كانت تلك القواعد ليست ذات طبيعة إنسانية، وأكد

ضرورة تقدمي الدول األعضاء للمساعدات اليت تطلبها منهم املنظمة، وأنه ال جيوز هلم االستناد إىل القواعد العامة للحياد للتهرب من االلتزامات النامجة عن قرار صادر عن جملس األمن

ات األمم بالتطبيق للميثاق، وعليهم عدم التحلل من القواعد احلياد لصاحل أي طرف يواجه قواملتحدة، ذلك أن االنصياع للقواعد السابقة ليس من شأنه أن خيدم أية دولة من وضعها

.كمحايد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 150: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

150

وجدير بالذكر أنه بالنسبة لقوات األمن العربية اليت أنشأا جامعة الدول العربية أصدر :يهاخبصوص قوات اجلامعة يف الكويت جاء ف 1961أيضا السكرتري العام للجامعة الئحة عام

على القوات العربية أن تراعي مبادئ وروح االتفاقيات الدولية والتقاليد العربية " .)287("املوروثة اليت تنطبق على سلوك األفراد العسكريني

:رجال الدين -14هم أولئك األشخاص العسكريون أو املدنيون امللحقون بالقوات املسلحة أو الدفاع

، وتطبق )كالوعاظ وغريهم(لقيام بعمليات التوعية الدينية املدين أو أطقم اخلدمات الطبية، لعليهم نفس املعاملة املطبقة على أطقم اخلدمات الطبية، من حيث ضرورة محايتهم، كما أم ال يعتربون أسرى حرب ولذلك جيب إعادم، إال أنه جيوز استبقاؤهم للقيام بالوجبات الدينية

.)288(الالزمة ألسرى احلرب :انب املقيمون يف إقليم أحد األطراف املتنازعةاألج -15

من االتفاقية الرابعة أن أي شخص أجنيب مشمول باحلماية خصوصا 35تنص املادة رعايا أي طرف معاد، يكون له حق مغادرة إقليم الطرف اآلخر، إال إذا كانت مغادرته

الذين ال يغادرون إقليم تلك تتعارض واملصاحل الوطنية هلذا األخري، وبالنسبة ألولئك األشخاص الدولة فإم يتمتعون بكافة املساعدات املادية والطبية، وحبق ممارسة شعائرهم الدينية، وحبق

.مغادرة املناطق املعرضة ألخطار احلرب بنفس القدر املسموح به لرعايا دولة اإلقليمالدول من ذات االتفاقية على أنه إذا اقتنعت إحدى 05ومع ذلك تنص املادة

املشتركة يف الرتاع بأن أحد األشخاص املشمولني حبمايتها تقوم شكوك جدية خبصوصه أو يقوم جبهود ضارة بأمن الدولة، فإن هلا أن حترمه من احلق يف املطالبة باملزايا واحلقوق املنصوص

تصال عليها يف االتفاقية، إذا كان منحها له سيشكل ضرر ألمنها مثال ذلك حرمانه من حق اال .بأسرته أو مبحام

.594، ص 1998جامعة الدول العربية، دار النهضة العربية، القاهرة، : أمحد أبو الوفاء/ د: أنظر -)287( :أنظر -)288(

S.LUNZE: serving god and caesar: religious personnel and heir protection in arinued Cinffict.IRRC.vol 86, 2004 p 69-92.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 151: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

151

:الفئات احملمية يف املنازعات املسلحة غري ذات الطابع الدويل -16كما سبق ذكره، تلك اليت تدور : املنازعات املسلحة غري ذات الطابع الدويل هي

داخل إقليم دولة واحدة، بني قواا املسلحة وقوات مسلحة منشقة أو مجاعات نظامية مسلحة يادة مسؤولة على جزء من اإلقليم ما ميكنها من القيام بعمليات عسكرية أخرى متارس حتت ق

.متواصلة ومنسقةوبالتايل ال يعترب نزاعا داخليا حاالت االضطرابات، والتوتر الداخلي مثل الشغب

ومن الطبيعي أن يقرر القانون ) من الربوتوكول األول 1م(وأعمال العنف العرضية النادرة :اية لضحايا تلك املنازعاتالدويل اإلنساين مح

:على أنه 1949إذ تنص املادة الثالثة املشتركة من اتفاقيات جنيف لعام -1يف حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دويل يف أراضي إحدى األطراف السامية "

:املتعاقدة، يلتزم كل طرف يف الرتاع بأن يطبق كحد أدىن األحكام التاليةيشتركون مباشرة يف األعمال العدائية، مبن فيهم أفراد القوات األشخاص الذين ال - أ

املسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، واألشخاص العاجزون يف القتال بسبب املرض أو اجلرح أو االحتجاز، أو ألي سبب آخر، يعاملون يف مجيع األحوال معاملة إنسانية، دون أي متييز ضار

الدين أو املعتقد أو اجلنس أو املولد أو الثروة أو أي معيار مماثل يقوم على العنصر أو اللون، أو .آخر

وهلذا الغرض، حتظر األفعال التالية فيما يتعلق باألشخاص املذكورين أعاله، وتبقى :حمظورة يف مجيع األوقات واألماكن

االعتداء على احلياة والسالمة البدنية، وخباصة القتل جبميع أشكاله، والتشويه، - .واملعاملة القاسية، والتعذيب

.أخذ الرهائن - .االعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى األخص املعاملة املهنية واخلاصة بالكرامة -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 152: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

152

إصدار احلكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء حماكمة سابقة أمام حمكمة مشكلة - .عوب املتمدنةتشكيال قانونيا، وتكفل مجيع الضمانات القضائية الالزمة يف نظر الش

".جيمع اجلرحى واملرضى ويعتين م -بالعديد من القواعد واجبة 1977كذلك تضمن الربوتوكول اإلضايف الثاين لعام -2

:التطبيق، خالل الرتاعات املسلحة غري ذات الطابع الدويل واليت تشمل .املعاملة اإلنسانية - .محاية أفراد اخلدمات الطبية -ملدنيني ضد إخطار العمليات العسكرية، وعدم جتويعهم، ومحاية محاية السكان ا -

األشياء اليت ال غىن عنها حليام كاملواد الغذائية والشرب، وحظر الترحيل القسري للمدنيني، .ومحاية املنشآت اليت حتتوي على قوى خطرة كالسدود واحملطات النووية

السلطات املعنية منح أكرب عفو ممكن إذ يف اية األعمال العدائية على : منح العفو - ).1977من الربوتوكول الثاين 6/5م (لألشخاص الذين شاركوا يف الرتاع املسلح

األشخاص الذين ال يشاركون يف األعمال العدائية جيب احترام شخصهم، وشرفهم -من 4، م 1949املشتركة من اتفاقيات جنيف لعام 3م (ومعتقدام الدينية وبدون متييز ).1977الربوتوكول اإلضايف الثاين لعام

:األشخاص املكلفون بالبحث عن اجلرحى واملرضى ونقلهم -17يقصد ؤالء األشخاص من يتم تدريبهم للبحث عن أو مجع ونقل اجلرحى واملرضى

) العدو(خالل الرتاع املسلح، ونظرا هلذا الغرض اإلنساين النبيل، جيب على الطرف اآلخر ).من االتفاقية األوىل 25املادة (ومحايتهم إذا اقترب منهم أو وقعوا يف يديه احترامهم

:األفراد الذين يقدمون املساعدة اإلنسانية -18إذ جيب احترام من يقدمون املساعدة اإلنسانية سواء للمدنيني أو العسكريني، حىت ولو

لغذائية للسكان، أو من يقومون مل يكونوا من أفراد اخلدمات الطبية، مثل من يقدمون املواد ا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 153: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

153

جبمع اجلرحى واملرضى والعناية م، وجدير بالذكر أنه توجد بعض القواعد العرفية يف هذا :اخلصوص منها

التزام أطراف الرتاع بتسهيل املرور السريع والفوري للمساعدات اإلنسانية املرسلة -ات طابع حمايد وبال متييز، وحتت رقابة إىل املدنيني احملتاجني هلا، إذا كانت هذه املساعدات ذ

