Top Banner
247 ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻭﺟﻴﲏ ﻟﻴﺶ ﺟﻴﻔﺮﻱGeoffry Leech and Jenny Thomas ﺍﳋﺮﻳﻄـﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﻗﺪ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻋﻮﳉﺖ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻭﻉ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ. ﺃﻭ ﹰ، ﳏﺘﺮﻣﺎ ﻟﻐﻮﻳﺎ ﻓﺮﻋﺎ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺇﺫﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺸﻚ ﻭﻗﺪ ﻛـﺎﻥ ﺑﺎﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺣﻘﻞ ﺃﻱ ﻫﻨﺎﻙ. ﻫﺎﻣـﺎ ﻋﺎﻣﻼ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﺈ ﺫﻟﻚ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳـﺔ ﻣﻬﻢ ﻛﺤﻘﻞ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺫﻟﻚ ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ، ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ. ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺳﻨﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ، ﻫﺬﺍ- ﻛﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ" ﺎﻧﻮﻱ ﺇﺿﺎﰲ" ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﳎﺎﻝ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺇﱃ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺎﺕ، ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺑﲔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ. ﺑﺎﻹﳒﻠﻴﺰﻳـﺔ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﺎ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﳎﺎﻻﺕﺤﺪﺩ ﻭﺗ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭ ﺍﳊﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﺃﺿﻴﻖ ﺑﺸﻜﻞ. ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍ ﻧﺒﺪﺃ- ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﺣـﻮﻝ ﺍﻷﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﻤﻴﺰ ﻭﺍ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺍﻷﻭﺳﻊﺎﻝ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻭﻧﺸﲑ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ،. ١ . ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ- ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻨـﺪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳـﺔ ﺍﻷﻟﻔـﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ، ﺗﻘﺮﻳ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ، ﻧﺼ ﺃﻥﻜﻨﻨﺎ ﻭﻣﻔﺴﺮﻳﻬﺎ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ. ﻓﻴﻤﺎﻬﻢ، ﻭﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳـﻴﺔ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﻌﺘﱪﻫﺎ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻬﺎ، ﻣﻮﺭﻳ ﺗﺸﺎﺭﻟﺰ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻣﻴﺰﻫﺎCharles Morris ) ١٩٣٨ ( ﺑﻌـﺪ ﻭﺍﺳـﺘﺨﺪﻣﻬﺎ، ﺃﻣﺜﺎﻝﻨﻄﻖ ﻋﻠﻤﺎ: ﻛﺎﺭﻧﺐ ﺭﻭﺩﻟRudolf Carnap ) ١٩٤٢ - ١٩٥٥ .( ﻭﺍﻟﱪﺍﻏﻤﺎﺗﻴـﺔ ﺍﻟﺮﻣﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤ ﻫﺬﺍ) ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔﻤﺔ ﻭﺍﻷﻧ( ﻭﻋﻼﺜﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ، ﻗﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻴﺐ ﻋﻠﻢ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻪ، ﺗﺸﲑ ﻭﻋﻼﻗﺎ ﺍﻟﺮﻣﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻢ/ ﻋﻼﻗـﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻨ ﺑﻌﻀﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﻋﻼﻗﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻣﻮ. ﻓﺮﻋﻴـﺔ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﻫﻲ ﻫﺬ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺍﳊﻘﻮﻝ ﻣﻦ" ﺍﻟﺮﻣﻮ ﻋﻠﻢ" ﻭﻟﺬﻟﻚﻤﺘﻬﺎ، ﻭﺃﻧ ﺍﻟﺮﻣﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻫﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﻄﺒﻴﻖﻜﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺨﺎﻃﺐﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﻣﻮ ﺃﻭﺮﻭﺭﺎﺭﺍﺕ ﻣﺜﻞﺼﻄﻨﻌﺔ ﺍﻟﺮﻣﻮPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com
49
Welcome message from author
This document is posted to help you gain knowledge. Please leave a comment to let me know what you think about it! Share it to your friends and learn new things together.
Transcript
Page 1: البراغماتية

247

Geoffry Leech and Jenny Thomasجيفري ليش وجيين توماس

مقارنة بالفروع اللغوية اليت عوجلت يف الفصول السابقة، فإن الرباغماتية قد دخلت اخلريطـة ن كـان وقد يشك بعضهم فيما إذا أصبحت الرباغماتية فرعا لغويا حمترما، أو إ . اللغوية مؤخرا

ومع ذلك، فإا أصبحت عامال هامـا . هناك أي حقل حقيقي من الدراسة يسمى بالرباغماتية ويف . يف التفكري اللغوي يف السبعينيات، ومنذ ذلك الوقت، تطورت كحقل مهم يف الدراسـة

منذ بدايتها كموضوع -هذا الفصل، سنتابع االجتاهات األساسية يف تطور الرباغماتية احلديث بني أطراف الفلسفة واللغويات، إىل اهتمامها األوسع حاليا يف جمال التخاطب " إضايف–انوي ث"

وتحدد جماالت الرباغماتية يف العامل الناطق باإلجنليزيـة . اللغوي يف سياقه االجتماعي والثقايف ي حـول اإلجنليز-نبدأ بالتراث األمريكي . بشكل أضيق مما هو عليه احلال يف القارة األوروبية

.الرباغماتية، ونشري بعد ذلك إىل اال األوسع نسبيا واملميز يف التراث األوريب

األمريكي-الرباغماتية يف التراث اإلجنليزي . ١

ميكننا أن نصف الرباغماتية، بشكل تقرييب، على أا دراسة املعىن يف األلفـاظ اللغويـة عنـد ص أصلها، أن نعتربها واحدة من ثالثية دراسـية ومن املهم، فيما خي . مستخدميها ومفسريها

، واسـتخدمها بعـده )١٩٣٨ (Charles Morrisميزها الفيلسوف األمريكي تشارلز موريس والرباغماتيـة يف ). ١٩٥٥ - ١٩٤٢ (Rudolf Carnapرودلف كارنب : علماء املنطق أمثال

قاا مبستخدميها، بينما ميثل وعال) واألنظمة الرمزية (هذا النمط من التفكري هي دراسة الرموز النظم فهو دراسة عالقـة /علم الداللة دراسة الرموز وعالقاا مبا تشري اليه، أما علم التراكيب

واحلقول الدراسية الثالثة هذه هي تقسيمات فرعيـة . الرموز أو التعابري وعالقاا ببعضها بعضا رمبا كان ممكنا تطبيق ذلك على دراسة وهو دراسة الرموز وأنظمتها، ولذلك" علم الرموز "من

الرموز املصطنعة مثل إشارات املرور أو الرموز املستخدمة يف التخاطب بني احليوانات، مقارنة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 2: البراغماتية

248

ولكن، يف الواقع، فقد طبق العمل يف الرباغماتية أساسا على اللغات اإلنسانية . باللغة اإلنسانية .نطق تسميتهاكما اعتاد علماء امل" اللغة الطبيعية "أو

اإلنساين، دعنا نستخدمه إلعطاء توضـيح مبـسط - وقبل أن نترك التخاطب غري ومثالنا املأخوذ . للفرق بني علم التراكيب وعلم الداللة والرباغماتية كمكونات من علم الرموز

الذي تشري " الرقص اللغوي"، هو Von Frischمن الدراسات املشهورة اليت قام ا فون فريش إن البناء احلقيقي للغـة . ه النحلة إىل موقع غبار الطلع ومصدره والرحيق للنحالت األخريات ب

-أما داللـة الـرقص اإلشـارية . مسألة ختص علم التراكيب - سلسلة احلركات -الرقص أما الطريقة اليت يوظف . فذلك من اهتمام علم الداللة -اخل.. اإلشارة إىل اجتاه الطعام ومسافته

كوسيلة الستدعاء النحالت إىل مصدر الطعام، - الرقص بوصفه مظهرا من سلوك النحلة فيها .فتلك مسألة من اختصاص الرباغماتية

، فإن الرباغماتية كانـت Carnapأما بالنسبة للفالسفة وعلماء املنطق أمثال كارنب وصفاا الفائقـة إال شيء طال عليه األمد وهو مهمل، فتاة مل يدرك ذووها مزاياها (السندريال

لقد كانت الصياغة الدقيقة للعالقة بني الرمـوز . بني احلقول الدراسية الثالثة ) بعد وقت طويل وما متثله أمرا مهما يف التفكري اإلجيايب والتجرييب يف منتصف القرن العشرين للوصول إىل التأكد

يب وعلم الداللة على غايـة وقد كان علم التراك . من صحة شروط اخلطأ و الصواب وتثبيتها إال إن الرباغماتية قدمت عنصرا مشوشا صعب الـصياغة . كبرية من األمهية يف هذا املشروع

ومـن هنـا أصـبحت .مـواقفهم /يتألف من أمزجة مستخدمي الرمز وسلوكهم ومعتقدام أن الرباغماتية عند بعض الفالسفة وعلماء اللغة صندوق مهمالت مناسب، حيث ميكن للمـرء

اليت ال ميكن صياغتها يف ) ويف أغلب األحيان ينساها (يلقي فيه مظاهر اللغة والتخاطب املربكة مجل حسنة الصياغة يف عامل تراكيب ممتع وسليم، واليت ال ميكن لشروط صحتها وخطأها أن

.تصاغ وفق شروط داللية سليمة

جتريد الفلسفة أكثر من وكما توحي الفقرات السابقة، فإن الرباغماتية قد ولدت من وهذا، كما سنناقشه فيما بعد، يفسر جزئيا الـصعوبات الـيت (احلاجات الوصفية لعلم اللغة

واجهها علماء اللغة عندما حاولوا تطبيق مناذج براغماتية على حتليل مقتطفات مـن اخلطـاب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 3: البراغماتية

249

املعلومات عنـها ، وحىت عندما أصبحت الرباغماتية جزءا مهما يف اللغويات، كانت ). احلي وجيب ذكـر . على األقل يف العامل الناطق باإلجنليزية، ما تزال تقدم يف أعمال الفالسفة أساسا

ثالثة فالسفة بوجه خاص على أم القوة املوحية للرباغماتية اللغوية أثناء تطورها يف السبعينات .H. Pغـرايس . ب. ـ ، وهJ. R. Searlسريل . و ج رJ. L. Austinاوسنت .ل . ج: وهم

Grice أن مصطلح الرباغماتية مل يظهر يف أي عمـل مـن - ومن الغرابة مبكان-، علما .أعماهلم

على (ولقد ارتبط هؤالء الفالسفة الثالثة بصلة وثيقة بالتراث الفلسفي يف اكسفورد ينتمـون إىل وكلهم). الرغم من أن املطاف انتهي بـ سريل وغرايس مدرسني يف كاليفورنيا

اـم : أي" اللغة الرمسية "باملقارنة مع كارنب الذي ميثل مدرسة " اللغة العادية "مدرسة فلسفة كانوا مهتمني بالطريقة اليت تعرب فيها اللغة اإلنسانية الطبيعية عن املعاين، كطريقة لفهم طبيعـة

، ألن مـصطلح "اطـب فالسفة التخ "ميكننا أن نسميهم يف الواقع . الفكر واملنطق والتخاطب التخاطب، وهو يربط اللغة باستخدامها يف شرح رسائل املستخدمني للمفسرين، يقع يف لـب

ومع ذلك، فمن املهم فهم أن هؤالء الفالسـفة، ومـن خـالل . أعماهلم ويف قلب الرباغماتية إن ويف احلقيقـة، . تفكريهم كانوا متأثرين بشكل كبري مبنهج شروط احلقيقة يف دراسة املعـىن

إسهامهم كان بالضبط، إجياد واكتشاف مشاكل، وقصور وإخفاق النموذج املعتمـد علـى .جداول شروط احلقيقة

اوسنت. ل. ج١. ١

وهو إعادة صياغة احملاضرات الـيت أعـدها لسلـسة مـن (إن كتاب أوسنت األصيل واهلام كيـف "How to do things with words: كـان ) هارفرد -احملاضرات ألقاها يف اكسفورد

إن التأكيد الذي يضعه عنوان الكتاب علـى ). ١٩٦٢(؛ وطبع عام "تفعل األشياء بالكلمات :يف األلفاظ التالية" ألفعال املتكلم اإلجنازية"واضح يف متحيصه " فعل األشياء "

أستقيل أنا امسي هذه السفينة بونيفيس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 4: البراغماتية

250

. سبيلك جنيه إسترليين أنه سيخلي١٠٠٠أراهنك على ومبوجب هذا فإنين أسلمك إشعار الطرد

إن مثل هذه األلفاظ صعبة املراس ألا على الرغم من أنه لديها كافـة اإلشـارات . اخلارجية اليت جتعلها مجال إخبارية صرحية، تبدو و كأا ال متتلك قيمة للحقيقـة املنطقيـة

. اخلاصية األساسية يف اجلمل اإلخبارية /سمةوهكذا، فإا تبدو أا تفتقد إىل ما يعرف عادة بال وقد أنكر اوسنت إمكانية اعتبار هذه اجلمل صحيحة أو خاطئة من خالل برهانه بأن طبيعـة

أستقيل : "ففي قول . هذه اجلمل إجنازية وليست إخبارية، وذلك ألن معانيها تقترن بأداء عمل ، فإن شخصا .. )ب هذا أعطيك إشعارا مبوج:" ، فإن شخصا يستقيل يف الواقع، ويف قول "

إن الشروط املطلوبة من هذا النـوع لتوضـيح . اخل.. ، يقوم يف الواقع، بفعل تسليم اإلشعار شروط "، ولكنها )احلقيقة( معاين هذه اجلمل ليست شروط الصح أو اخلطأ يف الصيغة املنطقية

).الئمةامل( أو شروط املناسبة -كما يسميها اوسنت " االستخدام

وباإلضافة إىل شكلها اإلخباري الصريح، فإن لألفعال اإلجنازية عامة مسات حنويـة مفرد، وإمكانيـة -يف الزمن احلاضر، وفاعل متكلم ) من نوع حمدد(تركيبية معروفة مثل فعل

إال أن تقصي أوسنت هلذه األفعال قاده إىل نتيجة مفادها أن ملثل هذه ". مبوجب"إضافة الظرف وعليه ، ميكن للمرء إظهار الصفات الشبيهة . ألفعال مجيعها ،وليس اإلجنازية فقط، طبيعة األداءا

اخل من خالل إضافة سابقة هلا على شـكل .. باألفعال للجمل اإلخبارية،و السؤال، والطلب : فعل إجنازي ضمين فمثال

سيدفع لك بالتأكيد غدا )د غداأي أعدك بأنه سوف يدفع لك بالتأكي(

كم الوقت ؟ ).كم الوقت؟ / أسألك أن ختربين كم هو الوقت : أي(

كن هادئا عندما أتكلم )أي آمرك أن تكن هادئا عندما أتكلم(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 5: البراغماتية

251

ميكن القول . تبين السمورات سدودا : وحىت يف اجلمل اإلقرارية احملايدة اليت تعرب عن حقيقة مثل .. ".ا أقول أن أن"أن هلا صيغة فعل إجنازي ضمين مثل

إن ملنهج دراسة املعىن القائل بأن الظواهر اللغوية هي أساسا أفعال أدائية أو إجنازات ميزة إجيابية على املناهج اليت تعتمد قيم احلقيقة، ألنه يدعونا لتجاوز اهتمام عامل املنطق التقليدي

ة لألمام عندما قال إنه ميكن وقد دفع اوسنت ذه الفكرة خطو . احملدود باملعىن اإلخباري فقط :للفظ الواحد أن يؤلف يف الوقت ذاته ثالثة أنواع من احلدث

وهو فعل لفظ تعـبري بداللـة ومعـىن حمـددين ):التعبري(حدث تعبريي ) ١( ")هي" وهي "أطلق "أعين بأطلق " أطلق الرصاص عليها " قال يل :مثل(

أو بفضل تنفيذ / الفعل املنفذ بـ: فعل إجنازي: حدث التحقيق ) ٢( حثين، طلب مين، دعاين إلطالق : على سبيل املثال ( فعل التعبري،

، بشكل ميكننا القول أن ما قيل كان له قوة )الرصاص عليها

).على سبيل املثال، طلب أو دعوة " (التحقيق/التنفيذ"

: على سبيل املثال :(لفعل املنفذ من خالل أو بواسطة ما قيل : حدث تأثريي ) ٣( ).أقنعين أن أطلق الرصاص عليها

) فعل التعبري (أما النمط األول . لقد ركز أوسنت على النمط الثاين من هذه األحداث بدقـة ) التـأثري (و يقع النمط الثالث . لم الداللة املعتمد على شروط احلقيقة فينضوي حتت ع

" إقناع"ألن تأثري كلمايت يف : خارج حتريات املعىن واللغة ألنه يتعامل مع سبب اللفظ أو نتيجته خارجة عن ) اجتماعية أو مادية -نفسية (شخص ما بإقراضي عشرة دنانري يعتمد على عوامل

) التحقيـق (و حيتل النمط الثاين من األفعـال . يرتبط ذلك مبا قلته إال جزئيانطاق إراديت، وال ويعترب هـذا املوقـع اآلن القطـاع اخلـاص : املوقع الوسط بني النمط األول والنمط الثالث

ميكن استخدام األفعال املـستخدمة يف وصـف األفعـال . املعىن يف السياق : بالرباغماتية أي على أا أفعال إجنازية، ومـن " يصرح"، "يشكر"، "يتوسل"، " يعد "،"يدعي"التحقيقية مثل

. . .) أتوسل اليك: خالل هذا الربط، متكن أوسنت وتلميذه سريل من التفكري بالبادئة اإلجنازية وذلك مصطلح يستخدم بشكل واسع اآلن ليـضم لـيس (كقوة حتقيقية تشري إىل قوة التنفيذ

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 6: البراغماتية

252

للقصد أو الرغبة التحقيقية ولكن أيضا املؤشرات غري اللغويـة فقط املؤشرات اللغوية الصرحية ويف املقابل ال ميكن استخدام فعل نتيجة أو أثر ). اخل.. حركة اليدين والعينني (املصاحبة للغة

أحثك أو أحرضك لتـصوت ضـد ) لذلك (أنا "كفعل إجنازي ألن " حيرض"أو " يقنع"مثل .أن املخاطب حتت السيطرة الفكرية املطلقة للمتكلملفظ تافه ألنه يتضمن " احلكومة

"نظرية احلدث الكالمي الكالسيكية"سريل و. ر. ج٢. ١

وترك األمر ). مثل معظم الكتب الفلسفية (لقد كان كتاب أوسنت غري مترابط وجديل ومسل خر جدير ويف كتاب آ . لسريل كي يضفي انتظاما أكرب على األفكار اليت حتراها أوسنت بعمق

، أخذ سريل فكرة أن )"١٩٦٩(مدخل إىل فلسفة اللغة : األحداث الكالمية "بالقراءة بعنوان املعىن هو نوع من احلدث خطوة أبعد حيث وصل به األمر ألن يدعي أن دراسة اللغة هي جمرد

وعلى الرغم من أن أسلوب سريل ما زال هو األسلوب غـري . جزء فرعي من نظرية احلدث ي لفلسفة اللغة العادية، إال إنه صقل مفاهيم احلدث التحقيقي والقوة التحقيقية إىل احلـد الرمس

عند سريل على أا " نظرية احلدث الكالمي "الذي ميكن للمرء فيه أن يتكلم بعقالنية تامة عن .الذي اعترب نقطة البداية لكل األعمال الالحقة حول األحداث الكالمية " الكالسيكي"العمل

وأمهية عمله هذا بالنسبة للرباغماتية، مثل كتاب أوسنت، هي أنه يتمركـز حـول األحـداث ). تفهم على أا الوظائف أو املعاين املرتبطة باألحداث التحقيقيـة (التحقيقية والقوة التحقيقية

يف الرباغماتية، فإننا نشري يف الواقع " نظرية احلدث الكالمي "ولذلك عندما نستخدم مصطلح . إىل األحداث التحقيقية

لقد قدم سريل تعاريف لألحداث الكالمية املتنوعة ضمن الشروط املطلوبة الواجب عند اوسنت، " االستخدام"ومقارنة بشروط . فعلي/توفرها عند أداء حدث كالمي بشكل مؤثر :صيغت هذه ضمن أربعة أنواع من القواعد

املعىن الذي يعرب عنه حتدد نوع: قواعد احملتوى اإلخباري ) أ (أن يشري " يعد"على فعل : على سبيل املثال (بالقسم اإلخباري من اللفظ ).إىل حدث مستقبلي بالنسبة للمتكلم

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 7: البراغماتية

253

علـى (الكالمـي حتدد الشروط املسبقة قبل أداء احلدث : قواعد حتضريية )ب( سبيل املثال، بالنسبة لسريل، ينبغي على املتكلم يف حدث الشكر، أن

).يكون مدركا أن املخاطب قد فعل شيئا يعود بالنفع عليه

حتدد الشروط اليت جيب أن تتحقق إن كان على الفعل : قواعد األمانة ) ت(

فعلى سبيل املثال، كي يكون االعتـذار خملـصا، . (أن ينفذ بأمانة أو دقة ويقول بعض احملللني أن فعل . جيب على املتكلم أن يتأسف على ما فعل

سب دائما، هو فعل إجنازي يدل على صحته بنفسه، وهو منا" اعتذر"

.بغض النظر إن قيل بإخالص أم ال

حتدد كيف جيب أن حيسب احلدث الكالمي عادة، : قواعد أساسية ) ث(أن " حـدث التحـذير "إن الشرط األساسـي يف : ( على سبيل املثال

).وع يف عمل مستقبلي أنه لن يكون يف صاحل املخاطبحيسب الشر

وقد قال سريل، أنه وفقا هلذه األمناط األربعة من القواعد ميكننا متييز أحداث كالمية تشري إىل - فيما يلي ٥ انظر القسم -علما أن األعمال الالحقة عن الرباغماتية (خمتلفة بسهولة

كالمية يسبب مشاكل أكرب بكثري مما يدعونا سريل أن تأسيس أصناف منفصلة من األحداث ال .و النصح " الطلب"تصور على سبيل املثال، قواعد ). ألن نعتقد

).٦٧ - ٦٦: ١٩٦٩(إن هذه القواعد مأخوذة من سريل : مالحظة[

:الطلب )١(

عمل مستقبلي بالنسبة للمستمع: احملتوى اإلخباري

:الشروط التحضريية

قادر على تنفيذ الفعل، يعتقد املتكلم أن املستمع ) أ( .املستمع قادر على تنفيذ الفعل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 8: البراغماتية

254

ليس واضحا بالنسبة لكل من املتكلم أو املـستمع أن )ب( .املستمع سينفذ الفعل يف األحوال العادية وفقا ملشيئته

.يريد املتكلم أن ينفذ املستمع الفعل : شروط األمانة

.وهي حماولة محل املستمع على تنفيذ الفعل : الشروط األساسية

النصح ) ٢(

عمل مستقبلي بالنسبة للمستمع: احملتوى اإلخباري

: الشروط التحضريية

.يعتقد املتكلم لسبب ما أن الفعل سيفيد املستمع ) أ(

ليس واضحا بالنسبة للمتكلم و املستمع أن املـستمع )ب( .يف األحوال العادية) أ(ذ الفعل سينف

.سيفيد املستمع) أ(يعتقد املتكلم أن الفعل :شروط األمانة

.يف مصلحة املستمع) أ(حماولة هدفها جعل الفعل : الشروط األساسية

:ولتوضيح االختالفات بني هذه التعاريف، فقد أضاف سريل التعليق اآليت

يء مبعىن الطلب منك ؛ فالنصح شيء إن نصحك ليس حماولة حلملك على فعل ش " ."يشبه إخبارك بشيء يكون يف أفضل مصاحلك

عنـد " شروط االسـتخدام "ميكن فهم القوة الوصفية هلذه الشروط أو القواعد، مثل يكون فعلى سبيل املثال، لن . أوسنت، من خالل إجياد أمثلة ختالف هذه القواعد

:الطلب صاحلا

:إذا مل يشر إىل عمل مستقبلي ) أ(

.من فضلك، هل ميكنك االتصال يب الساعة اخلامسة يوم الثالثاء املاضي ؟

) :أ(أو إذا مل يكن مبقدور السامع أن يؤدي الفعل ) ب(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 9: البراغماتية

255

هل تترجم هذه الرسالة إىل السواحيلية من فضلك ؟

)رف اللغة السواحيليةقيلت لشخص ال يع(

) .أ(أو إذا مل يرد املتكلم من املستمع أن يؤدي الفعل )ت(

.من فضلك، اتصل يب يف املكتب غدا

قاهلا شخص ال يريد أن يتصل به أحد، ويف الواقع لن يكون يف ( غدا، ففي هذه احلالة، سينفذ الطلب بشكل فعال، ولكنه لن املكتب ).يكون أمينا

) :أ(أو إذا كان اللفظ ال يعترب حماولة حلمل املستمع على أداء الفعل ) ث (

!من فضلك، هال توقفت عن الضحك

).قاهلا كوميدي تلفزيوين يف حالة كان القصد فيها واضحا وهو إثارة الضحك(

سيصبغ األلفاظ املستشهد ا إذا قيلت حتت الظروف " شيئا غريبا "سنوافق مجيعا أن .ط اليت وصفتأو الشرو

أفعـال -حتاول نظرية احلدث الكالمي إرساء أنظمة لتصنيف أو تبويب األفعـال لقد اقترح أوسنت مثل ذلك التصنيف يف حماولة لتقليص، إىل حد ما، وفرة األحداث . التحقيق

وقد طور سريل هذا التـصنيف . ٩٩٩٩ و ١٠٠٠اليت قدر عددها ما بني -الكالمية املختلفة :إىل مخسة أصناف) ١٩٧٩سريل ( األحداث الكالمية عندما قسم

)I ( تلزم املتكلم بصحة حمتوى إخباري معني : التوكيدية) ،اإلخبار، اإلدعـاء ).واإلعالن اإلقرار

: مثـل (حتسب كمحاوالت إلحراز تأثري ما عرب فعل املستمع : اإلرشادية ) ٢( )لب و التوسلاألمر، والط

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 10: البراغماتية

256

الوعد، : على سبيل املثال:(تلزم املتكلم بفعل مستقبلي : التعهديات ) ٣( )العرض، أو القسم بفعل شيء ما

الشكر، : مثل: (حتسب كالتعبري عن حالة نفسية معينة: التعبرييات ) ٤( ) االعتذار، والتهنئة

ا الناجح إىل التناظر وهي أحداث كالمية يؤدي تنفيذه: اإلخبارية ) ٥( تسمية سفينة واالستقالة وإصدار : مثل( بني احملتوى اإلخباري والواقع ).حكم، والطرد وتسمية املولود

املنطق واحملادثة: غرايس. ب. هـ٣ .١

ـ غرايس، وقد حاول، مثل سريل، جماة مسألة كيفية اختالف . ب. إن ثالث فالسفتنا هو هتخاطب اإلنساين العادي عن ذلك املعىن الدقيق احملدود املوجود يف املعـىن املتعلـق املعىن يف ال

ففي حني اقترح سريل ضم النموذج املعتمد على شروط احلقيقة حتت غطـاء . بشروط احلقيقة " يقال"منهج يعتمد نظرية احلدث الكالمي، فإن غرايس كان مهتما يف شرح االختالف بني ما

هو ما تعنيه الكلمات ظاهريا وغالبا ما ميكن شرحه وفق شروط احلقيقة " يقالما ". "يعىن"وما فهو التأثري الذي حياول املتكلم متعمدا إضفاءه على املستمع أو املخاطـــب " يعين"أما ما .

غالبا ما ). ١٩٥٧:انظــر غرايس . (من خــــالل إدراك األخيــر هلذا القصــد " املعاين الواضـحة " هذين النوعني من الرسائل، يتألف أوهلما من تكون هناك فجوة كبرية بني

:الحظ احملادثة اآلتية بني شخصني . الظاهرية فقط، بينما حيتوي األخر معىن ضمنيا أيضا

أين جانيت ؟: أ .كانت متشي باجتاه مكتب الربيد منذ مخس دقائق: ب

إال إنـه يف . ادثة فقطيروي تصرف جانيت قبل مخس دقائق من احمل ) ب(إن جواب يف ) أ(يعتقد أن رغبة ) ب(الواقع، يشرح، من خالل التضمني، أكثر من ذلك، أنه يتضمن أن

معرفة أين جانيت ميكن أن تتحقق من خالل معرفة مكتب الربيد أو جواره، ولو سألنا كيف املعرفـة "و " امـة املعرفة الع: "نقل ذلك التضمني، فإن اجلواب يأخذ يف االعتبار قضايا مثل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 11: البراغماتية

257

أن ) أ(يتوقع مـن ) ب(تتضمن أن " مكتب الربيد "وهكذا جند أن عبارة ". السياقية املشتركة وأكثر مـن ). من احملتمل أن يكون األقرب إىل موقعهما (يقامسه معرفة موقع مكتب بريد حمدد

ملعرفـة ذلك، فإن التضمني يف أنه ميكن جلانيت أن تكون يف مكتب الربيد اآلن يعتمد علـى ا املشتركة يف أن مكتب الربيد هو املكان الذي ميكن أن جتده لو سرت بضع دقائق عن موقـع

إـا كانـت متـشي باجتـاه ): "ب(لن يكون هناك تضمني مـشابه لـو قـال (احملادثة ...!"غـــــروب الشمس

ولكن حىت مثل هذه التصورات ال تشرح عملية االستدالل بشكل كامل على مثـل وحىت نعطي شرحا معقوال، علينا أن نفترض أن املتحادثني يراعون مـا : التحاورية هذه املعاين

".مبدأ التعاون" بـ ١٩٧٥أمساه غرايس

اجعل إسهامك بقدر ما هو مطلوب، يف املرحلة اليت حيدث فيها، من خالل الغايـة " ".املقبولة للمناقشة اليت جتريها

آنفا يف أعم صوره، من خالل املبادىء األربعة ميكن توضيح مبدأ التعاون، املشار إليه :األساسية التالية

:مبدأ النوعية

:حاول أن جتعل إسهامك صحيحا وخصوصا فيما خيص اآليت

.ال تقل ما تعتقده خطأ )١(

.ال تقل ما يعوزك فيه الربهان الكايف ) ٢(

:مبدأ الكمية

.ب لغرض احملادثة اجلارية اجعل إسهامك إخباريا بقدر ما هو مطلو )١(

.ال جتعل إسهامك أكثر إخبارا مما هو مطلوب ) ٢(

:املناسبة/مبدأ العالقة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 12: البراغماتية

258

.اجعل إسهامك على صلة مباشرة باملوضوع

:الكيفية/مبدأ األسلوب

:كن واضحا خصوصا يف

. جتنب اإلام )١( .جتنب اللبس ) ٢( . كن خمتصرا )3( .كن منظما ) ٤(

لو عدنا اآلن ملثالنا، ميكننا شرح االستدالل يف أن جانيت ميكن أن تكون قريبة من و :ضمن شروط املبادئ األساسية على النحو التايل . مكتب الربيد

) يف الظاهر (، ولذلك يبدو )أ(ليس جوابا لسؤال ) ب(يف الظاهر، إن رد ) أ(للتوقع أن ) أ(ناسبة سيقود امل/أن ال عالقة له باملوضوع إال أن مبدأ العالقة ) أ(ومن هنـا، فـإن . على عالقة باملوضوع رغم ظهوره بعكس ذلك ) ب(جواب ـ شاهدا متشي باجتاه مكتب الربيد منذ مخس "ينظر لتفسري كيف ميكن ل أما مبدئي النوعية والكمية . أن يكون على صلة باملوضوع" دقائق

يعطي القدر الكايف من ) ب(لالعتقاد أن ما يقوله ) أ(فسيؤديان بـ

أن يعطـي املعلومـات ) ب( املعلومات لإلجابة على السؤال، لو استطاع ) ب(ال ؟ عندئذ، فإن ال يعرف جواب السؤ) ب(ولكن ماذا لو أن . بصدق

.يف إجياد اجلواب) أ(سيعطي املعلومات الصحيحة املمكنة فعال كي يساعد

وبناء على املناقشة السابقة، باإلضافة إىل املعلومات العامة والسياقية ) ب( ال يعرف أين ) ب(أن يستدل بعقالنية أن ) أ(املشتركة، فيمكن لـ