.الطرف املعينعلى أطراف الرتاع كفالة حرية التنقل لألفراد الذين يقدمون املساعدة اإلنسانية -

.الالزمة ملمارسة وظائفهم، إال إذا حتمت الضرورة العسكرية القهرية تقييدهانساين رغم اخنراطها يف الفئات الغري حممية يف القانون الدويل اإل: املطلب الثالث

.العمل املسلح :هناك فئتان من األشخاص ال تتمتعان حبماية القانون الدويل اإلنساين مها

.اجلواسيس: الفرع األولاجلاسوس هو من يقوم سرا أو باللجوء إىل بعض املظاهر الكاذبة جبمع معلومات

تديا للزي العسكري عسكرية يف األراضي اخلاضعة لسيطرة العدو، ويشرط أال يكون مر :جيب أن" جتسس"للقوات املسلحة اليت ينتمي إليها وهكذا لكي ميكن احلديث عن

يتم الفعل سرا أو حتت غطاء مظاهر كاذبة، وبالتايل إذا مت ذلك بطريقة ظاهرة بواسطة وليس " مجع معلومات"أفراد من القوات املسلحة يرتدون زيهم العسكري فإننا بصدد

".جتسسا"املعلوم أن األشخاص الذين يتم ضبطهم كجواسيس، ليس هلم احلق يف أن يتم ومن

من قوانني احلرب الربية اليت تبناها جممع القانون الدويل عام 23م (معاملتهم كأسرى حرب ، كما أن من يتم اامه بالتجسس جيب عدم معاقبته إىل أن تصدر السلطة القضائية 1880

، كذلك ال يسأل اجلاسوس الذي ينجح يف اهلرب عن أعماله )25م (املختصة حكما بشأنه إذا وقع مرة أخرى يف األسر، وإمنا يعامل كأسري حرب إذا ضبط وهو ) التجسس(السابقة

).26م (يرتدي الزي العسكري لقواته املسلحة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 154: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

154

الذي يقع يف قبضة اخلصم أثناء قيامه ) فرد القوات املسلحة(وجتدر اإلشارة أن املقاتل .لتجسس ال يعد أسري حرب، وبالتايل ميكن حماكمته كجاسوسبا

:إال أن املقاتل ال يعد مقترفا للتجسسإذا كان جيمع معلومات يف إقليم يسيطر عليه اخلصم إذا إرتدى زي قواته املسلحة

.أثناء أداءه هلذا العملسكرية، ما أو إذا كان يقيم يف إقليم حيتله اخلصم وقام جبمع معلومات ذات قيمة ع -

).من الربوتوكول اإلضايف األول 46املادة (مل يرتكب ذلك عن طريق الزيف أو تعمد التخفي .املرتزقة: الفرع الثاين

ختالف العديد من املبادئ Mercenary-Mèrcenaireالشك أن أنشطة املرتزقة ة للدولة، ومبدأ املستقرة يف القانون الدويل العام، مثل مبدأ عدم التدخل يف الشؤون الداخلي

استقالل الدول، ومبدأ السالمة اإلقليمية، ومبدأ عدم استخدام القوة، ومبدأ العيش يف أمن وسالم، كذلك من شأن املرتزقة عرقلة حق تقرير املصري للشعوب املستعمرة، وهي تتعارض مع

تزقة عمال ممقوتا حرية الدولة يف اختيار نظامها السياسي واالقتصادي، لذا يعد اللجوء إىل املر .من الناحيتني القانونية واألخالقية مهما كان اهلدف املرجو منها

إهانة يف جبني اإلنسانية، األمر -وهو نظام قدمي–من أجل ذلك يعترب إستمرار املرتزقة الذي حيتم ضرورة امتناع الدول عن جتميع واستخدام ومتويل وتدريب املرتزقة، واعتبار كل من

بأم يكونون من جنسية غري - عادة–سئوال من الناحية اجلنائية، ويتميز املرتزقة يقوم بذلك مجنسية الدولة اليت يتدخلون فيها، لذلك مييز معيار اجلنسية بني املرتزقة واملعارضني السياسيني

.للدولةلعام 1ونظرا للدور اخلطري الذي يلعبه املرتزقة، فقد تطرق إليهم الربوتوكول رقم

:47بقوله يف املادة 1949امللحق باتفاقيات جنيف 1977 .ال حيق للمرتزقة التمتع بوضع املقاتل أو األسري -1 :املرتزق هو أي شخص -2

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 155: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

155

.جيري جتنيده خصيصا، حمليا يف اخلارج ليقاتل يف نزاع مسلح/ أ .يشارك فعال ومباشرة يف األعمال العدائية/ بمال العدائية، الرغبة يف حتقيق مغنم شخصي حيفزه أساسا إىل االشتراك يف األع/ ج

ويبذل له فعال من قبل طرف يف الرتاع أو نيابة عنه وعد بتعويض مادي يتجاوز بإفراط ما يوعد .به املقاتلون ذوو الرتب والوظائف املماثلة يف القوات املسلحة لذلك الطرف أو ما يدفع هلم

.قليم يسيطر عليه أحد أطراف الرتاعوليس من رعايا طرف يف الرتاع وال متوطنا بإ/ د .ليس عضوا يف القوات املسلحة ألحد أطراف الرتاع/ هوليس موفدا يف مهمة رمسية من قبل دولة ليست طرفا يف الرتاع بوصفه عضوا يف / و

.قواا املسلحةواملرتزقة يشتركون يف نزاعات مسلحة ذات طابع دويل، رغبة يف احلصول على مزايا

لك قد يتم االستعانة م يف وقت السلم لغزو بلد معني من أجل قلب نظام احلكم شخصية، كذفيه أو لشل احلياة االقتصادية أو إلرهاب السكان املدنيني، أو ملنع ممارسة شعب ما حلقه يف

.اخل... تقرير املصري ة، ونظرا ألمهية موضوع املرتزقة فقد أنشأت اجلمعية العامة لألمم املتحدة جلنة خاص

إلعداد اتفاقية دولية حول هذا املوضوع وقد انتهى عمل اللجنة بتبين اجلمعية العامة يف قرارها االتفاقية اليت أعدا اللجنة، وهي االتفاقية الدولية ضد استقدام أو 1989لعام 44/34رقم

.استخدام أو متويل وتدريب املرتزقةكل النقاط الساخنة يف العامل، بإعتبار وجدير بالذكر أنه يزداد الطلب على املرتزقة يف

أن اللجوء إليهم يعد مبثابة حرب غري معلنة أو هو أداة للتدخل املقنع تلجأ إليه بعض الدول كقوة ردع أو إرهاب ضد دول ال تشاطرها ميوهلا السياسية أو االقتصادية، فهي إذن نوع من

.ينهمااحلرب الدائرة بني دولتني بواسطة اشخصا يتم وضعهم بوجدير بالذكر أنه أذا كان اجلواسيس واملرتزقة ال حيميهم القانون الدويل اإلنساين، إال

ال جيوز إدانتهم أو توقيع العقاب عليهم، إال وفقا حملاكمة عادلة تتوافر فيها –أم كأفراد الضمانات القضائية املعروفة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 156: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

156

:خامتة الفصل الثالثيف إطار القانون الدويل اإلنساين هو ذلك " ص احملميالشخ"يف النهاية ميكن القول إن

الشخص الذي حتميه قواعد ذلك القانون، بإعتباره كائنا حيا وحدت قواعد القانون الدويل اإلنساين من أجله وبسببه، بل إن قواعد ذلك القانون حتميه حىت بعد مماته وذلك بوضع قواعد

.حتمي رفاتهطلب بني أمور أخرى، ضرورة التوعية بقواعد والشك أن كفالة تلك احلماية تت

القانون الدويل اإلنساين اخلاصة بالفئات احملمية عن طريق نشرها وتدريسها، ويلعب اإلعالم كذلك جيب أن نضع يف االعتبار أن الرمحة جتاه من يعانون . خصوصا دورا هاما يف هذا اال

غبة يف تالقي كل أنواع االنتهاكات اليت ويالت الرتاع املسلح هي مبدأ جيب دائما مراعاته رحدثت يف احلروب قدميها وحديثها، محاية حلياة اإلنسان، الذي فضله ربه على كثري ممن خلق

.تفضياللقواعد القانون الدويل اإلنساين احتل لدى " اجلانب الشخصي"وجدير بالذكر أن

:يف أمور عديدة منهافقهاء املسلمني ويف الشريعة اإلسالمية مكانات عليا، متثل .مبدأ مراعاة القواعد اإلنسانية يف معاملة األعداء - .مبدأ النهي عن التمثيل باألعداء - .مبدأ التمييز بني املقاتلني وغري املقاتلني - .عدم االنتقام - .عدم استخدام األسلحة اليت تسبب أوجه معاناة غري مفيدة -

مان الضابط لكل قواعد القانون الدويل وال جرم أن هذه املبادئ تشكل صمام األ .اإلنساين احلايل خاصة بالفئات املشمولة باحلمايةوجد أن احلرب حتتاج إىل -وهو دين الفطرة–كذلك فقد مت مالحظة أن اإلسالم

ذيب فكرا يف النفوس وحصر يف أضيق احلدود اإلنسانية وحىت املادية بإعتبار ذلك هو غاية .البشرية ما حتتمل الفطرة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 157: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

157

ويالحظ أن العصور السابقة مباشرة على ظهور اإلسالم كانت عصورا مظلمة انتشرت فيها القسوة والتعذيب واملثلة والتقتيل دومنا متييز بني احملاربني وغري احملاربني أو بني الرجال والنساء واألطفال والكهول، وإذا كان احلال كذلك بالنسبة للكائن البشري، فإن

أي قيد، - مل تكن ختضع، ففيما يتعلق بتدمريها -من باب أوىل–واألشياء املادية األموالوبعبارة خمتصرة، كان كل شيء مباحا ال يضبطه قيد وال حيده رابط، ومن هنا كان جميء اإلسالم ضروريا ليوضح ما خفي وينشئ ما مل يكن موجودا من قواعد قانونية تتفق مع الكرامة

.ومازالت وظيفته املدنية اإلنسانية، تلك كانتوحنن نعتقد أن مرد قواعد القانون الدويل اإلنساين ترجع إىل مبدأ إسالمي أصيل، هو

إن اهللا حيب الرفق يف األمر "، والذي أكده قوله صلى اهللا عليه وسلم "الرفق يف األمر كله"مبدأ وقوله " من شيء إال شأنهإن الرفق ال يكون يف شيء إال زانه، وال يرتع : "وقوله كذلك" كله

".إن اهللا رفيق حيب الرفق، ويعطي على الرفق ماال يعطي على العنف: "كذلكوأساس ذلك يرجع إىل قاعدة العدالة اليت أمر اإلسالم بتطبيقها حىت مع من يبغضه

مكنم رجي الو طسالقب اءدهش هللا نيامووا قونوا كنآم ينا الذهيا أي«: املسلمون، يقول تعاىلشق آننمو الى ألع تعوا ألدعلدوا هقأ ورب لقلت289(»ىو(.

.08سورة املائدة، اآلية -)289(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 158: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

158

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 159: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

159

:ةــخامت اإلسالم رسالة اهللا للناس كافة وهو رمحة للعاملني وهي رسالة خالدة إىل يوم القيامة

إال السعادة واألخوة والتعاون والتواصل رغم وقد جربت البشرية العيش يف ظالهلا فلم تعرف .العراقيل والعقبات

وعلى املسلمني اليوم أن يكونوا قدوة للناس بإسالمهم ومثال للعدالة بتطبيق شريعة اهللا .سواء وقت السلم أو احلرب

إن اإلسالم يدعو إىل حل املنازعات باليت هي أحسن ويقبل يف ذلك الوساطة -يف جواز التحكيم يف أمور املسلمني ويف مهمام "شرعية قال اإلمام النووي والتحكيم بشروط

العظام وقد أمجع العلماء عليه، وفيه جواز مصاحلة أهل قرية أو حصن على حكم حاكم مسلم عدل صاحل للحكم األمني، وإذا حكم بشيء لزم حكمه وال جيوز لإلمام وال هم الرجوع عنه

، وقد حذا 92ص 2، صحيح مسلم بشرح النووي ج" أعلموهلم الرجوع قبل احلكم واهللااتمع الدويل حذو الشريعة اإلسالمية إىل حل منازعاته بطرق سلمية عن طريق اهليئات الدولية مع متسك كل دولة بسيادا وال تقبل التنازل عنها، واهليئات الدولية أثبتت مواقفها أا وسيلة

على حساب الدول الضعيفة كما أن القانون الدويل ذاته قد من وسائل تقوية الدول الكربى اجتهد يف خطاب الدول وأمهل الفرد على عكس ما جاء على الشريعة اإلسالمية السمحاء اليت

.خاطبت الدول واألفراد يف وقت واحد وهذا أثناء السلم واحلربيف هذا البحث وبعد هذا العرض الذي يسريه اهللا يل أستطيع القول أن ما توصلت إليه

:هواحلرب هي الوسيلة النهائية من وسائل اإلكراه اليت تلجأ إليها الدول حلل :أوال

نزاعاا إن مل تلفح الوسائل السلمية يف فض الرتاعات، كاملفاوضات والتدخل الفردي، .اخل... والوساطة والتحقيق

واالستعالء، واحلرب كما هو معروف لدى الفقهاء احملدثني، قائمة على الظلمواالستيالء على مال الغري بالقوة والعنف واإلسالم يبغض ذلك وينفر منه وينهانا عن الظلم وحيثنا على نصرة املظلوم، لذا أمرنا بقتال الظاملني ومسى ذلك جهادا ملا تتضمنه هذه الكلمة من

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 160: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

160

ق الكلمتان إال يف ااهدة يف دفع الظلم واآلثام، وقد أثبت أن اجلهاد غري احلرب، وال تتف .التعريف اللغوي فقط

أو السيطرة عليهم احلرب هي االستيالء على أوطان الغري وأمواهلم أن دواعي: ثانيا .والتحكم يف رقام

أما اجلهاد فالداعي له هو إعالء كلمة اهللا، ودفع الظلم، ونصرة املظلوم، وليس استيالء ى الدخول يف اإلسالم، فإن اإلسالم يأىب الظلم، على األوطان واألموال، أو إجبار الناس عل .ومينع سفك الدماء ويترك للناس حرية العقيدة

أن الديانات السماوية مل تشرع احلرب مبعناه القائم، وإمنا شرعت اجلهاد دفاعا : ثالثامن أن األنبياء أمروا بسفك الدماء، : عن العقيدة وردا للظلم، وقد أبطلت ما زعمه الزاعمون

ذا الديانات السماوية ال تأمر بالعدوان وال تقره، وال ترضاه، وأثبتت أن األصل يف الشريعة إاإلسالمية هو السالم، وليس احلرب، وإمنا فرضت اجلهاد ضرورة إلقرار السالم وحلماية النفس

.والعقيدة وإذا انتهكت حرمة املسلمني وما عداها فهو جرمية حرب وحرب غري عادلةاإلسالم نظم أحكام اجلهاد، ووضعه يف إطار رائع مل تصل القوانني الدولية أن : رابعا

والتنظيمات احلديثة والقدمية إىل ما هو عليه من دقة وإحكام وحفظ حلقوق طريف املقاتلني اخل ... خاصة الذين مل يشتركوا يف القتال من الشيوخ والعجزة والرهبان والنساء والصبيان

ديار الكفر واتمع الدويل احلديث منذ بزوغ فجر اإلسالم إىل غاية ما وهو األمر الذي جتهله .1949بعد احلرب العاملية الثانية أين نظم ذلك يف اتفاقيات جنيف

أن األراجيف النفسية، وهي اليت تسمى اآلن باحلرب النفسية مارسها أعداء : خامساالم مجاعته من تلك األراجيف، فلم املسلمني معهم، وقابلهم املسلمني باملثل وقد حصى اإلس

تتسرب إىل قلوم دعايات العدو وأراجيف املرجفني، كذلك احلصار االقتصادي والوسائل املستخدمة لتحقيقه يف أيام السلم، ووقت القتال، وقد وقعت أيضا إال أن املسلمني قد مارسوها