جانيت اآلن، ولكنه اقترح، وفق ما هو معروف، أن تكون جانيـت قـرب أن ) أ(وأكثر من ذلك، فإنه من خالل مبدأ التعاون، ميكن لـ . مكتب الربيد .كان نقل هذه الرسالة الضمنية) ب(يفترض أن قصد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 13: البراغماتية

259

يظهر هذا التوضيح كيف ميكن االستدالل عن معىن إضايف مما يقوله الناس بناء على واالعتقاد أن الناس ال يعرفون معىن تعابري لغتهم فقط، ولكن لديهم معرفة عقالنية إنسانية عامة

. حتت تصرفهم

ومثل أوسنت، فإن غرايس يكتب يف لغة غري رمسية وبأسلوب حتاوري؛ ويفسح اال فعلى سبيل املثال، اعتقد العديد من املعلقـني أن . فسريات الالحقة الصحيحة منها واملغلوطة للت

انظر على سبيل املثال . (مبدأ التعاون عند غرايس مبين على نزعة إنسانية تعاونية خرية مفترضة ١٩٧٩ Kiever، و كيفـر ١٩٧٧، ١٩٧٦ ، Kasher، وكاشري ١٩٨٠، Apostelأبوستيل ولكن ال يوجد هنـاك أي ). ١٩٨٢ Sampson وسامبسن ، ١٩٨١، ١٩٧٧ Prattو برات

. إن مبدأ التعاون هو ببساطة وسيلة لشرح كيفية وصول الناس للمعاين . شيء أبعد من احلقيقة بالتأكيد، ليس هناك أي اعتقاد أو تصور أن الناس صادقني، وخمربين أو يعنون مـا يقولـون

ومن هنا، ). ، الفصل الثاين١٩٨٦، Thomasملة، انظر ثوماس من أجل مناقشة شا . (بالضرورةوكما أشار غرايس، بإمكاننا ببساطة أال خنتار مبدأ التعاون ؛ على سبيل املثال، ميكن أن نقـرر

أو ميكننا أن خنالف مبدأ ما عن ". ال تعليق : "االمتناع عن اإلدالء بأية معلومات منتلكها بقولنا أن يقول عن ) A( خنالف مبدأ آخر سرا، فعلى سبيل املثال، ميكن لـ غري قصد، أو ميكننا أن

واألهم من ذلك، ميكننا . قصد وخبث أن جانيت قد ذهبت يف االجتاه املعاكس ملكتب الربيد ـ (أن خنرق بوضوح صارخ أحد املبادئ ) باملبـادىء " االستهزاء: يسمي غرايس هذا الشيء بوهذا النوع األخري من االستغالل ملبدأ . ضمين غري واضح كي نقود املخاطب للبحث عن معىن

االستتباع الرباغمـايت : أي" االستتباع التحاوري "التعاون مهم عند غرايس فيما يسميه بـ إنـه اخلـرق . الذي يكتشفه املخاطب من خالل افتراضه التزام املتكلم الضمين مببدأ التعـاون

توليد االستتباع التحاوري يف كل من األمثلة التالية الصارخ للمبادئ األساسية الذي يؤدي إىل :

مبدأ الكمية

"يف وقت التسجيل، كان كل أعضاء فريق البث من اإلذاعة الربيطانية"

]واحد أو أكثر منهم ليس عضوا يف فريق البث الربيطاين اآلن : االستتباع [

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 14: البراغماتية

260

: الكيفية/مبدأ األسلوب

ت املتحدة األمريكية أي دور يف مغادرة هل لعبت حكومة الواليا : الصحفي دوفاليار؟ هل شجعته فعال، على سبيل املثال، على املغادرة ؟

.لن أحاول إبعادك عن ذلك االستنتاج: الناطق الرمسي

ما علـى الـرغم لقد لعبت حكومة الواليات املتحدة األمريكية دورا: االستتباع [ ]من أن الناطق الرمسي ليس يف موقع يسمح له بااللتزام مبثل هذه النتيجة

املناسبة/مبدأ العالقة

هل وصل الدكتور؟ : الضيفة ماذا تفضلني أن تشريب ؟ : باسل فوليت

يا باسل، هل وصل الدكتور؟ : الضيفة عصري اللوز؟ : باسل فوليت

]يف اإلجابة عن السؤال ال يرغب باسل : االستتباع [

وبشكل مشابه، ميكن شرح املعاين الضمنية يف حاالت السخرية واملعاين اازية، على فعلى سبيل املثال، يبدو املعىن الظاهري . األقل يف جزء منها من خالل الرجوع إىل مبدأ التعاون

حبـات "حركة بعنـوان مأخوذ من فيلم للرسوم املت (للمثال التايل على أنه خرق ملبدأ النوعية :ليسوا أعشابا جافة) من أي جنس(؛ املعىن احلريف هو أن األقارب املسنني ")الفول

".األخوات الكبار هن سرطان العشب يف مروج احلياة "

" األخوات الكبار لسن لطيفات ولديهن نزعة للـسيطرة "إن املعىن الضمين يف أن باملعىن الظاهري للكلمـات، ولكنـه مـرتبط يعتمد على االفتراض بأن ما هو مقصود يتصل

.باملوضوع أيضا، وصحيح وإخباري

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 15: البراغماتية

261

مناذج النشاط واللغة "١٩٧٩ يف حبثه اهلام واألصيل عام Levinsonواقترح لفنسن أن توقعات املشاركني لدرجة االحترام أو التقيد باملبادئ األساسية ستتغري وفقـا لنمـوذج "

.التفاعل اليت حتدث فيه

ميكن يف الواقع أن يكون هناك عالقة ما بني مبادئ غـرايس األساسـية يف . . ". يفترض من مبادئ غرايس اخلاصـة بالنوعيـة . احملادثة وتوقعات حمددة مرتبطة بنشاطات معينة

املناسبة أن توضح شروطا مـسبقة للتبـادل التعـاوين /الكيفية والعالقة /والكمية واألسلوب هناك شيئا واحدا ميكن مالحظته وهو أنه ال ميكن وصف كافة األمناط ولكن. العقالين للحوار

ليس من املتوقع أن أيا مـن : خذ االستجواب على سبيل املثال . الكالمية على أا تعاونية حقا . الكيفية وخصوصا الكمية/الطرفني يتوقع أن حيترم اآلخر مبادئ النوعية، واألسلوب

) ٣٧٤: ١٩٧٩لفنسن، ، (

:مبالحظات مشاة) ١٩٧٩ (Holdcroftو هولدكروفت ) ١٩٧٩ (Harnishويديل هارنش

العديد من األمثلة املتنوعة املضادة، احلوار االجتمـاعي بـني األعـداء، . .. هناك" واملواجهات الدبلوماسية، واستجواب الشرطة ملشتبه به عنيد، ومعظم اخلطابـات الـسياسية،

وال متثل هذه سوى بعض األمثلة حلاالت ال حتتـرم . رؤساء الصحفية والعديد من مؤمترات ال حقيقة معروفة أيضا للمشاركني يف هذه األمناط من الكالم فيها املبادئ األساسية مطلقا، وتلك

".

). ٢٩ املالحظة ٣٠٤: ١٩٧٩هارنش ، (

]نـا وهذا تأكيدنا ه[باستتباعات ) ٣٣: ١٩٨٤ (Martinich وقد ذهب مارتنيك نوع النشاط للمبادئ األساسية خطوة أبعد، وطالب بضرورة إدخال صنف آخر مـن حتديد

: ١٩٨٦ Thomasانظر أيضا ثومـاس " (تعليق املبدأ" املبادئ غري املنظورة مباشرة، مساه بـ ٤٧ - ٤٤: (

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 16: البراغماتية

262

ذلـك فعندما خيتار املرء أال حيترم مبدأ معينا، يبقـى . .. ميكن للمرء أن يعلق مبدأ "إن املؤسسات . املبدأ فاعال، ولكن عندما يعلق املرء مبدأ أساسيا، يصبح ذلك املبدأ غري فاعل

".على صلة باملوضوع"و " كن خمتصرا"اليت تسمح مببدأ التعطيل تعلق مبدأ

، ميكننا أن نفتـرض وحنـن علـى . .. "هل مسعت بشيء ما عن : "وهكذا، فلو قال شخص .ة قد علقصواب أن مبدأ النوعي

االستتباعات . ١. ٣. ١

أهم إسهاماته يف تطور ) أو االستلزام الرباغمايت (لقد كان مفهوم غرايس لالستتباع وتكمن أمهيته يف أنه يشكل نقطة حتول واضحة عن أنواع االستدالالت األخرى . الرباغماتية

لحوظ، التـضمني املـادي املسموحة يف دراسة املنطق املبنية على شروط احلقيقة؛ وبشكل م وعلى غري شاكلة هذه االستدالالت اليت ميكن تعريفها بشكل تام ضمن شـروط . واالستلزام

إال إن غرايس مييز بـني . احلقيقة ، فإن االستتباع يعتمد على، أو يشري إىل، عناصر السياق فتراضـات املبـدأ الذي يعتمد على ا (فاالستتباع التحاوري . عدة أنواع خمتلفة من االستتباع

، الذي يرتبط ببـساطة، مـن خـالل )االصطالحي(يتميز عن االستتباع التقليدي ) التعاوين Xاسـتتباعا، ألي لفـظ " لكن"فعلى سبيل املثال، حتمل . االصطالح ، مبعاين كلمات معينة

تع إا تعيش وحيدة ؛ ولكنها تتم: على سبيل املثال. X غري متوقعة لو حدثت Y ؛ أن Yولكن . حبياة اجتماعية نشطة

هنا، مبا أا تعيش وحيدة، أنه ال يتوقع أا تتمتع حبيـاة اجتماعيـة " لكن"تتضمن وقد نـوقش يف . متاما" واو العطف "ستمتلك معىن " لكن"وبدون ذلك التضمني، فإن . نشطة

أن التمييز بـني االسـتتباع االصـطالحي ) ١٩٧٩ Morganانظر مورغان(اآلونة األخرية واالستتباع التحاوري ال ميكن احلفاظ عليه دائما حيث أنه ميكن لأللفاظ املستخدمة يف صـيغ

اليت حتسب قوـا أوال بواسـطة . ؟. .. من فضلك، هل ميكنك أن : الطلب املؤدب كما يف . االستتباع التحاوري فقط وميكن أن تصبح، عرب االستخدام املتكرر، اصطالحية

حول من االستتباع التحاوري إىل االصطالحي تزودنا به اجلملـة ومثال آخر عن الت فعندما قال هذه اجلملة السيد روبرت آرمـسترونغ يف ". كان مقتصدا يف قول احلقيقة : "اآلتية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 17: البراغماتية

263

، فإن املعىن كان ميكن احلصول "ماسك اجلواسيس "احملكمة العليا يف سدين أثناء قضية كتاب وقد تكررت هذه اجلمل . الكيفية/لذي ولده خرق مبدأ األسلوب عليه باالستتباع التحاوري ا

على الرغم من أنه أنكر منذ ذلك احلـني أي تـضمني ". استعارة حمنطة "لدرجة أا أصبحت .مقصود لتلك اجلملة

متييزا آخر بني االستتباع التحاوري العام واالسـتتباع التحـاوري ويقيم غرايس وهكذا جند . االستدالل جيرى عادة دون اإلشارة إىل حالة معينة واألول هو منوذج من . اخلاص

ختيل على سبيل املثال، ". على األقل Xبعضا من "تعد عادة بأا تتضمن ... Xليس كل "أن ميكن ". مل أقرأ كامل كتبك ) "ب(فلو قال . يف حفلة ما ) ب (كاتب مشهور يقابله ) أ ( أن ، "إنين قرأت بعضها على األقل "يقصد القول ضمنيا ) ب (أن يستنتج بشكل معقول أن )أ (لـ

.مل يقرأ أي كتاب من كتبه البته) ب ( لو اكتشف أن معذورةوميكن أن يشعر خبيبة أمل

تتباين مثل هذه احلاالت مع االستتباعات اخلاصة اليت تنشأ من ألفاظ حمددة حتدث :فعلى سبيل املثال. يف حاالت معينة

.صري كله من شرب الع : أ .لقد كان جيف يستخدم غرفتك يف غيابك : ب

أن جيف رمبا أى العصري، ولكن يعتمد هذا االستنتاج علـى ) ب(يتضمن جواب ).أ(الذي زودنا به سؤال ) بني أشياء أخرى(سياق حمدد للغاية؛ وبالتحديد ذلك

املنطقـي وحىت االستتباعات التحاورية العامة ميكن متيزها عن حاالت االسـتدالل ويستخدم مصطلح تقين للداللة على ذلك وهو ( حيث أنه ميكن حذفها بواسطة مجلة تعارضها

، "الكاتب املشهور"فعلى سبيل املثال، ميكن يف مثالنا السابق ). قابلية الفسخ، اإلبطال أو اإللغاء يلغي التضمني وبالتايل" يف الواقع، مل أقرأ أيا منها ". .. بدون أن يناقض نفسه ) ب(أن يضيف

".ليس كل"الذي يشتق عادة من عبارة

تطورات نظرية احلدث الكالمي يف اللغويات. ٢

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 18: البراغماتية

264

لقد سربنا يف القسم السابق األسس الفلسفية اليت جعلت من الرباغماتية فرعـا مـن أما اآلن فسنبحث يف املسائل اللغوية اليت دفعت بالرباغماتيـة إىل موقـع بـارز يف . اللغويات

ولكن مع تقـدم . األمريكي-وموقفنا مل يزل ذاك املعتمد على التراث اإلجنليزي . ينياتالسبع. للنموذج األمريكي املعروف بالقواعد التوليديـة التحويليـة " ريادي"علم اللغويات برز دور

. انظر الفصلني الثالث والرابع

يف تطـور إن الفرع األساسي من القواعد التوليدية التحويلية الذي كـان فـاعال اليت قادها طـالب " علم الداللة التوليدية "الرباغماتية اللغوية هو املدرسة الفكرية املعروفة بـ

، وجـورج ليكـوف McCawley ومكاويل Rossتشومسكي السابقون املتمردون وهم روس George Lakoff . إن املبدأ األساسي يف مدرسة علم الداللة التوليدية هو أن املكون القاعـدي

ونتيجـة طبيعيـة هلـذا . األساسي يف القواعد التوليدية التحويلية مرتبط مباشرة بالبناء الداليل حيث بـدا : التصور دمج النحو باملعىن حبيث ال ميكن فصل الواحد عن اآلخر يف اية املطاف

وضع إال أن روح املغامرة نفسها اليت قادت إىل . من النحو " األعمق"علم الداللة جمرد املستوى علم الداللة يف قلب القواعد أدت أيضا إىل إدراج اهتمامات الرباغماتية ضمن علـى الداللـة،

وهكذا، بدأ التعامل مع املعىن كامال ضمن . وبالتايل، وعن طريق القياس، كجزء من علم النحو ".التراكيب التحتية" للنحو العميق"شروط تشكيلة البنية الشبجملية

اتية اللغويةجمال الرباغم. ١. ٢

ومن أجل فهم أفضل هلذه املسألة، دعنا حناول تعريف جمـال الرباغماتيـة ضـمن لقد عرفنا الرباغماتية، يف مقدمة هذا الفصل، كمفسرة للمعاين اليت متتلكها . اللغويات بدقة أكرب

ـ . األلفاظ بالنسبة ملستخدميها ومفسريها ي وأبسط طريقة لتميز علم الداللة عن الرباغماتية هعلى سبيل (، "Y تعين X: "القول أن علم الداللة مهتم باملعىن كعالقة ثنائية بني الشكل ومعناه

؛ يف حني ميكن النظر إىل الرباغماتية على " أنا جائع "تعىن، " أشعر بأنين جائع نوعا ما : املثالعلى سـبيل " (X بواسطة Y تعين S: " اللفظ/أا عالقة ثالثية بني املتكلم، واملعىن والشكل

).، فإن املتكلم يطلب شيئا ما ليأكله"أنا جائع"املثال، ففي قول

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 19: البراغماتية

265

ومبجرد أن يدخل املتكلم إىل الصيغة، فمن العصب استبعاد املخاطـب ألن اللفـظ وذا املعىن، فإن صـياغة . (يستمد معناه بفضل نية املتكلم بإحداث تأثري معني على املخاطب

.)آنفا أساسية يف الرباغماتيةغرايس للمعىن كما ذكرت

ال ميكن ) االستلزام(كما رأينا يف أمثلة االستتباع (وأكثر من ذلك، فإن معىن املتكلم وجيب على هذه أن . أن ينفي اإلشارة إىل سياق املعرفة العامة واخلاصة اليت يتقامسها املتحادثون

رية مثل زمن الفعل، وأمساء اإلشارة، تضم معرفة زمان ومكان اللفظ وأيضا تفسري التعابري اإلشا وباجلملة، فإن جمال الرباغماتية جيب أن حيدد ." عندئذ"، "اآلن"، "هناك"هنا، "والظروف مثل

، واملتكلم، واملخاطب فحسب، بل املعرفة املشتركة هلـذه )ما قيل(حبالة كالمية ال تضم اللفظ ويشار إىل هذه املعرفة املشتركة يف أغلـب .والعامة) عن احلالة مباشرة (العوامل اخلاصة منها

.اللفظ" سياق"األحيان بـ

واجلدير باملالحظة أن جمال الرباغماتية قد قيد بطريقة مصطنعة عن طريق استثناء بقية والواضح فإنه كي تكون املعرفة الـسياقية . عناصر اخلطاب اليت يشكل اللفظ جزءا منها فقط

عن طريق االسـتدالل أو : كافة املعلومات املشتقة بأية طريقة املشتركة شاملة، جيب أن تضم وذا املعىن، فإن الرباغماتية تفترض يف ايـة املطـاف . بواسطة التحليل املباشر ملا قيل مسبقا

).كالميا(حميطا خطابيا

ويف الوقت نفسه، فإن بعض األسـئلة . وهكذا جند أن جمال الرباغماتية فسيح للغاية هي جزء ال يتجزأ من " تلك"، و "هذا"تية ، مثل تفسري األزمنة، والتعابري اإلشارية مثل الرباغما

القواعد وال ميكن استبعادها بسهولة من اهتمامات علماء الداللة بغض النظر فيما إذا كانوا من واآلن، ميكننا أن نفهم، أنـه يف دخـول جمـال . أتباع النموذج التوليدي أو أي منوذج آخر

من املـصاعب الكامنـة ١ماتية، فإن علماء الداللة التوليدين قد فتحوا صندوق بندورا الرباغهل جيـب رسـم . إن احلدود الفاصلة بني علم الداللة والرباغماتية ليست واضحة . للغويات

امرأة أرسلها زيوس عقابا للجنس البشري ، بعد سرقة بروميثيوس للنار، : بندورا - 1

ما إن فتحتها بدافع الفضول ، حتى انطلقت منها جميع ) pandora box(وأعطاها علبة ). المورد-منير البعلبكي . (الشرور والرزايا فعمت البشر ولم يبق فيها غير األمل

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 20: البراغماتية

266

وإن كان األمر كذلك فأين؟ إن كال من هذين السؤالني كانا وما زاال يثريان . احلدود بينها ؟ . اجلدل

د عاجلت مدرسة علم الداللة التوليدية هذه املسألة من خالل إذابـة الرباغماتيـة وقوإن ما مسي بالفرضية اإلجنازيـة، . ضمن الصياغة النحوية اليت طبقوها مسبقا على علم الداللة

البنيـة "أي يف (أحد أبرز أعالمها، قالت إن هناك وراء كل مجلـة ) ١٩٧٠(اليت كان روس عبارة تسيطر على كل شيء آخر يف اجلملة، يكون ) أو البناء الداليل لكل مجلة "النحوية التحتية

) إن كان موجودا (الفاعل فيها املتكلم، والفعل هو الفعل اإلجنازي، وميثل املفعول به غري املباشر . ويتناظر املفعول به املباشر مع اجلملة نفسها كما تظهر نفسها يف الكالم أو الكتابـة . املستمع

و ) أ (أدناه متثل البىن التحتية للجمـل ) ت(و ) ب(، )أ(اء على ذلك، يعتقد أن اجلمل يف وبن)(و ) بت .(

] أن العشاء جاهز[أؤكد ): أ ( العشاء جاهر) أ ( ] كم الوقت [أسألك ): ب( كم الوقت) ب( ] أن تغلق الباب[أمرك ): ت( اغلق الباب) ت(

مت صياغة حتويلة ) ت - ب - أ (من ) ت - ب -أ (قاق اجلمل ولشرح كيفية اشت ومبا أنه يعتقد أن اجلمل ذات البىن التحتيـة ". اخل. .. أسألك"خاصة، حتذف البادئة اإلجنازية

املماثلة لديها املعىن نفسه، ضمن إطار الداللة التوليدية، فإن حتويلة احلذف هذه تزودنا بتفـسري ) أو القوة التحقيقية نفـسها ( وسريل أن األلفاظ اإلجنازية هلا املعىن نفسه رمسي إلدعاء اوسنت . كمثيالا الالإجنازية

وضمن الرباهني األخرى اليت تدعم الفرضية اإلجنازية تقع مؤشرات اإلشارة السياقية فعلى سبيل املثال، يكشف روس عن شـذوذ حنـوي ). األول والثاين(مثل الضمائر الشخصية

إن كان ) أ( قواعدية يف حالتني as for X -self وبالتحديد، إن اجلمل احملتوية عبارة -واضح X- self ،إن كانـت ) ب(، أو )بالنسبة لنفـسي :مثل ( الضمري الشخصي االنعكاسي األول

إن احلاالت . فستكون اجلمل غري قواعدية ) ت(وإال . تتقاسم املدلول مع فاعل العبارة األعلى :وضحة يف اآليتالثالث م

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 21: البراغماتية

267

.استمتعت باللعبة: بالنسبة لنفسي )أ( .يدعي جيمس، بالنسبة لنفسه، بأنه استمتع باللعبة ) ب( .بالنسبة لنفسه، فإن جيمس استمتع باللعبة * ) ت (

، أن البنية التحتيـة Rossإن هذا الشذوذ الواضح سينتفي متاما، لو تصورنا، مع روس : كالتايل) أ(يف

. أنين استمتعت باللعبة ] بالنسبة لنفسي [أدعي، ) أ (

على فاعـل اجلملـة ) ب( يعود، مثل نفسه يف ] نفسي [ألن الضمري االنعكاسي - .األعلى

على الرغم من أن الرباهني املستقاة لدعم الفرضية اإلجنازية كانت بارعـة ومـثرية من االنتقادات مبا يف ذلك الدليل اآليت املعـاكس الـذي لإلعجاب إال أا سببت كما هائال

-X، فإن as for X -selfومبا أن الفرضية اإلجنازية تدعي أنه يف عبارات . قدمه روس نفسه

self تتقاسم العالمة الداللية مع فاعل العبارة األعلى، فماذا ميكننا القول عن تعـبري إجنـازي :ما يف املثال اآليت ك) بالنسبة لنفسي(صريح مسبق بـ

. بالنسبة لنفسي، فإين أعد أن النقود ستدفع ثانية غدا

من املعتقـد تعـبري إجنـازي (ومبا أن هذه اجلملة قواعدية، فلذلك ال بد من وجود مجلة أعلى ":نفسي"تعود عليه كلمة ) حمذوف

.أؤكد، بالنسبة لنفسي، أين أعد أن النقود ستدفع ثانية غدا

فإن عملية حـذف -أننا قبلنا بأكثر من تعبري إجنازي واحد حمذوف ولكن مبجرد التعبري اإلجنازي تتكرر، وبالتايل جيب قبول إمكانية عدد كبري من التعابري اإلجنازية مع إمكانية

:حذفها

.. ..أؤكد أن، أؤكد أن، أؤكد أن، أؤكد أن

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 22: البراغماتية

268

ة جلعل األحداث التحقيقية جـزءا على الفرضية اإلجنازية كمحاول٢وهذا نوع من قياس اخللف لو كانت كل مجلة تفترض يف : وهناك قياس آخر ميكن صياغته على النحو التايل . من القواعد

بنيتها التحتية فعال إجنازيا، جيب، عندئذ، على قطعة نثرية إخبارية، كموضوع يف موسوعة، أن وممـا . ل سلسلة طويلة من اجلمل تضم الفعل اإلجنازي نفسه مكررا إىل حد التقزز يف بداية ك

جيعل األمر أكثر سخرية أن مواضيع املوسوعات العلمية هي من النوع النثري الالشخصي الذي .يتجنب اإلشارة إىل ضمري الشخص األول

وعلى الرغم من أن مبعث الفرضية اإلجنازية كان التفكري ،جزئيا،باألفعال اإلجنازيـة . يعارضها أو ينتقدها بقـوة ) ج ١٩٧٩(ن نرى أن سريل عند اوسنت وسريل ، فمن املدهش أ

وتفسري ذلك ببساطة هو أن نظرية احلدث الكالمي عند سريل كانت حماولة لدمج علم الداللة وبالتايل (يف الرباغماتية، يف حني كانت الفرضية اإلجنازية حماولة لدمج الرباغماتية يف علم الداللة

تشابه العمليتني ظاهريا، إال أن وجهيت نظر روس وسـريل فعلى الرغم من ). ضمن علم النحو . خمتلفتان كليا يف الواقع

علـى " الدالليـة "و " الرباغماتيـة "ميكن أن منيز بني هذين املوقفني املتعارضني كـ التوايل، فكالمها ينفي، وألسباب خمتلفة، أن هناك حدا فاصال فـاعال بـني علـم الداللـة

يقول بوجوب وجود ذلك احلـد " التكاملي"ف ثالث ميكن أن نسميه بـ وموق. والرباغماتيةالفاصل، وبالتايل ينظر إىل الرباغماتية وعلم الداللة على أما خمتلفان عن بعـضهما الـبعض،

انظر (وحتليل تكاملي لألفعال اإلجنازية أمر ممكن . ولكنهما وثيقا الصلة ضمن جماالت التحقيق " الوصـفي "وقد أعطى اسـم ) ٤٠– ٣٨: ١٩٧٥، Kempsonسن على سبيل املثال، كيمب

ووفقا هلذا التحليـل، ). ١٩٧٩، Edmondson، وايدموندسن ١٩٧٨، Harrisانظر هارس (وعلـى ( وهكـذا، . فإن األلفاظ اإلجنازية هي متاما كما تبدو إقرارية الشكل وإخبارية املعىن

ء هذه األلفاظ قيم شرط احلقيقـة، إال أن تلـك فقد نوقش بأنه ميكن إعطا ) الرغم من اوسنت أـا : ، أي "انعكاسية من وجهة نظر براغماتية "القيمة تكون حقيقية دائما؛ فاأللفاظ اإلجنازية

قياس أساسه البرهنة على صحة المطلوب بإبطال نقيضه أو فساد المطلوب بإثبات : قياس الخلف) ٢() المورد، منير البعلبكي) ( مق(نقيضه

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 23: البراغماتية

269

وبالتايل فهي تؤكد صـحة نفـسها ). ١٩٨٠انظر ليش ، (تشري إىل حالتها الكالمية نفسها فيجب أن نعطي هذا اللفظ قيمـة –" اأنا لست مذنب "فلذلك، لو قال مدعى عليه . بنفسها

واحلال نفسه مع األلفـاظ الـيت . حىت ولو أننا نعرف انه مذنب " ألنه قال ذلك حقا " "صح"وألفاظ أخـرى أكثـر . أعتذر، وأعترض ، وأقول إنه كاذب، وأعطيك كلميت : "حتتوي على

أمسي هـذه "، "قةأحكم عليك بعشر سنوات أعمال شا : "إشكاال هي اإلجنازية الشعائرية مثل Hancherأو ما يـسميه هانـشر ". أعلنكما اآلن زوج وزوجة ". .. "أعدك"، ". . .السفينة

أحداث كالمية مثل التحدي، واملراهنة، والتعيني : أي" األحداث التحقيقية املتعاونة ) "١٩٧٩(ازيا مثل ووفقا ألحد هذه التحليالت فإن لفظا إجن . اليت تضم أكثر من مشارك راض أو موافق

لو تبني أن املتكلم ال يتمتـع مبوقـع " خطأ"ميكن أن يعطى قيمة " أعلن أنكما زوج و زوجة "وهذا بدوره يعين أن فرص رفض أو إنكار صحة األحـداث أو . يؤهله من إمتام عقد القران

ومن هنا فإن صـحتها أمـر ال : األلفاظ اإلجنازية هي نادرة احلدوث من وجهة نظر براغماتية ".غري ناجحة"ولكنها " صحيحة"أما التحليل البديل فيقول إن هذه األلفاظ . دال فيهج

وقع منوذج علم الداللة التوليدية حتت وطأة نقد مكثف، -وبأفول عقد السبعينيات وكان عمل غرايس حول االستتباع التحاوري احلافز . وأضحى النحاة يفضلون موقفا تكامليا

قد مكنت اللغويني من " إذا"و " أو" غرايس ملعاين احملدثات املنطقية مثل إن معاجلة . هلذا التطور رؤية كيفية إمكانية رسم حد فاصل معقول بني علم الداللة املنطقي والرباغماتيـة ؛ وكـذلك إمكانية مقارنة اال القواعدي الذي حتكمه قواعد صارمة مع الترتيب احلر ملبادىء الرباغماتية

واالستدالل الرباغمايت املعتمد على احملاكـاة العقليـة ) تعاوين ومبادؤه األساسية مثل املبدأ ال ( . البسيطة بدال من االستدالل املنطقي الصارم

ميكن مالحظة مثالني لتطور هذا احلد الفاصل بني الرباغماتية وعلم الداللة يف دراسة . عليها اآلناالفتراض املسبق، واألحداث الكالمية غري املباشرة اليت نأيت

االفتراض املسبق. ٣

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 24: البراغماتية

270

إن دراسة االفتراض املسبق هي األخرى كانت بارزة يف بداية الثمانينيات، عنـدما سـنمر . بدأت الشروحات الرباغماتية تؤخذ جديا كبدائل للشروحات الداللية يف دراسة املعىن

.هنا بسرعة ذا املوضوع املعقد نسبيا

الفتراض املسبق يف السنوات األخرية بأعمال فيلسوف غالبا ما يرتبط مصدر دراسة ا الذي أعاد تقدمي املفهوم الذي طرحه ) ١٩٥٢ ( Strawsonآخر من اكسفورد وهو ستروسن

ومرة أخرى، فقد بدأ املوضوع كمـسألة ). ١٨٩٢( عام Fregeعامل الرياضيات األملاين فرجيه :ما ننطق مجلة مثل فعند. تتعلق بعلم الداللة املعتمد على شروط احلقيقة

.إن ملك فرنسا عاقل ) ١(

: يبدو وكأننا نسلم بصحة

.هناك ملك بفرنسا اآلن ) ٢(

إن صفات االفتـراض : أي) .٢(، فإننا ال ننفي بالضرورة صحة )١(إال إننا عندما ننفي صحة . املفترضة، تبقى غري متأثرة أثناء نفي اجلملة )٢(املسبق األساسية احملددة، كما هي موضحة يف

)أ. ١(فحسب، بل و ) ١(هي افتراض مسبق ليس لـ ) ٢(ولذلك فإن

. إن ملك فرنسا غري عاقل )١.أ(

من الظواهر " ، فهناك نطاق واسع"ملك فرنسا"باإلضافة للوصف احملدد كما يف :الداللية والقواعدية األخرى اليت هلا افتراضات مسبقة مرتبطة ا

.أنه منافق / ما أزعجين يف جيم هو نفاقه ) ٣( .شيء ما أزعجين يف جيم: نفترض مسبقا) ٣.أ( .كان قبطان أرسنل عندما كان أفضل فريق يف البلد) ٤( .كان أرسنل أفضل فريق يف البلد: نفترض مسبقا) ٤.أ( .لدى توم جمموعة طوابع بريدية تذكارية أفضل من جمموعيت) ٥( .لدي جمموعة طوابع تذكارية: ترض مسبقا نف) ٥.أ( .تعرف ماري أن األرض كوكب مشسي ) ٦(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 25: البراغماتية

271

.األرض كوكب مشسي: نفترض مسبقا) ٦.أ(

وأثناء صعود علم الداللة التوليدي، فقد ساد االعتقاد بأن االفتراض املسبق، كـالقوة مفضلة ضـمن هـذا ونقطة بداية . التحقيقية، ميكن معاجلته ضمن شروط داللية حنوية حمضة