قتصادية وبينت أن مقصد بغري الثوب الذي ميارس يف الوقت احلاضر وما يعرف باحلرب االاإلسالم من احلصار االقتصادي هو مقصد شريف، مل يقم على ابتزاز أموال الشعوب ظلما

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 161: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

161

وعدوانا، وأما املقصود باحلرب االقتصادية اآلن فهو مبين على املنافع واختالس أموال الشعوب .واالستيالء على ثروات الدول الصغرية

طبقه على األعداء مبفهومه الصحيح وجه السليم فاإلسالم أقر احلصار االقتصادي، ومن أجل إعالء كلمة اهللا وارتفاع دينه القومي، ومل يبتغي به السيطرة والتحكم يف رقاب

.الضعفاءكما نظم اإلسالم الدخول يف القتال، ودعوة العدو إىل إحدى خصال ثالثة، : سادسا

املترتبة على انتهاء القتال من حيث ما مينح والقواعد اليت يتبعها املقاتلون، نظم أيضا اآلثار لألعداء من حقوق وما يلتزمون به جتاه املسلمني من واجبات تنظيما دقيقا مل يرقى إىل حد

.الساعة القانون الدويل اإلنساين إىل ما وصلت إليه الشريعة اإلسالمية يف هذا اجلانبصلى – الصلح وعقد الرسول نظم اإلسالم املعاهدات وشرع العهود ودعا إىل: سابعا .املعاهدات وأوضح الفقهاء شروطها -اهللا عليه وسلمأن حكمة اإلسالم جتلت يف تقسيمه للديار، حيث عرف الديار اليت تطبق فيها : ثامنا

حكم الشريعة اإلسالمية، بأا دار إسالم يعاملها بقية املسلمني على أا ديارهم، ال حدود وال بقية املسلمني، ألهلها النصرة واملنعة من بقية املسلمني، وعليهم اجلهاد حواجز بينها وبني

وإلتزام أحكام اإلسالم، يقابل هذا دار احلرب، وهي الدار اليت بدر من أهلها اعتداء على املسلمني، أو كيد هلم، وقد أحكم اإلسالم معاملة هؤالء ونظم للمسلمني طريقا لو اتبعوه أمنوا

.يهم واكتفوا شر هؤالءيف أوطام وأهلأما الذين جنبوا املسلمني أذاهم، وعاشوا بعيدين عما يضر املسلمني وطلبوا من املسلمني السالم، وتعهدوا أال يعاونوا عدوا للمسلمني فهم الذين نعرفهم اليوم باحملايدين وقد

اداموا ملتزمني كلف هلم اإلسالم ما أرادوا، واعترب ديارهم ديار عهد، ال ميسهم أحد بسوء م .بالعهد

وهو ما توصل إليه يف القرن العشرين القانون الدويل اإلنساين يف ما يعرف حبماية األقليات أثناء الرتاعات املسلحة وحذا يف ذلك حذو الشريعة اإلسالمية غري أنه اختلف معها يف

.آليات احلماية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 162: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

162

حهم احلرية الكافية ألداء أن اإلسالم أحاط الرسل والسفراء حبصانة كاملة ومن: تاسعا .1949واجبام، وهو ما تضمنه، وما نصت عليه اتفاقيات جنيف املربمة عام

أحكم اإلسالم قاعدة تقسيم الغنائم بني ااهدين وغريهم، فأنصف كل : عاشرااإلنصاف حني منح ااهدين أربعة أمخاس الغنيمة، وجعل مخسها للذين يترقبون أخبارهم،

مرهم، وحيفظون أهليهم أثناء غيام يف اجلهاد، ومع ذلك فهم ال يستطيعون اجلهاد ويهتمون بأ .لعجز أو فقر حيول بينهم وبني اجلهاد

ورغم ما يف القتال من وحشية وسفك للدماء مل مل الشريعة :حادي عشرزت وقف اإلسالمية اجلانب اإلنساين يف مواراة القتلى من العدو بعد انتهاء املعركة، كما أجا

القتال إلخالء ميدان املعركة من جثث القتلى، ومنعت التمثيل بالقتلى، ونقل رؤوس احملاربني وكانت الشريعة اإلسالمية السباقة يف ذلك ملا توصل إليه القانون الدويل اإلنساين من . الكفار

يقرر هلا السيما فيما خيص جانب الفئات اليت 1949خالل اتفاقيات جنيف األربعة املربمة سنة .القانون محاية حمددة

كما أا مل متهل اجلانب االجتماعي أيضا، فقد أجازت تبادل املعلومات مع العدو عن .جثث القتلى، ملا يترتب على ذلك من األمور الضرورية واملشاكل االجتماعية

وال أحد يشك بعد قراءة هذا البحث، أن ما ورد يف الشريعة اإلسالمية يف موضوع هاد قد حاز أحكام دقيقة يف كل صغرية وكبرية وإن ما نظمته الشريعة أمور القتال مل تصل اجل

إليه قوانني احلرب احلديثة ولو اتبع الناس تعاليم اإلسالم ما شقى فرد يف جمتمع، وليبدل اهللا .خوفهم أمنا، والزال شبح احلرب من بينهم، فعاشوا يف رغد من العيش آمنني

اإلسالم رفض احلرب مبعناها الشائع ملا تضمنته من الظلم أن: وخالصة القولواالستيالء على أموال الغري وأوطام من غري حق، وارتضى اجلهاد ودعا إليه، إلعالء كلمة اهللا ودفع ظلم الظاملني ورفعه عن املظلومني، ووضع اإلسالم أحكاما دقيقة اتسمت كلها بالسماحة

.والدعوة إىل السالم " التوفيقواهللا ويل"

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 163: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

163

فهرس اآليات الكريمة/ أوال

فهرس األحاديث النبوية الشريفة/ ثانيا

فهرس المصادر والمراجع/ ثالثا

فهرس الموضوعات/ رابعا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 164: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

164

:فهرس اآليات القرآنية حسب ترتيب السور يف املصحف الشريف/ أوال الصفحة اآلية متنـــــــــها السورة

البقــرة

30 100 ﴾....﴿أو كلما عاهدوا عهدا - 25، 97 190 ﴾....﴿وقاتلوا في سبيل اهللا - 26 191 ﴾....﴿وقاتلوهم حيث ثقفتموهم -- يمحر وا فإن اهللا غفورهت30، 26 192 ﴾....﴿فإن ان 26، 08 193 ﴾....﴿وقاتلوهم حتى ال تكون فتنة - 107، 25، 26 194 ﴾....﴿الشهر احلرام بالشهر احلرام - 11 195 ﴾....﴿وأنفقوا في سبيل اهللا - 104 205 ﴾....﴿وإذا تولى سعى في األرض -- ليع بكت﴿لكم هكر وهال وت08، 21 216 ﴾....كم الق 95 217 ﴾....﴿والفتنة أكبر من القتل - 20 257 ﴾....﴿اهللا ولي الذين آمنوا - 09 279، 278 ﴾....﴿يا أيها الذين آمنوا إتقوا اهللا -

113 61 ﴾....ن يغلل﴿وما كان لنبي أ - آل عمران

النســاء

- كمبقوا رتا اسا النها أيأ 01 ﴾....﴿ي 25 77 ﴾....﴿ألم ترى إلى الذين قيل لهم كفوا - 32 85 ﴾....﴿وما لكم ال تقاتلون في سبيل اهللا -- بأم ينداهل اهللا املجفض﴿همال11 95 ﴾....و

املائــدة 09 33 ﴾....﴿إنما جزاء الذين يحاربون اهللا - 09 67 ﴾....﴿كلما أوقدوا نارا في احلرب -

04 57 ﴾....﴿إن احلكم إال لله - األنعــام

األنفــال

- وقوا أمفنوا يكفر م﴿إن الذين22 27، 26 ﴾....اله 23 30 ﴾....﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا - 29، 93 54 ﴾....﴿وإما تخافن من قوم خيانة - 09 57 ﴾.... ﴿فإن نثقفنهم في احلرب -

28 04 ﴾....﴿إال الذين عاهدتم من املشركني - التوبــة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 165: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