فالقول . االستلزام/ االعتقاد هي أنه ميكن إذابة االفتراض املسبق جزئيا ضمن شروط االستتباع Q صوابا فمن الضروري أن يكـون P يعين متاما أنه إن كان Q يستلزم قوال آخر Pإن قول

إال أن . نفـا آ) أ ٦ - ٣(ويبدو هنا أن هذا ينطبق بالتأكيد على ما حـدث يف . صوابا أيضا االفتراض املسبق عالقة أقوى من االستلزام وحقيقة أن االفتراض املسبق يبقى غري متأثر بالنفي

تساوي متامـا مـا ) Q تفترض مسبقا P(من االدعاء بأن ) وفق هذا النمط من التفكري (ميكننا : يلي

. أن تكون صحيحة بالضرورةQصحيحة ، فعندئذ، جيب على Pلو كانت أن تكـون صـحيحة Qصحيحة ، فعندئذ، جيـب علـى ) P -ال (لو كانت

.بالضرورة

تفتـرض ) ٦(على سبيل املثال، أنه إن كانت ) أ. ٦(و ) ٦(ومن هنا، ميكن القول فيما خيص :عندئذ) أ. ٦(مسبقا

.قول صحيح ، عندئذ" تعرف ماري أن األرض كوكب"لو :قول صحيح ، وكذلك" األرض كوكب "

قول صحيح ، " مل تعرف ماري أن األرض كوكب"لو .ما زال قوال صحيحا " األرض كوكب."عندئذ

إال إن ذلك تعريف قوي للغاية لالفتراض املسبق على املستوى النظـري ومـستوى صحيحة يف أي وقت، فإن ذلك التعريف يتـضمن أن P - أو نفيها ال Pومبا أن . املالحظة

فمن الواضح أنه ميكن إلغـاء . وأكثر من ذلك . سبقة هي دائما صحيحة كافة االفتراضات امل فعلى سبيل املثال، ميكن لآليت أن ال يكـون . االفتراض املسبق أحيانا مبجرد لفظ نفي اجلملة

:تناقضا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 26: البراغماتية

272

. ألنه ال يوجد ملك يف فرنسا أساسا-ملك فرنسا غري حكيم

:أو

ال أمتلك أية - يف الواقع -وعيت، ألنين ال ميتلك توم جمموعة طوابع أفضل من جمم . جمموعة طوابع على اإلطالق

أي إلغاؤهـا (وتذكرنا حقيقة إمكانية إلغاء االفتراضات املسبقة، يف األقوال املنفية، وتقترح ) …راجع ما ذكر آنفا (بإلغاء االستتباع التحاوري ) املعامل السياقية /بواسطة السمات

أي أا تشاطر االستتباعات بعض : ع االفتراض املسبق كظاهرة داللية حبتة أنه ال ميكن التعامل م .صفاا

قول وقد اقترح مثل هذا االستنتاج ستروسن يف معاجلته لالفتراض املسبق، وادعى أن A يفترض مسبقا قول B إذا وإذا فقط كانت B شرطا مسبقا لصحة أو عدم صحة A . فلـو

" يوجد ملك يف فرنسا "انية، فيمكننا أن نوضح ذلك بقولنا إن قول ث" ملك فرنسا "عدنا ملثال دعنا نفترض يف متابعة هذا النمط ". ملك فرنسا حكيم "شرط مسبق لصحة أو عدم صحة : هو

من التفكري، أنه يف حلظة نطق هذه العبارة ال يوجد ملك يف فرنسا على قيد الوجود، عندئـذ، . ن اجلملة ليست صحيحة وليست خطأ يف الوقت ذاته سيكون االستنتاج، وفقا لستروسن ،أ

الـصح (ومبا أن املنطق يسمح عادة بقيمتني من احلقيقة فقـط . إا ليست مجلة إخبارية البتة ونفترض، باإلضـافة - الطريقة املنطقية -ا األوىل : ، لذا ميكن تفسري ذلك بطريقتني )واخلطأ

ليس صوابا وليس خطـأ، ) القول( وهي أن الفكرة لقيميت الصح واخلطأ، أن هناك حالة ثالثة و يسبب هذا إعادة تفكري كبرية يف املنطق كـي . (وينطبق هذا احلالة على احلالة قيد الدرس

و نفترض يف الطريقة الثانية ، لتفسري ). نسمح بثالث قيم للحقيقة، أو ثغرات يف جداول القيم أو (أن القـول : األحـداث التحقيقيـة ،أي موقف ستروسن ، شيئا مثل موقف اوسنت حول

هو نوع من احلدث التحقيقي ميكن تنفيذه بنجاح فقط إذا توفرت شروط مناسـبة ) التأكيد قا هلذا االفتراض ، الذي يبدو أكثر قبوال، من إعادة النظر يف املنطق كـامال، فـإن ووف. معينة

.االفتراض املسبق عند ستروسن يصبح شرطا براغماتيا على تنفيذ األحداث الكالمية

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 27: البراغماتية

273

وقد جرت عدة حماوالت يف منتصف السبعينيات وأواخرها ملعاجلة االفتراض املـسبق و ) ١٩٧٥ (Wilsonوقد رفض كـل مـن ويلـسن . لتكامليضمن ما أمسيناه إطار العمل ا

إلجياد صيغة موحدة لالفتراض املسبق، " الداللية"و" الرباغماتية"احملاوالت ) ١٩٧٥(كيمبسن وقاال أن بعض مظاهر ظاهرة االفتراض املسبق تستلزم شرحا دالليا وبعضها اآلخـر يـستلزم

وهو كيف يرتبط االفتراض املـسبق بـبعض و بقي شيء وحيد غري واضح . شرحا براغماتيا يف بعض العبارات االمسية املعرفة، ويف : على سبيل املثال : األشكال القواعدية أو الداللية احملددة

ومل يكن واضحا أيضا كيف ميكـن اشـتقاق ". يدرك"و " يعرف"تكمالت أفعال اليقني مثل . ت املسبقة املرتبطة بأجزائـه املختلفـة االفتراضات املسبقة جلملة أو لفظ كامل من االفتراضا

على هذه املسائل باشتقاق االفتراضات املسبقة ) ١٩٧٩ ( Gazdarواحتوت إجابات جازداروبعد ذلك استخالص االفتراضات املسبقة احلقيقية من تلك اجلمـل ، احملتملة من شكل اجلملة

وجند هنا، مـرة . تباع التحاوري ضمن السياق مبساعدة العوامل الرباغماتية مبا يف ذلك االست ثانية، مثاال عن املوقف التكاملي الذي ميكن تطبيقه على مسألة يظهر فيها احلل املعتمد علـى

.شروط احلقيقة الداللية غري مناسب أبدا

األحداث الكالمية غري املباشرة. ٤

معها ) ملباشرةأو التحقيقات غري ا (لقد جلبت دراسة األحداث الكالمية غري املباشرة " القواعـدي "حتديا لكل من النظرية الكالسيكية لألحداث الكالمية عند سـريل والتـصور

.لألحداث الكالمية وفق ما قدمته الفرضية اإلجنازية

حاالت ينفـذ : "هي) ١٩٧٩(واألحداث الكالمية غري املباشرة وفق كلمات سريل وأمثلة مشهورة عن ذلك هي ". ث آخرمن خالهلا حدث حتقيقي بشكل غري مباشر بواسطة حد

:الطلب املؤدب الذي يبدو يف ظاهره سؤاال

هال أعطيتين امللح من فضلك ؟ )١( هال جلست هناك ؟) ٢ ( هال تفضلت بتوقيع هذه الورقة من فضلك؟ )٣(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 28: البراغماتية

274

وتسمى عادة باألسئلة (واجلمل اإلخبارية اليت تبدو أسئلة يف ظاهرها أيضا ):االستنكارية

)ال أحد يهتم . (من يهتم ؟ )٤( .. . )لقد أخربتك. (أمل أخربك بأن تكون حريصا ؟ )٥(

، يف حماولة منه لتفسري هذه األنواع من اجلمل وفـق )١٩٧٤(وقد أعطى صادوك و ) األسئلة األمريـة Whimperatives (وجهة نظر علم الداللة التوليدية، هذه اجلمل أمساء

)queclaratives وقـد . يف إشارة واضحة منه للوضع اهلجني هلذه اجلمـل ) األسئلة اإلخبارية –الطلب -يشار بصراحة، يف بعض األحيان، هلذه الوضعية يف اجلملة من خالل استخدام وامسة

أكثـر تنوعـا " القوة التحقيقية غري املباشـرة "إال أن ظاهرة . آنفا) ٣(كما يف " من فضلك " هذا عمل عطشان : "فجملة إخبارية مثل . ارا مما تقترحه بعض األمثلة النوعية املشهورة وانتش

ومن النادر أن جتد . ؛ ميكن أن متتلك قوة حتقيقية خفية، يف سياق حمدد، تعين طلب املاء للشرب .مجلة ال ميكن استخدامها كحدث كالمي غري مباشر إن وجد السياق املناسب

من الطرق لتفسري العالقة بني القوة املباشرة وغري املباشرة يف مثل وقد اقترحت العديد ، من وجهة نظر علم الداللة التوليديـة ، )١٩٧١(وقد اقترح ليكوف و غوردن . هذه األلفاظ

، أو قواعد براغماتية تعمل على مستوى البىن التحتية " املبادىء أو املسلمات التحاورية "بعض هذه املبادىء خاصة يف جوهرها، إال أا حققت بعض التعميمات وعلى الرغم من أن . للجمل

:وهذه واحدة من أكثرها فائدة. املفيدة يف بعض األحيان

تأكيد شرط أمانة يعتمد على املـتكلم أو ) أ(ميكن للمرء أن حيقق طلبا من خالل " ."طرح تساؤل حول شرط أمانة يعتمد على السامع ) ب(

) ب(بينما ينطبق القـسم . أرغب أن تناولين امللح :ثلة مثل على أم ) أ(ينطبق القسم من الواضح أن هذه املسلمات تؤدي إىل شروط . هل ميكنك أن تناولين امللح : على أمثلة مثل

.املناسبة و األمانة عند سريل و أوسنت

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 29: البراغماتية

275

و Cole بعض املسامهني مثل كول ). (١٩٧٤(ومنهج ثان تفحصه صادوك وآخرون حاول أعالم هذا املنهج توسيع الفرضية اإلجنازية لتشمل األحداث ). ١٩٧٥ Morganمورغان

وهكـذا ". بالنحو العميق" الكالمية غري املباشرة، حبيث متثل قواها اإلجنازية التحتية أو الكامنة :جند أن البنية التحتية يف املثال األول آنفا هي فعل إجنازي مثل

ووفقا هلذا املنهج، فإن العالقة بني القوة التحقيقية ". ] أن تناولين امللح[أطلب منك "املباشرة وغري املباشرة تفسر من خالل قواعد حتويلية، وتعامل على أا مثال منحرف للعالقـة

إال أن هناك، على أية حال، مصاعب تقنية ونظريـة . النحوية بني البنية التحتية والنية السطحية ة تقنية، جند من الصعوبة مبكان إجياد اشتقاقات حتويلية لبناء تـركييب يف هذا املنهج، فمن ناحي

: من فعل اجنازي توكيدي مثل" هل ميكنك أن تناولين امللح من فضلك: "استفهامي مثل

أما من الناحية النظرية، فإن املشكلة يف هذا املنهج، كما هو احلال . . "أطلب منك "هـل ميكنـك أن :" وليكوف ، هو أنه ال يعطي شرحا أو تفسريا ملاذا جيب على عند غوردن فمن وجهة نظر الفرضية اإلجنازية، فإن . أن تكون شكال معقوال لصيغة الطلب " تناولين امللح؟

ذلك جمرد حقيقة عشوائية شاذة، إال أنه من املمكن من وجهة نظر غرايس إعطاء أسـباب إذا رغبت من شخص أن يقوم بشيء ما من أجلك، أن تسأله فيمـا إذا ملاذا جتد من األنسب

.كان ممكنا بالنسبة له فعل ذلك أم ال

تفسريا لألحداث الكالمية غري املباشرة حياول فيه التغلـب ) ١٩٧٩(ويعطي سريل ويقوم تفسريه على أن العالقة بني القوة التحقيقية غـري املباشـرة وقوـا . على هذه النواقص

عنـد غـرايس، " قصد، متىن "وما " ما قيل "التحقيقة الظاهرة مشاة لتلك العالقة القائمة بني ولذلك ال بد من توفري تأويل مشابه، ضمن شروط مبدأ التعاون، وكـذلك قواعـد احلـدث

.الكالمي

وبديل يشبه منهج غرايس يف معاجلة األحداث الكالمية غري املباشرة هو ذاك املوجود ) تفـسريه الـداليل (اللفظ "معىن "الذي يقول بوجوب التميز بني ) ١٩٨٠ ( Leechيف ليش

وفيما خيص األحداث الكالمية غري املباشرة، فإن معناها حمـدد ). تفسريه الرباغمايت " (قوته"وـ "بتفسريها الظاهري " هـل :"ووفقا لوجهة النظر هذه، فإن ". التحقيق غري املباشر " ، وقوا ب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 30: البراغماتية

276

. هي مجلة استفهامية يف معناها الداليل، ولكنها توجيهيـة يف قوـا " امللح؟ ميكنك أن تناولين ويشدد اقتراح ليتش على حقيقة أن الالمباشرة هي مسألة تدرجيية تعتمد على مقدار االستدالل

ولشرح عملية االستدالل هذه، فإنـه ال . الذي جيب اعتماده الشتقاق القوة من املعىن الداليل دأ التعاون فحسب، بل جيب التعامل مع مبادىء براغماتية أخرى أمهها مبـدأ جيب استخدام مب

وضمن شروط التقسيم الثالثي الذي ذكر آنفا يف القسم الثاين، فإن شـرح ليـتش ". التأدب") املعـىن (، يقسم عبء الشرح بني علم الداللـة "تكميلي"لألحداث الكالمية غري املباشرة هو

يف املقابل ، فإن شرح صادوك ، ضمن شروط الفرضية اإلجنازية، هو يف و). القوة(والرباغماتية يف حني ). على الرغم من أنه يعترف بأنه جيب شرح بعض احلاالت براغماتيا " (داليل"األساس

.أن موقف سريل هو براغمايت يف صلبه

ويف منتصف السبعينيات، تغري حمور االهتمام ضمن الرباغماتية من حماوالت شـرح يـستخدم " ملـاذا "إىل شرح " الالمباشرة يف املعىن الرباغمايت "يفسر مستخدمو اللغة " فكي"

ال "ومتثلت إحدى حماوالت شرح ذلك أنـه . نفسها يف املقام األول " االالمباشرة"املتكلمون وميكن هلذه (لدى املتكلمني يف التعبري عن أنفسهم بشكل مباشر " توجد، بالطبع، القدرة الكافية

، أو تعابري العواطف القوية مثل "الالائية"لة أن تتضمن تعابري املفاهيم املركبة أو اردة مثل احلاويف حاالت أخرى، جيب أن نفترض أن املتكلم حيصل على امليزة التخاطبية ). احلب أو احلزن

اقترحـه وميكن العثور على ملخص ممتاز ملا . االجتماعية من خالل توظيفه لعملية غري املباشرة Dascalعلماء الرباغماتية حول دوافع غري املباشـرة يف التخاطـب الكالمـي يف داسـكال

:ومن أهم هذه الدوافع اآليت . ١٦٣ - ١٥٨): ١٩٨٣(

فمثال، رمبا احتاج طبيـب أن " (تصارع أو تشابك األهداف"غالبا ما يقع املتكلمون يف مسألة )دون أن يبدو غري إنساين أو غري مكترثيشرح بوضوح تام مدى خطورة حالة مريض لديه

حيث يعرف املتكلم من جتربتـه أن اسـتخدامه " (الوسيلية/العقالنية التجريبية "وكذلك مبدأ ).األسلوب الالمباشر رمبا كان األجنح

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 31: البراغماتية

277

ولـذلك فمـن ". يف قول وعدم قول شيء يف الوقت نفسه "وكذلك حيدث أن املتكلم يرغب باشر، ميكن للمتكلم أن يقول شيئا ويعين شيئا آخر، وبـذلك خالل استخدام األسلوب غري امل

.نفسها فرصة االنسحاب من املأزق يف حالة ردة فعل غري متوقعة/يترك لنفسه

أن املـتكلمني قـد ١٩٧٨ Altieriحيث يعاجل التريي " (املتعة"وكذلك مفهوم ).ر متعة وتشويقا لدى السامعيستخدمون األسلوب غري املباشر رد املتعة ، أو كي يبدو أكث

إال أن الشرح األكثر شيوعا لسبب استخدام األسلوب غري املباشر هو ألسباب تتعلق ومن املهم أن نذكر هنا أنه ال يستخدم مجيع الكتاب مـصطلح التـأدب ". باللطافة والتأدب "

) ١٩٨٧=١٩٧٨وفيما بعد براون وليفنـسن (فسريل و غرايس . بالطريقة نفسها " واللطافة الستخدام األسلوب غري املباشر، باطنيا بوصفه سببا أساسيا " التأدب "مهتمون أساسا مبفهوم

بوصفه مستوى سطحيا يتعلـق " التأدب" مهتم أساسا مبفهوم )١٩٨٣(يف حني جند أن ليتش فإن مفهـوم ووفقا هلذا التعريف الثاين، . مباشرة بالعادات والطبائع االجتماعية املتعارف عليها

ال حيتاج ألن يكون متعلقا بأية رغبة حقيقية لدى املتكلم يف أن يبدو ممتعا و لطيفـا " التأدب"، إال أن أهـم "التأدب"وسريل ولو بشكل سريع بأمهية مفهوم ويعترف كل من غرايس. حملدثه

، )١٩٨٧ = ١٩٧٨(و ليفنـسن دراسة ملفهوم التأدب يف السبعينيات تلك اليت قام ا براونإجيايب وآخر سليب، وأن األسلوب غري " وجه"اللذان يقترحان أن التأدب هو مسألة احلفاظ على

آنفا ميكن شرحه من حقيقة أن الطلب هـو يف األسـاس ٣ - ١املباشر املستخدم يف األمثلة إال أنه ميكن تلطيف صيغته، على أية حال، مـن خـالل " عمل يهدد ماء الوجه يف ظاهره "

ووفقا لرباون وليفنسن ، فإن درجـة . م استراتيجيات متنوعة من األسلوب غري املباشر استخدامؤلفة من عوامل نفسية (املسافة االجتماعية : التلطف املطلوبة تعتمد على العوامل الثالثة اآلتية

ام درجة االحتر "اخل اليت تقرر جمتمعة ... املكانة، والعمر، واجلنس، ودرجة األلفة : حقيقية مثل ويرى العديد مـن . ، والقوة النسبية وحجم السيطرة )املطلوبة يف حالة كالمية معينة " الكلية

انظـر ثومـاس (احملللني اآلخرين أنه جيب إضافة حمور إضايف آخر يتعلق باحلقوق والواجبات وجيب وزن هذه العوامل جمتمعة بعالقتها بالـسياق الثقـايف، وجيـب ). ١٥ - ١٣: ١٩٨١

يعها أيضا قابلة للنقاش والتفاوض من خالل التفاعل الكالمي وليس كحقائق مسلم اعتبارها مج

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 32: البراغماتية

278

فعلى سبيل املثال، ميكن ملتكلم أن خيتار استخدام األمساء األوىل يف حماولة لتقليص املـسافة . ااالجتماعية بني املتكلم ومستمعه، أو رمبا استخدام خطط تصغري متفرعـة لتقليـل حجـم

".هل ميكنك أن ترمي هذه يف صندوق الربيد عندما متر به ؟": فهومة، كأن يقول مثالالسيطرة امل

غموض املعىن. ٥

مفهوم احلدث الكالمي، قدمه يف البداية وكأنه قوة واحدة ميكن ) ١٩٦٢(عندما ناقش اوسنت سي وبدا األمر لعدة سنوات أن هدف عامل الرباغماتية األسا . تعينها ألي لفظ بدون أية مشاكل

مثل قوة العالقة احلاصلة بني السامع واملتكلم، كم هي (املعامل السياقية /هو شرح تلك السمات هل تلك سيارتك؟ على : اليت تؤدي إىل شرح لفظ مثل ) اخل ... جيدة معرفة املتكلم باملستمع،

. أنه لفظ تعجيب يف مناسبة وكأمر لتحريك سيارة املستمع يف مناسبة أخرى

القسم األول أن معظم النواقص يف النظرية الرباغماتية املبكرة كانت وقد الحظنا يف بسبب أن معظم األمثلة اليت عمل عليها العلماء يف حقل الرباغماتية كانت أمثلة لغوية مثاليـة

من جهة وألفاظا معزولة أو أزواجا من ألفاظ منعزلة أيـضا مـن جهـة ) خمترعة(أو مستنبطة ات والثمانينيات، أجربت حماوالت وصف مقاطع أطـول مـن الكـالم ويف السبعيني . أخرى

الطبيعي ضمن شروط وصف احلدث الكالمي من يعمل يف حقل الرباغماتية علـى مواجهـة " املـسافة االجتماعيـة "وهكذا مل تعد مفاهيم . مشاكل غموض أو التباس املعىن عند املتكلم

. حت قابلة للنقاش والتفاوض من خالل التفاعلاخل أمورا مسلما ا، بل أض" وحجم السيطرة "وهكذا، جند أن جل االهتمام احنرف عن مناهج البحث اليت تسيطر عليها قوانني حمددة كتلك عند ليكوف وصادوك وسريل إىل تطوير مناذج أو مناهج حبث قادرة على معاجلة التعقيـدات

.احلاصلة يف اللغة الطبيعية بطريقة أجنع

الرباغمايت التضاد ١. ٥

أن شكال من غموض املعـىن ) ١٩٨٧ = ١٩٧٨(وبراون ) ١٩٩٧(لقد أوحى عمل ليتش والحظوا أن القوة املقـصودة . أصبح مقبوال بصورة عامة ضمن حقل الرباغماتية" التضاد"وهو

سـؤاال " ميكن أن متثل –ميكن أن تكون غامضة قصدا " هل ذلك هو اهلاتف ؟ "يف لفظ مثل وعندما تكون احلقوق ذات الصلة باملوضوع . أو طلبا للمستمع كي جييب على اهلاتف " صرحيا

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 33: البراغماتية

279

وعــــادة ما تكون كـذلك (وااللتزامات، أو دور العالقة بني املشاركني غري واضـحة ، عندئذ، رمبا كان من مصلحة الطرفني أن تبقى قوة اللفظ قابلـة )٤كما الحظنا يف الفقـرة

املتكلم خماطرة جماة أو رفض مزعج ألن لدى املـستمع احلريـة يف وهكذا، يتجنب . للنقاشأو بدال من ذلك، أن يفسر اللفظ على أنه طلـب " نعم إنه ذلك "اإلجابة على السؤال بقوله

. غري مباشر وينفذ

وهكذا، جند أن التضاد حيدث عندما ال حيدد املتكلم بدقة طبقة القيم التحقيقية اليت فعلى سبيل املثال، ميكن تثبيـت ). تكون يف العادة على صلة باملوضوع ( دها يرغبها أو يقص

".االعتذار"و " االعتراف املتردد"يف أية نقطة بني " كان علي أن اتركها مفتوحة"لفظ مثل

األشكال األخرى لتعدد املعىن٢. ٥

على الرغم مـن (ية لقد أضحى مفهوم تضاد املعىن مفهوما راسخا عموما اآلن ضمن الرباغمات وقد نوقـشت ). ندرة اعتباره، على سبيل املثال، يف حتليل النص، انظر القسم السادس اآليت

مجـع " و ١٩٨٦انظـر ثومـاس " ثنائية التكافؤ "أشكال املعىن املتعددة األخرى مبا يف ذلك يف الدراسـات ، على الرغم من أن النقاش مل يكن نقاشا مكثفا، "تعددية التكافؤ " ، و "التكافؤ

و ) ١٩٨١(، بينما ناقش كل من فوشن )١٩٨٦(وثوماس ) ١٩٨١(الرباغماتية عند ليفنيسن املشاكل النظرية الوصفية اليت تعرضها األشكال املتعددة ) ١٩٧٢(وأومهان ) ١٩٧٩(هانشر

. ألفعال حتقيقية متعاونة

ن فيها للفظ مبفرده أن فينطبق على تلك احلاالت اليت ميك " ثنائية التكافؤ "أما مصطلح " تعددية التكافؤ "؛ بينما يشري مصطلح " نفسه"ينفذ حدثني حتقيقني خمتلفني أو أكثر للمستمع

. لتلك احلاالت حيث ينفذ فيها لفظ مبفرده أفعاال حتقيقية خمتلفة ملستمعني خمـتلفني أو أكثـر التحقيقي املتعدد التكافؤ فعلى سبيل املثال، وبشكله األكثر استقامة ووضوحا، ميكن للحدث

املكاىفء اللغوي لضرب عصفورين حبجر (أن يكون مثاال حيا ممتعا لالقتصاد يف استخدام اللغة واحد.(

الغموض الداليل ونظرية احلدث الكالمي٣. ٥

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 34: البراغماتية

280

وهكذا ميكن رؤية أن أمر تعيني قوة براغماتية مبفردها للفظ بعينه مسألة مباشرة ومستقيمة يف ، )١٩٨١(وقد برهن ليفنسن . احلاالت بالنسبة حمللل النص وللمشارك يف التبادل اخلطايب أغلب

يف حبث مثري وإبداعي أن هناك معضلتني أساسيتني ،رمبا ال ميكن تذليلهما بالنـسبة لنظريـة :احلدث الكالمي

.استحالة تعيني قوة مبفردها للفظ مبفرده ) ١( . القوة التحقيقيةاملغالطة املنطقية يف تعيني ) ٢(

واتضح بعد ذلك وبسرعة أنه عندما يتفحص املرء قطعا من النصوص اللغوية الطبيعيـة، فـإن وحىت يف اللفظ املنفـرد، . غموض القوة الرباغماتية، إىل حد بعيد أو قريب، هو القاعدة تقريبا

ألحداث التحقيقية، مل وبالنسبة ملعظم ا . فمن النادر إمكانية اجلزم بنوع احلدث التحقيقي املنفذ علـى . ( مقبوال "الطلب"عن " األمر"يعد القول بأنه ميكن تأسيس قواعد لغوية رمسية لتمييز

الرغم من أن فهم دور العالقات االجتماعية، مع السمات شبه اللغويـة الـسياقية األخـرى قليلة من علماء وال ترى سوى قلة ). سيساعد بالتأكيد على تضييق جمموعة التفسريات املمكنة

: الرباغماتية اليوم أن نظرية احلدث الكالمي شيء أكثر من طريقة خمتزلة ملناقشة معىن املـتكلم إا وسيلة مساعدة من التجريد تلكأت مصطلحاا ألا على قدر هائل من التداول والـشيوع

. وهي مفيدة لذلك الغرض فقط

ق ألن تتصل مبواضيع أخـرى مـن والتأدب مثال عن موضوع أدى بالرباغماتية حب حقول أخرى مثل علم االجتماع وعلم اإلنسان االجتماعي، وبذلك وسـع طبقـة العوامـل

إال أن عمل كل من براون وليفنسن وليتش مل يـول . املطلوب مناقشتها يف أي حتليل براغمايت وفـشل يف ) داقطعة النص اليت تضمنت لفظا حمد : أي(اهتماما كافيا " السياق اللغوي "مسائل

إعطاء قدر كاف للعوامل االجتماعية واملؤسساتية اليت تؤثر بشكل كـبري يف إنتـاج الـنص وفيما يتعلق باملسألة األخرية، ميكن للرباغماتية أن تؤدي بشكل مفيد إىل احملـاوالت . وتفسريه

الوصـف يف تضمني) ١٩٧٧كتلك اليت قام ا البوف وفانشل ( اللغوية املبكرة -االجتماعية وأمثلة عن حماوالت من هذا القبيل ضمن الرباغماتية . اللغوي بثبات ضمن مواقع اجتماعية معينة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 35: البراغماتية

281

و Candlin; و كاندلني ١٩٨٥ Faircloughفريكالو ). ١٩٨٥ (Meyتتضمن أعماال لـ مي .ونعود باهتمامنا اآلن ملعاجلة مسألة السياق ). ١٩٨٦ Lucasلوكاس

اغماتية يف نص حواري سياقيحتليل القوة الرب. ٦

برزت مسألتان مترابطتان للنظرية الرباغماتية التقليدية عندما قامت حماوالت جـادة لتطبيـق وهلاتني املسألتني ، بـدورمها، اسـتتباعات أو . النظرية الرباغماتبة على النص احلواري السياقي

احلواري أو وصف التفاعـل عـرب تأثريات هامة على ااالت اللغوية ااورة مثل حتليل النص .الثقافات اليت تعتمد على النظرية الرباغماتية

انظر القـسم (إن غموض املعىن ليس ظاهرة على مستوى اللفظ فحسب، .١ .ولكن حيدث على مستوى وظيفة النص احلواري أيضا) ٥

فاظ إن مسألة تعيني القوة الرباغماتية للفظ معني تتأثر بشكل جوهري باألل . ٢ . اليت تسبقه

غموض وظيفة النص احلواري١. ٦

الصعوبة اليت ميكن أن يعانيها املشاركون يف حديث ) ٢٥: ١٩٨٤(يوضح مثال من ميلوري :لتحديد وظيفة النص احلواري حىت يف قطع قصرية من النصوص

هل ستعود إىل البيت مبكرا اليوم ؟ :الزوجة اجني السيارة ؟ مىت حتت : الزوجتساءلت فقط فيما إذا كنت ستعود مبكـرا إىل . ال أحتاجها : الزوجة

. البيت اليوم

على الرغم من أنه كان ( جند يف مثال ميلروي أن الزوج قد فسر تفسريا معقوال متاما " ما قبل الطلب "يساوي إىل (وجته على أنه حدث حتقيقي حتضريي لفظ ز ) خمطئا كما اتضح

إال انه يف الواقـع، . رمبا صمم لتحضري األرضية لطلب استخدام السيارة) يف التحليل التحاوري ما يهمنا هنا هو السبب الـذي ". سؤال مباشر"كما يوضح اللفظ األخري أن اللفظ كان جمرد

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 36: البراغماتية

282

املثال التايل، فإن وظيفة النص احلواري تعتمد ، جزئيا على وكما يوضح . أدى إىل خطأ الزوج :األقل، على الطريقة اليت يستجيب فيها املستمع

هل ستستخدم احلاسوب هذا املساء؟ : أ .ال : ب هل من املمكن أن استخدمه عندئذ؟ : أ

" هل ستستخدم احلاسوب هذا املساء؟ "للسؤال " ب"ففي هذه احلالة، فقد استجاب " ب"إال إنه ميكن أن يستخدم على قدر مساو كالطلب نفسه، لو اختار . نه سؤاال مباشرا وكأ

، أو، "إنه حتت تـصرفك "، "ال: "أن جييب " ب"ميكن لـ . أن يتعامل معه على ذلك األساس يف أغلب األحيان كتـوبيخ يف " هل ذلك هو معطفك على األرض؟ "بشكل مشابه، تستخدم

. حد ذاا

خرى، فإن مسألة حتديد وظيفة النص احلواري ليست مشكلة للمـشارك يف وبعبارة أ احلديث فقط، ولكنها مشكلة للمحلل أيضا الذي ميكنه أن حيدد القيمة من خـالل مغلطـة

إننا ال نتعامل مع تنوع أو تعدد يف القوة التحقيقية فحسب، ولكن مع تعدد أو تنوع يف . منطقية .شكل من التضاد النصي الذي ليس بالنادر وذلك -" النص احلواري"وظيفة

قوة اللفظ الرباغماتية يف نص حواري سياقي ٢. ٦

ولدرجة . ناقشنا يف الفقرة اخلامسة مشاكل غموض القوة الرباغماتية فيما خيص األلفاظ املنعزلة صغرية نسبيا، فإن مسألة حتديد القوة الرباغماتية أضحت أبسط خبـصوص الـنص احلـواري

القـوة، (فاحمللل ليس قادرا على أن يأخذ يف حسبانه املعايري الرباغماتية املتنوعة فقط . يالسياقودور احلدث الكالمي يف حالة أو سياق معني ولكن أيضا حالة اللفظ ) اخل... حجم السيطرة