165

99 05 ﴾....﴿أقتلوا املشركني - 117 06 ﴾....﴿وإن أحد من املشركني - 29 12 ﴾....﴿وإن نكثوا إميانهم - 29 13 ﴾....﴿أال تقاتلوا قوما - 29 14 ﴾....﴿قاتلوهم يعذم اهللا بأيديكم -- عى يتة﴿حيز92 29 ﴾....طو اجل 32 72 ﴾....﴿وإن استنصروكم في الدين - 11 73 ﴾....﴿يا أيها النبي جاهدوا الكفار - 08 107 ﴾....﴿والذين اتخذوا مسجدا -

107 126 ﴾....﴿وإن عاقبتم فعاقبوا - النحــل

اإلســراء- م﴿وني آدا بنمكر 112 25 ﴾....لقد 90 70 ﴾....﴿أدعوا إلى سبيل ربك باحلكمة -

أ 106 ﴾....﴿وما أرسلناك إال رحمة للعالمني - األنبيــاء 24 40، 39 ﴾....﴿أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا - احلــج

11 52 ﴾....﴿جاهدهم به جهادا كبريا - رقـانالف

العنكبوت- فسهنل داهجا يمفإن داهج ن11 02 ﴾....﴿م 11 52 ﴾....﴿والذين جاهدا فينا لنهدينهم سبلنا -

30 10،11 ﴾....﴿وإذ جاؤوكم من فوقكم - األحزاب 22 33، 32 ﴾....﴿قال الذين إستكبروا للذين استضعفوا - ـأسبـ

... 74 ﴾....﴿وهو الذي في السماء إله - الزخرف 101، 04 04 ﴾....﴿فإذا لقيتم الذين آمنوا فاضربوا الرقاب - حممــد 112 13 ﴾....ا خلقناكم﴿يا أيها الناس إن - احلجرات 103 02 ﴾....﴿يخربون بيوتهم بأيديهم - احلشـر

- ةينل نم متا قطع103 05 ﴾....﴿م 14 09، 08 ﴾....﴿ال ينهاكم اهللا عن الذين لم يقاتلوكم - املمتحنـة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 166: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

166

:ترتيب األلفبائيفهرس األحاديث النبوية حسب ال/ ثانيا الصفحة متـــن احلـــديث

10 ......"أفضل اجلهاد كلمة حق"

33 ......"إن اهللا ليملي للظامل"

90 ......"إذا نزلت ساحتهم فال تقاتلهم"

91 ......"أمرت أن أقاتل الناس"

92 ......."أغزوا بإسم اهللا يف سبيل اهللا"

93 .".....أربع كن فيه كان منافقا خالصا"

109 ....."فأحرقومها -لرجلني–إن وجدمت فالنا "

109 ......"أنا رسول الرمحة أنا رسول امللحمة"

109 ......"أما ما كان يل ولبين املطلب"

111 ......"أد األمانة إىل من إئتمنك"

113 ......"ال ألقني يوم القيامة على رقبته شاة"

114 ......"إياكم وربا الغلول"

32 ......"ال تقفن عند رجل يقتل مظلوما" 98 ......."ال تقتلوا أصحاب الصوامع" 100 ......."ال تقتلوا شيخا فانيا" 101 ......"ال تقتلن ذرية وال عسيفا" 108 ......."ال تعذبوا بعذاب اهللا" 108 ......."ال تعذبوا عباد اهللا" 113 ......"ال تغلوا فإن الغلول نار" 115 ......."احلرب خدعة" 107 ......."ردوا اخليط واملخيط" 114 ......"رمحة اهللا عليك فإنك كنت" 113 ......"شراك أو شراكان من نار" 113 ......"صلوا على صاحبكم" 115 ......"فلعلنا حنن أمرناهم ذا"

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 167: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

167

31 ......."قضيت حبكم اهللا" 34 ......."كل شرط ليس يف كتاب اهللا" 113 ......."كال والذي نفسي بيده" 33 ......"ما من إمريء مسلم ينصر مسلما" 34 ......."املسلمون عند شروطهم إال شرطا" 94 ......"من كان بينه وبني قوم فال يشد عقيدة" 97 ......."ما كانت هذه لتقتل" 98 ......"ما بال أقوام جتاوز م القتل" 115 ......" يف ثالثال يصلح الكذب إال"

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 168: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

168

:فهرس املصادر واملراجع/ ثالثاo القرآن الكرمي برواية حفص:

:كتب يف علوم القرآن والتفسري § .أبو بكر الرازي اجلصاص، دار املصحف، القاهرة -أحكام القرآن -1 ، عيسى احلليب2أبو بكر بن العريب، حتقيق حممد علي البجاوي، ط - أحكام القرآن -2

.هـ1388إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب احلكيم، تفسريك أبو السعود العمادي، حتقيق عبد -3

.القادر عطا، مطبعة السعادةاألشباه والنظائر يف القرآن الكرمي، مقاتل بن سليمان، حتقيق عبد اهللا شحاتة اهليئة املصرية -4

.1395العامة للكتاب، .طب، دار الشروق، الطبعة الثانية الشرعيةسيد ق: يف ظالل القرآن -5 .هـ 1378املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي، حممد فؤاد عبد الباقي، مطبعة الشعب -6

:كتب احلديث الشريف § .بلوغ املرام من أدلة األحكام، إبن حجر العسقالين -7مكتبة اجلمهورية سبل السالم شرح بلوغ املرام، الصنعائي، مراجعة حممد خليل هراس، -8

.بالقاهرة .هـ 1379شرح النرباوي على األربعني النووية، مطبعة صبيح -9

صبحي الصاحل، دار العلم للماليني : رياض الصاحلني للنوي ومعه منهل الواردين، د -10 .م 1973

.هـ1380فتح الباري بشرح البخاري، ابن حجر العسقالين، املطبعة السلفية -11كبري يف ضم الزيادة إىل اجلامع الصغري، السيوطي، دار الكتب العربية الفتح ال -12

.مبصر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 169: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

169

اللؤلؤ واملرجان فيما اتفق عليه الشيخان، حممد فؤاد عبد الباقي، دار الكتب -13 .1949العربية مبصر، ، بريوت عن طبع 2نصب الراية ألحاديث اهلداية، مجال الدين الزيلعي، ط -14

.ـه1393الس العلمي، :كتب إسالمية متنوعة §، مطبعة دار 2إحياء علوم الدين، ختريج احلافظ العراقي، ج: أيب حامد الغزايل -15 .احلديث

.1الكامل يف التاريخ، ج: ابن األثري -16 .تاريخ خمتصر الدول: ابن العريب -17 .رياض الصاحلني، باب الظلم، مكتبة احلياة، بريوت: اإلمام النووي -18 .اجلزء الثاين: يبالقرط -19بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع، اجلزء السابع، مطبعة : الكاساين عالء الدين -20

.اجلمالية، القاهرة .د العاشرال: املغين إلبن قدامة -21 .اجلزء الرابع، تفسري سورة احلشر: ابن كثري -22 .طبعة دار املعارف مبصر، اجلزء الثالث: تاريخ الطربي -23 .اجلزء الثاين: حاشية الدسوقي على الشرح الكبري -24 .الد الثاين، اجلزء الثالث والرابع: سرية بن هشام -25 :كتب أصول الفقه §

.هـ1356إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول، الشوكاين، ط احلليب -26 .أصول الفقه، حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب -27

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 170: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

170

ي، حتقيق أبو الوفاء األفغاين، نشر جلنة إحياء املعارف النعامية، مطبعة دار أصول السرخس -28 .هـ1372الكتاب العريب،

.تأسيس النظر وتقومي األدلة، أبو زيد الدبوسي، نشر زكريا على يوسف القاهرة -29املستصفى من علم األصول، أبو حامد الغزايل، دار صادر، مصورة باألفست عن الطبعة -30 .هـ1322رية األم .مصادر التشريع فيما ال نص فيه، عبد الوهاب خالف، دار القلم، الكويت -31املوافقات يف أصول الشريعة، أبو إسحاق الشاطيب، حتقيق عبد اهللا دراز، طبعة ثانية، -32