وغالبا ما يستطيع املتحاور التخلص من بعض التفسريات احملتملة أيضا ألن . يف النص احلواري -تفسريات األلفاظ الالحقة يف احملادثة ستتأثر أو ستنحرف بشكل كبري بـاملعىن اللغـوي

بسبب القوة اليت يعطيها املستمع لأللفاظ ) ١٩٨١ Hoppe و هوب Kessانظر كيس (النفسي :خذ آخر لفظ من املثال التايل. السابقة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 37: البراغماتية

283

معزوال عـن (اللفظ ميكن أن نعترب هذا " رمبا إنك طيب لدرجة أنك ستحركها ؟ "أما عندما نأخذه يف سياق احملادثة كاملة، . اخل... طلبا مؤدبا، أو طلبا ساخرا، أو أمرا ) سياقه

:فإننا نستبعد التفسريين األولني متاما

هل هذه سيارتك؟ : أ .نعم : بإنـين ال . هذه هي املرة الثالثة هذا األسبوع اليت تأخذ فيها مكان سياريت :أ .أدفع مخسني جنيها يف العام ألتركك تأخذ مكاين دائما

. آسف، إنين مل أعرف أنه مكان سيارتك :ب وما عالقة ذلك باملوضوع حبق السماء، واآلن إنك تعرف، رمبا إنك طيب : أ

. لدرجة أنك ستحركها

اليت وصفها كل من البوف و فانـشل بالطريقة" تراكمية"جند أن القوة الرباغماتية ، على الرغم من كونه غري "املتكرر"فقد أوضحا، على سبيل املثال، أن الطلب ) (٩٥ :١٩٧٧(

، وكذلك مبعىن أن املشاركني يعطون )مباشر يف حد ذاته، ميكن تفسريه كتحد ملقدرة املستمع م أن نأخذ يف احلسبان األلفاظ ومن امله .. قيمة لأللفاظ بناءا على ما قد سلف أو حدث مسبقا

ميكـن أن . السابقة واألثر التراكمي للقوة الرباغماتية يف تقدير درجة مالئمة أو مناسبة لفظ ما متهيدا مالئما حلدث كالمـي " ليمهد"يكون املتكلم قد استخدم األلفاظ السابقة استراتيجيا

هل ميكنين : " حيث ميكن احلكم علىلنعد إىل مثالنا السابق يف طلب استخدام احلاسوب . حمددعلى أا طلب غري مؤدب، إن مل حيكم عليها بوصفها جزءا من حمادثة " أن استخدم احلاسوب؟

وبالتايل تقلل حجم السيطرة، (لن يستخدم احلاسوب ) ب(يسبقها اللفظ األول الذي أكد أن ).عن درجة نقاش املعايري الرباغماتية) ٤(راجع نقاشنا يف القسم

استتباعات ممارسة الرباغماتية٣. ٦

إن وجود التضاد النصي احلواري وصعوبة تعيني قصد حتقيقي مبفرده للفظ ال يعرض مشاكل مجة لنظرية احلدث الكالمي فحسب ، بل يعرض مشاكل ال ميكن تذليلها تواجـه أي إطـار

يقـدم ) ليـل الـنص ، املتبعة يف حت "ملء الفراغات بكلمات معينة "مثل مناهج (عمل وصفي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 38: البراغماتية

284

باالعتماد على االعتقاد أنه ميكن للمحلل أن حيدد، بدون أية صعوبة، حدثا نصيا مبفرده عنـد .حلظة قول اللفظ أو فيما بعد

إن الطبيعة التراكمية للقوة الرباغماتية تدعو إىل توخي احلذر يف جمالني طبقت فيهمـا ما وصف التفاعل والتداخل بني الثقافـات أوهل: نظرية احلدث الكالمي التقليدية بشكل واسع

Fraserانظـر فريـزر (البحث يف اكتساب الكفاءة الرباغماتية يف تعلم اللغة الثانية : وثانيهما ١٩٧٩ Rintell ورنتـل ١٩٨١ Walterz وولتـرز ، Rintell و رنتل Fraser، فريزر ١٩٧٨ توضيح البيانـات اسـتخدام فنادرا ما مسحت الطرق املستخدمة يف ). ١٩٧٩ Walterوولتر

ومبا أن هناك قدرا كـبريا مـن . األحداث التحقيقية التحضريية أو مناقشة شروط االستخدام االختالف عرب الثقافات يف الطريقة املباشرة اليت يتم التعامل من خالهلا مع األحداث التحقيقية،

التايل بالدرجة اليت أسس املتكلم فيها وب-عندئذ، ميكن للمقارنات، اليت ال تم كثريا بالسياق .األرضية الستخدام احلدث التحقيقي ،أن تكون مضللة لدرجة كبرية

نشأت حركة ضمن التراث الرباغمايت األوريب ابتعدت عن تطبيق قوالب أو مناهج صارمة، تؤدي بالتايل إىل تشويه املعطيات، واستبداهلا بنظام ديناميكي يف تفسري اللفـظ يهـتم

وقد تضمن . بأهداف املتكلم وال حيمل اللفظ معىن واحدا ولكن حيمله احتمالية كافية من املعىن -انظـر ليفنـسن (ذلك، يف أغلب األحيان، استعارة مبادىء ومفاهيم من التحليل التحاوري

اعتربت فيها الشكوك وعدم التأكد اليت يعاين منها احمللل يف تعيني أو ) الفصل السادس ١٩٨٣ديد القيمة الرباغماتية والتحادثية لأللفاظ مرآة تعكس املشاكل اليت يعاين منها املشاركون يف حت

إن املعضلة اليت جتابه الرباغماتيني هي كيفية جتسيد غـىن . التعامل مع املعىن يف الواقع احلقيقي ي، مـع املعىن الرباغمايت والنصي احلواري وتعقيده وتنوعه الذي يسمح به التحليل التحـاور

.احلفاظ على القوة التنبؤية والتفسريية للنظرية الرباغماتية

إعادة تقيم مبدأ التعاون عند غرايس. ٧

أدت حماوالت تطبيق النظرية الرباغماتية على مقاطع من الكالم الطبيعي التحاوري إىل إعـادة والحظ العديد من . تقييم عام ملفهوم احملادثة عند غرايس، وكذلك مكانة املبادىء بشكل خاص

الكيفية عند غرايس متشابكة /املناسبة أو األسلوب/املعلقني أن مبادىء النوعية والكمية، والعالقة

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 39: البراغماتية

285

فمثال، ال ميكن إجراء تقيم صحة وعدم صحة . وليست بالتأكيد على درجة واحدة من الترتيب لوب هو مبـدأ نـصي إال مبا خيص العامل احلقيقي، يف حني ، جند أن مبدأ األس ) مبدأ النوعية ( :وخيتص، يف كلمات غرايس نفسه بـ) فأحكام التقيد به أو عدمه تعتمد على أسس لغوية(

."ليس مبا قيل، ولكن بـ كيف جيب أن يقال ما قيل"

ال، يف حني أن التقيد مببدئي األسـلوب والكميـة يتعلـق /إن التقيد مببدأ النوعية مسألة نعم اسهابا؟ وكم مـن املعلومـات هـي " اإلسهاب"ظما؟ وكم من" التنظيم"فكم هو . بالدرجة

.؟" معلومات كافية"

التجـاوز، (إن الطرق اليت ميكن للمتكلم أن يتقيد أو ال يتقيد فيها مببـدأ التعـاون ختتلف بدرجة كبرية ) آنفا. ١. ٣اخل انظر القسم .. االستهزاء، املخالفة، االمتناع، أو اخلروج

على (ما يتم خرق مبدأ األسلوب ، بشكل خاص، على حنو غري مقصود فغالبا . من مبدأ آلخر فعلى سبيل املثـال، ال . ومن الصعب خرقه دون مالحظة ذلك ) عكس مبدئي النوعية والكمية

( ميكن للمتكلمني أن ميوهوا حقيقة أم وقعوا حتت تأثري التشويش أو أم يكررون أنفـسهم ). غامض بقصد التمويه أو التضليلعلى الرغم من إمكانية استخدام تعبري

فعندما خيتار املتكلمون عالنيـة . ويعرض اخلروج عن مبدأ التعاون حالة ممتعة للغاية اخلروج عن مبدأ ما، فإم يزودوننا مبدخل متميز للطريقة اليت يعمل ا املتكلمون، كقاعدة، يف

ملفهوم غرايس يف أن هنـاك لـدى وتعرض هذه احلالة بدورها، دليال بديهيا . اتباع املبادىء املشاركني توقعات كبرية، إن بقيت األمور األخرى على ما هي، وإن مل يتوفر دليل واضـح

إن تكرارية خروج املتكلمني عن التقيـد . للعكس، يف التقيد باملبادىء مبا يف ذلك مبدأ التعاون ة أو ندرة احلاالت اليت خيرجون فيها عن عالنية، باملقارنة مع عدم تكراري ) املناسبة(مببدأ العالقة

.عن املبادىء األخرى) وأكثر أمهية(املبادىء األخرى توحي بأنه من طبيعة أو نظام خمتلف

فقد علق العديد . املناسبة هي اليت أثارت معظم االهتمام /إال أن طبيعة مبدأ العالقة وهولـدكروفت ١٩٧٧ و داسـكال ١٩٧٩ و بـريد ١٩٧٩باخ و هارنش ( من الكتاب

واقتـرح . املناسـبة /على األمهية البالغة ملبدأ العالقة ) ١٩٨١، و ويلسون وسبريبر ١٩٧٩

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 40: البراغماتية

286

مبدأ العالقة "العديد منهم استبدال مبدأ التعاون نفسه مببدأ عالقة تعاد صياغته وتعريفه ويسمى ) ١٩٨١، ويلسن وسبريبر ١٩٧٩ وهولدكروفت ١٩٧٧داسكال ( أو املناسبة

". املناسـبة "ميكن االستعاضة عن مبادىء غرايس مببدأ عالقة واحد وهو مبدأ . . ".وأثناء تفسري قول ما يستخدم املستمع هذا املبدأ، من ناحية، بوصفه مرشدا لتفسري الغموض و حتديد الداللة أو املرجع بشكل صحيح، ويستخدمه، من الناحية األخرى، لتقرير ما إذا كانت

إىل إجياد مقدمات منطقية إضافية ، وإن كان األمر كذلك، فما هي هذه املقدمات احلاجة تدعو ميكن ملبدأ املناسبة مبفرده أن يزودنا بوسيلة، . املنطقية ؟ أو إذا كان املقصود هو التفسري اازي

."نعتقد، أا أكثر وضوحا أيضا من االستتباعات اليت وضع غرايس مبادءه لوصفها أو شرحها

)١٧١: ١٩٨١ويلسون وسبريبر (

وأغلب احلجج اليت قدمت أو اقترحت الستبدال مبدأ التعاون قد صيغت على النحو :التايل

وقد متت برهان .مناسبة /إن مبدأ التعاون هو يف جوهره، مبدأ عالقة ) ١( عدم وجود أمثلة أو حاالت الستنباط استتباعات دون استحضار مبـدأ

.العالقة/ املناسبة

مناسبة معادة صياغته، على عكس مبدأ التعـاون، لـن / وإن مبدأ عالقة )٢( وعلى الرغم من إظهار : تكون درجة صحته سخيفة أو ضعيفة

أا عامل قوي يف تفسري اللفظ حيث يبحث السامعون جبد املناسبة على املناسبة، إال أن هناك حاالت يستخلص املشاركون فيها أن /عن العالقة

) عن متكلم قد جتاوز مستمعيه : مثال( هناك لفظ ال عالقة له باملوضوع . وال توجد هناك حمادثة جارية

من ). على عكس مبدأ التعاون(املناسبة /أنه ميكن ألشكال العالقة ) ٣(

. حيث املبدأ، أن حتدد وتعرف بدقة أكرب

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 41: البراغماتية

287

ضرورة ) ١٩٨٦(وتوماس ) ١٩٨٠(وسانديرز ) ١٩٧٧(ويناقش كل من داسكال أن هناك أربع ) ٩٢- ٩١: ١٩٨٠(فيقول ساندرز. املناسبة/ بني مناذج خمتلفة من العالقة التمييز

دون ( طرق على األقل ميكن للتعبري فيها أن يكون على عالقة مع تعبري سابق أو تعبري الحـق ويقول داسكال أيضا أن املتحـاورين يف احملادثـة ). األخذ يف احلسبان اللعب باأللفاظ طبعا

:املناسبة على األقل مبا يف ذلك / مبفهومني متميزين من العالقةيعملون

ويتعلق األول مبـدى عالقـة األحـداث ". داليل"واآلخر " براغمايت"واحد ". .. : ويهتم الثاين بعالقة كينونات لغوية منطقية، أو إدراكيـة مثـل . .. الكالمية بأهداف حمددة

يتضمن بعض مفاهيم مثل الداللة أو املرجع، . . ها ووصف: النمط نفسه مع مثيالا من " قضايا" )٣١١: ١٩٧٧داسكال، . " (اخل...وعالقات املعىن، و االستلزام

سبريبر وويلسن: املناسبة/نظرية العالقة. ٨

املناسبة أهم تطور شهدته /املكثفة لنظرية العالقة ) ١٩٨٦( وويلسن رمبا كانت معاجلة سبريبر . وات القليلة املاضيةالرباغماتية يف السن

، معتمدا على عمل )١٩٨٦" (التواصل واإلدراك ": املناسبة/العالقة"ويعرض كتاما سابق للمؤلفني، يف حقيقة األمر، أمنوذجا جديدا للرباغماتية حيتذى به، وطموحا لنظرية جديدة

سب، بل أيضا لتفسري ومل يصمما نظريتهما لتفسري األلفاظ املنفردة يف السياق فح . يف التواصل " التأثريات اخلاصة"التأثريات األسلوبية، مبا يف ذلك املعلومات القدمية واجلديدة املعطاة، وكذلك

، وال يتطلب تفسريها "خاصة"أحد مزاعم النظرية أن االستعارة ليست . (لالستعارة والسخرية ). أي شيء يزيد عما يتطلبه منهج عام للتواصل

ألنه مؤسـس علـى " استدالل إشاري "على أنه " التخاطب"ل ووصف نظام التواص ) اليت يصدرها املتكلم وتعين أن لديه شيئا ما يود التخاطـب بـه " (لإلشارة"املفاهيم التكاملية

وأعيد صياغة نظريـة ). العملية املنطقية اليت يستعملها املستمع للوصول للمعىن " (االستدالل"و : على النحو التايل) ٣,١ر القسم انظ(املعىن املفهومي عند غرايس

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 42: البراغماتية

288

قصد إظهار جمموعة حمددة من االفتراضات : قصد إخباري )أ( . للمستمعني بشكل واضح أو أكثر وضوحا

قصد إليضاح قصد املخاطب اإلخباري لكل من املستمعني : قصد ختاطيب ) ب( . واملخاطب

:يل ووصف التخاطب االستداليل اإلشاري على النحو التا

جيعل األمر واضحا لكل من املستمعني واملخاطب أن . يصدر املخاطب حافزا ". .. . املخاطب يقصد من خالل هذا احلافز أن يوضح للمستمعني جمموعة حمددة من االفتراضات

)٦٣: ١٩٨٦سبريبر وولسن ، (

" املعرفـة "بدال من مصطلح " (اإلظهار"من املالحظ أن النظرية تستفيد من مصطلح ميكن الفتراض مـا . لإلشارة إىل املعلومات املتعامل معها ضمن التخاطب أو التواصل) األقوى

أن يتضح بدرجات متفاوتة لشخص ما، وعليه فإن القول أن االفتراضـات املختلفـة تظهـر ).٥انظر الفقرة . (بدرجات خمتلفة يفسح اال لربوز ظاهرة التضاد يف التواصل

ولـيس " االفتـراض /التـصور "، فقد استخدم الكتـاب مـصطلح وبشكل مشابه وتسمح التصورات، علـى عكـس . املعلومات/للداللة على وحدات املعىن " القضية/املفهوم"

.املفاهيم، بدرجات متفاوتة من التزامها باحلقيقة

وهذا االنسحاب حنو نظرية أضعف من التواصل مرغوب به عندما يناقش املرء أمهية عملية التواصل، والصعوبات اليت يالقيها الفالسفة وعلماء الرباغماتية يف الدورة املتبعة التضاد يف