.هـ عن الطبعة التجارية1395بريوت، .صبيح، القاهرة مناهج األصول للبيضاوي مع شرحي السرخسي واألسنوي، مطبعة -33

:كتب الفقه احلنفي § .هـ1358اختالف أيب حنيفة وابن أيب ليلى، أبو يوسف، نشر إحياء املعارف النعمانية -34بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع، عالء الدين الكاساين، نشر زكريا يوسف، مطبعة -35

.اإلمام، عيسى احلليب عام 2طتنوير األبصار مع شرحه للحصكفي وحاشية ابن عابدين، -36

.هـ1386 1315فتح القدير، شرح اهلداية، الكمال ابن اهلمام ومعه العناية حباشيته، طبعة بوالق، -37 .هـ .هـ 1372اخلراج، أبو يوسف، طبعة رابعة، املطبعة السلطية، -38

:كتب الفقه الشافعي § .األم للشافعي مطبعة الشعب، تصوير عن طبعة بوالق -39 .ة البجريمي على منهج الطالب، مطبعة بوالقحاشي -40 .هـ 1290حاشية الشرقاوي على التحديد للشيخ زكريا األنصاري، بوالق، -41

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 171: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

171

.هـ 1375حاشيتا قليويب وعمرية علي احمللي، شرح املنهاج، طبعة احلليب، -42 :كتب الفقه احلنبلي §

.مطبعة السعادة مبصر حتقيق الوكيلأعالم املوقعني عن رب العاملني، ابن القيم اجلوزية، -43 .زاد املعاد يف هدي خري العباد، ابن القيم اجلوزية، املكتبة املصرية ومطبعتها -44 .املغين شرح خمتصر اخلرقي، ابن قدامة املقدمي، مكتبة اجلمهورية مبصر والرياض -45

:كتب الفقه املالكي § .ة الدسوقي، مطبعة عيسى احلليبالشرح الكبري للدردير، علي خمتصر خليل، حباشي -46 .م 1975قوانني األحكام الشرعية، ابن جزيء، مطبعة عامل الفكر -47

:كتب الفقه الظاهري § .احمللي، ابن حزم األندلسي، مكتبة اجلمهورية مبصر -48

:كتب الفقه املقارن § .األموال أبو عبيد القاسم بن سالم، حتقيق خليل هراس، الكليات األزهرية -49رمحة األمة يف اختالف األئمة، الدمشقي، على هامش امليزان الكربى، مطبعة احلليب، -50

.هـ 1359 .م 1970الفقه على املذاهب األربعة، عبد الرمحن اجلزيري، املكتبة التجارية الكربى -51

:كتب األحكام السلطانية والسياسة الشرعية § .هـ 1993، مطبعة احلليب 3األحكام السلطانية، أبو احلسن املوردي، ط -52 .هـ 1970، دار الفكر 3آراء ابن تيمية يف الدولة، حممد املبارك، ط -53 .السياسة الشرعية، ابن تيمة، دار الكتب العربية، بريوت -54 .هـ 1397السياسة الشرعية، عبد الوهاب خالف، دار األنصار بالقاهرة -55

:كتب القانون الدويل اإلسالمي §

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 172: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

172

.هـ1382حممد محيد عبد اهللا، سلسلة الثقافة اإلسالمية / سالم والعامل، ددولة اإل -56شرح السري الكبري، السرخسي، حتقيق صالح الدين املنجد، معهد املخطوطات، جامعة -57

.م 1972الدول العربية، .هـ1357الرد على سري األوزاعي، أبو يوسف، جلنة إحياء املعارف النعمانية -58ة اإلسالمية والقانون الدويل العام، علي علي منصور، الس األعلى للشؤون الشريع -59

.هـ 1395اإلسالمية، القاهرة، العالقات الدولية يف اإلسالم، حممد أبو زهرة، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة -60

.هـ 1384لشؤون اإلسالمية، مقومات السفراء يف اإلسالم، حسن فتح الباب، الس األعلى ل -61

.هـ 1390النظم الدولية والشريعة اإلسالمية، عبد احلميد احلاج، معهد الدراسات اإلسالمية، -62

.هـ 1390 :مؤلفات حديثة يف الفقه واألصول §

.أمحد ابن حنبل، حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب -63 .ابن تيمية، حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب -64 .م وأوضاعنا القانونية عبد القادر عودة، مؤسسة الرسالة بريوتاإلسال -65احلقوق والواجبات والعالقات الدولية يف اإلسالم، حممد رأفت عثمان، طبعة أوىل -66

.هـ 1393، دار النهضة العربية، 2احلكم التخيريي أو نظرية اإلباحة، حممد سالم مذكور، ط -67

.م 1965 1969القات الدولية، أمحد احلصري والشاذيل، من أساتذة األزهر، الع: الفقه اإلسالمي -68

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 173: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

173

امللكية يف الشريعة اإلسالمية ومدى تدخل الدولة يف تقييدها، رسالة ماجستري، ط -69 .هـ 1398الكتاب

:كتب النظم واحلضارة اإلسالمية § .اإلسالم عقيدة وشريعة، حممود شلتوت، طبعة رابعة، دار الشروق -70 .م 1974جلهاد والنظم العسكرية، أمحد شليب، مكتبة النهضة املصرية، ا -71 .هـ1390املشروعية يف النظام اإلسالمي، مصطفى كمال وصفي، مطبعة األمانة -72 .هـ 1396املشروعية اإلسالمية العليا، علي جريشة، مكتبة وهبة، -73رات على اآللة مكانية املنظمات اإلدارية على اإلسالم، مصطفى كمال وصفي، مذك -74

.باألزهر .م1979، دار الفكر العريب، 2نظام احلكم اإلسالمي، مقارنا، حممود حليب، ط -75النظريات السياسية اإلسالمية، حممد ضياء الدين الريس، طبعة خامسة، دار املعارف، -76

.م1969 .إبراهيم أمحد العدوي، دار الفكر العريب/ النظم اإلسالمية، د -77

:راسات عن اجلهاد ونظرية السلم واحلربد § .هـ1397اجلهاد طريق النصر، عبد اهللا غوشة، مطبعة وزارة األوقاف، عمان، -78اجلهاد يف سبيل اهللا، حسن البنا، املودودي، سيد قطب، االحتاد العاملي للمنظمات -79

.اإلسالمية .م 1974رية، اجلهاد والنظم العسكرية، أمحد شليب، دار النهضة املص -80 .السالم العاملي واإلسالم، سيد قطب، بريوت -81 .هـ 1391، 2السالم يف اإلسالم، حسن البنا، الدار السعودية جبدة، ط -82 .شريعة القتال يف اإلسالم، عثمان السعيد الشرقاوي، مكتبة الزهراء بالقاهرة -83 .هـ 1389، 2القتال يف اإلسالم، أمحد نار، الدار السعودية، ط -84

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 174: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

174

.عثمان مجعة ضمريية، مكتبة األرقم، الكويت/ منهج اإلسالم يف احلرب والسالم، د -85 :دراسات يف اإلسالم متنوعة §

.هـ 1389دراسات منهجية هادفة، سعيد حوى، مؤسسة الرسالة : اإلسالم -86 .هـ 1393اإلسالم يف حياة املسلم، حممد البهى، مكتبة وهبة، -87 .م1972قضايا اإلنسانية حمي الدين اإللوائي، سلسلة الثقافة اإلسالمية اإلسالم وال -88دفاع عن اإلسالم، لورا فيشيا فاغلريي، ترمجة منري البعلبكي، دار العلم املاليني -89

.هـ1976 .م1972، دار الفكر 2مخس رسائل إىل الشباب املسلم، حممد البهى، ط -90 .م1969، دار الشروق، 3ام، طالرسالة اخلالدة، عبد الرمحن عز -91 .فكرة كومنولث إسالمي مالك بن نيب، سلسلة الثقافة اإلسالمية -92 .م1964منبهات حول اإلسالم، حممد قطب، طبعة سادسة، مكتبة وهبة -93 .هـ1375مدارج السالكني، ابن القيم اجلوزية، مطبعة السنة احملمدية، -94 .لواحد وايف، سلسلة إقرأ، دار املعارفاملساواة يف اإلسالم، علي عبد ا -95 .هـ1384جمموعة رسائل اإلمام الشهيد حسن البنا، دار األندلس، -96 .هـ1393معامل يف الطريق، سيد قطب، دار الشروق، -97 .، بريوت1965نظرات إسالمية يف االشتراكية الثورية، معروف الدوالييب، دار الكتاب -98 .هـ1392مد عبد اهللا دراز، مكتبة اهلدى، حلب، نظرات يف اإلسالم، حم -99

:كتب السرية والدراسات االجتماعية §اإلسالم وأهل الذمة، علي حسن اخلربوطلي، الس األعلى للشؤون اإلسالمية -100

.باألزهر .هـ1389االجتاهات الوطنية يف األدب املعاصر، حممد حممد حسنني، بريوت -101 .ة العثمانية، حممد فريد احملامي، بريوتتاريخ الدولة العلي -102 .دراسة يف السرية النبوية، عماد الدين خليل، دار الفكر، بريوت -103 1332الروض األنف للسهيلي مطبعة اجلمالية، : السرية النبوية إلبن هشام مع شرحها -104 .هـ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 175: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

175

.دروس وعرب، مصطفى السباعي، املكتب اإلسالمي: السرية النبوية -105 .سرية عمر بن اخلطاب، ابن اجلوزي، الدار القومية، القاهرة -106 .املقدمة، ابن خلدون، دار الكتاب العريب، بريوت -107 .هـ1398، دار القلم، دمشق 2مكائد اليهودية، عبد الرمحن حبنكة، ط -108

:كتب اللغة واملعاجم § .هـ1357التعريفات، الشريف اجلرجاين، مطبعة احلليب، -109 .هـ1381املفردات يف غريب القرآن، الراغب األصفهاين، مطبعة احلليب، -110املصباح املنري، يف غريب الشرح الكبري للفيومي، صححه مصطفى السقا، مطبعة احلليب، -111

.م1950 .هاشي الطعيمات، حقوق اإلنسان وحرياته األساسية، دار الشروق: الدكتور -112 .ريات العامة على األنظمة السياسية املعاصرة دار احلياةكرمي كشاكش، احل: الدكتور -113كايد قرعوس، طرق إنتهاء والية احلكام يف الشريعة اإلسالمية والرتم : الدكتور -114

.الدستورية .عبد اهللا حسني، احلرية الشخصية، مكتبة اجلمهورية مبصر: الدكتور -115المي يف السياسة واحلكم مطبعة فتحي الدريين، خصائص التشريع اإلس: الدكتور -116 . احلليبعبد اهللا الكيالين، القيود الواردة على سلطة الدولة يف اإلسالم، دار الفكر : الدكتور -117 .العريب .رينه جان دوبويه، ترمجة الدكتور مسوحي فوق العامة، مشورات عويدات -118لعالقات الدولية والدبلوماسية سعيد حممد أمحد، بناجة، املبادئ األساسية ل: الدكتور -119

.وقت السلم واحلرب، مطبعة احلليبإمساعيل إبراهيم حممد أبو شريعة، نظرية احلرب يف الشريعة اإلسالمية، دار : الدكتور -120

.النهضة العربية مصر .، دار األندلس1ظافر القامسي، اجلهاد واحلقوق الدولية العامة يف اإلسالم، ط: الدكتور -121 .رودلف بيترز، اإلسالم واالستعمار، دار شهدة القاهرة -122

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 176: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

176

حممد عادل إمام، احلرب والسالم يف الفقه الدويل اإلسالمي، دار الطباعة : الدكتور -123 .احملمدية .حممد عباس العقاد، بالل داعي السماء، دار املعارف مصر: الدكتور -124ؤولية والعقاب على جرائم احلرب، حسام علي عبد اخلالف الشيخة املس: الدكتور -125

.2004دار اجلامعة اجلديدة للنشر أمحد أبو الوفاء، أصول القانون الدويل والعالقات الدولية عند اإلمام : الدكتور -126

.1987الشيباين، جملة القانون واالقتصاد، ط .فكر العريبحازم حممد عتلم، املنظمات الدولية واإلقليمية، مطبعة دار ال: الدكتور -127 .1974حممد طلعت الغنيمي، التنظيم الدويل، منشأة املعارف : الدكتور -128، اإلجنار مركز 1967حممد حسنني هيكل، كتاب حرب الثالثني سنة : الدكتور -129

.1990األهرام للترمجة والنشر الدولية، حممد يوسف علوان، حقوق اإلنسان يف القوانني الوطنية واملواثيق : الدكتور -130 .1989، جامعة الكويت 1ط

.حازم حممد عتلم، حماضرات يف قانون الرتاعات املسلحة، منشأة املعارف: الدكتور -131 .1974الشافعي بشري، املنظمات الدولية، منشأة املعارف اإلسكندرية : الدكتور -132ار النهضة العربية مىن حممود مصطفى، اجلرمية الدولية يف القانون الدويل، د: الدكتور -133

1989. .حامد سلطان، القانون الدويل وقت السلم، دار النهضة العربية: الدكتور -134أمحد أبو الوفاء، النظرية العامة للقانون الدويل اإلنساين لدراسة مقارنة يف : الدكتور -135

.القانون الدويل ويف الشريعة اإلسالمية، الطبعة األوىل، دار النهضة العربية .صالح الدين عامر، املقاومة الشعبية املسلحة، دار النهضة العربية: الدكتور -136 .حيي الشيمي، جترمي احلروب، دار النهضة العربية: الدكتور -137أمحد أبو الوفاء، الوسيط يف القانون الدويل العام، دار النهضة العربية، : الدكتور -138

.2004القاهرة، .1998و الوفاء، دار النهضة العربية، القاهرة أمحد أب: الدكتور -139 .دار مصر للطباعة 1983إبراهيم صربي، أحكام جرائم العرض، ط : الدكتور -140

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 177: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

177

صبحي حممصاين، القانون والعالقات الدولية يف اإلسالم، دار العلم : الدكتور -141 .للمالينيسالم، املؤسسة اجلامعية عدنان السيد حسنني، العالقات الدولية يف اإل: الدكتور -142

.للدراسات والنشر والتوزيعإحسان اهلندي، أحكام احلرب والسالم يف دولة اإلسالم دمشق، دار النمري : الدكتور -143

1993. إدمون جوف، عالقات دولية، ترمجة منصور القاضي بريوت، املؤسسة : الدكتور -144

.1993اجلامعية للدراسات .احل، النظم اإلسالمية نشأا وتطورها، بريوت دار العلمصبحي الص: الدكتور -145حممد صبحي احملمصاين، أركان حقوق اإلنسان، بريوت، دار العلم : الدكتور -146

.1979للماليني جميد خدوري، احلرب والسلم يف شرعة اإلسالم، بريوت الدار املتحدة : الدكتور -147 .للنسر

لقانون الدويل يف اإلسالم، تعريب على هاشم مشهد، العميد الزجناين، ا: الدكتور -148 .هـ1417كمال السعيد حبيب، األقليات والسياسة يف اخلربة اإلسالمية القاهرة، : الدكتور -149

.2002مكتبة مدبويل، عمر أمحد الفرجاين، أصول العالقات الدولية يف اإلسالم، املنشأة العامة : الدكتور -150

.1984الن، طرابلس للنشر والتوزيع واإلععلي حممد جعفر، تاريخ القانون والفقه اإلسالمي، بريوت، املؤسسة العامة : الدكتور -151

.1996للدراسات علي عبد القوي الغفاري، الدبلوماسية القدمية واملعاصرة، دمشق األوائل : الدكتور -152

.2002للنشر والتوزيع واخلدمات الطباعية، دق أبو هيف، القانون الدويل العام، منشأة املعارف باإلسكندرية علي صا: الدكتور -153 .11ط

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 178: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

178

عدنان نعمة، دولة القانون يف إطار الشرعية اإلسالمية، املؤسسة اجلامعية للدراسات، -154 .1987بريوت عدنان السيد حسنني، نظرية العالقات الدولية، دار أمواج، بريوت، : الدكتور -155