ويف الوقت ذاته، فإن سبريبر و ويلسن يتمسكان مبفهوم واضح ". املعرفة املتبادلة "املتعلقة مبفهوم ا يعـين وهذ. من االستدالل املنطقي يف تفسري السمة االستداللية لعملية التواصل أو التخاطب

أما يعانيان من مشكلة كيفية شرح وصول املستمعني، على الرغم مـن مسـات االسـتدالل ويقول سريبر و ويلـسن .. املنطقي التكرارية، عامة، إىل القرارات املناسبة بشأن معاين األلفاظ

":املناسبة/مبدأ العالقة"أن وسائل حتديد عدد االستدالالت املشتقة من اللفظ هي

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 43: البراغماتية

289

". كل فعل ختاطيب إشاري ينقل التصور مبناسبته املثالية: املناسبة/عالقةمبدأ ال

:على النحو التايل " الفتراض املناسبة املثالية "وشرح مفهوم املستمعني

اليت يقصد املخاطب إظهارها أو توضيحها ١ إن جمموعة التصورات )أ(ملناسبة كي تـستأثر بانتبـاه ا/ هي على قدر كاف من العالقة للمستمع

.واهتمام املستمع وهو يؤول احلافز اإلشاري

إن احلافز اإلشاري هو األكثر مناسبة والذي ميكن للمخاطب أن يستخدمه ) ب( . للمستمعني١إيصال يف

وهي مكانة وضحتها . هي مسألة درجة" املناسبة /العالقة"يتضح من هذا التعريف أن : يف عمل سبريبر و ولسن" املناسبة/العالقة "حول طبيعة ودرجة " شروط املدى"

يكون التصور مناسبا أو على صلة يف سياق إذا بدت آثاره السياقية ) ١(شرط املدى .يف ذلك السياق كبرية

يكون التصور مناسبا أو على صـلة يف سـياق إذا بـدت ) ٢(املدى /شرط الدرجة .اجلهود املبذولة لتفسريه أو شرحه يف ذلك السياق صغرية

املناسبة أساسا هي تنـاوب بـني /أن العالقة " املدى"ونعلم من هذين الشرطني عن مبدأ ). (كون الشيء قابل للتحليل واملعاجلة " (املعاجلة"و) مبدأ الكمية عند غرايس " (اإلخبار"

) .الكيفية عند غرايس/األسلوب

أساسية يف نظرية " التأثريات السياقية " من الضروري، على أية حال، فهم أن إال إنه ولو اعتقدنا بأن التأثريات السياقية هي معلومـات فلـن . ويلسن وسبريبر للتواصل والتخاطب

:وبدقة أكثر، فإن هناك ثالثة مناذج من التأثريات السياقية . خنطىء كثريا

).اقية استتباعات سي. (تصورات جديدة ) أ( .تقوية التصورات السابقة ) ب( .التخلص من التصورات القدمية لصاحل التصورات اجلديدة اليت تناقضها )ت(

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 44: البراغماتية

290

-بدون أي اسـتثناء " املناسبة /العالقة"يدعي سبريبر و ويلسن أنه ميكن تطبيق مبدأ بة هذا يقوم بكامـل املناس/ وأن مبدأ العالقة -أي أن الطبيعة اإلنسانية تأنف من انعدام املعىن

. عمل مبادىء غرايس بل وأكثر منها أيضا

عنـد سـبريبر و " املناسبة /العالقة"ومن السابق ألوانه احلصول على تقييم لنظرية ولسن ؛ ولكن ميكننا أن جنازف ونؤكد أما قدما أعظم الفضل للرباغماتية وهو أنـه جيـب

لتواصل تلعب اللغويات فيها، كنظرية للرمز اللغوي مساواة الرباغماتية بنظرية عامة للتخاطب وا وكما يوضح عنوان كتاما، فنظريتهما . ، دورا صغريا نسبيا ) علم الداللة والنحو، والصوت (

للتخاطب توىل اجلانب النفسي، وليس اجلانب االجتمـاعي، يف التخاطـب " إدراكية"نظرية ىل الصرامة والقسوة، حيث أا مـل أيـضا وهذا يؤدي بالتأكيد للعودة إ . األمهية الكربى

وبشكل كبري التقدم والتبصر احلاصل يف الوصف االجتماعي الذي ميز تقـدم الرباغماتيـة يف املناسبة كما طرحاها ستشكل، بـدون أدىن /ومع ذلك، فإن نظرية العالقة . ااالت األخرى

وحنتـاج يف . املعـىن الرباغمـايت شك، حمطة حبث كبرية للبحث والتقصي املستقبلني لطبيعة الرباغماتية، كما يف علم الداللة، إىل إحداث توازن بني املنظور االجتماعي واملنظور النفـسي

ولو جازف املرء بتخمني للمستقبل، فإنه ميكن القول إن الصراع سيستمر . ملعىن اللغة اإلنسانية احلال يف اجلوانب األخـرى يف دراسـة بني عامل اللغة النفسي وعامل اللغة االجتماعي كما هو

.املعىن اللغوي واستخدام اللغة

REFERENCES / املراجع

Altieri, C. (1978) ‘What Grice offers literary theory; a proposal for “expressive implicature”’, Centrum, 6 (2): 90-103.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 45: البراغماتية

291

Apostel, L. (1979) ‘Persuasive communication as metaphorical discourse under the guidance of conversational maxims’ in Logique et Analyse 22: 265-320.

Austin, J. L. (1962) How To Do Things With Words, Oxford University Press, Oxford.

Bach, K. and Harnish, R. (1979) Linguistic Communication and Speech Acts, MIT Press, Cambridge, Mass.

Baker, C. (1975) ‘This is just a first approximation, but ...’, Papers From the Chicago Linguistics Society, II: 37-47.

Bar-Hillel, Y. (1970) Aspects of Language, North-Holland, Amsterdam.

Bar-Hillel, Y. (1971) Pragmatics of Natural Language, Reidel, Dordrecht.

Bird, G. (1979) ‘ Speech acts and conversation- II’ Philosophical Quarterly, 29: 142-52.

Brockway, D. (1981) ‘Semantic constraints on relevance’, in Parret, H. et al (eds) `98`:57-78.

*Brown, P. and Levinson, S. (1987) Politeness: some universals in language usage, Cambridge University Press, Cambridge. )Reissued and extended version of 1978 monograph.)

Candlin, C. N. and Lucas, J. L. (1986) ‘Modes of counseling in family planning’, in Ensink, T. et al (eds) Discourse in Public Life, Foris, Fordrecht.

Carnap, R. (1942) Introduction to Semantics, MIT Press, Cambridge, Mass.

Carnap, R. (1955) ‘On Some Concepts of Pragmatics’, Philosophical Studies, 6: 89-91

Cole, P. (ed) (1978) Syntax and Semantics, 9: Pragmatics, Academic Press, New York.

Cole, P. and Morgan, J. L. (ed) (1975) Syntax and Semantics, 3: Speech Acts, Academic Press, New York.

Dascal, M. (1977) ‘Conversational relevance’, Journal Pragmatics, 4:309-28.

*Dascal, M. (1983) Pragmatics and the philosophy of Mind I: Thought in Language, Benjamins, Amsterdam.

Edmondson, W. J. (1979) ‘Harris on performatives’, Journal of Linguistics, 15: 331-4.

Fairclough, N. L. (1985) ‘Critical and descriptive goals in discourse analysis’, Journal of Pragmatics, 9: 739-63.

Fotion, N. (1971) ‘Master Speech Acts’. Philosophical Quarterly, 21:232-43.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 46: البراغماتية

292

Fotion, N. (1981) ‘I ‘ll bet you $10 that betting is not a speech act’. in Parret, H. et al.: 211-23.

Fraser, B. (1978) ‘Acquiring social competence in a second language’ in RELC Journal 9 (2): 1-21.

Fraser, B., Rintell, E. and Walters, J. (1981) ‘An approach to conducting research on the acquisition of pragmatic in a second language’, in Larsen-Freeman, D. (ed.) Discourse Analysis. Newbury House, Rowley, Mass.: 75-81.

Frege, G. (1952) ‘On sense and reference’, in Geach, P. T. and Black, M. (eds) Translations from the Philosophical Writings of Gottlob Frege, Blackwell, Oxford: 56-78. (Original 1892.)

Gazdar, G. (1979) Pragmatics: Implicature, Presupposition and Logical Form, Academic Press, New York.

Gordon, D. and Lakoff, G. (1975) ‘Conversational postulates’, in Cole, P. and Morgan, J. L. (eds): 83-106.

Grice, H. P. (1957) ‘Meaning’, Philosophical Review, 66: 377-88.

Grice, H. P. (1975) ‘Logic and conversation’, in Cole, P. and Morgan, J. L. (eds): 41-58.

Grice, H. P. (1978) ‘Further notes on logic and conversation’, in Cole, P. (ed.) 113-27.

Grice, H. P. (1981) ‘Presupposition and conversational implicature’, in Cole, P. (ed.) Radical Pragmatics, Academic Press, New York: 183-98.

Hancher, M. (1979) ‘The classification of cooperative illocutionary acts’, Language in Society, 8: 1-14.

Harris, R. (1979) ‘The descriptive interpretation of performative utterances’, Journal of Linguistics, 14, 331-4.

Harris, S. J. (1980) Language Interaction in Magistrates’, Courts, unpublished Ph. D. thesis, University of Nottingham.

Holdcroft, D. (1979) ‘Speech acts and conversation-I’, Philosophical Quarterly, 29: 125-41.

Hughes, J. (1984) ‘Group speech acts’, Linguistics and philosophy, 7: 379-95.

Kasher, A. (1976) ‘Conversational maxims and rationality’, in A. Kasher (ed.) Language in Focus, Reidel, Dordrecht: 197-216.

Kasher, A. ( 1977a) ‘Foundations of philosophical pragmatics’, in R. E. Butts and J. Hintikka (eds) Basic Problems in Methodology and Linguistics: 225-42, Reidel, Dordrecht.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 47: البراغماتية

293

Kasher, A. (1977b) ‘What is a theory of use?’, Journal of Pragmatics 1(2): 105-20.

Kempson, R. M. (1975) Presupposition and the Delimitation of Semantics, Cambridge University Press, Cambridge.

Kess, J. F. and Hoppe, R. A. (1981) Ambiguity in Psycholinguistics, Benjamins, Amsterdam.

Kiefer, F. (1979) ‘What do the conversational maxims explain?’, Lingusitcae Investigationes 3 91) :57-74.

Labov, W. and Fanshel, D. (1977) Therapeutic Discourse, Academic Press, New York.

Leech, G. N. (1977) ‘Language and tact’, LAUT Series A Paper 46, University of Trier.

Leech, G. N. (1980) Explorations in Semantics and Pragmatics, Benjamins, Amsterdam.

*Leech, G. N. (1983) Principles of Pragmatics, Longman, London.

Levinson, S. (1979) ‘Activity types of language’, Linguistics 17: (5/6): 365-99.

Levinson, S. (1981) ‘ The essential inadequacies of speech act models of dialogue’, in Parret, H. et al. (eds): 473-89.

*Levinson, S. (1983) Pragmatics, Cambridge University Press, Cambridge.

Martinich, A. P. (1984) Communication and Reference, Walter de Gruyter, Berlin.

Mey, J. L. (1985) Whose Language: A study in the Pragmatics of Language Use, Benjamins, Amsterdam.

Milroy, L. (1984) ‘Comprehension and context: successful communication and communication breakdown’, in Trudgill, P. (ed.) Applied Sociolinguistics, Academic Press, London: 7-31.

Morgan, J. (ed.) (1979) Syntax and Semantics: Volume 9. Academic Press, London/New York.

Morris, C. W. (1938) Foundations of the Theory of Signs, Chicago University Press , Chicago.

*Nuyts, J. and Verschueren, J. (1987) A comprehensive Bibliography of Pragmatics: 4 vols, Benjamins, Amsterdam.

Ohmann, R. (1972) ‘Instrumental Style: notes on the theory of speech as action’, in Kachru, B.B. and Stahlke, H.F.W. (eds). Current Trends in Stylistics. Linguistic Research, Edmonton, Illinois: 115-41.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 48: البراغماتية

294

Parret, H. Sbisa, M. and Verschueren, J. (eds) (1981) Possibilities and Limitations of Pragmatics, Benjamins, Amsterdam.

Pratt, M. L. (1977) Toward a Speech Act Theory of Literary Discourse, Indiana University Press, Bloomington.

Prastt, M. L. (1981) ‘The ideology of Speech -act theory’, Centrum (New Series): 5-18.

Pyle, C. (1975) ‘The function of indirectness’, Paper read at N-WAVE IV. Georgetown University.

Rintell, E. (1979) ‘Getting your speech act together: the pragmatic ability of second language learners’ in Working in Bilingualism 17: 97-106.

Ross, J. R. (1970) ‘On declarative sentences’, in Jacobs, R.A. and Rosenbaum, P.S. (eds) Readings in English Transformational Grammar, Blaisdell, Waltham, Mass.: 222-72.

Sadock, J. M. (1974) Towards a Linguistic Theory of Speech Act, Academic Press, New York.

Sadock, J. M. (1978) ‘On testing for conversational implicature’, in Cole, P. (ed.): 281-98.

Sampson, G. (1982) ‘the economics of conversation: comments on Joshi’s paper’, in Smith N.V. (ed.) (1982) 200-10.

Sanders, R. E. (1980) ‘Principles of relevance: a theory of the relationship between language and communication’, Communication and Cognition: 77-95.

Searle, J. R. (1969) Speech Acts: An Essay in the Philosophy of Language, Cambridge University Press, Cambridge.

Searle, J. R. (1969)

Searle, J. R. (1979a) Expression and Meaning, Cambridge University Press, Cambridge

Searle, J. R. (1979b) ‘A taxonomy of illocutionary acts’, in Searle, J. R. 1979a: 1-29. (Original 1975.)

Searle, J. R. (1979c) ‘Indirect speech acts’, in Searle, J. R. 1979a: 30-57.( Original 1975.)

Searle, J. R. (1979d) ‘Speech acts and recent linguistics’, in Searle, J. R. 1970a: 162-79.(Original 1975.)

Searle, J .R., Keifer, F. and Biewisch, M. (eds) (1980) Speech Act Theory and

Pragmatics, Reidel, Dodrecht.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Page 49: البراغماتية

295

Smith, N. V. (ed.) (1982) Mutual Knowledge, Academic Press, London/New York.

*Sperber, D. and Wilson, D. (1986) Relevance: Communication and Cognition, Cambridge University Press, Cambridge.

Stampe, D. W. (1975) ‘Meaning and truth in the theory of speech acts’, in Cole. P. and Morgan, J. L. (eds): 1-39.

Strawson, P. F. (1952) Introduction to Logical Theory, Methuen , London.

Swiggers, P. (1981) ‘The supermaxim of conversation’, Dialectica, 35: 303-6.

Thomas, J. A. (1981) ‘Pragmatic Failure’, unpublished M. A. thesis, University of Lancaster.

Thomas, J. A. (1983) ‘Cross-cultural pragmatic failure’, Applied linguistics, 4: 91-112.

Thomas, J. A. (1984) ‘Cross-cultural discourse as unequal encounter’, Applied Linguistics, 5: 226-35.

Thomas, J. A. (1985) ‘the language of power: towards a dynamic pragmatics’, Journal of pragmatics, 9: 765-83.

Thomas, J. A. (1986) The Dynamics of Discourse: a pragmatic approach to the analysis of confrontational interaction, unpublished Ph. D. thesis, Department of Linguistics, University of Lancaster.

Walters, J. (1979a) ‘the perception of politeness in English and Spanish’, in On TESOL’79: 289-96.

Walters, J. (1979b) ‘Strategies for requesting in Spanish and English- structural similarities and pragmatic differences’, Language Learning 9 (2): 277-94.

Wilson, D. (1975) Presupposition and Non-Truth Conditional Semantics, Academic Press, New York.

Wilson, D. and Sperber, D. (1981) ‘On Grice’s theory of conversation’, in Werth, P. (ed.) Conversation and Discourse- structure and Interpretation. Croom Helm, London: 155-78

FURTHER READING

The item marked with an asterisk in the list above will be found especially helpful for further exploration of the subject.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com