2003. .إمساعيل الغزال، القانون الدويل العام، املؤسسة اجلامعية للدراسات: الدكتور -156عبد اهللا الرمياوي حممد، القضايا الكربى يف القانون الدويل املعاصر، دار : الدكتور -157 .الوحدةاحملامية وفاء مرزوق، أسرى احلرب يف الفقه اإلسالمي واإلتفاقيات الدولية، -158

.ةمنشورات احلليب احلقوقي .وائل أنور بندق، موسوعة القانون الدويل للحرب، دار الفكر اجلامعي -159سعيد حممد أمحد باناجة، املبادئ األساسية للعالقات الدولية والدبلوماسية : الدكتور -160

.وقت السلم واحلرب، بني التشريع اإلسالمي والقانون الدويل العام، مؤسسة الرسالة .1944ينة، القانون الدويل يف احلرب واحلياد، القاهرة سامية جن: الدكتورة -161جنيب األرمنازي، الشرع الدويل يف اإلسالم، األوائل للنشر والتوزيع : الدكتور -162 .، دمشق1930بوكرا إدريس، مبدأ عدم التدخل يف القانون الدويل املعاصر، املؤسسة الوطنية -163 .للكتاب، املقاومة الشعبية املسلحة يف القانون الدويل العام، دار صالح الدين عامر: الدكتور -164

. الفكر العريب

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 179: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

179

:كتب القانون باللغة األجنبية165- Charles Rousseau: le droit des conflits armés, paris: pédone 1983. 166- Le barons Korff: introduction a l'histoire du droit international tome I 1923, Vol.I. 167- Thierry.j.Combacau.s. sur ech, valle, droit international, public. 168- Y.Z. Blum, secured, baundaries and middle east janisaleur, 1971. 169- J.B, Quroselle: histoire diplomatique, tome II, paris dalloz 1981. 170- L'huillter-élemens de droit public, paris 1950. 171- Nguyen. Quoc dinai: droit international public 2eme ed revue et augmentée, par p, dailler et A,pellet, paris 1980. 172- J. Combachu: le pouvoir de sauction de l'O.N.U étude théorique de la acition non-militaine, paris 1974. 173- W.E. Buttler, Soviet attiudes toward intervention inlaur and civil war in the woden world-rd By. J.N, Woore Baltimore 1974. 174- P.Vellas: le régionalisme international et l'organisation des nation unies, paris pédone 1948. 175- Botros. Goli: Contribution a l'étude des ententes régionales, paris pédone 1949. 176- R.A.AKIN.Delee: the organisation and promation of word peace of universal-Regional Relation ship.Unn, of torouto press 1976. 177- L. Henkin: haw nations behave: law and foreign policy. 178- L.M. Goodrich and E.HAMBRO: charter of he united Nations commentary and documents 2d, ed London, stevens, sons 1949. 179- D.W. Bowet: self defence in international law, Manchester uni press 1958. 180- H. Kelsen: the law of the united Nations, London, stevens, sons 1951. 181- Botros. Gali: Contribution à une héorie générale des Alliances: paris, pédone, 1963. 182- J. Zaurek: la notion de ligitime défense en droit international, a perçu historique et principaux aspects du problème 1975. 183- S.SCHWEBEL: Aggression, intervention and self défense in modeine international law 1972. 184- j. Stone: Aggnession and world order-81-london 1958. 185- G.Guilaume: Article 02, paragraphe 07, in la charte des noions unies.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 180: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

180

186- B.Conforti: le principe de nom-intervention in droit international. 187- R. macdonald: l'emploi de la force par les états en droit, international in droit intenationd: Bilan et perspectives. 188- A. Cassese: Article 51 in le charte des nations unies. 189- A. Cassese: le droit international dans un monde divisé paris Berger-levrault 1986. 190- Mme.S, Bastid: la thèse française est bassée un l'article 2 paragraphe 7-de la charte- le monde Dipl octobre 1959. 191- CH. Chaumon: le droit des peuples à emoigner d'eu memes 1976. 192- Mourice flory: les implication juridiques de l'affaire de Goa 1962. 193- Mohamed Bijaoui: terra mulluis droits historiques et auto-détermination Exposé prononcé de vaut le cour international de justice, ou nom de l'algérie dans l'affaire du sahara occidental lahage 1975. 194- D.Mathy: L'autodétermination des petits territoires revendiqué par des états trois 1974. 195- G. Cottereau: système juridique et nation de responsabilité in collque de mans de la responsabilité de système international paris pédone 1991.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 181: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

181

ص -أ ةــاملقدم فصل متهيدي لتحديد املفاهيم واملصطلحات: الفصل األول

2 مفهوم املشروعية: املبحث األول 2 مبدأ املشروعية من الناحية التارخيية: املطلب األول 3 املقصود مببدأ املشروعية: املطلب الثاين 4 مفهوم املشروعية يف التشريع اإلسالمي: املطلب الثالث 5 :خالصة البحث

7 مفهوم احلرب: الثايناملبحث 7 مفهوم احلرب يف اإلسالم: املطلب األول 8 القتال :الفرع األول 8 احلرب: الفرع الثاين 9 اجلهاد: الفرع الثالث 13 مفهوم احلرب يف القانون الدويل: املطلب الثاين 14 احلرب غري املشروعية :الفرع األول 15 احلرب املشروعة: الفرع الثاين مقارنة بني مفهوم اجلهاد يف الشريعة اإلسالمية : لثاملطلب الثا

15 واحلرب يف القانون الدويل

احلرب املشروعة يف الشريعة اإلسالمية والقانون الدويل: الفصل الثاين 20 احلرب املشروعة يف الشريعة اإلسالمية: املبحث األول 20 محاية احلرية الدينية: املطلب األول

24 الدفاع الشرعي ضد العدوان :ب الثايناملطل 27 قتال ناقضي العهد: املطلب الثالث 32 احلرب إلغاثة املستضعفني ونصرم: املطلب الرابع 36 احلرب ومشروعيتها من منظور القانون الدويل: املبحث الثاين املربمة يف IIاللجوء إىل القوة املسلحة يف ظل اتفاقية الهاي : املطلب األول

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 182: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

182

18/ 10/ 1907 36 39 مشروعية احلرب يف ظل عصبة األمم: املطلب الثاين 39 الشجب اجلزئي الستخدام القوة يف عهد عصبة األمم :الفرع األول 42 احلرب املشروعة يف ظل عصبة األمم: الفرع الثاين

44 حظر اللجوء إىل رخصة احلرب يف ميثاق باريس: املطلب الثالث 47 ية احلرب يف ظل ميثاق األمم املتحدةمشروع: املطلب الرابع

48 وحدوده القوةمضمون اإللتزام حبظر اللجوء إىل : فرع األولال 55 احلاالت املشروعة إلستخدام القوة يف ظل ميثاق األمم املتحدة :الفرع الثاين

87 :خالصة الفصل الثايننون احلرب املشروعة يف الشريعة اإلسالمية والقاآداب : الفصل الثالث

الدويل 90 آداب احلرب يف الشريعة اإلسالمية :األول املبحث

90 الدعوة إىل اإلسالم قبل القتال: املطلب األول

93 )النبذ(التحرز عن الغدر : املطلب الثاين 95 األحكام اإلنسانية وقت القتال: املطلب الثالث 119 آداب احلرب يف القانون الدويل اإلنساين: يناملبحث الثا

120 الفئات الرئيسية اليت حيميها القانون الدويل اإلنساين: طلب األولامل 120 اجلرحى واملرضى يف امليدان: الفرع األول 123 اجلرحى واملرضى والغرقى يف البحار :الفرع الثاين 123 أسرى احلرب: الفرع الثالث 124 املدينون: الفرع الرابع 129 انون الدويل اإلنساين محاية حمددةالفئات اليت حدد هلا الق :املطلب الثاين الفئات الغري حممية يف القانون الدويل اإلنساين رغم اخنراطها: املطلب الثالث

140 يف العمل املسلح 140 .اجلواسيس: الفرع األول

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 183: مشروعية اعلان الحرب في فض النزاعات الدولية- رسالة ماجستير

183

141 املرتزقة :الفرع الثاين 143 :خامتة الفصل الثالث

145 اخلامتـــة ــــــارسالفهـــــــــ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com